2. �صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات/ال�صخ�صية//علم النف�س الفردي
هاين �صالمة/م�ؤلف من الأردن
امل�ؤلف معروف اأي�ص ًا بلقب ماهر �صالمة
الطبعة الأوىل 7002
حق�ق الطبع حمف�ظة
رقم الإجازة املت�صل�صل لدى دائرة املطب�عات والن�صر: 5002/01/7152
رقم الإيداع لدى دائرة املكتبة ال�طنية: 5002/01/2252
ال�شف وت�شميم الغالف والإ�شراف الفني:
فريق ماهر للت�صميم والإعالم الت�ص�يقي
التن�شيق والإخراج الفني:
اأحمد التميمي
التنفيذ الطباعي:
/ عمان، الردن
3. الإهداء
اإىل اإبنتي : مـيـ�س ومـ�شار...واأمهما،
ّ
اإىل اأمي الرائعة،
ً
اإىل اأبي العزيز الذي يف غيابه يزداد يف قلبي جمال
اإىل اأختى مي الغائبة احلا�شرة
ّ
اإىل اأحبائي الذين يعرفون اأنف�شهم
اإىل العربي الإن�شان يف كل مكان... اإىل كل اإن�شان
4.
5.
6.
7. - املحتويات-
�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
اإذا كانت احلياة فر�شا .. فهذه رحلة [فـار�س]
نظام [فـار�س] 4 مكونات:
لأن م��ص�ع �صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات ه� فكر اإن�صاين نقدي م�ص�ؤول عن اإجابة ت�صاوؤل:
كيف ن�صبح فر�صان ًا يف رحلة احلياة و�صع�باتها؟ لذا يرجى قراءة هذا الفهر�س ودرا�صته بتمعن
لأنه يقدم خريطة طريق لرحلة [فـار�س] يتم عرب تتبعها ال��ص�ل اإىل اإدراك نظام [فـار�س]
ومعرفة مك�ناته وتطبيقاته الأربعة. فكل ف�صل وق�صم قد يحمل هدف ًا يخدم به الف�صل اأو الق�صم
الالحق، حيث ت�صل�صلت هذه الأهداف مبا فيها الق�صم الثقايف ح�صب اأحرف كلمة [فـار�س]
كنظام وذلك ح�صب التايل: (ف – فرو�صية، اأ – اأداء، ر – ر�صد، �س – �صفر و�صحر).
اأهداف الكتاب: بناء نظرة م��ص�عية ملعنى وج�دنا الأ�صمى وحلياتنا الي�مية والعملية، واإر�صاء
ق�اعد واأ�ص�س علمية لها، وذلك عرب ك�صف الغام�س وامل�صترت ليت�صنى لنا قراءة ومعرفة معاين
واقع احلياة بعيد ًا عن قراءتها من خالل اأوهامنا الذاتية، وذلك بهدف تلبية اأحالمنا وحاجاتنا
بنجاح. فمجال احلياة الي�مية اأو�صع بكثري من حدود العقل، لأن للحياة الي�مية اأبعاد ًا ومك�نات غري
مبا�صرة اأخرى يف داخلنا تدير اإرادتنا متعلقة باخليال وال�صمري وال�جدان والعاطفة واحلرية.
- الفهر�س -
كلمات كانت يف قلبي وذكرها غريي ................................................................................................... 1
كلمة �شكر ......................................................................................................................................... 3
حول جتربة الكاتب وهذا الكتاب ...................................................................................................... 7
كلمات قيلت يف هذه التجربة .............................................................................................................. 31
- املحت�يات-
8. - املحتويات- �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
حول هذا الكتاب
متهيد هام لقراءة �صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات (حتى نك�ن ال�صخ�س نف�صه يف ال�صر والعلن)......... 51
غايات نظام التدريب الذاتي لكتاب �صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات على غرار جتارب بناء الأفراد
يف املجتمعات واحل�صارات ال�صم�لية املتقدمة .................................................................................. 12
اإذابة ح�اجز النغالق ....................................................................................................................72
يف ع�صر املناف�صة بني الفراد ... البقاء لالأف�صل ................................................................................33
هذا الكتاب: ريا�صة عقلية وروحية ت�ؤهلنا لإدراك مكاننا ومكانتنا ....................................................... 53
كلمة النا�صر (حمت�ى مدين ينا�صب واقعنا وبيئة اأفرادنا) ................................................................... 73
ف. الف�شل الأول: كيف ت�شبح جنماً من جنوم املجتمع ................................................................. 93
الهدف من الف�شل الأول (ف – فرو�شية): الك�شف عن قواعد فرو�شية الذات للتحول نحو النفتاح
الإيجابي: رحلة للت�ا�صل مع حقائق الذات والآخرين، واإدراك �صحر املبادئ الإن�صانية يف تفعيل احلرية
والفرو�صية الداخلية.
ً
مقدمة الف�شل الأول: كن جنم نف�صك اأول .. كيف؟ ...........................................................................14
1- الق�شم الأول: كيف ت�صبح جنم ًا اجتماعي ًا بتط�ير مهارات الت�صال والت�ا�صل مع الآخرين؟...............54
هدف الق�شم الأول: اإدراك الأفكار القادرة على اإزالة املعيقات الداخلية للت�ا�صل مع الطم�حات الكامنة.
- ك�صافات مق�ية – (مفاهيم اأولية لإزالة املعيقات الداخلية)
• الت�ا�صل اجليد مينحك اجلراأة والإقدام ويح�ل الأحالم اإىل طم�ح ............................................. 74
ّ
• مهارات الت�صال جتنبك التبعية... ملاذا ت�صطر اإىل ق�ل نعم، وتخجل من ق�ل ل ؟ ....................84
• يف اإدارة الذات والنطباعات.. فتح لالأب�اب وتعلم م�صتمر لالإنفتاح والثقة ...................................05
• احلديث امل�ؤثر ثنائي – كن ماهر ًا يف الت�ا�صل مع الآخرين ..........................................................05
• حتقيق مهارات التك ّيف والتاأقلم والت�ا�صل مع كل الظروف............................................................15
• تعلم قب�ل الآخر، يبعدنا عن احلط من قدر الآخرين .......................................................................15
• فكيف نتخل�س من م�صاعرنا ال�صلبية جتاه الآخرين ........................................................................ 35
2- الق�شم الثاين: مهارات يف الريادة ال�صخ�صية ................................................................................ 55
هدف الق�شم الثاين: تعلم كيفية ت�صكل الأهداف الذاتية وحتقيق احلرية الداخلية عرب حتفيز الطاقات الداخلية.
كن قائد ًا �صهري ًا ... لنف�صك اأول !! – ندوة للتدريب الذاتي – (قيادة النف�س نح�اأهدافها
ً
وطم�حاتها) ................................................................................................................................ 75
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات
19. حول الكاتب وهذا الكتاب
اعلموا ما �شئتم اأن تعلموا، فلن توؤجروا حتى تعملوا مبا علمتم
... لذا
ل ميكننا اأن نعلم �شيئاً لأحد، كل ما بو�شعنا هو اأن ن�شاعده
ُ ّ
للبحث عن اجلواب يف داخله
غاليليو غاليلي
7 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
23. حول الكاتب وهذا الكتاب
حـول الـكـــاتـب
يقدم هاين ماهر �صالمه* يف كتابه �صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات النتائج العملية
واحليثيات املف�صلية امل�ؤدية اإىل حتقيق القيادة ال�صخ�صية والتي اأملتها عليه جتربته ال�صخ�صية
اخلا�صة، وخربته مدرب َا وعامال متخ�ص�ص ًا يف حقل الت�صال والت�ا�صل الإن�صاين املعريف. وت�ؤ�صر
َ
ر�صالة الكاتب ب��ص�ح اإىل اأول�ية اإر�صاء املفاهيم الفكرية ال�صا�صية ملهارات الت�صال، ليتمكن
الأفراد من تطبيقها وت�ظيفها لبناء روؤيتهم وا�صرتاتيجية ارتقائهم، وبالتايل تق�ية مبادراتهم
ُ ّ
ل�صياغة طم�حاتهم وال�صروع يف حتقيقها ب�صكل خالق ومتميز وم�ص�ؤول.وقبيل �صقه طريق هذا
التخ�ص�س كان الكاتب وما يزال خمرج ًا لربامج الت�عية وو�صائل الت�صال الإعالمي للت�ص�يق
الإجتماعي والإعالم امل�ؤ�ص�صي. ولعل خدمته العديد من ال�صركات وم�ظفيها وك�ادرها، اإ�صافة
اإىل العديد من منظمات املجتمع املدين واأفرادها ك�صفت له مدى ق�ة تاأثري الت�صال والت�ا�صل
الإن�صاين املعريف على حتفيز وتق�ية الإن�صان من خالل ا�صتنها�س طاقاته الكامنة والرتقاء
بقيادته الي�مية لنف�صه وم�اجهة تغريات احلياة وتبدلتها التي تنتهك خ�ص��صية الفرد ومتيزه
وفرادته.
ويت��صل الكاتب اأفكار ًا اإن�صانية ل يختلف عليها خم�صة اأفراد من خم�س قارات وباأدوات ومفاهيم
حديثة لتعزيز الت�ا�صل بني اأفراد املجتمع وبني اأنف�صهم، بغية ال��ص�ل اإىل من�ذج ب�صري �صامخ
ً
قادر على مناف�صة نف�صه وحتدي طاقاته وا�صتنها�س طم�حاته الإن�صانية الدفينة ليك�ن م�ؤهال
لدخ�ل املناف�صة القائمة على املبادئ الإن�صانية.
اإن معاي�صته للمجتمع الأوروبي والأمريكي اأثرت م�صاهداته البان�رامية لأمناط اإن�صانية ومناذج
فردية و�صل�كية متن�عة، من خالل تفاعله معها اأثناء عمله كنا�صط يف امل�صمار الإن�صاين
والجتماعي والإعالمي واإنخراطه مع م�ؤ�ص�صات املجتمع املدين هناك. وزادت جتربته
وم�صاهداته العملية يف العامل العربي من اإميانه بقدرة معظم الأفراد على الرتقاء بطاقاتهم
الإن�صانية وذلك بتفعيل منحها وهباتها الب�صرية الطبيعية الدفينة التي �صاوت بني الب�صر يف
دورهم وقدرتهم على الإنتاج والتقدم دون تفرقة.
* (دبل�م الت�صال الإعالين – 3891 – ال�ليات املتحدة) ولد يف الأردن يف عام 6591.
11 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
24. حول الكاتب وهذا الكتاب
وال�ص�رة التالية التي قدمها بع�س من اأ�صدقائه وزمالئه تقدم جمم�عة من التجارب التي
تعر�س لها خالل م�صريته الغنية بامل�صاهدات والتجارب والتح�لت التي �صكلت وجدانه وفكره ّ
لي�صق طريق ًا ط�يال هدفه تق�ية الإن�صان من خالل تر�صيخ املبادئ الإن�صانية املدنية يف داخل
ً
الأفراد:
تاأثر من م�صكالت التغيري القت�صادي والجتماعي الإيجابي وال�صلبي يف بالده. •
تاأثر بتخبط طرق الرتبية والتن�صئة والتاأهيل الجتماعي لالأفراد يف بالده. •
تاأثر بالفروق ال�صا�صعة بني م�صت�ى تط�ر املجتمعات وقياداتها وكفاءاتها وطرق تفكريها. •
تاأثر ب�صط�ة و�صائل الت�صال الإعالمي الغربي وفن�نه على امل�ؤ�ص�صات واملجتمع وثقافة •
الأفراد.
تاأثر بطرق عمل ال�صركات العاملية وتط�رها، خا�صة يف جمال تط�ير الأفراد معرفي ًا •
وفكري ًا.
تاأثر من خالل جتربته بقدرة الت�صال والت�ا�صل املعريف على تق�ية الإن�صان وارتقاءه. •
تاأثر بقدرة الثقافة والفن�ن (امل��صيقى، والأدب، وامل�صرح، وال�صينما، والرادي�) على �صقل •
�صخ�صية الأفراد.
فل�صفته يف احلياة ت�ؤمن بالقناعات التالية ل ت�صتخدم النا�س وحتب الأ�صياء، بل ا�صتخدم •
الأ�صياء واأحب النا�س ل يغري اهلل ما بق�م ما مل يغريوا ما باأنف�صهم ل ي�ؤمن اأحدكم
حتى يحب لأخيه ما يحب لنف�صه الغاية ل ولن تربر ال��صيلة رحم اهلل امرء ًا عرف قدر
نف�صه ل تبحث عن اجل�اهر يف خارجك بل ابحث عنه يف ج�هر نف�صك اأول.
ً
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 21
25. كلمات قيلت يف التجربة
مهارات الت�شال التطبيقية، قوة لالإن�شان من الداخل
يف هذا الكتاب يغطي ماهر �صالمه جمم�عة من امل�ا�صيع يف مهارات الت�صال الإن�صاين
بني الأفراد، وذلك باأ�صل�ب تطبيقي وحمكم. يقدم لنا يف كتابه اجلديد منظ�ر ًا ممتع ًا
وفريد ًا يق�ي الفعالية ال�صخ�صية لالأفراد بهدف تعزيز العمق الداخلي لإح�صا�س النا�س
وزيادة قدرتهم على ت�جيه انفعالتهم، وذلك من خالل ق�ة التفاعل العاطفي لالإن�صان
د.الفريد يا�شا
كبري م�شت�شاري ال�شحة والت�شال
مركز برامج الت�شال
جامعة جونز هوبكنز
لي�س بالكالم وحده يت�ا�صل الإن�صان.
حماولة جادة من فنان مبدع للفت النتباه اإىل اإمكانياتنا غري املحدودة يف الت�ا�صل مع بع�صنا
البع�س
د. حممد عبد اللطيف
مدير عام
�شركة نوفو نوردي�شك
جتليات عل�م الت�صال
ما انفك تالقح الفن�ن والأجنا�س الأدبية والعلمية يلقى حفاوة ويبعث اأ�صئلة الده�صة، وي�صيء
جماهل التجربة الإن�صانية، ح�ل قدرة الت�ا�صل واحل�ار على اإنتاج معادل تق�ية الإن�صان الذي
يرمي اإىل تنمية مهارات الفرد وتط�ير اجل�دة ال�صخ�صية الت�صالية التي �صاغ اأطروحتها
خمرج الت�صال الإعالمي الأردين ومدرب مهارات الت�ا�صل والقيادة ال�صخ�صية ماهر �صالمة
31 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
26. كلمات قيلت يف التجربة
يف هذه ال�صل�صلة. لقد جتلت املقدرة املعرفية لدى الكاتب من اأثر جتاربه الرثية وبحثه امل�صتمر
والذي يظهر من خالل كتاباته العملية والتي ا�صتقاها من ندواته ودوراته التدريبية لإر�صاء
ق�اعد واقعية ملم��صة لتق�ية الذات واإعادة اإنتاج تفاوؤلها. ل �صك اأنه حقل جديد ل جند
كثريين يخ��ص�ن يف معمعانه لأنه علم مبتكر وحديث احل�ص�ر يف العامل العربي لأنه ي�صتقي
اأدواته من مرجعيات �صحيحة ونادرة متعلقة بفت�حات علم القيادة ال�صخ�صية وعلم الجتماع
وعل�م الت�صال يف ا�صتباكها مع الآداب والفن�ن ب�صفة عامة
مو�شى برهومة
�شحفي وناقد ثقايف
مدير حترير تنفيذي - جريدة الغد
Daily Applications of
Communication Skills Personal Empowerment
“In his book Maher Salama covers a range of interpersonal communication
skills in a succinct and applied way. He brings us in his new book an interesting
and unique perspective of self-efficacy. He uses the visual relations of people to
art and colors to reinforce people's internal locus of control through emotional
arousal.”
Dr. Alfred Yassa M.D, M.P.H
Senior Health and Communication Advisor
Center for Communication Programs
JOHN HOPKINS
UNIVERSITY
“Not only through words do human beings communicate. This is a valuable
attempt by a creative artist trying to draw our attention to the unlimited
capabilities we have to communicate with each other.”
Mohamed A. Hashem
General Manager
Novo Nordisk
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 14
27. متهيد هام لقراءة �سحر ال�سخ�سية
وفرو�سية الذات
- حتى نكون ال�شخ�س نف�شه يف ال�شر والعلن -
• نح� حياة اأكرث ثراء من الداخل للتح�ل نح� التن�ير
• نح� اأفراد ي�اكب�ن التغيري ويناف�ص�ن اعتماد ًا على ا�صتنها�س طاقاتهم الداخلية اأول
ً
• نح� جت�صري الفج�ة املدنية بني م�صت�يات تط�ر الأفراد وا�صتعداداتهم الداخلية
لقد كيفنا وت�صكلنا جميع ًا يف بيئات خمتلفة مل يكن لنا �صيطرة عليها، وتعر�صنا جميع ًا لأ�صكال
ُ
عديدة من الأفكار والقيم واملبادئ التي ما زلنا نعي�صها اأو تخلينا عن بع�صها وا�صتبدلنا بها
اأخرى يف حماولة منا مل�اكبة احلياة ومتطلبات الع�صر، وذلك بهدف حتقيق ال�صعادة والنجاح
املرج�ين.
وال�ص�ؤال هنا؛ هل و�صلنا اإىل حالة الر�صا والتكيف املن�ص�دين؟ اأما زلنا مت�صككني من �صالحية
بع�س الأفكار واملفاهيم واأ�صاليب العي�س؟ األ ت�اجهنا اأحيان ًا اأو كثري ًا اإخفاقات ل نفهمها اأو
جناحات ل نقدرها؟ األ نلحظ اأننا بتنا نعي�س اأحيان ًا حياة التظاهر وال�صطناع؟ األ نلحظ اأننا
نرك�س وراء �صراب النجاحات ال�صريعة وال�صربات اخلاطفة خائفني من امل�صتقبل؟ األ نالحظ
اأننا نعي�س اأحيان ًا التعايل (مبالغة يف تقدير الذات) واأحيان ًا اأخرى فقر ًا يف ت�كيدها والثقة
بها؟ األ نالحظ اأننا مل نعد نثق بالآخرين، فال�صداقة اأ�صبحت �صحيحة، واحلب اأ�صبح �صيئ ًا
من املا�صي.
لقد تبدلت الدنيا وحالنا اأ�صبح مائج ًا وهائج ًا من دون معنى، نعم لقد فقدت الأ�صياء معانيها
اإىل درجة اأن بع�صنا بداأ يعتقد اأن من يكذب اأو ينافق اأو من يك�ن اأناني ًا اأو انتهازي ًا ينجح، ومن
يعمل كثري ًا يخطئ وي�ؤنب.
51 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
28. متهيد هام لقراءة �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
لقد �صغر حجم اخليط الفا�صل بني الطمع والطم�ح، بني املبادرة والنتهازية، بني تزييف النجاح
والنجاح احلقيقي، فاأ�صحى النجاح املظهري واخلارجي واملايل ه� الغاية، واأ�صبح النجاح
الداخلي واملثابرة والع�صامية هي �صفة «للمثاليني» و «احلاملني». لقد �صغرت امل�صافة الفا�صلة
بني املثايل واملبدئي، بني ال�صرب والبالدة، بني الغرور والعتزاز بالنف�س، بني الت�ا�صع واخلن�ع،
بني النفتاح والنحالل، بني الب�صاطة وال�صطحية، بني الفردية القاتلة والتميز احلقيقي، بني
ال�قاحة واجل�صارة احلقيقية، لقد اأ�صبحنا نرك�س وراء انت�صارات وهمية خالية من النجاح.
لقد بتنا نتاأرجح بني نقطتني ت�صكالن طريف نقي�س، ال�صت�صالم اأو التطرف، ال�صتكانة اأو
الظلم، لقد فقدنا الت�ازن ومل تعد احلرية والطم�حات تتحرك من داخلنا بل باتت ت�صريها
ّ
اإجنازات الآخرين عرب تقليدهم.
اأحالمنا اأ�صبحت اأوهام ًا، لأنها اأحالم م�صروقة من �ص�ر الآخرين فباتت م�صتلبة لهم، مل يعد
لنا ق�صية �صامية �صخ�صية نعمل لأجلها ون�ؤمن بها، بل �صرنا مع ق�صايا الآخرين من دون تفكري
يف جدواها، ون�صينا اأن الإميان انفتاح على علم البحث عن احلقيقة الذي ي�صريه اخليال والروح
ّ
والعاطفة بقيادة العقل.
مل نعد قادرين على روؤية ال�صالح، بل اعتادت اأعيننا على روؤية الطالح. مل نعد قادرين على
التحليل وروؤية الأ�صياء بعمق، فاأ�صبحنا نفتي وجاهي ًا فاقدين اأي قدرة على الجتهاد املنطقي
والعلمي الر�صني، حيث اأ�صبحنا نركن اإىل فتاوى اآخرين نن�صبهم يف مراتب اأعلى من مراتبنا
لك�صل يف عق�لنا، وقلة ثقة يف قدراتنا. الدنيا تتط�ر من ح�لنا ونحن ل ناأخذ منها اإل الق�ص�ر،
ننتقي الب�صاعة الرديئة ونرتك ما ه� ثري وج�هري. كل ي�م مير يزيدنا خ�ف ًا من امل�ت وامل�صري
وكاأننا غري م�ؤمنني بقدر احلياة وق�صائها، لأننا مل نعد نعمل لدنيانا خ�ف ًا من ف�صل ت�قعاتنا
امل�صبقة، ومل نعد نت�ا�صل مع املتحرك واجل�هري فيها، فبتنا ن�ؤجل حياتنا ونعمل لآخرتنا،
خائفني من ا�صتحقاقاتها.
ولكن ... اأين امل�شكلة يا ترى؟
هل ما �صب عليه الإن�صان �صاب عليه؟
هذا لي�س �صحيح ًا، لأن اهلل قدم للب�صرية العقل اأعدل الأ�صياء ت�زع ًا بينهم ليمنحهم قدرة
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 61
29. متهيد هام لقراءة �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
املراجعة والتغيري والتط�ير . اإذن امل�صكلة تكمن يف ما اأنه اإذا �صب الإن�صان اأو برمج على
�صيء من دون مراجعة اأو تط�ير، اأ�صبح اأ�صري ًا لهذه الربجمة التي تتحكم يف عاداته و�صل�كه،
وت�صرفاته. كم منا قد وقف ي�م ًا م�اجه ًا لنف�صه ومراجع ًا ملا قد �صب وبرمج عليه خمترب ًا
�صالحية هذه الربجمة على العمل يف كل الأزمنة والأمكنة. لقد اأ�صبحنا مثل اأجهزة الرد الآيل
نت�صرف ح�صب مفاهيم برجمتنا امل�صبقة واأمزجتنا النفعالية وردود اأفعالنا التي يحكمها
ال�هم وامل�صلمات الأوىل والفرتا�صات الك�ص�لة، من دون اأي تدخل من �صمامات حريتنا
الداخلية املعطلة واإراداتنا غري املفعلة التي ل� حفزت ملكنتنا من عمل ما يجب علينا عمله ولي�س
ُ
ال�صت�صالم لعمل ما ك ّيفنا اأو برجمنا على عمله.
التغيري بني اخلارج والداخل
ّ
ل �صك اأن هناك من حاول العمل لتط�ير نف�صه ومهاراته وتنميتها واإعادة برجمة ذاته، اإل اأن
معظمنا قد �صقط يف م�صتنقع تنمية نف�صه وتغيريها من اخلارج اإىل الداخل، م�صتعين ًا مبهارات
ثان�ية يف ال�صل�ك واحلديث واللباقة، وباأو�صمة خارجية لرتويج �صخ�صيته، قادته اإىل ممار�صة
اأ�صكال خمتلفة من التحايل والتظاهر وال�صطناع وخمادعة النف�س والآخرين.
يف هذا الكتاب حماولة جدية لرفد الإن�صان مبهارات اأ�صا�صية للج�دة ال�صخ�صية والقيادة الذاتية
تق�م على اأ�صا�س مبادئ اإن�صانية مت ا�صتنتاجها واختبارها منذ عهد اأفالط�ن واأر�صط� و�صقراط
وحم�رابي وحتى الآن، حيث بات ل يختلف على �صحتها خم�صة اأفراد من خم�س قارات. اإن
الأ�ص�س املعرفية للمبادئ التي يحاول اإر�صاءها كتاب �صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات قد
ا�صتمدت من التاريخ الجتماعي الط�يل لالإن�صانية، مبادئ ا�صتطاعت اأن ُتنجح ح�صارات اأو
ِ َ
ت�صقط ح�صارات اأخرى لأنها حاولت ال�صري يف عك�صها. اإنها مبادئ ت�صتند اإىل ق�انني الطبيعة،
فهي مبادئ را�صخة مثل قان�ن احل�صاد، وقان�ن اجلاذبية وغريها من ق�انني الطبيعة، ل اأحد
ي�صتطيع اأن يق�ل اإن مبادئ الطبيعة �صعيفة، وتباع ًا ل اأحد ي�صتطيع اأن يق�ل اإن الإن�صان املبدئي
ت�صهل هزميته، بل على العك�س فاملبادئ، لأنها تفكري �ص�ي، فهي تنت�صر دائم ًا، نعم دائم ًا حتى
ً
ول� اتخذت اأ�صكال مبا�صرة اأو غري مبا�صرة يف انت�صاراتها. املبادئ هي املخرز الذي ل ي�صتطيع
اأحد م�اجهته، وهي التي تربط زمننا الداخلي بزمننا اخلارجي وجتعلنا من�صجمني مت�ازنني.
71 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
30. متهيد هام لقراءة �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
اأي عيب ي�صيبنا اإذا ما عرفنا مناطق الظالم فينا، فم�اجهتها اإنارة لطريق ازدهار مبادئنا
وال�صري يف تنمية دواخل كيان �صخ�صياتنا وذلك على اأ�ص�س املبادئ الإن�صانية. دع�نا ن�اجه
ً ً
اأنف�صنا وندفع الثمن اأول باأول حتى ن�صتحق العي�س املزدهر يف داخل اأنف�صنا اأول وابتداء، حتى
ً
نح�صل على ال�صالم الذاتي والر�صا والمتالء اللذين ميدانا بالق�ة واحلكمة والعنف�ان والإباء.
هذه هي ق�اعد القيادة ال�صخ�صية الأوىل التي ُتعلمنا األ ندر�س لالمتحان لنتحايل عليه وننجح،
بل لنتف�ق يف درا�صة الأ�صياء وفهمها، حتى نتف�ق يف مدر�صة احلياة والدنيا وذلك عرب معرفة
عميقة ملا يحركنا من الداخل، معرفة ق�صيتنا ال�صخ�صية العميقة التي ن�صعى لإجناحها من
خالل معرفة حاجاتنا اجل�هرية واأدوارنا ومهماتنا احلقيقية يف احلياة التي ت�فر لنا مك�نات
الإميان الالزم لإدارة م�صاريعنا الذاتية الداخلية وقيادة اأنف�صنا وبراجمنا وطم�حاتنا واأحالمنا
بعيد ًا عن اأطماعنا واأوهامنا.
القيادة ال�صخ�صية تنقلنا من م�اقع التناف�س التناحري التقليدي اإىل م�اقع ت�صتنه�س الطم�ح
الداخلي واجل�هري واحلقيقي فينا الذي ي�ؤهلنا لإعادة اإنتاج اأفكارنا وجتديدها على اأ�ص�س
علمية وواقعية، اإنها م�اقع ترى الآخر كق�صية وتعرتف به كاإن�صان لتقيم معه عالقات تكافلية
اإنتاجية عادلة حتقق التجدد والتط�ر والتقدم، اإنها الطريق التي �صلكها فكر التن�ير والتط�ير
فكر الخرتاعات والكت�صافات التي ازدهرت مبكر ًا يف البيئة العربية اجلامعة التي احت�صنت
وك�نت وابتكرت ثقافة التغيري وتط�ير الإن�صان التي اأنتجت ثقافة احلداثة.
اإذن فمتطلب احلداثة يكمن يف اأن تك�ن ال�صخ�صية ابتكارية وتعاونية معطاءة، ممتدة ومنفتحة
اإىل اخلارج، ل تقبل ال��صفات اجلاهزة، اإنها �صخ�صية تفكر بكل جراأة يف التفكري، �صخ�صية
لي�صت اأ�صرية املقارنة الجتماعية. ول تعاين الزدواجية، �صخ�صية واحدة يف الق�ل والفعل، ل
تتكلم باختالف عما متار�صه وتراه.
دعونا ل نحرق مراحل تطورنا ومنونا ون�شجنا ب�شلوكيات ومهارات ثانوية، واأل
نتظاهر باأ�شياء لي�شت نحن:
اإن ن�صجنا الداخلي وتط�ر م�صاعرنا يتطلب وقت ًا وزمن ًا و�صعي ًا لل��ص�ل اإليه، لأنه عمل ي�مي
واأ�صب�عي، فيه مراجعة واثقة مع النف�س ومع ال�صمري فيها، خط�ة خط�ة: خط�ة نقد اإيجابي
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 81
31. متهيد هام لقراءة �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
وخط�ة نقد �صلبي. لن يجدي ال�صتعجال وحرق املراحل واللج�ء للطرق املخت�صرة يف تط�ير
حياتنا العملية واملادية، فامل�صرية يجب اأن تاأخذ وقتها وجمراها لتط�ير ه�يتنا واإن�صاج كيان
�صخ�صياتنا وم�صاعرنا وع�اطفنا وعالقتنا الداخلية مع اأنف�صنا، لأنها مره�نة بدرجة تط�ر
قدراتنا ملعرفة حاجاتنا احلقيقية واجل�هرية والأ�صا�صية للعي�س الفعال. ملاذا اللج�ء للطرق
املخت�صرة وال�صريعة للعي�س، الطريق لي�صت ط�يلة ولن تك�ن اإذا ما با�صرنا يف العمل على اأ�صا�س
ّ
القان�ن الطبيعي لت�صكل املا�س، فالأملا�س ل يت�صكل اإل با�صتكمال �صروط وج�د ال�صغط وال�قت
ُ
واجلهد. دع�نا نعي�س احلا�صر لنكت�صف من نحن، ونط�ر بر�صانة ما ُبرجمنا وكيفنا للعي�س
ّ
عليه، فنحن يجب اأن نعرف اأي اأملا�س ينبغي عليه اأن نك�ن، ولي�س اأي اأملا�س نريد اأن نك�ن،
فداخلنا يحمل كل املك�نات الأ�صا�صية الالزمة لتح�يل داخلنا اإىل ما�س حقيقي ي�صع منه �صحر
�صخ�صيتنا وج�هرها.
لنكتب ميثاق ًا لل�صرف مع اأنف�صنا ياأخذ بالعتبار حاجاتنا احلقيقية الإن�صانية العميقة، لن�صتطيع
اأن ن�صري ما ينبغي عليه اأن نك�ن، اإنها اخلط�ة الأوىل لبناء وتط�ير كيان �صخ�صياتنا امللتزمة
بكل مبادئ الإن�صانية الفا�صلة يف داخلنا، حيث الثقة الكاملة النابعة من الداخل التي ت�ؤهلنا
لالنغما�س يف احلداثة باأ�صالة ور�صانة، وخماطبة كل من ي�صتخف بنا وم�اجهته بلغة الفكر
والتفكري والإن�صانية القادرة على ك�صر الظلم وال�صع�ر به، فالق�ة ل تنهار اإل اأمام الفكرة
النرية.
ّ
يف �صحر ال�صخ�صية ومهارات فرو�صيتها يكمن ُبعدان؛ ُبعد الداخل و ُبعد اخلارج، ُبعد الق�ل
و ُبعد الفعل، ُبعد الأنا وبعد الآخر، ُبعد النتظار واإرادة البقاء و ُبعد الإرادة الإنتاجية واإرادة
ُ
العي�س الكامل، ُبعد الأحالم و ُبعد ال�صعي، ُبعد الطم�ح و ُبعد العمل.
فالغاية احلميدة ل تربرها ال��صيلة غري الأخالقية واإرادة البقاء، لأن ج�دة الغاية تكمن يف
ج�دة طريقة حتقيقها واملتمثلة يف اإرادة العي�س الكامل، فطريقة ال�صعي انعكا�س جل�دة الغاية،
لأن الأ�صياء لي�صت بنتائجها، بل بنبل غاياتها واأهدافها.
لقد جبلت النف��س اأ�صا�ص ًا على املبادئ وخلقت لتك�ن نزيهة، و�صادقة، و�صفافة، وكرمية،
ومبدعة، ومتجددة، وعادلة، وخمل�صة، واأمينة، ومثابرة، و�صجاعة، وفاعلة، ومنتجة، و�صب�رة،
ومت�ا�صعة، وبناءة، وم�ص�ؤولة، ومتعاطفة وحمفزة متحدية.
91 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
32. متهيد هام لقراءة �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
طريق املبادئ وما جبلت النف��س عليه ه� طريق اإعادة بناء ال�صخ�صية ومنهجية ت�صكلها، ه�
طريق تقريب النف�س للنف�س، الذي ي�صرب غ�ر حاجاتها الدفينة بعيد ًا عن احلل�ل ال�صريعة
ً
وامل�صكنات امل�ؤقتة التي تق�دها اإىل التمح�ر على الذات، والذي بدوره يجعل الرثثرة بديال عن
ً ً
الت�صال والت�ا�صل املنتج، والبت�صامة امل�صطنعة بديال عن ال�صحكة العف�ية، والياأ�س بديال
عن عي�س الأمل ال�صادق الذي يحفز الإن�صان للعمل واملحاولة ثانية وثالثة ..الخ.
قرارنا يف التغيري ه� قرارنا لمتالك مهارات جديدة يف عي�س احلياة اأهمها م�اجهة النف�س
والنفتاح عليها، اإنه قرار امتالك ال�صرب الكايف، اإنه قرار و�صغف داخلي كامن ووله دفني نح�
حياة اأكرث ثراء من الداخل، حياة تنبذ كل املناخات وامل�صتنقعات الهابطة بالثقة، حياة مليئة
بثقافة الأمل، ثقافة غري م�صح�نة بالنفعالت والرف�س العبثي، والأحكام امل�صبقة، ثقافة ت�صري
نح� ا�صتعادة وت�كيد قيمتنا الذاتية وه�يتنا ال�صخ�صية و�صحرها بهدف اإر�صاء العدل يف بناء اأفراد
قادرين على املناف�صة ال�صريفة عاملي ًا.
هذه هي الأر�صية الفكرية التي �صاغت هذا الكتاب واأهدافه وغاياته، راجي ًا قراءة معمقة
و�صعيدة، متمني ًا لكم ح�صيلة علمية وعملية تعينكم على حتقيق النجاح احلقيقي عرب اإر�صاء
ق�اعد ثقافية وفكرية يف تنمية واإدارة الذات ومهارات احلياة والعي�س الكرمي.
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 02
33. غايات نظام التدريب الذاتي لكتاب �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
على غرار جتارب بناء الأفراد يف املجتمعات واحل�سارات ال�سمولية املتقدمة
منهجية التحول نحو التنوير وتطوير ال�شخ�شية (: )Character ethic
ت�صري هذه املنهجية عرب تق�ية مك�نات وطاقات الفرد الكامنة وتط�ير ه�يته الن�صانية الداخلية
وذلك من خالل:
• تط�ير وتفعيل نظام قائم على املبادئ الإن�صانية ي�حد ويكامل عمل مهارات الت�ا�صل مع
الذات ومع الآخرين لرفع درجة تقدير الذات والإميان مبكانتها.
• بهدف: بل�رة اإن�صان معريف ذي اإرادة، متن�ر ومنفتح ومثقف وحديث وملتزم باملبادئ
ّ
الإن�صانية وم�ؤمن بها.
• قادر على: حتقيق �صروط تنمية القيادة ال�صخ�صية والرتقاء بها وذلك عرب اللتزام
مبمار�صتها ي�مي ًا مل�اكبة التغيري وعي�صه على اأ�صا�س املبادئ الإن�صانية لالبتعاد عن عمليات
التغريب التي يتعر�س له النا�س.
الإن�شان املعريف هو خمرية املوؤ�ش�شات واملنظمات املعرفية وهو:
الإن�صان ذو اله�ية املتط�رة الذي اأ�ص�س بنيانه الداخلي على املبادئ املنتجة والقيم •
الن�صانية ال�صامية.
الإن�صان الذي ي�صهم يف خدمة ق�صايا عامة اإن�صانية اأعظم منه �صاأن ًا. •
الإن�صان الذي ُي�صهم يف بناء املجتمع املدين وجمتمع الأعمال. •
الإن�صان املنفتح املح�صن بثقافة التن�ير وقيادة الذات واإداراتها. •
الأ�ش�س العامة للنظام التدريبي ل�شحر ال�شخ�شية وفرو�شية الذات:
هدف النظام:-
بناء ال�صخ�صية القيادية الثابتة امللتزمة باملبادئ والقيم الك�نية الن�صانية املنتجة، وذلك عرب
املفاهيم املعرفية امل�صتقاة من التجربة الإن�صانية املنطقية والقادرة على تغيري �صل�ك الأفراد
12 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
34. غايات نظام التدريب لكتاب �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
معرفي ًا. اإنها الأر�صية التي متهد لبناء ثقافة م�صرتكة بني الأفراد، تعينهم يف التقدم والتط�ر
والعمل بروح الفريق.
دواعي النظام:-
لأن التغيري والتح�ل اأ�صبح ي�اجهنا من كل جانب ويهددنا يف كل حلظة، بات لزام ًا علينا اأن ن�صعى
ل��صع كل املح�صنات الأ�صا�صية لتق�ية تفكري الأفراداملعريف واجلماعي املتن�ر، حتى ل ي�صبح
التغيري عبارة عن الدوران يف حلقة مفرغة وعن تهديد يرهق الفرد وي�ص�هه، فالتهديد يكمن يف
مقاومة تغيري طريقة التفكري ولي�س يف التغيري نف�صه.
اخلطوط العامة:-
لأن كل فرد هام وع�ص�ي يف قيادة التغيري، بات العمل لتح�صني الفرد من خالل تط�ير اأدواته
واإدارته لنف�صه اأ�صا�صي ًا لتتغري روؤيته لالأم�ر، وذلك عرب تق�ية م��صالته وارتباطه مع نف�صه
من خالل م�صاعدته على �صياغة ر�صالته واأهدافه اخلا�صة والعامة يف احلياة والتي متكنه من
الرتباط مع الآخرين ب�صكل منتج وعملي.
هذا ه� طريق بناء الأفراد املت�ازنني فكري ًا وعاطفي ًا عن طريق تنمية ال�عي واملعرفة، ولي�س اتكال
ً
على ال�صدفة اأو املزاجية، لل��ص�ل اإىل �صنف من الأفراد متما�صكني يف هدوئهم وتركيزهم،
مت�ازنني داخلي ًا ول ي�صكنهم اخل�ف وال�صلبية التي جتعلهم اأ�صرى رد الفعل، اأفراد قادرين على
�صد الهج�م الي�مي عليهم املتمثل يف �صغ�ط ال�صباق واملناف�صة واخل�صارة والإيفاء مبتطلبات
احلياة والعمل. نحن بحاجة اإىل اأفراد ميتلك�ن ال�قت للتفكري والتاأمل وال�صكينة، فالتغيري يبداأ
بتغيري اأفكارنا وعاداتنا وحتقيق امل��ص�عية عرب الت�صال باملناطق التي ت�ؤثر على التفكري.
الفرد م�شروع م�شتقل بذاته.. لنتعلم اإدارته واإدارة كيانه:
اإن غاية بناء هذا النظام ه� تط�ير ه�ية كيان الفرد على اأ�صا�س تق�ية ال�حدة والتما�صك
الداخلي له، من خالل فهم وغرز منظ�مة املبادئ والقيم النتاجية للفرد والت�ا�صل معرفي ًا
معها، لت�صبح جزء ًا من التفكري تتح�ل من خالله امل�صاعر اإىل �صل�ك، لأن ال�صل�ك يحدد
اأفعالنا، واأفعالنا حتدد عاداتنا، وعاداتنا حتدد حياتنا.
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 22
35. غايات نظام التدريب لكتاب �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
ويهدف النظام من خالل برنامج تط�ير روح الريادة وتط�ير اله�ية ال�صخ�صية اإىل جعل م�صاألة
الإبداع مرتبطة برتاكمات م�صتمرة ولي�س بفلتات من هنا اأو هناك. اإن الإبداع والتفكري اخلالق
ه� نظام داخلي للفرد م�صتمد من مبادئه ونزاهته ال�صخ�صية.
ً
اإن الأن�صطة الإن�صانية الفنية اأو الريا�صية مثال لها قا�صم م�صرتك يتمثل باخللق والبتكار
والإجناز، من هنا نق�ل اإن البتكار واخللق لهما حمركات يف داخل الفرد تتمثل اأ�صا�ص ًا بالإرادة،
وما تعليم الفن والريا�صة يف املدار�س واجلامعات، اإل ل�صتنها�س هذه الإرادة مبكر ًا.
ّ
اإن البتكار تع ُلم، وخلق الإجنازات اأي�ص ًا تع ُلم، والبحث عن اأج�بة تع ُلم، وطرح الأ�صئلة الدائمة
تع ُلم و�صفة اإبداعية للمبتكر. اإن مهارة تع ُلم طرح الأ�صئلة والبحث عن الأج�بة ي�صكل خمرية
الإرادة، لأنها مهارة تنمي اخليال الباحث عن الن�اق�س، وجتعل منه خيال مثقف ًا يق�د اإىل
ً
اإحداث ال�عي، الذي ي�صهم ب�صكل مبا�صر يف اإدراك الذات امل�ص�ؤول عن البتكار.
البتكار واخللق بحد ذاته ه� بحث عن ال�صبب والأ�صباب، ه� البحث عن احلقيقة، لذا فاحلقيقة
هي حمفزة الروؤية التي حتدد املهمة والهدف.
من هنا ياأتي هذا الربنامج لي�صع اأ�صا�ص ًا ونظام ًا ُيفعل القدرات الإن�صانية وم�اهبها التي ينفرد
ّ
بها الفرد الإن�صاين عن باقي الكائنات، اإنها م�اهب وقدرات وهبات مثل املبادرة واخليال
والإرادة واإدراك الذات.
هذا الرفد لل�صخ�صية يق�ي اأبعادها املتمثلة يف اجل�صم، والروح، والعقل والعاطفة عرب التحفيز،
والتعليم، والرتكيز، والإجناز، وبالتايل ترفد الإن�صان مبهارات الت�ا�صل مع الآخرين لتحقيق
التكافل واملنفعة املتبادلة معهم عرب فهم الآخرين واإقامة عالقات الف�ز املتبادل والتجدد.
َ َ
هذا ه� طريق ال��ص�ل اإىل ال�صخ�صية القيادية التي تتمتع بال�صرب كم َلكة، والنفتاح كمبداأ،
واحلكمة كطريق، وال�صالم الذاتي كنافذة، والتزان كقاعدة، واحلب كطاقة عطاء.
الغايات والآفاق الجتماعية للنظام التدريبي ل�شحر ال�شخ�شية وفرو�شية الذات:-
• تاأهيل الأفراد نح� تط�ير املجتمع املدين متهيد ًا ملمار�صة الدميقراطية واحلريات امل�ص�ؤولة
من خالل الغايات التالية:
32 ح�ل الكاتب وهذا الكتاب
36. غايات نظام التدريب لكتاب �سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات
الغاية الأوىل: تنمية القوى الداخلية كنظام لالنفتاح على املفاهيم الإن�شانية املنتجة
من خالل:
الإميان مبحركات الذات وقدراتها يف الت�ا�صل مع طاقة التاأمل وال�صكينة الداخلية. •
ممار�صة النقد الذاتي امل��ص�عي لل��ص�ل اإىل اأف�صل مراحل نزع ال�صلبية. •
تع ُلم ملكة البحث عن احلقيقة امل��ص�عية وطرح الأ�صئلة امل�صريية والبحث عن الأج�ية. •
تعزيز روح النفتاح على الآخرين وتعلم قب�ل الأخر كم�صدر و�صريك يف املعرفة وامل�صري. •
تعزيز ملكة الت�ا�صل مع الآخر وك�صر دائرة النغالق الذاتي، والعائلي، والع�صائري •
والقبلي.
تعزيز قدرات ال�صتماع الإيجابي وتفهم الآخر مبنطلقاته وظروفه امل��ص�عية. •
فهم اأهمية دور الفرد يف اإدارة ذاته للم�صاهمة يف التنمية الجتماعية وال�صيا�صية والقت�صادية •
ك�نه �صريك ًا يف جمتمع ي�صاهم يف بنائه.
تعزيز روح النتماء للمكان والأر�س وال�طن كحقيقة كانت ول زالت م�ص�ؤولة عن ت�صكيل •
البيئة الجتماعية وال�صيا�صية والقت�صادية، وبالتايل م�ص�ؤولة عن ت�صكل الأفراد وطريقة
تفكريهم وم�اقفهم.
تق�ية روح امل�ص�ؤولية الذاتية و�صياغة الهدف الذاتي وال�صامي. •
تعزيز روح املثابرة واملبادرة والإرادة والتجدد وامتالك الروؤية والر�صالة •
الغاية الثانية: رفع درجة تقدير جوهر الذات والإميان مبكانتها وذلك ح�شب
التايل:
م�صاعدة الفرد على معرفة نف�صه بنظر نف�صه، ومعرفة �ص�رته لدى الآخرين. 1.
امتالك قدرة التغيري والتاأقلم الإيجابي مع املحيط. 2.
تق�ية الثقة بالنف�س. 3.
رفع احلالة املعن�ية لل�صخ�س. 4.
امتالك مهارات الإقناع والتحاور. 5.
امتالك قدرة التحفيز الذاتي. 6.
فهم �صرورة النخراط يف العمل والهدف اجلماعي من دون اإذابة ه�يته. 7.
�صحر ال�صخ�صية وفرو�صية الذات 42