2. أ - مسعود أبو السعود
كان لمسعود مخبز مشهور )من أيام المرحوم والده أسعد( يتصدر مركز جزيرة البهامة و يسؤمه سسائر سسكانها.
كان خبزه من أشهى ما يطهى و كان مسعود دائما يذكر بخير في حضوره و حتى في غيابه ... إن لم تكسن تلسك
النادرة التي أحبها القوم سرا : إحذرو مسعود الخباز، خبزه العجيب يشكل الزواج !
كان مسعود على علم بالنادرة، بل لعله استلطفها فقد كانت فعل تدر عليه أرباحا إضافية. و كما لكسل أسسطورة
جزء من الحقيقة كان لهذه النادرة تاريخ من الصدف جعل منها تنمو إلى حسد المسر المسسلم. لعسل أكثرهسا وقعسا
كان تصاهر العسائلتين الكسثر نفسوذا و عسداء فسي الجزيسرة حيسث علست الزغساريت فسي ليلسة كسادت تمسزق صسمتها
البنادق ! على رأي شهود العيان كان الفضل يعود لتقاسم أعيان العائلتين قطعا من خبز مسسعود مغموسسة فسي
زيت الزيتون قبل النظر في المر ...
المثلة عديدة في هذا السياق لكن مسعود لم يكن فعل مؤمنا بقدرات خبزه الخارقة. في البداية كان يسرى فسي
ذلك نوعا من تآمر القوم على أنفسهم في محاولسة لتسبرير مسواقفهم بمثسل هسذه الخسزعبلت. ثسم رأى فسي ذلسك
بعضا من ضروب الطب الرازي : من فعل يريد أن يفرق بين زوج إختار نفسه من بين مئات ؟ كان مسعود أول
من يعلم أن ل أحد يريد ذلك سوى الموت. الموت السذي سسحب مسسعودة مسن بيسن ذراعيسه ليلسة ولدة التسوأم :
سعد و سعيد. منذ تلك الليلة و مسعود يصب "جام" حنانه عليهما مع مضاعفة الحصة ! مسعود أبو السعود كما
يناديه أهل الجزيرة كان فاقدا لشيء ما انفك يعطيه بل حساب : أمل ممزوج بحلوة مضغة الخبز.
سعد و سعيد، طفلن فتحا أعينهما الصغيرة في الفرن العائلي علسى صسورة لسم تتغيسر حستى بلغسا العشسرين. أب
قسمت ظهره الحياة يوم جاءت تسعده فقرر أن يستقيل من أعبائها المتعبة مفوضا لهما كل صغيرة أو كبيرة.
و كان لسعيد التفوق في ذلك حيث لعب دور المسير في عائلة بدون قبطان. كانت أمور المنزل منوطة بعهدته
منذ نعومة أظفاره و حين إشتد عوده تسلم مقاليد الفرن فأجاد إستعمالها.
أما سعد فلم يكن من أصحاب العمال كأخيه و ل من أصحاب التدين المفرط كأبيه و بصفة أعم، لسم تكسون لسه
علقة واضحة بأصحاب الجزيرة. كان سعد كثير الغياب و شديد تقلب المزاج لكنسه كسان جليسسا خيسرا و صساحب
نصيحة. كانت غياباته تستمر أحيانا عدة اسابيع و لم يكون أحد يعلم ما كان يصنعه فسي خلسوته. لكنسه كسان يعسود
كل مرة في مزاج أحسن و في جعبته عديد القصص العجيبة و لعل ذلك سبب صمت الجميع عن سر غيابه. لسم
س
يكن هناك ل سعيدة و ل سعدة. و ليس ذلك من باب لؤم القلم إنما هو داء عسم الجزيسرة، إذ لسم تولسد بهسا أنسثى
منذ عقود.
3. ب - سعد سعود !
يا الله ! ما أحل صوت الذان حتى في جزيرة البهامة. هذا سعد يسعى إلى الغاب و عليه سمات المسافر. كأنه
يعد لخلوه طويلة. ماهي إل بضع دقائق حتى انفضت الجماعة كل يشق طريقه مغادرا، إل شبح موشسح بالسسواد
يتوجه نحو المام. يوشوش الشبح بعض الكلمات في أذن الشيخ فيهم واقفا و أصسابعه تلعسب بيسن ثنايسا لحيتسه و
هو يردد : "يا الله ! كم إنتظرت هذا اليوم !!!" ثم يتوجه الشيخ نحو منزله المحاذي للمسجد مشسيرا للشسبح أن
يتبعه لكن نحو ماذا ؟
هذا هو لؤم القلم بعينه. على القارئ أن ينتظر الباب "ج - الشبح" ليعلم تفاصيل القصه كامله !
لنلق سي نظ سرة عل سى س سعد. ه ساهو يه سرول بي سن الش سجار م سرددا ك سالمعتوه: "عن سد اكتم سال القم سر أنظ سر ص سفحة
س س س س س س س س س س س س س س س
الكاماسسسوتراه ..." و بعسسد كيلومسسترين مسسن الهرولسسة هسساهو يكسساد يلفسسظ أنفاسسسه الخيسسرة أمسسام تلسسك الحجسسرة
الصخرية. يرفع سعد رأسه إلى السماء ثم يطأطئها مطمئنا لتمام البدر قبل أن يدلف إلى داخل الحجسرة. غريبسة
س س
تلك الحجرة جدرانها من أحجار سوداء بازلتيه تلمع تحت نور البدر. لكن سعد كان يعلم أي الحجار يريسسد. واحسسد
منها فقط تأتيه أشعة القمر مباشرة عبر ثقوب معقدة الهندسة في سقف الحجسرة. عنسدما وجسد سسعد الحجسر،
س س س س س
جلس أمامه منتظرا أن تتعود عيناه أجواء المكان حتى رأى ما رأى.
4. ج - يال الشبح !
عاد الشبح إلى منزل في أطراف الجزيرة بعض زيارته القصيرة إلى الشيخ. هاهو يدلف إلى الحجسرة الساسسيه
و يخلع عباءته ... يا الله كم تكون الكنية ظالمة بعض الحيان ! فوراء السواد جمال كأجود أنواع الخمر لم يسزده
س
العمر إل حلوة. هي "أمل" آخر من أنجب على الجزيرة. هساهي تبكسي سسبب زيارتهسا للشسيخ. مثلهسا مثسل جميسع
نساء الجزيرة اللتي حاولن النجاب. قذرة هي الحياة ... حين ترمي الم بنتها لثعلب مثله.
- "أماه ... حماتي تنادي بالبنت ... ما العمل ؟"
- "الشيخ تراه يعلم ..."
- "و ما دخل الشيخ في أمور النجاب ؟"
- "الشيخ وحده يعلم ..."
ذهبت أمل للشيخ فكسر فيها شيئا كانت تجهل وجوده و إن حزنت لفقدانه. بعد أشهر رزقت أمل بصبي فخسساب
ظن حماتها. لكنها لم تيأس و أرادت أن تنجب بنتا مهما كلفت المور. حاولت أمل أن تعلم زوجها بعض مسا أتساه
س س
الشيخ عليها لكنها صدمت برفضه المطلق : "هذه كبيره !". حينها علمت أمل أن الشيخ قد أحكم إرساء قوانين
اللعبة. هاهو يستحل بنات الجزيرة في بيته و يدعو وصل الزواج كبيرة مسن الكبسائر فسي خطبتسه ! يسا اللسه كيسف
تكون الحماقة راسخة في الذهان إلى هذا الحد !!!
لكن أمل لم تيأس و هددت الشيخ بأن تفضح أمره بين الناس عدة مرة. و ذات ليلة أخرج ذلسك الثعلسب مخسالبه
القذرة و أودى بحياة زوجها و إبنها. صمتت أمل كثيرا و كان صمتها حزنا ل خوفسا. لكنسه لسم يسذهب سسدى حيسث
وضعت طواله خطة إنتقام محكمة.و كسانت أول خطسوه فيهسا زيارتهسا اليسوم للشسيخ. حيسث أوهمتسه أنهسا تريسد أن
تطوي صفحة الماضي و أن تصبح إحدى زوجاته. و كان الشيخ ضعيفا أمام الجمسال فصسدق كلمهسا و تسوهم أنهسا
تبحث عن الجنس المقنن في حظوته. بل و حدد موعد الزواج يوم الخطبة المقبلة.كانت أمل تسستعيد كسل هسذه
الحداث حين طرق الباب ...
- "من الطارق ؟"
- "أنا سعد. ابن مسعود الخباز ..."
- "ماذا تريد بي بهذا الليل ؟"
- "ما أردت إل خيرا ... إفتحي رجاءا ."
- "كلمك ل يكفي ..."
- "إفتحي ... قد علمت من قتل زوجك و إبنك. فافتحي رجاءا !"
و فتحت أمل و ما رأت في كلم سعد جديدا و لكن رأت فيه رغبة في المساعدة كانت في أمس الحاجة لها.
5. د - أمل و سعد
تحدث سعد و أمل طويل. هو عن خلسواته العديسدة فسي حجسرة البسازلت و عسن عديسد النصسوص الستي قرأهسا فسي
تفسير أمور الحياة و الدين. و هي عن خطتها في النتقام و عن سر كانت تخفيه لسنوات.
- "ماذا ! ذهبت يوم إلى خارج الجزيرة ؟ ماذا تعنين بذلك ؟"
- " إنه سر كان يجمعني بأبي قبل وفاته. كان يصحبني كثيرا للصيد على ضفاف الجزيرة. ذات يوم هبت
عاصفة شديدة رمت بالزورق إلى عرض المحيط."
- "يا الله ! و الحيتان ..."
- " تلك من كذبات الشيخ أيضا ! لقد صادفنا العديد منها و لم تكن على شاكلة الوحوش التي كان يحدث
عنها ! بعد يومين كدنا أن نهلك عطشا لول مرور مركسب عظيسم حسذونا. أسسعفنا أهسل المركسب ثسم أعادونسا إلسى
اليابسة ... لكنها لم تكون جزيرة البهامه."
- "عظيم لعله بر المان، هي أرض جاء ذكرها على جدران الحجرة. هل لقيتم هناك إماما أو عالما ؟"
- " أظن أبي فعل. لكنني كنت طفله ... كل ما أذكره هو أنه قضى بعد أسبوع بعد أن اعتراه هم شديد. بعدها
أعادني بعض أهل البر إلى الجزيرة ..."
- " يا الله ! كم عبثت بك الحياة يا أمل ... لكن عليك أن تصمدي إلى أن تأخذي حقك من هذا النذل. علينا أن
نطلق سراح الجميع من قبضته !"
- ل تخشى علي ... سوف أطعن ذلك السافل يوم زواجنا حتى يموت مرارا و تكرار !"
"
- "و إن كانت لي فكرة أفضل ؟"
- "لن يشفي غليلي غير ذلك ... أريد أن أعبث بجسده مثلما مثل بلحمي و دمي !"
- " و إن أتينا بالعالم الذي أنشئ الحجرة ؟ سوف يفضحه أمام المل ثم يقتتله القوم حتى الفجر ! مال جميلة
مثلك و مال مثل هذه العمال السوداء ..."
- "لست أدري ما أقول ..."
- "أتركي لي أسبوعا حتى يوم الخطبة. ثم افعلي ما بدا لك."
- "هل ستبحر ؟"
- "نعم. لقد نسخت خريطة من الحجرة تؤدي إلى مكان بانيها."
- "صحبتك السلمه ..."
- "فلتصحبك أيضا !"
6. ه - أكشن ...
هذا الباب هنا ليفسر كيف فعلها سعد ؟ و رغم أني ل أجد له ضرورة مثل العديد من التفاصسيل السساخنه الستي
س س س
تم تجاوزها مسن طسرف قلمسي اللئيسم و هسذا فسي سسياق أن موضسوعنا ليسس كتابسة فلسم :( فسإني أعطسي بعسض
التفاصيل :
طبعا من البديهي أن يفكر سعد في صنع وسسيلة تنقلسه إلسى بسر المسان. يمكسن أن نتصسور أيضسا أن الشسيخ قسد
ينصب له العسس ثمة يشك في أمره فيحاول تعطيل مشاريعه ...
يمكن أيضا أن يتم إختطاف سعد من طرف مخلوقات فضائيه كان تتابع القصه على التلفاز في برنامج "عنسدي
س
من نقلك" المحلي و تريد مساعدته :(
أما أكثر الحتمالت توافقا مع الواقع لعله التي: سعد يركب زورق أبي أمل الذي أعاده أهل البر مسع أمسل إلسى
الجزيرة والتي اعتنت بإخفائه لسنوات. سعد يقاوم مخاوفه التي تربى عليها والستي كسانت تلخسص المحيسط فسي
كروش الحيتان )هنا يمكن إقتباس مشهد أو إثنين من فلم "أنياب البحر"(. بعد يومين و حين يكاد يهلك عطش سا
س
يمر مركب كبير ينتشله من موت محقق. نفس المركب الذي انتشل أمل و أباهسا منسذ سسنين. قبطسان المركسب
يهتم بأمره حين يسمع قصته إذ يجمع الرجلين مسقط رأس واحد: جزيرة البهامة.و يزيد إهتمسام القبطسان حيسن
س س س
يسمع عن خطة سعد و أمل. خلصسة المسر أن القبطسان هسو بساني الحجسرة البازلتيسة و أنسه كسان ينتظسر لسسنين
انتفاضه أهل غادرهم من قسوة ظلم الشيخ فيمد يد المساعده لسعد.
7. و - سقوط الشيخ
جاء يوم الخطبة و استيقظ شيخ الغفلة فاركا يديه. اليوم سيحظى بخلوة مع أجمل جميلت الجزيرة !
" يا الله ! اليوم يومك يا شيخ ! والله ل أخطبن في المل مثلما تخاطب الحمير شماتة في جهلهم و إحتفال بنصر
الشيخ الملك !"
حان موعد الخطبة و إلتئم شمل القوم في بهو المسجد. و حيسن هسم الشسيخ بالحسديث قسام سسعد فسي الجماعسة
فقال: - "يا قوم ! إسمعوني يا قوم و ل تصغوا لذلك الزنديق ! هاهو دليل تحكمه فيكم بإذاعة الجهسل هنسا مسن
منبر المسجد حيث يقال الحق و يؤتى العلم !
هؤلء علماء جاءوا من خارج الجزيرة من أرض تدعى بر المان. بيديهم الدليل فأصغوا لكبيرهم."
اغتاظ الشيخ و هاج و ماج و لكن قلوب أهل الجزيرة كانت ملنة. كل منهسم كسان يعلسم أن طبيعسة الجزيسرة قسد
إختلت على يدي الشيخ فاسكتوه.
تقدم العالم فقال: - " يا أهل البهامه. يا من صرتم كالبهائم على يدي شيخ فاجر و عرف بايد. يا من كنتسم خيسر
ساكن لخير جنه فأصبحتم في نقمة. أنتم أهلي أو إن غبت عنكم مدة و ألقاكم كما تركتكسم علسى حسسن مسوده.
هذا الشيخ المعتوه فرق بين الزواج بل و دنس جميع العراض. يقول أن ذلك صواب و أن الع سرف ل يج سادل. و
س س
هو كاذب دجال ل يرى في العلم نفعا و إنما يجري وراء أهوائه الغريبه. إنسي أدعسوكم لشسيء قسد يحسل ازمتكسم.
فقد علمت أن الطبيعة فقدت موازينها على الجزيرة و حل ذلك أن يستزاوج أهسل الجزيسرة مسن أهسل بسر المسان.
هؤلء بعض إخواني من بر المان قدموا متطوعين معي على مركب. و إني أدعوكم أن ل تخشسوا ركسوب البحسر
بعد اليوم فى ل حيتانه وحوش و ل ريحه قاسيه. إنما ذلك من دسائس الشيخ و كل حر أن يذهب أو يبقى.
أما دليل ضلوع الشيخ فبين يديكم و لعل كبار الجزيسرة يعلمسون أنهسا وحسدها عسائلته ل تنجسب سسوى الصسبيان ...
فهل هذا مقبول ؟ هل هذا هو عرف الجزيرة ؟"
ساد سكون لبرهة بعد كلم الغريب. حتى تعقله بعض المسنين.
- "إنه الحسين ابن حسان ! يا الله خلتك ميتا في كروش الحيتان !"
ثم ساد هرج و مرج البعض يسأل والبعض يريد الجواب حتى إستقر القرار على السترحيب بسإبن حسسان و شسنق
الشيخ الخليع. هاهو سعد يتوجه إلى أمسل. بيسن يسده رغيسف خسبز و علسى طسرف لسسانه كلم كسثير و هساهي أمسل
تستقبله بإبتسامة.
أماسعيد فقد إستغل وجود الحسين لتكسوين أولسى شسركات السسياحة علسى الجزيسرة. و ازدهسرت تجسارتهم حستى
أصبحت الجزيرة قبلة الزوار و لم تنقطع عنها رائحة النثى حتى اليوم !
مسعود استعاد حب الحياة و عاد إلى فرنه يخبز خبز الزواج، فازدهرت تجارته مع تحليل الحب !
كانت هذه حكاية جزيرة البهامة والتي حرف إسمها عبر الجيال فأصبح يعم ارخبيل يدعى جزر الباهاماس. %
