SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  425
‫العداد: 82-92-03‬

‫قراءة المام نافع عند المغاربة‬
‫من رواية أبي سعيد ورش‬
‫‪ ‬أهم الخصائص الدائية للتلوة في المدرسة‬
‫المغربية في أصول طريق الزرق عن ورش وما‬
‫لقطابها فيها من اختيارات، وما بينهم من‬
‫اختلفات مع بيان ما به الخـذ والعمـل ‪‬‬

‫القسم الول:‬
‫‪ ‬مرتبة التحقيق عند ورش وتطبيقاتها الدائية.‬
‫‪ ‬مسائل الخلف في التعوذ والبسملة بين أئمة الداء.‬
‫‪ ‬أصول الزرق في المد وتجسيدها لخصائص هذه‬
‫الطريق.‬
‫مسائل الخلف في المد وما طرأ على‬
‫‪‬‬
‫المتأخرين في أدائه من مظاهر النحراف عن‬
‫الصواب وما أثارته من مساجلت بين شيوخ القراء.‬
‫أ هم الخصائص الدائية للتلوة‬
‫في المدرسة المغربية من خلل‬
‫طريق الزرق‬
‫عن ورش وما لقطابها فيها من‬
‫اختيارات وما بينهم من اختلفات‬
‫مع بيان ما به الخذ والعمل‬

‫02‬
‫تصــــديــر:‬

‫12‬
‫والن بع ـد أن تتبعن ـا مس ـار الق ـراءة ف ـي بلدن ـا من ـذ أول عه ـدها‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بالقراءة ووصول قراءة ن ـاقع إليه ـا واعتماده ـا ق ـراءة رس ـمية، وبع ـد أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تقصينا مع القارئ الكريم تطورها التاريخي والعلمي، وتوفقنا به عند عـدد‬
‫ـ‬
‫زاخر من مدارسها الصـلية وآفاقهـا الفنيـة وإنتاجهـا العلمـي، ثـم بعـد أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫رافقناها بعد ذلك في مدارسها الفرعية وامتداداتها في الحواضر المغربية،‬
‫وتعرفنا على النشاط العلمي الزاهر الذي نما وازدهر من خلل المدارس‬
‫الدائية المحلية التي شهدتها عهود الزدهار حتى بلغنا بها مشــارف المائــة‬
‫العاشرة من الهجرة النبوية حيث توقفنا بالقارئ مـرة أخـرى عنـد سلسـلة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أهم السانيد التي تأدت إلين ـا منهـا القـراءة فـي حواضـرنا المغربي ـة لهـذا‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العهد، وعلى الخص مـا يتصـل منهـا بـالمحور العـام الـذي ينتظـم جملـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أسانيد الئمة المتأخرين ويتصل في نهايته بأمهـات الطـرق المتفرعـة عـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫مدرسة أبي عمرو الداني وما وافقها في طرقها المنحـدرة عـن المدرسـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المصرية في رواية ورش من طريق أبي يعقوب يوسف الزرق.‬
‫نريــد الن أن نتوقــف مــع القــارئ فــي خاتمــة هــذا البحــث عنــد‬
‫المكونـات أو الخصـائص الدائيـة لهـذه القـراءة مـن هـذه الروايـة وتلـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الطريق في صورتها الدائية العملية التي تأدت إلينا مــن خلل مــا تض ـمنته‬
‫ـ‬
‫مصنفات الئمة وما نقل إلينا قراءة وأداء من اختياراتهم ومذاهبهم الفنيــة‬
‫ـ مما نثرنا مادته في تراجمهم، مع محاولـة وصـل هـذه الختيـارات وتلـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المذاهب بأصولها النقلية في مصنفاتهم تلك، وتوجيه النظ ـر إل ـى م ـا علي ـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫العمل اليوم منها وما استقر عليه الخذ في التلوة العامة.‬
‫وستكون لنا من خلل ذلك وقفات للتصحيح والتوجيه وانتقاد ما فيه‬
‫منتقد مما أنكره علماء هذا الشان ول رصيد له من الرواية ول مستند، وإن‬
‫كان قد سوغ الخذ به من سوغه لستمرار العمل عليه وتلقيه بالقبول من‬
‫لدن عامة القراء.‬

‫22‬
‫وغرضنا إنما هو التأكيد على ما قلناه في التصدير للبحث من إعـادة‬
‫ـ‬
‫التأصيل لهذه الرواية من طريقها المختارة، وإب ـراز أه ـم خص ـائص التلوة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المغربية في روايـة ورش، فـي مقابـل الخصـائص والسـمات الـتي تميـز‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫غيرها من سائر الروايات، وخاصة منها رواية حفص عن عاصم التي تمثل‬
‫الرواية المشرقية وتنتظم سائر البلد السلمية، هذه الرواي ـة ال ـتي أخ ـذت‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫في العهود الخيرة تزاحم روايـة ورش بالمنـاكب حـتى فـي عقـر دارهـا،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وخاصة في وس ـائل العلم ودور التس ـجيل والكت ـب المطبوع ـة بم ـا فيه ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المصاحف المتداولة، وتقتطع نصيبا كبيرا من جمهورهـا، ممـا يمكـن معـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أن تزحزحها في بلدنا عن موضـع الصـدارة بمضـي الزمـان، هـذا إن لـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تحل مكانها ـ كما يقع اليوم في بعض دور القـرآن بمراكـش مثل ــ وذلـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫نذير بضمورها وتراجع مدها، لسيما في الحواضر لدى الطبقة المتمدرسة‬
‫أو في المناطق المغربية الكثر تفتحا على البلدان العربية، المــر الــذي إذا‬
‫استمر كان له من الثر مثل مـا وقـع لهـذه القـراءة فـي موطنهـا الصـلي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫بالمدينة المنورة حيث لم يعد لقراءة نـافع هنالـك وجـود بـالمرة، إل عنـد‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أهل هذا التخصص، وكما وقـع مثـل ذلـك لروايـة ورش فـي مصـر حيـث‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تراجعت شيئا فشيئا حتى فقدت جمهورها فقدا شبه كامل، ووقع مثل ذلك‬
‫لقراءة ابن عامر في الشام وقراءة ابن كـثير فـي الحجـاز ولس ـواها م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫باقي قراءات السـبعة، لتحـل محلهـا روايـة حفـص عـن عاصـم، لعوامـل‬
‫تاريخية كثيرة ليس هذا موضع ذكرها.‬

‫32‬
‫ول يخفى على القارئ هدفنا من الدعوة إلى رعاي ـة ه ـذه الرواي ـة‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫في بلدنا ومنطقتنا وحمايتها من التدهور أو الندثار والذوبان فـي غيرهـا،‬
‫فإن المراد إنما هو البقاء عليها في مكانتها من الصدارة والقوة والنتشار‬
‫محافظة عليها وحرصا على بقائها واستمرارها باعتبارهـا إحـدى الروايـات‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫التي تواتر بها النقل في القطار المغربية قرنـا بعـد قـرن وجيل إثـر جيـل،‬
‫واعتبارها أيضا شعارا للشخصية المغربيـة ومسـيما مـن مياسـمها، إن لـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تكن عنصرا بـارزا مـن عناصـر هـذه الشخصـية. ولمـا كـانت طريـق أبـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يعقوب الزرق بهذه المثابة، وكانت وما تزال تشكل محور النشاط القرائي‬
‫العام في المدرسة المغربية منذ استقرارها عل ـى رواي ـة ورش من ـذ زم ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرواد الذين دخلت على أيديهم إلى المغرب وافريقية ابتداء من أبــي عبــد‬
‫ا بن خيرون ورجال مدرسته إلى اليوم، ناسب أن ينصــب اهتمامنــا فــي‬
‫هذا البحث ـ ونحن بصدد بيان الخصائص والمقومات الدائيـة الـتي تكـون‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫نسيج الطراز المغربي في القراءة ـ على وص ـف مكون ـات ه ـذه الطري ـق‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أي: الصول العامة المتصـلة بهـا وذكـر مـذاهب الئمـة فيهـا ومـا دار بيـن‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫مدارس الداء فيها من خلف، جمعا لما تفرق من أشتات ذلـك فـي أثنـاء‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫البحث واستدراكا لبعض ما فات وعدنا به مما يساعدنا على التمثل الكافي‬
‫لهذه الخصـائص، وإدراك أهـم العناصـر والمكونـات، مـع القتصـار علـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المهم منها والحالة على الباقي في مصادره.‬

‫42‬
‫الفصل الول:‬
‫خصائص رواية ورش في التلوة‬
‫المغربية‬

‫52‬
‫1- الخصيصة الولى من خصائص طريق الزرق عن ورش:‬
‫أخذه بطريقة التحقيق‬
‫لعل أول خصيصة وأجلها للعيان مما ينبغي أن نرصده في طريق‬
‫الزرق قبل التطرق لصولها العامة: أخذه بطريقة التحقي ـق، والتحقي ـق ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫كما قدمنا ـ أحد النماط الدائية الثلثة المأخوذ بها لسائر القــراء بــاختلف‬
‫الحوال، وهي المشار إليها عند ابن الجزري ف ـي أول "طيب ـة النش ـر" ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫قوله:‬
‫حـدر وتدوير، وكل متبــع‬
‫مرتــل مجودا بالعـربي‬

‫"ويقــرأ القــــرآن بالتحقيــــق‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــــــع‬
‫مــع حســن صــوت بلحـــون‬
‫العرب‬

‫)1(‬

‫قال ابن أبي السداد المالقي في "الدر الن ـثير" : "يري ـد ب ـالتحقيق:‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫تمكين الحروف والصـبر علـى حركتهـا والتثبـت فـي بيانهـا، ويريـد بالحـدر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫السراع والهـذ، وم ـذاهب القـراء ل بـد أن تك ـون موافقـة لم ـا عليـه كلم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الع ـرب ال ـذي ن ـزل الق ـرآن ب ـه، فم ـن م ـذهبه م ـن الق ـراء الخ ـذ بالص ـبر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والتمكين، فإنه يزيد في المد من تلك النسبة، ومن الحــدر والســراع فــإنه‬
‫)2(‬
‫بتلك النسبة، ومن توسط فعلى حسب ذلك" .‬
‫وقد نبهنا في ترجمة الزرق في العدد الثالث من هذا البحــث عل ـى‬
‫ـ‬
‫أخذ أبي يعقوب الزرق بطريقة التحقيق، وذكرنا هنــاك أن التحقيــق نــوع‬
‫من الترتيل، قال أبو عمر الداني:‬
‫"والفرق بينهما أن التحقيق نوع مـن الترتيـل يكـون بـالهمز وتركـه،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬
‫والقصر لحروف المد، والتخفيف والختلس، وليس ذلك في التحقيق" .‬
‫1‬

‫- طيبة النشر )مجموع إتحاف البررة 271(.‬

‫2‬

‫- الدر النثير 612/2ـ 712.‬

‫3‬

‫- نقله ابن الجزري في التمهيد 26.‬

‫62‬
‫وبيان ذلك ـ كما يقول ابن الجزري ـ أنه إعطاء كل حرف حقه فــي‬
‫الداء من إشباع المد وتحقيق الهم ـز وإتم ـام الحرك ـات واعتم ـاد الهظه ـار،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والتشديدات، وتوفية الغنات، وتفكيك الحروف، وهو بيانها وإخــراج بعضــها‬
‫مــن بعــض بالســكت والترتيــل واليســر والتــؤدة، وملحظــة الجــائز مــن‬
‫)1(‬
‫الوقوف" .‬
‫ومن هذا يتبين أن التحقيق "هو عند الزرق ومن شاركه في الخذ‬
‫به، قـدر زائـد علـى التمكيـن المعتـاد للحـروف والحركـات وحـروف المـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وتحكمه الرواية، وأما إعطـاء الحـرف حقـه مـن التمكيـن مطلقـا بمعنـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫توفيته ما يسـتحقه مـن البيـان دون اعتبـار هـذا القـدر الزائـد، فهـو حكـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫مشترك بين سائر الروايات عن ورش وغيره كما نبه عليه أبو مزاحــم فــي‬
‫قوله في القصيدة الخاقانية:‬
‫فذو الحذق معط للح ـروف‬
‫ـ‬
‫حقوقها‬

‫إذ رتـــل القـــرآن أو كـــان ذا‬
‫)2(‬
‫حدر‬

‫قال أبو عمرو الداني في "التحديد": "اعلموا أن التحقيق الوارد عن‬
‫أئمة القراءة حده أن توفي الحروف حقوقها من المد إن كــانت ممــدودة،‬
‫ومن التمكين إن كانت ممكنة، ومن الهمز إن كانت مهموزة، ومن الشد إن‬
‫كانت مشدة، ومن الدغام إن كانت مدغمة، ومن الفتح إن كانت مفتوحــة،‬
‫ومن المالة إن كانت ممالة، ومن الحركة إن كانت متحركة، ومن الس ـكون‬
‫ـ‬
‫)3(‬
‫إن كانت مسكنة، من غير تجاوز ول تعسف، ول إفراط ول تكلف" .‬
‫وقد بين الشيخ أبو الحسن بن سليمان القرطبي ـ ـ كم ـا تق ـدم ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫كتابه "ترتيب الداء" أن القراء في الترتيل والحد والتدوير على مراتبهم في‬
‫التلوة، قـال: "فمنه ـم م ـن يمي ـل إل ـى الترتي ـل، وه ـو التحقيـق، فيمطـط‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫1‬

‫- النشر لبن الجزري 602/1.‬

‫2‬

‫- تقدم ذكر القصيدة الخاقانية بتمامها من رواية المام أبي الحسن النطاكي نزيل قرطبة.‬

‫3‬

‫- التحديد في التقان والتجويد لبي عمرو الداني )مخطوط(.‬

‫72‬
‫الحروف ويشبع الحركات وحروف المد واللين علــى الطلق، ويبــالغ فــي‬
‫)1(‬
‫الشد والهمز وأشباه ذلك من غير إفراط ول إسراف" .‬
‫وهذا السلوب من الخذ في القراءة مأثور عن نافع، وك ـان ي ـؤثره‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫على الحدر دون أن يبلغ به حد الفراط.‬
‫وقد تقدم نقلنا لحكاية القارئ الذي طلب العرض عليه حيـن جـاءه‬
‫ـ‬
‫فقال: "خذ علي الحدر، فقال نافع: ما الحدر؟ مـا أعرفهـا، أسـمعنا، قـال:‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فقرأ الرجل، فقال نافع: حدرنا أن ل نسقط العراب، ول نشدد مخفف ـا ول‬
‫ـ‬
‫نخفف مشددا، ول نقصر ممدودا، ول نمـد مقصـورا، قراءتنـا قـراءة أكـابر‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬
‫أصحاب رسول ا عليه وسلم إلخ.‬
‫إن القراءة بأسلوب الحدر إذن ل تتنافى مع إعطاء كل حرف حقــه‬
‫دون هدرمة ول تعسف، ولذلك فقد أثر الخذ به عن نافع نفسه في رواية‬
‫قالون، في حين أثر عنه من رواية ورش الخذ بأسلوب التحقيق كما قدمنا‬
‫في قول المام أبي زيد الجادري:‬
‫بالـحــــــدر والـــــتؤدة‬
‫والحـدر عيس ـى ينقـ ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫بـــل أديـــن بالنـــــسبة‬
‫فورشنــا يــرتـل‬

‫)3(‬

‫وقد روى أبو عمرو الداني طريقة التحقيق باتصال القراءة بها من‬
‫طريق الزرق من قراءة أبي عمرو بها على أبي الفتـح فـارس بـن أحمـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫الضرير متصلة إلى داود بن أبي طيبة عن ورش، وهـي روايتـه فـي كتـاب‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)4(‬
‫"التحديد" .‬
‫1‬

‫- ترتيب الداء )مخطوط( تقدم التعريف به في الفصل الخاص بمؤلفه أبي الحسن بن سليمان.‬

‫2‬

‫- نقلة أبو عمرو في التحديد، وذكره السخاوي في جمال القراء وكمال القراء 035/2.‬

‫3‬
‫4‬

‫ أرجوزة النافع للجادري تقدم سوقها محققة بتمامها في ص 983 من العدد: 32.‬‫- التحديد لوحة 41.‬

‫82‬
‫وأسندها في "جامع البيان" من طريق أبي الفتح المذكور عن عمر‬
‫بن محمد بن عراك الحضرمي المصري، عن حمدان بن عــون الخــولني،‬
‫وقرأ الخولني التحقيق على أبي الحسن إسماعيل بن عبد اــ النحــاس،‬
‫وقرأ التحقيق على أبي يعقوب الزرق، وقـرأ التحقيـق علـى ورش، وقـرأ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ورش التحقيق على نافع، وقرأ نافع التحقي ـق عل ـى الخمس ـة الم ـذكورين‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫من شيوخه: أبي جعفر المدني وغيره، وقرأ الخمسة التحقي ـق عل ـى عب ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وقـرأ التحقيـق ابـن عيـاش علـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أبي بن كعبب، وقرأ التحقيق أبي على النبي صلى ا عليــه وســلم، وقــرأ‬
‫)1(‬
‫النبي صلى ا عليه وسلم التحقيق على جبريل" .‬
‫قال أبو عمرو معقبا على هذا الخبر في "التحديد":‬
‫"وهذا الخبر بتوقيف القراءة بالتحقيق من الخبار الغريب ـة والس ـنن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العزيزة التي ل توجد رواية إل عنـد المكـثرين البـاحثين، ول تكتـب إل عـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في وجـوب اسـتعمال قـراءة التحقيـق‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وتعلم التقان والتجويد، لتصال سنده وعدالة نقلته، ول أعلمه يأتي متصل‬
‫)2(‬
‫إل من هذا الوجه" .‬
‫وقد مر بنا في ترجمة الزرق كيـف كـان عرضـه علـى ورش بهـذه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الطريقة المتأنية وهو مقيم معه في الدار التي كانا يسكنانها ف ـي "مس ـجد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عبد ا"، كما مر في الخبر نفسه أنه كان يعرض عليـه بطريقـة الحـدر إذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫رابط معه في السكندرية.‬
‫وهكذا يعتبر أسلوب التحقيق فـي الخـذ والداء، أهـم الخصـائص‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والسمات في رواية ورش من هذه الطريـق، ويعتـبر الـوعي بهـذا النمـط‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫عنده حجر الزاوية في فقه قراءته ومعرف ـة مميزاته ـا الدائي ـة ف ـي تق ـدير‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫1‬
‫2‬

‫ جامع البيان )مخطوط( ونقله ابن الجزري في النشر 602/1.‬‫- التحديد لوحة 41 ـ ونحوه في جامع البيان.‬

‫92‬
‫الحركات والسكنات والمدات والغنات ونحو ذلك مما ينعكس أثره فيه بكل‬
‫جلء ووضوح، ول شك أن غيـاب الـوعي والمعرفـة بهـذه الخصيصـة فـي‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫هذه الطريق يؤدي إلى الخلط بين الروايات والمراتب، كما أنه يسلب هذه‬
‫الطريق رونقها وجمالها، وهو ما أشار إلى تفريـط المتـأخرين فيـه الشـيخ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أبو العلء إدريس بن عبد ا الودغيري البدراوي شيخ القراءات فـي عهـد‬
‫ـ‬
‫المــولى ســليمان العلــوي وشــيخه أيضــا فيهــا ـــ فقــال فــي "التوضــيح‬
‫والبيان"يحث على وجوب الخذ فـي طري ـق الزرق بأس ـلوب الترتي ـل دون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫غيره قال: "لقلة المعرفـة البـوم بضـبط المراتـب"، وذكـر أن الترتيـل هـو‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المطلوب في القراءة "وهو الواجب لسيما في زماننا هذا" قال:‬
‫"وقد رخصوا في ارتكاب الحدر‬

‫)1(‬

‫وهو السراع لجل تكثير القراءة‬

‫لتكثير الجر، لكن بشرط إقامة أصلب الحروف والمحافظة عل ـى التجوي ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فيها، خلف ما يفعله الناس اليوم، وأين من بحكم ذلك الي ـوم م ـع الترتي ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فضل عن الحدر، فصار الترتيل هو الواجب على هذا في كل حال"‬

‫)2‬

‫2- أصله في الستعاذة قبل القراءة واللفظ المختار في ذل ك:‬
‫الستعاذة مطلوبة من القـارئ، وهـي التعـوذ بـالله مـن الشـيطان‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرجيم، وحكمها الستحباب والندب عند أكثر العلماء، وحكي الهــذلي فــي‬

‫1‬

‫ يعني في الخذ به على سبيل الترخيص كما قال أبو عمرو في "الرجوزة المنبهة":‬‫فالفضل في الترتيل والتحقيق والحدر ما فيه أتى من ضيق‬

‫ويمكن للتوسع الرجوع إلى كتاب "التحديد" لبي عمرو الداني وكتاب "منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد‬
‫والتحقيق" لبي الحسن السخاوي.‬
‫2‬

‫- التوضيح والبيان في مقرإ المام نافع بن عبد الرحمن 9.‬

‫03‬
‫"الكامل الجماع على استحبابها، وقال: داود بن علي ـ يعني الظــاهري ـ ـ‬
‫)1(‬

‫بوجوبها حمل للمر على الوجوب" .‬
‫وعبر بعضهم عن ذلك بلفظ "الوجوب الدائي"، وهي عبارة شائعة‬
‫عند الشيخ ابن عبد السلم فيما يقرره م ـن الص ـول والقواع ـد ف ـي كت ـاب‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"المحاذي" على حرز الماني للشاطبي وكنز المعاني للجعبري.‬
‫والمراد بالوجوب الدائي إعطاء السـتعاذة حكـم سـائر مـا يطلـب‬
‫من القارئ اللـتزام بـه مـن قواعـد الداء والتجويـد، لسـيما وأنهـا شـعار‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫القراءة، كما أنها جزء من الرواية التي يقرأ بهـا، إذ لـم تنقـل إلينـا مجـردة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫منها.‬
‫وحمل المام أبو الحسن السخاوي م ـا ج ـاء ع ـن ن ـافع م ـن رواي ـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ‬
‫المسيبي من ترك التعوذ في أوائل السور وأجزائها على أنه فعل ذلــك لئل‬
‫)2(‬

‫يتوهم أن المر على الوجوب" يعني الوجوب الفقهي الــذي يــأثم تــاركه‬
‫ويجرح بتركه.‬
‫وأما لفظ الستعاذة فقال أبو عمرو في "جامع البيان": "إن الرواية‬
‫في الستعاذة قبل القراءة وردت عن الن ـبي ـ ـ ص ـلى ا ـ علي ـه وس ـلم ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بلفظين: أحدهما "أعوذ بالله من الشيطن الرجيم"، روى ذلك جبير مطعم،‬
‫والثاني "أعوذ بالله السميع العليم، من الشـيطن الرجيـم"، روى ذلـك عنـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أبو سعيد الخدري.. قال:‬

‫1‬
‫2‬

‫ الكامل للهذلي لوحة 551 والنشر لبن الجزري 852/1.‬‫- جمال القراء 284/2.‬

‫13‬
‫"وعلــى اســتعمال هــذين اللفظيــن عامــة أهــل الداء مــن أهــل‬
‫)1(‬

‫الحرمين والعراقين والشام.‬
‫"فأما أهل مصر وسائر المغرب فاستعمل أه ـل الداء منه ـم لفظ ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫ثالثا: "أعوذ بالله العظيم من الشيطن الرجيم" .‬
‫قلت: لم يعد العمل الي ـوم إل عل ـى اللف ـظ الول، ويق ـل اس ـتعمال‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫اللفظ الثاني في غير صلة التراويح، وسـمعت م ـن الق ـراء م ـن يسـتعمل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الصيغة الولى في رواية ورش، ويستعمل الثانية فــي بــاقي القــراءات أو‬
‫الروايات، وربمـا أضـاف إليهـا بعضـهم قـوله: "ول حـول ول قـوة إل بـالله‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫العلي العظيم" ، وربما تأولوا في ذلك قول المام الشاطبي في الحرز:‬
‫على ما أتى في النح ـل يس ـرا وإن‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫لربـك تنزيهــا فلـــست مجـهل‬

‫تزد‬
‫وقد استقرأ المام المنتوري في شرح درر ابن بري جملة اللف ـاظ‬
‫ـ‬
‫التي ذكرها الحافظ أبو عمرو في كتبه فسمى ستة ألف ـاظ ص ـدرها بلف ـظ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"أعوذ بالله من الشيطن الرجيم" قال المنتوري: "وهذا اللف ـظ ف ـي ج ـامع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫البيان والقتصاد والتمهيد وإيجاز البيان وإرشاد المتمسكين، وعليــه اقتصــر‬

‫1‬
‫2‬
‫3‬

‫ يريد البصرة والكوفة.‬‫ جامع البيان لوحة 411. وهو بلفظه في الدر النثير في شرح التيسير 501.‬‫- وعلى هذا اليوم من استمعنا إلى قراءتهم بالروايات من طلبة مدرسة سيدي الزوين بحوز مراكش.‬

‫23‬
‫)2(‬

‫)1(‬

‫في التيسير والتعري ـف والتلخي ـص والم ـوجز وكت ـاب رواي ـة ورش م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫طريق المصريين وكتاب رواية أبي نشيط" .‬
‫وذكر أبو جعفر بن الباذش في "القن ـاع" أن المس ـتعمل م ـن ذل ـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عند القراء سبعة ألفاظ قال: "ولكل لفظ من ألفاظ الستعاذة وجه يستند‬
‫)4(‬

‫إليه" .‬
‫قال أبو عبد ا الخرازفي "القصد النافع": "وزاد شيخنا أبو عبد ا‬
‫)5(‬

‫بن القصاب ـ رحمه ا ـ ثلثة ألفاظ لم أرها لغيره" ثم ذكرها . ثم قال‬
‫الخراز:‬
‫"قال أبو عمرو: وأولى هذه الوجوه بالستعمال ما وردت به السنة‬
‫)6(‬

‫عن رسول ا صلى ا ـ علي ـه وس ـلم وه ـو ال ـوجه الول" . وق ـال ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫التعريف: "والمختار من لفظه "أعوذ بالله م ـن الش ـيطن الرجي ـم"، وب ـذلك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)7(‬

‫قرأت وبه آخذ" .‬
‫1‬

‫- ولفظه في التيسير: ص 61 "أعلم ان المستعمل عند الحذاق من أهل الداء في لفظها" أعوذ بالله‬

‫من الشيطن الرجيم دون غيره، وذلك لموافقة الكتاب والسنة".‬
‫2‬

‫- التعريف في اختلف الرواة عن نافع 6002 وقد سقط من النسخة المطبوعة عـن موضـعه، وذكـر‬

‫في آخر باب البسملة.‬
‫3‬
‫4‬
‫5‬
‫6‬
‫7‬

‫ شرح المنتوري )مخطوط( لوحة 33.‬‫ القناع في القراءات السبع 151/1.‬‫ تقدم ذكر هذه اللفاظ التي زاد بها ابن القصاب في ترجمته.‬‫ القصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع " لوحة 63.‬‫- التعريف 002.‬

‫33‬
‫وق ـال اب ـن الب ـاذش: "وه ـو ال ـذي ص ـار إلي ـه معظ ـم أه ـل الداء،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫واختاره لجميع القراء" .‬
‫)2(‬

‫وذكر أبو الحسن السخاوي أن "عليه إجماع المة" ، ولكـن المحقـق ابـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الجـزري استشـكل دعـوى الجمـاع. وقـال: "لثبـوت التغيـر فيـه والزيـادة‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫والنقص منه من طرق صحيحة .‬
‫ومن تمـام الحكـام الدائيـة المتعلقـة بالسـتعاذة معرفـة السـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والجهر بها، قال أبو عمرو الداني بعد ان قرر أن المختار في التعوذ الجهــر‬
‫به تبعا للقراءة: "وعلى ما ذكرناه من الجهـر بـالتعوذ قبـل القـراءة جـرى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫العمل عند أهل الداء ف ـي م ـذهب جمي ـع الف ـراء، اتباع ـا للن ـص واقت ـداء‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)4(‬

‫بالسنة" .‬
‫قال ابن الباذش: "وقد صارت رواية الخفاء عنــدهم كالمرفوضــة،‬
‫)5(‬

‫ورب شيء هكذا يروى ثـم يسـقط العمـل بـه" ، وقـال أبـو عمـرو فـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫التيسير: "ول اعلم خلفا بين أهل الداء في الجهر بها عن ـد افتت ـاح الق ـرآن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)6(‬

‫وعند البتداء برؤوس الجزاء وغيرها في مذهب الجماعة" .‬

‫1‬
‫2‬
‫3‬
‫4‬
‫5‬
‫6‬

‫ القناع 151/1.‬‫ جمال القراء وكمال القراء 284/2.‬‫ النشر 64/1.‬‫ جامع البيان لوحة 611.‬‫ القناع 361/1.‬‫- التيسير 71.‬

‫43‬
‫قال ابن أبي السداد تعليقا على قول أبي عم ـرو: "ه ـذا ال ـذي ذك ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫الحافظ من الجهر بالستعاذة هو اختيار الشيخ أبـي محمـد مك ـي ، ولـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫أجد للمام أبي عبد ا بن شريح تعرضا للجهر ول للخفاء ، لكني قرأت‬
‫بالجهر في طريقه كالذي قرأت من طريق الحافظ والش ـيخ، ول ـم ي ـأمرني‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫أحد ممن قرأت عليه بطريقه بالخفاء" .‬
‫ثـم قـال ــ أعنـي ابـن أبـي السـداد بعـد أن نقـل الروايـة الـواردة‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫بالخفاء عن نافع وحمزة:‬
‫"وليس فيما ذكر مـن الخفـاء المـروي مناقضـة لقـوله: "ول أعلـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫خلفا بين أهل الداء في الجهر بها" إذ ل تعارض بين الرواية والداء"‬

‫)4(.‬

‫3 ـ أصله في التسمية بين السورتين وأوائل الجزاء والحكام‬
‫الدائية المتفرعة من هذا الصل‬
‫)5(‬

‫التسمية والبسملة اسمان لمسـمى واحـد ، فـالول مصـدر سـمى‬
‫يسمي كالتهنئة والتسلية، والثاني مصدر منحوت جمعت حروف ـه م ـن لف ـظ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬

‫1‬
‫2‬

‫ يمكن الرجوع في ذلك إلى التبصرة في القراءات السبع 15 والكشف عن وجوه القراءات 8/1ـ 9.‬‫- يعني في الكافي القراءات السبع 01 لنه اكتفى بقوله"فالمختار أعوذ بالله من الشيطن الرجيم وبه‬

‫قرأت وبه آخذ".‬
‫3‬
‫4‬
‫5‬

‫ الدر النثير 901/1.‬‫ الدر النثير 111/1.‬‫- المنتوري في شرح الدرر اللوامع.‬

‫53‬
‫"لسم ا" كالحوقلة من "ل حول ول قوة إل بالله" والحسبلة من "حس ـبي‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫ا" .‬
‫قال ابن الطفيـل العبـدري فـي شـرحه علـى الحصـرية: "ومراتبهـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أربعة: موضـعان ل خلف بيـن القـرأة فـي اسـتعمالها فيهمـا، وهمـا أول‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫"الحمد لله" وكذا أول كل سورة ابتدئ بها ولم توصل بما قبلها . وموضــع‬
‫ل خلف بينهم في تركها فيه، وهو ما بين النفال وب ـراءة، وموض ـع ج ـرى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بينهم فيه الخلف في استعمالها فيه وتركها وه ـو وصـل السـورة بالسـورة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فيما بقي من القرآن.‬
‫فأمــا ورش مــن طريــق أبــي يعقــوب فلــم يــرو عنــه فصــل بيــن‬
‫السورتين، ورواها عنه أحمد بن صالح.‬
‫وبعض القراء يفصل بين السورتين في رواية أبي يعقوب لفضلها،‬
‫)3(‬

‫وبعض يتركها فيه، وبهما قرأت له" .‬
‫وقد درج أكثر الشيوخ على ذكر وجه واحد من الوجهين المــذكورين‬
‫في طريق الزرق وهو وجه ترك للفصل بالبسملة لنه الكثر الشائع، ق ـال‬
‫ـ‬
‫مكي في التبصرة: "فأما البسملة فكان أهل الحرميـن إل ورشـا، وعاصـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والكسائي يفصلون بين كل سورتين بلسم ا الرحمن الرحيم، وقد قرأت‬
‫1‬
‫2‬

‫ الدر النثير 711/1ـ 711ـ 811.‬‫- ويستثنى من هذا العموم حمزة الزيات من السبعة فقد ثبتت عنه الرواية بترك البسملة إل فــي أول‬

‫فاتحة الكتاب )ينظر في ذلك الكافي لبن شريح 01 والقناع لبن الباذش 65/1( وقال: "إل أن ـي ق ـرأت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عن الخرقي عن ابن سيف عن الزرق عن ورش بتركها في فاتحة الكتاب سرا وجهرا وهي رواية خلد‬
‫الكاهلي عن حمزة".‬
‫3‬

‫- منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية لبن الطفيل العبدري.‬

‫63‬
‫)1(‬

‫على أبي عدي بالفصل لورش، وهو اختيار أبي بكر الذفوي ـ رحمه ا‬
‫)2(‬

‫ـ، وقد قرأت على الشيخ أبي الطيب ـ رحمه ا ـ لورش بترك الفصل...‬
‫وكذلك قرأت لورش على أبي الطيب بس ـكت بي ـن كـل س ـورتين م ـن غي ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫تسمية" .‬
‫وقــد نــوه الحــافظ بمــذهب أبــي يعقــوب الزرق فقــال فــي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"التعريف" :وكان "ل يفصل بين كل سـورتين بلسـم اـ الرحمـن الرحيـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في جميع القرآن، إل في أول فاتحة الكت ـاب، ف ـإنه ل خلف بي ـن الق ـراءة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)4(‬

‫في التسمية في أولها" . وذكر في "جامع البيان" و"التمهيـد" و"التعريـف"‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫و"إرشاد المتمسكين" و"إيجاز البيان" و"التلخيص" و"الموجز" وكتاب رواية‬
‫ورش من طريق المصريين " أن ذلك رواية أبي يعقوب عن ورش، وقــال‬
‫في إيجاز البيان: هكذا قرأت على ابن خاق ـان واب ـن غلب ـون وف ـارس ب ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)5(‬

‫أحمد، وحكوا لي ذلك عن قراءتهم متصل" .‬
‫وأما الوجه الثاني وهـو وجـه البسـملة بيـن السـورتين للزرق كمـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أشار إليه ابن بـري بقـوله: "وورش الوجهـان عنـه نقل" فقـد تـوهم أكـثر‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الشراح أن ابن بري أراد الوجهين أي ترك البس ـملة بي ـن الس ـورتين للزرق‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫1‬
‫2‬
‫3‬
‫4‬
‫5‬

‫ هو عبد العزيز بن محمد من شيوخ مكي وقد تقدم في أكابر شيوخ مدرسة ورش بمصر.‬‫ يعني ابن غلبون.‬‫ التبصرة 15ـ 25.‬‫ التعريف 991.‬‫- نقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع.‬

‫73‬
‫والبسملة لغيره كأحمـد بـن صـالح ــ كمـا قـدمنا فـي قـول ابـن الطفيـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫العبدري ـ.‬
‫ولعلهم جميعا اتبعوا ما ذكره الشارح الول للدرر وهو أبو عبـد اـ‬
‫ـ‬
‫الخ ـراز، وذل ـك ف ـي ق ـوله: "واختل ـف ع ـن ورش ف ـي ذل ـك، ف ـروي عن ـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫استعمالها مثل قالون، وهي رواية أبي الزه ـر عب ـد الص ـمد، ون ـص عل ـى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ذلك أبو عمرو في "المفردة" وغيرها، وروي عنه تركها، وهـي روايـة أبـي‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫يعقوب الزرق"، ونص على ذلك أيضـا فـي "إيجـاز البيـان" وقـال: هكـذا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫قرأت على ابن خاقان وابن غلبون وفارس بن أحمد وحكوا لي ذل ـك ع ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫قراءتهم متصل".‬
‫)1(‬

‫وقال في التلخيص: "وقد كان أبو غانم المظفر يأخذ في مـذهب‬
‫ـ‬
‫أبي يعقوب بالتسمية بين كل سـورتين اختيـارا، حـدثني بـذلك فـارس بـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أحمد، وبه كان يأخذ محمد بن علـي وعامـة المصـريين علـى مـا بـدأنا بـه‬
‫يعني ترك البسملة". قال أبو عبد ا الخراز: "فهذا معنى الخلف المذكور‬
‫عن ورش في الـبيت، والعمـل فـي ذلـك علـى روايـة أبـي يعقـوب وهـو‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫الشهر" .‬
‫فقول الخراز"والعمل في ذلك على رواية أبي يعقوب ـ يعني تــرك‬
‫البسملة ـ يفيد بظاهره أن البسملة ليسـت بروايـة عنـه وإنمـا هـي اختيـار‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بعض الشـيوخ الخـذين بطريقـه كـأبي غـانم المـذكور ومحمـد بـن علـي‬
‫الذفوي.‬
‫1‬
‫2‬

‫ هو المظفر عامر بن أحمد بن حمدان تقدم التعريف به في أساتذة مدرسة ورش.‬‫- القصد النافع لوحة 44ـ 54.‬

‫83‬
‫والصحيح أن البسملة بين السورتين ثابتة أيض ـا ف ـي طري ـق الزرق‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫في رواية ابن هلل عن أبي الحسـن النحـاس عنـه. قـال المـام برهـان‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الدين الجعبري في الكنز: "وهو طريق ابن هلل عن الزرق، وبه أخذ أبو‬
‫غانم والذفوي، وتركها طريق ابن سيف، وبه أخذ أبو الطيب" ويعن ـي اب ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫غلبون .‬
‫وقد أشار أبو زيد بن القاضي إلى ال ـوهم ال ـذي وق ـع للش ـراح ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫شرح قول ابن بري المذكور فقال: "ك ـذا وق ـع له ـم، وفي ـه نظ ـر، لن ذل ـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يؤدي إلى تخليط الطرق، لن الشيخ ـ رحمه ا ـ لم بتعرض في "الــدرر"‬
‫إل لرواية الزرق فقط عن ورش، وأبي نشيط عن قالون، بل الصــواب أن‬
‫استعمالها وعدم استعمالها معا منقولن عن أبي يعقــوب الزرق، فتركهــا‬
‫رواية أبي بكر عبد ا بن سيف، واستعمالها رواية أب ـي جعف ـر أحم ـد ب ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫هلل الزدي عنه، فإذا أردت حفظ هذا فزد بعد قول أبي الحسن نقل:‬
‫عن يوسف، وابن هلل أعمل‬

‫"فنجل سيف تركــها به تــل‬
‫وقال بعض أشياخنا:‬

‫أزرقهم ومن ريـق الغــير‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫وم ــن طـ ــريق اب ــن هلل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫ل"‬

‫بسمـل‬

‫)2(‬

‫وبهذا يعلم أن الفصل بالبسملة بين السورتين ثابت ع ـن ورش م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫طريق الزرق أيض ـا ثب ـوت ت ـرك الفص ـل، إل أن ـه خلف المش ـهور، وب ـذلك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫يكون الفصل له بالبسملة ـ كما أصبح العمل عليه اليوم في قراءة الحــزب‬
‫1‬
‫2‬

‫ كنز المعاني ـ باب البسملة )مخطوط(.‬‫- الفجر الساطع ـ لوحة 62 )مخطط(.‬

‫93‬
‫وغيرهما عند المغاربة ـ ل يصادم الرواية وإن كان في ـه مخالف ـة المش ـهور‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الذي كان عليه العمل وما يزال في البوادي ومدارس القراءة.‬
‫إل أن مخالفة المشهور هنـا هـي عنـدي أفضـل مـن الـترجيع بيـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫السكت والوصل مما يأخذ به من ل يفصلون كما سيأتي، لن ـه ف ـي نظ ـري‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫يذهب برونق القراءة ويخل بالمعنى، بالضافة إل ـى أن ـه م ـن ل ـزوم م ـا ل‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫ـ‬
‫يلزم.‬
‫ولما كان المشهور والشائع في الس ـتعمال ف ـي رواي ـة ورش عن ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المغاربة هو ترك الفصل بالبسملة بين السورتين.‬
‫فقد أخذوا في ذلك بمذهبين مذهب الفصل بينهمــا بســكتة يســيرة‬
‫دون تنفس، ومذهب وصل آخر السورة بأول الخ ـرى دون فص ـل بس ـكت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ول بسملة على ما ذهب إليه عامة أهل الداء، قال أبو عمرو في البيان:‬
‫"ولهل الداء في مذهب من ترك التس ـمية م ـذهبان: أح ـدهما أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫توصل السورة بالسورة ويبين اعرابها من غير سكت بين السورتين، ليعلـم‬
‫ـ‬
‫الناس بانقضاء السور وابتدائهن، وهذا المذهب روي لنا عـن ابـن مجاهـد‬
‫وغيره من أهل الداء، والمذهب الخر أن يسكت بينهما سكتة لطيفة مــن‬
‫غير قطع، ليؤذن بذلك بانقضاء السور وابتدائهن، فيكون ذل ـك عوض ـا ع ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫الفصل بينهن، وعلى هذا المذهب أكثر شيوخنا والجلة من المتصدرين" .‬
‫وقد ذكر أبو الحسن بن بري هذين المذهبين بما يش ـعر بتس ـاويهما‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في القوة دون رجحان أو اختيار، وذلك في قوله في "الدرر":‬
‫واس ـــكت يس ـــيرا تح ـــظ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫1‬

‫أو صل له مبين العـــراب‬

‫- نقله المنتوري في شرح الدرر لوحة 93.‬

‫04‬
‫بالصواب‬
‫إل ان أبا عبـد اـ الخـراز اسـتدرك عليـه فقـال: "ليـس فـي قـول‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الناهظم ما يدل على ترجيح السكت، لن قوله "تحظ بالصواب" راجــع إلــى‬
‫الوجهين جميعا، وكأنه قـال: واسـكت يسـيرا أوصـل لـه أي لـورش تحـظ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بالصواب في الوجهين، ول يظهر فيه ترجيح السكت، نع ـم ل ـو ق ـال: تح ـظ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫بالصوب لكان نصـا فـي ترجيـح السـكت علـى أصـل أفعـل فـي اقتضـاء‬
‫)1(‬

‫التفضيل" .‬
‫وتعقبه الشيخ أبو عبد ا بن مسلم في شرحه علـى الـدرر فقـال:‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"ول شك أن ما ذكره ـ يعني الخراز ـ هو الم ـراد، لك ـن تق ـديم الن ـاهظم ل ـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫على الوصل يؤخذ منه أنه المشهور، لن التقديم له مزية وا أعلم"‬

‫)2(‬

‫ولهذا الملحظ استدرك بعضهم على ابن بري هنا بما نقله المنتوري‬
‫وهو قوله:‬
‫"ولك ـــن الس ـــكت ه ـــو‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫نص عليه جلة أخيــار‬

‫)3(‬

‫المختـار‬
‫قال الشيخ أبـو العلء إدريـس الـودغيري: "والعمـل عنـدنا لـورش‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)4(‬

‫على هذين الوجهين معا بين السورتين مع تصدير السكت" .‬
‫1‬
‫2‬
‫3‬
‫4‬

‫ القصد النافع للخراز لوحة 64.‬‫ نقله ابن المجراد في إيضاح السرار والبدائع لوحة 42.‬‫ شرح المنتوري على الدرر لوحة 14.‬‫- التوضيح والبيان 42.‬

‫14‬
‫يريد التصدير بوجه السكت في الخذ بطريق الجم ـع بي ـن الرواي ـات‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫في "العشر الصـغير" لنـه المختـار، وإليـه أشـار الوعيشـي فـي أرجـوزة‬
‫)5(‬

‫"الخذ" بقوله: "وبهما العمل والتصدير بالسكت فاحفظنه يا خبير .‬
‫وإليه أشار ابن شعيب في "إتقان الصنعة" بق ـوله: "وج ـرى العم ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)5(‬

‫عند الشيوخ بالجمع بين الوجهين مع تقديم السكت، وليس ذلك بواجب" .‬
‫فليتدبر القارئ الكريم قوله "وليـس بـواجب"، ولينظـر إلـى مـا درج‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عليه أهل الرواية وغيرهم إلى اليوم من الخذ بالوجهين معا دفعة واحدة‬
‫حتى في قراءة الفراد، وقراءة الحزب الراتـب، حيـث يلزمـون القـارئ أن‬
‫يرجع بين السورتين فيدخل بـوجه السـكت ــ وهـو فـي الحقيقـة العمليـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وقف ـ فيقول :ول الضالين" "ألم"، ثم يردف عليه وجه الوصل فيقول "ول‬
‫الضالين ألم" بفتح نون "الضالين" ووصلها بما بعدها، وذل ـك عن ـدهم م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تمام القراءة، وقد هجر عندهم في الستعمال القتصار على وجه واحد،‬
‫سواء كان وجـه السـكت، أو وجـه الوصـل، وإنمـا المسـتعمل إلـى اليـوم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وخاصة عند قراء البوادي الجمع بين السكت والوص ـل مع ـا عل ـى ال ـترتيب‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫المألوف حتى في قراءة الحزب الراتب ل يخلون ب ـذلك أب ـدا، وإذا لحظ ـوا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أن قارئا انتقل إلى وجـه البسـملة نظـرت إليـه العيـون شـزرا علـى سـبيل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫النكار.‬
‫فكيف لو قرأ بوجه السكت وحده أو الوصل وحده؟ وإنما المر فيه‬
‫كالمر في سائر ما في أدائه عدة أوجه أو ما فيـه وجهـان كبعـض أحـوال‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫5‬

‫ يمكن الرجوع إلى نصها الكامل في القصائد التي نظمت على ابن بري في الع ـدد ال ـذي خصص ـناه‬‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫به.‬
‫5‬

‫- إتقان الصنعة في التجويد للسبعة لبن شعيب 441/2 )مرقونة باللة(.‬

‫24‬
‫المد والهمز والتفخيم والترقيق، فإن التيان ف ـي التلوة بس ـائر الوج ـوه ل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يلزم لنه من قبيل الخلف الجائز ل من قبيل الخلف الواجب الذي ل تصح‬
‫الرواية إل بالتيان به، وإنما القارئ مخيـر، فبـأي الـوجهين أو بـأي الوجـوه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الواردة قرأ أجزأه، إل أن يكون هناك وجه مختار مقدم فـإنه يقتصـر عليـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ويترك غيره، وذلك نفسه ما يفعله القراء عن ـدنا ف ـي ب ـاب الم ـد مثل حي ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫يقرأون "وبالخرة هم يوقنون" فإنهم يمدون "الخـرة" مـدا متوسـطا مـع‬
‫ـ‬
‫انهم يذكرون فيه الوجهين أو الثلثة على ما سيأتي من مذاهب ف ـي ذل ـك،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فكيف يلتزمون عند البسملة بالتي ـان ب ـوجهي الس ـكت والوص ـل ول ي ـرون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرواية تنم إل بهما، ثم هم ل يفعلون مثل ذلك في كـل مـا فيـه اكـثر مـن‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫وجه مما مثلنا له؟‬
‫وقد تقدمنا إلى التنبيه على هذه الهنة في جملة ما نبه عليه الـدكتور‬
‫الحسن وكاك من الوضاع الغريبة في التلوة المغربية مما مثل له بأمثلــة‬
‫عديـدة منهـا "الـتزام الـترجيع بيـن السـور، والتسـمية لبعـض السـور دون‬
‫)1(‬

‫البعض" .‬
‫وهذا يقودنا إلى بحث تفرع عن صنيعهم هذا، وهو:‬
‫مبحث وضع علمة الوقف على أواخر السور‬
‫فقد "وقع الخلف بين المتـأخرين مـن قـراء المغـرب حـول وضـع‬
‫"صه" في أواخر السور... وقد أنكر ذل ـك ك ـل م ـن الس ـيد محم ـد ب ـن عب ـد‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫السلم الفاسي والسيد إدريس الب ـدراوي ال ـودغيري بن ـاء عل ـى أن أواخ ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫1‬

‫- يمكن الرجوع إلى بحث الدكتور الحسن وكاك "تقييد وقف القرآن الكريم" 99.‬

‫34‬
‫السور القرآنية محل التمام، ومحل التمام أحق بالوقف من غيره كم ـا ه ـو‬
‫ـ ـ‬
‫)1(‬

‫معلوم" .‬
‫وإلى هذا القـول الخيـر جنـح المـام القيجـاطي فيمـا حكـاه عنـه‬
‫تلميذه المنتوري قال: "لنه ل خلف في جواز ذلـك فـي المواقـف التامـة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ول أتم من آخر السورة ـ: ومن منع ذلك واحتـج بـأن المصـنفين للحـروف‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫لم يذكروه، فل حجة له، لن عادة المصنفين للحروف أن يــذكروا مواضــع‬
‫الختلف، ول يذكروا مواضع التفاق".‬
‫قال المنتوري: "وبهذا الذي أجاز شيخنا ـ رحمه ا ـ فيما ذكره كان‬
‫يأخذ على أصحابه، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ، ول يمنع م ـن ذل ـك م ـن ل ـه‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫نظر صحيح" .‬
‫وعلى هذا المذهب ذهب صاحب البيات التالية إذ يقول:‬
‫ووضــع صــه علمــة للــــوقف‬

‫فــي آخــر الســــور لــذ بالعـــرف‬

‫لم ــن يبس ــمل وغي ــره جـــ ــل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫حجتـــه التــــــمام عنـــد الـــــــنبل‬

‫فتــابعن ســالكا هــذا الثـــــــر‬

‫ول عليــك مــن مخــالف شهــــــر‬

‫والخي ــر كل ــه ف ــي التـــــ ــباع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫والشـــر كلـــه فـــي البتــــــــداع‬

‫به جرى الخذ عن شيخنا الهمام‬

‫)3(‬

‫سند عصره ابن إدريس المـــام‬

‫وجوده في "الهبطــي" كــاف يــا‬

‫1‬
‫2‬
‫3‬

‫ شرح المنتوري )باب البسملة( لوحة 04.‬‫ نفسه 671.‬‫- يعني أبا زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة شيخ ابن عبد السلم الفاسي.‬

‫44‬
‫)1(‬

‫وهـو قـدوة لمـن بعــــد أتى‬

‫فتى‬

‫وقد وازن صاحب "تقييـد وقـف القـرآن الكريـم" فـي بحثـه لهـذه‬
‫المسألة بين المذهبين المتعارضـين ورجـح مـذهب المـانعين معـبرا عـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫المذهب المانع بأنه "أصوب"، وذلـك لنـه بنـى "علـى كـون أواخـر السـور‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫محال" للسكت أو للوصل تبعا لرواية ورش جسبما الخذ به بـالمغرب مـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫طريــق يوســف الزرق عنــه، ولكــون الــذين يضــعونها فــي ألــواحهم ل‬
‫يبسملون بالفعل في ه ـذه الس ـور، إذ ل ـو اعت ـبرت أواخ ـر الس ـور عن ـدهم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫محال للوقف لتعينت البسملة فيهـا، فمـا دمنـا ل نبسـمل تبعـا للزرق عـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ورش، فل ينبغي أن نضع هناك علمة للوقف بناء علـى أن أواخـر السـور‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫محال للتمام" .‬
‫ويمكن أن يحتج للمنع أيضا بالنظر إلى ما اعتاده القراء الي ـوم ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫التلوة المغربية في الداء والعرض من التزام الترجيع بين السـور، فـإنهم‬
‫في هـذا الصـنيع يقـدمون وجـه السـكت ويـؤخرون وجـه وصـل السـورة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الولى بالخرى إل في السور الربع المعرفة بـ"الزهر" كما سيأتي، وحينئذ‬
‫يتأخر في التلوة وجه الوصل فل يبقى مكـان لوضـع علمـة الوقـف لنـه‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يفوت عليهم الغرض الذي أرادوه من الجم ـع بي ـن الس ـكت والوص ـل ف ـي‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫أداء واحد.‬
‫ولم أر من التفت إلى هذا الملحظ، وهو في نظري جدير بالعتبار.‬

‫1‬
‫2‬

‫ البيات من النصوص غير المنسوبة، وقد استشهد بها الدكتور وكاك في "تقييد وقف القرآن" 771.‬‫- المحجة في تجويد القرآن لمحمد البراهيمي 19ـ 29.‬

‫54‬
‫وقد حاول بعض المعاصرين ممن كتبـوا فـي روايـة ورش تسـويغ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫عملية الترجيع هذه بكون غرض ـهم منه ـا إثب ـات أن كل منهم ـا رواي ـة، ق ـال‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫صاحب "المحجة": "وكذا جمع بعض الشيوخ بين السكت والوصل بين كل‬
‫سورتين ـ في غير المواضع الربعة ـ وكان هذا منهم ـ وا اعلم ـ ـ إي ـذان‬
‫ـ‬
‫بأن السكت رواية، والوصل رواية، وهو كذلك، إل أن أحـد الـوجهين كـاف"‬
‫ثم قال:‬
‫"وعلى كل حـال فقـد جـرى العمـل عنـدنا بـالمغرب بـالجمع بيـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫الوجهين وتقديم السكت وعطف الوصل عليه" .‬
‫مبحث في البسملة في السور الربع المعروفة بـ" الربع‬
‫الزهر"‬
‫ومما تفرع عن مباحث وجهي السكت والوصل عن ـد الخ ـذين بهم ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وخاصة في المدرسـة المغربيـة مـا جـرى بـه العمـل قـديما وحـديثا مـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫ـ‬
‫النتقال عن وجهي السكت والوصل إلـى البسـملة فـي المواضـع الربعـة‬
‫المعروفة بـ"الربع الزهر" أو الغر في رواي ـة ورش وغيره ـا، وذل ـك فيم ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بيـن سـورتي المـدثر والقيامـة، وبيـن سـورتي الفجـر والبلـد، وفيمـا بيـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫سورتي النفطار والمطففين، وبين سورتي العص ـر والهم ـزة، وإل ـى ذل ـك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الشارة في قول الشاطبي: "وبعضهم في الربع الزهر بسمل" وقول ابن‬
‫بري:‬
‫وبعضــهم بســمل عــن‬
‫ضرورة‬
‫1‬

‫فـــي الربـــع المعلومـــة‬
‫المشهورة‬

‫- المحجة في تجويد القرآن لمحمد البراهيمي 19ـ 29.‬

‫64‬
‫وقد تقدمهما الحصري فقال:‬
‫"ولـم أقـر بيـن السـورتين‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬

‫سوى أنني بسملت في الربــع‬

‫مبسمل‬

‫الغر‬

‫وسيأتي أن هذا التفريق بين السور الربع المذكورة وبين غيرهــا ل‬
‫مستند له من رواية عن ورش ول غيره من السبعة، وإنما هـو اختيـار مـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫بعض أهل الداء، ونسبه بعض المقرئين إلى ابن مجاهد صاحب الســبعة‬
‫"لكني لم أقف عليه له في باب البسملة ول غيره فـي هـذا الكتـاب، إل أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المنتوري قال في شرحه على درر ابن بري:‬
‫"وقال ابن مطرف في "البديع":"وبلغني أن ابن مجاهد اختار ذلك،‬
‫والوجه اتباعه، لنـه كـان مقـدما فـي عصـره لمعرفتـه بوجـوه القـراءات‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫وآثارها".‬
‫لكن المنتوري استدرك فق ـال: "قـال شـيخنا السـتاذ أب ـو عب ـد ا ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫القيجاطي ـ رضي ا عنه ـ هذا شيء انف ـرد ب ـه اب ـن مط ـرف، ول اعل ـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫أحدا من القراء نقل عن ابن مجاهد في ذلك شيئا ـ قال ـ ـ ول ـو ك ـان اب ـن‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫)1(‬

‫مجاهد اختار ذلك لنقله عنه الداني وغيره" .‬
‫وخفي على المام القيجاطي المذكور وتلميذه ما ذكره أبــو جعفــر‬
‫بن الباذش في "القناع" مما يؤيد قول ابن مطرف فقد نقل عن الخزاعي‬
‫قوله: "سمعت طلحة بن محمد يقول: كان أكثر قراءة ابن مجاهــد وصــل‬
‫السورة بالسورة، إل في مواض ـع مخصوصـة مـن القـرآن كـان يعتمـد أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫يقف ويوقف عليها، من ذلك "وأهل المغفرة. ل أقسم..الـخ وسـاق بـاقي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫1‬

‫- شرح المنتوري )باب البسملة( لوحة 24.‬

‫74‬
‫المواضع ثم قال: "يقف وهو ف ـي ذل ـك يص ـل، ول ـم يـذكر عن ـه الخزاع ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫"العصر والهمزة" .‬
‫وقد ذكر أبو علي بن بليمة التسمية في هذه الربع بمـا يشـعر أنه ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫رواية فقال في "التلخيص":‬
‫"وكان ورش وأبـو عمـرو وابـن عـامر ل يبسـملون ويفصـلون بيـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫السورتين إل في أربعة مواضع... ثم ذكرها وقال: وبه قرأت وبه آخذ" .‬
‫أما الشيخ مكي بن أبـي طـالب فقـال فـي التبصـرة:"واختـار أيضـا‬
‫القراء في قراءة أبي عمرو وابن ع ـامر وورش إذ ل ـم يفص ـلوا أن يفص ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫لهم بالبسملة بين "النفطار والمطففيـن" وبيـن "الفجـر ول أقسـم" وبيـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫"العصر والهمزة" هذه أربع السور ل غير" .‬
‫وذك ـر مك ـي ف ـي "الكش ـف"عل ـل ذل ـك وق ـال: "وه ـذا اختي ـار م ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫) 3(‬

‫المتعقبين، ولهم حجة قوية في ذلك.. .‬
‫أما أبو عمرو الـداني فقـد وهـن مسـتندهم فـي هـذا التخصـيص،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ورفع الخلف في التسمية وعدمها فيهن إلى بعض من أخــذه عنهــم مــن‬
‫المشيخة ولم ينسبه إلى ابن مجاهد، فقال في "التمهيد":‬

‫2‬
‫1‬
‫2‬
‫3‬

‫ القناع لبن الباذش 161/1ـ 261.‬‫ تلخيص العبارات 22.‬‫ التبصرة 25.‬‫- الكشف 71/1ـ 81.‬

‫84‬
‫"وقد اختلف علينا في الفصـل وتركـه بيـن أربـع سـور: بيـن المـدثر‬
‫والقيامة، وبين النفط ـار والمطففي ـن، وبي ـن الفج ـر والبل ـد، وبي ـن العص ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫والهمزة، فكان أبو الحسن ـ يعني طاهر بن غلبون ـ يأمرنا بالفصل بينهــن‬
‫ويحكـي ذلـك عـن قراءتـه، وكـذلك كـان ابـن خاقـان يحكيـه روايـة عـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أصحابه، وبذلك قرأت عليهما".‬
‫"وكان فارس ل يـرى ذلـك ول يرويـه، وبـذلك قـرأت عليـه" ــ قـال‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المنتوري:‬
‫"وقــال فــي "القتصــاد" و"إرشــاد المتمســكين" و"إيجــاز البيــان"‬
‫)1(‬

‫و"التلخيص" نحوه .‬
‫وقال في القتصاد: "سألت عن ذلك أبا الفتـح ــ يعنـي فـارس بـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أحمد ـ فأنكره، وحكـى لـي انـه اختيـار مـن بعـض المتـأخرين مـن أهـل‬
‫)2(‬

‫الداء" .‬
‫وذكر في "جامع البيان" ضعف منزعه ـم ف ـي ه ـذا الختي ـار فق ـال:‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫"وليس ذلك عن أثر يروى، وإنمـا هـو اسـتحباب واختيـار مـن أهـل الداء،‬
‫ولكراهة التيـان بالجحـد بعـد "المغفـرة" وبعـد قـوله "وادخلـي جنـتي"،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وبالويل بعد اسم ا تعالى وبعد قوله "بالصبر".. ث ـم ذك ـر أن ذل ـك لي ـس‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫من الكراهة والبشاعة في شيء، لنهما موجودتان بأنفسهما بعد أس ـماء‬
‫ـ‬

‫1‬
‫2‬

‫ شرح المنتوري )باب البسملة( لوحة 24.‬‫- شرح المنتوري على الدرر اللوامع لوحة 24.‬

‫94‬
‫ا عز وجل وصفاته في قوله "لسم ا الرحمن الرحيـم"، فل فـرق إذن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بين التسمية وغيرها.‬
‫وقد كان شيخنا أبو الفتح ينكر ذلك ول يراه علـى الوصـل والسـكت‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بين الربع السور في مذهب أبي يعقوب من ترك الفصل، ول أصل له من‬
‫رواية ول تحقيق في دراية. قال أبو عمرو:‬
‫"وروى الفصل بينهن في مذهب أبي يعقوب ع ـن ورش خل ـف ب ـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫)2(‬

‫إبراهيم عن قراءته" .‬
‫أما أبو عبد ا بن سفيان شيخ مشايخ مدرسة القيروان فقال فــي‬
‫كتاب الهادي: "إن الرواية عـن السـبعة فـي هـذه الربـع السـور معدومـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫قال:"والذي أستحب لمن فصل بالبسملة أن يفصل بها بين الربــع الســور،‬
‫ومن فصل بالسكت أن يفصل بـه فيهـن، ومـن وصـل السـورة أن يفصـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫فيهن" .‬
‫وممن ذهب إلـى إنكـار الفصـل فيهـن بالبسـملة الشـيخ أبـو علـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الهوازي إمام أهل الشام في زمنه فقال في كتاب "المفردات": "إن ذلك‬
‫)4(‬

‫اختيار من بعض أهل مصر، قال: وما قرأت به" .‬

‫1‬
‫2‬
‫3‬
‫4‬

‫ هو الخاقاني السابق.‬‫ جامع البيان لوحة 911.‬‫ الهادي لوحة 3.‬‫- نقله المنتوري لوحة 34.‬

‫05‬
‫وقـال صـاحبه أبـو القاسـم بـن عبـد الوهـاب القرطـبي ــ صـاحب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المفتاح ـ في كتابه "المفيد":‬
‫"وكان الهوازي وغيره من الح ـذاق يخت ـار لم ـن فص ـل أن يس ـتمر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫على فصله، ولمن ترك أن يستمر على تركه. وذكر ـ أعني ابن عبد الوهاب‬
‫ــ فـي "كفايـة الطـالب" أن حـذاق شـيوخه كـانوا يختـارون مـا ذكـر عـن‬
‫ـ ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫الهوازي" .‬
‫ونصر أبو العباس المهدوي في "الهداي ـة" إجراءه ـن مج ـرى س ـائر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫السور، وقال في شرحه عليها بعد أن ذكر أن الفصل فيها بالتسمية مذهب‬
‫بعض المتعقبين من القراء: "ورأيت بعض شيوخنا ـ وهو أبو عبد اـ بـن‬
‫ـ‬
‫سفيان ـ رحمه ا ـ ل يراعي ذلك، ويبقي كل واحد من القراء فيهن على‬
‫مذهبه الذي يسـتعمله فـي غيرهـن، ورأيـت غيـره مـن شـيوخ المصـريين‬
‫يذهب إلى الفصل بينهن بسكتة لمن م ـذهبه أن يص ـل الس ـورة بالس ـورة،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وذلك عندي حسن، وهو الذي أختارـ لنه أبعد من اللبس المراعى، إذ كان‬
‫اتصال البسملة بأول سورة القيامة يقع فيه من اللبس مثل الذي يق ـع ف ـي‬
‫ـ ـ‬
‫)2(‬

‫وصل آخر السورة بأول الخرى" .‬
‫وق ـال أب ـو محم ـد عب ـد ا ـ ب ـن عب ـد الرحم ـن ب ـن مهل ـب الثقف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الندلسي في "كتاب التبيين": "وقد كان أبو عبـد اـ بـن سـفيان المقـرئ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫1‬
‫2‬

‫ نقله المنتوري في شرحه على ابن بري لوحة 34.‬‫- شرح الهداية لبي العباس المهدوي لوحة 8ـ 9.‬

‫15‬
‫وكان من الحذاق ـ ل يقول بهذا الختيار ول يقرئ به أحدا لما ذكرنــاه فيــه‬
‫)1(‬

‫من الضعف، وتابعه عليه جماعة من حذاق المقرئين، وهو الصواب" .‬
‫وهكذا نجد أن استحسان الفصل في السور الربع لم يكن منظورا‬
‫إليه بعين الرضا عند جمهور الئمة لما ذكره أبو عمرو ال ـداني وغي ـره م ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫افتقاره إلى السند من جهة الرواية وإن كان قد قـرأ بـه علـى ابـن خاقـان‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عن قراءته، ولما فيه أيضا من وقوع الفاصل بالتسمية في المحذور نفسه‬
‫الذي خشيه، وذلك بإدخال اسم الجللة "ا" وصـفتيه "الرحمـن الرحيـم"‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫على النفي والويل اللذين فرارا من اتصالهما بما قبلهما انتقل إلى البسملة‬
‫ليفصل بها.‬
‫وإذا استثنينا الشيخ مكي بن أبي طالب القيرواني الذي صرح فــي‬
‫"الكشف" بأن للخذين بالفصل بالتسمية فيهن حجة قوية في ذلك، وجدنا‬
‫أن عامــة أئمــة القيــروان والنــدلس كــانوا ينكــرون الفصــل بمــا ذكــر‬
‫ويستوهنون حجة من فصل، ويرون إجراء السور الربع مجرى غيرها من‬
‫سائر سور القرآن.‬
‫وقد رأينا أن أبا عمرو الداني قرأ على بعض شيوخه بالفصل وعلى‬
‫بعضهم بتركه فاعتدل المذهبان عنده م ـن جه ـة الخ ـذ، ول ـذلك ق ـال ف ـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"التمهيد": "وأنا آخذ بالمذهبين جميعا، فإن فصل علي أحد بينهن لم أمنعه‬
‫من الفصل، وإن لم يفصل لم آمره بالفصل، لع ـدم وج ـود ذلـك منصوص ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫في كتاب أحد من الناقلين عن ورش أعني تخصــيص الفصــل بينهــن دون‬
‫)2(‬

‫سائر القرآن، وإنما ذلك عندي اختيار من أهل الداء" .‬
‫1‬

‫- نقله المنتوري في شرحه على ابن بري لوحة 34.‬

‫25‬
‫أما صاحبه أبو داود سليمان بن نجاح الهشامي فكان يأخذ بمــذهب‬
‫واحد هو مذهب المنع، قـال فـي "الطـرر علـى التيسـير": "وبغيـر تسـمية‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫قرأت في هذه المواضـع، وبـذلك آخـذ علـى أصـحابي، ول أجيـز التسـمية‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫بينهن دون سائر القرآن في رواية من لم يبسمل" .‬
‫وهكذا يظهر أن مذهبي الفصل وتركه هظل يتنازعان جمهرة الق ـراء‬
‫ـ‬
‫عند المغاربة، فمن آخذ بهذا ومن آخذ بذاك، قال ابن البــاذش وكــان ابــن‬
‫)2(‬

‫عبد الوهاب ـ فيما قال لنا أبو القاسم ـ ممن ينكر ذلك، وكـذلك كـان أبـو‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫داود" .‬
‫وهذا الشيخ أبو الحسن الحصري يذكر أنه لـم يقـرأ بيـن السـورتين‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫بالبسملة لورش إل في هذه الربع ـ كما تقدم ـ إل أنه قال:‬
‫وحجته ــم فيه ــن عن ــدي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫ولكن يقوون الرواية بالنصر‬

‫لطيفة‬
‫وكان قـوله "يقـوون الروايـة" ممـا تعقبـه فيـه شـارح قصـيدته أبـو‬
‫الحسن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل العبدري كما وهن وجه الفصل‬
‫بالتسمية من عدة وجوه فكان مما قال في "منح الفريدة الحمصية":‬

‫2‬
‫1‬
‫2‬
‫3‬

‫ شرح المنتوري لوحة 34.‬‫ نفسه 34.‬‫ هو أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف القرطبي تقدم في مشيخة ابن الباذش.‬‫- القناع 261/1.‬

‫35‬
‫"وليس في البسملة بينهن أثر، ول أعلم حجة ألطف من احتجـاجهم‬
‫ـ‬
‫لها لمن نظر، لنه ل يخلو في ذلك من وجوه كلها لطيفة التوجيه: أحــدهما‬
‫أن يقرأ بالسملة لمن لم ترو عنه، والثاني أنه يصير مبسمل في موضـع مـا‬
‫ـ ـ‬
‫وتاركا في موضع ما، وهذا التلعب، والثالث وهو أشـدها قـولهم لئل يقـع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫النفي عقيب ذكر المغفرة، ألم ينظر أنه إذا بسمل أوقع النفي عقي ـب ذك ـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرحمة فيقع فيما فرمنه، ليمنع بهذا الختيار من وصل "ا ل إلــه إل هــو"‬
‫ومن وصل "الحي القيوم" لتاخـذه"، ومـن وصـل شـاكرا عليمـا "ل يحـب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ا"، ومن وصل "عزيزا حكيما" لكن ا يشهد"، وهذا كله غي ـر ممتن ـع، إذ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ألفاظ القرآن حلوة معجزة داخلة فـي النفـس منوطـة بـالقلب غيـر جـائز‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عليها ما يجوز على ألفاهظنا، مستحسن منها كل مـا يقـع علـى ألسـنتنا" ثـم‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫قال:‬
‫"والعجب من الناهظم يقول: ولكن يقوون الرواية بالنصر"، وهي لم‬
‫يروها أحد، ولو قال "المقالة" أو ما شاكلها لكان أخلص له، ونعم ما اختار‬
‫أبو الحسن طاهر عندها، كره هذا الختلل الظاهر فقال بعــد أن ضــعف‬
‫اختيارهم، ولم يقف آثارهم: "وأنا أختار لمن مذهبه أن ل يبسمل أن يصل‬
‫آخر النفال ببراءة وآخر الحقاف بالقت ـال، وآخ ـر القم ـر ب ـالرحمن، وآخ ـر‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫الواقعة بالحديد" . قال ابن الطفيل:‬
‫"ولو وصل آخر الحجر بالنحل لكان حسنا، وه ـذا كل ـه اختي ـار لي ـس‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫فيه خلف رواية ول شبهة اعتراض لذي دراية .‬

‫1‬

‫- منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية )مخطوط خزانة ابن يوسف بمراكش( لوحة 82ـ‬

‫92.‬

‫45‬
‫ولقد قـدمنا ذكـر نقـض الشـيخ أبـي عبـد اـ محمـد بـن سـليمان‬
‫القيسي الضرير لهذا العتراض الذي اعترض به أبو الحســن اب ـن الطفي ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫على قول الحصري "ولكن يقوون الرواية بالنصر"، فنقل الشيخ أبــو راشــد‬
‫الحلفاوي في شرحه على الـدرر اللوامـع اعـتراض شـراح الحصـرية: ابـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الطفيل والمرجيوي وابن مطروح وغيرهم علـى مـا ادعـاه الحصـري مـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرواية في قوله المذكور، ثم قال الحلفاوي:‬
‫"وقد أوريت زناد هذه المسألة ذات يـوم بيـن يـدي أسـتاذنا سـيدي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫أبي عبد ا القيسي ـ رحمه ا ـ ـ فتبس ـم توطئ ـة لل ـدر ال ـذي بـه يتلف ـظ،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫وقال: من حفظ حجة على من لم يحفظ، فقلـت يـا سـيدي: وهـل هنـاك‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫من العلماء من يقول انها رواية؟ فقال: نعم، رواها أبو عمرو في جامعه،‬
‫)1(‬

‫ونقلها أبو العاص في كشفه" .‬
‫وقد رجعت إلى "جامع البيان" للتأكد مما ذك ـره القيس ـي فل ـم أج ـد‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أثرا مما ادعاه من ذلك، وليس فيـه إل أنـه قـرأ علـى أبـي الفتـح ــ يعنـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫فارس بن أحـمد ـ كما تقدم ـ بترك الفصل بالبسملة قال: وكان ينكر ذلــك‬
‫ول يراه... قال أبو عمرو: "وروى الفصل بينهـن فـي مـذهب أبـي يعقـوب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته" .‬
‫2‬

‫ ما نقله ابن الطفيل عن طاهر بن غلبون هو من كلمه في كتاب "التذكرة 48/1 ول ـم ي ـذكر موض ـع‬‫ـ‬
‫ـ ـ‬

‫الشاهد الذي يهمنا ونص ما قاله ابن غلبون: "وأما ابن عامر وأبـو عمـرو فـإنه يختـار فـي قراءتهمـا أن‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يفصل بين كل سورتين بالسكت في جميع القرآن، إل في هذه الربعة المواضع التي تقدم ذكرها فــإنه‬
‫يفصل فيها بلسم اـ الرحمـن الرحيـم، وكـذلك يختـار فـي قـراءة ورش، وبـه قـرأت، وبـه آخـذ، وأنـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أختار...الغ.‬
‫1‬
‫2‬

‫ شرح الدرر للحلفاوي م خ ح.‬‫- جامع البيان لوحة 911.‬

‫55‬
‫فهل حمل المام القيسي قول أبي عمرو "وروي الفصل.. الخ إلـى‬
‫ـ‬
‫قوله عن قراءته " على أن القراءة بذلك ثابتة منقولة بالرواية والنص عن‬
‫أبي يعقوب عن ورش؟ إذا فهم هذا كذلك فلي ـس بص ـحيح، وذل ـك أن أب ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫عمرو نفسه ذكر قبل كلمه هذا في "جامع البيان" قوله: "وليس ذلك ع ـن‬
‫ـ‬
‫أثر يروى عنهم، وإنما هو استحباب واختيار من أهل الداء".‬
‫وقال في "التيسير": "وليس في ذلـك أثـر يـروى عنهـم، وإنمـا هـو‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫استحباب من الشيوخ" .‬
‫وفي "إيجاز البيان" أنه قـرأ بالتسـمية بيـن هـذه السـور علـى ابـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫خاقان وعلى أبي الحسن طاهر بن غلبون، وقرأ بترك التسمية علــى أبــي‬
‫الفتح فارس بن أحمـد، وذكـر أنهـم حكـوا ذلـك ممـا قـرأ بـه عليهـم عـن‬
‫ـ ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)2(‬

‫أشياخهم" .‬
‫وهكذا ل نجده ذكر رواي ـة متص ـلة أو منقطع ـة ب ـذلك، ب ـل نف ـى أن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫تكون هناك رواية أو أثر يروى، وأكد أن الفصـل بالتسـمية فيهـن إنمـا هـو‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫استحباب واختيار من بعض الشيوخ، فأين هي الرواية التي ادعــى الشــيخ‬
‫القيسي أن أبا عمرو نقلها في "جامع البيان" أو غيـره، وكيـف وهـو ينفـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ذلك نفيا قاطعا؟؟‬
‫ولعل الشيخ القيسي حمل قوله: "وروى الفصل فيهن فـي مـذهب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أبي يعقوب عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته "، لعل ـه حم ـل عب ـارة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"عن قراءته" على أنها تعني أنه رواها، وهو لـم يـرد ذلـك ول قصـده، ول‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫1‬
‫2‬

‫ التيسير 81.‬‫- الدر النثير لبن أبي السداد 521/1.‬

‫65‬
‫ينبغي حمل كلمه عليه، لن القراءة تتعلق بالداء أي بما تلقاه عرضا عن‬
‫مشيخته من قراءتهم على مشايخهم وهكذا.‬
‫وأما الرواية فتكون بالسند والنقل المتصل من الشـيخ إلـى صـاحب‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرواية من طريق أو أكثر من طرقها.‬
‫والمثلة على تفريق أئم ـة الق ـراء بي ـن الم ـأخوذ نقل ورواي ـة وبي ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫المأخوذ قـراءة وأداء كـثيرة، ومنهـا قـول أبـي عبـد اـ بـن سـفيان فـي‬
‫"الهادي" عند ذكر الوقف بالروم نقل والشمام: "وأما ورش وهشـام فقـد‬
‫جاء عنهما تلوة مثل ما حكى البغدادي عن أبي عمـرو، وتسـطير الروايـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬

‫عن هؤلء الثلثة في الكتب معدوم" .‬
‫ومن ذلك قول مكي في أول "التبصرة": "اعلم أن لتصال قراءتـي‬
‫ـ‬
‫بهؤلء الئمة السبعة طرقا كثيرة يطول ذكرها عن غير واح ـد م ـن الق ـراء‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫)2(‬

‫رواية وقراءة" ثم قال أيضـا وأدع مـا عـدا ذلـك.. ممـا رويتـه ولـم أقـرأ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫)3(‬

‫به" .‬
‫بل ان أبا عمرو الداني نفسه بنى تأليف "التيسير" على ه ـذا فجم ـع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫بين ما قرأ به وما رواه، قال شارحه ابن أبي السـداد: "أسـند الحـافظ كـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫واحدة من القراءات في "التيسير" رواية وقراءة، وجعل سند الروايـة غيـر‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫1‬
‫2‬
‫3‬

‫ الهادي في القراءات " لوحة 8.‬‫ التبصرة 43.‬‫- نفسه 5.‬

‫75‬
‫سند القراءة إل في قراءة حفص، فانه جعل سند الرواية والقراءة واحدا‬
‫)4(‬

‫عن شيخه أبي الحسن بن غلبون.." .‬
‫فكلمة "عن قراءته" في عبارة أبي عمرو في "ج ـامع البي ـان" إنم ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يريد بها ما تلقاه شيخه ابـن خاقـان عـن شـيوخه أداء، وكـذلك قـوله فـي‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫العبارة السابقة "فكان أبو الحسن يأمرنا بالفصل بينهن ويحكي ذل ـك ع ـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫قراءته، وكذلك كان ابن خاقان يحكيه رواية عن أصحابه".‬
‫ومهما يكن فإن تخصيص هذه المواضع الربعة بالفصل بالتســمية‬
‫لورش في مـذهب أبـي يعقـوب الزرق ل يسـتند إلـى أسـاس مـن جهـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الرواية، كما أنه مخالف لمقتضى الرواية المشهورة عن ـه ف ـي كت ـب الئم ـة‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫من هذه الطريق، وأكثر العلماء قد ضعفوا منزعها وما احتج به لها، وإنمــا‬
‫نظر من قبلها من الئمة إل ـى اش ـتهارها وانتش ـارها ف ـي الس ـتعمال كم ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فعل أبو عمرو الداني نفسه مع أن الختيار عنده التسوية بينها وبين غيرها‬
‫من السور في ترك الفصل، وبذلك قرأ عليه أوثق أصحابه الشيخ أبــو داود‬
‫سليمان بن نجاح، ولذلك أنكر أبو داود الفصل فيها خاصة في "طرره على‬
‫التيسير".‬
‫ولهذا أخذ قراء "العشر الصغير" ف ـي المدرس ـة المغربي ـة بالفص ـل‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫فيها بالسكت فقط كسائر السور كما نبه على ذلك المدغري فـي أرجـوزته‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫"روض الزهر" في قوله:‬
‫والس ـــكت ل غـــ ـــير لزرق ي ـــرى‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫وغيره مبســــمل بها وقـــــف‬
‫4‬

‫في الربـع الزهــ ـر كـذا تق ـررا‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫قبل وبعد، وبذا الخـذ عـرف‬

‫- الدر النثير 99/1.‬

‫85‬
‫وهو ما رجحه ابن بري أيضا‬
‫والسكت أولى عند كــل ذي‬

‫لن وصفه "الرحيم" معتــــبر"‬

‫نظر‬
‫وخالف في ذلك قراء العشر الكبير فأخذوا بالفصل فيه ـا كم ـا ق ـال‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫في "التوضـيح": "والعمـل عنـدنا لـورش علـى هـذين الـوجهين معـا بيـن‬
‫السورتين مع تصدير السكت ـ يعني في غير الربعة ـ قال: "ثم ان هــذين‬
‫الوجهين اللذين هما السكت والوصل ثابتـان عـن ورش فـي جميـع سـور‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫القرآن، إل في أربعة مواضع، فـإن بعـض القـراء استحسـن فـي مـذهب‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ورش في وجه السكت له فيها البسـملة دفعـا لبشـاعة اللفـظ الـذي وقـع‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫)1(‬
‫فيها" .‬

‫1‬

‫- التوضيح والبيان للودغيري البدراوي 42, وقد تقدم ان القبح المزعوم ل يندفع بالبسملة.‬

‫95‬
‫عمل المغاربة في الخذ فيهن بالبسملة بدل السكت‬
‫والوصل‬
‫وعمل الناس اليوم على ذلك وإن كان الستحسان فيها ضعيفا كما‬
‫)1(‬
‫سيأتي" .‬
‫وهكذا نرى أن عمل المغاربة في ه ـذه المس ـألة انته ـى به ـم إل ـى‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫الخذ بالوجه الضعيف فيها المخالف لختيار صاحب الختيار ال ـذي يق ـرأون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫به وهو أبو عمرو الداني، كما انه مخـالف لختيـار ابـن بـري الـذي يـروون‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫ـ‬
‫رواية ورش من طريق الزرق م ـن طريقـه إلـى أب ـي عمـرو ال ـداني كمـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫ـ‬
‫قدمنا.‬
‫ونحن إذا عدنا إلى ما اتكلوا عليه في التزام هذا الـوجه ــ علـى مـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫أدخل في التلوة من تعقيد كما سـيأتي ــ ل نجـد فيـه مـا يقنـع ويشـفي،‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ ـ ـ‬
‫ـ‬
‫وجمهور من نظروا في مسـتندهم فـي تـوجيه ذلـك ردوه وضـعفوه ولـم‬
‫ـ‬
‫ـ ـ‬
‫يقروه، وفضلوا عليه إبقاء ما كان كما كان من الكتفاء بالسكت بينها لمــن‬
‫ل يبسمل كما قال الحافظ أبو شامة في شرح قول الشاطبي:‬
‫وس ــــكتهم المخت ــــار دون‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫وبعضــهم فــي الربــع الزهــر‬

‫تنفـــــــــــــــــــــــــــــس‬

‫بس ــــــــــــــــــــــــــــــــمل‬
‫ـ‬

‫لهم دون نـص، وهـو فيهـن‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬

‫لحـــــمزة فـــافهمه وليـــــس‬

‫ساكت‬

‫مخذل‬

‫"واني أقول: ل حاجة إلى تكلف التسمية لجل المعن ـى الم ـذكور ـ ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫يعني قبح اللفظ ـ بل السكوت كاف للجميع، كما يكتفى بـه لحمـزة، وكمـا‬
‫ـ‬
‫يكتفى به بين اليات الموهم اتصالها اكثر مما ف ـي ه ـذه الربع ـة أو مثله ـا‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫ـ‬
‫مثل: "الذين يحملون العرش" بعد قوله: "انهم أصحاب النــار"، وقــوله: "ل‬
‫)2(‬
‫خير في كثير" بعد قوله: "وكان فضل ا عليك عظيما" .‬

‫1‬

‫- التوضيح والبيان 42.‬

‫06‬
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس

Contenu connexe

Tendances

Numeros racionais ppt
Numeros racionais pptNumeros racionais ppt
Numeros racionais pptrutesobral1
 
Geometria analítica distancia entre dois pontos
Geometria analítica distancia entre dois pontosGeometria analítica distancia entre dois pontos
Geometria analítica distancia entre dois pontosCamila Oliveira
 
Triângulos – 8°ano
Triângulos – 8°anoTriângulos – 8°ano
Triângulos – 8°anoManuela Avelar
 
8º aula triângulos isósceles e equiláteros
8º aula   triângulos isósceles e equiláteros8º aula   triângulos isósceles e equiláteros
8º aula triângulos isósceles e equiláterosjatobaesem
 
Noções de geometria plana construção de figuras planas
Noções de geometria plana construção de figuras planasNoções de geometria plana construção de figuras planas
Noções de geometria plana construção de figuras planassabinachourico
 
Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...
Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...
Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...IJRES Journal
 
Simetria em nosso cotidiano
Simetria em nosso cotidianoSimetria em nosso cotidiano
Simetria em nosso cotidianoJoeanechegatti
 
Ângulos e Triângulos revisão 5ºano
Ângulos e Triângulos revisão 5ºanoÂngulos e Triângulos revisão 5ºano
Ângulos e Triângulos revisão 5ºanomarcommendes
 

Tendances (10)

Numeros racionais ppt
Numeros racionais pptNumeros racionais ppt
Numeros racionais ppt
 
Geometria analítica distancia entre dois pontos
Geometria analítica distancia entre dois pontosGeometria analítica distancia entre dois pontos
Geometria analítica distancia entre dois pontos
 
Triângulos – 8°ano
Triângulos – 8°anoTriângulos – 8°ano
Triângulos – 8°ano
 
8º aula triângulos isósceles e equiláteros
8º aula   triângulos isósceles e equiláteros8º aula   triângulos isósceles e equiláteros
8º aula triângulos isósceles e equiláteros
 
Noções de geometria plana
Noções de geometria planaNoções de geometria plana
Noções de geometria plana
 
Noções de geometria plana construção de figuras planas
Noções de geometria plana construção de figuras planasNoções de geometria plana construção de figuras planas
Noções de geometria plana construção de figuras planas
 
Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...
Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...
Development and Implementation of a Washout Algorithm for a 6-dof Motion Plat...
 
Simetria em nosso cotidiano
Simetria em nosso cotidianoSimetria em nosso cotidiano
Simetria em nosso cotidiano
 
Ângulos e Triângulos revisão 5ºano
Ângulos e Triângulos revisão 5ºanoÂngulos e Triângulos revisão 5ºano
Ângulos e Triângulos revisão 5ºano
 
Pasta de lider 1
Pasta de lider 1Pasta de lider 1
Pasta de lider 1
 

Similaire à قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس

قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأولقراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأولسمير بسيوني
 
تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..haithamo
 
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربيالصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربيguest3075e36
 
الرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفال
الرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفالالرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفال
الرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفالسمير بسيوني
 
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهابترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهابguestc82b1f0
 
الموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحى
الموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحىالموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحى
الموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحىAhmed Fathi
 
الأنبياء عند اليهود
الأنبياء عند اليهودالأنبياء عند اليهود
الأنبياء عند اليهودguest87d612
 
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009Ahmed Fathi
 
المواطنة
المواطنةالمواطنة
المواطنةmazin shaer
 
Module 3 V4[1].0 Arabic Word
Module 3 V4[1].0 Arabic WordModule 3 V4[1].0 Arabic Word
Module 3 V4[1].0 Arabic Wordkamilia husen
 
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوياالمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفويmazin shaer
 
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوياالمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفويmazin shaer
 
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوياالمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفويgueste7bad8f
 
أعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصور
أعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصورأعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصور
أعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصورDr Ghaiath Hussein
 
شخصيات يهودية
شخصيات يهوديةشخصيات يهودية
شخصيات يهوديةguest87d612
 
لقاء بجريدة الاتحاد الاماراتية
لقاء بجريدة الاتحاد الاماراتيةلقاء بجريدة الاتحاد الاماراتية
لقاء بجريدة الاتحاد الاماراتيةAbdulhadi Aloufi
 
Adab altaff-05
Adab altaff-05Adab altaff-05
Adab altaff-05ashora1434
 
How To Solve The Problem
How To Solve The ProblemHow To Solve The Problem
How To Solve The Problemmabdelgadir
 
المؤتمر نت 6 مارس 2009 خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...
المؤتمر نت   6 مارس 2009   خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...المؤتمر نت   6 مارس 2009   خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...
المؤتمر نت 6 مارس 2009 خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...Ahmed Fathi
 

Similaire à قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس (20)

قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأولقراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الأول
 
تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..تاريخ+فلس..
تاريخ+فلس..
 
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربيالصراع بين ايران ودولة الامارات على  جزر الخليج العربي
الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
 
الرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفال
الرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفالالرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفال
الرحيــق المنـهال لشـرح تحـفة الأطفال
 
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهابترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب
 
الموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحى
الموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحىالموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحى
الموتمر نت .. أخبار الفنان أحمد فتحى
 
الأنبياء عند اليهود
الأنبياء عند اليهودالأنبياء عند اليهود
الأنبياء عند اليهود
 
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
خبر عن حفل أحمد فتحى بدار الأوبرا المصرية ..1 مارس 2009
 
المواطنة
المواطنةالمواطنة
المواطنة
 
Module 3 V4[1].0 Arabic Word
Module 3 V4[1].0 Arabic WordModule 3 V4[1].0 Arabic Word
Module 3 V4[1].0 Arabic Word
 
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوياالمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
 
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوياالمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
 
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوياالمواطنة المقابلة الشخصية  التاريخ الشفوي
االمواطنة المقابلة الشخصية التاريخ الشفوي
 
أعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصور
أعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصورأعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصور
أعظم مائة شخص فى التاريخ .. مايكل هارت .. ترجمة أنيس منصور
 
شخصيات يهودية
شخصيات يهوديةشخصيات يهودية
شخصيات يهودية
 
لقاء بجريدة الاتحاد الاماراتية
لقاء بجريدة الاتحاد الاماراتيةلقاء بجريدة الاتحاد الاماراتية
لقاء بجريدة الاتحاد الاماراتية
 
مجلد 1
مجلد 1مجلد 1
مجلد 1
 
Adab altaff-05
Adab altaff-05Adab altaff-05
Adab altaff-05
 
How To Solve The Problem
How To Solve The ProblemHow To Solve The Problem
How To Solve The Problem
 
المؤتمر نت 6 مارس 2009 خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...
المؤتمر نت   6 مارس 2009   خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...المؤتمر نت   6 مارس 2009   خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...
المؤتمر نت 6 مارس 2009 خبر عن تكريم احمد فتحى من سعادة سفير الجمهورية الي...
 

Plus de سمير بسيوني

أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfسمير بسيوني
 
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfأوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfسمير بسيوني
 
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfأسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdfسمير بسيوني
 
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfنبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfسمير بسيوني
 
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfمصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfسمير بسيوني
 
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...سمير بسيوني
 
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfالشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfسمير بسيوني
 
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfكتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfسمير بسيوني
 

Plus de سمير بسيوني (20)

أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
 
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfأوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
 
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfأسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfنبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
 
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfمصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
 
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
 
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfالشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
 
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfكتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
 

Dernier

世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム
世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム
世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラムKochi Eng Camp
 
次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~
次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~
次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~Kochi Eng Camp
 
ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学
ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学
ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学ssusere0a682
 
TokyoTechGraduateExaminationPresentation
TokyoTechGraduateExaminationPresentationTokyoTechGraduateExaminationPresentation
TokyoTechGraduateExaminationPresentationYukiTerazawa
 
2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料
2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料
2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料Tokyo Institute of Technology
 
生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料
生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料
生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料Takayuki Itoh
 
The_Five_Books_Overview_Presentation_2024
The_Five_Books_Overview_Presentation_2024The_Five_Books_Overview_Presentation_2024
The_Five_Books_Overview_Presentation_2024koheioishi1
 
東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2
東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2
東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2Tokyo Institute of Technology
 

Dernier (8)

世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム
世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム
世界を変えるクレーンを生み出そう! 高知エンジニアリングキャンプ2024プログラム
 
次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~
次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~
次世代機の製品コンセプトを描く ~未来の機械を創造してみよう~
 
ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学
ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学
ゲーム理論 BASIC 演習106 -価格の交渉ゲーム-#ゲーム理論 #gametheory #数学
 
TokyoTechGraduateExaminationPresentation
TokyoTechGraduateExaminationPresentationTokyoTechGraduateExaminationPresentation
TokyoTechGraduateExaminationPresentation
 
2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料
2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料
2024年度 東京工業大学 工学院 機械系 大学院 修士課程 入試 説明会 資料
 
生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料
生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料
生成AIの回答内容の修正を課題としたレポートについて:お茶の水女子大学「授業・研究における生成系AIの活用事例」での講演資料
 
The_Five_Books_Overview_Presentation_2024
The_Five_Books_Overview_Presentation_2024The_Five_Books_Overview_Presentation_2024
The_Five_Books_Overview_Presentation_2024
 
東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2
東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2
東京工業大学 環境・社会理工学院 建築学系 大学院入学入試・進学説明会2024_v2
 

قراءة الإمام نافع عند المغاربة الجزء الخامس

  • 1. ‫العداد: 82-92-03‬ ‫قراءة المام نافع عند المغاربة‬ ‫من رواية أبي سعيد ورش‬ ‫‪ ‬أهم الخصائص الدائية للتلوة في المدرسة‬ ‫المغربية في أصول طريق الزرق عن ورش وما‬ ‫لقطابها فيها من اختيارات، وما بينهم من‬ ‫اختلفات مع بيان ما به الخـذ والعمـل ‪‬‬ ‫القسم الول:‬ ‫‪ ‬مرتبة التحقيق عند ورش وتطبيقاتها الدائية.‬ ‫‪ ‬مسائل الخلف في التعوذ والبسملة بين أئمة الداء.‬ ‫‪ ‬أصول الزرق في المد وتجسيدها لخصائص هذه‬ ‫الطريق.‬ ‫مسائل الخلف في المد وما طرأ على‬ ‫‪‬‬ ‫المتأخرين في أدائه من مظاهر النحراف عن‬ ‫الصواب وما أثارته من مساجلت بين شيوخ القراء.‬
  • 2. ‫أ هم الخصائص الدائية للتلوة‬ ‫في المدرسة المغربية من خلل‬ ‫طريق الزرق‬ ‫عن ورش وما لقطابها فيها من‬ ‫اختيارات وما بينهم من اختلفات‬ ‫مع بيان ما به الخذ والعمل‬ ‫02‬
  • 4. ‫والن بع ـد أن تتبعن ـا مس ـار الق ـراءة ف ـي بلدن ـا من ـذ أول عه ـدها‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بالقراءة ووصول قراءة ن ـاقع إليه ـا واعتماده ـا ق ـراءة رس ـمية، وبع ـد أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تقصينا مع القارئ الكريم تطورها التاريخي والعلمي، وتوفقنا به عند عـدد‬ ‫ـ‬ ‫زاخر من مدارسها الصـلية وآفاقهـا الفنيـة وإنتاجهـا العلمـي، ثـم بعـد أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫رافقناها بعد ذلك في مدارسها الفرعية وامتداداتها في الحواضر المغربية،‬ ‫وتعرفنا على النشاط العلمي الزاهر الذي نما وازدهر من خلل المدارس‬ ‫الدائية المحلية التي شهدتها عهود الزدهار حتى بلغنا بها مشــارف المائــة‬ ‫العاشرة من الهجرة النبوية حيث توقفنا بالقارئ مـرة أخـرى عنـد سلسـلة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أهم السانيد التي تأدت إلين ـا منهـا القـراءة فـي حواضـرنا المغربي ـة لهـذا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العهد، وعلى الخص مـا يتصـل منهـا بـالمحور العـام الـذي ينتظـم جملـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أسانيد الئمة المتأخرين ويتصل في نهايته بأمهـات الطـرق المتفرعـة عـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مدرسة أبي عمرو الداني وما وافقها في طرقها المنحـدرة عـن المدرسـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المصرية في رواية ورش من طريق أبي يعقوب يوسف الزرق.‬ ‫نريــد الن أن نتوقــف مــع القــارئ فــي خاتمــة هــذا البحــث عنــد‬ ‫المكونـات أو الخصـائص الدائيـة لهـذه القـراءة مـن هـذه الروايـة وتلـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الطريق في صورتها الدائية العملية التي تأدت إلينا مــن خلل مــا تض ـمنته‬ ‫ـ‬ ‫مصنفات الئمة وما نقل إلينا قراءة وأداء من اختياراتهم ومذاهبهم الفنيــة‬ ‫ـ مما نثرنا مادته في تراجمهم، مع محاولـة وصـل هـذه الختيـارات وتلـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المذاهب بأصولها النقلية في مصنفاتهم تلك، وتوجيه النظ ـر إل ـى م ـا علي ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫العمل اليوم منها وما استقر عليه الخذ في التلوة العامة.‬ ‫وستكون لنا من خلل ذلك وقفات للتصحيح والتوجيه وانتقاد ما فيه‬ ‫منتقد مما أنكره علماء هذا الشان ول رصيد له من الرواية ول مستند، وإن‬ ‫كان قد سوغ الخذ به من سوغه لستمرار العمل عليه وتلقيه بالقبول من‬ ‫لدن عامة القراء.‬ ‫22‬
  • 5. ‫وغرضنا إنما هو التأكيد على ما قلناه في التصدير للبحث من إعـادة‬ ‫ـ‬ ‫التأصيل لهذه الرواية من طريقها المختارة، وإب ـراز أه ـم خص ـائص التلوة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المغربية في روايـة ورش، فـي مقابـل الخصـائص والسـمات الـتي تميـز‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫غيرها من سائر الروايات، وخاصة منها رواية حفص عن عاصم التي تمثل‬ ‫الرواية المشرقية وتنتظم سائر البلد السلمية، هذه الرواي ـة ال ـتي أخ ـذت‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫في العهود الخيرة تزاحم روايـة ورش بالمنـاكب حـتى فـي عقـر دارهـا،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وخاصة في وس ـائل العلم ودور التس ـجيل والكت ـب المطبوع ـة بم ـا فيه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المصاحف المتداولة، وتقتطع نصيبا كبيرا من جمهورهـا، ممـا يمكـن معـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أن تزحزحها في بلدنا عن موضـع الصـدارة بمضـي الزمـان، هـذا إن لـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تحل مكانها ـ كما يقع اليوم في بعض دور القـرآن بمراكـش مثل ــ وذلـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نذير بضمورها وتراجع مدها، لسيما في الحواضر لدى الطبقة المتمدرسة‬ ‫أو في المناطق المغربية الكثر تفتحا على البلدان العربية، المــر الــذي إذا‬ ‫استمر كان له من الثر مثل مـا وقـع لهـذه القـراءة فـي موطنهـا الصـلي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫بالمدينة المنورة حيث لم يعد لقراءة نـافع هنالـك وجـود بـالمرة، إل عنـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أهل هذا التخصص، وكما وقـع مثـل ذلـك لروايـة ورش فـي مصـر حيـث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تراجعت شيئا فشيئا حتى فقدت جمهورها فقدا شبه كامل، ووقع مثل ذلك‬ ‫لقراءة ابن عامر في الشام وقراءة ابن كـثير فـي الحجـاز ولس ـواها م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫باقي قراءات السـبعة، لتحـل محلهـا روايـة حفـص عـن عاصـم، لعوامـل‬ ‫تاريخية كثيرة ليس هذا موضع ذكرها.‬ ‫32‬
  • 6. ‫ول يخفى على القارئ هدفنا من الدعوة إلى رعاي ـة ه ـذه الرواي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫في بلدنا ومنطقتنا وحمايتها من التدهور أو الندثار والذوبان فـي غيرهـا،‬ ‫فإن المراد إنما هو البقاء عليها في مكانتها من الصدارة والقوة والنتشار‬ ‫محافظة عليها وحرصا على بقائها واستمرارها باعتبارهـا إحـدى الروايـات‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫التي تواتر بها النقل في القطار المغربية قرنـا بعـد قـرن وجيل إثـر جيـل،‬ ‫واعتبارها أيضا شعارا للشخصية المغربيـة ومسـيما مـن مياسـمها، إن لـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تكن عنصرا بـارزا مـن عناصـر هـذه الشخصـية. ولمـا كـانت طريـق أبـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يعقوب الزرق بهذه المثابة، وكانت وما تزال تشكل محور النشاط القرائي‬ ‫العام في المدرسة المغربية منذ استقرارها عل ـى رواي ـة ورش من ـذ زم ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرواد الذين دخلت على أيديهم إلى المغرب وافريقية ابتداء من أبــي عبــد‬ ‫ا بن خيرون ورجال مدرسته إلى اليوم، ناسب أن ينصــب اهتمامنــا فــي‬ ‫هذا البحث ـ ونحن بصدد بيان الخصائص والمقومات الدائيـة الـتي تكـون‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫نسيج الطراز المغربي في القراءة ـ على وص ـف مكون ـات ه ـذه الطري ـق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أي: الصول العامة المتصـلة بهـا وذكـر مـذاهب الئمـة فيهـا ومـا دار بيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مدارس الداء فيها من خلف، جمعا لما تفرق من أشتات ذلـك فـي أثنـاء‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫البحث واستدراكا لبعض ما فات وعدنا به مما يساعدنا على التمثل الكافي‬ ‫لهذه الخصـائص، وإدراك أهـم العناصـر والمكونـات، مـع القتصـار علـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المهم منها والحالة على الباقي في مصادره.‬ ‫42‬
  • 7. ‫الفصل الول:‬ ‫خصائص رواية ورش في التلوة‬ ‫المغربية‬ ‫52‬
  • 8. ‫1- الخصيصة الولى من خصائص طريق الزرق عن ورش:‬ ‫أخذه بطريقة التحقيق‬ ‫لعل أول خصيصة وأجلها للعيان مما ينبغي أن نرصده في طريق‬ ‫الزرق قبل التطرق لصولها العامة: أخذه بطريقة التحقي ـق، والتحقي ـق ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كما قدمنا ـ أحد النماط الدائية الثلثة المأخوذ بها لسائر القــراء بــاختلف‬ ‫الحوال، وهي المشار إليها عند ابن الجزري ف ـي أول "طيب ـة النش ـر" ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قوله:‬ ‫حـدر وتدوير، وكل متبــع‬ ‫مرتــل مجودا بالعـربي‬ ‫"ويقــرأ القــــرآن بالتحقيــــق‬ ‫مـــــــــــــــــــــــــــــــــــع‬ ‫مــع حســن صــوت بلحـــون‬ ‫العرب‬ ‫)1(‬ ‫قال ابن أبي السداد المالقي في "الدر الن ـثير" : "يري ـد ب ـالتحقيق:‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫تمكين الحروف والصـبر علـى حركتهـا والتثبـت فـي بيانهـا، ويريـد بالحـدر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫السراع والهـذ، وم ـذاهب القـراء ل بـد أن تك ـون موافقـة لم ـا عليـه كلم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الع ـرب ال ـذي ن ـزل الق ـرآن ب ـه، فم ـن م ـذهبه م ـن الق ـراء الخ ـذ بالص ـبر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والتمكين، فإنه يزيد في المد من تلك النسبة، ومن الحــدر والســراع فــإنه‬ ‫)2(‬ ‫بتلك النسبة، ومن توسط فعلى حسب ذلك" .‬ ‫وقد نبهنا في ترجمة الزرق في العدد الثالث من هذا البحــث عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫أخذ أبي يعقوب الزرق بطريقة التحقيق، وذكرنا هنــاك أن التحقيــق نــوع‬ ‫من الترتيل، قال أبو عمر الداني:‬ ‫"والفرق بينهما أن التحقيق نوع مـن الترتيـل يكـون بـالهمز وتركـه،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫والقصر لحروف المد، والتخفيف والختلس، وليس ذلك في التحقيق" .‬ ‫1‬ ‫- طيبة النشر )مجموع إتحاف البررة 271(.‬ ‫2‬ ‫- الدر النثير 612/2ـ 712.‬ ‫3‬ ‫- نقله ابن الجزري في التمهيد 26.‬ ‫62‬
  • 9. ‫وبيان ذلك ـ كما يقول ابن الجزري ـ أنه إعطاء كل حرف حقه فــي‬ ‫الداء من إشباع المد وتحقيق الهم ـز وإتم ـام الحرك ـات واعتم ـاد الهظه ـار،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والتشديدات، وتوفية الغنات، وتفكيك الحروف، وهو بيانها وإخــراج بعضــها‬ ‫مــن بعــض بالســكت والترتيــل واليســر والتــؤدة، وملحظــة الجــائز مــن‬ ‫)1(‬ ‫الوقوف" .‬ ‫ومن هذا يتبين أن التحقيق "هو عند الزرق ومن شاركه في الخذ‬ ‫به، قـدر زائـد علـى التمكيـن المعتـاد للحـروف والحركـات وحـروف المـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وتحكمه الرواية، وأما إعطـاء الحـرف حقـه مـن التمكيـن مطلقـا بمعنـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫توفيته ما يسـتحقه مـن البيـان دون اعتبـار هـذا القـدر الزائـد، فهـو حكـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مشترك بين سائر الروايات عن ورش وغيره كما نبه عليه أبو مزاحــم فــي‬ ‫قوله في القصيدة الخاقانية:‬ ‫فذو الحذق معط للح ـروف‬ ‫ـ‬ ‫حقوقها‬ ‫إذ رتـــل القـــرآن أو كـــان ذا‬ ‫)2(‬ ‫حدر‬ ‫قال أبو عمرو الداني في "التحديد": "اعلموا أن التحقيق الوارد عن‬ ‫أئمة القراءة حده أن توفي الحروف حقوقها من المد إن كــانت ممــدودة،‬ ‫ومن التمكين إن كانت ممكنة، ومن الهمز إن كانت مهموزة، ومن الشد إن‬ ‫كانت مشدة، ومن الدغام إن كانت مدغمة، ومن الفتح إن كانت مفتوحــة،‬ ‫ومن المالة إن كانت ممالة، ومن الحركة إن كانت متحركة، ومن الس ـكون‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫إن كانت مسكنة، من غير تجاوز ول تعسف، ول إفراط ول تكلف" .‬ ‫وقد بين الشيخ أبو الحسن بن سليمان القرطبي ـ ـ كم ـا تق ـدم ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫كتابه "ترتيب الداء" أن القراء في الترتيل والحد والتدوير على مراتبهم في‬ ‫التلوة، قـال: "فمنه ـم م ـن يمي ـل إل ـى الترتي ـل، وه ـو التحقيـق، فيمطـط‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫- النشر لبن الجزري 602/1.‬ ‫2‬ ‫- تقدم ذكر القصيدة الخاقانية بتمامها من رواية المام أبي الحسن النطاكي نزيل قرطبة.‬ ‫3‬ ‫- التحديد في التقان والتجويد لبي عمرو الداني )مخطوط(.‬ ‫72‬
  • 10. ‫الحروف ويشبع الحركات وحروف المد واللين علــى الطلق، ويبــالغ فــي‬ ‫)1(‬ ‫الشد والهمز وأشباه ذلك من غير إفراط ول إسراف" .‬ ‫وهذا السلوب من الخذ في القراءة مأثور عن نافع، وك ـان ي ـؤثره‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على الحدر دون أن يبلغ به حد الفراط.‬ ‫وقد تقدم نقلنا لحكاية القارئ الذي طلب العرض عليه حيـن جـاءه‬ ‫ـ‬ ‫فقال: "خذ علي الحدر، فقال نافع: ما الحدر؟ مـا أعرفهـا، أسـمعنا، قـال:‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فقرأ الرجل، فقال نافع: حدرنا أن ل نسقط العراب، ول نشدد مخفف ـا ول‬ ‫ـ‬ ‫نخفف مشددا، ول نقصر ممدودا، ول نمـد مقصـورا، قراءتنـا قـراءة أكـابر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫أصحاب رسول ا عليه وسلم إلخ.‬ ‫إن القراءة بأسلوب الحدر إذن ل تتنافى مع إعطاء كل حرف حقــه‬ ‫دون هدرمة ول تعسف، ولذلك فقد أثر الخذ به عن نافع نفسه في رواية‬ ‫قالون، في حين أثر عنه من رواية ورش الخذ بأسلوب التحقيق كما قدمنا‬ ‫في قول المام أبي زيد الجادري:‬ ‫بالـحــــــدر والـــــتؤدة‬ ‫والحـدر عيس ـى ينقـ ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بـــل أديـــن بالنـــــسبة‬ ‫فورشنــا يــرتـل‬ ‫)3(‬ ‫وقد روى أبو عمرو الداني طريقة التحقيق باتصال القراءة بها من‬ ‫طريق الزرق من قراءة أبي عمرو بها على أبي الفتـح فـارس بـن أحمـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫الضرير متصلة إلى داود بن أبي طيبة عن ورش، وهـي روايتـه فـي كتـاب‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)4(‬ ‫"التحديد" .‬ ‫1‬ ‫- ترتيب الداء )مخطوط( تقدم التعريف به في الفصل الخاص بمؤلفه أبي الحسن بن سليمان.‬ ‫2‬ ‫- نقلة أبو عمرو في التحديد، وذكره السخاوي في جمال القراء وكمال القراء 035/2.‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫ أرجوزة النافع للجادري تقدم سوقها محققة بتمامها في ص 983 من العدد: 32.‬‫- التحديد لوحة 41.‬ ‫82‬
  • 11. ‫وأسندها في "جامع البيان" من طريق أبي الفتح المذكور عن عمر‬ ‫بن محمد بن عراك الحضرمي المصري، عن حمدان بن عــون الخــولني،‬ ‫وقرأ الخولني التحقيق على أبي الحسن إسماعيل بن عبد اــ النحــاس،‬ ‫وقرأ التحقيق على أبي يعقوب الزرق، وقـرأ التحقيـق علـى ورش، وقـرأ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ورش التحقيق على نافع، وقرأ نافع التحقي ـق عل ـى الخمس ـة الم ـذكورين‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫من شيوخه: أبي جعفر المدني وغيره، وقرأ الخمسة التحقي ـق عل ـى عب ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وقـرأ التحقيـق ابـن عيـاش علـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أبي بن كعبب، وقرأ التحقيق أبي على النبي صلى ا عليــه وســلم، وقــرأ‬ ‫)1(‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم التحقيق على جبريل" .‬ ‫قال أبو عمرو معقبا على هذا الخبر في "التحديد":‬ ‫"وهذا الخبر بتوقيف القراءة بالتحقيق من الخبار الغريب ـة والس ـنن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العزيزة التي ل توجد رواية إل عنـد المكـثرين البـاحثين، ول تكتـب إل عـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في وجـوب اسـتعمال قـراءة التحقيـق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وتعلم التقان والتجويد، لتصال سنده وعدالة نقلته، ول أعلمه يأتي متصل‬ ‫)2(‬ ‫إل من هذا الوجه" .‬ ‫وقد مر بنا في ترجمة الزرق كيـف كـان عرضـه علـى ورش بهـذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الطريقة المتأنية وهو مقيم معه في الدار التي كانا يسكنانها ف ـي "مس ـجد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عبد ا"، كما مر في الخبر نفسه أنه كان يعرض عليـه بطريقـة الحـدر إذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫رابط معه في السكندرية.‬ ‫وهكذا يعتبر أسلوب التحقيق فـي الخـذ والداء، أهـم الخصـائص‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والسمات في رواية ورش من هذه الطريـق، ويعتـبر الـوعي بهـذا النمـط‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫عنده حجر الزاوية في فقه قراءته ومعرف ـة مميزاته ـا الدائي ـة ف ـي تق ـدير‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ جامع البيان )مخطوط( ونقله ابن الجزري في النشر 602/1.‬‫- التحديد لوحة 41 ـ ونحوه في جامع البيان.‬ ‫92‬
  • 12. ‫الحركات والسكنات والمدات والغنات ونحو ذلك مما ينعكس أثره فيه بكل‬ ‫جلء ووضوح، ول شك أن غيـاب الـوعي والمعرفـة بهـذه الخصيصـة فـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه الطريق يؤدي إلى الخلط بين الروايات والمراتب، كما أنه يسلب هذه‬ ‫الطريق رونقها وجمالها، وهو ما أشار إلى تفريـط المتـأخرين فيـه الشـيخ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أبو العلء إدريس بن عبد ا الودغيري البدراوي شيخ القراءات فـي عهـد‬ ‫ـ‬ ‫المــولى ســليمان العلــوي وشــيخه أيضــا فيهــا ـــ فقــال فــي "التوضــيح‬ ‫والبيان"يحث على وجوب الخذ فـي طري ـق الزرق بأس ـلوب الترتي ـل دون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫غيره قال: "لقلة المعرفـة البـوم بضـبط المراتـب"، وذكـر أن الترتيـل هـو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المطلوب في القراءة "وهو الواجب لسيما في زماننا هذا" قال:‬ ‫"وقد رخصوا في ارتكاب الحدر‬ ‫)1(‬ ‫وهو السراع لجل تكثير القراءة‬ ‫لتكثير الجر، لكن بشرط إقامة أصلب الحروف والمحافظة عل ـى التجوي ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فيها، خلف ما يفعله الناس اليوم، وأين من بحكم ذلك الي ـوم م ـع الترتي ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فضل عن الحدر، فصار الترتيل هو الواجب على هذا في كل حال"‬ ‫)2‬ ‫2- أصله في الستعاذة قبل القراءة واللفظ المختار في ذل ك:‬ ‫الستعاذة مطلوبة من القـارئ، وهـي التعـوذ بـالله مـن الشـيطان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرجيم، وحكمها الستحباب والندب عند أكثر العلماء، وحكي الهــذلي فــي‬ ‫1‬ ‫ يعني في الخذ به على سبيل الترخيص كما قال أبو عمرو في "الرجوزة المنبهة":‬‫فالفضل في الترتيل والتحقيق والحدر ما فيه أتى من ضيق‬ ‫ويمكن للتوسع الرجوع إلى كتاب "التحديد" لبي عمرو الداني وكتاب "منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد‬ ‫والتحقيق" لبي الحسن السخاوي.‬ ‫2‬ ‫- التوضيح والبيان في مقرإ المام نافع بن عبد الرحمن 9.‬ ‫03‬
  • 13. ‫"الكامل الجماع على استحبابها، وقال: داود بن علي ـ يعني الظــاهري ـ ـ‬ ‫)1(‬ ‫بوجوبها حمل للمر على الوجوب" .‬ ‫وعبر بعضهم عن ذلك بلفظ "الوجوب الدائي"، وهي عبارة شائعة‬ ‫عند الشيخ ابن عبد السلم فيما يقرره م ـن الص ـول والقواع ـد ف ـي كت ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"المحاذي" على حرز الماني للشاطبي وكنز المعاني للجعبري.‬ ‫والمراد بالوجوب الدائي إعطاء السـتعاذة حكـم سـائر مـا يطلـب‬ ‫من القارئ اللـتزام بـه مـن قواعـد الداء والتجويـد، لسـيما وأنهـا شـعار‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫القراءة، كما أنها جزء من الرواية التي يقرأ بهـا، إذ لـم تنقـل إلينـا مجـردة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫منها.‬ ‫وحمل المام أبو الحسن السخاوي م ـا ج ـاء ع ـن ن ـافع م ـن رواي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫المسيبي من ترك التعوذ في أوائل السور وأجزائها على أنه فعل ذلــك لئل‬ ‫)2(‬ ‫يتوهم أن المر على الوجوب" يعني الوجوب الفقهي الــذي يــأثم تــاركه‬ ‫ويجرح بتركه.‬ ‫وأما لفظ الستعاذة فقال أبو عمرو في "جامع البيان": "إن الرواية‬ ‫في الستعاذة قبل القراءة وردت عن الن ـبي ـ ـ ص ـلى ا ـ علي ـه وس ـلم ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بلفظين: أحدهما "أعوذ بالله من الشيطن الرجيم"، روى ذلك جبير مطعم،‬ ‫والثاني "أعوذ بالله السميع العليم، من الشـيطن الرجيـم"، روى ذلـك عنـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أبو سعيد الخدري.. قال:‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ الكامل للهذلي لوحة 551 والنشر لبن الجزري 852/1.‬‫- جمال القراء 284/2.‬ ‫13‬
  • 14. ‫"وعلــى اســتعمال هــذين اللفظيــن عامــة أهــل الداء مــن أهــل‬ ‫)1(‬ ‫الحرمين والعراقين والشام.‬ ‫"فأما أهل مصر وسائر المغرب فاستعمل أه ـل الداء منه ـم لفظ ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫ثالثا: "أعوذ بالله العظيم من الشيطن الرجيم" .‬ ‫قلت: لم يعد العمل الي ـوم إل عل ـى اللف ـظ الول، ويق ـل اس ـتعمال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اللفظ الثاني في غير صلة التراويح، وسـمعت م ـن الق ـراء م ـن يسـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الصيغة الولى في رواية ورش، ويستعمل الثانية فــي بــاقي القــراءات أو‬ ‫الروايات، وربمـا أضـاف إليهـا بعضـهم قـوله: "ول حـول ول قـوة إل بـالله‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫العلي العظيم" ، وربما تأولوا في ذلك قول المام الشاطبي في الحرز:‬ ‫على ما أتى في النح ـل يس ـرا وإن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لربـك تنزيهــا فلـــست مجـهل‬ ‫تزد‬ ‫وقد استقرأ المام المنتوري في شرح درر ابن بري جملة اللف ـاظ‬ ‫ـ‬ ‫التي ذكرها الحافظ أبو عمرو في كتبه فسمى ستة ألف ـاظ ص ـدرها بلف ـظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"أعوذ بالله من الشيطن الرجيم" قال المنتوري: "وهذا اللف ـظ ف ـي ج ـامع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البيان والقتصاد والتمهيد وإيجاز البيان وإرشاد المتمسكين، وعليــه اقتصــر‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫ يريد البصرة والكوفة.‬‫ جامع البيان لوحة 411. وهو بلفظه في الدر النثير في شرح التيسير 501.‬‫- وعلى هذا اليوم من استمعنا إلى قراءتهم بالروايات من طلبة مدرسة سيدي الزوين بحوز مراكش.‬ ‫23‬
  • 15. ‫)2(‬ ‫)1(‬ ‫في التيسير والتعري ـف والتلخي ـص والم ـوجز وكت ـاب رواي ـة ورش م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫طريق المصريين وكتاب رواية أبي نشيط" .‬ ‫وذكر أبو جعفر بن الباذش في "القن ـاع" أن المس ـتعمل م ـن ذل ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عند القراء سبعة ألفاظ قال: "ولكل لفظ من ألفاظ الستعاذة وجه يستند‬ ‫)4(‬ ‫إليه" .‬ ‫قال أبو عبد ا الخرازفي "القصد النافع": "وزاد شيخنا أبو عبد ا‬ ‫)5(‬ ‫بن القصاب ـ رحمه ا ـ ثلثة ألفاظ لم أرها لغيره" ثم ذكرها . ثم قال‬ ‫الخراز:‬ ‫"قال أبو عمرو: وأولى هذه الوجوه بالستعمال ما وردت به السنة‬ ‫)6(‬ ‫عن رسول ا صلى ا ـ علي ـه وس ـلم وه ـو ال ـوجه الول" . وق ـال ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التعريف: "والمختار من لفظه "أعوذ بالله م ـن الش ـيطن الرجي ـم"، وب ـذلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)7(‬ ‫قرأت وبه آخذ" .‬ ‫1‬ ‫- ولفظه في التيسير: ص 61 "أعلم ان المستعمل عند الحذاق من أهل الداء في لفظها" أعوذ بالله‬ ‫من الشيطن الرجيم دون غيره، وذلك لموافقة الكتاب والسنة".‬ ‫2‬ ‫- التعريف في اختلف الرواة عن نافع 6002 وقد سقط من النسخة المطبوعة عـن موضـعه، وذكـر‬ ‫في آخر باب البسملة.‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫6‬ ‫7‬ ‫ شرح المنتوري )مخطوط( لوحة 33.‬‫ القناع في القراءات السبع 151/1.‬‫ تقدم ذكر هذه اللفاظ التي زاد بها ابن القصاب في ترجمته.‬‫ القصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع " لوحة 63.‬‫- التعريف 002.‬ ‫33‬
  • 16. ‫وق ـال اب ـن الب ـاذش: "وه ـو ال ـذي ص ـار إلي ـه معظ ـم أه ـل الداء،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫واختاره لجميع القراء" .‬ ‫)2(‬ ‫وذكر أبو الحسن السخاوي أن "عليه إجماع المة" ، ولكـن المحقـق ابـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الجـزري استشـكل دعـوى الجمـاع. وقـال: "لثبـوت التغيـر فيـه والزيـادة‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫والنقص منه من طرق صحيحة .‬ ‫ومن تمـام الحكـام الدائيـة المتعلقـة بالسـتعاذة معرفـة السـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والجهر بها، قال أبو عمرو الداني بعد ان قرر أن المختار في التعوذ الجهــر‬ ‫به تبعا للقراءة: "وعلى ما ذكرناه من الجهـر بـالتعوذ قبـل القـراءة جـرى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫العمل عند أهل الداء ف ـي م ـذهب جمي ـع الف ـراء، اتباع ـا للن ـص واقت ـداء‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)4(‬ ‫بالسنة" .‬ ‫قال ابن الباذش: "وقد صارت رواية الخفاء عنــدهم كالمرفوضــة،‬ ‫)5(‬ ‫ورب شيء هكذا يروى ثـم يسـقط العمـل بـه" ، وقـال أبـو عمـرو فـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التيسير: "ول اعلم خلفا بين أهل الداء في الجهر بها عن ـد افتت ـاح الق ـرآن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)6(‬ ‫وعند البتداء برؤوس الجزاء وغيرها في مذهب الجماعة" .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫6‬ ‫ القناع 151/1.‬‫ جمال القراء وكمال القراء 284/2.‬‫ النشر 64/1.‬‫ جامع البيان لوحة 611.‬‫ القناع 361/1.‬‫- التيسير 71.‬ ‫43‬
  • 17. ‫قال ابن أبي السداد تعليقا على قول أبي عم ـرو: "ه ـذا ال ـذي ذك ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫الحافظ من الجهر بالستعاذة هو اختيار الشيخ أبـي محمـد مك ـي ، ولـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫أجد للمام أبي عبد ا بن شريح تعرضا للجهر ول للخفاء ، لكني قرأت‬ ‫بالجهر في طريقه كالذي قرأت من طريق الحافظ والش ـيخ، ول ـم ي ـأمرني‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫أحد ممن قرأت عليه بطريقه بالخفاء" .‬ ‫ثـم قـال ــ أعنـي ابـن أبـي السـداد بعـد أن نقـل الروايـة الـواردة‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫بالخفاء عن نافع وحمزة:‬ ‫"وليس فيما ذكر مـن الخفـاء المـروي مناقضـة لقـوله: "ول أعلـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫خلفا بين أهل الداء في الجهر بها" إذ ل تعارض بين الرواية والداء"‬ ‫)4(.‬ ‫3 ـ أصله في التسمية بين السورتين وأوائل الجزاء والحكام‬ ‫الدائية المتفرعة من هذا الصل‬ ‫)5(‬ ‫التسمية والبسملة اسمان لمسـمى واحـد ، فـالول مصـدر سـمى‬ ‫يسمي كالتهنئة والتسلية، والثاني مصدر منحوت جمعت حروف ـه م ـن لف ـظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ يمكن الرجوع في ذلك إلى التبصرة في القراءات السبع 15 والكشف عن وجوه القراءات 8/1ـ 9.‬‫- يعني في الكافي القراءات السبع 01 لنه اكتفى بقوله"فالمختار أعوذ بالله من الشيطن الرجيم وبه‬ ‫قرأت وبه آخذ".‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫ الدر النثير 901/1.‬‫ الدر النثير 111/1.‬‫- المنتوري في شرح الدرر اللوامع.‬ ‫53‬
  • 18. ‫"لسم ا" كالحوقلة من "ل حول ول قوة إل بالله" والحسبلة من "حس ـبي‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫ا" .‬ ‫قال ابن الطفيـل العبـدري فـي شـرحه علـى الحصـرية: "ومراتبهـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أربعة: موضـعان ل خلف بيـن القـرأة فـي اسـتعمالها فيهمـا، وهمـا أول‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫"الحمد لله" وكذا أول كل سورة ابتدئ بها ولم توصل بما قبلها . وموضــع‬ ‫ل خلف بينهم في تركها فيه، وهو ما بين النفال وب ـراءة، وموض ـع ج ـرى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بينهم فيه الخلف في استعمالها فيه وتركها وه ـو وصـل السـورة بالسـورة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فيما بقي من القرآن.‬ ‫فأمــا ورش مــن طريــق أبــي يعقــوب فلــم يــرو عنــه فصــل بيــن‬ ‫السورتين، ورواها عنه أحمد بن صالح.‬ ‫وبعض القراء يفصل بين السورتين في رواية أبي يعقوب لفضلها،‬ ‫)3(‬ ‫وبعض يتركها فيه، وبهما قرأت له" .‬ ‫وقد درج أكثر الشيوخ على ذكر وجه واحد من الوجهين المــذكورين‬ ‫في طريق الزرق وهو وجه ترك للفصل بالبسملة لنه الكثر الشائع، ق ـال‬ ‫ـ‬ ‫مكي في التبصرة: "فأما البسملة فكان أهل الحرميـن إل ورشـا، وعاصـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والكسائي يفصلون بين كل سورتين بلسم ا الرحمن الرحيم، وقد قرأت‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ الدر النثير 711/1ـ 711ـ 811.‬‫- ويستثنى من هذا العموم حمزة الزيات من السبعة فقد ثبتت عنه الرواية بترك البسملة إل فــي أول‬ ‫فاتحة الكتاب )ينظر في ذلك الكافي لبن شريح 01 والقناع لبن الباذش 65/1( وقال: "إل أن ـي ق ـرأت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عن الخرقي عن ابن سيف عن الزرق عن ورش بتركها في فاتحة الكتاب سرا وجهرا وهي رواية خلد‬ ‫الكاهلي عن حمزة".‬ ‫3‬ ‫- منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية لبن الطفيل العبدري.‬ ‫63‬
  • 19. ‫)1(‬ ‫على أبي عدي بالفصل لورش، وهو اختيار أبي بكر الذفوي ـ رحمه ا‬ ‫)2(‬ ‫ـ، وقد قرأت على الشيخ أبي الطيب ـ رحمه ا ـ لورش بترك الفصل...‬ ‫وكذلك قرأت لورش على أبي الطيب بس ـكت بي ـن كـل س ـورتين م ـن غي ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫تسمية" .‬ ‫وقــد نــوه الحــافظ بمــذهب أبــي يعقــوب الزرق فقــال فــي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"التعريف" :وكان "ل يفصل بين كل سـورتين بلسـم اـ الرحمـن الرحيـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في جميع القرآن، إل في أول فاتحة الكت ـاب، ف ـإنه ل خلف بي ـن الق ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)4(‬ ‫في التسمية في أولها" . وذكر في "جامع البيان" و"التمهيـد" و"التعريـف"‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫و"إرشاد المتمسكين" و"إيجاز البيان" و"التلخيص" و"الموجز" وكتاب رواية‬ ‫ورش من طريق المصريين " أن ذلك رواية أبي يعقوب عن ورش، وقــال‬ ‫في إيجاز البيان: هكذا قرأت على ابن خاق ـان واب ـن غلب ـون وف ـارس ب ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)5(‬ ‫أحمد، وحكوا لي ذلك عن قراءتهم متصل" .‬ ‫وأما الوجه الثاني وهـو وجـه البسـملة بيـن السـورتين للزرق كمـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أشار إليه ابن بـري بقـوله: "وورش الوجهـان عنـه نقل" فقـد تـوهم أكـثر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الشراح أن ابن بري أراد الوجهين أي ترك البس ـملة بي ـن الس ـورتين للزرق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫ هو عبد العزيز بن محمد من شيوخ مكي وقد تقدم في أكابر شيوخ مدرسة ورش بمصر.‬‫ يعني ابن غلبون.‬‫ التبصرة 15ـ 25.‬‫ التعريف 991.‬‫- نقله المنتوري في شرح الدرر اللوامع.‬ ‫73‬
  • 20. ‫والبسملة لغيره كأحمـد بـن صـالح ــ كمـا قـدمنا فـي قـول ابـن الطفيـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫العبدري ـ.‬ ‫ولعلهم جميعا اتبعوا ما ذكره الشارح الول للدرر وهو أبو عبـد اـ‬ ‫ـ‬ ‫الخ ـراز، وذل ـك ف ـي ق ـوله: "واختل ـف ع ـن ورش ف ـي ذل ـك، ف ـروي عن ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫استعمالها مثل قالون، وهي رواية أبي الزه ـر عب ـد الص ـمد، ون ـص عل ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ذلك أبو عمرو في "المفردة" وغيرها، وروي عنه تركها، وهـي روايـة أبـي‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يعقوب الزرق"، ونص على ذلك أيضـا فـي "إيجـاز البيـان" وقـال: هكـذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫قرأت على ابن خاقان وابن غلبون وفارس بن أحمد وحكوا لي ذل ـك ع ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قراءتهم متصل".‬ ‫)1(‬ ‫وقال في التلخيص: "وقد كان أبو غانم المظفر يأخذ في مـذهب‬ ‫ـ‬ ‫أبي يعقوب بالتسمية بين كل سـورتين اختيـارا، حـدثني بـذلك فـارس بـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أحمد، وبه كان يأخذ محمد بن علـي وعامـة المصـريين علـى مـا بـدأنا بـه‬ ‫يعني ترك البسملة". قال أبو عبد ا الخراز: "فهذا معنى الخلف المذكور‬ ‫عن ورش في الـبيت، والعمـل فـي ذلـك علـى روايـة أبـي يعقـوب وهـو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫الشهر" .‬ ‫فقول الخراز"والعمل في ذلك على رواية أبي يعقوب ـ يعني تــرك‬ ‫البسملة ـ يفيد بظاهره أن البسملة ليسـت بروايـة عنـه وإنمـا هـي اختيـار‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بعض الشـيوخ الخـذين بطريقـه كـأبي غـانم المـذكور ومحمـد بـن علـي‬ ‫الذفوي.‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ هو المظفر عامر بن أحمد بن حمدان تقدم التعريف به في أساتذة مدرسة ورش.‬‫- القصد النافع لوحة 44ـ 54.‬ ‫83‬
  • 21. ‫والصحيح أن البسملة بين السورتين ثابتة أيض ـا ف ـي طري ـق الزرق‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫في رواية ابن هلل عن أبي الحسـن النحـاس عنـه. قـال المـام برهـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الدين الجعبري في الكنز: "وهو طريق ابن هلل عن الزرق، وبه أخذ أبو‬ ‫غانم والذفوي، وتركها طريق ابن سيف، وبه أخذ أبو الطيب" ويعن ـي اب ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫غلبون .‬ ‫وقد أشار أبو زيد بن القاضي إلى ال ـوهم ال ـذي وق ـع للش ـراح ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫شرح قول ابن بري المذكور فقال: "ك ـذا وق ـع له ـم، وفي ـه نظ ـر، لن ذل ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يؤدي إلى تخليط الطرق، لن الشيخ ـ رحمه ا ـ لم بتعرض في "الــدرر"‬ ‫إل لرواية الزرق فقط عن ورش، وأبي نشيط عن قالون، بل الصــواب أن‬ ‫استعمالها وعدم استعمالها معا منقولن عن أبي يعقــوب الزرق، فتركهــا‬ ‫رواية أبي بكر عبد ا بن سيف، واستعمالها رواية أب ـي جعف ـر أحم ـد ب ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هلل الزدي عنه، فإذا أردت حفظ هذا فزد بعد قول أبي الحسن نقل:‬ ‫عن يوسف، وابن هلل أعمل‬ ‫"فنجل سيف تركــها به تــل‬ ‫وقال بعض أشياخنا:‬ ‫أزرقهم ومن ريـق الغــير‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وم ــن طـ ــريق اب ــن هلل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل"‬ ‫بسمـل‬ ‫)2(‬ ‫وبهذا يعلم أن الفصل بالبسملة بين السورتين ثابت ع ـن ورش م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫طريق الزرق أيض ـا ثب ـوت ت ـرك الفص ـل، إل أن ـه خلف المش ـهور، وب ـذلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫يكون الفصل له بالبسملة ـ كما أصبح العمل عليه اليوم في قراءة الحــزب‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ كنز المعاني ـ باب البسملة )مخطوط(.‬‫- الفجر الساطع ـ لوحة 62 )مخطط(.‬ ‫93‬
  • 22. ‫وغيرهما عند المغاربة ـ ل يصادم الرواية وإن كان في ـه مخالف ـة المش ـهور‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الذي كان عليه العمل وما يزال في البوادي ومدارس القراءة.‬ ‫إل أن مخالفة المشهور هنـا هـي عنـدي أفضـل مـن الـترجيع بيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫السكت والوصل مما يأخذ به من ل يفصلون كما سيأتي، لن ـه ف ـي نظ ـري‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫يذهب برونق القراءة ويخل بالمعنى، بالضافة إل ـى أن ـه م ـن ل ـزوم م ـا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يلزم.‬ ‫ولما كان المشهور والشائع في الس ـتعمال ف ـي رواي ـة ورش عن ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المغاربة هو ترك الفصل بالبسملة بين السورتين.‬ ‫فقد أخذوا في ذلك بمذهبين مذهب الفصل بينهمــا بســكتة يســيرة‬ ‫دون تنفس، ومذهب وصل آخر السورة بأول الخ ـرى دون فص ـل بس ـكت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ول بسملة على ما ذهب إليه عامة أهل الداء، قال أبو عمرو في البيان:‬ ‫"ولهل الداء في مذهب من ترك التس ـمية م ـذهبان: أح ـدهما أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫توصل السورة بالسورة ويبين اعرابها من غير سكت بين السورتين، ليعلـم‬ ‫ـ‬ ‫الناس بانقضاء السور وابتدائهن، وهذا المذهب روي لنا عـن ابـن مجاهـد‬ ‫وغيره من أهل الداء، والمذهب الخر أن يسكت بينهما سكتة لطيفة مــن‬ ‫غير قطع، ليؤذن بذلك بانقضاء السور وابتدائهن، فيكون ذل ـك عوض ـا ع ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫الفصل بينهن، وعلى هذا المذهب أكثر شيوخنا والجلة من المتصدرين" .‬ ‫وقد ذكر أبو الحسن بن بري هذين المذهبين بما يش ـعر بتس ـاويهما‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في القوة دون رجحان أو اختيار، وذلك في قوله في "الدرر":‬ ‫واس ـــكت يس ـــيرا تح ـــظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫أو صل له مبين العـــراب‬ ‫- نقله المنتوري في شرح الدرر لوحة 93.‬ ‫04‬
  • 23. ‫بالصواب‬ ‫إل ان أبا عبـد اـ الخـراز اسـتدرك عليـه فقـال: "ليـس فـي قـول‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الناهظم ما يدل على ترجيح السكت، لن قوله "تحظ بالصواب" راجــع إلــى‬ ‫الوجهين جميعا، وكأنه قـال: واسـكت يسـيرا أوصـل لـه أي لـورش تحـظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بالصواب في الوجهين، ول يظهر فيه ترجيح السكت، نع ـم ل ـو ق ـال: تح ـظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫بالصوب لكان نصـا فـي ترجيـح السـكت علـى أصـل أفعـل فـي اقتضـاء‬ ‫)1(‬ ‫التفضيل" .‬ ‫وتعقبه الشيخ أبو عبد ا بن مسلم في شرحه علـى الـدرر فقـال:‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"ول شك أن ما ذكره ـ يعني الخراز ـ هو الم ـراد، لك ـن تق ـديم الن ـاهظم ل ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على الوصل يؤخذ منه أنه المشهور، لن التقديم له مزية وا أعلم"‬ ‫)2(‬ ‫ولهذا الملحظ استدرك بعضهم على ابن بري هنا بما نقله المنتوري‬ ‫وهو قوله:‬ ‫"ولك ـــن الس ـــكت ه ـــو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نص عليه جلة أخيــار‬ ‫)3(‬ ‫المختـار‬ ‫قال الشيخ أبـو العلء إدريـس الـودغيري: "والعمـل عنـدنا لـورش‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)4(‬ ‫على هذين الوجهين معا بين السورتين مع تصدير السكت" .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫ القصد النافع للخراز لوحة 64.‬‫ نقله ابن المجراد في إيضاح السرار والبدائع لوحة 42.‬‫ شرح المنتوري على الدرر لوحة 14.‬‫- التوضيح والبيان 42.‬ ‫14‬
  • 24. ‫يريد التصدير بوجه السكت في الخذ بطريق الجم ـع بي ـن الرواي ـات‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫في "العشر الصـغير" لنـه المختـار، وإليـه أشـار الوعيشـي فـي أرجـوزة‬ ‫)5(‬ ‫"الخذ" بقوله: "وبهما العمل والتصدير بالسكت فاحفظنه يا خبير .‬ ‫وإليه أشار ابن شعيب في "إتقان الصنعة" بق ـوله: "وج ـرى العم ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)5(‬ ‫عند الشيوخ بالجمع بين الوجهين مع تقديم السكت، وليس ذلك بواجب" .‬ ‫فليتدبر القارئ الكريم قوله "وليـس بـواجب"، ولينظـر إلـى مـا درج‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عليه أهل الرواية وغيرهم إلى اليوم من الخذ بالوجهين معا دفعة واحدة‬ ‫حتى في قراءة الفراد، وقراءة الحزب الراتـب، حيـث يلزمـون القـارئ أن‬ ‫يرجع بين السورتين فيدخل بـوجه السـكت ــ وهـو فـي الحقيقـة العمليـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وقف ـ فيقول :ول الضالين" "ألم"، ثم يردف عليه وجه الوصل فيقول "ول‬ ‫الضالين ألم" بفتح نون "الضالين" ووصلها بما بعدها، وذل ـك عن ـدهم م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تمام القراءة، وقد هجر عندهم في الستعمال القتصار على وجه واحد،‬ ‫سواء كان وجـه السـكت، أو وجـه الوصـل، وإنمـا المسـتعمل إلـى اليـوم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وخاصة عند قراء البوادي الجمع بين السكت والوص ـل مع ـا عل ـى ال ـترتيب‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫المألوف حتى في قراءة الحزب الراتب ل يخلون ب ـذلك أب ـدا، وإذا لحظ ـوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أن قارئا انتقل إلى وجـه البسـملة نظـرت إليـه العيـون شـزرا علـى سـبيل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النكار.‬ ‫فكيف لو قرأ بوجه السكت وحده أو الوصل وحده؟ وإنما المر فيه‬ ‫كالمر في سائر ما في أدائه عدة أوجه أو ما فيـه وجهـان كبعـض أحـوال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫5‬ ‫ يمكن الرجوع إلى نصها الكامل في القصائد التي نظمت على ابن بري في الع ـدد ال ـذي خصص ـناه‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫به.‬ ‫5‬ ‫- إتقان الصنعة في التجويد للسبعة لبن شعيب 441/2 )مرقونة باللة(.‬ ‫24‬
  • 25. ‫المد والهمز والتفخيم والترقيق، فإن التيان ف ـي التلوة بس ـائر الوج ـوه ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يلزم لنه من قبيل الخلف الجائز ل من قبيل الخلف الواجب الذي ل تصح‬ ‫الرواية إل بالتيان به، وإنما القارئ مخيـر، فبـأي الـوجهين أو بـأي الوجـوه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الواردة قرأ أجزأه، إل أن يكون هناك وجه مختار مقدم فـإنه يقتصـر عليـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ويترك غيره، وذلك نفسه ما يفعله القراء عن ـدنا ف ـي ب ـاب الم ـد مثل حي ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يقرأون "وبالخرة هم يوقنون" فإنهم يمدون "الخـرة" مـدا متوسـطا مـع‬ ‫ـ‬ ‫انهم يذكرون فيه الوجهين أو الثلثة على ما سيأتي من مذاهب ف ـي ذل ـك،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فكيف يلتزمون عند البسملة بالتي ـان ب ـوجهي الس ـكت والوص ـل ول ي ـرون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرواية تنم إل بهما، ثم هم ل يفعلون مثل ذلك في كـل مـا فيـه اكـثر مـن‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫وجه مما مثلنا له؟‬ ‫وقد تقدمنا إلى التنبيه على هذه الهنة في جملة ما نبه عليه الـدكتور‬ ‫الحسن وكاك من الوضاع الغريبة في التلوة المغربية مما مثل له بأمثلــة‬ ‫عديـدة منهـا "الـتزام الـترجيع بيـن السـور، والتسـمية لبعـض السـور دون‬ ‫)1(‬ ‫البعض" .‬ ‫وهذا يقودنا إلى بحث تفرع عن صنيعهم هذا، وهو:‬ ‫مبحث وضع علمة الوقف على أواخر السور‬ ‫فقد "وقع الخلف بين المتـأخرين مـن قـراء المغـرب حـول وضـع‬ ‫"صه" في أواخر السور... وقد أنكر ذل ـك ك ـل م ـن الس ـيد محم ـد ب ـن عب ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫السلم الفاسي والسيد إدريس الب ـدراوي ال ـودغيري بن ـاء عل ـى أن أواخ ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫- يمكن الرجوع إلى بحث الدكتور الحسن وكاك "تقييد وقف القرآن الكريم" 99.‬ ‫34‬
  • 26. ‫السور القرآنية محل التمام، ومحل التمام أحق بالوقف من غيره كم ـا ه ـو‬ ‫ـ ـ‬ ‫)1(‬ ‫معلوم" .‬ ‫وإلى هذا القـول الخيـر جنـح المـام القيجـاطي فيمـا حكـاه عنـه‬ ‫تلميذه المنتوري قال: "لنه ل خلف في جواز ذلـك فـي المواقـف التامـة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ول أتم من آخر السورة ـ: ومن منع ذلك واحتـج بـأن المصـنفين للحـروف‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫لم يذكروه، فل حجة له، لن عادة المصنفين للحروف أن يــذكروا مواضــع‬ ‫الختلف، ول يذكروا مواضع التفاق".‬ ‫قال المنتوري: "وبهذا الذي أجاز شيخنا ـ رحمه ا ـ فيما ذكره كان‬ ‫يأخذ على أصحابه، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ، ول يمنع م ـن ذل ـك م ـن ل ـه‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫نظر صحيح" .‬ ‫وعلى هذا المذهب ذهب صاحب البيات التالية إذ يقول:‬ ‫ووضــع صــه علمــة للــــوقف‬ ‫فــي آخــر الســــور لــذ بالعـــرف‬ ‫لم ــن يبس ــمل وغي ــره جـــ ــل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حجتـــه التــــــمام عنـــد الـــــــنبل‬ ‫فتــابعن ســالكا هــذا الثـــــــر‬ ‫ول عليــك مــن مخــالف شهــــــر‬ ‫والخي ــر كل ــه ف ــي التـــــ ــباع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والشـــر كلـــه فـــي البتــــــــداع‬ ‫به جرى الخذ عن شيخنا الهمام‬ ‫)3(‬ ‫سند عصره ابن إدريس المـــام‬ ‫وجوده في "الهبطــي" كــاف يــا‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫ شرح المنتوري )باب البسملة( لوحة 04.‬‫ نفسه 671.‬‫- يعني أبا زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة شيخ ابن عبد السلم الفاسي.‬ ‫44‬
  • 27. ‫)1(‬ ‫وهـو قـدوة لمـن بعــــد أتى‬ ‫فتى‬ ‫وقد وازن صاحب "تقييـد وقـف القـرآن الكريـم" فـي بحثـه لهـذه‬ ‫المسألة بين المذهبين المتعارضـين ورجـح مـذهب المـانعين معـبرا عـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫المذهب المانع بأنه "أصوب"، وذلـك لنـه بنـى "علـى كـون أواخـر السـور‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫محال" للسكت أو للوصل تبعا لرواية ورش جسبما الخذ به بـالمغرب مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫طريــق يوســف الزرق عنــه، ولكــون الــذين يضــعونها فــي ألــواحهم ل‬ ‫يبسملون بالفعل في ه ـذه الس ـور، إذ ل ـو اعت ـبرت أواخ ـر الس ـور عن ـدهم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫محال للوقف لتعينت البسملة فيهـا، فمـا دمنـا ل نبسـمل تبعـا للزرق عـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ورش، فل ينبغي أن نضع هناك علمة للوقف بناء علـى أن أواخـر السـور‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫محال للتمام" .‬ ‫ويمكن أن يحتج للمنع أيضا بالنظر إلى ما اعتاده القراء الي ـوم ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التلوة المغربية في الداء والعرض من التزام الترجيع بين السـور، فـإنهم‬ ‫في هـذا الصـنيع يقـدمون وجـه السـكت ويـؤخرون وجـه وصـل السـورة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الولى بالخرى إل في السور الربع المعرفة بـ"الزهر" كما سيأتي، وحينئذ‬ ‫يتأخر في التلوة وجه الوصل فل يبقى مكـان لوضـع علمـة الوقـف لنـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يفوت عليهم الغرض الذي أرادوه من الجم ـع بي ـن الس ـكت والوص ـل ف ـي‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫أداء واحد.‬ ‫ولم أر من التفت إلى هذا الملحظ، وهو في نظري جدير بالعتبار.‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ البيات من النصوص غير المنسوبة، وقد استشهد بها الدكتور وكاك في "تقييد وقف القرآن" 771.‬‫- المحجة في تجويد القرآن لمحمد البراهيمي 19ـ 29.‬ ‫54‬
  • 28. ‫وقد حاول بعض المعاصرين ممن كتبـوا فـي روايـة ورش تسـويغ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫عملية الترجيع هذه بكون غرض ـهم منه ـا إثب ـات أن كل منهم ـا رواي ـة، ق ـال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫صاحب "المحجة": "وكذا جمع بعض الشيوخ بين السكت والوصل بين كل‬ ‫سورتين ـ في غير المواضع الربعة ـ وكان هذا منهم ـ وا اعلم ـ ـ إي ـذان‬ ‫ـ‬ ‫بأن السكت رواية، والوصل رواية، وهو كذلك، إل أن أحـد الـوجهين كـاف"‬ ‫ثم قال:‬ ‫"وعلى كل حـال فقـد جـرى العمـل عنـدنا بـالمغرب بـالجمع بيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫الوجهين وتقديم السكت وعطف الوصل عليه" .‬ ‫مبحث في البسملة في السور الربع المعروفة بـ" الربع‬ ‫الزهر"‬ ‫ومما تفرع عن مباحث وجهي السكت والوصل عن ـد الخ ـذين بهم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وخاصة في المدرسـة المغربيـة مـا جـرى بـه العمـل قـديما وحـديثا مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫النتقال عن وجهي السكت والوصل إلـى البسـملة فـي المواضـع الربعـة‬ ‫المعروفة بـ"الربع الزهر" أو الغر في رواي ـة ورش وغيره ـا، وذل ـك فيم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بيـن سـورتي المـدثر والقيامـة، وبيـن سـورتي الفجـر والبلـد، وفيمـا بيـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سورتي النفطار والمطففين، وبين سورتي العص ـر والهم ـزة، وإل ـى ذل ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الشارة في قول الشاطبي: "وبعضهم في الربع الزهر بسمل" وقول ابن‬ ‫بري:‬ ‫وبعضــهم بســمل عــن‬ ‫ضرورة‬ ‫1‬ ‫فـــي الربـــع المعلومـــة‬ ‫المشهورة‬ ‫- المحجة في تجويد القرآن لمحمد البراهيمي 19ـ 29.‬ ‫64‬
  • 29. ‫وقد تقدمهما الحصري فقال:‬ ‫"ولـم أقـر بيـن السـورتين‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫سوى أنني بسملت في الربــع‬ ‫مبسمل‬ ‫الغر‬ ‫وسيأتي أن هذا التفريق بين السور الربع المذكورة وبين غيرهــا ل‬ ‫مستند له من رواية عن ورش ول غيره من السبعة، وإنما هـو اختيـار مـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫بعض أهل الداء، ونسبه بعض المقرئين إلى ابن مجاهد صاحب الســبعة‬ ‫"لكني لم أقف عليه له في باب البسملة ول غيره فـي هـذا الكتـاب، إل أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المنتوري قال في شرحه على درر ابن بري:‬ ‫"وقال ابن مطرف في "البديع":"وبلغني أن ابن مجاهد اختار ذلك،‬ ‫والوجه اتباعه، لنـه كـان مقـدما فـي عصـره لمعرفتـه بوجـوه القـراءات‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫وآثارها".‬ ‫لكن المنتوري استدرك فق ـال: "قـال شـيخنا السـتاذ أب ـو عب ـد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القيجاطي ـ رضي ا عنه ـ هذا شيء انف ـرد ب ـه اب ـن مط ـرف، ول اعل ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫أحدا من القراء نقل عن ابن مجاهد في ذلك شيئا ـ قال ـ ـ ول ـو ك ـان اب ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫)1(‬ ‫مجاهد اختار ذلك لنقله عنه الداني وغيره" .‬ ‫وخفي على المام القيجاطي المذكور وتلميذه ما ذكره أبــو جعفــر‬ ‫بن الباذش في "القناع" مما يؤيد قول ابن مطرف فقد نقل عن الخزاعي‬ ‫قوله: "سمعت طلحة بن محمد يقول: كان أكثر قراءة ابن مجاهــد وصــل‬ ‫السورة بالسورة، إل في مواض ـع مخصوصـة مـن القـرآن كـان يعتمـد أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يقف ويوقف عليها، من ذلك "وأهل المغفرة. ل أقسم..الـخ وسـاق بـاقي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫- شرح المنتوري )باب البسملة( لوحة 24.‬ ‫74‬
  • 30. ‫المواضع ثم قال: "يقف وهو ف ـي ذل ـك يص ـل، ول ـم يـذكر عن ـه الخزاع ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫"العصر والهمزة" .‬ ‫وقد ذكر أبو علي بن بليمة التسمية في هذه الربع بمـا يشـعر أنه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫رواية فقال في "التلخيص":‬ ‫"وكان ورش وأبـو عمـرو وابـن عـامر ل يبسـملون ويفصـلون بيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫السورتين إل في أربعة مواضع... ثم ذكرها وقال: وبه قرأت وبه آخذ" .‬ ‫أما الشيخ مكي بن أبـي طـالب فقـال فـي التبصـرة:"واختـار أيضـا‬ ‫القراء في قراءة أبي عمرو وابن ع ـامر وورش إذ ل ـم يفص ـلوا أن يفص ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لهم بالبسملة بين "النفطار والمطففيـن" وبيـن "الفجـر ول أقسـم" وبيـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫"العصر والهمزة" هذه أربع السور ل غير" .‬ ‫وذك ـر مك ـي ف ـي "الكش ـف"عل ـل ذل ـك وق ـال: "وه ـذا اختي ـار م ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫) 3(‬ ‫المتعقبين، ولهم حجة قوية في ذلك.. .‬ ‫أما أبو عمرو الـداني فقـد وهـن مسـتندهم فـي هـذا التخصـيص،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ورفع الخلف في التسمية وعدمها فيهن إلى بعض من أخــذه عنهــم مــن‬ ‫المشيخة ولم ينسبه إلى ابن مجاهد، فقال في "التمهيد":‬ ‫2‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫ القناع لبن الباذش 161/1ـ 261.‬‫ تلخيص العبارات 22.‬‫ التبصرة 25.‬‫- الكشف 71/1ـ 81.‬ ‫84‬
  • 31. ‫"وقد اختلف علينا في الفصـل وتركـه بيـن أربـع سـور: بيـن المـدثر‬ ‫والقيامة، وبين النفط ـار والمطففي ـن، وبي ـن الفج ـر والبل ـد، وبي ـن العص ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والهمزة، فكان أبو الحسن ـ يعني طاهر بن غلبون ـ يأمرنا بالفصل بينهــن‬ ‫ويحكـي ذلـك عـن قراءتـه، وكـذلك كـان ابـن خاقـان يحكيـه روايـة عـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أصحابه، وبذلك قرأت عليهما".‬ ‫"وكان فارس ل يـرى ذلـك ول يرويـه، وبـذلك قـرأت عليـه" ــ قـال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المنتوري:‬ ‫"وقــال فــي "القتصــاد" و"إرشــاد المتمســكين" و"إيجــاز البيــان"‬ ‫)1(‬ ‫و"التلخيص" نحوه .‬ ‫وقال في القتصاد: "سألت عن ذلك أبا الفتـح ــ يعنـي فـارس بـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أحمد ـ فأنكره، وحكـى لـي انـه اختيـار مـن بعـض المتـأخرين مـن أهـل‬ ‫)2(‬ ‫الداء" .‬ ‫وذكر في "جامع البيان" ضعف منزعه ـم ف ـي ه ـذا الختي ـار فق ـال:‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫"وليس ذلك عن أثر يروى، وإنمـا هـو اسـتحباب واختيـار مـن أهـل الداء،‬ ‫ولكراهة التيـان بالجحـد بعـد "المغفـرة" وبعـد قـوله "وادخلـي جنـتي"،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وبالويل بعد اسم ا تعالى وبعد قوله "بالصبر".. ث ـم ذك ـر أن ذل ـك لي ـس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫من الكراهة والبشاعة في شيء، لنهما موجودتان بأنفسهما بعد أس ـماء‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ شرح المنتوري )باب البسملة( لوحة 24.‬‫- شرح المنتوري على الدرر اللوامع لوحة 24.‬ ‫94‬
  • 32. ‫ا عز وجل وصفاته في قوله "لسم ا الرحمن الرحيـم"، فل فـرق إذن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بين التسمية وغيرها.‬ ‫وقد كان شيخنا أبو الفتح ينكر ذلك ول يراه علـى الوصـل والسـكت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بين الربع السور في مذهب أبي يعقوب من ترك الفصل، ول أصل له من‬ ‫رواية ول تحقيق في دراية. قال أبو عمرو:‬ ‫"وروى الفصل بينهن في مذهب أبي يعقوب ع ـن ورش خل ـف ب ـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫)2(‬ ‫إبراهيم عن قراءته" .‬ ‫أما أبو عبد ا بن سفيان شيخ مشايخ مدرسة القيروان فقال فــي‬ ‫كتاب الهادي: "إن الرواية عـن السـبعة فـي هـذه الربـع السـور معدومـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قال:"والذي أستحب لمن فصل بالبسملة أن يفصل بها بين الربــع الســور،‬ ‫ومن فصل بالسكت أن يفصل بـه فيهـن، ومـن وصـل السـورة أن يفصـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫فيهن" .‬ ‫وممن ذهب إلـى إنكـار الفصـل فيهـن بالبسـملة الشـيخ أبـو علـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الهوازي إمام أهل الشام في زمنه فقال في كتاب "المفردات": "إن ذلك‬ ‫)4(‬ ‫اختيار من بعض أهل مصر، قال: وما قرأت به" .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫ هو الخاقاني السابق.‬‫ جامع البيان لوحة 911.‬‫ الهادي لوحة 3.‬‫- نقله المنتوري لوحة 34.‬ ‫05‬
  • 33. ‫وقـال صـاحبه أبـو القاسـم بـن عبـد الوهـاب القرطـبي ــ صـاحب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المفتاح ـ في كتابه "المفيد":‬ ‫"وكان الهوازي وغيره من الح ـذاق يخت ـار لم ـن فص ـل أن يس ـتمر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على فصله، ولمن ترك أن يستمر على تركه. وذكر ـ أعني ابن عبد الوهاب‬ ‫ــ فـي "كفايـة الطـالب" أن حـذاق شـيوخه كـانوا يختـارون مـا ذكـر عـن‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫الهوازي" .‬ ‫ونصر أبو العباس المهدوي في "الهداي ـة" إجراءه ـن مج ـرى س ـائر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫السور، وقال في شرحه عليها بعد أن ذكر أن الفصل فيها بالتسمية مذهب‬ ‫بعض المتعقبين من القراء: "ورأيت بعض شيوخنا ـ وهو أبو عبد اـ بـن‬ ‫ـ‬ ‫سفيان ـ رحمه ا ـ ل يراعي ذلك، ويبقي كل واحد من القراء فيهن على‬ ‫مذهبه الذي يسـتعمله فـي غيرهـن، ورأيـت غيـره مـن شـيوخ المصـريين‬ ‫يذهب إلى الفصل بينهن بسكتة لمن م ـذهبه أن يص ـل الس ـورة بالس ـورة،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وذلك عندي حسن، وهو الذي أختارـ لنه أبعد من اللبس المراعى، إذ كان‬ ‫اتصال البسملة بأول سورة القيامة يقع فيه من اللبس مثل الذي يق ـع ف ـي‬ ‫ـ ـ‬ ‫)2(‬ ‫وصل آخر السورة بأول الخرى" .‬ ‫وق ـال أب ـو محم ـد عب ـد ا ـ ب ـن عب ـد الرحم ـن ب ـن مهل ـب الثقف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الندلسي في "كتاب التبيين": "وقد كان أبو عبـد اـ بـن سـفيان المقـرئ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ نقله المنتوري في شرحه على ابن بري لوحة 34.‬‫- شرح الهداية لبي العباس المهدوي لوحة 8ـ 9.‬ ‫15‬
  • 34. ‫وكان من الحذاق ـ ل يقول بهذا الختيار ول يقرئ به أحدا لما ذكرنــاه فيــه‬ ‫)1(‬ ‫من الضعف، وتابعه عليه جماعة من حذاق المقرئين، وهو الصواب" .‬ ‫وهكذا نجد أن استحسان الفصل في السور الربع لم يكن منظورا‬ ‫إليه بعين الرضا عند جمهور الئمة لما ذكره أبو عمرو ال ـداني وغي ـره م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫افتقاره إلى السند من جهة الرواية وإن كان قد قـرأ بـه علـى ابـن خاقـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عن قراءته، ولما فيه أيضا من وقوع الفاصل بالتسمية في المحذور نفسه‬ ‫الذي خشيه، وذلك بإدخال اسم الجللة "ا" وصـفتيه "الرحمـن الرحيـم"‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على النفي والويل اللذين فرارا من اتصالهما بما قبلهما انتقل إلى البسملة‬ ‫ليفصل بها.‬ ‫وإذا استثنينا الشيخ مكي بن أبي طالب القيرواني الذي صرح فــي‬ ‫"الكشف" بأن للخذين بالفصل بالتسمية فيهن حجة قوية في ذلك، وجدنا‬ ‫أن عامــة أئمــة القيــروان والنــدلس كــانوا ينكــرون الفصــل بمــا ذكــر‬ ‫ويستوهنون حجة من فصل، ويرون إجراء السور الربع مجرى غيرها من‬ ‫سائر سور القرآن.‬ ‫وقد رأينا أن أبا عمرو الداني قرأ على بعض شيوخه بالفصل وعلى‬ ‫بعضهم بتركه فاعتدل المذهبان عنده م ـن جه ـة الخ ـذ، ول ـذلك ق ـال ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"التمهيد": "وأنا آخذ بالمذهبين جميعا، فإن فصل علي أحد بينهن لم أمنعه‬ ‫من الفصل، وإن لم يفصل لم آمره بالفصل، لع ـدم وج ـود ذلـك منصوص ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫في كتاب أحد من الناقلين عن ورش أعني تخصــيص الفصــل بينهــن دون‬ ‫)2(‬ ‫سائر القرآن، وإنما ذلك عندي اختيار من أهل الداء" .‬ ‫1‬ ‫- نقله المنتوري في شرحه على ابن بري لوحة 34.‬ ‫25‬
  • 35. ‫أما صاحبه أبو داود سليمان بن نجاح الهشامي فكان يأخذ بمــذهب‬ ‫واحد هو مذهب المنع، قـال فـي "الطـرر علـى التيسـير": "وبغيـر تسـمية‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قرأت في هذه المواضـع، وبـذلك آخـذ علـى أصـحابي، ول أجيـز التسـمية‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫بينهن دون سائر القرآن في رواية من لم يبسمل" .‬ ‫وهكذا يظهر أن مذهبي الفصل وتركه هظل يتنازعان جمهرة الق ـراء‬ ‫ـ‬ ‫عند المغاربة، فمن آخذ بهذا ومن آخذ بذاك، قال ابن البــاذش وكــان ابــن‬ ‫)2(‬ ‫عبد الوهاب ـ فيما قال لنا أبو القاسم ـ ممن ينكر ذلك، وكـذلك كـان أبـو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫داود" .‬ ‫وهذا الشيخ أبو الحسن الحصري يذكر أنه لـم يقـرأ بيـن السـورتين‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫بالبسملة لورش إل في هذه الربع ـ كما تقدم ـ إل أنه قال:‬ ‫وحجته ــم فيه ــن عن ــدي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ولكن يقوون الرواية بالنصر‬ ‫لطيفة‬ ‫وكان قـوله "يقـوون الروايـة" ممـا تعقبـه فيـه شـارح قصـيدته أبـو‬ ‫الحسن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل العبدري كما وهن وجه الفصل‬ ‫بالتسمية من عدة وجوه فكان مما قال في "منح الفريدة الحمصية":‬ ‫2‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫ شرح المنتوري لوحة 34.‬‫ نفسه 34.‬‫ هو أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف القرطبي تقدم في مشيخة ابن الباذش.‬‫- القناع 261/1.‬ ‫35‬
  • 36. ‫"وليس في البسملة بينهن أثر، ول أعلم حجة ألطف من احتجـاجهم‬ ‫ـ‬ ‫لها لمن نظر، لنه ل يخلو في ذلك من وجوه كلها لطيفة التوجيه: أحــدهما‬ ‫أن يقرأ بالسملة لمن لم ترو عنه، والثاني أنه يصير مبسمل في موضـع مـا‬ ‫ـ ـ‬ ‫وتاركا في موضع ما، وهذا التلعب، والثالث وهو أشـدها قـولهم لئل يقـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النفي عقيب ذكر المغفرة، ألم ينظر أنه إذا بسمل أوقع النفي عقي ـب ذك ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرحمة فيقع فيما فرمنه، ليمنع بهذا الختيار من وصل "ا ل إلــه إل هــو"‬ ‫ومن وصل "الحي القيوم" لتاخـذه"، ومـن وصـل شـاكرا عليمـا "ل يحـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا"، ومن وصل "عزيزا حكيما" لكن ا يشهد"، وهذا كله غي ـر ممتن ـع، إذ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ألفاظ القرآن حلوة معجزة داخلة فـي النفـس منوطـة بـالقلب غيـر جـائز‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عليها ما يجوز على ألفاهظنا، مستحسن منها كل مـا يقـع علـى ألسـنتنا" ثـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫قال:‬ ‫"والعجب من الناهظم يقول: ولكن يقوون الرواية بالنصر"، وهي لم‬ ‫يروها أحد، ولو قال "المقالة" أو ما شاكلها لكان أخلص له، ونعم ما اختار‬ ‫أبو الحسن طاهر عندها، كره هذا الختلل الظاهر فقال بعــد أن ضــعف‬ ‫اختيارهم، ولم يقف آثارهم: "وأنا أختار لمن مذهبه أن ل يبسمل أن يصل‬ ‫آخر النفال ببراءة وآخر الحقاف بالقت ـال، وآخ ـر القم ـر ب ـالرحمن، وآخ ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫الواقعة بالحديد" . قال ابن الطفيل:‬ ‫"ولو وصل آخر الحجر بالنحل لكان حسنا، وه ـذا كل ـه اختي ـار لي ـس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫فيه خلف رواية ول شبهة اعتراض لذي دراية .‬ ‫1‬ ‫- منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية )مخطوط خزانة ابن يوسف بمراكش( لوحة 82ـ‬ ‫92.‬ ‫45‬
  • 37. ‫ولقد قـدمنا ذكـر نقـض الشـيخ أبـي عبـد اـ محمـد بـن سـليمان‬ ‫القيسي الضرير لهذا العتراض الذي اعترض به أبو الحســن اب ـن الطفي ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على قول الحصري "ولكن يقوون الرواية بالنصر"، فنقل الشيخ أبــو راشــد‬ ‫الحلفاوي في شرحه على الـدرر اللوامـع اعـتراض شـراح الحصـرية: ابـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الطفيل والمرجيوي وابن مطروح وغيرهم علـى مـا ادعـاه الحصـري مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرواية في قوله المذكور، ثم قال الحلفاوي:‬ ‫"وقد أوريت زناد هذه المسألة ذات يـوم بيـن يـدي أسـتاذنا سـيدي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫أبي عبد ا القيسي ـ رحمه ا ـ ـ فتبس ـم توطئ ـة لل ـدر ال ـذي بـه يتلف ـظ،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫وقال: من حفظ حجة على من لم يحفظ، فقلـت يـا سـيدي: وهـل هنـاك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫من العلماء من يقول انها رواية؟ فقال: نعم، رواها أبو عمرو في جامعه،‬ ‫)1(‬ ‫ونقلها أبو العاص في كشفه" .‬ ‫وقد رجعت إلى "جامع البيان" للتأكد مما ذك ـره القيس ـي فل ـم أج ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أثرا مما ادعاه من ذلك، وليس فيـه إل أنـه قـرأ علـى أبـي الفتـح ــ يعنـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫فارس بن أحـمد ـ كما تقدم ـ بترك الفصل بالبسملة قال: وكان ينكر ذلــك‬ ‫ول يراه... قال أبو عمرو: "وروى الفصل بينهـن فـي مـذهب أبـي يعقـوب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته" .‬ ‫2‬ ‫ ما نقله ابن الطفيل عن طاهر بن غلبون هو من كلمه في كتاب "التذكرة 48/1 ول ـم ي ـذكر موض ـع‬‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫الشاهد الذي يهمنا ونص ما قاله ابن غلبون: "وأما ابن عامر وأبـو عمـرو فـإنه يختـار فـي قراءتهمـا أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يفصل بين كل سورتين بالسكت في جميع القرآن، إل في هذه الربعة المواضع التي تقدم ذكرها فــإنه‬ ‫يفصل فيها بلسم اـ الرحمـن الرحيـم، وكـذلك يختـار فـي قـراءة ورش، وبـه قـرأت، وبـه آخـذ، وأنـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أختار...الغ.‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ شرح الدرر للحلفاوي م خ ح.‬‫- جامع البيان لوحة 911.‬ ‫55‬
  • 38. ‫فهل حمل المام القيسي قول أبي عمرو "وروي الفصل.. الخ إلـى‬ ‫ـ‬ ‫قوله عن قراءته " على أن القراءة بذلك ثابتة منقولة بالرواية والنص عن‬ ‫أبي يعقوب عن ورش؟ إذا فهم هذا كذلك فلي ـس بص ـحيح، وذل ـك أن أب ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عمرو نفسه ذكر قبل كلمه هذا في "جامع البيان" قوله: "وليس ذلك ع ـن‬ ‫ـ‬ ‫أثر يروى عنهم، وإنما هو استحباب واختيار من أهل الداء".‬ ‫وقال في "التيسير": "وليس في ذلـك أثـر يـروى عنهـم، وإنمـا هـو‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫استحباب من الشيوخ" .‬ ‫وفي "إيجاز البيان" أنه قـرأ بالتسـمية بيـن هـذه السـور علـى ابـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫خاقان وعلى أبي الحسن طاهر بن غلبون، وقرأ بترك التسمية علــى أبــي‬ ‫الفتح فارس بن أحمـد، وذكـر أنهـم حكـوا ذلـك ممـا قـرأ بـه عليهـم عـن‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)2(‬ ‫أشياخهم" .‬ ‫وهكذا ل نجده ذكر رواي ـة متص ـلة أو منقطع ـة ب ـذلك، ب ـل نف ـى أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تكون هناك رواية أو أثر يروى، وأكد أن الفصـل بالتسـمية فيهـن إنمـا هـو‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫استحباب واختيار من بعض الشيوخ، فأين هي الرواية التي ادعــى الشــيخ‬ ‫القيسي أن أبا عمرو نقلها في "جامع البيان" أو غيـره، وكيـف وهـو ينفـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ذلك نفيا قاطعا؟؟‬ ‫ولعل الشيخ القيسي حمل قوله: "وروى الفصل فيهن فـي مـذهب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أبي يعقوب عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته "، لعل ـه حم ـل عب ـارة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"عن قراءته" على أنها تعني أنه رواها، وهو لـم يـرد ذلـك ول قصـده، ول‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫ التيسير 81.‬‫- الدر النثير لبن أبي السداد 521/1.‬ ‫65‬
  • 39. ‫ينبغي حمل كلمه عليه، لن القراءة تتعلق بالداء أي بما تلقاه عرضا عن‬ ‫مشيخته من قراءتهم على مشايخهم وهكذا.‬ ‫وأما الرواية فتكون بالسند والنقل المتصل من الشـيخ إلـى صـاحب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرواية من طريق أو أكثر من طرقها.‬ ‫والمثلة على تفريق أئم ـة الق ـراء بي ـن الم ـأخوذ نقل ورواي ـة وبي ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المأخوذ قـراءة وأداء كـثيرة، ومنهـا قـول أبـي عبـد اـ بـن سـفيان فـي‬ ‫"الهادي" عند ذكر الوقف بالروم نقل والشمام: "وأما ورش وهشـام فقـد‬ ‫جاء عنهما تلوة مثل ما حكى البغدادي عن أبي عمـرو، وتسـطير الروايـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫عن هؤلء الثلثة في الكتب معدوم" .‬ ‫ومن ذلك قول مكي في أول "التبصرة": "اعلم أن لتصال قراءتـي‬ ‫ـ‬ ‫بهؤلء الئمة السبعة طرقا كثيرة يطول ذكرها عن غير واح ـد م ـن الق ـراء‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫)2(‬ ‫رواية وقراءة" ثم قال أيضـا وأدع مـا عـدا ذلـك.. ممـا رويتـه ولـم أقـرأ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫)3(‬ ‫به" .‬ ‫بل ان أبا عمرو الداني نفسه بنى تأليف "التيسير" على ه ـذا فجم ـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بين ما قرأ به وما رواه، قال شارحه ابن أبي السـداد: "أسـند الحـافظ كـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫واحدة من القراءات في "التيسير" رواية وقراءة، وجعل سند الروايـة غيـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫ الهادي في القراءات " لوحة 8.‬‫ التبصرة 43.‬‫- نفسه 5.‬ ‫75‬
  • 40. ‫سند القراءة إل في قراءة حفص، فانه جعل سند الرواية والقراءة واحدا‬ ‫)4(‬ ‫عن شيخه أبي الحسن بن غلبون.." .‬ ‫فكلمة "عن قراءته" في عبارة أبي عمرو في "ج ـامع البي ـان" إنم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يريد بها ما تلقاه شيخه ابـن خاقـان عـن شـيوخه أداء، وكـذلك قـوله فـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العبارة السابقة "فكان أبو الحسن يأمرنا بالفصل بينهن ويحكي ذل ـك ع ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قراءته، وكذلك كان ابن خاقان يحكيه رواية عن أصحابه".‬ ‫ومهما يكن فإن تخصيص هذه المواضع الربعة بالفصل بالتســمية‬ ‫لورش في مـذهب أبـي يعقـوب الزرق ل يسـتند إلـى أسـاس مـن جهـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرواية، كما أنه مخالف لمقتضى الرواية المشهورة عن ـه ف ـي كت ـب الئم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫من هذه الطريق، وأكثر العلماء قد ضعفوا منزعها وما احتج به لها، وإنمــا‬ ‫نظر من قبلها من الئمة إل ـى اش ـتهارها وانتش ـارها ف ـي الس ـتعمال كم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فعل أبو عمرو الداني نفسه مع أن الختيار عنده التسوية بينها وبين غيرها‬ ‫من السور في ترك الفصل، وبذلك قرأ عليه أوثق أصحابه الشيخ أبــو داود‬ ‫سليمان بن نجاح، ولذلك أنكر أبو داود الفصل فيها خاصة في "طرره على‬ ‫التيسير".‬ ‫ولهذا أخذ قراء "العشر الصغير" ف ـي المدرس ـة المغربي ـة بالفص ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فيها بالسكت فقط كسائر السور كما نبه على ذلك المدغري فـي أرجـوزته‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫"روض الزهر" في قوله:‬ ‫والس ـــكت ل غـــ ـــير لزرق ي ـــرى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وغيره مبســــمل بها وقـــــف‬ ‫4‬ ‫في الربـع الزهــ ـر كـذا تق ـررا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫قبل وبعد، وبذا الخـذ عـرف‬ ‫- الدر النثير 99/1.‬ ‫85‬
  • 41. ‫وهو ما رجحه ابن بري أيضا‬ ‫والسكت أولى عند كــل ذي‬ ‫لن وصفه "الرحيم" معتــــبر"‬ ‫نظر‬ ‫وخالف في ذلك قراء العشر الكبير فأخذوا بالفصل فيه ـا كم ـا ق ـال‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫في "التوضـيح": "والعمـل عنـدنا لـورش علـى هـذين الـوجهين معـا بيـن‬ ‫السورتين مع تصدير السكت ـ يعني في غير الربعة ـ قال: "ثم ان هــذين‬ ‫الوجهين اللذين هما السكت والوصل ثابتـان عـن ورش فـي جميـع سـور‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القرآن، إل في أربعة مواضع، فـإن بعـض القـراء استحسـن فـي مـذهب‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ورش في وجه السكت له فيها البسـملة دفعـا لبشـاعة اللفـظ الـذي وقـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)1(‬ ‫فيها" .‬ ‫1‬ ‫- التوضيح والبيان للودغيري البدراوي 42, وقد تقدم ان القبح المزعوم ل يندفع بالبسملة.‬ ‫95‬
  • 42. ‫عمل المغاربة في الخذ فيهن بالبسملة بدل السكت‬ ‫والوصل‬ ‫وعمل الناس اليوم على ذلك وإن كان الستحسان فيها ضعيفا كما‬ ‫)1(‬ ‫سيأتي" .‬ ‫وهكذا نرى أن عمل المغاربة في ه ـذه المس ـألة انته ـى به ـم إل ـى‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الخذ بالوجه الضعيف فيها المخالف لختيار صاحب الختيار ال ـذي يق ـرأون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫به وهو أبو عمرو الداني، كما انه مخـالف لختيـار ابـن بـري الـذي يـروون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫رواية ورش من طريق الزرق م ـن طريقـه إلـى أب ـي عمـرو ال ـداني كمـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫قدمنا.‬ ‫ونحن إذا عدنا إلى ما اتكلوا عليه في التزام هذا الـوجه ــ علـى مـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أدخل في التلوة من تعقيد كما سـيأتي ــ ل نجـد فيـه مـا يقنـع ويشـفي،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫وجمهور من نظروا في مسـتندهم فـي تـوجيه ذلـك ردوه وضـعفوه ولـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫يقروه، وفضلوا عليه إبقاء ما كان كما كان من الكتفاء بالسكت بينها لمــن‬ ‫ل يبسمل كما قال الحافظ أبو شامة في شرح قول الشاطبي:‬ ‫وس ــــكتهم المخت ــــار دون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وبعضــهم فــي الربــع الزهــر‬ ‫تنفـــــــــــــــــــــــــــــس‬ ‫بس ــــــــــــــــــــــــــــــــمل‬ ‫ـ‬ ‫لهم دون نـص، وهـو فيهـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لحـــــمزة فـــافهمه وليـــــس‬ ‫ساكت‬ ‫مخذل‬ ‫"واني أقول: ل حاجة إلى تكلف التسمية لجل المعن ـى الم ـذكور ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يعني قبح اللفظ ـ بل السكوت كاف للجميع، كما يكتفى بـه لحمـزة، وكمـا‬ ‫ـ‬ ‫يكتفى به بين اليات الموهم اتصالها اكثر مما ف ـي ه ـذه الربع ـة أو مثله ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مثل: "الذين يحملون العرش" بعد قوله: "انهم أصحاب النــار"، وقــوله: "ل‬ ‫)2(‬ ‫خير في كثير" بعد قوله: "وكان فضل ا عليك عظيما" .‬ ‫1‬ ‫- التوضيح والبيان 42.‬ ‫06‬