SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  36
Télécharger pour lire hors ligne
1
‫سلسلة المفاوضات الماراتونية بين األقطاب الثالثة‬
‫ُ‬
‫الفاعلين في تونس لم ُتثمر بعد رؤية توافقية ُتخرج‬
‫البالد من عنق األزمة التي عرفتها منذ اغتيال‬
‫محمد البراهمي.‬
‫تعددت المبادرات واختلطت الوساطات في الساحة‬
‫السياسية التونسية، للخروج من االزمة التي تمر‬
‫بها البالد منذ أسابيع. وفي المقابل توسعت مظاهر‬
‫األزمة التي مست مفاصل المشهد السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي.‬

‫2‬
‫الحوار الوطني والتوافق الملغوم‬
‫رغم التباين في تقييم حجم األزمة التي تعيشها‬
‫تونس، فإن الفرقاء السياسيين متفقون أن الحوار‬
‫الوطني هو المخرج الوحيد.‬
‫الحوار الوطني، هذا العنوان الكبير يُخفي تحته‬
‫آليات وترتيبات وتوافقات مازالت موضوع تباين‬
‫ّ‬
‫وشد وجذب وأيضا مناورات بين الفاعلين‬
‫السياسيين في تونس، وهو ما يُعيق الى اآلن انجاز‬
‫الخطوة األولى من انطالق الحوار أي الجلوس‬
‫حول طاولة واحدة.‬
‫أمام هذا المشهد أصبح المهتمون بالشأن السياسي‬
‫في تونس يتحدثون عن أزمة الحوار الى جانب‬
‫األزمة التي تمس مفاصل الحياة السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية واألمنية، ويعتبرون أن‬
‫حلحلة الحوار الوطني ودفعه للتقدم سيكون بمثابة‬
‫القاطرة التي تجر وراءها بقية العربات .‬

‫3‬
‫في هذا االطار نزل االتحاد العام التونسي للشغل‬
‫مدعوما بمنظمة االعراف وهيئة المحامين ورابطة‬
‫الدفاع عن حقوق االنسان، بكل ثقله ليقوم بدور‬
‫الراعي للحوار الوطني. ورغم ما تعرض له من‬
‫تشويه وتشكيك في حياده بل في دوره ووظيفته فإن‬
‫االتحاد العام التونسي للشغل تمكن من التقدم‬
‫خطوات نوعية في اتجاه الوصول انطالق الحوار‬
‫الوطني الذي قد ينطلق هذا األسبوع أو بداية‬
‫األسبوع المقبل.‬
‫أزمة الحوار الوطني، هي أزمة حقيقية وغير‬
‫مفتعلة، أسبابها البعيدة تعود الى غياب تجارب‬
‫حوار حقيقية بين االحزاب السياسية سواء قبل‬
‫ثورة 14 كانون ثان/ جانفي أو بعدها، أما أسبابها‬
‫المباشرة فتعود الى المواقف المتصلبة التي‬
‫أظهرتها أحزاب االئتالف الحاكم وخاصة حركة‬
‫النهضة تجاه المخارج من األزمة.‬
‫بداية االنفراج تكون عبر القبول باستقالة الحكومة‬
‫الحالية وتشكيل حكومة كفاءات تكون مهمتها تهيئة‬
‫بيئة انتخابية تقوم على تكافؤ الفرص بين كافة‬
‫االطراف استعدادا لالنتخابات المقبلة مع ما يتطلبه‬
‫4‬
‫ذلك من مراجعة التعيينات والتسميات في مفاصل‬
‫الدولة التي قامت بها حكومة السيد علي العريض‬
‫وتعتبرها المعارضة انها تعيينات موالية لحركة‬
‫النهضة.‬
‫ُ‬
‫في هذه النقطة بالذات مازالت حركة النهضة تناور‬
‫وترفض القبول بشكل واضح بهذه الخطوة، مرة‬
‫تحت عنوان "الشرعية االنتخابية" وأخرى تحت‬
‫عنوان "تجنيب دخول البالد في الفوضى‬
‫والمجهول". وأحيانا أخرى تحت يافطة "األمر‬
‫اإللهي" بعدم تسليم الحكم إال لحكومة منتخبة، وهو‬
‫ما جاء على لسان السيد عبد الكريم الهاروني‬
‫وزير النقل في اجتماع في ضاحية المنيهلة غرب‬
‫العاصمة التونسية، بداية هذا االسبوع.‬
‫الحقيقة أن عناوين الشرعية و الفوضى واألمر‬
‫ُ‬
‫اإللهي التي ترفعها حركة النهضة تخفي وراءها‬
‫حقائق أخرى:‬
‫حركة النهضة ترفض تسليم الحكم بعد‬
‫‬‫المست معنى الحكم وامتيازات الحكم وتأثير‬
‫الحكم.‬
‫5‬
‫حركة النهضة غير متأكدة من تداعيات‬
‫‬‫تسليم الحكم على وضعها الداخلي وعلى وضعها‬
‫العام كحركة.‬
‫حركة النهضة غير مقتنعة أن االزمة‬
‫‬‫االقتصادية واالجتماعية في تونس هي أزمة‬
‫خطيرة، بل تعتبر أن األمر ال يتجاوز بعض‬
‫الصعوبات التي تحصل في اي مرحلة انتقالية.‬
‫وتذهب إلى أبعد من ذلك فتحمل المعارضة‬
‫واالتحاد العام التونسي للشغل جزء هاما من‬
‫مسؤولية االزمة.‬
‫وبالرجوع الى بيانات حركة النهضة حول قبولها‬
‫بخريطة الطريق التي طرحها الرباعي الراعي‬
‫للحوار الوطني وقدمها االتحاد العام التونسي‬
‫للشغل اليوجد ما يؤكد أن حركة النهضة قبلت‬
‫المبادرة فعال:‬
‫في بالغ يوم 14 أيلول/ سبتمبر 2413‬
‫‬‫الصادر عن حركة النهضة نقرأ: "مبدئيا نسجّ ل‬
‫تحفظات على عدد من النقاط ونحن بصدد تدارسها‬
‫ضمن الترويكا وسنوافي الرباعي والرأي العام‬
‫6‬
‫بموقفنا خالل األيام ". ال يوجد هنا أي قبول‬
‫بالمبادرة بل هناك تحفظات.‬
‫في بيان 14 أيلول/ سبتمبر الصادر عن‬
‫‬‫الترويكا نقرأ: "فإنها (الترويكا) تؤكد حرصها على‬
‫انجاح الحوار من خالل التسريع بإنهاء المسار‬
‫التأسيسي والتوافق حول البديل الحكومي،‬
‫والوصول الى انتخابات نزيهة وشفافة في أقرب‬
‫اآلجال". هذا التأكيد عام وال عالقة له بتفاصيل‬
‫خريطة الطريق التي طرحها الرباعي.‬
‫بيان 14 أيلول/ سبتمبر الصادر عن‬
‫‬‫االئتالف الوطني إلنجاح المسار الديمقراطي‬
‫(حركة النهضة أمضت على البيان) تضمن‬
‫اعتراضات على الخريطة وتوصيفات لها‬
‫بالتعسف .‬
‫بيان 13 أيلول/ سبتمبر الذي اصدرته‬
‫‬‫حركة النهضة جاء فيه أنها تقبل المبادرة لكن‬
‫خريطة الطريق التي قدمتها غير التي طرحها‬
‫الرباعي.‬
‫7‬
‫بيان 13 أيلول/ سبتمبر الذي امضاه‬
‫‬‫السيد راشد الغنوشي يؤكد فيه القبول بمبادرة‬
‫الرباعي والعمل على انجاحها.‬
‫بالغ 23 أيلول/ سبتمبر الصادر عن‬
‫‬‫رئاسة الحكومة ينفي عزم الحكومة تقديم استقالتها‬
‫عند بداية الحوار وهو ما يتعارض مع خريطة‬
‫الطريق التي وضعتها المنظمات الراعية للحوار.‬
‫ورغم التفاؤل الذي يبديه البعض في اقتراب‬
‫انطالق الحوار الوطني فإن هذا التفاؤل يبقى‬
‫محدودا ما لم تراجع حركة النهضة تقييمها لحقيقة‬
‫األزمة، وما لم تتخلى عن جانب المناورة وسياسة‬
‫ربح الوقت، ألن التباين بينها وبين بقية الفاعلين‬
‫السياسيين في تقدير خطورة األزمة هو نقطة‬
‫االرتكاز في أزمة الحوار الوطني القائمة في‬
‫تونس.‬
‫المصدر:موقع مراسلون (1 /11/2113)‬

‫8‬
‫هل قبلت حركة النهضة مبادرة الرباعي ..واتحاد‬
‫الشغل "رفض قبولها"؟‬
‫تركز رد حركة النهضة بعد الندوة الصحفية‬
‫للرباعي الراعي للحوار على نقطة اساسية وهي‬
‫استغراب الحركة من عدم قبول " قبول النهضة‬
‫لخريطة الطريق التي طرحها الرباعي " وهو ما‬
‫يعني ان حركة النهضة قبلت خريطة الطريق لكن‬
‫تم رفض هذا القبول.‬
‫جاء في بيان حركة النهضة الصادر أمس (43‬
‫سبتمبر):"الترويكا والحركة قدمت مواقف‬
‫واضحة تتمثل في القبول بالمبادرة والدعوة الى‬
‫االنطالق الفوري في الحوار" وكتب السيد لطفي‬
‫زيتون في صحيفة الضمير الصادرة اليوم االحد‬
‫33 سبتمبر (ص 14) :" هل يعقل ان يتعطل‬
‫الحوار مرتين في االولى بمبرر رفض النهضة‬
‫للمبادرة وفي الثانية بمبرر قبول النهضة للمبادرة‬
‫..اي عبث."‬
‫المتهم اذا هي االطراف الراعية للحوار التي فقدت‬
‫حيادها.‬
‫9‬
‫لكن هل حقا قبلت النهضة بخريطة الطريق التي‬
‫قدمها الرباعي؟‬
‫في الحقيقة بالرجوع الى البيانات الصادرة عن‬
‫حركة النهضة سواء بمفردها أو مع أحزاب أخرى‬
‫ال نجد قبوال واضحا بهذه الخريطة هناك تأكيد‬
‫على ضرورة الحوار وضرورة االسراع بانهاء‬
‫المرحلة التاسيسية وهذه مواقف متفق عليها لكن‬
‫المشكل في خريطة الطريق التي ستوصل الى ذلك‬
‫.‬
‫1في بالغ يوم 14 سبتمبر الصادر عن حركة‬‫النهضة نقرأ:" ومبدئيا نسجّ ل تحفظات على عدد‬
‫من النقاط ونحن بصدد تدارسها ضمن الترويكا‬
‫وسنوافي الرباعي والرأي العام بموقفنا خالل‬
‫األيام ". ال يوجد هنا أي قبول بالمباردة هناك‬
‫تحفظات.‬
‫ 2بيان 14 سبتمبر الصادر عن الترويكا نقرأ:"‬‫فإنها تؤكد حرصها على انجاح الحوار من خالل‬
‫التسريع بإنهاء المسار التأسيسي والتوافق حول‬
‫البديل الحكومي، والوصول الى انتخابات نزيهة‬
‫وشفافة في أقرب االجال." هذا التاكيد عام وال‬
‫01‬
‫عالقة له بتفاصيل خريطة الطريق التي طرحها‬
‫الرباعي‬
‫– 3بيان 14 سبتمبر الصادر عن االئتالف‬
‫الوطني إلنجاح المسار الديمقراطي (حركة النهضة‬
‫امصت على البيان) تضمن اعتراضات على‬
‫الخريطة و توصيفات بالتعسف.‬
‫4بيان 13 سبتمبر الذي اصدرته حركة النهضة‬‫جاء فيه انها تقبل المبادرة لكن خريطة الطريق‬
‫التي قدمتها غير التي طرحها الرباعي‬
‫في الحقيقة ال يوجد ما يؤكد ان حركة النهضة‬
‫قبلت المبادرة فعليا.‬
‫33 /9/2113‬

‫11‬
‫مالحظات اولية حول بيان الترويكا رفض مغلف‬
‫لمبادرة الرباعي‬
‫• غلب عليه التعويم ..ال توجد به اي اشارة الى‬
‫خصوصية هذه المرحلة من الحوار الوطني و‬
‫النسخة الجديدة لمبادرة الرباعي‬
‫• الكلمات المفاتيح في البيان ، اوال : التسريع‬
‫بانهاء المسار التاسيسي / ثانيا: التوافق حول البديل‬
‫الحكومي / الوصول الى انتخابات في اقرب‬
‫االجال.‬
‫• التسريع بانهاء المسار التاسيسي يتضمن اشارة‬
‫ضمنية الى جهات اخرى تعطل االنتهاء من‬
‫المسار التاسيسي وهو الموقف الذي عبرت عنه‬
‫دائما النهضة ان جبهة االنقاذ تعطل المسار‬
‫التاسيسي‬
‫• التوافق حول البديل الحكومي يعني االقرار‬
‫بضرورة البديل الحكومي لكن التوافق هل سيكون‬
‫حول حكومة كفاءات كما طرحها الرباعي ام‬
‫حسب القانون المنظم للسلطات العمومية ..ام‬
‫21‬
‫حكومة انتخابية كما تقول النهضة ..التوافق حول‬
‫البديل الحكومي ستأخذ حيزا كبيرا من النقاش .‬
‫• الوصول الى انتخابات في اقرب االجال يعني‬
‫الموقف الذي عبرت عنه النهضة بضرورة ان‬
‫يكون البديل الحكومي هو حكومة انتخابات دورها‬
‫يقتصر على االنتخابات .‬
‫• هذا الموقف رفض مغلف لمبادرة الرباعي‬
‫91/9/2113‬

‫31‬
‫تقدير موقف حركة النهضة من النسخة الجديدة‬
‫لمبادرة الرباعية‬
‫قدمت أمس المنظمات الراعية للحوار‬
‫الوطني مبادرة للخروج من األزمة السياسية التي‬
‫تعرفها البالد منذ اغتيال الشهيد محمد ابراهمي‬
‫وامهلت االحزاب السياسية 21 ساعة للرد عليها.‬
‫حركة النهضة اصدرت في مساء اليوم ذاته بالغا‬
‫اكدت فيه أن لديها بعض التحفظات على عدد من‬
‫النقاط‬
‫يعتبر موقف النهضة من هذه المبادرة مهما وربما‬
‫محددا في التوافق حولها و الخروج بالبالد من‬
‫األزمة..والسبب ان فشل المبادرات السابقة كان‬
‫بسبب مواقف حركة النهضة بداية من رفضها‬
‫الحضور في مؤتمر الحوار الوطني الى رفضها‬
‫االولى.‬
‫نسختها‬
‫في‬
‫المبادرة‬
‫تعاملت حركة النهضة مع كل المبادرات التي‬
‫طرحت على قاعدة نقطتين اساسيتين ،أوال: اال‬
‫41‬
‫تخرج من الحكم وثانيا: ان تبقى ألغلبيتها في‬
‫المجلس التأسيسي قيمة تأثير وليس قيمة عددية فقط‬
‫، ووضعت هذين النقطتين تحت عنوان كبير"‬
‫الشرعية االنتخابية‬
‫نقدر ان حركة النهضة ستتعامل مع هذه النسخة‬
‫الجديدة لمبادرة المنظمات الراعية للحوار على‬
‫القاعدة ذاتها ..وبالتالي فإن التحفظات الممكنة‬
‫ستكون:‬
‫1حول صالحيات الحكومة الجديدة ..قد ترفض‬‫حركة النهضة الصيغة الواردة في نص المبادرة :"‬
‫تكون للحكومة الصالحيات الكاملة لتسيير البالد".‬
‫ستعتبر حركة النهضة ان هذه الصيغة غير مقبولة‬
‫وستدافع عن حكومة ذات صالحيات محدودة في‬
‫المهام أو "حكومة انتخابات" كما عبرت عن ذلك‬
‫سابقا.‬

‫51‬
‫2حول تحديد صالحيات المجلس التاسيسي . قد‬‫ترفض حركة النهضة تحديد صالحيات المجلس‬
‫وتدافع عن كامل صالحياته‬
‫هذه النقاط الكبرى التي قد تتحفظ عليها حركة‬
‫النهضة في المبادرة الجديدة والتي ستنعكس على‬
‫نقاط فرعية أخرى منها ان تكون خريطة الطريق‬
‫بمثابة القانون المتمم لتنظيم المؤقت وللسلط‬
‫العمومية والحيز الزمني الذي تطرحه المبادرة.‬
‫11/9/2113‬

‫61‬
‫"األنموذج التونسي في إهدار الفرص"‬
‫بعد فشل الفاعلين السياسيين في الحكم والمعارضة‬
‫في الوصول إلى توافقات حقيقية ترسم مسار‬
‫خروج من تونس من عنق األزمة التي تعصف‬
‫بها، أصبح من الممكن الحديث عن "األنموذج‬
‫التونسي في إهدار الفرص " ، فرص التقدم بتونس‬
‫واالرتقاء بها.‬
‫أول هذه الفرص وأهمها ما قدمه شباب الجهات‬
‫الداخلية المحرومة وأبناء األحياء الشعبية و‬
‫العاطلون عن العمل، الذين أضعفوا أركان النظام‬
‫السابق بالمظاهرات واالحتجاجات وأجبروا رأسه‬
‫على مغادرة البالد.‬
‫هذا االنجاز التاريخي وُ ضع ( في شكل مادة خام)‬
‫بين أيدي األحزاب السياسية التي عارضت أكثر‬
‫من غيرها النظام السابق وتعرضت بطشه وقمعه‬
‫لتحقيق شعاراته وعناوينه الكبرى أي التشغيل و‬
‫التنمية والعدالة االجتماعية ، لكن هذه الفرصة‬
‫71‬
‫أُهدرت ألنه تم إعادة تشكيل هذه المادة الخادم،‬
‫فأصبحت أولوياتها سياسية على حساب مضمونها‬
‫االقتصادي و االجتماعي .‬
‫اليوم والثورة تكاد تبلغ سنتها الثالثة ازدادت‬
‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية ترديا ،ومازالت‬
‫عناوين التنمية والتشغيل والعدالة االجتماعية تحتل‬
‫المكانة الرئيسية في شواغل الفئات االجتماعية‬
‫األقل حظا ، باإلضافة إلى األزمات التي تعرفها‬
‫أغلب القطاعات االقتصادية.‬

‫الفرصة الثانية هي انتخابات المجلس الوطني‬
‫التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2213 التي حوّ لتها‬
‫األحزاب الفائزة في االنتخابات إلى فترة حكم‬
‫عادية على حساب المهام التأسيسية ،فركزت على‬
‫السيطرة على مفاصل الدولة من خالل التعيينات‬
‫القائمة على الوالء الحزبي ،وقدمت أولوياتها‬
‫الحزبية خالل تقديم النصوص التأسيسية ، مما‬
‫81‬
‫خلق حالة تجاذب في المشهد السياسي بلغ حد‬
‫تقسيم التونسيين على أساس عقائدي.‬
‫كان يمكن أن يكون تاريخ 23 أكتوبر 2213‬
‫المدخل الحقيقي لبناء الدولة الجديدة و التأسيس‬
‫لنظام ديمقراطي ، غير إن هذه الفرصة أُهدرت‬
‫بسبب المصالح الحزبية وعقلية الهيمنة ، مما دفع‬
‫عديد الفاعلين السياسيين للدعوة لحل المجلس‬
‫الوطني التأسيسي ألنه أصبح جزء من المشكل.‬

‫الفرصة الثالثة، هي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد‬
‫ومحمد براهمي ، فبالرغم الرغم من األلم و الجرح‬
‫الذي أحدثته جريمة االغتيال ، كان من المفروض‬
‫أن يعود الفاعلون السياسيون وخاصة من في الحكم‬
‫الى رشدهم ويقتنعوا أن ادارة البالد يجب أن تدار‬
‫بطريقة أخرى ألن عمق األزمة بلغ حدا خطيرا ،‬
‫لكن التمسك بالحكم ورفض اإلقرار بخطورة‬
‫91‬
‫األزمة وتداعياتها ، أجهض كافة مبادرات الحوار‬
‫الوطني لتبقى األزمة تعصف بتونس ...‬
‫انه األنموذج التونسي في إهدار الفرص.‬
‫6/9/2013‬

‫02‬
‫مناورات حركة النهضة عمقت عُزلتها‬
‫ّ‬
‫سلسلة المفاوضات الماراتونية بين األقطاب الثالثة‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الفاعلين في تونس لم تثمر بعد رؤية توافقية تخرج‬
‫البالد من عنق األزمة التي عرفتها منذ اغتيال‬
‫محمد البراهمي.‬
‫تعددت المبادرات واختلطت الوساطات في الساحة‬
‫السياسية التونسية، للخروج من االزمة التي تمر‬
‫بها البالد منذ أسابيع. وفي المقابل توسعت مظاهر‬
‫األزمة التي مست مفاصل المشهد السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي.‬
‫ولم يسهم إعالن زعيم حركة النهضة اإلسالمية‬
‫راشد الغنوشي القبول بمبادرة االتحاد العام‬
‫التونسي للشغل، كمنطلق للحور الوطني، في‬
‫تحريك المشهد التفاوضي كثيرا. بل إن المعارضة‬
‫رأت في إعالن الغنوشي، مجرد مناورة لربح‬
‫الوقت، ال تنم عن قناعة ووعي الحزب الحاكم‬
‫12‬
‫بقبول مطالب المعارضة التي تتوحد حولها‬
‫المنظمات الوطنية وأغلب األحزاب السياسية.‬
‫األطراف الكبرى المؤثرة‬
‫ثالثة أطراف كبرى تؤثر اآلن في المشهد العام في‬
‫تونس؛‬
‫أوال: أحزاب الترويكا الحاكمة (حركة النهضة‬
‫اإلسالمية والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل)‬
‫ومعها عدد من األحزاب الصغيرة والجمعيات التي‬
‫برزت بعد ثورة 14 جانفي. هذا التحالف هو الذي‬
‫يسيطر على السلطة التنفيذية (الحكومة ورئاسة‬
‫الجمهورية) وله أغلبية في المجلس الوطني‬
‫التأسيسي.‬
‫ثانيا: المعارضة التي تشكلت في "جبهة اإلنقاذ"‬
‫وهي تحالف بين "الجبهة الشعبية" (تحالف يساري‬
‫وقومي عربي) واالتحاد من أجل تونس (تحالف‬
‫بين أحزاب وسطية).‬

‫22‬
‫ثالثا: المنظمات الوطنية وهي االتحاد العام‬
‫التونسي للشغل ( نقابة العمال) واتحاد الصناعة‬
‫والتجارة (نقابة األعراف) والرابطة التونسية‬
‫للدفاع عن حقوق االنسان والهيئة الوطنية‬
‫للمحامين.‬
‫ويعتقد مراقبون أن أي مخرج من األزمة الراهنة‬
‫لن يمر غال من من خالل التوافق بين هذه‬
‫األطراف الثالثة حول خريطة طريق واضحة‬
‫تحدد المواعيد (االنتخابات) و تضبط اآلليات. لكن‬
‫هذا التوافق مازال الى اللحظة غائبا ولم تنجح‬
‫سلسلة المفاوضات في تحريكه، رغم أن الجميع‬
‫يرفع شعار الوفاق والحوار.‬
‫التباين في المبادرات‬
‫التباين البارز بين األطراف المؤثرة في العملية‬
‫السياسية هو حول البدائل للخروج من هذه األزمة.‬
‫حركة النهضة (العمود الفقري للترويكا الحاكمة)‬
‫تعتقد ان انتخابات 23 تشرين أول/ أكتوبر 4413‬
‫منحتها شرعية انتخابية، وان الحلقة األساسية في‬
‫أي مفاوضات هي الموقف من الشرعية، لذلك‬
‫32‬
‫ترفض دعوات حل المجلس الوطني التأسيسي،‬
‫مُعتبرة أن المخرج هو عدم المساس بالمؤسستين‬
‫التشريعية والتنفيذية. وتذهب إلى أبعد من ذلك من‬
‫خالل التأكيد أن أي مس بالمؤسسات التي أفرزتها‬
‫انتخابات أكتوبر هو انقالب على الشرعية.‬
‫أما تحالف المعارضة "جبهة االنقاذ" فبديله هو حل‬
‫المجلس الوطني التأسيسي وكل المؤسسات المنبثقة‬
‫عنه أي رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، ثم‬
‫تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير متحزبة‬
‫ومحدودة العدد تسير البالد فيما تبقى من المرحلة‬
‫االنتقالية وتعد لالنتخابات المقبلة الى جانب تكليف‬
‫هيئة خبراء تتكفل بإتمام صياغة الدستور .‬
‫ويستند تحالف المعارضة في رؤيته هذه على ان‬
‫شرعية المجلس الوطني التأسيس 4413) ولكونه‬
‫اصبح جزء من المشكلة لبطئه وتحوله الى سلطة‬
‫تشريعية على حساب مهمته التأسيسية ي سقطت‬
‫لتجاوزه المدة المحددة له (سنة واحدة حسب‬
‫المرسوم المنظم النتخابات 23 اكتوبر وهي‬
‫المهمة االصلية.‬
‫42‬
‫وتعتبر أيضا أن الشرعية سقطت عن حكومة‬
‫الترويكا بعد االغتيال السياسي الذي استهدف محمد‬
‫البراهمي وتوسع رقعة الخطر االرهابي في تونس‬
‫الى جانب عجز الحكومة عن تحقيق تقدم في‬
‫الملفات االقتصادية واالجتماعية و االمنية.‬
‫ُ‬
‫فيما تعتبر المنظمات الوطنية (تعرف بالمنظمات‬
‫الراعية للحوار الوطني) وعلى رأسها االتحاد العام‬
‫التونسي للشغل أن المخرج هو الحفاظ على‬
‫المجلس الوطني التأسيسي باعتباره سلطة شرعية‬
‫منتخبة، لكن مع تحديد مهامه في اتمام صياغة‬
‫الدستور واتمام انتخاب الهيئة المستقلة لالنتخابات‬
‫واعداد المجلة االنتخابية وبقية النصوص التأسيسية‬
‫في وقت مضبوط، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية‬
‫تحل مكان الحكومة السياسية الحالية التي يرأسها‬
‫السيد علي العريض.‬
‫هذه هي التباينات البارزة بين أهم المبادرات‬
‫المطروحة للخروج بتونس من عنق األزمة‬
‫وحولها تدور سلسلة المفاوضات دون تسجيل تقديم‬
‫52‬
‫ملحوظ باستثناء التصريحات المتفائلة حينا‬
‫و"المتشائلة" في أحيان أخرى.‬
‫الصعوبات في المفاوضات‬
‫السؤال الذي يطرح: ماهي الصعوبات التي تعيق‬
‫الوصول الى توافق بين هذه األطراف وخاصة بين‬
‫حركة النهضة االسالمية من جهة وبين تحالف‬
‫المعارضة والمنظمات الوطنية من جهة أخرى‬
‫باعتبار التقاطع الواضح بين مبادرة االتحاد العام‬
‫التونسي للشغل و تحالف أحزاب المعارضة (‬
‫الخالف حول نقطة حل المجلس التأسيسي من‬
‫عدمه).؟‬
‫ثمة عدة صعوبات حزبية وأخرى موضوعية‬
‫مازالت تقف حجرة عثرة أمام الخروج بخطوة‬
‫توافقية من هذه الصعوبات :‬
‫أوال:التباين الكبير في تقييم خطورة األزمة‬
‫ُ‬
‫وتداعياتها، حركة النهضة تصرّ أن ال تعيش أزمة‬
‫إنما فقط بعض الصعوبات مردها أداء المعارضة‬
‫والنقابات التي تعرقل اإلنتاج والدورة االقتصادية،‬
‫62‬
‫واإلعالم غير المحايد، والثورة المضادة المتحالفة‬
‫مع اإلرهاب الذي يربك الوضع العام في البالد.‬
‫وتؤكد الحكومة أنها حققت تقدما في انجاز أهداف‬
‫الثورة مستندة في ذلك إلى أرقام المعهد الوطني‬
‫(تونسي) لإلحصاء الذي نشر مؤخرا ان نسبة‬
‫النمو المحققة خالل السداسية األولى من سنة‬
‫2413 بلغت نحو 2 بالمائة، وبالتالي (من وجهة‬
‫نظر حركة النهضة) ليس هناك من داع لحل‬
‫الحكومة الحالية، أما المجلس الوطني التأسيسي‬
‫فترى أنه تقدم في أشغاله بنسبة 11 بالمائة ولم تبق‬
‫له إال بعض الملفات المحدودة، فلماذا (من وجهة‬
‫نظر النهضة) العودة الى النقطة صفر .‬
‫هذا التقييم ترفضه المعارضة والمنظمات الوطنية‬
‫وتعتبر أن األزمة في تونس عميقة مستندة إلى‬
‫تقارير المنظمات والهيئات الدولية والى أراء‬
‫الخبراء المحليين إلى جانب تقديرات منظمة‬
‫األعراف ومنظمة العمال حول عمق االزمة‬
‫االقتصادية واالجتماعية، وتعتبر أن حركة النهضة‬
‫72‬
‫والحكومة بصدد مغالطة التونسيين من خالل أرقام‬
‫غير واقعية .‬
‫ثانيا: حركة النهضة تنظر الى معارضيها الذين‬
‫يعتبرون ان حكومة الترويكا فشلت في ادارة البالد‬
‫على انهم انقالبيون يخططون "سرا وعالنية"‬
‫لالنقالب عليها وعلى الشرعية االنتخابية. فيما‬
‫تعتبر المعارضة أن الشرعية االنتخابية هي‬
‫تفويض شعبي النجاز مهام محددة فشلت فيها‬
‫حركة النهضة والحكومة، وأن حركة النهضة‬
‫بتمسكها برمزية نتائج انتخابات 23 اكتوبر‬
‫4413 هي تحاول أن تلغي نحو سنتين من ادارتها‬
‫للبالد وما يفرضه من تقييم، سنتان (حسب‬
‫المعارضة) من األزمات االقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعية واألمنية تكاد تلحق تونس بالدول‬
‫الفاشلة.‬
‫والى جانب هذين العاملين فإن حركة النهضة تعتقد‬
‫انها مستهدفة إلخراجها من الحكم من طرف‬
‫"التيارات العلمانية المعادية لإلسالم" وهذا العنوان‬
‫تحاول في عديد المناسبات ابرازه لكسب عطف‬
‫82‬
‫الفئات الشعبية لكن يبدو أنه لم يعد يلق الصدى‬
‫بسبب رفض التونسيين تقسيمهم بين "مؤمنين‬
‫وكفار".‬
‫مناورات المفاوضات‬
‫المفاوضات غير الحوار، فهي ال تستند الى قوة‬
‫الحجة بل الى موازين القوى والقدرة على استغالل‬
‫ثغرات الطرف المقابل وخاصة الى المناورة، وهو‬
‫ما تحاول االطراف المتدخلة في العملية التفاوضية‬
‫ممارسته خاصة حركة النهضة التي يذهب عديد‬
‫المراقبين في تونس أنها أكثر األطراف مناورة‬
‫لتحقيق أهدافها. فهي التي ناورت إلجهاض مبادرة‬
‫االتحاد العام التونسي للشغل حول الحوار الوطني‬
‫(مبادرة 14 أكتوبر 3413) وهي التي ناورت‬
‫إلجهاض مبادرة حكومة كفاءات وطنية الي‬
‫طرحها رئيس الحكومة األسبق وأمينها العام‬
‫حمادي الجبالي بعد اغتيال شكري بلعيد يوم 1‬
‫شباط/ فيفري 2413 ، وهي مبادرات كان يمكن‬
‫أن تجنب تونس ما تعيشه اليوم من تجاذبات‬
‫ومصاعب وأزمات.‬
‫92‬
‫ناورت حركة النهضة بعد اغتيال محمد البراهمي‬
‫(23 تموز/ جويلية 2413) وتوسُّع رقعة المنادين‬
‫بحل الحكومة، فاتجهت الى تجييش الشارع يوم 3‬
‫آب/ أوت 2413 لتقول إن شرعيتها االنتخابية‬
‫مسنودة بشرعية شعبية، فتم الرد عليها من طرف‬
‫المعارضة يومي 1 و24 من الشهر نفسه‬
‫بمسيرتين ضخمتين شارك فيهما مئات اآلالف،‬
‫مما دفع حركة النهضة للتراجع عن خيار الشارع،‬
‫بل وطالب قياديوها بإبعاد الشارع عن أي تجاذب‬
‫سياسي .‬
‫وناورت حركة النهضة بالتلويح أن خروجها من‬
‫الحكم وحل الحكومة الحالية يعني الفراغ والفوضى‬
‫والدخول في أزمة جديدة، فتم الرد أن خريطة‬
‫الطريقة مضبوطة من ناحية المهام والتوقيت،‬
‫فاختارت المناورة الختراق جبهة المعارضة‬
‫والمنظمات الوطنية (اللقاء الذي جمع مؤخرا السيد‬
‫راشد الغنوشي بالسيد الباجي قائد السبسي) اعتقادا‬
‫منها أن من شأن ذلك أن يُضعف ويربك خصومها،‬
‫لكن يبدو ان محاولة االختراق لم تنجح ويظهر ذلك‬
‫03‬
‫على االقل من خالل تمسك جبهة االنقاذ و‬
‫المنظمات الوطنية بأهدافها.‬
‫وناورت أيضا باإلعالن عن قبولها بمبادرة االتحاد‬
‫التونسي للشغل كمنطلق للحوار الوطني مقدمة هذا‬
‫القبول بأنه تنازل من ناحيتها، لكن تم رفض هذه‬
‫الخطوة ومطالبتها بضرورة اإلعالن عن حل‬
‫الحكومة الحالية كشرط أساسي النطالق الحوار‬
‫الوطني.‬
‫المراقبون في تونس يفسرون فشل النهضة في‬
‫مناوراتها في التعاطي مع األزمة الراهنة إلى أن‬
‫النهضة فقدت أغلب األوراق إلي تناور بها وفقدت‬
‫ثقة المجتمع السياسي و المدني العتمادها دائما‬
‫اسلوب االلتفاف و افراغ المبادرات من محتواها‬
‫الحقيقي بما يخدم أهدافها وأيضا الى الخبرة التي‬
‫اكتسبتها المعارضة منذ اغتيال شكري بلعيد، وهو‬
‫ُ‬
‫ما سيدفع حركة النهضة لتقديم تنازالت تسقط‬
‫خطوطها الحمراء في التفاوض.‬
‫وما يؤكد هذا االعتقاد ان انشغال حركة النهضة‬
‫بالمناورة ضد جبهة المعارضة جعل شريكاها في‬
‫13‬
‫الحكم أي حزبي التكتل و المؤتمر من أجل‬
‫الجمهورية يبتعدان عنها نسبيا، يظهر ذلك من‬
‫خالل عديد المؤشرات منها دعوة المجلس الوطني‬
‫لحزب التكتل المنعقد يوم 24 آب/ أوت الى تشكيل‬
‫حكومة غير حزبية، وأيضا عدم توقيع الحزبين‬
‫على بيان 24 أوت الذي اصدرته حركة النهضة‬
‫مع عدد من األحزاب ويتضمن رؤية هذه االحزاب‬
‫للمخرج من االزمة.‬
‫ويرى المراقبون ان هذه األزمة عمقت من عزلة‬
‫حركة النهضة السياسية و االجتماعية و هو ما قد‬
‫يدفعها لتقديم تنازالت في الفترة المقبلة ربما هي‬
‫اآلن بصدد البحث عن الغطاء لها ما يحفظ لها ما‬
‫الوجه.‬
‫موقع مراسلون (23/1/2113)‬

‫23‬
‫لماذا قبلت النهضة مبادرة اتحاد الشغل؟ وتقدير‬
‫استعدادها لجولة الحوار الوطني؟‬
‫إعالن زعيم حركة النهضة اإلسالمية السيد راشد‬
‫الغنوشي اليوم الخميس القبول بمبادرة االتحاد العام‬
‫التونسي للشغل كمنطلق للحور الوطني بين‬
‫الفاعلين السياسيين واالجتماعيين في تونس ، هو‬
‫إعالن تجاوز المربع األول في المفاوضات التي‬
‫تجري منذ اغتيال محمد ابراهمي يوم 23 جويلية‬
‫الفارط للخروج من عنق األزمة السياسية .‬
‫لقد رفضت حركة النهضة طيلة األسابيع األخيرة‬
‫كافة المبادرات التي تدعو إلى حل الحكومة الحالية‬
‫ُ‬
‫و تشكيل حكومة كفاءات وطنية تنهي ما تبقى من‬
‫المرحلة االنتقالية ،وناورت بأكثر من ورقة إلسقاط‬
‫هذه الدعوات ومنها دعوة االتحاد العام التونسي‬
‫للشغل .‬
‫ناورت بشيطنة الداعين لحل الحكومة بأنهم يدعون‬
‫إلى الفوضى و العدم وخلق الفراغ، وناورت بورقة‬
‫33‬
‫الشارع من خالل تنظيمها يوم 3 أوت تجمعا‬
‫ألنصارها لدعم "شرعية الحكومة" ، ناورت‬
‫بورقة التخويف من العنف مستندة إلى التجربة‬
‫المصرية بعد عزل محمد مرسي ، وناورت بورقة‬
‫اختراق جبهة المعارضة وإضعافها.‬
‫لكن الواضح أن كافة هذه األوراق فشلت في‬
‫إسقاط مطلب حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة‬
‫كفاءات وطنية ، بل ازدادت العزلة السياسية و‬
‫االجتماعية للحركة حتى من جانب شريكها في‬
‫الحكم حزب التكتل الذي التحق بدوره بركب‬
‫الداعين إلى تشكيل حكومة غير حزبية. وفي‬
‫المقابل تدعّمت وحدة المعارضة مدعومة بأكبر‬
‫المنظمات الوطنية ( اتحاد الشغل و منظمة‬
‫األعراف و هيئة المحامين ورابطة الدفاع عن‬
‫حقوق اإلنسان) حول مطلب حل حكومة الترويكا‬
‫الحالية.ويبدو واضحا أن حركة النهضة أصبحت‬
‫واعية بعزلتها و بإصرار المعارضة على تحقيق‬
‫43‬
‫هدفها ، مما دفعها إلسقاط خطها األحمر أي حل‬
‫الحكومة الحالية و القبول بحكومة كفاءات .‬
‫*****‬
‫الخروج من الربع األول ينتظره مربع ثان و هو‬
‫الحوار الوطني على قاعدة مبادرة االتحاد العام‬
‫التونسي للشغل ، و ربما تنظر حركة النهضة أن‬
‫تحقق من خالله مكاسب سياسية تعوّ ض ما فقدته‬
‫في المربع األول ، و ربما أيضا تنظر تنازالت من‬
‫المعارضة تكون في مستوى تنازل حركة النهضة‬
‫عن الحكم ، وهو ما سيجعل مفاوضات الحوار‬
‫الوطني المنتظر ال يقل تجاذبا عن المفاوضات‬
‫األولى وستكشف خاللها حركة النهضة عن أوراق‬
‫جديدة ربما منها:‬
‫‪ ‬إن تنازلها عن الحكم هو خدمة للمصلحة‬
‫الوطنية ومصلحة تونس واذا رفضت‬
‫ُ‬
‫المعارضة أي تنازل فإنها تعتبر بذلك غير‬
‫معنية بالمصلحة الوطنية، وستحاول حركة‬
‫53‬
‫النهضة خلق قاعدة فرز جديدة تقوم على‬
‫اساس من مع المصلحة الوطنية ومن ضدها‬
‫‪ ‬ستحاول الدفع لتأجيل النظر في بعض‬
‫عناصر مبادرة اتحاد الشغل من ذلك نقطة‬
‫مراجعة التسميات والتعيينات التي تمت على‬
‫أساس الوالء .‬
‫‪ ‬كما ستحاول اإلطالة في فترة الحوار الوطني‬
‫ربما للوصول إلى تاريخ 23 أكتوبر المقبل‬
‫وهي المبادرة التي سبق أن تقدمت بها‬
‫حركة النهضة ورفضتها المعارضة.‬
‫والحقيقة موضوعية أن المربع الثاني من‬
‫المفاوضات لن يكون اقل صعوبة من مفاوضات‬
‫األسابيع األخيرة .‬
‫33/1/2113‬

‫63‬

Contenu connexe

Similaire à الحوار الوطني الانموذج االتونسي في اهدار الفرص

تونس في 25 سبتمبر 2013
تونس في 25 سبتمبر 2013تونس في 25 سبتمبر 2013
تونس في 25 سبتمبر 2013LTDH
 
تقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنية
تقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنيةتقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنية
تقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنيةحزب البناء الوطني
 
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»Qasim A. Rasool
 
جواز إلى الحرية ط3
جواز إلى الحرية ط3جواز إلى الحرية ط3
جواز إلى الحرية ط3legallabnew
 
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي Mbarki Noureddine
 
للضرورة احكام
للضرورة احكامللضرورة احكام
للضرورة احكامBassem Matta
 
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»bahrainhistory
 
نشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالث
نشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالثنشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالث
نشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالثNizar KHAIROUN
 

Similaire à الحوار الوطني الانموذج االتونسي في اهدار الفرص (11)

تونس في 25 سبتمبر 2013
تونس في 25 سبتمبر 2013تونس في 25 سبتمبر 2013
تونس في 25 سبتمبر 2013
 
تقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنية
تقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنيةتقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنية
تقدير موقف حول حكومة الوحدة الوطنية
 
LF2013-web
LF2013-web LF2013-web
LF2013-web
 
الفجر 93
الفجر 93الفجر 93
الفجر 93
 
Map minimal
Map minimalMap minimal
Map minimal
 
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
 
جواز إلى الحرية ط3
جواز إلى الحرية ط3جواز إلى الحرية ط3
جواز إلى الحرية ط3
 
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
 
للضرورة احكام
للضرورة احكامللضرورة احكام
للضرورة احكام
 
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
عرض ورقة عمل «رؤيتنا»
 
نشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالث
نشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالثنشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالث
نشرة فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب - العدد الثالث
 

Plus de Mbarki Noureddine

قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسقراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسMbarki Noureddine
 
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( "الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( Mbarki Noureddine
 
قوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهابقوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهابMbarki Noureddine
 
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابMbarki Noureddine
 
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية Mbarki Noureddine
 
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتكيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتMbarki Noureddine
 
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014Mbarki Noureddine
 
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسMbarki Noureddine
 
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةحول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةMbarki Noureddine
 
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارتالديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارتMbarki Noureddine
 
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارقصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارMbarki Noureddine
 
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي Mbarki Noureddine
 
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...Mbarki Noureddine
 
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬Mbarki Noureddine
 
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014Mbarki Noureddine
 
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...Mbarki Noureddine
 
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونسخطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونسMbarki Noureddine
 
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)Mbarki Noureddine
 
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةالسيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةMbarki Noureddine
 
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباتجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباMbarki Noureddine
 

Plus de Mbarki Noureddine (20)

قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسقراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
 
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( "الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
 
قوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهابقوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهاب
 
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
 
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
 
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتكيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
 
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
 
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
 
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةحول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
 
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارتالديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
 
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارقصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
 
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
 
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
 
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
 
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
 
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
 
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونسخطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس
 
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
 
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةالسيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
 
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباتجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
 

الحوار الوطني الانموذج االتونسي في اهدار الفرص

  • 1. 1
  • 2. ‫سلسلة المفاوضات الماراتونية بين األقطاب الثالثة‬ ‫ُ‬ ‫الفاعلين في تونس لم ُتثمر بعد رؤية توافقية ُتخرج‬ ‫البالد من عنق األزمة التي عرفتها منذ اغتيال‬ ‫محمد البراهمي.‬ ‫تعددت المبادرات واختلطت الوساطات في الساحة‬ ‫السياسية التونسية، للخروج من االزمة التي تمر‬ ‫بها البالد منذ أسابيع. وفي المقابل توسعت مظاهر‬ ‫األزمة التي مست مفاصل المشهد السياسي‬ ‫واالقتصادي واالجتماعي.‬ ‫2‬
  • 3. ‫الحوار الوطني والتوافق الملغوم‬ ‫رغم التباين في تقييم حجم األزمة التي تعيشها‬ ‫تونس، فإن الفرقاء السياسيين متفقون أن الحوار‬ ‫الوطني هو المخرج الوحيد.‬ ‫الحوار الوطني، هذا العنوان الكبير يُخفي تحته‬ ‫آليات وترتيبات وتوافقات مازالت موضوع تباين‬ ‫ّ‬ ‫وشد وجذب وأيضا مناورات بين الفاعلين‬ ‫السياسيين في تونس، وهو ما يُعيق الى اآلن انجاز‬ ‫الخطوة األولى من انطالق الحوار أي الجلوس‬ ‫حول طاولة واحدة.‬ ‫أمام هذا المشهد أصبح المهتمون بالشأن السياسي‬ ‫في تونس يتحدثون عن أزمة الحوار الى جانب‬ ‫األزمة التي تمس مفاصل الحياة السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية واألمنية، ويعتبرون أن‬ ‫حلحلة الحوار الوطني ودفعه للتقدم سيكون بمثابة‬ ‫القاطرة التي تجر وراءها بقية العربات .‬ ‫3‬
  • 4. ‫في هذا االطار نزل االتحاد العام التونسي للشغل‬ ‫مدعوما بمنظمة االعراف وهيئة المحامين ورابطة‬ ‫الدفاع عن حقوق االنسان، بكل ثقله ليقوم بدور‬ ‫الراعي للحوار الوطني. ورغم ما تعرض له من‬ ‫تشويه وتشكيك في حياده بل في دوره ووظيفته فإن‬ ‫االتحاد العام التونسي للشغل تمكن من التقدم‬ ‫خطوات نوعية في اتجاه الوصول انطالق الحوار‬ ‫الوطني الذي قد ينطلق هذا األسبوع أو بداية‬ ‫األسبوع المقبل.‬ ‫أزمة الحوار الوطني، هي أزمة حقيقية وغير‬ ‫مفتعلة، أسبابها البعيدة تعود الى غياب تجارب‬ ‫حوار حقيقية بين االحزاب السياسية سواء قبل‬ ‫ثورة 14 كانون ثان/ جانفي أو بعدها، أما أسبابها‬ ‫المباشرة فتعود الى المواقف المتصلبة التي‬ ‫أظهرتها أحزاب االئتالف الحاكم وخاصة حركة‬ ‫النهضة تجاه المخارج من األزمة.‬ ‫بداية االنفراج تكون عبر القبول باستقالة الحكومة‬ ‫الحالية وتشكيل حكومة كفاءات تكون مهمتها تهيئة‬ ‫بيئة انتخابية تقوم على تكافؤ الفرص بين كافة‬ ‫االطراف استعدادا لالنتخابات المقبلة مع ما يتطلبه‬ ‫4‬
  • 5. ‫ذلك من مراجعة التعيينات والتسميات في مفاصل‬ ‫الدولة التي قامت بها حكومة السيد علي العريض‬ ‫وتعتبرها المعارضة انها تعيينات موالية لحركة‬ ‫النهضة.‬ ‫ُ‬ ‫في هذه النقطة بالذات مازالت حركة النهضة تناور‬ ‫وترفض القبول بشكل واضح بهذه الخطوة، مرة‬ ‫تحت عنوان "الشرعية االنتخابية" وأخرى تحت‬ ‫عنوان "تجنيب دخول البالد في الفوضى‬ ‫والمجهول". وأحيانا أخرى تحت يافطة "األمر‬ ‫اإللهي" بعدم تسليم الحكم إال لحكومة منتخبة، وهو‬ ‫ما جاء على لسان السيد عبد الكريم الهاروني‬ ‫وزير النقل في اجتماع في ضاحية المنيهلة غرب‬ ‫العاصمة التونسية، بداية هذا االسبوع.‬ ‫الحقيقة أن عناوين الشرعية و الفوضى واألمر‬ ‫ُ‬ ‫اإللهي التي ترفعها حركة النهضة تخفي وراءها‬ ‫حقائق أخرى:‬ ‫حركة النهضة ترفض تسليم الحكم بعد‬ ‫‬‫المست معنى الحكم وامتيازات الحكم وتأثير‬ ‫الحكم.‬ ‫5‬
  • 6. ‫حركة النهضة غير متأكدة من تداعيات‬ ‫‬‫تسليم الحكم على وضعها الداخلي وعلى وضعها‬ ‫العام كحركة.‬ ‫حركة النهضة غير مقتنعة أن االزمة‬ ‫‬‫االقتصادية واالجتماعية في تونس هي أزمة‬ ‫خطيرة، بل تعتبر أن األمر ال يتجاوز بعض‬ ‫الصعوبات التي تحصل في اي مرحلة انتقالية.‬ ‫وتذهب إلى أبعد من ذلك فتحمل المعارضة‬ ‫واالتحاد العام التونسي للشغل جزء هاما من‬ ‫مسؤولية االزمة.‬ ‫وبالرجوع الى بيانات حركة النهضة حول قبولها‬ ‫بخريطة الطريق التي طرحها الرباعي الراعي‬ ‫للحوار الوطني وقدمها االتحاد العام التونسي‬ ‫للشغل اليوجد ما يؤكد أن حركة النهضة قبلت‬ ‫المبادرة فعال:‬ ‫في بالغ يوم 14 أيلول/ سبتمبر 2413‬ ‫‬‫الصادر عن حركة النهضة نقرأ: "مبدئيا نسجّ ل‬ ‫تحفظات على عدد من النقاط ونحن بصدد تدارسها‬ ‫ضمن الترويكا وسنوافي الرباعي والرأي العام‬ ‫6‬
  • 7. ‫بموقفنا خالل األيام ". ال يوجد هنا أي قبول‬ ‫بالمبادرة بل هناك تحفظات.‬ ‫في بيان 14 أيلول/ سبتمبر الصادر عن‬ ‫‬‫الترويكا نقرأ: "فإنها (الترويكا) تؤكد حرصها على‬ ‫انجاح الحوار من خالل التسريع بإنهاء المسار‬ ‫التأسيسي والتوافق حول البديل الحكومي،‬ ‫والوصول الى انتخابات نزيهة وشفافة في أقرب‬ ‫اآلجال". هذا التأكيد عام وال عالقة له بتفاصيل‬ ‫خريطة الطريق التي طرحها الرباعي.‬ ‫بيان 14 أيلول/ سبتمبر الصادر عن‬ ‫‬‫االئتالف الوطني إلنجاح المسار الديمقراطي‬ ‫(حركة النهضة أمضت على البيان) تضمن‬ ‫اعتراضات على الخريطة وتوصيفات لها‬ ‫بالتعسف .‬ ‫بيان 13 أيلول/ سبتمبر الذي اصدرته‬ ‫‬‫حركة النهضة جاء فيه أنها تقبل المبادرة لكن‬ ‫خريطة الطريق التي قدمتها غير التي طرحها‬ ‫الرباعي.‬ ‫7‬
  • 8. ‫بيان 13 أيلول/ سبتمبر الذي امضاه‬ ‫‬‫السيد راشد الغنوشي يؤكد فيه القبول بمبادرة‬ ‫الرباعي والعمل على انجاحها.‬ ‫بالغ 23 أيلول/ سبتمبر الصادر عن‬ ‫‬‫رئاسة الحكومة ينفي عزم الحكومة تقديم استقالتها‬ ‫عند بداية الحوار وهو ما يتعارض مع خريطة‬ ‫الطريق التي وضعتها المنظمات الراعية للحوار.‬ ‫ورغم التفاؤل الذي يبديه البعض في اقتراب‬ ‫انطالق الحوار الوطني فإن هذا التفاؤل يبقى‬ ‫محدودا ما لم تراجع حركة النهضة تقييمها لحقيقة‬ ‫األزمة، وما لم تتخلى عن جانب المناورة وسياسة‬ ‫ربح الوقت، ألن التباين بينها وبين بقية الفاعلين‬ ‫السياسيين في تقدير خطورة األزمة هو نقطة‬ ‫االرتكاز في أزمة الحوار الوطني القائمة في‬ ‫تونس.‬ ‫المصدر:موقع مراسلون (1 /11/2113)‬ ‫8‬
  • 9. ‫هل قبلت حركة النهضة مبادرة الرباعي ..واتحاد‬ ‫الشغل "رفض قبولها"؟‬ ‫تركز رد حركة النهضة بعد الندوة الصحفية‬ ‫للرباعي الراعي للحوار على نقطة اساسية وهي‬ ‫استغراب الحركة من عدم قبول " قبول النهضة‬ ‫لخريطة الطريق التي طرحها الرباعي " وهو ما‬ ‫يعني ان حركة النهضة قبلت خريطة الطريق لكن‬ ‫تم رفض هذا القبول.‬ ‫جاء في بيان حركة النهضة الصادر أمس (43‬ ‫سبتمبر):"الترويكا والحركة قدمت مواقف‬ ‫واضحة تتمثل في القبول بالمبادرة والدعوة الى‬ ‫االنطالق الفوري في الحوار" وكتب السيد لطفي‬ ‫زيتون في صحيفة الضمير الصادرة اليوم االحد‬ ‫33 سبتمبر (ص 14) :" هل يعقل ان يتعطل‬ ‫الحوار مرتين في االولى بمبرر رفض النهضة‬ ‫للمبادرة وفي الثانية بمبرر قبول النهضة للمبادرة‬ ‫..اي عبث."‬ ‫المتهم اذا هي االطراف الراعية للحوار التي فقدت‬ ‫حيادها.‬ ‫9‬
  • 10. ‫لكن هل حقا قبلت النهضة بخريطة الطريق التي‬ ‫قدمها الرباعي؟‬ ‫في الحقيقة بالرجوع الى البيانات الصادرة عن‬ ‫حركة النهضة سواء بمفردها أو مع أحزاب أخرى‬ ‫ال نجد قبوال واضحا بهذه الخريطة هناك تأكيد‬ ‫على ضرورة الحوار وضرورة االسراع بانهاء‬ ‫المرحلة التاسيسية وهذه مواقف متفق عليها لكن‬ ‫المشكل في خريطة الطريق التي ستوصل الى ذلك‬ ‫.‬ ‫1في بالغ يوم 14 سبتمبر الصادر عن حركة‬‫النهضة نقرأ:" ومبدئيا نسجّ ل تحفظات على عدد‬ ‫من النقاط ونحن بصدد تدارسها ضمن الترويكا‬ ‫وسنوافي الرباعي والرأي العام بموقفنا خالل‬ ‫األيام ". ال يوجد هنا أي قبول بالمباردة هناك‬ ‫تحفظات.‬ ‫ 2بيان 14 سبتمبر الصادر عن الترويكا نقرأ:"‬‫فإنها تؤكد حرصها على انجاح الحوار من خالل‬ ‫التسريع بإنهاء المسار التأسيسي والتوافق حول‬ ‫البديل الحكومي، والوصول الى انتخابات نزيهة‬ ‫وشفافة في أقرب االجال." هذا التاكيد عام وال‬ ‫01‬
  • 11. ‫عالقة له بتفاصيل خريطة الطريق التي طرحها‬ ‫الرباعي‬ ‫– 3بيان 14 سبتمبر الصادر عن االئتالف‬ ‫الوطني إلنجاح المسار الديمقراطي (حركة النهضة‬ ‫امصت على البيان) تضمن اعتراضات على‬ ‫الخريطة و توصيفات بالتعسف.‬ ‫4بيان 13 سبتمبر الذي اصدرته حركة النهضة‬‫جاء فيه انها تقبل المبادرة لكن خريطة الطريق‬ ‫التي قدمتها غير التي طرحها الرباعي‬ ‫في الحقيقة ال يوجد ما يؤكد ان حركة النهضة‬ ‫قبلت المبادرة فعليا.‬ ‫33 /9/2113‬ ‫11‬
  • 12. ‫مالحظات اولية حول بيان الترويكا رفض مغلف‬ ‫لمبادرة الرباعي‬ ‫• غلب عليه التعويم ..ال توجد به اي اشارة الى‬ ‫خصوصية هذه المرحلة من الحوار الوطني و‬ ‫النسخة الجديدة لمبادرة الرباعي‬ ‫• الكلمات المفاتيح في البيان ، اوال : التسريع‬ ‫بانهاء المسار التاسيسي / ثانيا: التوافق حول البديل‬ ‫الحكومي / الوصول الى انتخابات في اقرب‬ ‫االجال.‬ ‫• التسريع بانهاء المسار التاسيسي يتضمن اشارة‬ ‫ضمنية الى جهات اخرى تعطل االنتهاء من‬ ‫المسار التاسيسي وهو الموقف الذي عبرت عنه‬ ‫دائما النهضة ان جبهة االنقاذ تعطل المسار‬ ‫التاسيسي‬ ‫• التوافق حول البديل الحكومي يعني االقرار‬ ‫بضرورة البديل الحكومي لكن التوافق هل سيكون‬ ‫حول حكومة كفاءات كما طرحها الرباعي ام‬ ‫حسب القانون المنظم للسلطات العمومية ..ام‬ ‫21‬
  • 13. ‫حكومة انتخابية كما تقول النهضة ..التوافق حول‬ ‫البديل الحكومي ستأخذ حيزا كبيرا من النقاش .‬ ‫• الوصول الى انتخابات في اقرب االجال يعني‬ ‫الموقف الذي عبرت عنه النهضة بضرورة ان‬ ‫يكون البديل الحكومي هو حكومة انتخابات دورها‬ ‫يقتصر على االنتخابات .‬ ‫• هذا الموقف رفض مغلف لمبادرة الرباعي‬ ‫91/9/2113‬ ‫31‬
  • 14. ‫تقدير موقف حركة النهضة من النسخة الجديدة‬ ‫لمبادرة الرباعية‬ ‫قدمت أمس المنظمات الراعية للحوار‬ ‫الوطني مبادرة للخروج من األزمة السياسية التي‬ ‫تعرفها البالد منذ اغتيال الشهيد محمد ابراهمي‬ ‫وامهلت االحزاب السياسية 21 ساعة للرد عليها.‬ ‫حركة النهضة اصدرت في مساء اليوم ذاته بالغا‬ ‫اكدت فيه أن لديها بعض التحفظات على عدد من‬ ‫النقاط‬ ‫يعتبر موقف النهضة من هذه المبادرة مهما وربما‬ ‫محددا في التوافق حولها و الخروج بالبالد من‬ ‫األزمة..والسبب ان فشل المبادرات السابقة كان‬ ‫بسبب مواقف حركة النهضة بداية من رفضها‬ ‫الحضور في مؤتمر الحوار الوطني الى رفضها‬ ‫االولى.‬ ‫نسختها‬ ‫في‬ ‫المبادرة‬ ‫تعاملت حركة النهضة مع كل المبادرات التي‬ ‫طرحت على قاعدة نقطتين اساسيتين ،أوال: اال‬ ‫41‬
  • 15. ‫تخرج من الحكم وثانيا: ان تبقى ألغلبيتها في‬ ‫المجلس التأسيسي قيمة تأثير وليس قيمة عددية فقط‬ ‫، ووضعت هذين النقطتين تحت عنوان كبير"‬ ‫الشرعية االنتخابية‬ ‫نقدر ان حركة النهضة ستتعامل مع هذه النسخة‬ ‫الجديدة لمبادرة المنظمات الراعية للحوار على‬ ‫القاعدة ذاتها ..وبالتالي فإن التحفظات الممكنة‬ ‫ستكون:‬ ‫1حول صالحيات الحكومة الجديدة ..قد ترفض‬‫حركة النهضة الصيغة الواردة في نص المبادرة :"‬ ‫تكون للحكومة الصالحيات الكاملة لتسيير البالد".‬ ‫ستعتبر حركة النهضة ان هذه الصيغة غير مقبولة‬ ‫وستدافع عن حكومة ذات صالحيات محدودة في‬ ‫المهام أو "حكومة انتخابات" كما عبرت عن ذلك‬ ‫سابقا.‬ ‫51‬
  • 16. ‫2حول تحديد صالحيات المجلس التاسيسي . قد‬‫ترفض حركة النهضة تحديد صالحيات المجلس‬ ‫وتدافع عن كامل صالحياته‬ ‫هذه النقاط الكبرى التي قد تتحفظ عليها حركة‬ ‫النهضة في المبادرة الجديدة والتي ستنعكس على‬ ‫نقاط فرعية أخرى منها ان تكون خريطة الطريق‬ ‫بمثابة القانون المتمم لتنظيم المؤقت وللسلط‬ ‫العمومية والحيز الزمني الذي تطرحه المبادرة.‬ ‫11/9/2113‬ ‫61‬
  • 17. ‫"األنموذج التونسي في إهدار الفرص"‬ ‫بعد فشل الفاعلين السياسيين في الحكم والمعارضة‬ ‫في الوصول إلى توافقات حقيقية ترسم مسار‬ ‫خروج من تونس من عنق األزمة التي تعصف‬ ‫بها، أصبح من الممكن الحديث عن "األنموذج‬ ‫التونسي في إهدار الفرص " ، فرص التقدم بتونس‬ ‫واالرتقاء بها.‬ ‫أول هذه الفرص وأهمها ما قدمه شباب الجهات‬ ‫الداخلية المحرومة وأبناء األحياء الشعبية و‬ ‫العاطلون عن العمل، الذين أضعفوا أركان النظام‬ ‫السابق بالمظاهرات واالحتجاجات وأجبروا رأسه‬ ‫على مغادرة البالد.‬ ‫هذا االنجاز التاريخي وُ ضع ( في شكل مادة خام)‬ ‫بين أيدي األحزاب السياسية التي عارضت أكثر‬ ‫من غيرها النظام السابق وتعرضت بطشه وقمعه‬ ‫لتحقيق شعاراته وعناوينه الكبرى أي التشغيل و‬ ‫التنمية والعدالة االجتماعية ، لكن هذه الفرصة‬ ‫71‬
  • 18. ‫أُهدرت ألنه تم إعادة تشكيل هذه المادة الخادم،‬ ‫فأصبحت أولوياتها سياسية على حساب مضمونها‬ ‫االقتصادي و االجتماعي .‬ ‫اليوم والثورة تكاد تبلغ سنتها الثالثة ازدادت‬ ‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية ترديا ،ومازالت‬ ‫عناوين التنمية والتشغيل والعدالة االجتماعية تحتل‬ ‫المكانة الرئيسية في شواغل الفئات االجتماعية‬ ‫األقل حظا ، باإلضافة إلى األزمات التي تعرفها‬ ‫أغلب القطاعات االقتصادية.‬ ‫الفرصة الثانية هي انتخابات المجلس الوطني‬ ‫التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2213 التي حوّ لتها‬ ‫األحزاب الفائزة في االنتخابات إلى فترة حكم‬ ‫عادية على حساب المهام التأسيسية ،فركزت على‬ ‫السيطرة على مفاصل الدولة من خالل التعيينات‬ ‫القائمة على الوالء الحزبي ،وقدمت أولوياتها‬ ‫الحزبية خالل تقديم النصوص التأسيسية ، مما‬ ‫81‬
  • 19. ‫خلق حالة تجاذب في المشهد السياسي بلغ حد‬ ‫تقسيم التونسيين على أساس عقائدي.‬ ‫كان يمكن أن يكون تاريخ 23 أكتوبر 2213‬ ‫المدخل الحقيقي لبناء الدولة الجديدة و التأسيس‬ ‫لنظام ديمقراطي ، غير إن هذه الفرصة أُهدرت‬ ‫بسبب المصالح الحزبية وعقلية الهيمنة ، مما دفع‬ ‫عديد الفاعلين السياسيين للدعوة لحل المجلس‬ ‫الوطني التأسيسي ألنه أصبح جزء من المشكل.‬ ‫الفرصة الثالثة، هي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد‬ ‫ومحمد براهمي ، فبالرغم الرغم من األلم و الجرح‬ ‫الذي أحدثته جريمة االغتيال ، كان من المفروض‬ ‫أن يعود الفاعلون السياسيون وخاصة من في الحكم‬ ‫الى رشدهم ويقتنعوا أن ادارة البالد يجب أن تدار‬ ‫بطريقة أخرى ألن عمق األزمة بلغ حدا خطيرا ،‬ ‫لكن التمسك بالحكم ورفض اإلقرار بخطورة‬ ‫91‬
  • 20. ‫األزمة وتداعياتها ، أجهض كافة مبادرات الحوار‬ ‫الوطني لتبقى األزمة تعصف بتونس ...‬ ‫انه األنموذج التونسي في إهدار الفرص.‬ ‫6/9/2013‬ ‫02‬
  • 21. ‫مناورات حركة النهضة عمقت عُزلتها‬ ‫ّ‬ ‫سلسلة المفاوضات الماراتونية بين األقطاب الثالثة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفاعلين في تونس لم تثمر بعد رؤية توافقية تخرج‬ ‫البالد من عنق األزمة التي عرفتها منذ اغتيال‬ ‫محمد البراهمي.‬ ‫تعددت المبادرات واختلطت الوساطات في الساحة‬ ‫السياسية التونسية، للخروج من االزمة التي تمر‬ ‫بها البالد منذ أسابيع. وفي المقابل توسعت مظاهر‬ ‫األزمة التي مست مفاصل المشهد السياسي‬ ‫واالقتصادي واالجتماعي.‬ ‫ولم يسهم إعالن زعيم حركة النهضة اإلسالمية‬ ‫راشد الغنوشي القبول بمبادرة االتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل، كمنطلق للحور الوطني، في‬ ‫تحريك المشهد التفاوضي كثيرا. بل إن المعارضة‬ ‫رأت في إعالن الغنوشي، مجرد مناورة لربح‬ ‫الوقت، ال تنم عن قناعة ووعي الحزب الحاكم‬ ‫12‬
  • 22. ‫بقبول مطالب المعارضة التي تتوحد حولها‬ ‫المنظمات الوطنية وأغلب األحزاب السياسية.‬ ‫األطراف الكبرى المؤثرة‬ ‫ثالثة أطراف كبرى تؤثر اآلن في المشهد العام في‬ ‫تونس؛‬ ‫أوال: أحزاب الترويكا الحاكمة (حركة النهضة‬ ‫اإلسالمية والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل)‬ ‫ومعها عدد من األحزاب الصغيرة والجمعيات التي‬ ‫برزت بعد ثورة 14 جانفي. هذا التحالف هو الذي‬ ‫يسيطر على السلطة التنفيذية (الحكومة ورئاسة‬ ‫الجمهورية) وله أغلبية في المجلس الوطني‬ ‫التأسيسي.‬ ‫ثانيا: المعارضة التي تشكلت في "جبهة اإلنقاذ"‬ ‫وهي تحالف بين "الجبهة الشعبية" (تحالف يساري‬ ‫وقومي عربي) واالتحاد من أجل تونس (تحالف‬ ‫بين أحزاب وسطية).‬ ‫22‬
  • 23. ‫ثالثا: المنظمات الوطنية وهي االتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل ( نقابة العمال) واتحاد الصناعة‬ ‫والتجارة (نقابة األعراف) والرابطة التونسية‬ ‫للدفاع عن حقوق االنسان والهيئة الوطنية‬ ‫للمحامين.‬ ‫ويعتقد مراقبون أن أي مخرج من األزمة الراهنة‬ ‫لن يمر غال من من خالل التوافق بين هذه‬ ‫األطراف الثالثة حول خريطة طريق واضحة‬ ‫تحدد المواعيد (االنتخابات) و تضبط اآلليات. لكن‬ ‫هذا التوافق مازال الى اللحظة غائبا ولم تنجح‬ ‫سلسلة المفاوضات في تحريكه، رغم أن الجميع‬ ‫يرفع شعار الوفاق والحوار.‬ ‫التباين في المبادرات‬ ‫التباين البارز بين األطراف المؤثرة في العملية‬ ‫السياسية هو حول البدائل للخروج من هذه األزمة.‬ ‫حركة النهضة (العمود الفقري للترويكا الحاكمة)‬ ‫تعتقد ان انتخابات 23 تشرين أول/ أكتوبر 4413‬ ‫منحتها شرعية انتخابية، وان الحلقة األساسية في‬ ‫أي مفاوضات هي الموقف من الشرعية، لذلك‬ ‫32‬
  • 24. ‫ترفض دعوات حل المجلس الوطني التأسيسي،‬ ‫مُعتبرة أن المخرج هو عدم المساس بالمؤسستين‬ ‫التشريعية والتنفيذية. وتذهب إلى أبعد من ذلك من‬ ‫خالل التأكيد أن أي مس بالمؤسسات التي أفرزتها‬ ‫انتخابات أكتوبر هو انقالب على الشرعية.‬ ‫أما تحالف المعارضة "جبهة االنقاذ" فبديله هو حل‬ ‫المجلس الوطني التأسيسي وكل المؤسسات المنبثقة‬ ‫عنه أي رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، ثم‬ ‫تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير متحزبة‬ ‫ومحدودة العدد تسير البالد فيما تبقى من المرحلة‬ ‫االنتقالية وتعد لالنتخابات المقبلة الى جانب تكليف‬ ‫هيئة خبراء تتكفل بإتمام صياغة الدستور .‬ ‫ويستند تحالف المعارضة في رؤيته هذه على ان‬ ‫شرعية المجلس الوطني التأسيس 4413) ولكونه‬ ‫اصبح جزء من المشكلة لبطئه وتحوله الى سلطة‬ ‫تشريعية على حساب مهمته التأسيسية ي سقطت‬ ‫لتجاوزه المدة المحددة له (سنة واحدة حسب‬ ‫المرسوم المنظم النتخابات 23 اكتوبر وهي‬ ‫المهمة االصلية.‬ ‫42‬
  • 25. ‫وتعتبر أيضا أن الشرعية سقطت عن حكومة‬ ‫الترويكا بعد االغتيال السياسي الذي استهدف محمد‬ ‫البراهمي وتوسع رقعة الخطر االرهابي في تونس‬ ‫الى جانب عجز الحكومة عن تحقيق تقدم في‬ ‫الملفات االقتصادية واالجتماعية و االمنية.‬ ‫ُ‬ ‫فيما تعتبر المنظمات الوطنية (تعرف بالمنظمات‬ ‫الراعية للحوار الوطني) وعلى رأسها االتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل أن المخرج هو الحفاظ على‬ ‫المجلس الوطني التأسيسي باعتباره سلطة شرعية‬ ‫منتخبة، لكن مع تحديد مهامه في اتمام صياغة‬ ‫الدستور واتمام انتخاب الهيئة المستقلة لالنتخابات‬ ‫واعداد المجلة االنتخابية وبقية النصوص التأسيسية‬ ‫في وقت مضبوط، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية‬ ‫تحل مكان الحكومة السياسية الحالية التي يرأسها‬ ‫السيد علي العريض.‬ ‫هذه هي التباينات البارزة بين أهم المبادرات‬ ‫المطروحة للخروج بتونس من عنق األزمة‬ ‫وحولها تدور سلسلة المفاوضات دون تسجيل تقديم‬ ‫52‬
  • 26. ‫ملحوظ باستثناء التصريحات المتفائلة حينا‬ ‫و"المتشائلة" في أحيان أخرى.‬ ‫الصعوبات في المفاوضات‬ ‫السؤال الذي يطرح: ماهي الصعوبات التي تعيق‬ ‫الوصول الى توافق بين هذه األطراف وخاصة بين‬ ‫حركة النهضة االسالمية من جهة وبين تحالف‬ ‫المعارضة والمنظمات الوطنية من جهة أخرى‬ ‫باعتبار التقاطع الواضح بين مبادرة االتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل و تحالف أحزاب المعارضة (‬ ‫الخالف حول نقطة حل المجلس التأسيسي من‬ ‫عدمه).؟‬ ‫ثمة عدة صعوبات حزبية وأخرى موضوعية‬ ‫مازالت تقف حجرة عثرة أمام الخروج بخطوة‬ ‫توافقية من هذه الصعوبات :‬ ‫أوال:التباين الكبير في تقييم خطورة األزمة‬ ‫ُ‬ ‫وتداعياتها، حركة النهضة تصرّ أن ال تعيش أزمة‬ ‫إنما فقط بعض الصعوبات مردها أداء المعارضة‬ ‫والنقابات التي تعرقل اإلنتاج والدورة االقتصادية،‬ ‫62‬
  • 27. ‫واإلعالم غير المحايد، والثورة المضادة المتحالفة‬ ‫مع اإلرهاب الذي يربك الوضع العام في البالد.‬ ‫وتؤكد الحكومة أنها حققت تقدما في انجاز أهداف‬ ‫الثورة مستندة في ذلك إلى أرقام المعهد الوطني‬ ‫(تونسي) لإلحصاء الذي نشر مؤخرا ان نسبة‬ ‫النمو المحققة خالل السداسية األولى من سنة‬ ‫2413 بلغت نحو 2 بالمائة، وبالتالي (من وجهة‬ ‫نظر حركة النهضة) ليس هناك من داع لحل‬ ‫الحكومة الحالية، أما المجلس الوطني التأسيسي‬ ‫فترى أنه تقدم في أشغاله بنسبة 11 بالمائة ولم تبق‬ ‫له إال بعض الملفات المحدودة، فلماذا (من وجهة‬ ‫نظر النهضة) العودة الى النقطة صفر .‬ ‫هذا التقييم ترفضه المعارضة والمنظمات الوطنية‬ ‫وتعتبر أن األزمة في تونس عميقة مستندة إلى‬ ‫تقارير المنظمات والهيئات الدولية والى أراء‬ ‫الخبراء المحليين إلى جانب تقديرات منظمة‬ ‫األعراف ومنظمة العمال حول عمق االزمة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية، وتعتبر أن حركة النهضة‬ ‫72‬
  • 28. ‫والحكومة بصدد مغالطة التونسيين من خالل أرقام‬ ‫غير واقعية .‬ ‫ثانيا: حركة النهضة تنظر الى معارضيها الذين‬ ‫يعتبرون ان حكومة الترويكا فشلت في ادارة البالد‬ ‫على انهم انقالبيون يخططون "سرا وعالنية"‬ ‫لالنقالب عليها وعلى الشرعية االنتخابية. فيما‬ ‫تعتبر المعارضة أن الشرعية االنتخابية هي‬ ‫تفويض شعبي النجاز مهام محددة فشلت فيها‬ ‫حركة النهضة والحكومة، وأن حركة النهضة‬ ‫بتمسكها برمزية نتائج انتخابات 23 اكتوبر‬ ‫4413 هي تحاول أن تلغي نحو سنتين من ادارتها‬ ‫للبالد وما يفرضه من تقييم، سنتان (حسب‬ ‫المعارضة) من األزمات االقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية واألمنية تكاد تلحق تونس بالدول‬ ‫الفاشلة.‬ ‫والى جانب هذين العاملين فإن حركة النهضة تعتقد‬ ‫انها مستهدفة إلخراجها من الحكم من طرف‬ ‫"التيارات العلمانية المعادية لإلسالم" وهذا العنوان‬ ‫تحاول في عديد المناسبات ابرازه لكسب عطف‬ ‫82‬
  • 29. ‫الفئات الشعبية لكن يبدو أنه لم يعد يلق الصدى‬ ‫بسبب رفض التونسيين تقسيمهم بين "مؤمنين‬ ‫وكفار".‬ ‫مناورات المفاوضات‬ ‫المفاوضات غير الحوار، فهي ال تستند الى قوة‬ ‫الحجة بل الى موازين القوى والقدرة على استغالل‬ ‫ثغرات الطرف المقابل وخاصة الى المناورة، وهو‬ ‫ما تحاول االطراف المتدخلة في العملية التفاوضية‬ ‫ممارسته خاصة حركة النهضة التي يذهب عديد‬ ‫المراقبين في تونس أنها أكثر األطراف مناورة‬ ‫لتحقيق أهدافها. فهي التي ناورت إلجهاض مبادرة‬ ‫االتحاد العام التونسي للشغل حول الحوار الوطني‬ ‫(مبادرة 14 أكتوبر 3413) وهي التي ناورت‬ ‫إلجهاض مبادرة حكومة كفاءات وطنية الي‬ ‫طرحها رئيس الحكومة األسبق وأمينها العام‬ ‫حمادي الجبالي بعد اغتيال شكري بلعيد يوم 1‬ ‫شباط/ فيفري 2413 ، وهي مبادرات كان يمكن‬ ‫أن تجنب تونس ما تعيشه اليوم من تجاذبات‬ ‫ومصاعب وأزمات.‬ ‫92‬
  • 30. ‫ناورت حركة النهضة بعد اغتيال محمد البراهمي‬ ‫(23 تموز/ جويلية 2413) وتوسُّع رقعة المنادين‬ ‫بحل الحكومة، فاتجهت الى تجييش الشارع يوم 3‬ ‫آب/ أوت 2413 لتقول إن شرعيتها االنتخابية‬ ‫مسنودة بشرعية شعبية، فتم الرد عليها من طرف‬ ‫المعارضة يومي 1 و24 من الشهر نفسه‬ ‫بمسيرتين ضخمتين شارك فيهما مئات اآلالف،‬ ‫مما دفع حركة النهضة للتراجع عن خيار الشارع،‬ ‫بل وطالب قياديوها بإبعاد الشارع عن أي تجاذب‬ ‫سياسي .‬ ‫وناورت حركة النهضة بالتلويح أن خروجها من‬ ‫الحكم وحل الحكومة الحالية يعني الفراغ والفوضى‬ ‫والدخول في أزمة جديدة، فتم الرد أن خريطة‬ ‫الطريقة مضبوطة من ناحية المهام والتوقيت،‬ ‫فاختارت المناورة الختراق جبهة المعارضة‬ ‫والمنظمات الوطنية (اللقاء الذي جمع مؤخرا السيد‬ ‫راشد الغنوشي بالسيد الباجي قائد السبسي) اعتقادا‬ ‫منها أن من شأن ذلك أن يُضعف ويربك خصومها،‬ ‫لكن يبدو ان محاولة االختراق لم تنجح ويظهر ذلك‬ ‫03‬
  • 31. ‫على االقل من خالل تمسك جبهة االنقاذ و‬ ‫المنظمات الوطنية بأهدافها.‬ ‫وناورت أيضا باإلعالن عن قبولها بمبادرة االتحاد‬ ‫التونسي للشغل كمنطلق للحوار الوطني مقدمة هذا‬ ‫القبول بأنه تنازل من ناحيتها، لكن تم رفض هذه‬ ‫الخطوة ومطالبتها بضرورة اإلعالن عن حل‬ ‫الحكومة الحالية كشرط أساسي النطالق الحوار‬ ‫الوطني.‬ ‫المراقبون في تونس يفسرون فشل النهضة في‬ ‫مناوراتها في التعاطي مع األزمة الراهنة إلى أن‬ ‫النهضة فقدت أغلب األوراق إلي تناور بها وفقدت‬ ‫ثقة المجتمع السياسي و المدني العتمادها دائما‬ ‫اسلوب االلتفاف و افراغ المبادرات من محتواها‬ ‫الحقيقي بما يخدم أهدافها وأيضا الى الخبرة التي‬ ‫اكتسبتها المعارضة منذ اغتيال شكري بلعيد، وهو‬ ‫ُ‬ ‫ما سيدفع حركة النهضة لتقديم تنازالت تسقط‬ ‫خطوطها الحمراء في التفاوض.‬ ‫وما يؤكد هذا االعتقاد ان انشغال حركة النهضة‬ ‫بالمناورة ضد جبهة المعارضة جعل شريكاها في‬ ‫13‬
  • 32. ‫الحكم أي حزبي التكتل و المؤتمر من أجل‬ ‫الجمهورية يبتعدان عنها نسبيا، يظهر ذلك من‬ ‫خالل عديد المؤشرات منها دعوة المجلس الوطني‬ ‫لحزب التكتل المنعقد يوم 24 آب/ أوت الى تشكيل‬ ‫حكومة غير حزبية، وأيضا عدم توقيع الحزبين‬ ‫على بيان 24 أوت الذي اصدرته حركة النهضة‬ ‫مع عدد من األحزاب ويتضمن رؤية هذه االحزاب‬ ‫للمخرج من االزمة.‬ ‫ويرى المراقبون ان هذه األزمة عمقت من عزلة‬ ‫حركة النهضة السياسية و االجتماعية و هو ما قد‬ ‫يدفعها لتقديم تنازالت في الفترة المقبلة ربما هي‬ ‫اآلن بصدد البحث عن الغطاء لها ما يحفظ لها ما‬ ‫الوجه.‬ ‫موقع مراسلون (23/1/2113)‬ ‫23‬
  • 33. ‫لماذا قبلت النهضة مبادرة اتحاد الشغل؟ وتقدير‬ ‫استعدادها لجولة الحوار الوطني؟‬ ‫إعالن زعيم حركة النهضة اإلسالمية السيد راشد‬ ‫الغنوشي اليوم الخميس القبول بمبادرة االتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل كمنطلق للحور الوطني بين‬ ‫الفاعلين السياسيين واالجتماعيين في تونس ، هو‬ ‫إعالن تجاوز المربع األول في المفاوضات التي‬ ‫تجري منذ اغتيال محمد ابراهمي يوم 23 جويلية‬ ‫الفارط للخروج من عنق األزمة السياسية .‬ ‫لقد رفضت حركة النهضة طيلة األسابيع األخيرة‬ ‫كافة المبادرات التي تدعو إلى حل الحكومة الحالية‬ ‫ُ‬ ‫و تشكيل حكومة كفاءات وطنية تنهي ما تبقى من‬ ‫المرحلة االنتقالية ،وناورت بأكثر من ورقة إلسقاط‬ ‫هذه الدعوات ومنها دعوة االتحاد العام التونسي‬ ‫للشغل .‬ ‫ناورت بشيطنة الداعين لحل الحكومة بأنهم يدعون‬ ‫إلى الفوضى و العدم وخلق الفراغ، وناورت بورقة‬ ‫33‬
  • 34. ‫الشارع من خالل تنظيمها يوم 3 أوت تجمعا‬ ‫ألنصارها لدعم "شرعية الحكومة" ، ناورت‬ ‫بورقة التخويف من العنف مستندة إلى التجربة‬ ‫المصرية بعد عزل محمد مرسي ، وناورت بورقة‬ ‫اختراق جبهة المعارضة وإضعافها.‬ ‫لكن الواضح أن كافة هذه األوراق فشلت في‬ ‫إسقاط مطلب حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة‬ ‫كفاءات وطنية ، بل ازدادت العزلة السياسية و‬ ‫االجتماعية للحركة حتى من جانب شريكها في‬ ‫الحكم حزب التكتل الذي التحق بدوره بركب‬ ‫الداعين إلى تشكيل حكومة غير حزبية. وفي‬ ‫المقابل تدعّمت وحدة المعارضة مدعومة بأكبر‬ ‫المنظمات الوطنية ( اتحاد الشغل و منظمة‬ ‫األعراف و هيئة المحامين ورابطة الدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان) حول مطلب حل حكومة الترويكا‬ ‫الحالية.ويبدو واضحا أن حركة النهضة أصبحت‬ ‫واعية بعزلتها و بإصرار المعارضة على تحقيق‬ ‫43‬
  • 35. ‫هدفها ، مما دفعها إلسقاط خطها األحمر أي حل‬ ‫الحكومة الحالية و القبول بحكومة كفاءات .‬ ‫*****‬ ‫الخروج من الربع األول ينتظره مربع ثان و هو‬ ‫الحوار الوطني على قاعدة مبادرة االتحاد العام‬ ‫التونسي للشغل ، و ربما تنظر حركة النهضة أن‬ ‫تحقق من خالله مكاسب سياسية تعوّ ض ما فقدته‬ ‫في المربع األول ، و ربما أيضا تنظر تنازالت من‬ ‫المعارضة تكون في مستوى تنازل حركة النهضة‬ ‫عن الحكم ، وهو ما سيجعل مفاوضات الحوار‬ ‫الوطني المنتظر ال يقل تجاذبا عن المفاوضات‬ ‫األولى وستكشف خاللها حركة النهضة عن أوراق‬ ‫جديدة ربما منها:‬ ‫‪ ‬إن تنازلها عن الحكم هو خدمة للمصلحة‬ ‫الوطنية ومصلحة تونس واذا رفضت‬ ‫ُ‬ ‫المعارضة أي تنازل فإنها تعتبر بذلك غير‬ ‫معنية بالمصلحة الوطنية، وستحاول حركة‬ ‫53‬
  • 36. ‫النهضة خلق قاعدة فرز جديدة تقوم على‬ ‫اساس من مع المصلحة الوطنية ومن ضدها‬ ‫‪ ‬ستحاول الدفع لتأجيل النظر في بعض‬ ‫عناصر مبادرة اتحاد الشغل من ذلك نقطة‬ ‫مراجعة التسميات والتعيينات التي تمت على‬ ‫أساس الوالء .‬ ‫‪ ‬كما ستحاول اإلطالة في فترة الحوار الوطني‬ ‫ربما للوصول إلى تاريخ 23 أكتوبر المقبل‬ ‫وهي المبادرة التي سبق أن تقدمت بها‬ ‫حركة النهضة ورفضتها المعارضة.‬ ‫والحقيقة موضوعية أن المربع الثاني من‬ ‫المفاوضات لن يكون اقل صعوبة من مفاوضات‬ ‫األسابيع األخيرة .‬ ‫33/1/2113‬ ‫63‬