ملخّص تنفيذي
تواجه فئة الشباب اللبناني أكبر نسبة بطالة في لبنان أكثر من أي فئة أعمار أخرى، لا سيما بين خريجي الجامعات الذين يشكلون 30% من الناس الذين يبحثون عن عمل. نسبة البطالة هي 15% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29، فى حين أن هذه النسبة هي 4% بين بقية السكان الذين هم فى سن العمل. خلال السنوات الخمس المطلوبة للتخرج من الجامعة، هناك ما يقدر بـ 40 % من الخريجين الذكور و20% من الخريجات الذين يهاجرون بحثًا عن فرص العمل فى الخارج، مما يؤدي إلى هجرة حادة للأدمغة من الرأس المال البشري للبلد.
التضخّم في عدد الشباب اللبناني لا يبرّر إرتفاع معدلات البطالة بينهم نظرًا لأن معدل النمو السكاني فى لبنان شهد انخفاضًا. وبدلاً من ذلك، فإن بطالة الشباب تأتي نتيجة مجموعة معقدة من العوامل ضمنها ضعف البنى الأساسية المادية والقانونية لخلق فرص العمل والتوسع في الأعمال التجارية، فضلاً عن ظروف العمل السيئة مثل الفوائد الغير الملائمة والأجور الثابتة التي لا تعدّل بحسب التضخم. هذه العوامل تخلق حلقة مفرغة مما يؤدي الى جمود إقتصادي فضلاً عن قلة التنوّع والإبتكار الصناعي.
لمعالجة بطالة الشباب وشروط العمل،يقترح هذا الملخّص الإصلاح الفوري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتنويع الخطط التي يوفّرها. وتقترح أيضاً خلق حوافز لتسجيل الموظفين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتسجيل الشباب المستقلين في وزارة المالية، بالإضافة إلى تخفيضات للضرائب على هذه الفئة. على المدى الطويل،تعتبر هذه السّياسة أن الإصلاح الشامل للبنية التحتية التجارية (الاتصالات السلكية واللاسلكية والكهرباء والنقل، والحكومة الإلكترونية، تخفيض المخاطر السياسية، الخ) أمر بالغ الأهمية لتعزيز توسيع الأعمال التجارية، والنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل.
يتطلب اعتماد وتنفيذ هذه السياسات ضغطًا قوياّ ومستمراً من قبل منظّمات المجتمع المدني لتشجيع البحث المعمّق بناء على الطلب والعرض في سوق العمل، والدعوة للتغيير في القوانين والممارسات ذات الصلة، ودعم جهود الحكومة في تنفيذ ومراقبة الإصلاحات .