SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  104
‫فرابس فً حرٌم القذافً‬




      ‫" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬


‫1‬   ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫قال سبحانه : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم‬
‫إن هللا خبير بما يصنعون } صدق هللا العظيم ------------------------------------‬
                                                                     ‫--------‬


                                                               ‫قال سبحانه:‬
    ‫(قل للمإمنٌن ٌؽضوا من أبصارهم وٌحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن هللا خبٌر‬
                                                             ‫بما ٌصنعون )‬

                                                              ‫صدق هللا العظٌم‬


  ‫قامت مونٌكا كوجان الصحافٌة فً ٌومٌة "لوموند" الفرنسٌة بتوثٌق شهادات‬
‫مإثرة ومإلمة عن نزوات الزعٌم اللٌبى السابق معمر القذافى الذي قتل فً أكتوبر‬
 ‫تشرٌن األول من العام الماضً وصوالته وجوالته فى عالم النساء من كل جنس‬
 ‫ولون أؼلبهن كن جمٌالت وفً مقتبل العمر، اختطفن، تعرضن للضرب واإلهانة‬
  ‫واالؼتصاب من قبل العقٌد وزبانٌته هكذا كان مصٌر النساء اللواتً ألقً بهن‬
      ‫قصرا فً حرٌم الزعٌم اللٌبً جمعتها ألول مرة فً كتاب ٌحمل عنوان:‬
                                      ‫"‬
                           ‫فرابس فً حرٌم القذافً."‬


                                                   ‫المصدر :منتدٌات لٌبٌا القمة‬




‫2‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫1‬
     ‫عُرؾ عن العقٌد معمر القذافً انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان ٌحٌط‬
    ‫نفسه بمزٌد من الفتٌات، ٌتحرش بهن، وٌعاشرهن، وٌعتدي علٌهن، وكؤنه كان‬
 ‫ٌرٌد أن ٌثبت «رجولته الدابمة»، كما كان ٌُخضع شعبه، رجاالً ونساء، آللة القمع‬
                           ‫التً استخدمها بال رحمة لٌحصل على ما ٌرٌد ومن ٌرٌد.‬
‫ثـرٌا، التً ولدت فً المؽرب، كانت أٌقونة أبوها، كانت لدٌها أحالم هابلة، تحطمت‬
      ‫جمٌعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفا ً للقذافً، ثم ؼنٌمة له وجارٌة!‬
        ‫وفً كتاب «الفرابس فً حرم القذافً»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.‬
       ‫«اللمسة السحرٌة».. كلمة سر القابد لحرسه الشخصً {القذافً} كان ٌخطط‬
     ‫الؼتصاب كل فتاة ٌضع ٌده على رأسها فً السادس عشر من نوفمبر من عام‬
    ‫2213، نشرت أنٌك كوجٌن فً صحٌفة لوموند الفرنسٌة تحقٌقا ً مطوالً بعنوان‬
 ‫«االنتهاكات الجنسٌة للقذافً»، روت فٌه قصة ثـرٌا ذات االثنٌن وعشرٌن ربٌعا،‬
   ‫التً اختطفتها عصابة القذافً وعزلتها عن العالم منذ كانت فً الخامسة عشرة‬
    ‫من عمرها. صحافٌة «لوموند »عادت إلى لٌبٌا هذه السنة، وبحثت عن قصص‬
     ‫اؼتصاب مشابهة، كان بطلها القذافً فً كتابها «الفرابس.. فً حرم القذافً»‬
                                   ‫الذي صدر قبل أٌام فً بارٌس عن دار ؼراسٌت.‬
‫عادت الصحافٌة إلى المدرسة التً اختطفت منها ثـرٌا ، التً تقع فً مدٌنة سرت،‬
 ‫لكن مدٌرها أُصٌب بفورة ؼضب، حٌن حدثته عن قصة الفتاة، ونفى نفٌا قاطعا أن‬
                                            ‫ٌكون القذافً قد زار المدرسة من قبل.‬
  ‫كنت أستعد لمؽادرة المدرسة، حٌن لمحت فجؤة مجموعة من المدرسات فً ؼرفة‬
                ‫ّ‬
        ‫صؽٌرة فً الطابق األول.. ذهبت إلٌهن لالستماع إلى قصصهن، كن ٌتحدثن‬
   ‫جمٌعهن فً الوقت ذاته، وتتنافسن فً سرد القصص والذكرٌات.. كانت الواحدة‬
 ‫تبدأ قصة ما، فتقاطعها األخرى إلثرابها بالمزٌد من المعطٌات، قبل أن تتدخل ثالثة‬
 ‫وتصرخ فً وجههما «انتظرا، لدي ما هو أسوأ».. وأما أنا فلم أستطع مجاراتهن‬
                                                              ‫ّ‬
                                                     ‫وال تدوٌن كل ما كن ٌقلنه...‬
                                                ‫هل ٌتعلق األمر باختطاؾ للفتٌات؟‬
 ‫كل سرت على علم بالقضٌة، نعم سرت القذافٌة.. شرحت لً إحدى المدرسات وقد‬
       ‫زٌّن الكحل عٌنٌها، ذلك فً قولها «كان القذافً ٌُحكم قبضته على الجمٌع فً‬
  ‫مدٌنته وفً قبٌلته وفً عابلته، فٌما كانت المدرسة تربٌنا على دٌنه، لكن الجمٌع‬
     ‫كان ٌعرؾ أن القذافً لٌس سوى حقٌر ودنًء وكاذب، من ٌقول ؼٌر ذلك؟ أو‬
                                                     ‫ٌقول إنه ٌجهل هذه الحقٌقة؟‬



‫3‬                      ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫»تإكد خمس من زمٌالت هذه المدرسة أنهن شعرن باالشمبزاز من الكالم الذي‬
      ‫وجهه لً مدٌر المدرسة، «لقد هرب المدٌر السابق، وكان من حاشٌة القذافً،‬
      ‫لكن لألسؾ المسبولون الجدد ٌتبعون فً الؽالب المسار القدٌم، مثلما هو األمر‬
     ‫بالنسبة لنا، قبل أن نشترط على الوزارة رحٌله بالقول إنه ال ٌزال ٌواصل انتقاد‬
    ‫التدخل الؽربً فً لٌبٌا، وٌسمم عقول الصؽار بذلك». إحدى المدرسات أكدت لً‬
‫أنها درست فً الثانوٌة التً درست فٌها ثـرٌا ، وأنها شاهدت القذافً وهو ٌتجول‬
  ‫ّ‬
 ‫فً قاعة الجمباز، لكنها ال تتذكر ثـرٌا ، لكن المإكد بالنسبة لها هو أن القذافً مر‬
                                                                           ‫من هنا.‬
    ‫تإكد النساء أن كل الظروؾ كانت مناسبة جدا للقذافً للقاء فتٌات شابات، حٌث‬
       ‫كان ٌدعو نفسه فً آخر لحظة لحفالت الزفاؾ، وتقول إحدى الفتٌات «ؼالبٌة‬
      ‫أصحاب الدعوات كانوا متملقٌن، ؼٌر أن أخوالً وهم من عابلة القذافً، كانوا‬
                                       ‫ٌمنعوننً من الظهور فً المناسبات العامة.»‬
                                                       ‫ٌتمارض كً تزوره التلمٌذات‬
 ‫لقد كان ٌدعو التلمٌذات لزٌارة كتٌبة الساعدي، حٌث مقر إقامته من أجل مهرجان‬
 ‫لألؼانً «لقد ذهبت مرتٌن مع المدرسة، ثم منعنً والداي من العودة، لقد قال لً‬
        ‫أخً إن هذا المكان، هو مرتع كل األخطار والمشاكل، وإن لم نعانً من سهام‬
‫القذافً، فمن المإكد أن سهام عصابته من الحراس والعسكرٌٌن من مختلؾ الرتب‬
                                             ‫لن تخطبنا أبدا، ألن سلوكٌاته معدٌة.»‬
       ‫«لقد كان ٌتمارض وٌتعمد الظهور شاحب الوجه، حتى تذهب الطالبات لعٌادته‬
                                                           ‫ّ‬
 ‫«...» كنت فً السادسة عشرة من عمري وطالبة فً ثانوٌة الفكر الطلٌعً، حٌن‬
         ‫أبلؽنا أحد األساتذة بمرض «أبً القذافً».. لقد أحضروا لنا حافلة لنقلنا إلى‬
       ‫الثكنة، وهناك استقبلنا فً خٌمته.. كان ٌرتدي جالبة بٌضاء (العباءة الرجالٌة‬
‫الطوٌلة التً ٌرتدٌها أهل المؽرب العربً)، وقبعة قطنٌة، بنٌة اللون ولقد احتضننا‬
  ‫الواحدة تلو األخرى، شعرنا برهبة كبٌرة ورعب، لكن لم ٌبد علٌه أبدا ً المرض.»‬
      ‫وأما أخرى، فتتذكر أن مدرستها هً من نقلها إلى الكتٌبة نفسها لتحٌة الربٌس‬
  ‫الجزابري الكولونٌل الشاذلً بن جدٌد «كان القذافً بحاجة دوما ً إلى أن ٌحٌط به‬
    ‫عدد من الشابات، وكنا نساهم فً ذلك ونؽذي ولعه المرضً هذا .»وتقول إحدى‬
                                                     ‫ّ‬
    ‫المدرسات «فً أحد األٌام، نظمت مجموعة تنحدر من مدٌنة مصراتة حفلة والء‬
     ‫رسمٌة وكبٌرة للقابد معمر القذافً. لقد كان ٌحب هذا النوع من الحفالت، وكان‬
                         ‫ٌشعر بالقلق دوما ً من مسؤلة والء ودعم مختلؾ القبابل له.»‬
‫هناك فً تلك الحفلة، الحظ فتاة شابة، هً صدٌقة هذه المدرسة، وفً الٌوم التالً‬
                          ‫ُ ّ‬
     ‫جاء أفراد من الحرس للبحث عنها فً مدرستها، فرفض المدٌر ورد بؤن الوقت‬



‫4‬                      ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫ؼٌر مناسب ألنها تجري امتحاناً، لكنها اختُطفت فً ذلك المساء خالل حضورها‬
                                                                           ‫حفل زواج.‬
         ‫ؼابت هذه البنت ثالثة أٌام، اؼتصبها خاللها القذافً، وبعد أن عادت إلى بٌت‬
     ‫والدٌها، تزوجت من أحد حراس القذافً« لقد روى لً والدها وهو أستاذ القصة‬
                           ‫وترجانً أن أنتبه، حتى ال أقع فرٌسة القذافً أنا األخرى.»‬
                                                                                 ‫ّ‬
     ‫طلبت جمٌع من التقٌتهن من اللواتً وقعن فً فخ القذافً أال أذكر أسماءهن، ال‬
     ‫شًء بسٌطا ً فً سرت، فالعدٌد من السكان ٌتؤملون فً صمت تلك المرارة وذلك‬
     ‫العار والتشاإم الذي بات لصٌقا ً بمدٌنتهم، لكنهم باتوا مقتنعٌن بؤن النظام الجدٌد‬
                            ‫سٌُدفّعهم، طوٌالً، ثمن عالقتهم الوطٌدة مع من كان القابد.‬
                                                                 ‫لمسة القذافً السحرٌة‬
     ‫لم ٌتصور د. كرٌكشً، أبداً،« اللمسة السحرٌة» التً اكتشفها فً أؼسطس من‬
       ‫عام 2213، برفقة مجموعة من الثوار أثناء تفتٌشهم جامعة طرابلس. فطبٌب‬
 ‫النساء هذا (66 عاماً) الذي تكون فً إٌطالٌا وروٌال كولٌج فً لندن، ٌعرؾ جٌدا ً‬
                                                      ‫ّ‬
   ‫أن المنظومة الجامعٌة كانت فاسدة جدا ً فً لٌبٌا، وكان ٌعلم، أٌضاً، بوجود شبكات‬
    ‫مراقبة، أنشؤتها اللجان الثورٌة كوسٌلة للدعاٌة للقذافً فً كل الكلٌات، وٌعرؾ،‬
    ‫أٌضاً، أن الشعب اللٌبً لم ٌمح أبدا ً من ذاكرته تلك اإلعدامات العلنٌة، التً أقرها‬
‫القذافً فً حق عدد من الطلبة المعارضٌن له فً عامً 7791 و59:2، لذلك لم‬
       ‫ٌفاجؤ حٌن اكتشؾ فً إحدى اللٌالً، وبعد معركة عنٌفة فً الجامعة، سجنا ً هو‬
‫عبارة عن مجموعة من الحاوٌات، ومكتبا ً لربٌس جهاز المخابرات عبد السنوسً.‬
          ‫كانت أدراج هذا المكتب ممتلبة بملفات تتضمن معلومات عن عشرات الطلبة‬
      ‫واألساتذة وقابمة بؤولبك الذٌن تقرر التخلص منهم، لكن ما اكتشفه صدفة، وهو‬
‫ٌحاول استطالع أركان الجامعة، بحثا ً عن قناصٌن محتملٌن داخل الجامعة، هً تلك‬
‫الشقة السرٌة التً تقع تحت القاعة الخضراء التً كان ٌحاضر فٌها، وكانت عبارة‬
         ‫عن ؼرفة نوم وصالون وجاكوزي وحمام، باإلضافة إلى ؼرفة أخرى مجهزة‬
                                           ‫إلجراء مختلؾ الفحوصات الخاصة النساء.‬
      ‫كان د. كرٌكشً ٌتحدث بصوت عمٌق ورزٌن، وكان ٌزن كلماته، وٌعً قٌمة ما‬
        ‫اكتشفه، ولقد أسر لً بؤنه كان طبٌب النساء الذي ٌتابع ابنتً القذافً، عابشة‬
           ‫وهناء،« كان هذا األمر ٌضعنً فً وضعٌة حرجة جداً، كانت عابلة القذافً‬
       ‫تعترؾ بكفاءتً، ؼٌر أنً لم أكن أطلب منها شٌباً، لكن، أحٌاناً، كانت الشابتان‬
          ‫تتحدثان عن دهشة والدهما منً، لقد كان ٌقول إنً ال أطلب سٌارة وال بٌتاً،‬
                                                          ‫وبالفعل لم أكن أطلب شٌبا ً.»‬
         ‫كان د. فٌصل كرٌكشً ٌعرؾ شهٌة معمر القذافً للفتٌات الشابات، وقد سمع‬



‫5‬                       ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫البعض ٌتحدث ذات مرة عما كان ٌسمٌه القذافً «اللمسة السحرٌة» وهً ٌده‬
          ‫التً كان ٌضعها على رأس فرابسه، حتى ٌدرك أفراد حرسه مراده، فٌكملون‬
                                                                                ‫المهمة.‬
   ‫وٌعترؾ هذا الدكتور الذي ٌُدرس لطلبته مادة التخطٌط العابلً، وٌخصص درسا ً‬
                                                         ‫ّ‬
            ‫سنوٌا ً عن هذا الطابو، ٌعترؾ بؤن ممارسات القذافً الجنسٌة هً من أكثر‬
                                                        ‫الطابوهات فً المجتمع اللٌبً.‬
     ‫ال أحد خاطر بنفسه وتطرق إلى الموضوع وال أحد تحرك لحماٌة التلمٌذات، كان‬
 ‫الجمٌع ٌفضلون عدم اإلطالع على ما ٌحدث أو الصمت، وأما بالنسبة لضحاٌا هذا‬
     ‫الوحش، فلم ٌكن بوسعهن ؼٌر الصمت أو مؽادرة مقاعد الجامعة بهدوء وبعٌدا ً‬
                                                                           ‫عن األنظار.‬
              ‫ال أحد ٌستطٌع تقدٌر عدد ضحاٌا القذافً من تلمٌذات المدارس وطالبات‬
           ‫الجامعات، ؼٌر أن د. كرٌكشً أبلؽنً بؤنه عثر على ثمانٌة أو تسعة أقراص‬
           ‫مضؽوطة فً تلك الشقة الواقعة تحت القاعة الخضراء فً جامعة طرابلس،‬
‫وتتضمن تسجٌالت لالعتداءات الجنسٌة الوحشٌة التً نفذها القابد فً ذلك المكان،‬
                                                  ‫لكنه اعترؾ لً بؤنه دمرها جمٌعها.‬
             ‫لكن، لماذا دمر هذا الدكتور هذه الفٌدٌوهات؟ ألٌست دلٌالً وإثباتاً، كان من‬
                                                               ‫الضروري االحتفاظ بها؟‬
       ‫لقد رد الدكتور على سإالً بالقول; «علٌنا أن نعود إلى سٌاق األحداث، لم تكن‬
‫الحرب قد وضعت أوزارها بعد، ولم أكن استطٌع أن أضمن أال تقع هذه الفٌدٌوهات‬
          ‫فً أٌد ؼٌر أمٌنة، وإال تقع الفتٌات الضحاٌا، ضحٌة مرة أخرى للمساومة او‬
       ‫الضؽوطات، كان أهم ما ٌشؽل بالً هو حماٌة الفتٌات» إنه رد فعل ؼرٌب، لكن‬
                                                                  ‫المسإولٌة ثقٌلة جدا.‬




‫6‬                        ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫2‬

                                                ‫الموضوع ال ٌزال من التابوهات‬

 ‫ألم ٌكن من واجب العدالة اتخاذ هكذا قرار ؟ لقد صدم اكتشاؾ شقة سرٌة للقذافً‬
‫داخل الجامعة، الجمٌع بمن فٌهم الطلبة واألساتذة وكل رواد الجامعة، لكن الصمت‬
   ‫ال ٌزال ٌخٌم وال تزال األلسن أٌضا تفضل أن تخرس أو تعبر عن اشمبزازها من‬
                          ‫الدكتاتور، دون الخوض فً أي تفاصٌل أو قضاٌا أخرى.‬
       ‫كنت أود استقراء رأي الطالبات المحجبات فً الموضوع، لذلك كلفت احدهم‬
‫بسإالهن عن انتهاكات القذافً الجنسٌة، لكنه اعتذر واكتفى بإرسال رسالة هاتفٌة‬
                     ‫لً تضمنت «سؤتخلى عن الفكرة، الموضوع من التابوهات.»‬
  ‫من المإكد أن هناك شهودا، وأناسا الحظوا عناصر ٌشتبه فً تورطها أو سمعوا‬
 ‫عن فتٌات تعرضن العتداءات القذافً، أال ٌوجد أحد فً لٌبٌا بمقدوره التندٌد بهذا‬
                                                                ‫النظام والقضٌة؟‬
 ‫بدا لً أن ربٌس تحرٌر أسبوعٌة لٌبٌا الجدٌدة وهو شاب، بدا لً الوحٌد، الذي ال‬
    ‫ٌزال مصرا على كسر جدار الصمت، حٌث قال لً «كانت لً صدٌقة تنحدر من‬
‫عابلة رٌفٌة من منطقة عزٌزٌة، وجاءت إلى طرابلس لدراسة الطب. وخالل زٌارة‬
      ‫للقذافً إلى الجامعة، وضع ٌده على رأسها، فجاء حرسه الشخصً فً الٌوم‬
     ‫الموالً إلى بٌتها إلخطارها بؤن القابد اختارها لتنضم إلى مجموعة حارساته.‬
‫رفضت العابلة، فبدأت التهدٌدات تطال شقٌقها، ما دفعها فً النهاٌة إلى قبول لقاء‬
      ‫القذافً الذي اؼتصبها وعزلها طٌلة أسبوع كامل ثم تركها ومنحها مبلؽا من‬
  ‫المال. لم ٌستطع والدها استقبالها مرة أخرى بسبب اإلذالل والمهانة اللذٌن ٌشعر‬
              ‫بهما فٌما تخلت هً تماما عن فكرة العودة إلى الجامعة...لقد ضاعت،‬
                                  ‫لكنها الٌوم تشتؽل رسمٌا فً بزنس السٌارات ..‬
                        ‫فً الواقع أنا أدرك تماما أنها تعٌش من التجارة بجسدها.»‬

                                                 ‫ثرٌا تروي عذابها واؼتصابها:‬
                             ‫القذافً لم ٌترك الوقت لثرٌا كً تسمع أمها وعماتها‬
   ‫عُرؾ عن العقٌد معمر القذافً انه كان ماجنا ً، وكلما تقدم به العمر، كان ٌحٌط‬
  ‫نفسه بمزٌد من الفتٌات، ٌتحرش بهن، وٌعاشرهن، وٌعتدي علٌهن، وكؤنه كان‬
‫ٌرٌد أن ٌثبت «رجولته الدابمة»، كما كان ٌُخضع شعبه، رجاالً ونساء، آللة القمع‬



‫7‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫التً استخدمها بال رحمة لٌحصل على ما ٌرٌد ومن ٌرٌد.‬
         ‫ثرٌا ، التً ولدت فً المؽرب، كانت أٌقونة أبوها، كانت لدٌها أحالم هابلة،‬
      ‫تحطمت جمٌعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفا ً للقذافً، ثم ؼنٌمة له‬
                                                                            ‫وجارٌة!‬
       ‫وفً كتاب «الفرابس فً حرم القذافً»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.‬
 ‫لقد ولدت فً ماراغ فً إحدى قرى الجبل األخضر، بالقرب من الحدود المصرٌة،‬
       ‫فً السابع عشر من شهر فبراٌر عام .9891 نعم، فً السابع عشر من هذا‬
     ‫الشهر الذي ٌستحٌل على اللٌبٌٌن أن ٌنسوه من اآلن فصاعدا. انه الٌوم الذي‬
  ‫بدأت فٌه الثورة التً أطاحت بالقذافً فً عام 2213. والذي ٌفترض أن ٌتحول‬
                                                                 ‫إلى ٌوم عٌد وطنً.‬
          ‫لقد رزق والدي بثالثة إخوة سبقونً وباثنٌن ولدا بعدي، إضافة إلى أختً‬
‫الصؽرى. وكنت أنا أول بنت تولد، وكان أبً مجنونا ً بحبً. ألنه كان ٌرٌد ان تكون‬
    ‫لدٌه ابنة، كان دابما ٌرٌد صورٌا. كان ٌفكر فً هذا االسم حتى قبل ان ٌتزوج.‬
         ‫وؼالبا ما كان ٌروي مشاعره لحظة والدتً. كان ٌقول باستمرار لً «أنت‬
                                                               ‫جمٌلة» جمٌلة للؽاٌة.‬
     ‫كان سعٌدا ً جدا ً بوالدتً إلى درجة انه نظم ولٌمة تلٌق بحفل زواج. الضٌوؾ،‬
   ‫الموسٌقى والعشاء.. كان ٌرٌد كل شًء البنته. ذات الحقوق مثل اخوتها. وكان‬
‫ٌحلم بان اصبح طبٌبة. وقد شجعنً عندما كنت فً الثانوٌة على التسجٌل فً صؾ‬
        ‫العلوم الطبٌعٌة. ولو سارت االمور فً حٌاتً بشكل طبٌعً اعتقد اننً كنت‬
     ‫سؤدرس الطب. من ٌدري؟ ولكن ال ارٌد ان ٌحدثنً احد عن عدم المساواة مع‬
‫اخوتً الصبٌان، علما ً بؤنه ال توجد لٌبٌة واحدة بمقدورها ان تحلم بهذه المساواة.‬
‫ٌكفً النظر إلى أمً، وهً عصرٌة للؽاٌة، كم كانت مضطرة للتخلً عن الكثٌر من‬
                                                                            ‫احالمها.‬
   ‫كانت لدٌها احالم هابلة تحطمت جمٌعها. لقد ولدت فً المؽرب. فً منزل جدتها‬
                                  ‫التً كانت تحبها حبا ً جماً. ولكنها كانت من ابوٌن‬
     ‫تونسٌٌن، كانت تتمتع بالكثٌر من الحرٌة، ذهبت إلى بارٌس عندما كانت شابة‬
   ‫عزباء لتتعلم مهنة الحالقة النسابٌة. وهناك تعرفت على والدي، الذي كان ٌعمل‬
  ‫موظفا فً السفارة اللٌبٌة. وكان ٌحب بارٌس كثٌرا وٌحب السهر، لقاإهما االول‬
    ‫كان فً سهرة رمضانٌة، وكان الجو لطٌفا ً جمٌالً بعٌدا ً عن القمع فً لٌبٌا. كان‬
‫بمقدوره تعلم اللؽة الفرنسٌة، كما كان ٌُقترح علٌه، ولكنه كان ٌفضل اللهو والتنزه‬
   ‫والتمتع بالحرٌة فً كل دقٌقة، وهو الٌوم نادم النه لم ٌتعلم اللؽة الفرنسٌة، الن‬
                                        ‫ذلك بالتؤكٌد كان ٌمكن ان ٌؽٌر مجرى حٌاتنا.‬



‫8‬                       ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫ؼرة داخل قفص‬
  ‫على أي حال ما إن وقع نظره على أمً حتى اتخذ قراره وطلب ٌدها وتزوجا فً‬
  ‫مدٌنة فاس فً المؽرب، حٌث كان ٌقٌم جدي (والد أمً)، وبعدها نقلها إلى لٌبٌا.‬
‫وكانت الصدمة كبٌرة بالنسبة لوالدتً. لم ٌخطر ببالها قط انها ستعٌش فً القرون‬
        ‫الوسطى، وهً التً كانت مدللة وتتابع آخر صٌحات الموضة، وكانت تتبرج‬
 ‫وتسرح شعرها، اضطرت لوضع الؽطاء األبٌض التقلٌدي، وتقٌٌد تحركاتها خارج‬
   ‫المنزل، وكانت أشبه بالنمرة داخل القفص. كانت تشعر بانها خدعت فهذه لٌست‬
       ‫الحٌاة التً وعدها والدي بانها ستعٌشها، كان ٌحدثها عن السفر بٌن بارٌس‬
                                         ‫وطرابلس وانه سٌطور عمله بٌن البلدٌن.‬
    ‫وخالل اٌام عدة وجدت نفسها فً بالد البدو، فانهارت، فاتخذ والدي اإلجراءات‬
    ‫الالزمة ونقل عابلته إلى بنؽازي، ثانً المدن اللٌبٌة فً الشرق، وكانت المدٌنة‬
      ‫تعتبر دابما انها متمردة على السلطة المركزٌة فً طرابلس. ولم ٌكن بمقدوره‬
      ‫نقلها إلى بارٌس حٌث كان ٌسافر إلٌها بانتظام، وهكذا فإنها عاشت فً مدٌنة‬
‫كبٌرة وتخلصت من لبس الؽطاء وحتى مارست نشاطها عبر إدارة صالون للنساء‬
                                                       ‫وكؤن ذلك كان ٌخفؾ عنها.‬
‫بقٌت تابهة فً أحالم العودة إلى بارٌس. وكانت تقص علٌنا ونحن صؽار النزهات‬
 ‫فً جادة الشانزلزٌه وتناول الشاي مع صدٌقاتها فً المقاهً البارٌسٌة، والحرٌة‬
   ‫التً تتمتع بها الفرنسٌات، إضافة إلى نظام الضمان االجتماعً، حقوق النقابات‬
   ‫وجرأة الصحافة، بارٌس، بارٌس، بارٌس كانت تتردد دابما إلى ان سبمنا سماع‬
                                                                      ‫كلمة بارٌس.‬
 ‫وكان تؤنٌب الضمٌر ٌعذب والدي، فقرر فتح مطعم فً الدابرة الخامسة عشرة فً‬
  ‫العاصمة الفرنسٌة على ان تتولى والدتً إدارته. ولكن لألسؾ اختلؾ مع شرٌكه‬
    ‫وطارت الفكرة. وكاد ان ٌشتري شقة فً حً الدٌفانس بــ63 الؾ دوالر ٌومها‬
                                                            ‫وتردد وهو نادم الٌوم.‬
                                                                   ‫الذكرٌات األولى‬
       ‫اذا ً فً بنؽازي بدأت أولى ذكرٌاتً المدرسٌة، وهً ؼٌر واضحة فً ذاكرتً،‬
  ‫ولكنً كنت اذكر انها أٌام سعٌدة .كان اسم المدرسة «أشبال الثورة»، وكان لدي‬
     ‫أربع رفٌقات وكن ال نفترق. وكان« اختصاصً» تقلٌد المعلمٌن ما إن ٌؽادروا‬
 ‫حصة الدرس. كما كنت أقلد وبسخرٌة مدٌر المدرسة. وٌبدو ان هللا وهبنً القدرة‬
 ‫على التقاط تعابٌر الناس وحركاتهم وطرٌقة سٌرهم، وكنا نبكً من فرط الضحك.‬
     ‫كنت احصل على عالمة صفر بالرٌاضٌات، وكنت متفوقة للؽاٌة باللؽة العربٌة.‬
  ‫لم ٌكن والدي ٌكسب كثٌراً، وبات عمل والدتً ال بد منه، إلى درجة انها أصبحت‬



‫9‬                      ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫تإمن مدخول البٌت، وكانت تعمل لٌالً ونهاراً، وكانت تؤمل دابما ً بحصول شًء ما‬
  ‫ٌسمح لنا بمؽادرة لٌبٌا، وكنت أعرؾ انها كانت تختلؾ عن بقٌة االمهات، وحتى‬
     ‫كان البعض ٌعٌرنً بالمدرسة باننً ابنة التونسٌة، وكان ذلك ٌجرحنً، وكانت‬
     ‫سمعة التونسٌٌن أنهم متحررون وعصرٌون، وفً بنؽازي هذه الصفات لم تكن‬
     ‫حمٌدة، وكنت من ؼبابً وؼٌظً احنق على والدي ألنه لم ٌقترن بامرأة لٌبٌة،‬
       ‫وكنت أتساءل عن األسباب التً دفعته للزواج بؤجنبٌة، وعما اذا كان قد فكر‬
                                                  ‫بؤوالده؟ ٌا الهً كم كنت حمقاء.‬
                                                                  ‫االنتقال إلى سرت‬
 ‫وعندما بلؽت الحادٌة عشرة من عمري أعلن والدي إننا سنؽادر لنعٌش فً مدٌنة‬
     ‫سرت، الواقعة على البحر األبٌض المتوسط بٌن بنؽازي وطرابلس، وكان ٌرٌد‬
      ‫االقتراب من مسقط رأسه، من والده وهو رجل تقلٌدي، تزوج أربع مرات من‬
       ‫أقاربه وأوالد عمومته، ان الحٌاة فً لٌبٌا هكذا، حٌث العابلة تحاول ان تبقى‬
  ‫مجتمعة فً عرٌنها الذي ٌعطٌها القوة والدعم الالمشروط. فً بنؽازي لم تكن لنا‬
                                                    ‫جذور وال عالقات كنا كاألٌتام.‬
   ‫على األقل هذا ما قاله والدي لنا، ولكن كان لخبر االنتقال إلى سرت وقع الكارثة‬
   ‫بالنسبة لً، اهجر مدرستً؟ صدٌقاتً؟ انها مؤساة، لقد مرضت حقاً، وبقٌت فً‬
                       ‫السرٌر لمدة أسبوعٌن ؼٌر قادرة على الذهاب إلى المدرسة.‬
     ‫وفً نهاٌة المطاؾ ؼادرت، ولم أكن سعٌدة الننً كنت فً المدٌنة التً شهدت‬
     ‫مسقط رأس القذافً، وفً أحادٌثنا فً المنزل لم ٌتم التطرق الٌه، كانت والدتً‬
‫تكرهه، فقد كانت تؽٌر قناة التلفزٌون عندما ترى صورته، وكانت تسمٌه «منفوش‬
   ‫الشعر»، وكانت تردد باستمرار، حقا ً هل هذا اإلنسان شكله شكل ربٌس، واعتقد‬
‫ان والدي كان ٌخاؾ وٌفضل عدم التعلٌق. كان لدٌنا شعور بالفطرة انه كلما تجنبنا‬
      ‫الحدٌث عنه كان ذلك أفضل، وأي كالم كان ٌمكن ان ٌصدر وٌخرج عن نطاق‬
        ‫العابلة كان ٌمكن ان ٌُنقل وٌتسبب لنا بمشاكل كبٌرة، ولم نعلق صور له فً‬
          ‫المنزل، ولم ٌناضل أحد من اخوتً فً سبٌله، وبشكل ؼرٌزي كنا حذرٌن.‬
                                                                  ‫أبً.. عمً معمر‬
‫وفً المدرسة كان األمر مؽاٌرا ً كلٌا ً إلى درجة العبادة، صوره كانت موجودة دابما،‬
    ‫وصباح كل ٌوم كنا ننشد النشٌد الوطنً أمام ملصق عمالق لصورته على العلم‬
 ‫األخضر، وكنا نهتؾ «انت قابدنا ونسٌر خلفك».. وفً الحصة أو فً الملعب خالل‬
        ‫االستراحة كان التالمٌذ ٌرددون «ابً.. عمً معمر»، «عمو معمر»، وكان‬
‫األساتذة ٌتحدثون عنه وكؤنه نصؾ إله، ال بل حتى كؤنه إله، وكان ٌتحٌن علٌنا ان‬
                                                              ‫نسمٌه «بابا معمر.»‬



‫01‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫وكان الهدؾ من االنتقال إلى سرت االقتراب من العابلة واالندماج بها، ولكن‬
                                                        ‫عملٌة الزراعة لم تنجح.‬
  ‫وكان سكان سرت« ٌفاخرون بقربهم من القذافً، ٌشعرون وكؤنهم اسٌاد العالم،‬
    ‫وكانوا ٌتصرفون كارستقراطٌٌن فً البالط، وٌنظرون إلى سكان المدن األخرى‬
                                                          ‫وكؤنهم فً األرٌاؾ.»‬
                                                                    ‫ثمن التقالٌد‬
 ‫ان تكون من الزنتان فؤنت مسخرة، أو موضع سخرٌة، ان تكون من بنؽازي فؤنت‬
 ‫مهزأة، وان تكون من تونس فهذا عار، ومهما فعلت والدتً كانت مصدر الخزي،‬
    ‫وعندما فتحت بالقرب من المنزل، فً شارع دبً، صالونا ً تهافتت علٌه سٌدات‬
         ‫سرت، فان االحتقار قد زاد، علما ً انها كانت موهوبة، وكان الجمٌع ٌعترؾ‬
  ‫بتسرٌحاتها الجمٌلة وبمكٌاجها الرابع، وأنا على قناعة ان االحتقار كان نابعا من‬
    ‫الؽٌرة، فلٌس بمقدوركم تخٌل كم ان مدٌنة سرت كانت تقبع تحت وطؤة التقالٌد‬
     ‫والحشمة، وٌمكن المرأة ان تُشتم فً الشارع اذا سارت سافرة، حتى اذا كانت‬
‫بمفردها متحجبة فانها كانت موضع شكوك، ما الذي تفعله خارج منزلها؟ اال تبحث‬
‫عن مؽامرة؟ ألٌس لها عالقة؟ والناس ٌتجسسون على بعضهم، ٌراقبون ما ٌحدث‬
 ‫فً المنزل الواقع مقابل منزلهم، العابالت تحمً بناتها وتتحدث عن بنات االخرٌن‬
                                 ‫بالقٌل والقال، وآلة النمٌمة كانت تعمل باستمرار.‬
                                                                ‫عقوبة مضاعفة‬
    ‫وفً المدرسة كانت عقوبتً مضاعفة. لم اكن فقط ابنة التونسٌة، بل اٌضا ابنة‬
   ‫الصالون، وكنت اوضع منفردة على طاولة واحدة. ولم اتمكن من مصادقة لٌبٌة‬
‫واحدة، لكن فً وقت الحق، ولحسن الحظ، تعرفت على فتاة لٌبٌة االب وفلسطٌنٌة‬
  ‫االم، وبعدها على مؽربٌة ومن ثم على فتاة لٌبٌة االب وام مصرٌة، وحتى عندما‬
‫كنت اكذب واقول ان امً مؽربٌة لم تكن االمور افضل. وهكذا فإن حٌاتً تمحورت‬
     ‫حول صالون والدتً .الذي اصبح مملكتً، كنت اركض الٌه عندما ٌنتهً دوام‬
 ‫المدرسة، وفٌه كنت احٌا من جدٌد، كانت هناك متعة حقٌقٌة. كنت اساعد والدتً،‬
     ‫وكان هذا االمر ٌولد لدي سعادة ال توصؾ .فقد كانت تركض فً الصالون من‬
‫زبونة إلى اخرى، علما بان لدٌها اربع موظفات. كنا نصفؾ الشعر، نقوم بالماكٌاج‬
    ‫والعناٌة بالبشرة، صدقونً عندما اقول لكم ان نساء سرت الالتً ٌختببن خلؾ‬
    ‫الحجاب كن فً ؼاٌة التعقٌد ومتطلبات جدا. وكان اختصاصً الحواجب وتنقٌة‬
  ‫البشرة بخٌطان الحرٌر، لنتؾ الوبر من الوجوه. وكنت احضر الزبونات للماكٌاج‬
‫وكانت هذه المسؤلة من اختصاص والدتً. وعندما كانت تنتهً من عملٌة الماكٌاج‬
      ‫كانت تصرح بً« صورٌا اللمسة االخٌرة» وكنت اضع احمر الشفاه والعطر.‬



‫11‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫صالون والدتً‬
  ‫تحول صالون والدتً بسرعة إلى مكان تتواعد فٌه نساء سرت الصورٌات، ومن‬
                                                        ‫بٌنهن نساء قبٌلة القذافً.‬
         ‫عندما كانت المدٌنة تستقبل القمم الدولٌة كانت النساء األعضاء فً الوفود‬
       ‫االجنبٌة تزرن صالون والدتً، زوجات القادة االفارقة والرإساء االوروبٌٌن‬
     ‫واالمٌركٌٌن، واذكر بشكل خاص زوجة ربٌس نٌكاراؼوا، التً طلبت تسرٌحة‬
            ‫ترفع شعرها إلى االعلى وان ترسم الكحل على عٌنٌها لتبدوان كبٌرتٌن.‬
  ‫ذات ٌوم جاءت جولٌا ربٌسة بروتوكول زوجة القابد واصطحبت امً لكً تصفؾ‬
 ‫شعرها، وهذا كان الدلٌل على ان شهرة والدتً قد ذاعت للؽاٌة، وقد ذهبت لقضاء‬
 ‫عدة ساعات لالهتمام بصفٌة فركاش وتلقت اجرا ً زهٌدا ً اقل من التعرفة العادٌة فً‬
                  ‫الصالون. وعادت فً حالة من الؽضب النها شعرت بانها أهٌنت.‬
 ‫وعندما جاءت جولٌا مرة ثانٌة الصطحابها إلى منزل معلمتها رفضت ذلك متذرعة‬
 ‫بانها ؼٌر قادرة على مؽادرة الصالون النه ٌعج بالزبابن. وفً المرات التالٌة كانت‬
     ‫والدتً تختبا وتطلب منً ان اقول لربٌسة بروتوكول زوجة القذافً انها ؼٌر‬
                                                                         ‫موجودة.‬
                                      ‫شخصٌة أمً قوٌة وهً رفضت دابما الرضوخ.‬
                                                                  ‫نساء متعجرفات‬
   ‫كانت نساء قبٌلة القذافً متعجرفات، فاذا ما اقتربت من أحداهن ألسؤلها عما اذا‬
   ‫كانت ترٌد ان تصبػ شعرها او تقصه او تصففه كانت تنظر الً بازدراء، وتقول‬
   ‫لً من انت لكً تتحدثً معً؟ ذات صباح وصلت امرأة من قبٌلة القذافً وكانت‬
   ‫فً ؼاٌة األناقة ورابعة الجمال فقلت لها بشكل عفوي «كم أنت جمٌلة» فإذا بها‬
 ‫تصفعنً على وجهً، تحجرت فً مكانً وركضت نحو أمً وهمست قابلة اصمتً‬
     ‫ان الزبونة دابما على حق. وبعد ثالثة اشهر دخلت السٌدة نفسها إلى الصالون‬
       ‫وتقدمت باتجاهً وقالت لً إن ابنتها، التً هً من عمري، قد ماتت بمرض‬
                            ‫السرطان واعتذرت منً، وكان ذلك اؼرب من الصفعة.‬
     ‫ذات مرة، حجزت عروس الصالون لها بمفردها ٌوم عرسها ودفعت دفعة على‬
  ‫الحساب، وبعدها ألؽت الحجز وعندما رفضت والدتً أن تعٌد لها ما دفعته راحت‬
   ‫تصرخ وتكسر كل ما استطاعت تحطٌمه ولم تكتؾ بذلك، فاتصلت بقبٌلة القذافً‬
     ‫وجاءوا وحطموا الصالون، وعندما جاء احد إخوتً وحاول أن ٌمنعهم تعرض‬
  ‫للضرب، وعندها جاءت الشرطة أوقفت شقٌقً وأودعته السجن. لٌخرج منه بعد‬
    ‫ستة أشهر وآثار التعذٌب على جسمه، وخرج من السجن بعد مفاوضات طوٌلة‬
   ‫بٌن القبابل واتفاق أدى إلى اإلفراج عنه، وعلى الرؼم من االتفاق أجبر القذاذفة‬



‫21‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫الذٌن ٌسٌطرون على كل المإسسات والهٌبات فً سرت، والدتً على إقفال‬
                         ‫الصالون شهرا إضافٌا، وجعلنً هذا األمر فً ؼاٌة الؽضب.‬
                                                             ‫لم أعرؾ حب المراهقة‬
 ‫اخً األكبر ناصر كان ٌخٌفنً وٌمارس سلطته علً، ولكن العالقة مع اخً عزٌز،‬
                                 ‫ّ‬
      ‫الذي ٌكبرنً بسنة، كانت متواطبة، وعندما كنا نذهب إلى المدرسة ذاتها كان‬
 ‫ٌحمٌنً وٌدافع عنً وٌؽار علً وكنت مرساال أو وسٌطة ؼرامٌاته الصبٌانٌة، أما‬
                                                    ‫ّ‬
      ‫أنا فلم أكن أفكر بالحب اطالقاً، وقد أكون أنا منعت نفسً بالالوعً الننً كنت‬
                                                   ‫أعرؾ ان والدتً صارمة للؽاٌة.‬
  ‫لم أحلم بفتى، واعتقد اننً سؤندم طٌلة حٌاتً الننً لم أعرؾ حب المراهقة، كنت‬
  ‫أعرؾ اننً سؤتزوج الن هذا مصٌر كل النساء، وكان ٌجب علً عندها ان أتبرج‬
                      ‫ّ‬
  ‫لزوجً، لم أكن أعرؾ شٌبا ً عن جسدي، وال عن حٌاتً الجنسٌة، عندما جاءتنً‬
                ‫«العادة» للمرة األولى سارعت ألعلم والدتً، التً لم تقل لً شٌبا ً.‬
     ‫كنت أشعر بالعار عندما أشاهد على شاشة التلفزة، مع صبٌان العابلة الدعاٌات‬
                                                            ‫للفوط الصحٌة النسابٌة.‬
 ‫أذكر عندما كانت والدتً وعماتً ٌقلن لً انه عندما ٌصبح عمري 92 سنة فانهن‬
  ‫سٌحدثننً عن عدد من امور الحٌاة، ولكنهن لم ٌتمكن من ذلك الن معمر القذافً‬
                                                               ‫قد سبقهن إلى طحنً‬




‫31‬                      ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫3‬

                                  ‫القذافً اعتدى علً.. وطلب أن أنادٌه «بابا !»‬
                                                            ‫َّ‬

 ‫فً صباح ٌوم من أٌام ابرٌل 5113 وكان عمري 62 سنة، قال مدٌر الثانوٌة لكل‬
  ‫التالمٌذ فً الملعب «ان القابد سٌمنحنا الشرؾ الكبٌر بزٌارة المدرسة ؼداً، وهذه‬
   ‫فرحة كبٌرة وأنا اعتمد علٌكم لكً تصلوا على الوقت وبانتظام، وان تكون ثٌابكم‬
       ‫المدرسٌة رابعة النه ٌجب علٌكم ان تعطوه الصورة الرابعة عن المدرسة كما‬
                                                            ‫ٌحبها وكما ٌستحقها.»‬
          ‫ٌا له من خبر! ٌا لها من مفاجؤة سارة، لٌس بمقدوركم ان تعرفوا أي وقع‬
 ‫لمشاهدة القذافً، صورته كان ترافقنً كل حٌاتً، منذ والدتً صورة كانت فً كل‬
   ‫مكان على جدار المدن، فً الدوابر الحكومٌة فً قاعات البلدٌات وؼرؾ التجارة‬
 ‫على دفاتر المدارس واألوراق النقدٌة، كنا نعٌش دابما ً تحت نظراته، وفً عبادته،‬
   ‫وعلى الرؼم من مالحظات والدتً كنت أكن له عبادة تخوؾ، لم أحاول ان أتخٌل‬
    ‫حٌاته الننً كنت أضعه فوق البشر فً نوع من جبل األولمب حٌث ٌحكم بنقاوة.‬
 ‫فً الٌوم التالً، ركضت إلى المدرسة بلباس المدرسة وعلى رأسً شرٌطة بٌضاء‬
                         ‫وكنت أنتظر بفارغ الصبر كً ٌشرحوا لنا كٌؾ سٌتم النهار.‬
  ‫وما كادت الحصة األولى تبدأ حتى جاء استاذ إلى الصؾ وقال لً انه تم اختٌاري‬
 ‫لكً اسلم القابد الزهور والهداٌا، أنا ابنة الصالون التً ٌرفض التالمٌذ مخالطتها،‬
      ‫ٌا لها من صدمة، لقد فتحت عٌنً كبٌرتٌن ووقفت والفرح ٌشع منهما ولسان‬
   ‫حالً ٌقول ان كل فتٌات الصؾ ٌؽرن منً، تم اقتٌادي إلى قاعة كبٌرة حٌث كان‬
      ‫ٌحتشد عدد كبٌر من التالمٌذ الذٌن تم اختٌارهم، وطلب منا ان نرتدي المالبس‬
   ‫التقلٌدٌة اللٌبٌة، وؼٌرنا مالبسنا وساعدنا األساتذة على وضع األؼطٌة التقلٌدٌة‬
                                                                     ‫على رإوسنا.‬
        ‫ورحت أطرح األسبلة على األساتذة، وأتوسلهم ان ٌشرحوا لً كٌؾ ٌجب ان‬
     ‫أتصرؾ، هل انحنً أمامه؟ هل أقبل ٌده؟ هل ٌجب ان أردد شٌبا ً ما أمامه؟ كان‬
                             ‫قلبً ٌخفق بقوة فٌما كان الجمٌع منهمكا بجعلنا رابعٌن.‬
      ‫وعندما استعٌد بالذاكرة ذلك الٌوم أفكر بؤننً كنت النعجة التً تقاد إلى المذبح‬
                                                                         ‫للتضحٌة.‬
  ‫كانت قاعة االحتفاالت مملوءة باألساتذة والتالمٌذ وبالهٌبة اإلدارٌة، والجمٌع كان‬
        ‫ٌنتظر بعصبٌة، وكانت مجموعة من الفتٌات تقؾ عند مدخل القاعة الستقبال‬
      ‫القابد، وكنا نلقً علٌهن النظرات المتواطبة التً تقول كم انتن محظوظات، أو‬



‫41‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫سنتذكر هذا الٌوم طٌلة حٌاتنا، وكنت امسك بباقة الورود وارتجؾ مثل الورقة.‬
     ‫كانت ساقاي كؤنهما من القطن ووجه الً احد األساتذة نظرات قاسٌة، وقال لً‬
     ‫«قفً جٌدا ً ٌا ثرٌا»، وفجؤة وصل وسط حشد من الحارسات وأصوات فالشات‬
‫عدسات التصوٌر، كان ٌرتدي ثوبا ً أبٌض والصدر مؽطى بالنٌاشٌن وبالعلم، وعلى‬
   ‫كتفٌه شال «بٌج» بلون الطاقٌة التً على رأسه، وحٌث ٌظهر من تحتها الشعر‬
                                                                           ‫األسود.‬
                                                                ‫عندما ٌبتسم القابد‬
 ‫مرت اللحظات بسرعة البرق ، قدمت له باقة الورود وأخذت بٌده بٌدي وقبلتها ثم‬
   ‫انحنٌت، وشعرت إنه ٌضؽط على ٌدي بطرٌقة ؼرٌبة. وراح ٌنظر إلً من أعلى‬
  ‫إلى أسفل، وضؽط على كتفً، ووضع ٌده على رأسً وراح ٌداعب شعري، وكان‬
  ‫ذلك نهاٌة حٌاتً، الن هذه الحركات، وكما علمت الحقا، كانت تعنً لحراسه اننً‬
           ‫ّ‬
   ‫أرٌد هذه الفتاة بعد انتهاء الزٌارة. فً تلك اللحظة كنت أطٌر من الفرح، راكضة‬
  ‫إلى صالون والدتً الروي لها الحدث. وقلت لها «بابا معمر ابتسم لً.. اقسم لك‬
      ‫ٌا ماما انه داعب شعري .»وكنت فرحة وارٌد ان ٌعرؾ الجمٌع ما حصل لً.‬
                ‫وقالت والدتً، وهً تصفؾ شعر إحدى الزبونات، ٌجب اال تبالؽً.‬
                             ‫وقلت لها ولكن انه زعٌم لٌبٌا والمسؤلة لٌست بسٌطة!‬
 ‫فقالت لً آه نعم، لقد اؼرق البالد وشعبه فً القرون الوسطى وتتحدثٌن عن قابد.‬
     ‫اشمؤززت من حدٌث والدتً وعدت إلى المنزل النتشً بفرحً. والدي كان فً‬
‫طرابلس، اخوتً لم ٌبالوا كثٌرا، باستثناء عزٌز الذي لم ٌكن ٌصدق ما كنت اقوله‬
                                                                                ‫له.‬
 ‫وفً الٌوم التالً عندما عدت إلى المدرسة الحظت ان االساتذة قد ؼٌروا طرٌقتهم‬
     ‫بالتعامل معً، فقد كانوا عادة ٌزدروننً فإذا بهم ٌتعاطون معً بحنو. وذهلت‬
       ‫عندما نادى االول ٌا ثـرٌا الصؽٌرة، وقال لً اآلخر قررت استبناؾ الدراسة؟‬
  ‫وعندها قلت فً نفسً ان االمر ؼٌر طبٌعً. ولكننً لم اقلق الن ذلك حصل ؼداة‬
                                                                  ‫عٌد قدوم القابد.‬
     ‫وعند انتهاء الدوام عند الساعة الواحدة بعد الظهر عدت إلى الصالون الساعد‬
‫والدتً. عند الساعة الثالثة بعد الظهر دخلت ثالث من نساء القذافً إلى الصالون،‬
 ‫وكانت فاٌزة فً المقدمة بلباسها العسكري والمسدس على وسطها وتتبعها سلمى‬
                       ‫ومبروكة باللباس التقلٌدي اللٌبً، وسؤلن :أٌن والدة ثـرٌا ؟‬
‫وسرن باتجاه والدتً، والصالون ممتلا بالزبابن، وقلن لها اننا من اللجان الثورٌة‬
      ‫وكن مع معمر صباح امس عندما زار المدرسة، وكانت ثرٌا رابعة فً اللباس‬
 ‫التقلٌدي، وتصرفت بلباقة، ونحب ان تهدي باقة ورد جدٌدة لبابا معمر، وٌجب ان‬



‫51‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫تؤتً معنا حاالً.‬
        ‫الوقت لٌس مناسباً، كما ترٌن ان الصالون مزدحم بالزبونات وانا بحاجة إلى‬
                                                                                    ‫ابنتً.‬
                                                        ‫المسؤلة ال تؤخذ أكثر من ساعة.‬
                                          ‫وٌمكنها ان تمكٌج نساء من أوساط القابد.‬
                                         ‫والحالة هذه األمر ٌختلؾ، انا سآتً معكن.‬
                                                        ‫ال على ثرٌا ان تقدم باقة الورد.‬
       ‫كنت أتابع الحوار بذهول وفرح، والدتً كانت حقا منهمكة بالزبونات فً ذلك‬
   ‫الٌوم، وكنت منزعجة قلٌالً، ألنها كانت تتردد، فعندما ٌتعلق األمر بالقابد ال ٌمكن‬
                                                                      ‫ان ٌرفض الطلب.‬
  ‫وانتهى االمر بوالدتً ان وافقت، ولم ٌكن لدٌها خٌار آخر، ولحقت بالنساء الثالث‬
       ‫إلى السٌارة الرباعٌة الدفع التً كانت متوقفة امام الصالون، وقد ادار السابق‬
 ‫المحرك قبل ان نستقر بالسٌارة. مبروكة جلست إلى االمام وانا بٌن سلمى وفاٌزة.‬
            ‫وقد لحقت بنا سٌارتان من الحرس. وبمقدوري ان اقول وداعا ً لطفولتً.‬
                                                                               ‫حضّروها!‬
   ‫سارت بنا السٌارة مسافة طوٌلة. ولم أتمكن من تحدٌد الوقت، الذي بدا لً وكؤنه‬
      ‫ٌتطاول إلى ما ال نهاٌة، لقد تركنا مدٌنة سرت وسرنا فً الصحراء. كنت انظر‬
 ‫إمامً من دون التجرإ على طرح األسبلة. وأخٌرا وصلنا إلى سداده، إلى نوع من‬
        ‫المخٌم. كانت هناك سٌارة رباعٌة الدفع وخٌم كثٌرة ومقطورة فاخرة للؽاٌة.‬
 ‫توجهت مبروكة باتجاهها وطلبت منً اللحاق بها. وظننت اننً شاهدت فً سٌارة‬
  ‫كانت تعود إدراجها إلى سرت إحدى الفتٌات الالتً استقبلن القابد فً المدرسة فً‬
    ‫الٌوم السابق .وكان ٌفترض ان تطمبننً هذه المسؤلة. ولكننً أحسست بقلق ال‬
 ‫ٌوصؾ عندما صعدت إلى المقطورة. وكؤن كل أعماقً ترفض هذا الوضع. وكؤننً‬
                             ‫شعرت تلقابٌا وبؽرٌزتً ان شٌبا ً سلبٌا ً للؽاٌة ٌخطط له.‬
  ‫كان معمر القذافً داخل المقطورة جالسا ً على مقعد تدلٌك احمر كاالمبراطور بٌده‬
      ‫مفتاح التشؽٌل ورٌموت كونترول، تقدمت منه ألقبل ٌده التً مدها لً برخاوة‬
        ‫وكان ٌشٌح عنً بنظره «اٌن فاٌزة وسلمى؟» سؤل مبروكة بصوت منزعج.‬
         ‫«إنهما على وصول». كنت مصدومة النه لم ٌلتفت الً بنظرة وكؤننً ؼٌر‬
 ‫موجودة. مرت دقابق عدة من دون ان ٌلتفت الً وكنت ال ادري انً اخبا وجهً،‬
                         ‫وانتهى به االمر ووقؾ وسؤلنً «من أٌن جاءت أسرتك؟.»‬
                                                                              ‫من الرنتان.‬
             ‫لم تتحرك على وجهة أي عضلة. «حضروها» قال قبل ان ٌترك الؽرفة.‬



‫61‬                        ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫أشارت الً مبروكة إلى ان اجلس على مقعد فً زاوٌة صالون المقطورة .ووصلت‬
    ‫المرأتان وكؤنهما فً منزلٌهما. ابتسمت لً فاٌزة واقتربت منً وامسكتنً من‬
      ‫ذقنً وقالت لً «ال تخافً ٌا ثرٌا ٌا صؽٌرتً». وؼادرت وهً تقهقه بؤعلى‬
      ‫صوتها. وكانت مبروكة تتحدث عبر الهاتؾ وتعطً تعلٌمات وتفاصٌل مفٌدة‬
                                   ‫لوصول شخص ما. وعلى األرجح فتاة مثلً.‬
     ‫اقفلت الخط والتفتت الً قابلة «تعالً لنؤخذ مقاساتك لنعطٌك المالبس. ما هو‬
 ‫مقاس صدرٌتك؟». كنت فً ؼاٌة الصدمة وقلت لها «ال اعرؾ الن امً هً التً‬
                                                         ‫تشتري لً مالبسً.»‬
‫ظهر االنزعاج على وجهها ونادت على فتٌحة، وهً امرأة اخرى صوتها وجسمها‬
   ‫اشبه بالرجال ولكن صدرها الكبٌر وحده ٌشٌر إلى انها امرأة. نظرت فتٌحة الً‬
    ‫وصافحت ٌدي وؼمزتنً قابلة «اذا ً انت الجدٌدة؟». واضافت «من أٌن جاءت‬
        ‫هذه؟». وأحاطت المازورة حول خصري وصدري، وبعد ان انتهت من أخذ‬
‫المقاسات خرجت مع مبروكة من المقطورة. بقٌت بمفردي بداخلها ال اجرإ ال على‬
                                                        ‫الحركة وال على النداء.‬
   ‫وحل المساء وانا ال أفهم شٌبا. ماذا ستقول والدتً؟ هل اخبروها اننً سؤتؤخر؟‬
                                   ‫ماذا سٌحصل لً؟ وكٌؾ سؤعود إلى المنزل؟‬
    ‫وبعد مضً وقت طوٌل عادت مبروكة إلى المقطورة. وكنت مسرورة برإٌتها.‬
 ‫اخذتنً من ذراعً، من دون التحدث الً، إلى نوع من المختبر، حٌث كانت توجد‬
           ‫ممرضة شقراء، وسحبت منً كمٌة من الدم الجراء فحوصات مخبرٌة.‬
    ‫وقادتنً فتٌحة إلى حمام وقالت لً انزعً مالبسك كم انك مشعرانٌة، ٌجب ان‬
    ‫ننزع كل هذا الشعر ووضعت الكسحة السكر على رجلً وذراعً ثم استخدمت‬
         ‫شفرة الحالقة وقالت ال ٌجب ابقاء الشعر عند جنس المرأة، كنت مذهولة‬
  ‫ومنزعجة. وظننت ان هذه االجراءات الوقابٌة الصحٌة تتعلق بكل من ٌقترب من‬
                                                                         ‫القابد.‬
      ‫وبعد الحمام قالت لً مبروكة وسلمى سنعطٌك المالبس المناسبة، وٌجب ان‬
                                                     ‫تتبرجً لرإٌة البابا معمر.‬
                                        ‫كل هذا اللقاء التحٌة على البابا معمر؟!‬
                                                 ‫أرٌد ان اعود إلى منزل اهلً.‬
                ‫«فً ما بعد! ولكن ٌجب علٌك قبل ذلك إلقاء التحٌة على معلمك.»‬
      ‫اعطتنً مبروكة سترٌنػ وانا لم ار شٌبا مثل هذا فً حٌاتً. ثم فستانا ابٌض‬
                          ‫حرٌرا ٌلبس جسمً، ٌكشؾ عن صدري وعن ظهري.‬
‫وبعد ان عطرتنً وقادتنً فً ممر إلى ان توقفت امام ؼرفة. فتحت الباب ودفعتنً‬



‫71‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫امامها كان القذافً مستلقٌا ً على السرٌر، وعارٌا ً كلٌاً، ٌا للرعب، لقد خبؤت وجهً‬
  ‫بٌدي وتراجعت إلى الوراء مصدومة، لقد ظننت أن خطؤ رهٌبا ً حصل، وهذا لٌس‬
 ‫وقت ارتكابه، ٌا إلهً استدرت لكً أخرج من الؽرفة، وكانت مبروكة تقؾ ورابً‬
    ‫عند عتبة الباب، وتقاسٌم وجهها قاسٌة، فهمست لها بؤنه عار كلٌا ً وكنت أظن‬
 ‫أنها لم تنتبه إلى ذلك، فدفشتنً قابلة :ادخلً، أخذتنً من ذراعً وأجبرتنً على‬
   ‫الجلوس على السرٌر إلى جانبه، لم أتجرأ على النظر إلٌه، فقال لً استدٌري ٌا‬
                                                                           ‫عاهرة.‬
‫لم أكن أعلم معنى هذه الكلمة، وقلت لنفسً إنها رهٌبة مبتذلة تعنً امرأة ساقطة،‬
‫لم أتحرك حاول جذبً إلٌه، فقاومت شدنً من ذراعً ومن كتفً فتمسمر جسمً.‬
‫فشدنً إلٌه من شعري، وقال لً; ال تخافً أنا باباك، ألٌس هكذا تنادٌننً؟ ولكنً،‬
     ‫أٌضاً، شقٌقك، وأٌضاً، عشٌقك وصبٌك، أرٌد أن أكون كل ذلك، ألنك، من اآلن‬
                                                  ‫وصاعداً، ستعٌشٌن معً دابما ً.‬
       ‫اقترب وجهه من وجهً وشعرت بؤنفاسه، بدأ بتقبٌلً فً رقبتً وعلى خدي‬
‫وبقٌت مثل المخشبة، أراد ضمً فابتعدت، اقترب منً فؤدرت رأسً وبدأت بالبكاء‬
       ‫أراد أن ٌحضن رأسً بٌن ٌدٌه فنهضت فؤمسك بذراعً دفعته عنً، فؽضب‬
     ‫وحاول أن ٌطرحنً على السرٌر بقوة فقاومته، وتعاركنا راح ٌصرخ، فظهرت‬
 ‫مبروكة «أنظري إلى هذه العاهره»، قال وهو ٌصرخ بؤعلى صوته، «إنها ترفض‬
                                        ‫ما أطلبه، علمٌها فهمٌها وأعٌدٌها إلً.»‬
                                          ‫ّ‬
 ‫توجه إلى حمام إلى جانب ؼرفة النوم، فؤخرجتنً باتجاه المختبر ونهرتنً قابلة;‬
      ‫كٌؾ تجرأت على التصرؾ هكذا مع سٌدك، إن دورك ٌقوم على االنصٌاع له!‬
                                                        ‫-أرٌد أن أعود إلى المنزل.‬
                                               ‫-لن تتحركً من هنا فمكانك هنا.‬
                                       ‫-أعطنً أمتعتً أرٌد أن أعود لرإٌة أمً.‬
     ‫كادت صفعتها ترمٌنً أرضاً، حٌث ترنحت من شدتها، أطٌعً األوامر وإال بابا‬
   ‫معمر سٌدفعك الثمن ؼالٌا ً جداً، لقد أدعٌت أنك فتاة صؽٌرة أٌتها المنافقة، بٌنما‬
  ‫أنت تعرفٌن جٌدا ً ما الذي ٌنتظرك، من اآلن وصاعداً، ستصؽٌن إلى ما نقوله لك‬
    ‫أنا ومعمر، ستنفذٌن األوامر من دون نقاش، واختفت لتتركنً بمفردي فً هذا‬
  ‫الفستان الساقط وشعري على وجهً، فبكٌت لساعات طوٌلة، وأنا متقوقعة على‬
                                                                ‫نفسً فً الصالون.‬
   ‫وأنا ال أفهم شٌباً، ذهنً محٌر، ماذا أفعل هنا؟ ماذا ٌرٌدون منً؟ أمً ماتت من‬
  ‫شدة القلق وٌمكن أنها اتصلت بوالدي الذي عاد إلى سرت وأخذ علٌها كٌؾ أنها‬
 ‫تركتنً أرحل، وهو الذي لم ٌكن ٌوافق على أن أؼادر المنزل، كٌؾ بمقدوري أن‬



‫81‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫أخبرهم بما حصل مع بابا معمر، والدي سٌجن، وكنت ال أزال أجهش بالبكاء،‬
         ‫عندما جاءت الممرضة الشقراء ولن أنسى فً حٌاتً أنها جلست إلى جانبً‬
         ‫ومررت ٌدها على وجهً بحنان، وقالت لً; ما الذي حصل؟ أخبرٌنً .كانت‬
 ‫تتحدث بلهجة أجنبٌة، وعلمت فٌما بعد أنها أوكرانٌة تعمل فً خدمة القابد واسمها‬
                                              ‫ؼالٌنا. لم أتمكن من أقول لها أي كلمة.‬
 ‫ؼلبنً النعاس، أٌقظتنً مبروكة صباح الٌوم التالً عند الساعة التاسعة، أعطتنً‬
        ‫مالبس رٌاضٌة فؤملت أننً سؤعود إلى منزل أهلً، وسؤلتها هل سؤؼادر إلى‬
 ‫المنزل اآلن؟ قلت لك ال! هل أنت صماء؟ لقد شرحنا لك إن حٌاتك باتت نهابٌا ً هنا،‬
            ‫وحٌاتك السابقة قد انتهت وقلنا ذلك ألهلك، وقد تفهموا الوضع بشكل جٌد.‬
                                                                ‫-لقد اتصلت بؤهلً!‬
     ‫اقتربت منً سلمى :أرٌد أن أقول لك المسابل بوضوح; معمر ٌرٌد مضاجعتك،‬
     ‫ٌرٌد أن ٌفض بكارتك، أن ٌؤخذك، من اآلن فصاعدا ً أنت ملكه، ولن تتركٌه من‬
                      ‫اآلن فصاعداً. توقفً عن نزوتك فالمقاومة ال تجدي نفعا ً معنا.‬
 ‫جاءت فتٌحة وقالت لً ال تقاومً فهكذا تكون االمور ابسط. اذا وافقت فإن االمور‬
                                    ‫ستكون جٌدة بالنسبة لك. وٌجب علٌك ان تطٌعٌه.‬
                       ‫بكٌت وبقٌت منبطحة وقلت لنفسً اذا ً انا سجٌنة ما هو ذنبً؟‬
                                                                        ‫انتهى األمر‬
‫عند الساعة الواحدة بعد الظهر. جاءت فتٌحة وألبستنً فستان حرٌر ازرق، قصٌر‬
    ‫للؽاٌة، واخذتنً مبروكة من ٌدي وجرتنً بقوة باتجاه ؼرفة القذافً وقالت لً‬
   ‫هذه المرة ستحققٌن رؼبات معلمك وإال فاننً سؤقتلك، فتحت الباب ودفعتنً إلى‬
   ‫داخل الؽرفة. كان القابد جالسا ً على طرؾ السرٌر ٌرتدي مالبس رٌاضٌة وٌدخن‬
    ‫سٌجارة. راح ٌنفخ دخانها باتجاهً. وقال لً «انك عاهره. امك تونسٌة اذا ً انك‬
  ‫سافلة. كان ٌؤخذ وقته وٌنظر الً من أعلى إلى أسفل ومن اسفل إلى اعلى. وقال‬
     ‫لً اجلسً إلى جانبً. سؤنفذ كل طلباتك. سؤهدٌك المجوهرات والفٌال الفاخرة،‬
  ‫سؤعلمك قٌادة السٌارة. وسؤشتري لك سٌارة، وبمقدورك ان تسافري إلى الخارج‬
        ‫لمواصلة دراستك اذا رؼبت بذلك. سؤصطحبك معً إلى اي مكان ترٌدٌنه. ان‬
                                                      ‫رؼباتك هً اوامر بالنسبة لً.‬
                                                             ‫ارٌد ان اعود إلى امً.‬
‫وقؾ، اطفؤ سٌجارته وصرخ فً وجهً; اسمعٌنً جٌدا انتهى األمر. انتهى. انتهت‬
‫مسؤلة العودة إلى المنزل. فمن اآلن وصاعدا انت معً. وعلٌك ان تنسً كل شًء.‬
 ‫لم ٌكن بمقدوري ان اصدق ما قاله لً. كان ذلك خارج نطاق الفهم او قدرتً على‬
‫فهمه. شدنً إلى السرٌر وعض ذراعً. واوجعنً. وحاول تعرٌتً وانا كنت اشعر‬



‫91‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫اننً عارٌة فً الفستان االزرق. كان االمر رهٌبا. ولم ٌكن بمقدوري ان اتركه‬
  ‫هكذا. تمسكت بالفستان فراح ٌصرخ; انزعٌه اٌتها الساقطة القذرة. طرحنً على‬
          ‫السرٌر فقاومته. فوقؾ والشرر ٌتطاٌر من عٌنٌه ودخل إلى الحمام، فكانت‬
      ‫مبروكة فً اللحظة التالٌة فً الؽرفة، وعلمت فٌما بعد ان جرسا كان موجودا‬
                                                 ‫بالقرب من السرٌر ٌضؽط علٌه.‬
  ‫هذه اول مرة تقاومنً فتاة بهذا الشكل. ان هذا بسببك لقد طلبت منك ان تعلمٌها،‬
                                   ‫وعلٌك ان تفعلً ذلك وإال فانت ستدفعٌن الثمن.‬
        ‫سٌدي دعك من هذه الفتاة العنٌدة، مثل البؽلة لزها المها واحضر لك ؼٌرها.‬
                                                   ‫-حضري هذه فانا ارٌدها هً.‬
 ‫كٌؾ بمقدوري ان انام؟ استعدت المشهد فً ؼرفة القذافً ولم اعثر على اي مبرر‬
    ‫لما عشته. ماذا قالوا ألهلً؟ أكٌد اخفوا عنهم الحقٌقة. ولكن ماذا قالوا؟ والدي‬
 ‫كان ٌرفض ان ازور ابنة الجٌران وكان ٌجب علً ان اعود إلى المنزل قبل ؼروب‬
  ‫الشمس، ماذا سٌقول؟ ماذا ٌتخٌل؟ هل سٌصدقوننً ذات ٌوم؟ ماذا قالوا لالساتذة‬
 ‫فً المدرسة عن ؼٌابً لتبرٌره؟ لم اؼمض عٌنً طٌلة اللٌل، وعند الفجر وعندما‬
        ‫بدأت باالنهٌار وصلت مبروكة، قفً وارتدي هذا الزي العسكري سنؽادر إلى‬
                                                                          ‫سرت.‬
                                                        ‫سنعود إلى منزل والدتً؟‬
                                                        ‫ال سنذهب إلى مكان آخر.‬
                                                                     ‫إلى المسلخ‬
      ‫انطلقت المقطورة.. وبعد حوالً ساعة من السٌر طلب منا ان ننزل منها، وتم‬
                     ‫توزٌعنا على عدة سٌارات، عندها ادركت ان الموكب كبٌر جدا.‬
        ‫كانت هناك فتٌات جندٌات كثٌرات للؽاٌة، كنت أصؽرهن سنا، وكان هذا ٌدفع‬
  ‫بالعدٌد منهن لمراقبتً. كان عمري ٌومها 62 سنة. ولكن فٌما بعد التقٌت بفتٌات‬
 ‫لم تتجاوز أعمارهن الـ 32 سنة. فً سرت ؼاص الموكب فً ثكنة كتٌبة السعدي.‬
     ‫تقاسمت ؼرفتً مع فرٌدة، إحدى حارسات القذافً وعمرها 43 سنة، وضعت‬
       ‫سلمى على سرٌري حقٌبة، وقالت لً هٌا إلى الحمام وصفقت بٌدها بسرعة;‬
                                           ‫استحمً وارتدي قمٌص النوم االزرق.‬
  ‫النقاش انتهى. وقفت أنظر إلٌها، وهً توضب أمتعتها بدقة. وأنا ؼٌر قادرة على‬
    ‫ارتداء المالبس، وكانت الحقٌبة ملٌبة بالسرٌنػ وقمصان النوم القصٌرة .عادت‬
      ‫سلمى وصرخت بً، لقد قلت لك أن تحضري نفسك. وبقٌت واقفة حتى ؼٌرت‬
    ‫مالبسً وارتدٌت قمٌص النوم االزرق. جعلتنً انتظر بالممر، ووصلت مبروكة‬
   ‫وعالمات الؽضب على وجهها، فدفعت بً إلى إحدى الؽرؾ وأقفلت الباب خلفً.‬



‫02‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫كان عارٌا أٌضا، مستلقٌا على سرٌر كبٌر فً ؼرفة من دون نوافذ.‬
   ‫«تعالً ٌا »)..( قال لً، وفتح ذراعٌه. «تعالً وال تخافً»، د ُفعت إلى المسلخ‬
   ‫وأنا أفكر بالهرب، ولكننً كنت أعرؾ أن مبروكة تقؾ خلؾ الباب، بقٌت جامدة‬
     ‫فً مكانً، نهض فجؤة وشدنً الٌه بقوة فاجؤتنً، رمانً على السرٌر قبل ان‬
 ‫ٌلقً بثقله علً، حاولت ان أدفعه، لكننً لم أتمكن من ذلك، عضنً فً رقبتً، فً‬
                                                              ‫ّ‬
       ‫خداي، فً صدري، حاولت ان أقاوم وأنا أصرخ، «ال تتحركً أٌتها العاهرة‬
   ‫القذرة»، ضربنً على صدري بقوة، وبعد ان تمكن من السٌطرة علً اؼتصبنً‬
             ‫ّ‬
                                                                       ‫بعنؾ.‬

                                                    ‫ثرٌا تروي عذابها مع القذافً :‬
                                     ‫لٌلى طرابلسً اتصلت به وطلبت أن ٌتصل بها‬
   ‫لن أنسى أبدا ً كٌؾ دنّس جسدي وروحً، وكان ذلك مثل الخنجر الذي لم ٌخرج‬
   ‫وبقٌت مدٌته فً داخلً. خارت قواي ولم أعد قادرة على الحركة، فرحت أبكً،‬
       ‫نهض وتلقى منشفة حمراء كانت بالقرب منه، مررها بٌن فخذي وخرج إلى‬
 ‫الحمام، وعلمت الحقا ً ان الدم الذي خرج منً كان بالنسبة له ثمٌنا ً جدا ً لممارسة‬
  ‫الشعوذة، فنزفت لمدة ثالثة أٌام، وكانت ؼالٌنا تعتنً بً، وقالت لً اننً أصبت‬
   ‫بجروح داخلٌة، لم أكن اشتكً، ولم أعد أطرح األسبلة، بٌنما هً قالت لمبروكة‬
       ‫كٌؾ بمقدوره ان ٌفعل ذلك؟ ان هذا رهٌب، ولكن مبروكة كانت ؼٌر مبالٌة،‬
    ‫انقطعت شهٌتً، ولم أتذوق الطعام الذي كان ٌإتى به إلى ؼرفتً، كنت مٌتة ـ‬
                                                ‫حٌة، وكانت فرٌدة تتجاهلنً كلٌا ً.‬
    ‫بعد أربعة أٌام جاءت سلمى، وقالت لً ان معلمك ٌرٌدك، وقادتنً مبروكة إلى‬
 ‫ؼرفته لٌعاود الكرة مستخدما ً العنؾ ذاته، والكلمات المذلة الجارحة، وعدت انزؾ‬
   ‫من جدٌد، فحذرت ؼالٌنا مبروكة وقالت انه ٌجب عدم االقتراب منً الن وضعً‬
   ‫خطٌر. وفً الٌوم التالً اقتدت إلى ؼرفته بعد الفجر بقلٌل، كان ٌتناول فطوره،‬
     ‫الثوم مع عصٌر البطٌخ وحلٌب الناقة، وضع فً المسجلة شرٌط أؼانً بدوٌة‬
       ‫قدٌمة وطلب منً الرقص; أرقصً ٌا (...)، كان ٌصفق بٌده وٌقول هٌا هٌا‬
                                                                          ‫أرقصً.‬
 ‫كان التسجٌل ردٌبا ً وكلمات األؼانً بالٌة وكانت النسوة تدخل إلى الؽرفة وتخرج‬
‫إما لتسلٌمه قصاصات ورق وإما إلزالة الفطور، وكن ؼٌر مبالٌات بوجودي، وكان‬
       ‫ٌطلب منً أن أواصل الرقص ارقصً ٌا (...) من دون أن ٌزٌح عٌنٌه عنً‬
‫فالتقطنً من جدٌد. وفً مساء الٌوم نفسه، أجبرنً على التدخٌن. وعندما قلت له‬



‫12‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫ال أرٌد التدخٌن أشعل السٌجارة ووضعها فً فمً وقال دخنً تنشقً السٌجارة،‬
                              ‫ابلعً الدخان.. وعندما كنت أسعل كان ٌنفجر ضاحكا ً.‬
 ‫فً الٌوم التالً، استقبلنً مع زجاجة وٌسكً. وقال لً لقد حان الوقت الذي ٌجب‬
      ‫أن تتعلمً فٌه الشرب ٌا .)...( كنت أسمع دابما ً أن القرآن حرم الكحول، وأن‬
                      ‫ّ‬
‫القذافً إنسان مإمن، وٌتقً ربه، فً المدرسة وفً التلفزٌون كانوا ٌتحدثون عنه‬
       ‫كؤفضل مدافع عن اإلسالم، وكان فً خطاباته ٌستشهد، دابماً، بالقرآن، وٌإم‬
‫المصلٌن، وكانت الصدمة كبٌرة جدا ً عندما رأٌته ٌشرب الوٌسكً. فهو بالنسبة لنا‬
    ‫كان أب اللٌبٌٌن، المدافع عن العدالة، وإذا به ٌخرق كل القواعد التً كان ٌد ّعً‬
   ‫الدفاع عنها. كل ما كان األساتذة ٌعلموننً إٌاه فً المدرسة، وكل ما كان والداي‬
                                       ‫ٌإمنان به، وقلت لنفسً آه لو أنهم ٌعلمون.‬
          ‫صب لً كؤس وٌسكً وقال لً اشربً ٌا (...). بللت شفتاي فكرهت الطعم‬
                                           ‫وشعرت بحرقة. اشربً إنه مثل الدواء.‬
      ‫وفً المساء نفسه، ؼادرنا جمٌعا ً إلى طرابلس. كانت هناك عشرات السٌارات‬
   ‫والمقطورة وشاحنة محملة بالمعدات، خصوصا ً الخٌم. وكل الفتٌات كن من جدٌد‬
    ‫ترتدٌن الزي العسكري. والفرح كان بادٌا ً على وجوههن ألننا سنؽادر بٌنما كان‬
 ‫الٌؤس ٌسٌطر علً. حاولت التفكٌر فً طرٌقة للهرب، ولكن سرعان ما اقتنعت أال‬
                                                              ‫ّ‬
         ‫فابدة من ذلك ألنه ال ٌوجد أي مكان فً لٌبٌا ٌمكن الهرب إلٌه من القذافً،‬
‫شرطته، مٌلشٌاته وجواسٌسه. حتى داخل العابلة الواحدة كان ٌمكن أن ٌكون هناك‬
   ‫مخبرون، لقد كنت سجٌنته، وتحت رحمته، الفتاة التً كانت إلى جانبً بالسٌارة‬
         ‫قالت لً; آه ٌا صؽٌرتً لقد قٌل لً إنهم أخذوك من المدرسة. لم أرد علٌها‬
   ‫وصرخت الفتاة التً كانت تجلس إلى جانب السابق إننا جمٌعا ً فً الوضع نفسه!‬
                                                                   ‫بـاب العزٌزٌـة‬
         ‫وأخٌرا ً طرابلس ..جارتً فً السٌارة كانت فً ؼاٌة السعادة عندما شاهدت‬
‫المنازل األولى عند مدخل المدٌنة، وأنا أٌضا ً شعرت باالطمبنان قلٌالً، وقالت إحدى‬
‫الفتٌات لقد طفح الكٌل فً سرت، ولم أكن أعرؾ ماذا أقول، ولكننً كنت أسجل كل‬
           ‫ما أسمعه، سار الموكب حوالً اربع ساعات، وكان ٌرعب السٌارات التً‬
  ‫ٌتجاوزها والمارة أٌضاً، بدأ اللٌل بالهبوط وكانت المدٌنة تبدو عن بعد كشبكة من‬
     ‫الطرقات واألبراج واألضواء. فجؤة خفؾ الموكب السرعة لٌدخل من باب واسع‬
   ‫ٌإدي إلى مبنى محصن، الجنود وقفوا فً حالة تؤهب. وضع الفتٌات وارتٌاحهن‬
    ‫كان ٌشٌر وكؤنهن وصلن إلى منزلهن، وقالت لً إحداهن «هذا باب العزٌزٌة.»‬
     ‫بالطبع كنت أعرؾ اسم باب العزٌزٌة، من فً لٌبٌا ال ٌعرفه؟ إنه مركز السلطة‬
  ‫بكل رموز قوتها، مكان إقامة القذافً المحصن، وٌقع ؼرب طرابلس، وفً أذهان‬



‫22‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫اللٌبٌٌن باب العزٌزٌة ٌرمز إلى الرعب. كنت ذات ٌوم قد مررت برفقة والدي أمام‬
   ‫الباب الكبٌر حٌث ترتفع صورة عمالقة للقابد وجدرانه تمتد عدة كٌلومترات، ولم‬
    ‫ٌخطر ببال أحد أن ٌسٌر إلى جانب الجدران، ألنه كان سٌُتَهم بالتجسس أو ٌُطلق‬
   ‫علٌه النار لمجرد قٌامه بؤي حركة قد ٌراها الحراس مشبوهة. وقٌل لً إن سابق‬
         ‫سٌارة تاكسً مسكٌن قد قضى حتفه ألن عجلة سٌارته قد انفجرت عند أحد‬
          ‫الجدران ومات داخل سٌارته بانفجار، حتى قبل أن ٌنزل منها لفتح صندوق‬
                      ‫السٌارة. وكل الهواتؾ النقالة ال تعمل فً محٌط باب العزٌزٌة.‬
 ‫قطعنا الباب الربٌسً، ودخلنا فً مكانا بدا لً واسعا ً للؽاٌة وعلى جانبٌه مبان لها‬
 ‫نوافذ ومداخل صؽٌرة، ٌفترض أن تكون مهاجع الجنود. كان هناك النخٌل والعشب‬
    ‫األخضر والمرجة، وحدابق، وجمال، ومبان متواضعة، وعدة فٌالت تختفً خلؾ‬
        ‫األشجار. بوابات األمن كانت كثٌرة وكنا نعبرها الواحدة تلو األخرى، ونجتاز‬
    ‫جدرانا ٌتوالى بعضها خلؾ بعض ولم أفهم تصمٌمها الهندسً، لم ٌبد لً المكان‬
                                                                          ‫عدابٌا.‬
 ‫توقفت السٌارة أمام بناء كبٌر. ظهرت مبروكة فجؤة وكؤنها سٌدة المنزل; «إدخلً‬
       ‫وضعً حوابجك فً ؼرفتك!». لحقت بالفتٌات اللواتً دخلن من باب تاله باب‬
     ‫أمنً مزود بكاشؾ للمعادن. الجو كان رطبا للؽاٌة. كنا فً طابق تحت األرض.‬
  ‫أشارت أمل، التً كانت جارتً فً السٌارة، إلى ؼرفة صؽٌرة ال ٌوجد فٌها نافذة،‬
        ‫وقالت لً «هذه ؼرفتك». داخل الؽرفة توجد مرآة عمالقة وسرٌران وجهاز‬
        ‫تلفزٌون صؽٌر وحمام. استحممت، وحاولت أن أنام. ولكننً لم أتمكن. أدرت‬
                         ‫التلفاز ورحت أبكً بصمت لدى سماعً األؼانً المصرٌة.‬
                                                                     ‫أوامر المعلم‬
   ‫فً منتصؾ اللٌل جاءت أمل إلى ؼرفتً وقالت لً «ارتدي قمٌص نومك ..القابد‬
                                                             ‫ٌرٌد أن ٌرانا معا.»!‬
 ‫كانت أمل رابعة الجمال. والسروال القصٌر وقمٌصها الحفر الذي تلبسه كان ٌظهر‬
      ‫جمال جسمها إلى درجة اننً ذهلت به شخصٌا. ارتدٌت قمٌصا أحمر. وصعدنا‬
      ‫درجا صؽٌرا لم انتبه له ٌقع إلى جانب ؼرفتً. وجدت نفسً مع أمل أمام باب‬
‫ؼرفة القابد التً تقع مباشرة فوق ؼرفتً. وكانت واسعة جدا تؽطً المراٌا أقساما‬
 ‫فً جدرانها وفً وسطها سرٌر كبٌر له قبة حمراء تشبه العرش أشبه بؤسرة ألؾ‬
   ‫لٌلة ولٌلة. كانت هناك طاولة ورفوؾ علٌها كتب و«دي فً دي» ومجموعة من‬
‫الزجاجات والقوارٌر من العطور الشرقٌة كان ٌعطر بها رقبته دابما. كما كان هناك‬
 ‫مكتب وعلٌه كمبٌوتر كبٌر. ومقابل السرٌر كان هناك باب جرار ٌإدي إلى الحمام،‬
‫والى جانب المكتب كانت توجد زاوٌة خاصة بالصالة ونسخ قٌمة من القرآن. أشٌر‬



‫32‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫إلى هذه النسخ ألنها كانت دابما تحٌرنً. فؤنا لم أر القذافً ٌوما ٌصلً، باستثناء‬
    ‫مرة واحدة فً أفرٌقٌا عندما كان ٌإم الصالة. وعندما أتذكر ذلك اقول ٌا له من‬
                                                                          ‫ممثل.‬
       ‫عندما دخلنا إلى الؽرفة كان بمالبس رٌاضة حمراء. ولما شاهدنا نادى علٌنا‬
      ‫بؤعلى صوته «أٌتها (...) تقدما وارقصا. هٌا، هٌا!». وضع شرٌط الموسٌقى‬
       ‫نفسها وراح ٌتماٌل معها. «لدٌك نظرات ثاقبة ٌمكنها أن تقتل»، كم من مرة‬
                                  ‫سمعت هذه األؼنٌة السخٌفة! لم ٌكن ٌسؤم منها.‬
      ‫أمل بدأت ترقص.. وأنا بقٌت فً مكانً أنظر إلٌها بحذر. اقتربت منً وراحت‬
       ‫تشجعنً على مواكبة حركاتها، بٌنما كان القذافً ٌصرخ «نعم ٌا )..( نعم.»‬
   ‫خلع مالبسه وطلب منً أن أواصل الرقص، ودعا أمل إلى الجلوس بالقرب منه.‬
  ‫وراحت تداعبه. ظننت أن الوقت قد حان لكً أؼادر الؽرفة. وعندما استؤذنته قال‬
    ‫«ال.. تعالً إلى هنا ٌا (..)!». راح ٌداعبنً بعنؾ و(...) بٌنما كانت أمل (..).‬
         ‫أمسك بشعري بقوة وقال لً «إنظري ما ٌجب أن تتعلمٌه!». طلب من أمل‬
                                                           ‫الخروج وانقض علً.‬
                                                            ‫ّ‬
                                                              ‫ٌخاؾ من مبروكة‬
      ‫كانت مبروكة تدخل وتخرج وكؤنها ال ترى شٌبا. كانت تنقل له الرسابل. وكان‬
     ‫آخرها «اتصلت لٌلى طرابلسً وهً تطلب منك أن تتصل بها»، وعندما أنهت‬
 ‫جملتها قالت هذا كل شًء فؤنت منهمك بؤشٌاء أخرى. صعقت عندما سمعتها تقول‬
   ‫له هذه الجملة... كان بمقدورها أن تقول له كل شًء وأي شًء. أعتقد أنه كان‬
                                                                    ‫ٌخاؾ منها.‬
     ‫ذهب إلى الحمام وبعد دقابق نادى اعطنً منشفة. المناشؾ كانت بمتناول ٌده،‬
                                                 ‫ِّ‬
  ‫ولكنه كان ٌحب أن أخدمه" .عطري ظهري!"، أمرنً، وأشار إلى جرس بالقرب‬
      ‫من جهاز الفٌدٌو، طلب منً أن أضؽط على الجهاز، وفً اللحظة ذاتها دخلت‬
              ‫مبروكة، فقال لها «أعطً لهذه (..) دي فً دي لكً تتعلّم مهنتها.»!‬
        ‫بعد خمس دقابق دخلت سلمى إلى الؽرفة ومعها األفالم الخالعٌة، وقالت لً‬
      ‫«علٌك أن تشاهدٌها وتتعلمً منها، ألن المعلم سٌؽضب إذا لم تقومً بواجبك‬
                                                                    ‫المدرسً.»‬
  ‫عُدت إلى ؼرفتً واستحممت، وجاءت أمل إلى الؽرفة، وكان قد مضى أسبوع لم‬
    ‫أتحدث خالله مع أحد. ولم أعد أتحمل الوحدة والخوؾ. فقلت لها; ال أدري ماذا‬
    ‫أفعل هنا، هذه لٌست حٌاتً، وهذا شًء ؼٌر طبٌعً؟! لقد اشتقت لوالدتً، هل‬
                                            ‫برأٌك ٌمكن ان أتحدث إلٌها بالهاتؾ؟‬
             ‫«سؤبحث الموضوع مع مبروكة»، قالت لً أمل. ونمت منهارة القوى.‬



‫42‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
‫من هو المجنون؟!‬
‫عند الساعة الثامنة صباحا طُرق باب ؼرفتً بقوة، ودخلت سلمى وقالت لً»علٌك‬
      ‫أن تصعدي إلى ؼرفة القابد كما أنت. المعلم ٌرٌد أن ٌراك!». كان ال ٌزال فً‬
  ‫السرٌر، وقال لً «تعالً إلى هنا ٌا (..)!». مزق مالبسً واؼتصبنً من جدٌد،‬
‫وسؤلنً« هل شاهدت األفالم ٌا (..)؟ اآلن ٌفترض أن تكونً قد تعلمت!». ونهض‬
     ‫لٌتناول حبات الثوم التً تجعل رابحة فمه ال تُطاق. وقال لً «اخرجً اآلن!».‬
        ‫وعند الباب التقٌت بؽالٌنا، وممرضتٌن أوكرانٌتٌن كانتا تهمان بالدخول إلى‬
‫ؼرفته، فهمت أنه مجنون. ولكن من كان ٌدري ذلك؟ أبً، أمً، اللٌبٌون.. الجمٌع‬
  ‫كان ٌجهل ما ٌحدث فً باب العزٌزٌة .كان الجمٌع ٌخافه، ألن مقاومته أو مجرد‬
‫انتقاده ٌعنً السجن أو الموت. كان مرعبا حتى عندما كنا ننادٌه «بابا معمر»، أو‬
   ‫ننشد النشٌد الوطنً أمام صورته. ولكن تخٌل ما فعله بً. ما ألحقه بً من عار‬
   ‫وذل.. ذلك ال ٌصدق، حقا إنه ال ٌُصدق! إذن من سٌصدقنً؟ لن ٌكون بمقدوري‬
       ‫أن أروي قصتً ألحد، ألن األمر ٌتعلق بالقذافً، وألن الناس ستظن أننً أنا‬
                                                                        ‫المجنونة.‬
 ‫كانت كل هذه الخواطر تجول برأسً عندما دخلت أمل إلى ؼرفتً وطلبت منً أال‬
‫أبقى فٌها. صعدنا عدة درجات، ووجدت نفسً فً مطبخ كبٌر للؽاٌة وحدٌث للؽاٌة‬
‫ومزود بكل األدوات الكهربابٌة، وتزٌنه صورة كبٌرة لفتاة شابة سمراء، أكبر منً‬
   ‫بالسن قلٌال. قالت لً أمل إنها هناء القذافً، ابنة القذافً بالتبنً، وعلمت الحقا‬
       ‫أنها لم تمت فً العام 6891 خالل الؽارة األمٌركٌة على طرابلس، التً تمت‬
        ‫بؤوامر من الربٌس األمٌركً رونالد رٌؽان. وهذا األمر لم ٌكن سرا ً فً باب‬
                                     ‫العزٌزٌة، وكانت هناء األبنة المفضلة للعقٌد.‬
       ‫أعدت أمل القهوة، ثم أخرجت من جٌبها هاتفا نقاال، فسؤلتها كٌؾ تمكنت من‬
                                                            ‫الحصول على الهاتؾ؟‬
 ‫فقالت لً «هذا سري .وعلٌك أن تعلمً أنه مضى على وجودي عشر سنوات بٌن‬
                                                               ‫ّ‬
                                                                    ‫هذه الجدران.»‬




‫52‬                     ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي
" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي

Contenu connexe

Similaire à " للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي

لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟Amr Selim
 
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟Amr Selim
 
حياة يسوع للأطفال
حياة يسوع للأطفالحياة يسوع للأطفال
حياة يسوع للأطفالFreeChildrenStories
 
حياة يسوع للأطفال كتاب تلوين
حياة يسوع للأطفال   كتاب تلوينحياة يسوع للأطفال   كتاب تلوين
حياة يسوع للأطفال كتاب تلوينFreeChildrenStories
 
من خلق الله؟
من خلق الله؟من خلق الله؟
من خلق الله؟Mostafa Sakr
 
أيلزا تريولي..ماياكوفسكي
أيلزا تريولي..ماياكوفسكيأيلزا تريولي..ماياكوفسكي
أيلزا تريولي..ماياكوفسكيMountasser Choukri
 
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردمن تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردShamKarama
 
النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف
    النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف    النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف
النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوفNasser Khalil
 
Kuiz Arab
Kuiz ArabKuiz Arab
Kuiz Arabiium
 
القراء التحليلية لمؤلف (1)
القراء التحليلية لمؤلف (1)القراء التحليلية لمؤلف (1)
القراء التحليلية لمؤلف (1)Kayl Mido
 
SAINT PETER CLAVER (Arabic).pptx
SAINT PETER CLAVER (Arabic).pptxSAINT PETER CLAVER (Arabic).pptx
SAINT PETER CLAVER (Arabic).pptxMartin M Flynn
 
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنَّة
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة  في الكتاب والسنَّةمختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة  في الكتاب والسنَّة
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنَّةAbduh1982
 
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalamKitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalamHimpunan Kitab Turath PDF
 
Sayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera Arab
Sayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera ArabSayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera Arab
Sayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera ArabUniSZA
 

Similaire à " للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي (20)

لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
 
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
لماذا اسلم هؤلاء؟؟؟
 
حياة يسوع للأطفال
حياة يسوع للأطفالحياة يسوع للأطفال
حياة يسوع للأطفال
 
حياة يسوع للأطفال كتاب تلوين
حياة يسوع للأطفال   كتاب تلوينحياة يسوع للأطفال   كتاب تلوين
حياة يسوع للأطفال كتاب تلوين
 
ALmokattam-News-Issue02
ALmokattam-News-Issue02ALmokattam-News-Issue02
ALmokattam-News-Issue02
 
من خلق الله؟
من خلق الله؟من خلق الله؟
من خلق الله؟
 
أيلزا تريولي..ماياكوفسكي
أيلزا تريولي..ماياكوفسكيأيلزا تريولي..ماياكوفسكي
أيلزا تريولي..ماياكوفسكي
 
Document
DocumentDocument
Document
 
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردمن تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفارد
 
النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف
    النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف    النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف
النزوع الأسطوري في رواية صخرة طانيوس لأمين معلوف
 
Kuiz Arab
Kuiz ArabKuiz Arab
Kuiz Arab
 
الشعلة الزرقاء
الشعلة الزرقاء   الشعلة الزرقاء
الشعلة الزرقاء
 
Hamsa
HamsaHamsa
Hamsa
 
القراء التحليلية لمؤلف (1)
القراء التحليلية لمؤلف (1)القراء التحليلية لمؤلف (1)
القراء التحليلية لمؤلف (1)
 
SAINT PETER CLAVER (Arabic).pptx
SAINT PETER CLAVER (Arabic).pptxSAINT PETER CLAVER (Arabic).pptx
SAINT PETER CLAVER (Arabic).pptx
 
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنَّة
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة  في الكتاب والسنَّةمختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة  في الكتاب والسنَّة
مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنَّة
 
ملخص كتاب الغضب
ملخص كتاب الغضب ملخص كتاب الغضب
ملخص كتاب الغضب
 
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalamKitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
 
Sayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera Arab
Sayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera ArabSayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera Arab
Sayyidah Sukainah, Pengkritik Sastera Arab
 
عالم زفزاف
عالم زفزافعالم زفزاف
عالم زفزاف
 

Dernier

عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليميةعرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليميةfsaied902
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf575cqhpbb7
 
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالعرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالshamsFCAI
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكرMaher Asaad Baker
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتيNajlaaAlshareef1
 
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...qainalllah
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdfbassamshammah
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfshimaahussein2003
 
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتالوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتMohamadAljaafari
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...Osama ragab Ali
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريمelqadymuhammad
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfv2mt8mtspw
 
immunology_3.ppt.................................
immunology_3.ppt.................................immunology_3.ppt.................................
immunology_3.ppt.................................hakim hassan
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfr6jmq4dqcb
 
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.pptMarwaElsheikh6
 
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبيةتطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبيةMohammad Alkataan
 
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيsalwaahmedbedier
 
_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء
_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء
_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناءOmarSelim27
 

Dernier (20)

عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليميةعرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
 
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي  جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي  جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالعرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
 
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
 
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتالوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
 
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
 
immunology_3.ppt.................................
immunology_3.ppt.................................immunology_3.ppt.................................
immunology_3.ppt.................................
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
 
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبيةتطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
 
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
 
_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء
_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء
_BIMarabia 45.مجلة بيم ارابيا نمذجة معلومات اليناء
 

" للكاتبة - آنيك كوجان - فرائس في حريم القذافي

  • 1. ‫فرابس فً حرٌم القذافً‬ ‫" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬ ‫1‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 2. ‫قال سبحانه : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم‬ ‫إن هللا خبير بما يصنعون } صدق هللا العظيم ------------------------------------‬ ‫--------‬ ‫قال سبحانه:‬ ‫(قل للمإمنٌن ٌؽضوا من أبصارهم وٌحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن هللا خبٌر‬ ‫بما ٌصنعون )‬ ‫صدق هللا العظٌم‬ ‫قامت مونٌكا كوجان الصحافٌة فً ٌومٌة "لوموند" الفرنسٌة بتوثٌق شهادات‬ ‫مإثرة ومإلمة عن نزوات الزعٌم اللٌبى السابق معمر القذافى الذي قتل فً أكتوبر‬ ‫تشرٌن األول من العام الماضً وصوالته وجوالته فى عالم النساء من كل جنس‬ ‫ولون أؼلبهن كن جمٌالت وفً مقتبل العمر، اختطفن، تعرضن للضرب واإلهانة‬ ‫واالؼتصاب من قبل العقٌد وزبانٌته هكذا كان مصٌر النساء اللواتً ألقً بهن‬ ‫قصرا فً حرٌم الزعٌم اللٌبً جمعتها ألول مرة فً كتاب ٌحمل عنوان:‬ ‫"‬ ‫فرابس فً حرٌم القذافً."‬ ‫المصدر :منتدٌات لٌبٌا القمة‬ ‫2‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 3. ‫1‬ ‫عُرؾ عن العقٌد معمر القذافً انه كان ماجناً، وكلما تقدم به العمر، كان ٌحٌط‬ ‫نفسه بمزٌد من الفتٌات، ٌتحرش بهن، وٌعاشرهن، وٌعتدي علٌهن، وكؤنه كان‬ ‫ٌرٌد أن ٌثبت «رجولته الدابمة»، كما كان ٌُخضع شعبه، رجاالً ونساء، آللة القمع‬ ‫التً استخدمها بال رحمة لٌحصل على ما ٌرٌد ومن ٌرٌد.‬ ‫ثـرٌا، التً ولدت فً المؽرب، كانت أٌقونة أبوها، كانت لدٌها أحالم هابلة، تحطمت‬ ‫جمٌعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفا ً للقذافً، ثم ؼنٌمة له وجارٌة!‬ ‫وفً كتاب «الفرابس فً حرم القذافً»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.‬ ‫«اللمسة السحرٌة».. كلمة سر القابد لحرسه الشخصً {القذافً} كان ٌخطط‬ ‫الؼتصاب كل فتاة ٌضع ٌده على رأسها فً السادس عشر من نوفمبر من عام‬ ‫2213، نشرت أنٌك كوجٌن فً صحٌفة لوموند الفرنسٌة تحقٌقا ً مطوالً بعنوان‬ ‫«االنتهاكات الجنسٌة للقذافً»، روت فٌه قصة ثـرٌا ذات االثنٌن وعشرٌن ربٌعا،‬ ‫التً اختطفتها عصابة القذافً وعزلتها عن العالم منذ كانت فً الخامسة عشرة‬ ‫من عمرها. صحافٌة «لوموند »عادت إلى لٌبٌا هذه السنة، وبحثت عن قصص‬ ‫اؼتصاب مشابهة، كان بطلها القذافً فً كتابها «الفرابس.. فً حرم القذافً»‬ ‫الذي صدر قبل أٌام فً بارٌس عن دار ؼراسٌت.‬ ‫عادت الصحافٌة إلى المدرسة التً اختطفت منها ثـرٌا ، التً تقع فً مدٌنة سرت،‬ ‫لكن مدٌرها أُصٌب بفورة ؼضب، حٌن حدثته عن قصة الفتاة، ونفى نفٌا قاطعا أن‬ ‫ٌكون القذافً قد زار المدرسة من قبل.‬ ‫كنت أستعد لمؽادرة المدرسة، حٌن لمحت فجؤة مجموعة من المدرسات فً ؼرفة‬ ‫ّ‬ ‫صؽٌرة فً الطابق األول.. ذهبت إلٌهن لالستماع إلى قصصهن، كن ٌتحدثن‬ ‫جمٌعهن فً الوقت ذاته، وتتنافسن فً سرد القصص والذكرٌات.. كانت الواحدة‬ ‫تبدأ قصة ما، فتقاطعها األخرى إلثرابها بالمزٌد من المعطٌات، قبل أن تتدخل ثالثة‬ ‫وتصرخ فً وجههما «انتظرا، لدي ما هو أسوأ».. وأما أنا فلم أستطع مجاراتهن‬ ‫ّ‬ ‫وال تدوٌن كل ما كن ٌقلنه...‬ ‫هل ٌتعلق األمر باختطاؾ للفتٌات؟‬ ‫كل سرت على علم بالقضٌة، نعم سرت القذافٌة.. شرحت لً إحدى المدرسات وقد‬ ‫زٌّن الكحل عٌنٌها، ذلك فً قولها «كان القذافً ٌُحكم قبضته على الجمٌع فً‬ ‫مدٌنته وفً قبٌلته وفً عابلته، فٌما كانت المدرسة تربٌنا على دٌنه، لكن الجمٌع‬ ‫كان ٌعرؾ أن القذافً لٌس سوى حقٌر ودنًء وكاذب، من ٌقول ؼٌر ذلك؟ أو‬ ‫ٌقول إنه ٌجهل هذه الحقٌقة؟‬ ‫3‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 4. ‫»تإكد خمس من زمٌالت هذه المدرسة أنهن شعرن باالشمبزاز من الكالم الذي‬ ‫وجهه لً مدٌر المدرسة، «لقد هرب المدٌر السابق، وكان من حاشٌة القذافً،‬ ‫لكن لألسؾ المسبولون الجدد ٌتبعون فً الؽالب المسار القدٌم، مثلما هو األمر‬ ‫بالنسبة لنا، قبل أن نشترط على الوزارة رحٌله بالقول إنه ال ٌزال ٌواصل انتقاد‬ ‫التدخل الؽربً فً لٌبٌا، وٌسمم عقول الصؽار بذلك». إحدى المدرسات أكدت لً‬ ‫أنها درست فً الثانوٌة التً درست فٌها ثـرٌا ، وأنها شاهدت القذافً وهو ٌتجول‬ ‫ّ‬ ‫فً قاعة الجمباز، لكنها ال تتذكر ثـرٌا ، لكن المإكد بالنسبة لها هو أن القذافً مر‬ ‫من هنا.‬ ‫تإكد النساء أن كل الظروؾ كانت مناسبة جدا للقذافً للقاء فتٌات شابات، حٌث‬ ‫كان ٌدعو نفسه فً آخر لحظة لحفالت الزفاؾ، وتقول إحدى الفتٌات «ؼالبٌة‬ ‫أصحاب الدعوات كانوا متملقٌن، ؼٌر أن أخوالً وهم من عابلة القذافً، كانوا‬ ‫ٌمنعوننً من الظهور فً المناسبات العامة.»‬ ‫ٌتمارض كً تزوره التلمٌذات‬ ‫لقد كان ٌدعو التلمٌذات لزٌارة كتٌبة الساعدي، حٌث مقر إقامته من أجل مهرجان‬ ‫لألؼانً «لقد ذهبت مرتٌن مع المدرسة، ثم منعنً والداي من العودة، لقد قال لً‬ ‫أخً إن هذا المكان، هو مرتع كل األخطار والمشاكل، وإن لم نعانً من سهام‬ ‫القذافً، فمن المإكد أن سهام عصابته من الحراس والعسكرٌٌن من مختلؾ الرتب‬ ‫لن تخطبنا أبدا، ألن سلوكٌاته معدٌة.»‬ ‫«لقد كان ٌتمارض وٌتعمد الظهور شاحب الوجه، حتى تذهب الطالبات لعٌادته‬ ‫ّ‬ ‫«...» كنت فً السادسة عشرة من عمري وطالبة فً ثانوٌة الفكر الطلٌعً، حٌن‬ ‫أبلؽنا أحد األساتذة بمرض «أبً القذافً».. لقد أحضروا لنا حافلة لنقلنا إلى‬ ‫الثكنة، وهناك استقبلنا فً خٌمته.. كان ٌرتدي جالبة بٌضاء (العباءة الرجالٌة‬ ‫الطوٌلة التً ٌرتدٌها أهل المؽرب العربً)، وقبعة قطنٌة، بنٌة اللون ولقد احتضننا‬ ‫الواحدة تلو األخرى، شعرنا برهبة كبٌرة ورعب، لكن لم ٌبد علٌه أبدا ً المرض.»‬ ‫وأما أخرى، فتتذكر أن مدرستها هً من نقلها إلى الكتٌبة نفسها لتحٌة الربٌس‬ ‫الجزابري الكولونٌل الشاذلً بن جدٌد «كان القذافً بحاجة دوما ً إلى أن ٌحٌط به‬ ‫عدد من الشابات، وكنا نساهم فً ذلك ونؽذي ولعه المرضً هذا .»وتقول إحدى‬ ‫ّ‬ ‫المدرسات «فً أحد األٌام، نظمت مجموعة تنحدر من مدٌنة مصراتة حفلة والء‬ ‫رسمٌة وكبٌرة للقابد معمر القذافً. لقد كان ٌحب هذا النوع من الحفالت، وكان‬ ‫ٌشعر بالقلق دوما ً من مسؤلة والء ودعم مختلؾ القبابل له.»‬ ‫هناك فً تلك الحفلة، الحظ فتاة شابة، هً صدٌقة هذه المدرسة، وفً الٌوم التالً‬ ‫ُ ّ‬ ‫جاء أفراد من الحرس للبحث عنها فً مدرستها، فرفض المدٌر ورد بؤن الوقت‬ ‫4‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 5. ‫ؼٌر مناسب ألنها تجري امتحاناً، لكنها اختُطفت فً ذلك المساء خالل حضورها‬ ‫حفل زواج.‬ ‫ؼابت هذه البنت ثالثة أٌام، اؼتصبها خاللها القذافً، وبعد أن عادت إلى بٌت‬ ‫والدٌها، تزوجت من أحد حراس القذافً« لقد روى لً والدها وهو أستاذ القصة‬ ‫وترجانً أن أنتبه، حتى ال أقع فرٌسة القذافً أنا األخرى.»‬ ‫ّ‬ ‫طلبت جمٌع من التقٌتهن من اللواتً وقعن فً فخ القذافً أال أذكر أسماءهن، ال‬ ‫شًء بسٌطا ً فً سرت، فالعدٌد من السكان ٌتؤملون فً صمت تلك المرارة وذلك‬ ‫العار والتشاإم الذي بات لصٌقا ً بمدٌنتهم، لكنهم باتوا مقتنعٌن بؤن النظام الجدٌد‬ ‫سٌُدفّعهم، طوٌالً، ثمن عالقتهم الوطٌدة مع من كان القابد.‬ ‫لمسة القذافً السحرٌة‬ ‫لم ٌتصور د. كرٌكشً، أبداً،« اللمسة السحرٌة» التً اكتشفها فً أؼسطس من‬ ‫عام 2213، برفقة مجموعة من الثوار أثناء تفتٌشهم جامعة طرابلس. فطبٌب‬ ‫النساء هذا (66 عاماً) الذي تكون فً إٌطالٌا وروٌال كولٌج فً لندن، ٌعرؾ جٌدا ً‬ ‫ّ‬ ‫أن المنظومة الجامعٌة كانت فاسدة جدا ً فً لٌبٌا، وكان ٌعلم، أٌضاً، بوجود شبكات‬ ‫مراقبة، أنشؤتها اللجان الثورٌة كوسٌلة للدعاٌة للقذافً فً كل الكلٌات، وٌعرؾ،‬ ‫أٌضاً، أن الشعب اللٌبً لم ٌمح أبدا ً من ذاكرته تلك اإلعدامات العلنٌة، التً أقرها‬ ‫القذافً فً حق عدد من الطلبة المعارضٌن له فً عامً 7791 و59:2، لذلك لم‬ ‫ٌفاجؤ حٌن اكتشؾ فً إحدى اللٌالً، وبعد معركة عنٌفة فً الجامعة، سجنا ً هو‬ ‫عبارة عن مجموعة من الحاوٌات، ومكتبا ً لربٌس جهاز المخابرات عبد السنوسً.‬ ‫كانت أدراج هذا المكتب ممتلبة بملفات تتضمن معلومات عن عشرات الطلبة‬ ‫واألساتذة وقابمة بؤولبك الذٌن تقرر التخلص منهم، لكن ما اكتشفه صدفة، وهو‬ ‫ٌحاول استطالع أركان الجامعة، بحثا ً عن قناصٌن محتملٌن داخل الجامعة، هً تلك‬ ‫الشقة السرٌة التً تقع تحت القاعة الخضراء التً كان ٌحاضر فٌها، وكانت عبارة‬ ‫عن ؼرفة نوم وصالون وجاكوزي وحمام، باإلضافة إلى ؼرفة أخرى مجهزة‬ ‫إلجراء مختلؾ الفحوصات الخاصة النساء.‬ ‫كان د. كرٌكشً ٌتحدث بصوت عمٌق ورزٌن، وكان ٌزن كلماته، وٌعً قٌمة ما‬ ‫اكتشفه، ولقد أسر لً بؤنه كان طبٌب النساء الذي ٌتابع ابنتً القذافً، عابشة‬ ‫وهناء،« كان هذا األمر ٌضعنً فً وضعٌة حرجة جداً، كانت عابلة القذافً‬ ‫تعترؾ بكفاءتً، ؼٌر أنً لم أكن أطلب منها شٌباً، لكن، أحٌاناً، كانت الشابتان‬ ‫تتحدثان عن دهشة والدهما منً، لقد كان ٌقول إنً ال أطلب سٌارة وال بٌتاً،‬ ‫وبالفعل لم أكن أطلب شٌبا ً.»‬ ‫كان د. فٌصل كرٌكشً ٌعرؾ شهٌة معمر القذافً للفتٌات الشابات، وقد سمع‬ ‫5‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 6. ‫البعض ٌتحدث ذات مرة عما كان ٌسمٌه القذافً «اللمسة السحرٌة» وهً ٌده‬ ‫التً كان ٌضعها على رأس فرابسه، حتى ٌدرك أفراد حرسه مراده، فٌكملون‬ ‫المهمة.‬ ‫وٌعترؾ هذا الدكتور الذي ٌُدرس لطلبته مادة التخطٌط العابلً، وٌخصص درسا ً‬ ‫ّ‬ ‫سنوٌا ً عن هذا الطابو، ٌعترؾ بؤن ممارسات القذافً الجنسٌة هً من أكثر‬ ‫الطابوهات فً المجتمع اللٌبً.‬ ‫ال أحد خاطر بنفسه وتطرق إلى الموضوع وال أحد تحرك لحماٌة التلمٌذات، كان‬ ‫الجمٌع ٌفضلون عدم اإلطالع على ما ٌحدث أو الصمت، وأما بالنسبة لضحاٌا هذا‬ ‫الوحش، فلم ٌكن بوسعهن ؼٌر الصمت أو مؽادرة مقاعد الجامعة بهدوء وبعٌدا ً‬ ‫عن األنظار.‬ ‫ال أحد ٌستطٌع تقدٌر عدد ضحاٌا القذافً من تلمٌذات المدارس وطالبات‬ ‫الجامعات، ؼٌر أن د. كرٌكشً أبلؽنً بؤنه عثر على ثمانٌة أو تسعة أقراص‬ ‫مضؽوطة فً تلك الشقة الواقعة تحت القاعة الخضراء فً جامعة طرابلس،‬ ‫وتتضمن تسجٌالت لالعتداءات الجنسٌة الوحشٌة التً نفذها القابد فً ذلك المكان،‬ ‫لكنه اعترؾ لً بؤنه دمرها جمٌعها.‬ ‫لكن، لماذا دمر هذا الدكتور هذه الفٌدٌوهات؟ ألٌست دلٌالً وإثباتاً، كان من‬ ‫الضروري االحتفاظ بها؟‬ ‫لقد رد الدكتور على سإالً بالقول; «علٌنا أن نعود إلى سٌاق األحداث، لم تكن‬ ‫الحرب قد وضعت أوزارها بعد، ولم أكن استطٌع أن أضمن أال تقع هذه الفٌدٌوهات‬ ‫فً أٌد ؼٌر أمٌنة، وإال تقع الفتٌات الضحاٌا، ضحٌة مرة أخرى للمساومة او‬ ‫الضؽوطات، كان أهم ما ٌشؽل بالً هو حماٌة الفتٌات» إنه رد فعل ؼرٌب، لكن‬ ‫المسإولٌة ثقٌلة جدا.‬ ‫6‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 7. ‫2‬ ‫الموضوع ال ٌزال من التابوهات‬ ‫ألم ٌكن من واجب العدالة اتخاذ هكذا قرار ؟ لقد صدم اكتشاؾ شقة سرٌة للقذافً‬ ‫داخل الجامعة، الجمٌع بمن فٌهم الطلبة واألساتذة وكل رواد الجامعة، لكن الصمت‬ ‫ال ٌزال ٌخٌم وال تزال األلسن أٌضا تفضل أن تخرس أو تعبر عن اشمبزازها من‬ ‫الدكتاتور، دون الخوض فً أي تفاصٌل أو قضاٌا أخرى.‬ ‫كنت أود استقراء رأي الطالبات المحجبات فً الموضوع، لذلك كلفت احدهم‬ ‫بسإالهن عن انتهاكات القذافً الجنسٌة، لكنه اعتذر واكتفى بإرسال رسالة هاتفٌة‬ ‫لً تضمنت «سؤتخلى عن الفكرة، الموضوع من التابوهات.»‬ ‫من المإكد أن هناك شهودا، وأناسا الحظوا عناصر ٌشتبه فً تورطها أو سمعوا‬ ‫عن فتٌات تعرضن العتداءات القذافً، أال ٌوجد أحد فً لٌبٌا بمقدوره التندٌد بهذا‬ ‫النظام والقضٌة؟‬ ‫بدا لً أن ربٌس تحرٌر أسبوعٌة لٌبٌا الجدٌدة وهو شاب، بدا لً الوحٌد، الذي ال‬ ‫ٌزال مصرا على كسر جدار الصمت، حٌث قال لً «كانت لً صدٌقة تنحدر من‬ ‫عابلة رٌفٌة من منطقة عزٌزٌة، وجاءت إلى طرابلس لدراسة الطب. وخالل زٌارة‬ ‫للقذافً إلى الجامعة، وضع ٌده على رأسها، فجاء حرسه الشخصً فً الٌوم‬ ‫الموالً إلى بٌتها إلخطارها بؤن القابد اختارها لتنضم إلى مجموعة حارساته.‬ ‫رفضت العابلة، فبدأت التهدٌدات تطال شقٌقها، ما دفعها فً النهاٌة إلى قبول لقاء‬ ‫القذافً الذي اؼتصبها وعزلها طٌلة أسبوع كامل ثم تركها ومنحها مبلؽا من‬ ‫المال. لم ٌستطع والدها استقبالها مرة أخرى بسبب اإلذالل والمهانة اللذٌن ٌشعر‬ ‫بهما فٌما تخلت هً تماما عن فكرة العودة إلى الجامعة...لقد ضاعت،‬ ‫لكنها الٌوم تشتؽل رسمٌا فً بزنس السٌارات ..‬ ‫فً الواقع أنا أدرك تماما أنها تعٌش من التجارة بجسدها.»‬ ‫ثرٌا تروي عذابها واؼتصابها:‬ ‫القذافً لم ٌترك الوقت لثرٌا كً تسمع أمها وعماتها‬ ‫عُرؾ عن العقٌد معمر القذافً انه كان ماجنا ً، وكلما تقدم به العمر، كان ٌحٌط‬ ‫نفسه بمزٌد من الفتٌات، ٌتحرش بهن، وٌعاشرهن، وٌعتدي علٌهن، وكؤنه كان‬ ‫ٌرٌد أن ٌثبت «رجولته الدابمة»، كما كان ٌُخضع شعبه، رجاالً ونساء، آللة القمع‬ ‫7‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 8. ‫التً استخدمها بال رحمة لٌحصل على ما ٌرٌد ومن ٌرٌد.‬ ‫ثرٌا ، التً ولدت فً المؽرب، كانت أٌقونة أبوها، كانت لدٌها أحالم هابلة،‬ ‫تحطمت جمٌعاً، بعدما انتقلت إلى سرت، وأصبحت هدفا ً للقذافً، ثم ؼنٌمة له‬ ‫وجارٌة!‬ ‫وفً كتاب «الفرابس فً حرم القذافً»، الذي تنشره القبس، تروي قصتها.‬ ‫لقد ولدت فً ماراغ فً إحدى قرى الجبل األخضر، بالقرب من الحدود المصرٌة،‬ ‫فً السابع عشر من شهر فبراٌر عام .9891 نعم، فً السابع عشر من هذا‬ ‫الشهر الذي ٌستحٌل على اللٌبٌٌن أن ٌنسوه من اآلن فصاعدا. انه الٌوم الذي‬ ‫بدأت فٌه الثورة التً أطاحت بالقذافً فً عام 2213. والذي ٌفترض أن ٌتحول‬ ‫إلى ٌوم عٌد وطنً.‬ ‫لقد رزق والدي بثالثة إخوة سبقونً وباثنٌن ولدا بعدي، إضافة إلى أختً‬ ‫الصؽرى. وكنت أنا أول بنت تولد، وكان أبً مجنونا ً بحبً. ألنه كان ٌرٌد ان تكون‬ ‫لدٌه ابنة، كان دابما ٌرٌد صورٌا. كان ٌفكر فً هذا االسم حتى قبل ان ٌتزوج.‬ ‫وؼالبا ما كان ٌروي مشاعره لحظة والدتً. كان ٌقول باستمرار لً «أنت‬ ‫جمٌلة» جمٌلة للؽاٌة.‬ ‫كان سعٌدا ً جدا ً بوالدتً إلى درجة انه نظم ولٌمة تلٌق بحفل زواج. الضٌوؾ،‬ ‫الموسٌقى والعشاء.. كان ٌرٌد كل شًء البنته. ذات الحقوق مثل اخوتها. وكان‬ ‫ٌحلم بان اصبح طبٌبة. وقد شجعنً عندما كنت فً الثانوٌة على التسجٌل فً صؾ‬ ‫العلوم الطبٌعٌة. ولو سارت االمور فً حٌاتً بشكل طبٌعً اعتقد اننً كنت‬ ‫سؤدرس الطب. من ٌدري؟ ولكن ال ارٌد ان ٌحدثنً احد عن عدم المساواة مع‬ ‫اخوتً الصبٌان، علما ً بؤنه ال توجد لٌبٌة واحدة بمقدورها ان تحلم بهذه المساواة.‬ ‫ٌكفً النظر إلى أمً، وهً عصرٌة للؽاٌة، كم كانت مضطرة للتخلً عن الكثٌر من‬ ‫احالمها.‬ ‫كانت لدٌها احالم هابلة تحطمت جمٌعها. لقد ولدت فً المؽرب. فً منزل جدتها‬ ‫التً كانت تحبها حبا ً جماً. ولكنها كانت من ابوٌن‬ ‫تونسٌٌن، كانت تتمتع بالكثٌر من الحرٌة، ذهبت إلى بارٌس عندما كانت شابة‬ ‫عزباء لتتعلم مهنة الحالقة النسابٌة. وهناك تعرفت على والدي، الذي كان ٌعمل‬ ‫موظفا فً السفارة اللٌبٌة. وكان ٌحب بارٌس كثٌرا وٌحب السهر، لقاإهما االول‬ ‫كان فً سهرة رمضانٌة، وكان الجو لطٌفا ً جمٌالً بعٌدا ً عن القمع فً لٌبٌا. كان‬ ‫بمقدوره تعلم اللؽة الفرنسٌة، كما كان ٌُقترح علٌه، ولكنه كان ٌفضل اللهو والتنزه‬ ‫والتمتع بالحرٌة فً كل دقٌقة، وهو الٌوم نادم النه لم ٌتعلم اللؽة الفرنسٌة، الن‬ ‫ذلك بالتؤكٌد كان ٌمكن ان ٌؽٌر مجرى حٌاتنا.‬ ‫8‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 9. ‫ؼرة داخل قفص‬ ‫على أي حال ما إن وقع نظره على أمً حتى اتخذ قراره وطلب ٌدها وتزوجا فً‬ ‫مدٌنة فاس فً المؽرب، حٌث كان ٌقٌم جدي (والد أمً)، وبعدها نقلها إلى لٌبٌا.‬ ‫وكانت الصدمة كبٌرة بالنسبة لوالدتً. لم ٌخطر ببالها قط انها ستعٌش فً القرون‬ ‫الوسطى، وهً التً كانت مدللة وتتابع آخر صٌحات الموضة، وكانت تتبرج‬ ‫وتسرح شعرها، اضطرت لوضع الؽطاء األبٌض التقلٌدي، وتقٌٌد تحركاتها خارج‬ ‫المنزل، وكانت أشبه بالنمرة داخل القفص. كانت تشعر بانها خدعت فهذه لٌست‬ ‫الحٌاة التً وعدها والدي بانها ستعٌشها، كان ٌحدثها عن السفر بٌن بارٌس‬ ‫وطرابلس وانه سٌطور عمله بٌن البلدٌن.‬ ‫وخالل اٌام عدة وجدت نفسها فً بالد البدو، فانهارت، فاتخذ والدي اإلجراءات‬ ‫الالزمة ونقل عابلته إلى بنؽازي، ثانً المدن اللٌبٌة فً الشرق، وكانت المدٌنة‬ ‫تعتبر دابما انها متمردة على السلطة المركزٌة فً طرابلس. ولم ٌكن بمقدوره‬ ‫نقلها إلى بارٌس حٌث كان ٌسافر إلٌها بانتظام، وهكذا فإنها عاشت فً مدٌنة‬ ‫كبٌرة وتخلصت من لبس الؽطاء وحتى مارست نشاطها عبر إدارة صالون للنساء‬ ‫وكؤن ذلك كان ٌخفؾ عنها.‬ ‫بقٌت تابهة فً أحالم العودة إلى بارٌس. وكانت تقص علٌنا ونحن صؽار النزهات‬ ‫فً جادة الشانزلزٌه وتناول الشاي مع صدٌقاتها فً المقاهً البارٌسٌة، والحرٌة‬ ‫التً تتمتع بها الفرنسٌات، إضافة إلى نظام الضمان االجتماعً، حقوق النقابات‬ ‫وجرأة الصحافة، بارٌس، بارٌس، بارٌس كانت تتردد دابما إلى ان سبمنا سماع‬ ‫كلمة بارٌس.‬ ‫وكان تؤنٌب الضمٌر ٌعذب والدي، فقرر فتح مطعم فً الدابرة الخامسة عشرة فً‬ ‫العاصمة الفرنسٌة على ان تتولى والدتً إدارته. ولكن لألسؾ اختلؾ مع شرٌكه‬ ‫وطارت الفكرة. وكاد ان ٌشتري شقة فً حً الدٌفانس بــ63 الؾ دوالر ٌومها‬ ‫وتردد وهو نادم الٌوم.‬ ‫الذكرٌات األولى‬ ‫اذا ً فً بنؽازي بدأت أولى ذكرٌاتً المدرسٌة، وهً ؼٌر واضحة فً ذاكرتً،‬ ‫ولكنً كنت اذكر انها أٌام سعٌدة .كان اسم المدرسة «أشبال الثورة»، وكان لدي‬ ‫أربع رفٌقات وكن ال نفترق. وكان« اختصاصً» تقلٌد المعلمٌن ما إن ٌؽادروا‬ ‫حصة الدرس. كما كنت أقلد وبسخرٌة مدٌر المدرسة. وٌبدو ان هللا وهبنً القدرة‬ ‫على التقاط تعابٌر الناس وحركاتهم وطرٌقة سٌرهم، وكنا نبكً من فرط الضحك.‬ ‫كنت احصل على عالمة صفر بالرٌاضٌات، وكنت متفوقة للؽاٌة باللؽة العربٌة.‬ ‫لم ٌكن والدي ٌكسب كثٌراً، وبات عمل والدتً ال بد منه، إلى درجة انها أصبحت‬ ‫9‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 10. ‫تإمن مدخول البٌت، وكانت تعمل لٌالً ونهاراً، وكانت تؤمل دابما ً بحصول شًء ما‬ ‫ٌسمح لنا بمؽادرة لٌبٌا، وكنت أعرؾ انها كانت تختلؾ عن بقٌة االمهات، وحتى‬ ‫كان البعض ٌعٌرنً بالمدرسة باننً ابنة التونسٌة، وكان ذلك ٌجرحنً، وكانت‬ ‫سمعة التونسٌٌن أنهم متحررون وعصرٌون، وفً بنؽازي هذه الصفات لم تكن‬ ‫حمٌدة، وكنت من ؼبابً وؼٌظً احنق على والدي ألنه لم ٌقترن بامرأة لٌبٌة،‬ ‫وكنت أتساءل عن األسباب التً دفعته للزواج بؤجنبٌة، وعما اذا كان قد فكر‬ ‫بؤوالده؟ ٌا الهً كم كنت حمقاء.‬ ‫االنتقال إلى سرت‬ ‫وعندما بلؽت الحادٌة عشرة من عمري أعلن والدي إننا سنؽادر لنعٌش فً مدٌنة‬ ‫سرت، الواقعة على البحر األبٌض المتوسط بٌن بنؽازي وطرابلس، وكان ٌرٌد‬ ‫االقتراب من مسقط رأسه، من والده وهو رجل تقلٌدي، تزوج أربع مرات من‬ ‫أقاربه وأوالد عمومته، ان الحٌاة فً لٌبٌا هكذا، حٌث العابلة تحاول ان تبقى‬ ‫مجتمعة فً عرٌنها الذي ٌعطٌها القوة والدعم الالمشروط. فً بنؽازي لم تكن لنا‬ ‫جذور وال عالقات كنا كاألٌتام.‬ ‫على األقل هذا ما قاله والدي لنا، ولكن كان لخبر االنتقال إلى سرت وقع الكارثة‬ ‫بالنسبة لً، اهجر مدرستً؟ صدٌقاتً؟ انها مؤساة، لقد مرضت حقاً، وبقٌت فً‬ ‫السرٌر لمدة أسبوعٌن ؼٌر قادرة على الذهاب إلى المدرسة.‬ ‫وفً نهاٌة المطاؾ ؼادرت، ولم أكن سعٌدة الننً كنت فً المدٌنة التً شهدت‬ ‫مسقط رأس القذافً، وفً أحادٌثنا فً المنزل لم ٌتم التطرق الٌه، كانت والدتً‬ ‫تكرهه، فقد كانت تؽٌر قناة التلفزٌون عندما ترى صورته، وكانت تسمٌه «منفوش‬ ‫الشعر»، وكانت تردد باستمرار، حقا ً هل هذا اإلنسان شكله شكل ربٌس، واعتقد‬ ‫ان والدي كان ٌخاؾ وٌفضل عدم التعلٌق. كان لدٌنا شعور بالفطرة انه كلما تجنبنا‬ ‫الحدٌث عنه كان ذلك أفضل، وأي كالم كان ٌمكن ان ٌصدر وٌخرج عن نطاق‬ ‫العابلة كان ٌمكن ان ٌُنقل وٌتسبب لنا بمشاكل كبٌرة، ولم نعلق صور له فً‬ ‫المنزل، ولم ٌناضل أحد من اخوتً فً سبٌله، وبشكل ؼرٌزي كنا حذرٌن.‬ ‫أبً.. عمً معمر‬ ‫وفً المدرسة كان األمر مؽاٌرا ً كلٌا ً إلى درجة العبادة، صوره كانت موجودة دابما،‬ ‫وصباح كل ٌوم كنا ننشد النشٌد الوطنً أمام ملصق عمالق لصورته على العلم‬ ‫األخضر، وكنا نهتؾ «انت قابدنا ونسٌر خلفك».. وفً الحصة أو فً الملعب خالل‬ ‫االستراحة كان التالمٌذ ٌرددون «ابً.. عمً معمر»، «عمو معمر»، وكان‬ ‫األساتذة ٌتحدثون عنه وكؤنه نصؾ إله، ال بل حتى كؤنه إله، وكان ٌتحٌن علٌنا ان‬ ‫نسمٌه «بابا معمر.»‬ ‫01‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 11. ‫وكان الهدؾ من االنتقال إلى سرت االقتراب من العابلة واالندماج بها، ولكن‬ ‫عملٌة الزراعة لم تنجح.‬ ‫وكان سكان سرت« ٌفاخرون بقربهم من القذافً، ٌشعرون وكؤنهم اسٌاد العالم،‬ ‫وكانوا ٌتصرفون كارستقراطٌٌن فً البالط، وٌنظرون إلى سكان المدن األخرى‬ ‫وكؤنهم فً األرٌاؾ.»‬ ‫ثمن التقالٌد‬ ‫ان تكون من الزنتان فؤنت مسخرة، أو موضع سخرٌة، ان تكون من بنؽازي فؤنت‬ ‫مهزأة، وان تكون من تونس فهذا عار، ومهما فعلت والدتً كانت مصدر الخزي،‬ ‫وعندما فتحت بالقرب من المنزل، فً شارع دبً، صالونا ً تهافتت علٌه سٌدات‬ ‫سرت، فان االحتقار قد زاد، علما ً انها كانت موهوبة، وكان الجمٌع ٌعترؾ‬ ‫بتسرٌحاتها الجمٌلة وبمكٌاجها الرابع، وأنا على قناعة ان االحتقار كان نابعا من‬ ‫الؽٌرة، فلٌس بمقدوركم تخٌل كم ان مدٌنة سرت كانت تقبع تحت وطؤة التقالٌد‬ ‫والحشمة، وٌمكن المرأة ان تُشتم فً الشارع اذا سارت سافرة، حتى اذا كانت‬ ‫بمفردها متحجبة فانها كانت موضع شكوك، ما الذي تفعله خارج منزلها؟ اال تبحث‬ ‫عن مؽامرة؟ ألٌس لها عالقة؟ والناس ٌتجسسون على بعضهم، ٌراقبون ما ٌحدث‬ ‫فً المنزل الواقع مقابل منزلهم، العابالت تحمً بناتها وتتحدث عن بنات االخرٌن‬ ‫بالقٌل والقال، وآلة النمٌمة كانت تعمل باستمرار.‬ ‫عقوبة مضاعفة‬ ‫وفً المدرسة كانت عقوبتً مضاعفة. لم اكن فقط ابنة التونسٌة، بل اٌضا ابنة‬ ‫الصالون، وكنت اوضع منفردة على طاولة واحدة. ولم اتمكن من مصادقة لٌبٌة‬ ‫واحدة، لكن فً وقت الحق، ولحسن الحظ، تعرفت على فتاة لٌبٌة االب وفلسطٌنٌة‬ ‫االم، وبعدها على مؽربٌة ومن ثم على فتاة لٌبٌة االب وام مصرٌة، وحتى عندما‬ ‫كنت اكذب واقول ان امً مؽربٌة لم تكن االمور افضل. وهكذا فإن حٌاتً تمحورت‬ ‫حول صالون والدتً .الذي اصبح مملكتً، كنت اركض الٌه عندما ٌنتهً دوام‬ ‫المدرسة، وفٌه كنت احٌا من جدٌد، كانت هناك متعة حقٌقٌة. كنت اساعد والدتً،‬ ‫وكان هذا االمر ٌولد لدي سعادة ال توصؾ .فقد كانت تركض فً الصالون من‬ ‫زبونة إلى اخرى، علما بان لدٌها اربع موظفات. كنا نصفؾ الشعر، نقوم بالماكٌاج‬ ‫والعناٌة بالبشرة، صدقونً عندما اقول لكم ان نساء سرت الالتً ٌختببن خلؾ‬ ‫الحجاب كن فً ؼاٌة التعقٌد ومتطلبات جدا. وكان اختصاصً الحواجب وتنقٌة‬ ‫البشرة بخٌطان الحرٌر، لنتؾ الوبر من الوجوه. وكنت احضر الزبونات للماكٌاج‬ ‫وكانت هذه المسؤلة من اختصاص والدتً. وعندما كانت تنتهً من عملٌة الماكٌاج‬ ‫كانت تصرح بً« صورٌا اللمسة االخٌرة» وكنت اضع احمر الشفاه والعطر.‬ ‫11‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 12. ‫صالون والدتً‬ ‫تحول صالون والدتً بسرعة إلى مكان تتواعد فٌه نساء سرت الصورٌات، ومن‬ ‫بٌنهن نساء قبٌلة القذافً.‬ ‫عندما كانت المدٌنة تستقبل القمم الدولٌة كانت النساء األعضاء فً الوفود‬ ‫االجنبٌة تزرن صالون والدتً، زوجات القادة االفارقة والرإساء االوروبٌٌن‬ ‫واالمٌركٌٌن، واذكر بشكل خاص زوجة ربٌس نٌكاراؼوا، التً طلبت تسرٌحة‬ ‫ترفع شعرها إلى االعلى وان ترسم الكحل على عٌنٌها لتبدوان كبٌرتٌن.‬ ‫ذات ٌوم جاءت جولٌا ربٌسة بروتوكول زوجة القابد واصطحبت امً لكً تصفؾ‬ ‫شعرها، وهذا كان الدلٌل على ان شهرة والدتً قد ذاعت للؽاٌة، وقد ذهبت لقضاء‬ ‫عدة ساعات لالهتمام بصفٌة فركاش وتلقت اجرا ً زهٌدا ً اقل من التعرفة العادٌة فً‬ ‫الصالون. وعادت فً حالة من الؽضب النها شعرت بانها أهٌنت.‬ ‫وعندما جاءت جولٌا مرة ثانٌة الصطحابها إلى منزل معلمتها رفضت ذلك متذرعة‬ ‫بانها ؼٌر قادرة على مؽادرة الصالون النه ٌعج بالزبابن. وفً المرات التالٌة كانت‬ ‫والدتً تختبا وتطلب منً ان اقول لربٌسة بروتوكول زوجة القذافً انها ؼٌر‬ ‫موجودة.‬ ‫شخصٌة أمً قوٌة وهً رفضت دابما الرضوخ.‬ ‫نساء متعجرفات‬ ‫كانت نساء قبٌلة القذافً متعجرفات، فاذا ما اقتربت من أحداهن ألسؤلها عما اذا‬ ‫كانت ترٌد ان تصبػ شعرها او تقصه او تصففه كانت تنظر الً بازدراء، وتقول‬ ‫لً من انت لكً تتحدثً معً؟ ذات صباح وصلت امرأة من قبٌلة القذافً وكانت‬ ‫فً ؼاٌة األناقة ورابعة الجمال فقلت لها بشكل عفوي «كم أنت جمٌلة» فإذا بها‬ ‫تصفعنً على وجهً، تحجرت فً مكانً وركضت نحو أمً وهمست قابلة اصمتً‬ ‫ان الزبونة دابما على حق. وبعد ثالثة اشهر دخلت السٌدة نفسها إلى الصالون‬ ‫وتقدمت باتجاهً وقالت لً إن ابنتها، التً هً من عمري، قد ماتت بمرض‬ ‫السرطان واعتذرت منً، وكان ذلك اؼرب من الصفعة.‬ ‫ذات مرة، حجزت عروس الصالون لها بمفردها ٌوم عرسها ودفعت دفعة على‬ ‫الحساب، وبعدها ألؽت الحجز وعندما رفضت والدتً أن تعٌد لها ما دفعته راحت‬ ‫تصرخ وتكسر كل ما استطاعت تحطٌمه ولم تكتؾ بذلك، فاتصلت بقبٌلة القذافً‬ ‫وجاءوا وحطموا الصالون، وعندما جاء احد إخوتً وحاول أن ٌمنعهم تعرض‬ ‫للضرب، وعندها جاءت الشرطة أوقفت شقٌقً وأودعته السجن. لٌخرج منه بعد‬ ‫ستة أشهر وآثار التعذٌب على جسمه، وخرج من السجن بعد مفاوضات طوٌلة‬ ‫بٌن القبابل واتفاق أدى إلى اإلفراج عنه، وعلى الرؼم من االتفاق أجبر القذاذفة‬ ‫21‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 13. ‫الذٌن ٌسٌطرون على كل المإسسات والهٌبات فً سرت، والدتً على إقفال‬ ‫الصالون شهرا إضافٌا، وجعلنً هذا األمر فً ؼاٌة الؽضب.‬ ‫لم أعرؾ حب المراهقة‬ ‫اخً األكبر ناصر كان ٌخٌفنً وٌمارس سلطته علً، ولكن العالقة مع اخً عزٌز،‬ ‫ّ‬ ‫الذي ٌكبرنً بسنة، كانت متواطبة، وعندما كنا نذهب إلى المدرسة ذاتها كان‬ ‫ٌحمٌنً وٌدافع عنً وٌؽار علً وكنت مرساال أو وسٌطة ؼرامٌاته الصبٌانٌة، أما‬ ‫ّ‬ ‫أنا فلم أكن أفكر بالحب اطالقاً، وقد أكون أنا منعت نفسً بالالوعً الننً كنت‬ ‫أعرؾ ان والدتً صارمة للؽاٌة.‬ ‫لم أحلم بفتى، واعتقد اننً سؤندم طٌلة حٌاتً الننً لم أعرؾ حب المراهقة، كنت‬ ‫أعرؾ اننً سؤتزوج الن هذا مصٌر كل النساء، وكان ٌجب علً عندها ان أتبرج‬ ‫ّ‬ ‫لزوجً، لم أكن أعرؾ شٌبا ً عن جسدي، وال عن حٌاتً الجنسٌة، عندما جاءتنً‬ ‫«العادة» للمرة األولى سارعت ألعلم والدتً، التً لم تقل لً شٌبا ً.‬ ‫كنت أشعر بالعار عندما أشاهد على شاشة التلفزة، مع صبٌان العابلة الدعاٌات‬ ‫للفوط الصحٌة النسابٌة.‬ ‫أذكر عندما كانت والدتً وعماتً ٌقلن لً انه عندما ٌصبح عمري 92 سنة فانهن‬ ‫سٌحدثننً عن عدد من امور الحٌاة، ولكنهن لم ٌتمكن من ذلك الن معمر القذافً‬ ‫قد سبقهن إلى طحنً‬ ‫31‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 14. ‫3‬ ‫القذافً اعتدى علً.. وطلب أن أنادٌه «بابا !»‬ ‫َّ‬ ‫فً صباح ٌوم من أٌام ابرٌل 5113 وكان عمري 62 سنة، قال مدٌر الثانوٌة لكل‬ ‫التالمٌذ فً الملعب «ان القابد سٌمنحنا الشرؾ الكبٌر بزٌارة المدرسة ؼداً، وهذه‬ ‫فرحة كبٌرة وأنا اعتمد علٌكم لكً تصلوا على الوقت وبانتظام، وان تكون ثٌابكم‬ ‫المدرسٌة رابعة النه ٌجب علٌكم ان تعطوه الصورة الرابعة عن المدرسة كما‬ ‫ٌحبها وكما ٌستحقها.»‬ ‫ٌا له من خبر! ٌا لها من مفاجؤة سارة، لٌس بمقدوركم ان تعرفوا أي وقع‬ ‫لمشاهدة القذافً، صورته كان ترافقنً كل حٌاتً، منذ والدتً صورة كانت فً كل‬ ‫مكان على جدار المدن، فً الدوابر الحكومٌة فً قاعات البلدٌات وؼرؾ التجارة‬ ‫على دفاتر المدارس واألوراق النقدٌة، كنا نعٌش دابما ً تحت نظراته، وفً عبادته،‬ ‫وعلى الرؼم من مالحظات والدتً كنت أكن له عبادة تخوؾ، لم أحاول ان أتخٌل‬ ‫حٌاته الننً كنت أضعه فوق البشر فً نوع من جبل األولمب حٌث ٌحكم بنقاوة.‬ ‫فً الٌوم التالً، ركضت إلى المدرسة بلباس المدرسة وعلى رأسً شرٌطة بٌضاء‬ ‫وكنت أنتظر بفارغ الصبر كً ٌشرحوا لنا كٌؾ سٌتم النهار.‬ ‫وما كادت الحصة األولى تبدأ حتى جاء استاذ إلى الصؾ وقال لً انه تم اختٌاري‬ ‫لكً اسلم القابد الزهور والهداٌا، أنا ابنة الصالون التً ٌرفض التالمٌذ مخالطتها،‬ ‫ٌا لها من صدمة، لقد فتحت عٌنً كبٌرتٌن ووقفت والفرح ٌشع منهما ولسان‬ ‫حالً ٌقول ان كل فتٌات الصؾ ٌؽرن منً، تم اقتٌادي إلى قاعة كبٌرة حٌث كان‬ ‫ٌحتشد عدد كبٌر من التالمٌذ الذٌن تم اختٌارهم، وطلب منا ان نرتدي المالبس‬ ‫التقلٌدٌة اللٌبٌة، وؼٌرنا مالبسنا وساعدنا األساتذة على وضع األؼطٌة التقلٌدٌة‬ ‫على رإوسنا.‬ ‫ورحت أطرح األسبلة على األساتذة، وأتوسلهم ان ٌشرحوا لً كٌؾ ٌجب ان‬ ‫أتصرؾ، هل انحنً أمامه؟ هل أقبل ٌده؟ هل ٌجب ان أردد شٌبا ً ما أمامه؟ كان‬ ‫قلبً ٌخفق بقوة فٌما كان الجمٌع منهمكا بجعلنا رابعٌن.‬ ‫وعندما استعٌد بالذاكرة ذلك الٌوم أفكر بؤننً كنت النعجة التً تقاد إلى المذبح‬ ‫للتضحٌة.‬ ‫كانت قاعة االحتفاالت مملوءة باألساتذة والتالمٌذ وبالهٌبة اإلدارٌة، والجمٌع كان‬ ‫ٌنتظر بعصبٌة، وكانت مجموعة من الفتٌات تقؾ عند مدخل القاعة الستقبال‬ ‫القابد، وكنا نلقً علٌهن النظرات المتواطبة التً تقول كم انتن محظوظات، أو‬ ‫41‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 15. ‫سنتذكر هذا الٌوم طٌلة حٌاتنا، وكنت امسك بباقة الورود وارتجؾ مثل الورقة.‬ ‫كانت ساقاي كؤنهما من القطن ووجه الً احد األساتذة نظرات قاسٌة، وقال لً‬ ‫«قفً جٌدا ً ٌا ثرٌا»، وفجؤة وصل وسط حشد من الحارسات وأصوات فالشات‬ ‫عدسات التصوٌر، كان ٌرتدي ثوبا ً أبٌض والصدر مؽطى بالنٌاشٌن وبالعلم، وعلى‬ ‫كتفٌه شال «بٌج» بلون الطاقٌة التً على رأسه، وحٌث ٌظهر من تحتها الشعر‬ ‫األسود.‬ ‫عندما ٌبتسم القابد‬ ‫مرت اللحظات بسرعة البرق ، قدمت له باقة الورود وأخذت بٌده بٌدي وقبلتها ثم‬ ‫انحنٌت، وشعرت إنه ٌضؽط على ٌدي بطرٌقة ؼرٌبة. وراح ٌنظر إلً من أعلى‬ ‫إلى أسفل، وضؽط على كتفً، ووضع ٌده على رأسً وراح ٌداعب شعري، وكان‬ ‫ذلك نهاٌة حٌاتً، الن هذه الحركات، وكما علمت الحقا، كانت تعنً لحراسه اننً‬ ‫ّ‬ ‫أرٌد هذه الفتاة بعد انتهاء الزٌارة. فً تلك اللحظة كنت أطٌر من الفرح، راكضة‬ ‫إلى صالون والدتً الروي لها الحدث. وقلت لها «بابا معمر ابتسم لً.. اقسم لك‬ ‫ٌا ماما انه داعب شعري .»وكنت فرحة وارٌد ان ٌعرؾ الجمٌع ما حصل لً.‬ ‫وقالت والدتً، وهً تصفؾ شعر إحدى الزبونات، ٌجب اال تبالؽً.‬ ‫وقلت لها ولكن انه زعٌم لٌبٌا والمسؤلة لٌست بسٌطة!‬ ‫فقالت لً آه نعم، لقد اؼرق البالد وشعبه فً القرون الوسطى وتتحدثٌن عن قابد.‬ ‫اشمؤززت من حدٌث والدتً وعدت إلى المنزل النتشً بفرحً. والدي كان فً‬ ‫طرابلس، اخوتً لم ٌبالوا كثٌرا، باستثناء عزٌز الذي لم ٌكن ٌصدق ما كنت اقوله‬ ‫له.‬ ‫وفً الٌوم التالً عندما عدت إلى المدرسة الحظت ان االساتذة قد ؼٌروا طرٌقتهم‬ ‫بالتعامل معً، فقد كانوا عادة ٌزدروننً فإذا بهم ٌتعاطون معً بحنو. وذهلت‬ ‫عندما نادى االول ٌا ثـرٌا الصؽٌرة، وقال لً اآلخر قررت استبناؾ الدراسة؟‬ ‫وعندها قلت فً نفسً ان االمر ؼٌر طبٌعً. ولكننً لم اقلق الن ذلك حصل ؼداة‬ ‫عٌد قدوم القابد.‬ ‫وعند انتهاء الدوام عند الساعة الواحدة بعد الظهر عدت إلى الصالون الساعد‬ ‫والدتً. عند الساعة الثالثة بعد الظهر دخلت ثالث من نساء القذافً إلى الصالون،‬ ‫وكانت فاٌزة فً المقدمة بلباسها العسكري والمسدس على وسطها وتتبعها سلمى‬ ‫ومبروكة باللباس التقلٌدي اللٌبً، وسؤلن :أٌن والدة ثـرٌا ؟‬ ‫وسرن باتجاه والدتً، والصالون ممتلا بالزبابن، وقلن لها اننا من اللجان الثورٌة‬ ‫وكن مع معمر صباح امس عندما زار المدرسة، وكانت ثرٌا رابعة فً اللباس‬ ‫التقلٌدي، وتصرفت بلباقة، ونحب ان تهدي باقة ورد جدٌدة لبابا معمر، وٌجب ان‬ ‫51‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 16. ‫تؤتً معنا حاالً.‬ ‫الوقت لٌس مناسباً، كما ترٌن ان الصالون مزدحم بالزبونات وانا بحاجة إلى‬ ‫ابنتً.‬ ‫المسؤلة ال تؤخذ أكثر من ساعة.‬ ‫وٌمكنها ان تمكٌج نساء من أوساط القابد.‬ ‫والحالة هذه األمر ٌختلؾ، انا سآتً معكن.‬ ‫ال على ثرٌا ان تقدم باقة الورد.‬ ‫كنت أتابع الحوار بذهول وفرح، والدتً كانت حقا منهمكة بالزبونات فً ذلك‬ ‫الٌوم، وكنت منزعجة قلٌالً، ألنها كانت تتردد، فعندما ٌتعلق األمر بالقابد ال ٌمكن‬ ‫ان ٌرفض الطلب.‬ ‫وانتهى االمر بوالدتً ان وافقت، ولم ٌكن لدٌها خٌار آخر، ولحقت بالنساء الثالث‬ ‫إلى السٌارة الرباعٌة الدفع التً كانت متوقفة امام الصالون، وقد ادار السابق‬ ‫المحرك قبل ان نستقر بالسٌارة. مبروكة جلست إلى االمام وانا بٌن سلمى وفاٌزة.‬ ‫وقد لحقت بنا سٌارتان من الحرس. وبمقدوري ان اقول وداعا ً لطفولتً.‬ ‫حضّروها!‬ ‫سارت بنا السٌارة مسافة طوٌلة. ولم أتمكن من تحدٌد الوقت، الذي بدا لً وكؤنه‬ ‫ٌتطاول إلى ما ال نهاٌة، لقد تركنا مدٌنة سرت وسرنا فً الصحراء. كنت انظر‬ ‫إمامً من دون التجرإ على طرح األسبلة. وأخٌرا وصلنا إلى سداده، إلى نوع من‬ ‫المخٌم. كانت هناك سٌارة رباعٌة الدفع وخٌم كثٌرة ومقطورة فاخرة للؽاٌة.‬ ‫توجهت مبروكة باتجاهها وطلبت منً اللحاق بها. وظننت اننً شاهدت فً سٌارة‬ ‫كانت تعود إدراجها إلى سرت إحدى الفتٌات الالتً استقبلن القابد فً المدرسة فً‬ ‫الٌوم السابق .وكان ٌفترض ان تطمبننً هذه المسؤلة. ولكننً أحسست بقلق ال‬ ‫ٌوصؾ عندما صعدت إلى المقطورة. وكؤن كل أعماقً ترفض هذا الوضع. وكؤننً‬ ‫شعرت تلقابٌا وبؽرٌزتً ان شٌبا ً سلبٌا ً للؽاٌة ٌخطط له.‬ ‫كان معمر القذافً داخل المقطورة جالسا ً على مقعد تدلٌك احمر كاالمبراطور بٌده‬ ‫مفتاح التشؽٌل ورٌموت كونترول، تقدمت منه ألقبل ٌده التً مدها لً برخاوة‬ ‫وكان ٌشٌح عنً بنظره «اٌن فاٌزة وسلمى؟» سؤل مبروكة بصوت منزعج.‬ ‫«إنهما على وصول». كنت مصدومة النه لم ٌلتفت الً بنظرة وكؤننً ؼٌر‬ ‫موجودة. مرت دقابق عدة من دون ان ٌلتفت الً وكنت ال ادري انً اخبا وجهً،‬ ‫وانتهى به االمر ووقؾ وسؤلنً «من أٌن جاءت أسرتك؟.»‬ ‫من الرنتان.‬ ‫لم تتحرك على وجهة أي عضلة. «حضروها» قال قبل ان ٌترك الؽرفة.‬ ‫61‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 17. ‫أشارت الً مبروكة إلى ان اجلس على مقعد فً زاوٌة صالون المقطورة .ووصلت‬ ‫المرأتان وكؤنهما فً منزلٌهما. ابتسمت لً فاٌزة واقتربت منً وامسكتنً من‬ ‫ذقنً وقالت لً «ال تخافً ٌا ثرٌا ٌا صؽٌرتً». وؼادرت وهً تقهقه بؤعلى‬ ‫صوتها. وكانت مبروكة تتحدث عبر الهاتؾ وتعطً تعلٌمات وتفاصٌل مفٌدة‬ ‫لوصول شخص ما. وعلى األرجح فتاة مثلً.‬ ‫اقفلت الخط والتفتت الً قابلة «تعالً لنؤخذ مقاساتك لنعطٌك المالبس. ما هو‬ ‫مقاس صدرٌتك؟». كنت فً ؼاٌة الصدمة وقلت لها «ال اعرؾ الن امً هً التً‬ ‫تشتري لً مالبسً.»‬ ‫ظهر االنزعاج على وجهها ونادت على فتٌحة، وهً امرأة اخرى صوتها وجسمها‬ ‫اشبه بالرجال ولكن صدرها الكبٌر وحده ٌشٌر إلى انها امرأة. نظرت فتٌحة الً‬ ‫وصافحت ٌدي وؼمزتنً قابلة «اذا ً انت الجدٌدة؟». واضافت «من أٌن جاءت‬ ‫هذه؟». وأحاطت المازورة حول خصري وصدري، وبعد ان انتهت من أخذ‬ ‫المقاسات خرجت مع مبروكة من المقطورة. بقٌت بمفردي بداخلها ال اجرإ ال على‬ ‫الحركة وال على النداء.‬ ‫وحل المساء وانا ال أفهم شٌبا. ماذا ستقول والدتً؟ هل اخبروها اننً سؤتؤخر؟‬ ‫ماذا سٌحصل لً؟ وكٌؾ سؤعود إلى المنزل؟‬ ‫وبعد مضً وقت طوٌل عادت مبروكة إلى المقطورة. وكنت مسرورة برإٌتها.‬ ‫اخذتنً من ذراعً، من دون التحدث الً، إلى نوع من المختبر، حٌث كانت توجد‬ ‫ممرضة شقراء، وسحبت منً كمٌة من الدم الجراء فحوصات مخبرٌة.‬ ‫وقادتنً فتٌحة إلى حمام وقالت لً انزعً مالبسك كم انك مشعرانٌة، ٌجب ان‬ ‫ننزع كل هذا الشعر ووضعت الكسحة السكر على رجلً وذراعً ثم استخدمت‬ ‫شفرة الحالقة وقالت ال ٌجب ابقاء الشعر عند جنس المرأة، كنت مذهولة‬ ‫ومنزعجة. وظننت ان هذه االجراءات الوقابٌة الصحٌة تتعلق بكل من ٌقترب من‬ ‫القابد.‬ ‫وبعد الحمام قالت لً مبروكة وسلمى سنعطٌك المالبس المناسبة، وٌجب ان‬ ‫تتبرجً لرإٌة البابا معمر.‬ ‫كل هذا اللقاء التحٌة على البابا معمر؟!‬ ‫أرٌد ان اعود إلى منزل اهلً.‬ ‫«فً ما بعد! ولكن ٌجب علٌك قبل ذلك إلقاء التحٌة على معلمك.»‬ ‫اعطتنً مبروكة سترٌنػ وانا لم ار شٌبا مثل هذا فً حٌاتً. ثم فستانا ابٌض‬ ‫حرٌرا ٌلبس جسمً، ٌكشؾ عن صدري وعن ظهري.‬ ‫وبعد ان عطرتنً وقادتنً فً ممر إلى ان توقفت امام ؼرفة. فتحت الباب ودفعتنً‬ ‫71‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 18. ‫امامها كان القذافً مستلقٌا ً على السرٌر، وعارٌا ً كلٌاً، ٌا للرعب، لقد خبؤت وجهً‬ ‫بٌدي وتراجعت إلى الوراء مصدومة، لقد ظننت أن خطؤ رهٌبا ً حصل، وهذا لٌس‬ ‫وقت ارتكابه، ٌا إلهً استدرت لكً أخرج من الؽرفة، وكانت مبروكة تقؾ ورابً‬ ‫عند عتبة الباب، وتقاسٌم وجهها قاسٌة، فهمست لها بؤنه عار كلٌا ً وكنت أظن‬ ‫أنها لم تنتبه إلى ذلك، فدفشتنً قابلة :ادخلً، أخذتنً من ذراعً وأجبرتنً على‬ ‫الجلوس على السرٌر إلى جانبه، لم أتجرأ على النظر إلٌه، فقال لً استدٌري ٌا‬ ‫عاهرة.‬ ‫لم أكن أعلم معنى هذه الكلمة، وقلت لنفسً إنها رهٌبة مبتذلة تعنً امرأة ساقطة،‬ ‫لم أتحرك حاول جذبً إلٌه، فقاومت شدنً من ذراعً ومن كتفً فتمسمر جسمً.‬ ‫فشدنً إلٌه من شعري، وقال لً; ال تخافً أنا باباك، ألٌس هكذا تنادٌننً؟ ولكنً،‬ ‫أٌضاً، شقٌقك، وأٌضاً، عشٌقك وصبٌك، أرٌد أن أكون كل ذلك، ألنك، من اآلن‬ ‫وصاعداً، ستعٌشٌن معً دابما ً.‬ ‫اقترب وجهه من وجهً وشعرت بؤنفاسه، بدأ بتقبٌلً فً رقبتً وعلى خدي‬ ‫وبقٌت مثل المخشبة، أراد ضمً فابتعدت، اقترب منً فؤدرت رأسً وبدأت بالبكاء‬ ‫أراد أن ٌحضن رأسً بٌن ٌدٌه فنهضت فؤمسك بذراعً دفعته عنً، فؽضب‬ ‫وحاول أن ٌطرحنً على السرٌر بقوة فقاومته، وتعاركنا راح ٌصرخ، فظهرت‬ ‫مبروكة «أنظري إلى هذه العاهره»، قال وهو ٌصرخ بؤعلى صوته، «إنها ترفض‬ ‫ما أطلبه، علمٌها فهمٌها وأعٌدٌها إلً.»‬ ‫ّ‬ ‫توجه إلى حمام إلى جانب ؼرفة النوم، فؤخرجتنً باتجاه المختبر ونهرتنً قابلة;‬ ‫كٌؾ تجرأت على التصرؾ هكذا مع سٌدك، إن دورك ٌقوم على االنصٌاع له!‬ ‫-أرٌد أن أعود إلى المنزل.‬ ‫-لن تتحركً من هنا فمكانك هنا.‬ ‫-أعطنً أمتعتً أرٌد أن أعود لرإٌة أمً.‬ ‫كادت صفعتها ترمٌنً أرضاً، حٌث ترنحت من شدتها، أطٌعً األوامر وإال بابا‬ ‫معمر سٌدفعك الثمن ؼالٌا ً جداً، لقد أدعٌت أنك فتاة صؽٌرة أٌتها المنافقة، بٌنما‬ ‫أنت تعرفٌن جٌدا ً ما الذي ٌنتظرك، من اآلن وصاعداً، ستصؽٌن إلى ما نقوله لك‬ ‫أنا ومعمر، ستنفذٌن األوامر من دون نقاش، واختفت لتتركنً بمفردي فً هذا‬ ‫الفستان الساقط وشعري على وجهً، فبكٌت لساعات طوٌلة، وأنا متقوقعة على‬ ‫نفسً فً الصالون.‬ ‫وأنا ال أفهم شٌباً، ذهنً محٌر، ماذا أفعل هنا؟ ماذا ٌرٌدون منً؟ أمً ماتت من‬ ‫شدة القلق وٌمكن أنها اتصلت بوالدي الذي عاد إلى سرت وأخذ علٌها كٌؾ أنها‬ ‫تركتنً أرحل، وهو الذي لم ٌكن ٌوافق على أن أؼادر المنزل، كٌؾ بمقدوري أن‬ ‫81‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 19. ‫أخبرهم بما حصل مع بابا معمر، والدي سٌجن، وكنت ال أزال أجهش بالبكاء،‬ ‫عندما جاءت الممرضة الشقراء ولن أنسى فً حٌاتً أنها جلست إلى جانبً‬ ‫ومررت ٌدها على وجهً بحنان، وقالت لً; ما الذي حصل؟ أخبرٌنً .كانت‬ ‫تتحدث بلهجة أجنبٌة، وعلمت فٌما بعد أنها أوكرانٌة تعمل فً خدمة القابد واسمها‬ ‫ؼالٌنا. لم أتمكن من أقول لها أي كلمة.‬ ‫ؼلبنً النعاس، أٌقظتنً مبروكة صباح الٌوم التالً عند الساعة التاسعة، أعطتنً‬ ‫مالبس رٌاضٌة فؤملت أننً سؤعود إلى منزل أهلً، وسؤلتها هل سؤؼادر إلى‬ ‫المنزل اآلن؟ قلت لك ال! هل أنت صماء؟ لقد شرحنا لك إن حٌاتك باتت نهابٌا ً هنا،‬ ‫وحٌاتك السابقة قد انتهت وقلنا ذلك ألهلك، وقد تفهموا الوضع بشكل جٌد.‬ ‫-لقد اتصلت بؤهلً!‬ ‫اقتربت منً سلمى :أرٌد أن أقول لك المسابل بوضوح; معمر ٌرٌد مضاجعتك،‬ ‫ٌرٌد أن ٌفض بكارتك، أن ٌؤخذك، من اآلن فصاعدا ً أنت ملكه، ولن تتركٌه من‬ ‫اآلن فصاعداً. توقفً عن نزوتك فالمقاومة ال تجدي نفعا ً معنا.‬ ‫جاءت فتٌحة وقالت لً ال تقاومً فهكذا تكون االمور ابسط. اذا وافقت فإن االمور‬ ‫ستكون جٌدة بالنسبة لك. وٌجب علٌك ان تطٌعٌه.‬ ‫بكٌت وبقٌت منبطحة وقلت لنفسً اذا ً انا سجٌنة ما هو ذنبً؟‬ ‫انتهى األمر‬ ‫عند الساعة الواحدة بعد الظهر. جاءت فتٌحة وألبستنً فستان حرٌر ازرق، قصٌر‬ ‫للؽاٌة، واخذتنً مبروكة من ٌدي وجرتنً بقوة باتجاه ؼرفة القذافً وقالت لً‬ ‫هذه المرة ستحققٌن رؼبات معلمك وإال فاننً سؤقتلك، فتحت الباب ودفعتنً إلى‬ ‫داخل الؽرفة. كان القابد جالسا ً على طرؾ السرٌر ٌرتدي مالبس رٌاضٌة وٌدخن‬ ‫سٌجارة. راح ٌنفخ دخانها باتجاهً. وقال لً «انك عاهره. امك تونسٌة اذا ً انك‬ ‫سافلة. كان ٌؤخذ وقته وٌنظر الً من أعلى إلى أسفل ومن اسفل إلى اعلى. وقال‬ ‫لً اجلسً إلى جانبً. سؤنفذ كل طلباتك. سؤهدٌك المجوهرات والفٌال الفاخرة،‬ ‫سؤعلمك قٌادة السٌارة. وسؤشتري لك سٌارة، وبمقدورك ان تسافري إلى الخارج‬ ‫لمواصلة دراستك اذا رؼبت بذلك. سؤصطحبك معً إلى اي مكان ترٌدٌنه. ان‬ ‫رؼباتك هً اوامر بالنسبة لً.‬ ‫ارٌد ان اعود إلى امً.‬ ‫وقؾ، اطفؤ سٌجارته وصرخ فً وجهً; اسمعٌنً جٌدا انتهى األمر. انتهى. انتهت‬ ‫مسؤلة العودة إلى المنزل. فمن اآلن وصاعدا انت معً. وعلٌك ان تنسً كل شًء.‬ ‫لم ٌكن بمقدوري ان اصدق ما قاله لً. كان ذلك خارج نطاق الفهم او قدرتً على‬ ‫فهمه. شدنً إلى السرٌر وعض ذراعً. واوجعنً. وحاول تعرٌتً وانا كنت اشعر‬ ‫91‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 20. ‫اننً عارٌة فً الفستان االزرق. كان االمر رهٌبا. ولم ٌكن بمقدوري ان اتركه‬ ‫هكذا. تمسكت بالفستان فراح ٌصرخ; انزعٌه اٌتها الساقطة القذرة. طرحنً على‬ ‫السرٌر فقاومته. فوقؾ والشرر ٌتطاٌر من عٌنٌه ودخل إلى الحمام، فكانت‬ ‫مبروكة فً اللحظة التالٌة فً الؽرفة، وعلمت فٌما بعد ان جرسا كان موجودا‬ ‫بالقرب من السرٌر ٌضؽط علٌه.‬ ‫هذه اول مرة تقاومنً فتاة بهذا الشكل. ان هذا بسببك لقد طلبت منك ان تعلمٌها،‬ ‫وعلٌك ان تفعلً ذلك وإال فانت ستدفعٌن الثمن.‬ ‫سٌدي دعك من هذه الفتاة العنٌدة، مثل البؽلة لزها المها واحضر لك ؼٌرها.‬ ‫-حضري هذه فانا ارٌدها هً.‬ ‫كٌؾ بمقدوري ان انام؟ استعدت المشهد فً ؼرفة القذافً ولم اعثر على اي مبرر‬ ‫لما عشته. ماذا قالوا ألهلً؟ أكٌد اخفوا عنهم الحقٌقة. ولكن ماذا قالوا؟ والدي‬ ‫كان ٌرفض ان ازور ابنة الجٌران وكان ٌجب علً ان اعود إلى المنزل قبل ؼروب‬ ‫الشمس، ماذا سٌقول؟ ماذا ٌتخٌل؟ هل سٌصدقوننً ذات ٌوم؟ ماذا قالوا لالساتذة‬ ‫فً المدرسة عن ؼٌابً لتبرٌره؟ لم اؼمض عٌنً طٌلة اللٌل، وعند الفجر وعندما‬ ‫بدأت باالنهٌار وصلت مبروكة، قفً وارتدي هذا الزي العسكري سنؽادر إلى‬ ‫سرت.‬ ‫سنعود إلى منزل والدتً؟‬ ‫ال سنذهب إلى مكان آخر.‬ ‫إلى المسلخ‬ ‫انطلقت المقطورة.. وبعد حوالً ساعة من السٌر طلب منا ان ننزل منها، وتم‬ ‫توزٌعنا على عدة سٌارات، عندها ادركت ان الموكب كبٌر جدا.‬ ‫كانت هناك فتٌات جندٌات كثٌرات للؽاٌة، كنت أصؽرهن سنا، وكان هذا ٌدفع‬ ‫بالعدٌد منهن لمراقبتً. كان عمري ٌومها 62 سنة. ولكن فٌما بعد التقٌت بفتٌات‬ ‫لم تتجاوز أعمارهن الـ 32 سنة. فً سرت ؼاص الموكب فً ثكنة كتٌبة السعدي.‬ ‫تقاسمت ؼرفتً مع فرٌدة، إحدى حارسات القذافً وعمرها 43 سنة، وضعت‬ ‫سلمى على سرٌري حقٌبة، وقالت لً هٌا إلى الحمام وصفقت بٌدها بسرعة;‬ ‫استحمً وارتدي قمٌص النوم االزرق.‬ ‫النقاش انتهى. وقفت أنظر إلٌها، وهً توضب أمتعتها بدقة. وأنا ؼٌر قادرة على‬ ‫ارتداء المالبس، وكانت الحقٌبة ملٌبة بالسرٌنػ وقمصان النوم القصٌرة .عادت‬ ‫سلمى وصرخت بً، لقد قلت لك أن تحضري نفسك. وبقٌت واقفة حتى ؼٌرت‬ ‫مالبسً وارتدٌت قمٌص النوم االزرق. جعلتنً انتظر بالممر، ووصلت مبروكة‬ ‫وعالمات الؽضب على وجهها، فدفعت بً إلى إحدى الؽرؾ وأقفلت الباب خلفً.‬ ‫02‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 21. ‫كان عارٌا أٌضا، مستلقٌا على سرٌر كبٌر فً ؼرفة من دون نوافذ.‬ ‫«تعالً ٌا »)..( قال لً، وفتح ذراعٌه. «تعالً وال تخافً»، د ُفعت إلى المسلخ‬ ‫وأنا أفكر بالهرب، ولكننً كنت أعرؾ أن مبروكة تقؾ خلؾ الباب، بقٌت جامدة‬ ‫فً مكانً، نهض فجؤة وشدنً الٌه بقوة فاجؤتنً، رمانً على السرٌر قبل ان‬ ‫ٌلقً بثقله علً، حاولت ان أدفعه، لكننً لم أتمكن من ذلك، عضنً فً رقبتً، فً‬ ‫ّ‬ ‫خداي، فً صدري، حاولت ان أقاوم وأنا أصرخ، «ال تتحركً أٌتها العاهرة‬ ‫القذرة»، ضربنً على صدري بقوة، وبعد ان تمكن من السٌطرة علً اؼتصبنً‬ ‫ّ‬ ‫بعنؾ.‬ ‫ثرٌا تروي عذابها مع القذافً :‬ ‫لٌلى طرابلسً اتصلت به وطلبت أن ٌتصل بها‬ ‫لن أنسى أبدا ً كٌؾ دنّس جسدي وروحً، وكان ذلك مثل الخنجر الذي لم ٌخرج‬ ‫وبقٌت مدٌته فً داخلً. خارت قواي ولم أعد قادرة على الحركة، فرحت أبكً،‬ ‫نهض وتلقى منشفة حمراء كانت بالقرب منه، مررها بٌن فخذي وخرج إلى‬ ‫الحمام، وعلمت الحقا ً ان الدم الذي خرج منً كان بالنسبة له ثمٌنا ً جدا ً لممارسة‬ ‫الشعوذة، فنزفت لمدة ثالثة أٌام، وكانت ؼالٌنا تعتنً بً، وقالت لً اننً أصبت‬ ‫بجروح داخلٌة، لم أكن اشتكً، ولم أعد أطرح األسبلة، بٌنما هً قالت لمبروكة‬ ‫كٌؾ بمقدوره ان ٌفعل ذلك؟ ان هذا رهٌب، ولكن مبروكة كانت ؼٌر مبالٌة،‬ ‫انقطعت شهٌتً، ولم أتذوق الطعام الذي كان ٌإتى به إلى ؼرفتً، كنت مٌتة ـ‬ ‫حٌة، وكانت فرٌدة تتجاهلنً كلٌا ً.‬ ‫بعد أربعة أٌام جاءت سلمى، وقالت لً ان معلمك ٌرٌدك، وقادتنً مبروكة إلى‬ ‫ؼرفته لٌعاود الكرة مستخدما ً العنؾ ذاته، والكلمات المذلة الجارحة، وعدت انزؾ‬ ‫من جدٌد، فحذرت ؼالٌنا مبروكة وقالت انه ٌجب عدم االقتراب منً الن وضعً‬ ‫خطٌر. وفً الٌوم التالً اقتدت إلى ؼرفته بعد الفجر بقلٌل، كان ٌتناول فطوره،‬ ‫الثوم مع عصٌر البطٌخ وحلٌب الناقة، وضع فً المسجلة شرٌط أؼانً بدوٌة‬ ‫قدٌمة وطلب منً الرقص; أرقصً ٌا (...)، كان ٌصفق بٌده وٌقول هٌا هٌا‬ ‫أرقصً.‬ ‫كان التسجٌل ردٌبا ً وكلمات األؼانً بالٌة وكانت النسوة تدخل إلى الؽرفة وتخرج‬ ‫إما لتسلٌمه قصاصات ورق وإما إلزالة الفطور، وكن ؼٌر مبالٌات بوجودي، وكان‬ ‫ٌطلب منً أن أواصل الرقص ارقصً ٌا (...) من دون أن ٌزٌح عٌنٌه عنً‬ ‫فالتقطنً من جدٌد. وفً مساء الٌوم نفسه، أجبرنً على التدخٌن. وعندما قلت له‬ ‫12‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 22. ‫ال أرٌد التدخٌن أشعل السٌجارة ووضعها فً فمً وقال دخنً تنشقً السٌجارة،‬ ‫ابلعً الدخان.. وعندما كنت أسعل كان ٌنفجر ضاحكا ً.‬ ‫فً الٌوم التالً، استقبلنً مع زجاجة وٌسكً. وقال لً لقد حان الوقت الذي ٌجب‬ ‫أن تتعلمً فٌه الشرب ٌا .)...( كنت أسمع دابما ً أن القرآن حرم الكحول، وأن‬ ‫ّ‬ ‫القذافً إنسان مإمن، وٌتقً ربه، فً المدرسة وفً التلفزٌون كانوا ٌتحدثون عنه‬ ‫كؤفضل مدافع عن اإلسالم، وكان فً خطاباته ٌستشهد، دابماً، بالقرآن، وٌإم‬ ‫المصلٌن، وكانت الصدمة كبٌرة جدا ً عندما رأٌته ٌشرب الوٌسكً. فهو بالنسبة لنا‬ ‫كان أب اللٌبٌٌن، المدافع عن العدالة، وإذا به ٌخرق كل القواعد التً كان ٌد ّعً‬ ‫الدفاع عنها. كل ما كان األساتذة ٌعلموننً إٌاه فً المدرسة، وكل ما كان والداي‬ ‫ٌإمنان به، وقلت لنفسً آه لو أنهم ٌعلمون.‬ ‫صب لً كؤس وٌسكً وقال لً اشربً ٌا (...). بللت شفتاي فكرهت الطعم‬ ‫وشعرت بحرقة. اشربً إنه مثل الدواء.‬ ‫وفً المساء نفسه، ؼادرنا جمٌعا ً إلى طرابلس. كانت هناك عشرات السٌارات‬ ‫والمقطورة وشاحنة محملة بالمعدات، خصوصا ً الخٌم. وكل الفتٌات كن من جدٌد‬ ‫ترتدٌن الزي العسكري. والفرح كان بادٌا ً على وجوههن ألننا سنؽادر بٌنما كان‬ ‫الٌؤس ٌسٌطر علً. حاولت التفكٌر فً طرٌقة للهرب، ولكن سرعان ما اقتنعت أال‬ ‫ّ‬ ‫فابدة من ذلك ألنه ال ٌوجد أي مكان فً لٌبٌا ٌمكن الهرب إلٌه من القذافً،‬ ‫شرطته، مٌلشٌاته وجواسٌسه. حتى داخل العابلة الواحدة كان ٌمكن أن ٌكون هناك‬ ‫مخبرون، لقد كنت سجٌنته، وتحت رحمته، الفتاة التً كانت إلى جانبً بالسٌارة‬ ‫قالت لً; آه ٌا صؽٌرتً لقد قٌل لً إنهم أخذوك من المدرسة. لم أرد علٌها‬ ‫وصرخت الفتاة التً كانت تجلس إلى جانب السابق إننا جمٌعا ً فً الوضع نفسه!‬ ‫بـاب العزٌزٌـة‬ ‫وأخٌرا ً طرابلس ..جارتً فً السٌارة كانت فً ؼاٌة السعادة عندما شاهدت‬ ‫المنازل األولى عند مدخل المدٌنة، وأنا أٌضا ً شعرت باالطمبنان قلٌالً، وقالت إحدى‬ ‫الفتٌات لقد طفح الكٌل فً سرت، ولم أكن أعرؾ ماذا أقول، ولكننً كنت أسجل كل‬ ‫ما أسمعه، سار الموكب حوالً اربع ساعات، وكان ٌرعب السٌارات التً‬ ‫ٌتجاوزها والمارة أٌضاً، بدأ اللٌل بالهبوط وكانت المدٌنة تبدو عن بعد كشبكة من‬ ‫الطرقات واألبراج واألضواء. فجؤة خفؾ الموكب السرعة لٌدخل من باب واسع‬ ‫ٌإدي إلى مبنى محصن، الجنود وقفوا فً حالة تؤهب. وضع الفتٌات وارتٌاحهن‬ ‫كان ٌشٌر وكؤنهن وصلن إلى منزلهن، وقالت لً إحداهن «هذا باب العزٌزٌة.»‬ ‫بالطبع كنت أعرؾ اسم باب العزٌزٌة، من فً لٌبٌا ال ٌعرفه؟ إنه مركز السلطة‬ ‫بكل رموز قوتها، مكان إقامة القذافً المحصن، وٌقع ؼرب طرابلس، وفً أذهان‬ ‫22‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 23. ‫اللٌبٌٌن باب العزٌزٌة ٌرمز إلى الرعب. كنت ذات ٌوم قد مررت برفقة والدي أمام‬ ‫الباب الكبٌر حٌث ترتفع صورة عمالقة للقابد وجدرانه تمتد عدة كٌلومترات، ولم‬ ‫ٌخطر ببال أحد أن ٌسٌر إلى جانب الجدران، ألنه كان سٌُتَهم بالتجسس أو ٌُطلق‬ ‫علٌه النار لمجرد قٌامه بؤي حركة قد ٌراها الحراس مشبوهة. وقٌل لً إن سابق‬ ‫سٌارة تاكسً مسكٌن قد قضى حتفه ألن عجلة سٌارته قد انفجرت عند أحد‬ ‫الجدران ومات داخل سٌارته بانفجار، حتى قبل أن ٌنزل منها لفتح صندوق‬ ‫السٌارة. وكل الهواتؾ النقالة ال تعمل فً محٌط باب العزٌزٌة.‬ ‫قطعنا الباب الربٌسً، ودخلنا فً مكانا بدا لً واسعا ً للؽاٌة وعلى جانبٌه مبان لها‬ ‫نوافذ ومداخل صؽٌرة، ٌفترض أن تكون مهاجع الجنود. كان هناك النخٌل والعشب‬ ‫األخضر والمرجة، وحدابق، وجمال، ومبان متواضعة، وعدة فٌالت تختفً خلؾ‬ ‫األشجار. بوابات األمن كانت كثٌرة وكنا نعبرها الواحدة تلو األخرى، ونجتاز‬ ‫جدرانا ٌتوالى بعضها خلؾ بعض ولم أفهم تصمٌمها الهندسً، لم ٌبد لً المكان‬ ‫عدابٌا.‬ ‫توقفت السٌارة أمام بناء كبٌر. ظهرت مبروكة فجؤة وكؤنها سٌدة المنزل; «إدخلً‬ ‫وضعً حوابجك فً ؼرفتك!». لحقت بالفتٌات اللواتً دخلن من باب تاله باب‬ ‫أمنً مزود بكاشؾ للمعادن. الجو كان رطبا للؽاٌة. كنا فً طابق تحت األرض.‬ ‫أشارت أمل، التً كانت جارتً فً السٌارة، إلى ؼرفة صؽٌرة ال ٌوجد فٌها نافذة،‬ ‫وقالت لً «هذه ؼرفتك». داخل الؽرفة توجد مرآة عمالقة وسرٌران وجهاز‬ ‫تلفزٌون صؽٌر وحمام. استحممت، وحاولت أن أنام. ولكننً لم أتمكن. أدرت‬ ‫التلفاز ورحت أبكً بصمت لدى سماعً األؼانً المصرٌة.‬ ‫أوامر المعلم‬ ‫فً منتصؾ اللٌل جاءت أمل إلى ؼرفتً وقالت لً «ارتدي قمٌص نومك ..القابد‬ ‫ٌرٌد أن ٌرانا معا.»!‬ ‫كانت أمل رابعة الجمال. والسروال القصٌر وقمٌصها الحفر الذي تلبسه كان ٌظهر‬ ‫جمال جسمها إلى درجة اننً ذهلت به شخصٌا. ارتدٌت قمٌصا أحمر. وصعدنا‬ ‫درجا صؽٌرا لم انتبه له ٌقع إلى جانب ؼرفتً. وجدت نفسً مع أمل أمام باب‬ ‫ؼرفة القابد التً تقع مباشرة فوق ؼرفتً. وكانت واسعة جدا تؽطً المراٌا أقساما‬ ‫فً جدرانها وفً وسطها سرٌر كبٌر له قبة حمراء تشبه العرش أشبه بؤسرة ألؾ‬ ‫لٌلة ولٌلة. كانت هناك طاولة ورفوؾ علٌها كتب و«دي فً دي» ومجموعة من‬ ‫الزجاجات والقوارٌر من العطور الشرقٌة كان ٌعطر بها رقبته دابما. كما كان هناك‬ ‫مكتب وعلٌه كمبٌوتر كبٌر. ومقابل السرٌر كان هناك باب جرار ٌإدي إلى الحمام،‬ ‫والى جانب المكتب كانت توجد زاوٌة خاصة بالصالة ونسخ قٌمة من القرآن. أشٌر‬ ‫32‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 24. ‫إلى هذه النسخ ألنها كانت دابما تحٌرنً. فؤنا لم أر القذافً ٌوما ٌصلً، باستثناء‬ ‫مرة واحدة فً أفرٌقٌا عندما كان ٌإم الصالة. وعندما أتذكر ذلك اقول ٌا له من‬ ‫ممثل.‬ ‫عندما دخلنا إلى الؽرفة كان بمالبس رٌاضة حمراء. ولما شاهدنا نادى علٌنا‬ ‫بؤعلى صوته «أٌتها (...) تقدما وارقصا. هٌا، هٌا!». وضع شرٌط الموسٌقى‬ ‫نفسها وراح ٌتماٌل معها. «لدٌك نظرات ثاقبة ٌمكنها أن تقتل»، كم من مرة‬ ‫سمعت هذه األؼنٌة السخٌفة! لم ٌكن ٌسؤم منها.‬ ‫أمل بدأت ترقص.. وأنا بقٌت فً مكانً أنظر إلٌها بحذر. اقتربت منً وراحت‬ ‫تشجعنً على مواكبة حركاتها، بٌنما كان القذافً ٌصرخ «نعم ٌا )..( نعم.»‬ ‫خلع مالبسه وطلب منً أن أواصل الرقص، ودعا أمل إلى الجلوس بالقرب منه.‬ ‫وراحت تداعبه. ظننت أن الوقت قد حان لكً أؼادر الؽرفة. وعندما استؤذنته قال‬ ‫«ال.. تعالً إلى هنا ٌا (..)!». راح ٌداعبنً بعنؾ و(...) بٌنما كانت أمل (..).‬ ‫أمسك بشعري بقوة وقال لً «إنظري ما ٌجب أن تتعلمٌه!». طلب من أمل‬ ‫الخروج وانقض علً.‬ ‫ّ‬ ‫ٌخاؾ من مبروكة‬ ‫كانت مبروكة تدخل وتخرج وكؤنها ال ترى شٌبا. كانت تنقل له الرسابل. وكان‬ ‫آخرها «اتصلت لٌلى طرابلسً وهً تطلب منك أن تتصل بها»، وعندما أنهت‬ ‫جملتها قالت هذا كل شًء فؤنت منهمك بؤشٌاء أخرى. صعقت عندما سمعتها تقول‬ ‫له هذه الجملة... كان بمقدورها أن تقول له كل شًء وأي شًء. أعتقد أنه كان‬ ‫ٌخاؾ منها.‬ ‫ذهب إلى الحمام وبعد دقابق نادى اعطنً منشفة. المناشؾ كانت بمتناول ٌده،‬ ‫ِّ‬ ‫ولكنه كان ٌحب أن أخدمه" .عطري ظهري!"، أمرنً، وأشار إلى جرس بالقرب‬ ‫من جهاز الفٌدٌو، طلب منً أن أضؽط على الجهاز، وفً اللحظة ذاتها دخلت‬ ‫مبروكة، فقال لها «أعطً لهذه (..) دي فً دي لكً تتعلّم مهنتها.»!‬ ‫بعد خمس دقابق دخلت سلمى إلى الؽرفة ومعها األفالم الخالعٌة، وقالت لً‬ ‫«علٌك أن تشاهدٌها وتتعلمً منها، ألن المعلم سٌؽضب إذا لم تقومً بواجبك‬ ‫المدرسً.»‬ ‫عُدت إلى ؼرفتً واستحممت، وجاءت أمل إلى الؽرفة، وكان قد مضى أسبوع لم‬ ‫أتحدث خالله مع أحد. ولم أعد أتحمل الوحدة والخوؾ. فقلت لها; ال أدري ماذا‬ ‫أفعل هنا، هذه لٌست حٌاتً، وهذا شًء ؼٌر طبٌعً؟! لقد اشتقت لوالدتً، هل‬ ‫برأٌك ٌمكن ان أتحدث إلٌها بالهاتؾ؟‬ ‫«سؤبحث الموضوع مع مبروكة»، قالت لً أمل. ونمت منهارة القوى.‬ ‫42‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬
  • 25. ‫من هو المجنون؟!‬ ‫عند الساعة الثامنة صباحا طُرق باب ؼرفتً بقوة، ودخلت سلمى وقالت لً»علٌك‬ ‫أن تصعدي إلى ؼرفة القابد كما أنت. المعلم ٌرٌد أن ٌراك!». كان ال ٌزال فً‬ ‫السرٌر، وقال لً «تعالً إلى هنا ٌا (..)!». مزق مالبسً واؼتصبنً من جدٌد،‬ ‫وسؤلنً« هل شاهدت األفالم ٌا (..)؟ اآلن ٌفترض أن تكونً قد تعلمت!». ونهض‬ ‫لٌتناول حبات الثوم التً تجعل رابحة فمه ال تُطاق. وقال لً «اخرجً اآلن!».‬ ‫وعند الباب التقٌت بؽالٌنا، وممرضتٌن أوكرانٌتٌن كانتا تهمان بالدخول إلى‬ ‫ؼرفته، فهمت أنه مجنون. ولكن من كان ٌدري ذلك؟ أبً، أمً، اللٌبٌون.. الجمٌع‬ ‫كان ٌجهل ما ٌحدث فً باب العزٌزٌة .كان الجمٌع ٌخافه، ألن مقاومته أو مجرد‬ ‫انتقاده ٌعنً السجن أو الموت. كان مرعبا حتى عندما كنا ننادٌه «بابا معمر»، أو‬ ‫ننشد النشٌد الوطنً أمام صورته. ولكن تخٌل ما فعله بً. ما ألحقه بً من عار‬ ‫وذل.. ذلك ال ٌصدق، حقا إنه ال ٌُصدق! إذن من سٌصدقنً؟ لن ٌكون بمقدوري‬ ‫أن أروي قصتً ألحد، ألن األمر ٌتعلق بالقذافً، وألن الناس ستظن أننً أنا‬ ‫المجنونة.‬ ‫كانت كل هذه الخواطر تجول برأسً عندما دخلت أمل إلى ؼرفتً وطلبت منً أال‬ ‫أبقى فٌها. صعدنا عدة درجات، ووجدت نفسً فً مطبخ كبٌر للؽاٌة وحدٌث للؽاٌة‬ ‫ومزود بكل األدوات الكهربابٌة، وتزٌنه صورة كبٌرة لفتاة شابة سمراء، أكبر منً‬ ‫بالسن قلٌال. قالت لً أمل إنها هناء القذافً، ابنة القذافً بالتبنً، وعلمت الحقا‬ ‫أنها لم تمت فً العام 6891 خالل الؽارة األمٌركٌة على طرابلس، التً تمت‬ ‫بؤوامر من الربٌس األمٌركً رونالد رٌؽان. وهذا األمر لم ٌكن سرا ً فً باب‬ ‫العزٌزٌة، وكانت هناء األبنة المفضلة للعقٌد.‬ ‫أعدت أمل القهوة، ثم أخرجت من جٌبها هاتفا نقاال، فسؤلتها كٌؾ تمكنت من‬ ‫الحصول على الهاتؾ؟‬ ‫فقالت لً «هذا سري .وعلٌك أن تعلمً أنه مضى على وجودي عشر سنوات بٌن‬ ‫ّ‬ ‫هذه الجدران.»‬ ‫52‬ ‫كتاب "فرابس. فً حرٌم القذافً" للكاتبة - آنٌك كوجان -‬