( 2013 توصــيات الندوة المتعلقة بدور القضاء في مجابهة الإرهاب (تونس 21 سبتمبر marsed kadha
Similaire à تقرير المرصد التونسي لاستقلال القضاء - مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمحكمة الابتدائية بتونس-سماع علي الحرزي بين انتهاك السيادة وخرق القانو (8)
تقرير المرصد التونسي لاستقلال القضاء - مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمحكمة الابتدائية بتونس-سماع علي الحرزي بين انتهاك السيادة وخرق القانو
1. 19 Rue Mongi slim Bardo 91 شارع المنجي سليم باردو
422.422.17 : Tel الهاتف: 7112711224
442.422.17 :Fax الفاكس: 711271124
E-mail: marsed.kadha.tn@gmail.com ب.إ :marsed.kadha.tn@gmail.com
تقـريـر
باردو في 27 ديسمبر 7017
مكتب التحقيقات الفيدرالي األمريكي ( )F.B.Iفي المحكمة اإلبتدائية
بتونس: سماع علي الحرزي بين إنتهاك السيادة وخرق القانون
إن المرصد التونسي الستقالل القضاء :
بعد اطالعه على بالغ وزارة العدل الصادر بتاريخ 74 ديسمبر 1241 بخصوص طلب السلطات األمريكية
تنفيذ إنابتين قضائيتين دوليتين تتعلقان باالستماع إلى مواطنين تونسيين من بينهما المدعو علي الحرزي.
وبعد اطالعه على بالغ وزارة العدل المؤرخ في 42 ديسمبر 1241 بخصوص لقاء وزير العدل بوفد
أمريكي يترأسه السفير وجاء فيه تأكيد الجانب األمريكي على ضرورة اإلسراع في إبرام اتفاقية التعاون
القضائي في المسائل الجزائية بين الطرفين و التي هي محل دراسة من قبلهما.
وبعد اطالعه على تصريحات وزير العدل باإلذاعات الخاصة (شمس أف.م وموزاييك أف.م) يومي 04
و04 نوفمبر 1241 وباحدى القنوات التلفزية (قناة نسمة) بتاريخ 21 ديسمبر 1241 بشأن االستماع إلى
المشتبه به المدعو علي الحرزي من قبل موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي األمريكي على التراب التونسي.
وبعد اطالعه على مراسلة السيناتور األمريكي ليندساي قراهام إلى المكلف بأعمال السفارة التونسية
بواشنطن السيد طارق العمري بتاريخ 22 أكتوبر 1241 المتضمنة طلب الجواب الفوري من السلطات
التونسية على تنفيذ االنابتين القضائيتين الموجهتين من السلطات األمريكية.
وبعد اطالعه على التصريحات الصادرة من األساتذة أنور أوالد علي وعبد الباسط بن مبروك وحافظ
غضون محاميي المواطن التونسي علي الحرزي.
يحيل على الرأي العام التقرير التالي :
يالحظ المرصد التونسي الستقالل القضاء أنه رغم خطورة الوقائع المتصلة بحادثة سماع مواطن تونسي من
قبل مكتب تحقيقات أجنبي داخل محكمة تونسية ورغم االخالالت الفادحة المترتبة عن ذلك فان القضية لم
تشهد التغطية اإلعالمية المناسبة.
أوال: الوقائع:
يتعلق األمر بالمواطن التونسي علي الحرزي وهو شاب تونسي قبضت عليه السلطات التركية في منتصف
أكتوبر 1241 حين حلوله بمطار أنقرة قادما إليها من مدينة بنغازي الليبية اثر أحداث 22 سبتمبر 1241
» « Observatoire Tunisien pour L’indépendance de la Magistrature «OTIMمتاق»المرصد التونسي الستقالل القضاء
2. التي خلفت مقتل القنصل األمريكي ببنغازي وثالثة من معاونية األمريكيين.
وبعد التحقيق مع المدعو علي الحرزي لالشتباه بضلوعه بتلك األحداث تم ترحيله الى تونس أين تم القبض
عليه وتتبعه والتحقيق معه بمقتضى قانون 42 ديسمبر 2441 المتعلق بمكافحة اإلرهاب ثم إيداعه بالسجن
المدني بالمرناقية بتاريخ 21 أكتوبر 1241.
وفي األثناء وردت على السلطات التونسية بالطريق الديبلوماسية انابتان قضائيتان واحدة أصلية والثانية
تكميلية بغرض سماع المذكور كشاهد بخصوص الوقائع التي تم إيقافه من أجلها، وبتاريخ 22 أكتوبر 1241
صدرت رسالة من السيناتور األمريكي ليندساي قراهام تحث السلطات التونسية على التنفيذ الفوري
لمقتضيات تلك اإلنابتين مع التهديد بقطع العالقات بين البلدين وذلك اثر وصول تقارير تفيد رفض السلطات
التونسية االستجابة لذلك.
وبعد اجتماع انعقد بوزارة العدل التونسية بين وفد يترأسه السفير األمريكي من جهة ووزير العدل من جهة
أخرى تم يوم 21 ديسمبر 1241 سماع علي الحرزي من طرف قاضي التحقيق المتعهد بالملف بحضور
أربعة موظفين من مكتب التحقيقات الفيدرالي األمريكي ومترجم مغربي أحضر معهم في حين تم رفض
حضور محاميي المشتبه به في وقت أول وإعالمهم بأن اإلنابة القضائية سرية وال يمكنهم االطالع عليها ثم
دعوتهم للحضور في وقت ثان بعد استشارة الجانب األمريكي الذي لم يمانع بدعوى إمكانية ذلك في القانون
األمريكي وهو ما رفضه لسان الدفاع التونسي الذي باتصاله بمنوبه أفاده بأن األسئلة قد وجهت له كمتهم
وليس كشاهد وتجاوز موضوعها المسائل المرتبطة بحادثة مقتل القنصل االمريكي ببنغازي.
ثانيا: االخالالت:
يالحظ المرصد التونسي الستقالل القضاء أن الوقائع المذكورة قد أبرزت أساسا ثالثة أصناف من اإلخالالت
متفاوتة قي خطورتها تتعلق بالسيادة الوطنية واستقالل القضاء واالجراءات القانونية.
0- انتهاك السيادة الوطنية :
ان ممارسة أعمال التحقيق بما في ذلك سماع الشهود يعتبر من عناصر السيادة التي ال يمكن لدولة القيام بها
اال على ترابها الوطني ولذلك كان طلب االستماع إلى شخص في إطار إنابة قضائية استثناء باعتبار أن
األصل هو سماع الشخص بصفة شخصية من الجهة القضائية المختصة.
وفي ضوء وقائع القضية التي نحن بصددها فان االستماع إلى المشتبه به المدعو علي الحرزي سواء بصفته
متهما أو شاهدا مباشرة من طرف موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي األمريكي واحتمال إخضاعه للقانون
األمريكي على التراب التونسي يمثل بال شك انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية وتخليا من الدولة التونسية عن
واجبها في حماية مواطنيها.
و على هذا األساس فليس من الممكن بأي وجه سماع المواطن التونسي مباشرة تحت أي تبرير من طرف
سلطات أجنبية قضائية أو غير قضائية بالتراب التونسي ولو في حضور من يمثل السلطة القضائية التونسية.
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien pour L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/2
3. 7 – المساس باستقالل القضاء:
إن ممارسة ضغوطات من أجل إجبار القضاء على القيام بعمل أو االمتناع عنه يمثل انتهاكا واضحا الستقالل
القضاء.
ويالحظ في هذا السياق أن ما جاء برسالة السيناتور األمريكي ليندساي قراهام إضافة إلى اللقاء الذي جمع
وزارة العدل بالسفير األمريكي المرافق له قد مثلت عوامل ضاغطة على استقاللية القرار القضائي التونسي.
كما يشار إلى أن اإلجراءات المرتبطة بتلقي اإلنابة القضائية وإحالتها على القضاء التونسي تتوالها السلطة
التنفيذية ممثلة في وزارة الخارجية و العدل وعلى القاضي الوطني المتعهد باإلنابة مراقبة شرعية تلك اإلنابة
والحرص على تنفيذها طبق مقتضيات القانون التونسي عند االقتضاء.
ويترتب عن ذلك ان قاضي التحقيق المتعهد باإلنابة كان عليه التصريح بعدم مطابقة اجراءات االنابة
لمقتضيات القانون التونسي و االمتناع تبعا لذلك عن تنفيذها وقبول موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي بقطع
النظر عن رضاء المتهم أو الشاهد بخضوعه ألي سماع، كما كان على السلطات األمريكية انتظار مآل
القضية المنظورة لدى القضاء التونسي.
3- خرق االجراءات القانونية :
و يتعلق األمر خصوصا بالخروقات المرتبطة باالنابة القضائية وفي هذا الصدد يشار إلى أربعة خروقات
رئيسية :
أ – عدم شرعية اإلنابة القضائية الصادرة عن السلطات القضائية األمريكية:
وذلك لتعارضها مع مقتضيات القانون الوطني التونسي باإلضافة إلى انتهاك السيادة الوطنية، وفي هذا
االطار ينص الفصل 222 من مجلة االجراءات الجزائية على " أنه في حالة التتبعات الجزائية غير السياسية
بدولة أجنبية فان االنابات العدلية الصادرة عن السلطة األجنبية ترد بالطريق الديبلوماسي وتحال على كتابة
الدولة للعدل(وزارة العدل) طبق الصيغ المقررة بالفصل 422 .... " وقد اتجه رجال القانون إلى أن قبول
االنابات القضائية الدولية يستوجب توفر جملة من الشروط أهمها :
- صدور االنابة القضائية عن جهة قضائية مختصة بمقتضى قانونها الوطني.
- أن تكون صحيحة شكال.
- أن تتعلق بأعمال قابلة لالنابة طبق القانون الوطني للقاضي المطلوب منه تنفيذ االنابة.
ويالحظ أن اإلنابة القضائية المذكورة لم تستجب لتلك الشروط ولم تكن مطابقة للقانون الوطني.
ب – المساس بحقوق الدفاع :
وذلك لعدم تمكين لسان الدفاع من إمكانية الطعن في شرعية اإلنابة القضائية والتمسك في مواجهته بان
اإلنابة القضائية سرية طبق تصريحات محاميي المشتبه به.
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien pour L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/3
4. ج – المساس بضمانات المتهم :
وذلك لحصول سماع المدعو علي الحرزي كشاهد بخصوص نفس التهم الموجهة له خالفا لما استقرت عليه
المبادئ القانونية من أن سماع المتهم كشاهد يؤدي إلى المساس بضماناته وحرمانه من حقه في الدفاع
باعتبار أن الشاهد يسمع بعد أدائه اليمين ودون حضور محاميه.
د- خرق مبدأ سرية التحقيق :
وذلك لحضور أطراف أجنبية أعمال التحقيق باإلضافة إلى أن عدم إمضاء أعضاء الوفد األمريكي للمحاضر
المحررة رغم حضورهم عملية االستماع يعتبر خرقا لما اقتضاه الفصل 60 من مجلة اإلجراءات الجزائية
الذي يوجب تضمين الشهادات بمحاضر يتم إمضاؤها من جميع الحاضرين.
ثالثا: التوصيات:
إن المرصد التونسي الستقالل القضاء، وإذ يدين تلك االنتهاكات التي رافقت االستماع إلى مواطن تونسي من
طرف جهات أجنبية داخل محكمة تونسية، يوصي بما يلي:
2- دعوة األطراف المعنية وأساسا وزارتي العدل والخارجية إلى كشف الظروف الحافة بحضور مكتب
التحقيقات الفيدرالي إلى المحكمة االبتدائية بتونس وفتح تحقيق مستقل عند االقتضاء لتحديد المسؤوليات.
1- دعوة المجلس الوطني التأسيسي إلى متابعة الموضوع الذي سبقت إثارته بالجلسة العامة بتاريخ 21
ديسمبر 1241 لمساسه بالسيادة الوطنية واستقالل السلطة القضائية.
2- تكريس مبدأ عدم جواز االستماع إلى مواطن تونسي من طرف جهات أجنبية على التراب التونسي
باعتبار ذلك نتيجة لمبدأ عام هو عدم جواز تسليم مواطن تونسي لدولة أجنبية.
7- اإلسراع بإلغاء قانون 42 ديسمبر 2441 المتعلق بمعاضدة المجهود الدولي لمكافحة اإلرهاب ومنع
غسيل األموال المستند إليه في التتبع بخصوص هذه القضية.
6- إعادة صياغة مجلة اإلجراءات الجزائية بما يكفل مزيد توفير الضمانات للمتهم وخاصة تكريس مبدأ عدم
جواز سماع متهم كشاهد بخصوص نفس األفعال المتهم بإرتكابها على غرار عديد القوانين المقارنة
كالفصل 642 من مجلة اإلجراءات الجزائية الفرنسية الذي ينص على أن " األشخاص الذين توجد ضدهم
قرائن قوية ومتظافرة بالمشاركة في األفعال التي يتعهد بها قاضي التحقيق ال يجوز سماعهم كشهود ..."
عن المرصد التونسي الستقالل القضاء
الرئيس أحمد الرحموني
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien pour L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/4