SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  175
Télécharger pour lire hors ligne
مجزرة رابعة 
بين الرواية والتوثيق 
ياسر سليم 
شارك في الإعداد 
أماني أبوزيد نـــــــور ســــــعـد 
منة الحضري أسماء شحاتة
إهداء 
إلى حوريات الأرض و فرسان السماء.. 
إلى الثرى المرويّ بالدماء.. 
إلى عيون وأطراف سبقت إلى الجنان.. 
إلى أوردةٍ تمرح فيها الشظايا.. 
إلى جدران سجنٍ يأسر أنقى مَن في الأوطان.. 
إلى قلوبٍ قابضة على الجمر رغم الرزايا..،
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
4 
أول الدم.. ورقة 
ورقةٌ رديئة الطباعة، سيئة الصياغة انتشرت في أنحاء مصر بأيدي صِبية لا يعلمون عنها أكثر مما كُتب 
فيها، ذهبوا إلى الأسواق وأماكن التجمهر وطلبوا التوقيعات وبُذلت لهم في جهل مغطى باسم التمرد. 
كيوم زينة سحرة فرعون.. » 30 يونيو « والإعلام يغذي ذلك كله ويروج له، وأصبح 
وتشتتوا – كقلوبهم - في الأهداف، فمنهم من طالب بانتخابات رئاسية مبكرة وآخر ينادي بسقوط 
الرئيس المنتخب وثالث لا يعلم ماذا يريد أو بالأحرى ماذا أُريد له. 
ونشأت التحالفات والجبهات والائتلافات خاوية المعنى والمضمون استعداداً لليوم المشهود. 
فَهِم الإسلاميون وكثير من الأحرار والشرفاء حجم المؤامرة التي حتُاك ضد الوطن وكرامته وقرروا 
الحشد مبكراً في ميدان رابعة العدوية . 
.» 3 يوليو « محملا بالمؤامرة التي تكشفت خيوطها جلية في » 30 يونيو « وجاء 
ولعب الإعلام المصري دوره المضلل – كعادته- في تهميش معتصمي رابعة من المشهد وتصوير بقية 
المعتصمين )في التحرير والاحتادية( بطائرات تابعة للجيش في لقطات بالغت في أعداد المتواجدين فعليا. 
وتدافعت الحشود على ميدان رابعة بعد عزل واختطاف الرئيس محمد مرسي لتؤكد على وقوفها مع 
الشرعية والحق وألَّا قبول أو تفاوض مع الانقلاب العسكري وحكومته. 
وبدأت لعبة الشائعات وبث المعلومات المزيفة لتفريق الناس من حول رموز الاعتصام، ومن جهة أخرى تم 
اعتقال الكثير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبقية الأحزاب الإسلامية، وكان لذلك رد فعل أقوى 
في ثبات المعتصمين وزيادة أعدادهم، حتى أن أماكن الاعتصام اتسعت بين ميدان رابعة العدوية وميدان 
النهضة وأمام الحرس الجمهوري وظهرت أماكن جديدة للإحتجاج كميدانيّ مصطفى محمود والألف 
مسكن فضلا عن ميادين رئيسية في المحافظات. 
فزع هذا الثبات القوى الانقلابية فدخلت في المرحلة الأولى من العنف المضاد للمعتصمين السلميين.. 
- مجزرة الحرس الجمهوري )مذبحة الساجدين( فجر يوم 8 يوليو 2013 
فتحت قوات الأمن النار على المعتصمين أثناء صلاة الفجر حتى ساعات الصباح الأولى وحصار النساء 
والأطفال في مسجد المصطفى وإطلاق قنابل الغاز عليهم.. مما أسفر عن ارتقاء أكثر من 111 شهيد وإصابة 
أكثر من 1000 مواطن وأعداد غفيرة من المعتقلين. 
وبعد أن كُشف النقاب عن الوجه الدموي الغاشم للانقلاب بدأت الأكاذيب تُنشر عن أن المتظاهرين 
هم من بادروا بإطلاق النار على قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الأقوال الباطلة التي يدمغها الحق 
في أقوال شهود العيان ومقاطع الفيديو المنقولة عن المذبحة فضلا عن أن جميع القتلى والمصابين هم من
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
المعتصمين ولم يصب ضابط أو مجند واحد بخدش سوى ضابط ترددت عنه الأقوال أنه رفض إطلاق النار 
على المتظاهرين فأعدمه قائده ميدانيا.. 
: - مذبحة المنصة 27 يوليو 2013 
انسحب المعتصمون من أمام الحرس الجمهوري وانضموا لمعتصمي ميدان رابعة، ومع طول فترة الاعتصام 
تزايدت الأعداد لدرجة أن الاعتصام امتد في طريق النصر من طيبة مول حتى النصب التذكاري/ 
المنصة. 
وكغدر جيوش الاحتلال، فوجئ المعتصمون برصاص القناصة المنهمر عليهم من كل جانب بعد أن اعتلى 
الجنود أبنية جامعة الأزهر وصبوا عليهم أعيرتهم دون أدنى إنسانية.. 
وطُرزت الأرض بالدماء الزكية والأشلاء الطاهرة بعد أن تجاوز عدد الشهداء الـ 136 شهيد وعدد الجرحى 
5 
4500 جريح. 
التحريض « وتوالت الاعتقالات التي طالت رموز الحركة الإسلامية وكانت من أبرز التهم الموجهة إليهم 
!!..» على قتل المتظاهرين 
تماسك المعتصمون سريعا بعد المذبحة وأعلنوها )مكملين( إلى عودة الرئيس الشرعي محمد مرسي.. 
وبدأت تأتيهم التهديدات بالفض النهائي القريب والعاجل واستمرت الطائرات في إلقاء المنشورات المهددة 
على ميداني رابعة والنهضة. 
رابعة هم » إشارة « وخلال ذلك كله لم تتوقف أبواق الانقلاب عن التأثير على المجتمع بأن المتظاهرين في 
ثلة مارقة خائنة للوطن وتمتلك من التسليح ما قد تدمر به كل أجهزة الدولة. 
وانقضى شهر رمضان وعيد الفطر وما يزيد الوقت المعتصمين إلا إيمانا وتثبيتا.. 
وحاول المعتصمون تأمين الميدان – قدر المستطاع- بالسواتر الترابية والأحجار الهشة وتناوبوا على الحراسة 
احترازا لأي هجوم متوقع.. 
- وفي ساعات الصباح الاولى من 14 /أغسطس/ 2013 كانت الكارثة.. 
في روايات أكثر من ) 2000 ( شهيد حصرنا منهم في هذا الكتاب 802 ، وأكثر من ) 10000 ( مصاب وجريح 
ومفقود ومعتقل في أبشع مذبحة في تاريخ مصر الحديث..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
6 
خريطة ميدان رابعة والأماكن التي سيرد ذكرها لاحقاً في الكتاب 
من اللحظات الأولى لدخول أرتال الجيش نبدأ التوثيق والشهادة على هذه الجريمة النكراء التي ستظل 
وصمة سوداء في صفحات الانقلابيين وأعوانهم من البلطجية والمفوضين.. 
والله نسأل السداد والثبات..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
7 
ملحمة الثبات في مذبحة الفضّ 
ميدانٌ يعتصم به مئات الآلاف من الشباب والشيب،الرجال والنساء،الأطفال والعجزة.. لم يكد يشرق النهار 
بعد إلا وأتي مع وحوش لا همّ لهم إلا القنص والقتل.. 
في هكذا مشهد لا يجوب في خيال البشر إلا الفرار والهرب من الموت الكامن في الرصاص المتطاير.. لا يتوقع 
المرء أبدا من المعتصمين العُزَّل من كل شيء إلا من إيمانهم الصمود أمام زحف مغول العصر الحديث.. 
إلا أن الصدق مع الله يرقى فوق كل توقع وينسف كل خيال بشريّ قاصر.. 
ذاك الصدق كان سلاحهم الفتّاك.. 
وهذا الإخلاص في القول والعمل هو من صنَع منهم أبطالا ستظل تذكرهم الأجيال وإن طال الأمد.. 
إيمانٌ تجذر في القلوب فسمى بهم إلى مصاف الصحابة والشهداء والصديقين.. وحسن أولئك رفيقا..، 
عن كل ذلك تُوثق شهاداتهم* ما حدث وتنقش كلماتهم فينا أسطورة العزة والكرامة.. 
صورة لإحدى الليالي أثناء الاعتصام في ميدان رابعة 
* جميع الشهادات نقلت كما هي من أصحابها بدون تعديلات إلا في الأخطاء اللغوية أو الإملائية.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
8 
لحظة الفضّ الأولى 
يوم الأربعاء ١٤ أغسطس ٠١٢٣ 
بدأ الهجوم على ميدان رابعة العدوية الساعة السادسة صباحاً من ناحية طيبة مول . 
تصوير مصطفى درويش 
- د. محمد عصام منصور 
كله » طوارئ.. طوارئ.. طوارئ « نمنا بعد الفجر ساعة ونص لحد الساعة 6 الصبح.. لقينا كله بينادي 
صحى، كله بيجري يقف في مكانه.. يجهز إسعافاته.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- نيفين خليل 
صليت الفجر عند المنصة .. في الساعة السادسة د.البلتاجى طلب جميع من في الخيم الذهاب عند المنصة . 
9 
تصوير نيفين خليل 
- دعاء عويضة 
وفي حوالي السادسة استيقظت على صوت أحد الإخوة يدعو من في الخيمة للخروج لأن الضرب قد بدأ عند 
طيبة مول، فأيقظت أختي بهدوء حتى تصحو ونخرج للمنصة التي كان عليها وقتها د.صلاح ود.صفوت 
ينادون في الناس للخروج من الخيام . 
تصوير صهيب شبانة
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- حمدي أحمد خليل 
بدأت الأحداث الساعة السادسة صباحاً حيث كنت هناك وبدأ الهجوم من ناحية طيبة مول على طريق 
النصر ثم بدأ الهجوم من كل الشوارع الرئيسية والفرعية وانتشرت سحب الغاز المسيل للدموع واعتلى 
)كلاب القناصة( الأسطح وحلقت الطائرات الحربية فوق رؤوسنا وكأننا في معركة حربية . 
10 
تصوير عثمان عدس 
- عبدالله الشرقاوي 
استيقظت حوالي الساعة السادسة والنصف على أخبار أن القتلة قد بدأوا الهجوم من ناحية طيبة مول وبدأ 
نقل الشهداء والمصابين ، حامت طيارة القتلة فوقنا على ارتفاع بسيط بدأ سقوط قنابل الغاز الذي يخترق 
العيون والجهاز التنفسي والعصبي . 
تصوير عثمان عدس
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- عمرو البحيري 
وأنا واقف جوة المسجد فجأة لاقيت صوت برة ، طلعت لاقيت كر وفر وقنابل غاز عمالة تتحدف .. 
والداخلية داخلة بحوالي 7 مدرعات . 
- رقية محمد الخضري 
أخبرنا د.البلتاجي أن مدرعات ومجنزرات الجيش والشرطة في طريقها الآن إلى الميدان.. وظل الهتاف اثبت 
مكانك احمي ميدانك ! 
الساعة 6:55 ص بدأنا نشوف دخان أسود كثيف جداً يتصاعد من ناحية مدخل طيبة مول وسمعنا أصوات 
طلقات النيران من كل نواحي الميدان ! 
11 
أول شهيدين في مجزرة الفض – تصوير بهاء الرازي 
- آلاء عبدالرحيم 
أول مرة يبقي « صحيت من النوم مفزوعة علي أول صوت طلق اضّرب علي ناحيتنا علي شارع طيبة مول 
« في هجوم من الناحية دي دايما بيبقي من عند شارع النصب التذكاري أو شارع الطيران من الاتجاهين 
.. صوت الطلق كان متصل وعالي جدا وأصوات مختلفة يعني بأسلحة مختلفة .. وكان بيبقي في وسط 
الأصوات دي .. طلقة بتضرب تقريبا كل دقيقة كده صوتها واضح ومميز وأعلي من الباقي .. عرفت بعد 
كده أن الصوت ده صوت رصاصة القناصة .
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
12 
أحد القناصة - تصوير عثمان عدس 
- محمود الأمير 
أول ما سمعنا هو صوت إطلاق الرصاص , لم تكن هناك مكبرات صوت للتحذير ، لم يكن هناك عربات 
مطافي للفض بالمياه ، هذا بالنسبة لمن كان بداخل حدود الميدان ، وهناك 
شهادة باستخدام المكبرات والمطافي على خارج حدود الميدان .. هى شهادة سكان المنطقة ، فلا يوجد أحد حي 
من الاعتصام ، ممن كان على الحدود! 
- اسماعيل عرفة 
صحيت من النوم يوم الفض الساعة 6 ونص تقريباً على تكبيرات الميدان وأصوات رصاص ، جريت أشوف 
إيه الوضع خارج الخيمة ، الناس كلها متأهبة ، أول قنبلة غاز شفتها كانت من ناحية طيبة مول ، جريت 
على الخيمة ألبس الكمامة والحذاء .. كنا فاكرين أن الضرب جاي من ناحية واحدة ، ابتدينا نشوف دخان 
من ناحية كنتاكي شارع الطيران ، عرفنا أنهم مجانين وبدأوا الفض .. إحنا أقصى ما تخيلناه أنه هيفض 
من 3 شوارع ويسيب لنا شارع نهرب منه ، لكن الحقيقة أنك في خلال ربع ساعة من استيقاظك عرفت 
أنك بتتهاجم من المداخل كلها والسيسي ابتدى عملية إبادة شاملة .
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
13 
تصوير مصعب الشامي 
- أحمد الخولي 
بدأ الاقتحام مع الإصابات المباشرة بطلقات الرصاص الحى حتى إنني رأيت بعيني مصاب يده متهتكة من 
الرصاص .. لم يكن هناك لا فض بالمياه ولا تصاعد في الفض كما يزعمون إلا لو كان الرصاص الحي 
أول أساليب الفض .. لأن ما جاء بعده كان أسوأ ..! 
أحد مصابي مجزرة فض رابعة
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
14 
رابعة يوم الفض 
- د.أحمد سمير الصاوي 
أخذت كمامتي.. وزجاجة الخل.. وتوجهت إلى جميع المداخل وكان حالهم كالتالي: 
-1 مدخل طيبة مول.. شارع أنور المفتي : بدأ الضرب بالرصاص الحي مباشرة.. الإصابات كانت تأتي من 
ارتداد الرصاص الحي من أعمدة النور بالشارع.. سقط 10 شهداء بهذا المدخل فيما لا يقل عن 10 دقائق.. 
عشرات المصابين من هذا المدخل في خلال نصف ساعة. 
-2 مدخل طيبة مول: كانت قنابل الغاز تنهمر بكثافة شديدة جدا من هذا المدخل.. وبدأ الخرطوش يملأ 
الشارع لكل من يفكر بالوقوف فيه. 
-3 مدخل المنصة: كانت عربات الأمن المركزي تقف في آخره لتعتقل أو تقتل من يريد الخروج الآمن 
-إياه-.. الذي كانت تقول عليه سارينة الداخلية . 
-4 مدخل يوسف عباس و نادي الزهور: كانت مصفحات الداخلية تنطلق بسرعة شديدة...تطلق قنابل 
الغاز بكثافة شديدة وتقتل من يقذف عليها أي طوبة. 
-5 ميدان رابعة العدوية نفسه: كانت الطائرات تلقي بقنابل الغاز وكانت قنابل الغاز تأتي كذلك من 
مبنى وزارة الدفاع...حتى أصبح إبطال مفعول هذه القنابل من الأمور المستحيلة لكثرتها وشدتها . 
ميدان رابعة في الساعات الأولى من الفض
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- د.حسن البرنس 
- ستة ونصف صباحاً مدرعات الجيش حتاصر جميع مداخل ميدان رابعة. 
- سبعة ونصف كميات كثيفة من الغاز الخانق على المداخل الرئيسية مع قنص بالرصاص الحي للشباب 
على أبواب الاعتصام.. 
- تسعة صباحا قوات الجيش والشرطة تدهس الخيام بمن فيها بالمدرعات والمجنزرات العسكرية الضخمة 
فى المداخل الرئيسية للاعتصام .. 
- من العاشرة وحتى الرابعة عصرا قنص متقطع لمن داخل الميدان من فوق أسطح المبانى العسكرية المحيطة 
برابعة، مع قنص من طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة والجيش، ثم كر وفر ومحاولات اقتحام متعددة 
للميدان حتت ستار كثيف من قنابل الغاز الخانق، ومجموعات من الشرطة والجيش تقوم بحرق كل 
شيء أمامها فى مداخل الميدان. 
- مع الغروب تصل قوات السيسي قرب المستشفى ويتم إحراق مخازن الأدوية ومخازن الطعام وتنكات مياه 
الشرب . 
يتم قطع الكهرباء بالكامل والوصول إلى مولدات الكهرباء وإحراقها؛ مما يؤدي إلى قطع البث حتى لا يرى 
العالم كامل الجرائم، يتم استهداف كل من بيده كاميرا بواسطة القناصة . 
قوات السيسي تسيطر على كامل الميدان وتقوم بحملة اعتقال لمئات المواطنين، ومنع دخول أو خروج 
سيارات الإسعاف من الميدان . 
15 
والد طفل مختنق بالغاز
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
16 
مشاهد من رابعة 
- سجدة عبدالناصر عجاج 
أسميه يوم الهول.. يوم الفاجعة.. أسميه بيوم القيامة !! حقا لا أجد وصفا كافيا » الفض « لا أسميه يوم 
لبشاعته !! 
رأيت المنقبة وقد سقط منها نقابها، والمختمرة تبقي على رأسها الإيشارب الصغير حتت الخمار. 
رأيت طفلا منغوليا جانبي يجلس بكل سكينة مع جدته العجوزة التي ترعاه.. وهو بكل براءة يبكي في صمت 
خوفا وهلعا! 
رأيت أماً لديها ثلاث أطفال ؛ الثالث رضيع .. نسيت الأثنين وسط الزحام وتركتهما مع أحداهن وقد 
هربت بالرضيع تختبئ به. 
رأيت الطعام والشراب يصل إلينا بكثرة ويوزع علينا ونحن محاصرين فوقا ومن جميع الاتجاهات من قبل 
» الجيش والشرطة والطائرات « 
رأيت من يحمل أختي وهي تسقط أرضا متأثرة بالغاز السام , وتصرخ ألما وفجأة يسعفنا أحدهم ويحملها 
فوق كتفيه! 
رأيت الجنة بين عيناي .. شعرت وكأنها حقا تستحق العناء والتضحية! 
رأيت الذي أستودع نفسه ، وقرر أن يضع رأسه أرضاً وينام إلي أن تأتيه الرصاصة بأي اتجاه! 
» أبويااااااا « الشيخ المحمول على أعناق ابنه الذي سقط بجواري وخرج ما بداخل رأسه أرضا وصرخة ابنه 
رأيت خيمتنا وخيمة أصدقائنا حترق وتسقط رمادا! 
تصوير مصطفى درويش
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- رامي فؤاد حافظ 
هذه امرأة تبكي ابنها الغارق في دمه .. وهذا طفل يحاول أن يوقظ أبيه المتوفى ... نافورة دماء تنهمر من 
جروح المرضى لتغرق بالطو طبيب يحاول أن يوقف النزيف .. ممرضة سقطت على الأرض وهي تبكي 
وتقول : ) ليه بس كده .. ليه بس كده ( ..شاب يحمل أخيه ويبكي وجزء من مخه بارز من عظام الجمجمة 
المهشمة ..جثة ملقاة هناك لا صاحب لها ولا نعرف عنها شيئا .. 
17 
تصوير سارة علاء 
رجل توقفت عضلة قلبه والتف حوله 15 طبيب على أقل تقدير يحاولون إنعاشه ..رجل يحمل جثة وماشي 
يشتم والدموع في عينه ...طبيب فقد السيطرة على أعصابه وراح يصيح هنا وهناك .. طبيب امتياز صغير 
يحاول أن يخيط جرح مصاب ويده ترتعش فتسقط منه الإبرة 10 مرات على الأقل ..رجل مصاب إصابة 
طفيفة صدم من هول ما رأى فدعى لنا بالتوفيق وخرج من الاستقبال – وكبس جرحه بحتة شاش – 
وقال – الحمد لله إني عايش وبتنفس أساسا –عامل يندفع حاملا جهاز وريدي فتنزلق قدمه في بركة 
من الدماء ويسقط فيها رجل كبير جاء يشد قميصي في استحياء والدموع تغرق عينه وقال – أنا عارف 
إنكم مطحونين بس أنا ابني غالبا مات بس قلت قبل ما اروح أدفنه أعديه على دكتور يشوفه يمكن يطلع 
لسه فيه الروح فمبقاش ظلمته - .. رحت أبص على ابنه لقيت نص راسه مش موجود أساسا .. نظرت في 
عين الأب المكلوم ولم استطع النطق .. فقال من نفسه – شكرا يابني - .. وخده ومشي ! 
- فاطمة خالد 
شفت ست جايبه أطفالها الاتنين وجلست بجانب شهيد تبكي وتقولهم أنا عايزاكم زي دول علشان تروحوا 
الجنة .
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- أحمد الخولي 
نساء لا تُنسى .. 
رأيت سيدة كانت ترتدي جلبابين .. رفعت الجلباب الخارجي وكانت تكسر الطوب وتضعه فى حجرها 
حتى تنقله للصفوف الأولى .. 
سيدة أخرى لم تتوقف عن شحن همة الرجال بتذكيرهم بالدعاء .. كانت تسير بيننا تمدنا بطاقة غريبة 
... ولا أكون مبالغا لو قلت أنها ظلت تفعل ذلك مدة لا تقل عن 7 ساعات . 
18 
تصوير مصعب الشامى 
رجال لا تُنسى .. 
صاحب السوبر ماركت الذي أغلق دكانه لكنه ترك كل ثلاجات البيبسى والعصير وكان الناس 
يأخذون ما يريدون ويضعون ثمن البضاعة في درج بالثلاجة ...ولم يتعد أحد على شيء ولم يأخذ أحد شيئا 
بلا مقابل .. بل كانوا يضعون نقوداً أكثر حينما لا يوجد لديهم فكة ... وأذكر أن هذا الرجل طيلة أيام 
لو لم أعش ... « الحقوا اتسحروا الأول وبعدين حاسبونى « رمضان إذا اقترب آذان الفجر كان يقول للناس 
هذه الأحداث بنفسي لقلت أنها فقط تُكتب فى قصص التاريخ والحكايات ..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
19 
تصوير عثمان عدس 
- نجلاء صالح 
رأيت من يخرج مخه من رأسه فيلتقطه الشباب ليدفن معه .. 
رأيت أطفالا فارقوا الحياة مختنقين بالغاز .. 
رأيت شاباً حتركت من جانبه فإذا الرصاصة تصيبه هو في رقبته فيسقط رافعاً اصبعه بـ لا إله إلا الله ثم 
مبتسماً ثم شهيداً .. 
رأيت من يصاب بخرطوش فيضمد جراحه مسرعاً ثم عائداً للمواجهة من جديد وهو بيده حجر وأمامه 
جيش جرار .. 
رأيت امرأة صائمة ترفض أن تفطر حتي تقابل الله صائمة ! 
- محمد البيلي 
مش قادر أنسى صورة الطفل اللي كنت بَكفِّنه وهو ماسك كيس الشيبسي.. ولا قادر أنسى ضرب النار 
على الشهداء اللي كفناهم، ساعتها بقيت أصرخ وأقول : والله خلاص ماتوا والله خلاص ماتوا والله ماتوا.. 
ولا قادر أنسى الأم اللي بتدور على جثة ابنها بتقولى أنا شامة ريحته في الخيمة عندكم، وفعلاً لقته.. ولا 
قادر أنسى صوت الأخوات والأطفال في آخر اللحظات وهم بيصرخوا ويقولوا إحنا جوه المستشفى بلاش 
حترقونا.. ولا قادر أنسى ريحة الدم.. ولا صوت الرصاص.. ولا الإهانة ولا الشماتة !
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
هاجر خالد 
رأيت الجرارات التي تسفلت الأرض وهي تدوس على أشلاء الشهداء وأشيائهم دون حرمة ولا خجل ..! 
رأيت ضباط الشرطة والعساكر وهم يتقاسمون ما بقي من أشياء صالحة للاستخدام! 
20 
تصوير مصعب الشامي 
- عمار ياسر 
صرخت في مراسل السي إن إن: هل رأيت معنا أسلحة!؟ فقال: لا، قلت له فلتخبر العالم إذن!.. 
اتشاهد يا إبراهيم، قالها لصديقه وهو يراه في سكرات الموت، كانت عبارة: اتشاهد يا فلان لا تنقطع من 
حولي.. 
رأيت رجلاً يجري وهو يصرخ بينما النصف الأسفل من ذراعه يرقص بعد أن أصيب في مفصله برصاصة 
ثم سقط أرضاً . 
كانت كل شقق رابعة خالية من سكانها، وكان هناك ملايين ممن يتعرضون للإبادة ويشعرون بظلم 
المجتمع ويموتون من العطش والجوع والغضب، ومع ذلك فوالله ما رأيت حالة نهب واحدة، بل أكثر من 
ذلك كان هناك سوبر ماركت أغلق أبوابه على عجل وترك ثلاجات المياه والعصائر بالخارج وكان 
الناس يموتون من العطش وعلمت أنهم كانوا يضعون الثمن من حتت باب المحل. 
د.أحمد اسماعيل 
كنت أجد الوجوه التي عرفتها في الميدان وهي تزف إلينا ما بين شهيد وجريح وجدت أحدهم فقد أفقده 
الرصاص عينيه وهو مبتسم صابر يحتسب، وأخر يرفض العلاج وآثر من بجواره وأمرني بعلاجه وعندما
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
ذهبت للمصاب الآخر رفض بشدة وأمرني أن أعود إلى المصاب الأول وبعد لحظات استشهد الأثنين من 
شدة الإيثار! 
21 
الشهيد محمد جرارة - قرية صبيح محافظة الشرقية - تصوير عثمان عدس 
- نورا مصطفى 
فور دخولنا واجهتنا رائحة حترق الوجوه والجلد.. رابعة حتولت لمقبرة سوداء، من المواقف التي حُفِرت 
بذاكرتي : 
- مررت على رجل ملقى على الأرض غارقاً بدمائه.. لا أعرف أين إصابته ولكنه يتحرك.. فذهبت إليه 
وسألته هل حتتاج مساعدة ما؟ فأجابني: أريد النهوض.. سأقوم ولكن أريد من يحمل لي ذراعي المصاب.. 
بربط ذراعه.. ومسكنا له ذراعه ونهض معنا.. وسرنا قليلاً ثم أشار لنا على خيمة وقال » روضة « فقامت 
ضعوني هنا.. أجلسناه ووضعنا ذراعه شبه المنفصل على الأرض وبجانبه بعض الماء.. وبمجرد خروجنا من 
الخيمة اشتعلت كلها بالنيران.. صرخت وكأنني من قتلته.. تسمرت عيناي وأنا أشاهده يحترق أمامي، 
لكنه من اختار.. وهذا أجله..! 
رحمةُ اللهِ عليه، وكَتَبَه من الشهداء والصديقين. 
- جاءني رجل قال وهو يلهث: انتي دكتورة؟ انتي دكتورة؟ قلت له: لا.. قال لي: في واحد مصاب بقاله ساعة 
إلا ربع مش عارف أعمله إيه؟ ذهبت معه وجدت رجل ملقى في وسط الميدان حتى لم يقم أحد بحمله على 
جانب الطريق.. نظرت إليه وجدت الرصاص يملأ صدره ورقبته وكتفه.. لكن ما اقشعر له بدني أنه كان 
يحرك سبابته اليمنى فيرفعها لأعلى ثم لأسفل كما لو كان يردد الشهادة بداخله.. تساقطت دموعي وأنا 
أنظر إليه مشلولة اليدين لا أملك ما أقدمه له وهو يتألم ويحتضر. 
وجدت امرأة حتمل طفلتها ذات الأسبوعين حجمها بكف اليد والطفلة تختنق من الغاز وتتشنج قدماها..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
وطبعا ».. فصرخ بها أحد الرجال: هاتي الطفلة اجري بها بعيدا..فقالت الام: لو وقفت لأصابك الرصاص 
فقال لها صدري درعاً لها.. والأم تأبى..فجأة وباشتعال النار بجانبنا » كنا كلنا نايمين عشان الرصاص 
جذب الرجل الطفلة وجرى بها بعيداً وحالت النيران بين الأم وطفلتها التي لم تذكر حتى اسمها أو رقم 
تليفونها أو أي وسيلة اتصال. 
22 
قوات الفض تطلق الغاز بكثافة من الطائرات 
- محمد عبدالرازق 
إصابات لا حصر لها وشهداء في كل مكان وصعوبة الوصول للمستشفى الميداني بسبب القصف من كل 
النواحي .. قررنا أن نخرج لمساعدة إخواننا على المداخل وهناك رأيت رأي العين الهجوم الهمجي من القوات 
الخاصة .. تفريغ للأسلحة الآلية في اتجاهنا بكل معاني الغشومية التي يمكن أن تتخيلها .. ظللنا نستتر 
وراء حوائط مداخل العمارات هناك وهم يقصفوننا بدون توقف والرد مجموعة من النبال بها بلي زجاجي 
أو حديدي أو شماريخ الألعاب النارية والعجيب أنهم كانوا مرعوبين منها ويتفرقون منها باستمرار . 
- عمرو الندري 
رأيت شاباً تم استهدافه برصاصة في الرأس وسقط غارقاً في دمه ومن كثافة الرصاص الذي لم ينقطع 
في هذا الوقت لم يستطع أحد الاقتراب منه.. واستمر المشهد أمامي لدقائق.. الشاب ملقى في الأرض.. بينه 
وبين البلدوزر أمتار ولا يستطيع أحد مساعدته... بدأ بعض الشباب بمحاولة الاقتراب وهم منبطحين أرضاً 
حتى استطاعوا حمله.. وأحسبه شهيداً..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
23 
المدرعات تقتحم الميدان .. والنيران تلتهم الخيام 
بمرور الوقت اقتربت المدرعات والجنود من المبنى الذي يحتمي فيه النساء والأطفال ودخل كل من بجانب 
المبني وأغلقنا الأبواب فور وصول القوات، وكان الوضع صعب للغاية.. المبنى ضيق، محاصر، مقطوع عنه 
الكهرباء، الغاز يتسرب للداخل، وبدأ استهداف النوافذ بالرصاص الحي، والجميع في الداخل في حالة ترقب 
واستغاثة بالله ودعاء.. 
حدث الأسوأ من ذلك حيث احترق المبنى من الخارج، وبدأت الشبابيك في الاحتراق ثم بعض الغرف، 
وأصبح الوضع في الداخل مأساوي، بدأ الدخان يدخل بكثافة والجميع يهرب من غرفة لأخرى وسط حالة 
من الاختناق، وكما ذكرت كان المبنى محاصراً ولم يكن في الخارج سوى قوات الجيش والداخلية. 
سريعاً قام بعض الشباب بنزع حديد الشبابيك في الدور الأرضي ليقفز الجميع خارج المبنى رجالاً ونساءاً 
وأطفالاً ونتسلق السور المحيط بمباني رابعة ونقفز، ثم الخروج منه إلى خارج الميدان وسط حشود كثيرة 
قامت بالخروج من خلف مستشفى رابعة، وفي نفس الوقت كانت قوات الأمن تقتحم المنصة وما تبقي من 
أماكن بسيطة من الاعتصام. 
- آية علاء 
رأيت الأهوال فى هذا اليوم .. لأول مرة أرى مخ إنسان مفتت و ملقى على الأرض .. و ليس محفوظاً فى 
الفورمالين كما كنت أرى في المشرحة التى كنت أعتبر مشاهدها بشعة .. و لكن اتضح لي أن كثرة 
مذابح وجرائم السيسي ضد المسالمين العزل و منظر الدماء و الجراح .. لم يدع متسعا من الوقت للبكاء أو 
الإنهيار أو حتى البقاء دون دور ...
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
كانت تأتي الفتاة .. لا تعرف أى شيء عن أبجديات الطب .. تتوسل إلي أنها تود أن تساعد .. فأجبها .. إن 
تمكنتِ من أداء أي دور .. فافعليه .. حتى أن العديد من الفتيات كن يقمن بدور حامل المحلول ليس إلا .. 
قد يظن البعض أنه دور بسيط .. لكن والله .. من كانت تبلل قطع القطن بالخل وتوزعه على الموجودين 
كانت تقوم بدور يعجز أشباه الرجال عن القيام بمثله .. 
رأيت العجوز النحيل الذي كان العظم والدم فيه أكثر من العضلات التى يمكن أن حتمل - عبثا- سلاحاً 
.. مُستهدفا في قدميه الاثنين .. نزيف لا يتوقف .. و قد استسلم للقدر.! 
رأيت كمية الجرحى الذين استهدف القناص ظهرهم في المنتصف بالضبط .. في محاولة واضحة جداً 
لشلهم .. 
بل رأيت استهداف الرأس والرقبة .. في عدد مهول من الشهداء .. 
24 
مخ أحد الشهداء وقد انفصل عن رأسه 
أكثر ما كان يؤلمني منظر الأطفال .. أتذكر فيهم صغيرتاي .. أتذكر أني قد لا أعود لهم .. أتذكر ماذا 
لو كانتا معي الآن .. 
رأيت الطفلة ذات القميص الأحمر ذات الفيديو الشهير .. التي أتت إلينا مختنقة من الغاز .. ليست معها أحد 
من أهلها .. أحضرها أحد الإخوه لنا .. محاولات مضنية لإسعافها .. كتب الله لها عمراً جديداً .. لتشهد على 
جرائم جيش كان من المفترض أن يحميها .. و ترى نفسها في الفيديو الذى وثق إنقاذها .. و رأيتها فيما 
بعد مع أمها في مركز رابعة الطبي . 
ذلك الطفل الصغير الذى وجدته في المركز الإعلامي .. ليس معه أحد .. وحول معصمة ... » علي « رأيت 
بلاستر لاصق عليه اسم والده ورقمه .. حاولت الاتصال عليه كثيراً ولكن لم أفلح في الوصول إليه .. 
كان صامتاً .. صامداً .. هادئاً .. لست أدرى أمن هول ما يرى ؟ .. أم من تسليمه بأنه هالك لا محالة !؟
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- محمد عبد الرازق 
ومما رأيت سقوط شهيد ثم اتجه إليه اثنين لحمله فسقطوا بجواره شهداء، واتجه إليهم رابع فسقط هو 
الآخر بجوارهم شهيدا! 
25 
عمارة المنايفة 
كان على اليسار عمارة لم يكتمل بناؤها وقفت فيها مجموعات للردع تلقي زجاجات الملوتوف على المدرعات 
ولكنها لا تتأثر نهائياً .. هذه العمارة رأيت بأم عيني أجزاءها تتفتت والخرسانة تتفجر من جوانبها بطلقات 
الجرينوف )الرشاش المتعدد على ظهر المدرعات( )مضاد للطائرات( ... وظل الضرب عليها بلا هوادة حتى 
اقتحموها واعتلوها وقتلوا كل من كان فيها.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
26 
عمارة المنايفة.. رمز البطولة 
- محمد الصنهاوي 
تبدو في الخلف « عمارة المنايفة « العمارة التي أطلق عليها المعتصمون 
عمارة « واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبت بحق الإنسان في رابعة ، ماتم في العمارة التي كانت تسمى 
وعلى الجهة المقابلة لبنزينة « كوك دور « وهي عمارة حتت الإنشاء في شارع الطيران قبل .. » المنايفة 
موبيل.. 
العمارة وبحسب شهادات مختلفة كانت حجر عثرة في وجه تقدم قوات الفض نحو قلب الميدان ... وعلى 
نهاية اليوم وقبيل اقتحام الميدان بالكامل هوجمت العمارة بضراوة بالغة وبشكل جنوني ... طائرات هليكوبتر 
وقناصة وقصف بالجرينوف .. ! 
تمت غربلة العمارة حرفيا واقتحمتها القوات الخاصة بشكل مسح شامل من أسفلها إلى أعلاها وبالعكس 
..القتل كان الخيار الوحيد ..قُتل في هذه العمارة المئات رجالا ونساء وأطفالا بلا أدنى شفقة ! 
مما روي لي من أكثر من أخ ومنهم من نجى من العمارة بفضل الله ,, أن ضباط القوات الخاصة دخلوا 
العمارة بعد التخلص من الشباب الذين كانوا يحمونها .. 
كان ضباط القوات الخاصة يقومون بركل الجرحى في بطونهم بقوة ,, ومن يتأوه أو يصدر حركة تنم 
عن حياة .. يطلقون الرصاص على رأسه .. ! 
هذا الأخ الذي نجاه الله يروي أنه قرر أن يتحمل الضربات دون تأوه أو حركة يصدرها لينجو بحياته أو 
ماتبقى منها .. 
قتل بالجملة ، حتريق جثث ، حتريق مصابين ، إجهاز على جرحى بالرصاص ، عمليات إبادة عرقية ،
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
قنص لمسعفين ، قنص لأسرى في طابور الاعتقال ، استخدام أسلحة ثقيلة ضد متظاهرين عزل ، حرق 
مساجد ، حرق مستشفى .. 
إن ماحدث في رابعة أقصى آيات الكفر .. 
لن ننسى ، لن نسامح ، لن نفرط في القصاص! 
27 
- د.أحمد سمير الصاوي 
1:00 ذهبت لعمارة المنايفة لأساعد معهم في نقل الطوب لمواجهة مصفحات الداخلية التي حتاول - الساعة 11:30 
اقتحام الميدان من ناحية شارع الطيران.. كنا نُشعل في الإطارات والأخشاب المواجهة لهم حتى لا يتقدموا.. 
صعد أحد الإخوة على الجرافة أمام سائقها ليعيقه.. ليتلقي رصاصة في مكان لا أعرفه ترديه قتيلا..! 
أمام عمارة المنايفة 
3:30 هجوم شرس بكل أنواع الأسلحة على عمارة المنايفة.. التي كنت فيها حينها.. قنابل غاز، - الساعة 3:00 
طلقات جرينوف، قنابل الصوت، قناصة.. حتى استولى عليها ضباط الصاعقة.. وقابلناهم على السلم.. فإذا 
حتى خرج البعض من التدافع من العمارة.. لتتلقفهم المدرعة » انزلوا ..بسرررررعة :»... بهم يصيحون فينا 
التي كانت في شارع الطيران من خلفهم بالرصاص الحي.. لأسقط حينها بسبب إصابتي بكتفي الأيسر.. 
والكل يسقط ولا يجد من ينقذه لضراوة الهجوم!
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
28 
المستشفى الميداني 
- نجلاء صالح 
امتلأت المستشفى الميداني بالجثث تماماً فما رأيتموه في الفيديوهات ولا حاجة! 
فقد كانت الجثث في الاربع طوابق كما أن المصابين بدأنا بعلاجهم في المركز الإعلامي ومسجد رابعة 
لامتلاء المستشفي الميداني .. وبدأت المستشفي في تكفين جثث الشهداء بدون غسل و كتابة أساميهم كما 
رأينا حتي يسهل تعرف الاهالي عليهم . 
أثناء تكفين الشهيد حسن البنا عيد - تصوير عثمان عدس 
- د. أمامة الحسيني 
حتول مسجد رابعة العدوية وقاعة الاجتماعيات 2 إلى مستشفيات ميدانية ، وبدأ استقبال المصابين والشهداء 
بها ، لم يكن المكان يتسع للعدد الضخم من المصابين والشهداء ، فكانت الإصابات التي يتم اسعافها ولو مؤقتا 
تُنقل إلى خيام المعتصمين أمام المسجد ومركز رابعة العدوية الطبي ، ورغم ذلك اكتظت القاعة والمسجد 
بجثث الشهداء وأجساد المصابين الملقاة على الأرض ينزفون بغزارة من كل مكان بأجسادهم! 
نٌقلت جثث الشهداء خارج المستشفى إلى قاعة أخرى وإلى داخل المسجد وفي الخيـام ليتسع المكان بالمستشفى 
للمصابين ، وقبل أذان الظهر بدأ حتويل المصابين الجدد إلى مركز رابعة العدوية الطبي لأن المستشفيات 
الميدانية لم يعد بها مكان لاستقبال أي حالات جديدة !
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
29 
- رقية محمد الخضري 
دخلنا المركز فإذا به لا يخلو موضع قدم من شهيد أو مصاب ! 
والدماء تغرق المكان ! وزحام الأحياء أشد ! صعدنا الأدوار العليا فإذا بها أشد وأشد من سابقيها! 
عدد من شهداء مجزرة الفض 
- محمود الأمير 
دخلت مركز رابعة الطبي لأبحث عن جثمان شهيد قريب إلى قلبي ، فوجدت أغلب الأدوار ساحات استقبالها 
مملوئة بالشهداء ، مرصوصين جنباً إلى جنب .. وقد علمت فيما بعد أن كل الأدوار كانت مليئة على آخر 
الفض .. 
- تم ضرب المركز فى أدوار مختلفة برصاص إخترق الحائط , فالشهيدة أسماء صقر كانت تقف 
وأصابها طلقة فى الرأس اخترقت الحائط . 
- أحمد الخولي 
المستشفى الميداني الرئيسية وهي القاعة التي تقع على طريق النصر بين المرور وبين مسجد رابعة ... كان 
قد مر حوالى 45 دقيقة على الاقتحام و يخبرنى طبيب في المستشفى أن هناك حوالى ) 40 ( روحاً قد أزهقت 
بواقع حوالي نفس بشرية كل دقيقة ومعظمها بالرصاص الحي ... رأيت بنفسي آثار ذلك الرصاص 
العجيب وهو يقطع من اللحم قطعاً في أماكن الإصابة ... شيء لا يمكن تصوره .. ولن أحتدث عن كم 
الأطفال والرُضًّع الذين وجدتهم في حالات اختناق من الغاز ..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
خرجت من المستشفى لعلي أترك مكاني لمصاب يحتاجه . 
30 
تصوير سارة علاء 
- دعاء عويضة 
عندما وصلت لباب المستشفى الميداني هالني ما رأيت فالشارع الذي كان مليئاً بالخيام النابضة بالحياة 
صار كل مافيه رماداً والرصاص يتطاير في كل مكان، شكل الأرض جعلني أشعر بالدوار فكان عليها 
خليط من الرماد المختلط بالماء في محاولات إطفاء الحريق وكسا كل هذا دماء غزيرة وكانت الجثث 
والمصابين تنهال على المستشفى حتى أن السائر يخشى أن يعطل مرورهم المستمر.! 
تصوير سارة علاء
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- عبدالله مصطفى 
نزلت المستشفى قعدت أصور الجثث والمصابين .. لحد ما مدرعة أمن مركزى دخلت على المستشفى ورمت 
قنبلة غـاز جوه المستشفى وبعدين ضربت حي بالمتعدد على المستشفى ! 
رغم إن المستشفى مكنش فيها غير يا إما : جثث .. مصابين .. دكاترة .. صحفيين .. ناس بتساعد وبتنقل 
المصابين والجثث .! 
المهم في اللحظة دي لما ضربوا حي على المستشفى .. الإزاز إتكسر بتاع المستشفى ووقع أكتر من 6 شهداء 
منهم واحد كان واقف جنب منـي خد طلقة في دماغه، والمصابين كانوا بالجملة ! 
10 دقايق متواصلة كله نام في الأرض وقتها وكان الطوب بيطلع من : فضل ضرب الحي مستمر من 7 
الحيطة يخبط ف دماغنـا .. ورموا قنبلة غاز تانية .. 
بعد ما خلص ضرب النار الحي بدور على ) عمر ( جنبى ملقتوش جنبى فضلت أنادى عليه ملقتوش .. 
روحت نازل في الدور اللي حتته هرباً من الغاز وطلعت تانى على السلم من الناحية التانية .. ببص على 
الباب التانى من الناحية التانية للمستشفى لقيتهم ولعوا النار من ناحيته والناس بتقول الطريق ده غير 
آمن محدش يخرج منه 
المهم في اللحظة دي كانوا جنود الأمن المركزى دخلوا المستشفى وقالوا اللي هنشوفه قدامنا هنموته ! 
د. أحمد اسماعيل 
نزلت إلي الطابق الأول وما هي إلا لحظات حتى أعلن د.هشام إخلاء المستشفى وانتقل الأطباء إلى المركز 
الإعلامي وقاعة 3 وقاعة 2 اللتان تم حتويلهما إلى مستشفيات بعد عجز المستشفى الرئيسي، وكانت 
المستشفى في هذا الوقت تمتلئ بالمصابين وقاعة 2 ضجت بالشهداء وجميع أدوار المستشفى امتلأت بالشهداء 
والمصابين . 
في حوالي الساعة الخامسة والنصف أصبح القصف غير محتمل فقررنا نقل أدواتنا الطبية ومقرنا إلي 
داخل مستشفى رابعة العدوية التخصصي وحملنا ما نستطيع وجرينا بأقصى ما نستطيع وما إن اقتربنا من 
سلالم المستشفى حتى وجدنا الرصاص ينهمر على البوابات ويحطم بوابات المستشفى وأخبرنا الموجودون 
أن طائرات الداخلية قامت بعملية إنزال على أسطح المستشفى وأن ضباط الداخلية يلقون القبض على 
المصابين .. 
وفي مشهد مريع قام المصابون بإلقاء متعلقاتهم من النوافذ وبدأنا نمهد لهم ببعض الرمال وبعض الشنط 
وبدأوا يقفزون من نوافذ المستشفى خوفاً من الاعتقال في مشهد كئيب لا تراه في تل أبيب! 
وبعد ما رجعنا إلي الخلف بسرعة بعد أن تم إطلاق الرصاص على البوابة الزجاجية لمستشفى رابعة 
31
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
التخصصي دخلنا إلي الخيام لأجد مشهداً رهيباً.. الخيم كلها تمتلئ بالشهداء والجرحى الذين ينتظرون 
نظراً لأن أعداد المصابين كانت مهولة وتفوق أي قدرة طبية.. في هذا الوقت كانت معظم المباني حتترق.. 
المستشفى بما حولها، وأصوات الإنفجارات مستمرة. 
- د. أمامة الحسيني 
دخلت إلى المستشفى لأجدها حتترق ، بحثت عن أهلي حيث كانوا يجلسون فلم أجدهم ووجدت المكان 
يشتعل بالنيران بدءا من المكيف ،كان لا يزال بالمكان مصابين لم يتم نقلهم بعد ، خرجت من باب المستشفى 
)قاعة الاجتماعيات 2( لأجد رفيقاتي خارجات من باب المسجد ، 
أما في مركز رابعة كان الأطباء يجبرون على ترك المصابين والخروج ، حتى إن كانوا في وسط عملية 
جراحية !! 
32 
الشهيدة أسماء محمد البلتاجي في غرفة العمليات 
- د. فاطمة بياض 
وفجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقترب وأصبحت المستشفي والقاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات 
الهليوكوبتر ترمي علينا قنابل الغاز وكما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك 
الطبية ولبس الملابس المدنية بدل السكراب ) لبس العمليات للأطباء ( 
جالنا الخبر أننا ممكن نحول الجرحي علي مركز رابعة الطبي .. 
و أول ما بدأنا التحويل سمعنا.. تاك تاك تاك.. زخات رصاص مع قنابل غاز علي كل من يقترب من
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
الباب الأمامي للمركز الطبي.. أضطررنا إلى استخدام باب المركز الخلفي واحنا موطيين رأسنا عشان لا 
يطولنا عيار طائش .. ودخل الأطباء المتطوعين من المستشفي الميداني وشمروا سواعدهم لأن المركز أصلا 
كان عنده خبر باحتمال عملية الفض ومش فيه غير طبيب واحد وممرض واحد !!! 
وطبعا أول ما الخبر وصل أننا نقلنا رابعة الطبي حتول الجرحي علينا تلقائيا ... 
أغلب الإصابات كالعادة قاتلة لكن وجود غرفة عمليات أعطي أمل لمن يحتاج تدخل جراحي .. 
33 
أحد مصابي مجزرة الفض 
وصل الأمر إلي أن تم وضع سريرين عمليات داخل الغرفة الواحدة .. 
لما طلعت فوق لقيت جريح علي كل سرير وعلي الأقل ثلاث جرحي على الأرض في نفس الغرفة انتظارا 
لدورهم في الجراحة .. 
و طبعا عدد الجراحين لا يكفي ولا إمكانيات الغرفة تغطي ما يحدث !! 
خرجت من غرفة العمليات وجدت طرقة العمليات أمام غرف العمليات مرصوصة جرحي بمختلف درجات 
الإصابة بين متوسط وعنيف لكن بالمقاييس الطبية والجراحية جرحي مرجو فيهم أمل الشفاء . 
و فجأة .. 
جدران المستشفي اهتزت بقنبلة لا أعرف نوعها ولقينا قنابل الغاز بتترمي جوه مدخل المستشفي وأيقنا 
بالهلاك ... طليت من الشباك الخلفي لقيت كلهم جرحي وأهاليهم ، قلت لهم فيه اقتحام للمستشفي 
وهيقبضوا علينا .. 
ورجعت تاني في ساحة المستشفي لقيت ضابط قوات خاصة لابس أسود ومعاه بندقية .. يا ريت ما حدش 
يسألني هيا آلي و لا لا ! عشان جهلي الشديد بالأسلحة لا يفتضح .. وصرخ فينا اخرجوا فوراً ... فصرخنا 
إحنا دكاترة ودول جرحي مش هنقدر نسيبهم ورانا .. فرد بمنتهي الصرامة والقسوة يا تخرجوا يا ترقدوا
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
جنبهم وكان فيهم جرحي كل اللي فيهم كسر من طلق ناري، فأحد الاطباء حب يسحبه معه، فالضابط 
هدده إنه لو أخده هيكسر له رجله و يرقد معه .. 
الموقف كان فاشل والخذلان يسيطر عليه .. وجدت إنه ما في طريقة غير أني أشوف الموقف ماشي لفين.. 
لقيته بيخرج الطقم الطبي من الباب الأمامي للمركز واللي بيطل علي شارع أنور المفتي .. رحت غافلتهم 
ورجعت تاني لجنينة المستشفي من الباب الخلفي للمركز عشان أكون مع الجرحي اللي في الجنينة 
لغاية آخر لحظة!! 
لقيت منظر مفزع ... كل حاجة بتتحرق ... المسجد والمستشفي الميداني والمركز الإعلامي !!! 
- د. أحمد فهمي 
سمعنا إن )كلاب الداخلية( يخلون المستشفى من الموجودين فيها صعدت لأطمئن على فريق المستشفى 
الإداري كانوا في الطابق الخامس تقريبا رائحة الغاز قاتلة .. هل وصلت درجة الإجرام إلى هذا ؟ غاز 
ورصاص حي على المستشفى نزلت مع بعض الأطباء إلى الأسفل ، ونحن نحاول إخلاء المستشفي من 
المصابين والشهداء.. المأساة أنك لاتجد من يحمل المصابين .. تركنا خلفنا مصابين يلفظون أنفاسهم .. لم 
نستطع حملهم معنا .. اطلقوا على بعضهم الرصاص أمامنا ! 
- د. لمياء ماير 
في التاسعة صباحاً جاءت مسيرة .. حيث كنت مختبئة ، فخرجت معهم إلى شارع الطيران ثم المسجد ثم 
المستشفى الميداني من جديد وهالني ما رأيت !! 
ساعة واحدة فقط تركت فيها المستشفى وعدت لأجد الممر الخارجي حيث كنت أعمل، مقلوبا رأسا على 
عقب، الأسرة مقلوبة وشكائر الجبس منفجرة والجبس يغطي الأسرة والدواليب التي بعثرت محتوياتها 
والأرض والزرع وكل شئ!!! 
سألت كثيراً عما حدث لا أحد يعرف، ومن يعرف مات أو هرب، بعضهم قالوا لي رموا على الممر قنبلة ، 
وبعضهم قال لي أنها قنبلة غاز في قلب الممر..لا أعلم حتى الآن ماذا حدث ! 
دخلت قاعة واحد لأجد نفس ما تركت، عشرات المصابين والجثث والإسعافات قاصرة حد العدم ! 
زملائي يصارعون يحاربون .. عملت معهم قدر وسعي وأنا في شبه غيبوبة شعورية أحترك كالآلة ! 
ثم صدر أمر من جديد بنقل كل الجرحى والمصابين وعدد الجراحات والأدوية لمركز رابعة الطبي خلف 
المسجد وإخلاء المستشفى الميداني وتم ذلك وأنا منهارة على الأرض .. 
وجدت القاعة 2 مليئة بالجثث .. والقاعة 3 مليئة بالجثث والجرحى ! 
34
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
غادرت المستشفى الميداني الحبيبة وهي خاوية إلا من عدة نساء ناموا إرهاقا وطبيبين وبعض العاملين في 
الجرد .. 
أخذت بعض المستلزمات من الصيدلية وذهبت إلى مركز رابعة وهناك رأيت الهول بعينه .. خمسة أدوار من 
والرصاص ينهمر بلا توقف ولو دقيقة ! » افسحوا الطريق « القتلى والجرحى والصفارات تدوي بلا توقف 
الذي حتطم تماماً من « حوصرت داخل مستشفى رابعة حيث كان القصف أمام بابها الزجاجي الرئيسي 
وكذلك أمام بابها الخلفي الصغير .. ثم بدأ قصف المستشفى من » الرصاص بعد أن استهدفوه مباشرة 
الداخل بالغاز حتى اختنقنا جميعا .. 
هبطت للدور حتت الأرض حيث رش أحدهم البيبسي على وجهي وأعطاني المياه لأشرب .. صعدت مجددا 
أنا وأحد الأخوة لنجد الدور الأول قد صار بركة كبيرة من الدماء والمدرعة أمامنا مباشرة تنادي بالخروج 
الآمن ! 
35 
استخدام البيبسي للتخفيف من أثر الغاز 
شد يدي وخرجنا مع من خرجوا رافعي أياديهم لفوق، فانهمر الرصاص فعدت ركضا للمستشفى 
وأخبرته أنهم سيعتقلون كل من يخرج من هنا .. فجازفنا بالخروج من ممر الموت الآخر نحو المستشفى 
الميداني والمسجد .. فهالني ما رأيت من إحراق المستشفى الميداني بوحشية غير طبيعية .. هالني الدخان 
الأسود الكثيف .. هالني احتشاد الرجال والنساء والأطفال في يوم حشر مصغر، بين القاعات التي بدأت 
بالإحتراق و بين المسجد .. رأيت إنكسار الرجال .. رأيت قتل المصريين في الشوارع والمساجد والمستشفيات .. 
رأيت حرق السيدات والأطفال! 
رأيت إبادة جماعية ! 
الأشجار حرقت، المسجد حرق، المستشفى حرقت، الخيام حرقت ..
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
هل استخدموا النابالم؟ ربما استخدموه لأن الحرق كان غير طبيعي، غير طبيعي أن يحرقوا كل هذا 
بعود ثقاب وعصا ملوثة بالجاز .. غير طبيعي كم الأعضاء المحترقة التي رأيتها ! 
هل قتلوا الأحياء؟؟؟ نعم قتلوهم بالرصاص مباشرة أو بحرقهم أحياء ليتخلصوا حتماً من شهادتهم على 
ما جرى ! 
د.أحمد الصروي 
الطائرات رصدت احتماء بعض المعتصمين بالمستشفى الميداني فتم ضربه بالرصاص عدة مرات وكنا 
جميعا منبطحين من شدة الضرب ثم قنابل الغاز .. وأخيرا اقتحمت قوة المستشفى وضربت قنابل الغاز من 
مسافة 5 أمتار بين أسرة المستشفى التي تعج بالمصابين . 
تم اعتقال كل الاطباء والصيادلة والمتطوعين وبينهم طلبة بكلية الطب وكل المصابين باختناقات ... 
المصابين بالرصاص لا أحد يعلم مصيرهم وبينهم 4 حالات خطرة .. ثم أحرقت المستشفى بالكامل بما فيها 
من أدوية وأجهزة ومستلزمات ولا أعلم هل تبقى مرضى داخلها أم لا ! 
36 
صورة للمستشفى الميداني بعد احتراقه 
- د.حسن البرنس 
قوات الانقلاب عندما دخلت المستشفى اقتحمت غرفة العمليات ومنعت الطاقم الطبى من استكمال 
العمليات للمصابين على طرابيزة العمليات وبطونهم مفتوحة لاستخراج الرصاص الحى منها.. مستشفى 
رابعة خمسة أدوار امتلأت بجثامين الشهداء حتى سلالمها، ولا موضع لقدم إلا بصعوبة بالغة بينها . 
تم حرق مئات من جثامين الشهداء فى المستشفى.. ومجموعة أخرى تم حرقها أمام طيبة مول.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- نهلة الحداد 
يوم الفض بعد ما الشرطة اقتحمت بالرصاص الحي عيادات رابعة اللي كنا فيها وأخلوها وطلعونا من 
الشارع اللي وراها .. فضلنا واقفين مترقبين إيه اللي هيحصل وكان بعض الأهالي شايلين ولادهم الشهداء 
والمصابين على إيديهم وماشيين بيهم في الشارع بيدوروا على عربيات يحطوهم فيها أو يلحقوهم .. ساعتها 
شفت نار خارجة من مبنى العيادات .. طلعت أجري على المبنى لحد ما وقفني ضابط قافل الشارع فبصرخ 
وبقول له : الدور الي طالع منه نار ده انتو ولعتوا فيه؟!! 
قال لي : أه .. 
قلت له : بس ده فيه مصابين في الأوضة اللي جوا أنا مصوراهم بنفسي .. 
قال لي : لا إحنا اتأكدنا إنهم كلهم أموات .. 
قلت له : لا أنا متأكده .. 
رد: خلاص ماشوفناهمش ! 
وبعدها تأكدت أن بعض هؤلاء المصابين لقوا حتفهم وهم يصارعوا النيران وكانت جثثهم وأذرعتهم 
مخشبة وهي ممتدة وملتوية غير جثث الشهداء المتفحمة على هيئتهم وهم نائمين .. 
37 
تصوير نهلة الحداد 
- مصطفى خضري 
مكثت في أحد الشوارع الجانبية خلف مستشفى رابعة بجانب إحدى المستشفيات الميدانية والتي تم إنشاؤها 
على عجل لأتابع ما يحدث، سمعت ما يندى له الجبين عن حرق المستشفى الميداني بالمصابين والشهداء
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
والأطباء على حد سواء، كنت غير مصدق لما يقال، كنت أعتبرها مبالغات، لم أتصور أن يقوم بهذا الفعل 
مسلم أو مصري أو إنسان، تشجعت لأشاهد بعيني ما يحدث، بعض الجنود الذين يرتدون زي القوات 
الخاصة يتبخترون خيلاء بين الأنقاض وكأنهم حرروا القدس، تسللت إلى المستشفى الميداني، الجثث 
ساعدونا لنقل جثث الشهداء « تملأ محيط المسجد، لهيب النيران يلتهم المستشفى الميداني، الأصوات تتعالى 
كنت كالمغيب لا أعرف ماذا أفعل، حاولت تصوير ما أراه في ظل الدخان الذي » قبل أن تلتهمها النيران 
يملأ المكان، حاولت المساعدة في حمل جثامين الشهداء، الشهداء يملأون جميع القاعات، الإبتسامة تملأ 
وجوههم، وجدت أحد الضباط برتبة عقيد مرتدياً زي الجيش، قلت له بالله عليك ساعدنا في نقل جثامين 
الشهداء، أعدادنا قليلة والجثامين تملأ جميع طوابق المستشفى، وجميع الخيام المنصوبة في جوار المسجد، 
تلعثم واضح في كلماته، يكاد يبكي، قال لي أنه يريد أن يساعدني بأي شئ، ولكن ماذا يفعل، طلبت منه 
سيارات لنقل الجثامين، وعدني بإحضار سيارات إسعاف خلف مركز رابعة الطبي، ذهب ولم يعد، وجدت 
استفسرت منه عن ما يعمل قال لي تعليمات، » تصوير ليلي « أحد الجنود يصور الجثث بكاميرا فيديو حديثة 
حاولت المساعدة في نقل الجثث المحترقة في المستشفى الميداني على قدر المستطاع،المسجد يحترق وأصوات 
الإنفجارات تتعالى هاجمتنا القوات الخاصة وأطلقت النيران الحية حتى تمنعنا من نقل الشهداء، سقط 
شهيداً مَن كان يحمل الشهيد .! 
- د. حسن البرنس 
ثم أم الجرائم إشعال حريق ضخم بالمستشفى بمن فيه من مصابين وجثاميين الشهداء لإخفاء جزء من 
الجريمة ! 
38
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
39 
شاهدة في مستشفى رابعة 
- إيناس عبدالله 
المشهد في محيط المستشفى الميداني كان مأساوياً .. المصابون على السلالم لا يوجد مكان لهم بالداخل 
وكنت أقف أمام باب المستشفى وبجانبي أحد المراسلين الأجانب حين وصل شاب مصاب في رأسه وبطنه 
مسنود على شخص آخر ، وفجاة بدأ الدم يخرج من فمه بشده وهو يكح وصديقه يصرخ بصوت عال 
دكتور بسرعة حتى وصلت طبيبة منتقبة إليه كانت في طريقها لإسعاف آخرين وهي الأخرى لما لاحظت 
حالته صارت تصرخ إسعاف إسعاف. 
داخل المستشفى الجثث كانت بالعشرات والأطباء يركضون في كل مكان لإسعاف من يقدرون على 
إسعافه، كانت المستشفى تعاني من نقص لأنابيب الأكسجين والأربطة الضاغطة هذا بخلاف تكدس 
الجرحى والجثامين ولم يعد هناك مكان لاستقبال المزيد. 
الجثث كانت مكفنة ومتراصة إلى جوار بعضها وحولها سيدات يبكين وأخريات تقرأن القرآن وتدعين 
للمتوفين. 
وصلت إلى باب المستشفى ولم أتمكن في البداية من الدخول لأن الأعداد كانت كبيرة بها، وكان هناك 
أطباء يصرخون محدش يدخل الناس هتموت مفيش مكان ولا نفس، وفعلاً المكان بالداخل كان مزدحماً 
والمشهد كان رهيباً، عشرات الجثث على الأرض والدماء أنهار.. كنت امشي ببطئ خوفا من أن أتزحلق في 
الدم، رائحة الدماء جعلتني أشعر أنني داخل مجزرة وليس مستشفى، وكل ثانية يدخل أشخاص حاملين 
قتلى ومصابين! 
صعدت إلى الطابق الثاني وعلى السلم كان هناك مصابون كثيرون، بعضهم نائم على السلم والآخر 
جالس وبيده محاليل طبية، وفي الأعلى لم يختلف الوضع كثيراً شاهدت بداية الدور الثاني سيدة على 
الأرض بجانب زوجها تبكي بعد وفاته وهناك من كان يواسيها، وأكملت الصعود وفي كل طابق كانت 
الجثث على الأرض في كل مكان حتى وصلت إلى الطابق السادس والأخير وكان عدد المصابين فيه كبيراً 
وكلهم نيام على الأرض حتى لا يصابون بطلقات الرصاص التي تخترق شبابيك المستشفى. 
بقيت في الدور السادس حوالي الساعة وكنت أنظر من وراء أحد الشبابيك خفية فوجدت قناصة الشرطة 
أعلى أسطح العمارات المحيطه برابعة، وحينها بدأت قوات الأمن في استهداف المستشفى وإطلاق الرصاص 
على بابها حتى حتطمت البوابة الزجاجية، ثم حدث انفجار كبير هز مبنى المستشفى وبدأ الأمن في ضرب 
القنابل المسيلة للدموع داخل السور، ووجدت الأطباء يطلبون من كافة المصابين محاولة النزول سريعاً لأن 
الشرطة على وشك اقتحام المبنى.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
ترددت أول الأمر في ترك المكان بعد ما شاهدت من مصابين لم أستوعب كيف سنترك كل هؤلاء يواجهون 
مصيرهم مع الشرطة والله أعلم ماذا سيفعلون بهم. 
قال لي أحد الأطباء إنزلي بسرعة وإلا هتموتي، ورأيت شخصاً مصاباً في قدمه يحاول بصعوبه السير 
للنزول والخروج من المستشفى، ولم أتمكن من مساعدته ونزلت، كان الدخان قد ملأ كل الطوابق وبدأت 
أختنق، وأنا أنزل السلالم مسرعة ومعي عدد كبير من المعتصمين، ورأيت سيدة كبيرة حتمل ابنها الشاب 
المصاب خوفا عليه وتركض على السلم حتى تخرج به حياً، ولما وصلت الدور الرابع لم أعد أرى إلا دخاناً 
أبيض وضاقت أنفاسي، وعيناي تدمع من الغاز المسيل للدموع وبدأت أترنح ووقفت على جانب السلم فقام 
أحد الأطباء بالامساك بيدي وقال لي انزلي بسرعة وأعطاني منديلاً به خل حتى يخفف من أثر الغاز، 
بعد ثوان أكملت النزول وكان الطريق مكدسا بالمصابين، وكان هناك مصابون على الأرض يحاولون 
التنفس بصعوبة من كثرة الدخان ولم يكن معهم أي طبيب أو مسعف، كنت أحس أن قلبي سيتوقف 
مما أشاهده، وأكثر ما آلمني عجزي عن إنقاذ أي مصاب، فمنهم من كانت إصابته ليست خطيرة ولم يكن 
يحتاج سوى أحد يساعده على الخروج. 
لما وصلت الطابق الأرضي اقتحمت مدرعات الأمن باب المستشفى ودخل ضباط الأمن المركزي بأسلحتهم 
إلى داخل المستشفى، وكانوا يصرخون في الأطباء بالخروج، ورأيت شاباً بجوار صديقه المصاب ولما رأى 
القوات تدخل إلى المستشفى انهار على الأرض باكياً، وتوسل إلى أحد الضباط أن يتركه مع صديقه حتى 
لا يموت، لكن الضابط أمسك به وألقاه خارجاً، وكان هناك طبيب يشرح للضابط أن هناك مصابين 
بالعشرات في الطوابق العليا لكن الضابط لم يرد عليه وصرخ في الجميع أن يخرجوا من المستشفى. 
وقفت عند الباب ولم أعد أستطيع الحركة .. قدمي لا حتملني أن أمشي وأترك كل هؤلاء المصابين بين 
يدي من لا يرحم، كانت تمر علىّ وجوه الجرحى وأنا أنزل السلم وهم ينظرون إلينا وكأن لسان حالهم 
لا تتركونا نموت، آخر ما رأيته هو رجل كبير مصاب في قدميه الاثنتين ويجلس على كرسي متحرك 
وأحد الأطباء يخرج به وعند وصولهم لسلم باب المستشفى قام ضابط بِشدِه بقوه حتى سقط على السلم، 
وكان يصرخ من الألم، والناس يقولون له حسبي الله ونعم الوكيل. 
40
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
41 
قتلى ومصابين .. ولا إسعاف ! 
- عزة مختار 
بعد أربعين دقيقة تقريبا من بداية الأحداث الدموية أعلنت المنصة أن عدد الشهداء أربعين شهيدا، أي 
إنه بمعدل شهيد كل دقيقة، انهالت على المستشفى الميداني بمرور الوقت جثث لم نعد نعرف حصرها، 
ومصابون بالآلاف ولم نر ككل مرة الإسعاف يحمل أحدهم أو يخرج به. 
- عمرو الندري 
بمجرد وصولي للبوابة الموجودة خلف طيبة مول بدأ وصول المصابين.. أول مصاب رأيته كان نصف وجهه 
وكان لا يزال على قيد الحياة، وخلال دقائق تبعه مصابين آخرين بالرصاص » مفرغ « مفجر بالكامل 
الحي إما في الرأس أو الصدر أو في الجسم، وكان المشترك بينهم هو تفجر المكان المصاب بشكل بشع، أحسب 
أغلبهم من الشهداء.. نظراً لصعوبة وصول سيارات الإسعاف وازدياد عدد المصابين والشهداء اضطر شباب 
الميدان لنقل المصابين والشهداء على العربات الخشبية الخاصة بالباعة الجائلين. 
- إيناس عبدالله 
أول ما شاهدته عند أحد مداخل الاعتصام هو شاب يركض نحوي وكان يحمل رجلاً كبيراً في السن 
أصيب في رأسه ويصرخ إسعاف، وشريط من الدم على الأرض نتيجة النزيف الشديد من رأس الرجل، 
وللأسف لم تتوافر أي سيارة إسعاف لأن الرصاص المتطاير في كل مكان منع رجال الإسعاف من الوصول 
إلى داخل الاعتصام، ولم يستطع الشاب إلا وضع الرجل على الرصيف حيث لفظ أنفاسه الأخيرة على 
الأرض. 
رأيت شيخاً عجوزاً ميتاً على الأرض وكمية كبيرة من الدماء حول رأسه، وبجانبه جثث أخرى كثيرة، 
وبعد دقائق دخل شباب يحملون صديقاً لهم وجسده مغطى بالدماء ووضعوه على الأرض وكانو يبكون 
بشده ويتوسلون إلى الأطباء أن يسعفوه، اقتربت منه وجدته ينطق الشهادة وإصبعه إلى أعلى لكنه فارق 
الحياة قبل وصول أي طبيب! 
- عمر الفاروق 
لم يكن الإسعاف متعاوناً معنا.. كان يقف ليشاهدنا نُقتل دون أدنى تدخل! ! 
خرج المسعفون التابعون للمستشفى الميداني بزيهم المميز يحاولون القيام بالدور المنوط بهيئة الإسعاف
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
القيام به؛ حملوا رايات بيضاء ولوحوا بها للعسكر يريدون أن يخبروهم اسمحوا لنا فقط بنقل المصابين 
خارج المستشفى لننقذ حياتهم.. لكن لا حياة لمن تنادي! ! 
يئس المسعفون من استجابة قوات العسكر.. حاولوا هم اخراج المصابين على نقالات المستشفى.. فور اقترابهم 
من بوابة الخروج تم قنص اثنين منهم بشكل مباشر، وكان مصيرهم 
هو نفس مصير الجثامين والإصابات التي أرادوا نقلها.! 
- د.أحمد سمير الصاوي 
تأخذني )فيسبا( لمستشفى أقامتها الهلال الأحمر في حضانة بنفس الشارع.. أسعفتني الطبيبة هناك 
سريعا.. حتى بدأ الهجوم في خلال 5 دقائق من إصابتي على المستشفى.. اختبأ الجميع وراء أسوار الحضانة.. 
وعندما هدأ الضرب أعلنت الطبيبة أنها ستغادر المكان هي ومساعديها الثلاثة.. لأنها لا يمكن أن تعمل في 
هذه الظروف )رغم رفع علم الهلال الأحمر على المستشفى.. والذي يعتبر في الأعراف الدولية.. مانعاً قوياً 
للهجوم عليها( ثم غادرت المستشفى مع الطاقم الطبي.. ولا أعلم مصير باقي المصابين الذين كانوا معي 
حينها..! 
- عمرو الندري 
عند الشارع الجانبي الذي خرج منه الكثيرين خلف مستشفى رابعة تواجد الكثير من المصابين والشهداء 
على الأرصفة وكانت أعدادهم تتزايد، وعلمت فيما بعد أنه قد تم إخراج بعضهم من المستشفى الميداني، 
وتم إحراقه بعد ذلك .. 
كان الوضع مأسأوياً للغاية، عدد كبير من المصابين ممددون في الشارع ينزفون ولا يجدون من ينقلهم 
للمستشفيات، وتوافد بعض الأشخاص بسياراتهم لنقل المصابين والشهداء.! 
د. هانئ نوارة 
في فض رابعة لم يكن هناك أي دور للإسعاف، وقد قمت بنفسي بالاتصال بجميع من نعرف في وزارة 
الصحة للتدخل بإرسال الإسعاف ولكن دون جدوي! 
وكانت الإجابات تأتي بصورتين : 
أن المعتصمين يهاجمون عربات الإسعاف .. أو أن هناك أمر من الجيش بعدم التدخل ! 
وصرح وزير صحة سابق بأن الأصل في مثل هذه المواقف ألا يتدخل الإسعاف إلا بعد إنتهاء القوات الأمنية 
من حتقيق الهدف من مهمتها !! 
وهذا كلام خطير جداً .. معناه أن الهدف ليس إخلاء الميدان ولكن إبادة المعتصمين ! 
42
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
لم أكتفي بهذا، ولكن تواصلت مع زميل لزوج ) مها الرباط ( وزيرة الصحة بحكومة الإنقلاب د. مصطفي 
مرتين ، وفي كل مرة كان يقول أن المعتصمين هم الذين يهاجمون الإسعاف ! 
وهناك مسعف قام بمحاولة إنقاذ لما يستطيع، ولكن تم قنصه ! 
43 
ابراهيم العزب – مسعف .. تم قنصه أثناء أداء واجبه ! 
كما قام د. جمال عبد السلام الأمين العام لنقابة أطباء مصر – بحسب تصريحه في مؤتمر صحفي عقد 
في دار الحكمة في اليوم التالي للفض - بالتواصل مع د. محمد سلطان رئيس مرفق الإسعاف، والذي أخبره 
في أكثر من اتصال أن وزارة الداخلية ترفض دخول سيارات الإسعاف مقر الاعتصام. 
كما صرح عبد السلام أن أول سيارة إسعاف حاولت دخول مقر الاعتصام من ناحية شارع الطيران، أطلق 
عليها النار من قبل الشرطة، مما تسبب في إصابة المسعف. 
وأكد أن النقابة حاولت التواصل مع وزيرة الصحة، خلال الأحداث إلا أنها لم تفعل شيئا، وأشار إلى 
أن النقيب الدكتور خيري عبد الدايم قام بالاتصال بها نحو 20 مرة، وكان ردها أن المعتصمين هما من 
يطلقون الرصاص على عربات الإسعاف.!
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
44 
أسلحة الفضّ 
- د. محمد عصام منصور 
الأباتشي طايرة فوقنا وبتصطاد أي واحد ماسك كاميرا أو بيصور بموبايل.. أول مرة أشوف بعيني 
الطيارة الأباتشي بتضرب.. بتضرب دكاترة ومهندسين وستات وأطفال!! 
بعد كده عرفت إن الطيارة اصطادت فعلا كل المصورين وكمان كان فيه ناس مدسوسين بيشاورولها 
على بعض الشخصيات اللي كانت بتطلع عالمنصة.. منشد.. شاعر.. هتيف.. وتصطاده!! 
- نجلاء صالح 
رأيت الطائرات ترمي علي المنصة قنابل غاز وتقنص شباب عليها ! 
تصوير مصعب الشامي 
- أحمد الخولي 
بينما كانت أسلحة الداخلية تتنوع بين الآلي الكثيف جدا وقنابل الغاز وقنابل الصوت والخرطوش 
بالإضافة للقنص الذى يحيط بك من كل مكان ... وكانت هناك طائرة تقف على ارتفاع منخفض . 
- اسماعيل عرفة 
رصاص من كل الأنواع .. جرينوف - آلي - طبنجات - خراطيش - قنص من عماير ومروحيات .
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- عماد الدين السيد 
كان الميدان فيه خطوط قنص كتير ... قناص كدة يقف وياخد له خط بيقطع الميدان وأي حد يعدي 
يقنصه فوراً ... علشان الناس متتجمعش وتفضل متفرقة في مجموعات قصيرة ويقطع كل خطوط 
الإمدادات والمساعدات ... وشفنا ناس كتير ماتت قدامنا في خطوط القنص دي ... وجربت لأول مرة أجري 
بسرعة وأوطي راسي على أمل إن القناص ميلحقش يضرب ... وصورت مع محمد ماهر عقل ) إعلامي 
من قناة الجزيرة ( تقرير على خط من خطوط القنص دي ورا جامع رابعة وهو بيشرح الفكرة والناس 
وهي بتوطي وتجري ... بس للأسف لما العسكر مسكوني آخر اليوم وضربوني أخدوا الكاميرا وأخدوا كل 
اللي صورته معاها . 
- سياف جمال 
أول ما وصلت مصفحات الشرطة عندنا كان معها عربية مطافي فيها مدفع أبيض زي ماسورة كده من 
فوق.. أغلب الشباب وكنت منهم طلعنا لهم بره الحواجز، رافعين إيدينا بشارات النصر، دقيقتين ولقيت 
عربية المطافي ضربت قنابل غاز بكمية كبيرة يجي تقريبا 41 قنبلة مرة واحدة، اتفرقنا من الغاز برة 
الميدان.. جريت شمال.. موازي لفندق النصر.. لقيت قوات جيش جوا الفندق! 
- خالد محمود 
صوت الرصاص لم ينقطع تماماً من بدأ عملية الفض لحد ما خرجنا من المكان.. أوقات كان يزيد وأوقات 
كان يقل لكن طلقات الصوت كانت مستمرة يتخللها صوت رصاص القناصة والخرطوش والحي والألي 
.. من وقت للتاني كان بيتم ضرب قنابل صوت قوية جداً تخليك مش قادر تسمع أي شيء لمدة دقيقتين 
أو تلاتة ! 
- عمرو صلاح الدين 
حاولنا التفاوض مع عناصر الداخلية و جلهم من المباحث و أمن الدولة بالإضافة للقوات الخاصة و الأمن 
المركزي و قوات الأمن بالطبع، للسماح لنا بالدخول و التصوير، فتم منعنا، بالرغم من ذلك تمكننا من 
45 
و كنا نقف خلف صفوف الداخلية. ،» الاستعباط « الدخول و 
» البنادق الآلية « الأسطح المحيطة كانت تعج بالقناصة، و تسليح عناصر الشرطة تنوع مع بين الرشاشات 
و بنادق الخرطوش و قنابل الغاز و المسدسات اليدوية. 
عناصر الشرطة كانوا يستخدمون البنادق الآلية بكثافة شديدة، و بالطبع كان وجودنا يزعجهم.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
- إيناس عبدالله 
قوات الأمن كانت تلقي داخل الاعتصام أجهزة تصدر صفيراً عالياً لم أكن أعلم ما وظيفتها غير أن 
رنينها كان عالياً جداً يؤذي السمع ويخفي أي صوت لطلقات الرصاص! 
46 
المدرعة التي كانت تصدر أصوات أثناء الفض
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
47 
رصاص دمدم 
أحد الأسلحة المستخدمة في فض رابعة 
الإسم | الرصاص المتفجِّر - أو رصاص الدمدم . 
. )Dumdum Bullets ( : - بالإنجليزية 
تعريفه | رصاص انشطاري متفجر- صُمِّم للتشظي في أجساد الضحايا بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن 
من الضرر الداخلي بهم. استخدمه آندرس بهرينغ بريفيك في مجزرة النرويج. ويستخدمه الجيش 
الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل. 
تأثيره على الإنسان | يحدث ثقبا في الجسم أوسع من الثقب الناتج عن الإصابة برصاصة عادية، أي 5 
!! سنتمترات بدلاً من 1.5 
ومن الجدير بالذكر أن هذا في الرصاصة 9 مم , أي هذا الرصاص منه أحجام وكلما زاد حكم الرصاصة 
زاد قطر الثقب فقد يحدث ثقب 10 سم وقد يصل إلى 15 سم أو أكثر حسب حجم الرصاصة . 
النتيجة | هو معاناة أشد ونزيف أطول وربما الخضوع لعمليات جراحية اكثر تعقيداً . 
وحتظرُ المعاهداتُ الدولية استعماهلَ ا » اللاإنسانية » صلاحية استخدامه | يوصف هذا النوع من الذخائر بـ 
في فترات الحرب ! 
وقائع الإستخدام | تمّ استخدام رصاص دم دم في كل مجازر النظام العسكري تقريبا . 
فقد استخدم في :- ) مجزرة الحرس الجمهوري _ مجزرة المنصة _ مجزرة رابعة والنهضة - مجزرة 
رمسيس ( .
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
شهادة العيان | 1 - يقول أحد الأطباء في شهادته على ضحايا مجرزة الحرس الجمهوري أن الإصابات لهذا 
الرصاص كانت في الرأس والرقبة، وفي شرايين الرجل، وهي المناطق التي يتدرب عليها القناصة لقتل 
الأعداء في الحروب. 
-2 استعرض الطبيب عبد الفتاح رزق صوراً قال إنها لمصابين في أحداث المنصة، توضح الصور أن الإصابة 
تخترق الرصاصة الجسم وتتفتت بداخله « وهو رصاص مفتت، بحيث » دمدم « كانت برصاص يُدعى 
. » مخترقة العظام، مما يؤدي إلى تهتك عريض في المنطقة التي أُطلق عليها المقذوف 
والصور التالية توضح بعض الإصابات بهذه الذخيرة : 
الشهيد عبد الفتاح عبد العزيز البربري - قرية الرملة محافظة القليوبية .. أحد ضحايا مجزرة رابعة 
48
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
49 
الشهيد م.عبد الرحيم اسماعيل يوسف- قرية شبرابخوم محافظة المنوفية .. أحد ضحايا مجزرة رابعة 
الشهيد محمود محمد عبد المعين- قرية هربيط محافظة الشرقية .. أحد ضحايا مجزرة رابعة
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
50 
الأمريكي M مدفع 2 
أحد الأسلحة المستخدمة في فض رابعة 
الأمريكي . M الاسم | مدفع الــ 2 
« Browning M2 .50 Calib « 
و هي ذخيرة تعرف أيضا .. mm 99* تعريفه | مدفع رشاش ثقيل من صناعة أمريكية, و ذو عيار 12.7 
ويرجع الأصل في تصميم هذا المدفع إلى نهاية الحرب العالمية الأولى من طرف ,BMG . بإسم 50 
الذي إشتهر بكونه أحد أكبر ,John Moses Browning المهندس الأمريكي جون موزيس براونينغ 
مصممي الأسلحة النارية و الذخائر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية . 
براوننج. سعة السير: 250 طلقة. »0.50« 99 مم × الذخيرة | عيار 12.7 
الإستخدام | رشاش ثقيل مضاد للدبابات، وينصب فوق المركبات المدرعة، والدبابات , وتسليح للطائرات 
العمودية أيضاً . 
صلاحية استخدامه | يستخدم هذا السلاح للمدرعات والآليات والطائرات في بعض الأحيان ! 
وغير مخصص للإطلاق على الأشخاص , لا سيما أن الذخيرة إذا طالت أحد أعضاء الإنسان تبتر مباشرة 
وإذا أصابت رأسه تشق الجمجمة إلى نصفين أو أكثر إلى حد أن يتساقط المخ كاملاً أو يتفتت !
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
الأمريكية أيضاً وهي من المدرعات المشهور انتشارها في M كيفية الإستخدام | يثبت على المدرعة 113 
مصر . وهذه صورة توضحية . 
51 
صورة من رابعة:
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
m أثر الإصابات بمدفع 2 
) صورة ) 1 
الشهيد محمد عبدالحميد القصاص - قرية تتا - منوف - محافظة المنوفية أحد ضحايا مجزرة رابعة 
) صورة ) 2 
52 
أحد شهداء مجزرة رابعة
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
53 
) صورة ) 3 
أحد شهداء مجزرة رابعة 
استخدم هذا المدفع في أغلب مجازر الإنقلابيين وأشهر استخداماته كان في ) فض رابعة والنهضة و 6 
اكتوبر والدقي ( .
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
54 
الدفاع عن النفس 
- محمد عبدالرازق 
إصابات لا حصر لها وشهداء في كل مكان وصعوبة الوصول للمستشفى الميداني بسبب القصف من كل 
النواحي .. قررنا أن نخرج لمساعدة إخواننا على المداخل وهناك رأيت رأي العين الهجوم الهمجي من القوات 
الخاصة .. تفريغ للأسلحة الآلية في اتجاهنا بكل معاني الغشومية التي يمكن أن تتخيلها .. ظللنا نستتر 
وراء حوائط مداخل العمارات هناك، وهم يقصفوننا بدون توقف والرد مجموعة من النبال بها بلي زجاجي 
أو حديدي أو شماريخ الألعاب النارية والعجيب أنهم كانوا مرعوبين منها ويتفرقون منها باستمرار . 
- عمرو صلاح الدين 
كان بعض الشباب المعتصمين يقذفون الحجارة من أعلى سطح مسجد رابعة العدوية، ورأيت ضابطاً 
انت « للشرطة يستتر خلف عامود إنارة و يصوب على أحد الشباب فأرداه قتيلاً، حينها التفت إليّ قائلا 
فأجبت بالنفي، وبالفعل لم أكن أصوره -للأسف- فقد كانت كاميرتي مصوبة على »؟ كنت بتصورني 
.» لو صورتني و أنا بضرب هضربك انت « الشباب أعلى السطح لا على قاتلهم، فقال لي 
- اسلام فتحي 
ضربوا علينا الأول غاز كتير وكنا الحمد لله نفسده بإننا نشيل قنبلة الغاز نحطها في مية أو رمل.. وبعد 
كده بتوع الشرطة طلعوا فوق مبنيين عاليين وكانوا كاشفينا من فوق فبدأوا يضربوا علينا رصاص 
حي وخرطوش وغاز بردو .. واحنا بنحاول نصد بحجارة أو نختبئ خلف أي عربية ولما نكون مختبئين ورا 
العربية كانوا يضربوا غاز حتت العربية .. ولما الناس تتخنق من الغاز تتحرك من مكانها فيروحوا ضاربين 
عليهم رصاص.. وكان فوق المبنيين اتنين من الشرطة واحد قناص والتاني معاه آلي وشغالين ضرب 
رصاص فينا.
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 
55 
محمد أبو الغيط 
1. الإحصاء الموثق بالاسم والرتبة والمكان يقول إن عدد قتلى الشرطة يوم فض رابعة 42 قتيلا على مستوى 
الجمهورية- نفس الرقم الذي أعلنته الداخلية- منهم 7 فقط لا غير سقطوا في رابعة. 
2.حسب كلام وزير الداخلية في مؤتمره الصحفي، فإن الأسلحة المضبوطة في رابعة هي 10 بنادق آلية و 29 
بندقية خرطوش... 
3. أين ترسانة السلاح الثقيل، والأسلحة الكيميائية، والصواريخ التي حتدثت عنها الداخلية والإعلام- لا 
مؤاخذة- والخبراء الإستراتيجيون؟ 
4. هل تنظيم الإخوان الرهيب وحلفاؤهم المرعبون من حماس حين يقررون تسليح الاعتصام سيكون معهم 
40 قطعة سلاح خفيف فقط، يقتلون بها 7 من أعدائهم فقط؟ ده آخرهم في الأكشن يعني؟ 
5. القرار التنظيمي بالتسلح كان سيعني وجود آلاف المسلحين بآلاف قطع السلاح الخفيف والثقيل، وليس 
هذا العدد المتواضع. هناك مشاجرات شعبية عادية في إمبابة يظهر بها سلاح أكثر! 
6. التوصيف الصحيح، الذي أجمعت عليه الشهادات والتقارير الدولية، هو وجود أشخاص وسط المعتصمين، 
أتو بأسلحتهم بشكل فردي. 
7. هل وجود هؤلاء، وأيضاً حدوث حالات فردية من الاعتداء على مواطنين أو صحفيين يبرر المذبحة؟ قطعاً 
لا! 
كل القوانين المحلية والدولية تقول إن على القوات، حتى في حالات الحروب في الأماكن المدنية الأجنبية، 
التعامل بالسلاح الناري المميت فقط مع الأشخاص الذين يشكلون بسلاحهم خطورة على حياة القوات، 
وليس أي شخص آخر أعزل يكفي لردعه وسائل أقل عنفاً. 
8. المسلحون هنا هم على الأكثر 40 شخصًا كانو يحملون 40 قطعة سلاح، وبافتراض أنهم قتلوا جميعاً، 
فماذا عن أكثر من 800 هم باقي الضحايا؟ 
21 .. هذه أكبر بكثير من : 9. نسبة المسلحين إلى السلميين في القتلى بافتراض صحة هذه الأرقام هي 1 
نسبة المسلحين إلى السلميين في قتلى حروب إسرائيل على غزة ولبنان، والتي أدانت بها المنظمات الدولية 
جرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين! 
10 . الفيديوهات والشهادات والتقارير الدولية كلها تؤكد وقوع أعداد كبيرة من القتلى العزل تماماً. 
هناك من ظهر بوضوح يتم قتله برصاص قناص مباشر في رأسه، بينما يصور أو يختبئ، أو حتى يحمل 
جثة شهيد آخر. 
كيف يمكن أن تسمي المذبحة بأي اسم إلا بأنها مذبحة؟
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني

Contenu connexe

Tendances

No86 newslettr daily-17_4_2013
No86 newslettr daily-17_4_2013No86 newslettr daily-17_4_2013
No86 newslettr daily-17_4_2013
e-syrianews
 
No288 newslettr daily-6-11_2013
No288 newslettr daily-6-11_2013No288 newslettr daily-6-11_2013
No288 newslettr daily-6-11_2013
al-nashra
 
Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014
al-nashra
 
No93 newslettr daily-24_4_2013
No93 newslettr daily-24_4_2013No93 newslettr daily-24_4_2013
No93 newslettr daily-24_4_2013
e-syrianews
 

Tendances (8)

No86 newslettr daily-17_4_2013
No86 newslettr daily-17_4_2013No86 newslettr daily-17_4_2013
No86 newslettr daily-17_4_2013
 
No288 newslettr daily-6-11_2013
No288 newslettr daily-6-11_2013No288 newslettr daily-6-11_2013
No288 newslettr daily-6-11_2013
 
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر 1
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر  1غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر  1
غاية البشر في تراجم أصحاب القراءات الأربعة عشر 1
 
وجهـــــــــــــــات
وجهـــــــــــــــاتوجهـــــــــــــــات
وجهـــــــــــــــات
 
الحياة حق اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
الحياة حق  اعدام الشباب، اعدام للمستقبل الحياة حق  اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
الحياة حق اعدام الشباب، اعدام للمستقبل
 
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب "مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
"مجزرة رمسيس" .. ذكرى تتجدد وجراح لم تندمل - نساء ضد الانقلاب
 
Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014Daily newsletter-no521 27-6-2014
Daily newsletter-no521 27-6-2014
 
No93 newslettr daily-24_4_2013
No93 newslettr daily-24_4_2013No93 newslettr daily-24_4_2013
No93 newslettr daily-24_4_2013
 

En vedette

المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013
osama hassan
 
دليل الممكنات
دليل الممكناتدليل الممكنات
دليل الممكنات
myoon
 
الجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي
الجيل الرابع من منظومة التميز الحكوميالجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي
الجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي
skgep
 
Key performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسية
Key performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسيةKey performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسية
Key performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسية
Randa Elanwar
 

En vedette (19)

Scopi qpr presentation-e-v8 7
Scopi qpr presentation-e-v8 7Scopi qpr presentation-e-v8 7
Scopi qpr presentation-e-v8 7
 
المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013
 
الجزء السادس ماذا ستقدم لعميلك ريادة الأعمال خطوة بخطوة
الجزء السادس ماذا ستقدم لعميلك ريادة الأعمال خطوة بخطوةالجزء السادس ماذا ستقدم لعميلك ريادة الأعمال خطوة بخطوة
الجزء السادس ماذا ستقدم لعميلك ريادة الأعمال خطوة بخطوة
 
مهاتير محمد والتميز
مهاتير محمد والتميزمهاتير محمد والتميز
مهاتير محمد والتميز
 
Radar Dr bashar Alsarayreh
Radar Dr bashar AlsarayrehRadar Dr bashar Alsarayreh
Radar Dr bashar Alsarayreh
 
Road To Excellence الطريق الى التميز
Road To Excellence  الطريق الى التميزRoad To Excellence  الطريق الى التميز
Road To Excellence الطريق الى التميز
 
دليل الممكنات
دليل الممكناتدليل الممكنات
دليل الممكنات
 
ملتقى 2016 - اليوم الأول: نموذج التميز الأوروبي - د.عماد الدين
ملتقى 2016 - اليوم الأول: نموذج التميز الأوروبي - د.عماد الدينملتقى 2016 - اليوم الأول: نموذج التميز الأوروبي - د.عماد الدين
ملتقى 2016 - اليوم الأول: نموذج التميز الأوروبي - د.عماد الدين
 
ملتقى 2016 - اليوم الثاني: مؤشرات الأداء بين التصميم والتنفيذ - إبراهيم نياز
ملتقى 2016 - اليوم الثاني: مؤشرات الأداء بين التصميم والتنفيذ - إبراهيم نيازملتقى 2016 - اليوم الثاني: مؤشرات الأداء بين التصميم والتنفيذ - إبراهيم نياز
ملتقى 2016 - اليوم الثاني: مؤشرات الأداء بين التصميم والتنفيذ - إبراهيم نياز
 
الجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي
الجيل الرابع من منظومة التميز الحكوميالجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي
الجيل الرابع من منظومة التميز الحكومي
 
التميز المؤسسي نماذج تطبيقية
التميز المؤسسي نماذج تطبيقيةالتميز المؤسسي نماذج تطبيقية
التميز المؤسسي نماذج تطبيقية
 
القيادة ببساطة
القيادة ببساطةالقيادة ببساطة
القيادة ببساطة
 
نموذج تقويم الأداء الوظيفي للوظائف الإدارية
نموذج تقويم الأداء الوظيفي للوظائف الإداريةنموذج تقويم الأداء الوظيفي للوظائف الإدارية
نموذج تقويم الأداء الوظيفي للوظائف الإدارية
 
Key performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسية
Key performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسيةKey performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسية
Key performance indicators Kpi (arabic) مؤشرات الأداء الأساسية
 
التميز القيادي 1 ديسمبر- تسخة نهائية
التميز القيادي 1 ديسمبر- تسخة نهائيةالتميز القيادي 1 ديسمبر- تسخة نهائية
التميز القيادي 1 ديسمبر- تسخة نهائية
 
تقويم الأداء الوظيفي للوظائف التخصصية
تقويم الأداء الوظيفي للوظائف التخصصيةتقويم الأداء الوظيفي للوظائف التخصصية
تقويم الأداء الوظيفي للوظائف التخصصية
 
مؤشرات الأداء الرئيسية: تعريفها وآلياتها.
مؤشرات الأداء الرئيسية: تعريفها وآلياتها.مؤشرات الأداء الرئيسية: تعريفها وآلياتها.
مؤشرات الأداء الرئيسية: تعريفها وآلياتها.
 
نموذج التقييم لأداء فريق العمل لجنة على المستوى المؤ
نموذج التقييم لأداء فريق العمل لجنة على المستوى المؤنموذج التقييم لأداء فريق العمل لجنة على المستوى المؤ
نموذج التقييم لأداء فريق العمل لجنة على المستوى المؤ
 
استمارة تقييم الاداء
استمارة تقييم الاداءاستمارة تقييم الاداء
استمارة تقييم الاداء
 

Similaire à مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني

مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيينمجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
Muslem Man
 
العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي
العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي
العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي
ahmedkadr
 

Similaire à مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني (16)

مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيقمجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية و التوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيينمجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
مجرزة رابعة ".. كتاب جديد يرصد ويوثق مذابح الانقلابيين
 
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة والنهضة بين الرواية والتوثيق
 
"تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 "تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق "تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
"تحقيق" مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثانيمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق   الإصدار الثاني
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الإصدار الثاني
 
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيقمجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق
 
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
كتاب مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق تم الرفع بواسطة شبكة ومنتديات نافذة مصر...
 
العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي
العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي
العدد التجريبي الأول لمجلة البيت المصري الكندي
 
الفجر 194
الفجر 194الفجر 194
الفجر 194
 
الفجر 191
الفجر 191الفجر 191
الفجر 191
 
الغد المامول
الغد المامولالغد المامول
الغد المامول
 
نوفمبر 1981 :: كلمة الرئيس مبارك فى الذكرى الاربعين للرئيس السادات
نوفمبر 1981 :: كلمة الرئيس مبارك فى الذكرى الاربعين للرئيس الساداتنوفمبر 1981 :: كلمة الرئيس مبارك فى الذكرى الاربعين للرئيس السادات
نوفمبر 1981 :: كلمة الرئيس مبارك فى الذكرى الاربعين للرئيس السادات
 
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةمؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
 

مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - الجزء الثاني

  • 1.
  • 2. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق ياسر سليم شارك في الإعداد أماني أبوزيد نـــــــور ســــــعـد منة الحضري أسماء شحاتة
  • 3.
  • 4. إهداء إلى حوريات الأرض و فرسان السماء.. إلى الثرى المرويّ بالدماء.. إلى عيون وأطراف سبقت إلى الجنان.. إلى أوردةٍ تمرح فيها الشظايا.. إلى جدران سجنٍ يأسر أنقى مَن في الأوطان.. إلى قلوبٍ قابضة على الجمر رغم الرزايا..،
  • 5. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 4 أول الدم.. ورقة ورقةٌ رديئة الطباعة، سيئة الصياغة انتشرت في أنحاء مصر بأيدي صِبية لا يعلمون عنها أكثر مما كُتب فيها، ذهبوا إلى الأسواق وأماكن التجمهر وطلبوا التوقيعات وبُذلت لهم في جهل مغطى باسم التمرد. كيوم زينة سحرة فرعون.. » 30 يونيو « والإعلام يغذي ذلك كله ويروج له، وأصبح وتشتتوا – كقلوبهم - في الأهداف، فمنهم من طالب بانتخابات رئاسية مبكرة وآخر ينادي بسقوط الرئيس المنتخب وثالث لا يعلم ماذا يريد أو بالأحرى ماذا أُريد له. ونشأت التحالفات والجبهات والائتلافات خاوية المعنى والمضمون استعداداً لليوم المشهود. فَهِم الإسلاميون وكثير من الأحرار والشرفاء حجم المؤامرة التي حتُاك ضد الوطن وكرامته وقرروا الحشد مبكراً في ميدان رابعة العدوية . .» 3 يوليو « محملا بالمؤامرة التي تكشفت خيوطها جلية في » 30 يونيو « وجاء ولعب الإعلام المصري دوره المضلل – كعادته- في تهميش معتصمي رابعة من المشهد وتصوير بقية المعتصمين )في التحرير والاحتادية( بطائرات تابعة للجيش في لقطات بالغت في أعداد المتواجدين فعليا. وتدافعت الحشود على ميدان رابعة بعد عزل واختطاف الرئيس محمد مرسي لتؤكد على وقوفها مع الشرعية والحق وألَّا قبول أو تفاوض مع الانقلاب العسكري وحكومته. وبدأت لعبة الشائعات وبث المعلومات المزيفة لتفريق الناس من حول رموز الاعتصام، ومن جهة أخرى تم اعتقال الكثير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبقية الأحزاب الإسلامية، وكان لذلك رد فعل أقوى في ثبات المعتصمين وزيادة أعدادهم، حتى أن أماكن الاعتصام اتسعت بين ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وأمام الحرس الجمهوري وظهرت أماكن جديدة للإحتجاج كميدانيّ مصطفى محمود والألف مسكن فضلا عن ميادين رئيسية في المحافظات. فزع هذا الثبات القوى الانقلابية فدخلت في المرحلة الأولى من العنف المضاد للمعتصمين السلميين.. - مجزرة الحرس الجمهوري )مذبحة الساجدين( فجر يوم 8 يوليو 2013 فتحت قوات الأمن النار على المعتصمين أثناء صلاة الفجر حتى ساعات الصباح الأولى وحصار النساء والأطفال في مسجد المصطفى وإطلاق قنابل الغاز عليهم.. مما أسفر عن ارتقاء أكثر من 111 شهيد وإصابة أكثر من 1000 مواطن وأعداد غفيرة من المعتقلين. وبعد أن كُشف النقاب عن الوجه الدموي الغاشم للانقلاب بدأت الأكاذيب تُنشر عن أن المتظاهرين هم من بادروا بإطلاق النار على قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الأقوال الباطلة التي يدمغها الحق في أقوال شهود العيان ومقاطع الفيديو المنقولة عن المذبحة فضلا عن أن جميع القتلى والمصابين هم من
  • 6. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق المعتصمين ولم يصب ضابط أو مجند واحد بخدش سوى ضابط ترددت عنه الأقوال أنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين فأعدمه قائده ميدانيا.. : - مذبحة المنصة 27 يوليو 2013 انسحب المعتصمون من أمام الحرس الجمهوري وانضموا لمعتصمي ميدان رابعة، ومع طول فترة الاعتصام تزايدت الأعداد لدرجة أن الاعتصام امتد في طريق النصر من طيبة مول حتى النصب التذكاري/ المنصة. وكغدر جيوش الاحتلال، فوجئ المعتصمون برصاص القناصة المنهمر عليهم من كل جانب بعد أن اعتلى الجنود أبنية جامعة الأزهر وصبوا عليهم أعيرتهم دون أدنى إنسانية.. وطُرزت الأرض بالدماء الزكية والأشلاء الطاهرة بعد أن تجاوز عدد الشهداء الـ 136 شهيد وعدد الجرحى 5 4500 جريح. التحريض « وتوالت الاعتقالات التي طالت رموز الحركة الإسلامية وكانت من أبرز التهم الموجهة إليهم !!..» على قتل المتظاهرين تماسك المعتصمون سريعا بعد المذبحة وأعلنوها )مكملين( إلى عودة الرئيس الشرعي محمد مرسي.. وبدأت تأتيهم التهديدات بالفض النهائي القريب والعاجل واستمرت الطائرات في إلقاء المنشورات المهددة على ميداني رابعة والنهضة. رابعة هم » إشارة « وخلال ذلك كله لم تتوقف أبواق الانقلاب عن التأثير على المجتمع بأن المتظاهرين في ثلة مارقة خائنة للوطن وتمتلك من التسليح ما قد تدمر به كل أجهزة الدولة. وانقضى شهر رمضان وعيد الفطر وما يزيد الوقت المعتصمين إلا إيمانا وتثبيتا.. وحاول المعتصمون تأمين الميدان – قدر المستطاع- بالسواتر الترابية والأحجار الهشة وتناوبوا على الحراسة احترازا لأي هجوم متوقع.. - وفي ساعات الصباح الاولى من 14 /أغسطس/ 2013 كانت الكارثة.. في روايات أكثر من ) 2000 ( شهيد حصرنا منهم في هذا الكتاب 802 ، وأكثر من ) 10000 ( مصاب وجريح ومفقود ومعتقل في أبشع مذبحة في تاريخ مصر الحديث..
  • 7. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 6 خريطة ميدان رابعة والأماكن التي سيرد ذكرها لاحقاً في الكتاب من اللحظات الأولى لدخول أرتال الجيش نبدأ التوثيق والشهادة على هذه الجريمة النكراء التي ستظل وصمة سوداء في صفحات الانقلابيين وأعوانهم من البلطجية والمفوضين.. والله نسأل السداد والثبات..
  • 8. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 7 ملحمة الثبات في مذبحة الفضّ ميدانٌ يعتصم به مئات الآلاف من الشباب والشيب،الرجال والنساء،الأطفال والعجزة.. لم يكد يشرق النهار بعد إلا وأتي مع وحوش لا همّ لهم إلا القنص والقتل.. في هكذا مشهد لا يجوب في خيال البشر إلا الفرار والهرب من الموت الكامن في الرصاص المتطاير.. لا يتوقع المرء أبدا من المعتصمين العُزَّل من كل شيء إلا من إيمانهم الصمود أمام زحف مغول العصر الحديث.. إلا أن الصدق مع الله يرقى فوق كل توقع وينسف كل خيال بشريّ قاصر.. ذاك الصدق كان سلاحهم الفتّاك.. وهذا الإخلاص في القول والعمل هو من صنَع منهم أبطالا ستظل تذكرهم الأجيال وإن طال الأمد.. إيمانٌ تجذر في القلوب فسمى بهم إلى مصاف الصحابة والشهداء والصديقين.. وحسن أولئك رفيقا..، عن كل ذلك تُوثق شهاداتهم* ما حدث وتنقش كلماتهم فينا أسطورة العزة والكرامة.. صورة لإحدى الليالي أثناء الاعتصام في ميدان رابعة * جميع الشهادات نقلت كما هي من أصحابها بدون تعديلات إلا في الأخطاء اللغوية أو الإملائية.
  • 9. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 8 لحظة الفضّ الأولى يوم الأربعاء ١٤ أغسطس ٠١٢٣ بدأ الهجوم على ميدان رابعة العدوية الساعة السادسة صباحاً من ناحية طيبة مول . تصوير مصطفى درويش - د. محمد عصام منصور كله » طوارئ.. طوارئ.. طوارئ « نمنا بعد الفجر ساعة ونص لحد الساعة 6 الصبح.. لقينا كله بينادي صحى، كله بيجري يقف في مكانه.. يجهز إسعافاته.
  • 10. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - نيفين خليل صليت الفجر عند المنصة .. في الساعة السادسة د.البلتاجى طلب جميع من في الخيم الذهاب عند المنصة . 9 تصوير نيفين خليل - دعاء عويضة وفي حوالي السادسة استيقظت على صوت أحد الإخوة يدعو من في الخيمة للخروج لأن الضرب قد بدأ عند طيبة مول، فأيقظت أختي بهدوء حتى تصحو ونخرج للمنصة التي كان عليها وقتها د.صلاح ود.صفوت ينادون في الناس للخروج من الخيام . تصوير صهيب شبانة
  • 11. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - حمدي أحمد خليل بدأت الأحداث الساعة السادسة صباحاً حيث كنت هناك وبدأ الهجوم من ناحية طيبة مول على طريق النصر ثم بدأ الهجوم من كل الشوارع الرئيسية والفرعية وانتشرت سحب الغاز المسيل للدموع واعتلى )كلاب القناصة( الأسطح وحلقت الطائرات الحربية فوق رؤوسنا وكأننا في معركة حربية . 10 تصوير عثمان عدس - عبدالله الشرقاوي استيقظت حوالي الساعة السادسة والنصف على أخبار أن القتلة قد بدأوا الهجوم من ناحية طيبة مول وبدأ نقل الشهداء والمصابين ، حامت طيارة القتلة فوقنا على ارتفاع بسيط بدأ سقوط قنابل الغاز الذي يخترق العيون والجهاز التنفسي والعصبي . تصوير عثمان عدس
  • 12. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - عمرو البحيري وأنا واقف جوة المسجد فجأة لاقيت صوت برة ، طلعت لاقيت كر وفر وقنابل غاز عمالة تتحدف .. والداخلية داخلة بحوالي 7 مدرعات . - رقية محمد الخضري أخبرنا د.البلتاجي أن مدرعات ومجنزرات الجيش والشرطة في طريقها الآن إلى الميدان.. وظل الهتاف اثبت مكانك احمي ميدانك ! الساعة 6:55 ص بدأنا نشوف دخان أسود كثيف جداً يتصاعد من ناحية مدخل طيبة مول وسمعنا أصوات طلقات النيران من كل نواحي الميدان ! 11 أول شهيدين في مجزرة الفض – تصوير بهاء الرازي - آلاء عبدالرحيم أول مرة يبقي « صحيت من النوم مفزوعة علي أول صوت طلق اضّرب علي ناحيتنا علي شارع طيبة مول « في هجوم من الناحية دي دايما بيبقي من عند شارع النصب التذكاري أو شارع الطيران من الاتجاهين .. صوت الطلق كان متصل وعالي جدا وأصوات مختلفة يعني بأسلحة مختلفة .. وكان بيبقي في وسط الأصوات دي .. طلقة بتضرب تقريبا كل دقيقة كده صوتها واضح ومميز وأعلي من الباقي .. عرفت بعد كده أن الصوت ده صوت رصاصة القناصة .
  • 13. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 12 أحد القناصة - تصوير عثمان عدس - محمود الأمير أول ما سمعنا هو صوت إطلاق الرصاص , لم تكن هناك مكبرات صوت للتحذير ، لم يكن هناك عربات مطافي للفض بالمياه ، هذا بالنسبة لمن كان بداخل حدود الميدان ، وهناك شهادة باستخدام المكبرات والمطافي على خارج حدود الميدان .. هى شهادة سكان المنطقة ، فلا يوجد أحد حي من الاعتصام ، ممن كان على الحدود! - اسماعيل عرفة صحيت من النوم يوم الفض الساعة 6 ونص تقريباً على تكبيرات الميدان وأصوات رصاص ، جريت أشوف إيه الوضع خارج الخيمة ، الناس كلها متأهبة ، أول قنبلة غاز شفتها كانت من ناحية طيبة مول ، جريت على الخيمة ألبس الكمامة والحذاء .. كنا فاكرين أن الضرب جاي من ناحية واحدة ، ابتدينا نشوف دخان من ناحية كنتاكي شارع الطيران ، عرفنا أنهم مجانين وبدأوا الفض .. إحنا أقصى ما تخيلناه أنه هيفض من 3 شوارع ويسيب لنا شارع نهرب منه ، لكن الحقيقة أنك في خلال ربع ساعة من استيقاظك عرفت أنك بتتهاجم من المداخل كلها والسيسي ابتدى عملية إبادة شاملة .
  • 14. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 13 تصوير مصعب الشامي - أحمد الخولي بدأ الاقتحام مع الإصابات المباشرة بطلقات الرصاص الحى حتى إنني رأيت بعيني مصاب يده متهتكة من الرصاص .. لم يكن هناك لا فض بالمياه ولا تصاعد في الفض كما يزعمون إلا لو كان الرصاص الحي أول أساليب الفض .. لأن ما جاء بعده كان أسوأ ..! أحد مصابي مجزرة فض رابعة
  • 15. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 14 رابعة يوم الفض - د.أحمد سمير الصاوي أخذت كمامتي.. وزجاجة الخل.. وتوجهت إلى جميع المداخل وكان حالهم كالتالي: -1 مدخل طيبة مول.. شارع أنور المفتي : بدأ الضرب بالرصاص الحي مباشرة.. الإصابات كانت تأتي من ارتداد الرصاص الحي من أعمدة النور بالشارع.. سقط 10 شهداء بهذا المدخل فيما لا يقل عن 10 دقائق.. عشرات المصابين من هذا المدخل في خلال نصف ساعة. -2 مدخل طيبة مول: كانت قنابل الغاز تنهمر بكثافة شديدة جدا من هذا المدخل.. وبدأ الخرطوش يملأ الشارع لكل من يفكر بالوقوف فيه. -3 مدخل المنصة: كانت عربات الأمن المركزي تقف في آخره لتعتقل أو تقتل من يريد الخروج الآمن -إياه-.. الذي كانت تقول عليه سارينة الداخلية . -4 مدخل يوسف عباس و نادي الزهور: كانت مصفحات الداخلية تنطلق بسرعة شديدة...تطلق قنابل الغاز بكثافة شديدة وتقتل من يقذف عليها أي طوبة. -5 ميدان رابعة العدوية نفسه: كانت الطائرات تلقي بقنابل الغاز وكانت قنابل الغاز تأتي كذلك من مبنى وزارة الدفاع...حتى أصبح إبطال مفعول هذه القنابل من الأمور المستحيلة لكثرتها وشدتها . ميدان رابعة في الساعات الأولى من الفض
  • 16. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - د.حسن البرنس - ستة ونصف صباحاً مدرعات الجيش حتاصر جميع مداخل ميدان رابعة. - سبعة ونصف كميات كثيفة من الغاز الخانق على المداخل الرئيسية مع قنص بالرصاص الحي للشباب على أبواب الاعتصام.. - تسعة صباحا قوات الجيش والشرطة تدهس الخيام بمن فيها بالمدرعات والمجنزرات العسكرية الضخمة فى المداخل الرئيسية للاعتصام .. - من العاشرة وحتى الرابعة عصرا قنص متقطع لمن داخل الميدان من فوق أسطح المبانى العسكرية المحيطة برابعة، مع قنص من طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة والجيش، ثم كر وفر ومحاولات اقتحام متعددة للميدان حتت ستار كثيف من قنابل الغاز الخانق، ومجموعات من الشرطة والجيش تقوم بحرق كل شيء أمامها فى مداخل الميدان. - مع الغروب تصل قوات السيسي قرب المستشفى ويتم إحراق مخازن الأدوية ومخازن الطعام وتنكات مياه الشرب . يتم قطع الكهرباء بالكامل والوصول إلى مولدات الكهرباء وإحراقها؛ مما يؤدي إلى قطع البث حتى لا يرى العالم كامل الجرائم، يتم استهداف كل من بيده كاميرا بواسطة القناصة . قوات السيسي تسيطر على كامل الميدان وتقوم بحملة اعتقال لمئات المواطنين، ومنع دخول أو خروج سيارات الإسعاف من الميدان . 15 والد طفل مختنق بالغاز
  • 17. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 16 مشاهد من رابعة - سجدة عبدالناصر عجاج أسميه يوم الهول.. يوم الفاجعة.. أسميه بيوم القيامة !! حقا لا أجد وصفا كافيا » الفض « لا أسميه يوم لبشاعته !! رأيت المنقبة وقد سقط منها نقابها، والمختمرة تبقي على رأسها الإيشارب الصغير حتت الخمار. رأيت طفلا منغوليا جانبي يجلس بكل سكينة مع جدته العجوزة التي ترعاه.. وهو بكل براءة يبكي في صمت خوفا وهلعا! رأيت أماً لديها ثلاث أطفال ؛ الثالث رضيع .. نسيت الأثنين وسط الزحام وتركتهما مع أحداهن وقد هربت بالرضيع تختبئ به. رأيت الطعام والشراب يصل إلينا بكثرة ويوزع علينا ونحن محاصرين فوقا ومن جميع الاتجاهات من قبل » الجيش والشرطة والطائرات « رأيت من يحمل أختي وهي تسقط أرضا متأثرة بالغاز السام , وتصرخ ألما وفجأة يسعفنا أحدهم ويحملها فوق كتفيه! رأيت الجنة بين عيناي .. شعرت وكأنها حقا تستحق العناء والتضحية! رأيت الذي أستودع نفسه ، وقرر أن يضع رأسه أرضاً وينام إلي أن تأتيه الرصاصة بأي اتجاه! » أبويااااااا « الشيخ المحمول على أعناق ابنه الذي سقط بجواري وخرج ما بداخل رأسه أرضا وصرخة ابنه رأيت خيمتنا وخيمة أصدقائنا حترق وتسقط رمادا! تصوير مصطفى درويش
  • 18. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - رامي فؤاد حافظ هذه امرأة تبكي ابنها الغارق في دمه .. وهذا طفل يحاول أن يوقظ أبيه المتوفى ... نافورة دماء تنهمر من جروح المرضى لتغرق بالطو طبيب يحاول أن يوقف النزيف .. ممرضة سقطت على الأرض وهي تبكي وتقول : ) ليه بس كده .. ليه بس كده ( ..شاب يحمل أخيه ويبكي وجزء من مخه بارز من عظام الجمجمة المهشمة ..جثة ملقاة هناك لا صاحب لها ولا نعرف عنها شيئا .. 17 تصوير سارة علاء رجل توقفت عضلة قلبه والتف حوله 15 طبيب على أقل تقدير يحاولون إنعاشه ..رجل يحمل جثة وماشي يشتم والدموع في عينه ...طبيب فقد السيطرة على أعصابه وراح يصيح هنا وهناك .. طبيب امتياز صغير يحاول أن يخيط جرح مصاب ويده ترتعش فتسقط منه الإبرة 10 مرات على الأقل ..رجل مصاب إصابة طفيفة صدم من هول ما رأى فدعى لنا بالتوفيق وخرج من الاستقبال – وكبس جرحه بحتة شاش – وقال – الحمد لله إني عايش وبتنفس أساسا –عامل يندفع حاملا جهاز وريدي فتنزلق قدمه في بركة من الدماء ويسقط فيها رجل كبير جاء يشد قميصي في استحياء والدموع تغرق عينه وقال – أنا عارف إنكم مطحونين بس أنا ابني غالبا مات بس قلت قبل ما اروح أدفنه أعديه على دكتور يشوفه يمكن يطلع لسه فيه الروح فمبقاش ظلمته - .. رحت أبص على ابنه لقيت نص راسه مش موجود أساسا .. نظرت في عين الأب المكلوم ولم استطع النطق .. فقال من نفسه – شكرا يابني - .. وخده ومشي ! - فاطمة خالد شفت ست جايبه أطفالها الاتنين وجلست بجانب شهيد تبكي وتقولهم أنا عايزاكم زي دول علشان تروحوا الجنة .
  • 19. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - أحمد الخولي نساء لا تُنسى .. رأيت سيدة كانت ترتدي جلبابين .. رفعت الجلباب الخارجي وكانت تكسر الطوب وتضعه فى حجرها حتى تنقله للصفوف الأولى .. سيدة أخرى لم تتوقف عن شحن همة الرجال بتذكيرهم بالدعاء .. كانت تسير بيننا تمدنا بطاقة غريبة ... ولا أكون مبالغا لو قلت أنها ظلت تفعل ذلك مدة لا تقل عن 7 ساعات . 18 تصوير مصعب الشامى رجال لا تُنسى .. صاحب السوبر ماركت الذي أغلق دكانه لكنه ترك كل ثلاجات البيبسى والعصير وكان الناس يأخذون ما يريدون ويضعون ثمن البضاعة في درج بالثلاجة ...ولم يتعد أحد على شيء ولم يأخذ أحد شيئا بلا مقابل .. بل كانوا يضعون نقوداً أكثر حينما لا يوجد لديهم فكة ... وأذكر أن هذا الرجل طيلة أيام لو لم أعش ... « الحقوا اتسحروا الأول وبعدين حاسبونى « رمضان إذا اقترب آذان الفجر كان يقول للناس هذه الأحداث بنفسي لقلت أنها فقط تُكتب فى قصص التاريخ والحكايات ..
  • 20. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 19 تصوير عثمان عدس - نجلاء صالح رأيت من يخرج مخه من رأسه فيلتقطه الشباب ليدفن معه .. رأيت أطفالا فارقوا الحياة مختنقين بالغاز .. رأيت شاباً حتركت من جانبه فإذا الرصاصة تصيبه هو في رقبته فيسقط رافعاً اصبعه بـ لا إله إلا الله ثم مبتسماً ثم شهيداً .. رأيت من يصاب بخرطوش فيضمد جراحه مسرعاً ثم عائداً للمواجهة من جديد وهو بيده حجر وأمامه جيش جرار .. رأيت امرأة صائمة ترفض أن تفطر حتي تقابل الله صائمة ! - محمد البيلي مش قادر أنسى صورة الطفل اللي كنت بَكفِّنه وهو ماسك كيس الشيبسي.. ولا قادر أنسى ضرب النار على الشهداء اللي كفناهم، ساعتها بقيت أصرخ وأقول : والله خلاص ماتوا والله خلاص ماتوا والله ماتوا.. ولا قادر أنسى الأم اللي بتدور على جثة ابنها بتقولى أنا شامة ريحته في الخيمة عندكم، وفعلاً لقته.. ولا قادر أنسى صوت الأخوات والأطفال في آخر اللحظات وهم بيصرخوا ويقولوا إحنا جوه المستشفى بلاش حترقونا.. ولا قادر أنسى ريحة الدم.. ولا صوت الرصاص.. ولا الإهانة ولا الشماتة !
  • 21. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق هاجر خالد رأيت الجرارات التي تسفلت الأرض وهي تدوس على أشلاء الشهداء وأشيائهم دون حرمة ولا خجل ..! رأيت ضباط الشرطة والعساكر وهم يتقاسمون ما بقي من أشياء صالحة للاستخدام! 20 تصوير مصعب الشامي - عمار ياسر صرخت في مراسل السي إن إن: هل رأيت معنا أسلحة!؟ فقال: لا، قلت له فلتخبر العالم إذن!.. اتشاهد يا إبراهيم، قالها لصديقه وهو يراه في سكرات الموت، كانت عبارة: اتشاهد يا فلان لا تنقطع من حولي.. رأيت رجلاً يجري وهو يصرخ بينما النصف الأسفل من ذراعه يرقص بعد أن أصيب في مفصله برصاصة ثم سقط أرضاً . كانت كل شقق رابعة خالية من سكانها، وكان هناك ملايين ممن يتعرضون للإبادة ويشعرون بظلم المجتمع ويموتون من العطش والجوع والغضب، ومع ذلك فوالله ما رأيت حالة نهب واحدة، بل أكثر من ذلك كان هناك سوبر ماركت أغلق أبوابه على عجل وترك ثلاجات المياه والعصائر بالخارج وكان الناس يموتون من العطش وعلمت أنهم كانوا يضعون الثمن من حتت باب المحل. د.أحمد اسماعيل كنت أجد الوجوه التي عرفتها في الميدان وهي تزف إلينا ما بين شهيد وجريح وجدت أحدهم فقد أفقده الرصاص عينيه وهو مبتسم صابر يحتسب، وأخر يرفض العلاج وآثر من بجواره وأمرني بعلاجه وعندما
  • 22. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق ذهبت للمصاب الآخر رفض بشدة وأمرني أن أعود إلى المصاب الأول وبعد لحظات استشهد الأثنين من شدة الإيثار! 21 الشهيد محمد جرارة - قرية صبيح محافظة الشرقية - تصوير عثمان عدس - نورا مصطفى فور دخولنا واجهتنا رائحة حترق الوجوه والجلد.. رابعة حتولت لمقبرة سوداء، من المواقف التي حُفِرت بذاكرتي : - مررت على رجل ملقى على الأرض غارقاً بدمائه.. لا أعرف أين إصابته ولكنه يتحرك.. فذهبت إليه وسألته هل حتتاج مساعدة ما؟ فأجابني: أريد النهوض.. سأقوم ولكن أريد من يحمل لي ذراعي المصاب.. بربط ذراعه.. ومسكنا له ذراعه ونهض معنا.. وسرنا قليلاً ثم أشار لنا على خيمة وقال » روضة « فقامت ضعوني هنا.. أجلسناه ووضعنا ذراعه شبه المنفصل على الأرض وبجانبه بعض الماء.. وبمجرد خروجنا من الخيمة اشتعلت كلها بالنيران.. صرخت وكأنني من قتلته.. تسمرت عيناي وأنا أشاهده يحترق أمامي، لكنه من اختار.. وهذا أجله..! رحمةُ اللهِ عليه، وكَتَبَه من الشهداء والصديقين. - جاءني رجل قال وهو يلهث: انتي دكتورة؟ انتي دكتورة؟ قلت له: لا.. قال لي: في واحد مصاب بقاله ساعة إلا ربع مش عارف أعمله إيه؟ ذهبت معه وجدت رجل ملقى في وسط الميدان حتى لم يقم أحد بحمله على جانب الطريق.. نظرت إليه وجدت الرصاص يملأ صدره ورقبته وكتفه.. لكن ما اقشعر له بدني أنه كان يحرك سبابته اليمنى فيرفعها لأعلى ثم لأسفل كما لو كان يردد الشهادة بداخله.. تساقطت دموعي وأنا أنظر إليه مشلولة اليدين لا أملك ما أقدمه له وهو يتألم ويحتضر. وجدت امرأة حتمل طفلتها ذات الأسبوعين حجمها بكف اليد والطفلة تختنق من الغاز وتتشنج قدماها..
  • 23. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق وطبعا ».. فصرخ بها أحد الرجال: هاتي الطفلة اجري بها بعيدا..فقالت الام: لو وقفت لأصابك الرصاص فقال لها صدري درعاً لها.. والأم تأبى..فجأة وباشتعال النار بجانبنا » كنا كلنا نايمين عشان الرصاص جذب الرجل الطفلة وجرى بها بعيداً وحالت النيران بين الأم وطفلتها التي لم تذكر حتى اسمها أو رقم تليفونها أو أي وسيلة اتصال. 22 قوات الفض تطلق الغاز بكثافة من الطائرات - محمد عبدالرازق إصابات لا حصر لها وشهداء في كل مكان وصعوبة الوصول للمستشفى الميداني بسبب القصف من كل النواحي .. قررنا أن نخرج لمساعدة إخواننا على المداخل وهناك رأيت رأي العين الهجوم الهمجي من القوات الخاصة .. تفريغ للأسلحة الآلية في اتجاهنا بكل معاني الغشومية التي يمكن أن تتخيلها .. ظللنا نستتر وراء حوائط مداخل العمارات هناك وهم يقصفوننا بدون توقف والرد مجموعة من النبال بها بلي زجاجي أو حديدي أو شماريخ الألعاب النارية والعجيب أنهم كانوا مرعوبين منها ويتفرقون منها باستمرار . - عمرو الندري رأيت شاباً تم استهدافه برصاصة في الرأس وسقط غارقاً في دمه ومن كثافة الرصاص الذي لم ينقطع في هذا الوقت لم يستطع أحد الاقتراب منه.. واستمر المشهد أمامي لدقائق.. الشاب ملقى في الأرض.. بينه وبين البلدوزر أمتار ولا يستطيع أحد مساعدته... بدأ بعض الشباب بمحاولة الاقتراب وهم منبطحين أرضاً حتى استطاعوا حمله.. وأحسبه شهيداً..
  • 24. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 23 المدرعات تقتحم الميدان .. والنيران تلتهم الخيام بمرور الوقت اقتربت المدرعات والجنود من المبنى الذي يحتمي فيه النساء والأطفال ودخل كل من بجانب المبني وأغلقنا الأبواب فور وصول القوات، وكان الوضع صعب للغاية.. المبنى ضيق، محاصر، مقطوع عنه الكهرباء، الغاز يتسرب للداخل، وبدأ استهداف النوافذ بالرصاص الحي، والجميع في الداخل في حالة ترقب واستغاثة بالله ودعاء.. حدث الأسوأ من ذلك حيث احترق المبنى من الخارج، وبدأت الشبابيك في الاحتراق ثم بعض الغرف، وأصبح الوضع في الداخل مأساوي، بدأ الدخان يدخل بكثافة والجميع يهرب من غرفة لأخرى وسط حالة من الاختناق، وكما ذكرت كان المبنى محاصراً ولم يكن في الخارج سوى قوات الجيش والداخلية. سريعاً قام بعض الشباب بنزع حديد الشبابيك في الدور الأرضي ليقفز الجميع خارج المبنى رجالاً ونساءاً وأطفالاً ونتسلق السور المحيط بمباني رابعة ونقفز، ثم الخروج منه إلى خارج الميدان وسط حشود كثيرة قامت بالخروج من خلف مستشفى رابعة، وفي نفس الوقت كانت قوات الأمن تقتحم المنصة وما تبقي من أماكن بسيطة من الاعتصام. - آية علاء رأيت الأهوال فى هذا اليوم .. لأول مرة أرى مخ إنسان مفتت و ملقى على الأرض .. و ليس محفوظاً فى الفورمالين كما كنت أرى في المشرحة التى كنت أعتبر مشاهدها بشعة .. و لكن اتضح لي أن كثرة مذابح وجرائم السيسي ضد المسالمين العزل و منظر الدماء و الجراح .. لم يدع متسعا من الوقت للبكاء أو الإنهيار أو حتى البقاء دون دور ...
  • 25. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق كانت تأتي الفتاة .. لا تعرف أى شيء عن أبجديات الطب .. تتوسل إلي أنها تود أن تساعد .. فأجبها .. إن تمكنتِ من أداء أي دور .. فافعليه .. حتى أن العديد من الفتيات كن يقمن بدور حامل المحلول ليس إلا .. قد يظن البعض أنه دور بسيط .. لكن والله .. من كانت تبلل قطع القطن بالخل وتوزعه على الموجودين كانت تقوم بدور يعجز أشباه الرجال عن القيام بمثله .. رأيت العجوز النحيل الذي كان العظم والدم فيه أكثر من العضلات التى يمكن أن حتمل - عبثا- سلاحاً .. مُستهدفا في قدميه الاثنين .. نزيف لا يتوقف .. و قد استسلم للقدر.! رأيت كمية الجرحى الذين استهدف القناص ظهرهم في المنتصف بالضبط .. في محاولة واضحة جداً لشلهم .. بل رأيت استهداف الرأس والرقبة .. في عدد مهول من الشهداء .. 24 مخ أحد الشهداء وقد انفصل عن رأسه أكثر ما كان يؤلمني منظر الأطفال .. أتذكر فيهم صغيرتاي .. أتذكر أني قد لا أعود لهم .. أتذكر ماذا لو كانتا معي الآن .. رأيت الطفلة ذات القميص الأحمر ذات الفيديو الشهير .. التي أتت إلينا مختنقة من الغاز .. ليست معها أحد من أهلها .. أحضرها أحد الإخوه لنا .. محاولات مضنية لإسعافها .. كتب الله لها عمراً جديداً .. لتشهد على جرائم جيش كان من المفترض أن يحميها .. و ترى نفسها في الفيديو الذى وثق إنقاذها .. و رأيتها فيما بعد مع أمها في مركز رابعة الطبي . ذلك الطفل الصغير الذى وجدته في المركز الإعلامي .. ليس معه أحد .. وحول معصمة ... » علي « رأيت بلاستر لاصق عليه اسم والده ورقمه .. حاولت الاتصال عليه كثيراً ولكن لم أفلح في الوصول إليه .. كان صامتاً .. صامداً .. هادئاً .. لست أدرى أمن هول ما يرى ؟ .. أم من تسليمه بأنه هالك لا محالة !؟
  • 26. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - محمد عبد الرازق ومما رأيت سقوط شهيد ثم اتجه إليه اثنين لحمله فسقطوا بجواره شهداء، واتجه إليهم رابع فسقط هو الآخر بجوارهم شهيدا! 25 عمارة المنايفة كان على اليسار عمارة لم يكتمل بناؤها وقفت فيها مجموعات للردع تلقي زجاجات الملوتوف على المدرعات ولكنها لا تتأثر نهائياً .. هذه العمارة رأيت بأم عيني أجزاءها تتفتت والخرسانة تتفجر من جوانبها بطلقات الجرينوف )الرشاش المتعدد على ظهر المدرعات( )مضاد للطائرات( ... وظل الضرب عليها بلا هوادة حتى اقتحموها واعتلوها وقتلوا كل من كان فيها.
  • 27. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 26 عمارة المنايفة.. رمز البطولة - محمد الصنهاوي تبدو في الخلف « عمارة المنايفة « العمارة التي أطلق عليها المعتصمون عمارة « واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبت بحق الإنسان في رابعة ، ماتم في العمارة التي كانت تسمى وعلى الجهة المقابلة لبنزينة « كوك دور « وهي عمارة حتت الإنشاء في شارع الطيران قبل .. » المنايفة موبيل.. العمارة وبحسب شهادات مختلفة كانت حجر عثرة في وجه تقدم قوات الفض نحو قلب الميدان ... وعلى نهاية اليوم وقبيل اقتحام الميدان بالكامل هوجمت العمارة بضراوة بالغة وبشكل جنوني ... طائرات هليكوبتر وقناصة وقصف بالجرينوف .. ! تمت غربلة العمارة حرفيا واقتحمتها القوات الخاصة بشكل مسح شامل من أسفلها إلى أعلاها وبالعكس ..القتل كان الخيار الوحيد ..قُتل في هذه العمارة المئات رجالا ونساء وأطفالا بلا أدنى شفقة ! مما روي لي من أكثر من أخ ومنهم من نجى من العمارة بفضل الله ,, أن ضباط القوات الخاصة دخلوا العمارة بعد التخلص من الشباب الذين كانوا يحمونها .. كان ضباط القوات الخاصة يقومون بركل الجرحى في بطونهم بقوة ,, ومن يتأوه أو يصدر حركة تنم عن حياة .. يطلقون الرصاص على رأسه .. ! هذا الأخ الذي نجاه الله يروي أنه قرر أن يتحمل الضربات دون تأوه أو حركة يصدرها لينجو بحياته أو ماتبقى منها .. قتل بالجملة ، حتريق جثث ، حتريق مصابين ، إجهاز على جرحى بالرصاص ، عمليات إبادة عرقية ،
  • 28. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق قنص لمسعفين ، قنص لأسرى في طابور الاعتقال ، استخدام أسلحة ثقيلة ضد متظاهرين عزل ، حرق مساجد ، حرق مستشفى .. إن ماحدث في رابعة أقصى آيات الكفر .. لن ننسى ، لن نسامح ، لن نفرط في القصاص! 27 - د.أحمد سمير الصاوي 1:00 ذهبت لعمارة المنايفة لأساعد معهم في نقل الطوب لمواجهة مصفحات الداخلية التي حتاول - الساعة 11:30 اقتحام الميدان من ناحية شارع الطيران.. كنا نُشعل في الإطارات والأخشاب المواجهة لهم حتى لا يتقدموا.. صعد أحد الإخوة على الجرافة أمام سائقها ليعيقه.. ليتلقي رصاصة في مكان لا أعرفه ترديه قتيلا..! أمام عمارة المنايفة 3:30 هجوم شرس بكل أنواع الأسلحة على عمارة المنايفة.. التي كنت فيها حينها.. قنابل غاز، - الساعة 3:00 طلقات جرينوف، قنابل الصوت، قناصة.. حتى استولى عليها ضباط الصاعقة.. وقابلناهم على السلم.. فإذا حتى خرج البعض من التدافع من العمارة.. لتتلقفهم المدرعة » انزلوا ..بسرررررعة :»... بهم يصيحون فينا التي كانت في شارع الطيران من خلفهم بالرصاص الحي.. لأسقط حينها بسبب إصابتي بكتفي الأيسر.. والكل يسقط ولا يجد من ينقذه لضراوة الهجوم!
  • 29. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 28 المستشفى الميداني - نجلاء صالح امتلأت المستشفى الميداني بالجثث تماماً فما رأيتموه في الفيديوهات ولا حاجة! فقد كانت الجثث في الاربع طوابق كما أن المصابين بدأنا بعلاجهم في المركز الإعلامي ومسجد رابعة لامتلاء المستشفي الميداني .. وبدأت المستشفي في تكفين جثث الشهداء بدون غسل و كتابة أساميهم كما رأينا حتي يسهل تعرف الاهالي عليهم . أثناء تكفين الشهيد حسن البنا عيد - تصوير عثمان عدس - د. أمامة الحسيني حتول مسجد رابعة العدوية وقاعة الاجتماعيات 2 إلى مستشفيات ميدانية ، وبدأ استقبال المصابين والشهداء بها ، لم يكن المكان يتسع للعدد الضخم من المصابين والشهداء ، فكانت الإصابات التي يتم اسعافها ولو مؤقتا تُنقل إلى خيام المعتصمين أمام المسجد ومركز رابعة العدوية الطبي ، ورغم ذلك اكتظت القاعة والمسجد بجثث الشهداء وأجساد المصابين الملقاة على الأرض ينزفون بغزارة من كل مكان بأجسادهم! نٌقلت جثث الشهداء خارج المستشفى إلى قاعة أخرى وإلى داخل المسجد وفي الخيـام ليتسع المكان بالمستشفى للمصابين ، وقبل أذان الظهر بدأ حتويل المصابين الجدد إلى مركز رابعة العدوية الطبي لأن المستشفيات الميدانية لم يعد بها مكان لاستقبال أي حالات جديدة !
  • 30. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 29 - رقية محمد الخضري دخلنا المركز فإذا به لا يخلو موضع قدم من شهيد أو مصاب ! والدماء تغرق المكان ! وزحام الأحياء أشد ! صعدنا الأدوار العليا فإذا بها أشد وأشد من سابقيها! عدد من شهداء مجزرة الفض - محمود الأمير دخلت مركز رابعة الطبي لأبحث عن جثمان شهيد قريب إلى قلبي ، فوجدت أغلب الأدوار ساحات استقبالها مملوئة بالشهداء ، مرصوصين جنباً إلى جنب .. وقد علمت فيما بعد أن كل الأدوار كانت مليئة على آخر الفض .. - تم ضرب المركز فى أدوار مختلفة برصاص إخترق الحائط , فالشهيدة أسماء صقر كانت تقف وأصابها طلقة فى الرأس اخترقت الحائط . - أحمد الخولي المستشفى الميداني الرئيسية وهي القاعة التي تقع على طريق النصر بين المرور وبين مسجد رابعة ... كان قد مر حوالى 45 دقيقة على الاقتحام و يخبرنى طبيب في المستشفى أن هناك حوالى ) 40 ( روحاً قد أزهقت بواقع حوالي نفس بشرية كل دقيقة ومعظمها بالرصاص الحي ... رأيت بنفسي آثار ذلك الرصاص العجيب وهو يقطع من اللحم قطعاً في أماكن الإصابة ... شيء لا يمكن تصوره .. ولن أحتدث عن كم الأطفال والرُضًّع الذين وجدتهم في حالات اختناق من الغاز ..
  • 31. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق خرجت من المستشفى لعلي أترك مكاني لمصاب يحتاجه . 30 تصوير سارة علاء - دعاء عويضة عندما وصلت لباب المستشفى الميداني هالني ما رأيت فالشارع الذي كان مليئاً بالخيام النابضة بالحياة صار كل مافيه رماداً والرصاص يتطاير في كل مكان، شكل الأرض جعلني أشعر بالدوار فكان عليها خليط من الرماد المختلط بالماء في محاولات إطفاء الحريق وكسا كل هذا دماء غزيرة وكانت الجثث والمصابين تنهال على المستشفى حتى أن السائر يخشى أن يعطل مرورهم المستمر.! تصوير سارة علاء
  • 32. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - عبدالله مصطفى نزلت المستشفى قعدت أصور الجثث والمصابين .. لحد ما مدرعة أمن مركزى دخلت على المستشفى ورمت قنبلة غـاز جوه المستشفى وبعدين ضربت حي بالمتعدد على المستشفى ! رغم إن المستشفى مكنش فيها غير يا إما : جثث .. مصابين .. دكاترة .. صحفيين .. ناس بتساعد وبتنقل المصابين والجثث .! المهم في اللحظة دي لما ضربوا حي على المستشفى .. الإزاز إتكسر بتاع المستشفى ووقع أكتر من 6 شهداء منهم واحد كان واقف جنب منـي خد طلقة في دماغه، والمصابين كانوا بالجملة ! 10 دقايق متواصلة كله نام في الأرض وقتها وكان الطوب بيطلع من : فضل ضرب الحي مستمر من 7 الحيطة يخبط ف دماغنـا .. ورموا قنبلة غاز تانية .. بعد ما خلص ضرب النار الحي بدور على ) عمر ( جنبى ملقتوش جنبى فضلت أنادى عليه ملقتوش .. روحت نازل في الدور اللي حتته هرباً من الغاز وطلعت تانى على السلم من الناحية التانية .. ببص على الباب التانى من الناحية التانية للمستشفى لقيتهم ولعوا النار من ناحيته والناس بتقول الطريق ده غير آمن محدش يخرج منه المهم في اللحظة دي كانوا جنود الأمن المركزى دخلوا المستشفى وقالوا اللي هنشوفه قدامنا هنموته ! د. أحمد اسماعيل نزلت إلي الطابق الأول وما هي إلا لحظات حتى أعلن د.هشام إخلاء المستشفى وانتقل الأطباء إلى المركز الإعلامي وقاعة 3 وقاعة 2 اللتان تم حتويلهما إلى مستشفيات بعد عجز المستشفى الرئيسي، وكانت المستشفى في هذا الوقت تمتلئ بالمصابين وقاعة 2 ضجت بالشهداء وجميع أدوار المستشفى امتلأت بالشهداء والمصابين . في حوالي الساعة الخامسة والنصف أصبح القصف غير محتمل فقررنا نقل أدواتنا الطبية ومقرنا إلي داخل مستشفى رابعة العدوية التخصصي وحملنا ما نستطيع وجرينا بأقصى ما نستطيع وما إن اقتربنا من سلالم المستشفى حتى وجدنا الرصاص ينهمر على البوابات ويحطم بوابات المستشفى وأخبرنا الموجودون أن طائرات الداخلية قامت بعملية إنزال على أسطح المستشفى وأن ضباط الداخلية يلقون القبض على المصابين .. وفي مشهد مريع قام المصابون بإلقاء متعلقاتهم من النوافذ وبدأنا نمهد لهم ببعض الرمال وبعض الشنط وبدأوا يقفزون من نوافذ المستشفى خوفاً من الاعتقال في مشهد كئيب لا تراه في تل أبيب! وبعد ما رجعنا إلي الخلف بسرعة بعد أن تم إطلاق الرصاص على البوابة الزجاجية لمستشفى رابعة 31
  • 33. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق التخصصي دخلنا إلي الخيام لأجد مشهداً رهيباً.. الخيم كلها تمتلئ بالشهداء والجرحى الذين ينتظرون نظراً لأن أعداد المصابين كانت مهولة وتفوق أي قدرة طبية.. في هذا الوقت كانت معظم المباني حتترق.. المستشفى بما حولها، وأصوات الإنفجارات مستمرة. - د. أمامة الحسيني دخلت إلى المستشفى لأجدها حتترق ، بحثت عن أهلي حيث كانوا يجلسون فلم أجدهم ووجدت المكان يشتعل بالنيران بدءا من المكيف ،كان لا يزال بالمكان مصابين لم يتم نقلهم بعد ، خرجت من باب المستشفى )قاعة الاجتماعيات 2( لأجد رفيقاتي خارجات من باب المسجد ، أما في مركز رابعة كان الأطباء يجبرون على ترك المصابين والخروج ، حتى إن كانوا في وسط عملية جراحية !! 32 الشهيدة أسماء محمد البلتاجي في غرفة العمليات - د. فاطمة بياض وفجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقترب وأصبحت المستشفي والقاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات الهليوكوبتر ترمي علينا قنابل الغاز وكما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك الطبية ولبس الملابس المدنية بدل السكراب ) لبس العمليات للأطباء ( جالنا الخبر أننا ممكن نحول الجرحي علي مركز رابعة الطبي .. و أول ما بدأنا التحويل سمعنا.. تاك تاك تاك.. زخات رصاص مع قنابل غاز علي كل من يقترب من
  • 34. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الباب الأمامي للمركز الطبي.. أضطررنا إلى استخدام باب المركز الخلفي واحنا موطيين رأسنا عشان لا يطولنا عيار طائش .. ودخل الأطباء المتطوعين من المستشفي الميداني وشمروا سواعدهم لأن المركز أصلا كان عنده خبر باحتمال عملية الفض ومش فيه غير طبيب واحد وممرض واحد !!! وطبعا أول ما الخبر وصل أننا نقلنا رابعة الطبي حتول الجرحي علينا تلقائيا ... أغلب الإصابات كالعادة قاتلة لكن وجود غرفة عمليات أعطي أمل لمن يحتاج تدخل جراحي .. 33 أحد مصابي مجزرة الفض وصل الأمر إلي أن تم وضع سريرين عمليات داخل الغرفة الواحدة .. لما طلعت فوق لقيت جريح علي كل سرير وعلي الأقل ثلاث جرحي على الأرض في نفس الغرفة انتظارا لدورهم في الجراحة .. و طبعا عدد الجراحين لا يكفي ولا إمكانيات الغرفة تغطي ما يحدث !! خرجت من غرفة العمليات وجدت طرقة العمليات أمام غرف العمليات مرصوصة جرحي بمختلف درجات الإصابة بين متوسط وعنيف لكن بالمقاييس الطبية والجراحية جرحي مرجو فيهم أمل الشفاء . و فجأة .. جدران المستشفي اهتزت بقنبلة لا أعرف نوعها ولقينا قنابل الغاز بتترمي جوه مدخل المستشفي وأيقنا بالهلاك ... طليت من الشباك الخلفي لقيت كلهم جرحي وأهاليهم ، قلت لهم فيه اقتحام للمستشفي وهيقبضوا علينا .. ورجعت تاني في ساحة المستشفي لقيت ضابط قوات خاصة لابس أسود ومعاه بندقية .. يا ريت ما حدش يسألني هيا آلي و لا لا ! عشان جهلي الشديد بالأسلحة لا يفتضح .. وصرخ فينا اخرجوا فوراً ... فصرخنا إحنا دكاترة ودول جرحي مش هنقدر نسيبهم ورانا .. فرد بمنتهي الصرامة والقسوة يا تخرجوا يا ترقدوا
  • 35. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق جنبهم وكان فيهم جرحي كل اللي فيهم كسر من طلق ناري، فأحد الاطباء حب يسحبه معه، فالضابط هدده إنه لو أخده هيكسر له رجله و يرقد معه .. الموقف كان فاشل والخذلان يسيطر عليه .. وجدت إنه ما في طريقة غير أني أشوف الموقف ماشي لفين.. لقيته بيخرج الطقم الطبي من الباب الأمامي للمركز واللي بيطل علي شارع أنور المفتي .. رحت غافلتهم ورجعت تاني لجنينة المستشفي من الباب الخلفي للمركز عشان أكون مع الجرحي اللي في الجنينة لغاية آخر لحظة!! لقيت منظر مفزع ... كل حاجة بتتحرق ... المسجد والمستشفي الميداني والمركز الإعلامي !!! - د. أحمد فهمي سمعنا إن )كلاب الداخلية( يخلون المستشفى من الموجودين فيها صعدت لأطمئن على فريق المستشفى الإداري كانوا في الطابق الخامس تقريبا رائحة الغاز قاتلة .. هل وصلت درجة الإجرام إلى هذا ؟ غاز ورصاص حي على المستشفى نزلت مع بعض الأطباء إلى الأسفل ، ونحن نحاول إخلاء المستشفي من المصابين والشهداء.. المأساة أنك لاتجد من يحمل المصابين .. تركنا خلفنا مصابين يلفظون أنفاسهم .. لم نستطع حملهم معنا .. اطلقوا على بعضهم الرصاص أمامنا ! - د. لمياء ماير في التاسعة صباحاً جاءت مسيرة .. حيث كنت مختبئة ، فخرجت معهم إلى شارع الطيران ثم المسجد ثم المستشفى الميداني من جديد وهالني ما رأيت !! ساعة واحدة فقط تركت فيها المستشفى وعدت لأجد الممر الخارجي حيث كنت أعمل، مقلوبا رأسا على عقب، الأسرة مقلوبة وشكائر الجبس منفجرة والجبس يغطي الأسرة والدواليب التي بعثرت محتوياتها والأرض والزرع وكل شئ!!! سألت كثيراً عما حدث لا أحد يعرف، ومن يعرف مات أو هرب، بعضهم قالوا لي رموا على الممر قنبلة ، وبعضهم قال لي أنها قنبلة غاز في قلب الممر..لا أعلم حتى الآن ماذا حدث ! دخلت قاعة واحد لأجد نفس ما تركت، عشرات المصابين والجثث والإسعافات قاصرة حد العدم ! زملائي يصارعون يحاربون .. عملت معهم قدر وسعي وأنا في شبه غيبوبة شعورية أحترك كالآلة ! ثم صدر أمر من جديد بنقل كل الجرحى والمصابين وعدد الجراحات والأدوية لمركز رابعة الطبي خلف المسجد وإخلاء المستشفى الميداني وتم ذلك وأنا منهارة على الأرض .. وجدت القاعة 2 مليئة بالجثث .. والقاعة 3 مليئة بالجثث والجرحى ! 34
  • 36. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق غادرت المستشفى الميداني الحبيبة وهي خاوية إلا من عدة نساء ناموا إرهاقا وطبيبين وبعض العاملين في الجرد .. أخذت بعض المستلزمات من الصيدلية وذهبت إلى مركز رابعة وهناك رأيت الهول بعينه .. خمسة أدوار من والرصاص ينهمر بلا توقف ولو دقيقة ! » افسحوا الطريق « القتلى والجرحى والصفارات تدوي بلا توقف الذي حتطم تماماً من « حوصرت داخل مستشفى رابعة حيث كان القصف أمام بابها الزجاجي الرئيسي وكذلك أمام بابها الخلفي الصغير .. ثم بدأ قصف المستشفى من » الرصاص بعد أن استهدفوه مباشرة الداخل بالغاز حتى اختنقنا جميعا .. هبطت للدور حتت الأرض حيث رش أحدهم البيبسي على وجهي وأعطاني المياه لأشرب .. صعدت مجددا أنا وأحد الأخوة لنجد الدور الأول قد صار بركة كبيرة من الدماء والمدرعة أمامنا مباشرة تنادي بالخروج الآمن ! 35 استخدام البيبسي للتخفيف من أثر الغاز شد يدي وخرجنا مع من خرجوا رافعي أياديهم لفوق، فانهمر الرصاص فعدت ركضا للمستشفى وأخبرته أنهم سيعتقلون كل من يخرج من هنا .. فجازفنا بالخروج من ممر الموت الآخر نحو المستشفى الميداني والمسجد .. فهالني ما رأيت من إحراق المستشفى الميداني بوحشية غير طبيعية .. هالني الدخان الأسود الكثيف .. هالني احتشاد الرجال والنساء والأطفال في يوم حشر مصغر، بين القاعات التي بدأت بالإحتراق و بين المسجد .. رأيت إنكسار الرجال .. رأيت قتل المصريين في الشوارع والمساجد والمستشفيات .. رأيت حرق السيدات والأطفال! رأيت إبادة جماعية ! الأشجار حرقت، المسجد حرق، المستشفى حرقت، الخيام حرقت ..
  • 37. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق هل استخدموا النابالم؟ ربما استخدموه لأن الحرق كان غير طبيعي، غير طبيعي أن يحرقوا كل هذا بعود ثقاب وعصا ملوثة بالجاز .. غير طبيعي كم الأعضاء المحترقة التي رأيتها ! هل قتلوا الأحياء؟؟؟ نعم قتلوهم بالرصاص مباشرة أو بحرقهم أحياء ليتخلصوا حتماً من شهادتهم على ما جرى ! د.أحمد الصروي الطائرات رصدت احتماء بعض المعتصمين بالمستشفى الميداني فتم ضربه بالرصاص عدة مرات وكنا جميعا منبطحين من شدة الضرب ثم قنابل الغاز .. وأخيرا اقتحمت قوة المستشفى وضربت قنابل الغاز من مسافة 5 أمتار بين أسرة المستشفى التي تعج بالمصابين . تم اعتقال كل الاطباء والصيادلة والمتطوعين وبينهم طلبة بكلية الطب وكل المصابين باختناقات ... المصابين بالرصاص لا أحد يعلم مصيرهم وبينهم 4 حالات خطرة .. ثم أحرقت المستشفى بالكامل بما فيها من أدوية وأجهزة ومستلزمات ولا أعلم هل تبقى مرضى داخلها أم لا ! 36 صورة للمستشفى الميداني بعد احتراقه - د.حسن البرنس قوات الانقلاب عندما دخلت المستشفى اقتحمت غرفة العمليات ومنعت الطاقم الطبى من استكمال العمليات للمصابين على طرابيزة العمليات وبطونهم مفتوحة لاستخراج الرصاص الحى منها.. مستشفى رابعة خمسة أدوار امتلأت بجثامين الشهداء حتى سلالمها، ولا موضع لقدم إلا بصعوبة بالغة بينها . تم حرق مئات من جثامين الشهداء فى المستشفى.. ومجموعة أخرى تم حرقها أمام طيبة مول.
  • 38. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - نهلة الحداد يوم الفض بعد ما الشرطة اقتحمت بالرصاص الحي عيادات رابعة اللي كنا فيها وأخلوها وطلعونا من الشارع اللي وراها .. فضلنا واقفين مترقبين إيه اللي هيحصل وكان بعض الأهالي شايلين ولادهم الشهداء والمصابين على إيديهم وماشيين بيهم في الشارع بيدوروا على عربيات يحطوهم فيها أو يلحقوهم .. ساعتها شفت نار خارجة من مبنى العيادات .. طلعت أجري على المبنى لحد ما وقفني ضابط قافل الشارع فبصرخ وبقول له : الدور الي طالع منه نار ده انتو ولعتوا فيه؟!! قال لي : أه .. قلت له : بس ده فيه مصابين في الأوضة اللي جوا أنا مصوراهم بنفسي .. قال لي : لا إحنا اتأكدنا إنهم كلهم أموات .. قلت له : لا أنا متأكده .. رد: خلاص ماشوفناهمش ! وبعدها تأكدت أن بعض هؤلاء المصابين لقوا حتفهم وهم يصارعوا النيران وكانت جثثهم وأذرعتهم مخشبة وهي ممتدة وملتوية غير جثث الشهداء المتفحمة على هيئتهم وهم نائمين .. 37 تصوير نهلة الحداد - مصطفى خضري مكثت في أحد الشوارع الجانبية خلف مستشفى رابعة بجانب إحدى المستشفيات الميدانية والتي تم إنشاؤها على عجل لأتابع ما يحدث، سمعت ما يندى له الجبين عن حرق المستشفى الميداني بالمصابين والشهداء
  • 39. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق والأطباء على حد سواء، كنت غير مصدق لما يقال، كنت أعتبرها مبالغات، لم أتصور أن يقوم بهذا الفعل مسلم أو مصري أو إنسان، تشجعت لأشاهد بعيني ما يحدث، بعض الجنود الذين يرتدون زي القوات الخاصة يتبخترون خيلاء بين الأنقاض وكأنهم حرروا القدس، تسللت إلى المستشفى الميداني، الجثث ساعدونا لنقل جثث الشهداء « تملأ محيط المسجد، لهيب النيران يلتهم المستشفى الميداني، الأصوات تتعالى كنت كالمغيب لا أعرف ماذا أفعل، حاولت تصوير ما أراه في ظل الدخان الذي » قبل أن تلتهمها النيران يملأ المكان، حاولت المساعدة في حمل جثامين الشهداء، الشهداء يملأون جميع القاعات، الإبتسامة تملأ وجوههم، وجدت أحد الضباط برتبة عقيد مرتدياً زي الجيش، قلت له بالله عليك ساعدنا في نقل جثامين الشهداء، أعدادنا قليلة والجثامين تملأ جميع طوابق المستشفى، وجميع الخيام المنصوبة في جوار المسجد، تلعثم واضح في كلماته، يكاد يبكي، قال لي أنه يريد أن يساعدني بأي شئ، ولكن ماذا يفعل، طلبت منه سيارات لنقل الجثامين، وعدني بإحضار سيارات إسعاف خلف مركز رابعة الطبي، ذهب ولم يعد، وجدت استفسرت منه عن ما يعمل قال لي تعليمات، » تصوير ليلي « أحد الجنود يصور الجثث بكاميرا فيديو حديثة حاولت المساعدة في نقل الجثث المحترقة في المستشفى الميداني على قدر المستطاع،المسجد يحترق وأصوات الإنفجارات تتعالى هاجمتنا القوات الخاصة وأطلقت النيران الحية حتى تمنعنا من نقل الشهداء، سقط شهيداً مَن كان يحمل الشهيد .! - د. حسن البرنس ثم أم الجرائم إشعال حريق ضخم بالمستشفى بمن فيه من مصابين وجثاميين الشهداء لإخفاء جزء من الجريمة ! 38
  • 40. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 39 شاهدة في مستشفى رابعة - إيناس عبدالله المشهد في محيط المستشفى الميداني كان مأساوياً .. المصابون على السلالم لا يوجد مكان لهم بالداخل وكنت أقف أمام باب المستشفى وبجانبي أحد المراسلين الأجانب حين وصل شاب مصاب في رأسه وبطنه مسنود على شخص آخر ، وفجاة بدأ الدم يخرج من فمه بشده وهو يكح وصديقه يصرخ بصوت عال دكتور بسرعة حتى وصلت طبيبة منتقبة إليه كانت في طريقها لإسعاف آخرين وهي الأخرى لما لاحظت حالته صارت تصرخ إسعاف إسعاف. داخل المستشفى الجثث كانت بالعشرات والأطباء يركضون في كل مكان لإسعاف من يقدرون على إسعافه، كانت المستشفى تعاني من نقص لأنابيب الأكسجين والأربطة الضاغطة هذا بخلاف تكدس الجرحى والجثامين ولم يعد هناك مكان لاستقبال المزيد. الجثث كانت مكفنة ومتراصة إلى جوار بعضها وحولها سيدات يبكين وأخريات تقرأن القرآن وتدعين للمتوفين. وصلت إلى باب المستشفى ولم أتمكن في البداية من الدخول لأن الأعداد كانت كبيرة بها، وكان هناك أطباء يصرخون محدش يدخل الناس هتموت مفيش مكان ولا نفس، وفعلاً المكان بالداخل كان مزدحماً والمشهد كان رهيباً، عشرات الجثث على الأرض والدماء أنهار.. كنت امشي ببطئ خوفا من أن أتزحلق في الدم، رائحة الدماء جعلتني أشعر أنني داخل مجزرة وليس مستشفى، وكل ثانية يدخل أشخاص حاملين قتلى ومصابين! صعدت إلى الطابق الثاني وعلى السلم كان هناك مصابون كثيرون، بعضهم نائم على السلم والآخر جالس وبيده محاليل طبية، وفي الأعلى لم يختلف الوضع كثيراً شاهدت بداية الدور الثاني سيدة على الأرض بجانب زوجها تبكي بعد وفاته وهناك من كان يواسيها، وأكملت الصعود وفي كل طابق كانت الجثث على الأرض في كل مكان حتى وصلت إلى الطابق السادس والأخير وكان عدد المصابين فيه كبيراً وكلهم نيام على الأرض حتى لا يصابون بطلقات الرصاص التي تخترق شبابيك المستشفى. بقيت في الدور السادس حوالي الساعة وكنت أنظر من وراء أحد الشبابيك خفية فوجدت قناصة الشرطة أعلى أسطح العمارات المحيطه برابعة، وحينها بدأت قوات الأمن في استهداف المستشفى وإطلاق الرصاص على بابها حتى حتطمت البوابة الزجاجية، ثم حدث انفجار كبير هز مبنى المستشفى وبدأ الأمن في ضرب القنابل المسيلة للدموع داخل السور، ووجدت الأطباء يطلبون من كافة المصابين محاولة النزول سريعاً لأن الشرطة على وشك اقتحام المبنى.
  • 41. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق ترددت أول الأمر في ترك المكان بعد ما شاهدت من مصابين لم أستوعب كيف سنترك كل هؤلاء يواجهون مصيرهم مع الشرطة والله أعلم ماذا سيفعلون بهم. قال لي أحد الأطباء إنزلي بسرعة وإلا هتموتي، ورأيت شخصاً مصاباً في قدمه يحاول بصعوبه السير للنزول والخروج من المستشفى، ولم أتمكن من مساعدته ونزلت، كان الدخان قد ملأ كل الطوابق وبدأت أختنق، وأنا أنزل السلالم مسرعة ومعي عدد كبير من المعتصمين، ورأيت سيدة كبيرة حتمل ابنها الشاب المصاب خوفا عليه وتركض على السلم حتى تخرج به حياً، ولما وصلت الدور الرابع لم أعد أرى إلا دخاناً أبيض وضاقت أنفاسي، وعيناي تدمع من الغاز المسيل للدموع وبدأت أترنح ووقفت على جانب السلم فقام أحد الأطباء بالامساك بيدي وقال لي انزلي بسرعة وأعطاني منديلاً به خل حتى يخفف من أثر الغاز، بعد ثوان أكملت النزول وكان الطريق مكدسا بالمصابين، وكان هناك مصابون على الأرض يحاولون التنفس بصعوبة من كثرة الدخان ولم يكن معهم أي طبيب أو مسعف، كنت أحس أن قلبي سيتوقف مما أشاهده، وأكثر ما آلمني عجزي عن إنقاذ أي مصاب، فمنهم من كانت إصابته ليست خطيرة ولم يكن يحتاج سوى أحد يساعده على الخروج. لما وصلت الطابق الأرضي اقتحمت مدرعات الأمن باب المستشفى ودخل ضباط الأمن المركزي بأسلحتهم إلى داخل المستشفى، وكانوا يصرخون في الأطباء بالخروج، ورأيت شاباً بجوار صديقه المصاب ولما رأى القوات تدخل إلى المستشفى انهار على الأرض باكياً، وتوسل إلى أحد الضباط أن يتركه مع صديقه حتى لا يموت، لكن الضابط أمسك به وألقاه خارجاً، وكان هناك طبيب يشرح للضابط أن هناك مصابين بالعشرات في الطوابق العليا لكن الضابط لم يرد عليه وصرخ في الجميع أن يخرجوا من المستشفى. وقفت عند الباب ولم أعد أستطيع الحركة .. قدمي لا حتملني أن أمشي وأترك كل هؤلاء المصابين بين يدي من لا يرحم، كانت تمر علىّ وجوه الجرحى وأنا أنزل السلم وهم ينظرون إلينا وكأن لسان حالهم لا تتركونا نموت، آخر ما رأيته هو رجل كبير مصاب في قدميه الاثنتين ويجلس على كرسي متحرك وأحد الأطباء يخرج به وعند وصولهم لسلم باب المستشفى قام ضابط بِشدِه بقوه حتى سقط على السلم، وكان يصرخ من الألم، والناس يقولون له حسبي الله ونعم الوكيل. 40
  • 42. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 41 قتلى ومصابين .. ولا إسعاف ! - عزة مختار بعد أربعين دقيقة تقريبا من بداية الأحداث الدموية أعلنت المنصة أن عدد الشهداء أربعين شهيدا، أي إنه بمعدل شهيد كل دقيقة، انهالت على المستشفى الميداني بمرور الوقت جثث لم نعد نعرف حصرها، ومصابون بالآلاف ولم نر ككل مرة الإسعاف يحمل أحدهم أو يخرج به. - عمرو الندري بمجرد وصولي للبوابة الموجودة خلف طيبة مول بدأ وصول المصابين.. أول مصاب رأيته كان نصف وجهه وكان لا يزال على قيد الحياة، وخلال دقائق تبعه مصابين آخرين بالرصاص » مفرغ « مفجر بالكامل الحي إما في الرأس أو الصدر أو في الجسم، وكان المشترك بينهم هو تفجر المكان المصاب بشكل بشع، أحسب أغلبهم من الشهداء.. نظراً لصعوبة وصول سيارات الإسعاف وازدياد عدد المصابين والشهداء اضطر شباب الميدان لنقل المصابين والشهداء على العربات الخشبية الخاصة بالباعة الجائلين. - إيناس عبدالله أول ما شاهدته عند أحد مداخل الاعتصام هو شاب يركض نحوي وكان يحمل رجلاً كبيراً في السن أصيب في رأسه ويصرخ إسعاف، وشريط من الدم على الأرض نتيجة النزيف الشديد من رأس الرجل، وللأسف لم تتوافر أي سيارة إسعاف لأن الرصاص المتطاير في كل مكان منع رجال الإسعاف من الوصول إلى داخل الاعتصام، ولم يستطع الشاب إلا وضع الرجل على الرصيف حيث لفظ أنفاسه الأخيرة على الأرض. رأيت شيخاً عجوزاً ميتاً على الأرض وكمية كبيرة من الدماء حول رأسه، وبجانبه جثث أخرى كثيرة، وبعد دقائق دخل شباب يحملون صديقاً لهم وجسده مغطى بالدماء ووضعوه على الأرض وكانو يبكون بشده ويتوسلون إلى الأطباء أن يسعفوه، اقتربت منه وجدته ينطق الشهادة وإصبعه إلى أعلى لكنه فارق الحياة قبل وصول أي طبيب! - عمر الفاروق لم يكن الإسعاف متعاوناً معنا.. كان يقف ليشاهدنا نُقتل دون أدنى تدخل! ! خرج المسعفون التابعون للمستشفى الميداني بزيهم المميز يحاولون القيام بالدور المنوط بهيئة الإسعاف
  • 43. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق القيام به؛ حملوا رايات بيضاء ولوحوا بها للعسكر يريدون أن يخبروهم اسمحوا لنا فقط بنقل المصابين خارج المستشفى لننقذ حياتهم.. لكن لا حياة لمن تنادي! ! يئس المسعفون من استجابة قوات العسكر.. حاولوا هم اخراج المصابين على نقالات المستشفى.. فور اقترابهم من بوابة الخروج تم قنص اثنين منهم بشكل مباشر، وكان مصيرهم هو نفس مصير الجثامين والإصابات التي أرادوا نقلها.! - د.أحمد سمير الصاوي تأخذني )فيسبا( لمستشفى أقامتها الهلال الأحمر في حضانة بنفس الشارع.. أسعفتني الطبيبة هناك سريعا.. حتى بدأ الهجوم في خلال 5 دقائق من إصابتي على المستشفى.. اختبأ الجميع وراء أسوار الحضانة.. وعندما هدأ الضرب أعلنت الطبيبة أنها ستغادر المكان هي ومساعديها الثلاثة.. لأنها لا يمكن أن تعمل في هذه الظروف )رغم رفع علم الهلال الأحمر على المستشفى.. والذي يعتبر في الأعراف الدولية.. مانعاً قوياً للهجوم عليها( ثم غادرت المستشفى مع الطاقم الطبي.. ولا أعلم مصير باقي المصابين الذين كانوا معي حينها..! - عمرو الندري عند الشارع الجانبي الذي خرج منه الكثيرين خلف مستشفى رابعة تواجد الكثير من المصابين والشهداء على الأرصفة وكانت أعدادهم تتزايد، وعلمت فيما بعد أنه قد تم إخراج بعضهم من المستشفى الميداني، وتم إحراقه بعد ذلك .. كان الوضع مأسأوياً للغاية، عدد كبير من المصابين ممددون في الشارع ينزفون ولا يجدون من ينقلهم للمستشفيات، وتوافد بعض الأشخاص بسياراتهم لنقل المصابين والشهداء.! د. هانئ نوارة في فض رابعة لم يكن هناك أي دور للإسعاف، وقد قمت بنفسي بالاتصال بجميع من نعرف في وزارة الصحة للتدخل بإرسال الإسعاف ولكن دون جدوي! وكانت الإجابات تأتي بصورتين : أن المعتصمين يهاجمون عربات الإسعاف .. أو أن هناك أمر من الجيش بعدم التدخل ! وصرح وزير صحة سابق بأن الأصل في مثل هذه المواقف ألا يتدخل الإسعاف إلا بعد إنتهاء القوات الأمنية من حتقيق الهدف من مهمتها !! وهذا كلام خطير جداً .. معناه أن الهدف ليس إخلاء الميدان ولكن إبادة المعتصمين ! 42
  • 44. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق لم أكتفي بهذا، ولكن تواصلت مع زميل لزوج ) مها الرباط ( وزيرة الصحة بحكومة الإنقلاب د. مصطفي مرتين ، وفي كل مرة كان يقول أن المعتصمين هم الذين يهاجمون الإسعاف ! وهناك مسعف قام بمحاولة إنقاذ لما يستطيع، ولكن تم قنصه ! 43 ابراهيم العزب – مسعف .. تم قنصه أثناء أداء واجبه ! كما قام د. جمال عبد السلام الأمين العام لنقابة أطباء مصر – بحسب تصريحه في مؤتمر صحفي عقد في دار الحكمة في اليوم التالي للفض - بالتواصل مع د. محمد سلطان رئيس مرفق الإسعاف، والذي أخبره في أكثر من اتصال أن وزارة الداخلية ترفض دخول سيارات الإسعاف مقر الاعتصام. كما صرح عبد السلام أن أول سيارة إسعاف حاولت دخول مقر الاعتصام من ناحية شارع الطيران، أطلق عليها النار من قبل الشرطة، مما تسبب في إصابة المسعف. وأكد أن النقابة حاولت التواصل مع وزيرة الصحة، خلال الأحداث إلا أنها لم تفعل شيئا، وأشار إلى أن النقيب الدكتور خيري عبد الدايم قام بالاتصال بها نحو 20 مرة، وكان ردها أن المعتصمين هما من يطلقون الرصاص على عربات الإسعاف.!
  • 45. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 44 أسلحة الفضّ - د. محمد عصام منصور الأباتشي طايرة فوقنا وبتصطاد أي واحد ماسك كاميرا أو بيصور بموبايل.. أول مرة أشوف بعيني الطيارة الأباتشي بتضرب.. بتضرب دكاترة ومهندسين وستات وأطفال!! بعد كده عرفت إن الطيارة اصطادت فعلا كل المصورين وكمان كان فيه ناس مدسوسين بيشاورولها على بعض الشخصيات اللي كانت بتطلع عالمنصة.. منشد.. شاعر.. هتيف.. وتصطاده!! - نجلاء صالح رأيت الطائرات ترمي علي المنصة قنابل غاز وتقنص شباب عليها ! تصوير مصعب الشامي - أحمد الخولي بينما كانت أسلحة الداخلية تتنوع بين الآلي الكثيف جدا وقنابل الغاز وقنابل الصوت والخرطوش بالإضافة للقنص الذى يحيط بك من كل مكان ... وكانت هناك طائرة تقف على ارتفاع منخفض . - اسماعيل عرفة رصاص من كل الأنواع .. جرينوف - آلي - طبنجات - خراطيش - قنص من عماير ومروحيات .
  • 46. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - عماد الدين السيد كان الميدان فيه خطوط قنص كتير ... قناص كدة يقف وياخد له خط بيقطع الميدان وأي حد يعدي يقنصه فوراً ... علشان الناس متتجمعش وتفضل متفرقة في مجموعات قصيرة ويقطع كل خطوط الإمدادات والمساعدات ... وشفنا ناس كتير ماتت قدامنا في خطوط القنص دي ... وجربت لأول مرة أجري بسرعة وأوطي راسي على أمل إن القناص ميلحقش يضرب ... وصورت مع محمد ماهر عقل ) إعلامي من قناة الجزيرة ( تقرير على خط من خطوط القنص دي ورا جامع رابعة وهو بيشرح الفكرة والناس وهي بتوطي وتجري ... بس للأسف لما العسكر مسكوني آخر اليوم وضربوني أخدوا الكاميرا وأخدوا كل اللي صورته معاها . - سياف جمال أول ما وصلت مصفحات الشرطة عندنا كان معها عربية مطافي فيها مدفع أبيض زي ماسورة كده من فوق.. أغلب الشباب وكنت منهم طلعنا لهم بره الحواجز، رافعين إيدينا بشارات النصر، دقيقتين ولقيت عربية المطافي ضربت قنابل غاز بكمية كبيرة يجي تقريبا 41 قنبلة مرة واحدة، اتفرقنا من الغاز برة الميدان.. جريت شمال.. موازي لفندق النصر.. لقيت قوات جيش جوا الفندق! - خالد محمود صوت الرصاص لم ينقطع تماماً من بدأ عملية الفض لحد ما خرجنا من المكان.. أوقات كان يزيد وأوقات كان يقل لكن طلقات الصوت كانت مستمرة يتخللها صوت رصاص القناصة والخرطوش والحي والألي .. من وقت للتاني كان بيتم ضرب قنابل صوت قوية جداً تخليك مش قادر تسمع أي شيء لمدة دقيقتين أو تلاتة ! - عمرو صلاح الدين حاولنا التفاوض مع عناصر الداخلية و جلهم من المباحث و أمن الدولة بالإضافة للقوات الخاصة و الأمن المركزي و قوات الأمن بالطبع، للسماح لنا بالدخول و التصوير، فتم منعنا، بالرغم من ذلك تمكننا من 45 و كنا نقف خلف صفوف الداخلية. ،» الاستعباط « الدخول و » البنادق الآلية « الأسطح المحيطة كانت تعج بالقناصة، و تسليح عناصر الشرطة تنوع مع بين الرشاشات و بنادق الخرطوش و قنابل الغاز و المسدسات اليدوية. عناصر الشرطة كانوا يستخدمون البنادق الآلية بكثافة شديدة، و بالطبع كان وجودنا يزعجهم.
  • 47. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق - إيناس عبدالله قوات الأمن كانت تلقي داخل الاعتصام أجهزة تصدر صفيراً عالياً لم أكن أعلم ما وظيفتها غير أن رنينها كان عالياً جداً يؤذي السمع ويخفي أي صوت لطلقات الرصاص! 46 المدرعة التي كانت تصدر أصوات أثناء الفض
  • 48. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 47 رصاص دمدم أحد الأسلحة المستخدمة في فض رابعة الإسم | الرصاص المتفجِّر - أو رصاص الدمدم . . )Dumdum Bullets ( : - بالإنجليزية تعريفه | رصاص انشطاري متفجر- صُمِّم للتشظي في أجساد الضحايا بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر الداخلي بهم. استخدمه آندرس بهرينغ بريفيك في مجزرة النرويج. ويستخدمه الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل. تأثيره على الإنسان | يحدث ثقبا في الجسم أوسع من الثقب الناتج عن الإصابة برصاصة عادية، أي 5 !! سنتمترات بدلاً من 1.5 ومن الجدير بالذكر أن هذا في الرصاصة 9 مم , أي هذا الرصاص منه أحجام وكلما زاد حكم الرصاصة زاد قطر الثقب فقد يحدث ثقب 10 سم وقد يصل إلى 15 سم أو أكثر حسب حجم الرصاصة . النتيجة | هو معاناة أشد ونزيف أطول وربما الخضوع لعمليات جراحية اكثر تعقيداً . وحتظرُ المعاهداتُ الدولية استعماهلَ ا » اللاإنسانية » صلاحية استخدامه | يوصف هذا النوع من الذخائر بـ في فترات الحرب ! وقائع الإستخدام | تمّ استخدام رصاص دم دم في كل مجازر النظام العسكري تقريبا . فقد استخدم في :- ) مجزرة الحرس الجمهوري _ مجزرة المنصة _ مجزرة رابعة والنهضة - مجزرة رمسيس ( .
  • 49. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق شهادة العيان | 1 - يقول أحد الأطباء في شهادته على ضحايا مجرزة الحرس الجمهوري أن الإصابات لهذا الرصاص كانت في الرأس والرقبة، وفي شرايين الرجل، وهي المناطق التي يتدرب عليها القناصة لقتل الأعداء في الحروب. -2 استعرض الطبيب عبد الفتاح رزق صوراً قال إنها لمصابين في أحداث المنصة، توضح الصور أن الإصابة تخترق الرصاصة الجسم وتتفتت بداخله « وهو رصاص مفتت، بحيث » دمدم « كانت برصاص يُدعى . » مخترقة العظام، مما يؤدي إلى تهتك عريض في المنطقة التي أُطلق عليها المقذوف والصور التالية توضح بعض الإصابات بهذه الذخيرة : الشهيد عبد الفتاح عبد العزيز البربري - قرية الرملة محافظة القليوبية .. أحد ضحايا مجزرة رابعة 48
  • 50. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 49 الشهيد م.عبد الرحيم اسماعيل يوسف- قرية شبرابخوم محافظة المنوفية .. أحد ضحايا مجزرة رابعة الشهيد محمود محمد عبد المعين- قرية هربيط محافظة الشرقية .. أحد ضحايا مجزرة رابعة
  • 51. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 50 الأمريكي M مدفع 2 أحد الأسلحة المستخدمة في فض رابعة الأمريكي . M الاسم | مدفع الــ 2 « Browning M2 .50 Calib « و هي ذخيرة تعرف أيضا .. mm 99* تعريفه | مدفع رشاش ثقيل من صناعة أمريكية, و ذو عيار 12.7 ويرجع الأصل في تصميم هذا المدفع إلى نهاية الحرب العالمية الأولى من طرف ,BMG . بإسم 50 الذي إشتهر بكونه أحد أكبر ,John Moses Browning المهندس الأمريكي جون موزيس براونينغ مصممي الأسلحة النارية و الذخائر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية . براوننج. سعة السير: 250 طلقة. »0.50« 99 مم × الذخيرة | عيار 12.7 الإستخدام | رشاش ثقيل مضاد للدبابات، وينصب فوق المركبات المدرعة، والدبابات , وتسليح للطائرات العمودية أيضاً . صلاحية استخدامه | يستخدم هذا السلاح للمدرعات والآليات والطائرات في بعض الأحيان ! وغير مخصص للإطلاق على الأشخاص , لا سيما أن الذخيرة إذا طالت أحد أعضاء الإنسان تبتر مباشرة وإذا أصابت رأسه تشق الجمجمة إلى نصفين أو أكثر إلى حد أن يتساقط المخ كاملاً أو يتفتت !
  • 52. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق الأمريكية أيضاً وهي من المدرعات المشهور انتشارها في M كيفية الإستخدام | يثبت على المدرعة 113 مصر . وهذه صورة توضحية . 51 صورة من رابعة:
  • 53. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق m أثر الإصابات بمدفع 2 ) صورة ) 1 الشهيد محمد عبدالحميد القصاص - قرية تتا - منوف - محافظة المنوفية أحد ضحايا مجزرة رابعة ) صورة ) 2 52 أحد شهداء مجزرة رابعة
  • 54. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 53 ) صورة ) 3 أحد شهداء مجزرة رابعة استخدم هذا المدفع في أغلب مجازر الإنقلابيين وأشهر استخداماته كان في ) فض رابعة والنهضة و 6 اكتوبر والدقي ( .
  • 55. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 54 الدفاع عن النفس - محمد عبدالرازق إصابات لا حصر لها وشهداء في كل مكان وصعوبة الوصول للمستشفى الميداني بسبب القصف من كل النواحي .. قررنا أن نخرج لمساعدة إخواننا على المداخل وهناك رأيت رأي العين الهجوم الهمجي من القوات الخاصة .. تفريغ للأسلحة الآلية في اتجاهنا بكل معاني الغشومية التي يمكن أن تتخيلها .. ظللنا نستتر وراء حوائط مداخل العمارات هناك، وهم يقصفوننا بدون توقف والرد مجموعة من النبال بها بلي زجاجي أو حديدي أو شماريخ الألعاب النارية والعجيب أنهم كانوا مرعوبين منها ويتفرقون منها باستمرار . - عمرو صلاح الدين كان بعض الشباب المعتصمين يقذفون الحجارة من أعلى سطح مسجد رابعة العدوية، ورأيت ضابطاً انت « للشرطة يستتر خلف عامود إنارة و يصوب على أحد الشباب فأرداه قتيلاً، حينها التفت إليّ قائلا فأجبت بالنفي، وبالفعل لم أكن أصوره -للأسف- فقد كانت كاميرتي مصوبة على »؟ كنت بتصورني .» لو صورتني و أنا بضرب هضربك انت « الشباب أعلى السطح لا على قاتلهم، فقال لي - اسلام فتحي ضربوا علينا الأول غاز كتير وكنا الحمد لله نفسده بإننا نشيل قنبلة الغاز نحطها في مية أو رمل.. وبعد كده بتوع الشرطة طلعوا فوق مبنيين عاليين وكانوا كاشفينا من فوق فبدأوا يضربوا علينا رصاص حي وخرطوش وغاز بردو .. واحنا بنحاول نصد بحجارة أو نختبئ خلف أي عربية ولما نكون مختبئين ورا العربية كانوا يضربوا غاز حتت العربية .. ولما الناس تتخنق من الغاز تتحرك من مكانها فيروحوا ضاربين عليهم رصاص.. وكان فوق المبنيين اتنين من الشرطة واحد قناص والتاني معاه آلي وشغالين ضرب رصاص فينا.
  • 56. مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق 55 محمد أبو الغيط 1. الإحصاء الموثق بالاسم والرتبة والمكان يقول إن عدد قتلى الشرطة يوم فض رابعة 42 قتيلا على مستوى الجمهورية- نفس الرقم الذي أعلنته الداخلية- منهم 7 فقط لا غير سقطوا في رابعة. 2.حسب كلام وزير الداخلية في مؤتمره الصحفي، فإن الأسلحة المضبوطة في رابعة هي 10 بنادق آلية و 29 بندقية خرطوش... 3. أين ترسانة السلاح الثقيل، والأسلحة الكيميائية، والصواريخ التي حتدثت عنها الداخلية والإعلام- لا مؤاخذة- والخبراء الإستراتيجيون؟ 4. هل تنظيم الإخوان الرهيب وحلفاؤهم المرعبون من حماس حين يقررون تسليح الاعتصام سيكون معهم 40 قطعة سلاح خفيف فقط، يقتلون بها 7 من أعدائهم فقط؟ ده آخرهم في الأكشن يعني؟ 5. القرار التنظيمي بالتسلح كان سيعني وجود آلاف المسلحين بآلاف قطع السلاح الخفيف والثقيل، وليس هذا العدد المتواضع. هناك مشاجرات شعبية عادية في إمبابة يظهر بها سلاح أكثر! 6. التوصيف الصحيح، الذي أجمعت عليه الشهادات والتقارير الدولية، هو وجود أشخاص وسط المعتصمين، أتو بأسلحتهم بشكل فردي. 7. هل وجود هؤلاء، وأيضاً حدوث حالات فردية من الاعتداء على مواطنين أو صحفيين يبرر المذبحة؟ قطعاً لا! كل القوانين المحلية والدولية تقول إن على القوات، حتى في حالات الحروب في الأماكن المدنية الأجنبية، التعامل بالسلاح الناري المميت فقط مع الأشخاص الذين يشكلون بسلاحهم خطورة على حياة القوات، وليس أي شخص آخر أعزل يكفي لردعه وسائل أقل عنفاً. 8. المسلحون هنا هم على الأكثر 40 شخصًا كانو يحملون 40 قطعة سلاح، وبافتراض أنهم قتلوا جميعاً، فماذا عن أكثر من 800 هم باقي الضحايا؟ 21 .. هذه أكبر بكثير من : 9. نسبة المسلحين إلى السلميين في القتلى بافتراض صحة هذه الأرقام هي 1 نسبة المسلحين إلى السلميين في قتلى حروب إسرائيل على غزة ولبنان، والتي أدانت بها المنظمات الدولية جرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين! 10 . الفيديوهات والشهادات والتقارير الدولية كلها تؤكد وقوع أعداد كبيرة من القتلى العزل تماماً. هناك من ظهر بوضوح يتم قتله برصاص قناص مباشر في رأسه، بينما يصور أو يختبئ، أو حتى يحمل جثة شهيد آخر. كيف يمكن أن تسمي المذبحة بأي اسم إلا بأنها مذبحة؟