SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  56
‫هــــذه‬
       ‫عـقـديـتـنـا‬
                            ‫للشيخ‬
               ‫أبي محمد المقدسي‬



       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
                     * * *
http://www.tawhed.ws
http://www.almaqdese.net
http://www.alsunnah.info
http://www.abu-qatada.com
http://www.mtj.tw
‫هذه‬



                     ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،‬
‫والصسسلة والسسسلم على خاتسسم النسسبياء والمرسسسلين، وعلى آله‬
                                           ‫وأصحابه أجمعين.‬

                                                        ‫وبعد...‬

‫فهذا مختصسر لمسا نعتقده، ونديسن ا بسه فسي أهسم أبواب‬
         ‫س‬        ‫س‬      ‫س‬             ‫س‬  ‫س‬
‫الدين... كتبته في سجني بعد أن بلغني أن أناسا ينسبون إلينا،‬
‫ويقوّلوننسا مسا لم نقله فسي يوم مسن اليام، خصسوصا فسي أبواب‬
                                            ‫الكفر واليمان.‬

‫ولم أكسن مسن قبسل مهتما بالكتابسة فسي مثسل هذا الموضوع،‬
‫وذلك لن علماءنسسسا قسسسد كَفَوْا فيسسسه ووَفّوا، ولن طالب الحسسسق‬
‫المنصسف بإمكانسه التعرف إلى أقوالنسا مسن كتاباتنسا المفصسّلة، إلى‬
‫أن طلب منسي ذلك بعسض إخوة التوحيسد ممسن كان يصسلنا ويتردّد‬
‫على زيارتنسا فسي السسجن، وذلك بعسد أن التقسى بأُناس لم يتسبينوا‬
                          ‫أقوالنا في بعض أبواب الكفر واليمان.‬

‫فبادرت وأجبست ذلك الخ الفاضسل إلى طلبسه مسن باب ضبسط‬
‫المسسائل، والتعريسف بمجمسل وأهسم مسا نعتقده ونؤمسن بسه، لعلي‬
‫أن أسسدّ بذلك الباب على مسن يبحسث عسن صسيد شارد فسي بعسض‬
‫العمومات، أو يقوّلنسا مسا لم نقله، أو ينسسب إلينسا ويُلزمنسا بمسا ليسس‬
                                                        ‫هو من مذهبنا.‬




‫)2(‬                                            ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫خصسوصا وأننسي أعرف أن بعسض كتاباتنسا يتداولهسا كثيسر مسن‬
‫المبتدئيسسن فسسي طلب العلم الذيسسن قسسد تختلط عليهسسم بعسسض‬
‫المسسائل؛ خصسوصا عنسد بعسض الطلقات أو العمومات التسي قسد‬
‫يقرؤونه سا ف سي كتاباتن سا الدعوي سة الت سي نخاط سب ف سي كثي سر منه سا‬
 ‫س‬      ‫س‬      ‫س‬     ‫س‬         ‫س‬   ‫س‬         ‫س‬           ‫س س‬
‫الطواغيسسب وأمثالهسسم مسسن المشرعيسسن وأوليائهسسم مسسن عسسساكر‬
‫الشرك والتنديسسسد ونحوهسسسم ممسسسن أمسسسر ا تعالى بترهيبهسسسم‬
                                                     ‫والغلظ عليهم.‬

‫- فربمسسا أبقينسسا بعسسض نصسسوص الوعيسسد المطلقسسة على‬
                                     ‫ظاهرها دون تأويل.‬

‫- أو أطلقنسا أحكاما عسن نوع العمسل فلم يفرّق مسن قصسّر‬
      ‫في طلب العلم بين ذلك وبين تنزيل الحكم على العيان.‬

‫- أو أبقينسا بعسض الطلقات على ظاهرهسا دون تفصسيل أو‬
‫تأويسل ليكون ذلك أدعسى لزجسر المخاطَسبين الذيسن دأبهسم البحسث‬
               ‫عن الرخص والمخارج التي تهون لهم الموبقات.‬

‫وذلك تأسسّيا بطريقسة كثيسر مسن السسلف فسي إطلق نصسوص‬
‫الوعيد كما أطلقها ا تعالى، وإمرارها دون خوض في تأويلها،‬
‫لتكون أدعى للزجر كما أرادها ا تعالى، فإن معصيةً قَرن ا‬
‫اللعنسة بها ليست كغيرها، وإن عمل ً وصفه ا أو سماه رسول‬
‫ا صسلى ا عليسه وسسلم بالكفسر ليسس كسسائر العمال، إل أن‬
‫يخشوا سسسوء الفهسسم مسسن المخاطَسسبين فيلجؤون إلى التفصسسيل،‬
                      ‫وكذلك نفعل نحن في كتاباتنا المفصلة.‬




‫)3(‬                                            ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫كما أعلم أن بعض غلة المكفرة يتداولون بعض ما نكتبه‬
‫بحثا عمّسا ينصسر مذاهبهسم، وكلي ثقسة بأنهسم لو كانوا طلبسة حسق‬
‫منصسسسفين فلن يقعوا على شيسسسء ممسسسا يطلبون، إل أن يبتروا‬
                                                 ‫مقالتنا بترا.‬

‫كم سسا أعرف أن كثيرا م سسن خص سسومنا م سسن مرجئة العص سسر‬
  ‫س‬                 ‫س‬      ‫س‬        ‫س‬                     ‫س‬
‫وأشباهه سم يفتشون فيه سا، ل بحثا ع سن الح سق، وإنم سا بحثا ع سن‬
  ‫س‬        ‫س‬          ‫س‬    ‫س‬            ‫س‬               ‫س‬
‫إطلقات ربمسسا نقلناهسسا عسسن بعسسض العلماء والئمسسة والدعاة،‬
‫ليشغبوا بها علينا سعيا منهم وراء تشويه دعوتنا، بتحميل كلمنا‬
                              ‫ما ل يحتمله، وبإلزامنا ما ل نلتزمه.‬

                          ‫فإلى هؤلء جميعا أقو ل.. .‬

‫اتقوا ا، وقولوا قول ً س سديدا، وتذكروا حدي سث المص سطفى‬
    ‫س‬      ‫س‬                  ‫س‬
‫عليه الصلة والسلم: )ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه‬
             ‫) (‬
            ‫ا ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال( 1 .‬

                      ‫وأقول معلنا دون أدنى حرج...‬

‫أن كل قول قلته في كتاباتي ظهر أو سيظهر في يوم من‬
‫اليام أنه جاء معارضا لنص من الكتاب والسنة خفي عليّ، فأنا‬
 ‫أول من يرجع عنه، ويبرأ منه، ويعض بالنواجذ على ذلك النص.‬

‫وسسسيرى القارىء لهذه الورقات أن كثيرا مسسن كلمنسسا فيهسسا‬
‫متأثر تأثرا واضحا بل ربما كان بحروفه - مما تكرر في "العقيدة‬
‫الطحاوية"، أو "الواسطية"، أو نحوها من الكتب، ول غرابة في‬

‫1 ردغة الخبال: عصارة قيح وصديد أهل النار، والحديث رواه أحمد وأبو‬
                                                           ‫داود.‬



‫)4(‬                                         ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫ذلك فقسد تأثرنسا بهذه الكتسب فسي أول الطلب تأثرا بينا، ودرسسناها‬
                       ‫ودرّسناها مرارا وتكرارا بفضل ا تعالى.‬

‫وقسد كان علماؤنسا يطيلون فسي تلك الكتابات ويسسهبون فسي‬
‫مسسائل عمّست بهسا البلوى فسي أزمنتهسم، واحتيسج إلى التوسسع فيهسا‬
‫ردا على طوائف مسن الفرق المنحرفسة عسن طريسق أهسل السسنة‬
‫والجماعة، أو على بدع اشتهرت في أيامهم، وتراهم يختصرون‬
‫فسي مسسائل أخرى يمرون عليهسا مرورا سسريعا، لقلّة الخوض أو‬
‫الخبسط فيهسا فسي ذلك الزمان، وربمسا ذكروا بعسض مسسائل الفقسه‬
‫ف سي طيّات كلمه سم ف سي العقيدة وذلك ردا على مخالفسسة أه سل‬
   ‫س‬                                     ‫س س‬                   ‫س‬
‫البدع فسي تلك المسسائل، ليميزوا أهسل السسنة عسن أهسل البدعسة،‬
‫وليسجلوا براءتهم منهم، ولو في تلك الفروع الفقهية التي غالبا‬
                        ‫ما تتفرع عن أصول شذ فيها أهل البدع.‬

‫ونحسن فسي هذه الورقات، قسد جرينسا على هذا المنوال، فلم‬
‫نتعرض لكسل مسا ذكرتسه تلك الكتسب مسن مسسائل العتقاد، وإنمسا‬
‫أوردنسا فيهسا أهسم المهمات، وركزنسا على أبواب محددة رأينسا أن‬
‫الخبط والخلط قد كثر حولها في هذا الزمان، أو مسائل خشينا‬
             ‫أن ينسب فيها - أو نسب فعل ً - إلينا غير الذي نقول.‬

‫وا نسأل أن يتقبل منا سعينا، وأن يجعل أعمالنا خالصة‬
‫لوجهه الكريم، وأن يثبتنا على عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة‬
        ‫والجماعة، وأن يجعلنا من أصحاب الطائفة المنصورة.‬

              ‫هو مولنا نعم المولى ونعم النصير‬




‫)5(‬                                        ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬




                      ‫توحيد ا‬
                               ‫نقول في توحيد ا.. .‬

‫أن ا واحسد ل شريسك له، ل فسي ربوبيتسه، ول فسي ألوهيتسه،‬
                                        ‫ول في أسمائه وصفاته.‬

‫فل خالق غيره، ول رب سسواه، ول رازق ول مالك ول مدبر‬
‫لهذا الوجود إل هسو، ونوحّسد ا فسي أفعاله سسبحانه، كمسا نوحده‬
                                               ‫بأفعالنا أيضا.‬

‫فنوحده فسي عبادتنسا وقصسدنا وإرادتنسا، فل معبود بحسق إل‬
‫ه سو س سبحانه فنشه سد كم سا شه سد ا لنفس سه، والملئك سة، وأولوا‬
          ‫س‬          ‫س‬           ‫س‬     ‫س‬     ‫س‬          ‫س‬    ‫س‬
‫العلم، قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيم، مثبتين ما تثبته‬
‫هذه الكلمسسة العظيمسسة مسسن تجريسسد العبادة لله وحده ولوازمهسسا‬




‫)6(‬                                        ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وواجباتهسا وحقوقهسا، نافيسن مسا تنفيسه مسن أنواع الشراك والتنديسد‬
                                                         ‫وتوابعه.‬

‫ونؤمسن بأن الغايسة التسي خلق ا تعالى الخلق لهسا؛ عبادتسه‬
‫وحده، كمسا قال تعالى: }وَمَسا خَلَقْستُ الجِنّس وَالنْسسَ إل ّ لِيَعْبُدُونسِ{‬
                                                                 ‫]الذاريات: 65[.‬

‫وندعسو إلى توحيده سسبحانه فسي جميسع أنواع العبادة، مسن‬
‫سسسجود أو ركوع أو نذر أو طواف أو نسسسك أو ذبسسح أو دعاء أو‬                           ‫س‬
‫تشريع أو غيره... }قلْ إن ّ صَلتِي وَن ُسُكِي وَمَحْيَا يَ وَمَمَات ِي لِل ّهِ‬
                                                                  ‫ُ‬
 ‫رَسبِ العَالَمينس * ل شَرِيكس لَسهُ وَبِذَلِسكَ أُمِرْستُ وَأَنَسا أَوّلُ المُسسلِمِينَ{‬
                                                            ‫َ‬           ‫َ‬
                                                                ‫]النعام: 261 - 361[.‬

‫وأمْسر الرّب سسبحانه شامسل للمسر الكونسي والشرعسي، وكمسا‬
‫أن له وحده سسبحانه الحكسم الكونسي القدري، فهسو مدبر الكون‬
‫القاضسي فيسه بمسا يريسد وحسسبما تقتضيسه حكمتسه، فكذلك نوحده‬
‫سسبحانه فسي حكمسه الشرعسي فل نشرك فسي حكمسه أحدا، ول‬
‫نشرك فسسي عبادتسسه أحدا }أل لَ سهُ الخَلق سُ وَالمْرُ تَبَارَ سكَ ا ربّ س‬
                                                 ‫العَالَمِينَ{ ]العراف: 45[.‬

  ‫فالحلل ما أحله، والحرام ما حرمه، }إ نِ الحُك مُ إل ّ لل هِ أَمَرَ‬
‫أل ّ تَعْبُدُوا إِل ّ إِيّا هُ{ ]يوسف: 04[، فل مشرّع بحق إل هو سبحانه‬
‫وتعالى، ونسبرأ ونخلع ونكفسر بكسل مشرّع سسواه، فل نبغسي غيسر‬
‫ا ربا، ول نتخذ غيره سبحانه وليا، ول نبتغي غير السلم دينا،‬
‫فإن من اتخذ حَكَما ومشرّعا سواه سبحانه، تابعه وتواطأ معه‬
‫على تشريعسسه المناقسسض لشرع ا، فقسسد اتخسسذ غيسسر ا ربا،‬
‫وابتغسى غيسر السسلم دينا، قال تعالى: }وَإِنّس الشَيَاطِينس ليُوحُونس‬
‫َ‬               ‫َ َ‬



‫)7(‬                                                         ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫إِلَى أَوْلِيَائِهِسسمْ ليُجَادِلُوكُسسمْ وَإنسسْ أَطَعْتُمُوهُسسمْ إِنّكُسسمْ لَمُشْرِكُونسسَ{‬
                                                                      ‫ِ‬
‫]النعام: 121[، وقال تعالى: }اتّخَذُوا أَحْبَارَهُ سمْ وَرُهْبَانَهُ سمْ أَرْبَابَا‬
                                                          ‫مِنْ دُونِ ا{ ]التوبة: 13[.‬

‫كمسا نوحّده سسبحانه فسي أسسمائه وصسفاته، فل سسميّ له ول‬
‫شبيه ول مثيل ول ندّ ول كفء: }قلْ هُوَ الل ّهُ أَحَدٌ * ا ُ ال صّمَدُ *‬
                                        ‫ُ‬
      ‫لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُوْلَد * وَلَمْ يَكنْ لَهُ كُفُوَا أَحَد{ ]الخلص: 1 - 4[.‬
                                               ‫ُ‬                     ‫َ‬

‫سسسبحانه تفرّد بصسسفات الجلل والكمال التسسي وصسسف بهسسا‬
‫نفسسه فسي كتابسه، أو وصسفه بهسا نسبيه صسلى ا عليسه وسسلم فسي‬
‫سنته، فل نَصِفُ أحدا من خلقه بشيء من صفاته، ول نشتق له‬
‫مسن أسسمائه، ول نضرب له سسبحانه المثال أو نشبّسهه بأحدٍ مسن‬
                        ‫خلقه، ول نُلحد في أسماء ربنا وصفاته.‬

 ‫بسل نؤمسن بمسا وصسف سسبحانه بسه نفسسه، وبمسا وصسفه بسه‬
‫رسسوله عليسه الصسلة والسسلم على وجسه الحقيقسة ل المجاز، مسن‬
‫غير تحريسف ول تعطيل، ومن غير تكييف ول تمثيل: }وَلَسهُ المَثَلُ‬
‫العْلَى فِسسي السسسّمواتِ وَالرضسسِ وَهوَ العزِيزُ الحَكِيمسسُ{ ]الروم:‬
                           ‫َ‬    ‫ُ‬
                                                                  ‫72[.‬

‫فل ننفي عنه شيئا مما وصف به نفسه سبحانه، ول نحرّف‬
‫الكلم عسسن مواضعسسه، ول ندخسسل فسسي ذلك متأوليسسن بآرائنسسا، أو‬
‫متوهميسن بأوهامنسا، بحجسة التنزيسه، فمسا سسلِم فسي دينسه إل مسن‬
‫سسلّم لله عسز وجسل ولرسسوله عليسه الصسلة والسسلم وردّ عِلم مسا‬
                                                             ‫َ‬
‫اشتبه عليه إلى عالمه، ول تثبت قدم السلم لحد إل على ظهر‬
‫التسسليم والسستسلم، فمسن رام عِلم مسا حُظِسر عنسه، ولم يقنسع‬




‫)8(‬                                                              ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫بالتسسسليم فِهْمُسسه، حَجَسسبه مرامسسه عسسن صسسحيح اليمان وخالص‬
                                                      ‫التوحيد.‬

‫ونؤمسن بأن ا أنزل كتابسه بكلم عربسي مسبين، فل نفوّض‬
‫علم معاني الصفات وإنما نفوض علم الكيفيات، ونقول: }ءَامَن ّا‬
                               ‫بِهِ كُلٌ مِنْ عِنْدِ رَبِنَا{ ]آل عمران: 7[.‬

‫ونسبرأ إلى ا مسن تعطيسل الجهميسة، ومسن تمثيسل المشبهسة،‬
‫فل نميسل إلى هؤلء ول إلى هؤلء، بسل نتوسسط ونسستقيم كمسا‬
‫أراد ربنسا بيسن النفسي والثبات، فهسو سسبحانه }لَيْسسَ كَمِثْلِسهِ شَيءٌ‬
‫وَهٌوَ الس سّمِيعُ البَ سصِيرُ{ ]الشورى: 11[، فم سن لم يتوقّ س التعطي سل‬
  ‫س‬                         ‫س‬
                                       ‫والتشبيه، زلّ ولم يُصب التنزيه.‬

‫فنحن في هذا الباب - كما في سائر البواب - على ما كان‬
                    ‫عليه سلفنا الصالح أهل السنة والجماعة.‬

 ‫ومن ذلك ما أخبر ا به في كتابه وتواتر عن رسوله عليه‬
‫الصسلة والسسلم مسن أنسه سسبحانه فوق سسماواته، مسستوٍ على‬
‫عرشسه، كمسا قال تعالى: }ءَأَمِنْتُسم مّسن فِسي السسّماءِ أَن يَخْسسِفَ‬
                          ‫بِكُمُ الَرضَ فإذا هيَ تَموُر{ ]الملك: 61[.‬
                                                ‫ُ‬    ‫ِ‬

‫وكمسا فسي حديسث الجاريسة التسي سسألها النسبي عليسه الصسلة‬
‫والسلم: )أين ا؟(، قالت في السماء، قال: )من أنا؟(، قالت‬
                    ‫) (‬
                   ‫أنت رسول ا، قال: )اعتقها فإنها مؤمنة( 2 .‬




   ‫2 رواه مسلم وأبو داود وأحمد، من حديث معاوية بن الحكم السلمي.‬



‫)9(‬                                                 ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


   ‫وهذا حق ل مرية فيه عندنا، ولكن نصونه كما صانه سلفنا‬
 ‫الص سالح ع سن الظنون الكاذب سة، كأن يُسسظن بأن الس سماء تظله أو‬
                   ‫س‬                               ‫س‬                         ‫س‬        ‫س‬
‫تقله، فهذا باطل، اضطرنا إلى ذكره ونفيه وتنزيه ا عنه - وإن‬
‫لم يتعرض له صسسراحة سسسلفنا - شغسسب أهسسل البدع وإلزاماتهسسم‬
 ‫الباطلة لهسل السسنة، فقسد قال تعالى: }وَسسِعَ كُرسسيّهُ السسّمواتِ‬
                   ‫ِ‬
‫وَالرضسسَ{ ]البقرة: 552[، وهسسو سسسبحانه: }يُمْسسسِكُ السسسّمَواتِ‬
  ‫وَالرضس أَن تَزُول َ{ ]فاطسر: 14[، }وَيُمسسكُ السسمَاءَ أَن تَقَسعَ عَلَى‬
                         ‫ّ‬           ‫ِ‬                                           ‫َ‬
  ‫الرض سِ إِل ّ بِإِذْنِ سهِ{ ]الح سج: 56[، }وَمِ سنْ آياتِ سهِ أَن تَقُوم سَ الس سّمَاءُ‬
                                                       ‫س‬
                                                   ‫وَالَرْضُ بِأَمرِهِ{ ]الروم: 52[.‬
                                                                           ‫ْ‬

‫ونؤمسن بأنسه سسبحانه مسستو على عرشسه، كمسا قال تعالى:‬
‫}الرّحْمَ سنُ عَلَى العَرْ سشِ اس سْتَوَى{ ]ط سه: 5[، ول نؤوّل الس ستواء‬
     ‫س‬                   ‫س‬
‫بالسستيلء، بسل هسو على معناه فسي لغسة العرب التسي أنزل ا‬
‫تعالى بها القرآن ول نشبه استواءه باستواء أحد من خلقه، بل‬
‫نقول كمسسسا قال المام مالك: )السسسستواء معلوم، واليمان بسسسه‬
                  ‫واجب، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة(.‬

‫وعلى هذا نُجري سسسائر صسسفاته وأفعاله سسسبحانه وتعالى،‬
‫كالنزول والمجيء وغيره مما أخبر به سبحانه في كتابه، أو ثبت‬
                                         ‫في السنة الصحيحة.‬

‫ونؤمسن بانسه سسبحانه مسع اسستوائه على عرشسه وعلوه فوق‬
‫سماواته قريب من عباده، كما قال سبحانه: }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي‬
                                     ‫عَنّي فَإِنّي قرِيبٌ{ ]البقرة: 681[.‬
                                                          ‫َ‬

‫وفسسي الحديسسث المتفسسق عليسسه: )أيهسسا الناس أربِعوا على‬
                    ‫س‬        ‫س‬      ‫س‬        ‫س‬        ‫س‬
‫أنفسسكم، فإنكسم ل تدعون أصسم ول غائبا، إنمسا تدعون سسميعا‬



‫)01(‬                                                        ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫بصسسيرا قريبا، إن الذي تدعونسسه أقرب إلى أحدكسسم مسسن عنسسق‬
  ‫س‬     ‫س‬    ‫س‬                ‫س‬                         ‫س‬
                                                   ‫راحلته(.‬

‫فهو سبحانه مع عباده أينما كانوا يعلم ما هم عاملون، كما‬
‫قال تعالى: }وَهُوَ مَعكُسمْ أَيْسنَ مَسا كُنْتُسمْ وَاُس بِمَسا تَعْمَلُونس بَسصِيرٌ{‬
          ‫َ‬                                                    ‫َ‬
‫]الحديسد: 4[، ول نفهسم مسن قوله: }وَهُوَ معَكُسمْ{ح مراد الزنادقسة‬
                                ‫َ‬
‫م سن أن سه مختلط بعباده، أو حالٌ ببعضه سم أو متحدٌ به سم، ونحوه‬
              ‫س‬                   ‫س‬                                            ‫س‬   ‫س‬
            ‫من عقائد الكفر والضلل، بل نبرأ إلى ا من ذلك كله.‬

 ‫وله سسبحانه مسع عباده المؤمنيسن معيّسة أخرى خاصسة غيسر‬
 ‫المعيسة العامسة، هسي معيسة النصسرة والتوفيسق والتسسديد، كمسا فسي‬
 ‫قوله تعالى: }إِنّس اَس مَسعَ اّلذِينس اتّقَوا وَالّذِينسَ هُسم مُحْسسِنُونَ{‬
                                        ‫َ‬
 ‫]النح سل: 821[، فه سو س سبحانه م سع اس ستوائه على عرش سه، وعلوه‬
            ‫س‬                    ‫س‬        ‫س‬          ‫س‬    ‫س‬             ‫س‬
 ‫فوق سماواته، مع عباده أينما كانوا يعلم ما كانوا عاملين، وهو‬
 ‫قريسب سسبحانه ممسن دعاه، وهسو مسع عباده المؤمنيسن؛ يحفظهسم‬
‫وينصسسرهم ويكلؤهسسم، فقربسسه سسسبحانه ومعيتسسه ل تنافسسي علوّه‬
‫وفوقيت َه، فإنه ليس كمثله شيء في صفاته سبحانه، فهو علي ّ‬
                                                  ‫في قربه قريب في علوّه.‬

‫ومسن ثمرات هذا التوحيسد العظيسم، الذي هسو حسق‬
                                   ‫ا على العبا د:‬
‫- فوز الموحسد بجنسة ربسه والنجاة مسن النار كمسا فسي حديسث‬
                                                ‫معاذ بن جبل.‬

‫- ومنه سا؛ تعظي سم الرب وإجلله بالتعرف إلى ص سفات كماله‬
         ‫س‬                               ‫س‬      ‫س‬
               ‫وجلله، وتسبيحه وتنزيهه عن الشبيه أو المثيل.‬




‫)11(‬                                                      ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫- ومعرفسة سسفاهة مسن اتخذوا مسن دونسه أندادا أشركوهسم‬
                         ‫معه في العبادة أو الحكم والتشريع.‬

‫- وتهافست وسسقوط مسن أشركوا أنفسسهم فسي شيسء مسن‬
‫ذلك، مع أنهم لم يشتركوا في الخلق، ول نصيب لهم في الملك‬
                                     ‫أو الرزق او التدبير.‬

       ‫- ومن ذلك تحرّر القلب والنفس من رق المخلوقين.‬

‫- وثبات العبد في الحياة الدنيا وفي الخرة فليس من كان‬
‫يعبد شركاء متشاكسين، يدعوهم ويشتت خوفه ورجاءه بينهم،‬
‫ليسسس هذا كمسسن وحّسسد ربّسسه سسسبحانه وجرّد له خوفَسسه ورجاءه‬
                                       ‫وقَصْدَه وإرادته وعبادته.‬

‫فاللهسسم يسسا ولي السسسلم وأهله ثبتنسسا على توحيدك حتسسى‬
                                                       ‫نلقاك.‬




                        ‫الملئكة‬
‫ونؤمسن بملئكسة ا، وأنهسم عباد ا مكرمون، ل يسسبقونه‬
‫بالقول وه سم م سن خشيت سه مشفقون، يس سبحونه اللي سل والنهار ل‬
           ‫س‬           ‫س‬             ‫س‬       ‫س س‬
                                                      ‫يفترون.‬

‫فنتولهسم ونحبهسم، لنهسم مسن جنسد ا، ولنهسم يسستغفرون‬
                         ‫للذين آمنوا، ونبغض من يبغضهم.‬


‫)21(‬                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫ومنهم جبرائيل الروح المين، وميكائيل، وإسرافيل الموكل‬
‫بالنفسسخ فسسي الصسسور، ومنهسسم الموكلون بحمسسل العرش، وملك‬
‫الموت، ومنكسر ونكيسر، ومالك خازن النار، ورضوان خازن الجنسة،‬
‫وملك الجبال، والكرام الكات سبين، وغيره سم كثي سر، ل يحص سيهم إل‬
       ‫س‬        ‫س‬      ‫س‬           ‫س‬
                                                     ‫ا تعالى.‬

‫فقسد ثبست فسي الصسحيحين مسن حديسث أنسس رضسي ا عنسه‬
‫في قصة المعراج؛ أن النبي عليه الصلة والسلم ر ُفع له البيت‬
‫المعمور فسي السسماء، يدخله يصسلي فيسه كسل يوم سسبعون ألف‬
                              ‫ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه.‬

‫وفي صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى‬
‫ا عليه وسلم قال: )خُلِقت الملئكة من نور، وخُلق الجان من‬
                   ‫مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم(.‬

‫وقسد يتمثسل الملك بأمسر ا على هيئة بشسر، كمسا فسي قصسة‬
‫مريم، وحديث جبريل حين سأل النبي صلى ا عليه وسلم عن‬
                              ‫السلم، واليمان والحسان.‬

‫أمسا صسورته الحقيقيسة؛ فقسد ذكسر ا تعالى فسي القرآن أنسه‬
‫جعسل مسن الملئكسة رسسل ً أولي أجنحسة مثنسى وثلث ورباع، يزيسد‬
‫في الخلق ما يشاء إن ا على كل شيء قدير، وقد رأى النبي‬
‫عليه الصسلة والسلم جبريل على صورته الحقيقيسة وله سستمائة‬
                                           ‫جناح قد سد الفق.‬

                            ‫ومن ثمرات هذا اليما ن:‬




‫)31(‬                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫- تعظيسم ا تعالى فإن عظمسة المخلوق تدل على عظمسة‬
                                              ‫خالقه.‬

‫- ومن ثمراته؛ أن يستحيي العبد ممن معه من ملئكة ا‬
                                              ‫تعالى.‬

‫- وم سن ذلك أيضا؛ تث سبيت العب سد المؤم سن الغري سب باليمان،‬
          ‫س‬        ‫س‬        ‫س‬         ‫س‬               ‫س‬
 ‫وعدم استيحاشه لقلة النصار بتذكره أن معه من ا حافظين.‬

‫وفسي صسحيح البخاري عسن أبسي هريرة رضسي ا عنسه قال:‬
‫قال رسول ا عليه السلم: )إن ا إذا أحب عبدا نادى جبريل‬
‫إن ا أحسب فلنا فأَحبسه، فيحبسه جبريسل، ثسم ينادي جبريسل فسي‬
‫السماء إن ا أحب فلنا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع‬
                                    ‫له القبول في الرض...(.‬

‫فعلى العبسسد المؤمسسن أن يحسسب ويتولى مسسن يحبهسسم ا‬
‫وملئكته وعباده المؤمنين، وعليه أن يبغض ويعادي ويبرأ ممن‬
‫يبغضه سم ا تعالى وملئكت سه وعباده المؤمني سن، فإن ذلك م سن‬
 ‫س‬             ‫س‬                 ‫س‬                  ‫س‬
                                          ‫أوثق عرى اليمان.‬




‫)41(‬                                     ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬




                              ‫الكتب‬
‫ونؤمسن بكتسب ا تعالى التسي أنزلهسا سسبحانه على رسسله‬
  ‫س‬              ‫س س‬       ‫س‬             ‫س‬      ‫س‬
‫جملة، ونؤمن على سبيل التفصيل بما سماه ا منها - كالتوراة‬
                                        ‫والنجيل والزبور –‬

‫وأن خاتمهسسسسا القرآن العظيسسسسم كلم رب العالميسسسسن على‬
‫الحقيقة، نزل به الروح المين على محمد صلى ا عليه وسلم‬
              ‫ليكون من المرسلين، مهيمنا على سائر كتب ا.‬

‫وهسسو منزل مسسن ا تعالى وليسسس بمخلوق، ول يُسسساويه‬
‫شيء من كلم المخلوقين، ومن قال: }إ نْ هَذَا إِل ّ قَوْلُ البَش َر{‬
‫]المدثسر: 52[، فقسد كفر وحقّس عليسه إن لم يرجسع عن ذلك ويتوب‬
                                ‫قوله تعالى: }سَأُصلِيه سَقَر{ ]المدثر: 62[.‬
                                                         ‫ْ‬




‫)51(‬                                               ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


                               ‫ونؤمن بأن ا كلّم موسى تكليما.‬

‫ونؤمسن بأن ا تعالى حفسظ كتابسه مسن التبديسل والتغييسر،‬
  ‫س‬         ‫س‬        ‫س س‬                ‫س‬                               ‫س‬
‫فقال تعالى: }إِنّا نَحْنُ نَزّلنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لحَافِظُونَ{ ]الحجر: 9[.‬
                       ‫َ‬

‫وأن ا تعالى علّق النذارة بسسه فقال: }وَأُوحِسسيَ إِليّسس هَذَا‬
                            ‫القرْآنُ لُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ{ ]النعام: 91[.‬

‫ونؤمسن بأن كتابسه هسو العروة الوثقسى وحبله المتيسن، الذي‬
‫من استمسك به نجى، ومن أعرض عنه وهجره واتخذه ظهريا؛‬
                               ‫قد هلك وزل وضل ضلل ً مبينا.‬

                                     ‫ومن ثمرات هذا اليما ن:‬

‫- أخسسسذ كتاب ا بقوة، والتمسسسسك بسسسه، وتعظيسسسم أوامره‬
                        ‫والعمل بها، وعدم ضرب بعضها ببعض.‬

‫- واليمان بمتشابهسسسه، ورده إلى مُحْكمسسسه، على طريقسسسة‬
                                          ‫الراسخين في العلم.‬




                     ‫الرسل والنبياء‬
‫ونؤمسن بأنسبياء ا ورسسله أجمعيسن الذيسن أخسبر ا تعالى‬
‫عنهم في كتابه، أو أخبر رسوله صلى ا عليه وسلم عنهم في‬




‫)61(‬                                                    ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫سنته - من قص ا علينا خبرهم ومن لم يقصص - ول نفرق‬
                                   ‫بين أحد من رسله.‬

‫جمعهسم جميعا بأصسل واحسد كمسا قال سسبحانه: }وَلَقَدْ بَعثْنَسا‬
       ‫َ‬
‫فِسي كُلّ أُمّةٍ رّسسُول ً أ َسنِ اعْبُدُوا اَس وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوتسَ{ ]النحسل:‬
‫63[، وقال تعالى: }وَمَسا أَرْسسَلْنَا مِسنْ قَبْلِسكَ مِسنْ رّسسُولٍ إِل ّ نُوْحِسي‬
‫إِلَيْسهِ أَنّسهُ ل إِلَسهَ إل ّ أَنَسا فَاعْبُدُونسِ{ ]النسبياء: 52[، }رُسسُل ً مُبَشّرِينس‬
‫َ‬
  ‫وَمُنْذِرِينس لِئَل ّ يَكُون َس للنّاسس عَلَى اِس حُجّةٌ بَعْدَ الرّسسلِ{ ]النسساء:‬
                      ‫َ‬                                   ‫ِ‬                  ‫َ‬
‫561[، وقال تعالى: }وَمَسسا كُنّسسا مُعَذّبِينسسَ حَتّسسى نَبعَسسثَ رَسسسُول ً{‬
                        ‫ْ‬
  ‫]السراء: 51[، وقال تعالى: }كُلّم َا أُلقِيَ فِيْهَا فَوْجٌ سَألَهُمْ خَزَنَتُهَا‬
                    ‫َ‬                      ‫ْ‬
                                  ‫أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيْرٌ * قَالُوا بَلَى{ ]الملك: 8 - 9[.‬

‫وعليهسم هدايسة الدللة والرشاد، وليسس بمقدورهسم هدايسة‬
‫قلوب العباد، فالقلوب بيسن أصسابع الرحمسن يقلّبهسا كيسف يشاء...‬
                                       ‫وذلك أن الهداية نوعان:‬

‫هدايسسة دللة وإرشاد؛ يملك بذلهسسسا الرسسسسل والنسسسبياء‬
‫والدعاة، قال تعالى: }وَإِنّسسسسكَ لَتَهْدِي إِلَى صسسسسِرَاطٍ مُسسسسسْتقِيْمٍ{‬
       ‫َ‬
                                                                ‫]الشورى: 25[.‬

‫وهدايسة توفيسق وتسسديد؛ وهذه ل يقدر عليهسا إل ا،‬
           ‫س‬
‫قال تعالى: }إِن ّكَ ل َ تَهْدِي م َنْ أَحْبَب ْتَ وَلَكن ّ ا َ يَهْدِي م َنْ يَشَاءُ{‬
                              ‫ِ‬
‫]القصسص: 65[، وقال سسبحانه وتعالى: }لَيْسسَ عَلَيْسكَ هُدَاهُسمْ{‬
                                                     ‫س‬                         ‫س‬
                                                                       ‫]البقرة: 272[.‬




‫)71(‬                                                           ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


 ‫وهذا النوع مسن الهدايسة؛ فضسل مسن ا وعدل يهبسه سسبحانه‬
‫لمسن علم منسه إقبال ً على الحسق وطلبا له، قال تعالى: }وَالّذِينسَ‬
                      ‫جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلنَا{ ]العنكبوت: 96[.‬
                                          ‫َ‬

       ‫وقال صلى ا عليه وسلم : )ومن يتحَرّ الخير يُعْطَه(.‬

‫أمسسا الول؛ فمسسن عدل ا تعالى ورحمتسسه أن بذله للخلق‬
                                               ‫أجمعين.‬

‫ونؤمسسن بمعجزات النسسبياء ونحفسسظ لهسسم حقهسسم، ونتأدب‬
‫معهسم، ول نفضسل عليهسم أحدا مسن الناس ل الولياء ول الئمسة،‬
                                                ‫ول غيرهم.‬

‫وه سم م سع ذلك بش سر مخلوقون لي سس له سم م سن خص سائص‬
            ‫س‬            ‫س س‬             ‫س‬                   ‫س‬              ‫س س‬
‫الربوبيسة أو اللوهيسة شيسء، بسل تلحقهسم خصسائص البشريسة مسن‬
‫المرض والموت والحاجسسسة إلى الطعام والشراب وغيسسسر ذلك...‬
‫قال تعالى آمرا نبيه محمد عليه الصلة والسلم أن يقول: }قلْ‬
     ‫ُ‬
 ‫ل أَمْلِ سكُ لِنَفْ سسِي نَفعَا وَل ضَرّا إِل ّ مَ سا شَاءَ اُ س وَلَوْ كُنْ ستُ أَعْلَ سمُ‬
                                              ‫س‬                     ‫ْ‬
 ‫الغيْسبَ ل َسسْتَكْثَرتُ مِسنَ الخَيْرِ وَمَسا مَسسّنيَ السسّوءُ إ ِسنْ أَنَسا إِل ّ نَذِيْرٌ‬
                                          ‫ِ‬                                                ‫َ‬
                                            ‫وَبَشِيْرٌ لقَومٍ يُؤمِنُونَ{ ]العراف: 881[.‬
                                                                                     ‫ِ‬

‫ونؤمسن بأن خاتسم النسبياء والمرسسلين نبينسا محمسد صسلى ا‬
‫عليه وسلم تسليما كثيرا، فل نبي بعده، وشريعته هي الشريعة‬
                ‫المهيمنة على سائر الشرائع إلى يوم القيامة.‬

 ‫ول يكون العبسد مؤمنا حتسى يتبعهسا ويسسلم لحكمهسا تسسليما،‬
‫قال تعالى: }فَل َ وَرَبِسسكَ ل َ يُؤْمِنُونسسَ حَتّسسى يُحَكّمُوكسسَ فِيمَسسا شَجَرَ‬




‫)81(‬                                                            ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫بَيْنَهُ سمْ ثُمّ س ل يَجِدُواْ فِ سيْ أَنْفُ سسِهِمْ حَرَجَا مّمّ سا قَضَيْ ستَ وَيُ سسَلّمُواْ‬
                            ‫س‬
                                                              ‫تَسْلِيما{ ]النساء: 56[.‬

    ‫ونؤمن بأن ا قد اتخذ محمدا صلى ا عليه وسلم خليلً‬
   ‫كما اتخذ إبراهيم خليل ً، بعثه رحمة للعالمين، وأمره وأمر أمته‬
  ‫بالتآسسسي بملة إبراهيسسم فقال: }ثُمّسس أَوْحَيْنَسسا إِلَيْسسكَ أ َسسنِ اتّبِسسعْ مِلّةَ‬
‫إِبْرَاهِيمسَ حَنِيْفَا وَمَسا كَانسَ مِسنَ المُشْرِكِينسَ{ ]النحسل: 321[، وقال‬
                            ‫س‬                                           ‫س‬
   ‫سبحانه: }قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيْمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ‬
                                                               ‫ْ‬
   ‫قَالُوا لقَومِه ِمْ إِن ّا بُرءَؤُاْ مِنكُسمْ وَمِم ّا تعْبُدُون َس مِسنْ دُو ْنِ اِس كَفَرْن َا‬
                                                   ‫َ‬             ‫ْ‬    ‫َ‬                   ‫ِ‬
‫بِكُسمْ وَبَدَا بَيْنَنَسا وَبَيْنَكُسمُ العَدَاوَةُ وَالبغْضَاءُ أَبَدَا حَتّسى تُؤمِنُوا بِاللهس‬
‫ِ‬                                                     ‫َ‬
                                                                    ‫وَحْدَهُ{ ]الممتحنة: 4[.‬

‫فنتأسسسى بذلك إلى أن نلقسسى ا، فنسسبرأ مسسن المشركيسسن‬
‫وأنصارهم وأوليائهم، ونبغضهم ونبرأ مما يعبدون من دون ا،‬
‫ونكفسر بمناهجهسم وأديانهسم ومللهسم الباطلة المخالفسة لديسن ا،‬
‫ونظه سر ونعلن ونبدي عداوتن سا للمحادّ سين لله منه سم، المحاربي سن‬
 ‫س‬            ‫س‬           ‫س‬          ‫س‬                     ‫س‬
‫للحسق، المجاهريسن بباطلهسم، ول يمنعنسا ذلك مسن دعوتهسم وبيان‬
                  ‫الحق لمن أراد سماعه منهم، وتمني هدايتهم.‬

                                      ‫ومن ثمرات اليمان بالرس ل:‬

‫- معرفة بعض نعم ا الجليلة على الخلق وشكره عليها،‬
‫ومن أعظمها رحمته بهم بإرسال الرسل إليهم ليهدونهم سبيل‬
‫الرشاد ويعرفونهسم بمسا يوصسلهم إلى الجنسة وينجيهسم مسن عذاب‬
                                                    ‫السعير.‬




‫)91(‬                                                               ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫- ومسن ذلك محبسة الرسل، والثناء والصلة والسسلم عليهسم،‬
‫والدعاء لهم على ما تحملوه من أذى أقوامهم، وما صبروا عليه‬
                                         ‫من مشقات الدعوة.‬

‫- والقتداء والتأسسي بهسم فسي ذلك، ومتابعتهسم على نهجهسم‬
                        ‫وسنتهم، وسيرتهم ودعوتهم إلى ا.‬

‫ونحسسب بحسسب رسسسول ا صسسلى ا عليسسه وسسسلم آل بيتسسه‬
‫الطهار، وأصسحابه وأتباعسه وأنصساره إلى يوم الديسن، ونتولهسم‬
‫ول نسبرأ مسن أحسد منهسم، بسل نبغسض مسن يبغضهسم، وبغيسر الخيسر‬
‫يذكرهسسم، فل نذكرهسسم إل بخيسسر، وحبهسسم عندنسسا ديسسن وإيمان‬
                             ‫وإحسان نتقرب به إلى ا تعالى.‬

  ‫ونتميز عن أهل البدع بسلمة قلوبنا وألسنتنا لهم، ول نملّ‬
‫من أن ندعو بقوله تعالى: }رَبّن َا اغْفرْ لَنَا وَلخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا‬
                                          ‫ِ‬
‫بِاليمَانس وَل تَجْعَلْ فِسي قُلُوبِنَسا غِل ّ لِلّذِينس آمَنُوا رَبّنَسا إِنّسكَ رَؤوفس‬
‫ٌ‬                                ‫َ‬                                            ‫ِ‬
                                                               ‫رَحِيمٌ{ ]الحشر: 01[.‬

‫ونبرأ إلى ا من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب‬
‫النسبي عليسه الصسلة والسسلم ويسسبونهم، ومسن طريقسة النواصسب‬
                            ‫الذين يناصبون أهل البيت العداء.‬

‫ونعرف لعلي وفاطم سة والحس سن والحس سين وس سائر أه سل‬
 ‫س‬       ‫س‬      ‫س‬        ‫س‬        ‫س‬
                         ‫البيت حقهم؛ فنحبهم ول نغلوا فيهم:‬

 ‫حقهم واعرف عليا أيما عرفان‬                      ‫واحفظ لهل البيت واجب‬
  ‫فعليه تصلى النار طائفتان‬                     ‫ل تنتقص ول تزد في قدره‬



‫)02(‬                                                        ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬

 ‫)3(‬
       ‫وتنصه الخرى إلها ثاني‬             ‫إحداهما ل ترتضيه خليفة‬

‫ونقول مسع هذا كمسا قال النسبي عليسه الصسلة والسسلم: )...‬
                          ‫) (‬
                         ‫من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه( 4 .‬

‫فنسبرأ ممسن كفسر وشرّع أو ارتسد وانحرف عسن الصسراط، كائنا‬
                                               ‫من كان نسبه.‬

‫ونمسك عمّا شجر بين أصحاب النبي عليه الصلة والسلم،‬
‫فهسم فسي ذلك؛ بيسن مجتهسد مصسيب، ومجتهسد مخطىء، فلبعضهسم‬
                                    ‫أجر، ولبعضهم أجران.‬


 ‫وامدح جميع الل‬                ‫قل خير قول في صحابة أحمد‬
                            ‫والنسوان‬
 ‫بسيوفهم يوم التقى‬        ‫دع ما جرى بين الصحابة في الوغى‬
                           ‫الجمعان‬
   ‫وكلهما في الحشر‬              ‫فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم‬
                            ‫مرحومان‬
   ‫جمع الرواة وخطّ كل‬                  ‫ل تقبلن من التوارخ كل ما‬
                               ‫)5(‬
                                     ‫بنان‬




                                                 ‫3 من نونية القحطاني.‬
                   ‫4 رواه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي.‬
                                                 ‫5 من نونية القحطاني.‬



‫)12(‬                                            ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وهسم مسع ذلك ليسسوا بمعصسومين، ولكنهسم كمسا أخسبر النسبي‬
‫عليسسه الصسسلة والسسسلم؛ خيسسر القرون، والمُدّ مسسن أحدهسسم إذا‬
              ‫تصدّق به خير من مثل جبل أحد ذهبا ممن بعدهم.‬

‫ونحب أنصار الدين في كل زمان إلى قيام الساعة؛ القريب‬
‫منهسم والبعيسد، مسن عرفنسا منهسم ومسن لم نعرف، ول يضرهسم أل‬
                                                  ‫نعرفهم.‬

‫ل نسسبرأ مسسن أحسسد منهسسم أو نعاديسسه أو نعامله معاملة غيسسر‬
‫المسلمين، بل نتولهم وندعو لهم وننصرهم، ونجتهد أن نكون‬
                                                            ‫منهم.‬




‫)22(‬                                        ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬



                           ‫اليوم الخر‬
 ‫ونؤمن بفتنة القبر، ونعيمه للمؤمنين، وبعذابه لمن كان له‬
 ‫أهل ً، كمسا جاءت بسه الخبار متواترة عسن رسسول ا صسلى ا‬
 ‫عليسه وسسلم، ول نلتفست إلى تأويلت أهسل البدع، وفسي هذا قال‬
‫تعالى: }النّارُ يعْرَضُونس عَلَيْهَسا غُدُوّا وَعَشِيّا وَيَومس تَقُومس السسّاعَةُ‬
           ‫ُ‬       ‫َ‬                                    ‫َ‬        ‫ُ‬
                          ‫أَدْخِلُوا آل فِرعَوْنَ أَشَدّ العَذَابِ{ ]غافر: 64[.‬
                                                                   ‫ْ‬

‫وعن زيد بن ثابت عن النبي عليه السلم قال: )... فلول أن‬
‫ل تدافنوا لدعوت ا أن يسسمعكم مسن عذاب القسبر الذي أسسمع‬
‫منسسه(، ثسسم أقبسسل علينسسا بوجهسسه، فقال: )تعوذوا بالله مسسن عذاب‬
                     ‫القبر... الحديث( ]وهو في صحيح مسلم[.‬

‫وف سي حدي سث البراء ب سن عازب الطوي سل الذي يروي سه المام‬
        ‫س‬             ‫س‬             ‫س‬         ‫س‬       ‫س‬
‫أحمسسد وأبسسو داود؛ أن النسسبي صسسلى ا عليسسه وسسسلم قال فسسي‬
‫المؤمسسن إذا أجاب الملكيسسن فسسي قسسبره: )... فينادي مناد مسسن‬
‫الس سماء أن ص سدق عبدي، فافرشوه م سن الجن سة، وألبس سوه م سن‬
  ‫س‬    ‫س‬         ‫س‬       ‫س‬                     ‫س‬          ‫س‬
‫الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها،‬
                                ‫ويفسح له في قبره مد بصره(.‬

‫وفتنسة القسبر؛ سسؤال منكسر ونكيسر للعبسد فيسه عسن ربسه ودينسه‬
‫ونسسبيه، فيثبّسست ا الذيسسن آمنوا بالقول الثابسست... اللهسسم يسسا ولي‬
‫السلم وأهله ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة.‬

‫وأمسا الكافسر فيقول: )هسا؟! هسا؟! ل أدري(، ويقول المنافسق‬
‫والمقلد في دينه للكثرية: )ل أدري! سمعت الناس يقولون قولً‬
                                                       ‫فقلته(.‬



‫)32(‬                                                    ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وأحوال البرزخ م سن أمور الغي سب الت سي يدركه سا المي ست دون‬
      ‫س‬      ‫س‬         ‫س‬     ‫س‬            ‫س‬
‫غيره، وهسي ل تدرك بالحسس فسي الحياة الدنيسا، ولذلك فاليمان‬
                   ‫بها مما يميز؛ المؤمن بالغيب عن المكذب به.‬

‫ونؤمن بأشراط الساعة التي أخبر ا تعالى بها في كتابه،‬
‫وأخسبر بهسا نسبيه عليسه الصسلة والسسلم فسي سسنته، مسن خروج‬
         ‫س‬     ‫س‬     ‫س‬     ‫س‬        ‫س‬     ‫س‬       ‫س س‬    ‫س‬
‫الدجال على الحقيق سة، دون التفات إلى تأوي سل أه سل البدع، وإن‬
             ‫س‬    ‫س‬                       ‫س‬
‫كنا نعتقد أن من جنس فتنته ما هو موجود في كل زمان، إلى‬
‫أن يأتي زمان خروجه على الحقيقة، ونؤمن بنزول عيسى ابن‬
‫مريسسم عليسسه السسسلم وهسسو الذي يقتله، وبطلوع الشمسسس مسسن‬
‫مغربهسا، وبخروج دابسة الرض وسسائر مسا أخسبر ا تعالى بسه، أو‬
                              ‫أخبر به نبيه عليه الصلة والسلم.‬

 ‫ونؤم سن بالبع سث بع سد الموت، وجزاء العمال يوم القيام سة،‬
      ‫س‬                                                        ‫س‬       ‫س‬            ‫س‬
‫والعرض، والحسساب، وقراءة الكتسب والميزان، قال تعالى: }ثُمّس‬
‫إِنّكُ سمْ يَوْ سمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُون سَ{ ]المؤمنون: 61[، فيقوم الناس لرب‬
    ‫ْ‬
‫العالمين، حفاة عراة غرل ً غير مختونين، قال تعالى: }كَم َا بَدَأن َا‬
‫أَوّلَ خَل ْقٍ نّعِيد ُهُ وَعْدَا عَلَيْن َا إِن ّا كُن ّا فَاعِلِي نَ{ ]النبياء: 401[، وقال‬
‫تعالى: }وَنَضَسعُ الموَازِيْسنَ القِسسْطَ لِيَوْسمِ القِيَامَةِ فَل تُظْلَسمُ نَفْسسٌ‬
                                                                       ‫َ‬
‫شَيْئَا وَإِن كَا نَ مِثْقَالَ حَبّةٍ م ِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْن َا بِه َا وَكَف َى بِن َا حَا سِبِينَ{‬
                                                                                ‫]النبياء: 74[.‬

‫ونؤمسسن بحوض نبينسسا محمسسد عليسسه الصسسلة والسسسلم فسسي‬
‫عرصسات القيامسة، وأن ماءه أشسد بياضا مسن اللبسن وأحلى مسن‬
  ‫س‬             ‫س‬      ‫س‬          ‫س‬               ‫س‬        ‫س‬
‫العسل، وآنيته بعدد نجوم السماء، وطوله شهر، وعرضه شهر،‬
‫مسسن شرب منسسه شربسسة لم يظمسسأ بعدهسسا أبدا... اللهسسم يسسا ولي‬
                                      ‫السلم وأهله ل تحرمنا منه.‬



‫)42(‬                                                               ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وأن ّ أصنافا من أمة محمد عليه الصلة والسلم سيذادون‬
‫عنسسه، ويمنعون مسسن وروده فسسي يوم تدنسسو فيسسه الشمسسس مسسن‬
‫رؤوس العباد، حت سسسسى يكون عرق الناس على قدر أعماله سسسسم‬
    ‫س‬                                      ‫س‬
‫فمنهم من يكون إلى كعبه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم‬
           ‫من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه عرقه إلجاما.‬

‫وممسن يذادون عنسه ويمنعون منسه؛ أعوان المراء الظلمسة،‬
‫الذي سسن دخلوا عليه سسم وص سسدقوهم بكذبه سسم، وأعانوه سسم على‬
        ‫س‬            ‫س‬            ‫س‬      ‫س‬              ‫س‬
‫ظلمهسم، وكذلك يذاد عنسه مسن بدل أو ابتدع أو أحدث فسي ديسن‬
‫ا، ويومهسا يقول النسبي صسلى ا عليسه وسسلم : )سسحْقا سسُحقا‬
           ‫ُ‬
                                            ‫لمن بدل بعدي(.‬

‫ونؤمسن بالصسراط المنصسوب على متسن جهنسم، وهسو الجسسر‬
‫الذي بيسسن الجنسسة والنار، يمسسر عليسسه الناس على قدر أعمالهسسم،‬
‫فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من‬
‫يمسر كالريسح، ومنهسم مسن يمسر كالفرس الجواد، ومنهسم مسن يمسر‬
‫كركاب البسل، ومنهسم مسن يعدو عدوا، ومنهسم مسن يمشسي مشيا،‬
‫ومنهم ومن يزحف زحفا، ومنهم من يُخطف خطفا ويُلقى في‬
‫جهنسم، فإن على الجسسر كلليسب تخطسف الناس بأعمالهسم، فمسن‬
‫مسر على الصسراط دخسل الجنسة ونجسا... اللهسم يسا ولي السسلم‬
    ‫س‬         ‫س س‬         ‫س‬     ‫س‬       ‫س‬         ‫س‬          ‫س‬
                                           ‫وأهله نجنا من النار.‬

‫فإذا عسسبروا عليسسه؛ وقفوا عنسسد قنطرة بيسسن الجنسسة والنار،‬
‫فيُقتَسصّ مسن بعضهسم لبعسض، فإذا هُذّبوا ونُقّوا، أذن لهسم فسي‬
                                                    ‫دخول الجنة.‬




‫)52(‬                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وأول من يستفتح باب الجنة؛ محمد عليه الصلة والسلم،‬
   ‫وأول من يدخل الجنة من المم أمته عليه الصلة والسلم.‬

‫ونؤمسسن بالجنسسة والنار، وأنهمسسا مخلوقتان ل تفنيان - إل أن‬
‫يراد فناء نار الموحديسسن - وأن ا خلق لهمسسا أهل ً، فمسسن شاء‬
     ‫منهم فإلى الجنة بفضله، ومن شاء منهم فإلى النار بعدله.‬

‫والجنسة دار النعيسم التسي أعدهسا ا تعالى للمؤمنيسن فسي‬
   ‫س س‬                                   ‫س‬             ‫س‬     ‫س‬              ‫س‬
‫مقعد صدق عند مليك مقتدر، فيها من أنواع النعيم المقيم ما ل‬
‫عيسن رأت ول أذن سسمعت ول خطسر على قلب بشسر، قال تعالى:‬
‫}فَل تَعْلَسمُ نَفْسسٌ مَسا أُخْفِسيَ لَهُسمْ مِسنْ قُرّةِ أَعْيُسنٍ جَزَاءً بِمَسا كَانُوا‬
                                                           ‫يَعْمَلُونَ{ ]السجدة: 71[.‬

‫وأم سا النار فه سي دار العذاب الت سي أعده سا ا تعالى أص سلً‬
                     ‫س‬            ‫س‬                      ‫س‬        ‫س‬
‫للكافريسن، قال تعالى: }وَاتّقُوا النّارَ الّستي أُعِدّستْ للكَافرِينسَ{ ]آل‬
           ‫ِ‬
‫عمران: 131[، ويدخلهسا عصساة المسسلمين، ولكنهسا ليسست دارهسم‬
‫التسي أعدت لهسم، ولذلك إذا دخلوهسا لم يخلدوا فيهسا، بسل يعذبون‬
    ‫بقدر ذنوبهم ثم مصيرهم إلى الجنة التي هي دار المؤمنين.‬

‫ونؤمن بالشفاعة التي أذن ا تعالى بها لنبيه محمد صلى‬
                                         ‫ا عليه وسلم.‬

                              ‫فله في القيامة؛ ثلث شفاعا ت:‬

‫أمسا الول ى: فشفاعت سه ف سي أه سل الموق سف ك سي يقض سي‬
  ‫س‬        ‫س‬    ‫س‬       ‫س‬    ‫س س‬
‫بينهسسم، بعسسد أن يتراجسسع النسسبياء آدم ونوح وإبراهيسسم وموسسسى‬
‫وعيسى عليهم السلم عن الشفاعة، حتى تنتهي إلى نبينا عليه‬
                                              ‫الصلة والسلم.‬



‫)62(‬                                                          ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫أمسا الثانيسة: فيشفسع فسي أهسل الجنسة أن يدخلوا الجنسة،‬
  ‫س‬                ‫س‬      ‫س‬    ‫س س‬
           ‫)6(‬
          ‫وهاتان الشفاعتان خاصتان له عليه الصلة والسلم .‬

‫وأما الثالثة: فشفاعته فيمن استحق النار من الموحدين؛‬
‫أن يخرج منهسسسا، أو ل يدخلهسسسا، وهذا النوع له صسسسلى ا عليسسسه‬
‫وسلم، ولسائر النبيين والصديقين والشهداء ونحوهم ممن أذن‬
‫ا لهسم، فيشفسع فيمسن اسستحق النار أل يدخلهسا، ويشفسع فيمسن‬
                                          ‫دخلها أن يخرج منها.‬

‫ويُخرج ا تعالى م سسن النار أقواما بغي سسر شفاع سسة، بفضله‬
          ‫س‬       ‫س‬                    ‫س‬
‫سبحانه ورحمته، ويبقى في الجنة فضل، فينشىء ا له أقواما‬
                                                 ‫فيدخلهم الجنة.‬

‫واليمان بالشفاعسسة؛ مزيسسة نخالف بهسسا الخوارج المخلّديسسن‬
                                           ‫لهل الكبائر في النار.‬

‫ونؤمسن برؤيسة المؤمنيسن ربهسم يوم القيامسة وفسي الجنسة، كمسا‬
‫قال تعالى: }وُجُوهٌ يَومَئذٍ نَاضرَةٌ * إِلَى رَبّهَا نَاظِرَةٌ{ ]القيامة: 32‬
                                            ‫ِ‬         ‫ْ‬
                                                                        ‫- 42[.‬

‫وكمسا تواترت الخبار بذلك عسن رسسول ا صسلى ا عليسه‬
‫وسسلم؛ بأن المؤمنيسن يرون ربهسم يوم القيامسة كمسا يرون القمسر‬
‫ليلة البدر ل يضامون فسي رؤيتسه، ولسسنا نشبسه ربنسا بشيسء مسن‬
‫خلقسه، وإنمسا التشسبيه هنسا تشسبيه الرؤيسة بالرؤيسة وضوحا وحقيقسة‬
‫ودون مزاحم سة، ل تش سبيه المرئي بالمرئي، فم سن عُدِم البص سيرة‬
    ‫س‬            ‫س‬                       ‫س‬        ‫س‬

‫6 وله صلى ا عليه وسلم شفاعة ثالثة خاصة به، وهي تخفيفه العذاب‬
                         ‫عن عمه أبي طالب، كما ثبت في الحديث.‬



‫)72(‬                                                 ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫واليمان بهذا، فإنسسه لقمنسسٌ أن يُحرم هذه النعمسسة يوم المزيسسد،‬
‫وهسو سسبحانه مسع هذا؛ }ل تُدْرِكُسهُ الَبْسصَارُ وَهُوَ يُدْرِسكُ الَبْسصَارَ{‬
‫]النعام: 301[، وإنمسسا أثبتنسسا مسسا أثبتسسه ا سسسبحانه وتعالى مسسن‬
‫النظر إليه، وما أثبته نبيه محمد عليه الصلة والسلم من رؤية‬
‫المؤمنين له سبحانه، والنظر والرؤية شيء دون الدراك، فقف‬
‫عنسد حدود ا، ول تحمّسل نصسوص الوحسي مسا ل تحتمسل، ول ترد‬
                                ‫شيئا منها أو تعطله، فتزل بك قدم الهلك.‬

                                     ‫ومن آثار اليمان بذل ك:‬

‫- عمسسسل الجاد لتحصسسسيل مسسسا أعده ا تعالى للمؤمنيسسسن،‬
                   ‫والنجاة مما توعّد به ا العصاة والكافرين.‬

‫- عدم الجزع لم سا يفوت المؤم سن م سن حطام الدني سا، أو م سا‬
 ‫س‬        ‫س‬              ‫س‬     ‫س‬           ‫س‬
‫يناله مسسن أذى وبلء ومصسسائب ليمانسسه ودعوتسسه وجهاده، بمسسا‬
                        ‫يرجوه من عوض الخرة ونعيمها وثوابها.‬

‫وغيسر ذلك مسن الثمرات الكثيرة، فليسس اليمان بذلك - كمسا‬
‫يحسسب كثيسر مسن الناس - أمورا معرفيسة علميسة وحسسب، بسل هسو‬
                    ‫إيمان، وتصديق، وإقرار يدفع إلى العمل.‬




‫)82(‬                                                 ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬



                         ‫القدر‬
‫ونؤمسن بالقدر خيره وشره، وأن ا خلق الخلق وقدّر لهسم‬
‫أقدارا وضرب لهسسم آجال ً، وعلم مسسا هسسم عاملون مسسن قبسسل أن‬
‫يخلقهسم، فعلم مسا كان ومسا سسيكون، ومسا لم يكسن؛ لو كان كيسف‬
                                                      ‫يكون.‬

‫هداهسم النجديسن، فأمرهسم بطاعتسه، ونهاهسم عسن معصسيته،‬
                           ‫وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته.‬

‫ومشيئته تنفذ، ل مشيئة للعباد – إل ما شاء لهم – فما شاء‬
‫لهسم كان ومسا لم يشسأ لم يكسن، يهدي مسن يشاء، ويعصسم وينجسي‬
‫فضل ً منسه، ويضسل مسن يشاء، ويُشقسي ويخذل عدل ً منسه، وكسل‬
‫العباد يتقلبون فسي مشيئتسه بيسن فضله وعدله، ل رادّ لقضائه ول‬
                              ‫مُعقّبَ لحكمه، ول غالب لمره.‬

   ‫كل ول سعيٌ لديه ضائعُ‬       ‫ما للعباد عليه شيءٌ واجبٌ‬
  ‫فبفضله وهو الكبيرُ الواسعُ‬    ‫إن عذبوا فَبِعَدْلِهِ أو نُعّموا‬

                      ‫والخير والشر؛ مقدران على العباد.‬

‫ولم يكلف ا العباد إل م سسسا يطيقون، ول حول ول قوة إل‬
                             ‫س‬
‫بالله؛ أي ل حيلة لح سسد، ول تحول لح سسد ع سسن معص سسية ا إل‬
         ‫س‬      ‫س‬     ‫س‬                ‫س‬
‫بمعونة ا سبحانه، ول قوة لحد على إقامة طاعة ا والثبات‬
                                        ‫عليها إل بتوفيق ا.‬




‫)92(‬                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وكمسسا أن المسسسبّبات مسسن قدر ا الذي فرغ منسسه، فكذلك‬
                     ‫أسبابها أيضا من قدر ا الذي فرغ منه.‬

‫واليمان بالقدر على درجت ين؛ و كل در جة تتض من‬
                                          ‫شيئي ن:‬
‫فالدرجسسسسسة الول ى: اليمان بأن ا علم مسسسسسسا الخلق‬
‫عاملون، فسبق علمه في كل كائن في خلقه، فقدّر ذلك تقديرا‬
 ‫محكما، قال تعالى: }وَمَسا يَعْزُسبُ عَسنْ رَبّسكَ مِسنْ مِثْقَالِ ذَرّةٍ فِسي‬
 ‫الَر ْضِ وَل ف ِي ال سّمَاءِ وَل أ َصْغرَ م ِنْ ذل ِكَ وَل أَكْبَرَ إِل ّ ف ِي كِتَا بٍ‬
                                       ‫َ‬         ‫َ‬
‫مُبِيْسسنٍ{ ]يونسسس: 16[، وقال تعالى: }وَخَلَسسقَ كُلّ شَيءٍ فَقَدّرَسسهُ‬
‫تَقْدِيرا{ ]الفرقان: 2[، وقال: }وَكَانسسسسسَ أَمْرُ اِسسسسس قَدَرَا مقْدُورَا{‬
           ‫َ‬
                                                                       ‫]الحزاب: 83[.‬

   ‫ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وضمّنه مقادير الخلق.‬

‫عن عبادة بن الصامت رضي ا عنه قال: )يا بني! إنك ل‬
‫تجسد حقيقسة اليمان حتسى تعلم أن مسا أصسابك لم يكسن ليخطئك،‬
‫ومسا أخطأك لم يكسن ليصسيبك، سسمعت رسسول ا عليسه الصسلة‬
‫والسسلم يقول: "إن أول مسا خلق ا القلم فقال له اكتسب، قال:‬
‫رب وماذا أكتسسب؟ قال: اكتسسب مقاديسسر كسسل شيسسء حتسسى تقوم‬
‫الساعة"، يا بني! إني سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم‬
                  ‫) (‬
                 ‫يقول: "من مات على غير هذا فليس مني"( 7 .‬

‫قال تعالى: }أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اَ يعْلَمُ مَا فِي السّماءِ وَالرْضِ‬
                                ‫َ‬
           ‫إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اِ يَسِيرٌ{ ]الحج: 07[.‬


                                     ‫7 رواه أحمد وأبو داود، واللفظ لبي داود.‬



‫)03(‬                                                        ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫وهذا التقديسسر يكون فسسي مواضسسع مجمل ً، وفسسي مواضسسع‬
‫مفصل ً، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق الجنين‬
‫قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات أن يكتبها؛‬
                         ‫رزقه، وأجله وعمله، وشقي أم سعيد.‬

‫فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه ا تعالى فيه أنه‬
‫كائن، ليجعلوه غيسسر كائن، لم يقدروا عليسسه، ولو اجتمعوا كلهسسم‬
‫على شيسء لم يكتبسه ا تعالى ليجعلوه كائنسا لم يقدروا عليسه،‬
                        ‫جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.‬

‫ومسسا أخطسسأ العبسسد لم يكسسن ليصسسيبه، ومسسا أصسسابه لم يكسسن‬
                                                           ‫ليخطئه.‬

‫الدرجسسة الثانيسس ة: اليمان بمشيئة ا النافذة، وقدرتسسسه‬
‫الشاملة وأن ما شاء ا كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في‬
‫السماوات والرض من حركة ول سكون إل بمشيئة ا سبحانه‬
                        ‫وتعالى، ول يكون في ملكه إل ما يريد.‬

‫ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن‬
‫معصيته، وهو سسبحانه يحسب المتقيسن والمحسسنين والمقسسطين،‬
‫ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ول يحب الكافرين،‬
‫ول يرضى عن القوم الفاسقين، ول يأمر بالفحشاء، ول يرضى‬
                             ‫لعباده الكفر، ول يحب الفساد.‬

‫فله سسسسبحانه مشيئتان، وهمسسسا خلق ا وأمره، وقدرتسسسه‬
‫وشرعسسه، كمسسا قال سسسبحانه وتعالى: }أَل لَسسهُ الخَلْسسقُ وَالَمْرُ{‬
              ‫س‬          ‫س‬                      ‫س‬        ‫س‬      ‫س‬
                                                        ‫]العراف: 45[.‬



‫)13(‬                                           ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫مشيئة شرعيسة؛ وهسي أمره الشرعسي الذي قسد يُعصسى‬
 ‫س‬      ‫س‬        ‫س‬            ‫س‬
                                    ‫سبحانه فيه ويُخالف.‬

‫ومشيئة قدر ية؛ فلن تجد لسنة ا تبديل ً، ولن تجد لسنة‬
                   ‫ا تحويل ً، فل يُعصى أمره الكوني القدري.‬

             ‫فتلك سنته شرعا وأمرا، وهذه سنته قضاءً وقدرا.‬

 ‫وأفعال العباد؛ خلق ا وفعسسسسسسسل العباد، فالعباد فاعلون‬
 ‫حقيقة، وا خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن أو الكافر، والبر‬
 ‫أو الفاجسسر، والمصسسلي والصسسائم، وللعبادة قدرة على أعمالهسسم‬
 ‫ولهم إرادة، وا خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، قال تعالى:‬
‫}وَاُس خَلَقَكُسمْ وَمَسا تَعْمَلُونسَ{ ]الصسافت: 69[، وقال تعالى: }لِمَسنْ‬
 ‫شَاءَ مِنْكُ سمْ أ َ سنْ يَ سسْتَقِيمَ * وَمَ سا تَشَاءُون سَ إِل ّ أَن يَشَاءَ اُ س رَبّ س‬
                                             ‫س‬
 ‫العَالَمِين سَ{ ]التكوي سر: 82 - 92[، وهذه الدرج سة يكذب به سا عام سة‬
    ‫س‬       ‫س‬              ‫س‬                                   ‫س‬
 ‫القدرية وغل فيها قوم من أهل الثبات، حتى سلبوا العبد قدرته‬
     ‫واختياره وأخرجوا عن أفعال ا وأحكامه حِكَمها ومصالحها.‬

‫فنحسن وسسط فسي القدر بيسن الجبريسة والقدريسة، فأفعالنسا‬
            ‫س‬         ‫س‬
‫ومشيئتنسسا؛ مخلوقتان، والنسسسان فاعسسل لفعاله على الحقيقسسة‬
                                        ‫مختار، له إرادة ومشيئة.‬

‫وهذا جملة مسا يحتاج إليسه فسي هذه المسسألة مسن نَوّر اُس‬
                                     ‫قلبَه من أولياء ا تعالى.‬

 ‫فأصل القدر سر ا في خلقه، قد طوى ا تفاصيل علمه‬
‫عن عباده، ونهاهم عن التعمق فيه، فقال في كتابه: }ل ي ُسْئلُ‬
  ‫َ‬
‫عَمّسا يَفعَلُ وَهُسمْ يُسسأَلُونَ{ ]النسبياء: 32[، فمسن سسأل: لم فعسل؟‬
                                                             ‫ْ‬


‫)23(‬                                                          ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫فقسد رد حكسم الكتاب، ومسن رد حكسم الكتاب؛ فقسد كفسر وخسسر‬
                                                   ‫وخاب.‬

                                 ‫وذلك أن العلم علمان:‬

            ‫علم أنزله ا تعالى في الخلق؛ فهو موجود.‬

                      ‫وعلم حجبه ا عنهم؛ فهو مفقود.‬

‫فإنكار العلم الموجود؛ كفسسر، وادعاء العلم المفقود؛ كفسسر،‬
‫ول يثبست اليمان إل بقبول العلم الموجود، وترك العلم المفقود،‬
                              ‫ورده على عالمه الغفور الودود.‬



                  ‫ومن آثار اليمان بالقدر وثمرات ه:‬

‫- أن يتوكل المؤمن على ا حق التوكل، فل يتخذ السباب‬
‫أربابا، ول يتك سل عليه سا، ب سل يخلص توكله على ا وحده، فك سل‬
 ‫س‬                             ‫س س‬          ‫س‬
                                  ‫شيء بتقديره سبحانه.‬

‫- ومنهسسا؛ اطمئنان قلب المؤمسسن وعدم جزعسسه أو تحسسسره‬
‫على مسسا يصسسيبه ويجري عليسسه مسسن أقدار ا تعالى، فل يأسسسى‬
‫لفوات محبوب أو حصسسسول مكروه، فكسسسل ذلك بقدر ا تعالى،‬
         ‫وما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه.‬




‫)33(‬                                     ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬




                        ‫اليمان‬
‫واليمان؛ عم سسل وقول وني سسة، فه سسو اعتقاد بالجنان وإقرار‬
                        ‫س‬       ‫س‬            ‫س‬
                                       ‫باللسان، وعمل بالجوارح.‬

‫واعتقاد الجنان أو القلب؛ قوله، وعمله، فقول القلب؛ هسسسو‬
   ‫س‬
‫معرفت سه أو عمله وتص سديقه، وم سن أعماله؛ الرض سى، والتس سليم،‬
     ‫س‬        ‫س‬               ‫س‬         ‫س‬              ‫س‬
                           ‫والمحبة، والنقياد، والخبات، ونحوه.‬




‫)43(‬                                      ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫فالقول؛ قول القلب واللسسسسسان، والعمسسسسل؛ عمسسسسل القلب‬
        ‫) (‬
       ‫والجوارح، والتصديق يكون بالقلب، واللسان والجوارح 8 .‬

‫واليمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وله شعب - كما‬
‫أخسبر الصسادق المصسدوق - أعلهسا؛ ل إله إل ا، وأدناهسا إماطسة‬
‫الذى عسسن الطريسسق، وله عرى كثيرة، أوثقهسسا؛ الحسسب فسسي ا‬
         ‫والبغض في ا، والموالة في ا والمعاداة في ا.‬

‫ومسسن شعبسسه؛ مسسا هسسو أصسسل اليمان، يزول اليمان بزواله‬
‫وينتقض، كشعبة التوحيد- ل إله إل ا - والصلة، ونحوها مما‬
          ‫نص الشارع على زوال أصل اليمان وانتقاضه بتركه.‬

‫ومنهسا؛ مسا هسو مسن واجبات اليمان، ينقسص اليمان الواجسب‬
‫بزواله سا، كالح سب ف سي ا، والبغ سض ف سي ا، وأن يأم سن جارُه‬
         ‫س‬             ‫س‬      ‫س‬             ‫س‬    ‫س‬      ‫س‬
‫بوائقَسه، ونحوه ممسا يأثسم تاركسه، ومثله اقتراف المحرمات كالزنسا‬
‫وشرب الخمسر والسسرقة، وصساحبه ل يكفسر ول يزول عنسه أصسل‬
‫اليمان، بسسسل ينتقسسسص بذلك إيمانسسسه الواجسسسب، فل يكون مسسسن‬
      ‫المؤمنين المستحقين للوعد المطلق، السالمين من الوعيد.‬

‫ومسن شعسب اليمان؛ مسا هسو مسن كمال اليمان المسستحب،‬
                  ‫) (‬
‫كإماطة الذى عن الطريق، وحسن العهد 9 ، ونحوه مما هو من‬
             ‫مكملت اليمان المستحب فل يأثم من أخل به.‬



          ‫8 كما في الحديث الصحيح: )... والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه(.‬
‫9 والمقصسود بحسسن العهسد هنسا؛ الصسلة والحسسان كمسا فسي إقبال النسبي‬
‫صسلى ا عليسه وسسلم واهتمامسه بعجوز، سسألته عنهسا عائشسة رضسي ا‬
 ‫عنها فقال: )إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من اليمان(.‬



‫)53(‬                                          ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


 ‫وعليسسه فلليمان أصسسل ل يصسسح اليمان إل بسسه، وله كمال‬
‫واجسب، وكمال مسستحب، وكسل نفسي لليمان ورد فسي نصسوص‬
‫الشرع فإمسا أن يراد بسه نفسي أصسل اليمان فيكون صساحبه كافرا،‬
‫كقوله تعالى: }فَل َ وَرَبّسكَ ل َ يُؤمنُونس حَتَسى يُحَكّمُوكس فِيْمَسا شَجَرَ‬
                  ‫َ‬                      ‫َ‬     ‫ِ‬
 ‫بَيْنَهُ سمْ ثُمّ س ل يَجِدُوا فِ سي أَنْفُ سسِهِمْ حَرَجَا مِمّ سا قَضَيْ ستَ وَيُ سسَلّمُوا‬
                            ‫س‬                              ‫س‬
 ‫ت َسْلِيما{ ]النساء: 56[، وإما أن يراد به نفي اليمان الواجب - أي‬
 ‫كماله الواجسب - يكون صساحبه آثما أو فاسسقا، كقول النسبي عليسه‬
  ‫) (‬
‫الصسلة والسسلم: )ل يدخسل الجنسة مسن ل يأمسن جاره بوائقسه( 01 ،‬
  ‫) (‬
‫أو قوله: )ل يزنسي الزاني حين يزني وهو مؤمن... الحديسث( 11 ،‬
        ‫أو قوله: )ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه(.‬

‫وذلك لن نفي اليمان؛ صيغة وعيد، والوعيد ل يرد إل في‬
‫حسق مسن فعسل محرما أو ترك واجبا، فإمسا أن يكون مسن أصسل‬
‫اليمان أو مسسن اليمان الواجسسب، ويتسسم التفريسسق والتمييسسز بيسسن‬
‫الدللتين هل هي دللة على الكفر - انتقاض أصل اليمان - أو‬
‫على الفسسسق - انتقاص اليمان الواجسسب -؛ بقرائن تعرف مسسن‬
                     ‫النص نفسه، أو من نصوص الشارع الخرى.‬

‫ومن انتقض إيمانه بشيء من نواقض اليمان؛ فكفر، لم‬
‫تنفعسه بقيسة شعسب اليمان إن وجدت عنده، ومسن أخسل باليمان‬
‫الوجسب؛ فهسو إلى مشيئة ا، إن شاء عذبسه، وإن شاء غفسر له،‬
                                 ‫ما دام عنده أصل اليمان.‬




                                                                           ‫01 رواه مسلم.‬
                                      ‫11 رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم.‬



‫)63(‬                                                            ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫فل نميسسسسل فسسسسي باب وعيسسسسد ا ل إلى المرجئة ول إلى‬
‫الخوارج، كمسسا ل نميسسل فسسي باب أسسسماء اليمان والديسسن ل إلى‬
              ‫الحرورية والمعتزلة... ول إلى المرجئة والجهمية.‬

                               ‫ومن ثمرات هذا البا ب:‬

‫- الحرص على الطاعسسسة والمبادرة إلى العمسسسل الصسسسالح،‬
‫والمسبقة إلى الخيرات، ليبقى إيماننا في ازدياد، مع المحافظة‬
‫دوما على أصسسسل اليمان وتحصسسسينه، فإنسسسه رأس المال وعروة‬
                                                ‫النجاة الوثقى.‬




                          ‫الكفر‬
‫ون سبرأ إلى ا م سن ضلل مرجئة العص سر، وجهمي سة الزمان؛‬
         ‫س‬         ‫س‬                      ‫س‬           ‫س‬
‫الذيسن ل يرون الكفسر إل فسي الجحود والتكذيسب القلبسي وحده،‬
         ‫س‬       ‫س‬                 ‫س‬        ‫س‬             ‫س‬
‫فهوّنوا بذلك الكفسر وسسهّلوه، ورقّعوا للكفرة الملحديسن، وأقاموا‬
              ‫الشبه الباطلة التي تسوّغ كفر وتشريع الطواغيت.‬

‫ونعتقسسد أن قولهسسم: "أن المرء ل يكفسسر إل بجحود قلبسسي"؛‬
‫قول بدعسسي، فالجحود - كمسسا قرر علماؤنسسا المحققون - يكون‬
‫بالعمل والقول، أي بالجوارح، كما يكون بالقلب، والتصديق مثل‬
                                                          ‫ذلك.‬


‫)73(‬                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫والكفسر أنواع؛ فمنسه كفسر الجحود، ومنسه كفسر الجهسل، ومنسه‬
                                                ‫كفر العراض.‬

‫ونواقسض السسلم كثيرة، ولحوق الرجسل بالكفسر أسسرع مسن‬
                                          ‫لحوقه بالسلم.‬

‫وكما أن اليمان عندنا؛ اعتقاد وقول وعمل، فكذلك الكفر؛‬
                   ‫يكون اعتقادا، ويكون قول ً، ويكون عمل ً.‬

‫ومسن الكفسر والظلم والفسسق؛ مسا هسو أكسبر، ومنسه مسا هسو‬
‫أصغر، والقول بأن الكفر العملي؛ مطلقا كفر أصغر، وأن الخطأ‬
‫العتقادي؛ مطلقا كفر أكبر، قول بدع يّ، بل الكفر العملي؛ منه‬
‫الصسغر ومنسه الكسبر، وكذلك الخطسأ أو النحراف فسي العتقاد؛‬
                       ‫منه ما هو كفر أكبر ومنه ما هو دون ذلك.‬

‫فمن أعمال الجوارح؛ ما أخبر ا تعالى بأنه كفر أكبر، ولم‬
‫يشترط لذلك أن يصاحبه اعتقاد أو جحود أو استحلل، كالتشريع‬
‫مسع ا مسا لم يأذن بسه ا، وكالسسجود للشمسس والصسنام، أو‬
‫سسب ا، أو الديسن، أو النسبياء، أو إظهار السستهزاء، أو السستهانة‬
                                                ‫بشيء من الدين.‬

‫ومنهسا؛ مسا هسو مسن المعاصسي غيسر المكفرة، التسي ل تخرج‬
‫صساحبها مسن دائرة السسلم إل أن يسستحلها، كالزنسى والسسرقة‬
   ‫س‬       ‫س‬           ‫س‬           ‫س‬            ‫س‬       ‫س‬
                                     ‫وشرب الخمر ونحوها.‬

‫ول نقول: "ل يضسر مسع اليمان ذنسب"، بسل مسن الذنوب مسا‬
 ‫س‬                      ‫س‬             ‫س س‬
‫ينقسسص اليمان، ومنهسسا مسسا ينقضسسه، ونسسبرأ مسسن أقوال المرجئة‬
‫المؤديسة إلى التكذيسب بآيات الوعيسد، وأحاديثسه الواردة فسي حسق‬


‫)83(‬                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫العصسساة مسسن هذه المسسة، أو فسسي حسسق الكفار والمشركيسسن‬
  ‫س‬                  ‫س‬    ‫س‬        ‫س‬          ‫س‬     ‫س‬
                                                ‫والمرتدين.‬

‫ونؤمسن بأن الميثاق الذي أخذه ا تعالى مسن آدم وذريتسه؛‬
‫حسق، وأنسه سسبحانه خلق عباده حنفاء فاجتالتهسم شياطيسن الجسن‬
‫والنسسس عسسن دينهسسم، وشرعسست لهسسم مسسا لم يأذن بسسه ا، وأن‬
‫المولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانسسسسسسه أو ينصسسسسسسرانه أو‬
                                             ‫يمجسانه أو يشركانه.‬

‫ولذلك نعتقد أن كل من دان بغير دين السسلم فهو كافر،‬
‫سواء بلغته الرسالة أو لم تبلغه، فمن بلغته؛ فهو كافر معاند أو‬
‫كافر معرض، ومن لم تبلغه؛ فهو كافر جاهل، فللكفر درجات،‬
                                      ‫كما أن لليمان درجات.‬

‫ومسسع هذا؛ فلم يكتسسف ا تعالى بحجسسة الميثاق والفطرة‬
‫على عباده، فأرسل إليهم الرسل يذكرونهم بالميثاق الذي أخذه‬
 ‫ا عليهم، وأنزل عليهم كتبه وجعل آخرها كتابه المهيمن عليها‬
‫"القرآن الكريسم"، الذي ل يأتيسه الباطسل مسن بيسن يديسه ول مسن‬
     ‫س‬           ‫س‬        ‫س‬      ‫س س‬             ‫س‬                 ‫س‬
 ‫خلفسه، وحفظسه مسن التبديسل، وجعله حجسة بالغسة واضحسة قائمسة‬
‫على كسل من بلغسه، فقال: }وَأُوحِسيَ إِليّس هَذَا القُرآن ُس لُنْذِرَكُسم بِسهِ‬
                                       ‫َ‬
‫وَمَسنْ بَلَسغَ{ ]النعام: 91[، فديسن ا فسي الرض والسسماء واحسد‬
                                                               ‫هو دين السلم.‬

‫قال تعالى: }إِنّس الدّينس عِنْدَ اِس الِسسْلمُ{ ]آل عمران: 91[،‬
                                           ‫َ‬
‫وقال تعالى: }وَرَضِيت سُ لَكُ سمُ الِ سسْلمَ دِيْنَا{ ]المائدة: 3[، فنح سن‬
  ‫س‬
‫ندين به، ونبرأ من كل ما خالفه، ونكفر بكل ما ناقضه وعارضه‬
‫مسن المناهسج الكافرة والملل الباطلة والمذاهسب الفاسسدة، ومسن‬



‫)93(‬                                                 ‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫هذه‬


‫ذلك بدعسة العصسر الكفريسة "الديمقراطيسة"، فمسن اتبعهسا وابتغاهسا‬
‫فقد ابتغى غير السلم دينا، قال تعالى: }وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الِسْلمِ‬
‫دِينَا فَل َنْ يُقْبَلَ مِن ْهُ وَهُوَ ف ِي الخِرَةِ م ِنَ الخَا سِرِينَ{ ]آل عمران:‬
                                                                             ‫58[.‬

 ‫ولذا نكفّسسر مسسن شرّع مسسع ا وفقا لديسسن الديمقراطيسسة -‬
 ‫تشريع الشعب للشعب - كما نكفر من اختار أو وك ّل وأناب عن‬
‫نفسسه مشرّعا، لنسه قسد ابتغسى غيسر ا حكما وربا ومشرّعا، قال‬
 ‫تعالى: }أ َسمْ لَهُسمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُسم مِسنَ الدّينس مَسا لَسمْ يَأذَن بِسهِ‬
                         ‫ِ‬
‫اُس{ ]الشورى: 12[، وقال سسبحانه: }اتّخَذُوا أَحْبَارَهُسمْ وَرُهْبَانَهُسمْ‬
                                     ‫أَرْبَابَا منْ دُونِ اِ... الية{ ]التوبة: 13[.‬
                                                                                 ‫ِ‬

‫ومسسع هذا؛ فنحسسن ل نكفسسر عموم الناس المشاركيسسن فسسي‬
‫النتخابات، إذ ليسس جميعهسم يبتغون فسي مشاركتهسم فيهسا أربابا‬
‫مشرّعين، بل منهم من يقصد إلى اختيار نوابا للخدمات الدنيوية‬
‫والمعيشيسة، وهذا أمسر عمّست بسه البلوى، واختلفست فيسه مقاصسد‬
‫المنتخسسبين الذيسسن ل يباشرون ول يمارسسسون التشريسسع كالنواب،‬
‫ولذلك فنحسن ل نبادر إلى تكفيسر أعيانهسم كمسا نكفسر أعيان النواب‬
                      ‫المباشرين للكفر البواح من تشريع ونحوه.‬

‫ونقول: إن المشارك سسة ف سسي النتخابات التشريعي سسة عم سسل‬
   ‫س‬      ‫س‬                      ‫س‬    ‫س‬
‫كفري... ول نكفسسر بالعموم، بسسل نفرّق بيسسن مقارفسسة النسسسان‬
‫لعمسل مكفسر، وبيسن تنزيسل حكسم الكفسر عليسه، والذي يلزم فيسه‬
‫إقامة الحجة إذا أشكلت المور، والتبست الحوال، وورد احتمال‬
                          ‫) (‬
                         ‫انتفاء القصد في مثل هذه البواب 21 .‬


   ‫21 وقد فصلنا ذلك في رسالتنا الثلثينية في التحذير من أخطاء التكفير.‬



‫)04(‬                                                       ‫منبر التوحيد والجهاد‬
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi
Hathihi

Contenu connexe

Tendances

الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...ربيع أحمد
 
التفكير المثالي
التفكير المثاليالتفكير المثالي
التفكير المثاليamani083
 
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائيكيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائيchamithami
 
حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1anasilias100
 
دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2
دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2
دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2Hani Refaat
 
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقلمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقلOm Muktar
 
اتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلام
اتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلاماتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلام
اتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلاممبارك الدوسري
 
الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1At Minacenter
 
مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...
مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...
مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...Mohammad Kettani
 
CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?
CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?
CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?Ahmed
 
الأديان والعلمانية2003
الأديان والعلمانية2003الأديان والعلمانية2003
الأديان والعلمانية2003surg_amr
 
محمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــممحمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــمahmad bassiouny
 
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلمكيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلمAmel Hope
 
Exegetical study
Exegetical studyExegetical study
Exegetical studyHani Refaat
 
كتاب 606 سؤال عن الصيام
كتاب 606 سؤال عن الصيامكتاب 606 سؤال عن الصيام
كتاب 606 سؤال عن الصيامDR. NAJEEB ALREFAE
 
Fasting question and an answer الصيام سؤال وجواب
Fasting  question and an answer الصيام سؤال وجوابFasting  question and an answer الصيام سؤال وجواب
Fasting question and an answer الصيام سؤال وجوابArab International Academy
 
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرالأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرbasheer777
 

Tendances (20)

الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
 
التفكير المثالي
التفكير المثاليالتفكير المثالي
التفكير المثالي
 
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائيكيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
 
حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1
 
صفات قلب الراعي
صفات قلب الراعيصفات قلب الراعي
صفات قلب الراعي
 
دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2
دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2
دراسة الكتاب المقدس التفسيرية2
 
طريقنا الى القلوب
طريقنا الى القلوبطريقنا الى القلوب
طريقنا الى القلوب
 
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقلمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
 
اتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلام
اتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلاماتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلام
اتحاف الافهام بشرح نواقض الاسلام
 
الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1الكتاب المقدس1
الكتاب المقدس1
 
مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...
مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...
مجاهدة النفس والصراع مع الشيطان The struggle against oneself & the battle wit...
 
CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?
CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?
CHI ERA AL-GHAZĀLĪ?
 
م4
م4م4
م4
 
الأديان والعلمانية2003
الأديان والعلمانية2003الأديان والعلمانية2003
الأديان والعلمانية2003
 
محمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــممحمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــم
 
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلمكيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
 
Exegetical study
Exegetical studyExegetical study
Exegetical study
 
كتاب 606 سؤال عن الصيام
كتاب 606 سؤال عن الصيامكتاب 606 سؤال عن الصيام
كتاب 606 سؤال عن الصيام
 
Fasting question and an answer الصيام سؤال وجواب
Fasting  question and an answer الصيام سؤال وجوابFasting  question and an answer الصيام سؤال وجواب
Fasting question and an answer الصيام سؤال وجواب
 
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرالأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
 

Similaire à Hathihi

مهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجر
مهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجرمهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجر
مهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجرأم حنين الموحدة
 
مطوية عن التعاون
مطوية عن التعاونمطوية عن التعاون
مطوية عن التعاونCheery Al-Hamood
 
المساجد ودورها في التعليم
المساجد ودورها في التعليمالمساجد ودورها في التعليم
المساجد ودورها في التعليمothman2a
 
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdfإجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdfalishnb6
 
دين11ف2م4ما كان محمد شرح وضاح تعديل علي
دين11ف2م4ما كان محمد  شرح وضاح تعديل عليدين11ف2م4ما كان محمد  شرح وضاح تعديل علي
دين11ف2م4ما كان محمد شرح وضاح تعديل عليMustapha Benachour
 
بيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.docبيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.dochayaahealth
 
ايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداوي
ايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداويايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداوي
ايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداويguards-paltalk
 
الأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.docالأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.dochayaahealth
 
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدAbdel-Rahman Al-Khattab
 
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام أمنية وجدى
 
كتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...
الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...
الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...MaymonSalim
 
1لامن الفكري
1لامن الفكري1لامن الفكري
1لامن الفكريomrakan
 
حرية الرأي والتعبير
 حرية الرأي والتعبير حرية الرأي والتعبير
حرية الرأي والتعبيرHakimuddin Salim
 

Similaire à Hathihi (20)

مهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجر
مهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجرمهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجر
مهارات عملية للإستيقاظ لصلاة الفجر
 
مطوية عن التعاون
مطوية عن التعاونمطوية عن التعاون
مطوية عن التعاون
 
المساجد ودورها في التعليم
المساجد ودورها في التعليمالمساجد ودورها في التعليم
المساجد ودورها في التعليم
 
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdfإجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
 
دين11ف2م4ما كان محمد شرح وضاح تعديل علي
دين11ف2م4ما كان محمد  شرح وضاح تعديل عليدين11ف2م4ما كان محمد  شرح وضاح تعديل علي
دين11ف2م4ما كان محمد شرح وضاح تعديل علي
 
بيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.docبيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.doc
 
ايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداوي
ايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداويايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداوي
ايها الشيعي احذر التشيع للاخ بداوي
 
1م1م
 
الأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.docالأثر الخالد في الولد والوالد.doc
الأثر الخالد في الولد والوالد.doc
 
المحكم في التوحيد.pdf
المحكم في التوحيد.pdfالمحكم في التوحيد.pdf
المحكم في التوحيد.pdf
 
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
 
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
 
jafrali
jafralijafrali
jafrali
 
كتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 46 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...
الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...
الكامل في آيات وأحاديث وصف من لم يسلم بالسفهاء والكلاب والحمير والأنعام والقر...
 
Hassanate
HassanateHassanate
Hassanate
 
1لامن الفكري
1لامن الفكري1لامن الفكري
1لامن الفكري
 
Nisf
NisfNisf
Nisf
 
Risalatul Muawanah Word - rmi project syndication - www.rmi-nu.or.id
Risalatul Muawanah Word  - rmi project syndication - www.rmi-nu.or.idRisalatul Muawanah Word  - rmi project syndication - www.rmi-nu.or.id
Risalatul Muawanah Word - rmi project syndication - www.rmi-nu.or.id
 
حرية الرأي والتعبير
 حرية الرأي والتعبير حرية الرأي والتعبير
حرية الرأي والتعبير
 

Dernier

تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...Idrees.Hishyar
 
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)Arabic Dawateislami
 
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااانihseneberradjel
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكرMaher Asaad Baker
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...MaymonSalim
 
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفيةالاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفيةNawalDahmani
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfv2mt8mtspw
 
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptالأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptAliOtherman
 
الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي. مرفت روماني يوسف شاكر شعبة ...
  الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي.   مرفت روماني يوسف شاكر      شعبة ...  الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي.   مرفت روماني يوسف شاكر      شعبة ...
الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي. مرفت روماني يوسف شاكر شعبة ...mervatromany12
 
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .pptواستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .pptfido19
 

Dernier (10)

تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
تێکچوونا خەموکییا مەزن ژخەموکی چیە و خەموکی چەوا پەیدا دبیت ، چارەسەریا خەموک...
 
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام (فضائل الحج)
 
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
64617773-قلق-الامتحان.ppt قلق الامتحاااااان
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر من ( 15 ) طريقا عن...
 
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفيةالاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
الاستعداد للامتحانات.pptx عرض حولك كيفية
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
 
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.pptالأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
الأركان التربوية بأقسام التعليم الأولي و الابتدائي.ppt
 
الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي. مرفت روماني يوسف شاكر شعبة ...
  الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي.   مرفت روماني يوسف شاكر      شعبة ...  الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي.   مرفت روماني يوسف شاكر      شعبة ...
الدرس-المحاصيل الزراعية في وطننا العربي. مرفت روماني يوسف شاكر شعبة ...
 
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .pptواستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
واستعمال الموارد الرقمية في التعليم .ppt
 

Hathihi

  • 1. ‫هــــذه‬ ‫عـقـديـتـنـا‬ ‫للشيخ‬ ‫أبي محمد المقدسي‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬ * * * http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.net http://www.alsunnah.info http://www.abu-qatada.com http://www.mtj.tw
  • 2. ‫هذه‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،‬ ‫والصسسلة والسسسلم على خاتسسم النسسبياء والمرسسسلين، وعلى آله‬ ‫وأصحابه أجمعين.‬ ‫وبعد...‬ ‫فهذا مختصسر لمسا نعتقده، ونديسن ا بسه فسي أهسم أبواب‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫الدين... كتبته في سجني بعد أن بلغني أن أناسا ينسبون إلينا،‬ ‫ويقوّلوننسا مسا لم نقله فسي يوم مسن اليام، خصسوصا فسي أبواب‬ ‫الكفر واليمان.‬ ‫ولم أكسن مسن قبسل مهتما بالكتابسة فسي مثسل هذا الموضوع،‬ ‫وذلك لن علماءنسسسا قسسسد كَفَوْا فيسسسه ووَفّوا، ولن طالب الحسسسق‬ ‫المنصسف بإمكانسه التعرف إلى أقوالنسا مسن كتاباتنسا المفصسّلة، إلى‬ ‫أن طلب منسي ذلك بعسض إخوة التوحيسد ممسن كان يصسلنا ويتردّد‬ ‫على زيارتنسا فسي السسجن، وذلك بعسد أن التقسى بأُناس لم يتسبينوا‬ ‫أقوالنا في بعض أبواب الكفر واليمان.‬ ‫فبادرت وأجبست ذلك الخ الفاضسل إلى طلبسه مسن باب ضبسط‬ ‫المسسائل، والتعريسف بمجمسل وأهسم مسا نعتقده ونؤمسن بسه، لعلي‬ ‫أن أسسدّ بذلك الباب على مسن يبحسث عسن صسيد شارد فسي بعسض‬ ‫العمومات، أو يقوّلنسا مسا لم نقله، أو ينسسب إلينسا ويُلزمنسا بمسا ليسس‬ ‫هو من مذهبنا.‬ ‫)2(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 3. ‫هذه‬ ‫خصسوصا وأننسي أعرف أن بعسض كتاباتنسا يتداولهسا كثيسر مسن‬ ‫المبتدئيسسن فسسي طلب العلم الذيسسن قسسد تختلط عليهسسم بعسسض‬ ‫المسسائل؛ خصسوصا عنسد بعسض الطلقات أو العمومات التسي قسد‬ ‫يقرؤونه سا ف سي كتاباتن سا الدعوي سة الت سي نخاط سب ف سي كثي سر منه سا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫الطواغيسسب وأمثالهسسم مسسن المشرعيسسن وأوليائهسسم مسسن عسسساكر‬ ‫الشرك والتنديسسسد ونحوهسسسم ممسسسن أمسسسر ا تعالى بترهيبهسسسم‬ ‫والغلظ عليهم.‬ ‫- فربمسسا أبقينسسا بعسسض نصسسوص الوعيسسد المطلقسسة على‬ ‫ظاهرها دون تأويل.‬ ‫- أو أطلقنسا أحكاما عسن نوع العمسل فلم يفرّق مسن قصسّر‬ ‫في طلب العلم بين ذلك وبين تنزيل الحكم على العيان.‬ ‫- أو أبقينسا بعسض الطلقات على ظاهرهسا دون تفصسيل أو‬ ‫تأويسل ليكون ذلك أدعسى لزجسر المخاطَسبين الذيسن دأبهسم البحسث‬ ‫عن الرخص والمخارج التي تهون لهم الموبقات.‬ ‫وذلك تأسسّيا بطريقسة كثيسر مسن السسلف فسي إطلق نصسوص‬ ‫الوعيد كما أطلقها ا تعالى، وإمرارها دون خوض في تأويلها،‬ ‫لتكون أدعى للزجر كما أرادها ا تعالى، فإن معصيةً قَرن ا‬ ‫اللعنسة بها ليست كغيرها، وإن عمل ً وصفه ا أو سماه رسول‬ ‫ا صسلى ا عليسه وسسلم بالكفسر ليسس كسسائر العمال، إل أن‬ ‫يخشوا سسسوء الفهسسم مسسن المخاطَسسبين فيلجؤون إلى التفصسسيل،‬ ‫وكذلك نفعل نحن في كتاباتنا المفصلة.‬ ‫)3(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 4. ‫هذه‬ ‫كما أعلم أن بعض غلة المكفرة يتداولون بعض ما نكتبه‬ ‫بحثا عمّسا ينصسر مذاهبهسم، وكلي ثقسة بأنهسم لو كانوا طلبسة حسق‬ ‫منصسسسفين فلن يقعوا على شيسسسء ممسسسا يطلبون، إل أن يبتروا‬ ‫مقالتنا بترا.‬ ‫كم سسا أعرف أن كثيرا م سسن خص سسومنا م سسن مرجئة العص سسر‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫وأشباهه سم يفتشون فيه سا، ل بحثا ع سن الح سق، وإنم سا بحثا ع سن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫إطلقات ربمسسا نقلناهسسا عسسن بعسسض العلماء والئمسسة والدعاة،‬ ‫ليشغبوا بها علينا سعيا منهم وراء تشويه دعوتنا، بتحميل كلمنا‬ ‫ما ل يحتمله، وبإلزامنا ما ل نلتزمه.‬ ‫فإلى هؤلء جميعا أقو ل.. .‬ ‫اتقوا ا، وقولوا قول ً س سديدا، وتذكروا حدي سث المص سطفى‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫عليه الصلة والسلم: )ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه‬ ‫) (‬ ‫ا ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال( 1 .‬ ‫وأقول معلنا دون أدنى حرج...‬ ‫أن كل قول قلته في كتاباتي ظهر أو سيظهر في يوم من‬ ‫اليام أنه جاء معارضا لنص من الكتاب والسنة خفي عليّ، فأنا‬ ‫أول من يرجع عنه، ويبرأ منه، ويعض بالنواجذ على ذلك النص.‬ ‫وسسسيرى القارىء لهذه الورقات أن كثيرا مسسن كلمنسسا فيهسسا‬ ‫متأثر تأثرا واضحا بل ربما كان بحروفه - مما تكرر في "العقيدة‬ ‫الطحاوية"، أو "الواسطية"، أو نحوها من الكتب، ول غرابة في‬ ‫1 ردغة الخبال: عصارة قيح وصديد أهل النار، والحديث رواه أحمد وأبو‬ ‫داود.‬ ‫)4(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 5. ‫هذه‬ ‫ذلك فقسد تأثرنسا بهذه الكتسب فسي أول الطلب تأثرا بينا، ودرسسناها‬ ‫ودرّسناها مرارا وتكرارا بفضل ا تعالى.‬ ‫وقسد كان علماؤنسا يطيلون فسي تلك الكتابات ويسسهبون فسي‬ ‫مسسائل عمّست بهسا البلوى فسي أزمنتهسم، واحتيسج إلى التوسسع فيهسا‬ ‫ردا على طوائف مسن الفرق المنحرفسة عسن طريسق أهسل السسنة‬ ‫والجماعة، أو على بدع اشتهرت في أيامهم، وتراهم يختصرون‬ ‫فسي مسسائل أخرى يمرون عليهسا مرورا سسريعا، لقلّة الخوض أو‬ ‫الخبسط فيهسا فسي ذلك الزمان، وربمسا ذكروا بعسض مسسائل الفقسه‬ ‫ف سي طيّات كلمه سم ف سي العقيدة وذلك ردا على مخالفسسة أه سل‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫البدع فسي تلك المسسائل، ليميزوا أهسل السسنة عسن أهسل البدعسة،‬ ‫وليسجلوا براءتهم منهم، ولو في تلك الفروع الفقهية التي غالبا‬ ‫ما تتفرع عن أصول شذ فيها أهل البدع.‬ ‫ونحسن فسي هذه الورقات، قسد جرينسا على هذا المنوال، فلم‬ ‫نتعرض لكسل مسا ذكرتسه تلك الكتسب مسن مسسائل العتقاد، وإنمسا‬ ‫أوردنسا فيهسا أهسم المهمات، وركزنسا على أبواب محددة رأينسا أن‬ ‫الخبط والخلط قد كثر حولها في هذا الزمان، أو مسائل خشينا‬ ‫أن ينسب فيها - أو نسب فعل ً - إلينا غير الذي نقول.‬ ‫وا نسأل أن يتقبل منا سعينا، وأن يجعل أعمالنا خالصة‬ ‫لوجهه الكريم، وأن يثبتنا على عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة‬ ‫والجماعة، وأن يجعلنا من أصحاب الطائفة المنصورة.‬ ‫هو مولنا نعم المولى ونعم النصير‬ ‫)5(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 6. ‫هذه‬ ‫توحيد ا‬ ‫نقول في توحيد ا.. .‬ ‫أن ا واحسد ل شريسك له، ل فسي ربوبيتسه، ول فسي ألوهيتسه،‬ ‫ول في أسمائه وصفاته.‬ ‫فل خالق غيره، ول رب سسواه، ول رازق ول مالك ول مدبر‬ ‫لهذا الوجود إل هسو، ونوحّسد ا فسي أفعاله سسبحانه، كمسا نوحده‬ ‫بأفعالنا أيضا.‬ ‫فنوحده فسي عبادتنسا وقصسدنا وإرادتنسا، فل معبود بحسق إل‬ ‫ه سو س سبحانه فنشه سد كم سا شه سد ا لنفس سه، والملئك سة، وأولوا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫العلم، قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيم، مثبتين ما تثبته‬ ‫هذه الكلمسسة العظيمسسة مسسن تجريسسد العبادة لله وحده ولوازمهسسا‬ ‫)6(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 7. ‫هذه‬ ‫وواجباتهسا وحقوقهسا، نافيسن مسا تنفيسه مسن أنواع الشراك والتنديسد‬ ‫وتوابعه.‬ ‫ونؤمسن بأن الغايسة التسي خلق ا تعالى الخلق لهسا؛ عبادتسه‬ ‫وحده، كمسا قال تعالى: }وَمَسا خَلَقْستُ الجِنّس وَالنْسسَ إل ّ لِيَعْبُدُونسِ{‬ ‫]الذاريات: 65[.‬ ‫وندعسو إلى توحيده سسبحانه فسي جميسع أنواع العبادة، مسن‬ ‫سسسجود أو ركوع أو نذر أو طواف أو نسسسك أو ذبسسح أو دعاء أو‬ ‫س‬ ‫تشريع أو غيره... }قلْ إن ّ صَلتِي وَن ُسُكِي وَمَحْيَا يَ وَمَمَات ِي لِل ّهِ‬ ‫ُ‬ ‫رَسبِ العَالَمينس * ل شَرِيكس لَسهُ وَبِذَلِسكَ أُمِرْستُ وَأَنَسا أَوّلُ المُسسلِمِينَ{‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫]النعام: 261 - 361[.‬ ‫وأمْسر الرّب سسبحانه شامسل للمسر الكونسي والشرعسي، وكمسا‬ ‫أن له وحده سسبحانه الحكسم الكونسي القدري، فهسو مدبر الكون‬ ‫القاضسي فيسه بمسا يريسد وحسسبما تقتضيسه حكمتسه، فكذلك نوحده‬ ‫سسبحانه فسي حكمسه الشرعسي فل نشرك فسي حكمسه أحدا، ول‬ ‫نشرك فسسي عبادتسسه أحدا }أل لَ سهُ الخَلق سُ وَالمْرُ تَبَارَ سكَ ا ربّ س‬ ‫العَالَمِينَ{ ]العراف: 45[.‬ ‫فالحلل ما أحله، والحرام ما حرمه، }إ نِ الحُك مُ إل ّ لل هِ أَمَرَ‬ ‫أل ّ تَعْبُدُوا إِل ّ إِيّا هُ{ ]يوسف: 04[، فل مشرّع بحق إل هو سبحانه‬ ‫وتعالى، ونسبرأ ونخلع ونكفسر بكسل مشرّع سسواه، فل نبغسي غيسر‬ ‫ا ربا، ول نتخذ غيره سبحانه وليا، ول نبتغي غير السلم دينا،‬ ‫فإن من اتخذ حَكَما ومشرّعا سواه سبحانه، تابعه وتواطأ معه‬ ‫على تشريعسسه المناقسسض لشرع ا، فقسسد اتخسسذ غيسسر ا ربا،‬ ‫وابتغسى غيسر السسلم دينا، قال تعالى: }وَإِنّس الشَيَاطِينس ليُوحُونس‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫)7(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 8. ‫هذه‬ ‫إِلَى أَوْلِيَائِهِسسمْ ليُجَادِلُوكُسسمْ وَإنسسْ أَطَعْتُمُوهُسسمْ إِنّكُسسمْ لَمُشْرِكُونسسَ{‬ ‫ِ‬ ‫]النعام: 121[، وقال تعالى: }اتّخَذُوا أَحْبَارَهُ سمْ وَرُهْبَانَهُ سمْ أَرْبَابَا‬ ‫مِنْ دُونِ ا{ ]التوبة: 13[.‬ ‫كمسا نوحّده سسبحانه فسي أسسمائه وصسفاته، فل سسميّ له ول‬ ‫شبيه ول مثيل ول ندّ ول كفء: }قلْ هُوَ الل ّهُ أَحَدٌ * ا ُ ال صّمَدُ *‬ ‫ُ‬ ‫لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُوْلَد * وَلَمْ يَكنْ لَهُ كُفُوَا أَحَد{ ]الخلص: 1 - 4[.‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سسسبحانه تفرّد بصسسفات الجلل والكمال التسسي وصسسف بهسسا‬ ‫نفسسه فسي كتابسه، أو وصسفه بهسا نسبيه صسلى ا عليسه وسسلم فسي‬ ‫سنته، فل نَصِفُ أحدا من خلقه بشيء من صفاته، ول نشتق له‬ ‫مسن أسسمائه، ول نضرب له سسبحانه المثال أو نشبّسهه بأحدٍ مسن‬ ‫خلقه، ول نُلحد في أسماء ربنا وصفاته.‬ ‫بسل نؤمسن بمسا وصسف سسبحانه بسه نفسسه، وبمسا وصسفه بسه‬ ‫رسسوله عليسه الصسلة والسسلم على وجسه الحقيقسة ل المجاز، مسن‬ ‫غير تحريسف ول تعطيل، ومن غير تكييف ول تمثيل: }وَلَسهُ المَثَلُ‬ ‫العْلَى فِسسي السسسّمواتِ وَالرضسسِ وَهوَ العزِيزُ الحَكِيمسسُ{ ]الروم:‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫72[.‬ ‫فل ننفي عنه شيئا مما وصف به نفسه سبحانه، ول نحرّف‬ ‫الكلم عسسن مواضعسسه، ول ندخسسل فسسي ذلك متأوليسسن بآرائنسسا، أو‬ ‫متوهميسن بأوهامنسا، بحجسة التنزيسه، فمسا سسلِم فسي دينسه إل مسن‬ ‫سسلّم لله عسز وجسل ولرسسوله عليسه الصسلة والسسلم وردّ عِلم مسا‬ ‫َ‬ ‫اشتبه عليه إلى عالمه، ول تثبت قدم السلم لحد إل على ظهر‬ ‫التسسليم والسستسلم، فمسن رام عِلم مسا حُظِسر عنسه، ولم يقنسع‬ ‫)8(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 9. ‫هذه‬ ‫بالتسسسليم فِهْمُسسه، حَجَسسبه مرامسسه عسسن صسسحيح اليمان وخالص‬ ‫التوحيد.‬ ‫ونؤمسن بأن ا أنزل كتابسه بكلم عربسي مسبين، فل نفوّض‬ ‫علم معاني الصفات وإنما نفوض علم الكيفيات، ونقول: }ءَامَن ّا‬ ‫بِهِ كُلٌ مِنْ عِنْدِ رَبِنَا{ ]آل عمران: 7[.‬ ‫ونسبرأ إلى ا مسن تعطيسل الجهميسة، ومسن تمثيسل المشبهسة،‬ ‫فل نميسل إلى هؤلء ول إلى هؤلء، بسل نتوسسط ونسستقيم كمسا‬ ‫أراد ربنسا بيسن النفسي والثبات، فهسو سسبحانه }لَيْسسَ كَمِثْلِسهِ شَيءٌ‬ ‫وَهٌوَ الس سّمِيعُ البَ سصِيرُ{ ]الشورى: 11[، فم سن لم يتوقّ س التعطي سل‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫والتشبيه، زلّ ولم يُصب التنزيه.‬ ‫فنحن في هذا الباب - كما في سائر البواب - على ما كان‬ ‫عليه سلفنا الصالح أهل السنة والجماعة.‬ ‫ومن ذلك ما أخبر ا به في كتابه وتواتر عن رسوله عليه‬ ‫الصسلة والسسلم مسن أنسه سسبحانه فوق سسماواته، مسستوٍ على‬ ‫عرشسه، كمسا قال تعالى: }ءَأَمِنْتُسم مّسن فِسي السسّماءِ أَن يَخْسسِفَ‬ ‫بِكُمُ الَرضَ فإذا هيَ تَموُر{ ]الملك: 61[.‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وكمسا فسي حديسث الجاريسة التسي سسألها النسبي عليسه الصسلة‬ ‫والسلم: )أين ا؟(، قالت في السماء، قال: )من أنا؟(، قالت‬ ‫) (‬ ‫أنت رسول ا، قال: )اعتقها فإنها مؤمنة( 2 .‬ ‫2 رواه مسلم وأبو داود وأحمد، من حديث معاوية بن الحكم السلمي.‬ ‫)9(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 10. ‫هذه‬ ‫وهذا حق ل مرية فيه عندنا، ولكن نصونه كما صانه سلفنا‬ ‫الص سالح ع سن الظنون الكاذب سة، كأن يُسسظن بأن الس سماء تظله أو‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫تقله، فهذا باطل، اضطرنا إلى ذكره ونفيه وتنزيه ا عنه - وإن‬ ‫لم يتعرض له صسسراحة سسسلفنا - شغسسب أهسسل البدع وإلزاماتهسسم‬ ‫الباطلة لهسل السسنة، فقسد قال تعالى: }وَسسِعَ كُرسسيّهُ السسّمواتِ‬ ‫ِ‬ ‫وَالرضسسَ{ ]البقرة: 552[، وهسسو سسسبحانه: }يُمْسسسِكُ السسسّمَواتِ‬ ‫وَالرضس أَن تَزُول َ{ ]فاطسر: 14[، }وَيُمسسكُ السسمَاءَ أَن تَقَسعَ عَلَى‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الرض سِ إِل ّ بِإِذْنِ سهِ{ ]الح سج: 56[، }وَمِ سنْ آياتِ سهِ أَن تَقُوم سَ الس سّمَاءُ‬ ‫س‬ ‫وَالَرْضُ بِأَمرِهِ{ ]الروم: 52[.‬ ‫ْ‬ ‫ونؤمسن بأنسه سسبحانه مسستو على عرشسه، كمسا قال تعالى:‬ ‫}الرّحْمَ سنُ عَلَى العَرْ سشِ اس سْتَوَى{ ]ط سه: 5[، ول نؤوّل الس ستواء‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫بالسستيلء، بسل هسو على معناه فسي لغسة العرب التسي أنزل ا‬ ‫تعالى بها القرآن ول نشبه استواءه باستواء أحد من خلقه، بل‬ ‫نقول كمسسسا قال المام مالك: )السسسستواء معلوم، واليمان بسسسه‬ ‫واجب، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة(.‬ ‫وعلى هذا نُجري سسسائر صسسفاته وأفعاله سسسبحانه وتعالى،‬ ‫كالنزول والمجيء وغيره مما أخبر به سبحانه في كتابه، أو ثبت‬ ‫في السنة الصحيحة.‬ ‫ونؤمسن بانسه سسبحانه مسع اسستوائه على عرشسه وعلوه فوق‬ ‫سماواته قريب من عباده، كما قال سبحانه: }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي‬ ‫عَنّي فَإِنّي قرِيبٌ{ ]البقرة: 681[.‬ ‫َ‬ ‫وفسسي الحديسسث المتفسسق عليسسه: )أيهسسا الناس أربِعوا على‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫أنفسسكم، فإنكسم ل تدعون أصسم ول غائبا، إنمسا تدعون سسميعا‬ ‫)01(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 11. ‫هذه‬ ‫بصسسيرا قريبا، إن الذي تدعونسسه أقرب إلى أحدكسسم مسسن عنسسق‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫راحلته(.‬ ‫فهو سبحانه مع عباده أينما كانوا يعلم ما هم عاملون، كما‬ ‫قال تعالى: }وَهُوَ مَعكُسمْ أَيْسنَ مَسا كُنْتُسمْ وَاُس بِمَسا تَعْمَلُونس بَسصِيرٌ{‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫]الحديسد: 4[، ول نفهسم مسن قوله: }وَهُوَ معَكُسمْ{ح مراد الزنادقسة‬ ‫َ‬ ‫م سن أن سه مختلط بعباده، أو حالٌ ببعضه سم أو متحدٌ به سم، ونحوه‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫من عقائد الكفر والضلل، بل نبرأ إلى ا من ذلك كله.‬ ‫وله سسبحانه مسع عباده المؤمنيسن معيّسة أخرى خاصسة غيسر‬ ‫المعيسة العامسة، هسي معيسة النصسرة والتوفيسق والتسسديد، كمسا فسي‬ ‫قوله تعالى: }إِنّس اَس مَسعَ اّلذِينس اتّقَوا وَالّذِينسَ هُسم مُحْسسِنُونَ{‬ ‫َ‬ ‫]النح سل: 821[، فه سو س سبحانه م سع اس ستوائه على عرش سه، وعلوه‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫فوق سماواته، مع عباده أينما كانوا يعلم ما كانوا عاملين، وهو‬ ‫قريسب سسبحانه ممسن دعاه، وهسو مسع عباده المؤمنيسن؛ يحفظهسم‬ ‫وينصسسرهم ويكلؤهسسم، فقربسسه سسسبحانه ومعيتسسه ل تنافسسي علوّه‬ ‫وفوقيت َه، فإنه ليس كمثله شيء في صفاته سبحانه، فهو علي ّ‬ ‫في قربه قريب في علوّه.‬ ‫ومسن ثمرات هذا التوحيسد العظيسم، الذي هسو حسق‬ ‫ا على العبا د:‬ ‫- فوز الموحسد بجنسة ربسه والنجاة مسن النار كمسا فسي حديسث‬ ‫معاذ بن جبل.‬ ‫- ومنه سا؛ تعظي سم الرب وإجلله بالتعرف إلى ص سفات كماله‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫وجلله، وتسبيحه وتنزيهه عن الشبيه أو المثيل.‬ ‫)11(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 12. ‫هذه‬ ‫- ومعرفسة سسفاهة مسن اتخذوا مسن دونسه أندادا أشركوهسم‬ ‫معه في العبادة أو الحكم والتشريع.‬ ‫- وتهافست وسسقوط مسن أشركوا أنفسسهم فسي شيسء مسن‬ ‫ذلك، مع أنهم لم يشتركوا في الخلق، ول نصيب لهم في الملك‬ ‫أو الرزق او التدبير.‬ ‫- ومن ذلك تحرّر القلب والنفس من رق المخلوقين.‬ ‫- وثبات العبد في الحياة الدنيا وفي الخرة فليس من كان‬ ‫يعبد شركاء متشاكسين، يدعوهم ويشتت خوفه ورجاءه بينهم،‬ ‫ليسسس هذا كمسسن وحّسسد ربّسسه سسسبحانه وجرّد له خوفَسسه ورجاءه‬ ‫وقَصْدَه وإرادته وعبادته.‬ ‫فاللهسسم يسسا ولي السسسلم وأهله ثبتنسسا على توحيدك حتسسى‬ ‫نلقاك.‬ ‫الملئكة‬ ‫ونؤمسن بملئكسة ا، وأنهسم عباد ا مكرمون، ل يسسبقونه‬ ‫بالقول وه سم م سن خشيت سه مشفقون، يس سبحونه اللي سل والنهار ل‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫يفترون.‬ ‫فنتولهسم ونحبهسم، لنهسم مسن جنسد ا، ولنهسم يسستغفرون‬ ‫للذين آمنوا، ونبغض من يبغضهم.‬ ‫)21(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 13. ‫هذه‬ ‫ومنهم جبرائيل الروح المين، وميكائيل، وإسرافيل الموكل‬ ‫بالنفسسخ فسسي الصسسور، ومنهسسم الموكلون بحمسسل العرش، وملك‬ ‫الموت، ومنكسر ونكيسر، ومالك خازن النار، ورضوان خازن الجنسة،‬ ‫وملك الجبال، والكرام الكات سبين، وغيره سم كثي سر، ل يحص سيهم إل‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ا تعالى.‬ ‫فقسد ثبست فسي الصسحيحين مسن حديسث أنسس رضسي ا عنسه‬ ‫في قصة المعراج؛ أن النبي عليه الصلة والسلم ر ُفع له البيت‬ ‫المعمور فسي السسماء، يدخله يصسلي فيسه كسل يوم سسبعون ألف‬ ‫ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه.‬ ‫وفي صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم قال: )خُلِقت الملئكة من نور، وخُلق الجان من‬ ‫مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم(.‬ ‫وقسد يتمثسل الملك بأمسر ا على هيئة بشسر، كمسا فسي قصسة‬ ‫مريم، وحديث جبريل حين سأل النبي صلى ا عليه وسلم عن‬ ‫السلم، واليمان والحسان.‬ ‫أمسا صسورته الحقيقيسة؛ فقسد ذكسر ا تعالى فسي القرآن أنسه‬ ‫جعسل مسن الملئكسة رسسل ً أولي أجنحسة مثنسى وثلث ورباع، يزيسد‬ ‫في الخلق ما يشاء إن ا على كل شيء قدير، وقد رأى النبي‬ ‫عليه الصسلة والسلم جبريل على صورته الحقيقيسة وله سستمائة‬ ‫جناح قد سد الفق.‬ ‫ومن ثمرات هذا اليما ن:‬ ‫)31(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 14. ‫هذه‬ ‫- تعظيسم ا تعالى فإن عظمسة المخلوق تدل على عظمسة‬ ‫خالقه.‬ ‫- ومن ثمراته؛ أن يستحيي العبد ممن معه من ملئكة ا‬ ‫تعالى.‬ ‫- وم سن ذلك أيضا؛ تث سبيت العب سد المؤم سن الغري سب باليمان،‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫وعدم استيحاشه لقلة النصار بتذكره أن معه من ا حافظين.‬ ‫وفسي صسحيح البخاري عسن أبسي هريرة رضسي ا عنسه قال:‬ ‫قال رسول ا عليه السلم: )إن ا إذا أحب عبدا نادى جبريل‬ ‫إن ا أحسب فلنا فأَحبسه، فيحبسه جبريسل، ثسم ينادي جبريسل فسي‬ ‫السماء إن ا أحب فلنا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع‬ ‫له القبول في الرض...(.‬ ‫فعلى العبسسد المؤمسسن أن يحسسب ويتولى مسسن يحبهسسم ا‬ ‫وملئكته وعباده المؤمنين، وعليه أن يبغض ويعادي ويبرأ ممن‬ ‫يبغضه سم ا تعالى وملئكت سه وعباده المؤمني سن، فإن ذلك م سن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫أوثق عرى اليمان.‬ ‫)41(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 15. ‫هذه‬ ‫الكتب‬ ‫ونؤمسن بكتسب ا تعالى التسي أنزلهسا سسبحانه على رسسله‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫جملة، ونؤمن على سبيل التفصيل بما سماه ا منها - كالتوراة‬ ‫والنجيل والزبور –‬ ‫وأن خاتمهسسسسا القرآن العظيسسسسم كلم رب العالميسسسسن على‬ ‫الحقيقة، نزل به الروح المين على محمد صلى ا عليه وسلم‬ ‫ليكون من المرسلين، مهيمنا على سائر كتب ا.‬ ‫وهسسو منزل مسسن ا تعالى وليسسس بمخلوق، ول يُسسساويه‬ ‫شيء من كلم المخلوقين، ومن قال: }إ نْ هَذَا إِل ّ قَوْلُ البَش َر{‬ ‫]المدثسر: 52[، فقسد كفر وحقّس عليسه إن لم يرجسع عن ذلك ويتوب‬ ‫قوله تعالى: }سَأُصلِيه سَقَر{ ]المدثر: 62[.‬ ‫ْ‬ ‫)51(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 16. ‫هذه‬ ‫ونؤمن بأن ا كلّم موسى تكليما.‬ ‫ونؤمسن بأن ا تعالى حفسظ كتابسه مسن التبديسل والتغييسر،‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫فقال تعالى: }إِنّا نَحْنُ نَزّلنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لحَافِظُونَ{ ]الحجر: 9[.‬ ‫َ‬ ‫وأن ا تعالى علّق النذارة بسسه فقال: }وَأُوحِسسيَ إِليّسس هَذَا‬ ‫القرْآنُ لُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ{ ]النعام: 91[.‬ ‫ونؤمسن بأن كتابسه هسو العروة الوثقسى وحبله المتيسن، الذي‬ ‫من استمسك به نجى، ومن أعرض عنه وهجره واتخذه ظهريا؛‬ ‫قد هلك وزل وضل ضلل ً مبينا.‬ ‫ومن ثمرات هذا اليما ن:‬ ‫- أخسسسذ كتاب ا بقوة، والتمسسسسك بسسسه، وتعظيسسسم أوامره‬ ‫والعمل بها، وعدم ضرب بعضها ببعض.‬ ‫- واليمان بمتشابهسسسه، ورده إلى مُحْكمسسسه، على طريقسسسة‬ ‫الراسخين في العلم.‬ ‫الرسل والنبياء‬ ‫ونؤمسن بأنسبياء ا ورسسله أجمعيسن الذيسن أخسبر ا تعالى‬ ‫عنهم في كتابه، أو أخبر رسوله صلى ا عليه وسلم عنهم في‬ ‫)61(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 17. ‫هذه‬ ‫سنته - من قص ا علينا خبرهم ومن لم يقصص - ول نفرق‬ ‫بين أحد من رسله.‬ ‫جمعهسم جميعا بأصسل واحسد كمسا قال سسبحانه: }وَلَقَدْ بَعثْنَسا‬ ‫َ‬ ‫فِسي كُلّ أُمّةٍ رّسسُول ً أ َسنِ اعْبُدُوا اَس وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوتسَ{ ]النحسل:‬ ‫63[، وقال تعالى: }وَمَسا أَرْسسَلْنَا مِسنْ قَبْلِسكَ مِسنْ رّسسُولٍ إِل ّ نُوْحِسي‬ ‫إِلَيْسهِ أَنّسهُ ل إِلَسهَ إل ّ أَنَسا فَاعْبُدُونسِ{ ]النسبياء: 52[، }رُسسُل ً مُبَشّرِينس‬ ‫َ‬ ‫وَمُنْذِرِينس لِئَل ّ يَكُون َس للنّاسس عَلَى اِس حُجّةٌ بَعْدَ الرّسسلِ{ ]النسساء:‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫561[، وقال تعالى: }وَمَسسا كُنّسسا مُعَذّبِينسسَ حَتّسسى نَبعَسسثَ رَسسسُول ً{‬ ‫ْ‬ ‫]السراء: 51[، وقال تعالى: }كُلّم َا أُلقِيَ فِيْهَا فَوْجٌ سَألَهُمْ خَزَنَتُهَا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيْرٌ * قَالُوا بَلَى{ ]الملك: 8 - 9[.‬ ‫وعليهسم هدايسة الدللة والرشاد، وليسس بمقدورهسم هدايسة‬ ‫قلوب العباد، فالقلوب بيسن أصسابع الرحمسن يقلّبهسا كيسف يشاء...‬ ‫وذلك أن الهداية نوعان:‬ ‫هدايسسة دللة وإرشاد؛ يملك بذلهسسسا الرسسسسل والنسسسبياء‬ ‫والدعاة، قال تعالى: }وَإِنّسسسسكَ لَتَهْدِي إِلَى صسسسسِرَاطٍ مُسسسسسْتقِيْمٍ{‬ ‫َ‬ ‫]الشورى: 25[.‬ ‫وهدايسة توفيسق وتسسديد؛ وهذه ل يقدر عليهسا إل ا،‬ ‫س‬ ‫قال تعالى: }إِن ّكَ ل َ تَهْدِي م َنْ أَحْبَب ْتَ وَلَكن ّ ا َ يَهْدِي م َنْ يَشَاءُ{‬ ‫ِ‬ ‫]القصسص: 65[، وقال سسبحانه وتعالى: }لَيْسسَ عَلَيْسكَ هُدَاهُسمْ{‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫]البقرة: 272[.‬ ‫)71(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 18. ‫هذه‬ ‫وهذا النوع مسن الهدايسة؛ فضسل مسن ا وعدل يهبسه سسبحانه‬ ‫لمسن علم منسه إقبال ً على الحسق وطلبا له، قال تعالى: }وَالّذِينسَ‬ ‫جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلنَا{ ]العنكبوت: 96[.‬ ‫َ‬ ‫وقال صلى ا عليه وسلم : )ومن يتحَرّ الخير يُعْطَه(.‬ ‫أمسسا الول؛ فمسسن عدل ا تعالى ورحمتسسه أن بذله للخلق‬ ‫أجمعين.‬ ‫ونؤمسسن بمعجزات النسسبياء ونحفسسظ لهسسم حقهسسم، ونتأدب‬ ‫معهسم، ول نفضسل عليهسم أحدا مسن الناس ل الولياء ول الئمسة،‬ ‫ول غيرهم.‬ ‫وه سم م سع ذلك بش سر مخلوقون لي سس له سم م سن خص سائص‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫الربوبيسة أو اللوهيسة شيسء، بسل تلحقهسم خصسائص البشريسة مسن‬ ‫المرض والموت والحاجسسسة إلى الطعام والشراب وغيسسسر ذلك...‬ ‫قال تعالى آمرا نبيه محمد عليه الصلة والسلم أن يقول: }قلْ‬ ‫ُ‬ ‫ل أَمْلِ سكُ لِنَفْ سسِي نَفعَا وَل ضَرّا إِل ّ مَ سا شَاءَ اُ س وَلَوْ كُنْ ستُ أَعْلَ سمُ‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫الغيْسبَ ل َسسْتَكْثَرتُ مِسنَ الخَيْرِ وَمَسا مَسسّنيَ السسّوءُ إ ِسنْ أَنَسا إِل ّ نَذِيْرٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وَبَشِيْرٌ لقَومٍ يُؤمِنُونَ{ ]العراف: 881[.‬ ‫ِ‬ ‫ونؤمسن بأن خاتسم النسبياء والمرسسلين نبينسا محمسد صسلى ا‬ ‫عليه وسلم تسليما كثيرا، فل نبي بعده، وشريعته هي الشريعة‬ ‫المهيمنة على سائر الشرائع إلى يوم القيامة.‬ ‫ول يكون العبسد مؤمنا حتسى يتبعهسا ويسسلم لحكمهسا تسسليما،‬ ‫قال تعالى: }فَل َ وَرَبِسسكَ ل َ يُؤْمِنُونسسَ حَتّسسى يُحَكّمُوكسسَ فِيمَسسا شَجَرَ‬ ‫)81(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 19. ‫هذه‬ ‫بَيْنَهُ سمْ ثُمّ س ل يَجِدُواْ فِ سيْ أَنْفُ سسِهِمْ حَرَجَا مّمّ سا قَضَيْ ستَ وَيُ سسَلّمُواْ‬ ‫س‬ ‫تَسْلِيما{ ]النساء: 56[.‬ ‫ونؤمن بأن ا قد اتخذ محمدا صلى ا عليه وسلم خليلً‬ ‫كما اتخذ إبراهيم خليل ً، بعثه رحمة للعالمين، وأمره وأمر أمته‬ ‫بالتآسسسي بملة إبراهيسسم فقال: }ثُمّسس أَوْحَيْنَسسا إِلَيْسسكَ أ َسسنِ اتّبِسسعْ مِلّةَ‬ ‫إِبْرَاهِيمسَ حَنِيْفَا وَمَسا كَانسَ مِسنَ المُشْرِكِينسَ{ ]النحسل: 321[، وقال‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫سبحانه: }قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيْمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ‬ ‫ْ‬ ‫قَالُوا لقَومِه ِمْ إِن ّا بُرءَؤُاْ مِنكُسمْ وَمِم ّا تعْبُدُون َس مِسنْ دُو ْنِ اِس كَفَرْن َا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بِكُسمْ وَبَدَا بَيْنَنَسا وَبَيْنَكُسمُ العَدَاوَةُ وَالبغْضَاءُ أَبَدَا حَتّسى تُؤمِنُوا بِاللهس‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وَحْدَهُ{ ]الممتحنة: 4[.‬ ‫فنتأسسسى بذلك إلى أن نلقسسى ا، فنسسبرأ مسسن المشركيسسن‬ ‫وأنصارهم وأوليائهم، ونبغضهم ونبرأ مما يعبدون من دون ا،‬ ‫ونكفسر بمناهجهسم وأديانهسم ومللهسم الباطلة المخالفسة لديسن ا،‬ ‫ونظه سر ونعلن ونبدي عداوتن سا للمحادّ سين لله منه سم، المحاربي سن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫للحسق، المجاهريسن بباطلهسم، ول يمنعنسا ذلك مسن دعوتهسم وبيان‬ ‫الحق لمن أراد سماعه منهم، وتمني هدايتهم.‬ ‫ومن ثمرات اليمان بالرس ل:‬ ‫- معرفة بعض نعم ا الجليلة على الخلق وشكره عليها،‬ ‫ومن أعظمها رحمته بهم بإرسال الرسل إليهم ليهدونهم سبيل‬ ‫الرشاد ويعرفونهسم بمسا يوصسلهم إلى الجنسة وينجيهسم مسن عذاب‬ ‫السعير.‬ ‫)91(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 20. ‫هذه‬ ‫- ومسن ذلك محبسة الرسل، والثناء والصلة والسسلم عليهسم،‬ ‫والدعاء لهم على ما تحملوه من أذى أقوامهم، وما صبروا عليه‬ ‫من مشقات الدعوة.‬ ‫- والقتداء والتأسسي بهسم فسي ذلك، ومتابعتهسم على نهجهسم‬ ‫وسنتهم، وسيرتهم ودعوتهم إلى ا.‬ ‫ونحسسب بحسسب رسسسول ا صسسلى ا عليسسه وسسسلم آل بيتسسه‬ ‫الطهار، وأصسحابه وأتباعسه وأنصساره إلى يوم الديسن، ونتولهسم‬ ‫ول نسبرأ مسن أحسد منهسم، بسل نبغسض مسن يبغضهسم، وبغيسر الخيسر‬ ‫يذكرهسسم، فل نذكرهسسم إل بخيسسر، وحبهسسم عندنسسا ديسسن وإيمان‬ ‫وإحسان نتقرب به إلى ا تعالى.‬ ‫ونتميز عن أهل البدع بسلمة قلوبنا وألسنتنا لهم، ول نملّ‬ ‫من أن ندعو بقوله تعالى: }رَبّن َا اغْفرْ لَنَا وَلخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا‬ ‫ِ‬ ‫بِاليمَانس وَل تَجْعَلْ فِسي قُلُوبِنَسا غِل ّ لِلّذِينس آمَنُوا رَبّنَسا إِنّسكَ رَؤوفس‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫رَحِيمٌ{ ]الحشر: 01[.‬ ‫ونبرأ إلى ا من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب‬ ‫النسبي عليسه الصسلة والسسلم ويسسبونهم، ومسن طريقسة النواصسب‬ ‫الذين يناصبون أهل البيت العداء.‬ ‫ونعرف لعلي وفاطم سة والحس سن والحس سين وس سائر أه سل‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫البيت حقهم؛ فنحبهم ول نغلوا فيهم:‬ ‫حقهم واعرف عليا أيما عرفان‬ ‫واحفظ لهل البيت واجب‬ ‫فعليه تصلى النار طائفتان‬ ‫ل تنتقص ول تزد في قدره‬ ‫)02(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 21. ‫هذه‬ ‫)3(‬ ‫وتنصه الخرى إلها ثاني‬ ‫إحداهما ل ترتضيه خليفة‬ ‫ونقول مسع هذا كمسا قال النسبي عليسه الصسلة والسسلم: )...‬ ‫) (‬ ‫من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه( 4 .‬ ‫فنسبرأ ممسن كفسر وشرّع أو ارتسد وانحرف عسن الصسراط، كائنا‬ ‫من كان نسبه.‬ ‫ونمسك عمّا شجر بين أصحاب النبي عليه الصلة والسلم،‬ ‫فهسم فسي ذلك؛ بيسن مجتهسد مصسيب، ومجتهسد مخطىء، فلبعضهسم‬ ‫أجر، ولبعضهم أجران.‬ ‫وامدح جميع الل‬ ‫قل خير قول في صحابة أحمد‬ ‫والنسوان‬ ‫بسيوفهم يوم التقى‬ ‫دع ما جرى بين الصحابة في الوغى‬ ‫الجمعان‬ ‫وكلهما في الحشر‬ ‫فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم‬ ‫مرحومان‬ ‫جمع الرواة وخطّ كل‬ ‫ل تقبلن من التوارخ كل ما‬ ‫)5(‬ ‫بنان‬ ‫3 من نونية القحطاني.‬ ‫4 رواه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي.‬ ‫5 من نونية القحطاني.‬ ‫)12(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 22. ‫هذه‬ ‫وهسم مسع ذلك ليسسوا بمعصسومين، ولكنهسم كمسا أخسبر النسبي‬ ‫عليسسه الصسسلة والسسسلم؛ خيسسر القرون، والمُدّ مسسن أحدهسسم إذا‬ ‫تصدّق به خير من مثل جبل أحد ذهبا ممن بعدهم.‬ ‫ونحب أنصار الدين في كل زمان إلى قيام الساعة؛ القريب‬ ‫منهسم والبعيسد، مسن عرفنسا منهسم ومسن لم نعرف، ول يضرهسم أل‬ ‫نعرفهم.‬ ‫ل نسسبرأ مسسن أحسسد منهسسم أو نعاديسسه أو نعامله معاملة غيسسر‬ ‫المسلمين، بل نتولهم وندعو لهم وننصرهم، ونجتهد أن نكون‬ ‫منهم.‬ ‫)22(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 23. ‫هذه‬ ‫اليوم الخر‬ ‫ونؤمن بفتنة القبر، ونعيمه للمؤمنين، وبعذابه لمن كان له‬ ‫أهل ً، كمسا جاءت بسه الخبار متواترة عسن رسسول ا صسلى ا‬ ‫عليسه وسسلم، ول نلتفست إلى تأويلت أهسل البدع، وفسي هذا قال‬ ‫تعالى: }النّارُ يعْرَضُونس عَلَيْهَسا غُدُوّا وَعَشِيّا وَيَومس تَقُومس السسّاعَةُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أَدْخِلُوا آل فِرعَوْنَ أَشَدّ العَذَابِ{ ]غافر: 64[.‬ ‫ْ‬ ‫وعن زيد بن ثابت عن النبي عليه السلم قال: )... فلول أن‬ ‫ل تدافنوا لدعوت ا أن يسسمعكم مسن عذاب القسبر الذي أسسمع‬ ‫منسسه(، ثسسم أقبسسل علينسسا بوجهسسه، فقال: )تعوذوا بالله مسسن عذاب‬ ‫القبر... الحديث( ]وهو في صحيح مسلم[.‬ ‫وف سي حدي سث البراء ب سن عازب الطوي سل الذي يروي سه المام‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫أحمسسد وأبسسو داود؛ أن النسسبي صسسلى ا عليسسه وسسسلم قال فسسي‬ ‫المؤمسسن إذا أجاب الملكيسسن فسسي قسسبره: )... فينادي مناد مسسن‬ ‫الس سماء أن ص سدق عبدي، فافرشوه م سن الجن سة، وألبس سوه م سن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها،‬ ‫ويفسح له في قبره مد بصره(.‬ ‫وفتنسة القسبر؛ سسؤال منكسر ونكيسر للعبسد فيسه عسن ربسه ودينسه‬ ‫ونسسبيه، فيثبّسست ا الذيسسن آمنوا بالقول الثابسست... اللهسسم يسسا ولي‬ ‫السلم وأهله ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة.‬ ‫وأمسا الكافسر فيقول: )هسا؟! هسا؟! ل أدري(، ويقول المنافسق‬ ‫والمقلد في دينه للكثرية: )ل أدري! سمعت الناس يقولون قولً‬ ‫فقلته(.‬ ‫)32(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 24. ‫هذه‬ ‫وأحوال البرزخ م سن أمور الغي سب الت سي يدركه سا المي ست دون‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫غيره، وهسي ل تدرك بالحسس فسي الحياة الدنيسا، ولذلك فاليمان‬ ‫بها مما يميز؛ المؤمن بالغيب عن المكذب به.‬ ‫ونؤمن بأشراط الساعة التي أخبر ا تعالى بها في كتابه،‬ ‫وأخسبر بهسا نسبيه عليسه الصسلة والسسلم فسي سسنته، مسن خروج‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫الدجال على الحقيق سة، دون التفات إلى تأوي سل أه سل البدع، وإن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫كنا نعتقد أن من جنس فتنته ما هو موجود في كل زمان، إلى‬ ‫أن يأتي زمان خروجه على الحقيقة، ونؤمن بنزول عيسى ابن‬ ‫مريسسم عليسسه السسسلم وهسسو الذي يقتله، وبطلوع الشمسسس مسسن‬ ‫مغربهسا، وبخروج دابسة الرض وسسائر مسا أخسبر ا تعالى بسه، أو‬ ‫أخبر به نبيه عليه الصلة والسلم.‬ ‫ونؤم سن بالبع سث بع سد الموت، وجزاء العمال يوم القيام سة،‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫والعرض، والحسساب، وقراءة الكتسب والميزان، قال تعالى: }ثُمّس‬ ‫إِنّكُ سمْ يَوْ سمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُون سَ{ ]المؤمنون: 61[، فيقوم الناس لرب‬ ‫ْ‬ ‫العالمين، حفاة عراة غرل ً غير مختونين، قال تعالى: }كَم َا بَدَأن َا‬ ‫أَوّلَ خَل ْقٍ نّعِيد ُهُ وَعْدَا عَلَيْن َا إِن ّا كُن ّا فَاعِلِي نَ{ ]النبياء: 401[، وقال‬ ‫تعالى: }وَنَضَسعُ الموَازِيْسنَ القِسسْطَ لِيَوْسمِ القِيَامَةِ فَل تُظْلَسمُ نَفْسسٌ‬ ‫َ‬ ‫شَيْئَا وَإِن كَا نَ مِثْقَالَ حَبّةٍ م ِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْن َا بِه َا وَكَف َى بِن َا حَا سِبِينَ{‬ ‫]النبياء: 74[.‬ ‫ونؤمسسن بحوض نبينسسا محمسسد عليسسه الصسسلة والسسسلم فسسي‬ ‫عرصسات القيامسة، وأن ماءه أشسد بياضا مسن اللبسن وأحلى مسن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫العسل، وآنيته بعدد نجوم السماء، وطوله شهر، وعرضه شهر،‬ ‫مسسن شرب منسسه شربسسة لم يظمسسأ بعدهسسا أبدا... اللهسسم يسسا ولي‬ ‫السلم وأهله ل تحرمنا منه.‬ ‫)42(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 25. ‫هذه‬ ‫وأن ّ أصنافا من أمة محمد عليه الصلة والسلم سيذادون‬ ‫عنسسه، ويمنعون مسسن وروده فسسي يوم تدنسسو فيسسه الشمسسس مسسن‬ ‫رؤوس العباد، حت سسسسى يكون عرق الناس على قدر أعماله سسسسم‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫فمنهم من يكون إلى كعبه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم‬ ‫من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه عرقه إلجاما.‬ ‫وممسن يذادون عنسه ويمنعون منسه؛ أعوان المراء الظلمسة،‬ ‫الذي سسن دخلوا عليه سسم وص سسدقوهم بكذبه سسم، وأعانوه سسم على‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ظلمهسم، وكذلك يذاد عنسه مسن بدل أو ابتدع أو أحدث فسي ديسن‬ ‫ا، ويومهسا يقول النسبي صسلى ا عليسه وسسلم : )سسحْقا سسُحقا‬ ‫ُ‬ ‫لمن بدل بعدي(.‬ ‫ونؤمسن بالصسراط المنصسوب على متسن جهنسم، وهسو الجسسر‬ ‫الذي بيسسن الجنسسة والنار، يمسسر عليسسه الناس على قدر أعمالهسسم،‬ ‫فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من‬ ‫يمسر كالريسح، ومنهسم مسن يمسر كالفرس الجواد، ومنهسم مسن يمسر‬ ‫كركاب البسل، ومنهسم مسن يعدو عدوا، ومنهسم مسن يمشسي مشيا،‬ ‫ومنهم ومن يزحف زحفا، ومنهم من يُخطف خطفا ويُلقى في‬ ‫جهنسم، فإن على الجسسر كلليسب تخطسف الناس بأعمالهسم، فمسن‬ ‫مسر على الصسراط دخسل الجنسة ونجسا... اللهسم يسا ولي السسلم‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫وأهله نجنا من النار.‬ ‫فإذا عسسبروا عليسسه؛ وقفوا عنسسد قنطرة بيسسن الجنسسة والنار،‬ ‫فيُقتَسصّ مسن بعضهسم لبعسض، فإذا هُذّبوا ونُقّوا، أذن لهسم فسي‬ ‫دخول الجنة.‬ ‫)52(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 26. ‫هذه‬ ‫وأول من يستفتح باب الجنة؛ محمد عليه الصلة والسلم،‬ ‫وأول من يدخل الجنة من المم أمته عليه الصلة والسلم.‬ ‫ونؤمسسن بالجنسسة والنار، وأنهمسسا مخلوقتان ل تفنيان - إل أن‬ ‫يراد فناء نار الموحديسسن - وأن ا خلق لهمسسا أهل ً، فمسسن شاء‬ ‫منهم فإلى الجنة بفضله، ومن شاء منهم فإلى النار بعدله.‬ ‫والجنسة دار النعيسم التسي أعدهسا ا تعالى للمؤمنيسن فسي‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫مقعد صدق عند مليك مقتدر، فيها من أنواع النعيم المقيم ما ل‬ ‫عيسن رأت ول أذن سسمعت ول خطسر على قلب بشسر، قال تعالى:‬ ‫}فَل تَعْلَسمُ نَفْسسٌ مَسا أُخْفِسيَ لَهُسمْ مِسنْ قُرّةِ أَعْيُسنٍ جَزَاءً بِمَسا كَانُوا‬ ‫يَعْمَلُونَ{ ]السجدة: 71[.‬ ‫وأم سا النار فه سي دار العذاب الت سي أعده سا ا تعالى أص سلً‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫للكافريسن، قال تعالى: }وَاتّقُوا النّارَ الّستي أُعِدّستْ للكَافرِينسَ{ ]آل‬ ‫ِ‬ ‫عمران: 131[، ويدخلهسا عصساة المسسلمين، ولكنهسا ليسست دارهسم‬ ‫التسي أعدت لهسم، ولذلك إذا دخلوهسا لم يخلدوا فيهسا، بسل يعذبون‬ ‫بقدر ذنوبهم ثم مصيرهم إلى الجنة التي هي دار المؤمنين.‬ ‫ونؤمن بالشفاعة التي أذن ا تعالى بها لنبيه محمد صلى‬ ‫ا عليه وسلم.‬ ‫فله في القيامة؛ ثلث شفاعا ت:‬ ‫أمسا الول ى: فشفاعت سه ف سي أه سل الموق سف ك سي يقض سي‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫بينهسسم، بعسسد أن يتراجسسع النسسبياء آدم ونوح وإبراهيسسم وموسسسى‬ ‫وعيسى عليهم السلم عن الشفاعة، حتى تنتهي إلى نبينا عليه‬ ‫الصلة والسلم.‬ ‫)62(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 27. ‫هذه‬ ‫أمسا الثانيسة: فيشفسع فسي أهسل الجنسة أن يدخلوا الجنسة،‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫)6(‬ ‫وهاتان الشفاعتان خاصتان له عليه الصلة والسلم .‬ ‫وأما الثالثة: فشفاعته فيمن استحق النار من الموحدين؛‬ ‫أن يخرج منهسسسا، أو ل يدخلهسسسا، وهذا النوع له صسسسلى ا عليسسسه‬ ‫وسلم، ولسائر النبيين والصديقين والشهداء ونحوهم ممن أذن‬ ‫ا لهسم، فيشفسع فيمسن اسستحق النار أل يدخلهسا، ويشفسع فيمسن‬ ‫دخلها أن يخرج منها.‬ ‫ويُخرج ا تعالى م سسن النار أقواما بغي سسر شفاع سسة، بفضله‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫سبحانه ورحمته، ويبقى في الجنة فضل، فينشىء ا له أقواما‬ ‫فيدخلهم الجنة.‬ ‫واليمان بالشفاعسسة؛ مزيسسة نخالف بهسسا الخوارج المخلّديسسن‬ ‫لهل الكبائر في النار.‬ ‫ونؤمسن برؤيسة المؤمنيسن ربهسم يوم القيامسة وفسي الجنسة، كمسا‬ ‫قال تعالى: }وُجُوهٌ يَومَئذٍ نَاضرَةٌ * إِلَى رَبّهَا نَاظِرَةٌ{ ]القيامة: 32‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫- 42[.‬ ‫وكمسا تواترت الخبار بذلك عسن رسسول ا صسلى ا عليسه‬ ‫وسسلم؛ بأن المؤمنيسن يرون ربهسم يوم القيامسة كمسا يرون القمسر‬ ‫ليلة البدر ل يضامون فسي رؤيتسه، ولسسنا نشبسه ربنسا بشيسء مسن‬ ‫خلقسه، وإنمسا التشسبيه هنسا تشسبيه الرؤيسة بالرؤيسة وضوحا وحقيقسة‬ ‫ودون مزاحم سة، ل تش سبيه المرئي بالمرئي، فم سن عُدِم البص سيرة‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫6 وله صلى ا عليه وسلم شفاعة ثالثة خاصة به، وهي تخفيفه العذاب‬ ‫عن عمه أبي طالب، كما ثبت في الحديث.‬ ‫)72(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 28. ‫هذه‬ ‫واليمان بهذا، فإنسسه لقمنسسٌ أن يُحرم هذه النعمسسة يوم المزيسسد،‬ ‫وهسو سسبحانه مسع هذا؛ }ل تُدْرِكُسهُ الَبْسصَارُ وَهُوَ يُدْرِسكُ الَبْسصَارَ{‬ ‫]النعام: 301[، وإنمسسا أثبتنسسا مسسا أثبتسسه ا سسسبحانه وتعالى مسسن‬ ‫النظر إليه، وما أثبته نبيه محمد عليه الصلة والسلم من رؤية‬ ‫المؤمنين له سبحانه، والنظر والرؤية شيء دون الدراك، فقف‬ ‫عنسد حدود ا، ول تحمّسل نصسوص الوحسي مسا ل تحتمسل، ول ترد‬ ‫شيئا منها أو تعطله، فتزل بك قدم الهلك.‬ ‫ومن آثار اليمان بذل ك:‬ ‫- عمسسسل الجاد لتحصسسسيل مسسسا أعده ا تعالى للمؤمنيسسسن،‬ ‫والنجاة مما توعّد به ا العصاة والكافرين.‬ ‫- عدم الجزع لم سا يفوت المؤم سن م سن حطام الدني سا، أو م سا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫يناله مسسن أذى وبلء ومصسسائب ليمانسسه ودعوتسسه وجهاده، بمسسا‬ ‫يرجوه من عوض الخرة ونعيمها وثوابها.‬ ‫وغيسر ذلك مسن الثمرات الكثيرة، فليسس اليمان بذلك - كمسا‬ ‫يحسسب كثيسر مسن الناس - أمورا معرفيسة علميسة وحسسب، بسل هسو‬ ‫إيمان، وتصديق، وإقرار يدفع إلى العمل.‬ ‫)82(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 29. ‫هذه‬ ‫القدر‬ ‫ونؤمسن بالقدر خيره وشره، وأن ا خلق الخلق وقدّر لهسم‬ ‫أقدارا وضرب لهسسم آجال ً، وعلم مسسا هسسم عاملون مسسن قبسسل أن‬ ‫يخلقهسم، فعلم مسا كان ومسا سسيكون، ومسا لم يكسن؛ لو كان كيسف‬ ‫يكون.‬ ‫هداهسم النجديسن، فأمرهسم بطاعتسه، ونهاهسم عسن معصسيته،‬ ‫وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته.‬ ‫ومشيئته تنفذ، ل مشيئة للعباد – إل ما شاء لهم – فما شاء‬ ‫لهسم كان ومسا لم يشسأ لم يكسن، يهدي مسن يشاء، ويعصسم وينجسي‬ ‫فضل ً منسه، ويضسل مسن يشاء، ويُشقسي ويخذل عدل ً منسه، وكسل‬ ‫العباد يتقلبون فسي مشيئتسه بيسن فضله وعدله، ل رادّ لقضائه ول‬ ‫مُعقّبَ لحكمه، ول غالب لمره.‬ ‫كل ول سعيٌ لديه ضائعُ‬ ‫ما للعباد عليه شيءٌ واجبٌ‬ ‫فبفضله وهو الكبيرُ الواسعُ‬ ‫إن عذبوا فَبِعَدْلِهِ أو نُعّموا‬ ‫والخير والشر؛ مقدران على العباد.‬ ‫ولم يكلف ا العباد إل م سسسا يطيقون، ول حول ول قوة إل‬ ‫س‬ ‫بالله؛ أي ل حيلة لح سسد، ول تحول لح سسد ع سسن معص سسية ا إل‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫بمعونة ا سبحانه، ول قوة لحد على إقامة طاعة ا والثبات‬ ‫عليها إل بتوفيق ا.‬ ‫)92(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 30. ‫هذه‬ ‫وكمسسا أن المسسسبّبات مسسن قدر ا الذي فرغ منسسه، فكذلك‬ ‫أسبابها أيضا من قدر ا الذي فرغ منه.‬ ‫واليمان بالقدر على درجت ين؛ و كل در جة تتض من‬ ‫شيئي ن:‬ ‫فالدرجسسسسسة الول ى: اليمان بأن ا علم مسسسسسسا الخلق‬ ‫عاملون، فسبق علمه في كل كائن في خلقه، فقدّر ذلك تقديرا‬ ‫محكما، قال تعالى: }وَمَسا يَعْزُسبُ عَسنْ رَبّسكَ مِسنْ مِثْقَالِ ذَرّةٍ فِسي‬ ‫الَر ْضِ وَل ف ِي ال سّمَاءِ وَل أ َصْغرَ م ِنْ ذل ِكَ وَل أَكْبَرَ إِل ّ ف ِي كِتَا بٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مُبِيْسسنٍ{ ]يونسسس: 16[، وقال تعالى: }وَخَلَسسقَ كُلّ شَيءٍ فَقَدّرَسسهُ‬ ‫تَقْدِيرا{ ]الفرقان: 2[، وقال: }وَكَانسسسسسَ أَمْرُ اِسسسسس قَدَرَا مقْدُورَا{‬ ‫َ‬ ‫]الحزاب: 83[.‬ ‫ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وضمّنه مقادير الخلق.‬ ‫عن عبادة بن الصامت رضي ا عنه قال: )يا بني! إنك ل‬ ‫تجسد حقيقسة اليمان حتسى تعلم أن مسا أصسابك لم يكسن ليخطئك،‬ ‫ومسا أخطأك لم يكسن ليصسيبك، سسمعت رسسول ا عليسه الصسلة‬ ‫والسسلم يقول: "إن أول مسا خلق ا القلم فقال له اكتسب، قال:‬ ‫رب وماذا أكتسسب؟ قال: اكتسسب مقاديسسر كسسل شيسسء حتسسى تقوم‬ ‫الساعة"، يا بني! إني سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫) (‬ ‫يقول: "من مات على غير هذا فليس مني"( 7 .‬ ‫قال تعالى: }أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اَ يعْلَمُ مَا فِي السّماءِ وَالرْضِ‬ ‫َ‬ ‫إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اِ يَسِيرٌ{ ]الحج: 07[.‬ ‫7 رواه أحمد وأبو داود، واللفظ لبي داود.‬ ‫)03(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 31. ‫هذه‬ ‫وهذا التقديسسر يكون فسسي مواضسسع مجمل ً، وفسسي مواضسسع‬ ‫مفصل ً، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق الجنين‬ ‫قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات أن يكتبها؛‬ ‫رزقه، وأجله وعمله، وشقي أم سعيد.‬ ‫فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه ا تعالى فيه أنه‬ ‫كائن، ليجعلوه غيسسر كائن، لم يقدروا عليسسه، ولو اجتمعوا كلهسسم‬ ‫على شيسء لم يكتبسه ا تعالى ليجعلوه كائنسا لم يقدروا عليسه،‬ ‫جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.‬ ‫ومسسا أخطسسأ العبسسد لم يكسسن ليصسسيبه، ومسسا أصسسابه لم يكسسن‬ ‫ليخطئه.‬ ‫الدرجسسة الثانيسس ة: اليمان بمشيئة ا النافذة، وقدرتسسسه‬ ‫الشاملة وأن ما شاء ا كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في‬ ‫السماوات والرض من حركة ول سكون إل بمشيئة ا سبحانه‬ ‫وتعالى، ول يكون في ملكه إل ما يريد.‬ ‫ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن‬ ‫معصيته، وهو سسبحانه يحسب المتقيسن والمحسسنين والمقسسطين،‬ ‫ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ول يحب الكافرين،‬ ‫ول يرضى عن القوم الفاسقين، ول يأمر بالفحشاء، ول يرضى‬ ‫لعباده الكفر، ول يحب الفساد.‬ ‫فله سسسسبحانه مشيئتان، وهمسسسا خلق ا وأمره، وقدرتسسسه‬ ‫وشرعسسه، كمسسا قال سسسبحانه وتعالى: }أَل لَسسهُ الخَلْسسقُ وَالَمْرُ{‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫]العراف: 45[.‬ ‫)13(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 32. ‫هذه‬ ‫مشيئة شرعيسة؛ وهسي أمره الشرعسي الذي قسد يُعصسى‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫سبحانه فيه ويُخالف.‬ ‫ومشيئة قدر ية؛ فلن تجد لسنة ا تبديل ً، ولن تجد لسنة‬ ‫ا تحويل ً، فل يُعصى أمره الكوني القدري.‬ ‫فتلك سنته شرعا وأمرا، وهذه سنته قضاءً وقدرا.‬ ‫وأفعال العباد؛ خلق ا وفعسسسسسسسل العباد، فالعباد فاعلون‬ ‫حقيقة، وا خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن أو الكافر، والبر‬ ‫أو الفاجسسر، والمصسسلي والصسسائم، وللعبادة قدرة على أعمالهسسم‬ ‫ولهم إرادة، وا خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، قال تعالى:‬ ‫}وَاُس خَلَقَكُسمْ وَمَسا تَعْمَلُونسَ{ ]الصسافت: 69[، وقال تعالى: }لِمَسنْ‬ ‫شَاءَ مِنْكُ سمْ أ َ سنْ يَ سسْتَقِيمَ * وَمَ سا تَشَاءُون سَ إِل ّ أَن يَشَاءَ اُ س رَبّ س‬ ‫س‬ ‫العَالَمِين سَ{ ]التكوي سر: 82 - 92[، وهذه الدرج سة يكذب به سا عام سة‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫القدرية وغل فيها قوم من أهل الثبات، حتى سلبوا العبد قدرته‬ ‫واختياره وأخرجوا عن أفعال ا وأحكامه حِكَمها ومصالحها.‬ ‫فنحسن وسسط فسي القدر بيسن الجبريسة والقدريسة، فأفعالنسا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ومشيئتنسسا؛ مخلوقتان، والنسسسان فاعسسل لفعاله على الحقيقسسة‬ ‫مختار، له إرادة ومشيئة.‬ ‫وهذا جملة مسا يحتاج إليسه فسي هذه المسسألة مسن نَوّر اُس‬ ‫قلبَه من أولياء ا تعالى.‬ ‫فأصل القدر سر ا في خلقه، قد طوى ا تفاصيل علمه‬ ‫عن عباده، ونهاهم عن التعمق فيه، فقال في كتابه: }ل ي ُسْئلُ‬ ‫َ‬ ‫عَمّسا يَفعَلُ وَهُسمْ يُسسأَلُونَ{ ]النسبياء: 32[، فمسن سسأل: لم فعسل؟‬ ‫ْ‬ ‫)23(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 33. ‫هذه‬ ‫فقسد رد حكسم الكتاب، ومسن رد حكسم الكتاب؛ فقسد كفسر وخسسر‬ ‫وخاب.‬ ‫وذلك أن العلم علمان:‬ ‫علم أنزله ا تعالى في الخلق؛ فهو موجود.‬ ‫وعلم حجبه ا عنهم؛ فهو مفقود.‬ ‫فإنكار العلم الموجود؛ كفسسر، وادعاء العلم المفقود؛ كفسسر،‬ ‫ول يثبست اليمان إل بقبول العلم الموجود، وترك العلم المفقود،‬ ‫ورده على عالمه الغفور الودود.‬ ‫ومن آثار اليمان بالقدر وثمرات ه:‬ ‫- أن يتوكل المؤمن على ا حق التوكل، فل يتخذ السباب‬ ‫أربابا، ول يتك سل عليه سا، ب سل يخلص توكله على ا وحده، فك سل‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫شيء بتقديره سبحانه.‬ ‫- ومنهسسا؛ اطمئنان قلب المؤمسسن وعدم جزعسسه أو تحسسسره‬ ‫على مسسا يصسسيبه ويجري عليسسه مسسن أقدار ا تعالى، فل يأسسسى‬ ‫لفوات محبوب أو حصسسسول مكروه، فكسسسل ذلك بقدر ا تعالى،‬ ‫وما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه.‬ ‫)33(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 34. ‫هذه‬ ‫اليمان‬ ‫واليمان؛ عم سسل وقول وني سسة، فه سسو اعتقاد بالجنان وإقرار‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫باللسان، وعمل بالجوارح.‬ ‫واعتقاد الجنان أو القلب؛ قوله، وعمله، فقول القلب؛ هسسسو‬ ‫س‬ ‫معرفت سه أو عمله وتص سديقه، وم سن أعماله؛ الرض سى، والتس سليم،‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫والمحبة، والنقياد، والخبات، ونحوه.‬ ‫)43(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 35. ‫هذه‬ ‫فالقول؛ قول القلب واللسسسسسان، والعمسسسسل؛ عمسسسسل القلب‬ ‫) (‬ ‫والجوارح، والتصديق يكون بالقلب، واللسان والجوارح 8 .‬ ‫واليمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وله شعب - كما‬ ‫أخسبر الصسادق المصسدوق - أعلهسا؛ ل إله إل ا، وأدناهسا إماطسة‬ ‫الذى عسسن الطريسسق، وله عرى كثيرة، أوثقهسسا؛ الحسسب فسسي ا‬ ‫والبغض في ا، والموالة في ا والمعاداة في ا.‬ ‫ومسسن شعبسسه؛ مسسا هسسو أصسسل اليمان، يزول اليمان بزواله‬ ‫وينتقض، كشعبة التوحيد- ل إله إل ا - والصلة، ونحوها مما‬ ‫نص الشارع على زوال أصل اليمان وانتقاضه بتركه.‬ ‫ومنهسا؛ مسا هسو مسن واجبات اليمان، ينقسص اليمان الواجسب‬ ‫بزواله سا، كالح سب ف سي ا، والبغ سض ف سي ا، وأن يأم سن جارُه‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫بوائقَسه، ونحوه ممسا يأثسم تاركسه، ومثله اقتراف المحرمات كالزنسا‬ ‫وشرب الخمسر والسسرقة، وصساحبه ل يكفسر ول يزول عنسه أصسل‬ ‫اليمان، بسسسل ينتقسسسص بذلك إيمانسسسه الواجسسسب، فل يكون مسسسن‬ ‫المؤمنين المستحقين للوعد المطلق، السالمين من الوعيد.‬ ‫ومسن شعسب اليمان؛ مسا هسو مسن كمال اليمان المسستحب،‬ ‫) (‬ ‫كإماطة الذى عن الطريق، وحسن العهد 9 ، ونحوه مما هو من‬ ‫مكملت اليمان المستحب فل يأثم من أخل به.‬ ‫8 كما في الحديث الصحيح: )... والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه(.‬ ‫9 والمقصسود بحسسن العهسد هنسا؛ الصسلة والحسسان كمسا فسي إقبال النسبي‬ ‫صسلى ا عليسه وسسلم واهتمامسه بعجوز، سسألته عنهسا عائشسة رضسي ا‬ ‫عنها فقال: )إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من اليمان(.‬ ‫)53(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 36. ‫هذه‬ ‫وعليسسه فلليمان أصسسل ل يصسسح اليمان إل بسسه، وله كمال‬ ‫واجسب، وكمال مسستحب، وكسل نفسي لليمان ورد فسي نصسوص‬ ‫الشرع فإمسا أن يراد بسه نفسي أصسل اليمان فيكون صساحبه كافرا،‬ ‫كقوله تعالى: }فَل َ وَرَبّسكَ ل َ يُؤمنُونس حَتَسى يُحَكّمُوكس فِيْمَسا شَجَرَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بَيْنَهُ سمْ ثُمّ س ل يَجِدُوا فِ سي أَنْفُ سسِهِمْ حَرَجَا مِمّ سا قَضَيْ ستَ وَيُ سسَلّمُوا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ت َسْلِيما{ ]النساء: 56[، وإما أن يراد به نفي اليمان الواجب - أي‬ ‫كماله الواجسب - يكون صساحبه آثما أو فاسسقا، كقول النسبي عليسه‬ ‫) (‬ ‫الصسلة والسسلم: )ل يدخسل الجنسة مسن ل يأمسن جاره بوائقسه( 01 ،‬ ‫) (‬ ‫أو قوله: )ل يزنسي الزاني حين يزني وهو مؤمن... الحديسث( 11 ،‬ ‫أو قوله: )ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه(.‬ ‫وذلك لن نفي اليمان؛ صيغة وعيد، والوعيد ل يرد إل في‬ ‫حسق مسن فعسل محرما أو ترك واجبا، فإمسا أن يكون مسن أصسل‬ ‫اليمان أو مسسن اليمان الواجسسب، ويتسسم التفريسسق والتمييسسز بيسسن‬ ‫الدللتين هل هي دللة على الكفر - انتقاض أصل اليمان - أو‬ ‫على الفسسسق - انتقاص اليمان الواجسسب -؛ بقرائن تعرف مسسن‬ ‫النص نفسه، أو من نصوص الشارع الخرى.‬ ‫ومن انتقض إيمانه بشيء من نواقض اليمان؛ فكفر، لم‬ ‫تنفعسه بقيسة شعسب اليمان إن وجدت عنده، ومسن أخسل باليمان‬ ‫الوجسب؛ فهسو إلى مشيئة ا، إن شاء عذبسه، وإن شاء غفسر له،‬ ‫ما دام عنده أصل اليمان.‬ ‫01 رواه مسلم.‬ ‫11 رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم.‬ ‫)63(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 37. ‫هذه‬ ‫فل نميسسسسل فسسسسي باب وعيسسسسد ا ل إلى المرجئة ول إلى‬ ‫الخوارج، كمسسا ل نميسسل فسسي باب أسسسماء اليمان والديسسن ل إلى‬ ‫الحرورية والمعتزلة... ول إلى المرجئة والجهمية.‬ ‫ومن ثمرات هذا البا ب:‬ ‫- الحرص على الطاعسسسة والمبادرة إلى العمسسسل الصسسسالح،‬ ‫والمسبقة إلى الخيرات، ليبقى إيماننا في ازدياد، مع المحافظة‬ ‫دوما على أصسسسل اليمان وتحصسسسينه، فإنسسسه رأس المال وعروة‬ ‫النجاة الوثقى.‬ ‫الكفر‬ ‫ون سبرأ إلى ا م سن ضلل مرجئة العص سر، وجهمي سة الزمان؛‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫الذيسن ل يرون الكفسر إل فسي الجحود والتكذيسب القلبسي وحده،‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫فهوّنوا بذلك الكفسر وسسهّلوه، ورقّعوا للكفرة الملحديسن، وأقاموا‬ ‫الشبه الباطلة التي تسوّغ كفر وتشريع الطواغيت.‬ ‫ونعتقسسد أن قولهسسم: "أن المرء ل يكفسسر إل بجحود قلبسسي"؛‬ ‫قول بدعسسي، فالجحود - كمسسا قرر علماؤنسسا المحققون - يكون‬ ‫بالعمل والقول، أي بالجوارح، كما يكون بالقلب، والتصديق مثل‬ ‫ذلك.‬ ‫)73(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 38. ‫هذه‬ ‫والكفسر أنواع؛ فمنسه كفسر الجحود، ومنسه كفسر الجهسل، ومنسه‬ ‫كفر العراض.‬ ‫ونواقسض السسلم كثيرة، ولحوق الرجسل بالكفسر أسسرع مسن‬ ‫لحوقه بالسلم.‬ ‫وكما أن اليمان عندنا؛ اعتقاد وقول وعمل، فكذلك الكفر؛‬ ‫يكون اعتقادا، ويكون قول ً، ويكون عمل ً.‬ ‫ومسن الكفسر والظلم والفسسق؛ مسا هسو أكسبر، ومنسه مسا هسو‬ ‫أصغر، والقول بأن الكفر العملي؛ مطلقا كفر أصغر، وأن الخطأ‬ ‫العتقادي؛ مطلقا كفر أكبر، قول بدع يّ، بل الكفر العملي؛ منه‬ ‫الصسغر ومنسه الكسبر، وكذلك الخطسأ أو النحراف فسي العتقاد؛‬ ‫منه ما هو كفر أكبر ومنه ما هو دون ذلك.‬ ‫فمن أعمال الجوارح؛ ما أخبر ا تعالى بأنه كفر أكبر، ولم‬ ‫يشترط لذلك أن يصاحبه اعتقاد أو جحود أو استحلل، كالتشريع‬ ‫مسع ا مسا لم يأذن بسه ا، وكالسسجود للشمسس والصسنام، أو‬ ‫سسب ا، أو الديسن، أو النسبياء، أو إظهار السستهزاء، أو السستهانة‬ ‫بشيء من الدين.‬ ‫ومنهسا؛ مسا هسو مسن المعاصسي غيسر المكفرة، التسي ل تخرج‬ ‫صساحبها مسن دائرة السسلم إل أن يسستحلها، كالزنسى والسسرقة‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫وشرب الخمر ونحوها.‬ ‫ول نقول: "ل يضسر مسع اليمان ذنسب"، بسل مسن الذنوب مسا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫ينقسسص اليمان، ومنهسسا مسسا ينقضسسه، ونسسبرأ مسسن أقوال المرجئة‬ ‫المؤديسة إلى التكذيسب بآيات الوعيسد، وأحاديثسه الواردة فسي حسق‬ ‫)83(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 39. ‫هذه‬ ‫العصسساة مسسن هذه المسسة، أو فسسي حسسق الكفار والمشركيسسن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫والمرتدين.‬ ‫ونؤمسن بأن الميثاق الذي أخذه ا تعالى مسن آدم وذريتسه؛‬ ‫حسق، وأنسه سسبحانه خلق عباده حنفاء فاجتالتهسم شياطيسن الجسن‬ ‫والنسسس عسسن دينهسسم، وشرعسست لهسسم مسسا لم يأذن بسسه ا، وأن‬ ‫المولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانسسسسسسه أو ينصسسسسسسرانه أو‬ ‫يمجسانه أو يشركانه.‬ ‫ولذلك نعتقد أن كل من دان بغير دين السسلم فهو كافر،‬ ‫سواء بلغته الرسالة أو لم تبلغه، فمن بلغته؛ فهو كافر معاند أو‬ ‫كافر معرض، ومن لم تبلغه؛ فهو كافر جاهل، فللكفر درجات،‬ ‫كما أن لليمان درجات.‬ ‫ومسسع هذا؛ فلم يكتسسف ا تعالى بحجسسة الميثاق والفطرة‬ ‫على عباده، فأرسل إليهم الرسل يذكرونهم بالميثاق الذي أخذه‬ ‫ا عليهم، وأنزل عليهم كتبه وجعل آخرها كتابه المهيمن عليها‬ ‫"القرآن الكريسم"، الذي ل يأتيسه الباطسل مسن بيسن يديسه ول مسن‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫خلفسه، وحفظسه مسن التبديسل، وجعله حجسة بالغسة واضحسة قائمسة‬ ‫على كسل من بلغسه، فقال: }وَأُوحِسيَ إِليّس هَذَا القُرآن ُس لُنْذِرَكُسم بِسهِ‬ ‫َ‬ ‫وَمَسنْ بَلَسغَ{ ]النعام: 91[، فديسن ا فسي الرض والسسماء واحسد‬ ‫هو دين السلم.‬ ‫قال تعالى: }إِنّس الدّينس عِنْدَ اِس الِسسْلمُ{ ]آل عمران: 91[،‬ ‫َ‬ ‫وقال تعالى: }وَرَضِيت سُ لَكُ سمُ الِ سسْلمَ دِيْنَا{ ]المائدة: 3[، فنح سن‬ ‫س‬ ‫ندين به، ونبرأ من كل ما خالفه، ونكفر بكل ما ناقضه وعارضه‬ ‫مسن المناهسج الكافرة والملل الباطلة والمذاهسب الفاسسدة، ومسن‬ ‫)93(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬
  • 40. ‫هذه‬ ‫ذلك بدعسة العصسر الكفريسة "الديمقراطيسة"، فمسن اتبعهسا وابتغاهسا‬ ‫فقد ابتغى غير السلم دينا، قال تعالى: }وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الِسْلمِ‬ ‫دِينَا فَل َنْ يُقْبَلَ مِن ْهُ وَهُوَ ف ِي الخِرَةِ م ِنَ الخَا سِرِينَ{ ]آل عمران:‬ ‫58[.‬ ‫ولذا نكفّسسر مسسن شرّع مسسع ا وفقا لديسسن الديمقراطيسسة -‬ ‫تشريع الشعب للشعب - كما نكفر من اختار أو وك ّل وأناب عن‬ ‫نفسسه مشرّعا، لنسه قسد ابتغسى غيسر ا حكما وربا ومشرّعا، قال‬ ‫تعالى: }أ َسمْ لَهُسمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُسم مِسنَ الدّينس مَسا لَسمْ يَأذَن بِسهِ‬ ‫ِ‬ ‫اُس{ ]الشورى: 12[، وقال سسبحانه: }اتّخَذُوا أَحْبَارَهُسمْ وَرُهْبَانَهُسمْ‬ ‫أَرْبَابَا منْ دُونِ اِ... الية{ ]التوبة: 13[.‬ ‫ِ‬ ‫ومسسع هذا؛ فنحسسن ل نكفسسر عموم الناس المشاركيسسن فسسي‬ ‫النتخابات، إذ ليسس جميعهسم يبتغون فسي مشاركتهسم فيهسا أربابا‬ ‫مشرّعين، بل منهم من يقصد إلى اختيار نوابا للخدمات الدنيوية‬ ‫والمعيشيسة، وهذا أمسر عمّست بسه البلوى، واختلفست فيسه مقاصسد‬ ‫المنتخسسبين الذيسسن ل يباشرون ول يمارسسسون التشريسسع كالنواب،‬ ‫ولذلك فنحسن ل نبادر إلى تكفيسر أعيانهسم كمسا نكفسر أعيان النواب‬ ‫المباشرين للكفر البواح من تشريع ونحوه.‬ ‫ونقول: إن المشارك سسة ف سسي النتخابات التشريعي سسة عم سسل‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫كفري... ول نكفسسر بالعموم، بسسل نفرّق بيسسن مقارفسسة النسسسان‬ ‫لعمسل مكفسر، وبيسن تنزيسل حكسم الكفسر عليسه، والذي يلزم فيسه‬ ‫إقامة الحجة إذا أشكلت المور، والتبست الحوال، وورد احتمال‬ ‫) (‬ ‫انتفاء القصد في مثل هذه البواب 21 .‬ ‫21 وقد فصلنا ذلك في رسالتنا الثلثينية في التحذير من أخطاء التكفير.‬ ‫)04(‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬