SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  21
‫الحكم‬‫الراشد‬‫ومستقبل‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫في‬‫الجزائر‬
1.‫عمراني‬‫كربوسة‬
‫قسم‬‫العلوم‬‫السياسية‬
‫جامعة‬‫محمد‬‫خيضر‬
_‫بسكرة‬
‫المقدمة‬
‫تطرح‬‫في‬‫السنوات‬‫الخيرة‬‫بالجزائر‬‫قضية‬‫اللصلاحات‬‫بشدة‬‫وهذا‬‫في‬‫العديد‬‫من‬
‫المجالت‬،‫السياسية‬،‫القتصادية‬،....‫الجتماعية‬‫وخالصة‬‫إذا‬‫ارتبطت‬‫بمسألة‬
‫التنمية‬‫الشاملة‬.‫والمستدامة‬
‫فالجزائر‬‫وكغيرها‬‫من‬‫الدول‬‫مطالبة‬‫اليوم‬‫ـ‬‫وقبل‬‫أي‬‫وقت‬‫مضى‬‫ـ‬‫بمسايرة‬
‫مختلف‬‫التحولت‬‫السياسية‬‫القليمية‬‫منها‬،‫والدولية‬‫وذلك‬‫بهدف‬‫تحقيق‬‫تنمية‬
‫شاملة‬،‫ومتوازنة‬‫وبطبيعة‬‫الحال‬‫ل‬‫يتحقق‬‫ذلك‬‫إل‬‫بالخذ‬‫بمؤشراتها‬‫والمتمثلة‬‫في‬
‫أي‬ :‫التمكين‬‫توسيع‬‫قدرات‬‫المواطنين‬‫والحرية‬‫في‬‫اختيارهم‬‫العدالة‬‫في‬:‫التوزيع‬
‫التي‬‫تشمل‬‫المكانات‬‫والفرص‬‫المتااحة‬،‫للفرد‬‫كمصدر‬ :‫التعاون‬‫أساسي‬‫للشباع‬
‫الذاتي‬،‫المن‬‫المتعلق‬ :‫الشخصي‬‫بحق‬‫الحياة‬‫لكل‬‫فرد‬‫بعيدا‬‫عن‬‫أي‬،‫تهديدات‬
‫وأخيرا‬‫التي‬ :‫الستدامة‬‫تضمن‬‫القدرة‬‫على‬‫تلبية‬‫احاجات‬‫الجيل‬‫الحالي‬‫دون‬‫التأثير‬
‫على‬‫احياة‬‫الجيال‬‫اللاحقة‬‫واحقها‬‫في‬‫العيش‬.‫الكريم‬
‫وبدورها‬‫هذه‬‫المؤشرات‬‫ل‬‫تلمس‬‫النوعية‬‫والجودة‬‫إل‬‫في‬‫ظل‬‫نظام‬‫احكم‬‫سليم‬
‫للدولة‬،‫والذي‬‫يرتبط‬‫مباشرة‬‫بآليتي‬‫الشفافية‬‫والمساءلة‬‫كأهم‬‫مرتكزات‬‫الحكم‬
‫الراشد‬‫أو‬‫الحكم‬‫الصالح‬)Good Governance.(
‫وفي‬‫هذا‬‫السياق‬‫تأتي‬‫إشكالية‬‫مداخلتنا‬:‫كالتي‬
‫هل‬‫مستقبل‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫في‬‫الجزائر‬‫مرتبط‬‫ارتباطا‬‫مباشرة‬
‫بتطبيق‬‫مؤشرات‬‫و‬‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد؟‬
‫ومعالجة‬‫هذه‬‫الشكالية‬‫نتطرق‬‫إلى‬‫النقاط‬:‫التالية‬
‫ـ‬‫تعريف‬‫الحكم‬‫الراشد‬
‫ـ‬‫تعريف‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫ومؤشراتها‬
‫ـ‬‫مؤشرات‬‫وآليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬
‫ـ‬‫مستقبل‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫في‬‫الجزائر‬‫في‬‫ظل‬‫الحكم‬‫الراشد‬
.‫خاتمة‬ _
1
‫تعريف‬‫الحكم‬:‫الراشد‬‫أول‬ :
‫هناك‬‫العديد‬‫من‬‫الجتهادات‬‫في‬‫مسألة‬‫تعريف‬‫الحكم‬،‫الراشد‬‫ويرجع‬‫ذلك‬
‫بالساس‬‫إلى‬‫اختلف‬‫الميادين‬‫وتباين‬‫المنطلقات‬‫الفكرية‬‫السياسية‬،‫ال‬‫ق‬‫تصادية‬،
،....‫الجتماعية‬‫لكن‬‫نحاول‬‫رلصد‬‫أهم‬‫التعريف‬‫التي‬‫تتماشى‬‫مع‬‫موضوع‬‫مداخلتنا‬
‫هذه‬‫كالتي‬ :
‫تعريف‬‫تقرير‬‫التنمية‬‫النسانية‬:‫ة‬‫العربي‬‫وهذا‬‫لعام‬)2002‫فان‬ (
‫الحكم‬‫"هو‬ :‫الراشد‬‫الحكم‬‫الذي‬‫يعزز‬‫ويدعم‬‫ويصون‬‫رفاه‬‫النسان‬‫ويقوم‬‫على‬
‫توسيع‬‫قدرات‬‫البشر‬‫وخياراتهم‬‫وفرلصهم‬‫رياتهم‬ّ‫ي‬ ‫واح‬‫القتصادية‬‫والجتماعية‬
،‫والسياسية‬‫ويسعى‬‫إلى‬‫تمثيل‬‫كافة‬‫فئات‬‫الشعب‬‫ل‬ً ‫ك‬ ‫تمثي‬‫ل‬ً ‫ك‬ ‫كام‬‫وتكون‬‫مسؤولة‬
‫أمامه‬‫لضمان‬‫مصالح‬‫جميع‬‫أفراد‬‫الشعب‬ ".
‫تعريف‬‫برنامج‬‫المم‬‫المتحدة‬:‫النمائي‬‫"هو‬‫ممارسة‬‫السلطة‬‫القتصادية‬
‫والسياسية‬‫والدارية‬‫لدارة‬‫شؤون‬‫الدولة‬‫على‬‫كافة‬،‫المستويات‬‫ويشمل‬‫الليات‬
‫والعمليات‬‫والمؤسسات‬‫التي‬‫من‬‫خللها‬‫بر‬ّ‫ي‬ ‫يع‬‫المواطنون‬‫والمجموعات‬‫عن‬
‫مصالحهم‬‫ويمارسون‬‫احقوقهم‬‫القانونية‬‫ويوفون‬‫بالتزاماتهم‬‫ويقبلون‬‫الوساطة‬
‫لحل‬‫خلفاتهم‬ ".
‫تعريف‬‫البنك‬:‫الدولي‬‫بأنه‬‫التقاليد‬‫والمؤسسات‬‫التي‬‫من‬‫خللها‬‫تتم‬‫ممارسة‬
‫السلطة‬‫في‬‫الدول‬‫من‬‫أجل‬‫الصالح‬،‫العام‬‫وهذا‬‫التعريف‬‫يشمل‬ :
‫_عملية‬‫اختيار‬‫القائمين‬‫على‬‫السلطة‬‫ورلصدهم‬.‫واستبدالهم‬
2
‫_قدرة‬‫الحكومات‬‫على‬‫إدارة‬‫الموارد‬‫وتنفيذ‬‫السياسات‬‫السلمية‬.‫بفاعلية‬
‫_ااحترام‬‫كل‬‫من‬‫المواطنين‬‫والدولة‬‫للمؤسسات‬‫التي‬‫تحكم‬‫التفاعلت‬‫القتصادية‬
‫والجتماعية‬‫فيما‬."‫بينها‬)1(
‫انطلقا‬‫من‬‫التعريفات‬‫السابقة‬‫نستخلص‬‫أن‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫وفي‬‫سياقه‬
‫السياسي‬‫تحديدا‬‫هو‬‫الحكم‬‫الذي‬‫تقوم‬‫به‬‫قيادات‬‫سياسية‬،‫منتخبة‬‫وإطارات‬
‫إدارية‬‫ملتزمة‬‫بتطوير‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫برضاهم‬‫وعبر‬‫مشاركتهم‬‫في‬‫مختلف‬
‫القنوات‬‫السياسية‬‫للمساهمة‬‫في‬‫تحسين‬‫نوعية‬‫احياتهم‬‫ورفاهيتهم‬ .
‫ويتم‬‫تطوير‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫عبر‬‫ثلثة‬‫أبعاد‬‫أساسية‬‫تتفاعل‬‫فيما‬‫بينها‬
‫وترتبط‬‫ارتباطا‬‫وثيقا‬‫لنتاج‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫وهي‬ :
_ ‫البعد‬‫المرتبط‬ :‫السياسي‬‫بطبيعة‬‫السلطة‬‫السياسية‬‫وشرعية‬‫تمثيلها‬ .
_ ‫البعد‬‫المرتبط‬ :‫التقني‬‫بعمل‬‫الدارة‬‫العامة‬‫و‬‫مدى‬‫كفاءتها‬ .
_ ‫البعد‬‫القتصادي‬‫المرتبط‬ :‫والجتماعي‬‫بطبيعة‬‫بنية‬‫المجتمع‬‫المدني‬
‫ومدى‬‫استقلليته‬‫عن‬‫الدولة‬‫من‬،‫زاوية‬‫وطبيعة‬‫السياسات‬‫العامة‬‫في‬‫المجالين‬
‫القتصادي‬‫والجتماعي‬‫وتأثيرها‬‫في‬‫المواطنين‬‫من‬‫احيث‬‫الفقر‬‫ونوعية‬‫الحياة‬
‫من‬‫زاوية‬،‫ثانية‬‫وكذا‬‫علقتها‬‫مع‬‫القتصاديات‬‫الخارجية‬‫والمجتمعات‬‫الخرى‬‫من‬
‫زاوية‬).‫ثالثة‬2 )
‫ولعل‬‫مكمن‬‫التفاعل‬‫بين‬‫هذه‬‫البعاد‬‫الثلثة‬‫يتضح‬‫لنا‬‫أنه‬‫ل‬‫يمكن‬‫تصور‬
‫إدارة‬‫عامة‬‫فاعلة‬‫من‬‫دون‬‫استقللية‬‫عن‬‫نفوذ‬‫رجال‬،‫السياسة‬‫كما‬‫أنه‬‫ل‬‫يمكن‬
‫للدارة‬‫السياسية‬‫واحدها‬‫من‬‫دون‬‫وجود‬‫إدارة‬‫عامة‬‫فاعلة‬‫من‬‫تحقيق‬‫إنجازات‬
‫في‬‫السياسات‬،‫العامة‬‫ول‬‫تستقيم‬‫السياسات‬‫القتصادية‬‫والجتماعية‬‫بغياب‬
‫المشاركة‬‫والمحاسبة‬،‫والشفافية‬‫لذلك‬‫فإن‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫هو‬‫الذي‬‫يتضمن‬
‫احكما‬‫ديمقراطيا‬‫فعال‬‫ويستند‬‫إلى‬‫المشاركة‬‫والمحاسبة‬‫والشفافية‬ .
‫كما‬‫أن‬‫الحكم‬‫الرشيد‬‫يشمل‬‫جميع‬‫المؤسسات‬‫في‬‫المجتمع‬‫من‬‫أجهزة‬‫دولة‬
‫وهيئات‬‫المجتمع‬‫المدني‬‫والقطاع‬،‫الخاص‬‫فهي‬‫عبارة‬‫عن‬‫ممارسة‬‫للسلطة‬
‫واحقوقها‬‫وفقا‬‫لمبدأ‬،‫المحاسبة‬‫ول‬‫تقتصر‬‫فقط‬‫على‬‫الهتمام‬‫بآثاره‬‫التنموية‬
‫الحالية‬‫نما‬ّ‫ي‬ ‫وإ‬‫تشتمل‬‫على‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫وطويلة‬‫المد‬‫والممتدة‬‫عبر‬‫أجيال‬
‫متعاقبة‬‫وهذا‬ )‫ما‬‫سنوضحه‬‫في‬‫علقة‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫بالتنمية‬ ).
3
/ ‫تعريف‬‫التنمية‬:‫ة‬‫المستدام‬1‫ثانيا‬ :
‫وشهد‬‫العالم‬‫العربي‬‫انطلقة‬‫برامجه‬‫للتنمية‬‫المستدامة‬‫منذ‬‫العلن‬‫العربي‬‫عن‬
‫البيئة‬‫والتنمية‬‫الصادر‬‫عن‬‫المؤتمر‬‫الوزاري‬‫الول‬‫احول‬‫العتبارات‬‫البيئية‬‫في‬‫التنمية‬
‫الذي‬‫عقد‬‫في‬‫تونس‬‫في‬‫أكتوبر‬1986‫م‬‫والبيان‬‫العربي‬‫عن‬‫البيئة‬‫والتنمية‬‫وآفاق‬
‫المستقبل‬‫الصادر‬‫في‬‫القاهرة‬‫في‬‫سبتمبر‬1991‫م‬ .
‫والملاحظ‬‫أن‬‫كثير‬‫من‬‫مجالت‬‫النشر‬‫والبحث‬‫المرتبط‬‫بالتنمية‬‫المستدامة‬‫كانت‬
‫تحمل‬‫الكثير‬‫من‬‫التركيز‬‫على‬‫الدول‬‫النامية‬‫وأن‬‫معظم‬‫الدراسات‬‫و‬‫منذ‬‫البداية‬
‫واحتى‬‫السنوات‬‫الخيرة‬‫في‬‫تلك‬‫الدول‬‫تناولت‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫باتجاه‬‫يرتبط‬
‫بالحوار‬‫احول‬‫النمو‬‫والمشاكل‬‫البيئية‬‫المرتبطة‬،‫بالقتصاد‬‫إلى‬‫أن‬‫جاء‬‫تقريبا‬‫تقرير‬
‫التنمية‬‫النسانية‬‫العربية‬‫لعام‬2002‫احيث‬‫ركز‬‫على‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫من‬‫زاوية‬
‫التمكين‬،‫السياسي‬‫إذ‬‫أن‬ "‫يعتبر‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫هي‬‫تنمية‬‫ديمقراطية‬‫تهدف‬
‫إلى‬‫بناء‬‫نظام‬‫اجتماعي‬‫عادل‬،‫و‬‫إلى‬‫رفع‬‫القدرات‬‫البشرية‬‫عبر‬‫زيادة‬‫المشاركة‬
‫الفاعلة‬‫والفعالة‬‫للمواطنين‬‫وعبر‬‫تمكين‬‫الفئات‬،‫المهمشة‬‫وتوسيع‬‫خيارات‬
‫المواطنين‬‫وإمكاناتهم‬‫المرتبطة‬‫ارتباطا‬‫محوريا‬‫بالقدرات‬‫والفرص‬‫المتااحة‬‫التي‬
‫تتضمن‬‫الحرية‬‫بمعناها‬،‫الواسع‬‫واكتساب‬‫المعرفة‬‫وتمكين‬‫الطار‬‫المؤسساتي‬)."
3)
‫وقد‬‫اكتسب‬‫تعريف‬‫هيئة‬‫براند‬‫تلند‬‫للتنمية‬‫المستدامة‬‫شهرة‬‫دولية‬‫في‬‫الوسط‬
‫القتصادي‬‫منذ‬‫بداية‬‫الحوار‬‫احول‬‫ذلك‬‫احيث‬ ,‫المفهوم‬‫ظهرت‬‫في‬‫تقرير‬‫تلك‬‫الهيئة‬
‫المعروف‬‫بعنوان‬‫مستقبلنا‬‫المشترك‬‫في‬‫عام‬1987‫محاولة‬‫لتعريف‬‫التنمية‬
‫بأنها‬ "‫المستدامة‬‫عملية‬‫التأكد‬‫أن‬‫قدراتنا‬‫لتلبية‬‫ااحتياجاتنا‬‫في‬‫الحاضر‬‫ل‬‫تؤثر‬‫سلبيا‬
‫في‬‫قدرات‬‫أجيال‬‫المستقبل‬‫لتلبية‬‫ااحتياجاتهم".وقد‬‫عرفها‬‫أيضا‬"‫بأنها‬‫عملية‬
‫التفاعل‬‫بين‬‫ثلثة‬‫نظام‬ :‫أنظمة‬‫نظام‬ ,‫احيوي‬‫نظام‬ ,‫اقتصادي‬‫اجتماعي‬ ".
‫كما‬‫تركز‬‫الستراتيجيات‬‫الحديثة‬‫المرتبطة‬‫بقياس‬‫الستدامة‬‫على‬‫قياس‬‫الترابط‬‫بين‬
‫مجموعة‬‫العلقات‬‫والتي‬‫تشمل‬‫القتصاد‬‫واستخدام‬‫الطاقة‬‫والعوامل‬‫البيئية‬
‫والجتماعية‬‫في‬‫هيكل‬‫استدامي‬‫طويل‬‫ولقياس‬ .‫المدى‬‫الكفاءة‬‫والتلاحم‬‫بين‬
‫مختلف‬‫النظمة‬‫فإن‬‫مؤشرات‬‫الستدامة‬‫يشمل‬‫العديد‬‫من‬‫الجوانب‬‫الواسعة‬‫مثل‬
‫القتصاد‬‫والبيئة‬‫وثقافة‬‫واحضارة‬‫المجتمع‬‫ودور‬‫السياسة‬‫والحكومة‬‫واستخدام‬
‫الموارد‬‫والتعليم‬‫والصحة‬‫والجودة‬‫والسكن‬‫وأعداد‬‫السكان‬‫والمن‬‫العام‬
4
‫والرفاهية‬‫ومن‬ .‫والموالصلت‬‫المثلة‬‫للمؤشرات‬‫في‬‫الجوانب‬‫توزيع‬ :‫القتصادية‬
‫الفرص‬‫الوظيفية‬‫وعدالة‬‫توزيع‬‫الدخل‬‫بينما‬ .‫والتدريب‬‫تشمل‬‫المؤشرات‬‫المرتبطة‬
‫باستخدام‬‫استهلك‬ :‫الموارد‬‫استعمال‬ ,‫الطاقة‬‫المواد‬‫الخطرة‬‫وأساليب‬‫استخدام‬
‫المياه‬‫ومن‬‫المؤشرات‬‫المرتبطة‬‫بالثقافة‬‫والحضارة‬‫العناية‬ :‫الجتماعية‬‫بالطفال‬
‫ومقدار‬‫النشاطات‬‫التطوعية‬‫في‬‫البرامج‬‫والنشاطات‬).‫المستدامة‬4 )
‫كما‬‫تضمن‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫عدالتها‬‫بأبعادها‬‫الثلثة‬ :
_ ‫بين‬ :‫الوطنية‬‫مختلف‬‫الطبقات‬‫الجتماعية‬‫والمناطق‬ .
_ ‫فيما‬ :‫العالمية‬‫يخص‬‫التوزيع‬‫بين‬‫الدول‬‫الفقيرة‬‫والدول‬‫الغنية‬ .
_ ‫يخص‬ :‫الزمنية‬‫مصالح‬‫الجيال‬‫الحالية‬‫والجيال‬‫اللاحقة‬ .
‫كما‬‫يتطلب‬‫تحقيق‬‫تنمية‬‫مستدامة‬‫توافقا‬‫منظوميا‬‫كما‬‫يلي‬ :
1- ‫نظام‬‫سياسي‬:‫يضمن‬‫مشاركة‬‫فعالة‬‫للمواطنين‬‫فى‬‫اتخاذ‬‫القرار‬ .
2- ‫نظام‬‫اقتصادي‬:‫يمكن‬‫تحقيق‬‫فائض‬‫ويعتمد‬‫على‬‫الذات‬ .
3- ‫نظام‬:‫اجتماعي‬‫يتوافق‬‫مع‬‫خطط‬‫التنمية‬‫وأساليب‬‫تنفيذها‬ .
4- ‫نظام‬‫انتاجى‬:‫يلتزم‬‫بالبعد‬‫البيئي‬‫فى‬‫مشروعاته‬ .
5- ‫نظام‬‫تكنولوجى‬:‫يمكن‬‫بحث‬‫احلول‬‫لما‬‫يواجهه‬‫من‬‫مشكلت‬ .
6- ‫نظام‬‫دولي‬:‫يعزز‬‫التعاون‬‫وتبادل‬‫الخبرات‬‫فى‬‫مشروع‬‫التنمية‬ .
7_ ‫نظام‬‫ادارى‬:‫مرن‬‫يملك‬‫القدرة‬‫على‬‫التصحيح‬‫الذاتى‬ .
8- ‫نظام‬‫تعليمي‬:‫يدرب‬‫على‬‫تألصيل‬‫البعد‬‫البيئي‬‫فى‬‫كل‬‫أنشطة‬‫الحياة‬‫عامة‬
‫والتنمية‬‫المستدامة‬‫خالصة‬ .
‫بحيث‬‫تعمل‬‫هذه‬‫النظم‬‫بشكل‬‫منظومي‬‫متناغم‬‫وم‬‫تزا‬‫م‬‫ن‬‫من‬‫أجل‬‫هدف‬‫رئيسى‬
‫تنجح‬‫معا‬‫فى‬
‫تحقيقه‬.)5 )
2/ ‫مؤشرات‬‫التنمية‬:‫ة‬‫المستدام‬‫يمكننا‬‫تحديد‬‫العديد‬‫من‬‫المؤشرات‬‫أهمها‬ :
1_ ‫التمكين:وذلك‬‫بتوسيع‬‫قدرات‬‫المواطنين‬‫وخياراتهم‬‫عن‬‫طريق‬‫تقوية‬‫أشكال‬
‫المشاركة‬‫ومستوياتها‬‫عبر‬‫النتخابات‬‫العامة‬‫لمؤسسات‬‫لحكم‬،‫وعبر‬‫تفعيل‬‫دور‬
‫الاحزاب‬‫السياسية‬‫وضمان‬‫تعددها‬،‫وتنافسها‬‫وعبر‬‫ضمان‬‫احرية‬‫العمل‬‫النقابي‬
‫واستقللية‬‫المجتمع‬‫المدني‬ .
5
2_ ‫وفيه‬ :‫التعاون‬‫تضمين‬‫لمفهوم‬‫النتماء‬‫والندماج‬‫والتضمينية‬‫كمصدر‬‫أساسي‬
‫لشباع‬‫الذاتي‬،‫الفردي‬‫احيث‬‫التعاون‬‫هو‬‫التفاعل‬‫الجتماعي‬‫الضروري‬ .
3_ ‫العدالة‬‫في‬‫وتشمل‬ :‫التوزيع‬‫المكانات‬‫والفرص‬‫وليس‬‫فقط‬‫الدخل‬‫كحق‬
‫الجميع‬‫في‬‫الحصول‬‫على‬‫التعليم‬ .
4_ ‫وتتضمن‬ :‫الستدامة‬‫القدرة‬‫على‬‫تلبية‬‫احاجات‬‫الجيل‬‫الحالي‬‫من‬‫دون‬‫التأثير‬‫سلبا‬
‫في‬‫احياة‬‫الجيال‬،‫اللاحقة‬‫واحقها‬‫في‬‫العيش‬‫الكريم‬
5_ ‫المان‬‫ويتضمن‬ :‫الشخصي‬‫الحق‬‫في‬‫الحياة‬‫بعيدا‬‫عن‬‫أية‬‫تهديدات‬‫أو‬‫أمراض‬
‫معدية‬‫أو‬‫قمع‬‫أو‬).‫تهجير‬6 )
:‫آليات‬ ‫ثالثا‬‫الحكم‬‫الراشد‬ :
‫تتباين‬‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫أو‬‫معاييره‬‫بتباين‬‫الجهات‬،‫والمصالح‬‫فالبنك‬
‫الدولي‬‫يركز‬‫عل‬‫ما‬‫يحفز‬‫النمو‬‫والنفتاح‬،‫القتصادي‬‫في‬‫احين‬‫أن‬‫برنامج‬‫المم‬
‫المتحدة‬‫النمائي‬‫النفتاح‬،‫السياسي‬‫لكن‬‫في‬‫العموم‬‫يمكن‬‫تحديد‬‫أبرزها‬‫كالتي‬ :
1_ ‫الشفافي‬:‫ة‬‫وهي‬‫من‬‫أهم‬‫خصائص‬‫الحكم‬‫الرشيد‬‫وتعني‬‫إتااحة‬‫كل‬
‫المعلومات‬‫وسهولة‬،‫تبادلها‬‫بأن‬‫تكون‬‫متااحة‬‫لكافة‬‫المؤسسات‬‫ولجميع‬‫الطراف‬
،‫المعنية‬‫وأن‬‫تكون‬‫الحسابات‬‫العامة‬‫متااحة‬‫بصورة‬،‫مباشرة‬‫وأن‬‫فر‬ّ‫ي‬ ‫تتو‬‫معلومات‬
‫كافية‬‫وشاملة‬‫ومنظمة‬‫عن‬‫عمل‬‫المؤسسات‬‫وأدائها‬‫لكي‬‫يسهل‬‫رقابتها‬.‫ومتابعتها‬
‫إذن‬‫الشفافية‬‫هي‬‫تدفق‬‫المعلومات‬‫القتصادية‬‫والجتماعية‬‫والثقافية‬‫والسياسية‬
‫الشاملة‬‫في‬‫الوقت‬‫المناسب‬‫وبطريقة‬‫يمكن‬‫العتماد‬،‫عليها‬‫خص‬ّ‫ي‬ ‫وتتل‬‫الشفافية‬
‫بالمكونات‬‫التالية‬ :
‫_الحصول‬‫على‬.‫المعلومة‬
‫_العلقة‬‫السببية‬‫بين‬‫المعلومة‬‫والموضوع‬‫المراد‬.‫مراقبته‬
‫قة‬ّ‫ي‬ ‫_الد‬‫في‬‫الحصول‬‫على‬.‫المعلومة‬
‫وعليه‬‫يجب‬‫على‬‫الدولة‬‫أن‬‫تصدر‬‫قوانين‬‫تهتم‬‫بحرية‬‫المعلومات‬‫وتسمح‬
‫للجمهور‬‫ولوسائل‬‫العلم‬‫المختلفة‬‫بالحصول‬‫على‬‫جميع‬‫الوثائق‬‫والمتعلقة‬‫بعمل‬
‫الحكومة‬‫والتشريعات‬‫والسجلت‬‫المختلفة‬ .
‫ومن‬‫الصعب‬‫تخيل‬‫وجود‬‫احكم‬‫رشد‬‫ووجود‬‫احكومة‬‫فاعلة‬‫ومتجاوبة‬‫مع‬
‫شعبها‬‫دون‬‫وجود‬‫قطاع‬‫إعلمي‬‫متميز‬‫وقوي‬‫ويتسم‬‫بالمهنية‬‫والستقللية‬ .
6
2_ ‫المشاركة‬:‫وهي‬‫تضمن‬‫لجميع‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫المشاركة‬‫الفعالة‬‫في‬
‫اتخاذ‬‫القرار‬‫والتي‬‫تضمن‬‫حرية‬‫الرأي‬‫والتعبير‬‫والمعايير‬‫الساسية‬‫لحقوق‬
،‫السنسان‬‫كما‬‫يرتبط‬‫مبدأ‬‫المشاركة‬‫بمفهوم‬،‫الشفافية‬‫فمعرفة‬‫المعلومات‬‫وحدها‬
‫ل‬‫يفي‬،‫بالغرض‬‫بل‬‫د‬ّ  ‫لب‬‫أن‬‫تكون‬‫هناك‬‫آليات‬‫يكون‬‫الشعب‬‫قادر‬‫على‬‫اتخاذها‬
‫ثر‬ّ  ‫ليؤ‬‫في‬‫صنع‬‫القرار‬‫وأن‬‫يضع‬‫المسؤولين‬‫تحت‬‫طائلة‬‫المسؤولية‬.‫والمحاسبة‬
‫وعلى‬‫الدول‬‫أن‬‫تعطي‬‫لفراد‬‫المجتمع‬‫الحق‬‫في‬‫المشاركة‬‫في‬‫صياغة‬‫القواسنين‬
‫واللوائح‬‫والسنظمة‬‫واستشارتهم‬‫في‬‫شؤون‬‫الحياة‬‫العامة‬‫وإعطائهم‬‫حق‬‫العتراف‬
‫وحق‬‫إجراء‬‫الستفتاء‬‫على‬‫القواسنين‬‫وغيرها‬‫من‬‫المور‬‫بكل‬‫سنزاهة‬‫وسهولة‬
‫.وشفافية‬
3_ ‫حكم‬)‫سيادة‬ ‫ن‬‫القاسنو‬‫القاسنون‬ )
‫يعني‬‫أن‬،‫الجميع‬‫كاما‬ّ  ‫ح‬‫ومسؤولين‬‫ومواطنين‬‫يخضعون‬‫للقاسنون‬‫ول‬‫شيء‬
‫يسمو‬‫على‬،‫القاسنون‬‫ويجب‬‫أن‬‫بق‬ّ  ‫تط‬‫الحكام‬‫والنصوص‬‫القاسنوسنية‬‫بصورة‬‫عادلة‬
‫وبدون‬‫تمييز‬‫بين‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫وأن‬‫توافق‬‫هذه‬‫القواسنين‬‫معايير‬‫حقوق‬‫السنسان‬
‫وتكون‬‫ضماسنة‬‫لها‬‫يات‬ّ  ‫ولحر‬‫السنسان‬‫وستناقش‬ .‫الطبيعية‬‫هذه‬‫المادة‬‫العلمية‬
‫مفهوم‬‫سيادة‬‫القاسنون‬‫كأحد‬‫خصائص‬‫الحاكمية‬‫الرشيدة‬‫بأسلوب‬‫علمي‬
‫.ومتخصص‬
‫المساءل‬:‫ة‬‫هي‬‫أن‬‫يكون‬‫جميع‬‫المسئولين‬‫كام‬ّ  ‫والح‬‫تخذي‬ّ  ‫وم‬‫القرار‬‫في‬‫الدولة‬
‫أو‬‫القطاع‬‫الخاص‬‫أو‬‫مؤسسات‬‫المجتمع‬،‫المدسني‬‫خاضعين‬‫لمبدأ‬‫المحاسبة‬‫أمام‬
‫الرأي‬‫العام‬‫ومؤسساته‬‫دون‬.‫استثناء‬‫وتعد‬‫آلية‬‫المساءلة‬‫أهم‬‫سبل‬‫تحقيق‬‫التنمية‬
،‫المستدامة‬‫وتأخذ‬‫ثلثة‬‫أشكال‬‫وهي‬ :
_ ‫المساءلة‬‫هي‬ :‫التشريعية‬‫أهم‬‫المساءلت‬‫في‬‫النظام‬،‫الديمقراطي‬‫لن‬
‫البرلمان‬‫يلعب‬‫دورا‬‫مهما‬‫في‬‫تنفيذ‬‫سياسات‬‫الحكومة‬‫والرقابة‬‫عليها‬ .
_ ‫المساءلة‬‫خضوع‬ :‫التنفيذية‬‫الجهاز‬‫التنفيذي‬‫سنفسه‬‫للمحاسبة‬‫عبر‬‫سبل‬
‫.الدارة‬
_ ‫المساءلة‬‫تشكل‬ :‫القضائية‬‫ركن‬‫أساسي‬‫من‬‫أركان‬‫ضبط‬‫عمل‬‫الجهاز‬
‫الحكومي‬‫وغير‬،‫الحكومي‬‫حيث‬‫تلعب‬‫دورا‬‫بارزا‬‫في‬‫أسلوب‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫عن‬
‫طريق‬‫مراقبة‬‫تسيير‬‫عمل‬‫التنفيذ‬‫وتوجيه‬‫التهم‬‫للموظفين‬ .
7
4_ ‫الجماع‬:‫هو‬‫أن‬‫جميع‬‫المصالح‬‫المتعلقة‬‫بالمجتمع‬‫قد‬‫تصطدم‬‫بخلفات‬
‫تحتاج‬‫إلى‬‫اتخاذ‬‫قرار‬‫حازم‬‫في‬‫مسألة‬،‫ينة‬ّ  ‫مع‬‫فيجب‬‫تغليب‬‫رأي‬‫المجموعة‬‫تحقيقا‬
‫للنفع‬‫العام‬‫للوطن‬‫ولفراد‬‫المجتمع‬‫وما‬‫يقتضيه‬‫واقع‬‫الحال‬‫من‬‫إجراءات‬ .
5_ ‫المساواة‬:‫وتعني‬‫خضوع‬‫جميع‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫للمساواة‬‫وعدم‬‫التمييز‬‫في‬
‫إطار‬‫الحكم‬،‫الراشد‬‫فهم‬‫متساوون‬‫بالحقوق‬‫يات‬ّ  ‫والحر‬‫والكرامة‬ .
6_ :‫الكفاءة‬‫عبرالكفاءة‬‫والفاعلية‬‫في‬‫إدارة‬‫المؤسسات‬‫العامة‬‫ومؤسسات‬
‫المجتمع‬‫المدسني‬‫هي‬‫التي‬‫تضمن‬‫استمرارية‬‫تحقيق‬‫دم‬ّ  ‫التق‬‫والزدهار‬‫لع‬ّ  ‫والتط‬
‫دائما‬‫إلى‬‫تعزيز‬‫مفهوم‬‫التنمية‬‫والتنمية‬،‫المستدامة‬‫وهي‬‫التي‬‫تعمل‬‫على‬‫اللتزام‬
‫بتوظيف‬‫الموارد‬‫الوطنية‬‫بالصورة‬‫السليمة‬‫والواضحة‬‫لكل‬‫أفراد‬‫المجتمع‬ .
7_ :‫العدل‬‫والمقصود‬‫هنا‬‫العدل‬‫الجتماعي‬‫بحيث‬‫يكون‬‫لجميع‬‫أفراد‬‫المجتمع‬
‫ء‬ً  ‫سنسا‬‫ل‬ً  ‫وأطفا‬‫ل‬ً  ‫ورجا‬‫وشيوخا‬‫الفرصة‬‫لتحسين‬‫أوضاعهم‬‫الجتماعية‬‫لع‬ّ  ‫والتط‬
‫دائما‬‫لتحسين‬‫أوضاع‬‫الفئات‬‫المحرومة‬‫والمهمشة‬‫وضمان‬‫أمنهم‬‫الجتماعي‬
‫والعمل‬‫على‬‫توفير‬‫احتياجاتهم‬‫الساسية‬ .
8_ ‫الرؤية‬‫الستراتيجي‬:‫ة‬‫ف‬‫حسب‬‫مفهوم‬‫الحكم‬،‫الراشد‬‫فإن‬‫الرؤية‬‫تتحدد‬
‫بمفهوم‬‫التنمية‬‫بالشراكة‬‫بين‬‫مؤسسات‬‫الدولة‬‫والقطاع‬‫الخاص‬‫من‬‫خلل‬‫خطط‬
‫بعيدة‬‫المدى‬‫لتطوير‬‫العمل‬‫المجتمعي‬‫من‬‫جهة‬‫وأفراده‬‫من‬‫جهة‬‫أخرى‬‫والعمل‬
‫على‬‫التنمية‬،‫البشرية‬‫تى‬ّ  ‫وح‬‫يتم‬‫تحقيق‬‫النتائج‬‫اليجابية‬‫في‬‫رسم‬‫الخطط‬‫ضمن‬
‫إطار‬‫الحكم‬،‫الراشد‬‫يجب‬‫الخذ‬‫بعين‬‫العتبار‬‫المتغيرات‬‫الداخلية‬‫والخارجية‬
‫ودراسة‬‫المخاطر‬‫ومحاولة‬‫وضع‬‫الحلول‬ .
‫اللمركزية‬:‫إن‬‫تفعيل‬‫مبدأ‬‫توزيع‬‫السلطات‬‫على‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫من‬‫خلل‬
‫التوزيعات‬‫الجغرافية‬‫للدولة‬‫بهدف‬‫إدارة‬‫شؤوسنها‬‫والحفاظ‬‫على‬‫حقوق‬‫الفراد‬
‫داخلها‬‫كل‬ّ  ‫تش‬‫بعدا‬‫عميقا‬‫في‬‫تحقيق‬‫مفهوم‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫فيشعر‬‫الفرد‬‫بأسنه‬‫هو‬
‫صاحب‬‫القرار‬‫ويعتمد‬‫على‬‫سنفسه‬‫من‬‫أجل‬‫تحقيق‬‫الذات‬‫من‬،‫جهة‬‫وأسنه‬‫تحت‬
‫المراقبة‬‫الشعبية‬‫من‬‫جهة‬‫أخرى‬ .
‫كما‬‫يعتبر‬‫البعض‬‫بأن‬‫أفراد‬‫المجتمع‬‫في‬‫أي‬‫منطقة‬‫من‬‫مناطق‬‫الدولة‬‫هم‬‫القدر‬
‫على‬‫رسم‬‫السياسات‬‫التي‬‫تحكم‬‫علقاتهم‬‫ببعض‬‫وعلقاتهم‬‫بالسلطة‬‫وهم‬‫القدر‬
‫على‬‫تحديد‬‫الهداف‬‫وصياغتها‬‫والعمل‬‫لتحقيق‬‫مفهوم‬‫المشاركة‬‫من‬‫أجل‬‫تحقيقها‬
‫والوصل‬‫إلى‬‫التنمية‬‫المنشودة‬‫بما‬‫يتلءم‬‫مع‬).‫احتياجاتهم‬7 )
8
‫وبالتالي‬‫فالسياسات‬‫التي‬‫يرسمها‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫يجب‬‫أن‬‫تكون‬‫منهجية‬
‫وتلبي‬‫مصالح‬‫المواطنين‬،‫عامة‬‫و‬‫تحقق‬‫لهم‬‫التمتع‬‫بكافة‬‫الحقوق‬‫والحريات‬‫دوسنما‬
‫أي‬‫تمييز‬‫وعلى‬‫قدم‬،‫المساواة‬‫وذلك‬‫يتم‬‫من‬‫خلل‬‫توفير‬‫آليات‬‫مناسبة‬‫تعمل‬‫على‬
‫تقييم‬‫السياسات‬‫وتصحيحها‬‫والتصدي‬‫لساءة‬‫استخدام‬‫السلطة‬‫والنفوذ‬‫وإهدار‬
‫المال‬،‫العام‬‫ويوجب‬‫الحترام‬‫لسيادة‬،‫القاسنون‬‫وضمان‬‫الشفافية‬‫وحرية‬‫تداول‬
‫المعلومات‬‫والوثائق‬‫الحكومية‬‫ضمن‬‫المساءلة‬‫والمحاسبة‬‫للقائمين‬‫على‬‫الشأن‬
‫العام‬‫من‬‫خلل‬‫بيئة‬‫تقوم‬‫على‬‫التعددية‬‫وحرية‬‫الرأي‬ .
‫والرسم‬‫البياسني‬‫التالي‬‫يمثل‬‫بوضوح‬‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬ :
:‫مستقبل‬ ‫رابعا‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫في‬‫الجزائر‬‫في‬‫ظل‬‫الحكم‬:‫الراشد‬
‫قبل‬‫التطرق‬‫لمستقبل‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫في‬،‫الجزائر‬‫كان‬‫من‬‫الضروري‬‫معرفة‬
‫العلقة‬‫التي‬‫تربط‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫بالتنمية‬‫المستدامة‬‫بهدف‬‫التوصل‬‫إلى‬‫المحددات‬
‫السياسية‬‫والقتصادية‬‫والجتماعية‬‫التي‬‫تعتبر‬‫الرضية‬‫المناسبة‬‫لعمل‬‫وتفعيل‬
‫مكاسنيزمات‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫سواء‬‫تعلق‬‫المر‬‫بالجزائر‬‫أو‬‫غيرها‬‫من‬.‫الدول‬
‫الحكم‬‫الراشد‬‫بالتنمية‬‫المستدام‬‫ة‬1/‫علقة‬
‫تعمل‬‫الحكومات‬‫وفي‬‫إطار‬‫تطبيق‬‫سياستها‬‫لمفهوم‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫من‬
‫منطلق‬‫علقتها‬‫بالتنمية‬‫على‬‫توسيع‬‫دائرة‬‫المشاركة‬‫العامة‬‫لفراد‬‫المجتمع‬‫مع‬
‫التركيز‬‫على‬‫فئة‬‫الشباب‬‫القادرة‬‫على‬‫تنمية‬‫مفهوم‬‫الشراكة‬‫من‬‫اجل‬‫الصلح‬
‫والذي‬‫عادة‬‫ما‬‫يحمل‬‫شعار‬‫التنمية‬‫والنهوض‬‫بالمجتمعات‬‫ومن‬‫أجل‬‫ذلك‬‫كله‬‫فل‬
‫بد‬‫من‬‫تعزيز‬‫دور‬‫الشباب‬‫في‬‫صياغة‬‫القرارات‬‫واتخاذها‬ .
9
‫الرشد‬ ‫الحكم‬
‫المساواة‬ ‫الشفافية‬‫القانون‬ ‫سلطة‬ ‫وتعزيز‬ ‫القضائي‬ ‫الجهاز‬ ‫استقللية‬ ‫استقل‬ +‫الستراتيجية‬ ‫الرؤية‬
‫المحاسبة‬ + ‫المساءلة‬
‫الكفاءة‬
‫المجماع‬
‫القانون‬ ‫سيادة‬
‫المشاركة‬
‫العدل‬‫اللرمركزية‬
‫المدنية‬ ‫الحريات‬
‫الصحافة‬ ‫وخاصة‬
‫ومن‬‫خلل‬‫علقة‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫بالتنمية‬‫يمكن‬‫تحديد‬‫ماهية‬‫الحكم‬‫الرشيد‬
‫على‬‫أسنها‬‫علقة‬‫إدارة‬‫الحكم‬‫أو‬‫إدارة‬‫الدولة‬‫ضمن‬‫معايير‬‫الشفافية‬‫والمحاسبة‬
‫لكافة‬‫الموارد‬‫البشرية‬‫والطبيعية‬‫والقتصادية‬‫والمالية‬‫في‬‫الدولة‬‫لغرض‬‫التنمية‬
‫ضمن‬‫سنطاق‬‫احترام‬‫سيادة‬‫القاسنون‬‫ومبادئ‬‫الديمقراطية‬‫وحقوق‬‫السنسان‬ .
‫وقد‬‫كان‬‫لصندوق‬‫النقد‬‫الدولي‬‫بتعريفه‬‫للحكم‬‫الراشد‬‫بعدا‬‫تقنيا‬‫لمفهوم‬
‫التنمية‬‫وعلقتها‬‫بالحكم‬‫الراشد‬‫من‬‫خلل‬‫التركيز‬‫على‬‫النواحي‬‫القتصادية‬‫من‬
‫الحكم‬‫وتحديد‬‫مظاهر‬‫حسابات‬‫الحكومة‬‫وإدارة‬‫الموال‬‫والموارد‬‫العامة‬‫في‬
‫الدولة‬‫واستقرار‬‫البنية‬‫التنظيمية‬‫لنشاطات‬‫القطاع‬‫الخاص‬ .
‫سنستخلص‬‫من‬‫هذه‬‫الشروحات‬‫والمفاهيم‬‫أن‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫مرتبط‬‫ارتباطا‬
‫وثيقا‬‫وهو‬‫ضروري‬‫لتمام‬‫عملية‬‫التنمية‬‫وخصوصا‬‫التنمية‬‫ويمكن‬ .‫المستدامة‬‫ان‬
‫سنحدد‬‫عناصر‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫وعلقته‬‫بالتنمية‬‫من‬‫خلل‬‫المرتكزات‬‫التالية‬ :
‫-ديمقراطية‬‫حقيقية‬‫مبنية‬‫على‬‫مفهوم‬‫المشاركة‬‫في‬‫إدارة‬‫الدولة‬‫والمعتمدة‬
‫على‬‫التمثيل‬‫لكافة‬‫فئات‬‫المجتمع‬‫وتعتمد‬‫أساس‬‫المحاسبة‬‫لي‬.‫حكومة‬
‫_احترام‬‫المعايير‬‫الدولية‬‫والمحلية‬‫لحقوق‬‫السنسان‬‫وخصائصها‬‫المبنية‬‫على‬
‫المساواة‬‫وعدم‬‫التمييز‬‫وعدم‬‫قابلية‬‫هذه‬‫الحقوق‬‫للتجزئة‬‫أو‬.‫السنتقاص‬
‫_التشجيع‬‫على‬‫دعم‬‫مؤسسات‬‫المجتمع‬‫القائمة‬‫والتشجيع‬‫على‬‫تسهيل‬
‫إجراءات‬‫تكوينها‬‫وتفعيل‬‫دورها‬‫في‬‫الحياة‬.‫العامة‬
‫_احترام‬‫سيادة‬‫القاسنون‬‫وتعزيز‬‫مفهوم‬‫استقلل‬‫القضاء‬‫وتحديد‬‫معايير‬
‫المحاكمات‬‫العادلة‬‫وحق‬‫التقاضي‬‫أمام‬‫محاكم‬‫مختصة‬‫وقضاة‬.‫مستقلون‬
‫_إدارة‬‫أموال‬‫الدولة‬‫بطريقة‬‫شفافة‬‫وسليمة‬‫تخضع‬‫لمفهوم‬‫الرقابة‬‫العامة‬
‫للمجتمع‬‫ولمفهوم‬،‫المساءلة‬‫وان‬‫تقوم‬‫على‬‫إدارتها‬‫مؤسسات‬‫حكومية‬‫تعرف‬
‫بقدرتها‬‫على‬‫التعامل‬‫مع‬‫قضايا‬‫إدارة‬‫أموال‬‫الدول‬‫ومواردها‬‫بكل‬‫احتراف‬
‫ومهنية‬،‫عالية‬‫وتضع‬‫مصلحة‬‫المجتمع‬‫وأفراده‬‫في‬‫أولى‬.‫غاياتها‬
‫_اعتماد‬‫السلطة‬‫اللمركزية‬‫للحكومة‬‫وتوزيعها‬‫على‬‫مختلف‬‫مناطق‬‫الدولة‬
‫جغرافيا‬‫والعتماد‬‫على‬‫المشاركة‬‫التامة‬‫لفراد‬‫المجتمع‬‫في‬‫تلك‬‫المناطق‬
‫واحترام‬‫كافة‬‫الحقوق‬‫والحريات‬‫الساسية‬‫وتعزيز‬‫مفهوم‬‫الرقابة‬‫وترسيخ‬
‫مفهوم‬‫الحكم‬.‫الرشيد‬)8(
10
‫ومن‬‫خلل‬‫تمكين‬‫العلقة‬‫بين‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫ومفهوم‬‫التنمية‬‫على‬‫الدولة‬
‫أن‬‫تقوم‬‫بتشجيع‬،‫الستثمار‬‫وبالخص‬‫استثمار‬‫الموارد‬،‫البشرية‬‫والمساعدة‬
‫بالقضاء‬‫على‬‫الفقر‬،‫والبطالة‬‫وعلى‬‫الدول‬‫أن‬‫تعمل‬‫على‬‫صياغة‬‫التشريعات‬‫لتعزز‬
‫تبادل‬‫المعلومات‬‫المتعلقة‬‫بالتنمية‬‫وترسيخ‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫في‬‫إطار‬‫عمل‬‫الدول‬
‫وتفعيلها‬‫في‬‫جميع‬‫المؤسسات‬‫وسيترك‬‫هذا‬‫أثرا‬‫ايجابيا‬‫في‬‫العديد‬‫من‬‫شؤون‬
‫الحياة‬‫وخصوصا‬‫المتعلقة‬‫بالتنمية‬‫كالقضاء‬‫على‬‫الفقر‬‫والبطالة‬‫وتعزيز‬‫دور‬
‫السلطة‬‫التشريعية‬‫في‬‫سن‬‫القواسنين‬‫المتعلقة‬‫بحقوق‬‫السنسان‬‫وكذلك‬‫تعزيز‬‫النظم‬
‫القاسنوسنية‬‫الوطنية‬‫في‬‫إسنفاذ‬‫القواسنين‬‫للحد‬‫من‬‫اسنتشار‬‫الجريمة‬‫والعتداء‬‫على‬‫سلمة‬
‫المواطنين‬‫والتجار‬‫غير‬‫المشروع‬‫ووضع‬‫تدابير‬‫فاعلة‬‫للتصدي‬‫للجرائم‬‫المختلفة‬ .
‫في‬‫هذا‬‫السياق‬‫سنعتبر‬‫أن‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫وسيادة‬‫القاسنون‬‫وأثرهما‬‫على‬
‫التنمية‬‫ستساعد‬‫إلى‬‫حد‬‫كبير‬‫في‬‫تعزيز‬‫المساواة‬‫بين‬‫جميع‬‫أفراد‬‫المجتمع‬
‫وخصوصا‬‫بين‬‫الجنسين‬‫من‬‫جهة‬‫والى‬‫الرتقاء‬‫بالشؤون‬‫الصحية‬‫والتعليمية‬
‫والرعاية‬‫وتنوع‬‫الخدمات‬‫وغيرها‬‫ومساعدة‬‫الفئات‬‫مشة‬ّ  ‫المه‬‫والمشاركة‬‫في‬
‫شؤون‬‫الحياة‬‫العامة‬‫والمحافظة‬‫على‬‫حقوق‬‫السنسان‬‫واحترام‬‫الخرين‬‫وتعزيز‬
‫سنظام‬‫دولة‬‫القاسنون‬‫ومؤسساتها‬‫المبنية‬‫على‬‫المحافظة‬‫على‬‫موارد‬‫الدولة‬‫وطريقة‬
‫استثمارها‬‫وتوزيعها‬‫بصورة‬‫شفافة‬‫وواضحة‬‫وتخضع‬‫لمفهوم‬‫المحاسبة‬
‫والمسؤولية‬‫ولي‬‫تقصير‬‫تجاه‬‫الوطن‬‫والمواطن‬ .
‫ومنه‬‫سنستخلص‬‫أن‬‫الحكم‬‫الراشدة‬‫يمكن‬‫أن‬‫يقاس‬‫من‬‫خلل‬‫تحقيق‬
‫حقوق‬‫السنسان‬‫المدسنية‬‫والسياسية‬‫والجتماعية‬‫والثقافية‬‫ومن‬‫توافر‬‫الحق‬‫في‬
،‫الحياة‬‫والصحة‬‫والمسكن‬،‫والطعام‬‫والمساواة‬‫في‬،‫التعليم‬‫والمن‬‫الشخصي‬
،‫والجماعي‬‫وتعزيز‬‫مفهوم‬،‫المشاركة‬‫وتطبيق‬‫النظام‬‫الديمقراطي‬‫والتعديدية‬
‫الحزبية‬‫وإجراء‬‫السنتخابات‬‫وكذلك‬‫مكافحة‬‫الفساد‬‫وهذه‬‫كلها‬‫تعتبر‬‫مكوسنات‬
‫أساسية‬‫للتنمية‬‫المستدامة‬،‫للمجتمع‬‫بالضافة‬‫إلى‬‫فرص‬‫بناء‬‫إعلم‬‫حر‬‫حيث‬
‫يتطلب‬‫ذلك‬‫توافر‬‫بيئة‬‫تضمن‬‫استقلل‬‫المؤسسات‬‫والمنابر‬‫العلمية‬‫وتعطي‬‫الحق‬
‫لكل‬‫إعلمي‬‫في‬‫ممارسة‬‫دوره‬‫المهني‬‫دون‬‫مراقبة‬‫مسبقة‬‫أو‬‫ضغط‬‫سياسي‬‫أو‬
‫آمني‬‫أو‬‫مالي‬‫ودون‬‫ضغط‬‫وإكراه‬‫مجتمعي‬،‫وكل‬‫هذه‬‫السبل‬‫الرامية‬‫لتعزيز‬‫مبدأ‬
‫الحكم‬‫الراشد‬‫تعمل‬‫على‬‫إدخال‬‫الصلح‬‫كتطلع‬‫منشود‬‫للمجتمعات‬‫العربية‬ .
11
2/‫المشاهد‬‫المستقبلية‬‫للتنمية‬‫المستدامة‬‫في‬‫الجزائر‬‫على‬‫ضوء‬
‫آليات‬‫الحكم‬:‫الراشد‬
‫في‬‫هذا‬‫الطار‬‫يمكن‬‫رصد‬‫ثلثة‬‫مشاهد‬‫أساسية‬:‫كالتي‬
‫المشهد‬:‫فشل‬ ‫الول‬‫مسارات‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫سنتيجة‬‫فشل‬‫تطبيق‬
‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫ويعني‬ :‫ذلك‬‫دخول‬‫الجزائر‬‫في‬‫سنفق‬‫مظلم‬‫من‬‫الزمات‬
‫والصراعات‬‫المتتالية‬‫والمتباينة‬‫وفي‬‫شتى‬‫المجالت‬‫السياسية‬،‫القتصادية‬
،...‫والجتماعية‬‫ويرجع‬‫ذلك‬‫بالساس‬‫إلى‬‫غياب‬‫العديد‬‫من‬‫مؤشرات‬‫التنمية‬‫من‬
‫جهة‬‫وآليات‬‫تطبيق‬‫الحكم‬‫الرشيد‬‫من‬‫جهة‬،‫ثاسنية‬‫وترسم‬‫معالم‬‫هذا‬‫المشهد‬
‫المؤشرات‬:‫التالية‬
‫المؤشرات‬‫السياسية‬‫وتتمثل‬:‫في‬
‫_إبقاء‬‫العمل‬‫بقاسنون‬‫الطوارئ‬‫وما‬‫ترتب‬‫عليه‬‫من‬‫خرق‬‫للحريات‬‫كحق‬،‫التجمع‬
‫والتضييق‬‫على‬‫حرية‬‫التعبير‬‫والرأي‬،...‫وغيرها‬‫ويدخل‬‫البلد‬‫في‬‫دوامة‬‫أللستقرار‬
،‫السياسي‬‫حيث‬‫شهدت‬‫الجزائر‬‫ما‬‫بين‬‫السنوات‬1992‫و‬2003‫خصوصا‬‫أربعة‬
‫رؤساء‬‫وتسعة‬‫رؤساء‬‫حكومات‬،‫ومئات‬‫الوزراء‬‫منهم‬‫من‬‫أعفي‬‫بعد‬‫أشهر‬‫فقط‬
‫من‬،‫تعيينه‬‫بينما‬‫كان‬‫الجنرالت‬‫أصحاب‬‫القرار‬‫في‬‫وهذا‬ .‫وظائفهم‬‫على‬‫أساس‬
‫أن‬‫التنمية‬‫تقتضي‬‫حالة‬‫من‬‫الستقرار‬،‫السياسي‬‫وإعطاء‬‫السيادة‬‫للشعب‬‫في‬‫إطار‬
‫من‬‫الشفافية‬).‫والديمقراطية‬9(
‫وجود‬ _‫العديد‬‫من‬‫العوائق‬‫الدستورية‬‫تطيح‬‫بالضماسنات‬‫التي‬‫تم‬‫إقرارها‬،‫سابقا‬
‫على‬‫غرار‬‫القيود‬‫الكثيرة‬‫المفروضة‬‫على‬‫سنشأة‬‫الحزاب‬‫السياسية‬‫خاصة‬‫بعد‬
‫التعديل‬‫الدستوري‬1996،‫واستمرار‬‫ارتباط‬‫السلطة‬‫القضائية‬‫بدوائر‬‫القمة‬‫رغم‬
‫النص‬‫على‬‫استقلليتها‬‫في‬‫دستور‬1989‫و‬1996،‫وهذا‬‫يتناقض‬‫ومؤشرات‬
‫الحكم‬‫الراشد‬‫القائمة‬‫على‬‫استقللية‬).‫القضاء‬10(
‫البقاء‬ _‫على‬‫هيمنة‬‫السلطة‬‫التنفيذية‬‫على‬‫السلطات‬،‫الخرى‬‫بحيث‬‫يتمتع‬‫الرئيس‬
‫بصلحيات‬،‫واسعة‬‫إذ‬‫يرى‬‫الباحث‬‫الهادي‬‫شلبي‬‫أسنه‬‫إضافة‬‫إلى‬‫تعيين‬‫الرئيس‬‫ثلث‬
‫مناصب‬‫عضوية‬‫مجلس‬‫المة‬‫تمتد‬‫صلحياته‬‫لتشمل‬‫الحزاب‬‫السياسية‬‫في‬‫إطار‬
‫"صفقة‬‫سياسية‬‫"بينها‬‫وبين‬‫الرئيس‬‫المر‬‫الذي‬‫يسلبها‬‫لمشروعها‬،‫الديمقراطي‬
‫طبعا‬‫هذا‬‫ما‬‫يتنافى‬‫مع‬‫مبدأ‬‫الفصل‬‫بين‬‫السلطات‬‫كمطلب‬‫جوهري‬‫لرساء‬‫دعائم‬
‫الحكم‬.‫الراشد‬
12
‫تبعية‬ _‫المجتمع‬‫المدني‬‫وعدم‬،‫استقلليته‬‫إضافة‬‫إلى‬‫احتكار‬‫الدولة‬‫لوسائل‬
‫العلم‬،‫الثقيلة‬‫وعدم‬‫فصح‬‫المجال‬‫لظهور‬‫مجتمع‬‫مدني‬‫مستقل‬‫نسبيا‬‫عن‬
‫السلطة‬‫العمومية‬‫وأحزاب‬‫المعارضة‬،‫السياسية‬‫على‬‫أساس‬‫أن‬‫من‬‫متطلبات‬
‫التنمية‬‫تقتضي‬‫مسؤولية‬‫المجتمع‬‫المدني‬‫في‬‫العلةقة‬ "‫"تلحيم‬‫بين‬‫القمة‬،‫والقاعدة‬
‫ومنبر‬‫إعلمي‬‫حر‬‫ومستقل‬‫بعيدا‬‫عن‬‫ضغوطات‬‫النخب‬.‫الحاكمة‬
‫المؤشرات‬‫الةقتصادية‬‫وتتمثل‬ ::‫في‬
‫_تفشي‬‫ظاهرة‬‫الفساد‬‫بشتى‬‫أنواعه‬،‫وأشكاله‬‫إذ‬‫شكلت‬‫ةقضية‬‫الخليفة‬‫نقطة‬
‫سوداء‬‫في‬‫القطاع‬‫الةقتصادي‬‫مازالت‬‫أثاره‬‫حتى‬،‫اليوم‬‫ولعل‬‫ما‬‫يفسر‬‫ذلك‬‫هو‬
‫ضعف‬‫آلية‬‫الرةقابة‬‫المالية‬‫وةقلة‬‫الرجراءات‬‫الردعية‬‫والعقابية‬‫من‬،‫رجهة‬‫وتفشي‬
‫مظاهر‬‫الرشوة‬‫والمحسوبية‬‫والزبونية‬‫المر‬‫الذي‬‫أذى‬‫إلى‬‫تصاعد‬‫منحنى‬
‫التختلسات‬‫في‬‫شتى‬‫القطاعات‬‫الخاصة‬‫والعامة‬‫من‬‫رجهة‬.‫ثانية‬
‫_ضعف‬‫إلى‬‫غياب‬‫منظومة‬‫بنكية‬‫مالية‬‫ةقوية‬‫وفعالة‬،‫ومتوازنة‬‫تضمن‬‫تدفق‬
‫الستثمارات‬‫المحلية‬،‫والرجنبية‬‫المر‬‫الذي‬‫يعود‬‫بالفائدة‬‫على‬‫حركية‬‫القطاع‬
‫الةقتصادي‬‫ويخفف‬‫من‬‫مظاهر‬‫البطالة‬‫التي‬‫أصبحت‬‫تمثل‬‫شبح‬‫مخيف‬‫تخاصة‬
‫للفئة‬‫الشابة‬‫التي‬‫تمثل‬‫نسبة‬75‫بالمئة‬‫من‬،‫الشعب‬‫وآثارها‬‫السلبية‬‫في‬‫مختلف‬
:‫المستويات‬
‫_تفاةقم‬‫إذ‬ :‫الفقر‬‫انخفض‬‫مستوى‬‫دتخل‬‫الفرد‬‫في‬‫الجزائر‬‫من‬2880‫دولر‬‫سنة‬
1987‫إلى‬1550‫دولر‬‫سنة‬1997‫أي‬‫بنسبة‬45‫بالمئة‬‫في‬‫ظل‬‫عشرة‬‫سنوات‬
،‫ليبلغ‬1540‫دولر‬‫سنة‬1999.
‫_عجز‬‫المؤسسات‬‫العمومية‬‫وتسريح‬‫ارتفاع‬ :‫العمال‬‫نسبة‬‫البطالة‬‫من‬19‫بالمئة‬
‫سنة‬1990‫إلى‬29,5‫بالمئة‬‫سنة‬2000،‫وةقد‬‫تجاوز‬‫عجز‬‫المؤسسات‬
‫العمومية‬14‫مليار‬‫دولر‬‫نهاية‬2002‫أي‬‫ما‬‫يمثل‬‫حوالي‬26‫بالمئة‬‫من‬‫الناتج‬
‫الداتخلي‬‫الخام‬‫و‬60‫بالمئة‬‫من‬‫المديونية‬،‫الخاررجية‬‫ونتيجة‬‫لذلك‬‫تم‬‫تسريح‬‫حوالي‬
500‫ألف‬.‫عامل‬
‫انتشار‬ _‫ظاهرة‬‫العمل‬‫المؤةقت‬‫وغير‬‫وذلك‬ :‫المهيكل‬‫على‬‫حساب‬‫العمل‬،‫الدائم‬
‫حيث‬‫بلغ‬‫عدد‬‫العمال‬‫المؤةقتين‬‫أو‬‫الموسميين‬‫أزيد‬‫من‬‫مليون‬‫و‬300‫ألف‬،‫عامل‬
‫في‬‫حين‬‫يقدر‬‫عدد‬‫العمال‬‫غير‬‫المصرح‬‫بهم‬‫لهيئات‬‫الضمان‬‫الرجتماعي‬‫مليون‬
13
‫و‬500‫ألف‬‫عامل‬‫وفقا‬‫لتقري‬‫المركزية‬‫النقابية‬،‫وةقد‬‫تسبب‬‫ذلك‬‫في‬‫تفاةقم‬
‫الضرابات‬‫العمالية‬‫وكثرة‬‫الحتجارجات‬‫الرجتماعية‬‫التي‬‫بلغت‬‫ذروتها‬‫في‬‫العديد‬
‫من‬‫المناطق‬‫على‬‫غرار‬‫وليات‬‫بومرداس‬‫والشلف‬‫و‬، ...‫ورةقلة‬‫وهذا‬‫ما‬‫يعتبر‬
‫ضربا‬‫في‬‫الصميم‬‫لمسارات‬‫التنمية‬‫في‬).‫البلد‬11(
‫العتماد‬ _‫على‬‫عائدات‬‫النفط‬‫ضعف‬ :‫الستثمارات‬‫تخارج‬‫ةقطاع‬‫المحروةقات‬‫الذي‬
‫يمثل‬‫نسبة‬90،‫بالمئة‬‫مما‬‫يجعل‬‫الةقتصاد‬‫الجزائري‬‫ريعيا‬،‫أحاديا‬‫مما‬‫ةقد‬‫يدتخل‬
‫اةقتصاد‬‫البلد‬‫يعيش‬‫على‬‫تقلبات‬‫السوق‬‫البترولية‬‫والنعكاسات‬‫المترتبة‬‫عن‬‫ذلك‬،
‫ليصنف‬‫على‬‫أنه‬‫"اةقتصاد‬‫اتختللت‬‫وليس‬‫اةقتصاد‬‫حسب‬ "‫توازنات‬‫تخبراء‬.‫الةقتصاد‬
‫ففي‬‫سنة‬2004‫تم‬‫تقدير‬‫برميل‬‫النفط‬‫عند‬‫إةقرار‬‫ةقانون‬‫المالية‬‫على‬‫أساس‬19
‫دولر‬‫في‬‫حين‬‫أن‬‫متوسط‬‫السعر‬‫في‬‫هذه‬‫السنة‬‫بلغ‬32‫دولر‬،‫وفي‬‫سنة‬2005
‫وصل‬‫متوسط‬‫سعر‬‫البرميل‬‫حدود‬50،‫دولر‬‫والملحظ‬‫أن‬‫من‬‫واةقع‬‫هذه‬
‫الرجراءات‬‫وفي‬‫إطار‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫تؤكد‬‫أن‬‫سعر‬‫البترول‬‫تخاضع‬‫لهزات‬‫وتغيرات‬
‫موسمية‬‫نارجمة‬‫بالساس‬‫عن‬‫مناطق‬‫التوتر‬‫في‬‫العالم‬،‫مما‬‫يجعل‬‫الةقتصاد‬
‫الجزائري‬‫رهينة‬‫المقاربة‬‫المالية‬‫المؤثرة‬‫على‬‫التوازنات‬‫المالية‬).‫للبلد‬12(
‫المشهد‬:‫نجاح‬ ‫الثاني‬‫مسارات‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫نتيجة‬‫فعالية‬‫تطبيق‬
‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫ويعني‬ :‫تمكن‬‫الجزائر‬‫من‬‫تذليل‬‫العقبات‬‫وموارجهة‬‫مختلف‬
‫التحديات‬‫داتخلية‬‫كانت‬‫أو‬،‫تخاررجية‬‫وفتح‬‫بوابة‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫على‬‫مصراعيها‬
‫بفتح‬‫ورشات‬‫الصلح‬‫والتحديث‬‫عن‬‫طريق‬‫التخذ‬‫بتطبيق‬‫متطلبات‬‫وآليات‬‫الحكم‬
‫الراشد‬،‫وترسم‬‫معالم‬‫هذا‬‫المشهد‬‫المؤشرات‬:‫التالية‬
‫المؤشرات‬‫السياسية‬‫انطلةقا‬ :‫من‬‫مقولة‬‫الرئيس‬‫عبد‬‫العزيز‬":‫بوتفليقة‬‫ل‬
‫يمكن‬‫إةقامة‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫بدون‬‫دولة‬‫القانون‬‫بدون‬‫ديمقراطية‬
‫حقيقية‬‫بدون‬‫تعددية‬‫سياسية‬،‫كما‬‫ل‬‫يمكن‬‫أن‬‫يقوم‬‫حكم‬‫رشيد‬
‫إطلةقا‬‫بدون‬‫رةقابة‬"، ‫شعبية‬‫ويمكن‬‫تحليل‬‫ذلك‬‫وفقا‬‫النقاط‬:‫التالية‬
‫_مند‬‫اعتلئه‬‫سدة‬‫الحكم‬‫في‬‫أفريل‬1999‫حاول‬‫الرئيس‬‫من‬‫تخلل‬‫الحكم‬
‫الراشد‬‫إعطاء‬‫صبغة‬‫مدنية‬‫للحكم‬‫تمهد‬‫لعودة‬‫المؤسسة‬‫العسكرية‬‫إلى‬‫دورها‬
‫الطبيعي‬‫المحدد‬‫في‬‫ةقوانين‬‫الجمهورية‬‫وإصلح‬‫هياكل‬‫الدولة‬،‫انطلةقا‬‫من‬
‫معالجة‬‫ترسبات‬‫العشرية‬‫السوداء‬‫وموارجهة‬‫مظاهر‬‫العنف‬‫بتطبيق‬‫ةقانون‬‫الوئام‬
‫المدني‬‫في‬1999‫وميثاق‬‫المصالحة‬‫الوطنية‬.
14
‫_تخلق‬‫ديناميكية‬‫رجديدة‬‫على‬‫المستوى‬‫السياسي‬‫والمجتمعي‬‫من‬‫تخلل‬‫فتح‬
‫ورشات‬‫وتنظيم‬‫ندوات‬‫مفتوحة‬‫على‬‫ةقضايا‬‫المجتمع‬‫والتي‬‫كان‬‫التداول‬‫فيها‬
‫يعتبر‬‫من‬‫الطابوهات‬‫كقانون‬،‫السرة‬‫وهذا‬‫ما‬‫يعزز‬‫مسألة‬‫حرية‬‫الرأي‬‫والتعبير‬
‫كمؤشرات‬‫أساسية‬‫للحكم‬‫الراشد‬‫ومسارات‬‫ل‬‫بد‬‫منها‬‫لتحقيق‬‫التنمية‬‫الشاملة‬.
‫نقل‬ _‫الممارسة‬‫السياسية‬‫إلى‬‫مستوى‬‫العمل‬‫المؤسساتي‬‫وتكريسها‬‫في‬‫إطار‬
‫بنية‬‫سياسية‬‫ديمقراطية‬‫واعدة‬‫على‬‫الرغم‬‫ما‬‫يشوبها‬‫من‬‫غموض‬‫وتناةقض‬‫في‬
‫بعض‬‫الممارسات‬.
‫_تأطير‬‫الصراع‬‫السياسي‬‫بين‬‫القوى‬‫السياسية‬‫حول‬‫سلطة‬‫صنع‬‫واتخاذ‬‫القرارات‬
‫السياسية‬‫ووضع‬‫السياسات‬،‫العامة‬‫بأطر‬‫وآليات‬‫مؤسساتية‬‫سياسية‬.
‫_التبلور‬‫التدريجي‬‫لنتشار‬‫وتعميق‬‫الثقافة‬‫المدنية‬‫التي‬‫تقوم‬‫على‬‫إةقرار‬‫الئتل ف‬
‫الحكومي‬‫واةقتسام‬‫التنفيذية‬ )‫السلطة‬‫بين‬ (‫تخاصة‬‫القوى‬‫السياسية‬‫واعتماد‬
‫التعددية‬‫السياسية‬‫والفكرية‬‫وتكريس‬‫مبدأ‬‫المساواة‬‫الذي‬‫تجسده‬‫دولة‬.‫القانون‬
‫_النتشار‬‫الواسع‬‫للصحافة‬‫الخاصة‬‫بمختلف‬‫اتجاهاتها‬‫الفكرية‬‫واتجاه‬‫الكثير‬‫منها‬
‫نحو‬‫الحترافية‬،‫هذا‬‫على‬‫الرغم‬‫من‬‫محدودية‬‫هامش‬‫حريتها‬‫وبعض‬‫التجاوزات‬
‫الصادرة‬‫عنها‬،‫إل‬‫أنها‬‫تمثل‬‫مؤشر‬‫ايجابي‬‫نحو‬‫تفعيل‬‫الحراك‬‫الرجتماعي‬
‫والسياسي‬‫للبلد‬‫تخاصة‬‫إذا‬‫فسح‬‫لها‬‫المجال‬‫أكثر‬‫في‬‫إطار‬‫متطلبات‬‫الحكم‬‫الراشد‬
‫القائمة‬‫على‬‫حرية‬‫الرأي‬‫والتعبير‬‫للمساهمة‬‫في‬‫مسارات‬‫تنمية‬‫البلد‬.‫والعباد‬
‫احترام‬ _‫مبدأ‬‫التداول‬‫على‬‫السلطة‬‫بفصح‬‫المجال‬‫أمام‬‫رجميع‬‫القوى‬‫السياسية‬
‫والمعارضة‬‫منها‬‫تحديدا‬‫للتنافس‬‫على‬‫السلطة‬‫بطرق‬،‫سلمية‬‫في‬‫سياق‬‫تعددية‬
‫سياسية‬‫وانتخابات‬‫دورية‬‫تمثلية‬‫نزيهة‬).‫وشفافة‬13(
‫كما‬‫أنه‬‫من‬‫المؤشرات‬‫اليجابية‬‫بتطبيق‬‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫وتحقيق‬‫تنمية‬
‫سياسية‬‫كمرحلة‬‫ضرورية‬‫لتنمية‬‫شاملة‬،‫ومتوازنة‬‫هو‬‫إةقرار‬‫رجميع‬‫الحزاب‬
‫السياسية‬‫على‬‫اتختل ف‬‫أطيافها‬‫لهمية‬‫المصالحة‬‫الوطنية‬‫انطلةقا‬‫من‬‫المبادئ‬
:‫التالية‬
‫_الررجوع‬‫إلى‬‫مبادئ‬‫أول‬‫نوفمبر‬1954.
‫_احترام‬‫الدستور‬‫والثوابت‬‫الوطنية‬‫وحقوق‬.‫النسان‬
‫_رفض‬‫وإدانة‬‫اللجؤ‬‫إلى‬‫العنف‬‫للوصول‬‫إلى‬‫السلطة‬‫أو‬‫الحتفاظ‬‫بها‬.
‫_تدعيم‬‫مبدأ‬‫النتخابات‬‫النزيهة‬،‫وحرية‬‫التعبير‬‫والتنظيم‬‫المكفولتين‬.‫دستوريا‬
15
‫_تجسيد‬‫الفعل‬‫الديمقراطي‬‫في‬‫الممارسات‬‫اليومية‬.
‫تشجيع‬ _‫ودعم‬‫نشوء‬‫وتطور‬‫ةقوى‬‫المجتمع‬‫المدني‬‫واستقلليته‬‫عن‬‫القوى‬
‫السياسية‬‫والةقتصادية‬‫والرجتماعية‬‫وحتى‬)‫العسكرية‬14.(
_‫المؤشرات‬‫الةقتصادية‬‫تملك‬ :‫الجزائر‬‫بعيدا‬‫عن‬‫لغة‬‫الرةقام‬‫العديد‬‫من‬
‫المتيازات‬‫إلي‬‫ل‬‫تتوفر‬‫في‬‫العديد‬‫من‬‫الدول‬‫بما‬‫فيها‬‫بعض‬‫الدول‬‫المتقدمة‬،‫هذا‬
‫إذا‬‫أشرنا‬‫إلى‬‫الراحة‬‫المالية‬ "‫البحبوحة‬ "‫أو‬‫التي‬‫مازالت‬‫تعيشها‬‫الجزائر‬‫تقريبا‬‫مند‬
‫عقد‬‫من‬‫الزمن‬،‫والتي‬‫تررجع‬‫بالساس‬‫إلى‬‫ارتفاع‬‫غير‬‫مسبوق‬‫لسعار‬‫البترول‬
‫تجاوز‬‫سعر‬‫البرميل‬‫الواحد‬150،‫دولر‬‫استطاعت‬‫الجزائر‬‫من‬‫تخلله‬‫تحقيق‬‫العديد‬
‫من‬‫النجازات‬:‫منها‬
‫_التسديد‬‫المسبق‬‫لغلب‬‫الديون‬‫الخاررجية‬،‫وفوائدها‬‫وهو‬‫ما‬‫يخفف‬‫من‬‫مسألة‬
‫التبعية‬‫الةقتصادية‬‫والسياسية‬‫للدول‬‫الكبرى‬‫والمؤسسات‬‫العالمية‬‫)البنك‬
‫صندوق‬ _‫العالمي‬‫النقد‬(‫الدولي‬
‫_توسيع‬‫حجم‬‫الستثمارات‬‫عن‬‫طريق‬‫فتح‬‫مشاريع‬‫ضخمة‬‫في‬‫رجميع‬‫القطاعات‬
‫مثل‬‫ةقطاعات‬‫التعليم‬،‫العالي‬‫التربية‬،‫القضاء‬‫والتكوين‬...‫المهني‬
‫_التخفيف‬‫النسبي‬‫من‬‫ظاهرة‬‫البطالة‬‫عن‬‫طريق‬‫فتح‬‫مناصب‬‫رجديدة‬‫وفي‬‫شتى‬
،‫المجالت‬‫وتشجيع‬‫منح‬‫القروض‬‫الصغيرة‬‫لفئة‬‫الشباب‬‫تخصوصا‬.
‫كما‬‫تؤكد‬‫العديد‬‫من‬‫الدراسات‬‫إلى‬‫أن‬‫الجزائر‬‫تملك‬‫إمكانات‬‫بشرية‬‫ومادية‬‫هائلة‬
‫تمكنها‬‫من‬‫تجاوز‬‫أزمتها‬،‫الةقتصادية‬‫وهذا‬‫إذا‬‫عرفت‬‫كيف‬‫تستغلها‬‫تلك‬‫المكانات‬
‫استغلل‬‫عقلنيا‬‫في‬‫إطار‬‫وضع‬‫إستراتيجية‬‫واضحة‬‫المعالم‬‫ومحددة‬‫الهدا ف‬
:‫منها‬
‫_المجال‬‫الحيوي‬‫الواسع‬‫سواء‬‫من‬‫حيث‬‫المناخ‬‫أو‬‫من‬‫حيث‬.‫التضاريس‬
‫المكانات‬ _‫الطبيعية‬‫والبشرية‬‫الكبيرة‬.
‫المكانات‬ _‫الزراعية‬‫والغانية‬‫والرعوية‬.‫المعتبرة‬
‫الهياكل‬ _‫الةقتصادية‬.‫المتنوعة‬
‫_النتماء‬‫إلى‬‫مجموعة‬‫إةقليمية‬.‫متجانسة‬
‫الموةقع‬ _‫الجيو‬‫_سياسي‬.‫المتميز‬
‫القرب‬ _‫من‬‫أوروبا‬).15(
16
‫مؤشرات‬‫تخاررجية‬:‫تتعلق‬‫أساسا‬‫بانفتاح‬‫الجزائر‬‫على‬‫العالم‬‫الخاررجي‬‫بعدما‬
‫عاشت‬‫أكثر‬‫من‬‫عقد‬‫في‬‫عزلة‬‫سياسية‬‫كادت‬‫أن‬‫تقوض‬‫أركان‬‫الدولة‬‫نتيجة‬
‫لسباب‬‫حيث‬ .‫متباينة‬‫ومند‬‫تولي‬‫الرئيس‬‫بوتفليقة‬‫الحكم‬‫سعى‬‫إلى‬‫إعادة‬‫الدور‬
‫الريادي‬‫والمحوري‬‫للجزائر‬‫على‬‫المستوى‬‫الةقليمي‬‫والقاري‬،‫والدولي‬‫منطلقه‬
‫في‬‫ذلك‬‫أنه‬‫ل‬‫يمكن‬‫تحقيق‬‫تنمية‬‫محلية‬‫دون‬‫فضاء‬‫تخاررجي‬،‫ول‬‫يمكن‬‫تحقيق‬
‫إصلحات‬‫داتخلية‬‫دون‬‫إصلحات‬،‫تخاررجية‬‫وذلك‬‫ببناء‬‫إستراتيجية‬‫ةقائمة‬‫على‬
‫المستويات‬:‫التالية‬
_‫المستوى‬:‫الةقليمي‬‫دعوة‬‫الجزائر‬‫إلى‬‫إصلح‬‫البيت‬‫العربي‬‫من‬‫تخلل‬
‫الدعوة‬‫إلى‬‫إنشاء‬‫برلمان‬‫عربي‬‫بهد ف‬‫تفعيل‬‫الحوار‬‫العربي‬‫وتكريس‬
‫الديمقراطية‬‫التشاورية‬‫في‬‫القضايا‬،‫المحورية‬‫وربطه‬‫بلجان‬‫متابعة‬‫لتنفيذ‬‫مختلف‬
‫القرارات‬‫الصادرة‬‫عن‬‫البرلمان‬،‫العربي‬‫ورجاء‬‫ذلك‬‫طبعا‬‫القمة‬‫العربية‬‫المنعقدة‬
‫في‬‫الجزائر‬‫مارس‬2004.
‫بالضافة‬‫إلى‬‫دعوة‬‫الجزائر‬‫في‬‫كل‬‫المناسبات‬‫إلى‬‫تفعيل‬‫التحاد‬‫المغاربي‬
‫بمعالجة‬‫العراةقيل‬‫التي‬‫توارجهه‬‫أهمها‬‫ةقضية‬‫الصحراء‬‫الغربية‬.
_‫المستوى‬:‫الفريقي‬‫من‬‫تخلل‬‫مساعي‬‫الجزائر‬‫طرح‬‫مجموعة‬‫من‬
‫الصلحات‬‫للقارة‬‫الفريقية‬،‫والعمل‬‫على‬‫حل‬‫النزاعات‬‫على‬‫غرار‬‫النزاع‬
‫الثيوبي‬‫_الريتري‬‫عام‬2000‫والعمل‬‫على‬‫بناء‬‫شراكة‬‫اةقتصادية‬‫تنموية‬‫في‬
‫إطار‬‫الشاكة‬‫من‬‫ارجل‬‫تنمية‬‫إفريقيا‬)NEPAD، (‫وتفعيل‬‫العمل‬‫بالحكم‬‫الراشد‬
‫في‬‫بلدان‬‫القارة‬.
_‫المستوى‬:‫الوروبي‬‫سعي‬‫الجزائر‬‫لبناء‬‫شراكة‬‫سياسية‬‫واةقتصادية‬
‫وارجتماعية‬‫تبادلية‬‫ومتوازنة‬‫مع‬‫التحاد‬‫الوروبي‬‫و‬‫انعكاسات‬‫ذلك‬‫على‬‫المجالت‬
‫التنموية‬‫في‬.‫البلد‬
_‫المستوى‬‫الدولي‬‫يبرز‬ :‫في‬‫تأكيد‬‫الجزائر‬‫الدائم‬‫على‬‫مكافحة‬‫ظاهرة‬
‫الرهاب‬‫التي‬‫عانت‬‫منها‬‫الجزائر‬‫مند‬‫بداية‬‫التسعينات‬،‫إلى‬‫غاية‬‫أحداث‬11‫سبتمبر‬
2001‫أين‬‫أصبح‬‫الرهاب‬‫ظاهرة‬‫عالمية‬‫ل‬‫تعر ف‬‫الحدود‬‫ول‬‫تؤمن‬‫بالةقوام‬
.‫والرجناس‬
‫كذا‬‫العمل‬‫على‬‫تسريع‬‫المفاوضات‬‫للنضمام‬‫إلى‬‫المنظمة‬‫العالمية‬‫للتجارة‬،
‫ومختلف‬‫النعكاسات‬‫اليجابية‬‫التي‬‫ةقد‬‫تترتب‬‫عن‬) .‫ذلك‬16(
17
‫المشهد‬:‫التأررجح‬ ‫الثالث‬‫بين‬‫الفشل‬‫والنجاح‬‫لمسارات‬‫التنمية‬
‫المستدامة‬‫وتطبيق‬‫لليات‬‫الحكم‬:‫الراشد‬‫ويعتبر‬‫هذا‬‫المشهد‬‫الةقرب‬‫إلى‬
‫الواةقع‬‫السياسي‬‫الجزائري‬‫الحالي‬‫على‬‫الةقل‬‫على‬‫المستويين‬‫القريب‬،‫والمتوسط‬
‫وذلك‬‫انطلةقا‬‫من‬‫المؤشرات‬‫اليجابية‬‫السالفة‬‫الذكر‬‫التي‬‫تمثل‬‫عوامل‬‫للنجاح‬،
‫هذا‬‫طبعا‬‫إذ‬‫ما‬‫تم‬‫إثراؤها‬‫وتدعيمها‬‫أي‬‫عدم‬‫الترارجع‬‫على‬‫المكتسبات‬‫التي‬‫تم‬
‫تحقيقها‬‫لحد‬‫أما‬ .‫الن‬‫عوامل‬‫الفشل‬‫أو‬‫بالصح‬،‫التعثر‬‫فبالضافة‬‫إلى‬‫ما‬‫سبق‬
‫ذكره‬‫في‬‫المشهد‬،‫الول‬‫فهناك‬‫العديد‬‫من‬‫العقبات‬‫والعراةقيل‬‫السياسية‬‫و‬
‫نفسية‬ _‫السوسيو‬‫أو‬‫ما‬‫تسمى‬‫عند‬‫عالم‬‫السياسة‬‫بالعوامل‬‫الشخصية‬‫لصناع‬
‫القرار‬‫وررجال‬‫تحول‬ ...‫السياسة‬‫دون‬‫الدفع‬‫بحركية‬‫العمل‬‫التنموي‬‫الشامل‬
،‫والمتوازن‬‫ويمكن‬‫تحديدها‬‫في‬‫مقاربتين‬‫أساسيتين‬‫هما‬:
‫المقاربة‬:‫السلطوية‬‫تتعلق‬‫أساسا‬‫بالصلحيات‬‫الواسعة‬‫التي‬‫تتمتع‬‫بها‬‫رئاسة‬
،‫الجمهورية‬‫مما‬‫يجعلها‬‫محل‬‫أطماع‬‫كل‬‫من‬‫يرغب‬‫في‬‫ممارسة‬‫الحكم‬،‫فعل‬‫وهو‬
‫ما‬‫يقلل‬‫من‬‫شأن‬‫المعارضة‬‫السياسية‬‫والعملية‬‫النتخابية‬‫وباةقي‬‫المؤسسات‬‫في‬
‫عيون‬‫الناتخبين‬‫والمنتخبين‬،‫فانتخابات‬‫تشريعية‬‫نزيهة‬‫مع‬‫رئاسيات‬‫مزورة‬‫لن‬‫تؤدي‬
‫إلى‬‫نظام‬‫سياسي‬.‫مستقر‬
‫وأنه‬‫على‬‫الرغم‬‫من‬‫التعديلت‬‫الدستورية‬‫إل‬‫أن‬‫الممارسة‬‫الميدانية‬‫مازالت‬‫لم‬
‫تكرس‬‫تلك‬‫التعديلت‬‫على‬‫أرض‬،‫الواةقع‬‫وهو‬‫ما‬‫أكده‬‫الدكتور‬‫محمود‬"‫المجدوب‬
‫أن‬‫السلطة‬‫التنفيذية‬‫في‬‫النظمة‬‫العربية‬‫هي‬‫أةقوى‬،‫السلطات‬‫نجد‬‫أن‬‫الحزب‬‫الذي‬
‫تسانده‬‫السلطة‬‫هو‬‫أةقوى‬،‫الحزاب‬‫هذا‬‫حتى‬‫وإن‬‫كان‬‫تأثيره‬‫الجماهيري‬
) ."‫منعدم‬17(
‫وفي‬‫سياق‬‫ذلك‬‫ل‬‫بد‬‫أن‬‫تتخلص‬‫النخب‬‫الحاكمة‬‫من‬‫"الوصاية‬‫أو‬ "‫البوية‬‫كما‬
‫سماها‬‫الباحث‬)Olivier Roy‫بالعصبية‬ (،‫الخلدونية‬‫وذلك‬‫بفتح‬‫المجال‬‫السياسي‬
‫للتداول‬‫على‬‫السلطة‬‫لكل‬‫القوى‬‫السياسية‬‫التي‬‫تحترم‬‫ةقواعد‬‫اللعبة‬‫الديمقراطية‬
‫بعيدا‬‫عن‬‫مختلف‬‫أشكال‬‫الةقصاء‬،‫والحتواء‬‫على‬‫أساس‬‫أن‬‫التداول‬‫السلمي‬
‫على‬‫السلطة‬‫آلية‬‫أساسية‬‫لتوطين‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫وةقاعدة‬‫ضرورية‬‫لبناء‬‫المشروع‬
‫التنموي‬،‫وتفعيله‬‫فعلى‬‫حد‬‫تعبير‬‫المفكر‬‫حسن‬‫حنفي‬‫التداول‬ "‫الحقيقي‬‫هو‬
‫تداول‬‫أرجيال‬‫وأفكار‬‫وليس‬‫وسيلة‬‫تستخدمها‬‫النخب‬‫الحاكمة‬‫لعادة‬‫إنتاج‬‫نفسها‬
."‫بنفسها‬
18
‫المقاربة‬:‫الحزبية‬‫وتتعلق‬‫هي‬‫الرخرى‬‫بطبيعة‬‫بنية‬‫الزحزاب‬‫السياسية‬‫عامة‬
‫والمعارضة‬،‫رخاصة‬‫فعلى‬‫الرغم‬‫من‬‫التنوع‬‫الفكري‬‫والثراء‬‫اليديولوجي‬‫للزحزاب‬
‫في‬‫إل‬ (‫العلماني‬ _‫السلمي‬ _‫الجزائر)الوطني‬‫أنها‬‫تعاني‬‫العديد‬‫من‬‫المشاكل‬
‫تحول‬‫دون‬‫أن‬‫تكون‬‫بديل‬‫زحقيقيا‬‫للنخب‬‫الحاكمة‬،‫وهو‬‫ما‬‫أكده‬‫المفكر‬‫عبد‬‫الله‬
‫بلقزيز‬‫من‬ ":‫بقوله‬‫المؤسف‬‫أن‬‫المعارضة‬‫السياسية‬‫هي‬‫من‬‫جنس‬‫النوع‬‫التي‬
‫تقيم‬‫الدليل‬‫على‬‫عجزها‬‫أن‬‫تكون‬‫البديل‬‫التاريخي‬‫للسلطة‬،‫القائمة‬‫أي‬‫نمط‬
‫المعارضة‬‫التي‬‫تعيش‬‫زحالة‬‫مزمنة‬‫من‬‫المزمة‬،‫والتراجع‬‫ول‬‫يتعلق‬‫المر‬‫هنا‬
‫بالمعارضة‬‫اليسارية‬‫والوطنية‬‫والديمقراطية‬‫التي‬‫هيمنت‬‫في‬‫عقود‬‫سابقة‬،‫فقط‬
‫بل‬‫هو‬‫يتعلق‬‫أيضا‬‫بالمعارضة‬)."‫السلمية‬18(
‫وهذا‬‫من‬‫منطلق‬‫أن‬‫دور‬‫المعارضة‬‫السياسية‬‫في‬‫الديمقراطيات‬‫الغربية‬‫هو‬‫صون‬
‫الحياة‬‫السياسية‬‫من‬‫الضطرابات‬‫دها‬ّ‫ه‬ ‫وم‬‫بأسباب‬،‫الستقرار‬‫فهي‬‫إذن‬‫قوة‬‫توامزن‬
‫في‬‫المجال‬‫السياسي‬‫بوصفه‬‫مجال‬،‫عموميا‬‫وليست‬‫عبئا‬‫على‬‫السلطة‬‫أو‬‫مصدر‬
‫إمزعاج‬‫لستقرارها‬‫كما‬‫تنظر‬‫لها‬‫دول‬‫الجنوب‬‫ومنها‬‫الجزائر.ولعل‬‫أبرمز‬‫المشاكل‬
‫التي‬‫تعاني‬‫منها‬‫المعارضة‬‫الجزائرية‬‫هي:)تمارس‬‫السياسة‬‫بدون‬‫مشروع‬‫أو‬
‫برنامج‬‫سياسي‬‫فقدانها‬ _‫زحقيقي‬‫للدعم‬‫الشعبي‬‫بناء‬ _‫والجماهيري‬‫تنظيمي‬
‫هش‬‫يفتقد‬‫لبجديات‬‫العمل‬‫الديمقراطي‬‫رخاصة‬‫التداول‬‫القيادي‬‫على‬‫رأس‬‫الحزب‬
) (....19(
‫رخاتمة‬
‫وفي‬‫الرخير‬‫يمكن‬‫القول‬‫أن‬‫مستقبل‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫في‬‫الجزائر‬‫ليس‬‫مرتبط‬
‫ارتباط‬‫مباشرا‬‫بآليات‬‫ومؤشرات‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫بقدر‬‫ما‬‫هو‬‫مرتبط‬‫أول‬‫بذهنية‬
‫النخب‬‫الحاكمة‬‫من‬،‫جهة‬‫ومدى‬‫الفهم‬‫لبجديات‬‫العمل‬‫الحزبي‬‫المعارض‬‫رخصوصا‬
‫من‬‫جهة‬‫المقاربة‬ )‫ثانية‬‫السلطوية‬‫والمقاربة‬،(‫الحزبية‬‫على‬‫أساس‬‫أن‬‫محاولة‬
‫تطبيق‬‫آليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫في‬‫سبيل‬‫تفعيل‬‫مسارات‬‫التنمية‬‫المستدامة‬‫تقع‬
‫المسؤولية‬‫الولى‬‫على‬‫عاتق‬‫النخب‬،‫الحاكمة‬‫لكن‬‫قبل‬‫تجسيدها‬‫على‬‫أرض‬
‫الواقع‬‫ل‬‫بد‬‫من‬‫تجسيد‬‫أفكار‬‫الحكم‬‫الراشد‬‫والتنمية‬‫في‬‫أذهان‬‫النخب‬‫الحاكمة‬
‫أول‬‫وقبل‬‫كل‬"،‫شيء‬‫فالتنمية‬‫الميدانية‬‫تقتضي‬‫تنمية‬‫ذهنية‬"‫بالساس‬
‫و‬‫إذا‬‫كانت‬‫الزحزاب‬‫السياسية‬‫عامة‬‫وأزحزاب‬‫المعارضة‬‫رخاصة‬‫بدورها‬‫تحتاج‬،‫لتنمية‬
‫فكيف‬‫يمكننا‬‫أن‬‫نطالبها‬‫بتقديم‬‫مشروع‬‫تنموي‬‫للبلد"...؟؟‬
19
‫وبالتالي‬"‫فتحقيق‬‫التنمية‬‫الشاملة‬‫والمتوامزنة‬‫في‬‫الجزائر‬
‫وتجسيدها‬‫على‬‫أرض‬‫الميدان‬‫يمر‬‫أول‬‫عبر‬‫تغيير‬‫ذهنية‬‫النخب‬‫الحاكمة‬
‫وتحسين‬‫الداء‬‫السياسي‬‫للزحزاب‬‫عامة‬‫والمعارضة‬،‫رخاصة‬‫ثم‬‫مدى‬
‫قناعة‬‫الطرفين‬‫بآليات‬‫الحكم‬‫الراشد‬."‫ثانيا‬
‫هوامش‬‫المدارخلة‬ :
1_ ‫مركز‬‫الحياة‬‫لتنمية‬‫المجتمع‬،‫المدني‬‫الحاكمية‬‫الراشدة‬‫جدل‬ :‫لم‬‫يحسم‬‫بعد‬
،‫مركز‬ :‫الردن‬‫الحياة‬‫لتنمية‬‫المجتمع‬‫المدني‬‫جوان‬2007،‫متحصل‬‫عليه‬‫من‬
‫الموقع‬
www.hayatcenter.org/hayat/pics/Edrak_Guide_.doc
2_ ‫زحسن‬‫كريم‬،‫مفهوم‬‫الحكم‬‫الصالح‬،‫في‬‫كتاب‬‫إسماعيل‬،(‫الشطي)وآرخرون‬
‫الفساد‬‫والحكم‬‫الصالح‬‫في‬‫البلد‬،‫العربية‬‫مركز‬ :‫بيروت‬‫دراسات‬‫الوزحدة‬،‫العربية‬
2004،‫ص‬97 .
3_ ‫زحسن‬‫كريم‬،‫المرجع‬،‫السابق‬‫ص‬99 .
4_ ‫عبد‬‫ا‬‫عبد‬‫القادر‬،‫نصير‬‫البيئة‬‫والتنمية‬،‫المستدامة‬‫مجلة‬‫أبحاث‬،‫ودراسات‬
‫مركز‬‫التميز‬‫للمنظمات‬‫غير‬،‫الحكومية‬‫العدد‬07‫الصادر‬‫في‬29‫جويلية‬2002،
‫متحصل‬‫عليه‬‫من‬ :
www.ngoce.org/content/nseer.doc
5_ ‫عبد‬‫ا‬‫محمد‬،‫إبراهيم‬‫التوجه‬‫المنظومي‬‫نحو‬‫التنمية‬،‫المستدامة‬‫متحصل‬
‫:عليه‬
6_ ‫زحسن‬،‫كريم‬‫الرجع‬،‫السابق‬‫ص‬‫ص‬99_100 .
7_ ‫مركز‬‫الحياة‬‫لتنمية‬‫المجتمع‬،‫المدني‬‫المرجع‬‫السابق‬ .
8_ ‫المرجع‬‫السابق‬ .
9_ ‫عبد‬‫الحميد‬،‫البراهيمي‬‫دراسة‬‫زحـــالة‬‫الجزائر‬‫زحول‬،‫الفساد‬‫في‬‫كتاب‬
‫إسماعيل‬‫الشطي‬،(‫وآرخرون‬ )‫المرجع‬،‫السابق‬‫ص‬872 .
10_ ‫عمر‬،‫فرزحاتي‬‫فريجة‬،‫أزحمد‬‫مؤشرات‬‫التحول‬‫الديمقراطي‬‫في‬،‫الجزائر‬
‫كراسات‬‫الملتقى‬‫الوطني‬‫الول‬‫زحول‬‫التحول‬‫الديمقراطي‬‫في‬‫الجزائر‬‫المنعقد‬
‫بتاريخ‬10/11‫ديسمبر‬2005،‫دار‬ :‫الجزائر‬‫هومة‬‫للنشر‬،2006،‫ص‬44 .
20
11_ ‫عكاش‬،‫فضيلة‬‫الثار‬‫السياسية‬‫للنفتاح‬‫القتصادي‬‫في‬،‫الجزائر‬‫كراسات‬
‫الملتقى‬‫الوطني‬‫الول‬‫زحول‬‫التحول‬‫الديمقراطي‬‫في‬‫الجزائر‬‫المنعقد‬‫بتاريخ‬
10/11‫ديسمبر‬2005،‫دار‬ :‫الجزائر‬‫هومة‬‫للنشر‬،2006،‫ص‬‫ص‬90_91 .
12_ ‫عزي‬‫الرخضر‬‫و‬‫جلطي‬،‫غالم‬‫قياس‬‫قوة‬‫الدولة‬‫من‬‫رخلل‬‫الحكم‬
‫إسقاط‬ )‫الراشد‬‫على‬‫التجربة‬،(‫الجزائرية‬‫دراسات‬،‫إستراتيجية‬‫العدد‬‫الول_جانفي‬
2006،‫ص‬26 .
13_ ‫قيرة‬،(‫وآرخرون‬ )‫إسماعيل‬‫مستقبل‬‫الديمقراطية‬‫في‬،‫الجزائر‬‫بيروت‬‫مركز‬ :
‫دراسات‬‫الوزحدة‬،‫العربية‬2002،‫ص‬‫ص‬313_314 .
14_ ‫المرجع‬‫السابق‬،‫ص‬314 .
15_ ‫المرجع‬،‫السابق‬‫ص‬241 .
16_ ‫كربوسة‬،‫عمراني‬‫عكنوش‬‫نور‬،‫الصباح‬‫مظاهر‬‫التحول‬‫الديمقراطي‬‫في‬
،‫الجزائر‬‫كراسات‬‫الملتقى‬‫الوطني‬‫الول‬‫زحول‬‫التحول‬‫الديمقراطي‬‫في‬‫الجزائر‬
‫المنعقد‬‫بتاريخ‬10/11‫ديسمبر‬2005،‫دار‬ :‫الجزائر‬‫هومة‬‫للنشر‬2006‫ص‬ ,‫ص‬
145_146 .
17_ ‫علي‬‫الدين‬،‫هلل‬‫المجتمع‬‫المدني‬‫والتعددية‬‫السياسية‬‫في‬‫الواقع‬‫العربي‬
‫وتحديات‬‫قرن‬،‫جديد‬‫مؤسسة‬ :‫الردن‬‫عبد‬‫الحميد‬،‫تومان‬1999،‫ص‬57 .
18_ ‫بلقزيز‬‫عبد‬،(‫وآرخرون‬ )‫الله‬‫المعارضة‬‫والسلطة‬‫في‬‫الوطن‬‫أمزمة‬ :،‫العربي‬
‫المعارضة‬‫السياسية‬،‫العربية‬‫مركز‬ :‫بيروت‬‫دراسات‬‫الوزحدة‬،‫العربية‬2001،‫ص‬
13.
19_ ‫كربوسة‬،‫عمراني‬‫المعارضة‬‫السياسية‬‫في‬‫ا‬‫لجزائر‬‫بين‬‫التحفيز‬‫والعرقلة‬
‫لعملية‬‫التنمية‬،‫السياسية‬‫مدارخلة‬‫في‬‫الملتقى‬‫الدولي‬‫زحول‬‫واقع‬‫وآفاق‬‫التنمية‬
‫السياسية‬‫في‬،‫الجزائر‬‫جامعة‬‫الحاج‬‫لخضر‬‫_باتنة‬‫_قسم‬‫العلوم‬‫السياسية‬،
04/05‫ديسمبر‬2007
21

Contenu connexe

Similaire à الحكم الراشد و التنمية السياسية في الجوائر

Human development 00 general introduction
Human development 00 general introductionHuman development 00 general introduction
Human development 00 general introductionKamal AL MASRI
 
النسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينيات
النسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينياتالنسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينيات
النسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينياتSakina Shalaby
 
مفهوم التنمية البشرية
مفهوم التنمية البشريةمفهوم التنمية البشرية
مفهوم التنمية البشريةDr- Heba Nour
 
توصيات جهوية.ppt
توصيات جهوية.pptتوصيات جهوية.ppt
توصيات جهوية.pptSaidCltrois
 
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العامورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العامMohamed Salah Aldeen
 
Human security introduction by dr. ghassan shahrour
Human security introduction by dr. ghassan shahrourHuman security introduction by dr. ghassan shahrour
Human security introduction by dr. ghassan shahrourGhassan Shahrour
 
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسةمقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسةAhmed Hussein
 
محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...
محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...
محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...MostafaMoussa9
 
أنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربية
أنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربيةأنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربية
أنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربيةFiras Dabbagh
 
البيان التأسيسي لحزب البناء الوطني
البيان التأسيسي لحزب البناء الوطنيالبيان التأسيسي لحزب البناء الوطني
البيان التأسيسي لحزب البناء الوطنيحزب البناء الوطني
 
Toolkit education aux médias v ar
Toolkit education aux médias v arToolkit education aux médias v ar
Toolkit education aux médias v arKerim Bouzouita
 
Toolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCO
Toolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCOToolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCO
Toolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCOKerim Bouzouita
 
Ftdes migration covid_ar
Ftdes migration covid_arFtdes migration covid_ar
Ftdes migration covid_arJamaity
 
Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...
Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...
Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...Abdulla Wanis
 
Summary s2020 draft ar
Summary s2020 draft arSummary s2020 draft ar
Summary s2020 draft arifrctunisie
 
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعي
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعيGenre. الجندرة. النوع الاجتماعي
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعيma3anapscs
 

Similaire à الحكم الراشد و التنمية السياسية في الجوائر (20)

Democracy and social rights 2014
Democracy and social rights 2014Democracy and social rights 2014
Democracy and social rights 2014
 
Human development 00 general introduction
Human development 00 general introductionHuman development 00 general introduction
Human development 00 general introduction
 
النسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينيات
النسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينياتالنسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينيات
النسق التقنى وتاثيره على العمران فى مصر فى فتره الستينيات
 
مفهوم التنمية البشرية
مفهوم التنمية البشريةمفهوم التنمية البشرية
مفهوم التنمية البشرية
 
توصيات جهوية.ppt
توصيات جهوية.pptتوصيات جهوية.ppt
توصيات جهوية.ppt
 
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العامورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
 
Human security introduction by dr. ghassan shahrour
Human security introduction by dr. ghassan shahrourHuman security introduction by dr. ghassan shahrour
Human security introduction by dr. ghassan shahrour
 
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسةمقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
 
محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...
محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...
محاضرة تدريب فروع المجلس القومى للمراة على محاور استراتيجية تمكين المرأة المص...
 
أنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربية
أنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربيةأنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربية
أنماط الاتجار بالبشر في المنطقة العربية
 
البيان التأسيسي لحزب البناء الوطني
البيان التأسيسي لحزب البناء الوطنيالبيان التأسيسي لحزب البناء الوطني
البيان التأسيسي لحزب البناء الوطني
 
الثقافة القانونية لمواقع التواصل
الثقافة القانونية لمواقع التواصلالثقافة القانونية لمواقع التواصل
الثقافة القانونية لمواقع التواصل
 
Toolkit education aux médias v ar
Toolkit education aux médias v arToolkit education aux médias v ar
Toolkit education aux médias v ar
 
Toolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCO
Toolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCOToolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCO
Toolkit éducation aux médias et à l'information by Kerim Bouzouita UNESCO
 
الأمن الفكري
الأمن الفكريالأمن الفكري
الأمن الفكري
 
Ftdes migration covid_ar
Ftdes migration covid_arFtdes migration covid_ar
Ftdes migration covid_ar
 
كيف نكون قدوة في وقاية الأطفال من مخاطر الأجهزة الذكية
كيف نكون قدوة في وقاية الأطفال من مخاطر الأجهزة الذكيةكيف نكون قدوة في وقاية الأطفال من مخاطر الأجهزة الذكية
كيف نكون قدوة في وقاية الأطفال من مخاطر الأجهزة الذكية
 
Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...
Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...
Libya and the missing role of social security network الدور المفقود لشبكات ال...
 
Summary s2020 draft ar
Summary s2020 draft arSummary s2020 draft ar
Summary s2020 draft ar
 
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعي
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعيGenre. الجندرة. النوع الاجتماعي
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعي
 

الحكم الراشد و التنمية السياسية في الجوائر