SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  121
Télécharger pour lire hors ligne
-1-
‫برنامج‬

‫هندسة التفكري‬
‫لتنمية مهارات التفكري و الذكاء‬
‫باالعتماد على برنامج كورت ‪ CoRT‬العاملي‬

‫توسيع جمال اإلدراك‬
‫اجلزء األول‬
‫رند العظمة‬

‫أمل طعمة‬

‫دبلوم يف الرتبية‬
‫معلّمة متخصصة يف تعليم مهارات التفكري ‪CoRT‬‬

‫دراسات عليا يف الرتبية‬
‫معلّمة متخصصة يف تعليم مهارات التفكري‪CoRT‬‬

‫عضو اجمللس العربي لرعاية املوهوبني و املتفوقني‬

‫عضو اجمللس العربي لرعاية املوهوبني و املتفوقني‬

‫راجعه و قدّم له :‬

‫د. عبد الناصر فخرو‬

‫دكتوراه يف الفلسفة ، ماجستري يف التفوق و الذكاء‬
‫مدرّب يف التنمية البشرية‬

‫-2-‬
‫‪‬‬
‫و قل ربّ زدني علماً‬
‫إلبداء املالحظات أو االستفسار أو الطلب :‬
‫‪amal2000@gmail.com‬‬
‫‪rand.azmeh@gmail.com‬‬

‫الطبعة األوىل‬
‫خاصة بالنشر االلكرتوني‬
‫2003 م – 1314 هـ‬

‫‪‬‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة للمؤلفتني‬
‫مبوافقة وزارة اإلعالم. دمشق . سوريا‬
‫بتاريخ 32/ 8/ 3002 م رقم/ 35463‬
‫املطبعة اهلامشية‬
‫-3-‬
‫إىل عبق احلب األصيل .. إىل نبع العطاء املتدفق ...‬
‫إىل من رسم الفرحة يف قلوبنا ... و البسمة يف ثغورنا ..‬
‫إىل القلب الذي يرقب خطواتنا ... و نبضاته تلهج بالدعاء لنا ...‬
‫إىل من فضلهم ال يقدّر بثمن .. و عطاؤهم ال جيزيه إال املنّــان ..‬
‫و قدرهم ال يقدّره إال احلنّان ...‬
‫إليكم أحبة قلوبنا .. و منبع فيضنا .. و نور حياتنا ..‬
‫أمي و أبي‬
‫المؤلفتان‬

‫-4-‬
‫شك ٌ و تقدير‬
‫ر‬

‫للدكتور عبد الناصر فخرو‬
‫الذي تفضل مبراجعة الكتاب سطراً سطراً‬
‫و مل يبخل علينا بنصائحه الكرمية و مساعدته‬
‫فجزاه اهلل عنا خرياً.‬
‫و األستاذ حممد الرواس‬
‫مدير مركز رعاية املوهوبني يف مكة املكرمة‬

‫على تفضله باالطالع على عملنا املتواضع‬
‫و إبداء إعجابه به و هلل احلمد ،‬

‫و مساعدته لنا يف مراجعة األحاديث.‬

‫-6-‬
‫أمل و رجــاءُ‬
‫ٌ‬

‫أرى التفكـــري أدركــــه مخــــــول ٌ‬

‫و مل تبــقَ العزائـــــم يف اشـتعالِ‬

‫و عند النـــاس فلســفة و فكـــرٌ‬

‫و لكـــن أيــن تلقـيــن الغـزايل ؟‬

‫و جلجــــلة اآلذان بكــــــــلٍ أرضٍ‬

‫و لكن أيــــن صوت ٌ من بـاللِ؟‬

‫طلبتــــم زهرة الدنيــــا و عدتـــُمْ‬

‫بال زهـــرٍ يضــوع ُ و ال شــميمِ‬

‫خــــذوا إميــــان إبـــراهيم تنبتُ‬

‫لكــــم يف النار روضاتِ النعيمِ‬

‫و جمدك يف محى اإلســـــــالم باقٍ‬

‫بقاء الشــمس و السَّبع الشِّداد‬

‫و إنــك يــوســــفٌ يف أي مصــــرٍ‬

‫يـــرى كنعـــانــَـهُ كـــــلَّ البـــــالدِ‬

‫ضيـــاؤكَ مشـــرقٌ يف كــــلِّ أرضٍ‬

‫ألنـَّــك غيــرُ حمــــدودِ املكــــانِ‬

‫أَعِــدْ من مَشـــرِقِ التـــوحيدِ نوراً‬

‫يتــــمُّ بـــهِ احتـــــــــــــادُ العاملِينــــا‬

‫و عقلُكَ يف اخلُطُــوبِ أَجَلُّ درعٍ‬

‫و عِشْقُكَ خَيْرُ سَيْفٍ للنِّــضالِ‬

‫شعر مرتجم – حممد اقبال‬

‫-5-‬
‫خفقــةٌو هدف ...‬
‫هدف هذا الربنامج :‬
‫إعادة صياغة تفكري اجليل اجلديد الذي كان أجداده منابع احلضارة ، اليت منها استقى الغرب علومهم‬
‫و معارفهم و تابعوا نهضتهم و ختلينا حنن عن سر عزّنا و قوتنا فصرنا وراء الركب .‬
‫و ليس بالعقل حييا اإلنسان و لكن بالعقل و القلب معاً بصلةٍ وثيقةٍ مع خالقهما و مبدعهما . عندها فقط يسري‬
‫سرية ال اعوجاج فيها و يقيم حضارةً ال احنراف فيها و ال شقاء ..‬
‫و العقل مناط التكليف و مكمن تكريم اهلل لإلنسان فسجد املالئكة له تكرمياً ، ألنه بهذا العقل سيختار عبودية‬
‫اهلل طواعيةً ال كرهاً ، بل طوعاً و حباً .‬
‫و وسط هذا اإلرث الضخم من احلضارة ، و هذا الواقع الثقيل ، كان البد من وقفة تأمل للنظر يف العوامل اليت‬
‫صاغت ذاك اجليل الفريد ، جيل األجداد الذين سطروا التاريخ فملؤوه حروفاً من ذهب ، ال لنطلق زفرة أمل‬
‫و حتسر ، بل لنأخذ سر أجدادنا العظام و نعيد بناء جيلنا اجلديد ليتمثل بتلك الشيفرة السحرية اليت بها ساد‬
‫أجدادنا الكون و ملؤوا العامل معارف و حضارة سعيدة ، نشرت اخلري العميم يف كل شرب رفرف علم ال إله إال‬
‫اهلل فيه ..‬
‫من أجلك يا سيدي يا رسول اهلل ، صلى اهلل عليك و سلّم .. من أجلكم أيها الصحابة و التابعون ...‬
‫من أجلكم أيها األجداد العظماء ...‬
‫من أجل كل من له فضلٌ علينا يف صياغة كل خلية فينا ، من عقلٍ و قلب ، فكرٍ و حب ، جسدٍ و روح ..‬
‫من أجل حياة سعيدة على وجه األرض ..‬
‫من أجل حضارة ال ظلم و ال شقاء فيها ...‬
‫نتوجه إىل بارينا عزوجل على استحياءٍ أمام ضخامة املطلوب و قزم املقدَّم .. سائلني موالنا عزوجل التوفيق‬
‫و السداد و نشر اخلري من هذا العمل املتواضع ، رافعني الطرف حبنوٍ حنو السماء ، آملني القبول ، و أن حيقق هذا‬
‫العمل أهدافه ، إنه على ذلك لقدير .. و ما توفيقنا إال باهلل .. و من فضله نهلنا و بقوته استعنا ، فإن كان يف هذا‬
‫العمل من خريٍ فمن فضله و كرمه و توفيقه ، و ما به من خطأ فمن زللنا و تقصرينا فنستغفره و نتوب إليه،‬
‫و نرجو منه املدد و العون و الرشاد .. إنه مسيع جميب . ..و صلى اهلل على سيدنا حممد و على آله و صحبه‬
‫و سلّم .‬
‫املؤلفتـــــان‬
‫أمل طعمة و رند العظمة‬
‫دمشق ، 3002 م / 4241 هـ‬

‫-3-‬
‫تقديم و توطئة‬
‫العامل معنا ومن حولنا له طابع خاص ، وختتلف هذه اخلصوصية‬
‫باختالف الدقيقة الواحدة. وعندما وهبنا اهلل نعمة العقل، كان لزاماً‬
‫علينا احملافظة عليها بالطريقة اليت تناسب هذه التغريات.‬
‫ما مييز التفكري أنه ميكن تعليمه وتعلمه ولذا أصبح لزاماً على الكبار توجيه التفكري بطريقة‬
‫تربوية إسالمية تناسب جمتمعنا، وتلحق بالركب الذي مكثنا بعيدين عنه لسنوات.‬
‫هناك مدارس واجتاهات عديدة يف تعليم التفكري، ولكن أجنحها على اإلطالق تلك اليت‬
‫جتمع بني التوظيف العملي والتأصيل اإلسالمي والفكرة املباشرة؛ فلقد جرب عاملنا العربي‬
‫اجتاهات عدة يف األنظمة التعليمية، وكان وال يزال يعاني من جراء هذا، لكننا مل نلجأ قط إىل‬
‫املزج بني األ صالة اإلسالمية والعلوم احلديثة . هذا الكتاب هو حماولة للخروج من مأزق تربوي‬
‫تعودنا عليه. لقد قرأت كتاباً رائعاً ملؤلفة أمريكية امسها ‪ Jane Carper‬بعنوان املخ املعجزة،‬
‫حيث قدمت دالئ ل علمية مثرية تكشف كيف ميكن أن حيقق لك الطعام تنشيط طاقة املخ وزيادة‬
‫الذكاء واإلبداع.‬
‫إال أن قراءتي لذلك الكتاب مل تكن أكثر متعة من اطالعي على هذا الكتاب الذي بني‬
‫يديك ـ عزيزي القارىء ـ فلقد وجدت فيه ضالة املعلم الذي يريد أن يؤدي رسالته على أكمل‬
‫وجه . . فتتحقق األمانة اليت حنن مطالبون بأدائها.‬
‫لقد عرفت اآلنستني أمل ورند قريباً، يف الدورة املتقدمة ملدربي التفكري ( كورت ) و يف‬
‫املؤمتر الثالث لرعاية املوهوبني و املتفوقني اللذان عقدا يف األردن، وأعجبين التفكري الناقد الذي‬
‫تتحليان به ، كما وجدت فيهما طاقة الشباب اليت حيتاج إليها جمتمعنا الرتبوي . وما هذا اإلنتاج‬
‫إال باكورة جهود حثيثة يف االطالع والتجريب والتوظيف .‬
‫عندما أدعوك ـ عزيزي القارىء ـ إىل نزهة يف هذا الكتاب، فأنا ال أفتح لك باباً من‬
‫احلس األدبي الراقي فقط، وال أ ضمن لك احلد األعلى من الفائدة فقط، وال أتأمل منك التطبيق‬
‫العملي داخل املواقف الرتبوية أو احلياتية العادية فقط. . وإمنا أقول لك بكل ثقة إذا اقتنيت هذه‬
‫املادة فأنت الرابح.‬
‫أسأل اهلل أن حيسن نوايا القائمني على هذا العمل الرائع وأن يكون يف موازين أعماهلم.‬
‫د. عبد الناصر فخرو‬
‫دكتوراه يف الفلسفة - ماجستري يف التفوق العقلي و املوهبة : ختصص تنمية التفكري‬
‫مدرب معتمد يف التنمية البشرية – دولة الكويت‬
‫دولة الكويت‬
‫-8-‬
‫‪‬‬
‫يقول اهلل ‪‬‬

‫:‬

‫‪ ‬إن يف خلق السموات واألرض واختالف الليل والنهار آليات‬
‫ألويل األلباب الذين يذكرون اهلل قياماً وقعوداً وعلى جنوهبم‬
‫ويتفكرون يف خلق السموات واألرض. ربنا ما خلقت هذا‬

‫باطالً سبحانك فقنا عذاب النار ‪‬‬

‫آل عمران/ 191‬

‫يقول سيدنا لقمان :‬
‫" ما عُبد اهلل بشيء أفضل من العقل ".‬
‫" غاية الشرف و السؤدد : حسن العقل،‬
‫و من حَسُنَ عَقْلُه غطى ذلك مجيع ذنوبه‬
‫و أصلح ذلك مساوئه و رضي عنه مواله "‬

‫-9-‬
‫ماذا نقصد بتعلّم مهارات التفكري ؟‬
‫ـ‬
‫و ماذا نقصد باملهارة ؟‬

‫ما هو التفكري ؟ و ما عالقته باملعرفة و الذكاء ؟ :‬

‫التفكري : هو استخدام املعرفة لتحقيق هدف ما ال ميكن الوصول إليه مباشرةً ( دي بونو ) .‬
‫و يعرّفه "جون ديوي " بأنه األداة الصاحلة ملعاجلة املشاكل و التغلب عليها و تبسيطها .‬
‫أو ميكن تعريفه : بأنه األداة اليت يستخدمها الذكاء للتعامل مع املعلومات و اخلربات و توظيفها و االستفادة منها .‬
‫أما الذكاء : فهو عبارة عن جمموعة من مهارات التفكري اليت‬
‫تستخدم يف حل املشكالت ، و هذه املهارات ميكن تشخيصها‬
‫و تعلّمها ( سترينربج ) .‬

‫مستوى الذكاء‬

‫1‬

‫فالعالقة بني التفكري و الذكاء كعالقة قيادة السيارة بالسيارة‬

‫التفكري‬

‫نفسها .فالتفكري هو الذي يقود الذكاء و يوجهه للوصول‬

‫املعرفة‬

‫إىل اهلدف .‬
‫و إن عمل اإلنسان و سلوكه نتيجة تفاعل التفكري مع‬
‫املعلومات و املخزون املعريف .‬

‫التفكري السليم‬
‫و أما مهارات التفكري فهي مجيع ما ينقل عملية التفكري من كونها عملية عفوية تتم بشكلٍ تلقائي إىل عملية‬
‫منظمة فعالة تكسبه طابع املهارة و التميّز و اإلبداع.‬
‫و العالقة بني التفكري و مهارات التفكري أن التفكري يتألف من مهارات متعددة تسهم إجادة كل منها يف فاعلية‬
‫عملية التفكري.‬
‫1‬

‫ د. نايفة قطامي : تعليم التفكري للمرحلة األساسية . و د. فتحي جروان : تعليم التفكري ، مفاهيم و تطبيقات .‬‫- 01 -‬
‫و عالقة مهارات التفكري مع القدرات العقلية لإلنسان أنها توسع تلك القدرات و تنميها و تكسب اإلنسان‬
‫إمكانية التوصل حللول للمشكالت سواء أكان أكثر قدرة أم أقل ..‬

‫مثال: يبيّن أثر تنمية مهارات التفكري يف رفع سوية القدرات العقلية :‬
‫شخصان ذو قدرات خمتلفة: ( أ ) ذو قدرات عقلية أقل، ( ب ) ذو قدرات عقلية أكثر.‬
‫) ‪ A‬تعين مكان وجود اإلجابة ، و إشارة ? تعين مكان وجود السؤال خارج أو ضمن اإلمكانيات العقلية. )‬
‫قدرات أقل‬

‫احلالة األوىل:‬

‫قدرات أكثر‬

‫اإلجابة‬
‫السؤال‬
‫أ‬

‫اإلجابة‬

‫السؤال‬

‫ب‬

‫فالشخص ذو القدرات األقل ال يعرف اإلجابة، و اإلجابة خارج حدود إمكانياته أما ( ب ) فاإلجابة تقع يف‬
‫حدود إمكانياته العقلية فهو يعرفها .‬
‫احلالة الثانية:‬

‫أ‬

‫ب‬

‫( أ ): ذو اإلمكانيات األقل و رغم أن اإلجابة تقع خارج حدود إمكانياته إال أنه تدرّب على مهارات التفكري لذا‬
‫فقد استطاع الوصول لإلجابة .‬
‫(ب ): ذو اإلمكانيات األكثر ال يعرف اإلجابة ألن اإلجابة تقع خارج حدود إمكانياته العقلية ، و هو مل يتدرب‬
‫على مهارات التفكري .‬
‫احلالة الثالثة:‬

‫ب‬

‫أ‬

‫استطاع االثنان ( أ ) و ( ب ) الوصول للحل رغم اختالف إمكانياتهم العقلية، فرغم إن إمكانيات ( أ ) غري‬
‫قادرة للتوصل إىل احلل ألن اإلجابة تقع خارج جمال قدراته إال أنه استطاع الوصول إىل احلل كما استطاع األعلى‬
‫1‬
‫منه قدرةً ( ب ).‬
‫1‬

‫ الربفسور إدوارد دي بونو : برنامج ‪ CoRT‬كورت لتنمية مهارات التفكري ( النسخة باللغة اإلنكليزية – قرص مضغوط )‬‫- 11 -‬
‫و من هنا فإن املدارس الرتبوية و العلماء الرتبويني عاملياً قد جنحوا منذ سنوات قليلة إىل االهتمام بالتفكري و تنميته‬
‫بدالً من الذكاء الذي كان حجر الرحى فيما مضى.‬
‫و قد بات من الضروري جداً يف خضم هذا التغيّر السريع املطرد للعلوم و املعارف يف عصرنا و تضاعف املعرفة‬
‫البشرية يف سنوات معدودة قليلة أن ينصب االهتمام إىل القدرة على تنظيم املعلومات و تصنيفها و انتقائها‬
‫لتوظيفها يف خمتلف اجملاالت األخرى، و غدا الرتكيز على التفكري أهم من نتاجه، ألنه األداة للوصول إىل نتاج‬
‫الفكر. فتعلّم كيفية معاجلة املعلومات و اخلربات أهم من املعرفة ذاتها، كما أن تعليم مهارات التفكري يساعد يف‬
‫رفع الكفاءة التفكريية للطالب بشكل خاص و لإلنسان املتدرب عموماً.‬
‫و مبا أن التفكري ضرورة حيوية لإلميان و اكتشاف نواميس الكون، فلقد دعانا القرآن الكريم دعوة صرحية للنظر‬
‫العقلي و التأمل و الفحص و تقليب األمر على خمتلف الوجوه لفهمه و إدراكه إدراكاً صحيحاً و تعدّ تلك اآليات‬

‫الكرمية باملئات.‬
‫فتعليم مهارات التفكري أشبه بتزويد الفرد باألدوات الضرورية ليتمكن من خالهلا التعامل بفاعلية أكرب مع أي نوع‬
‫من أنواع املعلومات.‬
‫يقول الباحث " سترينربج" : " إن املعارف مهمة بالطبع و لكنها غالباً ما تصبح قدمية ، أما مهارات التفكري‬
‫فتبقى جديدة أبداً ، و هي متكننا من اكتساب املعرفة و استدالهلا بغض النظر عن املكان و الزمان أو أنواع املعرفة‬
‫1‬
‫اليت تُستخدم مهارات التفكري يف التعامل معها " .‬

‫ا‬
‫إذا أعطيت فردً سمكة فسوف يأكل يوم ً‬
‫ا‬
‫واحدً، و إذا عّمته صيد السمك فسوف يأكل‬
‫ل‬
‫ا‬
‫طيلة عمره .‬

‫مثل صيني‬

‫1‬

‫ د. فتحي جروان : تعليم التفكري .‬‫- 21 -‬
‫ما هي املهارة ؟ و ما هو ُلم تعلم املهارة ؟‬
‫س‬

‫تعريف املهارة: هي القدرة على األداء بشكلٍ فعال يف ظروف معينة .‬
‫أو: هي األداء احلسن املتأتي عن معرفة اسرتاتيجية تنفيذ املهارة و التدريب املستمر .‬
‫سلّم التعلّم :‬

‫1‬

‫إن تعلّم املهارة للقيام بأي عمل له أربع درجات يف سلّم التعلّم:‬
‫1-‬

‫ال مهارة و ال وعي: أي ال يعرف املهارة و ال كيفية تنفيذها و ال يعلم أنه ال يتقن هذه املهارة.‬

‫2-‬

‫ال مهارة و وعي: أي ال يعرف املهارة ، لكنه يعلم أنه ال يتقنها ، فهذه الدرجة هي أول الدرجات‬

‫املوصلة للتعلّم . فمن يدرك أنه ال يعلم سيتولد لديه دافعٌ قوي للتعلّم، أما الذي ال يعلم أنه ال يعلم‬
‫فهذه هي املشكلة الكربى فهو لن يتعلّم أبداً ألنه يظن نفسه متعلماً.‬
‫3-‬

‫مهارة يف الوعي: أي يعرف املهارة و كيفية تنفيذها و عملها، لكنها مل تصبح تلقائيةً لديه، فهو‬

‫ال يزال يفكر يف كل خطوة من خطواتها. مثاله: تعلّم قيادة السيارات، فقد يعرف اإلنسان املبتدئ‬

‫خطوات تشغيلها، لكنه يف كل مرة يفكر ماذا عليه أن يفعل أوالً، أيضغط املكبح قبل أم بعد ؟.‬
‫4-‬

‫مهارة يف الالوعي : هذه أعلى درجات التعلّم ، و هنا يصبح املتعلّم ماهراً و متعلماً حقاً . فيقوم‬
‫بتنفيذ املهارة بشكل عفوي و تلقائي، إذ أصبحت املعرفة جزءاً من خمزونه املعريف و تفكريه، و غدا‬
‫قادراً على توظيف هذه املهارة و تطبيقها يف اجملاالت األخرى، فيصل بذلك إىل الغاية من التعلّم.‬
‫و يف هذه املرحلة فقط ميكن للمتعلّم أن يعترب نفسه متعلماً حقاً و مستفيداً من تعلّمه، فال ميكن أن‬
‫ينسى املتعلّم ما تعلّمه. أما يف املرحلة الثالثة فمعلوماته عرضة للنسيان و هو غري قادر على توظيفها يف‬
‫جماالت أخرى، و بالتالي لن يستفيد مما تعلّمه.‬

‫مهارة يف الالوعي‬
‫جتيد مهارة معينة و لكن‬
‫ال تفكر و ال تنشغل بها‬

‫مهارة يف الوعي‬
‫جتيد مهارة معينة و لكن‬
‫تفكر بها و تنشغل بها‬

‫ال مهارة يف الوعي‬

‫سلّم التعلّم‬

‫ال جتيد مهارة و تعلم أنك‬
‫ال جتيدها‬

‫ال مهارة يف الالوعي‬
‫ال جتيد مهارة معينة‬
‫وال تعلم أنك ال جتيدها‬

‫1‬

‫ انظر آفاق بال حدود ، د. حممد التكرييت، ص 39- 49‬‫- 31 -‬
‫يقول العامل اخلليل بن أمحد الفراهيدي 1 : الناس أربعة :‬
‫رجل ال يدري و يدري أنه ال يدري، فذلك جاهل فعلّموه،‬
‫و رجل ال يدري و ال يدري أنه ال يدري فذلك أمحق فاتركوه،‬
‫و رجل يدري و ال يدري أنه يدري فذلك ناسٍ فذكّروه،‬
‫و رجل يدري و يدري أنه يدري فذلك عاملٌ فخذوا عنه.‬
‫كيف نكتسب مهارات التفكري ؟‬

‫إن تطوير مهارات التفكري يعين رفع مستوى الذكاء، و زيادة سويات القدرات العقلية لدى اإلنسان و بناء‬
‫تفكري سليم و سوي ، و بالتالي الوصول إىل إنسان مبدع فعّال يعمّر الكون.‬
‫و التفكري مهارة، و املهارة ميكن اكتسابها إذا عرفنا اسرتاتيجياتها و طريقة تنفيذها، لذا البد من تعلّم‬
‫اسرتاتيجيات التفكري و التدرّب على مهارات التفكري ، و ال تكفي معرفة مهارات التفكري فقط ، بل جيب ممارسة‬
‫هذه امل هارة بشكل مستمر حتى تصبح " مهارة يف الالوعي " و إال فلن يستفيد اإلنسان من معرفة مهارات‬
‫التفكري .‬

‫اإلنسان + ممارسة دون تدريب‬

‫= تفكري منطي‬

‫اإلنسان + تدريب مستمر‬

‫= تفكير فعال‬

‫و من أشهر الربامج عاملياً اليت اهتمت بتطوير التفكري هو برنامج " كورت " ‪ CoRT‬الذي صممه العامل‬
‫اإلنكليزي " ادوارد دي بونو " معتمداً على فرضيته أن التفكري و اإلبداع مهارة ميكن ألي فرد أن يكتسبها‬
‫و يتعلّمها ، فوضع برناجمه الشهري ‪ CoRT‬و هي مشتقة من اسم مؤسسته املعنية بنشر و تطوير هذا الربنامج‬
‫1‬

‫ من كبار علماء اللغة العربية و الفقه و الدين .‬‫- 41 -‬
‫( مؤسسة البحث املعريف ) ‪ Cognitive Research Trust‬و الذي طُبق يف كثري من دول العامل سيما‬
‫دول العامل املتقدم مثل الواليات املتحدة األمريكية و اليابان و غريها ...و على طلبة ترتاوح أعمارهم بني مثاني‬
‫سنوات و اثنتني و عشرين سنة. و أجريت عليه دراسات أكادميية على مستوى املاجستري و الدكتوراه يف العديد‬
‫من دول العامل، فأثبت أنه يرفع من مستوى التحصيل الدراسي و من مستوى الذكاء، و استفاد منه أكثر من سبعة‬
‫ماليني طالب، مما دفع تلك الدول إلدخاله يف جماالت الرتبية و الصناعة و اإلدارة.‬
‫و قد متيز هذا الربنامج بتجزئة عمليات التفكري إىل مهارات منفصلة لتطويرها كلٌ على حدة، ثم لتقوم‬
‫مبجموعها بتحسني التفكري و رفع مستواه و الوصول إىل عمل مبدع و حل للمشكالت. و قد صُمم على شكل‬
‫دروس مستقلة لتعليم التفكري حيث ميكن تعليمه كمادة منفصلة، أو ميكن دجمه ضمن املناهج الدراسية ملختلف‬
‫املواد. و هو يتكون من ستة أجزاء، يتضمن كل جزء عشرة مهارات تفكري، ليكون جمموع املهارات املتدرّب‬
‫عليها ستني مهارة، تتضمن املهارات األساسية و العليا يف التفكري و التفكري اإلبداعي خاصةً.‬
‫و يقرتح دي بونو أن يُدرّس اجلزء األول يف بداية الربنامج، بينما ميكن تدريس الوحدات األخرى بأي ترتيب.‬
‫و سنعرض فيما يلي أجزاء كورت الستة:‬
‫اجلزء األول : توسيع جمال اإلدراك ( 01 مهارات )‬
‫يهدف إىل: توسيع التفكري و اإلدراك و النظر إىل األشياء من عدة زوايا الكتشافها قبل احلكم عليها، و بالتالي‬
‫الوصول إىل قرار صائب و ختطيط سليم.‬
‫اجلزء الثاني: التنظيم ( 01 مهارات )‬
‫يهدف إىل: التعامل مع التفكري بشكلٍ منظم، و االبتعاد عن العشوائية يف التفكري، و التزود باملهارات الالزمة‬
‫لتنظيم و تصنيف املعلومات و األفكار ، و اليت تعدّ أساس مهارات تنظيمية عليا .‬
‫اجلزء الثالث: التفاعل ( 01 مهارات )‬
‫يهدف إىل: معرفة: 1- نقاط االختالف و االتفاق مع اآلخرين.‬
‫2- مواضع اخلطأ يف أقواهلم.‬
‫3- كيفية الربهان على فكرة ما.‬
‫للوصول إىل تواصل و فهم أفضل لآلخرين و التفاوض معهم.‬
‫اجلزء الرابع: اإلبداع ( 01 مهارات )‬
‫يهدف إىل: اكتساب املهارات املطلوبة لتنمية اإلبداع، ألن التفكري اإلبداعي هو جزء من التفكري العادي‬
‫و بالتالي ميكن تعلّمه و اكتسابه من خالل سلوكيات و مهارات مدروسة .‬
‫اجلزء اخلامس: املعلومات و العواطف ( 01 مهارات )‬
‫يهدف إىل: معاجلة كيفية التعامل مع املعلومات مثل األسئلة، التخمني، املعتقدات، العواطف، التقييم أو احلكم.‬
‫و معرفة مدى تأثري العواطف و املعلومات على تفكرينا و تنظيمها قبل القيام بعملية التفكري.‬
‫- 61 -‬
‫اجلزء السادس: العمل ( 01 مهارات )‬
‫يهدف إىل: استخدام مهارات التفكري السابقة للقيام بعمل و توليد أفكار جديدة و حل املشكالت.‬
‫و قد بدأ برنامج كورت باالنتشار يف الوطن العربي سيما يف األردن و اإلمارات العربية املتحدة و دول اخلليج‬
‫و السعودية.. لكنه يعاني من صعوبات، حيث أن الرتمجة الوحيدة األردنية هلذا الربنامج - رغم أهميتها و فضلها،‬
‫لكونها الباب الذي فتح للعرب نافذة لالطالع على هذا الربنامج - تعاني من أخطاء يف الرتمجة، و بعض أمثلتها‬
‫قد ال تتوافق مع قيمنا و طبيعة بيئتنا العربية، كما أنها ال تعود مبهارات التفكري إىل جذورها يف ديننا احلنيف.‬
‫لذا كان البد من إعادة صياغة لتلك املهارات، و البحث عن مهارات التفكري يف جذور حضارتنا املديدة،‬
‫حتى نبين جيالً أصله ثابت يف األرض و فرعه يف السماء، ثم نهضم تلك املهارات جيداً، و نضفي عليها من ديننا‬
‫احلنيف صبغةً جديدة تبعث األمل و متنح العز و الفخر بأمة و حضارة بدأها خري البشر ‪ ‬امتدت إىل أقاصي‬
‫البالد و كانت من أقوى و أعز و أكرم األمم بعدهلا و علمها و عطائها املتميز، و مبا حتمله من أسرار القوة‬
‫الكامنة. و هي تنتظر املنقذين املخلصني ليقودوا العامل من جديد بصدق إميانهم و علم مبدعيهم و عمل جمتهديهم‬
‫و وحدة صفهم.‬
‫و ما أكرمنا اهلل به من جهدٍ على تواضعه، إمنا هو خطوة على الطريق، و بذرة طيبة بإذن اهلل لشجرة طيبة‬
‫و أرض طيبة ، و هو أمل و رجاء للتغيري ، و نواة جيل جديد يستقي من أجداده روحه، و يستمد من فيضهم‬
‫قوته، و يعيد ترتيب العامل من جديد ، ليبين حضارة سعيدة ، ربانية التوجه، علمية الوسيلة .‬
‫و قد أجرينا تغيرياً واسعاً يف املهارات، سواءٌ يف ترتيبها أو األهداف املرجو حتقيقها من املهارة، أو حتى‬
‫طرق حتقيقها و تطبيقها، و أضفنا هلا اسرتاتيجيات و آليات عمل. راجني من اهلل ‪ ‬السداد و التوفيق، و أن‬
‫يقبل عملنا املتواضع و جيعل فيه نفع العباد و البالد.. و صلى اهلل على سيدنا حممد و على آله و صحبه و سلم.‬

‫- 51 -‬
‫جذور مهارات التفكري يف حضارتنا‬
‫1‬

‫يقول اهلل ‪  : ‬اقرأ باسم ربك الذي خلق ‪‬‬
‫لقد كانت الكلمة األوىل اليت بدأ اهلل ‪ ‬خطابه العلوي مع نيب الرمحة يف لقائه األول كلمة ‪‬اقرأ‪ ‬لريسم‬
‫املَعْلمَ األساسي يف ديننا احلنيف وهو املعرفة اليت تفتح آفاق العقل و توسع مداركه و حدوده ، و لكنه ليس أي‬
‫علم أو قراءة ، إمنا هو " باسم اهلل " أي اقرأ أيها اإلنسان كتاب الكون و كتاب نفسك و تعلّم العلوم ال بقدرتك‬
‫وحدك بل بفضل اهلل و علمه و قدرته و سلطته ، و كأنه جل جالله يشبه ذلك بإنسان ينشئ مصنعاً فيقول له‬
‫آخرٌ : افتتح مصنعك باسم فالن أي بدعمه و سلطته ، فهي لفتة حانية من خالق السماوات و األرض لإلنسان‬
‫الذي قد يغرت بعلمه و يتصفح صفحات الكون و أ سراره فيظن نفسه الفاعل و املؤثر و ينسى أنه مل يكن ليعلم‬
‫ما تعلّم إال بإذن اهلل و فضله.‬
‫و هي قراءة مزدوجة: فهي ربانية التوجيه ‪ ‬اقرأ باسم ربك ‪ ‬و هي علمية الوسيلة ‪ ‬اقرأ و ربك األكرم‬
‫الذي علّم بالقلم علّم اإلنسان ما مل يعلم ‪. ‬‬
‫و لقد شرفنا اهلل تعاىل يف كتابه اجلليل مبسؤولية اخلالفة يف األرض و إعمارها حني قال :‪ ‬و إذ قال ربك‬
‫للمالئكة إني جاعلٌ يف األرض خليفة ‪ 2. ‬و يقول تبارك و تعاىل:‪ ‬هو أنشأكم من األرض و استعمركم‬

‫فيها ‪ 3.‬فأي شرف و قد استخلفنا اهلل يف أرضه لنقيم شرعه و نعمِّر أرضه .‬
‫و كلمة استعمركم يف اللغة العربية تأتي من إ عمار الشيء وجذورها يف قواميس اللغة ثالثة أحرف‬
‫(ع َم َرَ) و تفسري (استعمركم) أي جعلكم عمّارها وسكانها وطلب منكم إعمارها .‬
‫و إن إنساناً مل حيدد لنفسه هدفاً يستغرق حياته يعيش كالسفينة تتقاذفه األمواج دون أن يدري أي شاطئ‬
‫يأمنه أو يأوي إليه.. لذا فقد منح اهلل اإلنسان العقل و زوّده مبفاتيحه و أمره بالتفكر و إعمال العقل، لكنه رسم له‬
‫احلدود و سلّمه املفاتيح الصحيحة اليت تُرشّد سلوكه و جتعل من حياته يف األرض حياة صالح ال فساد، إعمار‬
‫ال انهيار، إصالح ال خراب، تعاونٍ بني الناس ال تسخري و استعباد.. لقد دلّه على الكنز و أعطاه اخلارطة اليت إن‬
‫سار على هديها سلمت له دنياه و آخرته، و إن غرّه كنزه و ظن أنه ملك األرض و ما عليها هلك و تعس‬
‫و خسر الدارين.‬
‫هذا الكنز هو العقل الذي يرسم احلركة املادية لإلنسان، تلك احلركة اليت تغدو عرجاء عندما تسري بدون‬
‫اخلارطة اليت صاغها خالق اإلنسان.. هذه اخلارطة هي احلركة الروحية لإلنسان، هي القلب املتصل خبالقه يستمد‬
‫منه مفاتيح جناحه و يسمع اإلرشادات اليت فيها سعادته.. و إن تالزم هاتني احلركتني: حركة مادية بامتداد أفقي‬
‫1‬

‫- سورة العلق .‬

‫2‬

‫- سورة البقرة . آية ( 13 )‬

‫3‬

‫ سورة هود . آية ( 15 )‬‫- 31 -‬
‫يف األرض أداتها الع قل و حركة قلبية روحية أداتها قلب متصل مبواله بامتداد عمودي يبلغ عنان السماء، هلي‬
‫حركة فالح اإلنسان و سعادته يف الدنيا و اآلخرة، و حركة حضارة مبصرة راشدة.‬
‫لقد شيّد علماؤنا املسلمون حضارة أصيلة أعطت اخلري للبشرية، و محلوا مشعل العلم و قدموه لكل من‬
‫طلبه من األمم فكانوا سبباً يف كشف ظلمتهم وبناء حضارتهم، و مل يعرف التاريخ أمناً و استقراراً للعباد‬
‫و البالد، و ازدهاراً و صالحاً و قضاءً على الفقر إال يف عهدٍ تلمس قوانينه و استمد علومه من تالزمٍ تامٍ بني‬
‫احلركتني: حركة اإلنسان يف األرض و صلته يف السماء.‬
‫و ال غرو يف ذلك فلقد خاطبنا اهلل ‪ ‬يف كتابه العزيز واضعاً لنا السبل اليت تدفع اإلنسان حنو العلم‬
‫والرتقي وإقامة احلضارة ونشر العدل واخلري..‬
‫يقول اهلل ‪  : ‬إن يف خلق السموات واألرض واختالف الليل والنهار آليات ألولي األلباب الذين‬
‫يذكرون اهلل قياماً وقعوداً وع لى جنوبهم ويتفكرون يف خلق السموات واألرض . ربنا ما خلقت هذا باطالً‬

‫سبحانك فقنا عذاب النار ‪. 1 ‬‬
‫روي عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمري على عائشة رضي اهلل عنها، فقال عبد اهلل بن عمري :‬
‫حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ، فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي ، فقال :‬
‫يا عائشة ! ذريين أتعبد لربي، قالت: قلت: واهلل إني ألحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام‬
‫يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكى، فلم يزل يبكي حتى بل األرض، وجاء بالل يؤذنه بالصالة، فلما‬
‫رآه يبكي قال: يا رسول اهلل ! تبكي وقد غفر اهلل لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال: أفال أكون عبداً‬
‫شكوراً ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات، ويل ملن قرأها ومل يتفكر فيها: ‪ ‬إن يف خلق السموات واألرض واختالف‬
‫2‬

‫الليل والنهار آليات ألولي األلباب ‪.‬‬
‫وعنه ‪ " : ‬أمرني ربي بتسعٍ : اإلخالص يف الس ر و العالنية، و العدل يف الرضا و الغضب، و القصد يف‬
‫الغنى و الفقر،و أن أعفو عمن ظلمين و أصل من قطعين ،و أعطي من حرمين،و أن يكون نطقي ذكراً،‬
‫3‬

‫و صميت فكراً ، و نظري عربة " .‬
‫وشجع على العلم لتوسيع مدارك العقول واكتساب املعرفة من اآلخرين مادام يزن العلوم اليت يتلقفها من‬
‫غريه مبيزان السماء فإن كان يوافقه أدخله إىل دائرة معرفته واستفاد منه وبنى عليها علوماً جديدة وحضارة‬
‫و إجنازاً، وإن كانت غري ذلك أبعدها عنه ثم حبث عن خري أعم ومعرفة أجدى.‬
‫و جاء يف األثر:" اطلبوا العلم ولو يف الصني ".‬
‫و قال عليه الصالة و السالم: " ال يزال املرء عاملاً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ". و روي‬
‫أن اإلمام أمحد رؤي يكتب العلم فقيل له: إىل متى و أنت حتمل احملربة؟، فقال : " مع احملربة إىل املقربة "، يف‬
‫1‬

‫- سورة آل عمران، اآلية ( 091 – 191 )‬

‫2‬

‫- صحيح، سلسلة األحاديث الصحيحة، األلباني، رقم 85 .‬

‫3‬

‫ اجلامع ألحكام القرآن، لإلمام القرطيب، ج 3 .‬‫- 81 -‬
‫إشارة إىل الالحمدودية يف املكان و الزمان للتعلّم ، و هذا ما يسميه علماء الرتبية اليوم بالتعلم املستمر طوال احلياة .‬
‫ويقول ‪ ": ‬احلكمة ضالة املؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها "1 ولذا فإن أول أمر مساوي جليل صدر‬
‫لإلنسان ‪ ‬اقرأ‪ ‬كان هدفه توسيع إدراكه واستفادته من خربات اآلخرين وآرائهم ..‬
‫كما علمنا كيف نعاجل أية فكرة من خمتلف الزوايا وال نتعصب لرؤية حمددة، بل نتعرف على إجيابياتها‬
‫وسلبياتها.‬
‫يقول اهلل عز وجل: ‪ ‬يسألونك عن اخلمر وامليسر قل فيهما إثم كبري ومنافع للناس وإمثهما أكرب من‬
‫نفعهما ‪ ،2 ‬فمنافع للناس ( إجيابيات ) ، و اإلثم و هو الضرر ( سلبيات )، و إمثهما أكرب من نفعهما ( السلبيات‬
‫أكثر بكثري من اإلجيابيات) ، لذلك حرّمها اهلل تعاىل ألن مضارها تفوق منافعها حتى أنها تكاد ال تُذكر أمام‬
‫خطرها على الفرد و اجملتمع .و إنها لتوجيه علوي كريم من اهلل ‪ ‬إذ أنه سبحانه هو الذي حرَّم علينا اخلمر، ثم‬
‫مل مينعه ذلك من أن يعرض املوضوع من كافة جوانبه، فلم حيذف تبارك و تعاىل ذكر منافعها مع قلَّتها رغم أنه‬
‫املشرِّع بتحرميها.‬
‫وأمرنا جل وعال باختاذ كافة األسباب يف كل أمورنا فقال جل جالله:‪ ‬وأعدوا هلم ما استطعتم من‬
‫قوة.....‪ .3 ‬و ليست القوة هي رباط اخليل فحسب، بل هي اختاذ كافة األسباب من علم و تكنولوجيا و تنمية‬
‫و تعليم... و لعل من حكمته جل جالله أن قال ‪ ‬ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم ‪4 ‬لينبهنا إىل أن‬
‫لألسلحة أنواع، و سالح العلم من أهم األسلحة اليت أغفلها مسلمو اليوم.‬
‫و قد تعلّمنا من هجرته ‪ ‬كيف نأخذ بعني االعتبار كافة العوامل واالحتماالت ونضع البدائل احملتملة‬
‫وننظر للنتائج ثم نصبُّ ذلك كله يف خطة حمكمة، إذ البد ملن اختذ كافة األسباب أن يكون النجاح حليفه منزالً‬
‫من عند رب األسباب.‬
‫و أرشدنا تبارك وتعاىل كيف ندرس النتائج مع ترتيب األولويات وذلك يف قصة سيدنا هارون مع موسى‬
‫عليهما السالم. قال تعاىل: ‪ ‬قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أال تتبعن أفعصيت أمري قال يبنؤم ال تأخذ‬
‫بلحييت وال برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بني بين إسرائيل ومل ترقب قولي ‪. 6 ‬‬
‫فالقرآن الكريم يبيّن لنا لنتعلم من سلوك سيدنا هارون كيف ننظر إىل النتائج ونأخذ سلبيات وإجيابيات كل‬
‫منهم ونرتب األَوْىل، ثم نتخذ القرار الصعب الذي هو أهون األمرين ( وفقاً للنتائج وإجيابياتها). فلقد اختار سيدنا‬
‫هارون الصرب على ضالل القوم حتى يعود سيدنا موسى عن الفتنة و انقسامهم طوائف .‬
‫و األمثلة كثرية يف توجيه اهلل ‪ ‬عقل اإلنسان حنو توسيع مداركه و تدريب عقله للتفكري السليم‬
‫1‬

‫- رواه الرتمذي يف أبواب العلم عن أبي هريرة و قال حديث غريب .‬

‫2‬

‫- سورة البقرة ، اآلية ( 912 ) .‬

‫3‬

‫- سورة األنفال ، اآلية ( 05 ) .‬

‫4‬

‫- سورة النساء، اآلية (201)‬

‫6- سورة طه (29- 49)‬
‫- 91 -‬
‫و النهوض مبهارات عقله و فكره.. و إن التدريب املستمر لعقل اإلنسان ليشمل كافة نواحي حياته، يشري إىل أن‬
‫اهلل ‪ ‬أراد لتلك املهارات الفكرية أن تتطور و أن تصبح مهارة أصيلة يف فكره يطبقها يف كل مناحي حياته‬
‫و تصبح جزءاً من خمزونه املعريف و الفكري و اليت يطلق عليها علماء الرتبية " مهارة يف الالوعي " و اليت تعد أعلى‬
‫درجات سلّم التعلّم.‬
‫و إن سرية املصطفى ‪ ‬كانت و ما زالت كنزاً استمد منه الصحابة رضوان اهلل عليهم و من تابعهم منهج‬
‫التفكري و إعداد و تنظيم اخلطط و احلياة، و بذل اجلهد يف االجتهاد و سن احلكم و القوانني يف األمور اليت يسوغ‬
‫فيها االجتهاد، و ممن ميلك آلته:‬
‫فقد ورد عن رسول اهلل ‪ ‬أنه ملا أراد أن يبعث معاذاً إىل اليمن قال:" كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ " ،‬
‫قال: أقضي بكتاب اهلل ، قال : "فإن مل جتد يف كتاب اهلل ؟ "، قال: فبسنة رسول اهلل ‪ . ‬قال: " فإن مل جتد يف‬
‫سنة رسول اهلل وال يف كتاب اهلل". قال: أجتهد رأيي وال آلو.(ال أقصر يف االجتهاد ) فضرب رسول اهلل ‪‬‬
‫صدره، وقال: " احلمد هلل الذي وفق رسول رسول اهلل ملا يرضي رسول اهلل" 1 .‬
‫ثم يصعد بنا جل جالله إىل تنظيم تفكرينا و توجيهه حنو حتليل احلدث و املقارنة و االستنتاج: ‪ ‬قل سريوا‬
‫يف األرض فانظروا كيف بدأ اخللق ‪  . 2 ‬و تلك األمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ‪  . 3 ‬لقد كان يف‬
‫قصصهم عربةٌ ألولي األلباب ‪. 4 ‬‬
‫كما علّمنا ديننا احلنيف كيفية التعامل مع اآلخرين و احرتام آرائهم و إن كانت مغايرة آلرائنا الشخصية،‬
‫و كيف نتثبت و ندحض الباطل باحلجة و أن نستخرج الصواب من القول أو اخلطأ فيه.‬
‫يقول اهلل ‪ : ‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً جبهالة فتصبحوا على ما فعلتم‬

‫نادمني ‪ 6 ‬و يقول تبارك و تعاىل : ‪ ‬يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثرياً من الظن إن بعض الظن إثم ‪.5 ‬‬
‫و يعلّ منا على لسان سليمان عليه السالم يف قصة اهلدهد الذي فقده سيدنا سليمان دون أن يأذن له و قد آتى اهلل‬
‫سيدنا سليمان ملكاً عظيماً و علّمه منطق الطري: ‪ ‬ألعذبنّه عذاباً شديداً أو ألذحبنّه أو ليأتيين بسلطان مبني ‪. 3 ‬‬
‫و علّمنا جل جالله أال نقذف اآلخرين بأخطائنا و ننسبها إليهم تهرباً من سلبياتنا: ‪ ‬و من يكسب خطيئة‬
‫أو إمثاً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً و إمثاً مبيناً ‪. 8 ‬‬
‫1‬

‫- حسن، تلخيص العلل املتناهية،الذهيب، ص 952‬

‫2‬

‫- سورة العنكبوت . اآلية ( 02 )‬

‫3‬

‫- سورة احلشر . اآلية ( 12 )‬

‫4‬

‫- سورة يوسف ، اآلية ( 111)‬

‫6‬

‫- سورة احلجرات . اآلية ( 5 )‬

‫5‬

‫- سورة احلجرات ، اآلية( 21)‬

‫3‬

‫- سورة النمل ، اآلية ( 12)‬

‫8‬

‫ سورة النساء ، اآلية ( 211 )‬‫- 02 -‬
‫ثم خاطب اهلل ‪ ‬عاطفة اإلنسان و حبه لذاته و أخذ بيده ليبتعد حبكمه على األمور عن دائرة التحيّز‬
‫و االنتصار للذات ، فسلك به مدارج حماسن األخالق ، و بيّن له كيف ميكن شرح فكرته بوضوح و تنظيم‬
‫أفكاره إلقناع اآلخرين ، و التعامل مع املعلومات و معرفة عواطف اآلخرين و آرائهم و أخذها بعني االعتبار‬
‫للوصول إىل ملتقى طريق جيمع بني رأيني أو يقنع اآلخر باحلق املبني . و إننا نرى ذلك واضحاً يف قصة سيدنا‬
‫جعفر بن أبي طالب حني عرض اإلسالم على النجاشي - ملك احلبشة - :‬
‫" يا أيها امللك .. كنا قوماً أهل جاهلية: نعبد األصنام ، و نأكل امليتة ، و نأتي الفواحش ، و نقطع األرحام،‬
‫و نسيء اجلوار ، و يأكل القوي منا الضعيف .. حتى بعث اهلل إلينا رسوالً منا، نعرف نسبه، و صدقه،و أمانته ،‬
‫و عفافه ، فدعانا إىل اهلل لنوحدّه و نعبده ، و خنلع ما كنا نعبد حنن و آباؤنا من احلجارة و األوثان .. و أمرنا‬
‫بصدق احلديث و أداء األمانة و صلة الرحم و حسن اجلوار و الكف عن احملارم و الدماء. و نهانا عن الفواحش‬
‫و قول الزور و أكل مال اليتيم و قذف احملصنات، فصدقناه و آمنا به، و اتبعناه على ما جاءه من ربه ، فعبدنا اهلل‬
‫وحده و مل نشرك به شيئاً و حرمنا ما حرم علينا ، و أحللنا ما أحلّ لنا ، فعدا علينا قومنا، فعذبونا و فتنونا عن‬
‫ديننا لريدونا إىل عبادة األوثان و على ما كنا عليه من اخلبائث..فلما قهرونا و ظلمونا و ضيّقوا علينا، و حالوا بيننا‬
‫و بني ديننا، خرجنا إىل بالدك و رغبنا يف جوارك و رجونا أال نظلم عندك " 1.‬
‫فعرض سلبيات اجلاهلية ثم إجيابيات اإلسالم، و ركّز على نقاط التقاءٍ بني أفكار الدين املسيحي‬
‫و اإلسالمي، فكان لكالمه أثرٌ بليغ و نتائج مجّة يف تفهّم النجاشي للدين اإلسالمي و مطالب املسلمني الالئذين‬
‫بأرضه .‬
‫و كذلك قصة سيدنا مصعب بن عمري ‪ ‬حني عرض اإلسالم على أسيد بن حضري إذ أتاه غاضباً حامالً‬
‫حربته، راغباً يف طرد مصعب من املدينة، فقال له مصعب: " أوال جتلس فتسمع ؟ فإن رضيت أمرنا قبلته،‬
‫و إن كرهته كففنا عنك ما تكره “. فألقى أسيد حربته قائالً: " أنصفت “.. ثم ما لبث أسيدٌ أن أسلم.‬
‫و بعد تفعيل كل طاقات الفكر يوجه اإلسالم تلك الطاقات حنو العمل و عمارة الكون و حل املشكالت‬
‫املعرتضة، و يُودع اإلنسان دافعاً قوياً جيعله يتغلب على املصاعب و يعمل جبدٍ دون ملل، بل و يبدع يف عمله،‬
‫فعن النيب ‪ ‬قال: " إن اهلل حيب إذا عمل أحدكم عمالً أن يتقنه " 2 ، و قال ‪ " : ‬إن اهلل كتب اإلحسان على‬
‫كل شيء "3 . و إتقان العمل و اإلحسان هو اإلتيان به على أكمل وجه ، أي الوصول إىل مهارة يف الالوعي‬
‫و اليت متثل – كما قلنا – أعلى درجات سلّم التعلّم ، و إن الوصول إىل هذه املرتبة يهيء اإلنسان لإلبداع . إذ أن‬
‫مرحليت اإلبداع األُوْلَتني : التحضري و التحري تعنيان اإلحاطة باملوضوع بعمق و معرفة كافة جوانبه ، ثم تأتي‬
‫املرحلة الثالثة و هي مرحلة التحوّل اليت أدات ها النظر إىل األمر من خمتلف اجلهات ، و هذا ما حتدثنا عنه سابقاً مما‬
‫حثّ عليه اإلسالم و فعّله ، ثم تأتي مرحلة االحتضان اليت يرى فيها العلماء أن من مستلزماتها إعطاء العقل الباطن‬
‫1‬
‫2‬
‫3‬

‫ صحيح ، املسند ، اإلمام أمحد ، 1/202‬‫ صحيح ، سلسلة األحاديث الصحيحة ، األلباني ، 3111‬‫ صحيح ، رواه مسلم عن أبي يعلى شداد بن أوس.‬‫- 12 -‬
‫فرصة ملراجعة حصيلة املعلومات ليخرج منها بعالقات جديدة، ثم أخرياً املرحلة النهائية و هي مرحلة التنوير حيث‬
‫يبدأ تصميم اإلبداع بالظهور ..‬
‫و لعل ظهور عدد كبري من العلماء املسلمني و محلهم مشعل احلضارة لقرون عديدة لدليل دامغ على أن‬
‫اإلسالم قد هيأ اإلنسان ملراحل اإلبداع، ثم مل يكتفِ بذلك بل أعطاهم األدوات اليت تنقل هذا اإلبداع إىل مرحلة‬
‫الت قويم و التنفيذ إذ جعل غاية العلم و العمل و اإلبداع هو نفع الناس، و نشر اخلري للعباد ، فكان نتاج حضارتهم‬
‫خريٌ عميم للبشرية مجعاء .و ال عجب إذ أن من مبادئ اإلسالم قوله ‪ ": ‬خري الناس أنفعهم للناس" 1 ، و قد‬
‫عاب احلق جل و عال على الذين يتعلمون علماً ضاراً، فقال يف كتابه العزيز :‪ ‬و يتعلّمون ما يضرّهم‬
‫و ال ينفعهم و لقد علموا ملن اشرتاه ما له يف اآلخرة من خالق‪ 2‬أي نصيب. و كان رسول اهلل ‪ ‬يسأل اهلل‬
‫تعاىل علماً نافعاً و يستعيذ به من علم ال ينفع.‬
‫و بهذا البناء احملكم صاغ املسلم يف عصوره اليت متسك فيها بدينه حضارةً جميدة و علماً نافعاً، و قدّمه لألمم‬
‫لتنعم بنور العلم و تنهل من معارفه حتى أضاءت بعد ظالمها، و تنوّرت بعد ختلفها فأمسكت بزمام العلم و قيادة‬
‫املعرفة بعد أن ختلى املسلم عن دينه و قيمه فتدهورت أحواله و تفلتت زمام األمور من يده.‬
‫و إن الغرب اآلن ب عد أن رضع لبان علمه من األندلس و الشام قد أمثر معارف جديدة و وضع من العلوم‬
‫غثّه و زبده، و قد بات على املسلم أن يصلح قلبه و عقله، فكما قال عليه السالم: " احلكمة ضالة املؤمن .. "‬
‫فعليه أن يتزود من العلوم اليت توافق قلبه و عقله و قيمه و دينه، و يهضمها حقاً ثم تنصبغ مع فكره و قيمه، ثم‬
‫خيرجها عسالً مصفى و يفرزها علوماً جديدة تدفع البشرية حنو اخلري و السعادة.. صبغة جديدة هي صبغة اهلل‬
‫و باسم اهلل. ثم يأخذ مفتاح عزته ليقود الركب من جديد و يستعيد مهمته األوىل اليت عندما ختلى عنها أو أُقيل‬
‫منها احنرف العقل عن جادته و غاب هدف الوجود األصيل وسط غطرسة العقل و العلم فولدت حضارة مشوهة،‬
‫سلبياتها غمرت إجيابياتها و ما قدمته بيد أخذت أضعافه باألخرى، قدمت له املاديات و سلبت منه سر السعادة‬
‫و نسيت أن جناحا اإلنسان اللذين ال يطري إال بهما : العقل و القلب ، الروح و اجلسد ، تلك الثنائية الالزمة اليت‬
‫ال غنى عنها لسعادة اإلنسان و إال مشى مشية عرجاء، تارةً ينكبّ و أخرى يقع .‬
‫لقد آن أن يصبــح الشـرق حرا‬
‫فيا أمم الشـرق فيم التـواني‬
‫الـشــرق دينــاً و عــلمـاً و فـنـاً‬
‫تعلمت األمم الناهضات من‬
‫فنحن من الشمس و الشمس منا‬
‫رفعنـا احلجاب عن الكائنات‬
‫فتى الشرق أنت الويف األمني‬
‫فوحِّــد بالدك صوب العــال‬

‫1‬

‫2‬

‫ صحيح ،سلسلة األحاديث الصحيحة ، األلباني ، 324‬‫ سورة البقرة، اآلية ( 201)‬‫- 22 -‬

‫فأظهر يــد العـزم للنــاس جهــرا‬
‫بإيـمانــها تـلقَ عــــزّ اً و نصــراً‬
‫تعلمت أن َّ:‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫الفاشلين يقسمون لقسمين : قسم يفكر دون‬
‫تنفيذ و قسم ينفذ دون تفكير ..‬
‫العقل كالحقل، و كل فكرة تفكر فيها لفترة‬
‫طويلة هي بمثابة عملية ري، و لن نحصد‬
‫ّ‬
‫سوى ما نزرع من أفكار سلبية أم إيجابية.‬

‫- 32 -‬
‫أهداف الربنامج‬

‫1- بناء تفكري اجليل و إعادة هندسة تفكريه ليقوم حبمل رسالة أجداده‬
‫العظام الذين صنعوا احلضارة اليت استقى منها الغرب علومهم.‬
‫2- تنمية مهارات التفكري بشكلٍ عملي لتوظيفها يف حياته اليومية و خرباته‬
‫املعرفية.‬
‫3- تكوين النظرة املوضوعية لدى املتدربني جتاه أي موقف، و رؤيته بشكلٍ‬
‫واضح و على حقيقته متاماً.‬
‫4- رفع مستوى الكفاءة التفكريية لدى املتدرب، و بالتالي مستوى حتصيله‬
‫الدراسي.‬
‫6- زيادة مستوى الذكاء و القدرات العقلية لدى املتدرب .‬
‫5- تقدير و احرتام الذات و بناء الثقة يف القدرة على التفكري السليم لدى‬
‫املتدرب .‬
‫3- الوصول إىل إنسان مبدع فعّال ، قادر على التفكري السليم و حل‬
‫املشكالت ، و اإلسهام يف بناء جمتمعه .‬
‫أساس الربنامج :‬

‫يعتمد هذا الربنامج على برنامج كورت ‪ CoRT‬العاملي مع تعديل واسع من‬
‫حيث عدد املهارات يف كل جزء و أهدافها و ترتيبها، و قد متّ إضافة‬
‫اسرتاتيجيات ( آليات ) لبعض املهارات، يف حني مل يستخدم يف كورت‬
‫اسرتاتيجيات و آليات.‬

‫- 42 -‬
‫مميزات الربنامج :‬

‫1- ميكن تعليمه بشكلٍ منفصل عن املنهاج املدرسي إما حبصة درسية مستقلة‬
‫تضاف للربنامج املدرسي تسمى حصة مهارات التفكري، كما يف بعض مدارس‬
‫املوهوبني يف الوطن العربي كمدرسة اليوبيل يف األردن. أو ميكن تعليمه يف‬
‫دورات تدريبية و ورشات عمل.‬
‫2- ميكن تعليمه بشكل غري مباشر ضمن املنهاج املدرسي بواسطة املدرّس عن‬
‫طريق تغيري طريقة عرض الدرس و توجيه األسئلة لتنمية مهارات التفكري و ليس‬
‫فقط مهارات التذكر .‬
‫3- الربنامج له تصميم موازٍ ، أي أن أجزاءه ليست مرتبطة معاً ، إال أن اجلزء‬
‫األول ميكن اعتباره أساساً جيب البدء به قبل أي جزء آخر .‬

‫ل‬

‫ملن هذا الربنامج ؟ :‬

‫1- يناسب كل األعمار من املرحلة االبتدائية و إىل ما بعد اجلامعة .‬
‫2- يناسب كل مستويات الذكاء ، من مستوى حتت املتوسط و ما فوق‬
‫( أي من مستوى الذكاء ‪ ، ) 140 – 36 ( IQ‬علماً بأن مستوى‬
‫الذكاء املتوسط هو 001 ) .‬

‫- 62 -‬
- 25 -
‫إن أهمية توسيع اإلدراك في التفكير كأهمية‬
‫النظارات لمن يعاني من ضعف البصر، فهو‬
‫ال يرى الكون حوله بوضوح و على حقيقته‬
‫و كذلك توسيع‬
‫إال بواسطتها ،‬
‫اإلدراك بالنسبة للتفكير ، يجعلنا نرى الكون‬
‫على حقيقته و بوضوح ال غبش فيه .‬

‫من أقوال: د. إدوارد دي بونو‬

‫- 32 -‬
‫املهارات املوجودة يف اجلزء األول من‬
‫برنامج هندسة التفكري‬
‫اسم املهارة‬

‫تعريفها‬

‫معاجلة األفكار‬

‫استخالص إجيابيات الفكرة و سلبياتها‬
‫مع النظر إىل األمور امللفتة لالنتباه أو‬
‫اليت تتطلب دراسة أكثر للبتّ فيها .‬

‫األهداف املرجو حتقيقها من هذه املهارة‬
‫1-‬
‫2-‬
‫3-‬

‫‪PMI‬‬
‫4-‬
‫6-‬

‫اعتبار مجيع‬
‫العوامل‬
‫‪CAF‬‬

‫البدائل‬
‫و االحتماالت‬
‫و اخليارات‬

‫إجياد أكرب عدد ممكن من العوامل املتعلقة‬
‫مبوقف أو فكرة ما .‬
‫أو : تدريب الفرد للبحث عن كل‬
‫اجلوانب املرتبطة مبوضوع أو موقف ما‬
‫بهدف الوصول إىل قرار أو ختطيط أو‬
‫حل سليم .‬

‫‪FIP‬‬

‫وجهات نظر‬
‫اآلخرين‬
‫‪OPV‬‬

‫1- تدريب الفرد على عدم إهمال أية عوامل، مهما كانت قيمتها‬
‫دون النظر ملدى أهميتها أو تفضيلها.‬
‫2- معرفة و دراسة املوقف من خمتلف نواحيه و أخذ كافة العوامل‬
‫بعني االعتبار للوصول إىل :‬
‫1- نظرة شاملة و عميقة و دقيقة للموقف .‬
‫2- قرار صائب.‬
‫3- حل املشكالت بشكلٍ أفضل.‬
‫4- ختطيط سليم.‬
‫6- تطوير فكرة جديدة.‬

‫الرتكيز على اكتشاف مجيع البدائل‬
‫و اخليارات و اإلمكانات عن قصد .‬
‫أو : البحث عن بدائل جديدة‬
‫ملوقف ما .‬

‫1. هي عالج لردود األفعال االنفعالية.‬
‫2. تساعد على عملية التواصل بني الناس ألن إجياد تفسريات أخرى‬
‫لسلوك اآلخرين يؤدي إىل فهم سلوكهم بشكلٍ أفضل، و إعطاء‬
‫تربيرات هلم ، و بالتالي التكيّف معهم.‬
‫3. عدم التسرع يف احلكم على احللول و إجياد بدائل أخرى قد ال‬
‫تكون واضحة للوهلة األوىل .‬

‫احلكم على األفكار ثم ترتيبها حسب‬
‫أهميتها بالنسبة لشخص ما .‬
‫أو : ترتيب األفكار حسب األهمية .‬

‫1. الرتكيز على تقدير أهمية الفكرة .‬
‫2. ترتيب و تنظيم األفكار / النتائج / األهداف / العوامل / البدائل‬
‫حسب األهمية .‬

‫معرفة آراء اآلخرين و طريقة تفكريهم‬
‫لالستفادة منها.‬

‫1- احرتام الرأي اآلخر و االبتعاد عن التسرع يف احلكم على آراء‬
‫اآلخرين .‬
‫2- االستفادة من آراء اآلخرين و أفكارهم لتوسيع اإلدراك و النظر‬
‫إىل املوقف بشكلٍ أعمق و أمشل.‬
‫3- االبتعاد عن التعصب للرأي الشخصي و حذفِ أو إهمالِ آراء‬
‫اآلخرين و ومسهم بالغباء أو اخلطأ أو عدم الفهم .‬

‫‪APC‬‬

‫األولويات‬

‫الوصول إىل حتليل أعمق للفكرة.‬
‫فهم الفكرة بشكل دقيق.‬
‫تأجيل إصدار األحكام حتى يتم اكتشاف كل أبعاد املوقف‬
‫و بالتالي الوصول إىل قرار صحيح قدر اإلمكان‬
‫الوصول ألفكار جديدة.‬
‫االبتعاد عن التحيّز قدر املستطاع.‬

‫- 82 -‬
‫النتائج‬
‫‪Results‬‬

‫األهداف‬
‫‪AGO‬‬

‫القوانني‬
‫‪Rules‬‬

‫استخالص النتائج الفورية و قريبة‬
‫و متوسطة و بعيدة املدى ألي قرار‬
‫أو عمل.‬
‫أو : النظر إىل املستقبل لرؤية النتائج‬
‫الفورية و القريبة و املتوسطة و البعيدة‬
‫لألعمال و القرارات و القوانني‬
‫و االخرتاعات ..‬

‫1. النظر للمستقبل القريب و البعيد.‬
‫2. التخطيط السليم.‬
‫3. االبتعاد عن التسرع و جتنب الندم يف املستقبل نتيجة قرارات أو‬
‫حلول سطحية و سريعة و غري مدروسة النتائج، و سواءً أكانت‬
‫النتائج على املستوى الفردي أو اجلماعي أو املدى القريب‬
‫أو البعيد فيجب أخذها بعني االعتبار.‬

‫الرتكيز على اهلدف العام الذي يكمن‬
‫وراء األعمال اليت نقوم بها، و حتديد‬
‫األهداف املرحلية و اخلطوات اليت حتقق‬
‫هذا اهلدف العام.‬

‫1- أن يصبح لإلنسان قيمة و معنى، فإنسان بدون هدف ال قيمة له‬
‫( قيمة اإلنسان بقيمة هدفه ).‬
‫2- حتقيق اإلجنازات، ألن حتقيق اإلجنازات ال تتم إال بتحديد‬
‫األهداف بشكلٍ واضح.‬
‫1- حتديد اهلدف يوسع إدراك اإلنسان للموقف بشكل أمشل.‬

‫1-‬
‫هي صياغة جمموعة من اللوائح اليت‬
‫تستخدم لضبط حياة الناس و حتسينها و 2-‬
‫تسهيلها و تنظيمها.‬
‫أو : هي صياغة جمموعة من البنود اليت 3-‬
‫تضبط مواقف و حياة الناس لتسهيلها‬
‫4-‬
‫و تنظيمها.‬
‫6-‬

‫التخطيط‬
‫‪Planning‬‬

‫القرارات‬
‫‪Decisions‬‬

‫رسم خطوات منظمة للوصول إىل‬
‫هدف ما مع دراسة املوقف من خمتلف‬
‫النواحي .‬
‫أو : إعداد خطة أو برنامج عملي‬
‫للوصول إىل اهلدف الذي نريد حتقيقه و‬
‫بناء اإلجراءات الالزمة لذلك مع دراسة‬
‫كافة االحتماالت املمكنة .‬
‫التفاعل مع املوقف احلالي و رؤيته‬
‫بشكل أوسع من أجل الوصول إىل قرار‬
‫سليم.‬
‫أو : عملية تفكريية تهدف إىل اختيار‬
‫أفضل البدائل / احللول يف موقف معني.‬

‫تطبيق املهارات السابقة.‬
‫استخدام القوانني مينع تشتت أفكار الناس و يساعدهم على‬
‫ضبط تفكريهم و تنظيمه.‬
‫معرفة حماسن و مساوئ ( صالحية ) القوانني للعمل على‬
‫تطويرها أو الرضا بها.‬
‫معرفة اهلدف من القانون يساعد الناس على تنفيذ القوانني‬
‫و جعلها أكثر فائدة.‬
‫اكتساب اسرتاتيجية وضع القوانني و تقييمها.‬

‫1-‬

‫التدريب على اجلمع بني املهارات:‬
‫أ- معاجلة األفكار . ب- اعتبار مجيع العوامل.‬
‫د- األهداف.‬
‫جـ- النتائج .‬
‫ألن التدرّب على هذه املهارات حتسن القدرة على التخطيط.‬
‫القدرة على الوصول إىل أسلم و أفضل اخلطط املمكنة لتحقيق‬
‫اهلدف.‬
‫القدرة على تنظيم األفكار.‬
‫اكتساب اسرتاتيجية وضع اخلطط و تقييمها لتطويرها.‬

‫1-‬
‫2-‬
‫3-‬

‫التفاعل مع مجيع املهارات السابقة و االستفادة منها.‬
‫حتسني عملية اختاذ القرار و الوصول للقرار الصائب.‬
‫توسيع إدراك املوقف لدى اإلنسان و بالتالي مساعدته يف اختاذ‬
‫القرار األسلم.‬
‫اكتساب اسرتاتيجية اختاذ القرار.‬

‫2-‬
‫3-‬
‫4-‬

‫4-‬

‫- 92 -‬
‫املهارة األوىل‬

‫معـاجلــة األفكـــار‬
‫إجيابي - سليب - حيتاج لدراسة‬

‫يقول اهلل ‪  : ‬و عسى أن تكرهوا شيئ ً و هو خي ٌ لكم ، و عسى أن تحبوا شيئا و هو ش ٌ لكم‬
‫ر‬
‫ً‬
‫ر‬
‫ا‬
‫‪‬‬

‫-‬

‫إجيابي إجيابي حيتاج لدراسة‬
‫‬‫+‬
‫سليب‬
‫سليب‬
‫‬‫+ حيتاج لدراسة‬
‫إجيابي‬
‫إجيابي‬
‫حيتاج لدراسة‬
‫-‬

‫سليب‬
‫إجيابي‬

‫- 03 -‬

‫حيتاج لدراسة‬
- 31 -
‫املهارة األوىل : معاجلة األفكار ‪PMI‬‬

‫شرح املهارة :‬
‫يقول اهلل ‪  : ‬و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خريٌ لكم ، و عسى أن حتبوا شيئاً و هو شرٌ لكم ‪.1 ‬‬

‫و يقول أيضاً يف كتابه العزيز: ‪ ‬فعسى أن تكرهوا شيئاً و جيعل اهلل فيه خرياً كثرياً ‪. 2 ‬‬
‫فاحلق جل و عال ينبه اإلنسان أال يأخذ األمور بنظرة متسرعة، و حيكم على األحداث دون تفكر، فقد تبدو‬
‫األمور يف بادئ األمر سلبيةً سيئة ً بالنسبة لنا، إال أن احلقيقة قد تكون غري ذلك.‬
‫فيلفت انتباهنا إىل أمرٍ يف غاية األهمية يعترب أساساً لعمليات التفكري أال و هو التفكري بسلبيات ( تكرهوا )‬

‫و إجيابيات ( حتبوا ) يف كل أمر، و أال حنكم على األمور بشكلٍ سطحي و نظرة متعجلة. فربّ أمر يبدو نافعاً‬
‫للوهلة األوىل لكنه حيمل يف طياته ضرراً كبرياً ( سلبيات كثرية ).‬
‫ثم ينبهنا سبحانه و تعاىل إىل عدم النظر إىل األمور من زاوية واحدة فقط.. فال نرى األمور السلبية فقط، بل‬
‫نقلب األمر من خمتلف الوجوه، فيقول جل جالله: ‪ ‬و ال تبخسوا الناس أشياءهم 3‪ ‬و خبسها يكون بذكر‬
‫معايبها دون حماسنها.‬
‫و يقول احلق جل و عال : ‪ ‬و ال جيرمنكم شنآن قوم على أن ال تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ‪ 4 ‬شنآن‬
‫أي بغض، فهو توجيه كريم حتى ال ن قع يف هذا الشَرك، و هو أن البغض أحياناً قد مينعنا من رؤية األمر على‬
‫حقيقته .‬
‫و إن أي قرار ال ميكن أن يكون قراراً صائباً دون أن يستخدم هذه املهارة األساسية و هي دراسة كل فكرة‬
‫و كل عامل من العوامل املؤثرة من ناحية اإلجيابيات و السلبيات فيها.‬

‫تعريف املهارة :‬
‫مهارة معاجلة األفكار ‪ PMI‬تعين :‬
‫استخالص إجيابيات الفكرة و سلبياتها مع النظر إىل األمور امللفتة لالنتباه أو اليت تتطلب دراسة أكثر للبتّ‬
‫فيها .‬
‫أو : ميكننا القول هي القدرة للنظر إىل فكرة ما من خمتلف الزوايا ، ثم تصنيف هذه األفكار من حيث هي‬
‫أفكار إجيابية ( جيدة ) أو سلبية ( سيئة ) أو هلا احتماالت حتتاج لدراسة أكثر و مجعٍ للمعلومات .‬
‫1‬
‫2‬
‫3‬
‫4‬

‫ سورة البقرة ، اآلية ( 512 )‬‫ سورة النساء ،اآلية ( 9 )‬‫ سورة الشعراء، اآلية ( 381)‬‫ سورة املائدة، اآلية ( 8)‬‫- 23 -‬
‫و ‪ PMI‬اختصاراً إىل :‬
‫‪ Plus Minus Interesting‬أي : إجيابي، سليب، حيتاج لدراسة أو يعاد فيه النظر .‬

‫اهلدف من املهارة :‬
‫1-‬
‫2-‬
‫3-‬

‫الوصول إىل حتليل أعمق للفكرة و أكثر مشولية .‬
‫فهم الفكرة بشكلٍ دقيق .‬
‫تأجيل إصدار األحكام حتى يتم اكتشاف كل أبعاد املوقف ( املشكلة ) و بالتالي الوصول إىل قرار‬

‫4-‬
‫6-‬
‫5-‬

‫صحيح قدر اإلمكان .‬
‫الوصول إىل أفكار جديدة .‬
‫االبتعاد عن التحيّز قدر املستطاع .‬
‫تساعد يف زيادة مهارتي املرونة 1 و الطالقة 2 ، اللتني هما شرطان من شروط اإلبداع .‬

‫كيفية التدرّب على املهارة :‬
‫نستطيع بواسطة هذه املهارة أن نعاجل أي أمر بشكلٍ موضوعي ، و ذلك بالنظر إليه من حيث :‬
‫1-‬

‫إجيابي ( + ) ‪ : Plus‬و يُنظر فيه إىل كل اجلوانب اإلجيابية يف هذه الفكرة .‬

‫2-‬

‫سليب ( - ) ‪ : Minus‬و يُنظر فيه إىل كل اجلوانب السلبية يف هذه الفكرة .‬

‫3-‬

‫حيتاج لدراسة ( ‪ : Interesting ) I‬و يُنظر فيه إىل اجلوانب اليت حتتاج‬

‫للدراسة أو مجعٍ للمعلومات بشكلٍ أكرب أو هي ليست سلبية و ال إجيابية.‬
‫و ميكن أن نتدرّب على هذه املهارة، وذلك:‬
‫1- نكتب و حندد املوضوع ( الفكرة ) املراد مناقشتها.‬
‫2- نفكر يف كل النواحي اإلجيابية و السلبية و امللفتة للنظر يف املوضوع املطروح من خالل التفكر‬
‫3-‬

‫باملوضوع بشكلٍ شخصي و تناوله بشكل مجاعي أو مدى تأثريه بالنسبة لآلخرين.‬
‫ثم نسجل كل هذه األفكار ضمن جدول :‬

‫+‬
‫تكتب فيه اإلجيابيات‬
‫و ترقّم.‬

‫‬‫تكتب فيه السلبيات‬
‫و ترقّم.‬

‫‪I‬‬
‫يكتب فيه ما حيتاج‬
‫لدراسة و يرقّم.‬

‫1 – الطالقة : هي القدرة على إنتاج كمية كبرية من األفكار خالل فرتة زمنية معينة .‬
‫2- املرونة : هي القدرة على االنتقال بالتفكري من موقف آلخر أو من تصنيف آلخر ، فاملرونة تتعلق بالكيف من األفكار و الطالقة تتعلق بالكم ( عدد‬
‫األفكار ) .‬
‫- 33 -‬
‫مبادئ املهارة :‬
‫1-‬

‫أطلق فكرك يف مجيع االجتاهات و ال حتددّه يف اإلجيابيات فقط .‬

‫2-‬

‫ال تهمل األفكار من اللحظة األوىل و لو كانت غري مهمة بالنسبة له ، ألن هذه األفكار قد تقودك بعد‬
‫الدراسة إىل أفكار جديدة .‬
‫ال تتجاهل األفكار السلبية من وجهة نظرك .‬

‫4-‬

‫عند دراسة موضوع ما أو مشكلة ما ، خذ بعني االعتبار وجهات نظر اآلخرين و إن كانت سلبية بالنسبة‬
‫لك ، و ذلك من أجل رؤية املوضوع من خمتلف زواياه .‬

‫3-‬

‫مثال مشروح :‬
‫مناقشة الفكرة التالية : طُرحت فكرة حلماية البيئة و النظافة يف شارع ما ، و هي أن كل من‬
‫وجد أمام بيته قاذورات عليه تنظيف الشارع كامالً إما بنفسه أو االستعانة بأحد ما (مثل عامل‬
‫التنظيفات لقاء أجر خاص) ، ناقش هذه الفكرة .‬
‫-‬

‫+‬

‫‪I‬‬

‫1- يزداد حس املسؤولية عند 1- قد ينتقم اجلريان من بعضهم بوضع‬

‫1- قد حيصل الشارع على‬

‫قاذوراتهم عند بيوت اآلخرين ،‬
‫سكان الشارع .‬
‫يقول ‪ " : ‬إماطة األذى عن ويتقاذفون التهم .‬
‫1‬
‫الطريق صدقة "‬

‫جائزة " الشارع األنظف يف‬
‫البلد " بسبب التزامه بهذا‬
‫القانون.‬

‫2- يزداد خوف سكان الشارع 2- سيكسد عمل األطباء يف ذلك احلي 2- قد حيصل السكان الذين‬
‫مل يسجل يف حقهم أي خمالفة‬
‫من إلقاء القاذورات .‬
‫ملدة سنة على تسمية األحياء‬
‫األخرى بامسهم.‬
‫3- سيحرص سكان احلي على 3- قد تستغين الدولة عن عمال 3- انتقام الزوجة من زوجها‬
‫و جعله يقوم بأعمال شبيهة‬
‫التنظيفات و بالتالي قد تزداد البطالة‬
‫نظافة احلي بأكمله .‬
‫بأعماهلا.‬
‫4- سيعلِّم سكان احلي أوالدهم أال 4- انزعاج أحد السكان من تنظيف 4- قد حيصل سكان احلي‬
‫يرموا القاذورات حتى ال يطبق احلي إذا أخطأ أحد أوالده برمي األفضل على معدات نظافة‬
‫عليهم القانون .‬
‫1‬

‫جديدة كمكافأة هلم.‬

‫القاذورات .‬

‫ حسن، رواه البخاري.األدب املفرد.‬‫- 43 -‬
‫6- ستزداد احملافظة على النظافة 6- إضاعة وقت سكان احلي بتنظيف 6- قد تقوم املرافق العامة‬
‫بتزويد سكان احلي مبيزات‬
‫الشارع كامالً و تعطيله عن عمله.‬
‫و بالتالي حنصل على بيئة نظيفة.‬
‫كمكافأة.‬
‫5- سريتفع مستوى الوعي البيئي 5- مترد بعض السكان‬
‫و تصبح النظافة جزءاً من ثقافة‬
‫و سلوكية اجليل اجلديد.‬
‫3- سيصبح هذا احلي مثالً حيتذي 3- تعب السكان يف القيام بأعمال مل‬
‫يعتادوا عليها.‬
‫به األحياء األخرى.‬
‫8- سيتحسن منظر الشارع 8- التكلفة املادية للسكان املخالفني .‬
‫و بالتالي املدينة.‬
‫9- سيتحسن مستوى السياحة يف 9- ظلم بعض األشخاص األبرياء.‬
‫البلد‬
‫01 – سيزداد الدخل االقتصادي 01- الشعور بالذل و املهانة للسكان‬
‫للبلد بسبب حتسن السياحة.‬

‫املخالفني.‬

‫11- ستزداد إميانيات أهل احلي 11- تعلّم اإلهمال ملن يستطيع دفع‬
‫املال .‬
‫لتمثلهم بأخالقيات اإلسالم.‬
‫21- يف ذلك إعانة لعامل 21- قد يسبب شجار بني السكان .‬
‫التنظيفات و سينخفض الضغط يقول ‪ " : ‬و اهلل ال يؤمن "، قالوا :‬
‫الوظيفي عليه .يقول ‪": ‬عون من هو يا رسول اهلل خاب و خسر ؟‬
‫الرجل أخاه صدقة "1 .‬

‫قال : " من ال يأمن جاره بوائقه ".‬

‫2‬

‫31- زيادة دخل احملامني بسبب 31- صعوبة احلكم على املخالف‬
‫كثرة املرافعات القضائية بني اجلريان احلقيقي.‬
‫41- زيادة مبيعات أدوات 41- صعوبة العمل للمخالفني.‬
‫التنظيف.‬
‫61- اإلحساس بقيمة و أهمية 61- هدر املزيد من املياه يف التنظيف‬
‫عامل النظافة.‬

‫و االستحمام.‬

‫51- املساواة بني اجلميع‬
‫1‬
‫2‬

‫ حسن، رواه البخاري .‬‫ متفق عليه.‬‫- 63 -‬
‫31- استفادة الدولة بتقليل عدد‬
‫سيارات مجع القمامة.‬
‫81- تعويدهم على االنضباط‬
‫بالنظام.‬

‫تدريبات :‬
‫1-‬

‫ناقش األفكار التالية وفق مهارة معاجلة األفكار :‬

‫سن قانون: أال يُسمح بأبنية تزيد عن طابقٍ واحد.‬

‫2- مدارس بال أسوار، يدخل الطالب و خيرجون متى شاؤوا .‬
‫3- إخراج مجيع املقاعد من الباصات .‬
‫4- جيب أن يضبط اإلنسان هيجانه أثناء الغضب.‬
‫6-‬
‫5-‬
‫3-‬
‫8-‬

‫جيب أن يتوىل كل شاب العناية بشخص مسن ملدة شهر.‬
‫جيب أن يعمل التالميذ خالل اإلجازة الصيفية ملدة شهرين لكسب النقود.‬
‫اختيار الطالب يوم واحد يف األسبوع و اعتباره يوماً مفتوحاً، يدرس الطالب فيه ما خيتاره من املواد.‬
‫جيب أن تدهن مجيع السيارات باللون األصفر ( مثل سيارات األجرة ).‬

‫9- جيب أن يرتدي الناس إشارات أو عالمات مميزة تبيّن مزاجهم العام يف ذلك اليوم.‬
‫01- سن قانون: على كل تاجر قبل أن يشرتي حمله التجاري أن يستأذن جريانه من التجار و من السكان‬
‫اجملاورين حملله يف نوع احملل املراد فتحه .‬
‫11- سن قانون: على كل شخص يريد بيع منزله أن يسأل جريانه هل يوافقون على املشرتي قبل أن يعقد معه‬
‫صفقة البيع.‬
‫21- إضافة أماكن خمصصة لألطفال يف الباصات ميكن تعديلها حسب عمر الطفل مع أحزمة أمان.‬
‫31- املثل القائل: عصفور يف اليد و ال عشرة على الشجرة.‬
‫41- استخدام وسيلة الضرب لتأديب األطفال.‬
‫61- اقرتاح قرار مبخالفة كل شخص يزيد وزنه عن الوزن املثالي له و إجباره على االلتحاق مبشفى خاص‬
‫بالبدانة حتى يصبح وزنه مثالياً.‬
‫51- إقامة عيادة أخصائية بالصحة النفسية للطفل من عمر اليوم األول إىل سن املراهقة تبحث مع األهل كل‬
‫املشاكل اليت يتعرض هلا الطفل و توجيه األهل للتعامل مع هؤالء األطفال بشكلٍ صحيح يضمن سالمتهم‬
‫النفسية.‬
‫31- اقرتاح تصنيف األطفال يف سن الروضة بعد اختبار يقيس نسبة ذكائهم يف صفوف كلٌ حسب ذكائه .‬
‫- 53 -‬
‫81- تتوىل كل أسرة مؤلفة على األقل من أب و أم و طفل، رعاية طفل ختتاره من دار األيتام ليقضي معهم‬
‫يوم كامل، و خيصص يوم عطلة لرعاية األيتام كل شهر.‬
‫91- ختصيص يوم أو يومني يف الشهر يتوىل فيها األب رعاية األطفال، بينما تذهب األم يف رحلة أو نزهة.‬

‫املناقشة :‬
‫1-‬
‫2-‬
‫3-‬

‫هل ينظر الفرد عادةً إىل النقاط اإلجيابية و النقاط السلبية لفكرة ما ؟ و ملاذا ؟‬
‫هل تعترب تطبيق هذه املهارة يف احلياة العملية أمراً ضرورياً ؟.‬
‫متى تكون مهارة " معاجلة األفكار " أكثر فائدةً ؟ .‬

‫‪‬‬

‫- 33 -‬
‫املهارة الثانية‬

‫اعتبار كافة العوامل‬

‫- 83 -‬
- 39 -
‫املهارة الثانية : اعتبار كافة العوامل ‪CAF‬‬
‫‪CAF = Consider All Factors‬‬

‫شرح املهارة :‬
‫يقول اهلل ‪  : ‬و منهم من يقول ربنا آتنا يف الدنيا حسنة و يف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪. 1 ‬‬
‫و يقول ‪ .... " : ‬إن جلسدك عليك حقاً ، و إن ألهلك عليك حقاً و إن لربك عليك حقاً ، فاعطِ كل‬
‫ذي حقٍ حقه ....." 2.‬
‫فاإلسالم يعرض أمراً يف غاية األهمية، يغفل عنه كثري من الناس، و هو االهتمام بكافة أمور حياتنا الدينية‬
‫و الدنيوية، و إعطاء كل ذي حق حقه، و ذلك ال يتم إال بأن ال ننظر إىل األمر من وجهة واحدة، و اختاذ كافة‬
‫العوامل املؤثرة يف أي حدث أو موقف من مواقف حياتنا بعني االعتبار، و أال يطغى عامل على آخر .‬
‫إن هذه املهارة تعترب من املهارات األساسية اليت ال يتم اختاذ قرار ما أو التخطيط حلدث ما دون اعتبارها، و إن‬
‫إهمال أي عامل مهما كان صغرياً يؤثر سلباً على صحة القرار و سالمة التخطيط.‬
‫و إننا عند تصفحنا لسرية النيب ‪ ‬جند أنه ما من غزوة أو أمر جلل إال و النيب ‪ ‬يعاجل األمر من كافة‬
‫جوانبه، و ال يغفل عن عامل من العوامل املؤثرة. فإن كانت غزوةً رأيناه يستشري أصحابه و يبعث الطالئع ملعرفة‬
‫كافة العوامل املؤثرة يف تلك املوقعة و يدرس املنطقة جغرافياً و يعرف طبائع أهل البلدة و مفاتيح قلوبهم، ليضع‬
‫كل خطوة من خطوات مسريه ‪ ‬يف مكانها املالئم و يتخذ كافة التدابري فيتنزل نصر اهلل املبني على رسوله‬
‫الكريم و أصحابه رضوان اهلل عليهم و ذلك عندما يستنفذون كل جهدهم و قدراتهم علماً و عمالً و عطاءً‬
‫و يقدمون كل ما لديهم، عندها فقط يأتي وعد اهلل و يتحقق النصر من عند اهلل ملن اختذ كافة األسباب و توكل‬
‫على رب األسباب.‬
‫و إن األمثلة كثرية من سريته الشريفة يصعب يف هذه العجالة حصرها فرمبا تُخرجنا عن املوضوع، و من أهم‬
‫األمثلة هجرته ‪ ‬فمنها ميكن لكل ذي لبّ أن يتعلّم اسرتاتيجية التخطيط ألي عمل، و كيفية اختاذ كافة التدابري‬
‫و عدم إغفال أي عامل.. و سنعرض يف مهارة التخطيط دراسة تفصيلية هلجرته و اليت كانت من ضمنها هذه‬
‫املهارة.‬
‫حنتاج هذه املهارة أيضاً لتطوير فكرة ما أو الوصول لفكرة جديدة.. ففي غزوة بدر عندما فكر سيدنا احلباب‬
‫ابن املنذر بكافة العوامل، تبيّن له عامل جديد و هو املاء ( بئر بدر ) فتولّدت لديه فكرة جديدة و ذلك باستغالل‬
‫هذا العامل و جعله عامالً يضعّف به احلالة النفسية للكفار ليكون ذلك عوناً للنصر. فحجز البئر عن الكفار‬
‫و أبقاه بأيدي املسلمني يشربون منه دون الكفار.‬
‫1‬
‫2‬

‫ سورة البقرة . اآلية ( 102 )‬‫– متفق عليه.‬
‫- 04 -‬
‫و ختتلف هذه املهارة عن مهارة معاجلة األفكار ‪ PMI‬بأنها تستخدم الكتشاف الوضع العام للموقف قبل‬
‫اإلتيان بالفكرة ، يف حني أن ‪ PMI‬هي عبارة عن معرفة إجيابيات و سلبيات الفكرة فيما لو نفذت أو بعد‬
‫التنفيذ.‬
‫و قد تتداخل هاتان املهارتان ألن هناك عوامل إجيابية و أخرى سلبية نأخذها بعني االعتبار عند تطبيق مهارة‬
‫‪ ، CAF‬لذا تعد هاتان املهارتان أساس املهارات األخرى اللتان ال ميكن االستغناء عنهما يف حل املشكالت‬
‫و اختاذ القرار و القيام بعمل .‬

‫تعريف املهارة :‬
‫إجياد أكرب عدد ممكن من العوامل املتعلقة مبوقف أو فكرة ما.‬
‫أو: تدريب الفرد للبحث عن كل اجلوانب / العوامل املرتبطة مبوضوع / موقف ما، بهدف الوصول إىل قرار‬
‫أو ختطيط أو حل سليم .‬

‫اهلدف من املهارة :‬
‫1-‬
‫2-‬

‫تدريب الفرد على عدم إهمال أية عوامل مهما كانت قيمتها دون النظر ملدى أهميتها أو تفضيلها.‬
‫معرفة و دراسة املوقف من خمتلف نواحيه و أخذ كافة العوامل بعني االعتبار للوصول إىل :‬
‫‪ ‬نظرة شاملة و عميقة و دقيقة للموقف.‬
‫‪ ‬قرار سليم.‬
‫‪ ‬حل املشكالت بشكلٍ أفضل.‬
‫‪ ‬ختطيط سليم .‬
‫‪ ‬تطوير فكرة جديدة.‬

‫مبادئ املهارة :‬
‫1-‬
‫2-‬

‫عدم الرتكيز على أهمية العوامل و أخذ مجيع العوامل بعني االعتبار.‬
‫عند البحث عن كافة العوامل جيب النظر إىل العوامل من حيث أنها:‬

‫أ- املؤثرة على الفرد نفسه. ب- املؤثرة على اآلخرين. جـ - املؤثرة على اجملتمع بشكلٍ عام .‬
‫3- ال تهمل أي عامل مهما كان بسيطاً أو غري مهمٍ بالنسبة لك اآلن ، فقد يكون مهماً بالنسبة لآلخرين،‬
‫و يكون ذلك سبباً يف اختاذ قرار قد يبدو صحيحاً للوهلة األوىل و يظهر خطأه فيما بعد .‬
‫- 14 -‬
‫مثال مشروح :‬

‫ناقش كافة العوامل اليت جيب مراعاتها عند شراء سيارة مستعملة :‬
‫1-‬
‫2-‬

‫سعر السيارة .‬
‫نوع السيارة .‬

‫3-‬
‫4-‬
‫6-‬
‫5-‬

‫لون السيارة .‬
‫أن يكون لونها هو اللون األصلي للسيارة .‬
‫قوة احملرك و سرعة السيارة .‬
‫صالحية األجزاء امليكانيكية يف السيارة .‬

‫3-‬
‫8-‬
‫9-‬

‫اتساع السيارة للعائلة .‬
‫مراعاة ذوق أفراد العائلة بنوع السيارة و لونها .‬
‫مراعاة عدم وجود مشاكل يف نقل ملكية السيارة .‬

‫01-‬
‫11-‬
‫21-‬
‫31-‬

‫مدى التوفري االقتصادي يف وقود السيارة .‬
‫هل قطع التبديل متوفرة ؟‬
‫هل قطع التبديل رخيصة الثمن ؟‬
‫صالحية فرش ( أثاث ) السيارة .‬

‫41- هل هي مناسبة للسفر ؟‬
‫61- هل حجمها مناسب للشارع الذي تسكنه العائلة من حيث ضيق املكان أو اتساعه ؟.‬
‫51- هل يوجد ميكانيكيون يستطيعون إصالحها و صيانتها ؟ .‬
‫31-‬
‫81-‬
‫91-‬
‫02-‬

‫هل يوجد فيها عيوب يف اكسسواراتها الداخلية ( مسجلة ، مكربات صوت ، ... )؟.‬
‫هل يوجد فيها جهاز تربيد و تكييف ؟ و هل يعمل ؟.‬
‫هل ينخفض مثنها كثرياً إذا أردنا بيعها فيما بعد ؟ و هل هلا راغبون يف الشراء ؟ .‬
‫هل ميكن استخدام السيارة كسيارة أجرة ، أم أن القانون مينع ذلك لنوعها أو مواصفاتها ؟ .‬

‫12- هل صندوقها اخللفي واسع ؟ .‬
‫22- عدم وجود ضرائب مرتاكمة أو رسوم و خمالفات سابقة .‬
‫32- أن يكون صاحب السيارة أمني و ذو خلق حسن.‬
‫42- نوع اإلطارات و عمرها.‬
‫62- هل السيارة ذات حتكم أتوماتيكي أو أنها يدوية ؟.‬
‫52- أال تكون قد تعرضت حلادث من قبل.‬
‫- 24 -‬
‫32- هيكلها اخلارجي سليم.‬
‫82- هل النوافذ صاحلة و تفتح و تغلق كهربائياً؟‬
‫92- هل فيها أحزمة أمان ؟.‬
‫03- هل حتوي جهاز إنذار و جهاز إطفاء احلرائق ؟.‬

‫تدريبات :‬
‫ناقش األفكار التالية :‬
‫1- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار الختيار مهنة .‬
‫2- قام أحد املخرتعني باخرتاع فطور على شكل حبة صغرية جداً، إال أنها حتتوي على مجيع عناصر‬
‫و الفيتامينات اليت حيتاجها اجلسم. بعد هذه احلبة ال يشعر اإلنسان باجلوع ملدة مخس ساعات.‬
‫الغذاء‬
‫هل جيب أن يسمح مبثل هذه احلبوب ؟‬
‫3- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار الختيار صديق.‬
‫4- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار لإلعداد للسفر و حاجياته.‬
‫6- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار لفتح مكتبة لبيع الكتب و القرطاسية .‬
‫5- هناك خطة لتحويل حديقة عامة يف إحدى املدن إىل مركز للتسوق، و قد قوبلت تلك اخلطة باملعارضة من‬
‫قبل محاة البيئة ، ما هي العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار قبل اختاذ القرار النهائي ؟.( يقول ‪: ‬‬
‫" من قطع سِدْرةً صوّب اهلل رأسه يف النار "1 - أي قطع شجرة بدون مربر - ).‬
‫3- إذا كنت مدير مدرسة و تريد إجراء مقابالت الختيار مدرّساً لتوظيفه يف املدرسة، ما هي العوامل اليت‬
‫تأخذها بعني االعتبار لكي تقبل به ؟.‬
‫8- ما العوامل اليت أهملت عند تصميم مبنى مدرستك ؟ .‬
‫9- ما العوامل اليت جيب اعتبارها عند تصميم صف لتدريس مهارات التفكري ؟ .‬
‫01- ما العوامل اليت مل تؤخذ بعني االعتبار عند وضع القانون التالي: دخول الطالب للجامعة دون اعتبار‬
‫جملموعهم يف الثانوية العامة ؟.‬
‫11- ما العوامل اليت أهملها القانون التالي: جيب على كل شخص من عمر مخس سنوات إىل ستني سنة أن‬
‫ميارس الرياضة ملدة ساعة واحدة صباحاً ثالثة أيام أسبوعياً.‬

‫1‬

‫ رواه أبو داوود عن عبد اهلل بن حبشي.‬‫- 34 -‬
‫املناقشة :‬
‫1-‬
‫2-‬
‫3-‬

‫يف حياتنا العملية، هل نهتم جبميع العوامل املؤثرة مبوضوع ما ، أم أننا نهتم باألكثر أهمية فقط ؟ .‬
‫يف حياتنا العملية هل نهتم بالعوامل املؤثرة على اآلخرين أو على اجملتمع ؟‬
‫ما األضرار اليت قد تنتج عن إهمال بعض العوامل ؟ .‬

‫4-‬
‫6-‬
‫5-‬

‫متى حنتاج إىل النظر إىل العوامل األكثر أهمية ؟ .‬
‫ما الفرق بني مهارة " معاجلة األفكار " و مهارة " اعتبار كافة العوامل " ؟ .‬
‫ما رأيك: أي املهارتني السابقتني تسبق األخرى ؟ .‬

‫االنتباه إلى أشياء‬
‫بسيطة يهملها عادة‬
‫معظم الناس تجعل بعض‬
‫األشخاص أغنياء.‬

‫- 44 -‬
- 46 -
‫املهارة الثالثة‬

‫البدائل و االحتماالت‬
‫و اخليارات‬

‫- 54 -‬
- 43 -
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort
Cort

Contenu connexe

Tendances

مهارات التحدث أمام الجمهور
مهارات التحدث أمام الجمهورمهارات التحدث أمام الجمهور
مهارات التحدث أمام الجمهورMuhammed Ghareeb
 
دورة أساسيات القيادة م.صادق يونس
دورة أساسيات القيادة م.صادق يونسدورة أساسيات القيادة م.صادق يونس
دورة أساسيات القيادة م.صادق يونسsadek younis
 
ريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الريادي
ريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الرياديريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الريادي
ريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الرياديMohammed Alafifi
 
Plan for Success أسرار التخطيط للنجاح
Plan for Success أسرار التخطيط للنجاحPlan for Success أسرار التخطيط للنجاح
Plan for Success أسرار التخطيط للنجاحYoussef Ch
 
ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة
 ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة
ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالةسالم العنزي Salem Alanzi
 
طريق السعادة - زينب.pptx
طريق السعادة - زينب.pptxطريق السعادة - زينب.pptx
طريق السعادة - زينب.pptxzezeahmed4
 
ولتكن لك بصمة
ولتكن لك بصمةولتكن لك بصمة
ولتكن لك بصمةSeena Zarie
 
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي promediakw
 
أنماط الشخصية
أنماط الشخصيةأنماط الشخصية
أنماط الشخصيةMaged Ramadan
 
حدد بوصلة حياتك
حدد بوصلة حياتكحدد بوصلة حياتك
حدد بوصلة حياتكMaged Ramadan
 
دورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمد
دورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمددورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمد
دورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمدsadek younis
 
الهمزة المتوسطة .pptx
الهمزة المتوسطة .pptxالهمزة المتوسطة .pptx
الهمزة المتوسطة .pptxMohamedElgendy772702
 
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثماندورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمانsadek younis
 
‏‏ملف انجاز 2
‏‏ملف انجاز   2‏‏ملف انجاز   2
‏‏ملف انجاز 2file2017
 

Tendances (20)

مهارات التحدث أمام الجمهور
مهارات التحدث أمام الجمهورمهارات التحدث أمام الجمهور
مهارات التحدث أمام الجمهور
 
دورة أساسيات القيادة م.صادق يونس
دورة أساسيات القيادة م.صادق يونسدورة أساسيات القيادة م.صادق يونس
دورة أساسيات القيادة م.صادق يونس
 
التفكير الإيجابي والشخصية الإيجابية
التفكير الإيجابي والشخصية الإيجابيةالتفكير الإيجابي والشخصية الإيجابية
التفكير الإيجابي والشخصية الإيجابية
 
ريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الريادي
ريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الرياديريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الريادي
ريادة الأعمال .. كيف تبدأ مشروعك الريادي
 
Plan for Success أسرار التخطيط للنجاح
Plan for Success أسرار التخطيط للنجاحPlan for Success أسرار التخطيط للنجاح
Plan for Success أسرار التخطيط للنجاح
 
ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة
 ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة
ادارة اجتماعات , فن ادارة الاجتماعات ppt , ادارة الاجتماعات الفعالة
 
حقيبة بناء وغرس القيم
حقيبة بناء وغرس القيمحقيبة بناء وغرس القيم
حقيبة بناء وغرس القيم
 
طريق السعادة - زينب.pptx
طريق السعادة - زينب.pptxطريق السعادة - زينب.pptx
طريق السعادة - زينب.pptx
 
ولتكن لك بصمة
ولتكن لك بصمةولتكن لك بصمة
ولتكن لك بصمة
 
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
الكوتشنج الوظيفي مؤتمر الموارد البشرية الخليجي- أحمد مجدي
 
ملخص إدارة الذات
ملخص إدارة الذاتملخص إدارة الذات
ملخص إدارة الذات
 
أنماط الشخصية
أنماط الشخصيةأنماط الشخصية
أنماط الشخصية
 
حدد بوصلة حياتك
حدد بوصلة حياتكحدد بوصلة حياتك
حدد بوصلة حياتك
 
دورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمد
دورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمددورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمد
دورة الثقة بالنفس والتعامل مع الذات أ.صهيب أحمد
 
الهمزة المتوسطة .pptx
الهمزة المتوسطة .pptxالهمزة المتوسطة .pptx
الهمزة المتوسطة .pptx
 
القيادة بالذكاء العاطفي
القيادة بالذكاء  العاطفيالقيادة بالذكاء  العاطفي
القيادة بالذكاء العاطفي
 
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثماندورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
دورة القائد النموذجي م.خالد عثمان
 
‏‏ملف انجاز 2
‏‏ملف انجاز   2‏‏ملف انجاز   2
‏‏ملف انجاز 2
 
حقيبة قوة الإقناع وإلهام الجمهور
حقيبة قوة الإقناع وإلهام الجمهورحقيبة قوة الإقناع وإلهام الجمهور
حقيبة قوة الإقناع وإلهام الجمهور
 
استراتجية التسامح
استراتجية التسامحاستراتجية التسامح
استراتجية التسامح
 

Similaire à Cort

القران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلاميةالقران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلاميةAyad Haris Beden
 
يوم المعلم 1439
يوم المعلم 1439يوم المعلم 1439
يوم المعلم 1439dakh04
 
القران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلاميةالقران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلاميةAyad Haris Beden
 
سفراء السلام للمبتعثين ) د. خالد الدوسري )
سفراء السلام  للمبتعثين )  د. خالد الدوسري ) سفراء السلام  للمبتعثين )  د. خالد الدوسري )
سفراء السلام للمبتعثين ) د. خالد الدوسري ) Khalid Abdullah
 
ملف انجاز
ملف انجازملف انجاز
ملف انجازfile2017
 
دليل 7 ف2
دليل 7 ف2دليل 7 ف2
دليل 7 ف2mustafa002
 
دليل 7 ف2
دليل 7 ف2دليل 7 ف2
دليل 7 ف2mustafa002
 
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيبمفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيبIbrahim Barakat
 
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى   مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى Khaled Mohamed
 
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى 2
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى   2مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى   2
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى 2Khaled Mohamed
 
1 بحث مشروع التخرج
1 بحث مشروع التخرج1 بحث مشروع التخرج
1 بحث مشروع التخرجZaid Alsahagi
 
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول Mohammad Kettani
 
تكامل الحكمه والذكاء والابداع
تكامل الحكمه والذكاء والابداعتكامل الحكمه والذكاء والابداع
تكامل الحكمه والذكاء والابداعDina Elassy
 

Similaire à Cort (20)

ما زال الحلم مستمرًا
ما زال الحلم مستمرًاما زال الحلم مستمرًا
ما زال الحلم مستمرًا
 
Unit 00
Unit 00Unit 00
Unit 00
 
القران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلاميةالقران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلامية
 
Islm g10 p2
Islm g10 p2Islm g10 p2
Islm g10 p2
 
يوم المعلم 1439
يوم المعلم 1439يوم المعلم 1439
يوم المعلم 1439
 
القران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلاميةالقران الكريم و التربية الاسلامية
القران الكريم و التربية الاسلامية
 
سفراء السلام للمبتعثين ) د. خالد الدوسري )
سفراء السلام  للمبتعثين )  د. خالد الدوسري ) سفراء السلام  للمبتعثين )  د. خالد الدوسري )
سفراء السلام للمبتعثين ) د. خالد الدوسري )
 
ملف انجاز
ملف انجازملف انجاز
ملف انجاز
 
Islm g9 p2
Islm g9 p2Islm g9 p2
Islm g9 p2
 
منهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.com
منهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.comمنهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.com
منهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.com
 
دليل 7 ف2
دليل 7 ف2دليل 7 ف2
دليل 7 ف2
 
دليل 7 ف2
دليل 7 ف2دليل 7 ف2
دليل 7 ف2
 
Islm 7 g p1
Islm 7 g p1Islm 7 g p1
Islm 7 g p1
 
Unit 01
Unit 01Unit 01
Unit 01
 
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيبمفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
 
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى   مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى
 
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى 2
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى   2مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى   2
مهارات القراءة وتوظيفها فى التعليم والبحث العلمى 2
 
1 بحث مشروع التخرج
1 بحث مشروع التخرج1 بحث مشروع التخرج
1 بحث مشروع التخرج
 
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
 
تكامل الحكمه والذكاء والابداع
تكامل الحكمه والذكاء والابداعتكامل الحكمه والذكاء والابداع
تكامل الحكمه والذكاء والابداع
 

Dernier

السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيsalwaahmedbedier
 
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptالأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptAliOtherman
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfshimaahussein2003
 
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptby modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptmodarsaleh3
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتيNajlaaAlshareef1
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكرMaher Asaad Baker
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfv2mt8mtspw
 
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمدعرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمدsalwaahmedbedier
 
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...qainalllah
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdfbassamshammah
 
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrrامتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrrmhosn627
 
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمدأدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمدsalwaahmedbedier
 
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالعرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالshamsFCAI
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfr6jmq4dqcb
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريمelqadymuhammad
 
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمددرس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمدجامعة جنوب الوادي
 
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptxREKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptxEvaNathylea1
 
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.pptMarwaElsheikh6
 
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيااهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبياaseelqunbar33
 

Dernier (20)

السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
 
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptالأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
 
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptby modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
 
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
 
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمدعرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
عرض تقديمي النقائض في العصر الأموي إعداد سلوي أحمد
 
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
من قصص القرآن الكريم تحكي عن قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه بدو...
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
 
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrrامتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
امتحانات النحو وإجاباتها.pdfrrrrrrrrrrrrrr
 
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمدأدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
أدب درس النقائض إعداد سلوي أحمد بديرأحمد
 
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفالعرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
عرض تقديمي لعملية الجمع للاطفال ورياض الاطفال
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
 
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمددرس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
درس المنادي للصف الاول الثانوي اعداد إسراء محمد
 
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptxREKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
REKOD TRANSIT BAHASA ARAB SK Tahun 3.pptx
 
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
.. مهارات ادارة الوقت و مهارات تنظيم الوقت.ppt
 
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيااهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
اهمية ملحمة جلجامش تاريخيا وفكريا وأدبيا
 

Cort

  • 1. -1-
  • 2. ‫برنامج‬ ‫هندسة التفكري‬ ‫لتنمية مهارات التفكري و الذكاء‬ ‫باالعتماد على برنامج كورت ‪ CoRT‬العاملي‬ ‫توسيع جمال اإلدراك‬ ‫اجلزء األول‬ ‫رند العظمة‬ ‫أمل طعمة‬ ‫دبلوم يف الرتبية‬ ‫معلّمة متخصصة يف تعليم مهارات التفكري ‪CoRT‬‬ ‫دراسات عليا يف الرتبية‬ ‫معلّمة متخصصة يف تعليم مهارات التفكري‪CoRT‬‬ ‫عضو اجمللس العربي لرعاية املوهوبني و املتفوقني‬ ‫عضو اجمللس العربي لرعاية املوهوبني و املتفوقني‬ ‫راجعه و قدّم له :‬ ‫د. عبد الناصر فخرو‬ ‫دكتوراه يف الفلسفة ، ماجستري يف التفوق و الذكاء‬ ‫مدرّب يف التنمية البشرية‬ ‫-2-‬
  • 3. ‫‪‬‬ ‫و قل ربّ زدني علماً‬ ‫إلبداء املالحظات أو االستفسار أو الطلب :‬ ‫‪amal2000@gmail.com‬‬ ‫‪rand.azmeh@gmail.com‬‬ ‫الطبعة األوىل‬ ‫خاصة بالنشر االلكرتوني‬ ‫2003 م – 1314 هـ‬ ‫‪‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة للمؤلفتني‬ ‫مبوافقة وزارة اإلعالم. دمشق . سوريا‬ ‫بتاريخ 32/ 8/ 3002 م رقم/ 35463‬ ‫املطبعة اهلامشية‬ ‫-3-‬
  • 4. ‫إىل عبق احلب األصيل .. إىل نبع العطاء املتدفق ...‬ ‫إىل من رسم الفرحة يف قلوبنا ... و البسمة يف ثغورنا ..‬ ‫إىل القلب الذي يرقب خطواتنا ... و نبضاته تلهج بالدعاء لنا ...‬ ‫إىل من فضلهم ال يقدّر بثمن .. و عطاؤهم ال جيزيه إال املنّــان ..‬ ‫و قدرهم ال يقدّره إال احلنّان ...‬ ‫إليكم أحبة قلوبنا .. و منبع فيضنا .. و نور حياتنا ..‬ ‫أمي و أبي‬ ‫المؤلفتان‬ ‫-4-‬
  • 5. ‫شك ٌ و تقدير‬ ‫ر‬ ‫للدكتور عبد الناصر فخرو‬ ‫الذي تفضل مبراجعة الكتاب سطراً سطراً‬ ‫و مل يبخل علينا بنصائحه الكرمية و مساعدته‬ ‫فجزاه اهلل عنا خرياً.‬ ‫و األستاذ حممد الرواس‬ ‫مدير مركز رعاية املوهوبني يف مكة املكرمة‬ ‫على تفضله باالطالع على عملنا املتواضع‬ ‫و إبداء إعجابه به و هلل احلمد ،‬ ‫و مساعدته لنا يف مراجعة األحاديث.‬ ‫-6-‬
  • 6. ‫أمل و رجــاءُ‬ ‫ٌ‬ ‫أرى التفكـــري أدركــــه مخــــــول ٌ‬ ‫و مل تبــقَ العزائـــــم يف اشـتعالِ‬ ‫و عند النـــاس فلســفة و فكـــرٌ‬ ‫و لكـــن أيــن تلقـيــن الغـزايل ؟‬ ‫و جلجــــلة اآلذان بكــــــــلٍ أرضٍ‬ ‫و لكن أيــــن صوت ٌ من بـاللِ؟‬ ‫طلبتــــم زهرة الدنيــــا و عدتـــُمْ‬ ‫بال زهـــرٍ يضــوع ُ و ال شــميمِ‬ ‫خــــذوا إميــــان إبـــراهيم تنبتُ‬ ‫لكــــم يف النار روضاتِ النعيمِ‬ ‫و جمدك يف محى اإلســـــــالم باقٍ‬ ‫بقاء الشــمس و السَّبع الشِّداد‬ ‫و إنــك يــوســــفٌ يف أي مصــــرٍ‬ ‫يـــرى كنعـــانــَـهُ كـــــلَّ البـــــالدِ‬ ‫ضيـــاؤكَ مشـــرقٌ يف كــــلِّ أرضٍ‬ ‫ألنـَّــك غيــرُ حمــــدودِ املكــــانِ‬ ‫أَعِــدْ من مَشـــرِقِ التـــوحيدِ نوراً‬ ‫يتــــمُّ بـــهِ احتـــــــــــــادُ العاملِينــــا‬ ‫و عقلُكَ يف اخلُطُــوبِ أَجَلُّ درعٍ‬ ‫و عِشْقُكَ خَيْرُ سَيْفٍ للنِّــضالِ‬ ‫شعر مرتجم – حممد اقبال‬ ‫-5-‬
  • 7. ‫خفقــةٌو هدف ...‬ ‫هدف هذا الربنامج :‬ ‫إعادة صياغة تفكري اجليل اجلديد الذي كان أجداده منابع احلضارة ، اليت منها استقى الغرب علومهم‬ ‫و معارفهم و تابعوا نهضتهم و ختلينا حنن عن سر عزّنا و قوتنا فصرنا وراء الركب .‬ ‫و ليس بالعقل حييا اإلنسان و لكن بالعقل و القلب معاً بصلةٍ وثيقةٍ مع خالقهما و مبدعهما . عندها فقط يسري‬ ‫سرية ال اعوجاج فيها و يقيم حضارةً ال احنراف فيها و ال شقاء ..‬ ‫و العقل مناط التكليف و مكمن تكريم اهلل لإلنسان فسجد املالئكة له تكرمياً ، ألنه بهذا العقل سيختار عبودية‬ ‫اهلل طواعيةً ال كرهاً ، بل طوعاً و حباً .‬ ‫و وسط هذا اإلرث الضخم من احلضارة ، و هذا الواقع الثقيل ، كان البد من وقفة تأمل للنظر يف العوامل اليت‬ ‫صاغت ذاك اجليل الفريد ، جيل األجداد الذين سطروا التاريخ فملؤوه حروفاً من ذهب ، ال لنطلق زفرة أمل‬ ‫و حتسر ، بل لنأخذ سر أجدادنا العظام و نعيد بناء جيلنا اجلديد ليتمثل بتلك الشيفرة السحرية اليت بها ساد‬ ‫أجدادنا الكون و ملؤوا العامل معارف و حضارة سعيدة ، نشرت اخلري العميم يف كل شرب رفرف علم ال إله إال‬ ‫اهلل فيه ..‬ ‫من أجلك يا سيدي يا رسول اهلل ، صلى اهلل عليك و سلّم .. من أجلكم أيها الصحابة و التابعون ...‬ ‫من أجلكم أيها األجداد العظماء ...‬ ‫من أجل كل من له فضلٌ علينا يف صياغة كل خلية فينا ، من عقلٍ و قلب ، فكرٍ و حب ، جسدٍ و روح ..‬ ‫من أجل حياة سعيدة على وجه األرض ..‬ ‫من أجل حضارة ال ظلم و ال شقاء فيها ...‬ ‫نتوجه إىل بارينا عزوجل على استحياءٍ أمام ضخامة املطلوب و قزم املقدَّم .. سائلني موالنا عزوجل التوفيق‬ ‫و السداد و نشر اخلري من هذا العمل املتواضع ، رافعني الطرف حبنوٍ حنو السماء ، آملني القبول ، و أن حيقق هذا‬ ‫العمل أهدافه ، إنه على ذلك لقدير .. و ما توفيقنا إال باهلل .. و من فضله نهلنا و بقوته استعنا ، فإن كان يف هذا‬ ‫العمل من خريٍ فمن فضله و كرمه و توفيقه ، و ما به من خطأ فمن زللنا و تقصرينا فنستغفره و نتوب إليه،‬ ‫و نرجو منه املدد و العون و الرشاد .. إنه مسيع جميب . ..و صلى اهلل على سيدنا حممد و على آله و صحبه‬ ‫و سلّم .‬ ‫املؤلفتـــــان‬ ‫أمل طعمة و رند العظمة‬ ‫دمشق ، 3002 م / 4241 هـ‬ ‫-3-‬
  • 8. ‫تقديم و توطئة‬ ‫العامل معنا ومن حولنا له طابع خاص ، وختتلف هذه اخلصوصية‬ ‫باختالف الدقيقة الواحدة. وعندما وهبنا اهلل نعمة العقل، كان لزاماً‬ ‫علينا احملافظة عليها بالطريقة اليت تناسب هذه التغريات.‬ ‫ما مييز التفكري أنه ميكن تعليمه وتعلمه ولذا أصبح لزاماً على الكبار توجيه التفكري بطريقة‬ ‫تربوية إسالمية تناسب جمتمعنا، وتلحق بالركب الذي مكثنا بعيدين عنه لسنوات.‬ ‫هناك مدارس واجتاهات عديدة يف تعليم التفكري، ولكن أجنحها على اإلطالق تلك اليت‬ ‫جتمع بني التوظيف العملي والتأصيل اإلسالمي والفكرة املباشرة؛ فلقد جرب عاملنا العربي‬ ‫اجتاهات عدة يف األنظمة التعليمية، وكان وال يزال يعاني من جراء هذا، لكننا مل نلجأ قط إىل‬ ‫املزج بني األ صالة اإلسالمية والعلوم احلديثة . هذا الكتاب هو حماولة للخروج من مأزق تربوي‬ ‫تعودنا عليه. لقد قرأت كتاباً رائعاً ملؤلفة أمريكية امسها ‪ Jane Carper‬بعنوان املخ املعجزة،‬ ‫حيث قدمت دالئ ل علمية مثرية تكشف كيف ميكن أن حيقق لك الطعام تنشيط طاقة املخ وزيادة‬ ‫الذكاء واإلبداع.‬ ‫إال أن قراءتي لذلك الكتاب مل تكن أكثر متعة من اطالعي على هذا الكتاب الذي بني‬ ‫يديك ـ عزيزي القارىء ـ فلقد وجدت فيه ضالة املعلم الذي يريد أن يؤدي رسالته على أكمل‬ ‫وجه . . فتتحقق األمانة اليت حنن مطالبون بأدائها.‬ ‫لقد عرفت اآلنستني أمل ورند قريباً، يف الدورة املتقدمة ملدربي التفكري ( كورت ) و يف‬ ‫املؤمتر الثالث لرعاية املوهوبني و املتفوقني اللذان عقدا يف األردن، وأعجبين التفكري الناقد الذي‬ ‫تتحليان به ، كما وجدت فيهما طاقة الشباب اليت حيتاج إليها جمتمعنا الرتبوي . وما هذا اإلنتاج‬ ‫إال باكورة جهود حثيثة يف االطالع والتجريب والتوظيف .‬ ‫عندما أدعوك ـ عزيزي القارىء ـ إىل نزهة يف هذا الكتاب، فأنا ال أفتح لك باباً من‬ ‫احلس األدبي الراقي فقط، وال أ ضمن لك احلد األعلى من الفائدة فقط، وال أتأمل منك التطبيق‬ ‫العملي داخل املواقف الرتبوية أو احلياتية العادية فقط. . وإمنا أقول لك بكل ثقة إذا اقتنيت هذه‬ ‫املادة فأنت الرابح.‬ ‫أسأل اهلل أن حيسن نوايا القائمني على هذا العمل الرائع وأن يكون يف موازين أعماهلم.‬ ‫د. عبد الناصر فخرو‬ ‫دكتوراه يف الفلسفة - ماجستري يف التفوق العقلي و املوهبة : ختصص تنمية التفكري‬ ‫مدرب معتمد يف التنمية البشرية – دولة الكويت‬ ‫دولة الكويت‬ ‫-8-‬
  • 9. ‫‪‬‬ ‫يقول اهلل ‪‬‬ ‫:‬ ‫‪ ‬إن يف خلق السموات واألرض واختالف الليل والنهار آليات‬ ‫ألويل األلباب الذين يذكرون اهلل قياماً وقعوداً وعلى جنوهبم‬ ‫ويتفكرون يف خلق السموات واألرض. ربنا ما خلقت هذا‬ ‫باطالً سبحانك فقنا عذاب النار ‪‬‬ ‫آل عمران/ 191‬ ‫يقول سيدنا لقمان :‬ ‫" ما عُبد اهلل بشيء أفضل من العقل ".‬ ‫" غاية الشرف و السؤدد : حسن العقل،‬ ‫و من حَسُنَ عَقْلُه غطى ذلك مجيع ذنوبه‬ ‫و أصلح ذلك مساوئه و رضي عنه مواله "‬ ‫-9-‬
  • 10. ‫ماذا نقصد بتعلّم مهارات التفكري ؟‬ ‫ـ‬ ‫و ماذا نقصد باملهارة ؟‬ ‫ما هو التفكري ؟ و ما عالقته باملعرفة و الذكاء ؟ :‬ ‫التفكري : هو استخدام املعرفة لتحقيق هدف ما ال ميكن الوصول إليه مباشرةً ( دي بونو ) .‬ ‫و يعرّفه "جون ديوي " بأنه األداة الصاحلة ملعاجلة املشاكل و التغلب عليها و تبسيطها .‬ ‫أو ميكن تعريفه : بأنه األداة اليت يستخدمها الذكاء للتعامل مع املعلومات و اخلربات و توظيفها و االستفادة منها .‬ ‫أما الذكاء : فهو عبارة عن جمموعة من مهارات التفكري اليت‬ ‫تستخدم يف حل املشكالت ، و هذه املهارات ميكن تشخيصها‬ ‫و تعلّمها ( سترينربج ) .‬ ‫مستوى الذكاء‬ ‫1‬ ‫فالعالقة بني التفكري و الذكاء كعالقة قيادة السيارة بالسيارة‬ ‫التفكري‬ ‫نفسها .فالتفكري هو الذي يقود الذكاء و يوجهه للوصول‬ ‫املعرفة‬ ‫إىل اهلدف .‬ ‫و إن عمل اإلنسان و سلوكه نتيجة تفاعل التفكري مع‬ ‫املعلومات و املخزون املعريف .‬ ‫التفكري السليم‬ ‫و أما مهارات التفكري فهي مجيع ما ينقل عملية التفكري من كونها عملية عفوية تتم بشكلٍ تلقائي إىل عملية‬ ‫منظمة فعالة تكسبه طابع املهارة و التميّز و اإلبداع.‬ ‫و العالقة بني التفكري و مهارات التفكري أن التفكري يتألف من مهارات متعددة تسهم إجادة كل منها يف فاعلية‬ ‫عملية التفكري.‬ ‫1‬ ‫ د. نايفة قطامي : تعليم التفكري للمرحلة األساسية . و د. فتحي جروان : تعليم التفكري ، مفاهيم و تطبيقات .‬‫- 01 -‬
  • 11. ‫و عالقة مهارات التفكري مع القدرات العقلية لإلنسان أنها توسع تلك القدرات و تنميها و تكسب اإلنسان‬ ‫إمكانية التوصل حللول للمشكالت سواء أكان أكثر قدرة أم أقل ..‬ ‫مثال: يبيّن أثر تنمية مهارات التفكري يف رفع سوية القدرات العقلية :‬ ‫شخصان ذو قدرات خمتلفة: ( أ ) ذو قدرات عقلية أقل، ( ب ) ذو قدرات عقلية أكثر.‬ ‫) ‪ A‬تعين مكان وجود اإلجابة ، و إشارة ? تعين مكان وجود السؤال خارج أو ضمن اإلمكانيات العقلية. )‬ ‫قدرات أقل‬ ‫احلالة األوىل:‬ ‫قدرات أكثر‬ ‫اإلجابة‬ ‫السؤال‬ ‫أ‬ ‫اإلجابة‬ ‫السؤال‬ ‫ب‬ ‫فالشخص ذو القدرات األقل ال يعرف اإلجابة، و اإلجابة خارج حدود إمكانياته أما ( ب ) فاإلجابة تقع يف‬ ‫حدود إمكانياته العقلية فهو يعرفها .‬ ‫احلالة الثانية:‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫( أ ): ذو اإلمكانيات األقل و رغم أن اإلجابة تقع خارج حدود إمكانياته إال أنه تدرّب على مهارات التفكري لذا‬ ‫فقد استطاع الوصول لإلجابة .‬ ‫(ب ): ذو اإلمكانيات األكثر ال يعرف اإلجابة ألن اإلجابة تقع خارج حدود إمكانياته العقلية ، و هو مل يتدرب‬ ‫على مهارات التفكري .‬ ‫احلالة الثالثة:‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫استطاع االثنان ( أ ) و ( ب ) الوصول للحل رغم اختالف إمكانياتهم العقلية، فرغم إن إمكانيات ( أ ) غري‬ ‫قادرة للتوصل إىل احلل ألن اإلجابة تقع خارج جمال قدراته إال أنه استطاع الوصول إىل احلل كما استطاع األعلى‬ ‫1‬ ‫منه قدرةً ( ب ).‬ ‫1‬ ‫ الربفسور إدوارد دي بونو : برنامج ‪ CoRT‬كورت لتنمية مهارات التفكري ( النسخة باللغة اإلنكليزية – قرص مضغوط )‬‫- 11 -‬
  • 12. ‫و من هنا فإن املدارس الرتبوية و العلماء الرتبويني عاملياً قد جنحوا منذ سنوات قليلة إىل االهتمام بالتفكري و تنميته‬ ‫بدالً من الذكاء الذي كان حجر الرحى فيما مضى.‬ ‫و قد بات من الضروري جداً يف خضم هذا التغيّر السريع املطرد للعلوم و املعارف يف عصرنا و تضاعف املعرفة‬ ‫البشرية يف سنوات معدودة قليلة أن ينصب االهتمام إىل القدرة على تنظيم املعلومات و تصنيفها و انتقائها‬ ‫لتوظيفها يف خمتلف اجملاالت األخرى، و غدا الرتكيز على التفكري أهم من نتاجه، ألنه األداة للوصول إىل نتاج‬ ‫الفكر. فتعلّم كيفية معاجلة املعلومات و اخلربات أهم من املعرفة ذاتها، كما أن تعليم مهارات التفكري يساعد يف‬ ‫رفع الكفاءة التفكريية للطالب بشكل خاص و لإلنسان املتدرب عموماً.‬ ‫و مبا أن التفكري ضرورة حيوية لإلميان و اكتشاف نواميس الكون، فلقد دعانا القرآن الكريم دعوة صرحية للنظر‬ ‫العقلي و التأمل و الفحص و تقليب األمر على خمتلف الوجوه لفهمه و إدراكه إدراكاً صحيحاً و تعدّ تلك اآليات‬ ‫الكرمية باملئات.‬ ‫فتعليم مهارات التفكري أشبه بتزويد الفرد باألدوات الضرورية ليتمكن من خالهلا التعامل بفاعلية أكرب مع أي نوع‬ ‫من أنواع املعلومات.‬ ‫يقول الباحث " سترينربج" : " إن املعارف مهمة بالطبع و لكنها غالباً ما تصبح قدمية ، أما مهارات التفكري‬ ‫فتبقى جديدة أبداً ، و هي متكننا من اكتساب املعرفة و استدالهلا بغض النظر عن املكان و الزمان أو أنواع املعرفة‬ ‫1‬ ‫اليت تُستخدم مهارات التفكري يف التعامل معها " .‬ ‫ا‬ ‫إذا أعطيت فردً سمكة فسوف يأكل يوم ً‬ ‫ا‬ ‫واحدً، و إذا عّمته صيد السمك فسوف يأكل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫طيلة عمره .‬ ‫مثل صيني‬ ‫1‬ ‫ د. فتحي جروان : تعليم التفكري .‬‫- 21 -‬
  • 13. ‫ما هي املهارة ؟ و ما هو ُلم تعلم املهارة ؟‬ ‫س‬ ‫تعريف املهارة: هي القدرة على األداء بشكلٍ فعال يف ظروف معينة .‬ ‫أو: هي األداء احلسن املتأتي عن معرفة اسرتاتيجية تنفيذ املهارة و التدريب املستمر .‬ ‫سلّم التعلّم :‬ ‫1‬ ‫إن تعلّم املهارة للقيام بأي عمل له أربع درجات يف سلّم التعلّم:‬ ‫1-‬ ‫ال مهارة و ال وعي: أي ال يعرف املهارة و ال كيفية تنفيذها و ال يعلم أنه ال يتقن هذه املهارة.‬ ‫2-‬ ‫ال مهارة و وعي: أي ال يعرف املهارة ، لكنه يعلم أنه ال يتقنها ، فهذه الدرجة هي أول الدرجات‬ ‫املوصلة للتعلّم . فمن يدرك أنه ال يعلم سيتولد لديه دافعٌ قوي للتعلّم، أما الذي ال يعلم أنه ال يعلم‬ ‫فهذه هي املشكلة الكربى فهو لن يتعلّم أبداً ألنه يظن نفسه متعلماً.‬ ‫3-‬ ‫مهارة يف الوعي: أي يعرف املهارة و كيفية تنفيذها و عملها، لكنها مل تصبح تلقائيةً لديه، فهو‬ ‫ال يزال يفكر يف كل خطوة من خطواتها. مثاله: تعلّم قيادة السيارات، فقد يعرف اإلنسان املبتدئ‬ ‫خطوات تشغيلها، لكنه يف كل مرة يفكر ماذا عليه أن يفعل أوالً، أيضغط املكبح قبل أم بعد ؟.‬ ‫4-‬ ‫مهارة يف الالوعي : هذه أعلى درجات التعلّم ، و هنا يصبح املتعلّم ماهراً و متعلماً حقاً . فيقوم‬ ‫بتنفيذ املهارة بشكل عفوي و تلقائي، إذ أصبحت املعرفة جزءاً من خمزونه املعريف و تفكريه، و غدا‬ ‫قادراً على توظيف هذه املهارة و تطبيقها يف اجملاالت األخرى، فيصل بذلك إىل الغاية من التعلّم.‬ ‫و يف هذه املرحلة فقط ميكن للمتعلّم أن يعترب نفسه متعلماً حقاً و مستفيداً من تعلّمه، فال ميكن أن‬ ‫ينسى املتعلّم ما تعلّمه. أما يف املرحلة الثالثة فمعلوماته عرضة للنسيان و هو غري قادر على توظيفها يف‬ ‫جماالت أخرى، و بالتالي لن يستفيد مما تعلّمه.‬ ‫مهارة يف الالوعي‬ ‫جتيد مهارة معينة و لكن‬ ‫ال تفكر و ال تنشغل بها‬ ‫مهارة يف الوعي‬ ‫جتيد مهارة معينة و لكن‬ ‫تفكر بها و تنشغل بها‬ ‫ال مهارة يف الوعي‬ ‫سلّم التعلّم‬ ‫ال جتيد مهارة و تعلم أنك‬ ‫ال جتيدها‬ ‫ال مهارة يف الالوعي‬ ‫ال جتيد مهارة معينة‬ ‫وال تعلم أنك ال جتيدها‬ ‫1‬ ‫ انظر آفاق بال حدود ، د. حممد التكرييت، ص 39- 49‬‫- 31 -‬
  • 14. ‫يقول العامل اخلليل بن أمحد الفراهيدي 1 : الناس أربعة :‬ ‫رجل ال يدري و يدري أنه ال يدري، فذلك جاهل فعلّموه،‬ ‫و رجل ال يدري و ال يدري أنه ال يدري فذلك أمحق فاتركوه،‬ ‫و رجل يدري و ال يدري أنه يدري فذلك ناسٍ فذكّروه،‬ ‫و رجل يدري و يدري أنه يدري فذلك عاملٌ فخذوا عنه.‬ ‫كيف نكتسب مهارات التفكري ؟‬ ‫إن تطوير مهارات التفكري يعين رفع مستوى الذكاء، و زيادة سويات القدرات العقلية لدى اإلنسان و بناء‬ ‫تفكري سليم و سوي ، و بالتالي الوصول إىل إنسان مبدع فعّال يعمّر الكون.‬ ‫و التفكري مهارة، و املهارة ميكن اكتسابها إذا عرفنا اسرتاتيجياتها و طريقة تنفيذها، لذا البد من تعلّم‬ ‫اسرتاتيجيات التفكري و التدرّب على مهارات التفكري ، و ال تكفي معرفة مهارات التفكري فقط ، بل جيب ممارسة‬ ‫هذه امل هارة بشكل مستمر حتى تصبح " مهارة يف الالوعي " و إال فلن يستفيد اإلنسان من معرفة مهارات‬ ‫التفكري .‬ ‫اإلنسان + ممارسة دون تدريب‬ ‫= تفكري منطي‬ ‫اإلنسان + تدريب مستمر‬ ‫= تفكير فعال‬ ‫و من أشهر الربامج عاملياً اليت اهتمت بتطوير التفكري هو برنامج " كورت " ‪ CoRT‬الذي صممه العامل‬ ‫اإلنكليزي " ادوارد دي بونو " معتمداً على فرضيته أن التفكري و اإلبداع مهارة ميكن ألي فرد أن يكتسبها‬ ‫و يتعلّمها ، فوضع برناجمه الشهري ‪ CoRT‬و هي مشتقة من اسم مؤسسته املعنية بنشر و تطوير هذا الربنامج‬ ‫1‬ ‫ من كبار علماء اللغة العربية و الفقه و الدين .‬‫- 41 -‬
  • 15. ‫( مؤسسة البحث املعريف ) ‪ Cognitive Research Trust‬و الذي طُبق يف كثري من دول العامل سيما‬ ‫دول العامل املتقدم مثل الواليات املتحدة األمريكية و اليابان و غريها ...و على طلبة ترتاوح أعمارهم بني مثاني‬ ‫سنوات و اثنتني و عشرين سنة. و أجريت عليه دراسات أكادميية على مستوى املاجستري و الدكتوراه يف العديد‬ ‫من دول العامل، فأثبت أنه يرفع من مستوى التحصيل الدراسي و من مستوى الذكاء، و استفاد منه أكثر من سبعة‬ ‫ماليني طالب، مما دفع تلك الدول إلدخاله يف جماالت الرتبية و الصناعة و اإلدارة.‬ ‫و قد متيز هذا الربنامج بتجزئة عمليات التفكري إىل مهارات منفصلة لتطويرها كلٌ على حدة، ثم لتقوم‬ ‫مبجموعها بتحسني التفكري و رفع مستواه و الوصول إىل عمل مبدع و حل للمشكالت. و قد صُمم على شكل‬ ‫دروس مستقلة لتعليم التفكري حيث ميكن تعليمه كمادة منفصلة، أو ميكن دجمه ضمن املناهج الدراسية ملختلف‬ ‫املواد. و هو يتكون من ستة أجزاء، يتضمن كل جزء عشرة مهارات تفكري، ليكون جمموع املهارات املتدرّب‬ ‫عليها ستني مهارة، تتضمن املهارات األساسية و العليا يف التفكري و التفكري اإلبداعي خاصةً.‬ ‫و يقرتح دي بونو أن يُدرّس اجلزء األول يف بداية الربنامج، بينما ميكن تدريس الوحدات األخرى بأي ترتيب.‬ ‫و سنعرض فيما يلي أجزاء كورت الستة:‬ ‫اجلزء األول : توسيع جمال اإلدراك ( 01 مهارات )‬ ‫يهدف إىل: توسيع التفكري و اإلدراك و النظر إىل األشياء من عدة زوايا الكتشافها قبل احلكم عليها، و بالتالي‬ ‫الوصول إىل قرار صائب و ختطيط سليم.‬ ‫اجلزء الثاني: التنظيم ( 01 مهارات )‬ ‫يهدف إىل: التعامل مع التفكري بشكلٍ منظم، و االبتعاد عن العشوائية يف التفكري، و التزود باملهارات الالزمة‬ ‫لتنظيم و تصنيف املعلومات و األفكار ، و اليت تعدّ أساس مهارات تنظيمية عليا .‬ ‫اجلزء الثالث: التفاعل ( 01 مهارات )‬ ‫يهدف إىل: معرفة: 1- نقاط االختالف و االتفاق مع اآلخرين.‬ ‫2- مواضع اخلطأ يف أقواهلم.‬ ‫3- كيفية الربهان على فكرة ما.‬ ‫للوصول إىل تواصل و فهم أفضل لآلخرين و التفاوض معهم.‬ ‫اجلزء الرابع: اإلبداع ( 01 مهارات )‬ ‫يهدف إىل: اكتساب املهارات املطلوبة لتنمية اإلبداع، ألن التفكري اإلبداعي هو جزء من التفكري العادي‬ ‫و بالتالي ميكن تعلّمه و اكتسابه من خالل سلوكيات و مهارات مدروسة .‬ ‫اجلزء اخلامس: املعلومات و العواطف ( 01 مهارات )‬ ‫يهدف إىل: معاجلة كيفية التعامل مع املعلومات مثل األسئلة، التخمني، املعتقدات، العواطف، التقييم أو احلكم.‬ ‫و معرفة مدى تأثري العواطف و املعلومات على تفكرينا و تنظيمها قبل القيام بعملية التفكري.‬ ‫- 61 -‬
  • 16. ‫اجلزء السادس: العمل ( 01 مهارات )‬ ‫يهدف إىل: استخدام مهارات التفكري السابقة للقيام بعمل و توليد أفكار جديدة و حل املشكالت.‬ ‫و قد بدأ برنامج كورت باالنتشار يف الوطن العربي سيما يف األردن و اإلمارات العربية املتحدة و دول اخلليج‬ ‫و السعودية.. لكنه يعاني من صعوبات، حيث أن الرتمجة الوحيدة األردنية هلذا الربنامج - رغم أهميتها و فضلها،‬ ‫لكونها الباب الذي فتح للعرب نافذة لالطالع على هذا الربنامج - تعاني من أخطاء يف الرتمجة، و بعض أمثلتها‬ ‫قد ال تتوافق مع قيمنا و طبيعة بيئتنا العربية، كما أنها ال تعود مبهارات التفكري إىل جذورها يف ديننا احلنيف.‬ ‫لذا كان البد من إعادة صياغة لتلك املهارات، و البحث عن مهارات التفكري يف جذور حضارتنا املديدة،‬ ‫حتى نبين جيالً أصله ثابت يف األرض و فرعه يف السماء، ثم نهضم تلك املهارات جيداً، و نضفي عليها من ديننا‬ ‫احلنيف صبغةً جديدة تبعث األمل و متنح العز و الفخر بأمة و حضارة بدأها خري البشر ‪ ‬امتدت إىل أقاصي‬ ‫البالد و كانت من أقوى و أعز و أكرم األمم بعدهلا و علمها و عطائها املتميز، و مبا حتمله من أسرار القوة‬ ‫الكامنة. و هي تنتظر املنقذين املخلصني ليقودوا العامل من جديد بصدق إميانهم و علم مبدعيهم و عمل جمتهديهم‬ ‫و وحدة صفهم.‬ ‫و ما أكرمنا اهلل به من جهدٍ على تواضعه، إمنا هو خطوة على الطريق، و بذرة طيبة بإذن اهلل لشجرة طيبة‬ ‫و أرض طيبة ، و هو أمل و رجاء للتغيري ، و نواة جيل جديد يستقي من أجداده روحه، و يستمد من فيضهم‬ ‫قوته، و يعيد ترتيب العامل من جديد ، ليبين حضارة سعيدة ، ربانية التوجه، علمية الوسيلة .‬ ‫و قد أجرينا تغيرياً واسعاً يف املهارات، سواءٌ يف ترتيبها أو األهداف املرجو حتقيقها من املهارة، أو حتى‬ ‫طرق حتقيقها و تطبيقها، و أضفنا هلا اسرتاتيجيات و آليات عمل. راجني من اهلل ‪ ‬السداد و التوفيق، و أن‬ ‫يقبل عملنا املتواضع و جيعل فيه نفع العباد و البالد.. و صلى اهلل على سيدنا حممد و على آله و صحبه و سلم.‬ ‫- 51 -‬
  • 17. ‫جذور مهارات التفكري يف حضارتنا‬ ‫1‬ ‫يقول اهلل ‪  : ‬اقرأ باسم ربك الذي خلق ‪‬‬ ‫لقد كانت الكلمة األوىل اليت بدأ اهلل ‪ ‬خطابه العلوي مع نيب الرمحة يف لقائه األول كلمة ‪‬اقرأ‪ ‬لريسم‬ ‫املَعْلمَ األساسي يف ديننا احلنيف وهو املعرفة اليت تفتح آفاق العقل و توسع مداركه و حدوده ، و لكنه ليس أي‬ ‫علم أو قراءة ، إمنا هو " باسم اهلل " أي اقرأ أيها اإلنسان كتاب الكون و كتاب نفسك و تعلّم العلوم ال بقدرتك‬ ‫وحدك بل بفضل اهلل و علمه و قدرته و سلطته ، و كأنه جل جالله يشبه ذلك بإنسان ينشئ مصنعاً فيقول له‬ ‫آخرٌ : افتتح مصنعك باسم فالن أي بدعمه و سلطته ، فهي لفتة حانية من خالق السماوات و األرض لإلنسان‬ ‫الذي قد يغرت بعلمه و يتصفح صفحات الكون و أ سراره فيظن نفسه الفاعل و املؤثر و ينسى أنه مل يكن ليعلم‬ ‫ما تعلّم إال بإذن اهلل و فضله.‬ ‫و هي قراءة مزدوجة: فهي ربانية التوجيه ‪ ‬اقرأ باسم ربك ‪ ‬و هي علمية الوسيلة ‪ ‬اقرأ و ربك األكرم‬ ‫الذي علّم بالقلم علّم اإلنسان ما مل يعلم ‪. ‬‬ ‫و لقد شرفنا اهلل تعاىل يف كتابه اجلليل مبسؤولية اخلالفة يف األرض و إعمارها حني قال :‪ ‬و إذ قال ربك‬ ‫للمالئكة إني جاعلٌ يف األرض خليفة ‪ 2. ‬و يقول تبارك و تعاىل:‪ ‬هو أنشأكم من األرض و استعمركم‬ ‫فيها ‪ 3.‬فأي شرف و قد استخلفنا اهلل يف أرضه لنقيم شرعه و نعمِّر أرضه .‬ ‫و كلمة استعمركم يف اللغة العربية تأتي من إ عمار الشيء وجذورها يف قواميس اللغة ثالثة أحرف‬ ‫(ع َم َرَ) و تفسري (استعمركم) أي جعلكم عمّارها وسكانها وطلب منكم إعمارها .‬ ‫و إن إنساناً مل حيدد لنفسه هدفاً يستغرق حياته يعيش كالسفينة تتقاذفه األمواج دون أن يدري أي شاطئ‬ ‫يأمنه أو يأوي إليه.. لذا فقد منح اهلل اإلنسان العقل و زوّده مبفاتيحه و أمره بالتفكر و إعمال العقل، لكنه رسم له‬ ‫احلدود و سلّمه املفاتيح الصحيحة اليت تُرشّد سلوكه و جتعل من حياته يف األرض حياة صالح ال فساد، إعمار‬ ‫ال انهيار، إصالح ال خراب، تعاونٍ بني الناس ال تسخري و استعباد.. لقد دلّه على الكنز و أعطاه اخلارطة اليت إن‬ ‫سار على هديها سلمت له دنياه و آخرته، و إن غرّه كنزه و ظن أنه ملك األرض و ما عليها هلك و تعس‬ ‫و خسر الدارين.‬ ‫هذا الكنز هو العقل الذي يرسم احلركة املادية لإلنسان، تلك احلركة اليت تغدو عرجاء عندما تسري بدون‬ ‫اخلارطة اليت صاغها خالق اإلنسان.. هذه اخلارطة هي احلركة الروحية لإلنسان، هي القلب املتصل خبالقه يستمد‬ ‫منه مفاتيح جناحه و يسمع اإلرشادات اليت فيها سعادته.. و إن تالزم هاتني احلركتني: حركة مادية بامتداد أفقي‬ ‫1‬ ‫- سورة العلق .‬ ‫2‬ ‫- سورة البقرة . آية ( 13 )‬ ‫3‬ ‫ سورة هود . آية ( 15 )‬‫- 31 -‬
  • 18. ‫يف األرض أداتها الع قل و حركة قلبية روحية أداتها قلب متصل مبواله بامتداد عمودي يبلغ عنان السماء، هلي‬ ‫حركة فالح اإلنسان و سعادته يف الدنيا و اآلخرة، و حركة حضارة مبصرة راشدة.‬ ‫لقد شيّد علماؤنا املسلمون حضارة أصيلة أعطت اخلري للبشرية، و محلوا مشعل العلم و قدموه لكل من‬ ‫طلبه من األمم فكانوا سبباً يف كشف ظلمتهم وبناء حضارتهم، و مل يعرف التاريخ أمناً و استقراراً للعباد‬ ‫و البالد، و ازدهاراً و صالحاً و قضاءً على الفقر إال يف عهدٍ تلمس قوانينه و استمد علومه من تالزمٍ تامٍ بني‬ ‫احلركتني: حركة اإلنسان يف األرض و صلته يف السماء.‬ ‫و ال غرو يف ذلك فلقد خاطبنا اهلل ‪ ‬يف كتابه العزيز واضعاً لنا السبل اليت تدفع اإلنسان حنو العلم‬ ‫والرتقي وإقامة احلضارة ونشر العدل واخلري..‬ ‫يقول اهلل ‪  : ‬إن يف خلق السموات واألرض واختالف الليل والنهار آليات ألولي األلباب الذين‬ ‫يذكرون اهلل قياماً وقعوداً وع لى جنوبهم ويتفكرون يف خلق السموات واألرض . ربنا ما خلقت هذا باطالً‬ ‫سبحانك فقنا عذاب النار ‪. 1 ‬‬ ‫روي عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمري على عائشة رضي اهلل عنها، فقال عبد اهلل بن عمري :‬ ‫حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ، فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي ، فقال :‬ ‫يا عائشة ! ذريين أتعبد لربي، قالت: قلت: واهلل إني ألحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام‬ ‫يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكى، فلم يزل يبكي حتى بل األرض، وجاء بالل يؤذنه بالصالة، فلما‬ ‫رآه يبكي قال: يا رسول اهلل ! تبكي وقد غفر اهلل لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال: أفال أكون عبداً‬ ‫شكوراً ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات، ويل ملن قرأها ومل يتفكر فيها: ‪ ‬إن يف خلق السموات واألرض واختالف‬ ‫2‬ ‫الليل والنهار آليات ألولي األلباب ‪.‬‬ ‫وعنه ‪ " : ‬أمرني ربي بتسعٍ : اإلخالص يف الس ر و العالنية، و العدل يف الرضا و الغضب، و القصد يف‬ ‫الغنى و الفقر،و أن أعفو عمن ظلمين و أصل من قطعين ،و أعطي من حرمين،و أن يكون نطقي ذكراً،‬ ‫3‬ ‫و صميت فكراً ، و نظري عربة " .‬ ‫وشجع على العلم لتوسيع مدارك العقول واكتساب املعرفة من اآلخرين مادام يزن العلوم اليت يتلقفها من‬ ‫غريه مبيزان السماء فإن كان يوافقه أدخله إىل دائرة معرفته واستفاد منه وبنى عليها علوماً جديدة وحضارة‬ ‫و إجنازاً، وإن كانت غري ذلك أبعدها عنه ثم حبث عن خري أعم ومعرفة أجدى.‬ ‫و جاء يف األثر:" اطلبوا العلم ولو يف الصني ".‬ ‫و قال عليه الصالة و السالم: " ال يزال املرء عاملاً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ". و روي‬ ‫أن اإلمام أمحد رؤي يكتب العلم فقيل له: إىل متى و أنت حتمل احملربة؟، فقال : " مع احملربة إىل املقربة "، يف‬ ‫1‬ ‫- سورة آل عمران، اآلية ( 091 – 191 )‬ ‫2‬ ‫- صحيح، سلسلة األحاديث الصحيحة، األلباني، رقم 85 .‬ ‫3‬ ‫ اجلامع ألحكام القرآن، لإلمام القرطيب، ج 3 .‬‫- 81 -‬
  • 19. ‫إشارة إىل الالحمدودية يف املكان و الزمان للتعلّم ، و هذا ما يسميه علماء الرتبية اليوم بالتعلم املستمر طوال احلياة .‬ ‫ويقول ‪ ": ‬احلكمة ضالة املؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها "1 ولذا فإن أول أمر مساوي جليل صدر‬ ‫لإلنسان ‪ ‬اقرأ‪ ‬كان هدفه توسيع إدراكه واستفادته من خربات اآلخرين وآرائهم ..‬ ‫كما علمنا كيف نعاجل أية فكرة من خمتلف الزوايا وال نتعصب لرؤية حمددة، بل نتعرف على إجيابياتها‬ ‫وسلبياتها.‬ ‫يقول اهلل عز وجل: ‪ ‬يسألونك عن اخلمر وامليسر قل فيهما إثم كبري ومنافع للناس وإمثهما أكرب من‬ ‫نفعهما ‪ ،2 ‬فمنافع للناس ( إجيابيات ) ، و اإلثم و هو الضرر ( سلبيات )، و إمثهما أكرب من نفعهما ( السلبيات‬ ‫أكثر بكثري من اإلجيابيات) ، لذلك حرّمها اهلل تعاىل ألن مضارها تفوق منافعها حتى أنها تكاد ال تُذكر أمام‬ ‫خطرها على الفرد و اجملتمع .و إنها لتوجيه علوي كريم من اهلل ‪ ‬إذ أنه سبحانه هو الذي حرَّم علينا اخلمر، ثم‬ ‫مل مينعه ذلك من أن يعرض املوضوع من كافة جوانبه، فلم حيذف تبارك و تعاىل ذكر منافعها مع قلَّتها رغم أنه‬ ‫املشرِّع بتحرميها.‬ ‫وأمرنا جل وعال باختاذ كافة األسباب يف كل أمورنا فقال جل جالله:‪ ‬وأعدوا هلم ما استطعتم من‬ ‫قوة.....‪ .3 ‬و ليست القوة هي رباط اخليل فحسب، بل هي اختاذ كافة األسباب من علم و تكنولوجيا و تنمية‬ ‫و تعليم... و لعل من حكمته جل جالله أن قال ‪ ‬ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم ‪4 ‬لينبهنا إىل أن‬ ‫لألسلحة أنواع، و سالح العلم من أهم األسلحة اليت أغفلها مسلمو اليوم.‬ ‫و قد تعلّمنا من هجرته ‪ ‬كيف نأخذ بعني االعتبار كافة العوامل واالحتماالت ونضع البدائل احملتملة‬ ‫وننظر للنتائج ثم نصبُّ ذلك كله يف خطة حمكمة، إذ البد ملن اختذ كافة األسباب أن يكون النجاح حليفه منزالً‬ ‫من عند رب األسباب.‬ ‫و أرشدنا تبارك وتعاىل كيف ندرس النتائج مع ترتيب األولويات وذلك يف قصة سيدنا هارون مع موسى‬ ‫عليهما السالم. قال تعاىل: ‪ ‬قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أال تتبعن أفعصيت أمري قال يبنؤم ال تأخذ‬ ‫بلحييت وال برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بني بين إسرائيل ومل ترقب قولي ‪. 6 ‬‬ ‫فالقرآن الكريم يبيّن لنا لنتعلم من سلوك سيدنا هارون كيف ننظر إىل النتائج ونأخذ سلبيات وإجيابيات كل‬ ‫منهم ونرتب األَوْىل، ثم نتخذ القرار الصعب الذي هو أهون األمرين ( وفقاً للنتائج وإجيابياتها). فلقد اختار سيدنا‬ ‫هارون الصرب على ضالل القوم حتى يعود سيدنا موسى عن الفتنة و انقسامهم طوائف .‬ ‫و األمثلة كثرية يف توجيه اهلل ‪ ‬عقل اإلنسان حنو توسيع مداركه و تدريب عقله للتفكري السليم‬ ‫1‬ ‫- رواه الرتمذي يف أبواب العلم عن أبي هريرة و قال حديث غريب .‬ ‫2‬ ‫- سورة البقرة ، اآلية ( 912 ) .‬ ‫3‬ ‫- سورة األنفال ، اآلية ( 05 ) .‬ ‫4‬ ‫- سورة النساء، اآلية (201)‬ ‫6- سورة طه (29- 49)‬ ‫- 91 -‬
  • 20. ‫و النهوض مبهارات عقله و فكره.. و إن التدريب املستمر لعقل اإلنسان ليشمل كافة نواحي حياته، يشري إىل أن‬ ‫اهلل ‪ ‬أراد لتلك املهارات الفكرية أن تتطور و أن تصبح مهارة أصيلة يف فكره يطبقها يف كل مناحي حياته‬ ‫و تصبح جزءاً من خمزونه املعريف و الفكري و اليت يطلق عليها علماء الرتبية " مهارة يف الالوعي " و اليت تعد أعلى‬ ‫درجات سلّم التعلّم.‬ ‫و إن سرية املصطفى ‪ ‬كانت و ما زالت كنزاً استمد منه الصحابة رضوان اهلل عليهم و من تابعهم منهج‬ ‫التفكري و إعداد و تنظيم اخلطط و احلياة، و بذل اجلهد يف االجتهاد و سن احلكم و القوانني يف األمور اليت يسوغ‬ ‫فيها االجتهاد، و ممن ميلك آلته:‬ ‫فقد ورد عن رسول اهلل ‪ ‬أنه ملا أراد أن يبعث معاذاً إىل اليمن قال:" كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ " ،‬ ‫قال: أقضي بكتاب اهلل ، قال : "فإن مل جتد يف كتاب اهلل ؟ "، قال: فبسنة رسول اهلل ‪ . ‬قال: " فإن مل جتد يف‬ ‫سنة رسول اهلل وال يف كتاب اهلل". قال: أجتهد رأيي وال آلو.(ال أقصر يف االجتهاد ) فضرب رسول اهلل ‪‬‬ ‫صدره، وقال: " احلمد هلل الذي وفق رسول رسول اهلل ملا يرضي رسول اهلل" 1 .‬ ‫ثم يصعد بنا جل جالله إىل تنظيم تفكرينا و توجيهه حنو حتليل احلدث و املقارنة و االستنتاج: ‪ ‬قل سريوا‬ ‫يف األرض فانظروا كيف بدأ اخللق ‪  . 2 ‬و تلك األمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ‪  . 3 ‬لقد كان يف‬ ‫قصصهم عربةٌ ألولي األلباب ‪. 4 ‬‬ ‫كما علّمنا ديننا احلنيف كيفية التعامل مع اآلخرين و احرتام آرائهم و إن كانت مغايرة آلرائنا الشخصية،‬ ‫و كيف نتثبت و ندحض الباطل باحلجة و أن نستخرج الصواب من القول أو اخلطأ فيه.‬ ‫يقول اهلل ‪ : ‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً جبهالة فتصبحوا على ما فعلتم‬ ‫نادمني ‪ 6 ‬و يقول تبارك و تعاىل : ‪ ‬يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثرياً من الظن إن بعض الظن إثم ‪.5 ‬‬ ‫و يعلّ منا على لسان سليمان عليه السالم يف قصة اهلدهد الذي فقده سيدنا سليمان دون أن يأذن له و قد آتى اهلل‬ ‫سيدنا سليمان ملكاً عظيماً و علّمه منطق الطري: ‪ ‬ألعذبنّه عذاباً شديداً أو ألذحبنّه أو ليأتيين بسلطان مبني ‪. 3 ‬‬ ‫و علّمنا جل جالله أال نقذف اآلخرين بأخطائنا و ننسبها إليهم تهرباً من سلبياتنا: ‪ ‬و من يكسب خطيئة‬ ‫أو إمثاً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً و إمثاً مبيناً ‪. 8 ‬‬ ‫1‬ ‫- حسن، تلخيص العلل املتناهية،الذهيب، ص 952‬ ‫2‬ ‫- سورة العنكبوت . اآلية ( 02 )‬ ‫3‬ ‫- سورة احلشر . اآلية ( 12 )‬ ‫4‬ ‫- سورة يوسف ، اآلية ( 111)‬ ‫6‬ ‫- سورة احلجرات . اآلية ( 5 )‬ ‫5‬ ‫- سورة احلجرات ، اآلية( 21)‬ ‫3‬ ‫- سورة النمل ، اآلية ( 12)‬ ‫8‬ ‫ سورة النساء ، اآلية ( 211 )‬‫- 02 -‬
  • 21. ‫ثم خاطب اهلل ‪ ‬عاطفة اإلنسان و حبه لذاته و أخذ بيده ليبتعد حبكمه على األمور عن دائرة التحيّز‬ ‫و االنتصار للذات ، فسلك به مدارج حماسن األخالق ، و بيّن له كيف ميكن شرح فكرته بوضوح و تنظيم‬ ‫أفكاره إلقناع اآلخرين ، و التعامل مع املعلومات و معرفة عواطف اآلخرين و آرائهم و أخذها بعني االعتبار‬ ‫للوصول إىل ملتقى طريق جيمع بني رأيني أو يقنع اآلخر باحلق املبني . و إننا نرى ذلك واضحاً يف قصة سيدنا‬ ‫جعفر بن أبي طالب حني عرض اإلسالم على النجاشي - ملك احلبشة - :‬ ‫" يا أيها امللك .. كنا قوماً أهل جاهلية: نعبد األصنام ، و نأكل امليتة ، و نأتي الفواحش ، و نقطع األرحام،‬ ‫و نسيء اجلوار ، و يأكل القوي منا الضعيف .. حتى بعث اهلل إلينا رسوالً منا، نعرف نسبه، و صدقه،و أمانته ،‬ ‫و عفافه ، فدعانا إىل اهلل لنوحدّه و نعبده ، و خنلع ما كنا نعبد حنن و آباؤنا من احلجارة و األوثان .. و أمرنا‬ ‫بصدق احلديث و أداء األمانة و صلة الرحم و حسن اجلوار و الكف عن احملارم و الدماء. و نهانا عن الفواحش‬ ‫و قول الزور و أكل مال اليتيم و قذف احملصنات، فصدقناه و آمنا به، و اتبعناه على ما جاءه من ربه ، فعبدنا اهلل‬ ‫وحده و مل نشرك به شيئاً و حرمنا ما حرم علينا ، و أحللنا ما أحلّ لنا ، فعدا علينا قومنا، فعذبونا و فتنونا عن‬ ‫ديننا لريدونا إىل عبادة األوثان و على ما كنا عليه من اخلبائث..فلما قهرونا و ظلمونا و ضيّقوا علينا، و حالوا بيننا‬ ‫و بني ديننا، خرجنا إىل بالدك و رغبنا يف جوارك و رجونا أال نظلم عندك " 1.‬ ‫فعرض سلبيات اجلاهلية ثم إجيابيات اإلسالم، و ركّز على نقاط التقاءٍ بني أفكار الدين املسيحي‬ ‫و اإلسالمي، فكان لكالمه أثرٌ بليغ و نتائج مجّة يف تفهّم النجاشي للدين اإلسالمي و مطالب املسلمني الالئذين‬ ‫بأرضه .‬ ‫و كذلك قصة سيدنا مصعب بن عمري ‪ ‬حني عرض اإلسالم على أسيد بن حضري إذ أتاه غاضباً حامالً‬ ‫حربته، راغباً يف طرد مصعب من املدينة، فقال له مصعب: " أوال جتلس فتسمع ؟ فإن رضيت أمرنا قبلته،‬ ‫و إن كرهته كففنا عنك ما تكره “. فألقى أسيد حربته قائالً: " أنصفت “.. ثم ما لبث أسيدٌ أن أسلم.‬ ‫و بعد تفعيل كل طاقات الفكر يوجه اإلسالم تلك الطاقات حنو العمل و عمارة الكون و حل املشكالت‬ ‫املعرتضة، و يُودع اإلنسان دافعاً قوياً جيعله يتغلب على املصاعب و يعمل جبدٍ دون ملل، بل و يبدع يف عمله،‬ ‫فعن النيب ‪ ‬قال: " إن اهلل حيب إذا عمل أحدكم عمالً أن يتقنه " 2 ، و قال ‪ " : ‬إن اهلل كتب اإلحسان على‬ ‫كل شيء "3 . و إتقان العمل و اإلحسان هو اإلتيان به على أكمل وجه ، أي الوصول إىل مهارة يف الالوعي‬ ‫و اليت متثل – كما قلنا – أعلى درجات سلّم التعلّم ، و إن الوصول إىل هذه املرتبة يهيء اإلنسان لإلبداع . إذ أن‬ ‫مرحليت اإلبداع األُوْلَتني : التحضري و التحري تعنيان اإلحاطة باملوضوع بعمق و معرفة كافة جوانبه ، ثم تأتي‬ ‫املرحلة الثالثة و هي مرحلة التحوّل اليت أدات ها النظر إىل األمر من خمتلف اجلهات ، و هذا ما حتدثنا عنه سابقاً مما‬ ‫حثّ عليه اإلسالم و فعّله ، ثم تأتي مرحلة االحتضان اليت يرى فيها العلماء أن من مستلزماتها إعطاء العقل الباطن‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫ صحيح ، املسند ، اإلمام أمحد ، 1/202‬‫ صحيح ، سلسلة األحاديث الصحيحة ، األلباني ، 3111‬‫ صحيح ، رواه مسلم عن أبي يعلى شداد بن أوس.‬‫- 12 -‬
  • 22. ‫فرصة ملراجعة حصيلة املعلومات ليخرج منها بعالقات جديدة، ثم أخرياً املرحلة النهائية و هي مرحلة التنوير حيث‬ ‫يبدأ تصميم اإلبداع بالظهور ..‬ ‫و لعل ظهور عدد كبري من العلماء املسلمني و محلهم مشعل احلضارة لقرون عديدة لدليل دامغ على أن‬ ‫اإلسالم قد هيأ اإلنسان ملراحل اإلبداع، ثم مل يكتفِ بذلك بل أعطاهم األدوات اليت تنقل هذا اإلبداع إىل مرحلة‬ ‫الت قويم و التنفيذ إذ جعل غاية العلم و العمل و اإلبداع هو نفع الناس، و نشر اخلري للعباد ، فكان نتاج حضارتهم‬ ‫خريٌ عميم للبشرية مجعاء .و ال عجب إذ أن من مبادئ اإلسالم قوله ‪ ": ‬خري الناس أنفعهم للناس" 1 ، و قد‬ ‫عاب احلق جل و عال على الذين يتعلمون علماً ضاراً، فقال يف كتابه العزيز :‪ ‬و يتعلّمون ما يضرّهم‬ ‫و ال ينفعهم و لقد علموا ملن اشرتاه ما له يف اآلخرة من خالق‪ 2‬أي نصيب. و كان رسول اهلل ‪ ‬يسأل اهلل‬ ‫تعاىل علماً نافعاً و يستعيذ به من علم ال ينفع.‬ ‫و بهذا البناء احملكم صاغ املسلم يف عصوره اليت متسك فيها بدينه حضارةً جميدة و علماً نافعاً، و قدّمه لألمم‬ ‫لتنعم بنور العلم و تنهل من معارفه حتى أضاءت بعد ظالمها، و تنوّرت بعد ختلفها فأمسكت بزمام العلم و قيادة‬ ‫املعرفة بعد أن ختلى املسلم عن دينه و قيمه فتدهورت أحواله و تفلتت زمام األمور من يده.‬ ‫و إن الغرب اآلن ب عد أن رضع لبان علمه من األندلس و الشام قد أمثر معارف جديدة و وضع من العلوم‬ ‫غثّه و زبده، و قد بات على املسلم أن يصلح قلبه و عقله، فكما قال عليه السالم: " احلكمة ضالة املؤمن .. "‬ ‫فعليه أن يتزود من العلوم اليت توافق قلبه و عقله و قيمه و دينه، و يهضمها حقاً ثم تنصبغ مع فكره و قيمه، ثم‬ ‫خيرجها عسالً مصفى و يفرزها علوماً جديدة تدفع البشرية حنو اخلري و السعادة.. صبغة جديدة هي صبغة اهلل‬ ‫و باسم اهلل. ثم يأخذ مفتاح عزته ليقود الركب من جديد و يستعيد مهمته األوىل اليت عندما ختلى عنها أو أُقيل‬ ‫منها احنرف العقل عن جادته و غاب هدف الوجود األصيل وسط غطرسة العقل و العلم فولدت حضارة مشوهة،‬ ‫سلبياتها غمرت إجيابياتها و ما قدمته بيد أخذت أضعافه باألخرى، قدمت له املاديات و سلبت منه سر السعادة‬ ‫و نسيت أن جناحا اإلنسان اللذين ال يطري إال بهما : العقل و القلب ، الروح و اجلسد ، تلك الثنائية الالزمة اليت‬ ‫ال غنى عنها لسعادة اإلنسان و إال مشى مشية عرجاء، تارةً ينكبّ و أخرى يقع .‬ ‫لقد آن أن يصبــح الشـرق حرا‬ ‫فيا أمم الشـرق فيم التـواني‬ ‫الـشــرق دينــاً و عــلمـاً و فـنـاً‬ ‫تعلمت األمم الناهضات من‬ ‫فنحن من الشمس و الشمس منا‬ ‫رفعنـا احلجاب عن الكائنات‬ ‫فتى الشرق أنت الويف األمني‬ ‫فوحِّــد بالدك صوب العــال‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ صحيح ،سلسلة األحاديث الصحيحة ، األلباني ، 324‬‫ سورة البقرة، اآلية ( 201)‬‫- 22 -‬ ‫فأظهر يــد العـزم للنــاس جهــرا‬ ‫بإيـمانــها تـلقَ عــــزّ اً و نصــراً‬
  • 23. ‫تعلمت أن َّ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الفاشلين يقسمون لقسمين : قسم يفكر دون‬ ‫تنفيذ و قسم ينفذ دون تفكير ..‬ ‫العقل كالحقل، و كل فكرة تفكر فيها لفترة‬ ‫طويلة هي بمثابة عملية ري، و لن نحصد‬ ‫ّ‬ ‫سوى ما نزرع من أفكار سلبية أم إيجابية.‬ ‫- 32 -‬
  • 24. ‫أهداف الربنامج‬ ‫1- بناء تفكري اجليل و إعادة هندسة تفكريه ليقوم حبمل رسالة أجداده‬ ‫العظام الذين صنعوا احلضارة اليت استقى منها الغرب علومهم.‬ ‫2- تنمية مهارات التفكري بشكلٍ عملي لتوظيفها يف حياته اليومية و خرباته‬ ‫املعرفية.‬ ‫3- تكوين النظرة املوضوعية لدى املتدربني جتاه أي موقف، و رؤيته بشكلٍ‬ ‫واضح و على حقيقته متاماً.‬ ‫4- رفع مستوى الكفاءة التفكريية لدى املتدرب، و بالتالي مستوى حتصيله‬ ‫الدراسي.‬ ‫6- زيادة مستوى الذكاء و القدرات العقلية لدى املتدرب .‬ ‫5- تقدير و احرتام الذات و بناء الثقة يف القدرة على التفكري السليم لدى‬ ‫املتدرب .‬ ‫3- الوصول إىل إنسان مبدع فعّال ، قادر على التفكري السليم و حل‬ ‫املشكالت ، و اإلسهام يف بناء جمتمعه .‬ ‫أساس الربنامج :‬ ‫يعتمد هذا الربنامج على برنامج كورت ‪ CoRT‬العاملي مع تعديل واسع من‬ ‫حيث عدد املهارات يف كل جزء و أهدافها و ترتيبها، و قد متّ إضافة‬ ‫اسرتاتيجيات ( آليات ) لبعض املهارات، يف حني مل يستخدم يف كورت‬ ‫اسرتاتيجيات و آليات.‬ ‫- 42 -‬
  • 25. ‫مميزات الربنامج :‬ ‫1- ميكن تعليمه بشكلٍ منفصل عن املنهاج املدرسي إما حبصة درسية مستقلة‬ ‫تضاف للربنامج املدرسي تسمى حصة مهارات التفكري، كما يف بعض مدارس‬ ‫املوهوبني يف الوطن العربي كمدرسة اليوبيل يف األردن. أو ميكن تعليمه يف‬ ‫دورات تدريبية و ورشات عمل.‬ ‫2- ميكن تعليمه بشكل غري مباشر ضمن املنهاج املدرسي بواسطة املدرّس عن‬ ‫طريق تغيري طريقة عرض الدرس و توجيه األسئلة لتنمية مهارات التفكري و ليس‬ ‫فقط مهارات التذكر .‬ ‫3- الربنامج له تصميم موازٍ ، أي أن أجزاءه ليست مرتبطة معاً ، إال أن اجلزء‬ ‫األول ميكن اعتباره أساساً جيب البدء به قبل أي جزء آخر .‬ ‫ل‬ ‫ملن هذا الربنامج ؟ :‬ ‫1- يناسب كل األعمار من املرحلة االبتدائية و إىل ما بعد اجلامعة .‬ ‫2- يناسب كل مستويات الذكاء ، من مستوى حتت املتوسط و ما فوق‬ ‫( أي من مستوى الذكاء ‪ ، ) 140 – 36 ( IQ‬علماً بأن مستوى‬ ‫الذكاء املتوسط هو 001 ) .‬ ‫- 62 -‬
  • 27. ‫إن أهمية توسيع اإلدراك في التفكير كأهمية‬ ‫النظارات لمن يعاني من ضعف البصر، فهو‬ ‫ال يرى الكون حوله بوضوح و على حقيقته‬ ‫و كذلك توسيع‬ ‫إال بواسطتها ،‬ ‫اإلدراك بالنسبة للتفكير ، يجعلنا نرى الكون‬ ‫على حقيقته و بوضوح ال غبش فيه .‬ ‫من أقوال: د. إدوارد دي بونو‬ ‫- 32 -‬
  • 28. ‫املهارات املوجودة يف اجلزء األول من‬ ‫برنامج هندسة التفكري‬ ‫اسم املهارة‬ ‫تعريفها‬ ‫معاجلة األفكار‬ ‫استخالص إجيابيات الفكرة و سلبياتها‬ ‫مع النظر إىل األمور امللفتة لالنتباه أو‬ ‫اليت تتطلب دراسة أكثر للبتّ فيها .‬ ‫األهداف املرجو حتقيقها من هذه املهارة‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫3-‬ ‫‪PMI‬‬ ‫4-‬ ‫6-‬ ‫اعتبار مجيع‬ ‫العوامل‬ ‫‪CAF‬‬ ‫البدائل‬ ‫و االحتماالت‬ ‫و اخليارات‬ ‫إجياد أكرب عدد ممكن من العوامل املتعلقة‬ ‫مبوقف أو فكرة ما .‬ ‫أو : تدريب الفرد للبحث عن كل‬ ‫اجلوانب املرتبطة مبوضوع أو موقف ما‬ ‫بهدف الوصول إىل قرار أو ختطيط أو‬ ‫حل سليم .‬ ‫‪FIP‬‬ ‫وجهات نظر‬ ‫اآلخرين‬ ‫‪OPV‬‬ ‫1- تدريب الفرد على عدم إهمال أية عوامل، مهما كانت قيمتها‬ ‫دون النظر ملدى أهميتها أو تفضيلها.‬ ‫2- معرفة و دراسة املوقف من خمتلف نواحيه و أخذ كافة العوامل‬ ‫بعني االعتبار للوصول إىل :‬ ‫1- نظرة شاملة و عميقة و دقيقة للموقف .‬ ‫2- قرار صائب.‬ ‫3- حل املشكالت بشكلٍ أفضل.‬ ‫4- ختطيط سليم.‬ ‫6- تطوير فكرة جديدة.‬ ‫الرتكيز على اكتشاف مجيع البدائل‬ ‫و اخليارات و اإلمكانات عن قصد .‬ ‫أو : البحث عن بدائل جديدة‬ ‫ملوقف ما .‬ ‫1. هي عالج لردود األفعال االنفعالية.‬ ‫2. تساعد على عملية التواصل بني الناس ألن إجياد تفسريات أخرى‬ ‫لسلوك اآلخرين يؤدي إىل فهم سلوكهم بشكلٍ أفضل، و إعطاء‬ ‫تربيرات هلم ، و بالتالي التكيّف معهم.‬ ‫3. عدم التسرع يف احلكم على احللول و إجياد بدائل أخرى قد ال‬ ‫تكون واضحة للوهلة األوىل .‬ ‫احلكم على األفكار ثم ترتيبها حسب‬ ‫أهميتها بالنسبة لشخص ما .‬ ‫أو : ترتيب األفكار حسب األهمية .‬ ‫1. الرتكيز على تقدير أهمية الفكرة .‬ ‫2. ترتيب و تنظيم األفكار / النتائج / األهداف / العوامل / البدائل‬ ‫حسب األهمية .‬ ‫معرفة آراء اآلخرين و طريقة تفكريهم‬ ‫لالستفادة منها.‬ ‫1- احرتام الرأي اآلخر و االبتعاد عن التسرع يف احلكم على آراء‬ ‫اآلخرين .‬ ‫2- االستفادة من آراء اآلخرين و أفكارهم لتوسيع اإلدراك و النظر‬ ‫إىل املوقف بشكلٍ أعمق و أمشل.‬ ‫3- االبتعاد عن التعصب للرأي الشخصي و حذفِ أو إهمالِ آراء‬ ‫اآلخرين و ومسهم بالغباء أو اخلطأ أو عدم الفهم .‬ ‫‪APC‬‬ ‫األولويات‬ ‫الوصول إىل حتليل أعمق للفكرة.‬ ‫فهم الفكرة بشكل دقيق.‬ ‫تأجيل إصدار األحكام حتى يتم اكتشاف كل أبعاد املوقف‬ ‫و بالتالي الوصول إىل قرار صحيح قدر اإلمكان‬ ‫الوصول ألفكار جديدة.‬ ‫االبتعاد عن التحيّز قدر املستطاع.‬ ‫- 82 -‬
  • 29. ‫النتائج‬ ‫‪Results‬‬ ‫األهداف‬ ‫‪AGO‬‬ ‫القوانني‬ ‫‪Rules‬‬ ‫استخالص النتائج الفورية و قريبة‬ ‫و متوسطة و بعيدة املدى ألي قرار‬ ‫أو عمل.‬ ‫أو : النظر إىل املستقبل لرؤية النتائج‬ ‫الفورية و القريبة و املتوسطة و البعيدة‬ ‫لألعمال و القرارات و القوانني‬ ‫و االخرتاعات ..‬ ‫1. النظر للمستقبل القريب و البعيد.‬ ‫2. التخطيط السليم.‬ ‫3. االبتعاد عن التسرع و جتنب الندم يف املستقبل نتيجة قرارات أو‬ ‫حلول سطحية و سريعة و غري مدروسة النتائج، و سواءً أكانت‬ ‫النتائج على املستوى الفردي أو اجلماعي أو املدى القريب‬ ‫أو البعيد فيجب أخذها بعني االعتبار.‬ ‫الرتكيز على اهلدف العام الذي يكمن‬ ‫وراء األعمال اليت نقوم بها، و حتديد‬ ‫األهداف املرحلية و اخلطوات اليت حتقق‬ ‫هذا اهلدف العام.‬ ‫1- أن يصبح لإلنسان قيمة و معنى، فإنسان بدون هدف ال قيمة له‬ ‫( قيمة اإلنسان بقيمة هدفه ).‬ ‫2- حتقيق اإلجنازات، ألن حتقيق اإلجنازات ال تتم إال بتحديد‬ ‫األهداف بشكلٍ واضح.‬ ‫1- حتديد اهلدف يوسع إدراك اإلنسان للموقف بشكل أمشل.‬ ‫1-‬ ‫هي صياغة جمموعة من اللوائح اليت‬ ‫تستخدم لضبط حياة الناس و حتسينها و 2-‬ ‫تسهيلها و تنظيمها.‬ ‫أو : هي صياغة جمموعة من البنود اليت 3-‬ ‫تضبط مواقف و حياة الناس لتسهيلها‬ ‫4-‬ ‫و تنظيمها.‬ ‫6-‬ ‫التخطيط‬ ‫‪Planning‬‬ ‫القرارات‬ ‫‪Decisions‬‬ ‫رسم خطوات منظمة للوصول إىل‬ ‫هدف ما مع دراسة املوقف من خمتلف‬ ‫النواحي .‬ ‫أو : إعداد خطة أو برنامج عملي‬ ‫للوصول إىل اهلدف الذي نريد حتقيقه و‬ ‫بناء اإلجراءات الالزمة لذلك مع دراسة‬ ‫كافة االحتماالت املمكنة .‬ ‫التفاعل مع املوقف احلالي و رؤيته‬ ‫بشكل أوسع من أجل الوصول إىل قرار‬ ‫سليم.‬ ‫أو : عملية تفكريية تهدف إىل اختيار‬ ‫أفضل البدائل / احللول يف موقف معني.‬ ‫تطبيق املهارات السابقة.‬ ‫استخدام القوانني مينع تشتت أفكار الناس و يساعدهم على‬ ‫ضبط تفكريهم و تنظيمه.‬ ‫معرفة حماسن و مساوئ ( صالحية ) القوانني للعمل على‬ ‫تطويرها أو الرضا بها.‬ ‫معرفة اهلدف من القانون يساعد الناس على تنفيذ القوانني‬ ‫و جعلها أكثر فائدة.‬ ‫اكتساب اسرتاتيجية وضع القوانني و تقييمها.‬ ‫1-‬ ‫التدريب على اجلمع بني املهارات:‬ ‫أ- معاجلة األفكار . ب- اعتبار مجيع العوامل.‬ ‫د- األهداف.‬ ‫جـ- النتائج .‬ ‫ألن التدرّب على هذه املهارات حتسن القدرة على التخطيط.‬ ‫القدرة على الوصول إىل أسلم و أفضل اخلطط املمكنة لتحقيق‬ ‫اهلدف.‬ ‫القدرة على تنظيم األفكار.‬ ‫اكتساب اسرتاتيجية وضع اخلطط و تقييمها لتطويرها.‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫3-‬ ‫التفاعل مع مجيع املهارات السابقة و االستفادة منها.‬ ‫حتسني عملية اختاذ القرار و الوصول للقرار الصائب.‬ ‫توسيع إدراك املوقف لدى اإلنسان و بالتالي مساعدته يف اختاذ‬ ‫القرار األسلم.‬ ‫اكتساب اسرتاتيجية اختاذ القرار.‬ ‫2-‬ ‫3-‬ ‫4-‬ ‫4-‬ ‫- 92 -‬
  • 30. ‫املهارة األوىل‬ ‫معـاجلــة األفكـــار‬ ‫إجيابي - سليب - حيتاج لدراسة‬ ‫يقول اهلل ‪  : ‬و عسى أن تكرهوا شيئ ً و هو خي ٌ لكم ، و عسى أن تحبوا شيئا و هو ش ٌ لكم‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫‪‬‬ ‫-‬ ‫إجيابي إجيابي حيتاج لدراسة‬ ‫‬‫+‬ ‫سليب‬ ‫سليب‬ ‫‬‫+ حيتاج لدراسة‬ ‫إجيابي‬ ‫إجيابي‬ ‫حيتاج لدراسة‬ ‫-‬ ‫سليب‬ ‫إجيابي‬ ‫- 03 -‬ ‫حيتاج لدراسة‬
  • 32. ‫املهارة األوىل : معاجلة األفكار ‪PMI‬‬ ‫شرح املهارة :‬ ‫يقول اهلل ‪  : ‬و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خريٌ لكم ، و عسى أن حتبوا شيئاً و هو شرٌ لكم ‪.1 ‬‬ ‫و يقول أيضاً يف كتابه العزيز: ‪ ‬فعسى أن تكرهوا شيئاً و جيعل اهلل فيه خرياً كثرياً ‪. 2 ‬‬ ‫فاحلق جل و عال ينبه اإلنسان أال يأخذ األمور بنظرة متسرعة، و حيكم على األحداث دون تفكر، فقد تبدو‬ ‫األمور يف بادئ األمر سلبيةً سيئة ً بالنسبة لنا، إال أن احلقيقة قد تكون غري ذلك.‬ ‫فيلفت انتباهنا إىل أمرٍ يف غاية األهمية يعترب أساساً لعمليات التفكري أال و هو التفكري بسلبيات ( تكرهوا )‬ ‫و إجيابيات ( حتبوا ) يف كل أمر، و أال حنكم على األمور بشكلٍ سطحي و نظرة متعجلة. فربّ أمر يبدو نافعاً‬ ‫للوهلة األوىل لكنه حيمل يف طياته ضرراً كبرياً ( سلبيات كثرية ).‬ ‫ثم ينبهنا سبحانه و تعاىل إىل عدم النظر إىل األمور من زاوية واحدة فقط.. فال نرى األمور السلبية فقط، بل‬ ‫نقلب األمر من خمتلف الوجوه، فيقول جل جالله: ‪ ‬و ال تبخسوا الناس أشياءهم 3‪ ‬و خبسها يكون بذكر‬ ‫معايبها دون حماسنها.‬ ‫و يقول احلق جل و عال : ‪ ‬و ال جيرمنكم شنآن قوم على أن ال تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ‪ 4 ‬شنآن‬ ‫أي بغض، فهو توجيه كريم حتى ال ن قع يف هذا الشَرك، و هو أن البغض أحياناً قد مينعنا من رؤية األمر على‬ ‫حقيقته .‬ ‫و إن أي قرار ال ميكن أن يكون قراراً صائباً دون أن يستخدم هذه املهارة األساسية و هي دراسة كل فكرة‬ ‫و كل عامل من العوامل املؤثرة من ناحية اإلجيابيات و السلبيات فيها.‬ ‫تعريف املهارة :‬ ‫مهارة معاجلة األفكار ‪ PMI‬تعين :‬ ‫استخالص إجيابيات الفكرة و سلبياتها مع النظر إىل األمور امللفتة لالنتباه أو اليت تتطلب دراسة أكثر للبتّ‬ ‫فيها .‬ ‫أو : ميكننا القول هي القدرة للنظر إىل فكرة ما من خمتلف الزوايا ، ثم تصنيف هذه األفكار من حيث هي‬ ‫أفكار إجيابية ( جيدة ) أو سلبية ( سيئة ) أو هلا احتماالت حتتاج لدراسة أكثر و مجعٍ للمعلومات .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫ سورة البقرة ، اآلية ( 512 )‬‫ سورة النساء ،اآلية ( 9 )‬‫ سورة الشعراء، اآلية ( 381)‬‫ سورة املائدة، اآلية ( 8)‬‫- 23 -‬
  • 33. ‫و ‪ PMI‬اختصاراً إىل :‬ ‫‪ Plus Minus Interesting‬أي : إجيابي، سليب، حيتاج لدراسة أو يعاد فيه النظر .‬ ‫اهلدف من املهارة :‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫3-‬ ‫الوصول إىل حتليل أعمق للفكرة و أكثر مشولية .‬ ‫فهم الفكرة بشكلٍ دقيق .‬ ‫تأجيل إصدار األحكام حتى يتم اكتشاف كل أبعاد املوقف ( املشكلة ) و بالتالي الوصول إىل قرار‬ ‫4-‬ ‫6-‬ ‫5-‬ ‫صحيح قدر اإلمكان .‬ ‫الوصول إىل أفكار جديدة .‬ ‫االبتعاد عن التحيّز قدر املستطاع .‬ ‫تساعد يف زيادة مهارتي املرونة 1 و الطالقة 2 ، اللتني هما شرطان من شروط اإلبداع .‬ ‫كيفية التدرّب على املهارة :‬ ‫نستطيع بواسطة هذه املهارة أن نعاجل أي أمر بشكلٍ موضوعي ، و ذلك بالنظر إليه من حيث :‬ ‫1-‬ ‫إجيابي ( + ) ‪ : Plus‬و يُنظر فيه إىل كل اجلوانب اإلجيابية يف هذه الفكرة .‬ ‫2-‬ ‫سليب ( - ) ‪ : Minus‬و يُنظر فيه إىل كل اجلوانب السلبية يف هذه الفكرة .‬ ‫3-‬ ‫حيتاج لدراسة ( ‪ : Interesting ) I‬و يُنظر فيه إىل اجلوانب اليت حتتاج‬ ‫للدراسة أو مجعٍ للمعلومات بشكلٍ أكرب أو هي ليست سلبية و ال إجيابية.‬ ‫و ميكن أن نتدرّب على هذه املهارة، وذلك:‬ ‫1- نكتب و حندد املوضوع ( الفكرة ) املراد مناقشتها.‬ ‫2- نفكر يف كل النواحي اإلجيابية و السلبية و امللفتة للنظر يف املوضوع املطروح من خالل التفكر‬ ‫3-‬ ‫باملوضوع بشكلٍ شخصي و تناوله بشكل مجاعي أو مدى تأثريه بالنسبة لآلخرين.‬ ‫ثم نسجل كل هذه األفكار ضمن جدول :‬ ‫+‬ ‫تكتب فيه اإلجيابيات‬ ‫و ترقّم.‬ ‫‬‫تكتب فيه السلبيات‬ ‫و ترقّم.‬ ‫‪I‬‬ ‫يكتب فيه ما حيتاج‬ ‫لدراسة و يرقّم.‬ ‫1 – الطالقة : هي القدرة على إنتاج كمية كبرية من األفكار خالل فرتة زمنية معينة .‬ ‫2- املرونة : هي القدرة على االنتقال بالتفكري من موقف آلخر أو من تصنيف آلخر ، فاملرونة تتعلق بالكيف من األفكار و الطالقة تتعلق بالكم ( عدد‬ ‫األفكار ) .‬ ‫- 33 -‬
  • 34. ‫مبادئ املهارة :‬ ‫1-‬ ‫أطلق فكرك يف مجيع االجتاهات و ال حتددّه يف اإلجيابيات فقط .‬ ‫2-‬ ‫ال تهمل األفكار من اللحظة األوىل و لو كانت غري مهمة بالنسبة له ، ألن هذه األفكار قد تقودك بعد‬ ‫الدراسة إىل أفكار جديدة .‬ ‫ال تتجاهل األفكار السلبية من وجهة نظرك .‬ ‫4-‬ ‫عند دراسة موضوع ما أو مشكلة ما ، خذ بعني االعتبار وجهات نظر اآلخرين و إن كانت سلبية بالنسبة‬ ‫لك ، و ذلك من أجل رؤية املوضوع من خمتلف زواياه .‬ ‫3-‬ ‫مثال مشروح :‬ ‫مناقشة الفكرة التالية : طُرحت فكرة حلماية البيئة و النظافة يف شارع ما ، و هي أن كل من‬ ‫وجد أمام بيته قاذورات عليه تنظيف الشارع كامالً إما بنفسه أو االستعانة بأحد ما (مثل عامل‬ ‫التنظيفات لقاء أجر خاص) ، ناقش هذه الفكرة .‬ ‫-‬ ‫+‬ ‫‪I‬‬ ‫1- يزداد حس املسؤولية عند 1- قد ينتقم اجلريان من بعضهم بوضع‬ ‫1- قد حيصل الشارع على‬ ‫قاذوراتهم عند بيوت اآلخرين ،‬ ‫سكان الشارع .‬ ‫يقول ‪ " : ‬إماطة األذى عن ويتقاذفون التهم .‬ ‫1‬ ‫الطريق صدقة "‬ ‫جائزة " الشارع األنظف يف‬ ‫البلد " بسبب التزامه بهذا‬ ‫القانون.‬ ‫2- يزداد خوف سكان الشارع 2- سيكسد عمل األطباء يف ذلك احلي 2- قد حيصل السكان الذين‬ ‫مل يسجل يف حقهم أي خمالفة‬ ‫من إلقاء القاذورات .‬ ‫ملدة سنة على تسمية األحياء‬ ‫األخرى بامسهم.‬ ‫3- سيحرص سكان احلي على 3- قد تستغين الدولة عن عمال 3- انتقام الزوجة من زوجها‬ ‫و جعله يقوم بأعمال شبيهة‬ ‫التنظيفات و بالتالي قد تزداد البطالة‬ ‫نظافة احلي بأكمله .‬ ‫بأعماهلا.‬ ‫4- سيعلِّم سكان احلي أوالدهم أال 4- انزعاج أحد السكان من تنظيف 4- قد حيصل سكان احلي‬ ‫يرموا القاذورات حتى ال يطبق احلي إذا أخطأ أحد أوالده برمي األفضل على معدات نظافة‬ ‫عليهم القانون .‬ ‫1‬ ‫جديدة كمكافأة هلم.‬ ‫القاذورات .‬ ‫ حسن، رواه البخاري.األدب املفرد.‬‫- 43 -‬
  • 35. ‫6- ستزداد احملافظة على النظافة 6- إضاعة وقت سكان احلي بتنظيف 6- قد تقوم املرافق العامة‬ ‫بتزويد سكان احلي مبيزات‬ ‫الشارع كامالً و تعطيله عن عمله.‬ ‫و بالتالي حنصل على بيئة نظيفة.‬ ‫كمكافأة.‬ ‫5- سريتفع مستوى الوعي البيئي 5- مترد بعض السكان‬ ‫و تصبح النظافة جزءاً من ثقافة‬ ‫و سلوكية اجليل اجلديد.‬ ‫3- سيصبح هذا احلي مثالً حيتذي 3- تعب السكان يف القيام بأعمال مل‬ ‫يعتادوا عليها.‬ ‫به األحياء األخرى.‬ ‫8- سيتحسن منظر الشارع 8- التكلفة املادية للسكان املخالفني .‬ ‫و بالتالي املدينة.‬ ‫9- سيتحسن مستوى السياحة يف 9- ظلم بعض األشخاص األبرياء.‬ ‫البلد‬ ‫01 – سيزداد الدخل االقتصادي 01- الشعور بالذل و املهانة للسكان‬ ‫للبلد بسبب حتسن السياحة.‬ ‫املخالفني.‬ ‫11- ستزداد إميانيات أهل احلي 11- تعلّم اإلهمال ملن يستطيع دفع‬ ‫املال .‬ ‫لتمثلهم بأخالقيات اإلسالم.‬ ‫21- يف ذلك إعانة لعامل 21- قد يسبب شجار بني السكان .‬ ‫التنظيفات و سينخفض الضغط يقول ‪ " : ‬و اهلل ال يؤمن "، قالوا :‬ ‫الوظيفي عليه .يقول ‪": ‬عون من هو يا رسول اهلل خاب و خسر ؟‬ ‫الرجل أخاه صدقة "1 .‬ ‫قال : " من ال يأمن جاره بوائقه ".‬ ‫2‬ ‫31- زيادة دخل احملامني بسبب 31- صعوبة احلكم على املخالف‬ ‫كثرة املرافعات القضائية بني اجلريان احلقيقي.‬ ‫41- زيادة مبيعات أدوات 41- صعوبة العمل للمخالفني.‬ ‫التنظيف.‬ ‫61- اإلحساس بقيمة و أهمية 61- هدر املزيد من املياه يف التنظيف‬ ‫عامل النظافة.‬ ‫و االستحمام.‬ ‫51- املساواة بني اجلميع‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ حسن، رواه البخاري .‬‫ متفق عليه.‬‫- 63 -‬
  • 36. ‫31- استفادة الدولة بتقليل عدد‬ ‫سيارات مجع القمامة.‬ ‫81- تعويدهم على االنضباط‬ ‫بالنظام.‬ ‫تدريبات :‬ ‫1-‬ ‫ناقش األفكار التالية وفق مهارة معاجلة األفكار :‬ ‫سن قانون: أال يُسمح بأبنية تزيد عن طابقٍ واحد.‬ ‫2- مدارس بال أسوار، يدخل الطالب و خيرجون متى شاؤوا .‬ ‫3- إخراج مجيع املقاعد من الباصات .‬ ‫4- جيب أن يضبط اإلنسان هيجانه أثناء الغضب.‬ ‫6-‬ ‫5-‬ ‫3-‬ ‫8-‬ ‫جيب أن يتوىل كل شاب العناية بشخص مسن ملدة شهر.‬ ‫جيب أن يعمل التالميذ خالل اإلجازة الصيفية ملدة شهرين لكسب النقود.‬ ‫اختيار الطالب يوم واحد يف األسبوع و اعتباره يوماً مفتوحاً، يدرس الطالب فيه ما خيتاره من املواد.‬ ‫جيب أن تدهن مجيع السيارات باللون األصفر ( مثل سيارات األجرة ).‬ ‫9- جيب أن يرتدي الناس إشارات أو عالمات مميزة تبيّن مزاجهم العام يف ذلك اليوم.‬ ‫01- سن قانون: على كل تاجر قبل أن يشرتي حمله التجاري أن يستأذن جريانه من التجار و من السكان‬ ‫اجملاورين حملله يف نوع احملل املراد فتحه .‬ ‫11- سن قانون: على كل شخص يريد بيع منزله أن يسأل جريانه هل يوافقون على املشرتي قبل أن يعقد معه‬ ‫صفقة البيع.‬ ‫21- إضافة أماكن خمصصة لألطفال يف الباصات ميكن تعديلها حسب عمر الطفل مع أحزمة أمان.‬ ‫31- املثل القائل: عصفور يف اليد و ال عشرة على الشجرة.‬ ‫41- استخدام وسيلة الضرب لتأديب األطفال.‬ ‫61- اقرتاح قرار مبخالفة كل شخص يزيد وزنه عن الوزن املثالي له و إجباره على االلتحاق مبشفى خاص‬ ‫بالبدانة حتى يصبح وزنه مثالياً.‬ ‫51- إقامة عيادة أخصائية بالصحة النفسية للطفل من عمر اليوم األول إىل سن املراهقة تبحث مع األهل كل‬ ‫املشاكل اليت يتعرض هلا الطفل و توجيه األهل للتعامل مع هؤالء األطفال بشكلٍ صحيح يضمن سالمتهم‬ ‫النفسية.‬ ‫31- اقرتاح تصنيف األطفال يف سن الروضة بعد اختبار يقيس نسبة ذكائهم يف صفوف كلٌ حسب ذكائه .‬ ‫- 53 -‬
  • 37. ‫81- تتوىل كل أسرة مؤلفة على األقل من أب و أم و طفل، رعاية طفل ختتاره من دار األيتام ليقضي معهم‬ ‫يوم كامل، و خيصص يوم عطلة لرعاية األيتام كل شهر.‬ ‫91- ختصيص يوم أو يومني يف الشهر يتوىل فيها األب رعاية األطفال، بينما تذهب األم يف رحلة أو نزهة.‬ ‫املناقشة :‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫3-‬ ‫هل ينظر الفرد عادةً إىل النقاط اإلجيابية و النقاط السلبية لفكرة ما ؟ و ملاذا ؟‬ ‫هل تعترب تطبيق هذه املهارة يف احلياة العملية أمراً ضرورياً ؟.‬ ‫متى تكون مهارة " معاجلة األفكار " أكثر فائدةً ؟ .‬ ‫‪‬‬ ‫- 33 -‬
  • 40. ‫املهارة الثانية : اعتبار كافة العوامل ‪CAF‬‬ ‫‪CAF = Consider All Factors‬‬ ‫شرح املهارة :‬ ‫يقول اهلل ‪  : ‬و منهم من يقول ربنا آتنا يف الدنيا حسنة و يف اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪. 1 ‬‬ ‫و يقول ‪ .... " : ‬إن جلسدك عليك حقاً ، و إن ألهلك عليك حقاً و إن لربك عليك حقاً ، فاعطِ كل‬ ‫ذي حقٍ حقه ....." 2.‬ ‫فاإلسالم يعرض أمراً يف غاية األهمية، يغفل عنه كثري من الناس، و هو االهتمام بكافة أمور حياتنا الدينية‬ ‫و الدنيوية، و إعطاء كل ذي حق حقه، و ذلك ال يتم إال بأن ال ننظر إىل األمر من وجهة واحدة، و اختاذ كافة‬ ‫العوامل املؤثرة يف أي حدث أو موقف من مواقف حياتنا بعني االعتبار، و أال يطغى عامل على آخر .‬ ‫إن هذه املهارة تعترب من املهارات األساسية اليت ال يتم اختاذ قرار ما أو التخطيط حلدث ما دون اعتبارها، و إن‬ ‫إهمال أي عامل مهما كان صغرياً يؤثر سلباً على صحة القرار و سالمة التخطيط.‬ ‫و إننا عند تصفحنا لسرية النيب ‪ ‬جند أنه ما من غزوة أو أمر جلل إال و النيب ‪ ‬يعاجل األمر من كافة‬ ‫جوانبه، و ال يغفل عن عامل من العوامل املؤثرة. فإن كانت غزوةً رأيناه يستشري أصحابه و يبعث الطالئع ملعرفة‬ ‫كافة العوامل املؤثرة يف تلك املوقعة و يدرس املنطقة جغرافياً و يعرف طبائع أهل البلدة و مفاتيح قلوبهم، ليضع‬ ‫كل خطوة من خطوات مسريه ‪ ‬يف مكانها املالئم و يتخذ كافة التدابري فيتنزل نصر اهلل املبني على رسوله‬ ‫الكريم و أصحابه رضوان اهلل عليهم و ذلك عندما يستنفذون كل جهدهم و قدراتهم علماً و عمالً و عطاءً‬ ‫و يقدمون كل ما لديهم، عندها فقط يأتي وعد اهلل و يتحقق النصر من عند اهلل ملن اختذ كافة األسباب و توكل‬ ‫على رب األسباب.‬ ‫و إن األمثلة كثرية من سريته الشريفة يصعب يف هذه العجالة حصرها فرمبا تُخرجنا عن املوضوع، و من أهم‬ ‫األمثلة هجرته ‪ ‬فمنها ميكن لكل ذي لبّ أن يتعلّم اسرتاتيجية التخطيط ألي عمل، و كيفية اختاذ كافة التدابري‬ ‫و عدم إغفال أي عامل.. و سنعرض يف مهارة التخطيط دراسة تفصيلية هلجرته و اليت كانت من ضمنها هذه‬ ‫املهارة.‬ ‫حنتاج هذه املهارة أيضاً لتطوير فكرة ما أو الوصول لفكرة جديدة.. ففي غزوة بدر عندما فكر سيدنا احلباب‬ ‫ابن املنذر بكافة العوامل، تبيّن له عامل جديد و هو املاء ( بئر بدر ) فتولّدت لديه فكرة جديدة و ذلك باستغالل‬ ‫هذا العامل و جعله عامالً يضعّف به احلالة النفسية للكفار ليكون ذلك عوناً للنصر. فحجز البئر عن الكفار‬ ‫و أبقاه بأيدي املسلمني يشربون منه دون الكفار.‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ سورة البقرة . اآلية ( 102 )‬‫– متفق عليه.‬ ‫- 04 -‬
  • 41. ‫و ختتلف هذه املهارة عن مهارة معاجلة األفكار ‪ PMI‬بأنها تستخدم الكتشاف الوضع العام للموقف قبل‬ ‫اإلتيان بالفكرة ، يف حني أن ‪ PMI‬هي عبارة عن معرفة إجيابيات و سلبيات الفكرة فيما لو نفذت أو بعد‬ ‫التنفيذ.‬ ‫و قد تتداخل هاتان املهارتان ألن هناك عوامل إجيابية و أخرى سلبية نأخذها بعني االعتبار عند تطبيق مهارة‬ ‫‪ ، CAF‬لذا تعد هاتان املهارتان أساس املهارات األخرى اللتان ال ميكن االستغناء عنهما يف حل املشكالت‬ ‫و اختاذ القرار و القيام بعمل .‬ ‫تعريف املهارة :‬ ‫إجياد أكرب عدد ممكن من العوامل املتعلقة مبوقف أو فكرة ما.‬ ‫أو: تدريب الفرد للبحث عن كل اجلوانب / العوامل املرتبطة مبوضوع / موقف ما، بهدف الوصول إىل قرار‬ ‫أو ختطيط أو حل سليم .‬ ‫اهلدف من املهارة :‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫تدريب الفرد على عدم إهمال أية عوامل مهما كانت قيمتها دون النظر ملدى أهميتها أو تفضيلها.‬ ‫معرفة و دراسة املوقف من خمتلف نواحيه و أخذ كافة العوامل بعني االعتبار للوصول إىل :‬ ‫‪ ‬نظرة شاملة و عميقة و دقيقة للموقف.‬ ‫‪ ‬قرار سليم.‬ ‫‪ ‬حل املشكالت بشكلٍ أفضل.‬ ‫‪ ‬ختطيط سليم .‬ ‫‪ ‬تطوير فكرة جديدة.‬ ‫مبادئ املهارة :‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫عدم الرتكيز على أهمية العوامل و أخذ مجيع العوامل بعني االعتبار.‬ ‫عند البحث عن كافة العوامل جيب النظر إىل العوامل من حيث أنها:‬ ‫أ- املؤثرة على الفرد نفسه. ب- املؤثرة على اآلخرين. جـ - املؤثرة على اجملتمع بشكلٍ عام .‬ ‫3- ال تهمل أي عامل مهما كان بسيطاً أو غري مهمٍ بالنسبة لك اآلن ، فقد يكون مهماً بالنسبة لآلخرين،‬ ‫و يكون ذلك سبباً يف اختاذ قرار قد يبدو صحيحاً للوهلة األوىل و يظهر خطأه فيما بعد .‬ ‫- 14 -‬
  • 42. ‫مثال مشروح :‬ ‫ناقش كافة العوامل اليت جيب مراعاتها عند شراء سيارة مستعملة :‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫سعر السيارة .‬ ‫نوع السيارة .‬ ‫3-‬ ‫4-‬ ‫6-‬ ‫5-‬ ‫لون السيارة .‬ ‫أن يكون لونها هو اللون األصلي للسيارة .‬ ‫قوة احملرك و سرعة السيارة .‬ ‫صالحية األجزاء امليكانيكية يف السيارة .‬ ‫3-‬ ‫8-‬ ‫9-‬ ‫اتساع السيارة للعائلة .‬ ‫مراعاة ذوق أفراد العائلة بنوع السيارة و لونها .‬ ‫مراعاة عدم وجود مشاكل يف نقل ملكية السيارة .‬ ‫01-‬ ‫11-‬ ‫21-‬ ‫31-‬ ‫مدى التوفري االقتصادي يف وقود السيارة .‬ ‫هل قطع التبديل متوفرة ؟‬ ‫هل قطع التبديل رخيصة الثمن ؟‬ ‫صالحية فرش ( أثاث ) السيارة .‬ ‫41- هل هي مناسبة للسفر ؟‬ ‫61- هل حجمها مناسب للشارع الذي تسكنه العائلة من حيث ضيق املكان أو اتساعه ؟.‬ ‫51- هل يوجد ميكانيكيون يستطيعون إصالحها و صيانتها ؟ .‬ ‫31-‬ ‫81-‬ ‫91-‬ ‫02-‬ ‫هل يوجد فيها عيوب يف اكسسواراتها الداخلية ( مسجلة ، مكربات صوت ، ... )؟.‬ ‫هل يوجد فيها جهاز تربيد و تكييف ؟ و هل يعمل ؟.‬ ‫هل ينخفض مثنها كثرياً إذا أردنا بيعها فيما بعد ؟ و هل هلا راغبون يف الشراء ؟ .‬ ‫هل ميكن استخدام السيارة كسيارة أجرة ، أم أن القانون مينع ذلك لنوعها أو مواصفاتها ؟ .‬ ‫12- هل صندوقها اخللفي واسع ؟ .‬ ‫22- عدم وجود ضرائب مرتاكمة أو رسوم و خمالفات سابقة .‬ ‫32- أن يكون صاحب السيارة أمني و ذو خلق حسن.‬ ‫42- نوع اإلطارات و عمرها.‬ ‫62- هل السيارة ذات حتكم أتوماتيكي أو أنها يدوية ؟.‬ ‫52- أال تكون قد تعرضت حلادث من قبل.‬ ‫- 24 -‬
  • 43. ‫32- هيكلها اخلارجي سليم.‬ ‫82- هل النوافذ صاحلة و تفتح و تغلق كهربائياً؟‬ ‫92- هل فيها أحزمة أمان ؟.‬ ‫03- هل حتوي جهاز إنذار و جهاز إطفاء احلرائق ؟.‬ ‫تدريبات :‬ ‫ناقش األفكار التالية :‬ ‫1- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار الختيار مهنة .‬ ‫2- قام أحد املخرتعني باخرتاع فطور على شكل حبة صغرية جداً، إال أنها حتتوي على مجيع عناصر‬ ‫و الفيتامينات اليت حيتاجها اجلسم. بعد هذه احلبة ال يشعر اإلنسان باجلوع ملدة مخس ساعات.‬ ‫الغذاء‬ ‫هل جيب أن يسمح مبثل هذه احلبوب ؟‬ ‫3- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار الختيار صديق.‬ ‫4- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار لإلعداد للسفر و حاجياته.‬ ‫6- العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار لفتح مكتبة لبيع الكتب و القرطاسية .‬ ‫5- هناك خطة لتحويل حديقة عامة يف إحدى املدن إىل مركز للتسوق، و قد قوبلت تلك اخلطة باملعارضة من‬ ‫قبل محاة البيئة ، ما هي العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار قبل اختاذ القرار النهائي ؟.( يقول ‪: ‬‬ ‫" من قطع سِدْرةً صوّب اهلل رأسه يف النار "1 - أي قطع شجرة بدون مربر - ).‬ ‫3- إذا كنت مدير مدرسة و تريد إجراء مقابالت الختيار مدرّساً لتوظيفه يف املدرسة، ما هي العوامل اليت‬ ‫تأخذها بعني االعتبار لكي تقبل به ؟.‬ ‫8- ما العوامل اليت أهملت عند تصميم مبنى مدرستك ؟ .‬ ‫9- ما العوامل اليت جيب اعتبارها عند تصميم صف لتدريس مهارات التفكري ؟ .‬ ‫01- ما العوامل اليت مل تؤخذ بعني االعتبار عند وضع القانون التالي: دخول الطالب للجامعة دون اعتبار‬ ‫جملموعهم يف الثانوية العامة ؟.‬ ‫11- ما العوامل اليت أهملها القانون التالي: جيب على كل شخص من عمر مخس سنوات إىل ستني سنة أن‬ ‫ميارس الرياضة ملدة ساعة واحدة صباحاً ثالثة أيام أسبوعياً.‬ ‫1‬ ‫ رواه أبو داوود عن عبد اهلل بن حبشي.‬‫- 34 -‬
  • 44. ‫املناقشة :‬ ‫1-‬ ‫2-‬ ‫3-‬ ‫يف حياتنا العملية، هل نهتم جبميع العوامل املؤثرة مبوضوع ما ، أم أننا نهتم باألكثر أهمية فقط ؟ .‬ ‫يف حياتنا العملية هل نهتم بالعوامل املؤثرة على اآلخرين أو على اجملتمع ؟‬ ‫ما األضرار اليت قد تنتج عن إهمال بعض العوامل ؟ .‬ ‫4-‬ ‫6-‬ ‫5-‬ ‫متى حنتاج إىل النظر إىل العوامل األكثر أهمية ؟ .‬ ‫ما الفرق بني مهارة " معاجلة األفكار " و مهارة " اعتبار كافة العوامل " ؟ .‬ ‫ما رأيك: أي املهارتني السابقتني تسبق األخرى ؟ .‬ ‫االنتباه إلى أشياء‬ ‫بسيطة يهملها عادة‬ ‫معظم الناس تجعل بعض‬ ‫األشخاص أغنياء.‬ ‫- 44 -‬
  • 46. ‫املهارة الثالثة‬ ‫البدائل و االحتماالت‬ ‫و اخليارات‬ ‫- 54 -‬