SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  13
Télécharger pour lire hors ligne
‫االقتصاد السوري – المشكالت والحلول‬
                                                                                  ‫د. عارؼ دليمة - محاض ة ىامة بتاريخ: 9/2/1002‬
                                                                                                        ‫ر‬

  ‫مقدمة: ولد الدكتور عارؼ دليمة في الالذقية عاـ 3491، وىو مفكر اقتصادي كبير، شغؿ منصب عميد كمية االقتصاد في جامعة دمشؽ،‬
      ‫وحاضر في جامعات عربية وعمؿ مستشار اقتصاديا في الكويت بيف 1891-6891 (الميعد العربي لمتخطيط ثـ وز ة الصناعة والنفط‬
                     ‫ار‬                                                              ‫ا‬
     ‫الكويتية) ، كتب في االقتصاد والسياسة، وعزؿ مف الخدمة عمى خمفية مواقفو الفكرية االقتصادية والسياسية. وىو أحد أركاف جمعية العموـ‬
    ‫االقتصادية والمشارؾ الدائـ والفعاؿ في أعماليا ونشاطيا، عضو لجنة التنمية االقتصادية واالجتماعية أو ما عرؼ بمجنة اؿ 81، وعضو‬
                        ‫ُ‬
                                                                                         ‫الييئة التأسيسية لمجاف إحياء المجتمع المدني.‬

       ‫ي ػ المشكالت‬‫إعتقؿ ما بيف 9 أيموؿ (سبتمبر) 1002 حتى 7 آب (أغسطس) 8002 عمى خمفية محاض ة لو بعنواف "االقتصاد السور‬
                                             ‫ر‬
    ‫والحموؿ"، وجيت إليو تيـ إثا ة النع ات الطائفية، والدعوة إلى عصياف مسمح، ومنع السمطات مف ممارسة مياميا، ونشر معمومات كاذبة،‬
                                                                                          ‫ر ر‬
  ‫والسعي إلى تغيير الدستور بطرؽ غير قانونية. عـ البعض أف السبب الرئيسي ىو آ ائو ضد الفساد ودعواتو إلى إطالؽ الحريات والعمؿ‬
                                               ‫ر‬                               ‫ويز‬
    ‫مف أجؿ اإلصالح السياسي واالقتصادي. وقد حوكـ أماـ محكمة أمف الدولة وصدر بحقو في 13 يوليو (تموز) 2002 حكـ بالسجف مدة‬
      ‫عشر سنوات مع األشغاؿ الشاقة. حيث أصدرت محكمة أمف الدولة العميا حكميا بالسجف عميو مدة عشر سنوات، بتيمة االعتداء الذي‬
    ‫عية", مف جانبيـ أكد محامو‬‫"يستيدؼ تغيير الدستور بطرؽ غير مشروعة، والقاء الخطب بيدؼ إلثا ة عصياف مسمح ضد السمطات الشر‬
                                                        ‫ر‬
                                          ‫الدكتور عارؼ دليمة بأف التيـ الموجية إليو تفتقر الركف القانوني والركف المادي والركف المعنوي.‬


                                                                           ‫المحاضرة: االقتصاد السوري – المشكالت والحلول‬

       ‫ح‬‫أشكر اإلخوة في منتدى الدكتور جماؿ األتاسي لدعوتي إلى ىذا المنبر الياـ الذي يحمؿ ىموـ ىذا الوطف وقضايا ىذا الشعب، ويطر‬
                                                                       ‫ر‬                 ‫ِ‬
 ‫مشكالتو الممحة، والذي يمكف اعتبا ه أىـ معيف ومساعد عمى إخ اج البالد مف أزماتيا ومشكالتيا االقتصادية واالجتماعية والسياسية فيما لو‬
                                                                                                ‫ر‬
                                                                                           ‫ُ‬
                                                                                             ‫أُخمصت النية وحظي بالتقدير الصحيح.‬ ‫ِ‬
                                                                                                                              ‫ْ َ‬

‫مازلنا كما سمعنا منذ قميؿ نعيش في نظاـ تؤخذ فيو الناس بجري ة أقواليا، وما اؿ النظاـ حتى اآلف ال يأخذ الناس بجري ة أفعاليـ. أصبح القوؿ‬
                    ‫ر‬                                     ‫ز‬              ‫ر‬                 ‫َ‬
  ‫جريمة، أما الفعؿ ميما بمغ مف الخطر عمى البالد والعباد، فال يعتبر جريمة يحاسب عمييا. آف اآلف أف نعترؼ بحرية ال أي والكممة والقوؿ،‬
                   ‫ر‬                                      ‫ُ‬           ‫ُ‬
                                  ‫وأف نحاسب الناس عمى أعماليـ ونتائج أفعاليـ التي يتحمؿ الوطف والشعب والحاضر والمستقبؿ أعباءىا.‬
                                                                           ‫ّ‬

    ‫ج منيا، فيذه المشكمة كانت موضع نقاش دائـ في‬‫ي ونرسـ وصفات الخرو‬‫مف المستحيؿ في محاض ة أف نحيط بمشكالت االقتصاد السور‬
                                                                                                 ‫ر‬
‫ندوات الثالثاء االقتصادية عمى مدى اؿ 51 عاماً الماضية، شارؾ فييا العديد مف االقتصادييف السورييف والمختصيف مف مختمؼ االتجاىات.‬
   ‫وكاف الفضؿ ليذه الندوات في الكشؼ عف القضايا الخطي ة التي تعتمؿ في واقعنا االقتصادي واالجتماعي، والتي قوبمت في معظـ األحياف‬
                                                                          ‫ر‬
  ‫باإلع اض أو االستنكار أو االتياـ، ولكف حظيت في النياية باالعت اؼ، وأدت إلى بعض التغيي ات. لكف ىذه التغيي ات بقيت تغيي ات فوقية‬
         ‫ر‬            ‫ر‬                  ‫ر‬                       ‫ر‬                                                       ‫ر‬
   ‫ي تخطيطيا وتنفيذىا عمى األرض، وفي رقبة‬‫اسمية شكمية، لـ تصؿ إلى جوىر القضية، إلى تمؾ السياسات االقتصادية واالجتماعية الجار‬
                                                                                         ‫ي، وفي رقاب أبناء ىذا الوطف.‬‫االقتصاد السور‬
‫ي حيا واإلجابة عمييا. يجب أف نسجؿ اإليجابيات في السنة األخي ة أف جميع الجيات‬
                    ‫ر‬                           ‫ّ‬                             ‫وىناؾ الكثير مف األسئمة التي أصبح مف الضرور طر‬
                       ‫ُِ‬                                                             ‫ُ ِّ‬
 ‫ر‬                              ‫ر‬    ‫ِّ َ‬
‫الرسمية أصبحت تتابع المسألة االقتصادية، شكمت المجاف العديدة مف مختمؼ المواقؼ واآل اء، وقُدمت الد اسات، نشرت الكثير مف ىذه اآل اء‬
                                             ‫ر‬
  ‫في وسائؿ اإلعالـ، لكف ىذه اإليجابية ما ت اؿ عمى الورؽ، لـ تتحوؿ بعد إلى فعؿ إصالحي حقيقي. إذاً ىنالؾ دائ ة مسدودة ومازلنا نخض‬
  ‫ّ‬                    ‫ر‬                                                  ‫ّ‬                    ‫ز‬
                       ‫ر ر‬                     ‫ر‬        ‫َّ‬                       ‫َّ‬
  ‫الماء ال نحصد زبدة، وما اؿ الحديث يدور في الف اغ. تُشكؿ المجاف تمو المجاف، تُقدـ االقت احات، لكف المباد ة والق ار والفعؿ ما اؿ في واد‬
          ‫ز‬                                                                             ‫ر‬                     ‫ز‬                 ‫و‬
                                                                                                                                    ‫آخر.‬

     ‫كمنا نعمـ قوة اليجمة الوحشية التي نتعرض ليا ونواجييا عمى أرض فمسطيف وفي الوطف العربي عموماً. فنحف نعيش عصر اإلمبريالية،‬
    ‫وتحوليا إلى إمب اطورية عالمية، وليس لنا مكاف في ىذه اإلمب اطورية إال أف نكوف غذاء في أحشائيا : أرضاً وموارد طبيعية وأموا ً وبشر،‬
     ‫اً‬   ‫ال‬                                       ‫ً‬                     ‫ر‬                                         ‫ر‬            ‫ّ‬
‫وىذا يتطمب يقظة مضاعفة. حجـ اليجمة التي يتعرض ليا الوطف العربي أضعاؼ ما يتعرض لو أي مكاف في العالـ. ىنا أُضيفت الصييونية‬
                                                 ‫ّ‬                                   ‫ّ‬
  ‫إلى اإلمبريالية، الصييونية التي ال تقبع في ما سمي بدولة إس ائيؿ عاـ 84، وانما الصييونية التي أصبح ليا امتدادات عمى مساحة الوطف‬
                                                                    ‫ر‬            ‫ُ‬
                               ‫العربي حيث شَّت ألسنة وأيدي الدوؿ واألنظمة العربية حتى في قوؿ كممة في وجو أمريكا اعية إس ائيؿ.‬
                                   ‫ر‬       ‫ر‬                                                                   ‫ُم‬

     ‫األخطر ىو االقتصاد.. يمكف أف ن اود إلى األبد بالشعا ات والمواقؼ الثورية، ولكف مف المؤسؼ أف ال نكتشؼ أنو تحت ىذا الغطاء مف‬
                                                                         ‫ر‬                    ‫ز‬
    ‫الشعا ات الثورية ىنالؾ مف يفعؿ فعالً مضاداً عمى األرض، ومف ّغ إمكانيات ىذه األمة ويمتص الدماء مف عروؽ مواطنييا، ومع ذلؾ‬
                                     ‫ّ‬                         ‫يفر‬                                                  ‫ر‬
     ‫فيناؾ مف يغطيو بالشعا ات والخطابات والمقاالت وكأف شيئاً لـ يكف، فكيؼ يمكف ليذيف النقيضيف أف يجتمعا في وقت واحد، في سمطة‬
                                                                                                     ‫ر‬
      ‫واحدة، في دولة واحدة، في حزب واحد، وفي أجي ة واحدة ؟ كيؼ يمكف أف يستمر القوؿ نقيض الفعؿ، والفعؿ نقيض القوؿ ؟ لقد دفعت‬
                                                                               ‫ز‬
 ‫سورية، دولة وشعباً، ثمناً غالياً ليذا التناقض. عمى مدى العقود الماضية عشنا في ظؿ نظاـ ذي وجييف، كعممة ال افت اؽ بيف وجيييا : وجو‬
                   ‫ر‬
   ‫ي أمني سياسي يرفع الشعا ات القومية الثورية الوطنية االشت اكية، ووجو اقتصادي اجتماعي يق ّع أوصاؿ الدولة والشعب والمواطف.‬
                                  ‫ط‬                             ‫ر‬                                ‫ر‬                        ‫عسكر‬
       ‫لمغ ابة كانت العالقة بيف ىذيف الوجييف عالقة تحالؼ ودعـ متبادؿ لدرجة انو كاف مف الصعب في كثير مف األحياف أف تحكـ أي مف‬
                                                                                                                       ‫ر‬
‫الوجييف ىو الذي يحكـ اآلخر. كانا يتبادالف المواقع، يحتؿ ىذا الوجو أحياناً مكاف الشكؿ واآلخر مكاف المضموف، ولكف عندما يختؿ التوازف‬
        ‫ّ‬
‫عاف معاً إلى إعادة التوازف والى إعادة اقتساـ األدوار والمواقع ليعود التوازف مف جديد. آف لسورية‬‫بينيما كانت تتيدد البالد أزمة وانفجار، فيسار‬
           ‫أف ج مف ىذه االزدواجية المكمفة وطنياً وقومياً وانسانياً وأخالقي ً لتظير بوجو واحد، القوؿ فييا ىو الفعؿ والفعؿ فييا ىو القوؿ.‬
                                                                      ‫ا‬                                                             ‫تخر‬

‫مف متابعتنا لموقائع االقتصادية والسياسات الجارية ال بد أف نتساءؿ : ىؿ ىناؾ إدا ة اقتصادية عامة في سورية ؟ رسمياً ىناؾ إدا ة اقتصادية‬
         ‫ر‬                                          ‫ر‬                         ‫ّ‬
 ‫ىا، فعمياً ىؿ ىذه الحكومة والوز ات تؤدي وظيفة عامة في مواقعيا العامة أـ تؤدي وظائؼ خاصة ؟ عمى‬
                                                             ‫ار‬                              ‫عامة فينالؾ حكومة ووز ات وغير‬
                                                                                                   ‫ار‬
      ‫مدى خمسة عشر عاماً ونحف ىف أف ىذه اإلدا ة االقتصادية تؤدي وظائؼ خاصة في مواقعيا العامة. بالتالي نتساءؿ : ىؿ نستطيع‬
                                                                               ‫ر‬               ‫نبر‬
 ‫الحديث في سورية عف اقتصاد وطني ؟ في دوؿ أوروبا وأمريكا وأي دولة في العالـ غـ أنيا اقتصادات أسمالية وطبقية، لكف عندما يزدىر‬
                               ‫ر‬                 ‫ور‬
  ‫االقتصاد يرتفع مستوى الجميع : ال أسماليوف والعماؿ والعاطموف حتى عف العمؿ، وعندما يصاب االقتصاد بالركود يخسر الجميع : أصحاب‬
                                                                                          ‫ر‬
‫المميا ات والعامموف برواتبيـ و ىـ والعاطموف عف العمؿ، لذلؾ نقوؿ أنو ىناؾ اقتصاد وطني في أمريكا وفي الياباف مثالً. لكف ىؿ نستطيع‬
                                                                                               ‫أجور‬                    ‫ر‬
      ‫القوؿ أف ىناؾ اقتصاد وطني في سورية ؟ ىنالؾ اقتصاداف : اقتصاد ال يعرؼ األزمة والركود، في ازدىار دائـ، في وف ة دائمة، بؿ في‬
                   ‫ر‬
‫حاالت األزمة والركود يزداد اكتناز، وىو اقتصاد القمة، أعضاء الشركة المشتركة، مف ىـ في السمطة وشركاؤىـ ج السمطة، وىنالؾ اقتصاد‬
                       ‫خار‬                                                                 ‫اً‬
‫القمة الساحقة، وى الء إذا ازدىر االقتصاد أـ ماؿ إلى الركود، خسرت البالد أـ فقرت ىـ في حالة فقر مت ايد، أوضاعيـ ال عالقة ليا بالوضع‬
                               ‫ز‬                                                                               ‫ؤ‬
‫االقتصادي العاـ، وانما تتحدد أوضاعيـ بسياسات رسمية تُطبؽ عمى مدى عقود بشكؿ منتظـ ومحكـ، في الوقت الذي ت اجعت فيو الدولة عما‬
 ‫ّ‬                ‫ر‬                                                 ‫ّ‬
‫يسمى بالتخطيط لمتنمية االقتصادية واالجتماعية، التخطيط الذي يضع مؤش ات عمى الدولة والسمطة بكؿ مستوياتيا. لكف نالحظ أف خطة‬
                                                        ‫ر‬                                                                ‫ّ‬
     ‫بديمة غير معمنة تُطبؽ بإحكاـ وبتناسؽ شديد، ىذه الخطة تقضي بتحطيـ مقومات االقتصاد الوطني، بإفقار المجتمع وتيجير قواه الحية،‬
                                                                                                      ‫وبمصاد ة مستقبؿ األجياؿ القادمة.‬
                                                                                                                              ‫ر‬

‫لـ تعد إذاً مق الت التنمية االقتصادية واالجتماعية التقميدية المعروفة موجودة في حياتنا، واف كنا أحياناً نسمعيا ونق أىا في النصوص الرسمية.‬
                     ‫ر‬                                                                                                  ‫و‬
    ‫لكف ىذه النصوص الرسمية ال تساوي الورؽ الذي تُكتب عميو، أ الً ألنيا تتبع منيج النفاؽ االقتصادي، االزدواجية، تزوير األرقاـ والوقائع‬
                                                                           ‫و‬
       ‫والحقائؽ عمى طوؿ الخط. إننا في سورية ال نمتمؾ رقماً واحداً حتى حيث ال يمكف تزوير الرقـ، أي في المصارؼ أو مي انية المصرؼ‬
                 ‫ز‬
  ‫ي وخزينة الدولة. ىناؾ في سورية تُطبؽ أشد أشكاؿ السرية حيث الشفافية يجب أف تكوف كاممة ومطمقة. يجب أف توضع ىذه األرقاـ‬
                                                                                   ‫ّ‬                                  ‫المركز‬
  ‫المالية والمصرفية والنقدية في أيدي الشعب وكؿ باحث. فكيؼ نفسر ىذه السرية التي ال مثيؿ ليا في العالـ : سرية الرقـ المالي، سرية الرقـ‬
  ‫ي، سرية األرقاـ المصرفية. لذلؾ كنا نقوؿ دائماً أننا بحاجة إلى فريؽ عمؿ وطني مستقؿ مف ج ىذه الجيات‬
              ‫خار‬                                                                                  ‫النقدي في المصرؼ المركز‬
‫ليقوـ بجرد الحقيقة وتقديميا دوف أي تزوير أو تحريؼ مما يستر التالعبات الخطي ة التي ي في قمب النظاـ االقتصادي وفي جيا ه الدموي‬
       ‫ز‬                                  ‫تجر‬   ‫ر‬
                                                                                                                              ‫والعصبي.‬

‫ويتحدثوف عف االنتقاؿ إلى اقتصاد السوؽ، لكف سورية ليا منيج خاص مميز في االنتقاؿ إلى اقتصاد السوؽ، أسميو اقتصاد السوؽ األو ي،‬
  ‫امر‬
     ‫ليس فقط نظاـ التخطيط الذي اتبعناه كاف نظاماً أوامرياً، بؿ إنيـ ينتقموف إلى اقتصاد السوؽ بطريقة أوامرية. أي يفصموف المصالح التي‬
                     ‫ّ‬
       ‫تتشكؿ في ىذا االنتقاؿ عمى قياسات أشخاص محدديف مسبقاً. صدر أخير قانوف السماح بالمصارؼ الخاصة واألجنبية، قانوف إلنشاء‬
                                                            ‫اً‬                                                        ‫ّ‬
‫الجامعات الخاصة واألجنبية، لكف كؿ ىذه اإلحداثيات الجديدة مف مصارؼ وجامعات وبورصة مصاد ة مسبقاً ألسماء محددة مسبقاً. وبالتالي‬
                                     ‫ر‬
‫ي تزداد انحصار، الممكية االقتصادية في سورية تزداد انحصار، وربما ىذا أخطر تحوؿ في أي نظاـ اقتصادي بغض‬
‫ّ‬                                           ‫اً‬                                        ‫اً‬            ‫فإف ممكية الشعب السور‬
 ‫النظر عف طبيعتو. ال أسمالية االحتكارية تضع عمى اس اعتبا اتيا الشعب، تحاوؿ قدر اإلمكاف إش اؾ الشعب في الممكية وتضمف حداً أدنى‬
                                   ‫ر‬                                ‫ر‬        ‫ر‬                          ‫ر‬
  ‫ع‬‫لمستوى معيشتو. وىنا، مقولة الشعب واإلنساف والمواطف لـ يعد ليا مكاف ال حساب في سياسات إدارتنا االقتصادية في سورية. لذلؾ ممنو‬
                                                          ‫و‬
   ‫ع معرفة‬‫ع معرفة البطالة الحقيقية، ممنو‬‫ع إج اء د اسات عف الفقر، ممنو‬
                                                          ‫إج اء د اسات تكشؼ الواقع الحقيقي االقتصادي واالجتماعي، ممنو ر ر‬
                                                                                                                ‫ر ر‬
 ‫ع معرفة كيؼ يتطور المستوى الغذائي لمسكاف والمستوى الصحي وكيؼ يتطور تمبية الحاجات األساسية‬‫لماذا يتدفؽ الناس طمباً لميج ة، ممنو‬
                                                                                                ‫ر‬
          ‫ع معرفة كيؼ يتطور الواقع االقتصادي واالجتماعي حقيقة عمى األرض في سورية.‬‫مف مسكف وممبس وغذاء وصحة وتعميـ، وممنو‬

 ‫لذلؾ أتساءؿ أماـ تمؾ السياسات االقتصادية التي فندناىا مط الً في ندوات الثالثاء االقتصادية، مف ىي الجية الرسمية في سورية التي تضع‬
                                                                       ‫و‬
   ‫السياسة االقتصادية وتناقشيا ّىا وتتبع تنفيذىا ؟ إنيـ أف اد، ىؿ ىـ فعالً األف اد، ىذا الوزير أو ذاؾ، ىذا المدير أو ذاؾ ؟ ظاىرياً يبدو‬
                                                         ‫ر‬                    ‫ر‬                          ‫وتقر‬
‫األمر كذلؾ. وأخطر الوز ات التي تتحمؿ أخطر المسؤوليات االقتصادية يبدو وكأف السياسة االقتصادية تنبع منيا وتصب فييا. ال يوجد جية‬
          ‫و‬                                                                                          ‫ار‬
 ‫رسمية في سورية – غـ أننا نتحدث عف حزب قائد وعف جبية وطنية ومجمس شعب ومجمس وز اء ولدينا جامعات وآالؼ االقتصادييف حممة‬
                                       ‫ر‬                                                            ‫ر‬
‫الدكتو اه – لكننا ال ى جية رسمية في سورية تبحث في ما ىي السياسة االقتصادية – االجتماعية المناسبة في سورية، تناقشيا ىا وتتبع‬
       ‫وتقر‬                                                                                           ‫نر‬           ‫ر‬
  ‫تنفيذىا وتحاسب عمى نتائج ىذا التنفيذ. ال أعتقد أف ىناؾ بمداً وصؿ إلى ىذه جة مف التسيب، فأخطر السياسات االقتصادية التي تحدد‬
                                        ‫ّ‬          ‫الدر‬                              ‫و‬
 ‫مصيرنا ىي ظاىرياً تبدو أنيا مف صنع أف اد تنبع مف بيف أصابعيـ وتصب عندىـ، وكاف الشعب بكاممو والمجتمع بكاممو والدولة بمؤسساتيا‬
                                                                                      ‫ر‬
                                     ‫وسمطاتيا المختمفة ال عالقة ليا بيذه القضية، وىي قضية بيروق اطية فنية ال أىمية ليا عمى اإلطالؽ.‬
                                                                       ‫ر‬
‫فعندما نتناوؿ أي سياسة أو أي ق ار اقتصادي نتساءؿ : ىؿ واضع ىذه السياسة أو متّخذ ىذا الق ار أو من ّذه، ىؿ سمع بشيء اسمو المنطؽ‬
                            ‫ف‬        ‫ر‬                                                        ‫ر‬
‫االقتصادي، عمـ االقتصاد، السياسة االقتصادية المبنية عمى أساس عممي، المرتبطة بأىداؼ اقتصادية واجتماعية محددة ؟ إف ما نشاىده مف‬
      ‫خ المنطؽ االقتصادي والعقالنية االقتصادية والمصمحة الوطنية واالجتماعية والنظاـ‬‫قر ات ووقائع عمى األرض إنما يجافي وبشكؿ صار‬
                                                                                                                          ‫ار‬
‫األخالقي وكؿ شيء إنساني. ىذه المجافاة ترجع إلى أننا تجاىمنا أف اإلنساف ىو اليدؼ وىو الغاية، غـ أف ىذا الشعار معّؽ في كؿ مكاف :‬
              ‫م‬                   ‫ر‬
‫اإلنساف ىو ىدؼ التنمية وغايتيا، لكننا نعاني ازدواجية. بكث ة ما نعّؽ ىذه الشعا ات بقدر ما نتجاىؿ حقيقة السياسات التي تعمؿ ضدىا عمى‬
                                                  ‫ر‬            ‫م‬      ‫ر‬
‫طوؿ الخط. وىنا أتساءؿ : ما ىي المكانة التي يعطييا نظامنا لإلنساف في منظومتو االقتصادية – االجتماعية، حاجاتو، ضرورياتو، العالقات‬
 ‫بيف األجياؿ. عندما ندمر أىـ مقومات البيئة الحيوية في سورية حالؿ عشر سنوات، ونستنزؼ الثروات الباطنية غير المتجددة مف نفط وماء،‬
‫ىا بوحشية، ال يمكف أف يفعؿ ىذا الفعؿ إال عدو، ىؿ فكرنا باإلنساف، بالمستقبؿ، بالص اع مع الصييونية واإلمبريالية الذي يشغؿ حياتنا‬
                                            ‫ر‬                                                                                ‫ونيدر‬
                  ‫كميا ويبرر كؿ ىذه المفاعيؿ ؟ إذاً أقوؿ في السجوف قد يياف اآلالؼ ويذلوف، أما في االقتصاد فتكرـ البالد أو تُباد العباد.‬
                                                                     ‫ُ‬            ‫ُ‬

   ‫في سورية أصبح الوضع النموذجي المعتاد لممواطف أف يكوف غما حاكماً أو محكوماً. أما أف يكوف ال حاكماً ال محكوماً فيذه وضعية غير‬
                           ‫و‬

   ‫مفيومة ال مف قبؿ الحاكميف ال مف قبؿ المحكوميف. أف تكوف حاكماً عند أي مستوى كاف، مف مستوى الشرطي إلخ، يعني أف تكوف طميقاً‬
                                                                                                ‫و‬
‫مف الضوابط تجاه المجتمع وتجاه القانوف وباألخص القانوف المالي، تقوؿ لممحكوميف ما تشاء وتفعؿ في مصالحيـ ما تشاء دوف أف تسأليـ أو‬
‫ترجع إلييـ في شيء. في روما العبودية قبؿ 0002 عاـ، كانوا أسياد العبيد يختاروف إلدا ة مز عيـ األكثر خب ة في الز اعة واألكثر قب الً مف‬
     ‫و‬              ‫ر‬        ‫ر‬              ‫ر ار‬
   ‫قبؿ العبيد، أما في سورية النصؼ الثاني مف القرف العشريف فمـ يعد ال شرط الكفاءة ال شرط القبوؿ مف العبيد ضرورياف في مف يتمطعوف‬
                                               ‫و‬                                                                              ‫ِ‬
                                                                                                                            ‫َ‬
    ‫إلدا ة مز ع العبيد. فأسياد العبيد الجدد ليس ليـ عالقة باالقتصاد الوطني، ليـ عالقة باقتصادىـ الخاص فقط، وليست اإلنتاجية مف بيف‬
                                                                                                                      ‫ر ار‬
 ‫شو ىـ ألف مصادر ثرواتيـ ال تتوقؼ ال عمى وضعية االقتصاد ال عمى مستوى اإلنتاجية والربحية. ففي األزمات والكوارث يمكف أف تكوف‬
                                                                  ‫و‬                                                   ‫اغر‬
   ‫مداخميـ أكثر منيا في الرواج واالزدىار. أما أف تكوف محكوماً فيذا يقتضي أف تنظر كما كاف عبيد روما إلى جميع األوضاع المحيطة بؾ‬
  ‫ىا الخيار الحتمي الوحيد أو الخيار األمثؿ مف بيف جميع الخيا ات الممكنة. وانطالقاً مف ىذه النظ ة فأنت " حر " في‬
                 ‫ر‬                                 ‫ر‬                                                          ‫والحاكمة عميؾ باعتبار‬
                                                                                      ‫تدبير شؤونؾ الحياتية عمى مبدأ " يدؾ وما تطوؿ ".‬

 ‫أف تكوف منظومة مستقمة ج المنظومتيف الحاكـ والمحكوـ، أي معارضة، فيذا يجعمؾ في نظر الحاكميف خائناً وفي نظر المحكوميف شاذاً.‬
                                                                                                    ‫خار‬
     ‫ي إنيا الداللة األىـ عمى أف سورية كانت خالؿ العقود األربعة المنصرمة تعيش ج العصر. وليذا نقوؿ : لـ يعد أماـ سورية أية‬
                                                ‫خار‬                                                                      ‫ولعمر‬
     ‫إمكانية إلضاعة عاماً واحداً آخر بعد ما أضاعت مف عقود. لـ يعد أماميا إال أف تدخؿ العصر بنظاـ يشتمؿ عمى معارضة معترؼ بيا‬
  ‫قانونياً وواقعياً تممؾ جميع شروط العمؿ الحر في السياسة تنظيماً واعالماً، وكفى اختزالً لشعب تعداده 81 مميوف بأربعمائة اسـ أو في مائة‬
                                                   ‫ا‬
  ‫اسـ، مواصفاتيـ األىـ أف ثقة األجي ة المتعددة قد تقاطعت عندىـ لتمنحيـ بطاقة الدخوؿ إلى منظومة الحاكميف، وفي رقابيـ مفاتيح الجنة،‬
                                                                                              ‫ز‬
                                                                                            ‫ودوف استعداد لالستشياد في سبيؿ أي قضية.‬

    ‫جة األولى. إذا كنا نتحدث عف اإلصالح، أي‬‫منذ عشر سنوات عرفت المسألة االقتصادية بأنيا في سورية ىي مسألة غير اقتصادية بالدر‬
                                                                                                            ‫ّ‬
    ‫إصالح : سياسي أو اقتصادي أو ي أو تشريعي أو إعالمي، فإف مربط فرس اإلصالح، ىنا وليس في أي مكاف آخر، أف سورية دولة‬
                                                                                       ‫إدار‬
‫وشعباًً، اقتصاداً وادا ةً، عمماً وأخالقاً، قد دفعت غالياً ثمف النيج الفوقي واالنتقائي في تشكيؿ وفرز طبقة الحاكميف مف األعمى التي ال ترتبط‬
                                                                                                                 ‫ر‬                ‫ً‬
     ‫بشيء ال تحتكـ في شيء إال طبقة المحكوميف. لقد آف األواف لالنتقاؿ مف ىذا النيج المصطنع المدمر إلى النيج الطبيعي، إلى الشعب‬
                                                                                                                       ‫و‬
 ‫غـ مف جميع عيوب ونواقص الديمق اطية التي نعرفيا فإف التاريخ لـ‬
                               ‫ر‬                              ‫ليكوف األرض التي ينبت منيا الحاكموف والتي تحكـ عمى جدارتيـ. وبالر‬
‫ع أسموباً أكثر جدوى كنظاـ حكـ ومنيج حياة. ال يحؽ ألحد االدعاء بأف الديمق اطية نظاـ غريب مستورد، فمدى كؿ شعب عمى األرض‬
                                            ‫ر‬                              ‫و‬                                         ‫يختر‬
   ‫ت اثاً خاصاً في الديمق اطية، غـ الطيؼ الواسع ألشكاليا فيي مف حيث الجوىر واحدة في نياية المطاؼ، إنيا حكـ الشعب لمشعب وليس‬
                                                                                              ‫ور‬   ‫ر‬                    ‫ر‬
                                                                                                                              ‫َّ‬
                                                                                                         ‫حكـ المبشريف بالجنة والمنتقيف.‬

  ‫إف أربعة عقود أو عمر جيؿ مف التجاىؿ القانوني الديالكتيكي المحرؾ لمتطور، قانوف نفي النفي، والقائؿ بالتطور مف الوضعية إلى نقيضيا‬
‫إلى التركيب بيف االثنيف وىو قانوف طبيعي إليي، وقير ىذا القانوف واذاللو بشعار دنيوي وضعي ىو الثبات إلى األبد، قد أدى إلى انتقاـ ىذا‬
    ‫القانوف لنفسو بأف خالؼ طبعو في التطور إلى األماـ والى األعمى بوقؼ منحنى النيوض ونكسو إلى نقطة البدء، وىو ما ى لكؿ نظاـ‬
              ‫جر‬
 ‫تجاىؿ ىذا القانوف. ففي سورية كما في االتحاد السوفييتي ى التحوؿ مف نظاـ التحالؼ اإلقطاعي التقميدي المتفسخ و جوازية الصاعدة‬
               ‫البور‬                                                ‫جر‬
‫ي المتفسخ و جوازية الطفيمية، وذلؾ عبر النقيض الذي كاف يسمى البناء االشت اكي المتآمر عميو بالتثبيت‬
                        ‫ر‬                 ‫ُ‬                                          ‫البور‬       ‫الوضعية إلى نظاـ التحالؼ الثور‬
   ‫المتناقض مع الديالكتيؾ ليمفظ النقيض أنفاسو بعد عقود وىو ما اؿ يجتر ى ليمة الدخمة عمى أنيا الميمة القدر ولكنيا ليمة قدر غير قابمة‬
                                                                ‫ّ ذكر‬  ‫ز‬
                                                                                                                               ‫لمتك ار.‬
                                                                                                                                 ‫ر‬

‫ىكذا نجد أنفسنا في سورية اليوـ وبعد أربعة عقود ونحف ج ما نكوف إلى اإلحياء الستعادة الوعي و ح والقوى المادية والمعنوية لالنطالؽ‬
                                   ‫الرو‬                                   ‫أحو‬
    ‫مف جديد. واذا كاف التاريخ ال يكرر نفسو، واذا ظير ما يشبو التك ار فإنو يكوف تكرر ساخر، كذلؾ شأف مف ال يتخذ مف التاريخ الدروس‬
                                           ‫اً‬   ‫ا اً‬            ‫ر‬
     ‫والعبر، فال يعترؼ بأف العالـ قد تغير، وأف الجديد ال يمكف أف يكوف ال تقميداً ال استمرر لمقديـ حتى بما لو، فكيؼ بما عميو !، ألف ىذا‬
                                                 ‫ا اً‬    ‫و‬
‫االستم ار حتى إذا اعتُقد أنو حوامؿ قوة وايجابيات، فمف يكوف إال إضاعة لمزمف ولمفرص ولإلمكانيات، فإذا كاف متشدداً في التمسؾ باألشكاؿ‬
                                                                                                                          ‫ر‬
                                                                            ‫التي أكمت ىا منذ زمف طويؿ فسيكوف نوعاً مف االنتحار.‬
                                                                                                                    ‫عمر‬

     ‫مف ىنا ضرو ة التجاوز وىو مقتضى فعؿ قانوف نفي النفي الذي إذا لـ ي َّى بشكؿ واع فسيفعؿ فعمو بشكؿ مدمر. فال بد مف تحرير ىذا‬
                                                ‫ٍ‬         ‫ُ مب‬                                                   ‫ر‬
   ‫القانوف الذي ال يقير بخالؼ دساتيرنا وقوانيننا وأنظمتنا اإلدارية والمالية التي طالما أعمنت عف جائ ة تقديرية لمف يكتشؼ فييا مادة واحدة‬
                                       ‫ز‬          ‫ُ‬                                                                   ‫ُ‬
      ‫ِ‬
‫بقيت حية بعد أف جؼ ىا ومطبقة فعالً.. الميـ باستثناء مادة واحدة أصبحت تنافس الش ائع السماوية في الخمود، إذ أنيا تُ َّؽ مف قبؿ كؿ‬
             ‫طب‬                                ‫ر‬                                                       ‫ّ‬     ‫ّ حبر‬
    ‫َ‬
              ‫ِ‬
   ‫مف ىب ودب وبمناسبة ومف غير مناسبة، ومنذ 05 عاماً وىي تزداد شباباً : إنيا المادة 58 في قانوف الموظفيف األساسي وسميتيا األكثر‬
                                                                                                                          ‫ّ‬    ‫ّ‬
                ‫َ‬
                                                                                   ‫َّ‬
  ‫قماءة منيا المادة 831 مف قانوف العامميف الموحد، ولتكوف سورية مع ىذا النسؿ البغيض مف التشريع، الدولة التي تدخؿ القرف اؿ 12 بيذه‬
‫اإلشكالية.. ىذه المواد التي تتدعـ بتوجييات تمغي مادة في الدستور التي تقوؿ أف حؽ التقاضي لممواطف مصاف، فكيؼ نتحدث عف اإلصالح‬
                             ‫ُ‬
    ‫والتنمية واالستثمار ونحف ى ىكذا مناخ عاـ ؟ وأي است اتيجيات أو خطط أو قوانيف تنفع ماداـ ربيع دمشؽ الموعود محتَبس، وتتمنع‬
      ‫ّ‬      ‫َُْ‬                                                       ‫ر‬                          ‫أسر‬
                                                 ‫أ اىي ه مف التفتّح، ومادامت وجوه وقوى الشفط والنحس تنغص العيش عمى البالد والعباد ؟‬
                                                                             ‫ّ‬                                              ‫ز ر‬

     ‫إف شعبنا مياؿ بطبعو إلى االستبشار بالخير، بؿ والى المغاالة أحياناً في استبشار الخير، وكـ سيكوف الخير عميماً بمالقاتو في منتصؼ‬
                                                                                                                       ‫ّ‬
       ‫الطريؽ بموكب نظيؼ مف أولئؾ الذيف لـ يضيعوا يوماً واحداً مف ىـ في فعؿ خير واحد لشعبيـ، وانما فقط ودائماً في التعالي عميو‬
                                                                  ‫عمر‬
        ‫وامتيانو وابتز ه واستباحة حقوقو وثم ات كفاحو وحرمانو مف فرص االرتقاء واعتبا ه جموعاً مف العواـ قاص ة عف التعبير عف حاجاتيا‬
                              ‫ر‬                      ‫ر‬                                       ‫ر‬                    ‫از‬
   ‫وتطمباتيا وعف انتخاب مف ىو أصمح لتمثيميا وادا ة شؤونيا ومصالحيا، ومف ىو أقدر عمى تعويض البالد عما ألحقو وجوه الشفط والنحس‬
                                                                             ‫ر‬
                                                                                             ‫بيا مف اإلفقار واإلذالؿ واألزمات والكوارث!‬
‫إف شعبنا جدير بأف يقاؿ لو : لف نفرض عميؾ مف اليوـ بالقوة أو بنص تشريعي حزباً قائداً أو جبية حاكمة يحتكروف تقاسـ م اكز السمطة إلى‬
             ‫ر‬                                                                                               ‫ُ‬
  ‫األبد، وانما سيكوف الخيار لؾ في تحديد النظاـ االقتصادي واالجتماعي األفضؿ لحياتؾ. فيؿ بقي أمامنا غير ىذا اإلصالح كنقطة انطالؽ‬
‫ج مف العطالة والجمود إلى اإلبداع والنماء والتجدد. سأقدـ نماذج مف تمؾ السياسات، أقوؿ سياسات مرسومة بشكؿ واع ومخطط وىادؼ،‬
             ‫ٍ‬                                                   ‫ّ‬                                                     ‫لمخرو‬
     ‫ولكنني أتساءؿ وأسألكـ : كيؼ يمكف ليذه السياسات أف تُن َّذ ألية غايات ألي أىداؼ ؟ إذا كنت قصير النظر، لـ أستطع اكتشاؼ تمؾ‬
                                                       ‫و‬          ‫َف و‬
   ‫الغايات السامية لمثؿ ىذه السياسات فأنا سأكوف سعيداً لو أف أحداً مف المسؤوليف تفضؿ م ة واحدة وقاؿ : إف ما تقولو خطأ، وأنت ال ى‬
    ‫تر‬                                     ‫ّ ر‬
    ‫الحقيقة، والحقيقة ىي كذا وكذا. إف ما أسمعو دائماً ىو أف ما تقولو صحيح بالكامؿ، ولكف ونحف نوافقؾ عمى كؿ كممة تقوليا نقوؿ لؾ ال‬
                                                                                                               ‫نستطيع فعؿ أي شيء.‬

    ‫إذاً مف ىو الغامض الذي يدير شؤوننا المصيرية ؟ آف األواف لمكشؼ عف ىذا الغامض، ولف تكشؼ عنو السمطات المسؤولة ولو بقي ىذا‬
     ‫ح،‬‫الغامض ألؼ عاـ آخر يفعؿ ما يفعؿ، ولف يكشؼ سر ىذا الغامض إال الشعب المحرر مف القيود بالديمق اطية، باإلعالـ الحر المفتو‬
                                ‫ر‬
                                              ‫بحرية التنظيـ وال أي، سيجد ىذا الغامض نفسو محاصر، منبوذاً ال مكاف لو في ىذا الوطف.‬
                                                                                ‫اً‬                           ‫ر‬

‫ىذا الغامض ليس غامضاً تماماًً، إنيـ أصحاب المميا ات الذيف أصبحوا يمتمكوف مميا ات الد ال ات ج ىذا القطر، ليس مف رواتبيـ وليس‬
                                 ‫و ر خار‬       ‫ر‬                            ‫ر‬                   ‫ً‬
‫مف أرباح مشروعاتيـ، لكف أحداً لـ يسأليـ كيؼ ومف أيف ؟ بؿ إف أحداً لـ يسأليـ كيؼ تحمؿ ضميركـ أف تفعموا بشعبكـ وباقتصادكـ الوطني‬
                                           ‫ّ‬
  ‫وبدولتكـ ما فعمتـ بحرمانيـ مف كؿ شروط الحياة والتقدـ والنماء واالزدىار، وايداع حصيمة ىذا الحرماف عش ات المميا ات مف الد ال ات عداً‬
        ‫ور‬           ‫ر‬         ‫ر‬
         ‫ونقداً في جيوب المؤسسات اإلمبريالية الصييونية ؟ ومع ذلؾ ي ايدوف عمينا بالوطنية، ويتيموننا بأننا نحف الذيف سنستقدـ اإلمبريالية‬
                                                                           ‫ز‬
  ‫ي، وىذا الرقـ يعادؿ خمسة أضعاؼ‬‫والصييونية.. نحف وليس ىـ الذيف أىدوىا عمى األقؿ مائة مميار د الر مف ثروة ومداخيؿ الشعب السور‬
                                                              ‫و‬
   ‫كؿ االستثما ات اإلنتاجية في سورية. ففي السياسة المالية ميمة أية دولة، أية سمطة وأي نظاـ ىي تنمية قوى اإلنتاج الوطنية، أي االرتقاء‬
                                                                                                                       ‫ر‬
 ‫بقوى اإلنتاج عاماً بعد آخر، لكف أف نجد قوى اإلنتاج في سورية اليوـ عاـ 1002 أضعؼ بكثير مف قوى اإلنتاج في عاـ 0891 فيذه حالة‬
                                                                                          ‫ىا بأية نية طيبة عمى اإلطالؽ.‬
                                                                                                                      ‫ال يمكف تفسير‬

      ‫منذ أكثر مف 02 عاماً توقؼ االستثمار اإلنتاجي تقريباً في سورية، االستثما ات اإلنتاجية الجديدة ال تعوض ءاً مف االستيالؾ الذي‬
                          ‫جز‬                           ‫ر‬
   ‫تتعرض لو قوى اإلنتاج القائمة في سورية. لذلؾ فإف الحصيمة بالطبع ىي تدىور اإلنتاجية العامة، وتعبير ذلؾ ىو أف متوسط نصيب الفرد‬
‫مف الدخؿ القومي في سورية اليوـ، حسب اإلحصاءات الرسمية، ىو أقؿ منو عاـ 0891. إذاً سورية أضاعت 02 عاماً مف ىا، ليس ألف‬
          ‫عمر‬                                          ‫ّ‬
      ‫ي لـ يكف لديو قيماً فائضة خالؿ ىذه الفت ة، عمى العكس، ولكف ألف كؿ ىذا الفائض‬
                                         ‫ر‬                                        ‫ي لـ ينتج، ليس ألف االقتصاد السور‬‫الشعب السور‬
                                                                       ‫االقتصادي أدى إلى ازدىار اقتصاد القمة وصب في ج البالد.‬
                                                                                ‫خار‬ ‫ّ‬

   ‫لف أتحدث ىنا عف الفساد الفردي الذي لـ يعد فردياً، إنما أصبح نظاـ حياة عاـ. ىناؾ ما ىو أخطر مف الفساد، وىو سياسات عامة تخمؽ‬
      ‫األرضية التي تجعؿ الفساد حتمياً. منذ بداية التسعينات وحتى اليوـ تقوـ مثالً وز ة المالية بوظيفة واحدة ىي تجميع األمواؿ مف عروؽ‬
                                                    ‫ار‬
 ‫االقتصاد الوطني ومؤسساتو ومواطني ىذا البمد. مثالً في العاـ 39 كاف حساب ودائع الدولة لدى البنؾ /001/ مميار لي ة سورية، أصبح في‬
                ‫ر‬
   ‫شير حزي اف مف عاـ 0002، أي قبؿ عاـ ونيؼ، أصبح /563/ مميار لي ة سورية. إذاً وز ة المالية أضافت إلى حسابيا في البنؾ /562/‬
                                           ‫ار‬               ‫ر‬                                                    ‫ر‬
   ‫مميار ة سورية، بمعدؿ /5.3/ مميار ؿ.س شيرياً، وىي حالة غير معروفة في التاريخ االقتصادي. وىناؾ تكديس لمد ال ات ج القطر‬
          ‫و ر خار‬                                                                                               ‫لير‬
‫وبمعدؿ، خالؿ ىذه الفت ة، /3/ مميار ؿ.س شيرياً. إذاً نحف أما /6/ مميا ات ؿ.س شيرياً وبشكؿ منتظـ منذ عاـ 39 وحتى اليوـ تُسحب مف‬
                                                       ‫ر‬                                              ‫ر‬
‫ي،‬‫ع االستثمار اإلنتاجي في االقتصاد السور‬‫ع الرواتب واألجور في سورية ويزيد عف مجمو‬‫االقتصاد الوطني مجموعيا السنوي يزيد عف مجمو‬
                          ‫بؿ في الستة أشير األولى مف عاـ 0002 ارتفعت حصيمة ىذه المسحوبات إلى ما يقارب 41 مميار ؿ.س شيرياً.‬

‫نحف البمد الوحيد في العالـ الذي ن ّمع فيو عمى أحدث األرقاـ التي مضى عمييا عاـ ونصؼ أو عاميف في أحسف األحواؿ، ففي لبناف ومصر‬
                                                                                        ‫ط‬
    ‫جية وكؿ األرقاـ االقتصادية‬‫واألردف وأمريكا تعطيؾ وسائؿ اإلعالـ دوف أف تطمب وتبحث، تعطيؾ آخر األرقاـ المالية وأرقاـ التجا ة الخار‬
                                    ‫ر‬
‫اليامة يوماً بيوـ وأسبوعاً وشير بشير. حكوماتنا اتبعت منيجاً غير معروؼ في العالـ، وىو تأخير المعمومات مف 3-5 سنوات لتضع مي انية‬
   ‫ز‬                                                                                           ‫اً‬
                                                  ‫َّ‬
‫العاـ القادـ، وليس لديؾ إال معمومات األرقاـ الفعمية مف مي انية عاـ 79 التي لـ تُقدـ حتى اآلف إلى مجمس الشعب لقطع الحسابات، عمماً بأف‬
                                                                         ‫ز‬
       ‫إظيار مي انية العاـ الماضي كأساس لوضع المي انية التقديرية لمعاـ الحالي ال يتطّب غير كبسة زر، فاألرقاـ موجودة بيف أيدييـ. فيـ‬
                                                     ‫م‬                                 ‫ز‬                                 ‫ز‬
 ‫يتعمدوف ىذه التعمية وكتـ المعمومات حتى ال يمتمؾ أحدنا القد ة عمى التحميؿ والمواجية. بعد 5 سنوات عندما تظير األرقاـ الحقيقية يكوف "‬
                                                                       ‫ر‬
 ‫مف ضرب قد ضرب ومف ىرب قد ىرب، واشرب ماء البحر ". فالمسألة االقتصادية في سورية ىي ليست اقتصادية، بؿ ىي سياسية بالدرجة‬
‫األولى. أتساءؿ : ىؿ القيادة القطرية ناقشت ىذه السياسة التي أدت إلى ركود وبطالة وأزمة اجتماعية وىج ة وتردي مستوى المعيشة... ؟ مف‬
                       ‫ر ّ‬                                        ‫ّ‬
                                                               ‫ناقش ىذه السياسة ؟ ومف ّىا ؟ وما ىي األىداؼ المبر ة ليذه السياسة ؟‬
                                                                              ‫ر‬                         ‫أقر‬

      ‫مف حسف الحظ أف المسؤوليف االقتصادييف ىـ أنفسيـ منذ 03 عاماً، ولـ يتغيروا. فمصارفنا لـ تعد مصارؼ عمى اإلطالؽ، ال شركاتنا‬
               ‫و‬
       ‫ع جديد في سورية يموؿ إال بالقروض‬
                    ‫ُ َّ‬               ‫شركات، والقطاع العاـ محمؿ بديوف أكبر بكثير مف أس الماؿ. ومنذ سنوات لـ نسمع عف مشرو‬
                                                                          ‫ر‬
   ‫ج /01/ مميار د الر، وفي الداخؿ ربما لدينا /005/ مميار‬
                                        ‫و‬               ‫والمعونات، أي بالتسوؿ.. لماذا ىذا اإلذالؿ لوطننا وشعبنا مع أنو لدينا في الخار‬
     ‫ع االقتصاد يمكننا أف نتحدث أياماً طويمة.. وآف األواف أف‬‫لي ة سورية.. إنيـ يزيدوف عف حجـ الدخؿ القومي لمدة عاـ كامؿ. وفي موضو‬
                                                                                                                            ‫ر‬
                                                                                                         ‫ندخؿ العصر الحديث.. وشكر.‬
                                                                                                          ‫اً‬

                                                                                                              ‫مداخالت السادة الحضور‬

                                                                                                                ‫د. ناصر عبيد الناصر:‬

  ‫نشكر الدكتور عارؼ دليمة عمى ىذا الجيد الذي تجسد فيو العديد مف التناقضات. ومحاض ة اليوـ ما ىي إال امتداد لمحاض ة األمس القريب‬
               ‫ر‬                              ‫ر‬                                 ‫ّ‬
 ‫ي تحت يافطة الحوار الوطني والديمق اطي، والسيد الترؾ يدرؾ‬
                      ‫ر‬                                  ‫التي ألقاىا السيد رياض الترؾ والذي دعا فييا عممياً إلى تفكيؾ المجتمع السور‬
 ‫تماماً بأف سورية تركف عمى إرث وطني يعتد بو. بطبيعة الحاؿ محاض ة الترؾ لـ تكف سوى بياناً سياسياً نارياً يتضمف إمالءات وشروط ترقى‬
                                                                 ‫ر‬                          ‫ُ‬
   ‫ى تنبعث منيا ائحة‬
      ‫ر‬             ‫إلى مستوى إعالف الحرب عمى حزب البعث العربي االشت اكي. أما محاض ة الصديؽ الدكتور عارؼ دليمة، فيي األخر‬
                                                         ‫ر‬             ‫ر‬
    ‫جية‬‫العداء، ال النقد البناء. وعمى غـ مف ذلؾ، نتفؽ معو في بعض النقاط، ال سيما مكافحة الفساد والذي توفرت لو أسباب داخمية وخار‬
                                                            ‫و‬                                   ‫الر‬      ‫ّ‬
     ‫تداخمت مع بعضيا بعضاً. ومف ال يقاوـ الفساد ال قمب لو، ومف يعتقد بأف باإلمكاف اجتثاث الفساد بخطبة حماسية ال عقؿ لو. إذ تحتاج‬
‫معالجة الفساد إلى عمؿ مؤسساتي يركف إلى ثالثة مقومات : األولى ن اىة ورشاد الحكـ، والثانية الشفافية والعمنية، والثالثة المحاسبة الصارمة،‬
                                                                      ‫ز‬
      ‫وىذا ما تعمد القيادة السياسية إلى توفي ه في القطر. أما القضايا الخالفية التي نختمؼ بيا مع الدكتور دليمة تتركز عمى أربعة نقاط : 1.‬
                                                                                               ‫ر‬
 ‫تعاممو مع المعطيات اإلحصائية عمى طريقة تشرشؿ الذي كاف يقوؿ أف أكثر األرقاـ التي أحفظيا وأصدقيا تمؾ األرقاـ التي أقوـ بتزييفيا، إذ‬
 ‫جية في سورية فائضاً قد ه /82/ مميار لي ة‬
 ‫ر‬               ‫ر‬                       ‫أف معدالت النمو في سورية بمغت في السنوات األخي ة ما بيف 3-4%، وحقؽ مي اف التجا ة الخار‬
                                               ‫ر‬        ‫ز‬                      ‫ر‬
    ‫سورية. وبدأت عجمة المعامؿ في سورية تدور في األشير األخي ة القميمة الماضية نتيجة تصديؽ االتفاقات مع الدوؿ الشقيقة والصديقة ال‬
     ‫و‬                                                                 ‫ر‬
‫ي في طريقو إلى الخروج مف أزمة الركود إلى حالة االنتعاش االقتصادي. 2. الدكتور دليمة يدرؾ‬‫سيما مع الع اؽ. وأقدر بأف االقتصاد السور‬
                                                                                                            ‫ّ‬      ‫ر‬
    ‫قبؿ غي ه بأف ثمار اإلصالح ال تؤتي أُكميا بيف يوـ وليمة، فاليند لـ تتمكف مف السيط ة عمى التضخـ إال بعد ثالث سنوات. 3. ال بد وأف‬
        ‫ّ‬                                       ‫ر‬                                            ‫ُ‬                            ‫ر‬
  ‫تترتب عمى ب امج اإلصالح االقتصادي عمى المدى القصير بعض اآلثار السمبية منيا ارتفاع معدالت البطالة وارتفاع تكمفة المعيشة وت اجع‬
    ‫ر‬                                                                                                             ‫ر‬
 ‫رفاىية المستيمؾ. 4. اختمطت األو اؽ عمى الدكتور دليمة، ولـ نعد نعرؼ ىؿ ىو مع اقتصاد السوؽ أـ مع االقتصاد المخطط ؟ ىؿ ىو مع‬
                                                                                         ‫ر‬
        ‫القطاع العاـ أـ مع القطاع الخاص؟ ىؿ ىو مع الفق اء أـ مع األغنياء؟ نيار يدافع عف الفق اء وليالً يجالس األغنياء، ومف خالؿ ىذه‬
                                             ‫ر‬               ‫اً‬                    ‫ر‬
   ‫ي ال يمكف الوصوؿ إلييا بيذا الطريؽ الذي يحتوي عمى‬‫التناقضات فإف الدكتور دليمة يريد أف يصؿ إلى عتبة عامة الشعبية والتي بتقدير‬
                                                                             ‫الز‬
                                                                                                                           ‫ج.‬‫تناقض مزدو‬

                                                                                                                    ‫األستاذ رياض سيؼ :‬

  ‫طبعاً أنا مع الدكتور عارؼ، ففي ثالثة أرباع الساعة األولى قبؿ أف يتحدث عف األرقاـ، أي عندما تحدث عف االقتصاد السياسي أعتقد أنو‬
      ‫األساس، ومشكمتنا في االقتصاد ال شؾ أنيا مشكمة سياسية الجذور. في البداية نقوؿ أف الشفافية ىي األساس لبناء أي اقتصاد واألرقاـ‬
   ‫الدقيقة، ونحف نتحدث عف ذلؾ في كؿ مناسبة. حالياً ال أتكمـ عف حمة السابقة، بؿ عف السنة األخي ة، في اعتقادي ومف خالؿ ما ى‬
    ‫نر‬                       ‫ر‬                               ‫المر‬
    ‫يومياً أف الفساد ازداد والشفافية أقؿ مف السابؽ. حالياً ىناؾ عممية تعتيـ كبي ة جداً عمى المكاسب بما يسمى االقتصاد الجديد. حالياً يسيؿ‬
                                                           ‫ر‬
‫لعاب البعض عمى عدـ ترؾ أي ء ولو صغير مف ىذا االقتصاد الجديد ألي فئة كانت، وىو محجوز لعدد محدود مف األشخاص وبتخطيط‬
                                                                                      ‫جز‬
 ‫ح بعض‬‫مسبؽ وعف سابؽ إص ار. لذلؾ ى اآلف أف وزير في ىذه الدولة، وخاصة في قضية الخميوي، عندما يأتي إلى مجمس الشعب ويطر‬
                                                                                         ‫نر‬      ‫ر‬
‫الوثائؽ بعد أف يسحب منيا بعض الوثائؽ األساسية، يتيـ أف بعض أعضاء مجمس الشعب باعوا ىذه الوثائؽ، مع أف الوثائؽ كميا غير سرية‬
                                                                                                          ‫ُ‬
‫باألساس. ولكف كي يعطينا درساً بأف كب ما يتعمؽ باالقتصاد والعقود والوثائؽ في الدولة ىو ي لمغاية، حتى عمى أعضاء مجمس الشعب.‬
                                   ‫سر‬
  ‫ونحف يكفينا اليوـ إذا طالبنا بالشفافية التي نتكمـ عنيا بأفواه كبي ة، فإننا بإمكاننا أف نصمح كؿ شيء مف خالؿ تطبيؽ مبدأ الشفافية. فمثالً :‬
                                                                       ‫ر‬
 ‫جاء بدوي إلى سيدنا محمد يقوؿ لو : قد ال اقدر أف أفعؿ كؿ شيء. فقاؿ لو النبي : فقط أوصيؾ بوصية واحدة : أف ال تكذب، وىكذا صمح‬
                                                                                                                 ‫الشخص وصمح المجتمع.‬

                                                                                                                           ‫د. بدر حيدر :‬

   ‫نعمف تضامننا مع األستاذ رياض الترؾ م ة ى باعتبا ه اعتُقؿ أماـ أعيننا في طرطوس حيث نسميو : مانديال سورية. وبداية أود ذكر ما‬
                                                                            ‫ر‬         ‫ر أخر‬
 ‫قالو الدكتور ناصر، وىو صديقي وزميمي الد اسي، حوؿ طريقة محاربة الفساد، وأقوؿ في ىذا المجاؿ بأف ىذه الطريقة تعني تقبيؿ يد السارؽ‬
                                                                                      ‫ر‬

‫الكبير وقطع يد السارؽ الصغير. ىناؾ عقمية مس ّحة تحكـ ىذا البمد سياسياً واقتصادياً، وأذكر ىنا مثالً تصريح وزير المواصالت النقدي جداً‬
                                                                                      ‫ط‬
  ‫الذي قاؿ أف تأخر دخوؿ الفاكس إلى سورية كاف نعمة عمينا. القوانيف الجديدة في سورية ال تمغي في معظـ األحياف القوانيف القديمة التي ال‬
 ‫ي اؿ العمؿ بيا حتى اآلف. وىناؾ قوانيف قديمة جداً ال ت اؿ سارية المفعوؿ في سورية. بالنسبة لنا كشعب، أصبحت كممة قطاع عاـ تعني لنا‬
                                                                         ‫ز‬                                                   ‫ز‬
    ‫قطاع طرؽ، والصناعة عندنا بحاجة إلى أكثر مف 001 مميار د الر لمتحديث، وىذا التحديث ال يستمر أكثر مف 01 سنوات نتيجة التقدـ‬
                                                                   ‫و‬
    ‫التكنولوجي اليائؿ في العالـ. العطالة في سورية بحاجة إلى مائة مميار د الر كي تُحؿ، وفي حاؿ توفر ىذه األمواؿ، ما ىي ع المصانع‬
             ‫نو‬                                ‫َّ‬        ‫و‬
   ‫التي ستُنشأ، وأيف ستُنشأ ؟ يقولوف أف الديمق اطية ىي بدعة غربية، وأنيا مستوردة، ال تصمح لبالدنا، ونحف نقوؿ : ىؿ الديمق اطية الشعبية‬
              ‫ر‬                                                                         ‫ر‬
    ‫ىي بدعة عربية ؟ كيؼ صمحت لحزب البعث العربي االشت اكي ولألنظمة الدكتاتورية العربية ىذه التي بدعيا ستاليف وأسماىا الديمق اطية‬
       ‫ر‬                                                                     ‫ر‬
‫الشعبية والتي تعني موت الديمق اطية والشعب معاً ؟! نطالب أصحاب المالييف الميربة إلى ج سورية بدفع الضريبة عف ىذه األمواؿ، فقط‬
                                        ‫خار‬     ‫ّ‬                                           ‫ر‬
                                                                                                            ‫ىا أرباحاً حقيقية.‬
                                                                                                                             ‫باعتبار‬

                                                                                                                  ‫د. سميـ بركات :‬

‫سوؼ أكوف واضحاً وصريحاً معكـ، الوطف ال يبنى باألحقاد، ال يبنى إال باالحت اـ والحوار، " القضية ليست قضية رمانة، وانما القموب مميانة‬
                                                        ‫ر‬               ‫و ُ‬               ‫ُ‬
   ‫". أنتـ تعمموف قبؿ غيركـ انو مف آداب الحوار أف ال يتجاوز اإلنساف حدوده. سمعت بيانات حوؿ رياض الترؾ، واآلف أقوؿ لكـ أف رياض‬
     ‫الترؾ، وأنتـ تعرفوف في قر ة أنفسكـ أنو قد تجاوز حدود الحوار. حجـ اليجمة كبير، وأكثر ما تتعرض لو سورية مف ضغط.. لماذا ىذه‬
                                                                                                  ‫ار‬
   ‫الحممة الموجية ضد سورية ؟ ىؿ قصرت سورية في يوـ مف األياـ ؟ أنتـ تعرفوف أنو ال يوجد مقصر، واف كاف ىنالؾ صمود اآلف فسورية‬
                                    ‫ّ‬                                                      ‫ّ‬
 ‫ىي صاحبة ىذا الصمود. أتيت إلى ىذه المحاض ة ألعرؼ شيئاً عف االقتصاد في سورية، وأنا لست مف المختصيف، فسمعت خطاباً سياسياً‬
                                                                              ‫ر‬
 ‫مف زميمنا عارؼ الذي نحبو ونحترمو، ولـ أر ما يمكف أف يكوف في إطار االقتصاد في ىذه المحاض ة. قاؿ أف د اسة الفقر والبطالة وكؿ ما‬
                         ‫ر‬           ‫ر‬                                                 ‫َ‬
    ‫ع، ونحف نعرؼ أف ىناؾ د اسات وىو يشارؾ في أكثر مف لجنة في ىذه الد اسات ويدلي بدلوه. وىناؾ لجاف‬
                         ‫ُ‬     ‫ر‬                                         ‫ر‬                       ‫لو عالقة بيذه المسائؿ ممنو‬
‫ى وأتمنى ليذه الظاى ة أف تستمر في‬
            ‫ر‬                    ‫ع عمى أحد أف يدلي ب أيو. وأنا أتمنى ليذا المنتدى ولممنتديات األخر‬
                                                                             ‫ر‬      ‫ُ‬             ‫متعددة يعمؿ مف خالليا وليس ممنو‬
  ‫األطر اإليجابية والمحترمة بأف نشخص الحاالت ونقد ىا ونقوؿ أيف الخمؿ ونعطي ما يفيد. لكف اليجوـ والشتائـ وكؿ ىذه المسائؿ ال تجدي‬
                                                                              ‫ّر‬              ‫ّ‬
‫نفعاً وغنما تشنج القموب وتن ّ ىا و " لو كنت فظاً غميظ القمب النفضوا مف حولؾ ". سورية ليست لغز، وكؿ المسائؿ تُدرس، وحتى في مجمس‬
                                 ‫اً‬                          ‫ّ‬                     ‫َ‬           ‫فر‬              ‫ّ‬
‫الشعب المي انية تُعرض فق ة فق ة. وأنا مع العمنية في االقتصاد وفي السياسة وفي كؿ شيء. جو أف تقدـ وثائؽ يا أخ عارؼ في كؿ ما قمتو‬
                                         ‫أر‬                                                    ‫ر ر‬                ‫ز‬
   ‫وسوؼ نحترمؾ عمى ذلؾ. القيادة تناقش السياسة االقتصادية واالقتصاد، ويجب تقدير األمور التي مرت وتمر بيا سورية. وأعتقد أف ىموـ‬
                              ‫ّ‬     ‫ّ‬
‫القيادة الحالية ومف ىموـ رئيسنا التحديث والتطوير وتفعيؿ دور الوطف. ال أعتقد أف ىناؾ مف يكتب عف ظواىر الفساد أكثر مف إعالمنا، ال‬
 ‫و‬                                                         ‫و‬
      ‫تظنوا أف في سورية فقط يوجد فضائح، ففي كؿ أنحاء العالـ يوجد فضائح. أتمنى أف نحترـ أنفسنا ونكوف دقيقيف في كالمنا وأف نتعامؿ‬
                                                                         ‫بشفافية وأف تكوف القموب جميعاً صافية عند الحديث، وشكر.‬
                                                                          ‫اً‬

                                                                                                            ‫األستاذ سامر مموحي :‬

       ‫أييا اإلخوة، تعرضت مدينة طرطوس خالؿ العش ة أياـ الماضية إلى حادثتيف مؤلمتيف : األولى منع السمطات األمنية لمنتدانا " منتدى‬
                                                                                      ‫ر‬                          ‫ّ‬
 ‫طرطوس لمحوار الوطني الديمق اطي " مف إقامة جمستو بتاريخ 22/7/1002 مع الدكتور عبد الر اؽ عيد، وأخبركـ بأننا سوؼ نتابع المسي ة‬
 ‫ر‬                                     ‫ز‬                                                        ‫ر‬
‫ونعاود نشاطنا، والحدث الثاني ىو اعتقاؿ األستاذ رياض الترؾ الذي تـ في شاليو صديقنا الدكتور وائؿ بيطار في تماـ الساعة الثالثة مف يوـ‬
‫السبت 1/9/1002، وباسـ منتدى طرطوس نستنكر عممية االعتقاؿ ونطالب السمطات باإلف اج عنو فور. األمر اآلخر، منذ فت ة شاىدنا عمى‬
           ‫ر‬                      ‫اً‬       ‫ر‬
   ‫التمفاز برنامج " مف سيربح المميوف "، وكاف السؤاؿ : مف أغنى الدوؿ بيف ىذه الدوؿ األربعة : السعودية، سورية، ليبيا، الج ائر، ى بأف‬
        ‫ز ونر‬
 ‫ي الذي كاف يحضر ىذا البرنامج، كثير منيـ كانوا يحاولوف أف يفكروا بمقمة العيش،‬‫سورية ىي الدولة األغنى، فما ىو موقؼ المواطف السور‬
‫وغذ ىـ يعيشوف في بمدىـ األغنى ؟ وما ىو موقؼ الميندس والطبيب الذي يذىب إلى السعودية والى ليبيا لكي يعمؿ ىناؾ ولكي يجمب الماؿ‬
                                                                                                        ‫ولكي يعيش مستور ؟ وشكر‬
                                                                                                        ‫اً‬     ‫اً‬

                                                                                                                ‫د. اب اىيـ عرور :‬
                                                                                                                      ‫ر ز‬
‫شكر لكـ جميعاً. وأود أف أوضح نقطة قبؿ التعميؽ عمى المحاض ة، أعتقد أف األستاذ رياض الترؾ، وكنت مف المستمعيف لمحاضرتو والذي‬
                                                                 ‫ر‬                              ‫ّ‬      ‫ّ‬                ‫اً‬
‫استمرت ساعة ونصؼ مف السب والشتائـ عمى حزب البعث العربي االشت اكي وعمى القائد الخالد حافظ األسد وطاؿ السيد الرئيس بشار األسد‬
                                                             ‫ر‬
‫والدستور والمنظمات ومجمس الشعب ولـ يترؾ شيئاً، وتحممنا ولـ نقؿ شيئاً. ولكف عندما يتناوؿ رمز مف رموزنا الوطنية والقومية واإلنسانية ىو‬

      ‫القائد الخالد حافظ األسد فأمر طبيعي أف يوضع حد لرياض الترؾ ولغير رياض الترؾ. نحف بالنسبة لنا كبعثييف حافظ األسد كاف اىداً‬
          ‫ز‬
   ‫ى : أنا أعرؼ آ اء الدكتور عارؼ وسمعتيا بشكؿ‬
                              ‫ر‬               ‫ومتصوفاً ووطنياً وقومياً وانسانياً، وىذا حؽ مف حقوقنا مثؿ حقوؽ اآلخريف. النقطة األخر‬
   ‫مباشر وفي الندوات والمقاءات، وىناؾ الكثير مف آ اء الدكتور عارؼ ىي صحيحة، وخاصة في مسألة الفساد وغي ه. ولكف الحقيقة أف ىذه‬
                        ‫ر‬                                                   ‫ر‬
       ‫صو ة إطالقية، ونحف نعمـ أف الشيء المطمؽ في الحياة ىو ال الدة والموت، وما تبقى ىي قضايا ومفاىيـ نسبية، ولكؿ منا وجية نظ ه‬
       ‫ر‬                                                              ‫و‬                                                    ‫ر‬
   ‫وفمسفتو وق اءتو ومعتقده. أما أف نطمؽ األشياء وبشكؿ مطمؽ فكؿ ىذا فيو ظمـ وسوداوية. عمينا عندما نتحاور أف يكوف ىناؾ ثقافة لمحوار‬
                                                                                                                     ‫ر‬
‫ولغة لمحوار، ولكف عندما تكبمني باألغالؿ وترميني بالتيـ، وتطمب الحوار، إذاً لماذا سنتحاور ؟ وأتمنى عمى الدكتور عارؼ أف يشير إلى أننا‬
                                                                                                        ‫ّ‬
 ‫نتحمؿ أعباء كثي ة في قضية وز ة الدفاع، فنحف في مي انيتيا تأتي في الموازنة 64% مف مي انية الدولة، ثـ تأتي م اسيـ إضافية إلى مجمس‬
                    ‫ر‬                      ‫ز‬                                 ‫ز‬                    ‫ار‬           ‫ر‬
  ‫الشعب إلدخاليا عمى الموازنة فتصؿ موازنة وز ة الدفاع أحياناً إلى 07%. ومسألة النفط، فإف إي ادات النفط تذىب لش اء السالح، وتعرفوف‬
                   ‫ر‬                  ‫ر‬                                              ‫ار‬
  ‫جيداً أف سورية تضطر لش اء السالح بالسوؽ السوداء. وأتمنى أف ال نظمـ حزب البعث، فأكثرية البعثييف مواطنيف مخمصيف مثمكـ، ويحاربوا‬
                                                                                                       ‫ر‬
  ‫الفساد والرشوة والبيروق اطية واليدر، ونحف وطنيوف ونحب ىذا الوطف، فأتمنى أف نترؾ مساحة لمعقؿ ولمثقافة ولمحوار فيما بيننا لكي ننيض‬
                                                                                                         ‫ر‬
                                                                                                                      ‫بالوطف، وشكر.‬
                                                                                                                       ‫اً‬

                                                                                                               ‫األستاذ محمد عدوف :‬
                                                                                                                     ‫ر‬

  ‫عندما وضعت القيادة في سورية اإلصالح السياسي عمى الرؼ، قالت بأولوية اإلصالح االقتصادي، ثـ أحالتنا إلى النموذج الصيني، وليس‬
                                                                       ‫ّ‬
    ‫في ذلؾ غضاضة فالرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ : اطمبوا العمـ ولو في الصيف. غير أف القيادة السياسية في سورية عندما أحالتنا إلى‬
 ‫النموذج الصيني لـ تدرس عمى ما يبدو الشروط المتوف ة لمتجربة الصينية حتى نجحت. فالصينيوف توفر ليـ جياز ي نظيؼ، وكادر فني‬
                  ‫إدار‬                                               ‫ر‬
        ‫كؼء، وتوفر ليـ تظافر اجتماعي خمؼ الخطة االقتصادية التي وضعتيا الحكومة بحيث اصبح المجتمع كمو ورشة تقؼ خمؼ القيادة‬
‫السياسية إلنجاح التجربة الصينية في اإلصالح االقتصادي، كما أنيـ وضعوا خطة است اتيجية طويمة األمد شممت كؿ مناحي الحياة : التجا ة‬
‫ر‬                                               ‫ر‬
   ‫الداخمية والخارجية والتنمية وكؿ الم افؽ االقتصادية. ىؿ يمكف ليذه التجربة أف تنجح في سورية ؟ ىؿ لدينا جياز ي نظيؼ ؟ ىؿ لدينا‬
                    ‫إدار‬                                                                 ‫ر‬
  ‫كادر فني كؼء بحيث تعمؿ عمى قادر وضع الرجؿ المناسب في المكاف المناسب طبقاً لكفاءتو وأىميتو القانونية ؟ ىؿ نبعد السياسة وتأثير‬
                    ‫ُ‬
    ‫ي إلى ورشة عمؿ تقؼ‬‫السياسة عمى اختيار الكوادر الفنية ؟ ىؿ وضعنا خطة است اتيجية طويمة األمد مف شأنيا أف تحوؿ المجتمع السور‬
                                                                      ‫ر‬
‫خمؼ القيادة السياسية والكوادر الفنية التي تقوـ باإلصالح ؟ ىؿ سألنا كؿ ىذه األسئمة عندما أحمنا الناس إلى الصيف ؟ أنا في أيي أف القيادة‬
             ‫ر‬
      ‫السياسية حينما أحالتنا إلى التجربة الصينية لـ ترع كؿ ىذه االعتبا ات لسبب واحد بسيط أنو ال إصالح اقتصادي دوف إصالح سياسي‬
                                                           ‫ر‬                ‫اِ‬
                                                                                                                              ‫وشكر.‬
                                                                                                                               ‫اً‬

                                                                                                                  ‫األستاذ حسف حدة :‬

    ‫أشكر المحاضر وأقوؿ أف الشيء مف معدنو ال يستغرب، وى الء الحكاـ الحالييف ىـ ورثة الحكاـ السابقيف، يعني الفساد يخّؼ الفساد. إف‬
                ‫م‬                                                          ‫ؤ‬          ‫ُ‬
 ‫الدكتور دليمة لـ يياجـ حزب البعث ولـ يياجـ اإلسالـ. أنا إذا كنت مسمماً وأسرؽ، ىؿ معنى ذلؾ أف الق آف سيئ ؟ ال بؿ أنا السيئ، وى الء‬
   ‫ؤ‬                            ‫ر‬
            ‫البعثيوف النصابوف يسيئوف إلى حزب البعث. أنا أتحدث عف الفساد، فإذا لـ أعالج الفساد أكوف فاسداً ال يحؽ لي أف أكوف بعثياً.‬
                                    ‫و‬
‫األستاذ أصالف عبد الكريـ :‬

‫قميالً مف الماء البارد عمى الرؤوس الحامية.. أعتقد أنو مف المناسب أف نعود قميالً إلى عصر األنوار، عصر العقؿ الذي يقوؿ كؿ شيء يجب‬
    ‫أف يبرر وجوده أماـ محكمة العقؿ أو يكؼ عف الوجود. أعتقد و غب بأف الخطاب ينبغي أف يتوجو إلى الدكات ة البعثييف الموجوديف بيننا،‬
                              ‫ر‬                                        ‫أر‬                  ‫ّ‬                               ‫ّ‬
  ‫ببساطة ألننا نخاطب العقؿ. ليس ىنالؾ مقدسات أماـ العقؿ عمى اإلطالؽ، وىذا مبدأ. وأنا غير متفؽ مع التقديـ الذي قدمو الدكتور بركات‬
      ‫ع رياض الترؾ، وىذا ليس سر. ولنفترض جدالً أف ما قالو الثالثة صحيح، فيذه حرب كالمية، تجاوز‬
                                                                     ‫اً‬                       ‫عرور وناصر بخصوص موضو‬‫وز‬
   ‫الحدود ولديو مقدسات، أقوؿ : حسناً، الكالـ يرد عميو بالكالـ، إذا تجاوز الحدود نقوؿ لو أف ال يتجاوز. ىؿ يكوف الحكـ بيننا وقوؿ الفصؿ‬
                                                                                       ‫ُ ّ‬
  ‫لمجياز األمني ؟ أعتقد ال. أريد أف نحتكـ إلى العقؿ، أقبؿ أف يحتكـ رياض الترؾ إلى قضاء نزيو وعادؿ، لكف ليس إلى محكمة أمف الدولة،‬
 ‫وقد جربت ىذا بنفسي.. أنا معارض وسأبقى معارض ماداـ ىناؾ ما يعارض. ينبغي أف يكوف الحكـ بيننا ليس السمطة، السمطة ىي الخصـ،‬
                                                             ‫ُ‬
 ‫والحكـ بيننا وبيف السمطة ىو القضاء الذي ينبغي أف يكوف نزيياً وعادالً، وأقبؿ أف أُحاؿ إلى القضاء. أسوأ ما يشعر بو اإلنساف ىو أف يكوف‬
‫كتمة منسية ميممة ممقاة عمى عة الطريؽ بدوف مباالة. النسياف ىو الموت المعنوي، ال نريد أف يطمؽ عمينا التاريخ مدافعو، لذلؾ عمينا أف ال‬
                                                                                                       ‫قار‬
    ‫ع تحت الشمس. قيؿ لنا ىناؾ مقدسات أو خطاف أحم اف : ال تعمموا سر، ال‬
     ‫اً و‬               ‫ر‬                                            ‫ننسى رجالنا أبداً. دعونا نختمؼ، دعونا نتفؽ، دعونا نتصار‬
 ‫تمدوا أيديكـ لألجنبي. حسناً، مف يريد أف يكوف فأر ؟ قؿ لي سيصدر قانوناً لألح اب حتى أعمؿ عمناً. أنا ال ألريد أف أكوف فأر، جربت ذلؾ‬
           ‫اً‬                                        ‫ز‬                            ‫اً‬
   ‫ع مع السمطة تحت الشمس كما أفعؿ اآلف. قيؿ لنا بعد فت ة ىناؾ مقدسات : الحزب، نيج القائد، الوحدة الوطنية،‬
                                                    ‫ر‬                                                   ‫52 عاماً، أريد أف أتصار‬
       ‫المؤسسة العسكرية... ىؿ مف المعقوؿ أف يكوف ىناؾ حزب فوؽ النقد ؟ ىؿ مف المعقوؿ أف أقوؿ أف ىناؾ حزب ينبغي أف ال ينتقد ؟‬
             ‫ُ‬

                                                                                                               ‫األستاذ حبيب صالح :‬

 ‫أ الً أرجو أف تسمحوا لي بتوجيو التحيات لممناضؿ رياض الترؾ، وأنا أعتب ه ىينة الحرية. بالنسبة لممحاض ة ى أنيا استوفت كؿ العناصر‬
                         ‫ر فأر‬                        ‫رر‬                                                                   ‫و‬
  ‫األكاديمية لمحاض ة متخصصة وأمسكت بكؿ مق الت ومفردات العمؿ المحاسبي والخطاب االقتصادي. وأقوؿ : ما ىي األسس التي تتشكؿ‬
                                                                             ‫و‬                      ‫ر‬
  ‫منيا مكون ات االقتصاد الوطني، وما ىي معطيات وىيكميات ىذا االقتصاد ؟ ىؿ ىو اقتصاد إنتاجي، خدمي، ز اعي، صناعي، أيف الخطة‬
                      ‫ر‬
  ‫ي. في االقتصاد، البد مف الحديث عف‬
               ‫ّ‬                   ‫ي أو انكشار‬‫ي سوى أنو اقتصاد غجر‬‫المكتوبة في سورية ؟ ال أعتقد أف ىناؾ وصؼ لالقتصاد السور‬
  ‫انية العامة لمدولة ؟ ىؿ توقؼ اقتطاع األجي ة والمياـ الخاصة والعالوات وما يذكر وما ال يذكر مف مي انية ىذا‬
         ‫ز‬          ‫ُ‬           ‫ُ‬                              ‫ز‬                                         ‫النفط : ىؿ دخؿ النفط الميز‬
 ‫النفط ؟ مئات آالؼ السيا ات التي تُعطى لألجي ة وأعضاء مجمس الشعب وأعضاء الجبية، آلالؼ آالؼ البونات التي تُعطى، وأسوأ الخطط‬
                                          ‫و‬                                  ‫ز‬                   ‫ر‬
     ‫التي تُرتجؿ أو ال توضع بالتنسيؽ الممنيج في إطار متكامؿ اقتصادي. كذلؾ ىي الض ائب وكذلؾ ىو التيريب وأطناف الذىب والعمالت‬
                                              ‫ر‬
                                                                           ‫واآلثار التي تجد طريقيا إلى لبناف ومف ثـ إلى بنوؾ العولمة.‬

                                                                                                          ‫األستاذ فيصؿ عبد العظيـ :‬

      ‫بسـ اهلل الرحمف حيـ، حيف يكوف الوطف ىو االنتماء األكبر فوؽ كؿ األح اب وفوؽ كؿ األف اد، حيف يكوف الوطف في خطر واس ائيؿ‬
         ‫ر‬                             ‫ر‬               ‫ز‬                                                   ‫الر‬
    ‫ىا يكوف ليس ىناؾ مف داع لمميات ات. اهلل سبحانو وتعالى، ونتعمـ مف اهلل، حيف أمر‬
                                                  ‫ر‬                              ‫ع الغربي يريد أف يجتث ىذه األمة مف جذور‬
                                                                                                   ‫ّ‬                    ‫والمشرو‬
‫إبميس بالسجود إلى آدـ، عصى إبميس، لكف اهلل سبحانو وتعالى لـ يقي ه ولـ يجب ه عمى السجود ألنو كاف يقدس الحرية، وكاف يقدس االختيار.‬
           ‫ّ‬                 ‫ّ‬                       ‫ر‬         ‫ر‬
  ‫حتى حيف طمب إبميس مف اهلل أف يعطيو سؤلو فأعطاه سؤلو وقاؿ هلل : ألغوينيـ أجمعيف. أي يمعب عمى لعبة الحرية وعمى لعبة االختيار،‬
                                                        ‫ّ‬                                      ‫ُ‬
  ‫وقاؿ أف سأحارب منيجؾ. وعمى غـ مف ذلؾ أعطاه اهلل سؤلو. فالحرية مقدسة حيف خمؽ اهلل اإلنساف وأعطاه ح. لقد كرـ اإلنساف في‬
               ‫ّ‬       ‫الرو‬                                                                 ‫الر‬
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة

Contenu connexe

En vedette

عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعبادعبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعبادShamKarama
 
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردمن تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردShamKarama
 
حمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمرحمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمرShamKarama
 
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسبخمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسبShamKarama
 
ثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريينثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريينShamKarama
 
البعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةالبعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةShamKarama
 
أأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامأأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامShamKarama
 
في أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطينفي أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطينShamKarama
 
أزمة أخلاق
أزمة أخلاقأزمة أخلاق
أزمة أخلاقShamKarama
 

En vedette (9)

عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعبادعبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
 
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردمن تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفارد
 
حمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمرحمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمر
 
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسبخمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
 
ثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريينثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريين
 
البعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةالبعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سورية
 
أأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامأأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيام
 
في أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطينفي أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطين
 
أزمة أخلاق
أزمة أخلاقأزمة أخلاق
أزمة أخلاق
 

Similaire à الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة

التحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربي
التحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربيالتحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربي
التحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربيmarsed kadha
 
التدافع ذ محمد الحمداوي
التدافع ذ محمد الحمداويالتدافع ذ محمد الحمداوي
التدافع ذ محمد الحمداويAziz Atti
 
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغييرسورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغييرShamKarama
 
مصادر مياه الينابيع في العالم
مصادر مياه الينابيع في العالممصادر مياه الينابيع في العالم
مصادر مياه الينابيع في العالمAmin-sheikho.com
 
New Microsoft Word Document
New Microsoft Word DocumentNew Microsoft Word Document
New Microsoft Word Documentguest4464e0
 
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرجفتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرجahmed serag
 
Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...
Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...
Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...LaidaniMohamed
 

Similaire à الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة (20)

مفتاحيات
مفتاحياتمفتاحيات
مفتاحيات
 
حقائق
حقائق حقائق
حقائق
 
التحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربي
التحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربيالتحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربي
التحول الديمقراطي في الفضاء الجغراسياسي المغاربي
 
5881
58815881
5881
 
التدافع ذ محمد الحمداوي
التدافع ذ محمد الحمداويالتدافع ذ محمد الحمداوي
التدافع ذ محمد الحمداوي
 
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغييرسورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
 
5105
51055105
5105
 
4514
45144514
4514
 
مصادر مياه الينابيع في العالم
مصادر مياه الينابيع في العالممصادر مياه الينابيع في العالم
مصادر مياه الينابيع في العالم
 
5902
59025902
5902
 
1169
11691169
1169
 
1469
14691469
1469
 
1469
14691469
1469
 
1263
12631263
1263
 
New Microsoft Word Document
New Microsoft Word DocumentNew Microsoft Word Document
New Microsoft Word Document
 
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرجفتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
 
3797
37973797
3797
 
5614
56145614
5614
 
Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...
Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...
Climate refugee between the problem of determining legal status and human rig...
 
Globalization
GlobalizationGlobalization
Globalization
 

Plus de ShamKarama

الطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةالطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةShamKarama
 
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةالباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةShamKarama
 
النصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةالنصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةShamKarama
 
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةأسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةShamKarama
 
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيأسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيShamKarama
 
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقأسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقShamKarama
 
Images from syria
Images from syriaImages from syria
Images from syriaShamKarama
 
Photos from syria
Photos from syriaPhotos from syria
Photos from syriaShamKarama
 
Syria that you dont know
Syria that you dont knowSyria that you dont know
Syria that you dont knowShamKarama
 
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياتقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياShamKarama
 
دراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةدراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةShamKarama
 
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةالعصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةShamKarama
 
أيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةأيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةShamKarama
 
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتنيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتShamKarama
 
صفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةصفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةShamKarama
 
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeHuman Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeShamKarama
 
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaThe cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaShamKarama
 
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةواقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةShamKarama
 
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنةالخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنةShamKarama
 
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملالاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملShamKarama
 

Plus de ShamKarama (20)

الطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةالطائفة النصيرية
الطائفة النصيرية
 
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةالباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
 
النصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةالنصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سورية
 
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةأسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
 
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيأسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
 
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقأسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
 
Images from syria
Images from syriaImages from syria
Images from syria
 
Photos from syria
Photos from syriaPhotos from syria
Photos from syria
 
Syria that you dont know
Syria that you dont knowSyria that you dont know
Syria that you dont know
 
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياتقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
 
دراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةدراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السورية
 
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةالعصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
 
أيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةأيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسدية
 
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتنيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
 
صفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةصفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماة
 
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeHuman Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
 
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaThe cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
 
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةواقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
 
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنةالخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
 
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملالاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
 

الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة

  • 1. ‫االقتصاد السوري – المشكالت والحلول‬ ‫د. عارؼ دليمة - محاض ة ىامة بتاريخ: 9/2/1002‬ ‫ر‬ ‫مقدمة: ولد الدكتور عارؼ دليمة في الالذقية عاـ 3491، وىو مفكر اقتصادي كبير، شغؿ منصب عميد كمية االقتصاد في جامعة دمشؽ،‬ ‫وحاضر في جامعات عربية وعمؿ مستشار اقتصاديا في الكويت بيف 1891-6891 (الميعد العربي لمتخطيط ثـ وز ة الصناعة والنفط‬ ‫ار‬ ‫ا‬ ‫الكويتية) ، كتب في االقتصاد والسياسة، وعزؿ مف الخدمة عمى خمفية مواقفو الفكرية االقتصادية والسياسية. وىو أحد أركاف جمعية العموـ‬ ‫االقتصادية والمشارؾ الدائـ والفعاؿ في أعماليا ونشاطيا، عضو لجنة التنمية االقتصادية واالجتماعية أو ما عرؼ بمجنة اؿ 81، وعضو‬ ‫ُ‬ ‫الييئة التأسيسية لمجاف إحياء المجتمع المدني.‬ ‫ي ػ المشكالت‬‫إعتقؿ ما بيف 9 أيموؿ (سبتمبر) 1002 حتى 7 آب (أغسطس) 8002 عمى خمفية محاض ة لو بعنواف "االقتصاد السور‬ ‫ر‬ ‫والحموؿ"، وجيت إليو تيـ إثا ة النع ات الطائفية، والدعوة إلى عصياف مسمح، ومنع السمطات مف ممارسة مياميا، ونشر معمومات كاذبة،‬ ‫ر ر‬ ‫والسعي إلى تغيير الدستور بطرؽ غير قانونية. عـ البعض أف السبب الرئيسي ىو آ ائو ضد الفساد ودعواتو إلى إطالؽ الحريات والعمؿ‬ ‫ر‬ ‫ويز‬ ‫مف أجؿ اإلصالح السياسي واالقتصادي. وقد حوكـ أماـ محكمة أمف الدولة وصدر بحقو في 13 يوليو (تموز) 2002 حكـ بالسجف مدة‬ ‫عشر سنوات مع األشغاؿ الشاقة. حيث أصدرت محكمة أمف الدولة العميا حكميا بالسجف عميو مدة عشر سنوات، بتيمة االعتداء الذي‬ ‫عية", مف جانبيـ أكد محامو‬‫"يستيدؼ تغيير الدستور بطرؽ غير مشروعة، والقاء الخطب بيدؼ إلثا ة عصياف مسمح ضد السمطات الشر‬ ‫ر‬ ‫الدكتور عارؼ دليمة بأف التيـ الموجية إليو تفتقر الركف القانوني والركف المادي والركف المعنوي.‬ ‫المحاضرة: االقتصاد السوري – المشكالت والحلول‬ ‫ح‬‫أشكر اإلخوة في منتدى الدكتور جماؿ األتاسي لدعوتي إلى ىذا المنبر الياـ الذي يحمؿ ىموـ ىذا الوطف وقضايا ىذا الشعب، ويطر‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫مشكالتو الممحة، والذي يمكف اعتبا ه أىـ معيف ومساعد عمى إخ اج البالد مف أزماتيا ومشكالتيا االقتصادية واالجتماعية والسياسية فيما لو‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫أُخمصت النية وحظي بالتقدير الصحيح.‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫مازلنا كما سمعنا منذ قميؿ نعيش في نظاـ تؤخذ فيو الناس بجري ة أقواليا، وما اؿ النظاـ حتى اآلف ال يأخذ الناس بجري ة أفعاليـ. أصبح القوؿ‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫جريمة، أما الفعؿ ميما بمغ مف الخطر عمى البالد والعباد، فال يعتبر جريمة يحاسب عمييا. آف اآلف أف نعترؼ بحرية ال أي والكممة والقوؿ،‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأف نحاسب الناس عمى أعماليـ ونتائج أفعاليـ التي يتحمؿ الوطف والشعب والحاضر والمستقبؿ أعباءىا.‬ ‫ّ‬ ‫ج منيا، فيذه المشكمة كانت موضع نقاش دائـ في‬‫ي ونرسـ وصفات الخرو‬‫مف المستحيؿ في محاض ة أف نحيط بمشكالت االقتصاد السور‬ ‫ر‬ ‫ندوات الثالثاء االقتصادية عمى مدى اؿ 51 عاماً الماضية، شارؾ فييا العديد مف االقتصادييف السورييف والمختصيف مف مختمؼ االتجاىات.‬ ‫وكاف الفضؿ ليذه الندوات في الكشؼ عف القضايا الخطي ة التي تعتمؿ في واقعنا االقتصادي واالجتماعي، والتي قوبمت في معظـ األحياف‬ ‫ر‬ ‫باإلع اض أو االستنكار أو االتياـ، ولكف حظيت في النياية باالعت اؼ، وأدت إلى بعض التغيي ات. لكف ىذه التغيي ات بقيت تغيي ات فوقية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي تخطيطيا وتنفيذىا عمى األرض، وفي رقبة‬‫اسمية شكمية، لـ تصؿ إلى جوىر القضية، إلى تمؾ السياسات االقتصادية واالجتماعية الجار‬ ‫ي، وفي رقاب أبناء ىذا الوطف.‬‫االقتصاد السور‬
  • 2. ‫ي حيا واإلجابة عمييا. يجب أف نسجؿ اإليجابيات في السنة األخي ة أف جميع الجيات‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫وىناؾ الكثير مف األسئمة التي أصبح مف الضرور طر‬ ‫ُِ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ِّ َ‬ ‫الرسمية أصبحت تتابع المسألة االقتصادية، شكمت المجاف العديدة مف مختمؼ المواقؼ واآل اء، وقُدمت الد اسات، نشرت الكثير مف ىذه اآل اء‬ ‫ر‬ ‫في وسائؿ اإلعالـ، لكف ىذه اإليجابية ما ت اؿ عمى الورؽ، لـ تتحوؿ بعد إلى فعؿ إصالحي حقيقي. إذاً ىنالؾ دائ ة مسدودة ومازلنا نخض‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الماء ال نحصد زبدة، وما اؿ الحديث يدور في الف اغ. تُشكؿ المجاف تمو المجاف، تُقدـ االقت احات، لكف المباد ة والق ار والفعؿ ما اؿ في واد‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫آخر.‬ ‫كمنا نعمـ قوة اليجمة الوحشية التي نتعرض ليا ونواجييا عمى أرض فمسطيف وفي الوطف العربي عموماً. فنحف نعيش عصر اإلمبريالية،‬ ‫وتحوليا إلى إمب اطورية عالمية، وليس لنا مكاف في ىذه اإلمب اطورية إال أف نكوف غذاء في أحشائيا : أرضاً وموارد طبيعية وأموا ً وبشر،‬ ‫اً‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫وىذا يتطمب يقظة مضاعفة. حجـ اليجمة التي يتعرض ليا الوطف العربي أضعاؼ ما يتعرض لو أي مكاف في العالـ. ىنا أُضيفت الصييونية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى اإلمبريالية، الصييونية التي ال تقبع في ما سمي بدولة إس ائيؿ عاـ 84، وانما الصييونية التي أصبح ليا امتدادات عمى مساحة الوطف‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫العربي حيث شَّت ألسنة وأيدي الدوؿ واألنظمة العربية حتى في قوؿ كممة في وجو أمريكا اعية إس ائيؿ.‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُم‬ ‫األخطر ىو االقتصاد.. يمكف أف ن اود إلى األبد بالشعا ات والمواقؼ الثورية، ولكف مف المؤسؼ أف ال نكتشؼ أنو تحت ىذا الغطاء مف‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫الشعا ات الثورية ىنالؾ مف يفعؿ فعالً مضاداً عمى األرض، ومف ّغ إمكانيات ىذه األمة ويمتص الدماء مف عروؽ مواطنييا، ومع ذلؾ‬ ‫ّ‬ ‫يفر‬ ‫ر‬ ‫فيناؾ مف يغطيو بالشعا ات والخطابات والمقاالت وكأف شيئاً لـ يكف، فكيؼ يمكف ليذيف النقيضيف أف يجتمعا في وقت واحد، في سمطة‬ ‫ر‬ ‫واحدة، في دولة واحدة، في حزب واحد، وفي أجي ة واحدة ؟ كيؼ يمكف أف يستمر القوؿ نقيض الفعؿ، والفعؿ نقيض القوؿ ؟ لقد دفعت‬ ‫ز‬ ‫سورية، دولة وشعباً، ثمناً غالياً ليذا التناقض. عمى مدى العقود الماضية عشنا في ظؿ نظاـ ذي وجييف، كعممة ال افت اؽ بيف وجيييا : وجو‬ ‫ر‬ ‫ي أمني سياسي يرفع الشعا ات القومية الثورية الوطنية االشت اكية، ووجو اقتصادي اجتماعي يق ّع أوصاؿ الدولة والشعب والمواطف.‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫عسكر‬ ‫لمغ ابة كانت العالقة بيف ىذيف الوجييف عالقة تحالؼ ودعـ متبادؿ لدرجة انو كاف مف الصعب في كثير مف األحياف أف تحكـ أي مف‬ ‫ر‬ ‫الوجييف ىو الذي يحكـ اآلخر. كانا يتبادالف المواقع، يحتؿ ىذا الوجو أحياناً مكاف الشكؿ واآلخر مكاف المضموف، ولكف عندما يختؿ التوازف‬ ‫ّ‬ ‫عاف معاً إلى إعادة التوازف والى إعادة اقتساـ األدوار والمواقع ليعود التوازف مف جديد. آف لسورية‬‫بينيما كانت تتيدد البالد أزمة وانفجار، فيسار‬ ‫أف ج مف ىذه االزدواجية المكمفة وطنياً وقومياً وانسانياً وأخالقي ً لتظير بوجو واحد، القوؿ فييا ىو الفعؿ والفعؿ فييا ىو القوؿ.‬ ‫ا‬ ‫تخر‬ ‫مف متابعتنا لموقائع االقتصادية والسياسات الجارية ال بد أف نتساءؿ : ىؿ ىناؾ إدا ة اقتصادية عامة في سورية ؟ رسمياً ىناؾ إدا ة اقتصادية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ىا، فعمياً ىؿ ىذه الحكومة والوز ات تؤدي وظيفة عامة في مواقعيا العامة أـ تؤدي وظائؼ خاصة ؟ عمى‬ ‫ار‬ ‫عامة فينالؾ حكومة ووز ات وغير‬ ‫ار‬ ‫مدى خمسة عشر عاماً ونحف ىف أف ىذه اإلدا ة االقتصادية تؤدي وظائؼ خاصة في مواقعيا العامة. بالتالي نتساءؿ : ىؿ نستطيع‬ ‫ر‬ ‫نبر‬ ‫الحديث في سورية عف اقتصاد وطني ؟ في دوؿ أوروبا وأمريكا وأي دولة في العالـ غـ أنيا اقتصادات أسمالية وطبقية، لكف عندما يزدىر‬ ‫ر‬ ‫ور‬ ‫االقتصاد يرتفع مستوى الجميع : ال أسماليوف والعماؿ والعاطموف حتى عف العمؿ، وعندما يصاب االقتصاد بالركود يخسر الجميع : أصحاب‬ ‫ر‬ ‫المميا ات والعامموف برواتبيـ و ىـ والعاطموف عف العمؿ، لذلؾ نقوؿ أنو ىناؾ اقتصاد وطني في أمريكا وفي الياباف مثالً. لكف ىؿ نستطيع‬ ‫أجور‬ ‫ر‬ ‫القوؿ أف ىناؾ اقتصاد وطني في سورية ؟ ىنالؾ اقتصاداف : اقتصاد ال يعرؼ األزمة والركود، في ازدىار دائـ، في وف ة دائمة، بؿ في‬ ‫ر‬ ‫حاالت األزمة والركود يزداد اكتناز، وىو اقتصاد القمة، أعضاء الشركة المشتركة، مف ىـ في السمطة وشركاؤىـ ج السمطة، وىنالؾ اقتصاد‬ ‫خار‬ ‫اً‬ ‫القمة الساحقة، وى الء إذا ازدىر االقتصاد أـ ماؿ إلى الركود، خسرت البالد أـ فقرت ىـ في حالة فقر مت ايد، أوضاعيـ ال عالقة ليا بالوضع‬ ‫ز‬ ‫ؤ‬ ‫االقتصادي العاـ، وانما تتحدد أوضاعيـ بسياسات رسمية تُطبؽ عمى مدى عقود بشكؿ منتظـ ومحكـ، في الوقت الذي ت اجعت فيو الدولة عما‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬
  • 3. ‫يسمى بالتخطيط لمتنمية االقتصادية واالجتماعية، التخطيط الذي يضع مؤش ات عمى الدولة والسمطة بكؿ مستوياتيا. لكف نالحظ أف خطة‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫بديمة غير معمنة تُطبؽ بإحكاـ وبتناسؽ شديد، ىذه الخطة تقضي بتحطيـ مقومات االقتصاد الوطني، بإفقار المجتمع وتيجير قواه الحية،‬ ‫وبمصاد ة مستقبؿ األجياؿ القادمة.‬ ‫ر‬ ‫لـ تعد إذاً مق الت التنمية االقتصادية واالجتماعية التقميدية المعروفة موجودة في حياتنا، واف كنا أحياناً نسمعيا ونق أىا في النصوص الرسمية.‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫لكف ىذه النصوص الرسمية ال تساوي الورؽ الذي تُكتب عميو، أ الً ألنيا تتبع منيج النفاؽ االقتصادي، االزدواجية، تزوير األرقاـ والوقائع‬ ‫و‬ ‫والحقائؽ عمى طوؿ الخط. إننا في سورية ال نمتمؾ رقماً واحداً حتى حيث ال يمكف تزوير الرقـ، أي في المصارؼ أو مي انية المصرؼ‬ ‫ز‬ ‫ي وخزينة الدولة. ىناؾ في سورية تُطبؽ أشد أشكاؿ السرية حيث الشفافية يجب أف تكوف كاممة ومطمقة. يجب أف توضع ىذه األرقاـ‬ ‫ّ‬ ‫المركز‬ ‫المالية والمصرفية والنقدية في أيدي الشعب وكؿ باحث. فكيؼ نفسر ىذه السرية التي ال مثيؿ ليا في العالـ : سرية الرقـ المالي، سرية الرقـ‬ ‫ي، سرية األرقاـ المصرفية. لذلؾ كنا نقوؿ دائماً أننا بحاجة إلى فريؽ عمؿ وطني مستقؿ مف ج ىذه الجيات‬ ‫خار‬ ‫النقدي في المصرؼ المركز‬ ‫ليقوـ بجرد الحقيقة وتقديميا دوف أي تزوير أو تحريؼ مما يستر التالعبات الخطي ة التي ي في قمب النظاـ االقتصادي وفي جيا ه الدموي‬ ‫ز‬ ‫تجر‬ ‫ر‬ ‫والعصبي.‬ ‫ويتحدثوف عف االنتقاؿ إلى اقتصاد السوؽ، لكف سورية ليا منيج خاص مميز في االنتقاؿ إلى اقتصاد السوؽ، أسميو اقتصاد السوؽ األو ي،‬ ‫امر‬ ‫ليس فقط نظاـ التخطيط الذي اتبعناه كاف نظاماً أوامرياً، بؿ إنيـ ينتقموف إلى اقتصاد السوؽ بطريقة أوامرية. أي يفصموف المصالح التي‬ ‫ّ‬ ‫تتشكؿ في ىذا االنتقاؿ عمى قياسات أشخاص محدديف مسبقاً. صدر أخير قانوف السماح بالمصارؼ الخاصة واألجنبية، قانوف إلنشاء‬ ‫اً‬ ‫ّ‬ ‫الجامعات الخاصة واألجنبية، لكف كؿ ىذه اإلحداثيات الجديدة مف مصارؼ وجامعات وبورصة مصاد ة مسبقاً ألسماء محددة مسبقاً. وبالتالي‬ ‫ر‬ ‫ي تزداد انحصار، الممكية االقتصادية في سورية تزداد انحصار، وربما ىذا أخطر تحوؿ في أي نظاـ اقتصادي بغض‬ ‫ّ‬ ‫اً‬ ‫اً‬ ‫فإف ممكية الشعب السور‬ ‫النظر عف طبيعتو. ال أسمالية االحتكارية تضع عمى اس اعتبا اتيا الشعب، تحاوؿ قدر اإلمكاف إش اؾ الشعب في الممكية وتضمف حداً أدنى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫لمستوى معيشتو. وىنا، مقولة الشعب واإلنساف والمواطف لـ يعد ليا مكاف ال حساب في سياسات إدارتنا االقتصادية في سورية. لذلؾ ممنو‬ ‫و‬ ‫ع معرفة‬‫ع معرفة البطالة الحقيقية، ممنو‬‫ع إج اء د اسات عف الفقر، ممنو‬ ‫إج اء د اسات تكشؼ الواقع الحقيقي االقتصادي واالجتماعي، ممنو ر ر‬ ‫ر ر‬ ‫ع معرفة كيؼ يتطور المستوى الغذائي لمسكاف والمستوى الصحي وكيؼ يتطور تمبية الحاجات األساسية‬‫لماذا يتدفؽ الناس طمباً لميج ة، ممنو‬ ‫ر‬ ‫ع معرفة كيؼ يتطور الواقع االقتصادي واالجتماعي حقيقة عمى األرض في سورية.‬‫مف مسكف وممبس وغذاء وصحة وتعميـ، وممنو‬ ‫لذلؾ أتساءؿ أماـ تمؾ السياسات االقتصادية التي فندناىا مط الً في ندوات الثالثاء االقتصادية، مف ىي الجية الرسمية في سورية التي تضع‬ ‫و‬ ‫السياسة االقتصادية وتناقشيا ّىا وتتبع تنفيذىا ؟ إنيـ أف اد، ىؿ ىـ فعالً األف اد، ىذا الوزير أو ذاؾ، ىذا المدير أو ذاؾ ؟ ظاىرياً يبدو‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وتقر‬ ‫األمر كذلؾ. وأخطر الوز ات التي تتحمؿ أخطر المسؤوليات االقتصادية يبدو وكأف السياسة االقتصادية تنبع منيا وتصب فييا. ال يوجد جية‬ ‫و‬ ‫ار‬ ‫رسمية في سورية – غـ أننا نتحدث عف حزب قائد وعف جبية وطنية ومجمس شعب ومجمس وز اء ولدينا جامعات وآالؼ االقتصادييف حممة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الدكتو اه – لكننا ال ى جية رسمية في سورية تبحث في ما ىي السياسة االقتصادية – االجتماعية المناسبة في سورية، تناقشيا ىا وتتبع‬ ‫وتقر‬ ‫نر‬ ‫ر‬ ‫تنفيذىا وتحاسب عمى نتائج ىذا التنفيذ. ال أعتقد أف ىناؾ بمداً وصؿ إلى ىذه جة مف التسيب، فأخطر السياسات االقتصادية التي تحدد‬ ‫ّ‬ ‫الدر‬ ‫و‬ ‫مصيرنا ىي ظاىرياً تبدو أنيا مف صنع أف اد تنبع مف بيف أصابعيـ وتصب عندىـ، وكاف الشعب بكاممو والمجتمع بكاممو والدولة بمؤسساتيا‬ ‫ر‬ ‫وسمطاتيا المختمفة ال عالقة ليا بيذه القضية، وىي قضية بيروق اطية فنية ال أىمية ليا عمى اإلطالؽ.‬ ‫ر‬
  • 4. ‫فعندما نتناوؿ أي سياسة أو أي ق ار اقتصادي نتساءؿ : ىؿ واضع ىذه السياسة أو متّخذ ىذا الق ار أو من ّذه، ىؿ سمع بشيء اسمو المنطؽ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫االقتصادي، عمـ االقتصاد، السياسة االقتصادية المبنية عمى أساس عممي، المرتبطة بأىداؼ اقتصادية واجتماعية محددة ؟ إف ما نشاىده مف‬ ‫خ المنطؽ االقتصادي والعقالنية االقتصادية والمصمحة الوطنية واالجتماعية والنظاـ‬‫قر ات ووقائع عمى األرض إنما يجافي وبشكؿ صار‬ ‫ار‬ ‫األخالقي وكؿ شيء إنساني. ىذه المجافاة ترجع إلى أننا تجاىمنا أف اإلنساف ىو اليدؼ وىو الغاية، غـ أف ىذا الشعار معّؽ في كؿ مكاف :‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫اإلنساف ىو ىدؼ التنمية وغايتيا، لكننا نعاني ازدواجية. بكث ة ما نعّؽ ىذه الشعا ات بقدر ما نتجاىؿ حقيقة السياسات التي تعمؿ ضدىا عمى‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫طوؿ الخط. وىنا أتساءؿ : ما ىي المكانة التي يعطييا نظامنا لإلنساف في منظومتو االقتصادية – االجتماعية، حاجاتو، ضرورياتو، العالقات‬ ‫بيف األجياؿ. عندما ندمر أىـ مقومات البيئة الحيوية في سورية حالؿ عشر سنوات، ونستنزؼ الثروات الباطنية غير المتجددة مف نفط وماء،‬ ‫ىا بوحشية، ال يمكف أف يفعؿ ىذا الفعؿ إال عدو، ىؿ فكرنا باإلنساف، بالمستقبؿ، بالص اع مع الصييونية واإلمبريالية الذي يشغؿ حياتنا‬ ‫ر‬ ‫ونيدر‬ ‫كميا ويبرر كؿ ىذه المفاعيؿ ؟ إذاً أقوؿ في السجوف قد يياف اآلالؼ ويذلوف، أما في االقتصاد فتكرـ البالد أو تُباد العباد.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫في سورية أصبح الوضع النموذجي المعتاد لممواطف أف يكوف غما حاكماً أو محكوماً. أما أف يكوف ال حاكماً ال محكوماً فيذه وضعية غير‬ ‫و‬ ‫مفيومة ال مف قبؿ الحاكميف ال مف قبؿ المحكوميف. أف تكوف حاكماً عند أي مستوى كاف، مف مستوى الشرطي إلخ، يعني أف تكوف طميقاً‬ ‫و‬ ‫مف الضوابط تجاه المجتمع وتجاه القانوف وباألخص القانوف المالي، تقوؿ لممحكوميف ما تشاء وتفعؿ في مصالحيـ ما تشاء دوف أف تسأليـ أو‬ ‫ترجع إلييـ في شيء. في روما العبودية قبؿ 0002 عاـ، كانوا أسياد العبيد يختاروف إلدا ة مز عيـ األكثر خب ة في الز اعة واألكثر قب الً مف‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ار‬ ‫قبؿ العبيد، أما في سورية النصؼ الثاني مف القرف العشريف فمـ يعد ال شرط الكفاءة ال شرط القبوؿ مف العبيد ضرورياف في مف يتمطعوف‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫إلدا ة مز ع العبيد. فأسياد العبيد الجدد ليس ليـ عالقة باالقتصاد الوطني، ليـ عالقة باقتصادىـ الخاص فقط، وليست اإلنتاجية مف بيف‬ ‫ر ار‬ ‫شو ىـ ألف مصادر ثرواتيـ ال تتوقؼ ال عمى وضعية االقتصاد ال عمى مستوى اإلنتاجية والربحية. ففي األزمات والكوارث يمكف أف تكوف‬ ‫و‬ ‫اغر‬ ‫مداخميـ أكثر منيا في الرواج واالزدىار. أما أف تكوف محكوماً فيذا يقتضي أف تنظر كما كاف عبيد روما إلى جميع األوضاع المحيطة بؾ‬ ‫ىا الخيار الحتمي الوحيد أو الخيار األمثؿ مف بيف جميع الخيا ات الممكنة. وانطالقاً مف ىذه النظ ة فأنت " حر " في‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والحاكمة عميؾ باعتبار‬ ‫تدبير شؤونؾ الحياتية عمى مبدأ " يدؾ وما تطوؿ ".‬ ‫أف تكوف منظومة مستقمة ج المنظومتيف الحاكـ والمحكوـ، أي معارضة، فيذا يجعمؾ في نظر الحاكميف خائناً وفي نظر المحكوميف شاذاً.‬ ‫خار‬ ‫ي إنيا الداللة األىـ عمى أف سورية كانت خالؿ العقود األربعة المنصرمة تعيش ج العصر. وليذا نقوؿ : لـ يعد أماـ سورية أية‬ ‫خار‬ ‫ولعمر‬ ‫إمكانية إلضاعة عاماً واحداً آخر بعد ما أضاعت مف عقود. لـ يعد أماميا إال أف تدخؿ العصر بنظاـ يشتمؿ عمى معارضة معترؼ بيا‬ ‫قانونياً وواقعياً تممؾ جميع شروط العمؿ الحر في السياسة تنظيماً واعالماً، وكفى اختزالً لشعب تعداده 81 مميوف بأربعمائة اسـ أو في مائة‬ ‫ا‬ ‫اسـ، مواصفاتيـ األىـ أف ثقة األجي ة المتعددة قد تقاطعت عندىـ لتمنحيـ بطاقة الدخوؿ إلى منظومة الحاكميف، وفي رقابيـ مفاتيح الجنة،‬ ‫ز‬ ‫ودوف استعداد لالستشياد في سبيؿ أي قضية.‬ ‫جة األولى. إذا كنا نتحدث عف اإلصالح، أي‬‫منذ عشر سنوات عرفت المسألة االقتصادية بأنيا في سورية ىي مسألة غير اقتصادية بالدر‬ ‫ّ‬ ‫إصالح : سياسي أو اقتصادي أو ي أو تشريعي أو إعالمي، فإف مربط فرس اإلصالح، ىنا وليس في أي مكاف آخر، أف سورية دولة‬ ‫إدار‬ ‫وشعباًً، اقتصاداً وادا ةً، عمماً وأخالقاً، قد دفعت غالياً ثمف النيج الفوقي واالنتقائي في تشكيؿ وفرز طبقة الحاكميف مف األعمى التي ال ترتبط‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫بشيء ال تحتكـ في شيء إال طبقة المحكوميف. لقد آف األواف لالنتقاؿ مف ىذا النيج المصطنع المدمر إلى النيج الطبيعي، إلى الشعب‬ ‫و‬ ‫غـ مف جميع عيوب ونواقص الديمق اطية التي نعرفيا فإف التاريخ لـ‬ ‫ر‬ ‫ليكوف األرض التي ينبت منيا الحاكموف والتي تحكـ عمى جدارتيـ. وبالر‬
  • 5. ‫ع أسموباً أكثر جدوى كنظاـ حكـ ومنيج حياة. ال يحؽ ألحد االدعاء بأف الديمق اطية نظاـ غريب مستورد، فمدى كؿ شعب عمى األرض‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫يختر‬ ‫ت اثاً خاصاً في الديمق اطية، غـ الطيؼ الواسع ألشكاليا فيي مف حيث الجوىر واحدة في نياية المطاؼ، إنيا حكـ الشعب لمشعب وليس‬ ‫ور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫حكـ المبشريف بالجنة والمنتقيف.‬ ‫إف أربعة عقود أو عمر جيؿ مف التجاىؿ القانوني الديالكتيكي المحرؾ لمتطور، قانوف نفي النفي، والقائؿ بالتطور مف الوضعية إلى نقيضيا‬ ‫إلى التركيب بيف االثنيف وىو قانوف طبيعي إليي، وقير ىذا القانوف واذاللو بشعار دنيوي وضعي ىو الثبات إلى األبد، قد أدى إلى انتقاـ ىذا‬ ‫القانوف لنفسو بأف خالؼ طبعو في التطور إلى األماـ والى األعمى بوقؼ منحنى النيوض ونكسو إلى نقطة البدء، وىو ما ى لكؿ نظاـ‬ ‫جر‬ ‫تجاىؿ ىذا القانوف. ففي سورية كما في االتحاد السوفييتي ى التحوؿ مف نظاـ التحالؼ اإلقطاعي التقميدي المتفسخ و جوازية الصاعدة‬ ‫البور‬ ‫جر‬ ‫ي المتفسخ و جوازية الطفيمية، وذلؾ عبر النقيض الذي كاف يسمى البناء االشت اكي المتآمر عميو بالتثبيت‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫البور‬ ‫الوضعية إلى نظاـ التحالؼ الثور‬ ‫المتناقض مع الديالكتيؾ ليمفظ النقيض أنفاسو بعد عقود وىو ما اؿ يجتر ى ليمة الدخمة عمى أنيا الميمة القدر ولكنيا ليمة قدر غير قابمة‬ ‫ّ ذكر‬ ‫ز‬ ‫لمتك ار.‬ ‫ر‬ ‫ىكذا نجد أنفسنا في سورية اليوـ وبعد أربعة عقود ونحف ج ما نكوف إلى اإلحياء الستعادة الوعي و ح والقوى المادية والمعنوية لالنطالؽ‬ ‫الرو‬ ‫أحو‬ ‫مف جديد. واذا كاف التاريخ ال يكرر نفسو، واذا ظير ما يشبو التك ار فإنو يكوف تكرر ساخر، كذلؾ شأف مف ال يتخذ مف التاريخ الدروس‬ ‫اً‬ ‫ا اً‬ ‫ر‬ ‫والعبر، فال يعترؼ بأف العالـ قد تغير، وأف الجديد ال يمكف أف يكوف ال تقميداً ال استمرر لمقديـ حتى بما لو، فكيؼ بما عميو !، ألف ىذا‬ ‫ا اً‬ ‫و‬ ‫االستم ار حتى إذا اعتُقد أنو حوامؿ قوة وايجابيات، فمف يكوف إال إضاعة لمزمف ولمفرص ولإلمكانيات، فإذا كاف متشدداً في التمسؾ باألشكاؿ‬ ‫ر‬ ‫التي أكمت ىا منذ زمف طويؿ فسيكوف نوعاً مف االنتحار.‬ ‫عمر‬ ‫مف ىنا ضرو ة التجاوز وىو مقتضى فعؿ قانوف نفي النفي الذي إذا لـ ي َّى بشكؿ واع فسيفعؿ فعمو بشكؿ مدمر. فال بد مف تحرير ىذا‬ ‫ٍ‬ ‫ُ مب‬ ‫ر‬ ‫القانوف الذي ال يقير بخالؼ دساتيرنا وقوانيننا وأنظمتنا اإلدارية والمالية التي طالما أعمنت عف جائ ة تقديرية لمف يكتشؼ فييا مادة واحدة‬ ‫ز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بقيت حية بعد أف جؼ ىا ومطبقة فعالً.. الميـ باستثناء مادة واحدة أصبحت تنافس الش ائع السماوية في الخمود، إذ أنيا تُ َّؽ مف قبؿ كؿ‬ ‫طب‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ حبر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مف ىب ودب وبمناسبة ومف غير مناسبة، ومنذ 05 عاماً وىي تزداد شباباً : إنيا المادة 58 في قانوف الموظفيف األساسي وسميتيا األكثر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫قماءة منيا المادة 831 مف قانوف العامميف الموحد، ولتكوف سورية مع ىذا النسؿ البغيض مف التشريع، الدولة التي تدخؿ القرف اؿ 12 بيذه‬ ‫اإلشكالية.. ىذه المواد التي تتدعـ بتوجييات تمغي مادة في الدستور التي تقوؿ أف حؽ التقاضي لممواطف مصاف، فكيؼ نتحدث عف اإلصالح‬ ‫ُ‬ ‫والتنمية واالستثمار ونحف ى ىكذا مناخ عاـ ؟ وأي است اتيجيات أو خطط أو قوانيف تنفع ماداـ ربيع دمشؽ الموعود محتَبس، وتتمنع‬ ‫ّ‬ ‫َُْ‬ ‫ر‬ ‫أسر‬ ‫أ اىي ه مف التفتّح، ومادامت وجوه وقوى الشفط والنحس تنغص العيش عمى البالد والعباد ؟‬ ‫ّ‬ ‫ز ر‬ ‫إف شعبنا مياؿ بطبعو إلى االستبشار بالخير، بؿ والى المغاالة أحياناً في استبشار الخير، وكـ سيكوف الخير عميماً بمالقاتو في منتصؼ‬ ‫ّ‬ ‫الطريؽ بموكب نظيؼ مف أولئؾ الذيف لـ يضيعوا يوماً واحداً مف ىـ في فعؿ خير واحد لشعبيـ، وانما فقط ودائماً في التعالي عميو‬ ‫عمر‬ ‫وامتيانو وابتز ه واستباحة حقوقو وثم ات كفاحو وحرمانو مف فرص االرتقاء واعتبا ه جموعاً مف العواـ قاص ة عف التعبير عف حاجاتيا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫از‬ ‫وتطمباتيا وعف انتخاب مف ىو أصمح لتمثيميا وادا ة شؤونيا ومصالحيا، ومف ىو أقدر عمى تعويض البالد عما ألحقو وجوه الشفط والنحس‬ ‫ر‬ ‫بيا مف اإلفقار واإلذالؿ واألزمات والكوارث!‬
  • 6. ‫إف شعبنا جدير بأف يقاؿ لو : لف نفرض عميؾ مف اليوـ بالقوة أو بنص تشريعي حزباً قائداً أو جبية حاكمة يحتكروف تقاسـ م اكز السمطة إلى‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫األبد، وانما سيكوف الخيار لؾ في تحديد النظاـ االقتصادي واالجتماعي األفضؿ لحياتؾ. فيؿ بقي أمامنا غير ىذا اإلصالح كنقطة انطالؽ‬ ‫ج مف العطالة والجمود إلى اإلبداع والنماء والتجدد. سأقدـ نماذج مف تمؾ السياسات، أقوؿ سياسات مرسومة بشكؿ واع ومخطط وىادؼ،‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫لمخرو‬ ‫ولكنني أتساءؿ وأسألكـ : كيؼ يمكف ليذه السياسات أف تُن َّذ ألية غايات ألي أىداؼ ؟ إذا كنت قصير النظر، لـ أستطع اكتشاؼ تمؾ‬ ‫و‬ ‫َف و‬ ‫الغايات السامية لمثؿ ىذه السياسات فأنا سأكوف سعيداً لو أف أحداً مف المسؤوليف تفضؿ م ة واحدة وقاؿ : إف ما تقولو خطأ، وأنت ال ى‬ ‫تر‬ ‫ّ ر‬ ‫الحقيقة، والحقيقة ىي كذا وكذا. إف ما أسمعو دائماً ىو أف ما تقولو صحيح بالكامؿ، ولكف ونحف نوافقؾ عمى كؿ كممة تقوليا نقوؿ لؾ ال‬ ‫نستطيع فعؿ أي شيء.‬ ‫إذاً مف ىو الغامض الذي يدير شؤوننا المصيرية ؟ آف األواف لمكشؼ عف ىذا الغامض، ولف تكشؼ عنو السمطات المسؤولة ولو بقي ىذا‬ ‫ح،‬‫الغامض ألؼ عاـ آخر يفعؿ ما يفعؿ، ولف يكشؼ سر ىذا الغامض إال الشعب المحرر مف القيود بالديمق اطية، باإلعالـ الحر المفتو‬ ‫ر‬ ‫بحرية التنظيـ وال أي، سيجد ىذا الغامض نفسو محاصر، منبوذاً ال مكاف لو في ىذا الوطف.‬ ‫اً‬ ‫ر‬ ‫ىذا الغامض ليس غامضاً تماماًً، إنيـ أصحاب المميا ات الذيف أصبحوا يمتمكوف مميا ات الد ال ات ج ىذا القطر، ليس مف رواتبيـ وليس‬ ‫و ر خار‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫مف أرباح مشروعاتيـ، لكف أحداً لـ يسأليـ كيؼ ومف أيف ؟ بؿ إف أحداً لـ يسأليـ كيؼ تحمؿ ضميركـ أف تفعموا بشعبكـ وباقتصادكـ الوطني‬ ‫ّ‬ ‫وبدولتكـ ما فعمتـ بحرمانيـ مف كؿ شروط الحياة والتقدـ والنماء واالزدىار، وايداع حصيمة ىذا الحرماف عش ات المميا ات مف الد ال ات عداً‬ ‫ور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ونقداً في جيوب المؤسسات اإلمبريالية الصييونية ؟ ومع ذلؾ ي ايدوف عمينا بالوطنية، ويتيموننا بأننا نحف الذيف سنستقدـ اإلمبريالية‬ ‫ز‬ ‫ي، وىذا الرقـ يعادؿ خمسة أضعاؼ‬‫والصييونية.. نحف وليس ىـ الذيف أىدوىا عمى األقؿ مائة مميار د الر مف ثروة ومداخيؿ الشعب السور‬ ‫و‬ ‫كؿ االستثما ات اإلنتاجية في سورية. ففي السياسة المالية ميمة أية دولة، أية سمطة وأي نظاـ ىي تنمية قوى اإلنتاج الوطنية، أي االرتقاء‬ ‫ر‬ ‫بقوى اإلنتاج عاماً بعد آخر، لكف أف نجد قوى اإلنتاج في سورية اليوـ عاـ 1002 أضعؼ بكثير مف قوى اإلنتاج في عاـ 0891 فيذه حالة‬ ‫ىا بأية نية طيبة عمى اإلطالؽ.‬ ‫ال يمكف تفسير‬ ‫منذ أكثر مف 02 عاماً توقؼ االستثمار اإلنتاجي تقريباً في سورية، االستثما ات اإلنتاجية الجديدة ال تعوض ءاً مف االستيالؾ الذي‬ ‫جز‬ ‫ر‬ ‫تتعرض لو قوى اإلنتاج القائمة في سورية. لذلؾ فإف الحصيمة بالطبع ىي تدىور اإلنتاجية العامة، وتعبير ذلؾ ىو أف متوسط نصيب الفرد‬ ‫مف الدخؿ القومي في سورية اليوـ، حسب اإلحصاءات الرسمية، ىو أقؿ منو عاـ 0891. إذاً سورية أضاعت 02 عاماً مف ىا، ليس ألف‬ ‫عمر‬ ‫ّ‬ ‫ي لـ يكف لديو قيماً فائضة خالؿ ىذه الفت ة، عمى العكس، ولكف ألف كؿ ىذا الفائض‬ ‫ر‬ ‫ي لـ ينتج، ليس ألف االقتصاد السور‬‫الشعب السور‬ ‫االقتصادي أدى إلى ازدىار اقتصاد القمة وصب في ج البالد.‬ ‫خار‬ ‫ّ‬ ‫لف أتحدث ىنا عف الفساد الفردي الذي لـ يعد فردياً، إنما أصبح نظاـ حياة عاـ. ىناؾ ما ىو أخطر مف الفساد، وىو سياسات عامة تخمؽ‬ ‫األرضية التي تجعؿ الفساد حتمياً. منذ بداية التسعينات وحتى اليوـ تقوـ مثالً وز ة المالية بوظيفة واحدة ىي تجميع األمواؿ مف عروؽ‬ ‫ار‬ ‫االقتصاد الوطني ومؤسساتو ومواطني ىذا البمد. مثالً في العاـ 39 كاف حساب ودائع الدولة لدى البنؾ /001/ مميار لي ة سورية، أصبح في‬ ‫ر‬ ‫شير حزي اف مف عاـ 0002، أي قبؿ عاـ ونيؼ، أصبح /563/ مميار لي ة سورية. إذاً وز ة المالية أضافت إلى حسابيا في البنؾ /562/‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مميار ة سورية، بمعدؿ /5.3/ مميار ؿ.س شيرياً، وىي حالة غير معروفة في التاريخ االقتصادي. وىناؾ تكديس لمد ال ات ج القطر‬ ‫و ر خار‬ ‫لير‬ ‫وبمعدؿ، خالؿ ىذه الفت ة، /3/ مميار ؿ.س شيرياً. إذاً نحف أما /6/ مميا ات ؿ.س شيرياً وبشكؿ منتظـ منذ عاـ 39 وحتى اليوـ تُسحب مف‬ ‫ر‬ ‫ر‬
  • 7. ‫ي،‬‫ع االستثمار اإلنتاجي في االقتصاد السور‬‫ع الرواتب واألجور في سورية ويزيد عف مجمو‬‫االقتصاد الوطني مجموعيا السنوي يزيد عف مجمو‬ ‫بؿ في الستة أشير األولى مف عاـ 0002 ارتفعت حصيمة ىذه المسحوبات إلى ما يقارب 41 مميار ؿ.س شيرياً.‬ ‫نحف البمد الوحيد في العالـ الذي ن ّمع فيو عمى أحدث األرقاـ التي مضى عمييا عاـ ونصؼ أو عاميف في أحسف األحواؿ، ففي لبناف ومصر‬ ‫ط‬ ‫جية وكؿ األرقاـ االقتصادية‬‫واألردف وأمريكا تعطيؾ وسائؿ اإلعالـ دوف أف تطمب وتبحث، تعطيؾ آخر األرقاـ المالية وأرقاـ التجا ة الخار‬ ‫ر‬ ‫اليامة يوماً بيوـ وأسبوعاً وشير بشير. حكوماتنا اتبعت منيجاً غير معروؼ في العالـ، وىو تأخير المعمومات مف 3-5 سنوات لتضع مي انية‬ ‫ز‬ ‫اً‬ ‫َّ‬ ‫العاـ القادـ، وليس لديؾ إال معمومات األرقاـ الفعمية مف مي انية عاـ 79 التي لـ تُقدـ حتى اآلف إلى مجمس الشعب لقطع الحسابات، عمماً بأف‬ ‫ز‬ ‫إظيار مي انية العاـ الماضي كأساس لوضع المي انية التقديرية لمعاـ الحالي ال يتطّب غير كبسة زر، فاألرقاـ موجودة بيف أيدييـ. فيـ‬ ‫م‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫يتعمدوف ىذه التعمية وكتـ المعمومات حتى ال يمتمؾ أحدنا القد ة عمى التحميؿ والمواجية. بعد 5 سنوات عندما تظير األرقاـ الحقيقية يكوف "‬ ‫ر‬ ‫مف ضرب قد ضرب ومف ىرب قد ىرب، واشرب ماء البحر ". فالمسألة االقتصادية في سورية ىي ليست اقتصادية، بؿ ىي سياسية بالدرجة‬ ‫األولى. أتساءؿ : ىؿ القيادة القطرية ناقشت ىذه السياسة التي أدت إلى ركود وبطالة وأزمة اجتماعية وىج ة وتردي مستوى المعيشة... ؟ مف‬ ‫ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ناقش ىذه السياسة ؟ ومف ّىا ؟ وما ىي األىداؼ المبر ة ليذه السياسة ؟‬ ‫ر‬ ‫أقر‬ ‫مف حسف الحظ أف المسؤوليف االقتصادييف ىـ أنفسيـ منذ 03 عاماً، ولـ يتغيروا. فمصارفنا لـ تعد مصارؼ عمى اإلطالؽ، ال شركاتنا‬ ‫و‬ ‫ع جديد في سورية يموؿ إال بالقروض‬ ‫ُ َّ‬ ‫شركات، والقطاع العاـ محمؿ بديوف أكبر بكثير مف أس الماؿ. ومنذ سنوات لـ نسمع عف مشرو‬ ‫ر‬ ‫ج /01/ مميار د الر، وفي الداخؿ ربما لدينا /005/ مميار‬ ‫و‬ ‫والمعونات، أي بالتسوؿ.. لماذا ىذا اإلذالؿ لوطننا وشعبنا مع أنو لدينا في الخار‬ ‫ع االقتصاد يمكننا أف نتحدث أياماً طويمة.. وآف األواف أف‬‫لي ة سورية.. إنيـ يزيدوف عف حجـ الدخؿ القومي لمدة عاـ كامؿ. وفي موضو‬ ‫ر‬ ‫ندخؿ العصر الحديث.. وشكر.‬ ‫اً‬ ‫مداخالت السادة الحضور‬ ‫د. ناصر عبيد الناصر:‬ ‫نشكر الدكتور عارؼ دليمة عمى ىذا الجيد الذي تجسد فيو العديد مف التناقضات. ومحاض ة اليوـ ما ىي إال امتداد لمحاض ة األمس القريب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ي تحت يافطة الحوار الوطني والديمق اطي، والسيد الترؾ يدرؾ‬ ‫ر‬ ‫التي ألقاىا السيد رياض الترؾ والذي دعا فييا عممياً إلى تفكيؾ المجتمع السور‬ ‫تماماً بأف سورية تركف عمى إرث وطني يعتد بو. بطبيعة الحاؿ محاض ة الترؾ لـ تكف سوى بياناً سياسياً نارياً يتضمف إمالءات وشروط ترقى‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ى تنبعث منيا ائحة‬ ‫ر‬ ‫إلى مستوى إعالف الحرب عمى حزب البعث العربي االشت اكي. أما محاض ة الصديؽ الدكتور عارؼ دليمة، فيي األخر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫جية‬‫العداء، ال النقد البناء. وعمى غـ مف ذلؾ، نتفؽ معو في بعض النقاط، ال سيما مكافحة الفساد والذي توفرت لو أسباب داخمية وخار‬ ‫و‬ ‫الر‬ ‫ّ‬ ‫تداخمت مع بعضيا بعضاً. ومف ال يقاوـ الفساد ال قمب لو، ومف يعتقد بأف باإلمكاف اجتثاث الفساد بخطبة حماسية ال عقؿ لو. إذ تحتاج‬ ‫معالجة الفساد إلى عمؿ مؤسساتي يركف إلى ثالثة مقومات : األولى ن اىة ورشاد الحكـ، والثانية الشفافية والعمنية، والثالثة المحاسبة الصارمة،‬ ‫ز‬ ‫وىذا ما تعمد القيادة السياسية إلى توفي ه في القطر. أما القضايا الخالفية التي نختمؼ بيا مع الدكتور دليمة تتركز عمى أربعة نقاط : 1.‬ ‫ر‬ ‫تعاممو مع المعطيات اإلحصائية عمى طريقة تشرشؿ الذي كاف يقوؿ أف أكثر األرقاـ التي أحفظيا وأصدقيا تمؾ األرقاـ التي أقوـ بتزييفيا، إذ‬ ‫جية في سورية فائضاً قد ه /82/ مميار لي ة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أف معدالت النمو في سورية بمغت في السنوات األخي ة ما بيف 3-4%، وحقؽ مي اف التجا ة الخار‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫سورية. وبدأت عجمة المعامؿ في سورية تدور في األشير األخي ة القميمة الماضية نتيجة تصديؽ االتفاقات مع الدوؿ الشقيقة والصديقة ال‬ ‫و‬ ‫ر‬
  • 8. ‫ي في طريقو إلى الخروج مف أزمة الركود إلى حالة االنتعاش االقتصادي. 2. الدكتور دليمة يدرؾ‬‫سيما مع الع اؽ. وأقدر بأف االقتصاد السور‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫قبؿ غي ه بأف ثمار اإلصالح ال تؤتي أُكميا بيف يوـ وليمة، فاليند لـ تتمكف مف السيط ة عمى التضخـ إال بعد ثالث سنوات. 3. ال بد وأف‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫تترتب عمى ب امج اإلصالح االقتصادي عمى المدى القصير بعض اآلثار السمبية منيا ارتفاع معدالت البطالة وارتفاع تكمفة المعيشة وت اجع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫رفاىية المستيمؾ. 4. اختمطت األو اؽ عمى الدكتور دليمة، ولـ نعد نعرؼ ىؿ ىو مع اقتصاد السوؽ أـ مع االقتصاد المخطط ؟ ىؿ ىو مع‬ ‫ر‬ ‫القطاع العاـ أـ مع القطاع الخاص؟ ىؿ ىو مع الفق اء أـ مع األغنياء؟ نيار يدافع عف الفق اء وليالً يجالس األغنياء، ومف خالؿ ىذه‬ ‫ر‬ ‫اً‬ ‫ر‬ ‫ي ال يمكف الوصوؿ إلييا بيذا الطريؽ الذي يحتوي عمى‬‫التناقضات فإف الدكتور دليمة يريد أف يصؿ إلى عتبة عامة الشعبية والتي بتقدير‬ ‫الز‬ ‫ج.‬‫تناقض مزدو‬ ‫األستاذ رياض سيؼ :‬ ‫طبعاً أنا مع الدكتور عارؼ، ففي ثالثة أرباع الساعة األولى قبؿ أف يتحدث عف األرقاـ، أي عندما تحدث عف االقتصاد السياسي أعتقد أنو‬ ‫األساس، ومشكمتنا في االقتصاد ال شؾ أنيا مشكمة سياسية الجذور. في البداية نقوؿ أف الشفافية ىي األساس لبناء أي اقتصاد واألرقاـ‬ ‫الدقيقة، ونحف نتحدث عف ذلؾ في كؿ مناسبة. حالياً ال أتكمـ عف حمة السابقة، بؿ عف السنة األخي ة، في اعتقادي ومف خالؿ ما ى‬ ‫نر‬ ‫ر‬ ‫المر‬ ‫يومياً أف الفساد ازداد والشفافية أقؿ مف السابؽ. حالياً ىناؾ عممية تعتيـ كبي ة جداً عمى المكاسب بما يسمى االقتصاد الجديد. حالياً يسيؿ‬ ‫ر‬ ‫لعاب البعض عمى عدـ ترؾ أي ء ولو صغير مف ىذا االقتصاد الجديد ألي فئة كانت، وىو محجوز لعدد محدود مف األشخاص وبتخطيط‬ ‫جز‬ ‫ح بعض‬‫مسبؽ وعف سابؽ إص ار. لذلؾ ى اآلف أف وزير في ىذه الدولة، وخاصة في قضية الخميوي، عندما يأتي إلى مجمس الشعب ويطر‬ ‫نر‬ ‫ر‬ ‫الوثائؽ بعد أف يسحب منيا بعض الوثائؽ األساسية، يتيـ أف بعض أعضاء مجمس الشعب باعوا ىذه الوثائؽ، مع أف الوثائؽ كميا غير سرية‬ ‫ُ‬ ‫باألساس. ولكف كي يعطينا درساً بأف كب ما يتعمؽ باالقتصاد والعقود والوثائؽ في الدولة ىو ي لمغاية، حتى عمى أعضاء مجمس الشعب.‬ ‫سر‬ ‫ونحف يكفينا اليوـ إذا طالبنا بالشفافية التي نتكمـ عنيا بأفواه كبي ة، فإننا بإمكاننا أف نصمح كؿ شيء مف خالؿ تطبيؽ مبدأ الشفافية. فمثالً :‬ ‫ر‬ ‫جاء بدوي إلى سيدنا محمد يقوؿ لو : قد ال اقدر أف أفعؿ كؿ شيء. فقاؿ لو النبي : فقط أوصيؾ بوصية واحدة : أف ال تكذب، وىكذا صمح‬ ‫الشخص وصمح المجتمع.‬ ‫د. بدر حيدر :‬ ‫نعمف تضامننا مع األستاذ رياض الترؾ م ة ى باعتبا ه اعتُقؿ أماـ أعيننا في طرطوس حيث نسميو : مانديال سورية. وبداية أود ذكر ما‬ ‫ر‬ ‫ر أخر‬ ‫قالو الدكتور ناصر، وىو صديقي وزميمي الد اسي، حوؿ طريقة محاربة الفساد، وأقوؿ في ىذا المجاؿ بأف ىذه الطريقة تعني تقبيؿ يد السارؽ‬ ‫ر‬ ‫الكبير وقطع يد السارؽ الصغير. ىناؾ عقمية مس ّحة تحكـ ىذا البمد سياسياً واقتصادياً، وأذكر ىنا مثالً تصريح وزير المواصالت النقدي جداً‬ ‫ط‬ ‫الذي قاؿ أف تأخر دخوؿ الفاكس إلى سورية كاف نعمة عمينا. القوانيف الجديدة في سورية ال تمغي في معظـ األحياف القوانيف القديمة التي ال‬ ‫ي اؿ العمؿ بيا حتى اآلف. وىناؾ قوانيف قديمة جداً ال ت اؿ سارية المفعوؿ في سورية. بالنسبة لنا كشعب، أصبحت كممة قطاع عاـ تعني لنا‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫قطاع طرؽ، والصناعة عندنا بحاجة إلى أكثر مف 001 مميار د الر لمتحديث، وىذا التحديث ال يستمر أكثر مف 01 سنوات نتيجة التقدـ‬ ‫و‬ ‫التكنولوجي اليائؿ في العالـ. العطالة في سورية بحاجة إلى مائة مميار د الر كي تُحؿ، وفي حاؿ توفر ىذه األمواؿ، ما ىي ع المصانع‬ ‫نو‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫التي ستُنشأ، وأيف ستُنشأ ؟ يقولوف أف الديمق اطية ىي بدعة غربية، وأنيا مستوردة، ال تصمح لبالدنا، ونحف نقوؿ : ىؿ الديمق اطية الشعبية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ىي بدعة عربية ؟ كيؼ صمحت لحزب البعث العربي االشت اكي ولألنظمة الدكتاتورية العربية ىذه التي بدعيا ستاليف وأسماىا الديمق اطية‬ ‫ر‬ ‫ر‬
  • 9. ‫الشعبية والتي تعني موت الديمق اطية والشعب معاً ؟! نطالب أصحاب المالييف الميربة إلى ج سورية بدفع الضريبة عف ىذه األمواؿ، فقط‬ ‫خار‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ىا أرباحاً حقيقية.‬ ‫باعتبار‬ ‫د. سميـ بركات :‬ ‫سوؼ أكوف واضحاً وصريحاً معكـ، الوطف ال يبنى باألحقاد، ال يبنى إال باالحت اـ والحوار، " القضية ليست قضية رمانة، وانما القموب مميانة‬ ‫ر‬ ‫و ُ‬ ‫ُ‬ ‫". أنتـ تعمموف قبؿ غيركـ انو مف آداب الحوار أف ال يتجاوز اإلنساف حدوده. سمعت بيانات حوؿ رياض الترؾ، واآلف أقوؿ لكـ أف رياض‬ ‫الترؾ، وأنتـ تعرفوف في قر ة أنفسكـ أنو قد تجاوز حدود الحوار. حجـ اليجمة كبير، وأكثر ما تتعرض لو سورية مف ضغط.. لماذا ىذه‬ ‫ار‬ ‫الحممة الموجية ضد سورية ؟ ىؿ قصرت سورية في يوـ مف األياـ ؟ أنتـ تعرفوف أنو ال يوجد مقصر، واف كاف ىنالؾ صمود اآلف فسورية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىي صاحبة ىذا الصمود. أتيت إلى ىذه المحاض ة ألعرؼ شيئاً عف االقتصاد في سورية، وأنا لست مف المختصيف، فسمعت خطاباً سياسياً‬ ‫ر‬ ‫مف زميمنا عارؼ الذي نحبو ونحترمو، ولـ أر ما يمكف أف يكوف في إطار االقتصاد في ىذه المحاض ة. قاؿ أف د اسة الفقر والبطالة وكؿ ما‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ع، ونحف نعرؼ أف ىناؾ د اسات وىو يشارؾ في أكثر مف لجنة في ىذه الد اسات ويدلي بدلوه. وىناؾ لجاف‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لو عالقة بيذه المسائؿ ممنو‬ ‫ى وأتمنى ليذه الظاى ة أف تستمر في‬ ‫ر‬ ‫ع عمى أحد أف يدلي ب أيو. وأنا أتمنى ليذا المنتدى ولممنتديات األخر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫متعددة يعمؿ مف خالليا وليس ممنو‬ ‫األطر اإليجابية والمحترمة بأف نشخص الحاالت ونقد ىا ونقوؿ أيف الخمؿ ونعطي ما يفيد. لكف اليجوـ والشتائـ وكؿ ىذه المسائؿ ال تجدي‬ ‫ّر‬ ‫ّ‬ ‫نفعاً وغنما تشنج القموب وتن ّ ىا و " لو كنت فظاً غميظ القمب النفضوا مف حولؾ ". سورية ليست لغز، وكؿ المسائؿ تُدرس، وحتى في مجمس‬ ‫اً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فر‬ ‫ّ‬ ‫الشعب المي انية تُعرض فق ة فق ة. وأنا مع العمنية في االقتصاد وفي السياسة وفي كؿ شيء. جو أف تقدـ وثائؽ يا أخ عارؼ في كؿ ما قمتو‬ ‫أر‬ ‫ر ر‬ ‫ز‬ ‫وسوؼ نحترمؾ عمى ذلؾ. القيادة تناقش السياسة االقتصادية واالقتصاد، ويجب تقدير األمور التي مرت وتمر بيا سورية. وأعتقد أف ىموـ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القيادة الحالية ومف ىموـ رئيسنا التحديث والتطوير وتفعيؿ دور الوطف. ال أعتقد أف ىناؾ مف يكتب عف ظواىر الفساد أكثر مف إعالمنا، ال‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫تظنوا أف في سورية فقط يوجد فضائح، ففي كؿ أنحاء العالـ يوجد فضائح. أتمنى أف نحترـ أنفسنا ونكوف دقيقيف في كالمنا وأف نتعامؿ‬ ‫بشفافية وأف تكوف القموب جميعاً صافية عند الحديث، وشكر.‬ ‫اً‬ ‫األستاذ سامر مموحي :‬ ‫أييا اإلخوة، تعرضت مدينة طرطوس خالؿ العش ة أياـ الماضية إلى حادثتيف مؤلمتيف : األولى منع السمطات األمنية لمنتدانا " منتدى‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫طرطوس لمحوار الوطني الديمق اطي " مف إقامة جمستو بتاريخ 22/7/1002 مع الدكتور عبد الر اؽ عيد، وأخبركـ بأننا سوؼ نتابع المسي ة‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ونعاود نشاطنا، والحدث الثاني ىو اعتقاؿ األستاذ رياض الترؾ الذي تـ في شاليو صديقنا الدكتور وائؿ بيطار في تماـ الساعة الثالثة مف يوـ‬ ‫السبت 1/9/1002، وباسـ منتدى طرطوس نستنكر عممية االعتقاؿ ونطالب السمطات باإلف اج عنو فور. األمر اآلخر، منذ فت ة شاىدنا عمى‬ ‫ر‬ ‫اً‬ ‫ر‬ ‫التمفاز برنامج " مف سيربح المميوف "، وكاف السؤاؿ : مف أغنى الدوؿ بيف ىذه الدوؿ األربعة : السعودية، سورية، ليبيا، الج ائر، ى بأف‬ ‫ز ونر‬ ‫ي الذي كاف يحضر ىذا البرنامج، كثير منيـ كانوا يحاولوف أف يفكروا بمقمة العيش،‬‫سورية ىي الدولة األغنى، فما ىو موقؼ المواطف السور‬ ‫وغذ ىـ يعيشوف في بمدىـ األغنى ؟ وما ىو موقؼ الميندس والطبيب الذي يذىب إلى السعودية والى ليبيا لكي يعمؿ ىناؾ ولكي يجمب الماؿ‬ ‫ولكي يعيش مستور ؟ وشكر‬ ‫اً‬ ‫اً‬ ‫د. اب اىيـ عرور :‬ ‫ر ز‬
  • 10. ‫شكر لكـ جميعاً. وأود أف أوضح نقطة قبؿ التعميؽ عمى المحاض ة، أعتقد أف األستاذ رياض الترؾ، وكنت مف المستمعيف لمحاضرتو والذي‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اً‬ ‫استمرت ساعة ونصؼ مف السب والشتائـ عمى حزب البعث العربي االشت اكي وعمى القائد الخالد حافظ األسد وطاؿ السيد الرئيس بشار األسد‬ ‫ر‬ ‫والدستور والمنظمات ومجمس الشعب ولـ يترؾ شيئاً، وتحممنا ولـ نقؿ شيئاً. ولكف عندما يتناوؿ رمز مف رموزنا الوطنية والقومية واإلنسانية ىو‬ ‫القائد الخالد حافظ األسد فأمر طبيعي أف يوضع حد لرياض الترؾ ولغير رياض الترؾ. نحف بالنسبة لنا كبعثييف حافظ األسد كاف اىداً‬ ‫ز‬ ‫ى : أنا أعرؼ آ اء الدكتور عارؼ وسمعتيا بشكؿ‬ ‫ر‬ ‫ومتصوفاً ووطنياً وقومياً وانسانياً، وىذا حؽ مف حقوقنا مثؿ حقوؽ اآلخريف. النقطة األخر‬ ‫مباشر وفي الندوات والمقاءات، وىناؾ الكثير مف آ اء الدكتور عارؼ ىي صحيحة، وخاصة في مسألة الفساد وغي ه. ولكف الحقيقة أف ىذه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫صو ة إطالقية، ونحف نعمـ أف الشيء المطمؽ في الحياة ىو ال الدة والموت، وما تبقى ىي قضايا ومفاىيـ نسبية، ولكؿ منا وجية نظ ه‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫وفمسفتو وق اءتو ومعتقده. أما أف نطمؽ األشياء وبشكؿ مطمؽ فكؿ ىذا فيو ظمـ وسوداوية. عمينا عندما نتحاور أف يكوف ىناؾ ثقافة لمحوار‬ ‫ر‬ ‫ولغة لمحوار، ولكف عندما تكبمني باألغالؿ وترميني بالتيـ، وتطمب الحوار، إذاً لماذا سنتحاور ؟ وأتمنى عمى الدكتور عارؼ أف يشير إلى أننا‬ ‫ّ‬ ‫نتحمؿ أعباء كثي ة في قضية وز ة الدفاع، فنحف في مي انيتيا تأتي في الموازنة 64% مف مي انية الدولة، ثـ تأتي م اسيـ إضافية إلى مجمس‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫الشعب إلدخاليا عمى الموازنة فتصؿ موازنة وز ة الدفاع أحياناً إلى 07%. ومسألة النفط، فإف إي ادات النفط تذىب لش اء السالح، وتعرفوف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ار‬ ‫جيداً أف سورية تضطر لش اء السالح بالسوؽ السوداء. وأتمنى أف ال نظمـ حزب البعث، فأكثرية البعثييف مواطنيف مخمصيف مثمكـ، ويحاربوا‬ ‫ر‬ ‫الفساد والرشوة والبيروق اطية واليدر، ونحف وطنيوف ونحب ىذا الوطف، فأتمنى أف نترؾ مساحة لمعقؿ ولمثقافة ولمحوار فيما بيننا لكي ننيض‬ ‫ر‬ ‫بالوطف، وشكر.‬ ‫اً‬ ‫األستاذ محمد عدوف :‬ ‫ر‬ ‫عندما وضعت القيادة في سورية اإلصالح السياسي عمى الرؼ، قالت بأولوية اإلصالح االقتصادي، ثـ أحالتنا إلى النموذج الصيني، وليس‬ ‫ّ‬ ‫في ذلؾ غضاضة فالرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ : اطمبوا العمـ ولو في الصيف. غير أف القيادة السياسية في سورية عندما أحالتنا إلى‬ ‫النموذج الصيني لـ تدرس عمى ما يبدو الشروط المتوف ة لمتجربة الصينية حتى نجحت. فالصينيوف توفر ليـ جياز ي نظيؼ، وكادر فني‬ ‫إدار‬ ‫ر‬ ‫كؼء، وتوفر ليـ تظافر اجتماعي خمؼ الخطة االقتصادية التي وضعتيا الحكومة بحيث اصبح المجتمع كمو ورشة تقؼ خمؼ القيادة‬ ‫السياسية إلنجاح التجربة الصينية في اإلصالح االقتصادي، كما أنيـ وضعوا خطة است اتيجية طويمة األمد شممت كؿ مناحي الحياة : التجا ة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الداخمية والخارجية والتنمية وكؿ الم افؽ االقتصادية. ىؿ يمكف ليذه التجربة أف تنجح في سورية ؟ ىؿ لدينا جياز ي نظيؼ ؟ ىؿ لدينا‬ ‫إدار‬ ‫ر‬ ‫كادر فني كؼء بحيث تعمؿ عمى قادر وضع الرجؿ المناسب في المكاف المناسب طبقاً لكفاءتو وأىميتو القانونية ؟ ىؿ نبعد السياسة وتأثير‬ ‫ُ‬ ‫ي إلى ورشة عمؿ تقؼ‬‫السياسة عمى اختيار الكوادر الفنية ؟ ىؿ وضعنا خطة است اتيجية طويمة األمد مف شأنيا أف تحوؿ المجتمع السور‬ ‫ر‬ ‫خمؼ القيادة السياسية والكوادر الفنية التي تقوـ باإلصالح ؟ ىؿ سألنا كؿ ىذه األسئمة عندما أحمنا الناس إلى الصيف ؟ أنا في أيي أف القيادة‬ ‫ر‬ ‫السياسية حينما أحالتنا إلى التجربة الصينية لـ ترع كؿ ىذه االعتبا ات لسبب واحد بسيط أنو ال إصالح اقتصادي دوف إصالح سياسي‬ ‫ر‬ ‫اِ‬ ‫وشكر.‬ ‫اً‬ ‫األستاذ حسف حدة :‬ ‫أشكر المحاضر وأقوؿ أف الشيء مف معدنو ال يستغرب، وى الء الحكاـ الحالييف ىـ ورثة الحكاـ السابقيف، يعني الفساد يخّؼ الفساد. إف‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ُ‬ ‫الدكتور دليمة لـ يياجـ حزب البعث ولـ يياجـ اإلسالـ. أنا إذا كنت مسمماً وأسرؽ، ىؿ معنى ذلؾ أف الق آف سيئ ؟ ال بؿ أنا السيئ، وى الء‬ ‫ؤ‬ ‫ر‬ ‫البعثيوف النصابوف يسيئوف إلى حزب البعث. أنا أتحدث عف الفساد، فإذا لـ أعالج الفساد أكوف فاسداً ال يحؽ لي أف أكوف بعثياً.‬ ‫و‬
  • 11. ‫األستاذ أصالف عبد الكريـ :‬ ‫قميالً مف الماء البارد عمى الرؤوس الحامية.. أعتقد أنو مف المناسب أف نعود قميالً إلى عصر األنوار، عصر العقؿ الذي يقوؿ كؿ شيء يجب‬ ‫أف يبرر وجوده أماـ محكمة العقؿ أو يكؼ عف الوجود. أعتقد و غب بأف الخطاب ينبغي أف يتوجو إلى الدكات ة البعثييف الموجوديف بيننا،‬ ‫ر‬ ‫أر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ببساطة ألننا نخاطب العقؿ. ليس ىنالؾ مقدسات أماـ العقؿ عمى اإلطالؽ، وىذا مبدأ. وأنا غير متفؽ مع التقديـ الذي قدمو الدكتور بركات‬ ‫ع رياض الترؾ، وىذا ليس سر. ولنفترض جدالً أف ما قالو الثالثة صحيح، فيذه حرب كالمية، تجاوز‬ ‫اً‬ ‫عرور وناصر بخصوص موضو‬‫وز‬ ‫الحدود ولديو مقدسات، أقوؿ : حسناً، الكالـ يرد عميو بالكالـ، إذا تجاوز الحدود نقوؿ لو أف ال يتجاوز. ىؿ يكوف الحكـ بيننا وقوؿ الفصؿ‬ ‫ُ ّ‬ ‫لمجياز األمني ؟ أعتقد ال. أريد أف نحتكـ إلى العقؿ، أقبؿ أف يحتكـ رياض الترؾ إلى قضاء نزيو وعادؿ، لكف ليس إلى محكمة أمف الدولة،‬ ‫وقد جربت ىذا بنفسي.. أنا معارض وسأبقى معارض ماداـ ىناؾ ما يعارض. ينبغي أف يكوف الحكـ بيننا ليس السمطة، السمطة ىي الخصـ،‬ ‫ُ‬ ‫والحكـ بيننا وبيف السمطة ىو القضاء الذي ينبغي أف يكوف نزيياً وعادالً، وأقبؿ أف أُحاؿ إلى القضاء. أسوأ ما يشعر بو اإلنساف ىو أف يكوف‬ ‫كتمة منسية ميممة ممقاة عمى عة الطريؽ بدوف مباالة. النسياف ىو الموت المعنوي، ال نريد أف يطمؽ عمينا التاريخ مدافعو، لذلؾ عمينا أف ال‬ ‫قار‬ ‫ع تحت الشمس. قيؿ لنا ىناؾ مقدسات أو خطاف أحم اف : ال تعمموا سر، ال‬ ‫اً و‬ ‫ر‬ ‫ننسى رجالنا أبداً. دعونا نختمؼ، دعونا نتفؽ، دعونا نتصار‬ ‫تمدوا أيديكـ لألجنبي. حسناً، مف يريد أف يكوف فأر ؟ قؿ لي سيصدر قانوناً لألح اب حتى أعمؿ عمناً. أنا ال ألريد أف أكوف فأر، جربت ذلؾ‬ ‫اً‬ ‫ز‬ ‫اً‬ ‫ع مع السمطة تحت الشمس كما أفعؿ اآلف. قيؿ لنا بعد فت ة ىناؾ مقدسات : الحزب، نيج القائد، الوحدة الوطنية،‬ ‫ر‬ ‫52 عاماً، أريد أف أتصار‬ ‫المؤسسة العسكرية... ىؿ مف المعقوؿ أف يكوف ىناؾ حزب فوؽ النقد ؟ ىؿ مف المعقوؿ أف أقوؿ أف ىناؾ حزب ينبغي أف ال ينتقد ؟‬ ‫ُ‬ ‫األستاذ حبيب صالح :‬ ‫أ الً أرجو أف تسمحوا لي بتوجيو التحيات لممناضؿ رياض الترؾ، وأنا أعتب ه ىينة الحرية. بالنسبة لممحاض ة ى أنيا استوفت كؿ العناصر‬ ‫ر فأر‬ ‫رر‬ ‫و‬ ‫األكاديمية لمحاض ة متخصصة وأمسكت بكؿ مق الت ومفردات العمؿ المحاسبي والخطاب االقتصادي. وأقوؿ : ما ىي األسس التي تتشكؿ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫منيا مكون ات االقتصاد الوطني، وما ىي معطيات وىيكميات ىذا االقتصاد ؟ ىؿ ىو اقتصاد إنتاجي، خدمي، ز اعي، صناعي، أيف الخطة‬ ‫ر‬ ‫ي. في االقتصاد، البد مف الحديث عف‬ ‫ّ‬ ‫ي أو انكشار‬‫ي سوى أنو اقتصاد غجر‬‫المكتوبة في سورية ؟ ال أعتقد أف ىناؾ وصؼ لالقتصاد السور‬ ‫انية العامة لمدولة ؟ ىؿ توقؼ اقتطاع األجي ة والمياـ الخاصة والعالوات وما يذكر وما ال يذكر مف مي انية ىذا‬ ‫ز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ز‬ ‫النفط : ىؿ دخؿ النفط الميز‬ ‫النفط ؟ مئات آالؼ السيا ات التي تُعطى لألجي ة وأعضاء مجمس الشعب وأعضاء الجبية، آلالؼ آالؼ البونات التي تُعطى، وأسوأ الخطط‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫التي تُرتجؿ أو ال توضع بالتنسيؽ الممنيج في إطار متكامؿ اقتصادي. كذلؾ ىي الض ائب وكذلؾ ىو التيريب وأطناف الذىب والعمالت‬ ‫ر‬ ‫واآلثار التي تجد طريقيا إلى لبناف ومف ثـ إلى بنوؾ العولمة.‬ ‫األستاذ فيصؿ عبد العظيـ :‬ ‫بسـ اهلل الرحمف حيـ، حيف يكوف الوطف ىو االنتماء األكبر فوؽ كؿ األح اب وفوؽ كؿ األف اد، حيف يكوف الوطف في خطر واس ائيؿ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫الر‬ ‫ىا يكوف ليس ىناؾ مف داع لمميات ات. اهلل سبحانو وتعالى، ونتعمـ مف اهلل، حيف أمر‬ ‫ر‬ ‫ع الغربي يريد أف يجتث ىذه األمة مف جذور‬ ‫ّ‬ ‫والمشرو‬ ‫إبميس بالسجود إلى آدـ، عصى إبميس، لكف اهلل سبحانو وتعالى لـ يقي ه ولـ يجب ه عمى السجود ألنو كاف يقدس الحرية، وكاف يقدس االختيار.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حتى حيف طمب إبميس مف اهلل أف يعطيو سؤلو فأعطاه سؤلو وقاؿ هلل : ألغوينيـ أجمعيف. أي يمعب عمى لعبة الحرية وعمى لعبة االختيار،‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وقاؿ أف سأحارب منيجؾ. وعمى غـ مف ذلؾ أعطاه اهلل سؤلو. فالحرية مقدسة حيف خمؽ اهلل اإلنساف وأعطاه ح. لقد كرـ اإلنساف في‬ ‫ّ‬ ‫الرو‬ ‫الر‬