سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
Multiculturalisme
1. 1
"باتريك"، "سافيدان" )،1(Patrick SAVIDAN
الدولة والتعدد الثقافي ) ،(Le multiculturalismeترجمه إلى العربيسسة المصسسطفى حسسسوني،
الدارالبيضاء : دار توبقال للنشر، 1102، 59 ص.
عبدالكريم ساعة
أستاذ باحث، جامعة الحسن الثاني، المحمدية
تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يخول للقارئ العربي التعرف على مساهمة الفلسفة السياسية
فسي إثسراء الجسدل السساخن السذي أثسارته مسسألة التعدديسة الثقافيسة فسي نهايسة القسرن العشسرين.
فصاحب الكتاب لم يكتف بجرد الفكار، والنظريات السياسية التي أفرزهسسا هسسذا الجسسدل حسسول
التعددية الثقافية فحسب، بل إنه أبرز عمق التحليلت الفلسفية لهذه التعددية، وغسسزارة النتسساج
المفسساهيمي المرتبسسط بهسسا، وحسساول أيضسسا استشسسفاف السسسبيل الكفيسسل بتحقيقهسسا فسسي المجتمعسسات
الديمقراطية. ولشك أن ظهور مصطلح الدولة في عنوان الترجمة، كان اختيارا صائبا لكونه
يحمل في ثنياه السؤال العريض، والمركزي الذي يخوض فيه الكتاب، والسسذي يتعلسسق بمصسسير
الدولة المسة، وبوظيفتهسا الجديسدة أمسام التكساثر السذي يعرفسه التنسوع الثقسافي، وتزايسد طلبسات
العتراف به.
يحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول. يتساءل المؤلف فسسي الفصسسل الول عسسن مشسسروعية
نموذج التعددية الثقافية، وينطلق من فكرة مفادها أن التعدديسسة الثقافيسسة تكتسسسي أهميسسة تتجسساوز
بكسسثير الصسسراع القسسائم بيسسن المؤيسسدين والمعارضسسين لهسسا، وأنسسه لمعالجسسة رهاناتهسسا السياسسسية
والخلقية، والتمكن من إعطاء مطلب العتراف دللته الحقيقية وحيزه الكامل، يجسسب إدراج
هذه التعددية في السياق التاريخي الذي عرفته التجربة الديمقراطية. فهو يعتبر أن نشأة الفكر
الديمقراطي، ل ينبغي إرجاعها إلى عوامل ذات طابع ديني، وثقافي، واقتصادي فحسسب؛ بسل
لبد من الخذ بعين العتبار أيضسا التحسسول العميسق السذي شسسمل كيفيسة تمثسسل الفسسراد لتجربسسة
س س س س
الخر. ويستند بهذا الصسسدد علسسى أطروحسسة " سسسيلفي ميسسزور" ) (Sylvie MESUREو"الن
رونو" ) 2(Alain RENAUTاللذين اقترحا، في حديثهما عن "مفارقات الهويسسة الديمقراطيسسة
المعاصرة"، التمييز بين ثلثة نماذج .
1. باتريك سافيدان فيلسوف فرنسي، وأستاذ محاضر بجامعة السسربون ببساريس، ومسسدير "مرصسد التفاوتسسات
الطبقية" ) ، ( L’Observatoire des inégalitésتدور أعماله حول مسسألة العدالسة الجتماعيسة ؛ ويعتسبر مسن
أبرز وجوه التيار الليبرالي الجمهوري بفرنسا، ومن المدافعين عن فكرة اللتحام الجتماعي.
2
, S. MESURE, A. RENAUT, Alter ego ? Les paradoxes de l’identité démocratique, Paris : Aubier
.9991
2. 2
يرتبسسط النمسسوذج الول بالنظسسام الرسسستقراطي السسذي يقسسوم علسسى التراتبيسسة بيسسن الفسسراد
والمجموعات، والذي يسود فيه تمثل الخر على أنه الغيسسر، وتكسسون فيسسه الختلفسسات طبيعيسسة
وجوهرية وثابتة. وهناك، في مقابل ذلك، النموذج الديموقراطي الذي يصبح فيه الخر مثيل،
أي أنه "شخص، وفاعل" ) ،(une personne, un sujetوتكون فيه كل الختلفات بين الفراد
في الثقافة، والعرق، والدين، والجنس، وغيرها، عارضة وثانوية، على غرار ما ينسسص عليسسه
العلن العالمي لحقوق النسان.
وحسب سافيدان، فان هذا النموذج الديمقراطي يتمتع بنسسوع مسسن الجاذبيسسة ؛ إل أنسسه يطسسرح
مشكل الهيمنة، أي هيمنة الدولة المسسة السستي تقسوم علسسى تسسذويب الختلفسسات الموجسسودة وسسسط
س
المجتمع، وتعمل علسسى انصسسهارها ضسسمن هويتهسسا المهيمنسسة. ومسسن هنسسا، يتسسساءل كيسسف يمكسسن
العتراف بالختلفات دون أن نجعلها جوهرية، مبرزا أن المسر يتعلسق أول بتحديسد المكانسة
السستي نريسسد أن نوليهسسا للخصوصسسية الثنوثقافيسسة، ثسسم معرفسسة إن كسسانت هسسذه المكانسسة تسسستحق
العتراف بها مؤسساتيا وسياسيا.
وأما عن النموذج الثالث، "النموذج المعاصر"، فيمكن أن يصبح نموذجسسا جديسسدا، يتسسم فيسسه
قبسسول الختلفسسات ؛ ولكسسن بسسدون أن يسسؤدي ذلسسك إلسسى خلسسق فسسوارق وتفاوتسسات بيسسن الفسسراد
والمجموعسسات ؛ أي أنسسه نمسسوذج يقسسوم علسسى "جعسسل الختلف مسسن صسسلب الهويسسة". فسسالقرار
بالختلفات قد ل يكون مناقضا للسس التي قسسامت عليهسسا المجتمعسسات الديمقراطيسسة، بسسل إنسسه
يمكسسن أن يسسساير ديناميسسة المسسساواة، وأن يظهسسر فسسي شسسكل غيسسر معهسسود، وهسسو"المسسساواة فسسي
الختلف". وهنا يكمن، حسب سافيدان، الرهان الرئيسي للتعدديسسة الثقافيسسة كطريقسسة لمعالجسسة
التعدد الثقافي.
فالعتراف بالخر، أمر له مرتكزاته الخلقية. ويستند صاحب الكتاب بهذا الصسسدد علسسى
أطروحة الفيلسوف الكندي "شارل طايلور" ) (Charles TAYLORالذي سسساهم فسسي دراسسسة
هذه المرتكزات. بحيث ينطلق هذا الخير من مبدأ مفاده أن كل هوية إل وترتبط بشسكل وثيسسق
س
بأشكال العتراف بها. ولهذا فالعتراف ليس مجاملة للخسر فحسسب، بسل هسو حاجسة إنسسانية
حيوية. ويرى طايلور أن هناك نوعين من "العراض المرضية" التي تصسيب الهويسة : عسدم
س
العسستراف بسالخر أو تصسوره بشسسكل مشسسوه ؛ وكلهمسا يسؤدي إلسسى معانسساة إنسسانية. فنوعيسسة
س س س س س
العتراف تفرض نفسها كرهان أخلقي رئيسسي، ويجسب تفسادي خلسق مسواطنين مسن الدرجسة
س س س
الولى وآخرين من الدرجة الثانية ؛ لن سياسسة العستراف ترمسي إلسى النسدماج مسع احسسترام
س س
تميز هوية كل فرد، وكل مجموعة، وهذا ما يسميه طايلور ب "سياسسسة الختلف" السستي هسسي
سياسة ترفض تذويب الختلفات ضمن الهوية المهيمنة.
وفي الفصل الثاني من الكتساب، يطسرح سسافيدان إشسكال إمكانيسة تشسجيع الختلفسات دون
س س س س س س س
خلق أوضاع يغيسسب فيهسسا العسسدل، والسسستقرار الجتمسساعي، ويحسساول معرفسسة إن كسسان التنسسامي
الملحوظ لمطالب العتراف بهويات المجموعات سيؤدي إلى تعميق مسار الديمقراطية أم إلى
تراجعه. وللخوض في هذا الشكال، تطرق إلى تاريخ الفكسسر السياسسسي الغربسسي فسسي خطسسوطه
3. 3
العريضة، مبينا أن عددا من اليديولوجيين الذين ينتمون لتجاهات الجمهوريين، واللبراليين،
والشتراكيين، يعتبرون أن المطالبة بالحكم الذاتي أو بالمحافظة بالهويات الثقافية مسسن طسسرف
"أمم صغرى" هي مطالب رجعيسسة. فمنظسسور هسسؤلء اليسسديولوجيين للتقسسدم يقتضسسي انصسسهار
ثقافسسات القليسسات فسي الكيسسان السسذي يسسستوعبها. وهسذا المنظسسور متجسسذر فسسي السستراث السياسسسي
س س
الغربي، ونجده لدى التيارات التي تدعي العالمية، مثل الماركسية والشسستراكية، كمسسا يشسسترك
في ذلك أيضا الملكيون، والجمهوريون، واللبراليون.
وبغض النظر عن الختلفات السياسية التي تفرق بين هذه التيسسارات كلهسسا، فسسان إجماعهسسا
يعبر عن عمق الحوافز المحددة لموقف التقليسد الغربسي المعسارض اتجساه القليسات. فالحريسسة،
س س
والتحرير في منظور هذا الموقف يقتضي التماثسسل، وليسس الختلف. ويلحسظ سسسافيدان، مسسن
س س
جهة، أن هذا الموقف لم يكن مبررا للتماثل فحسب، بل مبررا للسسستعمار أيضسسا. مثلمسسا يسسرى
من جهة ثانية أنه كان ول يزال يلعب دور جمع الشمل حول مبادئ إنسانية عالمية.
وللمسسساهمة فسسي هسسذا الجسسدل، يقسسترح المؤلسسف تفحسسص الحجسسج السستي يقسسدمها هسسذا الرث
المعارض بغية تحديسد مسا يحتسويه مسن عناصسر متجساوزة تاريخيسا، ومسا ل زال يحضسسا منهسا
س س س س س
بالمصداقية. وبهسذا الصسدد، قسام بتقسسيم الحجسج، والفتراضسات المعتمسدة لرفسض العسستراف
س س س س س س س
بحقوق القليات إلى صنفين : الحجج الوظيفية، والحجج الخلقية. يقوم الصسسنف الول علسسى
مبدأ المواطنة التي ل يمكن ممارسستها بشسكل تسام فسي غيساب التكامسل بيسن الوحسدة السياسسية،
والوحسسدة الثقافيسسة. فهسسذه الوحسسدة تسسساهم فسسي تحقيسسق النسسدماج القتصسسادي، والتنميسسة، وتعسسزز
التضامن الذي تستلزمه سياسة إعادة التوزيسع. ويعتسبر سسافيدان أن هسذا الصسنف مسن الحجسج
التي تجمع بين السياسي والجتماعي، والتي نجد لها صسدى فسي كتابسات "ارنسست ڴيلنسر" )
س س س
،(Ernest GELLNERو"ستيوارت ميل" ) ،(John STUART MILLلزالسست تلعسسب دورا
مركزيا في النظريات السياسية التي تريد الحفاظ على نوع من التوازن بيسسن المسسسألة الوطنيسسة
ومبادئ العدالة الجتماعيسسة. ويرجسسع سسسافيدان منطسسق هسسذا الصسسنف مسن الحجسسج إلسسى عسساملين
س
رئيسيين. يتمثل العامل الول في تأثير النموذج المثالي للمدينة القديمة ) (la citéالذي يتميسسز
نظريا بالتجانس الثقافي رغم أن التاريخ يشهد بأن المدن القديمة كانت تزخر بتعسسدد الثنيسسات.
وأما العامل الثاني، فيكمن في التصور الذي يسرى فسي التنسوع الثقسافي مصسدرا للصسراع بيسن
المجموعات.
وبخصسسوص الحجسسج الخلقيسسة، فهسسي ترمسسي إلسسى مناهضسسة الطريقسسة السستي تنهجهسسا سياسسسة
العتراف لعادة تقييم مكانة الختلف في مشروع تحقيق المساواة. ويرى مؤلف الكتسساب أن
هناك طريقتين لمعالجة موضوع العلقة بين الثقافات على المستوى الخلقي. تكمن الطريقة
الولى في اعتبار وجود تراتبية بين الثقافات ومن هذا المنطلق يجب على الثقافسات "الراقيسة"
تحرير الثقافات المتأخرة عنها، وهذا ما يسمى بالتمركز حول الذات) . (l’égocentrismeغير
أن المقاربة الثانية ترفض هذه الحجة التي تقوم على مبدأ تراتبية الثقافات، وتتبنى وجهة نظر
تتمركسسز حسسول القيسسم الكونيسسة. بحيسسث أن قيمسسة أي نسسسق قيمسسي إنمسسا تكمسسن فسسي "تجسسرده مسسن
4. 4
خصوصيته" ) .(Départicularisationويقتضسي مبسدأ التجسرد مسن الخصوصسية حيساد الدولسة
س س س س س س
كشرط ملزم لداء وظيفة التحكيم.
وفي الفصل الثالث من الكتاب، الذي خصصسسه لسياسسسة الهويسسات، يرفسسض المؤلسسف تأويسسل
سياسات التعددية الثقافيسة كخطسوة نحسو التفكسك الجتمساعي، والصسراعات العرقيسة والدينيسة،
والحد من الحريات المدنية والسياسية. ول يمكن حسبه الدعاء بالمساهمة ايجابيسسا فسسي الجسسدل
القائم حول التعددية الثقافية بالقتصار على القول بأنها تمثل تراجعا بالمقارنة مع التقدم السسذي
عرفه المد الديمقراطي، والليبرالي، وبأنها تعبير عن "انكماش هوياتي" ).(repli identitaire
فلقد أظهرت الدراسات التي أنجزت بهذا الخصوص بأن المطالبة بالعتراف ل تشكل حصسسنا
محصنا ضد نمط معين من التنظيم القتصادي. كما أنهسا ل تقسدم نفسسها كسأداة للحسد مسن إرث
س س س س س س
الحقوق والحريات الفردية ؛ بل هي، على العكس من ذلسسك، طريقسسة لتحقيسسق وعسسود العالميسسة،
والمساواة في الحرية. ففي كثير من الحالت المتصلة بالقليات، يتعلق المر بالتفاوض حسسول
نمط إدماجها في الحلبة الجتماعية، والسياسية. وترتبط مطالبها بسياسات الهوية، مثل مطلب
الحراز على مكانة في مقررات التعليم، وفي الصسسحافة، وفسسي السياسسسات اللغويسسة، وغيرهسسا.
وأما المجموعات الثنية، فل تتعلق مطالبها بالعتراف بالهويسسة بقسسدر مسسا تتعلسسق بالنصسساف،
والمساواة في فرص الشغل وغيرها، وفي المزيد من الندماج السياسي.
ويستنتج من هذه المعطيات كلها أن التعددية الثقافية ل تؤدي إلى تفكيك المجتمع، بل علسسى
العكس من ذلك تساهم في تقدمه. ولهسذا يسدعو إلسى قلسب طريقسة مقاربسة هسذه المسسألة، وذلسك
بإبراز أن المر ل يتعلق بتسخير المبادئ الديمقراطية للوصول إلى العتراف بالتعدد الثقافي
فحسب، بل يتعلق بجعل هذا العستراف المؤسسساتي أداة قسادرة علسى صسقل، وترقيسة المسسسار
س س س س س س
الديمقراطي. فسسالعتراف بالهويسسة الثقافيسسة، ومأسسسستها، يمكسسن تصسسورها كسسأدوات ناجعسسة فسسي
دمقرطة المجتمعات. والقول بهذا، يعني ضمنيا، حسب رأيه، أن مبدأ حياد الدولسة مبسدأ فاشسسل
س
نظرا للتفاعل المستمر بين السياسي والثقافي.
فمعطسسى اسسستحالة الحيسساد، يمكسسن أن يسسؤدي، حسسسب سسسافيدان، إلسسى تبنسسي موقسسف ليسسبرالي
"وطني"، مفاده أن الدولة، إذا أرادت أن تحافظ على اسسستقرار المجتمسسع، فعليهسسا أن ل تختسسار
الحياد على الصعيد الثقافي. فحسب الليبراليين الوطنيين، هناك ثلثة حجج رئيسية للسسستدلل
على هذا الموقف الذي يصر على مركزية الدولة. الحجة الولى هي العدالسسة الجتماعيسسة. أي
قبول الفراد تمويل نظام إعادة التوزيع لفائدة أفراد آخرين ؛ ولتحقيق ذلك، لبد مسسن مسسساندة،
ومشاركة أغلبية المواطنين. والحجسة الثانيسة هسي أن العدالسة الجتماعيسة تقتضسي أيضسسا مبسسدأ
س س س س س س
تكافؤ الفرص. ولتطبيق ذلك، يجب عل القل أن يتمكسسن الفسسراد مسسن الحصسسول علسسى قسسدرات
لغوية، وثقافية متقاربة، ولبد من وجود نظام تربوي وطني يساهم فسسي تهيسسئ شسسروط تحقيسسق
هذه العدالة. وأما الحجة الثالثة، فتكمن في وجود رابط بين الحرية الفرديسسة والهويسسة الوطنيسسة.
وهذا يفسترض أن النتمسساء لثقافسسة وطنيسة معينسسة ل يحسول أمسسام الختيسارات الفرديسة ؛ بسسل أن
س س س س س
ازدهار الثقافة الوطنية يساهم في تعزيز الحرية الفردية.
5. 5
فالليبرالية الوطنيسة تجسد نفسسها إذن، أمسام مسأزق : فإمسا أن تسسعى لضسمان توحيسد المسسة،
س س س س س
وتكون بذلك فعالة، مع احتمال أن ل تكون عادلة، وإما أنها تصر على أن تكون عادلة، ولكن
مع افتراض أن ل تكسون فعالسة. ولمحاولسة المسساهمة فسي حسل هسذا المشسكل، علسى المسستوى
س س س س س
النظري، يرجح سافيدان أطروحة التجاه الليبرالي الذي يدافع علسسى التعدديسسة الثقافيسسة، والسستي
يمثلها ثلة من الفلسفة المعاصرين البارزين، مثل : "ويل كيمليكا" )،(Will KYMILICKA
وشارل طايلور، و"جورجن هابيرماس" ).(Jürgen HABERMAS
ولقد خصص الفصسل الرابسع لهسذا التحسدي السذي يتمثسل فسي إمكانيسة العستراف بالتعدديسة
س س س س
الثقافية مع الحفاظ على العدالة واللتحام الجتماعي فسي نفسس السوقت ؛ وبسدون السسقوط فيمسسا
س س س س س
يسمى ب "الحادية الثقافية المتعددة" ) ،(monoculturalisme plurielس حسب تعسبير "أمارتيسسا
س
سين" ) ،3(Amartya SENأي بدون خلق مجتمع تسود فيه دولة ليبرالية وأقليات غير ليبرالية
ل يمكن جبرها على احترام الحريات والحقوق الساسية.
ويبدو أن سافيدان يميل إلى تبني التصور الذي بلوره الفيلسوف الكندي ويسسل كيمليكسسا بهسسذا
الخصوص، وهو تصور ليبرالي تعددي يقدم ضسسمانات لحمايسسة حقسسوق الفسسرد، والسسدفاع عنهسسا
عندما تتعارض مع حقوق الجماعة. ففي نظريته المتعلقة بالقليات، يميسز كيمليكسا بيسن أنسواع
من الدول والقليات. فهناك الدول "متعددة القوميات" ) ،(États multinationauxوالتي ظهر
فيها التعدد الثقافي نتيجة وجود ما يسميه "القليات القومية". وهناك "الدول متعددة الثنيسسات"
) (États polyethniquesالتي ظهر فيها التعدد الثقافي نتيجة لستقرار المجموعات المهاجرة،
والتي يسميها "المجموعات الثنيسة". وبنساء علسى هسذا التمييسز، تختلسف الحلسول الستي تقسدمها
النظرية الليبرالية حسب الحالت. فهذه النظرية تتأسس على مبدأ اسسستقللية الفسرد، وبسسأن كسسل
س
قانون خاص بأقلية ما، يحد من الحقوق المدنية لعضائها، إنما يتعارض مع مبادئ الليبراليسسة
كالحرية والمساواة ؛ وبالتالي وجب التصدي له. فبهذا المعنى، تبسسدو علقسسة الدولسسة بالقليسسات
شبيهة كثيرا بالعلقات الدولية. بحيث ثمة معايير يجب أن تتقيد بها جميع الدول، وكسسل خسسرق
لهسا مسن طسرف دولسة مسا، إل وأصسبح معسه حسق التسدخل الخسارجي فسي الشسأن السداخلي حقسسا
س س س س س س س
مشروعا. وأما المجموعات المهاجرة، فأمرها يختلف عن باقي القليات حسب كيميليكا، الذي
يعتبر أن الدول الليبرالية المضيفة لها تملك الحق في جعلها تحترم المبادئ الساسسسية للبراليسسة
السياسية.
وفي ختام الكتاب، يتوقف سافيدان عند قانون منع ارتداء الحجسساب فسسي فرنسسسا، السسذي أثسسار
جدل ساخنا حول مبادئ الجمهوري الفرنسية، مستخلصا أن هذا المثال يبرز أنه، فضسسل عسسن
التأمل في المبادئ الكبرى، فل يزال هناك الكثير من المجهودات السستي يجسسب بسسذلها مسسن أجسسل
أقلمسة هسذه المبسادئ، وتطويعهسا حسسب السسياقات. فسإذا كسانت السياسسة الليبراليسة الستي تتبنسى
التعددية الثقافية طموحة في مبادئها، فإنهسسا لسسن تكسسون فعالسسة إل إذا عملسست علسسى إيجسساد حلسسول
ملئمة تكسب رضا القليات الثقافية والغلبيسسة معسسا. وكسسأنه بهسسذه الخلصسسة، يعسسترف بحسسدود
3
.7002 , A. SEN, Identité et violence. L’illusion du destin, Paris : Odile Jacob
6. 6
التنظير الفلسفي المتعلق بالتعددية الثقافية، وبمآل الديمقراطيات الغربيسسة، ويسسدعو إلسسى المزيسسد
من الدراسات الميدانية السوسيولوجية، والثنولوجية للتقسسرب أكسسثر مسسن ديناميسسة واقسسع التعسسدد
الثقافي، ومحاولة التحكم في صيرورته.