SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  15
Télécharger pour lire hors ligne
‫الخاص والعام في االنتفاضة الشعبية السورية ال اىنة*‬
                               ‫ر‬
                                                                                                                                ‫52/40/1102‬

 ‫ي الحرية والك امة، ويتوق إلى المواطنة وحقوق المواطن، حالو في ذلك حال الشعوب العربية كافة. غم وجود فوارق بين دوليا‬
                        ‫ور‬                                                                         ‫ر‬              ‫ينشد الشعب العربي السور‬
   ‫ىا،‬
     ‫عمى مستوى بنية األنظمة، فإنيا ليست الفوارق الرئيسة، بل يكمن الفرق الرئيس في تبمور ىوية وطنية تسمح بفصل المجتمع عن الدولة أو عدم تبمور‬
  ‫وغياب أو وجود جماعات أىمية ما الت تجمع بينيما وتخترقيما عموديا. إن ما يصعب الفصل بين الدولة والمجتمع ىو ال ابط نفسو الذي يصعب فصل‬
       ‫ّ‬               ‫ر‬                                  ‫ّ‬                                         ‫ز‬
 ‫ىما مجتمعين موحدين ـ لممطالبة بإسقاط النظام، وىو ما‬
                                     ‫ّ‬             ‫ي والتونسي ـ باعتبار‬‫الدولة عن النظام [**]، وىو الفصل الذي مكن من ج المجتمعين المصر‬
                                                                              ‫َْ‬        ‫خرو‬  ‫ّ‬
                                                                      ‫مكن الجيش من االمتناع عن الوقوف إلى جانب النظام في حرب ضد الشعب.‬
                                                                             ‫ّ‬                                                      ‫ّ‬

 ‫دخمت سوريا مرحمة االنتفاضة الشعبية، وبات ليا أيضا مسمى تاريخي، ثو ة 51 آذار/ مارس، إسوة بتمك التي سبقتيا في تونس ومصر بداية العام، ومن‬
                                                                    ‫ر‬
   ‫بعدىا في اليمن وليبيا. وعمى غم من أنيا أظيرت قد ة عمى االنتشار والتوسع كما حصل في يوم الجمعة 51 نيسان/ أبريل، ويوم الجمعة 22 نيسان/‬
                                                                                     ‫ر‬                    ‫الر‬
 ‫أبريل، فإنيا ال ت ال في بدايتيا، وما الت تثير أسئمة كثي ة حول المسا ات التي ستتّخذىا. وترتبط اإلجابة عن ىذه األسئمة بالخصوصية السورية، ومستوى‬
                                                                         ‫ر‬           ‫ر‬                  ‫ز‬                  ‫ز‬
                    ‫ي تجاىيا، فضال عن المواقف الدولية واإلقميمية، وأمور ى متعمقة.‬
                             ‫أخر‬                                                 ‫وعي الحركة االجتماعية، وطريقة فعل أو رد فعل النظام السور‬

      ‫ة الشعبية التي اتّخذت شكل احتجاجات شعبية سممية متواصمة؟ وىل‬
                                                                ‫فيل ستسير سوريا مثال عمى طريقة مصر في إصالحات تقوم تحت ضغط الثور‬
 ‫يضاف إلييا ىان عمى أن أس السمطة في سوريا قادر عمى القيام بيا؟ أم أنيا ستر ح مكانيا مدةً أطول بين توازنات مجتمعية مختمفة كحال اليمن؟ وىل‬
                                                              ‫او‬                                                 ‫ّ ر‬        ‫ر‬
    ‫ستقدم سوريا نموذجا آخر يغمب فيو منطق القوة عمى منطق المساومة؟ أم أن االنتقال إلى الديمق اطية في سوريا ال بد أن يتخطى النظام كما ىو قائم؟‬
                                 ‫ّ‬                  ‫ر‬                    ‫ّ‬                         ‫ّ‬                   ‫َ‬                ‫ّ‬
  ‫فأحداث يومي الجمعة 51 و22 نيسان/ أبريل أظيرت أن طريق المساومة ىو مجرد احتمال يشجعو المحيطان اإلقميمي والدولي، وأن النظام الحاكم ظل‬
  ‫ّ‬                 ‫ّ‬                               ‫ّ‬                                     ‫ّ‬                                     ‫ْ‬
‫مصر عمى الخيار األمني في قمع أعمال احتجاج شعبية سممية. ال ت ال التسا الت مطروحة وتستدعي النظر إلى الخصوصية السورية المحمية واإلقميمية.‬
                                                                ‫ؤ‬        ‫و ز‬                                                       ‫ُ ا‬

‫ويدور الحوار عما ي في سوريا حول سؤالين يطرحيما النظام واعالمو بطريقتو الخاصة؛ أوليما: حول أىمية العامل الطائفي عمى ساحة الفعل السورية،‬
                                                                                                                     ‫ّ يجر‬

        ‫وامكانية استغاللو في مواجية مضامين االحتجاجات الشعبية من أجل الحرية والك امة، وذلك في وضع قائم في المشرق العربي قد تفَعل فيو الثو ةُ‬
         ‫ر‬           ‫ّ‬                                            ‫ر‬
                             ‫ا‬                                                                     ‫ٍ‬
‫الديموق اطية التي تجتاح الوطن العربي تباينات مجتمعيةً كامنة، عشائرية أو طائفية، لعبت األنظمة العربية بعد االستعمار دور في تكريسيا وفي استخداميا‬
                                                                                                                                      ‫ر‬
 ‫أحيانا. وثانييما: حول ما إذا كان الستدعاء نظريات المؤام ة ما يبر ه في وضع تتمايز فيو سوريا ضمن معادالت القوى اإلقميمية، من خالل دعميا خيار‬
                                                                         ‫ّر‬       ‫ر‬
      ‫المقاومة في لبنان وفمسطين، ومناىضتيا مشاريع إمبريالية واس ائيمية، وبتحالفيا مع إي ان أيضا. أما التساؤل الثالث الذي حو ىذه الورقة، فيخص‬
      ‫ّ‬                  ‫تطر‬                   ‫ّ‬         ‫ر‬                       ‫ر‬
 ‫مستقبل التغيير في سوريا واحتماالتو، عمى ضوء طبيعة السياسات المنتظ ة من أصحاب الق ار، وضمن حالة التح الت اإلد اكية لدى الجميور الفاعل بعد‬
                           ‫ر‬        ‫و‬                  ‫ر‬              ‫ر‬
                                                                                           ‫غياب مزمن لمتفاعالت السياسية البناءة في الحيز العام.‬
                                                                                                              ‫ّ‬



                                                                                                            ‫حركة احتجاجية سممية‬
  ‫ي تميز بقسوة المواجية‬         ‫ّ‬       ‫الر‬                                                           ‫ِ‬
                  ‫لم تشذ سوريا عن قاعدة سممية الحركات االحتجاجية، وىي سمة االنتفاضات العربية بشكل عام، عمى غم من أن الوضع السور ّ‬
                                                                                                                           ‫ّ‬
   ‫ىا، وما الت تستخدم الرصاص الحي في قمع المظاى ات وتفريق التجمعات‬
       ‫ّ‬            ‫ر‬               ‫ّ‬                         ‫ز‬      ‫القمعية التي ى اتّباعيا في بداية األحداث، وساىمت في تأجيجيا وانتشار‬
                                                                                                                              ‫جر‬
‫ات، وتجمى‬‫والحشود. لقد كان الطابع السممي الشعبي ماثالً لمعيان تماما مع بداية انتفاضة عا شعبية الطابع، ثم عاد ىذا الطابع السممي والناضج لممظاىر‬
                                                                  ‫در‬
                                       ‫ـ من دون التباس ـ حين خ ّفت السمطات من دموية قمعيا لممحتجين يوم "جمعة اإلص ار" في 51 نيسان/ أبريل.‬
                                                             ‫ر‬                  ‫ّ‬                               ‫ف‬
‫ي العمني من ثورتي مصر وتونس أن موقف النظام من المقاومة يمي ه عن النظامين في تونس ومصر ويجعمو أقرب إلى‬
                                                 ‫ز‬                                                           ‫كان استنتاج النظام السور‬
 ‫ي الرئيس ىو أن النظامين اآلفمين لم يستخدما ما يكفي من‬‫الجماىير وال أي العام. ويبدو أنو بعد اندالع االنتفاضة في عا تبين أن استنتاج النظام السور‬
                                                                                     ‫در‬                                         ‫ر‬
                                                                                                                     ‫القوة في بداية األحداث لوأدىا.‬

 ‫بدأت حركة االحتجاج بسوريا في 51 آذار/ مارس مع كسر نشطاء معارضين حاجز الخوف في أول باد ة لمظاى ات سياسية مباش ة في العاصمة ومدن‬
                 ‫ر‬              ‫ر‬       ‫ر‬
  ‫ى لممطالبة بإطالق س اح السجناء السياسيين، ولم يكن ما سبقيا من مظاىر احتجاج ذا طابع سياسي مباشر غم أىميتو؛ فتظاى ة 71 شباط/ فب اير‬
    ‫ر‬             ‫ر‬                 ‫ر‬                                                                         ‫ر‬                    ‫أخر‬
‫جاءت رد فعل تضامنيا محميا عمى حادث اعتداء شرطي عمى بائع عربة في منطقة الحريقة بدمشق، وردد المتظاىرون ألول م ة شعار احتجاجيا تمثّل في‬
                  ‫ا‬    ‫ر‬                    ‫ّ‬
    ‫ي ما بينذل"، أو االعتصام الشبابي في 22 شباط/ فب اير أمام السفا ة الميبية في دمشق تضامنا مع الشعب الميبي، حيث عبرت شعا اتو‬
      ‫ر‬       ‫ّ‬                                              ‫ر‬              ‫ر‬                    ‫ّ‬                           ‫"الشعب السور‬
                                                   ‫المنادية بالحرية عن واقع غياب الحريات والممارسات الديمق اطية في سوريا، وليس في ليبيا وحدىا.‬
                                                                                     ‫ر‬

   ‫عة فائقة بعد االنتفاضة الشعبية في مدينة عا بالطريقة العصبية والقمعية التي جوبيت بيا التظاى ات من رجال‬
            ‫ر‬                ‫ُ‬                                  ‫در‬                                      ‫لكن الحركة االحتجاجية تطورت وبسر‬
                                                                                                               ‫ّ‬
  ‫ىم تتجاوز 41 عاما؛‬
                   ‫األمن. إذ انطمقت أحداث عا عمى خمفية اعتقال قوات األمن السورية 51 صبيا بمدينة عا في 6 آذار/ مارس ، ولم تكن أعمار‬
                                                     ‫در‬                                                    ‫در‬
                                                                                      ‫ر‬                        ‫ر‬          ‫رٍ‬
     ‫ألنيم كتبوا شعا ات عمى الجد ان كتمك التي رفعتيا الثو ة المصرية بعد 52 كانون الثاني/ يناير الماضي، مثل: "الشعب يريد إسقاط النظام". وجاءت‬
‫االحتجاجات رد فعل لتعامل رئيس ع األمن السياسي في عا عاطف نجيب والمحافظ فيصل كمثوم الميين مع وفد العشائر واألعيان الذي حاول التوسط‬
 ‫ّ‬                                                                              ‫در‬                ‫فر‬                ‫ّ‬
  ‫إلطالق س اح الصبية. أمام ىذا الواقع اكتسبت قضية اعتقال الصبية وطرد أعيان المدينة قيمة رمزية وعينية، كونيا شكمت حالة من الظمم واإلىانة. لقد‬
                                ‫ّ‬                                                                                                 ‫ر‬
                                                ‫اتبعت السمطات األمنية والمحمية اإلذالل مع مجتمع ال ت ال البنى التقميدية القديمة تمعب فيو دور ميما.‬
                                                      ‫اً‬                                    ‫ز‬

  ‫لم يقتصر رد الفعل األمني عمى ذلك، بل استخدمت قوات األمن الرصاص الحي في تفريق المتظاىرين الذين تجمعوا أمام مقر المحافظة في 81 آذار/‬
                                   ‫ّ‬                             ‫ّ‬        ‫ّ‬          ‫ّ‬
   ‫مارس؛ ما أدى إلى استشياد عدد من المواطنين، ووّد ذلك حالة من االحتقان الشعبي، وشكل المدخل إلنتاج حركة احتجاجية شعبية، وحافظ عمى ىذه‬
                                                                                        ‫ل‬                                 ‫ّ‬
 ‫الحركة ذلك المركب من نشطاء سياسيين ونشطاء حقوق اإلنسان ممن لدييم ثقافة وتصو ات سياسية وتاريخ نضالي وبنى تقميدية أىمية تحمي أبناءىا في‬
                                                         ‫ر‬
                                                                                                                                          ‫المممات.‬
                                                                                                                                             ‫ّ‬

           ‫سمكت الحركة االحتجاجية في سوريا المسار نفسو الذي سمكتو الثو ة التونسية تقريبا، فقد بدأت رد فعل جيويا شعبيا عمى حالة الظمم السياسي‬
                                                                               ‫ر‬
  ‫واالجتماعي، ونتيجة لتعاطي السمطات السمبي في امتصاص األزمة، وامتدت إلى مناطق عديدة في ريف دمشق وحمص والالذقية وحماه؛ من ثم تبمورت‬
                                                       ‫َ‬          ‫ّ‬
   ‫بوصفيا انتفاضة شعبية رفعت شعا ات الحرية واإلصالح، دون أن تستيدف النظام ككل. ولكن االنتفاضة الشعبية توقفت عند أبواب دمشق وحمب، ولم‬
                                                                                                     ‫ر‬
‫ى، يبدو أن بعض الفئات،‬
            ‫ّ‬         ‫تخترقيا بقوة حتى اآلن. غم أن الموقف السمبي من نظام الحكم في سوريا منتشر في ىذه المدن بقوة ال تقل عن النواحي األخر‬
                                       ‫ّ‬       ‫ّ‬                                                           ‫فر ّ‬
                                                                                 ‫ومنيا الطبقة الوسطى، ما الت مترددة ألنيا غير مطمئنة لممستقبل.‬
                                                                                                                     ‫ز‬

‫ويمكن لمباحث أن يرصد تشابيا بين الحالة التونسية والسورية في بداية االحتجاج، وتشابيا في التفاوت البنيوي التنموي بين المحافظات وال اليات بالدولتين،‬
               ‫و‬
 ‫وكذلك ضيق نفوس المواطنين بالفساد، وبوليسية الدولة، وانسداد األفق أمام الجيل الشاب في الحالتين ، ويتجمى التشابو ـ بشكل واضح ـ في األشكال التي‬
  ‫ى أن ليذه الفروق تأثير يفوق تأثير التشابو‬
                     ‫ا‬                     ‫تم اتخاذىا في بداية االحتجاج. لكن التشابو سيتوّف عند فروق كبي ة بين طبيعة النظامين والمجتمعين، وسنر‬
                                                                               ‫ر‬               ‫ق‬                                            ‫ّ‬
                                                                                                                      ‫في تحديد مجريات األحداث.‬

‫تطور المشيد السياسي مع المظاى ات الحاشدة التي عرفتيا "جمعة اإلص ار" في 51 نيسان/ أبريل عمى مستويين؛ أوليما: االتساع الواضح لالحتجاجات،‬
                                                                     ‫ر‬                                 ‫ر‬
     ‫ي‬‫ىا، ووصوليا إلى مدن لم تصميا سابقا في المناطق الكردية والجزي ة، كرس الطابع الجماىير‬
                       ‫ر ّ‬                                                              ‫وشموليا النسبي في د عا والالذقية وبانياس وحماه وغير‬
                                                                                                                       ‫ر‬
‫ي، مبينا‬
  ‫ّ‬     ‫لممظاى ات. وثانييما: كان لنأْي السمطات عن استخدام العنف المباشر لمواجيتيا في أكثر من مكان تأثير أحدث تغيير في المشيد السياسي السور‬
                                ‫ا‬                                                                                                 ‫ر‬
     ‫وجود احتمال لطريق آخر يمكن أن تسمكو السمطات "ثوب مختمف ارتدتو سوريا "، حسب جريدة األخبار، وىو "ثوب تظاى ات ارتدتو استجابة لدعوات‬
                            ‫ر‬                                                        ‫ٌ‬
    ‫«جمعة اإلص ار» التي خمت من أعمال العنف، باستثناء مدينتي حمص وشمال دمشق، حيث غابت صور القتمى والجرحى وسيا ات اإلسعاف، وغمب‬
                   ‫ّر‬                                                 ‫ْ‬                                          ‫ر‬
‫ّعا، ويغمب عميو خطاب األماني عند من يريد مصمحة سوريا، إذ يسقط‬
    ‫ُ‬                                                        ‫ي".[1] وقد تبين الحقا أن ىذا التقييم كان متسر‬
                                                                                  ‫ّ‬         ‫ّ‬             ‫عمى التظاى ات ذاك البعد الحضار‬
                                                                                                                            ‫ر‬
                                                                                                 ‫عمى النظام في سوريا ما غب في أن يكون عميو.‬
                                                                                                                    ‫ير‬

  ‫لكن مظاى ات يوم 51 نيسان/ أبريل السممية الواسعة قدمت دالئل عمى عدم صحة الروايات التي أطمقتيا الدوائر الرسمية سابقا حول إطالق نار متعمد‬
   ‫ّ‬                                                               ‫ّ‬                  ‫ّ‬              ‫ّ‬                        ‫ر‬
‫من المتظاىرين (في مقابل حديث المحتجين عن تورط ميميشيات سمطوية في أعمال القتل)، وذلك بعد سقوط عدد كبير من القتمى، حسب بعض التقدي ات‬
 ‫ر‬                                                                                     ‫ّ‬       ‫ّ‬
    ‫غير الرسمية أكثر من 002 قتيل نتيجة المواجية األمنية الدموية لالحتجاجات حتى أوائل نيسان/ أبريل[2]، وقد ازداد عدد الضحايا بشكل ممحوظ في‬
                                                                                                                      ‫أحداث يوم الجمعة التي تمت.‬

‫في حالة سوريا، كما ىي الحال في انتفاضات ى في مصر واليمن، كان المسجد المكان الرئيس (ولكنو ليس الوحيد) لمتجمع وانطالق المظاى ات. وعمى‬
       ‫ر‬                                                                                   ‫أخر‬
   ‫ع لمنقاش لدى النخب السياسية والثقافية في سوريا، وحول محركات‬‫اعتبار أن سوريا دولة متعددة الطوائف والمذاىب، فقد تحولت ىذه الحقيقة إلى موضو‬
                                                                                     ‫ّ‬
   ‫التظاىر ودوافعو والجميور الذي تستيدفو. وظير لموىمة األولى أن الحركة االحتجاجية في سوريا ىي ح اك ع معين وطائفة معينة ضد النظام. ومع‬
               ‫ّ‬                 ‫ر شار ّ‬                                       ‫ّ‬
 ‫تصاعد التطو ات، وامتداد المظاى ات إلى مناطق جديدة، ووصوليا إلى مناطق تقطنيا تركيبات طائفية متعددة، ازدادت المخاوف من ع عنف طائفي.‬
               ‫وقو‬                       ‫ّ‬                                                         ‫َ‬             ‫ر‬                ‫ّر‬
   ‫وقد لمح النظام إلى ذلك عبر استخدام تعابير مثل "الفتنة الطائفية". وقوبل استخدام النظام ىذه التعابير وتحذي اتو من الفوضى، بادعاء أن النظام معني‬
   ‫ّ‬           ‫ّ‬     ‫ّ‬                ‫ر‬                                                                                                   ‫ّ‬
 ‫بالتخويف من فتنة طائفية إلى درجة االستف از في بعض الحاالت لكي يثبت أن الدولة السمطوية وحدىا تحافظ عمى وحدة المجتمع والدولة في سوريا، وأن‬
 ‫ّ‬                                                                  ‫ّ‬                           ‫ز‬
                                         ‫الديمق اطية سوف تؤدي إلى الفتنة. فما محاذير الوضع الطائفي وتأثي ه في سياق الحركة الجماىيرية الصاعدة؟‬
                                                                            ‫ر‬                                             ‫ّ‬          ‫ر‬



                                                                                  ‫الطائفية في سوريا.. أسباب بعيدة وقريبة‬
     ‫ي ورث ظاى ة الطائفية من التاريخ غير البعيد ومن أزمنة احتكار‬
                                                     ‫ر‬          ‫ليس ىذا السياق مناسبا لم اجعة ظاى ة الطائفية في بالد الشام، لكن المجتمع السور‬
                                                                                                          ‫ر‬        ‫ر‬              ‫ّ‬
  ‫ىا الدينية، أي إخفاء ىويتيا المذىبية؛ وما أورثو ذلك من ح المظمومية‬
             ‫رو‬                             ‫ّ‬                 ‫عية الدينية، واتيام األقميات المذىبية في دينيا، واضطر ىا إلى إخفاء شعائر ّ‬
                                                                                 ‫ار‬                                                     ‫الشر‬
                                                  ‫ي داخل الدولة العثمانية بحجة حماية األقميات.‬
                                                                   ‫ّ‬                          ‫لدى بعض الطوائف، يضاف إلى ذلك الفعل االستعمار‬

   ‫ى عمى الحكم العثماني في بالد الشام المقدمة لتبمور سوريا الطبيعية‬
                           ‫ّ‬                                       ‫ومع تخ ّي ىذا الموروث، في إطار بناء الدولة الحديثة، كانت الثو ة العربية الكبر‬
                                                                                 ‫ر‬                                                      ‫ط‬
      ‫ككيان سياسي، حاممو األيديولوجي ىو القومية العربية، التي شارك في حمميا وبمورتيا مث ّفون ومفكرون من أبناء الطوائف والمذاىب كافة، واستمدت‬
                                                 ‫ّ‬       ‫ق‬
  ‫ىا من ح اك الجمعيات العربية التي نشطت إلنتاج واقع مخالف وقطيعة تاريخية مع الدولة العثمانية، وبناء الدولة العربية المستقمة. وانتصر المجتمع‬
                                                                                                                                  ‫ر‬       ‫أفكار‬
‫ي الفرنسي، الذي سعى إلى إنتاج كانتونات جغ افية سياسية ببعد طائفي لتقسيم سوريا إلى دويالت،‬
                                              ‫ر‬                                          ‫ي لنفسو م ة ى في مواجية االنتداب االستعمار‬
                                                                                                                       ‫ر أخر‬       ‫السور‬
 ‫ي بعدىا مباد ات إلنتاج ىوية جامعة في ظل سياسات‬
        ‫ّ‬                        ‫ر‬             ‫ى رد فعل شعبيا من ّما ضد محاولة التقسيم ىذه. وتبنى المجتمع السور‬
                                                              ‫ّ‬                        ‫ّ‬    ‫ظ‬                  ‫وجاءت الثو ة السورية الكبر‬
                                                                                                                             ‫ر‬
  ‫التقسيم الفرنسية، التي حاولت عزل المنطقة الساحمية عن سوريا السياسية؛ بذريعة أنيا مأىولة من أقمية عموية متماي ة دينياً. وتمت مواجية ىذا الواقع في‬
                                    ‫ز‬
    ‫ىا أحد‬
         ‫المؤتمر الذي عقد بقرية القرداحة عام 6391 ضم عمماء الدين السوريين من مختمف الطوائف، وأصدروا وثيقة اعترفت بالطائفة العموية، باعتبار‬
                                                                                               ‫ّ‬
                                                                                      ‫المذاىب الرئيسة لمدين اإلسالمي في سوريا وليست دينا متمايز.‬
                                                                                       ‫ا‬

‫ي، وما ال يحتفي برموز وطنية سورية قومية عربية من كافة الطوائف برزت في تمك المرحمة بوصفيا قيادة وطنية وقومية لمشعب في‬
                                                                                                            ‫ز‬       ‫واحتفى الشعب السور‬
    ‫ي واب اىيم ىنانو والشيخ صالح العمي ويوسف العظمة ىم‬
                                               ‫سوريا حتى قبل ظيور القومية العربية حزباً وأيديولوجية. فسمطان باشا األطرش وفارس الخور ر‬
                                                                                                     ‫ي بطوائفو كافة.‬‫رموز وطنية عند الشعب السور‬

‫ي، ومارس دور في تكوين اليوية الوطنية، لكنو لم ينتج تكامال وطنيا جامعا نتيجة‬
                                                ‫ّ‬              ‫ا‬           ‫كان العداء لالستعمار عامال موحدا وجامعا لمختمف فئات الشعب السور‬
                                                                                   ‫ّ‬                        ‫ّ‬
  ‫االحتالل، والظروف المعيشة الصعبة، وضعف الواقع التنموي، وانع ال المدينة في سوريا عن الريف. وبعد االستقالل ظيرت من جديد قضية بناء الدولة‬
                                                                           ‫ز‬                               ‫ّ‬
       ‫ىا قضية تشكل تكامال وطنيا، انعكست آثا ه عمى مجاالت عديدة؛ منيا التنموية، كتقميص الفروقات المجتمعية والتعميمية،‬
                                                                              ‫ر‬                           ‫ّ‬         ‫عمى أسس مدنية، باعتبار‬
‫والسياسية، كظيور تنظيمات وطنية جامعة سمحت بتمثيل جميع فئات الشعب وتمثيل المواطنين المنتمين ألقميات دينية ضمن لوائح األح اب القومية‬
               ‫ز‬
‫ي، والحزب الشيوعي، إضافة إلى كتمة المستقّين والعشائر. ولم تظير ىاصات فتنة طائفية إ ّ في‬
   ‫ّ ال‬                ‫إر‬                     ‫م‬                                        ‫كحزب البعث العربي االشت اكي، والحزب القومي السور‬
                                                                                                              ‫ر‬
                                                                                                                         ‫زمن العقيد الشيشكمي[3].‬

  ‫غير أن التفرد في الحكم، وغياب الحريات والممارسة الديمقرطية في العقود األخي ة، ساىم في تكريس اليويات عية واضعاف مفيوم المواطنة. فقد بدا‬
                                    ‫الفر‬                    ‫ر‬                    ‫ا‬                     ‫ّ‬                     ‫ّ ّ‬
     ‫النظام كأنو الضامن األساسي لألقميات والوحدة الوطنية، وتأزم الوضع بشكل رئيس بعد مواجية النظام لمتمرد المسّح الذي بادرت إليو حركة اإلخوان‬
                                   ‫م‬       ‫ّ‬                                        ‫ّ‬                                        ‫ّ‬           ‫ّ‬
                  ‫المسممين في سوريا بداية الثّمانينات، وكانت ىذه المرحمة ىي األخطر في تاريخ سوريا الحديث فيما يتعّق بالتعايش واالندماج الوطني.‬
                                              ‫م‬

 ‫وعمى غم من استحضار الخطاب الطائفي وتبمو ه من قبل اإلخوان الذين مروا بتحول قطبي (نسبة إلى سيد قطب) في تمك المرحمة لم تنشأ حالة اشتباك‬
                                                                  ‫ّ‬      ‫ّ‬                       ‫ر‬                                 ‫الر‬
        ‫شعبي عمى أساس طائفي. غم محاولة العديد من التحميالت صبغ النظام القائم في سوريا عمى أنو نظام أقمية معينة، فإن بنية النظام المؤسساتية‬
                               ‫ّ‬      ‫ّ‬                                                                              ‫ور‬
 ‫والدستورية في سوريا ليست كذلك، بل ىي تعبر عن واقع سمطوي يقمع أي ح اك ضده من أي طرف كان. ال شك أن ال الءات العشائرية و المناطقية في‬
                              ‫و ّ ّ و‬                ‫ّ‬      ‫ّ‬   ‫ّ ر‬                        ‫ّ‬
 ‫ى منطقة الساحل تمعب دور في تشكيل قاعدة الء لمنظام، خاصة في الجيش واألجي ة األمنية، لكن ىذا ال يعني أنو نظام طائفي أو مذىبي؛ فالطوائف‬
                                                            ‫ز‬                                ‫و‬                ‫ا‬                      ‫قر‬
 ‫كافة تعاني من االستبداد، كما تعاني المناطق النائية من التفاوت التنموي والتيميش بغض النظر عن تركيبيا اإلثني أو الطائفي. وظل النظام يعيش عمى‬
                 ‫ّ‬                                       ‫ّ‬
   ‫ى، وما ال ىذا التحالف "البونابرتي" بين االستبداد األمني والسياسي و أس المال‬
          ‫ر‬                                                           ‫ز‬       ‫تحالف مع البرجوازية الخدماتية والعقارية وطبقة التجار في المدن الكبر‬
 ‫ء المتحرر سياسيا من‬
             ‫ّ‬     ‫ي ىو التحالف الذي يحكم سوريا بناء عمى صفقات داخمية، وقد ىمشت ىذه الصفقات ـ التي يعاد تشكيميا بعد كل أزمة ـ الجز‬
                               ‫ّ‬                                        ‫ّ‬                        ‫ً‬                                ‫التجار‬
      ‫ى، والذين يرفعون اية "النيوليب الية" االقتصادية‬
                     ‫ر‬             ‫ر‬                 ‫الطبقة الوسطى ومث ّفييا، كما أنيا تمثمت مؤخر في ازدياد نفوذ رجال األعمال الجدد في المدن الكبر‬
                                                                                                      ‫ّا‬                       ‫ق‬
                                              ‫واالستبداد السياسي عمى النموذج التونسي، ويدفعون باتجاه "سوريا ّال" واحياء عممية السالم مع إس ائيل.‬
                                                  ‫ر‬                             ‫أو‬

    ‫وأضيفت، في الفت ة األخي ة، عوامل جديدة خارجية عززت المخاوف الطائفية؛ كالتطور السياسي في الع اق بعد االحتالل األمريكي، والتمحور المذىبي‬
                                             ‫ر‬                                             ‫ّ‬                     ‫ر‬       ‫ر‬
‫الذي نتج عنو، إضافة إلى ما تمخضت عنو النقاشات عمى الساحة المبنانية، خاصة في فت ة التوظيف اإلقميمي لمخطاب الطائفي من قبل ما سمي بـ"محور‬
         ‫ّ‬                                            ‫ر‬        ‫ّ‬                                        ‫ّ‬
                                                                                                            ‫االعتدال" الستيداف المقاومة في لبنان.‬

‫وتشير التقدي ات الحالية ّع االنتماءات الدينية في سوريا، غم أنيا غير رسمية، إلى نسبة لألغمبية السنية تتر ح بين 06 و07% من عدد السكان، منيم‬
         ‫ّ‬                       ‫او‬     ‫ّ‬                                        ‫ر‬                              ‫لتوز‬       ‫ر‬
    ‫ى كالتالي: 01 إلى 51% عمويون وأقميات من الشيعة، 8 إلى 01% مسيحيون، إضافة إلى‬‫ّع النسب األخر‬
                                                                                             ‫ما نسبتو 01 إلى 51% من األك اد، وتتوز‬
                                                                                                     ‫ر‬
 ‫الدروز واإلسماعيميين الذين يشكمون ما يقارب 5% من عدد السكان.[4] لكن ىذا التقسيم ليست لو أىمية قانونية؛ فاالنتماء المذىبي أو الطائفي في سوريا‬
                                                                                                               ‫ّ‬           ‫ّ‬
   ‫ال يشكل منزلة قانونية أو سياسية حاليا، وان أي تحول ديمق اطي في ىذا البمد يفترض أن يفصل المذىب والطائفة عن السياسة، وبيذا المعنى ال بد أن‬
      ‫ّ‬                       ‫ّ‬                                                   ‫ر‬           ‫ّ‬                                      ‫ّ‬
 ‫يفصل الدين عن الدولة في دولة حديثة متعددة المذاىب والطوائف، ومن ثم فإن التعامل جديا مع ىذا اإلشكال يمثّل التحدي الرئيس الذي يواجو أية حركة‬
                                                          ‫ّ‬          ‫ّ ّ‬                            ‫ّ‬
                                                                                                                        ‫ديمق اطية ثورية في سوريا.‬
                                                                                                                                           ‫ر‬



                                                                                            ‫الحركة االحتجاجية ومقولة "الفتنة"‬
‫يأخذ البعض عمى الحركة االحتجاجية في سوريا أن ىويتيا السياسية غير واضحة، وأن "المسجد" يشكل بؤ ة التجمع ونقطة انطالق المظاى ات عادة، وأن‬
‫ّ‬          ‫ر‬                      ‫ّ‬     ‫ّ ر‬                ‫ّ‬                              ‫ّ‬
                                                          ‫ي السني ىو من يقوم بيا، وأن المشاركة فييا ال تشمل مختمف ش ائح المجتمع.‬
                                                                     ‫ر‬                                                          ‫ع السور‬
                                                                                                                                      ‫الشار‬

‫وبغض النظر عن د ّة ىذه المق الت ـ وبالنظر إلى خصوصية سوريا التي افتقرت إلى أي ت اث احتجاجي سممي عمني عمى مدى العقود الثالثة الماضية،‬
                                                   ‫ّ ر‬                                                 ‫و‬           ‫ق‬            ‫ّ‬
‫نتيجة التغول األمني وحظر النشاط السياسي ـ فمن الطبيعي النظر إلى المسجد بوصفو مكان تجمع عي في ظل النظم التي تمنع التجمعات. والحقيقة أن‬
                                  ‫ّ ّ‬         ‫ّ شر‬                                                                        ‫ّ‬
‫التظاى ات انطمقت أيضا من الميادين، غم الثمن الباىظ الذي دفع بالدم عند مجرد محاولة التجمع فييا. وفيما يتعّق بمشاركة المواطنين السوريين المنتمين‬
              ‫ّ‬                      ‫م‬                                               ‫ُ‬                     ‫ر‬                          ‫ر‬
‫ألقميات دينية، فإن ند ة المشاركة في البداية طبيعية ألن البداية ال تشمل دائما مؤش ات عن المستقبل؛ فيل تخبئ الثو ة ضمانات لبقائيم عنصر فاعال في‬
         ‫ا‬                   ‫ر‬                             ‫ر‬                                                          ‫ّ ر‬
‫مجتمعيم؟ لكن ىذا ال يعني أن ى الء المواطنين اضون عن النظام، بل إنيم يريدون وضوحا أكثر بشأن طابع التغيير الذي تحممو الثو ة، خاصة أنو ال‬
                ‫ر‬                                                                           ‫ر‬             ‫ؤ‬
  ‫توجد قيادات واضحة ليا، وقد تكون القيادات القادمة التي سوف ىا ىذه االنتفاضة أكثر ديمق اطية ومدنية من اإلخوان المسممين أو من ظواىر تشدد‬
                                                 ‫ر‬                          ‫تبرز‬
 ‫ديني ّج ليا حاليا مثل السمفيين. أما األسماء المنتش ة ـ والتي تُربط بالمعارضة ـ فيي منف ة لعموم السوريين، سواء كانت أسماء خدام أو رفعت األسد أو‬
                    ‫ّ‬                                    ‫ر‬                                 ‫ر‬                 ‫ّ‬                           ‫يرو‬
        ‫حتى بعض رموز اإلخوان الذين اىنوا عمى الطائفية والتحالف مع خدام في مرحمة سابقة. ويتبنى ىذا الموقف المتردد الطبقات الوسطى القمقة من‬
                                  ‫ّ‬                                                                             ‫ر‬
                                                                                                                                        ‫المستقبل.‬

‫ويظل التردد في ىذه الحالة أقل منو في مصر؛ فخالل الثو ة المصرية وجدنا المؤسسة الكنسية رفضت المشاركة في مظاى ات يوم الغضب، إ ّ أن ذلك لم‬
       ‫ال ّ‬               ‫ر‬                                 ‫ّ‬                   ‫ر‬                        ‫ّ‬                        ‫ّ‬
    ‫ي القبطي من المشاركة، ثم لعب دور متقدما خالل الثو ة في التصدي لمحاولة بث الفتنة الطائفية التي ّج ليا النظام خاصة بعد‬
                         ‫رو‬                     ‫ّ‬           ‫ّ‬        ‫ر‬                  ‫ا‬                               ‫يمنع الشباب المصر‬
                                                                                                            ‫ظيور معطيات تفجير كنيسة القديسين.‬
                                                                                                                 ‫ّ‬

‫أما فيما يتعّق ح شعا ات طائفية في بعض المظاى ات األولى، كالتي تناولت حزب اهلل واي ان، فيي وان أوضحت ءا من االختالل في تعريف اليوية‬
                             ‫جزً‬               ‫ر‬                                    ‫ر‬                       ‫ر‬      ‫م بطر‬        ‫ّ‬
   ‫ي، كان‬‫الوطنية والموقف من النظام كأنو عموي والنظر إلى تحالفاتو كأنيا طائفية، فإن استخدام ىذه الشعا ات الطائفية ،المسيئة ل افعييا ولمشعب السور‬
                           ‫ر‬                      ‫ر‬                   ‫ّ‬
     ‫ع آنذاك بمعطيات إعالمية تم إرساؤىا لتبرير التدخل الخميجي لقمع المتظاىرين السمميين في البحرين،‬
                   ‫ّ‬                                                                             ‫طارئا وفي مناطق معينة بذاتيا. لقد تأثّر الشار‬
                                                                                                                           ‫َ ّ‬
‫ع البحرين وتجاىل التعاطي مع االحتجاجات في سوريا. إضافةً إلى مجموعة من الشائعات الكاذبة‬‫وبتركيز الجيات اإلعالمية لحزب اهلل عمى تناول موضو‬
 ‫ع المحتج مفادىا أن عناصر من حزب اهلل تشارك في قمع التظاى ات التي جرت في عا، في حين كان بعض المتشددين‬
                             ‫در‬            ‫ر‬                                       ‫ّ‬         ‫ّ‬      ‫المغرضة التي ظيرت في الشار‬
                                                                            ‫يحاولون الركوب عمى موجة االحتجاجات في مناطق معينة بريف دمشق.‬
                                                                                         ‫َ ّ‬

 ‫ع االحتجاجي ـ الذي بدأ كانتفاضة شعبية‬
                                     ‫ع ومرحمة إنضاج الشعا ات االحتجاجية، ومن ثم فإن الشار‬
                                           ‫ّ‬                       ‫ر‬                    ‫ويمكن تفسير ىذه الحالة أيضا في ضوء تشتّت الشار‬
    ‫في عا، ولم يطور قيادة سياسية قُطرية بعد ال يمكن أن يكون منضبطا في مثل ىذا ع من االحتجاجات؛، لذلك فإنو قد ينتج أحيانا شعا ات طارئة‬
           ‫ر‬               ‫ُ‬                               ‫النو‬                               ‫ُ‬                        ‫ّ‬          ‫در‬
                                                                                                  ‫ي.‬‫عان ما تتالشى. وىذا ىو شأن الش ع السور‬
                                                                                                          ‫ّ ار‬                            ‫سر‬

 ‫ىا األىالي، وما‬
               ‫كما أن التحريض الطائفي وصل إلى مرحمة متقدمة جدا في مناطق تقطنيا ش ائح متعددة، لكنو غم ذلك لم ينتج بوادر فتنة طائفية مصدر‬
                                                    ‫ر‬        ‫ّ‬      ‫ر‬          ‫َ‬              ‫ّ‬                                  ‫ّ‬
‫ىم فرقا نصف جنائية‬
                 ‫ال النقاش دائر حول ما ى في الالذقية وبانياس في أيام االحتجاج األولى. ولكن ال خالف حول ىوية ما يسمى بـ"الشبيحة" باعتبار‬
                                      ‫ّ‬               ‫َ‬                                                          ‫جر‬      ‫ا‬            ‫ز‬
                   ‫من ّع ان المقربين من رجاالت النظام، والذين يعيثون فسادا في المناطق العموية عادةً حتى امتد نشاطيم إلى بعض المدن الساحمية.‬
                                                                                                                              ‫ّ‬     ‫الز ر‬

    ‫ىنالك ذاك ة تاريخية وطنية سورية وقومية عربية ومدنية يمكن استدعاؤىا دائما ضد الفتنة الطائفية تماما مثمما يمكن استدعاء فك ة الفتنة نفسيا. ويبقى‬
                        ‫ر‬                                             ‫ّ‬                                                               ‫ر‬
                ‫ر‬               ‫ٍ‬
‫التساؤل: ما اليدف السياسي لمنظام؟ وما اليدف السياسي لمنظمي االحتجاج؟ فمن لو مصمحة في الطائفية يؤكد عمى بعد قائم في الذاك ة السورية، أما من‬
                                         ‫ّ‬                                             ‫ّ‬
 ‫ّ َ‬
                                                ‫يتوق إلى نظام مدني ديمق اطي فمن مصمحتو أن يحيي التقاليد العربية السورية المناىضة ألية طائفية.‬
                                                                                                                    ‫ر‬


                                                                                    ‫المواقف اإلقميمية والدولية وموقع سوريا االست اتيجي‬
                                                                                        ‫ر‬
  ‫تقع سوريا عمى الجبية األمامية لمص اع العربي اإلس ائيمي، وعمى تقاطع محاور إقميمية/ عالمية، وىي جا ة لخمس دول؛ ما يجعميا محط اىتمام عالمي.‬
                ‫ّ‬                       ‫ر‬                                               ‫ر‬              ‫ر‬

      ‫عموما، ظير المشيد الرسمي العربي مؤيداً لمحكومة السورية حيال االحتجاجات التي عرفتيا سوريا منذ منتصف آذار/ مارس، إ ّ أن جة االىتمام‬
                 ‫ال ّ در‬                                                                            ‫ّ‬
 ‫ي بشار األسد في وقت مبكر اتصاالت من قادة الدول الخميجية والع اق (72آذار/ مارس)[5]،‬
                     ‫ر‬                                                             ‫اختمفت باختالف البعد الجغ افي. حيث تم ّى الرئيس السور‬
                                                                                                 ‫ق‬           ‫ر‬
 ‫وأبدوا فييا دعميم لمحكومة السورية ضد ما سمي بالمؤام ات التي تستيدف ضرب أمن سوريا واستقر ىا، وأكد الممك السعودي عبداهلل بن عبد العزيز، في‬
                                          ‫ّ‬     ‫ار‬                                  ‫ر‬          ‫ّ‬     ‫ّ‬
    ‫ي بشار األسد (82آذار/ مارس)، وقوف السعودية إلى جانب سوريا في "وجو ما يستيدفيا"[6] ، عمى غم مما عرفتو العالقات‬
                    ‫الر ّ‬                                                                                        ‫اتصالو بالرئيس السور‬
 ‫السعودية السورية من تشنج وتقمبات في الفت ة السابقة، عمى خمفية حدث اغتيال رئيس الوز اء المبناني السابق رفيق الحر ي في العام 5002.[7] وتجاوز‬
                           ‫ير‬                          ‫ر‬                                         ‫ر‬
     ‫الدعم السعودي لسوريا مجرد إعالن الموقف إلى تقديم دعم مادي مباشر في خضم األحداث الدائ ة، حيث أعمن محافظ مؤسسة النقد السعودي محمد‬
                                              ‫ر‬               ‫ّ‬
 ‫الجاسر في منتصف شير آذار/ مارس تقديم السعودية قروضا لسوريا بقيمة 041 مميون د الر، باإلضافة إلى درس أمر تقديم قروض ى.[8]. ىذا في‬
              ‫أخر‬                                 ‫و‬
‫ي مقولة: "مؤام ة يقودىا بندر بن سمطان"، ويتجنب في الوقت ذاتو مياجمة السعودية. ومن الواضح أن السعودية لم‬
                                                                                         ‫ر‬               ‫وقت ينشر فيو اإلعالم الرسمي السور‬
            ‫تدعم أية ثو ة. فيي تخشى موجة الثو ات والتغيير في العالم العربي إلى درجة تفضيل طاعة ولي األمر عمى أية خالفات سياسية وأيديولوجية.‬
                                                     ‫ّ‬                                                  ‫ر‬                     ‫ر‬

     ‫ي عن تضامنو مع سوريا في "وجو المؤام ة التي تتعرض ليا"، كما تسمم‬
                               ‫ر‬                                    ‫كما أعرب رئيس جميورية الع اق جالل طالباني في اتصال مع الرئيس السور‬
                                                                                                           ‫ر‬
  ‫ي دعم مؤخر ي‬
   ‫اً نور‬     ‫ي رسالة من رئيس الوز اء الع اقي ي المالكي تحوي المضمون نفسو (3نيسان/ أبريل). ومن المعموم أن النظام السور‬
                                                                                      ‫ر نور‬     ‫ر‬                     ‫الرئيس السور‬
  ‫المالكي في اختيا ه لتأليف الحكومة بعد االنتخابات البرلمانية في العام الماضي، وىو ما يفسر عودة العالقات بين البمدين إلى مستوى ىادئ نوعا ما بعد‬
                                                                                                                             ‫ر‬
                                                                                                                                ‫سنوات من التشنج.‬
                                                                                                                                  ‫ّ‬

‫في المقابل، لم تصدر أية تصريحات من مصر ودول المغرب العربي حيال األحداث الجارية في سوريا؛ فالوضع االنتقالي في مصر بقيادة المجمس األعمى‬
                             ‫لمقوات المسمحة ال ّل عمى مصر اتخاذ مواقف قد تكون متضاربة مع توقعات الجماىير المصرية وثورتيا منذ 52 يناير.‬
                                                                                                                   ‫يسي‬

 ‫وأظيرت الدول اإلقميمية غير العربية ـ كإي ان وتركيا ـ اىتماما غير عادي بتطو ات األوضاع السورية. فإي ان، القمقة والحريصة عمى استم ار تحالفيا القديم‬
                 ‫ر‬                            ‫ر‬                       ‫ر‬                                 ‫ر‬
     ‫ىا في سوريا (في بداية شير نيسان/‬
                                    ‫ي، عبرت عن مواقف متضامنة مع النظام الس ي وتحذيرية تجاه االحتجاجات، التي شبييا سفير‬
                                                                               ‫ور‬                     ‫َ‬          ‫ّ‬    ‫مع النظام السور‬
   ‫ي) بـ"أحداث الفتنة" التي حصمت في إي ان في حزي ان/ يونيو 9002.[9] ووصف القيادة السورية بأنيا قيادة حكيمة درست المطالب الشعبية‬
                                                                                ‫ر‬         ‫ر‬                                    ‫أبريل الجار‬
     ‫واستجابت ليا. واعتبر المتحدث باسم وز ة الخارجية اإلي انية (21نيسان/ أبريل 1102) أن موجة االحتجاجات التي تحدث في سوريا مؤام ة خارجية،‬
             ‫ر‬                                                                     ‫ر‬               ‫ار‬
                                                                                        ‫تيدف إلى ز عة الحكومة السورية التي تدعم المقاومة.[01]‬
                                                                                                                                  ‫عز‬

   ‫ىا مؤث ات مباش ة عمى الوضع التركي. وتخطت في ردود فعميا إعالن الموقف إلى إسداء النصائح.‬
                                                                         ‫ر‬       ‫ر‬      ‫أما الحكومة التركية فقد تعاممت مع األحداث باعتبار‬
     ‫ي بشار األسد باالستجابة لإلصالحات،[11]‬‫ففي البداية ّح رئيس الوز اء التركي رجب أردوغان (32آذار/ مارس 1102) بأنو نصح الرئيس السور‬
                                                                                                         ‫ر‬            ‫صر‬
     ‫وأضاف: إن تركيا لن تقف متفرجة عمى ما ي في سوريا. وبعد ذلك، أصدرت وز ة الخارجية التركية (3نيسان/ أبريل 1102) بياناً أشارت فيو إلى‬
                                                                ‫ار‬                              ‫يجر‬        ‫ّ‬
     ‫ي بالقدر نفسو الذي توليو لشعبيا، وعدم قبوليا أي سموك أو تصرف يؤدي إلى ز عة االستق ار في‬
         ‫ر‬          ‫عز‬      ‫ّ‬                ‫ّ‬                                              ‫اىتمام تركيا "بأمن واستق ار ورفاىية الشعب السور‬
                                                                                                                 ‫ر‬
       ‫سوريا، أو يمحق األذى بإ ادة اإلصالح فييا".[21] وكان تصريح أردوغان من التصريحات القميمة اإليجابية التي صدرت بعد الخطاب األول لمرئيس‬
                                                                                                                ‫ر‬
                            ‫ى.‬‫عة والقوة تجاه أي من األحداث العربية األخر‬
                                                       ‫ّ‬                ‫ي، الذي ألقاه أمام مجمس الشعب؛ فمم ج تصريحات تركية بيذه السر‬
                                                                                                 ‫تخر‬                                ‫السور‬

 ‫ي ليا امتداد تركي أيضا، والعارفون بالسياسة التركية يرون أن تركيا تنظر إلى أحداث سوريا كأنيا‬‫ويمكن مالحظة أن التعددية التي يعرفيا المجتمع السور‬
              ‫شأن تركي، وأن المسؤولين السياسيين واألمنيين متحمسون لتقديم النصائح والتوصيات وحتى المقترحات البديمة في السياق اإلصالحي.[31]‬

  ‫ويبدو حاليا أن موقفا نقديا تركيا تجاه سوريا ىو قيد التبمور، وأن التمفزيون الرسمي التركي بالمغة العربية أصبح يقابل شخصيات سورية معارضة، ويسمح‬
                                                                               ‫ّ‬                                                ‫ّ‬
  ‫لممعارضين السوريين بالتظاىر في إسطنبول، وفي حال تطور االنتفاضة إلى ثو ة عارمة في سوريا ال نستبعد أن يكون لتركيا دور ميم في محاولة كسب‬
                                                                ‫ر‬
     ‫ع السني العربي والحركات اإلسالمية إلى جانبيا بموقف داعم لممعارضة غم عالقات الصداقة التي تجمع النظامين ومن يقف عمى أسييما؛ فقد‬
               ‫ر‬                                                 ‫ر‬                                                               ‫الشار‬
                                                                                    ‫ظير مؤخر أنو ال حدود لمب اغماتية التركية في السياسة الخارجية.‬
                                                                                                                       ‫ر‬                 ‫ا‬

   ‫ي بالعدول عن سياسة القمع واتباع نيج اإلصالح، متجنبا أن‬‫عمى مستوى االىتمام الدولي، جت الدول األوروبية بموقف مشترك يطالب النظام السور‬
                                                                                                          ‫خر‬
           ‫ي، في يوم سابق‬‫يؤخذ عميو التدخل الواضح، وبقي إعالن الموقف عمى مستوى سف اء أىم ست دول أوروبية، الذين عبروا لوزير الخارجية السور‬
                                                 ‫ّ‬                     ‫ّ‬       ‫ر‬
  ‫الحتجاجات الجمعة (41نيسان/ أبريل 1102)، عن قمق بالدىم من ت ايد أعمال العنف في سوريا. ونقمت وز ة الخارجية األلمانية ىذا البيان، الذي أدان‬
                                           ‫ار‬                                 ‫ز‬
            ‫ي المشروعة، وبدء إصالحات سياسية ذات‬
                                ‫ْ‬              ‫استخدام قوات األمن لمقوة ضد المتظاىرين المسالمين، داعين إلى االستجابة لمطالب الشعب السور‬
                                                                                                            ‫ّ‬
         ‫ي كمينتون من برلين، في ختام اجتماع وز اء خارجية دول حمف شمال‬
                              ‫ر‬                                      ‫صدقية.[41] وفي اليوم التالي كان تصريح وزي ة الخارجية األميركية ىيالر‬
                                                                                              ‫ر‬
   ‫ي.[51]‬‫األطمسي، التي دعت "السمطات السورية مجددا إلى االمتناع عن أي استخدام لمعنف ضد شعبيا"، ومطالبتيا ببدء تحقيق تطّعات الشعب السور‬
                        ‫م‬                                ‫ّ‬                ‫ّ‬
‫ي في‬‫ىا الرئيس السور‬
                   ‫ي عن سياسة القمع والمباش ة باإلصالح، القت االستجابة التي أظير‬
                                          ‫و‬           ‫ر‬                         ‫واستمرت المواقف األوروبية والتركية تشجع عدول النظام السور‬
                                                                                                   ‫ّ‬                                ‫ّ‬
     ‫خطابو في 61 نيسان/ أبريل ترحيبا من ىذه األوساط. واعتبر الرئيس التركي عبداهلل غول "أن القيادة السورية أت أنو ال مناص من اإلصالح"،[61]‬
                      ‫َ‬            ‫ر‬                 ‫ّ‬
                                                                               ‫وحثّت المواقف البريطانية والفرنسية النظام عمى تطبيق اإلصالحات.‬

     ‫مع ذلك، ّىان الدولي عمى سموك الرئيس األسد يكتنفو الكثير من التباين، حيث تظير م اكز تحميل السياسات األمريكية ‪ think tanks‬ذلك بشكل‬
                                                     ‫ر‬                                                                     ‫فالر‬
     ‫رئيس. فإلى جانب الحرص الواضح في كثير من المقاالت والتصريحات الغربية واألمريكية عمى استق ار سوريا، وتحديدا الخوف من الفوضى التي قد‬
                                             ‫ر‬
    ‫ي لإلصالح؛ فيناك من يشكك في وجاىة ىان عمى استجابتو لإلصالح حتى في ظروف قد‬
                                          ‫الر‬         ‫ّ‬                      ‫يخمقيا الص اع فييا، نجد تشكيكا في قابمية النظام السور‬
                                                                                                                      ‫ر‬
      ‫تؤدي إلى تيديده مباش ة. ويسود تقدير أنو يمكن أن يمجأ إلى القمع المفرط مستخدما ف اعة الفوضى الطائفية مصحوبة بتقديم حزمة من اإلصالحات‬
                                                        ‫ز‬                                                          ‫ر‬                  ‫ّ‬
                   ‫ي الحميف إلي ان وصديق المقاومة في لبنان.‬
                                             ‫ر‬             ‫الرمزية والشكمية. والى جانب التشكيك تظير مواقف ى داعية إلى إسقاط النظام السور‬
                                                                                         ‫أخر‬


                                                                                                                 ‫ع التغيير‬‫السياسة وموضو‬
 ‫ي كأنو بمنأى عن التغيي ات التي تيب‬
 ‫ّ‬         ‫ر‬                       ‫قبل بدء االحتجاجات السورية، وخالل األشير األولى من اندالع االنتفاضات الشعبية العربية، تصرف النظام السور‬
                                                  ‫ّ‬                                                                                 ‫ْ‬
 ‫ي بارك عممية التغيير بعد نجاحيما. جاء ذلك في حديث أدلى بو‬‫عمى العالم العربي؛ فمقد بقي صامتا أثناء الثورتين المصرية والتونسية، لكن الرئيس السور‬
    ‫إلى صحيفة وول ستريت جورنال األميركية في 13 كانون الثاني/ يناير 1102، ودعا خاللو الحكام العرب، إلى االستفادة من درسي بن عمي ومبارك،‬
                       ‫ْ‬
    ‫ي السابق من إس ائيل سبب مباشر الندالع الثو ة في القاى ة. وفي المقابمة‬
                  ‫ر‬          ‫ر‬                           ‫ر‬               ‫بتمبية طموحات شعوبيم االقتصادية والسياسية، معتبر أن قرب النظام المصر‬
                                                                                          ‫ا ّ‬
 ‫نفسيا اعتبر الوضع في سوريا مستق ا، ألن "الرئيس قريب من معتقدات شعبو الذي يحبو"، ألن سوريا بدأت ال ت ال في مسي ة اإلصالحات السياسية عبر‬
  ‫ْ‬                     ‫ر‬         ‫و ز‬                 ‫و‬                                               ‫ر‬
 ‫العمل عمى إج اء انتخابات بمدية قريباً، ومنح المنظمات غير الحكومية المزيد من الحريات، وسن قانون جديد لإلعالم. ورفض األسد في تمك المقابمة تبني‬
  ‫ّ‬                                                  ‫ّ‬                                                                         ‫ر‬
  ‫إصالحات سريعة وجذرية؛ ألن سوريا ـ في نظ ه ـ في حاجة إلى بناء المؤسسات وتحسين التعميم قبل انفتاح النظام السياسي، وأن "المطالب باإلصالحات‬
                      ‫ّ‬                                                ‫ّ‬                        ‫ر‬
                                                   ‫السياسية السريعة قد يكون ليا ردة فعل سمبية في حال لم تكن المجتمعات العربية جاى ة ليا". [71]‬
                                                              ‫ز‬                                                ‫ّ‬

 ‫نجد في ىذه المقابمة المركبات االستش اقية كافة الالزمة إلثا ة إعجاب الغرب، وىي ج ضمن مجموعة جيود يتشابو فييا القادة العرب في محاولة إثا ة‬
 ‫ر‬                                                         ‫تندر‬              ‫ر‬                      ‫ر‬
 ‫إعجاب الغرب، والتمّص من تطبيق الديمق اطية بيجاء شعوبيم "غير الناضجة" لممارستيا، وىي جيود ج تحت "غربنة" صو ة عيم وزوجتو من دون‬
                  ‫ر الز‬              ‫تندر‬                                               ‫ر‬                  ‫م‬
     ‫ي ذلك عادة بعرضيم كأناس "حضاريين" بالمفيوم الغربي االستيالكي وعبر مقابالت في مج ّت‬
      ‫ال‬                                                                               ‫أدنى تغيير سياسي في طبيعة نظام االستبداد، ويجر‬
                                                         ‫النجوم، حيث يظيرون فييا وىم يعيشون نمط حياة غربيا بمباس "الجينز" البيتي ومع العائمة.‬

  ‫ظل الرئيس األسد يحمل تصو ه ىذا عن التغيير في سوريا من خطاب سياسي إلى آخر، حتى بعد وصول االحتجاجات الجماىيرية إلى سوريا نفسيا. فقد‬
                                                                                                         ‫ّر‬                      ‫ّ‬
       ‫ي أن سوريا تستيدفيا مؤام ة إلحداث "فتنة طائفية"، واعترف بأن تطبيق‬
                                              ‫ر‬                         ‫أكد في الخطاب األول في 03 آذار/ مارس من قاعة مجمس الشعب السور‬
                                                                                                                                   ‫ّ‬
   ‫ي في 92 آذار / مارس، ومن ثم تكميف وزير الز اعة عادل‬
          ‫ر‬                                           ‫اإلصالح قد تأخر، إ ّ أنو لم يقدم أي خطوات واعدة؛ فمم يقم إال بإقالة حكومة ناجي عطر‬
                                                                                                     ‫ّ ّ‬            ‫ال‬
‫سفر بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان الخطاب صادما بالنسبة إلى كثير من السوريين، إال أنو بث صو ة أن النظام ظل متماسكا في مواقفو الصمبة، ال يقدم‬
 ‫و ّ‬                              ‫ّ‬         ‫ر ّ‬     ‫ّ‬
‫أي تنا الت قد تفسر عمى أنيا نقاط ضعف تشجع المحتجين عمى المطالبة بالمزيد، ولم يقدم األسد إ ّ تشكيل لجان لمتحقيق في حوادث القتل ومنح الجنسية‬
                                               ‫ال‬         ‫ّ‬                               ‫ّ‬       ‫ّ‬                               ‫ّ ز‬
                                                                        ‫لألك اد ود اسة إلغاء قانون الطو ئ واستبدالو بقانون مكافحة ىاب. [81]‬
                                                                                ‫اإلر‬                       ‫ار‬                  ‫ر ر‬

  ‫ي في خطابو خالل جمسة القسم الوزرية في 61 نيسان/ أبريل عن فيمو لمتغيير، لكنو قدم بشأنو نظ ة أكثر شمولية، وأبدى نوايا‬
                           ‫ر‬           ‫ّ‬                                              ‫ا‬                              ‫ولم يت اجع الرئيس السور‬
                                                                                                                                    ‫ر‬
 ‫حول استعداده لمتنفيذ، بمعنى آخر .. كان الخطاب منفتحا أكثر من السابق عمى م اىنة "اإلصالح"، بغض النظر عما سيكون عميو ىذا اإلصالح. وتقدم‬
  ‫ّ‬                             ‫ّ‬        ‫ّ‬                 ‫ر‬
   ‫ببوادر حسن نوايا تمثّمت في إعالنو االستعداد لإلس اع في تطبيق رفع حالة الطو ئ في مدة ال تتعدى أسبوعا، وابداء األلم حيال الدماء التي ىدرت في‬
                                                  ‫ّ‬               ‫ار‬                       ‫ر‬
             ‫سوريا، معتبر أن جميع من سقطوا من مدنيين وعسكريين شيداء، وأخير تحييد آالت القمع الدموية وعدم إطالق الرصاص عمى المتظاىرين.‬
                                                                        ‫ا‬                       ‫ّ‬                        ‫ا‬
‫تيدف سياسة النظام المرحمية إلى وضع سوريا في حالة انتظار، كخيار في إطار العمل عمى إعادة إنتاج السمطة عمى أسس حديثة، والمماطمة في إعادة‬
 ‫ٍ‬
‫إنتاج النظام عمى أسس تعددية وتداولية تمثيمية، في ظل حديث مستمر عن المؤام ة يستحضر أدوات القمع ال يحيدىا. وقد تبين أن ىذا الخيار غير مجد،‬
                                    ‫و ّ‬                       ‫ر‬
  ‫ع. والتفسير المتفائل ىو أن ىنالك ص اعاً بين جناح أمني‬
                   ‫ر‬                                   ‫فالمظاى ات تشتد ويشتد معيا القمع في توسعيا لتشمل كافة أنحاء البالد عمى مدار أيام األسبو‬
                                                                                                                         ‫ّ‬     ‫ّ‬     ‫ر‬
    ‫وآخر إصالحي في النظام، وأنو في حال الفشل األمني فالبد أن يأخذ الرئيس باإلصالحي، وفي ىذا المنظور يترك لمناس ميمة إفشال الخيار األمني.‬
   ‫والسؤال سيكون بعدىا: ىل سيرضى الناس باإلصالح الذي يقدمو النظام بعد أن أفشموا الخيار األمني بدمائيم؟ ليس ىنالك متسع لسيناريوىات مختمفة،‬
                                                                           ‫واإلصالح ال ينجح كخيار أخير، بل يفترض أن يكون ىو الخيار األول.‬


                                                                                                                        ‫حديث في اإلصالح‬
 ‫ي الشاب موقعو عن أبيو عام 0002، أحدىما سياسي ى الت اجع عنو‬
       ‫جر ر‬                                                ‫عرفت سوريا وجيين لإلصالح في العقد الماضي، أي منذ أن ورث الرئيس السور‬
‫ي‬‫عة واآلخر اقتصادي انفتاحي ما ال في بدايتو. ولكن ما يظير عمى أرض الميدان من اإلصالح بوجييو ىو تضاعف ىامش حرية أس المال التجار‬
               ‫ر‬                                                                               ‫ز‬                             ‫بسر‬
                                                     ‫و ي والخدماتي والطفيمي المعتمد عمى ال الء المباشر والعالقة الشخصية مع رجاالت النظام.‬
                                                                                                  ‫و‬                                    ‫العقار‬

     ‫بدأت التجربة اإلصالحية األولى مع تولي بشار األسد رئاسة الجميورية في سنة 0002. فقد حممت الشيور األولى لحكمو وعوداً باإلصالح واالنف اج‬
      ‫ر‬
   ‫السياسي. وبدأت في 71 تموز/ يوليو 0002 مع خطاب القسم الرئاسي ووعود بديمق اطية خاصة تنبثق من الشخصية السورية.[91] لقد ساىم ذلك في‬
                                                         ‫ر‬
  ‫بروز ح اك نخبوي عمى الساحة السورية قادتو المنتديات وبعض الشخصيات السياسية المعارضة، بمشاركة من مختمف األطياف بما فييا شخصيات من‬
                                                                                                                         ‫ر‬
  ‫حزب البعث، واصطمح عمى تسمية ىذا الح اك "ربيع دمشق". بيد أن عممية اإلصالح توقفت بعد فت ة وجي ة عمى انطالقتيا.[02]وبدأ ربيع دمشق ينحسر‬
                                         ‫ر ز‬                                                     ‫ر‬
                                                                                  ‫تدريجيا، وعاد االستقواء األمني باعتبا ه آلية رئيسة لعمل النظام.‬
                                                                                                          ‫ر‬

      ‫وساىمت المعطيات الخارجية في االستم ار في وأد ىذه العممية اإلصالحية. وىي معطيات تجمّت في االحتالل األميركي لمع اق سنة 3002 وفرض‬
                     ‫ر‬                                                                          ‫ر‬
 ‫ال اليات المتحدة العزلة عمى سوريا التي رفضت شروطيا، وحممة الضغوطات التي تعرضت ليا سوريا مع اغتيال رئيس وز اء لبنان األسبق رفيق الحر ي‬
  ‫ير‬                       ‫ر‬                                                                                                      ‫و‬
   ‫في 41 شباط/فب اير 5002. وتمت ذلك موجة جديدة من التضييق السياسي في ظروف واجيت خالليا دمشق اتياما في قضية اغتيال الحر ي من قبل‬
           ‫ير‬                                                                                                   ‫ر‬
         ‫لجنة التحقيق الدولية.[12] واستطاع الرئيس األسد أن يحوليا إلى رصيد كبير لصالحو بأن جعل من قضية محكمة الحر ي من أسباب االلتفاف‬
                            ‫ير‬                                                  ‫ّ‬
                                                                                                  ‫ي حول النظام، وبالذات حول شخصو.‬‫الجماىير‬

       ‫استمر "ربيع دمشق" فت ةً قصي ة، امتدت من أداء القسم الرئاسي في 71/7/0002 إلى تجميد قوات األمن السورية نشاط المنتديات الفكرية والثقافية‬
                                                                                                               ‫ر‬      ‫ر‬
    ‫ي لتمرير التوريث عمى النخب السياسية والثقافية في سوريا. وىو بالمناسبة أول وآخر‬‫والسياسية في 71/2/1002. وبدا كأنو "خدعة" من النظام السور‬
 ‫توريث عرفتو الجميوريات العربية لحد اآلن. لقد كان اإلصالح ومكافحة الفساد ىما أساس عية انتقال السمطة إلى بشار األسد، فالجميوريات ال تعترف‬
                                                       ‫شر‬
 ‫بالتوريث. لكن ربيع دمشق شكل بالمقابل فرصة أى فييا الكثيرون مدخال باتجاه التغيير الديمق اطي في سوريا. وقد أثيرت من خاللو نقاشات غير مسبوقة‬
                                                  ‫ر‬                                            ‫ر‬
‫تناولت موضوعات في صمب إصالح النظام، كحالة الطو ئ والمادة 8 من الدستور التي تكرس حزب البعث حزباً قائدا لألمة، وغياب قانون أح اب وغياب‬
       ‫ز‬                                                                             ‫ار‬
  ‫انتخابات رئاسية وغي ه. وقد استمرت في التفاعل عمى الساحة الشعبية السورية. ولكن حكم بشار األسد ظل يبتعد عن أسس عيتو حتى فاق الفساد في‬
                        ‫شر‬                                                                                      ‫ر‬
                                                ‫عيده المستوى الذي بمغو في عصر حافظ األسد، وأصبح االعتقال عمى خمفية إبداء ال أي أمر مألوفا.‬
                                                        ‫ا‬    ‫ر‬

   ‫إن اإلنجاز الذي يحسب لالنتفاضة الشعبية السورية (انتفاضة 51 آذار/مارس)، ىو أنيا نقمت قضايا ربيع دمشق من المكرمات الرئاسية -التي تسحب‬
  ‫ىا مكتسبات لو. ولن يكون من السيل العودة إلى حوار مع وقف التنفيذ، أو إلى انتقائية في التنفيذ تخدم‬
                                                                                                 ‫بسيولة- إلى احتجاج شعبي سوف يثبتيا باعتبار‬
                                                                                                              ‫العودة إلى لجم لمحركة الجماىيرية.‬

     ‫لقد جاءت التجربة اإلصالحية الثانية في أعقاب التخمي عن التجربة األولى التي كان يفترض أن تتناول الحقوق المدنية لمجميور الواسع. وىدفت ىذه‬
 ‫التجربة الثانية إلى توسيع مجال الحرية االقتصادية في خدمة فئة محدودة. وسمح النظام االقتصادي الجديد الذي نشأ في العشرية الماضية، بالتحول نحو‬
‫اقتصاد السوق، إذ رفعت الدولة يدىا بشكل كبير عن إدا ة العممية اإلنتاجية، كما بدأت في رفع الدعم تدريجيا عن السمع األساسية، وسمحت بتأسيس بنوك‬
                                                                                      ‫ر‬
‫ج، و من‬‫تجارية وشركات اتصاالت خموية خاصة، وانشاء سوق مالي وصناديق استثمار واحداث تغيي ات في القوانين لجذب األموال واالستثما ات من الخار‬
                 ‫ر‬                                     ‫ر‬
                                                                                                                          ‫دول الخميج العربية أساسا.‬

     ‫تكون التحول االقتصادي الجديد، والذي اصطمح عمى تسميتو "المبرلة" من داخل النظام الحاكم في سوريا. وتشكل وفق تكتل لمصالح معقدة ومتشابكة‬       ‫ّ‬
     ‫ومتجاو ة لمطوائف بين ال أسمالية الجديدة والسمطة السياسية والعسكرية، وتبمور تيار سياسيا داخل النظام، يسميو الدكتور عزمي بشا ة "التيار التونسي"‬
                      ‫ر‬                                            ‫ا‬                                                     ‫ر‬                ‫ز‬
    ‫ي. وىو الذي عمل عمى توجيو االقتصاد باتجاه ليب الي غير مخطط وعمى إنتاج أدبيات سياسية ىا "سوريا أ ال"، واطالق ىامش‬
                   ‫و‬           ‫أبرز‬                                  ‫ر‬                                              ‫داخل النظام السور‬
‫حرية طفيف في الصحافة واإلعالم، وابتعد عن فك ة دعم المقاومة ون َع إلى قبول شروط وزير الخارجية األميركي كولن باول قبل ان يحسم الرئيس الموقف‬
                                                                          ‫َز‬                ‫ر‬
   ‫ضد قبول ىذه الشروط بعد حرب 3002. ويقصد بـ"التيار التونسي" ذلك الذي يجمع بين االستبداد السياسي والميب الية االقتصادية ويتحول إلى "االعتدال‬
                                      ‫ر‬
                  ‫السياسي" أو استخدام شعار المقاومة تكتيكيا حين يمزم، ويستفيد من رجال أعمال جدد وعمى ىامش النظام بمن فييم أقارب المسؤولين.‬

 ‫وقد ساىم التحول االقتصادي المذكور أعاله في عممية إفقار واسعة إضافة إلى تضرر الطبقة المتوسطة وت اجع حجم الدعم والخدمات التي تقدميا الدولة.‬
                                          ‫ر‬
 ‫وخالل عممية التحول من الدولة شبو ال اعية إلى دولة السوق الحر وانحسار دور القطاع العام، تمت عمميات سيط ة عمى األ اضي والمال العام، واحدى‬
                       ‫ر‬         ‫ر‬                                                                 ‫ر‬                   ‫ّ‬
‫أشير قضاياىا صفقة عقود الخموي التي أضاعت عمى الدولة 7 مميا ات د الر تقريباً. وقد ارتبط الفساد بشخوص من النظام وشركائيم من أصحاب رؤوس‬
                                                                    ‫ر و‬
   ‫األموال أمثال امي مخموف و محمد حمشو وما يقارب المائة رجل أعمال ىما. وىذا يفسر ىجوم أدواتيم اإلعالمية ، عمى أي دعوة لإلصالح. فمن‬
                                                                  ‫غير‬                                              ‫ر‬
     ‫غ ائب اإلصالح الثاني أن أس المال الفاسد والطفيمي الشريك لم اكز قوى سياسية وأمنية في النظام ىو الذي منح حق تأسيس وسائل إعالم خاصة،‬
                                  ‫ُ‬                                       ‫ر‬                                  ‫ر‬                     ‫ر‬
 ‫ي الرسمي، الذي يبدو وكأنو قادم من عصر‬‫ترفييية واستيالكية الطابع. وقد تحولت ىذه الوسائل حاليا إلى أبواق تحريض حقيقية تكاد تفوق اإلعالم السور‬
                                                                                                                        ‫آخر تماما، شكال ومضمونا.‬

  ‫ع نحو التغيير، ضد القير السياسي، ولكن أيضا ضد اإلفساد‬‫ىا األشمل كنزو‬
                                                                    ‫ىذه الصو ة لمتح الت االقتصادية تضع انتفاضة التغيير في سوريا في إطار‬
                                                                                                                      ‫و‬      ‫ر‬
                                                          ‫في صمب التكوين االقتصادي بحيث تتشابو التجربة السورية مع سابقتييا التونسية والمصرية.‬


                                                                                                                              ‫المعارضة السورية‬
      ‫ج، وبحسب طريقة نشاطيا إلى تيا ات وأح اب سياسية مختمفة غالبيتيا ذات بنية‬
                                       ‫ز‬      ‫ر‬                              ‫تصنف المعارضة السورية إلى معارضة في الداخل و ى في الخار‬
                                                                                       ‫أخر‬
                                                                ‫تقميدية تتمثل في األح اب السياسية القومية واإلسالمية والناصرية والشيوعية والميب الية.‬
                                                                    ‫ر‬                                                         ‫ز‬

   ‫ي السابق حافظ األسد، تجسدت المعارضة ظاىريا بحركة اإلخوان المسممين، التي قادت تمرداً مسمحاً ضد حكم البعث وصيغتو‬‫خالل حكم الرئيس السور‬
   ‫ي. أما باقي‬‫التوليفية المتمثمة في الجبية الوطنية التقدمية والتي كرست "البعث" حزبا قائداً لمدولة والمجتمع حسب نص المادة الثامنة من الدستور السور‬
                                                                             ‫ً‬
‫التيا ات فقد َّدت خطابا معارضا وثقافة معارضة فاعمة، ولكنيا لم تنتج حالة سياسية شعبية فاعمة نتيجة لالنشقاقات التي حصمت في معظم قواىا و ىا‬
 ‫أبرز‬                                                                                                                            ‫ول‬       ‫ر‬
                                                                                                                       ‫األح اب االشت اكية والشيوعية.‬
                                                                                                                                     ‫ر‬        ‫ز‬

‫لذلك ونتيجة لظروف الحرب الباردة ومعطيات المرحمة السابقة وغياب وسائل اإلعالم، ظمت المعادلة بين النظام والمعارضة محكومة في ثنائية "البعث ضد‬
   ‫اإلسالميين". وكان باإلمكان قمع المعارضة اإلسالمية، التي حممت السالح ضد الدولة ورفعت شعا ات طائفية، وذلك في مرحمة الثنائية القطبية العالمية‬
                                                    ‫ر‬
                                                         ‫وفي وضع أمكن فيو تغييب وسائل اإلعالم عن األحداث. وىي معطيات لم تعد قائمة حاليا .‬

‫بعد وصول الرئيس بشار األسد إلى سدة الحكم في عام 0002، برز ع من الخطاب اإلصالحي إلنتاج حالة افت اق مع أدبيات الماضي. وساىم ذلك في‬
                                ‫ر‬                                     ‫نو‬
‫بروز ح اك نخبوي عمى الساحة السورية قادتو المنتديات وبعض الشخصيات السياسية المعارضة، والذي اصطمح عمى تسميتو "ربيع دمشق". وبدأت تيا ات‬
 ‫ر‬                                                                                                                          ‫ر‬
                   ‫المعارضة توصيف الواقع القائم إلنتاج خطة عمل باتجاه المرحمة المقبمة. بيد أن عممية اإلصالح توقفت بعد فت ة وجي ة بعد انطالقيا.‬
                                 ‫ر ز‬
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة

Contenu connexe

En vedette

البعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةالبعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةShamKarama
 
أأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامأأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامShamKarama
 
من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
من الديكتاتورية إلى الديمقراطيةمن الديكتاتورية إلى الديمقراطية
من الديكتاتورية إلى الديمقراطيةShamKarama
 
إغتيال الحريري وتداعياته
إغتيال الحريري وتداعياتهإغتيال الحريري وتداعياته
إغتيال الحريري وتداعياتهShamKarama
 
هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟
هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟
هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟ShamKarama
 
دراسة هامة خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسم
دراسة هامة  خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسمدراسة هامة  خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسم
دراسة هامة خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسمShamKarama
 
القوقعة
القوقعةالقوقعة
القوقعةShamKarama
 
الطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةالطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةShamKarama
 
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةالباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةShamKarama
 
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيأسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيShamKarama
 
Syria that you dont know
Syria that you dont knowSyria that you dont know
Syria that you dont knowShamKarama
 
Lesní průzkum 4
Lesní průzkum 4Lesní průzkum 4
Lesní průzkum 4bohape
 
Nikhil_Golden Applause
Nikhil_Golden ApplauseNikhil_Golden Applause
Nikhil_Golden ApplauseNikhil Tiwari
 
Renu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8u
Renu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8uRenu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8u
Renu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8uPeter Ianza
 
Dn12 u3 a24_ljmg
Dn12 u3 a24_ljmgDn12 u3 a24_ljmg
Dn12 u3 a24_ljmgGa3by
 
Množica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjem
Množica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjemMnožica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjem
Množica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjemOut of The Box Seminar
 
Location-Based Marketing - eSalesData
Location-Based Marketing - eSalesDataLocation-Based Marketing - eSalesData
Location-Based Marketing - eSalesDataeSalesData
 
Digital nz for iwi digital taonga database hui
Digital nz for iwi digital taonga database huiDigital nz for iwi digital taonga database hui
Digital nz for iwi digital taonga database huiFiona Rigby
 

En vedette (18)

البعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةالبعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سورية
 
أأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامأأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيام
 
من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
من الديكتاتورية إلى الديمقراطيةمن الديكتاتورية إلى الديمقراطية
من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
 
إغتيال الحريري وتداعياته
إغتيال الحريري وتداعياتهإغتيال الحريري وتداعياته
إغتيال الحريري وتداعياته
 
هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟
هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟
هل الجامعة العربيّة قادرة على إنقاذ سورية؟
 
دراسة هامة خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسم
دراسة هامة  خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسمدراسة هامة  خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسم
دراسة هامة خيارات الثورة السورية في مرحلة الحسم
 
القوقعة
القوقعةالقوقعة
القوقعة
 
الطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةالطائفة النصيرية
الطائفة النصيرية
 
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةالباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
 
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيأسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
 
Syria that you dont know
Syria that you dont knowSyria that you dont know
Syria that you dont know
 
Lesní průzkum 4
Lesní průzkum 4Lesní průzkum 4
Lesní průzkum 4
 
Nikhil_Golden Applause
Nikhil_Golden ApplauseNikhil_Golden Applause
Nikhil_Golden Applause
 
Renu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8u
Renu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8uRenu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8u
Renu28infographic_Skincare For Women, http://goo.gl/Ywhz8u
 
Dn12 u3 a24_ljmg
Dn12 u3 a24_ljmgDn12 u3 a24_ljmg
Dn12 u3 a24_ljmg
 
Množica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjem
Množica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjemMnožica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjem
Množica tekstilij: kjer se funkcionalnost sreča z (ne)udobjem
 
Location-Based Marketing - eSalesData
Location-Based Marketing - eSalesDataLocation-Based Marketing - eSalesData
Location-Based Marketing - eSalesData
 
Digital nz for iwi digital taonga database hui
Digital nz for iwi digital taonga database huiDigital nz for iwi digital taonga database hui
Digital nz for iwi digital taonga database hui
 

Similaire à الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة

واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةواقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةShamKarama
 
سورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطة
سورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطةسورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطة
سورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطةShamKarama
 
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغييرسورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغييرShamKarama
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سورياAbdullrahman Tayshoori
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سورياAbdullrahman Tayshoori
 
Bahrain online بحرين اون لاين (48)
Bahrain online   بحرين اون لاين (48)Bahrain online   بحرين اون لاين (48)
Bahrain online بحرين اون لاين (48)bahrainonline
 
Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0
Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0
Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0BookStoreLib
 

Similaire à الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة (7)

واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةواقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
 
سورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطة
سورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطةسورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطة
سورية في السياسة ومستقبل الصراع على السلطة
 
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغييرسورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
سورية بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
 
Bahrain online بحرين اون لاين (48)
Bahrain online   بحرين اون لاين (48)Bahrain online   بحرين اون لاين (48)
Bahrain online بحرين اون لاين (48)
 
Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0
Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0
Syria paper impossiblepartition_m.khalifa_sept13_final_layout_ar_0
 

Plus de ShamKarama

النصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةالنصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةShamKarama
 
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةأسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةShamKarama
 
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقأسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقShamKarama
 
Images from syria
Images from syriaImages from syria
Images from syriaShamKarama
 
Photos from syria
Photos from syriaPhotos from syria
Photos from syriaShamKarama
 
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياتقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياShamKarama
 
دراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةدراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةShamKarama
 
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةالعصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةShamKarama
 
أيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةأيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةShamKarama
 
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتنيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتShamKarama
 
صفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةصفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةShamKarama
 
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeHuman Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeShamKarama
 
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaThe cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaShamKarama
 
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملالاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملShamKarama
 
Shadowland syria
Shadowland syriaShadowland syria
Shadowland syriaShamKarama
 
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراويفي القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراويShamKarama
 
أحوال أهل السنة في إيران
أحوال أهل السنة في إيرانأحوال أهل السنة في إيران
أحوال أهل السنة في إيرانShamKarama
 
حقيقة سقوط الجولان
حقيقة سقوط الجولانحقيقة سقوط الجولان
حقيقة سقوط الجولانShamKarama
 

Plus de ShamKarama (18)

النصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةالنصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سورية
 
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةأسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
 
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقأسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
 
Images from syria
Images from syriaImages from syria
Images from syria
 
Photos from syria
Photos from syriaPhotos from syria
Photos from syria
 
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياتقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
 
دراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةدراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السورية
 
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةالعصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
 
أيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةأيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسدية
 
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتنيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
 
صفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةصفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماة
 
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeHuman Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
 
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaThe cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
 
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملالاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
 
Shadowland syria
Shadowland syriaShadowland syria
Shadowland syria
 
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراويفي القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
 
أحوال أهل السنة في إيران
أحوال أهل السنة في إيرانأحوال أهل السنة في إيران
أحوال أهل السنة في إيران
 
حقيقة سقوط الجولان
حقيقة سقوط الجولانحقيقة سقوط الجولان
حقيقة سقوط الجولان
 

الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة

  • 1. ‫الخاص والعام في االنتفاضة الشعبية السورية ال اىنة*‬ ‫ر‬ ‫52/40/1102‬ ‫ي الحرية والك امة، ويتوق إلى المواطنة وحقوق المواطن، حالو في ذلك حال الشعوب العربية كافة. غم وجود فوارق بين دوليا‬ ‫ور‬ ‫ر‬ ‫ينشد الشعب العربي السور‬ ‫ىا،‬ ‫عمى مستوى بنية األنظمة، فإنيا ليست الفوارق الرئيسة، بل يكمن الفرق الرئيس في تبمور ىوية وطنية تسمح بفصل المجتمع عن الدولة أو عدم تبمور‬ ‫وغياب أو وجود جماعات أىمية ما الت تجمع بينيما وتخترقيما عموديا. إن ما يصعب الفصل بين الدولة والمجتمع ىو ال ابط نفسو الذي يصعب فصل‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫ىما مجتمعين موحدين ـ لممطالبة بإسقاط النظام، وىو ما‬ ‫ّ‬ ‫ي والتونسي ـ باعتبار‬‫الدولة عن النظام [**]، وىو الفصل الذي مكن من ج المجتمعين المصر‬ ‫َْ‬ ‫خرو‬ ‫ّ‬ ‫مكن الجيش من االمتناع عن الوقوف إلى جانب النظام في حرب ضد الشعب.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دخمت سوريا مرحمة االنتفاضة الشعبية، وبات ليا أيضا مسمى تاريخي، ثو ة 51 آذار/ مارس، إسوة بتمك التي سبقتيا في تونس ومصر بداية العام، ومن‬ ‫ر‬ ‫بعدىا في اليمن وليبيا. وعمى غم من أنيا أظيرت قد ة عمى االنتشار والتوسع كما حصل في يوم الجمعة 51 نيسان/ أبريل، ويوم الجمعة 22 نيسان/‬ ‫ر‬ ‫الر‬ ‫أبريل، فإنيا ال ت ال في بدايتيا، وما الت تثير أسئمة كثي ة حول المسا ات التي ستتّخذىا. وترتبط اإلجابة عن ىذه األسئمة بالخصوصية السورية، ومستوى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ي تجاىيا، فضال عن المواقف الدولية واإلقميمية، وأمور ى متعمقة.‬ ‫أخر‬ ‫وعي الحركة االجتماعية، وطريقة فعل أو رد فعل النظام السور‬ ‫ة الشعبية التي اتّخذت شكل احتجاجات شعبية سممية متواصمة؟ وىل‬ ‫فيل ستسير سوريا مثال عمى طريقة مصر في إصالحات تقوم تحت ضغط الثور‬ ‫يضاف إلييا ىان عمى أن أس السمطة في سوريا قادر عمى القيام بيا؟ أم أنيا ستر ح مكانيا مدةً أطول بين توازنات مجتمعية مختمفة كحال اليمن؟ وىل‬ ‫او‬ ‫ّ ر‬ ‫ر‬ ‫ستقدم سوريا نموذجا آخر يغمب فيو منطق القوة عمى منطق المساومة؟ أم أن االنتقال إلى الديمق اطية في سوريا ال بد أن يتخطى النظام كما ىو قائم؟‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فأحداث يومي الجمعة 51 و22 نيسان/ أبريل أظيرت أن طريق المساومة ىو مجرد احتمال يشجعو المحيطان اإلقميمي والدولي، وأن النظام الحاكم ظل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫مصر عمى الخيار األمني في قمع أعمال احتجاج شعبية سممية. ال ت ال التسا الت مطروحة وتستدعي النظر إلى الخصوصية السورية المحمية واإلقميمية.‬ ‫ؤ‬ ‫و ز‬ ‫ُ ا‬ ‫ويدور الحوار عما ي في سوريا حول سؤالين يطرحيما النظام واعالمو بطريقتو الخاصة؛ أوليما: حول أىمية العامل الطائفي عمى ساحة الفعل السورية،‬ ‫ّ يجر‬ ‫وامكانية استغاللو في مواجية مضامين االحتجاجات الشعبية من أجل الحرية والك امة، وذلك في وضع قائم في المشرق العربي قد تفَعل فيو الثو ةُ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫الديموق اطية التي تجتاح الوطن العربي تباينات مجتمعيةً كامنة، عشائرية أو طائفية، لعبت األنظمة العربية بعد االستعمار دور في تكريسيا وفي استخداميا‬ ‫ر‬ ‫أحيانا. وثانييما: حول ما إذا كان الستدعاء نظريات المؤام ة ما يبر ه في وضع تتمايز فيو سوريا ضمن معادالت القوى اإلقميمية، من خالل دعميا خيار‬ ‫ّر‬ ‫ر‬ ‫المقاومة في لبنان وفمسطين، ومناىضتيا مشاريع إمبريالية واس ائيمية، وبتحالفيا مع إي ان أيضا. أما التساؤل الثالث الذي حو ىذه الورقة، فيخص‬ ‫ّ‬ ‫تطر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مستقبل التغيير في سوريا واحتماالتو، عمى ضوء طبيعة السياسات المنتظ ة من أصحاب الق ار، وضمن حالة التح الت اإلد اكية لدى الجميور الفاعل بعد‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫غياب مزمن لمتفاعالت السياسية البناءة في الحيز العام.‬ ‫ّ‬ ‫حركة احتجاجية سممية‬ ‫ي تميز بقسوة المواجية‬ ‫ّ‬ ‫الر‬ ‫ِ‬ ‫لم تشذ سوريا عن قاعدة سممية الحركات االحتجاجية، وىي سمة االنتفاضات العربية بشكل عام، عمى غم من أن الوضع السور ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىا، وما الت تستخدم الرصاص الحي في قمع المظاى ات وتفريق التجمعات‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫القمعية التي ى اتّباعيا في بداية األحداث، وساىمت في تأجيجيا وانتشار‬ ‫جر‬ ‫ات، وتجمى‬‫والحشود. لقد كان الطابع السممي الشعبي ماثالً لمعيان تماما مع بداية انتفاضة عا شعبية الطابع، ثم عاد ىذا الطابع السممي والناضج لممظاىر‬ ‫در‬ ‫ـ من دون التباس ـ حين خ ّفت السمطات من دموية قمعيا لممحتجين يوم "جمعة اإلص ار" في 51 نيسان/ أبريل.‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
  • 2. ‫ي العمني من ثورتي مصر وتونس أن موقف النظام من المقاومة يمي ه عن النظامين في تونس ومصر ويجعمو أقرب إلى‬ ‫ز‬ ‫كان استنتاج النظام السور‬ ‫ي الرئيس ىو أن النظامين اآلفمين لم يستخدما ما يكفي من‬‫الجماىير وال أي العام. ويبدو أنو بعد اندالع االنتفاضة في عا تبين أن استنتاج النظام السور‬ ‫در‬ ‫ر‬ ‫القوة في بداية األحداث لوأدىا.‬ ‫بدأت حركة االحتجاج بسوريا في 51 آذار/ مارس مع كسر نشطاء معارضين حاجز الخوف في أول باد ة لمظاى ات سياسية مباش ة في العاصمة ومدن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ى لممطالبة بإطالق س اح السجناء السياسيين، ولم يكن ما سبقيا من مظاىر احتجاج ذا طابع سياسي مباشر غم أىميتو؛ فتظاى ة 71 شباط/ فب اير‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أخر‬ ‫جاءت رد فعل تضامنيا محميا عمى حادث اعتداء شرطي عمى بائع عربة في منطقة الحريقة بدمشق، وردد المتظاىرون ألول م ة شعار احتجاجيا تمثّل في‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ي ما بينذل"، أو االعتصام الشبابي في 22 شباط/ فب اير أمام السفا ة الميبية في دمشق تضامنا مع الشعب الميبي، حيث عبرت شعا اتو‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫"الشعب السور‬ ‫المنادية بالحرية عن واقع غياب الحريات والممارسات الديمق اطية في سوريا، وليس في ليبيا وحدىا.‬ ‫ر‬ ‫عة فائقة بعد االنتفاضة الشعبية في مدينة عا بالطريقة العصبية والقمعية التي جوبيت بيا التظاى ات من رجال‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫در‬ ‫لكن الحركة االحتجاجية تطورت وبسر‬ ‫ّ‬ ‫ىم تتجاوز 41 عاما؛‬ ‫األمن. إذ انطمقت أحداث عا عمى خمفية اعتقال قوات األمن السورية 51 صبيا بمدينة عا في 6 آذار/ مارس ، ولم تكن أعمار‬ ‫در‬ ‫در‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫رٍ‬ ‫ألنيم كتبوا شعا ات عمى الجد ان كتمك التي رفعتيا الثو ة المصرية بعد 52 كانون الثاني/ يناير الماضي، مثل: "الشعب يريد إسقاط النظام". وجاءت‬ ‫االحتجاجات رد فعل لتعامل رئيس ع األمن السياسي في عا عاطف نجيب والمحافظ فيصل كمثوم الميين مع وفد العشائر واألعيان الذي حاول التوسط‬ ‫ّ‬ ‫در‬ ‫فر‬ ‫ّ‬ ‫إلطالق س اح الصبية. أمام ىذا الواقع اكتسبت قضية اعتقال الصبية وطرد أعيان المدينة قيمة رمزية وعينية، كونيا شكمت حالة من الظمم واإلىانة. لقد‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫اتبعت السمطات األمنية والمحمية اإلذالل مع مجتمع ال ت ال البنى التقميدية القديمة تمعب فيو دور ميما.‬ ‫اً‬ ‫ز‬ ‫لم يقتصر رد الفعل األمني عمى ذلك، بل استخدمت قوات األمن الرصاص الحي في تفريق المتظاىرين الذين تجمعوا أمام مقر المحافظة في 81 آذار/‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مارس؛ ما أدى إلى استشياد عدد من المواطنين، ووّد ذلك حالة من االحتقان الشعبي، وشكل المدخل إلنتاج حركة احتجاجية شعبية، وحافظ عمى ىذه‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫الحركة ذلك المركب من نشطاء سياسيين ونشطاء حقوق اإلنسان ممن لدييم ثقافة وتصو ات سياسية وتاريخ نضالي وبنى تقميدية أىمية تحمي أبناءىا في‬ ‫ر‬ ‫المممات.‬ ‫ّ‬ ‫سمكت الحركة االحتجاجية في سوريا المسار نفسو الذي سمكتو الثو ة التونسية تقريبا، فقد بدأت رد فعل جيويا شعبيا عمى حالة الظمم السياسي‬ ‫ر‬ ‫واالجتماعي، ونتيجة لتعاطي السمطات السمبي في امتصاص األزمة، وامتدت إلى مناطق عديدة في ريف دمشق وحمص والالذقية وحماه؛ من ثم تبمورت‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بوصفيا انتفاضة شعبية رفعت شعا ات الحرية واإلصالح، دون أن تستيدف النظام ككل. ولكن االنتفاضة الشعبية توقفت عند أبواب دمشق وحمب، ولم‬ ‫ر‬ ‫ى، يبدو أن بعض الفئات،‬ ‫ّ‬ ‫تخترقيا بقوة حتى اآلن. غم أن الموقف السمبي من نظام الحكم في سوريا منتشر في ىذه المدن بقوة ال تقل عن النواحي األخر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فر ّ‬ ‫ومنيا الطبقة الوسطى، ما الت مترددة ألنيا غير مطمئنة لممستقبل.‬ ‫ز‬ ‫ويمكن لمباحث أن يرصد تشابيا بين الحالة التونسية والسورية في بداية االحتجاج، وتشابيا في التفاوت البنيوي التنموي بين المحافظات وال اليات بالدولتين،‬ ‫و‬ ‫وكذلك ضيق نفوس المواطنين بالفساد، وبوليسية الدولة، وانسداد األفق أمام الجيل الشاب في الحالتين ، ويتجمى التشابو ـ بشكل واضح ـ في األشكال التي‬ ‫ى أن ليذه الفروق تأثير يفوق تأثير التشابو‬ ‫ا‬ ‫تم اتخاذىا في بداية االحتجاج. لكن التشابو سيتوّف عند فروق كبي ة بين طبيعة النظامين والمجتمعين، وسنر‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ّ‬ ‫في تحديد مجريات األحداث.‬ ‫تطور المشيد السياسي مع المظاى ات الحاشدة التي عرفتيا "جمعة اإلص ار" في 51 نيسان/ أبريل عمى مستويين؛ أوليما: االتساع الواضح لالحتجاجات،‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫ىا، ووصوليا إلى مدن لم تصميا سابقا في المناطق الكردية والجزي ة، كرس الطابع الجماىير‬ ‫ر ّ‬ ‫وشموليا النسبي في د عا والالذقية وبانياس وحماه وغير‬ ‫ر‬ ‫ي، مبينا‬ ‫ّ‬ ‫لممظاى ات. وثانييما: كان لنأْي السمطات عن استخدام العنف المباشر لمواجيتيا في أكثر من مكان تأثير أحدث تغيير في المشيد السياسي السور‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫وجود احتمال لطريق آخر يمكن أن تسمكو السمطات "ثوب مختمف ارتدتو سوريا "، حسب جريدة األخبار، وىو "ثوب تظاى ات ارتدتو استجابة لدعوات‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫«جمعة اإلص ار» التي خمت من أعمال العنف، باستثناء مدينتي حمص وشمال دمشق، حيث غابت صور القتمى والجرحى وسيا ات اإلسعاف، وغمب‬ ‫ّر‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
  • 3. ‫ّعا، ويغمب عميو خطاب األماني عند من يريد مصمحة سوريا، إذ يسقط‬ ‫ُ‬ ‫ي".[1] وقد تبين الحقا أن ىذا التقييم كان متسر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمى التظاى ات ذاك البعد الحضار‬ ‫ر‬ ‫عمى النظام في سوريا ما غب في أن يكون عميو.‬ ‫ير‬ ‫لكن مظاى ات يوم 51 نيسان/ أبريل السممية الواسعة قدمت دالئل عمى عدم صحة الروايات التي أطمقتيا الدوائر الرسمية سابقا حول إطالق نار متعمد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫من المتظاىرين (في مقابل حديث المحتجين عن تورط ميميشيات سمطوية في أعمال القتل)، وذلك بعد سقوط عدد كبير من القتمى، حسب بعض التقدي ات‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غير الرسمية أكثر من 002 قتيل نتيجة المواجية األمنية الدموية لالحتجاجات حتى أوائل نيسان/ أبريل[2]، وقد ازداد عدد الضحايا بشكل ممحوظ في‬ ‫أحداث يوم الجمعة التي تمت.‬ ‫في حالة سوريا، كما ىي الحال في انتفاضات ى في مصر واليمن، كان المسجد المكان الرئيس (ولكنو ليس الوحيد) لمتجمع وانطالق المظاى ات. وعمى‬ ‫ر‬ ‫أخر‬ ‫ع لمنقاش لدى النخب السياسية والثقافية في سوريا، وحول محركات‬‫اعتبار أن سوريا دولة متعددة الطوائف والمذاىب، فقد تحولت ىذه الحقيقة إلى موضو‬ ‫ّ‬ ‫التظاىر ودوافعو والجميور الذي تستيدفو. وظير لموىمة األولى أن الحركة االحتجاجية في سوريا ىي ح اك ع معين وطائفة معينة ضد النظام. ومع‬ ‫ّ‬ ‫ر شار ّ‬ ‫ّ‬ ‫تصاعد التطو ات، وامتداد المظاى ات إلى مناطق جديدة، ووصوليا إلى مناطق تقطنيا تركيبات طائفية متعددة، ازدادت المخاوف من ع عنف طائفي.‬ ‫وقو‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ّر‬ ‫وقد لمح النظام إلى ذلك عبر استخدام تعابير مثل "الفتنة الطائفية". وقوبل استخدام النظام ىذه التعابير وتحذي اتو من الفوضى، بادعاء أن النظام معني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫بالتخويف من فتنة طائفية إلى درجة االستف از في بعض الحاالت لكي يثبت أن الدولة السمطوية وحدىا تحافظ عمى وحدة المجتمع والدولة في سوريا، وأن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ز‬ ‫الديمق اطية سوف تؤدي إلى الفتنة. فما محاذير الوضع الطائفي وتأثي ه في سياق الحركة الجماىيرية الصاعدة؟‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الطائفية في سوريا.. أسباب بعيدة وقريبة‬ ‫ي ورث ظاى ة الطائفية من التاريخ غير البعيد ومن أزمنة احتكار‬ ‫ر‬ ‫ليس ىذا السياق مناسبا لم اجعة ظاى ة الطائفية في بالد الشام، لكن المجتمع السور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ىا الدينية، أي إخفاء ىويتيا المذىبية؛ وما أورثو ذلك من ح المظمومية‬ ‫رو‬ ‫ّ‬ ‫عية الدينية، واتيام األقميات المذىبية في دينيا، واضطر ىا إلى إخفاء شعائر ّ‬ ‫ار‬ ‫الشر‬ ‫ي داخل الدولة العثمانية بحجة حماية األقميات.‬ ‫ّ‬ ‫لدى بعض الطوائف، يضاف إلى ذلك الفعل االستعمار‬ ‫ى عمى الحكم العثماني في بالد الشام المقدمة لتبمور سوريا الطبيعية‬ ‫ّ‬ ‫ومع تخ ّي ىذا الموروث، في إطار بناء الدولة الحديثة، كانت الثو ة العربية الكبر‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫ككيان سياسي، حاممو األيديولوجي ىو القومية العربية، التي شارك في حمميا وبمورتيا مث ّفون ومفكرون من أبناء الطوائف والمذاىب كافة، واستمدت‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫ىا من ح اك الجمعيات العربية التي نشطت إلنتاج واقع مخالف وقطيعة تاريخية مع الدولة العثمانية، وبناء الدولة العربية المستقمة. وانتصر المجتمع‬ ‫ر‬ ‫أفكار‬ ‫ي الفرنسي، الذي سعى إلى إنتاج كانتونات جغ افية سياسية ببعد طائفي لتقسيم سوريا إلى دويالت،‬ ‫ر‬ ‫ي لنفسو م ة ى في مواجية االنتداب االستعمار‬ ‫ر أخر‬ ‫السور‬ ‫ي بعدىا مباد ات إلنتاج ىوية جامعة في ظل سياسات‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ى رد فعل شعبيا من ّما ضد محاولة التقسيم ىذه. وتبنى المجتمع السور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظ‬ ‫وجاءت الثو ة السورية الكبر‬ ‫ر‬ ‫التقسيم الفرنسية، التي حاولت عزل المنطقة الساحمية عن سوريا السياسية؛ بذريعة أنيا مأىولة من أقمية عموية متماي ة دينياً. وتمت مواجية ىذا الواقع في‬ ‫ز‬ ‫ىا أحد‬ ‫المؤتمر الذي عقد بقرية القرداحة عام 6391 ضم عمماء الدين السوريين من مختمف الطوائف، وأصدروا وثيقة اعترفت بالطائفة العموية، باعتبار‬ ‫ّ‬ ‫المذاىب الرئيسة لمدين اإلسالمي في سوريا وليست دينا متمايز.‬ ‫ا‬ ‫ي، وما ال يحتفي برموز وطنية سورية قومية عربية من كافة الطوائف برزت في تمك المرحمة بوصفيا قيادة وطنية وقومية لمشعب في‬ ‫ز‬ ‫واحتفى الشعب السور‬ ‫ي واب اىيم ىنانو والشيخ صالح العمي ويوسف العظمة ىم‬ ‫سوريا حتى قبل ظيور القومية العربية حزباً وأيديولوجية. فسمطان باشا األطرش وفارس الخور ر‬ ‫ي بطوائفو كافة.‬‫رموز وطنية عند الشعب السور‬ ‫ي، ومارس دور في تكوين اليوية الوطنية، لكنو لم ينتج تكامال وطنيا جامعا نتيجة‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫كان العداء لالستعمار عامال موحدا وجامعا لمختمف فئات الشعب السور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االحتالل، والظروف المعيشة الصعبة، وضعف الواقع التنموي، وانع ال المدينة في سوريا عن الريف. وبعد االستقالل ظيرت من جديد قضية بناء الدولة‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫ىا قضية تشكل تكامال وطنيا، انعكست آثا ه عمى مجاالت عديدة؛ منيا التنموية، كتقميص الفروقات المجتمعية والتعميمية،‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫عمى أسس مدنية، باعتبار‬
  • 4. ‫والسياسية، كظيور تنظيمات وطنية جامعة سمحت بتمثيل جميع فئات الشعب وتمثيل المواطنين المنتمين ألقميات دينية ضمن لوائح األح اب القومية‬ ‫ز‬ ‫ي، والحزب الشيوعي، إضافة إلى كتمة المستقّين والعشائر. ولم تظير ىاصات فتنة طائفية إ ّ في‬ ‫ّ ال‬ ‫إر‬ ‫م‬ ‫كحزب البعث العربي االشت اكي، والحزب القومي السور‬ ‫ر‬ ‫زمن العقيد الشيشكمي[3].‬ ‫غير أن التفرد في الحكم، وغياب الحريات والممارسة الديمقرطية في العقود األخي ة، ساىم في تكريس اليويات عية واضعاف مفيوم المواطنة. فقد بدا‬ ‫الفر‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫النظام كأنو الضامن األساسي لألقميات والوحدة الوطنية، وتأزم الوضع بشكل رئيس بعد مواجية النظام لمتمرد المسّح الذي بادرت إليو حركة اإلخوان‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المسممين في سوريا بداية الثّمانينات، وكانت ىذه المرحمة ىي األخطر في تاريخ سوريا الحديث فيما يتعّق بالتعايش واالندماج الوطني.‬ ‫م‬ ‫وعمى غم من استحضار الخطاب الطائفي وتبمو ه من قبل اإلخوان الذين مروا بتحول قطبي (نسبة إلى سيد قطب) في تمك المرحمة لم تنشأ حالة اشتباك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الر‬ ‫شعبي عمى أساس طائفي. غم محاولة العديد من التحميالت صبغ النظام القائم في سوريا عمى أنو نظام أقمية معينة، فإن بنية النظام المؤسساتية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ور‬ ‫والدستورية في سوريا ليست كذلك، بل ىي تعبر عن واقع سمطوي يقمع أي ح اك ضده من أي طرف كان. ال شك أن ال الءات العشائرية و المناطقية في‬ ‫و ّ ّ و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ر‬ ‫ّ‬ ‫ى منطقة الساحل تمعب دور في تشكيل قاعدة الء لمنظام، خاصة في الجيش واألجي ة األمنية، لكن ىذا ال يعني أنو نظام طائفي أو مذىبي؛ فالطوائف‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫قر‬ ‫كافة تعاني من االستبداد، كما تعاني المناطق النائية من التفاوت التنموي والتيميش بغض النظر عن تركيبيا اإلثني أو الطائفي. وظل النظام يعيش عمى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى، وما ال ىذا التحالف "البونابرتي" بين االستبداد األمني والسياسي و أس المال‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫تحالف مع البرجوازية الخدماتية والعقارية وطبقة التجار في المدن الكبر‬ ‫ء المتحرر سياسيا من‬ ‫ّ‬ ‫ي ىو التحالف الذي يحكم سوريا بناء عمى صفقات داخمية، وقد ىمشت ىذه الصفقات ـ التي يعاد تشكيميا بعد كل أزمة ـ الجز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫التجار‬ ‫ى، والذين يرفعون اية "النيوليب الية" االقتصادية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الطبقة الوسطى ومث ّفييا، كما أنيا تمثمت مؤخر في ازدياد نفوذ رجال األعمال الجدد في المدن الكبر‬ ‫ّا‬ ‫ق‬ ‫واالستبداد السياسي عمى النموذج التونسي، ويدفعون باتجاه "سوريا ّال" واحياء عممية السالم مع إس ائيل.‬ ‫ر‬ ‫أو‬ ‫وأضيفت، في الفت ة األخي ة، عوامل جديدة خارجية عززت المخاوف الطائفية؛ كالتطور السياسي في الع اق بعد االحتالل األمريكي، والتمحور المذىبي‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الذي نتج عنو، إضافة إلى ما تمخضت عنو النقاشات عمى الساحة المبنانية، خاصة في فت ة التوظيف اإلقميمي لمخطاب الطائفي من قبل ما سمي بـ"محور‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االعتدال" الستيداف المقاومة في لبنان.‬ ‫وتشير التقدي ات الحالية ّع االنتماءات الدينية في سوريا، غم أنيا غير رسمية، إلى نسبة لألغمبية السنية تتر ح بين 06 و07% من عدد السكان، منيم‬ ‫ّ‬ ‫او‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫لتوز‬ ‫ر‬ ‫ى كالتالي: 01 إلى 51% عمويون وأقميات من الشيعة، 8 إلى 01% مسيحيون، إضافة إلى‬‫ّع النسب األخر‬ ‫ما نسبتو 01 إلى 51% من األك اد، وتتوز‬ ‫ر‬ ‫الدروز واإلسماعيميين الذين يشكمون ما يقارب 5% من عدد السكان.[4] لكن ىذا التقسيم ليست لو أىمية قانونية؛ فاالنتماء المذىبي أو الطائفي في سوريا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال يشكل منزلة قانونية أو سياسية حاليا، وان أي تحول ديمق اطي في ىذا البمد يفترض أن يفصل المذىب والطائفة عن السياسة، وبيذا المعنى ال بد أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يفصل الدين عن الدولة في دولة حديثة متعددة المذاىب والطوائف، ومن ثم فإن التعامل جديا مع ىذا اإلشكال يمثّل التحدي الرئيس الذي يواجو أية حركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ديمق اطية ثورية في سوريا.‬ ‫ر‬ ‫الحركة االحتجاجية ومقولة "الفتنة"‬ ‫يأخذ البعض عمى الحركة االحتجاجية في سوريا أن ىويتيا السياسية غير واضحة، وأن "المسجد" يشكل بؤ ة التجمع ونقطة انطالق المظاى ات عادة، وأن‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي السني ىو من يقوم بيا، وأن المشاركة فييا ال تشمل مختمف ش ائح المجتمع.‬ ‫ر‬ ‫ع السور‬ ‫الشار‬ ‫وبغض النظر عن د ّة ىذه المق الت ـ وبالنظر إلى خصوصية سوريا التي افتقرت إلى أي ت اث احتجاجي سممي عمني عمى مدى العقود الثالثة الماضية،‬ ‫ّ ر‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ّ‬ ‫نتيجة التغول األمني وحظر النشاط السياسي ـ فمن الطبيعي النظر إلى المسجد بوصفو مكان تجمع عي في ظل النظم التي تمنع التجمعات. والحقيقة أن‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ شر‬ ‫ّ‬ ‫التظاى ات انطمقت أيضا من الميادين، غم الثمن الباىظ الذي دفع بالدم عند مجرد محاولة التجمع فييا. وفيما يتعّق بمشاركة المواطنين السوريين المنتمين‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ألقميات دينية، فإن ند ة المشاركة في البداية طبيعية ألن البداية ال تشمل دائما مؤش ات عن المستقبل؛ فيل تخبئ الثو ة ضمانات لبقائيم عنصر فاعال في‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ ر‬
  • 5. ‫مجتمعيم؟ لكن ىذا ال يعني أن ى الء المواطنين اضون عن النظام، بل إنيم يريدون وضوحا أكثر بشأن طابع التغيير الذي تحممو الثو ة، خاصة أنو ال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ؤ‬ ‫توجد قيادات واضحة ليا، وقد تكون القيادات القادمة التي سوف ىا ىذه االنتفاضة أكثر ديمق اطية ومدنية من اإلخوان المسممين أو من ظواىر تشدد‬ ‫ر‬ ‫تبرز‬ ‫ديني ّج ليا حاليا مثل السمفيين. أما األسماء المنتش ة ـ والتي تُربط بالمعارضة ـ فيي منف ة لعموم السوريين، سواء كانت أسماء خدام أو رفعت األسد أو‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫يرو‬ ‫حتى بعض رموز اإلخوان الذين اىنوا عمى الطائفية والتحالف مع خدام في مرحمة سابقة. ويتبنى ىذا الموقف المتردد الطبقات الوسطى القمقة من‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫المستقبل.‬ ‫ويظل التردد في ىذه الحالة أقل منو في مصر؛ فخالل الثو ة المصرية وجدنا المؤسسة الكنسية رفضت المشاركة في مظاى ات يوم الغضب، إ ّ أن ذلك لم‬ ‫ال ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي القبطي من المشاركة، ثم لعب دور متقدما خالل الثو ة في التصدي لمحاولة بث الفتنة الطائفية التي ّج ليا النظام خاصة بعد‬ ‫رو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫يمنع الشباب المصر‬ ‫ظيور معطيات تفجير كنيسة القديسين.‬ ‫ّ‬ ‫أما فيما يتعّق ح شعا ات طائفية في بعض المظاى ات األولى، كالتي تناولت حزب اهلل واي ان، فيي وان أوضحت ءا من االختالل في تعريف اليوية‬ ‫جزً‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫م بطر‬ ‫ّ‬ ‫ي، كان‬‫الوطنية والموقف من النظام كأنو عموي والنظر إلى تحالفاتو كأنيا طائفية، فإن استخدام ىذه الشعا ات الطائفية ،المسيئة ل افعييا ولمشعب السور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ع آنذاك بمعطيات إعالمية تم إرساؤىا لتبرير التدخل الخميجي لقمع المتظاىرين السمميين في البحرين،‬ ‫ّ‬ ‫طارئا وفي مناطق معينة بذاتيا. لقد تأثّر الشار‬ ‫َ ّ‬ ‫ع البحرين وتجاىل التعاطي مع االحتجاجات في سوريا. إضافةً إلى مجموعة من الشائعات الكاذبة‬‫وبتركيز الجيات اإلعالمية لحزب اهلل عمى تناول موضو‬ ‫ع المحتج مفادىا أن عناصر من حزب اهلل تشارك في قمع التظاى ات التي جرت في عا، في حين كان بعض المتشددين‬ ‫در‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المغرضة التي ظيرت في الشار‬ ‫يحاولون الركوب عمى موجة االحتجاجات في مناطق معينة بريف دمشق.‬ ‫َ ّ‬ ‫ع االحتجاجي ـ الذي بدأ كانتفاضة شعبية‬ ‫ع ومرحمة إنضاج الشعا ات االحتجاجية، ومن ثم فإن الشار‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ويمكن تفسير ىذه الحالة أيضا في ضوء تشتّت الشار‬ ‫في عا، ولم يطور قيادة سياسية قُطرية بعد ال يمكن أن يكون منضبطا في مثل ىذا ع من االحتجاجات؛، لذلك فإنو قد ينتج أحيانا شعا ات طارئة‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫النو‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫در‬ ‫ي.‬‫عان ما تتالشى. وىذا ىو شأن الش ع السور‬ ‫ّ ار‬ ‫سر‬ ‫ىا األىالي، وما‬ ‫كما أن التحريض الطائفي وصل إلى مرحمة متقدمة جدا في مناطق تقطنيا ش ائح متعددة، لكنو غم ذلك لم ينتج بوادر فتنة طائفية مصدر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ىم فرقا نصف جنائية‬ ‫ال النقاش دائر حول ما ى في الالذقية وبانياس في أيام االحتجاج األولى. ولكن ال خالف حول ىوية ما يسمى بـ"الشبيحة" باعتبار‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫جر‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫من ّع ان المقربين من رجاالت النظام، والذين يعيثون فسادا في المناطق العموية عادةً حتى امتد نشاطيم إلى بعض المدن الساحمية.‬ ‫ّ‬ ‫الز ر‬ ‫ىنالك ذاك ة تاريخية وطنية سورية وقومية عربية ومدنية يمكن استدعاؤىا دائما ضد الفتنة الطائفية تماما مثمما يمكن استدعاء فك ة الفتنة نفسيا. ويبقى‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫التساؤل: ما اليدف السياسي لمنظام؟ وما اليدف السياسي لمنظمي االحتجاج؟ فمن لو مصمحة في الطائفية يؤكد عمى بعد قائم في الذاك ة السورية، أما من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫يتوق إلى نظام مدني ديمق اطي فمن مصمحتو أن يحيي التقاليد العربية السورية المناىضة ألية طائفية.‬ ‫ر‬ ‫المواقف اإلقميمية والدولية وموقع سوريا االست اتيجي‬ ‫ر‬ ‫تقع سوريا عمى الجبية األمامية لمص اع العربي اإلس ائيمي، وعمى تقاطع محاور إقميمية/ عالمية، وىي جا ة لخمس دول؛ ما يجعميا محط اىتمام عالمي.‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫عموما، ظير المشيد الرسمي العربي مؤيداً لمحكومة السورية حيال االحتجاجات التي عرفتيا سوريا منذ منتصف آذار/ مارس، إ ّ أن جة االىتمام‬ ‫ال ّ در‬ ‫ّ‬ ‫ي بشار األسد في وقت مبكر اتصاالت من قادة الدول الخميجية والع اق (72آذار/ مارس)[5]،‬ ‫ر‬ ‫اختمفت باختالف البعد الجغ افي. حيث تم ّى الرئيس السور‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫وأبدوا فييا دعميم لمحكومة السورية ضد ما سمي بالمؤام ات التي تستيدف ضرب أمن سوريا واستقر ىا، وأكد الممك السعودي عبداهلل بن عبد العزيز، في‬ ‫ّ‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي بشار األسد (82آذار/ مارس)، وقوف السعودية إلى جانب سوريا في "وجو ما يستيدفيا"[6] ، عمى غم مما عرفتو العالقات‬ ‫الر ّ‬ ‫اتصالو بالرئيس السور‬ ‫السعودية السورية من تشنج وتقمبات في الفت ة السابقة، عمى خمفية حدث اغتيال رئيس الوز اء المبناني السابق رفيق الحر ي في العام 5002.[7] وتجاوز‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الدعم السعودي لسوريا مجرد إعالن الموقف إلى تقديم دعم مادي مباشر في خضم األحداث الدائ ة، حيث أعمن محافظ مؤسسة النقد السعودي محمد‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫الجاسر في منتصف شير آذار/ مارس تقديم السعودية قروضا لسوريا بقيمة 041 مميون د الر، باإلضافة إلى درس أمر تقديم قروض ى.[8]. ىذا في‬ ‫أخر‬ ‫و‬
  • 6. ‫ي مقولة: "مؤام ة يقودىا بندر بن سمطان"، ويتجنب في الوقت ذاتو مياجمة السعودية. ومن الواضح أن السعودية لم‬ ‫ر‬ ‫وقت ينشر فيو اإلعالم الرسمي السور‬ ‫تدعم أية ثو ة. فيي تخشى موجة الثو ات والتغيير في العالم العربي إلى درجة تفضيل طاعة ولي األمر عمى أية خالفات سياسية وأيديولوجية.‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي عن تضامنو مع سوريا في "وجو المؤام ة التي تتعرض ليا"، كما تسمم‬ ‫ر‬ ‫كما أعرب رئيس جميورية الع اق جالل طالباني في اتصال مع الرئيس السور‬ ‫ر‬ ‫ي دعم مؤخر ي‬ ‫اً نور‬ ‫ي رسالة من رئيس الوز اء الع اقي ي المالكي تحوي المضمون نفسو (3نيسان/ أبريل). ومن المعموم أن النظام السور‬ ‫ر نور‬ ‫ر‬ ‫الرئيس السور‬ ‫المالكي في اختيا ه لتأليف الحكومة بعد االنتخابات البرلمانية في العام الماضي، وىو ما يفسر عودة العالقات بين البمدين إلى مستوى ىادئ نوعا ما بعد‬ ‫ر‬ ‫سنوات من التشنج.‬ ‫ّ‬ ‫في المقابل، لم تصدر أية تصريحات من مصر ودول المغرب العربي حيال األحداث الجارية في سوريا؛ فالوضع االنتقالي في مصر بقيادة المجمس األعمى‬ ‫لمقوات المسمحة ال ّل عمى مصر اتخاذ مواقف قد تكون متضاربة مع توقعات الجماىير المصرية وثورتيا منذ 52 يناير.‬ ‫يسي‬ ‫وأظيرت الدول اإلقميمية غير العربية ـ كإي ان وتركيا ـ اىتماما غير عادي بتطو ات األوضاع السورية. فإي ان، القمقة والحريصة عمى استم ار تحالفيا القديم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ىا في سوريا (في بداية شير نيسان/‬ ‫ي، عبرت عن مواقف متضامنة مع النظام الس ي وتحذيرية تجاه االحتجاجات، التي شبييا سفير‬ ‫ور‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مع النظام السور‬ ‫ي) بـ"أحداث الفتنة" التي حصمت في إي ان في حزي ان/ يونيو 9002.[9] ووصف القيادة السورية بأنيا قيادة حكيمة درست المطالب الشعبية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أبريل الجار‬ ‫واستجابت ليا. واعتبر المتحدث باسم وز ة الخارجية اإلي انية (21نيسان/ أبريل 1102) أن موجة االحتجاجات التي تحدث في سوريا مؤام ة خارجية،‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ار‬ ‫تيدف إلى ز عة الحكومة السورية التي تدعم المقاومة.[01]‬ ‫عز‬ ‫ىا مؤث ات مباش ة عمى الوضع التركي. وتخطت في ردود فعميا إعالن الموقف إلى إسداء النصائح.‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أما الحكومة التركية فقد تعاممت مع األحداث باعتبار‬ ‫ي بشار األسد باالستجابة لإلصالحات،[11]‬‫ففي البداية ّح رئيس الوز اء التركي رجب أردوغان (32آذار/ مارس 1102) بأنو نصح الرئيس السور‬ ‫ر‬ ‫صر‬ ‫وأضاف: إن تركيا لن تقف متفرجة عمى ما ي في سوريا. وبعد ذلك، أصدرت وز ة الخارجية التركية (3نيسان/ أبريل 1102) بياناً أشارت فيو إلى‬ ‫ار‬ ‫يجر‬ ‫ّ‬ ‫ي بالقدر نفسو الذي توليو لشعبيا، وعدم قبوليا أي سموك أو تصرف يؤدي إلى ز عة االستق ار في‬ ‫ر‬ ‫عز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اىتمام تركيا "بأمن واستق ار ورفاىية الشعب السور‬ ‫ر‬ ‫سوريا، أو يمحق األذى بإ ادة اإلصالح فييا".[21] وكان تصريح أردوغان من التصريحات القميمة اإليجابية التي صدرت بعد الخطاب األول لمرئيس‬ ‫ر‬ ‫ى.‬‫عة والقوة تجاه أي من األحداث العربية األخر‬ ‫ّ‬ ‫ي، الذي ألقاه أمام مجمس الشعب؛ فمم ج تصريحات تركية بيذه السر‬ ‫تخر‬ ‫السور‬ ‫ي ليا امتداد تركي أيضا، والعارفون بالسياسة التركية يرون أن تركيا تنظر إلى أحداث سوريا كأنيا‬‫ويمكن مالحظة أن التعددية التي يعرفيا المجتمع السور‬ ‫شأن تركي، وأن المسؤولين السياسيين واألمنيين متحمسون لتقديم النصائح والتوصيات وحتى المقترحات البديمة في السياق اإلصالحي.[31]‬ ‫ويبدو حاليا أن موقفا نقديا تركيا تجاه سوريا ىو قيد التبمور، وأن التمفزيون الرسمي التركي بالمغة العربية أصبح يقابل شخصيات سورية معارضة، ويسمح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لممعارضين السوريين بالتظاىر في إسطنبول، وفي حال تطور االنتفاضة إلى ثو ة عارمة في سوريا ال نستبعد أن يكون لتركيا دور ميم في محاولة كسب‬ ‫ر‬ ‫ع السني العربي والحركات اإلسالمية إلى جانبيا بموقف داعم لممعارضة غم عالقات الصداقة التي تجمع النظامين ومن يقف عمى أسييما؛ فقد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الشار‬ ‫ظير مؤخر أنو ال حدود لمب اغماتية التركية في السياسة الخارجية.‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي بالعدول عن سياسة القمع واتباع نيج اإلصالح، متجنبا أن‬‫عمى مستوى االىتمام الدولي، جت الدول األوروبية بموقف مشترك يطالب النظام السور‬ ‫خر‬ ‫ي، في يوم سابق‬‫يؤخذ عميو التدخل الواضح، وبقي إعالن الموقف عمى مستوى سف اء أىم ست دول أوروبية، الذين عبروا لوزير الخارجية السور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الحتجاجات الجمعة (41نيسان/ أبريل 1102)، عن قمق بالدىم من ت ايد أعمال العنف في سوريا. ونقمت وز ة الخارجية األلمانية ىذا البيان، الذي أدان‬ ‫ار‬ ‫ز‬ ‫ي المشروعة، وبدء إصالحات سياسية ذات‬ ‫ْ‬ ‫استخدام قوات األمن لمقوة ضد المتظاىرين المسالمين، داعين إلى االستجابة لمطالب الشعب السور‬ ‫ّ‬ ‫ي كمينتون من برلين، في ختام اجتماع وز اء خارجية دول حمف شمال‬ ‫ر‬ ‫صدقية.[41] وفي اليوم التالي كان تصريح وزي ة الخارجية األميركية ىيالر‬ ‫ر‬ ‫ي.[51]‬‫األطمسي، التي دعت "السمطات السورية مجددا إلى االمتناع عن أي استخدام لمعنف ضد شعبيا"، ومطالبتيا ببدء تحقيق تطّعات الشعب السور‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
  • 7. ‫ي في‬‫ىا الرئيس السور‬ ‫ي عن سياسة القمع والمباش ة باإلصالح، القت االستجابة التي أظير‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫واستمرت المواقف األوروبية والتركية تشجع عدول النظام السور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خطابو في 61 نيسان/ أبريل ترحيبا من ىذه األوساط. واعتبر الرئيس التركي عبداهلل غول "أن القيادة السورية أت أنو ال مناص من اإلصالح"،[61]‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫وحثّت المواقف البريطانية والفرنسية النظام عمى تطبيق اإلصالحات.‬ ‫مع ذلك، ّىان الدولي عمى سموك الرئيس األسد يكتنفو الكثير من التباين، حيث تظير م اكز تحميل السياسات األمريكية ‪ think tanks‬ذلك بشكل‬ ‫ر‬ ‫فالر‬ ‫رئيس. فإلى جانب الحرص الواضح في كثير من المقاالت والتصريحات الغربية واألمريكية عمى استق ار سوريا، وتحديدا الخوف من الفوضى التي قد‬ ‫ر‬ ‫ي لإلصالح؛ فيناك من يشكك في وجاىة ىان عمى استجابتو لإلصالح حتى في ظروف قد‬ ‫الر‬ ‫ّ‬ ‫يخمقيا الص اع فييا، نجد تشكيكا في قابمية النظام السور‬ ‫ر‬ ‫تؤدي إلى تيديده مباش ة. ويسود تقدير أنو يمكن أن يمجأ إلى القمع المفرط مستخدما ف اعة الفوضى الطائفية مصحوبة بتقديم حزمة من اإلصالحات‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ي الحميف إلي ان وصديق المقاومة في لبنان.‬ ‫ر‬ ‫الرمزية والشكمية. والى جانب التشكيك تظير مواقف ى داعية إلى إسقاط النظام السور‬ ‫أخر‬ ‫ع التغيير‬‫السياسة وموضو‬ ‫ي كأنو بمنأى عن التغيي ات التي تيب‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫قبل بدء االحتجاجات السورية، وخالل األشير األولى من اندالع االنتفاضات الشعبية العربية، تصرف النظام السور‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ي بارك عممية التغيير بعد نجاحيما. جاء ذلك في حديث أدلى بو‬‫عمى العالم العربي؛ فمقد بقي صامتا أثناء الثورتين المصرية والتونسية، لكن الرئيس السور‬ ‫إلى صحيفة وول ستريت جورنال األميركية في 13 كانون الثاني/ يناير 1102، ودعا خاللو الحكام العرب، إلى االستفادة من درسي بن عمي ومبارك،‬ ‫ْ‬ ‫ي السابق من إس ائيل سبب مباشر الندالع الثو ة في القاى ة. وفي المقابمة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بتمبية طموحات شعوبيم االقتصادية والسياسية، معتبر أن قرب النظام المصر‬ ‫ا ّ‬ ‫نفسيا اعتبر الوضع في سوريا مستق ا، ألن "الرئيس قريب من معتقدات شعبو الذي يحبو"، ألن سوريا بدأت ال ت ال في مسي ة اإلصالحات السياسية عبر‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫و ز‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫العمل عمى إج اء انتخابات بمدية قريباً، ومنح المنظمات غير الحكومية المزيد من الحريات، وسن قانون جديد لإلعالم. ورفض األسد في تمك المقابمة تبني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫إصالحات سريعة وجذرية؛ ألن سوريا ـ في نظ ه ـ في حاجة إلى بناء المؤسسات وتحسين التعميم قبل انفتاح النظام السياسي، وأن "المطالب باإلصالحات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫السياسية السريعة قد يكون ليا ردة فعل سمبية في حال لم تكن المجتمعات العربية جاى ة ليا". [71]‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫نجد في ىذه المقابمة المركبات االستش اقية كافة الالزمة إلثا ة إعجاب الغرب، وىي ج ضمن مجموعة جيود يتشابو فييا القادة العرب في محاولة إثا ة‬ ‫ر‬ ‫تندر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫إعجاب الغرب، والتمّص من تطبيق الديمق اطية بيجاء شعوبيم "غير الناضجة" لممارستيا، وىي جيود ج تحت "غربنة" صو ة عيم وزوجتو من دون‬ ‫ر الز‬ ‫تندر‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ي ذلك عادة بعرضيم كأناس "حضاريين" بالمفيوم الغربي االستيالكي وعبر مقابالت في مج ّت‬ ‫ال‬ ‫أدنى تغيير سياسي في طبيعة نظام االستبداد، ويجر‬ ‫النجوم، حيث يظيرون فييا وىم يعيشون نمط حياة غربيا بمباس "الجينز" البيتي ومع العائمة.‬ ‫ظل الرئيس األسد يحمل تصو ه ىذا عن التغيير في سوريا من خطاب سياسي إلى آخر، حتى بعد وصول االحتجاجات الجماىيرية إلى سوريا نفسيا. فقد‬ ‫ّر‬ ‫ّ‬ ‫ي أن سوريا تستيدفيا مؤام ة إلحداث "فتنة طائفية"، واعترف بأن تطبيق‬ ‫ر‬ ‫أكد في الخطاب األول في 03 آذار/ مارس من قاعة مجمس الشعب السور‬ ‫ّ‬ ‫ي في 92 آذار / مارس، ومن ثم تكميف وزير الز اعة عادل‬ ‫ر‬ ‫اإلصالح قد تأخر، إ ّ أنو لم يقدم أي خطوات واعدة؛ فمم يقم إال بإقالة حكومة ناجي عطر‬ ‫ّ ّ‬ ‫ال‬ ‫سفر بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان الخطاب صادما بالنسبة إلى كثير من السوريين، إال أنو بث صو ة أن النظام ظل متماسكا في مواقفو الصمبة، ال يقدم‬ ‫و ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي تنا الت قد تفسر عمى أنيا نقاط ضعف تشجع المحتجين عمى المطالبة بالمزيد، ولم يقدم األسد إ ّ تشكيل لجان لمتحقيق في حوادث القتل ومنح الجنسية‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ز‬ ‫لألك اد ود اسة إلغاء قانون الطو ئ واستبدالو بقانون مكافحة ىاب. [81]‬ ‫اإلر‬ ‫ار‬ ‫ر ر‬ ‫ي في خطابو خالل جمسة القسم الوزرية في 61 نيسان/ أبريل عن فيمو لمتغيير، لكنو قدم بشأنو نظ ة أكثر شمولية، وأبدى نوايا‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ولم يت اجع الرئيس السور‬ ‫ر‬ ‫حول استعداده لمتنفيذ، بمعنى آخر .. كان الخطاب منفتحا أكثر من السابق عمى م اىنة "اإلصالح"، بغض النظر عما سيكون عميو ىذا اإلصالح. وتقدم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ببوادر حسن نوايا تمثّمت في إعالنو االستعداد لإلس اع في تطبيق رفع حالة الطو ئ في مدة ال تتعدى أسبوعا، وابداء األلم حيال الدماء التي ىدرت في‬ ‫ّ‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫سوريا، معتبر أن جميع من سقطوا من مدنيين وعسكريين شيداء، وأخير تحييد آالت القمع الدموية وعدم إطالق الرصاص عمى المتظاىرين.‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ا‬
  • 8. ‫تيدف سياسة النظام المرحمية إلى وضع سوريا في حالة انتظار، كخيار في إطار العمل عمى إعادة إنتاج السمطة عمى أسس حديثة، والمماطمة في إعادة‬ ‫ٍ‬ ‫إنتاج النظام عمى أسس تعددية وتداولية تمثيمية، في ظل حديث مستمر عن المؤام ة يستحضر أدوات القمع ال يحيدىا. وقد تبين أن ىذا الخيار غير مجد،‬ ‫و ّ‬ ‫ر‬ ‫ع. والتفسير المتفائل ىو أن ىنالك ص اعاً بين جناح أمني‬ ‫ر‬ ‫فالمظاى ات تشتد ويشتد معيا القمع في توسعيا لتشمل كافة أنحاء البالد عمى مدار أيام األسبو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫وآخر إصالحي في النظام، وأنو في حال الفشل األمني فالبد أن يأخذ الرئيس باإلصالحي، وفي ىذا المنظور يترك لمناس ميمة إفشال الخيار األمني.‬ ‫والسؤال سيكون بعدىا: ىل سيرضى الناس باإلصالح الذي يقدمو النظام بعد أن أفشموا الخيار األمني بدمائيم؟ ليس ىنالك متسع لسيناريوىات مختمفة،‬ ‫واإلصالح ال ينجح كخيار أخير، بل يفترض أن يكون ىو الخيار األول.‬ ‫حديث في اإلصالح‬ ‫ي الشاب موقعو عن أبيو عام 0002، أحدىما سياسي ى الت اجع عنو‬ ‫جر ر‬ ‫عرفت سوريا وجيين لإلصالح في العقد الماضي، أي منذ أن ورث الرئيس السور‬ ‫ي‬‫عة واآلخر اقتصادي انفتاحي ما ال في بدايتو. ولكن ما يظير عمى أرض الميدان من اإلصالح بوجييو ىو تضاعف ىامش حرية أس المال التجار‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫بسر‬ ‫و ي والخدماتي والطفيمي المعتمد عمى ال الء المباشر والعالقة الشخصية مع رجاالت النظام.‬ ‫و‬ ‫العقار‬ ‫بدأت التجربة اإلصالحية األولى مع تولي بشار األسد رئاسة الجميورية في سنة 0002. فقد حممت الشيور األولى لحكمو وعوداً باإلصالح واالنف اج‬ ‫ر‬ ‫السياسي. وبدأت في 71 تموز/ يوليو 0002 مع خطاب القسم الرئاسي ووعود بديمق اطية خاصة تنبثق من الشخصية السورية.[91] لقد ساىم ذلك في‬ ‫ر‬ ‫بروز ح اك نخبوي عمى الساحة السورية قادتو المنتديات وبعض الشخصيات السياسية المعارضة، بمشاركة من مختمف األطياف بما فييا شخصيات من‬ ‫ر‬ ‫حزب البعث، واصطمح عمى تسمية ىذا الح اك "ربيع دمشق". بيد أن عممية اإلصالح توقفت بعد فت ة وجي ة عمى انطالقتيا.[02]وبدأ ربيع دمشق ينحسر‬ ‫ر ز‬ ‫ر‬ ‫تدريجيا، وعاد االستقواء األمني باعتبا ه آلية رئيسة لعمل النظام.‬ ‫ر‬ ‫وساىمت المعطيات الخارجية في االستم ار في وأد ىذه العممية اإلصالحية. وىي معطيات تجمّت في االحتالل األميركي لمع اق سنة 3002 وفرض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ال اليات المتحدة العزلة عمى سوريا التي رفضت شروطيا، وحممة الضغوطات التي تعرضت ليا سوريا مع اغتيال رئيس وز اء لبنان األسبق رفيق الحر ي‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫في 41 شباط/فب اير 5002. وتمت ذلك موجة جديدة من التضييق السياسي في ظروف واجيت خالليا دمشق اتياما في قضية اغتيال الحر ي من قبل‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫لجنة التحقيق الدولية.[12] واستطاع الرئيس األسد أن يحوليا إلى رصيد كبير لصالحو بأن جعل من قضية محكمة الحر ي من أسباب االلتفاف‬ ‫ير‬ ‫ّ‬ ‫ي حول النظام، وبالذات حول شخصو.‬‫الجماىير‬ ‫استمر "ربيع دمشق" فت ةً قصي ة، امتدت من أداء القسم الرئاسي في 71/7/0002 إلى تجميد قوات األمن السورية نشاط المنتديات الفكرية والثقافية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي لتمرير التوريث عمى النخب السياسية والثقافية في سوريا. وىو بالمناسبة أول وآخر‬‫والسياسية في 71/2/1002. وبدا كأنو "خدعة" من النظام السور‬ ‫توريث عرفتو الجميوريات العربية لحد اآلن. لقد كان اإلصالح ومكافحة الفساد ىما أساس عية انتقال السمطة إلى بشار األسد، فالجميوريات ال تعترف‬ ‫شر‬ ‫بالتوريث. لكن ربيع دمشق شكل بالمقابل فرصة أى فييا الكثيرون مدخال باتجاه التغيير الديمق اطي في سوريا. وقد أثيرت من خاللو نقاشات غير مسبوقة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تناولت موضوعات في صمب إصالح النظام، كحالة الطو ئ والمادة 8 من الدستور التي تكرس حزب البعث حزباً قائدا لألمة، وغياب قانون أح اب وغياب‬ ‫ز‬ ‫ار‬ ‫انتخابات رئاسية وغي ه. وقد استمرت في التفاعل عمى الساحة الشعبية السورية. ولكن حكم بشار األسد ظل يبتعد عن أسس عيتو حتى فاق الفساد في‬ ‫شر‬ ‫ر‬ ‫عيده المستوى الذي بمغو في عصر حافظ األسد، وأصبح االعتقال عمى خمفية إبداء ال أي أمر مألوفا.‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫إن اإلنجاز الذي يحسب لالنتفاضة الشعبية السورية (انتفاضة 51 آذار/مارس)، ىو أنيا نقمت قضايا ربيع دمشق من المكرمات الرئاسية -التي تسحب‬ ‫ىا مكتسبات لو. ولن يكون من السيل العودة إلى حوار مع وقف التنفيذ، أو إلى انتقائية في التنفيذ تخدم‬ ‫بسيولة- إلى احتجاج شعبي سوف يثبتيا باعتبار‬ ‫العودة إلى لجم لمحركة الجماىيرية.‬ ‫لقد جاءت التجربة اإلصالحية الثانية في أعقاب التخمي عن التجربة األولى التي كان يفترض أن تتناول الحقوق المدنية لمجميور الواسع. وىدفت ىذه‬ ‫التجربة الثانية إلى توسيع مجال الحرية االقتصادية في خدمة فئة محدودة. وسمح النظام االقتصادي الجديد الذي نشأ في العشرية الماضية، بالتحول نحو‬
  • 9. ‫اقتصاد السوق، إذ رفعت الدولة يدىا بشكل كبير عن إدا ة العممية اإلنتاجية، كما بدأت في رفع الدعم تدريجيا عن السمع األساسية، وسمحت بتأسيس بنوك‬ ‫ر‬ ‫ج، و من‬‫تجارية وشركات اتصاالت خموية خاصة، وانشاء سوق مالي وصناديق استثمار واحداث تغيي ات في القوانين لجذب األموال واالستثما ات من الخار‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫دول الخميج العربية أساسا.‬ ‫تكون التحول االقتصادي الجديد، والذي اصطمح عمى تسميتو "المبرلة" من داخل النظام الحاكم في سوريا. وتشكل وفق تكتل لمصالح معقدة ومتشابكة‬ ‫ّ‬ ‫ومتجاو ة لمطوائف بين ال أسمالية الجديدة والسمطة السياسية والعسكرية، وتبمور تيار سياسيا داخل النظام، يسميو الدكتور عزمي بشا ة "التيار التونسي"‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ي. وىو الذي عمل عمى توجيو االقتصاد باتجاه ليب الي غير مخطط وعمى إنتاج أدبيات سياسية ىا "سوريا أ ال"، واطالق ىامش‬ ‫و‬ ‫أبرز‬ ‫ر‬ ‫داخل النظام السور‬ ‫حرية طفيف في الصحافة واإلعالم، وابتعد عن فك ة دعم المقاومة ون َع إلى قبول شروط وزير الخارجية األميركي كولن باول قبل ان يحسم الرئيس الموقف‬ ‫َز‬ ‫ر‬ ‫ضد قبول ىذه الشروط بعد حرب 3002. ويقصد بـ"التيار التونسي" ذلك الذي يجمع بين االستبداد السياسي والميب الية االقتصادية ويتحول إلى "االعتدال‬ ‫ر‬ ‫السياسي" أو استخدام شعار المقاومة تكتيكيا حين يمزم، ويستفيد من رجال أعمال جدد وعمى ىامش النظام بمن فييم أقارب المسؤولين.‬ ‫وقد ساىم التحول االقتصادي المذكور أعاله في عممية إفقار واسعة إضافة إلى تضرر الطبقة المتوسطة وت اجع حجم الدعم والخدمات التي تقدميا الدولة.‬ ‫ر‬ ‫وخالل عممية التحول من الدولة شبو ال اعية إلى دولة السوق الحر وانحسار دور القطاع العام، تمت عمميات سيط ة عمى األ اضي والمال العام، واحدى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫أشير قضاياىا صفقة عقود الخموي التي أضاعت عمى الدولة 7 مميا ات د الر تقريباً. وقد ارتبط الفساد بشخوص من النظام وشركائيم من أصحاب رؤوس‬ ‫ر و‬ ‫األموال أمثال امي مخموف و محمد حمشو وما يقارب المائة رجل أعمال ىما. وىذا يفسر ىجوم أدواتيم اإلعالمية ، عمى أي دعوة لإلصالح. فمن‬ ‫غير‬ ‫ر‬ ‫غ ائب اإلصالح الثاني أن أس المال الفاسد والطفيمي الشريك لم اكز قوى سياسية وأمنية في النظام ىو الذي منح حق تأسيس وسائل إعالم خاصة،‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي الرسمي، الذي يبدو وكأنو قادم من عصر‬‫ترفييية واستيالكية الطابع. وقد تحولت ىذه الوسائل حاليا إلى أبواق تحريض حقيقية تكاد تفوق اإلعالم السور‬ ‫آخر تماما، شكال ومضمونا.‬ ‫ع نحو التغيير، ضد القير السياسي، ولكن أيضا ضد اإلفساد‬‫ىا األشمل كنزو‬ ‫ىذه الصو ة لمتح الت االقتصادية تضع انتفاضة التغيير في سوريا في إطار‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫في صمب التكوين االقتصادي بحيث تتشابو التجربة السورية مع سابقتييا التونسية والمصرية.‬ ‫المعارضة السورية‬ ‫ج، وبحسب طريقة نشاطيا إلى تيا ات وأح اب سياسية مختمفة غالبيتيا ذات بنية‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫تصنف المعارضة السورية إلى معارضة في الداخل و ى في الخار‬ ‫أخر‬ ‫تقميدية تتمثل في األح اب السياسية القومية واإلسالمية والناصرية والشيوعية والميب الية.‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ي السابق حافظ األسد، تجسدت المعارضة ظاىريا بحركة اإلخوان المسممين، التي قادت تمرداً مسمحاً ضد حكم البعث وصيغتو‬‫خالل حكم الرئيس السور‬ ‫ي. أما باقي‬‫التوليفية المتمثمة في الجبية الوطنية التقدمية والتي كرست "البعث" حزبا قائداً لمدولة والمجتمع حسب نص المادة الثامنة من الدستور السور‬ ‫ً‬ ‫التيا ات فقد َّدت خطابا معارضا وثقافة معارضة فاعمة، ولكنيا لم تنتج حالة سياسية شعبية فاعمة نتيجة لالنشقاقات التي حصمت في معظم قواىا و ىا‬ ‫أبرز‬ ‫ول‬ ‫ر‬ ‫األح اب االشت اكية والشيوعية.‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫لذلك ونتيجة لظروف الحرب الباردة ومعطيات المرحمة السابقة وغياب وسائل اإلعالم، ظمت المعادلة بين النظام والمعارضة محكومة في ثنائية "البعث ضد‬ ‫اإلسالميين". وكان باإلمكان قمع المعارضة اإلسالمية، التي حممت السالح ضد الدولة ورفعت شعا ات طائفية، وذلك في مرحمة الثنائية القطبية العالمية‬ ‫ر‬ ‫وفي وضع أمكن فيو تغييب وسائل اإلعالم عن األحداث. وىي معطيات لم تعد قائمة حاليا .‬ ‫بعد وصول الرئيس بشار األسد إلى سدة الحكم في عام 0002، برز ع من الخطاب اإلصالحي إلنتاج حالة افت اق مع أدبيات الماضي. وساىم ذلك في‬ ‫ر‬ ‫نو‬ ‫بروز ح اك نخبوي عمى الساحة السورية قادتو المنتديات وبعض الشخصيات السياسية المعارضة، والذي اصطمح عمى تسميتو "ربيع دمشق". وبدأت تيا ات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المعارضة توصيف الواقع القائم إلنتاج خطة عمل باتجاه المرحمة المقبمة. بيد أن عممية اإلصالح توقفت بعد فت ة وجي ة بعد انطالقيا.‬ ‫ر ز‬