SlideShare a Scribd company logo

Al Kitab - de Sibawayh I

•
•
Mansour1
Mansour1
1 of 515
Download to read offline
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫شبكة مشكاة اإلسالمية‬ ‫الكتــاب‬ ‫تأليف‬ ‫أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنرب امللقب بـ سيبويه‬ ‫نبذة: جاء أبوابًا يف أربعة أجزاء، بدأه املؤلف بباب يف علم الكلم من العربية،‬ ‫واختتمه بباب يف اجلر، وقد اشتمل الكتاب على ألف ومخسني بيتًا من الشعر.‬ ‫وفيه قال حممد بن يزيد: "مل يُعمل كتاب يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛‬ ‫وذلك أن الكتب املصنّفة يف العلوم مضطرة إىل غريها، كتاب سيبويه ال حيتاج‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫من فَهمه إىل غريه "‬ ‫َْ َ‬ ‫اجلزء األول‬ ‫مقدمة‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم وبه نستعني وصلى اهلل على حممد وعلى آله وسلم قال‬ ‫أبو عبيد اهلل حممد بن حيىي: قرأت على ابن والّد وهو ينظر يف أبيه.‬ ‫ومسعته يقرأ على أيب جعفر أمحد بن حممد املعروف بابن النحاس.‬ ‫ّ‬ ‫وأخذه أبو القاسم بن والد عن أبيه عن املربد.‬ ‫وأخذه املربد عن املازين عن األخفش عن سيبويه.‬ ‫احلمد هلل الذي افتتح باحلمد كتابه وجعله آخر دعاء أهل اجلنة فقال جل ثناؤه:‬ ‫ّ‬ ‫" وآخر دعواهم أن احلمد هلل رب العاملني ".‬ ‫وصلى اهلل على حممد خامت النبيني وعلى آله الطيبني.‬ ‫1‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫قال لنا أبو جعفر أمحد بن حممد: مل يزل أهل العربية يفضلون كتاب أيب بشر‬ ‫ّ‬ ‫عمرو بن عثمان بن قنرب املعروف بسيبويه حّت لقد قال حممد بن يزيد: " مل‬ ‫ّ‬ ‫يعمل كتاب يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه وذلك أن الكتب املصنّفة يف‬ ‫العلوم مضطرة إىل غريها كتاب سيبويه ال حيتاج من فهمه إىل غريه ".‬ ‫و‬ ‫وقال أبو إسحاق: إذا تأملت األمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس‬ ‫باللغة.‬ ‫قال أبو جعفر: وحدثين علي بن سليمان قال حدثين حممد بن يزيد أن املفتشني‬ ‫من أهل العربية ومن له املعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه األمثلة فلم جيدوه ترك من‬ ‫كالم العرب إالّ ثالثة أمثلة: منها اهلندلع وهي بقلة.‬ ‫والدراقس وهو عظم يف القفا.‬ ‫ومشنصري وهو اسم أرض.‬ ‫وقال أبو إسحاق: حدثين القاضي إمساعيل بن إسحاق قال: حدثين نصر بن‬ ‫علي قال: مسعت األخفش يقول: يعد من أصحاب اخلليل يف النحو أربعة:‬ ‫سيبويه والنضر بن مشيل وعلي بن نصر - وهو أبو نصر ابن علي - ّج‬ ‫ومؤر‬ ‫السدوسي.‬ ‫قال: ومسعت نصراً حيكي عن أبيه قال: قال يل سيبويه حني أراد أن يضع كتابه:‬ ‫تعال حّت نتعاون على إحياء علم اخلليل.‬ ‫قال أبو جعفر: وقد رأيت أبا جعفر بن رستم يروي كتاب سيبويه عن املازين غري‬ ‫أن الذي اعتمد عليه أبو جعفر يف كتاب سيبويه إبراهيم ابن السري ملعرفته به‬ ‫وضبطه إياه.‬ ‫2‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وذكر أن علي بن سليمان حكى أن أبا العباس كان ال يكاد يقرئ أحداً كتاب‬ ‫سيبويه حّت يقرأه على أيب إسحاق لصحة نسخته ولذكر أمساء الشعراء فيها.‬ ‫قال اجلرمي: نظرت يف كتاب سيبويه فإذا فيه ألف ومخسون بيتاً.‬ ‫فأما ألف فعرفت أمساء قال أبو جعفر: ومسعت حممد بن الوليد يقول: نظرت يف‬ ‫نسخة كتاب سيبويه اليت أمليت مبصر فإذا فيها مائتا حرف خطأ.‬ ‫قال: ورأيت أبا إسحاق قد أنكر اإلسناد الذي يف أوهلا إنكاراً شديداً.‬ ‫وقال: مل يقرأ أبو العباس حممد بن يزيد كتاب سيبويه كله على اجلرمي ولكن قال‬ ‫أبو إسحاق: قرأته أنا على أيب العباس حممد بن يزيد وقال لنا أبو العباس: قرأت‬ ‫حنو ثلثه على أيب عمر اجلرمي فتويف أبو عمر فابتدأت قراءته على أيب احلسن‬ ‫ّ‬ ‫سعيد بن مسعدة األخفش وقال األخفش: كنت أسأل سيبويه عما أشكل علي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منه فإن تعصب علي الشيء منه قرأته عليه.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأما أبو القاسم بن والّد فإنه حدثنا عن أبيه أيب احلسني قال: حدثين أبو العباس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املربد قال: قرأ املازين كتاب سيبويه على اجلرمي وساءل األخفش عنه وقرأه‬ ‫اجلرمي على األخفش.‬ ‫ّ‬ ‫قال: وحدثين املربد قال: قرأت بعض هذا الكتاب على اجلرمي وبعضه على‬ ‫املازينّ ومنه ما قرأته عليهما مجيعاً.‬ ‫قال: ومسعت املربد يقول: قد أدرك أبو عمر من أخذ عنه سيبويه واختلف إىل‬ ‫حلقة يونس.‬ ‫وحدثنا أبو القاسم بن والد عن أبيه قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثين الزيادي‬ ‫ّ‬ ‫أبو إسحاق قال: عمدت إىل أيب عمر اجلرمي أقرأ عليه كتاب سيبويه ووافيت‬ ‫ّ‬ ‫3‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫املازينّ يقرأ عليه يف أثناء " هذا باب ما يرتفع بني اجلزأين " فكنّا نعجب من‬ ‫حذقه وجودة ذهنه.‬ ‫كان قد بلغ من أول الكتاب إىل هذا املوضع.‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫قال أبو احلسني بن والّد: يعين أن املازين كان قد بلغ على األخفش إىل هذا‬ ‫املوضع.‬ ‫ومسعت أبا القاسم بن والّد يقول: كان أيب قد قدم على أيب العباس املربد ليأخذ‬ ‫ّ‬ ‫منه كتاب سيبويه فكان املربد ال ميكن أحداً من أصله كان يضن به ضنّة شديدة‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫فكلّم ابنه على أن جيعل له يف كل كتاب منها جعالً قد مسّاه فأكمل نسخه.‬ ‫مث إن أبا العباس ظهر على ذلك بعد فكان قد سعى بأيب احلسني إىل بعض‬ ‫خدمه السلطان ليحبسه له ويعاقبه يف ذلك فامتنع أبو احلسني منه بصاحب‬ ‫خراج بغداد يومئذ كان أبو احلسني يؤدب ولده فأجاره منه.‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫مث إن صاحب اخلراج ألظ بأيب العباس يطلب إليه أن يقرأ عليه الكتاب حّت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فعل.‬ ‫قال أبو عبد اهلل: فقرأته أنا على أيب القاسم وهو ينظر يف ذلك الكتاب بعينه‬ ‫وقال يل: قرأته على أيب مراراً.‬ ‫هذا باب علم الكلم من العربية‬ ‫فالكلم: اسم وفعل وحرف جاء ملعىن ليس باسم وال فعل.‬ ‫فاالسم: رجل وفرس وحائط.‬ ‫وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث األمساء وبنيت ملا مضى وملا يكون ومل‬ ‫يقع وما هو كائن مل ينقطع.‬ ‫4‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فأما بناء ما مضى فذهب ومسع ومكث ومحد.‬ ‫وأما بناء ما مل يقع فإنه قولك آمراً: اذهب واقتل واضرب وخمرباً: يقتل ويذهب‬ ‫ويضرب ويقتل ويضرب.‬ ‫كذلك بناء ما مل ينقطع وهو كائن إذا أخربت.‬ ‫و‬ ‫فهذه األمثلة اليت أخذت من لفظ أحداث األمساء وهلا أبنية كثرية ستبني إن شاء‬ ‫اهلل.‬ ‫واألحداث حنو الضرب واحلمد والقتل.‬ ‫وأما ما جاء ملعىن وليس باسم وال فعل فنحو: مثّ وسوف وواو القسم والم‬ ‫اإلضافة وحنوها.‬ ‫هذا باب جماري أواخر الكلم من العربية‬ ‫وهي جتري على مثانية جمار: على النصب واجلر والرفع واجلزم والفتح والضم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والكسر والوقف.‬ ‫وهذه اجملاري الثمانية جيمعهن يف اللفظ أربعة أضرب: فالنصب والفتح يف اللفظ‬ ‫ّ‬ ‫ضرب واحد واجلر والكسر فيه ضرب واحد كذلك الرفع والضم واجلزم والوقف.‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫وإمنا ذكرت لك مثانية جمار ألفرق بني ما يدخله ضرب من هذه األربعة ملا حيدث‬ ‫فيه العامل - وليس شيء منها إال وهو يزول عنه - وبني ما يبىن عليه احلرف‬ ‫بناءً ال يزول عنه لغري شيء أحدث ذلك فيه من العوامل اليت لكل منها ضرب‬ ‫ّ‬ ‫من اللفظ يف احلرف وذلك احلرف حرف اإلعراب.‬ ‫فالرفع واجلر والنصب واجلزم حلروف اإلعراب.‬ ‫5‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وحروف اإلعراب لألمساء املتمكنة ولألفعال املضارعة ألمساء الفاعلني اليت يف‬ ‫ّ‬ ‫أوائلها الزوائد األربع: اهلمزة والتاء والياء والنون.‬ ‫وذلك قولك: أفعل أنا وتفعل أنت أو هي ويفعل هو ونفعل حنن.‬ ‫والنصب يف األمساء: رأيت زيداً واجلر: مررت بزيد والرفع: هذا زيد.‬ ‫ّ‬ ‫وليس يف األمساء جزم لتمكنها وللحاق التنوين فإذا ذهب التنوين مل جيمعوا على‬ ‫االسم ذهابه وذهاب كة.‬ ‫احلر‬ ‫ع من األفعال: لن يفعل والرفع: سيفعل واجلزم: مل يفعل.‬ ‫والنصب يف املضار‬ ‫وليس يف األفعال املضارعة جر كما أنه ليس يف األمساء جزم ألن اجملرور داخل يف‬ ‫املضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك يف هذه األفعال.‬ ‫وإمنا ضارعت أمساء الفاعلني أنك تقول: إن عبد اهلل ليفعل فيوافق قولك: لفاعل‬ ‫حّت كأنّك قلت: إن زيداً لفاعل فيما تريد من املعىن.‬ ‫ّ‬ ‫وتلحقه هذه الالم كما حلقت االسم وال تلحق فعل الالم.‬ ‫وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين احلرفني ملعىن كما تلحق‬ ‫األلف والالم األمساء للمعرفة.‬ ‫ويّب لك أهنا ليست بأمساء أنك لو وضعتها مواضع األمساء مل جيز ذلك.‬ ‫ّ‬ ‫أال ترى أنّك لو قلت إن يضرب يأتينا وأشباه هذا مل يكن كالماً! إال أهنا‬ ‫ّ‬ ‫ضارعت الفاعل الجتماعهما يف املعىن.‬ ‫وسرتى ذلك أيضاً يف موضعه.‬ ‫ولدخول الالم قال اهلل جل ثناؤه: " وإن ربّك ليحكم بينهم " أي حلاكم.‬ ‫ّ‬ ‫وملا حلقها من السني وسوف كما حلقت االسم واأللف والالم للمعرفة.‬ ‫6‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وأما الفتح والكسر والضم والوقف فلألمساء غري املتمكنة املضارعة عندهم ما‬ ‫ليس باسم وال فعل مما جاء ملعىن ليس غري حنو سوف وقد ولألفعال اليت مل جتر‬ ‫جمرى املضارعة وللحروف اليت ليست بأمساء وال أفعال ومل جتئ إالّ ملعىن.‬ ‫فالفتح يف األمساء قوهلم: حيث وأين كيف.‬ ‫و‬ ‫والكسر فيها حنو: أوالد وحذار وبداد.‬ ‫والضم والفتح يف األفعال اليت مل جتر جمرى املضارعة قوهلم: ضرب كذلك كل‬ ‫و‬ ‫بناء من الفعل كان معناه فعل.‬ ‫ومل يسكنو آخر فعل ألن فيها بعض ما يف املضارعة تقول: هذا رجل ضربنا‬ ‫فتصف هبا النكرة وتكون يف موضع ضارب إذا قلت هذا رجل ضارب.‬ ‫ع‬‫وتقول: إن فعل فعلت فيكون يف معىن إن يفعل أفعل فهي فعل كما أن املضار‬ ‫ّ‬ ‫فعل وقد وقعت موقعها يف إن ووقعت موقع األمساء يف الوصف كما تقع‬ ‫املضارعة يف الوصف فلم يسكنوها كما مل يسكنو من األمساء ما ع املتمكن‬ ‫ضار‬ ‫ّ‬ ‫وال ما صري من املتمكن يف موضع مبنزلة غري املتمكن.‬ ‫ّ‬ ‫ع: من عل كوه ألهنم قد يقولون من عل فيجرونه.‬ ‫حر‬ ‫ّ‬ ‫فاملضار‬ ‫وأما املتمكن الذي جعل مبنزلة غري املتمكن يف موضع فقولك ابدأ هبذا أول ويا‬ ‫حكم.‬ ‫والوقف قوهلم: اضرب يف األمر ومل كوها ألهنا ال يوصف هبا وال تقع موقع‬ ‫حير‬ ‫املضارعة فبعدت من املضارعة بعدكم وإذ من املتمكنة.‬ ‫كذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل.‬ ‫و‬ ‫7‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫والفتح يف احلروف اليت ليست إال ملعىن وليست بأمساء وال أفعال قوهلم: سوف‬ ‫ومث.‬ ‫والكسر فيها قوهلم يف باء اإلضافة والمها: بزيد ولزيد.‬ ‫والضم فيها: منذ فيمن جرهبا ألهنا مبنزلة من يف األيام.‬ ‫ّ‬ ‫ع.‬ ‫وال ضم يف الفعل ألنه مل جييء ثالث سوى املضار‬ ‫ع.‬‫وعلى هذين املعنيني بناء كل فعل بعد املضار‬ ‫واعلم أنك إذا ثنّيت الواحد حلقته زيادتان: األوىل منهما حرف املد والني وهو‬ ‫حرف اإلعراب غري متحرك وال منون يكون يف الرفع ألفاً ومل يكن واواً ليفصل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بني التثنية واجلمع الذي على حد التثنية ويكون يف اجلر ياء مفتوحا ما قبلها ومل‬ ‫يكسر ليفصل بني التثنية واجلمع الذي على حد التثنية.‬ ‫ّ‬ ‫ويكون يف النصب كذلك ومل جيعلوا النصب ألفاً ليكون مثله يف اجلمع كان مع‬ ‫و‬ ‫ذا أن يكون تابعاً ملا اجلر منه أوىل ألن اجلر لالسم ال جياوزه والرفع قد ينتقل إىل‬ ‫ّ‬ ‫الفعل فكان هذا أغلب وأقوى.‬ ‫وتكون الزيادة الثانية نوناً كأهنا عوض ملا منع من كة والتنوين وهي النون‬ ‫احلر‬ ‫كتها الكسر وذلك قولك: مها الرجالن ورأيت الرجلني ومررت بالرجلني.‬ ‫وحر‬ ‫وإذا مجعت على حد التثنية حلقتها زائدتان: األوىل منهما حرف املد والني‬ ‫ّ‬ ‫والثانية نون.‬ ‫وحال األوىل يف السكون وترك التنوين وأهنا حرف اإلعراب حال األوىل يف التثنية‬ ‫إال أهنا واو ومضموم ما قبلها يف الرفع ويف اجلر والنصب ياء مكسور ما قبلها‬ ‫8‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ونوهنا مفتوحة فرقوا بينها وبني نون االثنني كما أن حرف اللني الذي هو حرف‬ ‫ّ‬ ‫اإلعراب خمتلف فيهما.‬ ‫وذلك قولك: املسلمون ورأيت املسلمني ومررت باملسلمني.‬ ‫ومن مث جعلوا تاء اجلمع يف اجلر والنصب مكسورة ألهنم جعلوا التاء اليت هي‬ ‫حرف اإلعراب كالواو والياء والتنوين مبنزلة النون ألهنا يف التأنيث نظرية الواو‬ ‫والياء يف التذكري فأجروها جمراها.‬ ‫واعلم أن التثنية إذا حلقت األفعال املضارعة عالمة للفاعلني حلقتها ألف ونون ومل‬‫ّ‬ ‫تكن األلف حرف اإلعراب ألنك مل ترد أن تثين يفعل هذا البناء فتضم إليه‬ ‫ّ‬ ‫يفعل آخر ولكنك إمنا أحلقته هذا عالمة للفاعلني ومل تكن منونة وال يلزمها‬ ‫كة ألنه كها اجلزم والسكون فتكون األوىل حرف اإلعراب والثانية كالتنوين‬ ‫يدر‬ ‫احلر‬ ‫فكلما كانت حاهلا يف الواحد غري حال االسم ويف التثنية مل تكن مبنزلته فجعلوا‬ ‫إعرابه يف الرفع ثبات النون لتكون له يف التثنية عالمة للرفع كما كان يف الواحد إذ‬ ‫منع حرف اإلعراب.‬ ‫وجعلوا النون مكسورة كحاهلا يف االسم ومل جيعلوها حرف اإلعراب إذ كانت‬ ‫كة ال تثبت يف اجلزم ومل يكونوا ليحذفوا األلف ألهنا عالمة اإلضمار والتثنية‬ ‫متحر‬ ‫يف قول من قال: أكلوين الرباغيث ومبنزلة التاء يف قلت وقالت فأثبتوها يف الرفع‬ ‫وحذفوها يف اجلزم كما حذفوا كة يف الواحد.‬ ‫احلر‬ ‫ووافق النصب اجلزم يف احلذف كما وافق النصب اجلر يف األمساء ألن اجلزم يف‬ ‫األفعال نظري اجلر يف األمساء واألمساء ليس هلا يف اجلزم نصيب كما أنه ليس‬ ‫للفعل يف اجلر نصيب.‬ ‫9‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وذلك كذلك إذا حلقت األفعال عالمة للجمع حلقتها زائدتان إال أن األوىل واو‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫مضموم ما قبلها لئال يكون اجلمع كالتثنية ونوهنا مفتوحة مبنزلتها يف األمساء كما‬ ‫فعلت ذلك يف التثنية ألهنما وقعتا يف التثنية واجلمع ههنا كما أهنما يف األمساء‬ ‫كذلك وهو قولك: هم يفعلون ومل يفعلوا ولن يفعلوا.‬ ‫كذلك إذا أحلقت التأنيث يف املخاطبة إالّ أن األوىل ياء وتفتح النون ألن الزيادة‬ ‫و‬ ‫اليت قبلها مبنزلة الزيادة اليت يف اجلمع وهي تكون يف األمساء يف اجلر والنصب‬ ‫وذلك قولك: أنت تفعلني ومل تفعلي ولن تفعلي.‬ ‫ع أحلقت للعالمة نوناً كانت عالمة‬ ‫و‬ ‫وإذا أردت مجع املؤنث يف الفعل املضار‬ ‫اإلضمار واجلمع فيمن قال أكلوين الرباغيث وأسكنت ما كان يف الواحد حرف‬ ‫اإلعراب كما فعلت ذلك يف فعل حني قلت فعلت وفعلن فأسكن هذا ههنا‬ ‫وبين على هذه العالمة كما أسكن فعل ألنه فعل كما أنه فعل وهو متحرك كما‬ ‫أنه متحرك فليس هذا بأبعد فيها - إذا كانت هي وفعل شيئاً واحداً - من يفعل‬ ‫إذ جاز هلم فيها األعراب حني ضارعت األمساء وليست باسم وذلك قولك: هن‬ ‫يفعلن ولن يفعلن ومل يفعلن.‬ ‫وتفتحها ألهنا نون مجع وال حتذف ألهنا عالمة إضمار ومجع يف قول من قال‬ ‫أكلوين الرباغيث.‬ ‫فالنون ههنا يف يفعلن مبنزلتها يف فعلن.‬ ‫وفعل بالم يفعل ما فعل بالم فعل ملا ذكرت لك وألهنا قد تبىن مع ذلك على‬ ‫الفتحة يف قولك هل تفعلن.‬ ‫11‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وألزموا الم فعل السكون وبنوها على العالمة وحذفوا كة ملا زادوا ألهنا يف‬ ‫احلر‬ ‫ّ‬ ‫الواحد ليست يف آخرها حرف إعراب ملا ذكرت لك.‬ ‫واعلم أن بعض الكالم أثقل من بعض فاألفعال أثقل من األمساء ألن األمساء‬ ‫هي األوىل وهي أشد متكنا فمن مث مل يلحقها تنوين وحلقها اجلزم والسكون وإمنا‬ ‫ّ‬ ‫هي من األمساء.‬ ‫أال ترى أن الفعل ال بد له من االسم وإال مل يكن كالماً واالسم قد يستغين عن‬ ‫الفعل تقول: اهلل إهلنا وعبد اهلل أخونا.‬ ‫ع من األمساء يف الكالم ووافقه يف البناء أجرى‬ ‫واعلم أن ما ع الفعل املضار‬ ‫ضار‬ ‫لفظه جمرى ما يستثقلون ومنعوه ما يكون ملا يستخفون وذلك حنو أبيض وأسود‬ ‫وأمحر وأصفر فهذا بناء أذهب وأعلم فيكون يف موضع اجلر مفتوحاً استثقلوه‬ ‫ّ‬ ‫حني قارب يف الكالم ووافق يف البناء.‬ ‫وأما مضارعته يف الصفة فإنك لو قلت: أتأتين اليوم قوي وأال بارداً ومررت جبميل‬ ‫كان ضعيفاً ومل يكن يف حسن أتاين رجل قوي وأال ماء بارداً ومررت برجل‬ ‫مجيل.‬ ‫ع ال يتكلم به إال ومعه االسم‬ ‫أفال ترى أن هذا يقبح ههنا كما أن الفعل املضار‬ ‫ألن االسم قبل الصفة كما أنه قبل الفعل.‬ ‫ومع هذا أنك ترى الصفة جتري يف معىن يفعل يعين هذا رجل ضارب زيداً فإن‬ ‫كان امساً كان أخف عليهم وذلك حنو أفكل وأكلب ينصرفان يف النكرة.‬ ‫ّ‬ ‫ومضارعة أفعل الذي يكون صفة لالسم أنه يكون وهو اسم صفة كما يكون‬ ‫الفعل صفة وأما يشكر فإنه ال يكون صفة وهو اسم وإمنا يكون صفة وهو فعل.‬ ‫11‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واعلم أن النكرة أخف عليهم من املعرفة وهي أشد متكناً ألن النكرة أول مث‬ ‫يدخل عليها ما تعرف به.‬ ‫ّ‬ ‫فمن مث أكثر الكالم ينصرف يف النكرة.‬ ‫واعلم أن الواحد أشد متكناً من اجلميع ألن الواحد األول ومن مث مل يصرفوا ما‬ ‫جاء من اجلميع ما جاء على مثال ليس يكون للواحد حنو مساجد ومفاتيح.‬ ‫واعلم أن املذكر أخف عليهم من املؤنث ألن املذكر أول وهو أشد متكناً وإمنا‬ ‫ّ‬ ‫ج التأنيث من التذكري.‬‫خير‬ ‫أال ترى أن " الشيء " يقع على كل ما أخرب عنه من قبل أن يعلم أذكر هو أو‬ ‫أنثى والشيء ذكر فالتنوين عالمة لألمكن عندهم واألخف عليهم كه عالمة‬ ‫وتر‬ ‫ملا يستثقلون.‬ ‫وسوف يبني ما ينصرف وما ال ينصرف إن شاء اهلل.‬ ‫ّ‬ ‫ومجيع ما ال ينصرف إذا أدخلت عليه األلف والالم أو أضيف اجنر ألهنا أمساء‬ ‫ّ‬ ‫أدخل عليها ما يدخل على املنصرف.‬ ‫ودخل فيها اجلر كما يدخل يف املنصرف وال يكون ذلك يف األفعال وأمنوا‬ ‫التنوين.‬ ‫فجميع ما يرتك صرفه ع به الفعل ألنه إمنا فعل ذلك به ألنه ليس له متكن‬ ‫مضار‬ ‫واعلم أن اآلخر إذا كان يسكن يف الرفع حذف يف اجلزم لئال يكون اجلزم مبنزلة‬ ‫الرفع فحذفوا كما حذفوا كة ونون االثنني واجلميع.‬ ‫احلر‬ ‫وذلك قولك مل يرم ومل يغز ومل خيش.‬ ‫وهو يف الرفع ساكن اآلخر تقول: هو يرمي ويغزو وخيشى.‬ ‫21‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا باب املسند واملسند إليه‬ ‫ومها ما ال يغىن واحد منهما عن اآلخر وال جيد املتكلم منه بداً.‬ ‫فمن ذلك االسم املتدأ واملبين عليه.‬ ‫وهو قولك عبد اهلل أخوك وهذا أخوك.‬ ‫ومثل ذلك يذهب عبد اهلل فال بد للفعل من االسم كما مل يكن لالسم األول‬ ‫ّ‬ ‫بد من اآلخر يف االبتداء.‬ ‫ّ‬ ‫ومما يكون مبنزلة االبتداء قولك: كان عبد اهلل منطلقاً وليت زيداً منطلق ألن هذا‬ ‫حيتاج إىل ما بعده كاحتياج املبتدأ إىل ما بعده.‬ ‫واعلم أن االسم أول أحواله االبتداء وإمنا يدخل الناصب والرافع سوى االبتداء‬ ‫واجلار على املبتدأ.‬ ‫أال ترى أن ما كان مبتدأ قد تدخل عليه هذه األشياء حّت يكون غري مبتدأ وال‬ ‫تصل إىل االبتداء ما دام مع ما ذكرت لك إال أن تدعه.‬ ‫وذلك أنك إذا قلت عبد اهلل منطلق إن شئت أدخلت رأيت عليه فقلت رأيت‬ ‫عبد اهلل منطلقاً أو قلت كان عبد اهلل منطلقاً أو مررت بعبد اهلل منطلقاً فاملبتدأ‬ ‫أول جزء كما كان الواحد أول العدد والنكرة قبل املعرفة.‬ ‫هذا باب اللفظ للمعاين‬ ‫اعلم أن من كالمهم اختالف اللفظني الختالف املعنيني واختالف اللفظني‬ ‫واملعىن واحد واتفاق اللفظني واختالف املعنيني.‬ ‫وسرتى ذلك إن شاء اهلل تعاىل.‬ ‫فاختالف اللفظني الختالف املعنيني هو حنو: جلس وذهب.‬ ‫31‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واختالف اللفظني واملعىن واحد حنو: ذهب وانطلق.‬ ‫واتفاق اللفظني واملعىن خمتلف قولك: وجدت عليه من املوجدة ووجدت إذا‬ ‫أردت وجدان الضالة.‬ ‫ّ‬ ‫وأشباه هذا كثري.‬ ‫هذا باب ما يكون يف اللفظ من األعراض‬ ‫اعلم أهنم مما حيذفون الكلم وإن كان أصله يف الكالم غري ذلك وحيذفون‬ ‫ويعوضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله يف كالمهم أن يستعمل‬ ‫ّ‬ ‫حّت يصري ساقطاً.‬ ‫وسرتى ذلك إن شاء اهلل.‬ ‫فما حذف وأصله يف الكالم غري ذلك.‬ ‫مل يك وال أدر وأشباه ذلك.‬ ‫وأما استغناؤهم والعوض قوهلم: زنادقة وزناديق وفرازنة وفرازين حذفوا الياء‬ ‫وعوضوها اهلاء.‬ ‫ّ‬ ‫وقوهلم أسطاع يسطيع وإمنا هي أطاع يطيع زادوا السني عوضاً من ذهاب كة‬ ‫حر‬ ‫العني من أفعل.‬ ‫وقوهلم اللهم حذفوا " يا " وأحلقوا امليم عوضاً.‬ ‫هذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة‬ ‫فمنه مستقيم حسن وحمال ومستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو حمال كذب.‬ ‫فأما املستقيم احلسن فقولك: أتيتك أمس وسآتيك غداً وسآتيك أمس.‬ ‫وأما املستقيم الكذب فقولك: محلت اجلبل وشربت ماء البحر " وحنوه.‬ ‫41‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وأما املستقيم القبيح فأن تضع اللفظ يف غري موضعه حنو قولك: قد زيداً رأيت‬ ‫كي زيداً يأتيك وأشباه هذا.‬‫و‬ ‫وأما احملال الكذب فأن تقول: سوف أشرب ماء البحر أمس.‬ ‫هذا باب ما حيتمل الشعر‬ ‫اعلم أنه جيوز يف الشعر ما ال جيوز يف الكالم من صرف ما ال ينصرف يشبّهونه‬ ‫مبا قد حذف واستعمل حمذوفاً كما قال العجاج: يريد احلمام.‬ ‫ّ‬ ‫وقال خفاف بن ندبة السلمى: كنواح ريش محامة جندية ومسحت بالثتني‬ ‫ّ‬ ‫عصف اإلمثد كما قال: دار لسعدى إذه من هواكا وقال: فطرت مبنصلي يف‬ ‫و‬ ‫يعمالت دوامي األيد خيبطن السرحيا كما قال النجاشي: فلست بآتيه وال‬ ‫و‬ ‫أستطيعه والك اسقين إن كان ماؤك ذا فضل كما قال مالك بن خرمي اهلمداين:‬ ‫و‬ ‫فإن يك غثا أو مسيناً فإنين سأجعل عينيه لنفسه مقنعاً وقال األعشى: وأخو‬ ‫الغوان مّت يشأ يصرمنه ويعدن أعداء بعيد وداد ورمبا مدوا مثل مساجد ومنابر‬ ‫فيقولون مساجيد ومنابري شبّهوه مبا مجع على غري واحده يف الكالم كما قال‬ ‫الفرزدق: وقد يبلغون باملعتل األصل فيقولون رداد يف راد وضننوا يف ضنّوا ومررمت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جبواري قبل.‬ ‫قال قعنب بن أم صاحب: مهالً أعاذل قد جربت من خلقي أّن أجود ألقوام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإن ضننوا ومن العرب من يثقل الكلمة إذا وقف عليها وال يثقلها يف الوصل فإذا‬ ‫ّ‬ ‫كان يف الشعر فهم جيرونه يف الوصل على حاله يف الوقف حنو: سبسبّا كلكالّ‬ ‫و‬ ‫ألهنم قد يثقلونه يف الوقف فأثبتوه يف الوصل كما أثبتوا احلذف يف قوله لنفسه‬ ‫مقنعاً وإمنا حذفه يف الوقف.‬ ‫51‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫قال رؤبة: ضخم حيب اخللق األضخما يروي بكسر اهلمزة وفتحها.‬ ‫وقال بعضهم: " الضخما " بكسر الضاد.‬ ‫ّ ّ‬ ‫وقال أيضاً ي مثله وهو الشماخ: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو‬ ‫زمري وقال حنظلة بن فاتك: وأيقن أن اخليل إن تلتبس به يكن لفسيل النخل‬ ‫بعده آبر وقال رجل من باهلة: أو معرب الظهر ينيب عن وليته ما حج ربه يف‬ ‫الدنيا وال اعتمروا وما له من جمد تليد وما له من الريح حظ ال اجلنوب وال الصبا‬ ‫وقال: بيناه يف دار صدق قد أقام هبا حيناً يعللنا وما نعلله وحيتملون قبح الكالم‬ ‫حّت يضعوه يف غري موضعه ألنه مستقيم ليس فيه نقيض فمن ذلك قوله:‬ ‫صددت فأطولت الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم وإمنا الكالم:‬ ‫وقل ما يدوم وصال.‬ ‫وجعلوا ما ال جيري يف الكالم إال ظرفاً مبنزلة غريه من األمساء وذلك قول املرار بن‬ ‫سالمة العجلي: وال ينطق الفحشاء من كان منهم إذا جلسوا منا وال من سوائنا‬ ‫وقال األعشى: وما قصدت من أهلها لسوائكا وقال خطام اجملاشعي: وليس‬ ‫شيء يضطرون إليه إال وهم حياولون به وجهاً.‬ ‫وما جيوز يف الشعر أكثر من أن أذكره لك ههنا ألن هذا موضع مجل وسنبني‬ ‫ذلك فيما نستقبل إن شاء اهلل.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي مل يتعده فعله إىل مفعول‬ ‫واملفعول الذي مل يتعد إليه فعل فاعل وال يتعدى فعله إىل مفعول آخر وما يعمل‬ ‫من أمساء الفاعلني واملفعولني عمل الفعل الذي يتعدى إىل مفعول وما يعمل من‬ ‫املصادر ذلك العمل وما جيري من الصفات اليت مل تبلغ أن تكون يف القوة‬ ‫61‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫كأمساء الفاعلني واملفعولني اليت جتري جمرى الفعل املتعدي إىل مفعول جمراها وما‬ ‫أجري جمرى الفعل وليس بفعل ومل يقو قوته وما جرى من األمساء اليت ليست‬ ‫بأمساء الفاعلني اليت ذكرت لك وال الصفات اليت هي من لفظ أحداث األمساء‬ ‫وتكون ألحداثها أمثلة ملا مضى وملا مل ميض وهي اليت مل تبلغ أن تكون يف القوة‬ ‫كأمساء الفاعلني واملفعولني اليت تريد هبا ما تريد بالفعل املتعدي إىل مفعول جمراها‬ ‫وليست هلا قوة أمساء الفاعلني اليت ذكرت لك وال هذه الصفات كما أنه ال‬ ‫يقوى قوة الفعل ما جرى جمراها وليس بفعل.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي مل يتعده فعله إىل مفعول آخر‬ ‫والفاعل واملفعول يف هذا سواء يرتفع املفعول كما يرتفع الفاعل ألنك مل تشغل‬ ‫الفعل بغريه وفرغته كما فعلت ذلك بالفاعل.‬ ‫فأما الفاعل الذي ال يتعداه فعله فقولك: ذهب زيد وجلس عمرو.‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫واملفعول الذي مل يتعده فعله ومل يتعد إليه فعل فاعل فقولك: ضرب زيد ويضرب‬ ‫عمرو.‬ ‫فاألمساء احملدث عنها واألمثلة دليلة على ما مضى وما مل ميض من احملدث به‬ ‫عن األمساء وهو الذهاب واجللوس والضرب وليست األمثلة باألحداث وال ما‬ ‫يكون منه األحداث وهي األمساء.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعول‬ ‫وذلك قولك: ضرب عبد اهلل زيداً.‬ ‫فعبد اهلل ارتفع ههنا كما ارتفع يف ذهب وشغلت ضرب به كما شغلت به ذهب‬ ‫وانتصب زيد ألنه مفعول تعدي إليه فعل الفاعل.‬ ‫71‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فإن قدمت املفعول وأخرت الفاعل جرى اللفظ كما جرى يف األول وذلك‬ ‫قولك: ضرب زيداً عبد اهلل ألنك إمنا أردت به مؤخراً ما أردت به مقدماً ومل ترد‬ ‫أن تشغل الفعل بأول منه وإن كان مؤخراً يف اللفظ.‬ ‫فمن مث كان حد اللفظ أن يكون فيه مقدماً وهو عريب جيد كثري كأهنم إمنا‬ ‫يقدمون الذي بيانه أهم هلم وهم ببيانه أغىن وإن كانا مجيعاً يهماهنم ويعنياهنم.‬ ‫واعلم أن الفعل الذي ال يتعدى الفاعل يتعدى إىل اسم احلدثان الذي أخذ منه‬ ‫ألنه إمنا يذكر ليدل على احلدث.‬ ‫أال ترى أن قولك قد ذهب مبنزلة قولك قد كان منه ذهاب.‬ ‫وإذا قلت ضرب عبد اهلل مل يستّب أن املفعول زيد أو عمرو وال يدل على صنف‬ ‫كما أن ذهب قد دل على صنف وهو الذهاب وذلك قولك ذهب عبد اهلل‬ ‫الذهاب الشديد وقعد قعدة سوء وقعد قعدتني ملا عمل يف احلدث عمل يف املرة‬ ‫منه واملرتني وما يكون ضرباً منه.‬ ‫فمن ذلك: قعد القرفصاء واشتمل الصماء ورجع القهقري ألنه ضرب من فعله‬ ‫الذي أخذ منه.‬ ‫ويتعدى إىل الزمان حنو قولك ذهب ألنه بين ملا مضى منه وما مل ميض فإذا قال‬ ‫ذهب فهو دليل على أن احلدث فيما مضى من الزمان وإذا قال سيذهب فإنه‬ ‫دليل على أنه يكون فيما يستقبل من الزمان ففيه بيان ما مضى وما مل ميض منه‬ ‫كما أن فيه استدالالً على وقوع احلدث.‬ ‫81‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وذلك قولك قعد شهرين وسيقعد شهرين وتقول: ذهبت أمس وسأذهب غداً‬ ‫فإن شئت مل جتعلهما ظرفاً فهو جيوز يف كل شيء من أمساء الزمان كما جاز يف‬ ‫كل شيء من أمساء احلدث.‬ ‫ويتعدى إىل ما اشتق من لفظه امساً للمكان وإىل املكان ألنه إذا قال ذهب أو‬ ‫قعد فقد علم أن للحدث مكاناً وإن مل يذكره كما علم أنه قد كان ذهاب‬ ‫وذلك قولك ذهبت املذهب البعيد وجلست جملساً حسناً وقعدت مقعداً كرمياً‬ ‫وقعدت املكان الذي رأيت وذهبت وجهاً من الوجوه.‬ ‫وقد قال بعضهم ذهب الشام يشبهه باملبهم إذ كان مكاناً يقع عليه املكان‬ ‫واملذهب.‬ ‫وهذا شاذ ألنه ليس يف ذهب دليل على الشام وفيه دليل على املذهب واملكان.‬ ‫ومثل ذهبت الشام: دخلت البيت.‬ ‫ومثل ذلك قول ساعدة بن جوية: لدن هبز الكف يعسل متنه فيه كما عسل‬ ‫الطريق الثعلب ويتعدى إىل ما كان وقتاً يف األمكنة كما يتعدى إىل ما كان وقتاً‬ ‫يف األزمنة ألنه وقت يقع يف املكان وال خيتص به مكان واحد كما يف الزمن كان‬ ‫مثله ألنك قد تفعل باألماكن ما تفعل باألزمنة وإن كان األزمنة أقوى يف ذلك.‬ ‫كذلك ينبغي أن يكون إذ صار فيما هو أبعد حنو ذهبت الشام وهو قولك‬ ‫و‬ ‫ذهبت فرسخني وسرت امليلني كما تقول ذهبت شهرين وسرت اليومني.‬ ‫وإمنا جعل يف الزمان أقوى ألن الفعل بىن ملا مضى منه وما مل ميض ففيه بيان مّت‬ ‫وقع كما أن فيه بيان أنه قد وقع املصدر وهو احلدث.‬ ‫91‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واألماكن مل يّب هلا فعل وليست مبصادر أخذ منها األمثلة واألماكن إىل األناسي‬ ‫وحنوهم أقرب.‬ ‫أال ترى أهنم خيصوهنا بأمساء كزيد وعمرو ويف قوهلم مكة وعمان وحنوها ويكون‬ ‫منها خلق ال تكون لكل مكان وال فيه كاجلبل والوادي والبحر.‬ ‫والدهر ليس كذلك.‬ ‫واألماكن هلا جثة وإمنا الدهر مضى الليل والنهار فهو إىل الفعل أقرب.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعولني‬ ‫فإن شئت اقتصرت على املفعول األول وإن شئت تعدى إىل الثاين كما تعدى‬ ‫إىل األول.‬ ‫وذلك قولك: أعطى عبد اهلل زيداً درمهاً كسوت بشراً الثياب اجلياد.‬ ‫و‬ ‫ومن ذلك: اخرتت الرجال عبد اهلل ومثل ذلك قوله عز وجل: " واختار موسى‬ ‫قومه سبعني رجالً " ومسيته زيداً كسيت زيداً أبا عبد اهلل ودعوته زيداً إذا أردت‬ ‫و‬ ‫دعوته اليت جتري جمرى مسيته وإن عنيت الدعاء إىل أمر مل جياوز مفعوالً واحداً.‬ ‫ومنه قول الشاعر:‬ ‫أستغفر اهلل ذنباً لست حمصيه ** رب العباد إليه الوجه والعمل‬ ‫وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي:‬ ‫أمرتك اخلري فافعل ما أمرت به ** فقد كتك ذا مال وذا نشب‬ ‫تر‬ ‫وإمنا فصل هذا أهنا أفعال توصل حبروف اإلضافة فتقول: اخرتت فالناً من‬ ‫الرجال ومسيته بفالن كما تقول: عرفته هبذه العالمة وأوضحته هبا وأستغفر اهلل‬ ‫من ذلك فلما حذفوا حرف اجلر عمل الفعل.‬ ‫12‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ومثل ذلك قول املتلمس:‬ ‫آليت حب العراق الدهر أطعمه ** واحلب يأكله يف القرية السوس‬ ‫يريد: على حب العراق.‬ ‫كما تقول: نبئت زيداً يقول ذاك أي عن زيد.‬ ‫و‬ ‫وليست عن وعلى ههنا مبنزلة الباء يف قوله: " كفى باهلل شهيداً " وليس بزيد ألن‬ ‫عن وعلى ال يفعل هبا ذاك وال مبن يف الواجب.‬ ‫وليست أستغفر اهلل ذنباً وأمرتك اخلري أكثر يف كالمهم مجيعاً وإمنا يتكلم هبا‬ ‫بعضهم.‬ ‫فأما مسيت كنيت فإمنا دخلتها الباء على حد ما دخلت يف عرفت تقول عرفته‬‫و‬ ‫زيداً مث تقول عرفته بزيد فهو سوى ذلك املعىن فإمنا تدخل يف مسيت كنيت على‬ ‫و‬ ‫حد ما دخلت يف عرفته بزيد.‬ ‫فهذه احلروف كان أصلها يف االستعمال أن توصل حبرف اإلضافة.‬ ‫وليس كل الفعل يفعل به ذها كما أنه ليس كل فعل يتعدى الفاعل وال يتعدى‬ ‫إىل مفعولني.‬ ‫ومنه قول الفرزدق: منا الذي اختري الرجال مساحةً وجوداً إذا هب الرياح ع‬ ‫الزعاز‬ ‫نبئت عبد اهلل باجلو أصبحت كراماً مواليها لئيماً صميمها .‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعولني‬ ‫وليس لك أن تقتصر على أحد املفعولني دون اآلخر وذلك قولك: حسب عبد‬ ‫اهلل زيداً بكراً وظن عمرو وخالداً أباك وخال عبد اهلل زيداً أخاك.‬ ‫ومثل ذلك: رأى عبد اهلل زيداً صاحبنا ووجد عبد اهلل زيداً ذا احلفاظ.‬ ‫12‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وإمنا منعك أن تقتصر على أحد املفعولني ههنا أنك إمنا أردت أن تبني ما استقر‬ ‫عندك من حال املفعول األول يقيناً كان أو شكاً وذكرت األول لتعلم الذي‬ ‫تضيف إليه ما استقر له عندك من هو.‬ ‫فإمنا ذكرت ظننت وحنوه لتجعل خرب املفعول األول يقيناً أو شكاً ومل ترد أن‬ ‫جتعل األول فيه الشك أو تقيم عليه يف اليقني.‬ ‫ومثل ذلك: علمت زيداً الظريف وزعم عبد اهلل زيداً أخاك.‬ ‫وإن قلت رأيت فأردت رؤية العني أو وجدت فأردت وجدان الضالة فهو مبنزلة‬ ‫ضربت ولكنك إمنا تريد بوجدت علمت وبرأيت ذلك أيضاً.‬ ‫أال ترى أنه جيوز لألعمى أن يقول: رأيت وقد يكون علمت مبنزلة عرفت ال تريد‬ ‫إال علم األول.‬ ‫فمن ذلك قوله تعاىل: " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم يف السبت " وقال‬ ‫سبحانه: " وآخرين من دوهنم ال تعلموهنم اهلل يعلمهم " فهي ههنا مبنزلة عرفت‬ ‫كما كانت رأيت على وجهني.‬ ‫وأما ظننت ذاك فإمنا جاز السكوت عليه ألنك قد تقول ظننت فتقصر كما‬ ‫تقول ذهبت مث تعمله يف الظن كما تعمل ذهبت يف الذهاب.‬ ‫فذاك ههنا هو الظن كأنك قلت: ظننت ذاك الظن.‬ ‫كذلك خلت وحسبت.‬ ‫و‬ ‫ويدلك على أنه الظن أنك لو قلت خلت زيداً وأرى زيداً مل جيز.‬ ‫وتقول: ظننت به جعلته موضع ظنك كما قلت نزلت به ونزلت عليه.‬ ‫22‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ولو كانت الباء زائدة مبنزلتها يف قوله عز وجل: " كفى باهلل " مل جيز السكت‬ ‫عليها فكأنك قلت: ظننت يف الدار.‬ ‫ومثله شككت فيه.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل ثالثة مفعولني‬ ‫وال جيوز أن تقتصر على مفعول منهم واحد دون الثالثة ألن املفعول ههنا‬ ‫كالفاعل يف الباب وذلك قولك: أرى اهلل بشراً زيداً أباك ونبأت زيداً عمراً أبا‬ ‫فالن وأعلم اهلل زيداً عمراً خرياً منك.‬ ‫واعلم أن هذه األفعال إذا انتهت إىل ما ذكرت لك من املفعولني فلم يكن بعد‬ ‫ذلك متعدي تعدت إىل مجيع ما يتعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى الفاعل‬ ‫وذلك قولك: أعطى عبد اهلل زيداً املال إعطاء محيالً وسرقت عبد اهلل الثوب‬ ‫الليلة ال جتعله ظرفاً ولكن كما تقول: يا سارق الليلة زيداً الثوب مل جتعلها ظرفاً.‬ ‫وتقول: أعملت هذا زيداً قائماً العلم اليقني إعالماً وأدخل اهلل عمراً املدخل‬ ‫الكرمي إدخاالً ألهنا ملا انتهت صارت مبنزلة ما ال يتعدى.‬ ‫هذا باب املفعول الذي تعداه فعله إىل مفعول‬ ‫وذلك قولك: كسى عبد اهلل الثوب وأعطى عبد اهلل املال.‬ ‫رفعت عبد اهلل ههنا كما رفعته يف ضرب حني قلت ضرب عبد اهلل وشغلت به‬ ‫كسى وأعطى كما شغلت به ضرب.‬ ‫وانتصب الثوب واملال ألهنما مفعوالن تعدى إليهما مفعول هو مبنزلة الفاعل.‬ ‫وإن شئت قدمت وأخرت فقلت كسى الثوب زيد وأعطى املال عبد اهلل كما‬ ‫قلت ضرب زيداً عبد اهلل.‬ ‫32‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فأمره يف هذا كأمر الفاعل.‬ ‫واعلم أن املفعول الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول يتعدى إىل كل شيء تعدى‬ ‫إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول وذلك قولك: ضرب زيد‬ ‫الضرب الشديد وضرب عبد اهلل اليومني اللذين تعلم ال جتعله ظرفاً ولكن كما‬ ‫تقول: يا مضروب الليلة الضرب الشديد وأقعد عبد اهلل املقعد الكرمي.‬ ‫فجميع ما تعدى إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول يتعدى إليه‬ ‫فعل املفعول الذي ال يتعداه فعله.‬ ‫واعلم أن املفعول الذي مل يتعد إليه فعل فاعل يف التعدي واالقتصار مبنزلة إذا‬ ‫تعدى إليه فعل الفاعل ألن معناه متعدياً إليه فعل الفاعل وغري متعد إليه فعله‬ ‫سواء.‬ ‫أال ترى أنك تقول ضربت زيداً فال جتاوز هذا املفعول وتقول ضرب زيد فال‬ ‫يتعداه فعله ألن املعىن واحد.‬ ‫وتقول: كسوت زيداً ثوباً فتجاوز إىل مفعول آخر وتقول: كسى زيد ثوباً فال‬ ‫جتاوز الثوب ألن األول مبنزلة املنصوب ألن املعىن واحد وإن كان لفظه لفظ‬ ‫الفاعل.‬ ‫هذا باب املفعول الذي يتعداه فعله إىل مفعولني‬ ‫وليس لك أن تقتصر على أحدمها دون اآلخر.‬ ‫وذلك قولك: نبئت زيداً أبا فالن.‬ ‫ملا كان الفاعل يتعدى إىل ثالثة تعدى املفعول إىل اثنني.‬ ‫42‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وتقول أرى عبد اهلل أبا فالن ألنك لو أدخلت يف هذا الفعل الفاعل وبنيته له‬ ‫لتعداه فعله إىل ثالثة مفعولني.‬ ‫واعلم أن األفعال إذا انتهت ههنا فلم جتاوز تعدت إىل مجيع ما تعدى إليه الفعل‬ ‫الذي ال يتعدى املفعول.‬ ‫وذلك قولك: أعطى عبد اهلل الثوب إعطاء مجيالً ونبئت زيداً أبا فالن تنبيئاً‬ ‫حسناً وسرق عبد اهلل الثوب الليلة ال جتعله ظرفاً ولكن على قولك يا مسروق‬ ‫الليلة الثوب صري فعل املفعول والفاعل حيث انتهى فعلهما مبنزلة الفعل الذي ال‬ ‫يتعدى فاعله وال مفعوله ومل يكونا ليكونا بأضعف من الفعل الذي ال يتعدى.‬ ‫هذا باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب وهو حال‬ ‫وقع فيه الفعل وليس مبفعول كالثوب يف قولك كسوت الثوب ويف قولك كسوت‬ ‫زيداً الثوب ألن الثوب ليس حبال وقع فيها الفعل ولكنه مفعول كاألول.‬ ‫أال ترى أنه يكون معرفة ويكون معناه ثانياً كمعناه أوالً إذا قلت كسوت الثوب‬ ‫كمعناه إذا كان مبنزل الفاعل إذا قلت كسى الثوب.‬ ‫و‬ ‫وذلك قولك: ضربت عبد اهلل قائماً وذهب زيد راكباً.‬ ‫فلو كان مبنزلة املفعول الذي يتعدى إليه فعل الفاعل حنو عبد اهلل وزيد ما جاز يف‬ ‫ذهبت وجلاز أن تقول ضربت زيداً أباك وضربت زيداً القائم ال تريد باألب وال‬ ‫بالقائم الصفة " وال البدل " فاالسم األول املفعول يف ضربت قد حال بينه وبني‬ ‫الفعل أن يكون فيه مبنزلته كما حال الفاعل بينه وبني الفعل يف ذهب أن يكون‬ ‫فاعالً كما حالت األمساء اجملرورة بني ما بعدها وبني اجلار يف قولك: يل مثله‬ ‫و‬ ‫52‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫رجالً ويل ملؤه عسالً كذلك وحيه فارساً كما منعت النون يف عشرين أن يكون‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ما بعدها جراً إذا قلت: له عشرون درمهاً.‬ ‫فعمل الفعل هنا فيما يكون حاالً كعمل مثله فيما بعده أال ترى أنه ال يكون إال‬ ‫نكرة كما أن هذا ال يكون إال نكرة ولو كان هذا مبنزلة الثوب وزيد يف كسوت ملا‬ ‫جاز ذهبت راكباً ألنه ال يتعدى إىل مفعول كزيد وعمرو.‬ ‫وإمنا جاز هذا ألنه حال وليس معناه كمعىن الثوب وزيد فعمل كعمل غري الفعل‬ ‫ومل يكن أضعف منه إذ كان يتعدى إىل ما ذكرت من األزمنة واملصادر وحنوه.‬ ‫واسم الفاعل واملفعول فيه لشيء واحد فمن مث ذكر على حدته ومل يذكر مع‬ ‫األول وال جيوز فيه االقتصار على الفاعل كما مل جيز يف ظننت االقتصار على‬ ‫املفعول األول ألن حالك يف االحتياج إىل اآلخر ههنا كحالك يف االحتياج إليه‬ ‫مثة."> هذا باب الفعل الذي يتعدى اسم الفاعل إىل اسم املفعول‬ ‫وسنبني لك إن شاء اهلل.‬ ‫وذلك قولك: كان ويكون وصار وما دام وليس وما كان حنوهن من الفعل مما ال‬ ‫يستغىن عن اخلرب.‬ ‫تقول: كان عبد اهلل أخاك فإمنا أردت أن خترب عن األخوة وأدخلت كان لتجعل‬ ‫ذلك فيما مضى.‬ ‫وذكرت األول كما ذكرت املفعول األول يف ظننت.‬ ‫وإن شئت قلت: كان أخاك عبد اهلل فقدمت وأخرت كما فعلت ذلك يف ضرب‬ ‫ألنه فعل مثله وحال التقدمي والتأخري فيه كحاله يف ضرب إال أن اسم الفاعل‬ ‫واملفعول فيه لشيء واحد.‬ ‫62‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وتقول: كناهم كما تقول ضربناهم وتقول: إذا مل نكنهم فمن ذا يكوهنم كما‬ ‫تقول إذا مل نضرهبم فمن يضرهبم.‬ ‫قال أبو األسود الدؤيل: فإن ال يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلباهنا فهو‬ ‫كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب.‬ ‫وقد يكون لكان موضع آخر يقتصر على الفاعل فيه تقول: قد كان عبد اهلل أي‬ ‫قد خلق عبد اهلل.‬ ‫وقد كان األمر أي وقع األمر.‬ ‫وقد دام فالن أي ثبت.‬ ‫كما تقول رأيت زيداً تريد رؤية العني كما تقول أنا وجدته تريد وجدان الضالة‬ ‫و‬ ‫كما يكون أصبح وأمسى مرة مبنزلة كان ومرة مبنزلة قولك استيقظوا وناموا.‬ ‫و‬ ‫فأما ليس فإنه ال يكون فيها ذلك ألهنا وضعت موضعاً واحدا ومن مث مل تصرف‬ ‫تصرف الفعل اآلخر.‬ ‫فمما جاء على وقع قوله وهو مقاس العائذي: " أي إذا وقع ".‬ ‫وقال اآلخر عمرو بن شأس: بين أسد هل تعلمون بالءنا إذا كان يوماً ذا‬ ‫كواكب أشنعا إذا كانت احلو الطوال كأمنا كساها السالح األرجوان املضلعا‬ ‫أضمر لعلم املخاطب مبا يعىن وهو اليوم.‬ ‫ومسعت بعض العرب يقول أشنعا ويرفع ما قبله كأنه قال: إذا وقع يوم ذو‬ ‫كواكب أشنعا.‬ ‫72‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واعلم أنه إذا وقع يف هذا الباب نكرة ومعرفة فالذي تشغل به كان املعرفة ألنه‬ ‫حد الكالم ألهنما شيء واحد وليس مبنزلة قولك: ضرب رجل زيداً ألهنما شيئان‬ ‫خمتلفان ومها يف كان مبنزلتهما يف االبتداء إذا قلت عبد اهلل منطلق.‬ ‫تبتدئ باألعرف مث تذكر اخلرب وذلك قولك: كان زيد حليماً كان حليماً زيد ال‬ ‫و‬ ‫عليك أقدمت أم أخرت إال أنه على ما وصفت لك يف قولك: ضرب زيداً عبد‬ ‫اهلل.‬ ‫فإذا قلت: كان زيد فقد ابتدأت مبا هو معروف عنده مثله عندك فإمنا ينتظر‬ ‫اخلرب.‬ ‫فإذا قلت: حليماً فقد أعلمته مثل ما علمت.‬ ‫فإذا قلت كان حليماً فإمنا ينتظر أن تعرفه صاحب الصفة فهو مبدوء به يف الفعل‬ ‫وإن كان مؤخراً يف اللفظ.‬ ‫فإن قلت: كان حليم أو رجل فقد بدأت بنكرة وال يستقيم أن خترب املخاطب‬ ‫عن املنكور وليس هذا بالذي ينزل به املخاطب منزلتك يف املعرفة فكرهوا أن‬ ‫يقربوا باب لبس.‬ ‫وقد تقول: كان زيد الطويل منطلقاً إذا خفت التباس الزيدين وتقول: أسفيها كان‬ ‫زيد أم حليماً وأرجالً كان زيد أم صبياً جتعلها لزيد ألنه إمنا ينبغي لك أن تسأله‬ ‫عن خرب من هو معروف عنده كما حدثته عن خرب من هو معروف عندك‬ ‫فاملعروف هو املبدوء به.‬ ‫وال يبدأ مبا يكون فيه اللبس وهو النكرة.‬ ‫82‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫أال ترى أنك لو قلت: كان إنسان حليماً أو كان رجل منطلقاً كنت تلبس ألنه‬ ‫ال يستنكر أن يكون يف الدنيا إنسان هكذا فكرهوا أن يبدءوا مبا فيه اللبس‬ ‫وجيعلوا املعرفة خرباً ملا يكون فيه هذا اللبس.‬ ‫وقد جيوز يف الشعر ويف ضعف من الكالم.‬ ‫محلهم على ذلك أنه فعل مبنزلة ضرب وأنه قد يعلم إذا ذكرت زيداً وجعلته خرباً‬ ‫أنه صاحب الصفة على ضعف من الكالم وذلك قول خداش بن زهري: فإنك ال‬ ‫تبايل بعد حول أظيب كان أمك أم محار وقال حسان بن ثابت: كأن سبيئة من‬ ‫بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء وقال أبو قيس بن األسلت األنصاري: أال‬ ‫من مبلغ حسان عين أسحر كان طبك أم جنون أسكران كان ابن املراغة إذ هجا‬ ‫متيماً جبوف الشام أم متساكر فهذا إنشاء بعضهم.‬ ‫وأكثرهم ينصب السكران ويرفع اآلخر على قطع وابتداء.‬ ‫وإذا كان معرفة فأنت باخليار: أيهما ما جعلته فاعالً رفعته ونصبت اآلخر كما‬ ‫فعلت ذلك يف ضرب وذلك قولك: كان أخوك زيداً كان زيد صاحبك كان‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫هذا زيداً كان املتكلم أخاك.‬ ‫و‬ ‫وتقول: من كان أخاك ومن كان أخوك كما تقول: من ضرب أباك إذا جعلت‬ ‫من الفاعل ومن ضرب أبوك إذا جعلت األب الفاعل.‬ ‫كذلك أيهم كان أخاك وأيهم كان أخوك.‬ ‫و‬ ‫وتقول: ما كان أخاك إال زيد كقولك ما ضرب أخاك إال زيد.‬ ‫ومثل ذلك قوله عز وجل: " ما كان حجتهم إال أن قالوا ": " وما كان جواب‬ ‫قومه إال أن قالوا ".‬ ‫92‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وقال الشاعر: وقد علم األقوام ما كان داءها بثهالن إال اخلزي ممن يقودها وإن‬ ‫شئت رفعت األول كما تقول: ما ضرب أخوك إال زيداً.‬ ‫و " قد " قرأ بعض القراء ما ذكرنا بالرفع.‬ ‫ومثل قوهلم: من كان أخاك قول العرب ما جاءت حاجتك كأنه قال: ما صارت‬ ‫حاجتك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث كانت احلاجة كما قال بعض‬ ‫العرب: من كانت أمك حيث أوقع من على مؤنث.‬ ‫وإمنا صري جاء مبنزلة كان يف هذا احلرف وحده ألنه كان مبنزلة املثل كما جعلوا‬ ‫عسى مبنزلة كان يف قوهلم: " عسى الغوير أبؤساً " وال يقال: عسيت أخانا.‬ ‫كما جعلوا لدن مع غدوة منونة يف قوهلم لدن غدوة.‬ ‫و‬ ‫ومن كالمهم أن جيعلوا الشيء يف موضع على غري حاله يف سائر الكالم وسرتى‬ ‫مثل ذلك إن شاء اهلل.‬ ‫ومن يقول من العرب: ما جاءت حاجتك كثري كما يقول من كانت أمك.‬ ‫ومل يقولوا ما جاء حاجتك كما قالوا من كان أمك ألنه مبنزلة املثل فألزموه التاء‬ ‫كما اتفقوا على لعمر كان يف اليمني.‬ ‫وزعم يونس أنه مسع رؤبة يقول: ما جاءت حاجتك فريفع.‬ ‫ومثل قوهلم ما جاءت حاجتك إذ صارت تقع على مؤنث قراءة بعض القراء: "‬ ‫مث مل تكن فتنتهم إال أن قالوا " و " تلتقطه بعض السيارة ".‬ ‫ورمبا قالوا يف بعض الكالم: ذهبت بعض أصابعه وإمنا أنث البعض ألنه أضافه‬ ‫إىل مؤنث هو منه ولو مل يكن منه مل يؤنثه ألنه لو قال: ذهبت عبد أمك مل‬ ‫حيسن.‬ ‫13‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ومما جاء مثله يف الشعر قول الشاعر األعشى: وتشرق بالقول الذي قد أذعته‬ ‫كما شرقت صدر القناة من الدم إذا بعض السنني تعرقتنا كفى األيتام فقد أىب‬ ‫اليتيم ألن " بعض " ههنا سنون.‬ ‫ومثله قول جرير أيضاً: ملا أتى خرب الزبري تواضعت سور املدينة واجلبال اخلشع‬ ‫ومثله قول ذي الرمة: مشني كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم‬ ‫وقال العجاج: طول الليايل أسرعت يف نقضى ومسعنا من العرب من يقول ممن‬ ‫يوثق به: اجتمعت أهل اليمامة ألنه يقول يف كالمه: اجتمعت اليمامة يعين أهل‬ ‫اليمامة فأنث الفعل يف اللفظ إذ جعله يف اللفظ لليمامة فرتك اللفظ يكون على‬ ‫ما يكون عليه يف سعة الكالم.‬ ‫ومثل " يف هذا " يا طلحة أقبل ألن أكثر ما يدعو طلحة بالرتخيم فرتك احلاء‬ ‫على حاهلا.‬ ‫ويا تيم تيم عدي أقبل.‬ ‫وقال الشاعر جرير: يا تيم تيم عدي ال أبا لكم ال يلقينكم يف سوءة عمر‬ ‫وسرتى هذا مبيناً يف مواضعه إن شاء اهلل.‬ ‫وترك التاء يف مجيع هذا " احلد والوجه.‬ ‫وسرتى ما " إثبات التاء فيه حسن إن شاء اهلل " من هذا النحو لكثرته يف‬ ‫كالمهم.‬ ‫وسيبني يف بابه ".‬ ‫فإن قلت: من ضربت عبد أمك أو هذه عبد زينب مل جيز ألنه ليس منها وال هبا‬ ‫وال جيوز أن تلفظ هبا و " أنت " تريد العبد‬ ‫13‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا باب خترب فيه عن النكرة بنكرة‬ ‫وذلك قولك: ما كان أحد مثلك وما كان أحد خرياً منك وما كان أحد جمرتئاً‬ ‫عليك.‬ ‫وإمنا حسن اإلخبار ههنا عن النكرة حيث أردت أن تنفي أن يكون يف مثل‬ ‫حاله شيء أو فوقه وألن املخاطب قد حيتاج إىل أن تعلمه مثل هذا.‬ ‫وإذا قلت كان رجل ذاهباً فليس يف هذا شيء تعلمه كان جهله.‬ ‫ولو قلت كان رجل من آل فالن فارساً حسن ألنه قد حيتاج إىل أن تعلمه أن‬ ‫ذاك يف آل فالن وقد جيهله.‬ ‫ولو قلت كان رجل يف قوم عاقالً مل حيسن ألنه ال يستنكر أن يكون يف الدنيا‬ ‫عاقل وأن يكون من قوم.‬ ‫فعلى هذا النحو حيسن ويقبح.‬ ‫وال جيوز ألحد أن تضعه يف موضع واجب لو قلت كان أحد من آل فالن مل جيز‬ ‫ألنه إمنا وقع يف كالمهم نفياً عاماً.‬ ‫يقول الرجل: أتاين رجل يريد واحداً يف العدد ال اثنني فيقال: ما أتاك رجل أي‬ ‫أتاك أكثر من ذلك أو يقول أتاين رجل ال امرأة فيقال: ما أتاك رجل أي امرأة‬ ‫أتتك.‬ ‫ويقول: أتاين اليوم رجل أي يف قوته ونفاذه فتقول: ما أتاك رجل أي أتاك‬ ‫الضعفاء.‬ ‫فإذا قال: ما أتاك أحد صار نفياً " عاماً " هلذا كله فإمنا جمراه يف الكالم هذا.‬ ‫23‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ولو قال: ما كان مثلك أحداً أو ما كان زيد أحداً كان ناقضاً ألنه قد علم أنه ال‬ ‫يكون زيد وال مثله إال من الناس.‬ ‫ولو قلت ما كان مثلك اليوم أحد فإنه يكون أن ال يكون يف اليوم إنسان على‬ ‫حاله إال أن تقول: ما كان زيد أحداً أي من األحدين.‬ ‫وما كان مثلك أحد على وجه تصغريه فتصري كأنك قلت: ما ضرب زيد أحداً‬ ‫وما قتل مثلك أحداً.‬ ‫والتقدمي والتأخري يف هذا مبنزلته يف املعرفة وما ذكرت لك من الفعل.‬ ‫وحسنت النكرة " ههنا " يف هذا الباب ألنك مل جتعل األعرف يف موضع األنكر‬ ‫ومها متكافئان كما تكافأت املعرفتان وألن املخاطب قد حيتاج إىل علم ما ذكرت‬ ‫لك وقد عرف من تعىن بذلك كمعرفتك.‬ ‫وتقول: ما كان فيها أحد خري منك وما كان أحد مثلك فيها وليس أحد فيها‬ ‫خري منك إذا جعلت فيها مستقراً ومل جتعله على قولك فيها زيد قائم أجريت‬ ‫الصفة على االسم.‬ ‫فإن جعلته على قولك فيها زيد قائم " نصبت " تقول: ما كان فيها أحد خرياً‬ ‫منك وما كان أحد خرياً منك فيها إال أنك إذا أردت اإللغاء فكلما أخرت الذي‬ ‫تلغيه كان أحسن.‬ ‫وإذا أردت أن يكون مستقراً تكتفي به فكلما قدمته كان أحسن ألنه إذا كان‬ ‫عامالً يف شيء قدمته كما تقدم أظن وأحسب وإذا ألغيت أخرته كما تؤخرمها‬ ‫ألهنما ليسا يعمالن شيئاً.‬ ‫33‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫والتقدمي ههنا والتأخري " فيما يكون ظرفاً أو يكون امساً يف العناية واالهتمام مثله‬ ‫فيما ذكرت لك يف باب الفاعل واملفعول.‬ ‫ومجيع ما ذكرت لك من التقدمي والتأخري " واإللغاء واالستقرار عريب جيد كثري‬ ‫فمن ذلك قوله عز وجل: " ومل يكن له كفواً أحد ".‬ ‫وأهل اجلفاء من العرب يقولون: ومل يكن كفواً له أحد كأهنم أخروها حيث كانت‬ ‫غري مستقرة.‬ ‫وقال الشاعر:‬ ‫لتقربن قرباً جلذياً ما دام فيهن ** فصل حيا فقد دجا الليل فهيا هيا‬ ‫هذا باب ما أجري جمرى ليس يف بعض املواضع‬ ‫بلغة أهل احلجاز مث يصري إىل أصله وذلك احلرف " ما ". تقول: ما عبد اهلل‬ ‫أخاك وما زيد منطلقاً.‬ ‫وأما بنو متيم فيجروهنا جمرى أما وهل أي ال يعلموهنا يف شيء وهو القياس ألنه‬ ‫ليس بفعل وليس ما كليس وال يكون فيها إضمار.‬ ‫وأما أهل احلجاز فيشبهوهنا بليس إذ كان معناها كمعناها كما شبهوا هبا الت يف‬ ‫بعض املواضع وذلك مع احلني خاصة ال تكون الت إال مع احلني تضمر فيها‬ ‫مرفوعاً وتنصب احلني ألنه مفعول به ومل متكن متكنها ومل تستعمل إال مضمراً‬ ‫فيها ألهنا ليس كليس يف املخاطبة واإلخبار عن غائب تقول لست " ولست "‬ ‫وليسوا وعبد اهلل ليس ذاهباً فتبىن على املبتدأ وتضمر فيه وال يكون هذا يف الت‬ ‫ال تقول: عبد اهلل الت منطلقاً وال قومك التوا منطلقني.‬ ‫43‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ونظري الت يف أنه ال يكون إال مضمراً فيه: ليس وال يكون يف االستثنار إذا قلت‬ ‫أتوين ليس زيداً وال يكون بشراً.‬ ‫وزعموا أن بعضهم قرأ: " والت حني مناص " وهي قليلة كما قال بعضهم يف‬ ‫قول سعد بن مالك القيسي: من فر عن نرياهنا فأنا ابن قيس ال براح جعلها‬ ‫مبنزلة ليس فهي مبنزلة الت يف هذا املوضع يف الرفع.‬ ‫وال جياوز هبا هذا احلني رفعت أو نصبت وال متكن يف الكالم كتمكن ليس وإمنا‬ ‫هي مع احلني كما أن لدن إمنا ينصب هبا مع غدوة كما أن التاء ال جتر يف‬ ‫و‬ ‫القسم وال يف غريه إال يف اهلل إذا قلت تاهلل ألفعلن.‬ ‫ومثل ذلك قوله عز وجل: " ما هذا بشراً " يف لغة أهل احلجاز.‬ ‫وبنو متيم يرفعوهنا إال من درى كيف هي يف املصحف.‬ ‫فإذا قلت: ما منطلق عبد اهلل أو ما مسئ من أعتب رفعت.‬ ‫وال جيوز أن يكون مقدماً مثله مؤخراً كما أنه ال جيوز أن تقول: إن أخوك عبد‬ ‫اهلل على حد قولك: إن عبد اهلل أخوك ألهنا ليست بفعل وإمنا جعلت مبنزلته‬ ‫فكما مل تتصرف إن كالفعل كذلك مل جيز فيها كل ما جيوز فيه ومل تقو قوته‬ ‫فكذلك ما.‬ ‫وتقول: ما زيد إال منطلق تستوي فيه اللغتان.‬ ‫ومثله قوله عز وجل: " ما أنتم إال بشر مثلنا " ملا تقو ما حيث نقضت معىن‬ ‫ليس كما لو تقو حني قدمت اخلرب.‬ ‫فمعىن ليس النفي كما أن معىن كان الواجب كل واحد منهما يعين كان وليس‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫إذا جردته فهذا معناه.‬ ‫53‬
‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فإن قلت ما كان أدخلت عليها ما ينفى به.‬ ‫فإن قلت ليس زيد إال ذاهباً أدخلت ما يوجب كما أدخلت ما ينفي.‬ ‫فلم تقو ما يف باب قلب املعىن كما مل تقو يف تقدمي اخلرب.‬ ‫وزعموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق: فأصبحوا قد أعاد اهلل نعمتهم إذ هم قريش‬ ‫وإذا ما مثلهم بشر وهذا ال يكاد يعرف كما أن " الت حني مناص " كذلك.‬ ‫ورب شيء هكذا وهو كقول بعضهم: هذه ملحفة جديدة يف القلة.‬ ‫وتقول: ما عبد اهلل خارجاً وال معن ذاهب ترفعه على أن ال تشرك االسم اآلخر‬ ‫يف ما ولكن تبتدئه كما تقول: ما كان عبد اهلل منطلقاً وال زيد ذاهب إذا مل‬ ‫جتعله على كان وجعلته غري ذاهب اآلن.‬ ‫كذلك ليس.‬ ‫و‬ ‫وإن شئت جعلتها ال اليت يكون فيها االشرتاك فتنصب كما تقوم يف كان: ما‬ ‫كان زيد ذاهباً وال عمرو منطلقاً.‬ ‫وذلك قولك: ليس زيد ذاهباً وال أخوك منطلقاً كذلك ما زيد ذاهباً وال معن‬ ‫و‬ ‫خارجاً.‬ ‫وليس قوهلم ال يكون يف ما إال الرفع بشيء ألهنم حيتجون بأنك ال تستطيع أن‬ ‫تقول وال ليس وال ما فأنت تقول ليس زيد وال أخوه ذاهبني وما عمرو وال خالد‬ ‫منطلقني كه مع األول يف ليس ويف ما.‬ ‫فتشر‬ ‫فما جيوز يف كان إال أنك إن محلته على األول أو ابتدأت فاملعىن أنك تنفي شيئاً‬ ‫غري كائن يف حال حديثك.‬ ‫63‬
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I
Al Kitab - de Sibawayh I

Recommended

كتاب سيبويه
كتاب سيبويهكتاب سيبويه
كتاب سيبويهMansour1
 
إتحاف البررة
إتحاف البررةإتحاف البررة
إتحاف البررةسمير بسيوني
 
عبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلام
عبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلامعبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلام
عبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلامabdelaziz mohamed
 
Al mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīAl mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīMansour1
 
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishāmمغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishāmMansour1
 
البيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمد
البيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمدالبيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمد
البيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمدسمير بسيوني
 
القول السديد
القول السديدالقول السديد
القول السديدسمير بسيوني
 
المقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـ
المقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـالمقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـ
المقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـسمير بسيوني
 

Recommended

كتاب سيبويه
كتاب سيبويهكتاب سيبويه
كتاب سيبويهMansour1
 
إتحاف البررة
إتحاف البررةإتحاف البررة
إتحاف البررةسمير بسيوني
 
عبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلام
عبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلامعبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلام
عبدالله بن المبارك - سير أعلام الإسلامabdelaziz mohamed
 
Al mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīAl mufassal by al-zamakhsharī
Al mufassal by al-zamakhsharīMansour1
 
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishāmمغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishām
مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب / Mughnī al-labīb by ibn hishāmMansour1
 
البيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمد
البيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمدالبيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمد
البيانُ في خط مصحف عثمان للإمام ابن الجزري تحقيق أ.د. غانم قدوري الحمدسمير بسيوني
 
القول السديد
القول السديدالقول السديد
القول السديدسمير بسيوني
 
المقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـ
المقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـالمقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـ
المقنع في رسم مصاحف الأمصار(ملف وورد)ـسمير بسيوني
 
Al Kitab - de Sibawayh II
Al Kitab - de Sibawayh IIAl Kitab - de Sibawayh II
Al Kitab - de Sibawayh IIMansour1
 
كتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائل
كتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائلكتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائل
كتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائلFree Interactive Islamic College, All in One Open Traditional Certificate www.Muhammad.com
 
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
أحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصحأحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآنفتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآنmhmas
 
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6سمير بسيوني
 
علي بن الجهم1
علي بن الجهم1علي بن الجهم1
علي بن الجهم1LAILAF_M
 
Al sirah al-nabawiyah li ibn hisham
Al sirah al-nabawiyah li ibn hishamAl sirah al-nabawiyah li ibn hisham
Al sirah al-nabawiyah li ibn hishamSuhaila Zailani
 
الكناية
الكنايةالكناية
الكنايةMai Qashou
 
المدخل التعريفي لعلم الرسم
المدخل التعريفي لعلم الرسمالمدخل التعريفي لعلم الرسم
المدخل التعريفي لعلم الرسمسمير بسيوني
 
اخبار الاذكياء
اخبار الاذكياءاخبار الاذكياء
اخبار الاذكياءباور أحمد
 
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتىحسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتىAbdo Shihata
 
السمديسي
السمديسيالسمديسي
السمديسيسمير بسيوني
 
الأميوطي
الأميوطيالأميوطي
الأميوطيسمير بسيوني
 
Zamzam water
Zamzam waterZamzam water
Zamzam waterAl-Huda International Welfare Foundation
 
Holy Zamzam water
Holy Zamzam waterHoly Zamzam water
Holy Zamzam waterrabubakar
 
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضيةالفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضيةسمير بسيوني
 
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىشرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىسمير بسيوني
 
الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1At Minacenter
 
Tajweedul Qur'an
Tajweedul Qur'anTajweedul Qur'an
Tajweedul Qur'ansadiqat
 
مخارج وصفات
مخارج وصفاتمخارج وصفات
مخارج وصفاتSafa Alyousif
 

More Related Content

What's hot

Al Kitab - de Sibawayh II
Al Kitab - de Sibawayh IIAl Kitab - de Sibawayh II
Al Kitab - de Sibawayh IIMansour1
 
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
أحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصحأحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصحTaha Rabea
 
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآنفتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآنmhmas
 
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6سمير بسيوني
 
علي بن الجهم1
علي بن الجهم1علي بن الجهم1
علي بن الجهم1LAILAF_M
 
Al sirah al-nabawiyah li ibn hisham
Al sirah al-nabawiyah li ibn hishamAl sirah al-nabawiyah li ibn hisham
Al sirah al-nabawiyah li ibn hishamSuhaila Zailani
 
الكناية
الكنايةالكناية
الكنايةMai Qashou
 
المدخل التعريفي لعلم الرسم
المدخل التعريفي لعلم الرسمالمدخل التعريفي لعلم الرسم
المدخل التعريفي لعلم الرسمسمير بسيوني
 
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتىحسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتىAbdo Shihata
 
Holy Zamzam water
Holy Zamzam waterHoly Zamzam water
Holy Zamzam waterrabubakar
 
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضيةالفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضيةسمير بسيوني
 
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىشرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىسمير بسيوني
 

What's hot (19)

Al Kitab - de Sibawayh II
Al Kitab - de Sibawayh IIAl Kitab - de Sibawayh II
Al Kitab - de Sibawayh II
 
كتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائل
كتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائلكتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائل
كتاب الفوائد الجلال بتخريج أحاديث السيرة والشمائل
 
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy (2) of أحاديث مشهورة ولا تصح
 
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصحCopy of أحاديث مشهورة ولا تصح
Copy of أحاديث مشهورة ولا تصح
 
أحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصحأحاديث مشهورة ولا تصح
أحاديث مشهورة ولا تصح
 
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآنفتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
 
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 6
 
علي بن الجهم1
علي بن الجهم1علي بن الجهم1
علي بن الجهم1
 
Al sirah al-nabawiyah li ibn hisham
Al sirah al-nabawiyah li ibn hishamAl sirah al-nabawiyah li ibn hisham
Al sirah al-nabawiyah li ibn hisham
 
الكناية
الكنايةالكناية
الكناية
 
المدخل التعريفي لعلم الرسم
المدخل التعريفي لعلم الرسمالمدخل التعريفي لعلم الرسم
المدخل التعريفي لعلم الرسم
 
اخبار الاذكياء
اخبار الاذكياءاخبار الاذكياء
اخبار الاذكياء
 
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتىحسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
حسن الجندي مخطوطة بن اسحاق - مدينة الموتى
 
السمديسي
السمديسيالسمديسي
السمديسي
 
الأميوطي
الأميوطيالأميوطي
الأميوطي
 
Zamzam water
Zamzam waterZamzam water
Zamzam water
 
Holy Zamzam water
Holy Zamzam waterHoly Zamzam water
Holy Zamzam water
 
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضيةالفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
الفوائد والتحريرات على متن الدرة المضية
 
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرىشرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
شرح الزبيدى على الدرة المضية لإبن الجزرى
 

Viewers also liked

الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1At Minacenter
 
Tajweedul Qur'an
Tajweedul Qur'anTajweedul Qur'an
Tajweedul Qur'ansadiqat
 
مخارج وصفات
مخارج وصفاتمخارج وصفات
مخارج وصفاتSafa Alyousif
 
استحالة تحريف الكتاب المقدس
استحالة تحريف الكتاب المقدساستحالة تحريف الكتاب المقدس
استحالة تحريف الكتاب المقدسIsac Elgawly
 
النظرية الخليلية
النظرية الخليلية النظرية الخليلية
النظرية الخليلية Ma Bo
 
2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare
2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare
2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShareSlideShare
 

Viewers also liked (6)

الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1
 
Tajweedul Qur'an
Tajweedul Qur'anTajweedul Qur'an
Tajweedul Qur'an
 
مخارج وصفات
مخارج وصفاتمخارج وصفات
مخارج وصفات
 
استحالة تحريف الكتاب المقدس
استحالة تحريف الكتاب المقدساستحالة تحريف الكتاب المقدس
استحالة تحريف الكتاب المقدس
 
النظرية الخليلية
النظرية الخليلية النظرية الخليلية
النظرية الخليلية
 
2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare
2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare
2015 Upload Campaigns Calendar - SlideShare
 

Similar to Al Kitab - de Sibawayh I

الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع سمير بسيوني
 
طَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوش
طَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوشطَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوش
طَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوشمسلم السلفى
 
الصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdf
الصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdfالصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdf
الصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdfأنور غني الموسوي
 
___________________أصول ر واية قالون.pdf
___________________أصول ر واية قالون.pdf___________________أصول ر واية قالون.pdf
___________________أصول ر واية قالون.pdfRawandBenNcib
 
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبعـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبHassan Boubakri
 
الشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdf
الشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdfالشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdf
الشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdfأنور غني الموسوي
 
شرح الشاطبية والدرة 1
شرح الشاطبية والدرة 1شرح الشاطبية والدرة 1
شرح الشاطبية والدرة 1محمد نبيل
 
إغتيالات محمدية
إغتيالات محمديةإغتيالات محمدية
إغتيالات محمديةCrossMuslims
 
الأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمان
الأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمانالأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمان
الأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمانأحمد محمود
 
درس عبدالله بن عباس
درس عبدالله بن عباسدرس عبدالله بن عباس
درس عبدالله بن عباسnouf3020
 
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابomarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابF El Mohdar
 
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةالعمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةHamid Benkhibech
 
طيبة النشر في القراءات العشر
طيبة النشر في القراءات العشرطيبة النشر في القراءات العشر
طيبة النشر في القراءات العشرسمير بسيوني
 
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةالعمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةHamid Benkhibech
 
الكناية
الكنايةالكناية
الكنايةMai Qashou
 
حديث إفطار الصائم
حديث إفطار الصائمحديث إفطار الصائم
حديث إفطار الصائمTaha Rabea
 

Similar to Al Kitab - de Sibawayh I (20)

الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
 
طَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوش
طَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوشطَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوش
طَلَبُ القُرْبَة فى رِوايَةِ شُعْبَة للشيخ رمضان أبو طربوش
 
الصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdf
الصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdfالصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdf
الصحيح المختصر في اخبار المهدي المنتظر.pdf
 
حفص
حفصحفص
حفص
 
___________________أصول ر واية قالون.pdf
___________________أصول ر واية قالون.pdf___________________أصول ر واية قالون.pdf
___________________أصول ر واية قالون.pdf
 
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبعـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
 
 
الشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdf
الشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdfالشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdf
الشهادات المهمّة في ولادة مهدي الامة.pdf
 
شرح الشاطبية والدرة 1
شرح الشاطبية والدرة 1شرح الشاطبية والدرة 1
شرح الشاطبية والدرة 1
 
اخبار الاذكياء
اخبار الاذكياءاخبار الاذكياء
اخبار الاذكياء
 
إغتيالات محمدية
إغتيالات محمديةإغتيالات محمدية
إغتيالات محمدية
 
الأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمان
الأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمانالأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمان
الأجوبة النافعة للأخطاء الشائعة في رواية حفص بن سليمان
 
درس عبدالله بن عباس
درس عبدالله بن عباسدرس عبدالله بن عباس
درس عبدالله بن عباس
 
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابomarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
 
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةالعمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
 
طيبة النشر في القراءات العشر
طيبة النشر في القراءات العشرطيبة النشر في القراءات العشر
طيبة النشر في القراءات العشر
 
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولةالعمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
العمرية فكرا ومنهجا وبناء دولة
 
الكناية
الكنايةالكناية
الكناية
 
حديث إفطار الصائم
حديث إفطار الصائمحديث إفطار الصائم
حديث إفطار الصائم
 
كتاب أحكام القرآن Kelip
كتاب أحكام القرآن Kelipكتاب أحكام القرآن Kelip
كتاب أحكام القرآن Kelip
 

More from Mansour1

Langage du forum.
Langage du forum. Langage du forum.
Langage du forum. Mansour1
 
Messagerie
MessagerieMessagerie
MessagerieMansour1
 
Écriture idéographiques
Écriture idéographiquesÉcriture idéographiques
Écriture idéographiquesMansour1
 
Tableau : classification des verbes arabes
Tableau : classification des verbes arabesTableau : classification des verbes arabes
Tableau : classification des verbes arabesMansour1
 
ملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربيةملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربيةMansour1
 
غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.Mansour1
 
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآنGrammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآنMansour1
 
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهفMansour1
 
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنأثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنMansour1
 
Al hâl - Ibn Malik
Al hâl - Ibn MalikAl hâl - Ibn Malik
Al hâl - Ibn MalikMansour1
 
حروف الجر
حروف الجرحروف الجر
حروف الجرMansour1
 
La graphie de la hamza
La graphie de la hamzaLa graphie de la hamza
La graphie de la hamzaMansour1
 
La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"Mansour1
 
La stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieLa stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieMansour1
 
La stylistique
La stylistiqueLa stylistique
La stylistiqueMansour1
 
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues françaiseAnalyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues françaiseMansour1
 
Lexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireLexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireMansour1
 
La maison / المنزل
La maison / المنزلLa maison / المنزل
La maison / المنزلMansour1
 
Sens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabeSens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabeMansour1
 
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّةLes nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّةMansour1
 

More from Mansour1 (20)

Langage du forum.
Langage du forum. Langage du forum.
Langage du forum.
 
Messagerie
MessagerieMessagerie
Messagerie
 
Écriture idéographiques
Écriture idéographiquesÉcriture idéographiques
Écriture idéographiques
 
Tableau : classification des verbes arabes
Tableau : classification des verbes arabesTableau : classification des verbes arabes
Tableau : classification des verbes arabes
 
ملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربيةملخص قواعد اللغة العربية
ملخص قواعد اللغة العربية
 
غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.غزوات ابن حبيش ق 30.
غزوات ابن حبيش ق 30.
 
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآنGrammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
Grammaire du Qur'an / نـحو القـــرآن
 
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
18.33 - sourate La Caverne / سورة الكهف
 
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآنأثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
أثر المعنى بي تعدد وجوه الإعراب في كتاب التبيان في إعراب القرآن
 
Al hâl - Ibn Malik
Al hâl - Ibn MalikAl hâl - Ibn Malik
Al hâl - Ibn Malik
 
حروف الجر
حروف الجرحروف الجر
حروف الجر
 
La graphie de la hamza
La graphie de la hamzaLa graphie de la hamza
La graphie de la hamza
 
La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"La graphie du mot "ibn"
La graphie du mot "ibn"
 
La stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partieLa stylistique 2ème partie
La stylistique 2ème partie
 
La stylistique
La stylistiqueLa stylistique
La stylistique
 
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues françaiseAnalyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
Analyse du champ sémantique du mot apprentissage en trois langues française
 
Lexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduireLexique de l'histoire européenne à traduire
Lexique de l'histoire européenne à traduire
 
La maison / المنزل
La maison / المنزلLa maison / المنزل
La maison / المنزل
 
Sens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabeSens de l'écriture de la lettre arabe
Sens de l'écriture de la lettre arabe
 
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّةLes nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
Les nombres ordinaux / الأَعْدَاد التَّرْتِيبِيَّة
 

Al Kitab - de Sibawayh I

  • 1. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫شبكة مشكاة اإلسالمية‬ ‫الكتــاب‬ ‫تأليف‬ ‫أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنرب امللقب بـ سيبويه‬ ‫نبذة: جاء أبوابًا يف أربعة أجزاء، بدأه املؤلف بباب يف علم الكلم من العربية،‬ ‫واختتمه بباب يف اجلر، وقد اشتمل الكتاب على ألف ومخسني بيتًا من الشعر.‬ ‫وفيه قال حممد بن يزيد: "مل يُعمل كتاب يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛‬ ‫وذلك أن الكتب املصنّفة يف العلوم مضطرة إىل غريها، كتاب سيبويه ال حيتاج‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫من فَهمه إىل غريه "‬ ‫َْ َ‬ ‫اجلزء األول‬ ‫مقدمة‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم وبه نستعني وصلى اهلل على حممد وعلى آله وسلم قال‬ ‫أبو عبيد اهلل حممد بن حيىي: قرأت على ابن والّد وهو ينظر يف أبيه.‬ ‫ومسعته يقرأ على أيب جعفر أمحد بن حممد املعروف بابن النحاس.‬ ‫ّ‬ ‫وأخذه أبو القاسم بن والد عن أبيه عن املربد.‬ ‫وأخذه املربد عن املازين عن األخفش عن سيبويه.‬ ‫احلمد هلل الذي افتتح باحلمد كتابه وجعله آخر دعاء أهل اجلنة فقال جل ثناؤه:‬ ‫ّ‬ ‫" وآخر دعواهم أن احلمد هلل رب العاملني ".‬ ‫وصلى اهلل على حممد خامت النبيني وعلى آله الطيبني.‬ ‫1‬
  • 2. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫قال لنا أبو جعفر أمحد بن حممد: مل يزل أهل العربية يفضلون كتاب أيب بشر‬ ‫ّ‬ ‫عمرو بن عثمان بن قنرب املعروف بسيبويه حّت لقد قال حممد بن يزيد: " مل‬ ‫ّ‬ ‫يعمل كتاب يف علم من العلوم مثل كتاب سيبويه وذلك أن الكتب املصنّفة يف‬ ‫العلوم مضطرة إىل غريها كتاب سيبويه ال حيتاج من فهمه إىل غريه ".‬ ‫و‬ ‫وقال أبو إسحاق: إذا تأملت األمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس‬ ‫باللغة.‬ ‫قال أبو جعفر: وحدثين علي بن سليمان قال حدثين حممد بن يزيد أن املفتشني‬ ‫من أهل العربية ومن له املعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه األمثلة فلم جيدوه ترك من‬ ‫كالم العرب إالّ ثالثة أمثلة: منها اهلندلع وهي بقلة.‬ ‫والدراقس وهو عظم يف القفا.‬ ‫ومشنصري وهو اسم أرض.‬ ‫وقال أبو إسحاق: حدثين القاضي إمساعيل بن إسحاق قال: حدثين نصر بن‬ ‫علي قال: مسعت األخفش يقول: يعد من أصحاب اخلليل يف النحو أربعة:‬ ‫سيبويه والنضر بن مشيل وعلي بن نصر - وهو أبو نصر ابن علي - ّج‬ ‫ومؤر‬ ‫السدوسي.‬ ‫قال: ومسعت نصراً حيكي عن أبيه قال: قال يل سيبويه حني أراد أن يضع كتابه:‬ ‫تعال حّت نتعاون على إحياء علم اخلليل.‬ ‫قال أبو جعفر: وقد رأيت أبا جعفر بن رستم يروي كتاب سيبويه عن املازين غري‬ ‫أن الذي اعتمد عليه أبو جعفر يف كتاب سيبويه إبراهيم ابن السري ملعرفته به‬ ‫وضبطه إياه.‬ ‫2‬
  • 3. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وذكر أن علي بن سليمان حكى أن أبا العباس كان ال يكاد يقرئ أحداً كتاب‬ ‫سيبويه حّت يقرأه على أيب إسحاق لصحة نسخته ولذكر أمساء الشعراء فيها.‬ ‫قال اجلرمي: نظرت يف كتاب سيبويه فإذا فيه ألف ومخسون بيتاً.‬ ‫فأما ألف فعرفت أمساء قال أبو جعفر: ومسعت حممد بن الوليد يقول: نظرت يف‬ ‫نسخة كتاب سيبويه اليت أمليت مبصر فإذا فيها مائتا حرف خطأ.‬ ‫قال: ورأيت أبا إسحاق قد أنكر اإلسناد الذي يف أوهلا إنكاراً شديداً.‬ ‫وقال: مل يقرأ أبو العباس حممد بن يزيد كتاب سيبويه كله على اجلرمي ولكن قال‬ ‫أبو إسحاق: قرأته أنا على أيب العباس حممد بن يزيد وقال لنا أبو العباس: قرأت‬ ‫حنو ثلثه على أيب عمر اجلرمي فتويف أبو عمر فابتدأت قراءته على أيب احلسن‬ ‫ّ‬ ‫سعيد بن مسعدة األخفش وقال األخفش: كنت أسأل سيبويه عما أشكل علي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منه فإن تعصب علي الشيء منه قرأته عليه.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأما أبو القاسم بن والّد فإنه حدثنا عن أبيه أيب احلسني قال: حدثين أبو العباس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املربد قال: قرأ املازين كتاب سيبويه على اجلرمي وساءل األخفش عنه وقرأه‬ ‫اجلرمي على األخفش.‬ ‫ّ‬ ‫قال: وحدثين املربد قال: قرأت بعض هذا الكتاب على اجلرمي وبعضه على‬ ‫املازينّ ومنه ما قرأته عليهما مجيعاً.‬ ‫قال: ومسعت املربد يقول: قد أدرك أبو عمر من أخذ عنه سيبويه واختلف إىل‬ ‫حلقة يونس.‬ ‫وحدثنا أبو القاسم بن والد عن أبيه قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثين الزيادي‬ ‫ّ‬ ‫أبو إسحاق قال: عمدت إىل أيب عمر اجلرمي أقرأ عليه كتاب سيبويه ووافيت‬ ‫ّ‬ ‫3‬
  • 4. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫املازينّ يقرأ عليه يف أثناء " هذا باب ما يرتفع بني اجلزأين " فكنّا نعجب من‬ ‫حذقه وجودة ذهنه.‬ ‫كان قد بلغ من أول الكتاب إىل هذا املوضع.‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫قال أبو احلسني بن والّد: يعين أن املازين كان قد بلغ على األخفش إىل هذا‬ ‫املوضع.‬ ‫ومسعت أبا القاسم بن والّد يقول: كان أيب قد قدم على أيب العباس املربد ليأخذ‬ ‫ّ‬ ‫منه كتاب سيبويه فكان املربد ال ميكن أحداً من أصله كان يضن به ضنّة شديدة‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫فكلّم ابنه على أن جيعل له يف كل كتاب منها جعالً قد مسّاه فأكمل نسخه.‬ ‫مث إن أبا العباس ظهر على ذلك بعد فكان قد سعى بأيب احلسني إىل بعض‬ ‫خدمه السلطان ليحبسه له ويعاقبه يف ذلك فامتنع أبو احلسني منه بصاحب‬ ‫خراج بغداد يومئذ كان أبو احلسني يؤدب ولده فأجاره منه.‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫مث إن صاحب اخلراج ألظ بأيب العباس يطلب إليه أن يقرأ عليه الكتاب حّت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فعل.‬ ‫قال أبو عبد اهلل: فقرأته أنا على أيب القاسم وهو ينظر يف ذلك الكتاب بعينه‬ ‫وقال يل: قرأته على أيب مراراً.‬ ‫هذا باب علم الكلم من العربية‬ ‫فالكلم: اسم وفعل وحرف جاء ملعىن ليس باسم وال فعل.‬ ‫فاالسم: رجل وفرس وحائط.‬ ‫وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث األمساء وبنيت ملا مضى وملا يكون ومل‬ ‫يقع وما هو كائن مل ينقطع.‬ ‫4‬
  • 5. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فأما بناء ما مضى فذهب ومسع ومكث ومحد.‬ ‫وأما بناء ما مل يقع فإنه قولك آمراً: اذهب واقتل واضرب وخمرباً: يقتل ويذهب‬ ‫ويضرب ويقتل ويضرب.‬ ‫كذلك بناء ما مل ينقطع وهو كائن إذا أخربت.‬ ‫و‬ ‫فهذه األمثلة اليت أخذت من لفظ أحداث األمساء وهلا أبنية كثرية ستبني إن شاء‬ ‫اهلل.‬ ‫واألحداث حنو الضرب واحلمد والقتل.‬ ‫وأما ما جاء ملعىن وليس باسم وال فعل فنحو: مثّ وسوف وواو القسم والم‬ ‫اإلضافة وحنوها.‬ ‫هذا باب جماري أواخر الكلم من العربية‬ ‫وهي جتري على مثانية جمار: على النصب واجلر والرفع واجلزم والفتح والضم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والكسر والوقف.‬ ‫وهذه اجملاري الثمانية جيمعهن يف اللفظ أربعة أضرب: فالنصب والفتح يف اللفظ‬ ‫ّ‬ ‫ضرب واحد واجلر والكسر فيه ضرب واحد كذلك الرفع والضم واجلزم والوقف.‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫وإمنا ذكرت لك مثانية جمار ألفرق بني ما يدخله ضرب من هذه األربعة ملا حيدث‬ ‫فيه العامل - وليس شيء منها إال وهو يزول عنه - وبني ما يبىن عليه احلرف‬ ‫بناءً ال يزول عنه لغري شيء أحدث ذلك فيه من العوامل اليت لكل منها ضرب‬ ‫ّ‬ ‫من اللفظ يف احلرف وذلك احلرف حرف اإلعراب.‬ ‫فالرفع واجلر والنصب واجلزم حلروف اإلعراب.‬ ‫5‬
  • 6. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وحروف اإلعراب لألمساء املتمكنة ولألفعال املضارعة ألمساء الفاعلني اليت يف‬ ‫ّ‬ ‫أوائلها الزوائد األربع: اهلمزة والتاء والياء والنون.‬ ‫وذلك قولك: أفعل أنا وتفعل أنت أو هي ويفعل هو ونفعل حنن.‬ ‫والنصب يف األمساء: رأيت زيداً واجلر: مررت بزيد والرفع: هذا زيد.‬ ‫ّ‬ ‫وليس يف األمساء جزم لتمكنها وللحاق التنوين فإذا ذهب التنوين مل جيمعوا على‬ ‫االسم ذهابه وذهاب كة.‬ ‫احلر‬ ‫ع من األفعال: لن يفعل والرفع: سيفعل واجلزم: مل يفعل.‬ ‫والنصب يف املضار‬ ‫وليس يف األفعال املضارعة جر كما أنه ليس يف األمساء جزم ألن اجملرور داخل يف‬ ‫املضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك يف هذه األفعال.‬ ‫وإمنا ضارعت أمساء الفاعلني أنك تقول: إن عبد اهلل ليفعل فيوافق قولك: لفاعل‬ ‫حّت كأنّك قلت: إن زيداً لفاعل فيما تريد من املعىن.‬ ‫ّ‬ ‫وتلحقه هذه الالم كما حلقت االسم وال تلحق فعل الالم.‬ ‫وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين احلرفني ملعىن كما تلحق‬ ‫األلف والالم األمساء للمعرفة.‬ ‫ويّب لك أهنا ليست بأمساء أنك لو وضعتها مواضع األمساء مل جيز ذلك.‬ ‫ّ‬ ‫أال ترى أنّك لو قلت إن يضرب يأتينا وأشباه هذا مل يكن كالماً! إال أهنا‬ ‫ّ‬ ‫ضارعت الفاعل الجتماعهما يف املعىن.‬ ‫وسرتى ذلك أيضاً يف موضعه.‬ ‫ولدخول الالم قال اهلل جل ثناؤه: " وإن ربّك ليحكم بينهم " أي حلاكم.‬ ‫ّ‬ ‫وملا حلقها من السني وسوف كما حلقت االسم واأللف والالم للمعرفة.‬ ‫6‬
  • 7. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وأما الفتح والكسر والضم والوقف فلألمساء غري املتمكنة املضارعة عندهم ما‬ ‫ليس باسم وال فعل مما جاء ملعىن ليس غري حنو سوف وقد ولألفعال اليت مل جتر‬ ‫جمرى املضارعة وللحروف اليت ليست بأمساء وال أفعال ومل جتئ إالّ ملعىن.‬ ‫فالفتح يف األمساء قوهلم: حيث وأين كيف.‬ ‫و‬ ‫والكسر فيها حنو: أوالد وحذار وبداد.‬ ‫والضم والفتح يف األفعال اليت مل جتر جمرى املضارعة قوهلم: ضرب كذلك كل‬ ‫و‬ ‫بناء من الفعل كان معناه فعل.‬ ‫ومل يسكنو آخر فعل ألن فيها بعض ما يف املضارعة تقول: هذا رجل ضربنا‬ ‫فتصف هبا النكرة وتكون يف موضع ضارب إذا قلت هذا رجل ضارب.‬ ‫ع‬‫وتقول: إن فعل فعلت فيكون يف معىن إن يفعل أفعل فهي فعل كما أن املضار‬ ‫ّ‬ ‫فعل وقد وقعت موقعها يف إن ووقعت موقع األمساء يف الوصف كما تقع‬ ‫املضارعة يف الوصف فلم يسكنوها كما مل يسكنو من األمساء ما ع املتمكن‬ ‫ضار‬ ‫ّ‬ ‫وال ما صري من املتمكن يف موضع مبنزلة غري املتمكن.‬ ‫ّ‬ ‫ع: من عل كوه ألهنم قد يقولون من عل فيجرونه.‬ ‫حر‬ ‫ّ‬ ‫فاملضار‬ ‫وأما املتمكن الذي جعل مبنزلة غري املتمكن يف موضع فقولك ابدأ هبذا أول ويا‬ ‫حكم.‬ ‫والوقف قوهلم: اضرب يف األمر ومل كوها ألهنا ال يوصف هبا وال تقع موقع‬ ‫حير‬ ‫املضارعة فبعدت من املضارعة بعدكم وإذ من املتمكنة.‬ ‫كذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل.‬ ‫و‬ ‫7‬
  • 8. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫والفتح يف احلروف اليت ليست إال ملعىن وليست بأمساء وال أفعال قوهلم: سوف‬ ‫ومث.‬ ‫والكسر فيها قوهلم يف باء اإلضافة والمها: بزيد ولزيد.‬ ‫والضم فيها: منذ فيمن جرهبا ألهنا مبنزلة من يف األيام.‬ ‫ّ‬ ‫ع.‬ ‫وال ضم يف الفعل ألنه مل جييء ثالث سوى املضار‬ ‫ع.‬‫وعلى هذين املعنيني بناء كل فعل بعد املضار‬ ‫واعلم أنك إذا ثنّيت الواحد حلقته زيادتان: األوىل منهما حرف املد والني وهو‬ ‫حرف اإلعراب غري متحرك وال منون يكون يف الرفع ألفاً ومل يكن واواً ليفصل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بني التثنية واجلمع الذي على حد التثنية ويكون يف اجلر ياء مفتوحا ما قبلها ومل‬ ‫يكسر ليفصل بني التثنية واجلمع الذي على حد التثنية.‬ ‫ّ‬ ‫ويكون يف النصب كذلك ومل جيعلوا النصب ألفاً ليكون مثله يف اجلمع كان مع‬ ‫و‬ ‫ذا أن يكون تابعاً ملا اجلر منه أوىل ألن اجلر لالسم ال جياوزه والرفع قد ينتقل إىل‬ ‫ّ‬ ‫الفعل فكان هذا أغلب وأقوى.‬ ‫وتكون الزيادة الثانية نوناً كأهنا عوض ملا منع من كة والتنوين وهي النون‬ ‫احلر‬ ‫كتها الكسر وذلك قولك: مها الرجالن ورأيت الرجلني ومررت بالرجلني.‬ ‫وحر‬ ‫وإذا مجعت على حد التثنية حلقتها زائدتان: األوىل منهما حرف املد والني‬ ‫ّ‬ ‫والثانية نون.‬ ‫وحال األوىل يف السكون وترك التنوين وأهنا حرف اإلعراب حال األوىل يف التثنية‬ ‫إال أهنا واو ومضموم ما قبلها يف الرفع ويف اجلر والنصب ياء مكسور ما قبلها‬ ‫8‬
  • 9. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ونوهنا مفتوحة فرقوا بينها وبني نون االثنني كما أن حرف اللني الذي هو حرف‬ ‫ّ‬ ‫اإلعراب خمتلف فيهما.‬ ‫وذلك قولك: املسلمون ورأيت املسلمني ومررت باملسلمني.‬ ‫ومن مث جعلوا تاء اجلمع يف اجلر والنصب مكسورة ألهنم جعلوا التاء اليت هي‬ ‫حرف اإلعراب كالواو والياء والتنوين مبنزلة النون ألهنا يف التأنيث نظرية الواو‬ ‫والياء يف التذكري فأجروها جمراها.‬ ‫واعلم أن التثنية إذا حلقت األفعال املضارعة عالمة للفاعلني حلقتها ألف ونون ومل‬‫ّ‬ ‫تكن األلف حرف اإلعراب ألنك مل ترد أن تثين يفعل هذا البناء فتضم إليه‬ ‫ّ‬ ‫يفعل آخر ولكنك إمنا أحلقته هذا عالمة للفاعلني ومل تكن منونة وال يلزمها‬ ‫كة ألنه كها اجلزم والسكون فتكون األوىل حرف اإلعراب والثانية كالتنوين‬ ‫يدر‬ ‫احلر‬ ‫فكلما كانت حاهلا يف الواحد غري حال االسم ويف التثنية مل تكن مبنزلته فجعلوا‬ ‫إعرابه يف الرفع ثبات النون لتكون له يف التثنية عالمة للرفع كما كان يف الواحد إذ‬ ‫منع حرف اإلعراب.‬ ‫وجعلوا النون مكسورة كحاهلا يف االسم ومل جيعلوها حرف اإلعراب إذ كانت‬ ‫كة ال تثبت يف اجلزم ومل يكونوا ليحذفوا األلف ألهنا عالمة اإلضمار والتثنية‬ ‫متحر‬ ‫يف قول من قال: أكلوين الرباغيث ومبنزلة التاء يف قلت وقالت فأثبتوها يف الرفع‬ ‫وحذفوها يف اجلزم كما حذفوا كة يف الواحد.‬ ‫احلر‬ ‫ووافق النصب اجلزم يف احلذف كما وافق النصب اجلر يف األمساء ألن اجلزم يف‬ ‫األفعال نظري اجلر يف األمساء واألمساء ليس هلا يف اجلزم نصيب كما أنه ليس‬ ‫للفعل يف اجلر نصيب.‬ ‫9‬
  • 10. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وذلك كذلك إذا حلقت األفعال عالمة للجمع حلقتها زائدتان إال أن األوىل واو‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫مضموم ما قبلها لئال يكون اجلمع كالتثنية ونوهنا مفتوحة مبنزلتها يف األمساء كما‬ ‫فعلت ذلك يف التثنية ألهنما وقعتا يف التثنية واجلمع ههنا كما أهنما يف األمساء‬ ‫كذلك وهو قولك: هم يفعلون ومل يفعلوا ولن يفعلوا.‬ ‫كذلك إذا أحلقت التأنيث يف املخاطبة إالّ أن األوىل ياء وتفتح النون ألن الزيادة‬ ‫و‬ ‫اليت قبلها مبنزلة الزيادة اليت يف اجلمع وهي تكون يف األمساء يف اجلر والنصب‬ ‫وذلك قولك: أنت تفعلني ومل تفعلي ولن تفعلي.‬ ‫ع أحلقت للعالمة نوناً كانت عالمة‬ ‫و‬ ‫وإذا أردت مجع املؤنث يف الفعل املضار‬ ‫اإلضمار واجلمع فيمن قال أكلوين الرباغيث وأسكنت ما كان يف الواحد حرف‬ ‫اإلعراب كما فعلت ذلك يف فعل حني قلت فعلت وفعلن فأسكن هذا ههنا‬ ‫وبين على هذه العالمة كما أسكن فعل ألنه فعل كما أنه فعل وهو متحرك كما‬ ‫أنه متحرك فليس هذا بأبعد فيها - إذا كانت هي وفعل شيئاً واحداً - من يفعل‬ ‫إذ جاز هلم فيها األعراب حني ضارعت األمساء وليست باسم وذلك قولك: هن‬ ‫يفعلن ولن يفعلن ومل يفعلن.‬ ‫وتفتحها ألهنا نون مجع وال حتذف ألهنا عالمة إضمار ومجع يف قول من قال‬ ‫أكلوين الرباغيث.‬ ‫فالنون ههنا يف يفعلن مبنزلتها يف فعلن.‬ ‫وفعل بالم يفعل ما فعل بالم فعل ملا ذكرت لك وألهنا قد تبىن مع ذلك على‬ ‫الفتحة يف قولك هل تفعلن.‬ ‫11‬
  • 11. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وألزموا الم فعل السكون وبنوها على العالمة وحذفوا كة ملا زادوا ألهنا يف‬ ‫احلر‬ ‫ّ‬ ‫الواحد ليست يف آخرها حرف إعراب ملا ذكرت لك.‬ ‫واعلم أن بعض الكالم أثقل من بعض فاألفعال أثقل من األمساء ألن األمساء‬ ‫هي األوىل وهي أشد متكنا فمن مث مل يلحقها تنوين وحلقها اجلزم والسكون وإمنا‬ ‫ّ‬ ‫هي من األمساء.‬ ‫أال ترى أن الفعل ال بد له من االسم وإال مل يكن كالماً واالسم قد يستغين عن‬ ‫الفعل تقول: اهلل إهلنا وعبد اهلل أخونا.‬ ‫ع من األمساء يف الكالم ووافقه يف البناء أجرى‬ ‫واعلم أن ما ع الفعل املضار‬ ‫ضار‬ ‫لفظه جمرى ما يستثقلون ومنعوه ما يكون ملا يستخفون وذلك حنو أبيض وأسود‬ ‫وأمحر وأصفر فهذا بناء أذهب وأعلم فيكون يف موضع اجلر مفتوحاً استثقلوه‬ ‫ّ‬ ‫حني قارب يف الكالم ووافق يف البناء.‬ ‫وأما مضارعته يف الصفة فإنك لو قلت: أتأتين اليوم قوي وأال بارداً ومررت جبميل‬ ‫كان ضعيفاً ومل يكن يف حسن أتاين رجل قوي وأال ماء بارداً ومررت برجل‬ ‫مجيل.‬ ‫ع ال يتكلم به إال ومعه االسم‬ ‫أفال ترى أن هذا يقبح ههنا كما أن الفعل املضار‬ ‫ألن االسم قبل الصفة كما أنه قبل الفعل.‬ ‫ومع هذا أنك ترى الصفة جتري يف معىن يفعل يعين هذا رجل ضارب زيداً فإن‬ ‫كان امساً كان أخف عليهم وذلك حنو أفكل وأكلب ينصرفان يف النكرة.‬ ‫ّ‬ ‫ومضارعة أفعل الذي يكون صفة لالسم أنه يكون وهو اسم صفة كما يكون‬ ‫الفعل صفة وأما يشكر فإنه ال يكون صفة وهو اسم وإمنا يكون صفة وهو فعل.‬ ‫11‬
  • 12. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واعلم أن النكرة أخف عليهم من املعرفة وهي أشد متكناً ألن النكرة أول مث‬ ‫يدخل عليها ما تعرف به.‬ ‫ّ‬ ‫فمن مث أكثر الكالم ينصرف يف النكرة.‬ ‫واعلم أن الواحد أشد متكناً من اجلميع ألن الواحد األول ومن مث مل يصرفوا ما‬ ‫جاء من اجلميع ما جاء على مثال ليس يكون للواحد حنو مساجد ومفاتيح.‬ ‫واعلم أن املذكر أخف عليهم من املؤنث ألن املذكر أول وهو أشد متكناً وإمنا‬ ‫ّ‬ ‫ج التأنيث من التذكري.‬‫خير‬ ‫أال ترى أن " الشيء " يقع على كل ما أخرب عنه من قبل أن يعلم أذكر هو أو‬ ‫أنثى والشيء ذكر فالتنوين عالمة لألمكن عندهم واألخف عليهم كه عالمة‬ ‫وتر‬ ‫ملا يستثقلون.‬ ‫وسوف يبني ما ينصرف وما ال ينصرف إن شاء اهلل.‬ ‫ّ‬ ‫ومجيع ما ال ينصرف إذا أدخلت عليه األلف والالم أو أضيف اجنر ألهنا أمساء‬ ‫ّ‬ ‫أدخل عليها ما يدخل على املنصرف.‬ ‫ودخل فيها اجلر كما يدخل يف املنصرف وال يكون ذلك يف األفعال وأمنوا‬ ‫التنوين.‬ ‫فجميع ما يرتك صرفه ع به الفعل ألنه إمنا فعل ذلك به ألنه ليس له متكن‬ ‫مضار‬ ‫واعلم أن اآلخر إذا كان يسكن يف الرفع حذف يف اجلزم لئال يكون اجلزم مبنزلة‬ ‫الرفع فحذفوا كما حذفوا كة ونون االثنني واجلميع.‬ ‫احلر‬ ‫وذلك قولك مل يرم ومل يغز ومل خيش.‬ ‫وهو يف الرفع ساكن اآلخر تقول: هو يرمي ويغزو وخيشى.‬ ‫21‬
  • 13. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا باب املسند واملسند إليه‬ ‫ومها ما ال يغىن واحد منهما عن اآلخر وال جيد املتكلم منه بداً.‬ ‫فمن ذلك االسم املتدأ واملبين عليه.‬ ‫وهو قولك عبد اهلل أخوك وهذا أخوك.‬ ‫ومثل ذلك يذهب عبد اهلل فال بد للفعل من االسم كما مل يكن لالسم األول‬ ‫ّ‬ ‫بد من اآلخر يف االبتداء.‬ ‫ّ‬ ‫ومما يكون مبنزلة االبتداء قولك: كان عبد اهلل منطلقاً وليت زيداً منطلق ألن هذا‬ ‫حيتاج إىل ما بعده كاحتياج املبتدأ إىل ما بعده.‬ ‫واعلم أن االسم أول أحواله االبتداء وإمنا يدخل الناصب والرافع سوى االبتداء‬ ‫واجلار على املبتدأ.‬ ‫أال ترى أن ما كان مبتدأ قد تدخل عليه هذه األشياء حّت يكون غري مبتدأ وال‬ ‫تصل إىل االبتداء ما دام مع ما ذكرت لك إال أن تدعه.‬ ‫وذلك أنك إذا قلت عبد اهلل منطلق إن شئت أدخلت رأيت عليه فقلت رأيت‬ ‫عبد اهلل منطلقاً أو قلت كان عبد اهلل منطلقاً أو مررت بعبد اهلل منطلقاً فاملبتدأ‬ ‫أول جزء كما كان الواحد أول العدد والنكرة قبل املعرفة.‬ ‫هذا باب اللفظ للمعاين‬ ‫اعلم أن من كالمهم اختالف اللفظني الختالف املعنيني واختالف اللفظني‬ ‫واملعىن واحد واتفاق اللفظني واختالف املعنيني.‬ ‫وسرتى ذلك إن شاء اهلل تعاىل.‬ ‫فاختالف اللفظني الختالف املعنيني هو حنو: جلس وذهب.‬ ‫31‬
  • 14. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واختالف اللفظني واملعىن واحد حنو: ذهب وانطلق.‬ ‫واتفاق اللفظني واملعىن خمتلف قولك: وجدت عليه من املوجدة ووجدت إذا‬ ‫أردت وجدان الضالة.‬ ‫ّ‬ ‫وأشباه هذا كثري.‬ ‫هذا باب ما يكون يف اللفظ من األعراض‬ ‫اعلم أهنم مما حيذفون الكلم وإن كان أصله يف الكالم غري ذلك وحيذفون‬ ‫ويعوضون ويستغنون بالشيء عن الشيء الذي أصله يف كالمهم أن يستعمل‬ ‫ّ‬ ‫حّت يصري ساقطاً.‬ ‫وسرتى ذلك إن شاء اهلل.‬ ‫فما حذف وأصله يف الكالم غري ذلك.‬ ‫مل يك وال أدر وأشباه ذلك.‬ ‫وأما استغناؤهم والعوض قوهلم: زنادقة وزناديق وفرازنة وفرازين حذفوا الياء‬ ‫وعوضوها اهلاء.‬ ‫ّ‬ ‫وقوهلم أسطاع يسطيع وإمنا هي أطاع يطيع زادوا السني عوضاً من ذهاب كة‬ ‫حر‬ ‫العني من أفعل.‬ ‫وقوهلم اللهم حذفوا " يا " وأحلقوا امليم عوضاً.‬ ‫هذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة‬ ‫فمنه مستقيم حسن وحمال ومستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو حمال كذب.‬ ‫فأما املستقيم احلسن فقولك: أتيتك أمس وسآتيك غداً وسآتيك أمس.‬ ‫وأما املستقيم الكذب فقولك: محلت اجلبل وشربت ماء البحر " وحنوه.‬ ‫41‬
  • 15. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وأما املستقيم القبيح فأن تضع اللفظ يف غري موضعه حنو قولك: قد زيداً رأيت‬ ‫كي زيداً يأتيك وأشباه هذا.‬‫و‬ ‫وأما احملال الكذب فأن تقول: سوف أشرب ماء البحر أمس.‬ ‫هذا باب ما حيتمل الشعر‬ ‫اعلم أنه جيوز يف الشعر ما ال جيوز يف الكالم من صرف ما ال ينصرف يشبّهونه‬ ‫مبا قد حذف واستعمل حمذوفاً كما قال العجاج: يريد احلمام.‬ ‫ّ‬ ‫وقال خفاف بن ندبة السلمى: كنواح ريش محامة جندية ومسحت بالثتني‬ ‫ّ‬ ‫عصف اإلمثد كما قال: دار لسعدى إذه من هواكا وقال: فطرت مبنصلي يف‬ ‫و‬ ‫يعمالت دوامي األيد خيبطن السرحيا كما قال النجاشي: فلست بآتيه وال‬ ‫و‬ ‫أستطيعه والك اسقين إن كان ماؤك ذا فضل كما قال مالك بن خرمي اهلمداين:‬ ‫و‬ ‫فإن يك غثا أو مسيناً فإنين سأجعل عينيه لنفسه مقنعاً وقال األعشى: وأخو‬ ‫الغوان مّت يشأ يصرمنه ويعدن أعداء بعيد وداد ورمبا مدوا مثل مساجد ومنابر‬ ‫فيقولون مساجيد ومنابري شبّهوه مبا مجع على غري واحده يف الكالم كما قال‬ ‫الفرزدق: وقد يبلغون باملعتل األصل فيقولون رداد يف راد وضننوا يف ضنّوا ومررمت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جبواري قبل.‬ ‫قال قعنب بن أم صاحب: مهالً أعاذل قد جربت من خلقي أّن أجود ألقوام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإن ضننوا ومن العرب من يثقل الكلمة إذا وقف عليها وال يثقلها يف الوصل فإذا‬ ‫ّ‬ ‫كان يف الشعر فهم جيرونه يف الوصل على حاله يف الوقف حنو: سبسبّا كلكالّ‬ ‫و‬ ‫ألهنم قد يثقلونه يف الوقف فأثبتوه يف الوصل كما أثبتوا احلذف يف قوله لنفسه‬ ‫مقنعاً وإمنا حذفه يف الوقف.‬ ‫51‬
  • 16. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫قال رؤبة: ضخم حيب اخللق األضخما يروي بكسر اهلمزة وفتحها.‬ ‫وقال بعضهم: " الضخما " بكسر الضاد.‬ ‫ّ ّ‬ ‫وقال أيضاً ي مثله وهو الشماخ: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو‬ ‫زمري وقال حنظلة بن فاتك: وأيقن أن اخليل إن تلتبس به يكن لفسيل النخل‬ ‫بعده آبر وقال رجل من باهلة: أو معرب الظهر ينيب عن وليته ما حج ربه يف‬ ‫الدنيا وال اعتمروا وما له من جمد تليد وما له من الريح حظ ال اجلنوب وال الصبا‬ ‫وقال: بيناه يف دار صدق قد أقام هبا حيناً يعللنا وما نعلله وحيتملون قبح الكالم‬ ‫حّت يضعوه يف غري موضعه ألنه مستقيم ليس فيه نقيض فمن ذلك قوله:‬ ‫صددت فأطولت الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم وإمنا الكالم:‬ ‫وقل ما يدوم وصال.‬ ‫وجعلوا ما ال جيري يف الكالم إال ظرفاً مبنزلة غريه من األمساء وذلك قول املرار بن‬ ‫سالمة العجلي: وال ينطق الفحشاء من كان منهم إذا جلسوا منا وال من سوائنا‬ ‫وقال األعشى: وما قصدت من أهلها لسوائكا وقال خطام اجملاشعي: وليس‬ ‫شيء يضطرون إليه إال وهم حياولون به وجهاً.‬ ‫وما جيوز يف الشعر أكثر من أن أذكره لك ههنا ألن هذا موضع مجل وسنبني‬ ‫ذلك فيما نستقبل إن شاء اهلل.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي مل يتعده فعله إىل مفعول‬ ‫واملفعول الذي مل يتعد إليه فعل فاعل وال يتعدى فعله إىل مفعول آخر وما يعمل‬ ‫من أمساء الفاعلني واملفعولني عمل الفعل الذي يتعدى إىل مفعول وما يعمل من‬ ‫املصادر ذلك العمل وما جيري من الصفات اليت مل تبلغ أن تكون يف القوة‬ ‫61‬
  • 17. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫كأمساء الفاعلني واملفعولني اليت جتري جمرى الفعل املتعدي إىل مفعول جمراها وما‬ ‫أجري جمرى الفعل وليس بفعل ومل يقو قوته وما جرى من األمساء اليت ليست‬ ‫بأمساء الفاعلني اليت ذكرت لك وال الصفات اليت هي من لفظ أحداث األمساء‬ ‫وتكون ألحداثها أمثلة ملا مضى وملا مل ميض وهي اليت مل تبلغ أن تكون يف القوة‬ ‫كأمساء الفاعلني واملفعولني اليت تريد هبا ما تريد بالفعل املتعدي إىل مفعول جمراها‬ ‫وليست هلا قوة أمساء الفاعلني اليت ذكرت لك وال هذه الصفات كما أنه ال‬ ‫يقوى قوة الفعل ما جرى جمراها وليس بفعل.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي مل يتعده فعله إىل مفعول آخر‬ ‫والفاعل واملفعول يف هذا سواء يرتفع املفعول كما يرتفع الفاعل ألنك مل تشغل‬ ‫الفعل بغريه وفرغته كما فعلت ذلك بالفاعل.‬ ‫فأما الفاعل الذي ال يتعداه فعله فقولك: ذهب زيد وجلس عمرو.‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫واملفعول الذي مل يتعده فعله ومل يتعد إليه فعل فاعل فقولك: ضرب زيد ويضرب‬ ‫عمرو.‬ ‫فاألمساء احملدث عنها واألمثلة دليلة على ما مضى وما مل ميض من احملدث به‬ ‫عن األمساء وهو الذهاب واجللوس والضرب وليست األمثلة باألحداث وال ما‬ ‫يكون منه األحداث وهي األمساء.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعول‬ ‫وذلك قولك: ضرب عبد اهلل زيداً.‬ ‫فعبد اهلل ارتفع ههنا كما ارتفع يف ذهب وشغلت ضرب به كما شغلت به ذهب‬ ‫وانتصب زيد ألنه مفعول تعدي إليه فعل الفاعل.‬ ‫71‬
  • 18. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فإن قدمت املفعول وأخرت الفاعل جرى اللفظ كما جرى يف األول وذلك‬ ‫قولك: ضرب زيداً عبد اهلل ألنك إمنا أردت به مؤخراً ما أردت به مقدماً ومل ترد‬ ‫أن تشغل الفعل بأول منه وإن كان مؤخراً يف اللفظ.‬ ‫فمن مث كان حد اللفظ أن يكون فيه مقدماً وهو عريب جيد كثري كأهنم إمنا‬ ‫يقدمون الذي بيانه أهم هلم وهم ببيانه أغىن وإن كانا مجيعاً يهماهنم ويعنياهنم.‬ ‫واعلم أن الفعل الذي ال يتعدى الفاعل يتعدى إىل اسم احلدثان الذي أخذ منه‬ ‫ألنه إمنا يذكر ليدل على احلدث.‬ ‫أال ترى أن قولك قد ذهب مبنزلة قولك قد كان منه ذهاب.‬ ‫وإذا قلت ضرب عبد اهلل مل يستّب أن املفعول زيد أو عمرو وال يدل على صنف‬ ‫كما أن ذهب قد دل على صنف وهو الذهاب وذلك قولك ذهب عبد اهلل‬ ‫الذهاب الشديد وقعد قعدة سوء وقعد قعدتني ملا عمل يف احلدث عمل يف املرة‬ ‫منه واملرتني وما يكون ضرباً منه.‬ ‫فمن ذلك: قعد القرفصاء واشتمل الصماء ورجع القهقري ألنه ضرب من فعله‬ ‫الذي أخذ منه.‬ ‫ويتعدى إىل الزمان حنو قولك ذهب ألنه بين ملا مضى منه وما مل ميض فإذا قال‬ ‫ذهب فهو دليل على أن احلدث فيما مضى من الزمان وإذا قال سيذهب فإنه‬ ‫دليل على أنه يكون فيما يستقبل من الزمان ففيه بيان ما مضى وما مل ميض منه‬ ‫كما أن فيه استدالالً على وقوع احلدث.‬ ‫81‬
  • 19. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وذلك قولك قعد شهرين وسيقعد شهرين وتقول: ذهبت أمس وسأذهب غداً‬ ‫فإن شئت مل جتعلهما ظرفاً فهو جيوز يف كل شيء من أمساء الزمان كما جاز يف‬ ‫كل شيء من أمساء احلدث.‬ ‫ويتعدى إىل ما اشتق من لفظه امساً للمكان وإىل املكان ألنه إذا قال ذهب أو‬ ‫قعد فقد علم أن للحدث مكاناً وإن مل يذكره كما علم أنه قد كان ذهاب‬ ‫وذلك قولك ذهبت املذهب البعيد وجلست جملساً حسناً وقعدت مقعداً كرمياً‬ ‫وقعدت املكان الذي رأيت وذهبت وجهاً من الوجوه.‬ ‫وقد قال بعضهم ذهب الشام يشبهه باملبهم إذ كان مكاناً يقع عليه املكان‬ ‫واملذهب.‬ ‫وهذا شاذ ألنه ليس يف ذهب دليل على الشام وفيه دليل على املذهب واملكان.‬ ‫ومثل ذهبت الشام: دخلت البيت.‬ ‫ومثل ذلك قول ساعدة بن جوية: لدن هبز الكف يعسل متنه فيه كما عسل‬ ‫الطريق الثعلب ويتعدى إىل ما كان وقتاً يف األمكنة كما يتعدى إىل ما كان وقتاً‬ ‫يف األزمنة ألنه وقت يقع يف املكان وال خيتص به مكان واحد كما يف الزمن كان‬ ‫مثله ألنك قد تفعل باألماكن ما تفعل باألزمنة وإن كان األزمنة أقوى يف ذلك.‬ ‫كذلك ينبغي أن يكون إذ صار فيما هو أبعد حنو ذهبت الشام وهو قولك‬ ‫و‬ ‫ذهبت فرسخني وسرت امليلني كما تقول ذهبت شهرين وسرت اليومني.‬ ‫وإمنا جعل يف الزمان أقوى ألن الفعل بىن ملا مضى منه وما مل ميض ففيه بيان مّت‬ ‫وقع كما أن فيه بيان أنه قد وقع املصدر وهو احلدث.‬ ‫91‬
  • 20. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واألماكن مل يّب هلا فعل وليست مبصادر أخذ منها األمثلة واألماكن إىل األناسي‬ ‫وحنوهم أقرب.‬ ‫أال ترى أهنم خيصوهنا بأمساء كزيد وعمرو ويف قوهلم مكة وعمان وحنوها ويكون‬ ‫منها خلق ال تكون لكل مكان وال فيه كاجلبل والوادي والبحر.‬ ‫والدهر ليس كذلك.‬ ‫واألماكن هلا جثة وإمنا الدهر مضى الليل والنهار فهو إىل الفعل أقرب.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعولني‬ ‫فإن شئت اقتصرت على املفعول األول وإن شئت تعدى إىل الثاين كما تعدى‬ ‫إىل األول.‬ ‫وذلك قولك: أعطى عبد اهلل زيداً درمهاً كسوت بشراً الثياب اجلياد.‬ ‫و‬ ‫ومن ذلك: اخرتت الرجال عبد اهلل ومثل ذلك قوله عز وجل: " واختار موسى‬ ‫قومه سبعني رجالً " ومسيته زيداً كسيت زيداً أبا عبد اهلل ودعوته زيداً إذا أردت‬ ‫و‬ ‫دعوته اليت جتري جمرى مسيته وإن عنيت الدعاء إىل أمر مل جياوز مفعوالً واحداً.‬ ‫ومنه قول الشاعر:‬ ‫أستغفر اهلل ذنباً لست حمصيه ** رب العباد إليه الوجه والعمل‬ ‫وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي:‬ ‫أمرتك اخلري فافعل ما أمرت به ** فقد كتك ذا مال وذا نشب‬ ‫تر‬ ‫وإمنا فصل هذا أهنا أفعال توصل حبروف اإلضافة فتقول: اخرتت فالناً من‬ ‫الرجال ومسيته بفالن كما تقول: عرفته هبذه العالمة وأوضحته هبا وأستغفر اهلل‬ ‫من ذلك فلما حذفوا حرف اجلر عمل الفعل.‬ ‫12‬
  • 21. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ومثل ذلك قول املتلمس:‬ ‫آليت حب العراق الدهر أطعمه ** واحلب يأكله يف القرية السوس‬ ‫يريد: على حب العراق.‬ ‫كما تقول: نبئت زيداً يقول ذاك أي عن زيد.‬ ‫و‬ ‫وليست عن وعلى ههنا مبنزلة الباء يف قوله: " كفى باهلل شهيداً " وليس بزيد ألن‬ ‫عن وعلى ال يفعل هبا ذاك وال مبن يف الواجب.‬ ‫وليست أستغفر اهلل ذنباً وأمرتك اخلري أكثر يف كالمهم مجيعاً وإمنا يتكلم هبا‬ ‫بعضهم.‬ ‫فأما مسيت كنيت فإمنا دخلتها الباء على حد ما دخلت يف عرفت تقول عرفته‬‫و‬ ‫زيداً مث تقول عرفته بزيد فهو سوى ذلك املعىن فإمنا تدخل يف مسيت كنيت على‬ ‫و‬ ‫حد ما دخلت يف عرفته بزيد.‬ ‫فهذه احلروف كان أصلها يف االستعمال أن توصل حبرف اإلضافة.‬ ‫وليس كل الفعل يفعل به ذها كما أنه ليس كل فعل يتعدى الفاعل وال يتعدى‬ ‫إىل مفعولني.‬ ‫ومنه قول الفرزدق: منا الذي اختري الرجال مساحةً وجوداً إذا هب الرياح ع‬ ‫الزعاز‬ ‫نبئت عبد اهلل باجلو أصبحت كراماً مواليها لئيماً صميمها .‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعولني‬ ‫وليس لك أن تقتصر على أحد املفعولني دون اآلخر وذلك قولك: حسب عبد‬ ‫اهلل زيداً بكراً وظن عمرو وخالداً أباك وخال عبد اهلل زيداً أخاك.‬ ‫ومثل ذلك: رأى عبد اهلل زيداً صاحبنا ووجد عبد اهلل زيداً ذا احلفاظ.‬ ‫12‬
  • 22. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وإمنا منعك أن تقتصر على أحد املفعولني ههنا أنك إمنا أردت أن تبني ما استقر‬ ‫عندك من حال املفعول األول يقيناً كان أو شكاً وذكرت األول لتعلم الذي‬ ‫تضيف إليه ما استقر له عندك من هو.‬ ‫فإمنا ذكرت ظننت وحنوه لتجعل خرب املفعول األول يقيناً أو شكاً ومل ترد أن‬ ‫جتعل األول فيه الشك أو تقيم عليه يف اليقني.‬ ‫ومثل ذلك: علمت زيداً الظريف وزعم عبد اهلل زيداً أخاك.‬ ‫وإن قلت رأيت فأردت رؤية العني أو وجدت فأردت وجدان الضالة فهو مبنزلة‬ ‫ضربت ولكنك إمنا تريد بوجدت علمت وبرأيت ذلك أيضاً.‬ ‫أال ترى أنه جيوز لألعمى أن يقول: رأيت وقد يكون علمت مبنزلة عرفت ال تريد‬ ‫إال علم األول.‬ ‫فمن ذلك قوله تعاىل: " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم يف السبت " وقال‬ ‫سبحانه: " وآخرين من دوهنم ال تعلموهنم اهلل يعلمهم " فهي ههنا مبنزلة عرفت‬ ‫كما كانت رأيت على وجهني.‬ ‫وأما ظننت ذاك فإمنا جاز السكوت عليه ألنك قد تقول ظننت فتقصر كما‬ ‫تقول ذهبت مث تعمله يف الظن كما تعمل ذهبت يف الذهاب.‬ ‫فذاك ههنا هو الظن كأنك قلت: ظننت ذاك الظن.‬ ‫كذلك خلت وحسبت.‬ ‫و‬ ‫ويدلك على أنه الظن أنك لو قلت خلت زيداً وأرى زيداً مل جيز.‬ ‫وتقول: ظننت به جعلته موضع ظنك كما قلت نزلت به ونزلت عليه.‬ ‫22‬
  • 23. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ولو كانت الباء زائدة مبنزلتها يف قوله عز وجل: " كفى باهلل " مل جيز السكت‬ ‫عليها فكأنك قلت: ظننت يف الدار.‬ ‫ومثله شككت فيه.‬ ‫هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل ثالثة مفعولني‬ ‫وال جيوز أن تقتصر على مفعول منهم واحد دون الثالثة ألن املفعول ههنا‬ ‫كالفاعل يف الباب وذلك قولك: أرى اهلل بشراً زيداً أباك ونبأت زيداً عمراً أبا‬ ‫فالن وأعلم اهلل زيداً عمراً خرياً منك.‬ ‫واعلم أن هذه األفعال إذا انتهت إىل ما ذكرت لك من املفعولني فلم يكن بعد‬ ‫ذلك متعدي تعدت إىل مجيع ما يتعدى إليه الفعل الذي ال يتعدى الفاعل‬ ‫وذلك قولك: أعطى عبد اهلل زيداً املال إعطاء محيالً وسرقت عبد اهلل الثوب‬ ‫الليلة ال جتعله ظرفاً ولكن كما تقول: يا سارق الليلة زيداً الثوب مل جتعلها ظرفاً.‬ ‫وتقول: أعملت هذا زيداً قائماً العلم اليقني إعالماً وأدخل اهلل عمراً املدخل‬ ‫الكرمي إدخاالً ألهنا ملا انتهت صارت مبنزلة ما ال يتعدى.‬ ‫هذا باب املفعول الذي تعداه فعله إىل مفعول‬ ‫وذلك قولك: كسى عبد اهلل الثوب وأعطى عبد اهلل املال.‬ ‫رفعت عبد اهلل ههنا كما رفعته يف ضرب حني قلت ضرب عبد اهلل وشغلت به‬ ‫كسى وأعطى كما شغلت به ضرب.‬ ‫وانتصب الثوب واملال ألهنما مفعوالن تعدى إليهما مفعول هو مبنزلة الفاعل.‬ ‫وإن شئت قدمت وأخرت فقلت كسى الثوب زيد وأعطى املال عبد اهلل كما‬ ‫قلت ضرب زيداً عبد اهلل.‬ ‫32‬
  • 24. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فأمره يف هذا كأمر الفاعل.‬ ‫واعلم أن املفعول الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول يتعدى إىل كل شيء تعدى‬ ‫إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول وذلك قولك: ضرب زيد‬ ‫الضرب الشديد وضرب عبد اهلل اليومني اللذين تعلم ال جتعله ظرفاً ولكن كما‬ ‫تقول: يا مضروب الليلة الضرب الشديد وأقعد عبد اهلل املقعد الكرمي.‬ ‫فجميع ما تعدى إليه فعل الفاعل الذي ال يتعداه فعله إىل مفعول يتعدى إليه‬ ‫فعل املفعول الذي ال يتعداه فعله.‬ ‫واعلم أن املفعول الذي مل يتعد إليه فعل فاعل يف التعدي واالقتصار مبنزلة إذا‬ ‫تعدى إليه فعل الفاعل ألن معناه متعدياً إليه فعل الفاعل وغري متعد إليه فعله‬ ‫سواء.‬ ‫أال ترى أنك تقول ضربت زيداً فال جتاوز هذا املفعول وتقول ضرب زيد فال‬ ‫يتعداه فعله ألن املعىن واحد.‬ ‫وتقول: كسوت زيداً ثوباً فتجاوز إىل مفعول آخر وتقول: كسى زيد ثوباً فال‬ ‫جتاوز الثوب ألن األول مبنزلة املنصوب ألن املعىن واحد وإن كان لفظه لفظ‬ ‫الفاعل.‬ ‫هذا باب املفعول الذي يتعداه فعله إىل مفعولني‬ ‫وليس لك أن تقتصر على أحدمها دون اآلخر.‬ ‫وذلك قولك: نبئت زيداً أبا فالن.‬ ‫ملا كان الفاعل يتعدى إىل ثالثة تعدى املفعول إىل اثنني.‬ ‫42‬
  • 25. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وتقول أرى عبد اهلل أبا فالن ألنك لو أدخلت يف هذا الفعل الفاعل وبنيته له‬ ‫لتعداه فعله إىل ثالثة مفعولني.‬ ‫واعلم أن األفعال إذا انتهت ههنا فلم جتاوز تعدت إىل مجيع ما تعدى إليه الفعل‬ ‫الذي ال يتعدى املفعول.‬ ‫وذلك قولك: أعطى عبد اهلل الثوب إعطاء مجيالً ونبئت زيداً أبا فالن تنبيئاً‬ ‫حسناً وسرق عبد اهلل الثوب الليلة ال جتعله ظرفاً ولكن على قولك يا مسروق‬ ‫الليلة الثوب صري فعل املفعول والفاعل حيث انتهى فعلهما مبنزلة الفعل الذي ال‬ ‫يتعدى فاعله وال مفعوله ومل يكونا ليكونا بأضعف من الفعل الذي ال يتعدى.‬ ‫هذا باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب وهو حال‬ ‫وقع فيه الفعل وليس مبفعول كالثوب يف قولك كسوت الثوب ويف قولك كسوت‬ ‫زيداً الثوب ألن الثوب ليس حبال وقع فيها الفعل ولكنه مفعول كاألول.‬ ‫أال ترى أنه يكون معرفة ويكون معناه ثانياً كمعناه أوالً إذا قلت كسوت الثوب‬ ‫كمعناه إذا كان مبنزل الفاعل إذا قلت كسى الثوب.‬ ‫و‬ ‫وذلك قولك: ضربت عبد اهلل قائماً وذهب زيد راكباً.‬ ‫فلو كان مبنزلة املفعول الذي يتعدى إليه فعل الفاعل حنو عبد اهلل وزيد ما جاز يف‬ ‫ذهبت وجلاز أن تقول ضربت زيداً أباك وضربت زيداً القائم ال تريد باألب وال‬ ‫بالقائم الصفة " وال البدل " فاالسم األول املفعول يف ضربت قد حال بينه وبني‬ ‫الفعل أن يكون فيه مبنزلته كما حال الفاعل بينه وبني الفعل يف ذهب أن يكون‬ ‫فاعالً كما حالت األمساء اجملرورة بني ما بعدها وبني اجلار يف قولك: يل مثله‬ ‫و‬ ‫52‬
  • 26. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫رجالً ويل ملؤه عسالً كذلك وحيه فارساً كما منعت النون يف عشرين أن يكون‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ما بعدها جراً إذا قلت: له عشرون درمهاً.‬ ‫فعمل الفعل هنا فيما يكون حاالً كعمل مثله فيما بعده أال ترى أنه ال يكون إال‬ ‫نكرة كما أن هذا ال يكون إال نكرة ولو كان هذا مبنزلة الثوب وزيد يف كسوت ملا‬ ‫جاز ذهبت راكباً ألنه ال يتعدى إىل مفعول كزيد وعمرو.‬ ‫وإمنا جاز هذا ألنه حال وليس معناه كمعىن الثوب وزيد فعمل كعمل غري الفعل‬ ‫ومل يكن أضعف منه إذ كان يتعدى إىل ما ذكرت من األزمنة واملصادر وحنوه.‬ ‫واسم الفاعل واملفعول فيه لشيء واحد فمن مث ذكر على حدته ومل يذكر مع‬ ‫األول وال جيوز فيه االقتصار على الفاعل كما مل جيز يف ظننت االقتصار على‬ ‫املفعول األول ألن حالك يف االحتياج إىل اآلخر ههنا كحالك يف االحتياج إليه‬ ‫مثة."> هذا باب الفعل الذي يتعدى اسم الفاعل إىل اسم املفعول‬ ‫وسنبني لك إن شاء اهلل.‬ ‫وذلك قولك: كان ويكون وصار وما دام وليس وما كان حنوهن من الفعل مما ال‬ ‫يستغىن عن اخلرب.‬ ‫تقول: كان عبد اهلل أخاك فإمنا أردت أن خترب عن األخوة وأدخلت كان لتجعل‬ ‫ذلك فيما مضى.‬ ‫وذكرت األول كما ذكرت املفعول األول يف ظننت.‬ ‫وإن شئت قلت: كان أخاك عبد اهلل فقدمت وأخرت كما فعلت ذلك يف ضرب‬ ‫ألنه فعل مثله وحال التقدمي والتأخري فيه كحاله يف ضرب إال أن اسم الفاعل‬ ‫واملفعول فيه لشيء واحد.‬ ‫62‬
  • 27. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وتقول: كناهم كما تقول ضربناهم وتقول: إذا مل نكنهم فمن ذا يكوهنم كما‬ ‫تقول إذا مل نضرهبم فمن يضرهبم.‬ ‫قال أبو األسود الدؤيل: فإن ال يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلباهنا فهو‬ ‫كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب.‬ ‫وقد يكون لكان موضع آخر يقتصر على الفاعل فيه تقول: قد كان عبد اهلل أي‬ ‫قد خلق عبد اهلل.‬ ‫وقد كان األمر أي وقع األمر.‬ ‫وقد دام فالن أي ثبت.‬ ‫كما تقول رأيت زيداً تريد رؤية العني كما تقول أنا وجدته تريد وجدان الضالة‬ ‫و‬ ‫كما يكون أصبح وأمسى مرة مبنزلة كان ومرة مبنزلة قولك استيقظوا وناموا.‬ ‫و‬ ‫فأما ليس فإنه ال يكون فيها ذلك ألهنا وضعت موضعاً واحدا ومن مث مل تصرف‬ ‫تصرف الفعل اآلخر.‬ ‫فمما جاء على وقع قوله وهو مقاس العائذي: " أي إذا وقع ".‬ ‫وقال اآلخر عمرو بن شأس: بين أسد هل تعلمون بالءنا إذا كان يوماً ذا‬ ‫كواكب أشنعا إذا كانت احلو الطوال كأمنا كساها السالح األرجوان املضلعا‬ ‫أضمر لعلم املخاطب مبا يعىن وهو اليوم.‬ ‫ومسعت بعض العرب يقول أشنعا ويرفع ما قبله كأنه قال: إذا وقع يوم ذو‬ ‫كواكب أشنعا.‬ ‫72‬
  • 28. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫واعلم أنه إذا وقع يف هذا الباب نكرة ومعرفة فالذي تشغل به كان املعرفة ألنه‬ ‫حد الكالم ألهنما شيء واحد وليس مبنزلة قولك: ضرب رجل زيداً ألهنما شيئان‬ ‫خمتلفان ومها يف كان مبنزلتهما يف االبتداء إذا قلت عبد اهلل منطلق.‬ ‫تبتدئ باألعرف مث تذكر اخلرب وذلك قولك: كان زيد حليماً كان حليماً زيد ال‬ ‫و‬ ‫عليك أقدمت أم أخرت إال أنه على ما وصفت لك يف قولك: ضرب زيداً عبد‬ ‫اهلل.‬ ‫فإذا قلت: كان زيد فقد ابتدأت مبا هو معروف عنده مثله عندك فإمنا ينتظر‬ ‫اخلرب.‬ ‫فإذا قلت: حليماً فقد أعلمته مثل ما علمت.‬ ‫فإذا قلت كان حليماً فإمنا ينتظر أن تعرفه صاحب الصفة فهو مبدوء به يف الفعل‬ ‫وإن كان مؤخراً يف اللفظ.‬ ‫فإن قلت: كان حليم أو رجل فقد بدأت بنكرة وال يستقيم أن خترب املخاطب‬ ‫عن املنكور وليس هذا بالذي ينزل به املخاطب منزلتك يف املعرفة فكرهوا أن‬ ‫يقربوا باب لبس.‬ ‫وقد تقول: كان زيد الطويل منطلقاً إذا خفت التباس الزيدين وتقول: أسفيها كان‬ ‫زيد أم حليماً وأرجالً كان زيد أم صبياً جتعلها لزيد ألنه إمنا ينبغي لك أن تسأله‬ ‫عن خرب من هو معروف عنده كما حدثته عن خرب من هو معروف عندك‬ ‫فاملعروف هو املبدوء به.‬ ‫وال يبدأ مبا يكون فيه اللبس وهو النكرة.‬ ‫82‬
  • 29. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫أال ترى أنك لو قلت: كان إنسان حليماً أو كان رجل منطلقاً كنت تلبس ألنه‬ ‫ال يستنكر أن يكون يف الدنيا إنسان هكذا فكرهوا أن يبدءوا مبا فيه اللبس‬ ‫وجيعلوا املعرفة خرباً ملا يكون فيه هذا اللبس.‬ ‫وقد جيوز يف الشعر ويف ضعف من الكالم.‬ ‫محلهم على ذلك أنه فعل مبنزلة ضرب وأنه قد يعلم إذا ذكرت زيداً وجعلته خرباً‬ ‫أنه صاحب الصفة على ضعف من الكالم وذلك قول خداش بن زهري: فإنك ال‬ ‫تبايل بعد حول أظيب كان أمك أم محار وقال حسان بن ثابت: كأن سبيئة من‬ ‫بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء وقال أبو قيس بن األسلت األنصاري: أال‬ ‫من مبلغ حسان عين أسحر كان طبك أم جنون أسكران كان ابن املراغة إذ هجا‬ ‫متيماً جبوف الشام أم متساكر فهذا إنشاء بعضهم.‬ ‫وأكثرهم ينصب السكران ويرفع اآلخر على قطع وابتداء.‬ ‫وإذا كان معرفة فأنت باخليار: أيهما ما جعلته فاعالً رفعته ونصبت اآلخر كما‬ ‫فعلت ذلك يف ضرب وذلك قولك: كان أخوك زيداً كان زيد صاحبك كان‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫هذا زيداً كان املتكلم أخاك.‬ ‫و‬ ‫وتقول: من كان أخاك ومن كان أخوك كما تقول: من ضرب أباك إذا جعلت‬ ‫من الفاعل ومن ضرب أبوك إذا جعلت األب الفاعل.‬ ‫كذلك أيهم كان أخاك وأيهم كان أخوك.‬ ‫و‬ ‫وتقول: ما كان أخاك إال زيد كقولك ما ضرب أخاك إال زيد.‬ ‫ومثل ذلك قوله عز وجل: " ما كان حجتهم إال أن قالوا ": " وما كان جواب‬ ‫قومه إال أن قالوا ".‬ ‫92‬
  • 30. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫وقال الشاعر: وقد علم األقوام ما كان داءها بثهالن إال اخلزي ممن يقودها وإن‬ ‫شئت رفعت األول كما تقول: ما ضرب أخوك إال زيداً.‬ ‫و " قد " قرأ بعض القراء ما ذكرنا بالرفع.‬ ‫ومثل قوهلم: من كان أخاك قول العرب ما جاءت حاجتك كأنه قال: ما صارت‬ ‫حاجتك ولكنه أدخل التأنيث على ما حيث كانت احلاجة كما قال بعض‬ ‫العرب: من كانت أمك حيث أوقع من على مؤنث.‬ ‫وإمنا صري جاء مبنزلة كان يف هذا احلرف وحده ألنه كان مبنزلة املثل كما جعلوا‬ ‫عسى مبنزلة كان يف قوهلم: " عسى الغوير أبؤساً " وال يقال: عسيت أخانا.‬ ‫كما جعلوا لدن مع غدوة منونة يف قوهلم لدن غدوة.‬ ‫و‬ ‫ومن كالمهم أن جيعلوا الشيء يف موضع على غري حاله يف سائر الكالم وسرتى‬ ‫مثل ذلك إن شاء اهلل.‬ ‫ومن يقول من العرب: ما جاءت حاجتك كثري كما يقول من كانت أمك.‬ ‫ومل يقولوا ما جاء حاجتك كما قالوا من كان أمك ألنه مبنزلة املثل فألزموه التاء‬ ‫كما اتفقوا على لعمر كان يف اليمني.‬ ‫وزعم يونس أنه مسع رؤبة يقول: ما جاءت حاجتك فريفع.‬ ‫ومثل قوهلم ما جاءت حاجتك إذ صارت تقع على مؤنث قراءة بعض القراء: "‬ ‫مث مل تكن فتنتهم إال أن قالوا " و " تلتقطه بعض السيارة ".‬ ‫ورمبا قالوا يف بعض الكالم: ذهبت بعض أصابعه وإمنا أنث البعض ألنه أضافه‬ ‫إىل مؤنث هو منه ولو مل يكن منه مل يؤنثه ألنه لو قال: ذهبت عبد أمك مل‬ ‫حيسن.‬ ‫13‬
  • 31. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ومما جاء مثله يف الشعر قول الشاعر األعشى: وتشرق بالقول الذي قد أذعته‬ ‫كما شرقت صدر القناة من الدم إذا بعض السنني تعرقتنا كفى األيتام فقد أىب‬ ‫اليتيم ألن " بعض " ههنا سنون.‬ ‫ومثله قول جرير أيضاً: ملا أتى خرب الزبري تواضعت سور املدينة واجلبال اخلشع‬ ‫ومثله قول ذي الرمة: مشني كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم‬ ‫وقال العجاج: طول الليايل أسرعت يف نقضى ومسعنا من العرب من يقول ممن‬ ‫يوثق به: اجتمعت أهل اليمامة ألنه يقول يف كالمه: اجتمعت اليمامة يعين أهل‬ ‫اليمامة فأنث الفعل يف اللفظ إذ جعله يف اللفظ لليمامة فرتك اللفظ يكون على‬ ‫ما يكون عليه يف سعة الكالم.‬ ‫ومثل " يف هذا " يا طلحة أقبل ألن أكثر ما يدعو طلحة بالرتخيم فرتك احلاء‬ ‫على حاهلا.‬ ‫ويا تيم تيم عدي أقبل.‬ ‫وقال الشاعر جرير: يا تيم تيم عدي ال أبا لكم ال يلقينكم يف سوءة عمر‬ ‫وسرتى هذا مبيناً يف مواضعه إن شاء اهلل.‬ ‫وترك التاء يف مجيع هذا " احلد والوجه.‬ ‫وسرتى ما " إثبات التاء فيه حسن إن شاء اهلل " من هذا النحو لكثرته يف‬ ‫كالمهم.‬ ‫وسيبني يف بابه ".‬ ‫فإن قلت: من ضربت عبد أمك أو هذه عبد زينب مل جيز ألنه ليس منها وال هبا‬ ‫وال جيوز أن تلفظ هبا و " أنت " تريد العبد‬ ‫13‬
  • 32. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا باب خترب فيه عن النكرة بنكرة‬ ‫وذلك قولك: ما كان أحد مثلك وما كان أحد خرياً منك وما كان أحد جمرتئاً‬ ‫عليك.‬ ‫وإمنا حسن اإلخبار ههنا عن النكرة حيث أردت أن تنفي أن يكون يف مثل‬ ‫حاله شيء أو فوقه وألن املخاطب قد حيتاج إىل أن تعلمه مثل هذا.‬ ‫وإذا قلت كان رجل ذاهباً فليس يف هذا شيء تعلمه كان جهله.‬ ‫ولو قلت كان رجل من آل فالن فارساً حسن ألنه قد حيتاج إىل أن تعلمه أن‬ ‫ذاك يف آل فالن وقد جيهله.‬ ‫ولو قلت كان رجل يف قوم عاقالً مل حيسن ألنه ال يستنكر أن يكون يف الدنيا‬ ‫عاقل وأن يكون من قوم.‬ ‫فعلى هذا النحو حيسن ويقبح.‬ ‫وال جيوز ألحد أن تضعه يف موضع واجب لو قلت كان أحد من آل فالن مل جيز‬ ‫ألنه إمنا وقع يف كالمهم نفياً عاماً.‬ ‫يقول الرجل: أتاين رجل يريد واحداً يف العدد ال اثنني فيقال: ما أتاك رجل أي‬ ‫أتاك أكثر من ذلك أو يقول أتاين رجل ال امرأة فيقال: ما أتاك رجل أي امرأة‬ ‫أتتك.‬ ‫ويقول: أتاين اليوم رجل أي يف قوته ونفاذه فتقول: ما أتاك رجل أي أتاك‬ ‫الضعفاء.‬ ‫فإذا قال: ما أتاك أحد صار نفياً " عاماً " هلذا كله فإمنا جمراه يف الكالم هذا.‬ ‫23‬
  • 33. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ولو قال: ما كان مثلك أحداً أو ما كان زيد أحداً كان ناقضاً ألنه قد علم أنه ال‬ ‫يكون زيد وال مثله إال من الناس.‬ ‫ولو قلت ما كان مثلك اليوم أحد فإنه يكون أن ال يكون يف اليوم إنسان على‬ ‫حاله إال أن تقول: ما كان زيد أحداً أي من األحدين.‬ ‫وما كان مثلك أحد على وجه تصغريه فتصري كأنك قلت: ما ضرب زيد أحداً‬ ‫وما قتل مثلك أحداً.‬ ‫والتقدمي والتأخري يف هذا مبنزلته يف املعرفة وما ذكرت لك من الفعل.‬ ‫وحسنت النكرة " ههنا " يف هذا الباب ألنك مل جتعل األعرف يف موضع األنكر‬ ‫ومها متكافئان كما تكافأت املعرفتان وألن املخاطب قد حيتاج إىل علم ما ذكرت‬ ‫لك وقد عرف من تعىن بذلك كمعرفتك.‬ ‫وتقول: ما كان فيها أحد خري منك وما كان أحد مثلك فيها وليس أحد فيها‬ ‫خري منك إذا جعلت فيها مستقراً ومل جتعله على قولك فيها زيد قائم أجريت‬ ‫الصفة على االسم.‬ ‫فإن جعلته على قولك فيها زيد قائم " نصبت " تقول: ما كان فيها أحد خرياً‬ ‫منك وما كان أحد خرياً منك فيها إال أنك إذا أردت اإللغاء فكلما أخرت الذي‬ ‫تلغيه كان أحسن.‬ ‫وإذا أردت أن يكون مستقراً تكتفي به فكلما قدمته كان أحسن ألنه إذا كان‬ ‫عامالً يف شيء قدمته كما تقدم أظن وأحسب وإذا ألغيت أخرته كما تؤخرمها‬ ‫ألهنما ليسا يعمالن شيئاً.‬ ‫33‬
  • 34. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫والتقدمي ههنا والتأخري " فيما يكون ظرفاً أو يكون امساً يف العناية واالهتمام مثله‬ ‫فيما ذكرت لك يف باب الفاعل واملفعول.‬ ‫ومجيع ما ذكرت لك من التقدمي والتأخري " واإللغاء واالستقرار عريب جيد كثري‬ ‫فمن ذلك قوله عز وجل: " ومل يكن له كفواً أحد ".‬ ‫وأهل اجلفاء من العرب يقولون: ومل يكن كفواً له أحد كأهنم أخروها حيث كانت‬ ‫غري مستقرة.‬ ‫وقال الشاعر:‬ ‫لتقربن قرباً جلذياً ما دام فيهن ** فصل حيا فقد دجا الليل فهيا هيا‬ ‫هذا باب ما أجري جمرى ليس يف بعض املواضع‬ ‫بلغة أهل احلجاز مث يصري إىل أصله وذلك احلرف " ما ". تقول: ما عبد اهلل‬ ‫أخاك وما زيد منطلقاً.‬ ‫وأما بنو متيم فيجروهنا جمرى أما وهل أي ال يعلموهنا يف شيء وهو القياس ألنه‬ ‫ليس بفعل وليس ما كليس وال يكون فيها إضمار.‬ ‫وأما أهل احلجاز فيشبهوهنا بليس إذ كان معناها كمعناها كما شبهوا هبا الت يف‬ ‫بعض املواضع وذلك مع احلني خاصة ال تكون الت إال مع احلني تضمر فيها‬ ‫مرفوعاً وتنصب احلني ألنه مفعول به ومل متكن متكنها ومل تستعمل إال مضمراً‬ ‫فيها ألهنا ليس كليس يف املخاطبة واإلخبار عن غائب تقول لست " ولست "‬ ‫وليسوا وعبد اهلل ليس ذاهباً فتبىن على املبتدأ وتضمر فيه وال يكون هذا يف الت‬ ‫ال تقول: عبد اهلل الت منطلقاً وال قومك التوا منطلقني.‬ ‫43‬
  • 35. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫ونظري الت يف أنه ال يكون إال مضمراً فيه: ليس وال يكون يف االستثنار إذا قلت‬ ‫أتوين ليس زيداً وال يكون بشراً.‬ ‫وزعموا أن بعضهم قرأ: " والت حني مناص " وهي قليلة كما قال بعضهم يف‬ ‫قول سعد بن مالك القيسي: من فر عن نرياهنا فأنا ابن قيس ال براح جعلها‬ ‫مبنزلة ليس فهي مبنزلة الت يف هذا املوضع يف الرفع.‬ ‫وال جياوز هبا هذا احلني رفعت أو نصبت وال متكن يف الكالم كتمكن ليس وإمنا‬ ‫هي مع احلني كما أن لدن إمنا ينصب هبا مع غدوة كما أن التاء ال جتر يف‬ ‫و‬ ‫القسم وال يف غريه إال يف اهلل إذا قلت تاهلل ألفعلن.‬ ‫ومثل ذلك قوله عز وجل: " ما هذا بشراً " يف لغة أهل احلجاز.‬ ‫وبنو متيم يرفعوهنا إال من درى كيف هي يف املصحف.‬ ‫فإذا قلت: ما منطلق عبد اهلل أو ما مسئ من أعتب رفعت.‬ ‫وال جيوز أن يكون مقدماً مثله مؤخراً كما أنه ال جيوز أن تقول: إن أخوك عبد‬ ‫اهلل على حد قولك: إن عبد اهلل أخوك ألهنا ليست بفعل وإمنا جعلت مبنزلته‬ ‫فكما مل تتصرف إن كالفعل كذلك مل جيز فيها كل ما جيوز فيه ومل تقو قوته‬ ‫فكذلك ما.‬ ‫وتقول: ما زيد إال منطلق تستوي فيه اللغتان.‬ ‫ومثله قوله عز وجل: " ما أنتم إال بشر مثلنا " ملا تقو ما حيث نقضت معىن‬ ‫ليس كما لو تقو حني قدمت اخلرب.‬ ‫فمعىن ليس النفي كما أن معىن كان الواجب كل واحد منهما يعين كان وليس‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫إذا جردته فهذا معناه.‬ ‫53‬
  • 36. ‫مكتبة مشكاة اإلسالمية‬ ‫سيبويه‬ ‫الكتاب‬ ‫فإن قلت ما كان أدخلت عليها ما ينفى به.‬ ‫فإن قلت ليس زيد إال ذاهباً أدخلت ما يوجب كما أدخلت ما ينفي.‬ ‫فلم تقو ما يف باب قلب املعىن كما مل تقو يف تقدمي اخلرب.‬ ‫وزعموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق: فأصبحوا قد أعاد اهلل نعمتهم إذ هم قريش‬ ‫وإذا ما مثلهم بشر وهذا ال يكاد يعرف كما أن " الت حني مناص " كذلك.‬ ‫ورب شيء هكذا وهو كقول بعضهم: هذه ملحفة جديدة يف القلة.‬ ‫وتقول: ما عبد اهلل خارجاً وال معن ذاهب ترفعه على أن ال تشرك االسم اآلخر‬ ‫يف ما ولكن تبتدئه كما تقول: ما كان عبد اهلل منطلقاً وال زيد ذاهب إذا مل‬ ‫جتعله على كان وجعلته غري ذاهب اآلن.‬ ‫كذلك ليس.‬ ‫و‬ ‫وإن شئت جعلتها ال اليت يكون فيها االشرتاك فتنصب كما تقوم يف كان: ما‬ ‫كان زيد ذاهباً وال عمرو منطلقاً.‬ ‫وذلك قولك: ليس زيد ذاهباً وال أخوك منطلقاً كذلك ما زيد ذاهباً وال معن‬ ‫و‬ ‫خارجاً.‬ ‫وليس قوهلم ال يكون يف ما إال الرفع بشيء ألهنم حيتجون بأنك ال تستطيع أن‬ ‫تقول وال ليس وال ما فأنت تقول ليس زيد وال أخوه ذاهبني وما عمرو وال خالد‬ ‫منطلقني كه مع األول يف ليس ويف ما.‬ ‫فتشر‬ ‫فما جيوز يف كان إال أنك إن محلته على األول أو ابتدأت فاملعىن أنك تنفي شيئاً‬ ‫غري كائن يف حال حديثك.‬ ‫63‬