SlideShare a Scribd company logo
1 of 34
Download to read offline
‫وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي‬

                                                                                      ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
                     ‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.‬
                                                                                          ‫وبعد فقد قال تعالى:‬
      ‫يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا‬       ‫يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوالً سديدا ً‬
                                                                             ‫ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما .‬
 ‫يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاالً كثيراً ونساء‬
                                         ‫واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام إن هللا كان عليكم رقيبا .‬
   ‫يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن‬
                                                                                               ‫هللا عليم خبير.‬
                   ‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه.‬

                            ‫وقال أيضا ً: ال فضل لعربي على أعجمي وال ألبيض على أسود إال بالتقوى .‬

                                                                                                ‫مقدمة‬
    ‫ليست هذه الورقة نتيجة بحث أكاديمي وإنما نتاج معايشة يومية للعمل اإلسالمي على الساحة خالل‬
  ‫عقدين من الزمان، وإن كان اإلنسان ال يستغني عن الكتب والدراسات والبحوث يستقي منها ويتعرف‬
                                                                              ‫من خاللها على الكثير.‬
        ‫وال أزعم أني أحيط في هذه الورقة بكل جوانب العمل اإلسالمي، فهذا العمل أصبح من االتساع‬
   ‫واالنتشار ما يحتاج معه إلى كتب ومقاالت وبحوث ودراسات أرجو أن يوفق المركز في القريب إلى‬
                                                                                      ‫إصدار بعضها.‬
‫وعلى كل حال فسأبذل جهدي ألتناول المركز تأسيسا ونظاما داخليا مع أهم النقاط في المبادئ والوسائل‬
‫واألهداف والخطوط العريضة في المنهج الدعوي للمركز مع بيان نظرتنا في المركز إلى بعض جوانب‬
      ‫العمل اإلسالمي من دون الدخول في تفاصيل ال تسعها هذه الورقة التي ال أنفي أنها ستكون متأثرة‬
       ‫بموقعي كداعية إسالمي سوري ينتمي إلى الشعب الكردي فيه وينشط من أجله في الساحة المحلية‬
                                                                                ‫واإلسالمية والعالمية.‬
                                                                                      ‫************‬
                                                                                      ‫البيان التأسيسي‬
  ‫- انطالقا ً من قوله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن")‬
   ‫- ورغبة في تحصيل األجر الذي قال عنه الرسول صلى هللا عليه وسلم: ( من دعا إلى هدى كان له‬
                                        ‫من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم شيئا ُ ).‬
  ‫- وانطالقــا ً مـــن الفريضة الشرعية العظمى في الدعـــوة إلى الخير، واألمر بالمعروف والنهي عن‬
                                 ‫المنكر، التي هي القطب األعظم للدين، وهي وظيفة األنبياء والمرسلين.‬
‫- وإيمانا ً بضرورة تجديد الخطاب اإلسالمي في جميع مجاالته، وباألخص العقدي منه والفكري والفقهي‬
                                                         ‫والدعوي والسياسي واالقتصادي واالجتماعي .‬
    ‫- وقناعة باألهمية القصوى لتنقية الفكـــر اإلسالمي المعاصر مما علق به من الشبهات واالنحرافات‬
                                                                                             ‫والبدع .‬
 ‫- ومشاركة في بناء مجتمع إسالمي صالح يرفرف عليه العدل والمساواة والحرية ، ويستتب فيه األمن‬
            ‫واألمان، مجتمع المحب ة واألخوة واإليثار، وليس مجتمع الشح واألثرة واألنانية واالستغالل .‬
‫- وتفكيكا لأللغام الدينية المصطنعة التي وضعت في طريق نهضة األمة جهال من واضعيها أو تحقيقا‬
     ‫لمصالحهم الخاصة وذلك قناعة منا بأن تفكيك هذه األلغام سيسمح لألمة بتحمل مسؤولياتها في بناء‬
              ‫مستقبلها وتلبية كافة احتياجات أبنائها الروحية والمعنوية بل الحياتية والمادية والمعيشية .‬
‫- وحرصا ً علــــى حشـــد طاقات العاملين لإلسالم، وتنظيم صفوفهم، واالرتقاء بفكرهم، وتعميق فهمهم‬
‫لإلسالم، بما يخــــدم مســيرة الدعوة والحركة اإلسالمية، وتطلعات األمة اإلسالمية، ونضـــال شعوبها‬
                        ‫المشروع من أجل التحرر والتخلص من الطواغيت البشرية الدينية أو الدنيوية.‬
‫- لكل هذا فقد أحدث وأسس الدكتور محمد معشوق الخزنوي مع بعض الباحثين اإلسالميين المتنورين‬
       ‫عام 2220 ميالدية في مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا مركزا للدراسات اإلسالمية كمركز‬
 ‫إسالمي علمي اجتماعي غير حكومي وذلك بموجب نظام داخلي مؤلف من عدة مواد في ثمانية أبواب‬
                                                                                ‫على التفصيل اآلتي :‬
                                                                                    ‫**************‬

                                                                                          ‫الباب األول‬
                                         ‫(االسم – المقر - التعريف - المبادئ - األهداف - الوسائل)‬
         ‫مـــادة (1): االسم : اتفق المؤسسون على أن يكون اسم المركز هو (مركز الدراسات اإلسالمية‬
                           ‫بالقامشلي) ويكتسب هذا االسم شخصيته االعتبارية بإتمام إجراءات اإلشهار.‬
 ‫مـــادة (0): المقر الرئيس للمركز هو مدينة القامشلي، ويجوز أن يتخذ المركز مقراً آخر بشكل مؤقت.‬
    ‫مـــادة (3): التعريف :(مركز الدراسات اإلسالمية) هو مركز إسالمي علمي اجتماعي غير حكومي‬
‫أسس ليكون مركزاً دعويا ً مستقالً ال يتدخل في الشؤون السياسية وال يتعامل مع الناس على أساس الدين‬
 ‫أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو اللغة أو االنتماء الحزبي أو السياسي، وعلى هذا فهو مشروع يهدف‬
  ‫إلى تنوير المجتمع وإيقاظه من غفالت التقليد ليتمكن األحفاد من اقتباس الجذوة من شعلة األجداد دون‬
       ‫الرماد، ونشر الوعي الديني من خالل إحياء المنهج النبوي في العقائد والعبادات والسلوك، وإبعاد‬
      ‫المسلم عن البدع والتراكمات التي حجبت حقيقة اإلسالم عن الناس، مع التأكيد على منهج الوسطية‬
                                  ‫واالعتدال لرسالة اإلسالم السمحة بعيدا عن الغلو واإلفراط والتفريط .‬
 ‫والمركز مخصص للدراسات اإلسالمية العقدية والفكرية والعلمية واالجتماعية، وليس منظمة جهادية،‬
    ‫وال هو مؤسسة عسكرية، لذلك فإن المركز ال يمارس عمله إال بالوسائل واألساليب العقدية والفكرية‬
                                                          ‫والعلمية الحوارية ، أي فقط بالوسائل السلمية.‬
     ‫فهو إذاً يهدف بالدرجة األولى إلى إحياء سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وإزالة ما علق بها من‬
‫البدع واالنحراف ليس في الشكل والمظهر فحسب وإنما قبل ذلك في منهجه اإلنساني الحكيم في الدعوة‬
  ‫والحوار وقبول اآلخر والتركيز على المشترك بين عباد هللا و الوقوف عند النقاط التي تجمع وال تفرق‬
 ‫وتيسر وال تعسر، والتركيز على صفة المواطنة حتى مع االختالف العرقي والديني والثقافي كما ركز‬
    ‫عليها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مجتمع اإلسالم مجسداً ذلك في وثيقة المدينة التي وقعها مع‬
       ‫سكان المدينة عموما ً المسلمين منهم واليهود والمشركين على السواء. وكذلك نشر الوعي بمقاصد‬
   ‫الشريعة، واإلسهام في تيار التجديد واالنفتاح، رغبة في التعريف باإلسالم بحقيقته وجوهره، والبحث‬
                   ‫في معالجة آثار التطرف والتشدد الذي شوه صورة اإلسالم في كثير من بلدان العالم.‬
                                                ‫مـــادة (4): المبادئ: ينطلق المركز من المبادئ التالية:‬
‫يلتزم المركز بالديمقراطية كخيار استراتيجي متجسدة في الصورة اإلسالمية ( الشورى الملزمـــة ) في‬
     ‫الهيكلية اإلدارية والخطط واألهداف بحيث تكون بياناته وقراراته مبنية على أوسع مشاركة وأعمق‬
      ‫تشاور من أعضائها. وتتخذ القرارات باألغلبية المطلقة للحاضرين في األحوال العادية، وهي كلها‬
                                                                                               ‫ملزمة.‬
      ‫الكرامة اإلنسانية ثابتة لكل بني آدم بتكريم هللا لهم ، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو‬
‫النسب أو اللون أو التابعية ، ومن هنا وجب التعارف والتعاون والتكافل بين جميع الجماعات البشرية‬
    ‫تعاونا ً يقوم على الحق والعدل والمساواة ألن حقوق اإلنسان مكفولة لكل فرد ولكل جماعة كما أقرتها‬
                                                                       ‫الشريعة اإلسالمية واللوائح الدولية لحقوق اإلنسان .‬
     ‫العرب والكرد يشكالن معا ً وحدة أخوية متكاملة ضمن النسيج السوري ويتحمالن معا واجب الدفاع‬
       ‫عن وحدة التراب السوري وحضارته وإنجازاته عبر ا لتاريخ ولهما نفس الحقوق في المواطنة التي‬
                                                                                       ‫ينبغي أن تتغلب على أية صفة أخرى .‬
     ‫وا‬ ‫النساء شقائق الرجال. والمرأة مساوية للرجل في اإلنسانية والكرامة لقوله تعالى:( َيا أ َ ُّيها ال َّناسُ ا َّتقُ‬
                             ‫َ‬
      ‫ذِي‬            ‫َّ‬
              ‫ر َّبكم الَّذِي خلَقكم منْ َنفس واحدة وخلَقَ م ْنها ز ْوجها و َبث م ْنهما رجاالً كثِيراً ونساء وا َّتقُوا هللاَ الَّ‬
                                  ‫َ ِ َ ً َ‬        ‫ِ َ َ َ َ َ َّ ِ ُ َ ِ َ َ‬             ‫َ َُْ ِ ْ ٍ َ ٍَِ َ َ‬            ‫َ ُُ‬
  ‫َتساءلُون به واألَرْ حام إِنَّ هللاَ كان علَ ْيكم رقِيبا ً)، ولقوله عليه وعلى آله الصالة والسالم: (النساء شقائق‬
                                                                                    ‫َّ َ َ َ ُ ْ َ‬      ‫َ َ‬       ‫َ َ َ ِِ َ‬
      ‫الرجال)، وهي مساوية للرجل في كافة الحقوق وااللتزامات، متمتعة بكافة المزايا والصالحيات، ال‬
‫فرق بينها وبين الرجال إال ما جاء نص صحيح ثابت من الكتاب والسنة قطعي الداللة بخالف ذلك ( أي‬
 ‫بتمييز أحد الجنسين عن اآلخر لعلل محددة تتغير فيتغير الحكم بتغيرها) وذلك فقط في حدود ما أمر به‬
 ‫النص الشرعي من غير أقيسة فاسدة، أو خياالت مريضة شاطحة، أو إسقاطات نفسية متشنجة. فللمرأة‬
                                                 ‫ً‬
              ‫كافة الحقوق السياسية في ظل االلتزام بقيم اإلسالم وآدابه ، كالرجل سواء بسواء، ولها الحق في‬
    ‫ممارسة دورها في خدمة المجتمع ، ولها حق التعلم وممارسة الزراعة والتجارة والسياسة والصناعة‬
           ‫وكافة المهن المشروعة ا لتي ال تناقض طبيعتها الفيزيولوجية، ولها الحق في تنمية أموالها بنفسها‬
                                                                          ‫وبالطريقة التي تشاء دون وصاية من أحد عليها .‬
                                                       ‫مـــادة (5): األهــــداف: يعمل المركز على تحقيق األهداف التالية:‬
  ‫النصيحة لكتاب هللا وسنة رسوله بصيانتهما، ورعاية حفظهما وتعهد علومهما، والعمل بما جاء فيهما.‬
                                                      ‫النهوض بدور المسجد الريادي في التربية والرعاية وبناء األجيال.‬
                                                               ‫التعريف بالحضارة اإلسالمية عبر وسائل اإلعالم المختلفة .‬
                           ‫اإلسهام في تفعيل األطراف التي تجمع بين نشاطات تيارات التجديد في العالم اإلسالمي.‬
 ‫اإلسهام في إحياء االجتهاد اإلسالمي، وفتح أبواب اإلصالح والتطوير حتى يتكون في األمة جيل كامل‬
‫من الفقهاء المجتهدين، والمفكرين المبدعين المتميزين، وذلك وفق قاعدة احترام التعدد، وحرية االختيار‬
                                           ‫من الفقه اإلسالمي، ونبذ التقليد األعمى والتعصّب واإلقصاء واإللغاء والتكفير.‬
                ‫رفض االستنساخ الفكري والعلمي والثقافي من خالل دعم حرية الفكر واإلبداع ، ونبذ ممارسة‬
                ‫اإلرهاب الفكري سواء من قبل المراجع الدينية أو اللوبي الشعبي وما يسمى بـ ( العامة ) الذين‬
                                             ‫يتحكمون من خالل الجاه أو المال في كثير من القرارات والفتاوى الشرعية .‬
       ‫بذل كل الجهود وتسخير ما أمكن من الطاقات لم نح طلبة العلم والدعاة والمفكرين الحصانة العلمية‬
   ‫الالزمة والتي منحها الشرع لهم وسلبها اآلخرون منهم ليتمكنوا من وضع إبداعاتهم واجتهادا تهم بين‬
‫يدي األمة بكل جرأة و صراحة وصدق مع هللا ومع عباد هللا دون أن يتعرضوا ألية ضغوط ومضايقات‬
     ‫وصوال إلى التخلص من االزدوا جية في خطابهم الديني أو ما يسمى في عرفهم بـ ( خطاب الخاصة‬
                                                                                                            ‫وخطاب العامة ) .‬
       ‫إفهام المسلمين أن منح الحصانة للعلماء والمراجع الدينية ال يعني إضفاء القداسة عليهم بحيث تأخذ‬
              ‫األمة أقوالهم وخياراتهم وفتاويهم على عالتها دون بحث وتمحيص كثوابت شرعية ال يسع األمة‬
   ‫الخروج عليها فليس في اإلسالم رجال يحكمون باسم هللا تعالى وال باسم رسوله صلى هللا عليه وسلم‬
   ‫ولو كان هؤالء الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي هللا عنهم، وليس في األمة أحد إال‬
                                                         ‫ويؤخذ من قوله ويترك إال صاحب الرسالة صلى هللا عليه وسلم .‬
             ‫فك االشتباك بين ال عقل والنص عن طريق منح النص ظروفه المكانية والزمانية كأسباب النزول‬
        ‫وأسباب الورود، وإحياء وسائل العلماء المجتهدين في التعامل مع النص من خالل تخصيص العام‬
 ‫وتقييد المطلق وتأويل الظاهر والتوقف في النص وغيرها من الوسائل التي تجعل النص نوراً يقتدي به‬
‫المهتدون وليس غالً يحول دون ضياء العقل ونوره.‬
          ‫فتح منجم الفقه اإلسالمي بكافة مذاهبه وتياراته التي تمثل أصدق تدوين للعقل اإلسالمي في فترة‬
         ‫النهوض الحضاري ، والدعوة لالقتباس منه واالستنارة به وفق احتياجات األمة، وتنشيط الحركة‬
    ‫الفكرية والثقافية بطرح أهم القضايا التي تهم العالم اإلسالمي من خالل إقامة المحاضرات والندوات‬
‫والمؤتمرات العامة والخاصة التي يشارك فيها علماء مختصون يدلون بدلوهم في الموضوعات الحيوية‬
            ‫التي تهم المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، مع استخالص العبر والعظات من دروس الماضي‬
 ‫وتجاربه، وإلى جانب ذلك يهتم المركز بإعد اد بحوث ميدانية، كما يدعم بحوثا يعدها باحثون مستقلون،‬
                                                 ‫وطالب وطالبات الدراسات العليا في المجاالت اإلنسانية.‬
          ‫إحياء مقاصد اإلسالم الكبرى ومنحها دوراً حقيقيا ً في التشريع، والتي تزيد على عشرة عناوين :‬
         ‫كالتوحيد والعدل والخير والحب والجمال والعفاف والطهارة والحرية والمساواة والشورى وحسن‬
                                                                                                     ‫الخلق.‬
     ‫تحقيق الخلق القرآني في المسلم والتأكيد على الضوابط الخلقية الستعمال المعرفة فقد قال رسول هللا‬
                                                     ‫صلى هللا عليه وسلم: إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق.‬
        ‫تحصين المجتمع من كل أشكال االنحرافات الفكرية واألخالقية للحفاظ على هويته اإلسالمية من‬
 ‫الطمس أو التشويه، وذلك في المقام األول بالتثقيف باإلسالم تثقيفا ً مركزاً ألعضاء المركز ولغيرهم من‬
         ‫النخب، وبالتثقيف الجماهيري الشامل لعامة الناس، بالحوار والجدال بالتي هي أحسن، وباإلرشاد‬
                       ‫والتوجيه، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالقمع أو اإلرهاب أو القوة المسلحة .‬
       ‫تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، وليشعر بمسئوليته في خدمة بالده والدفاع‬
 ‫عنها. وتزويد ه بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عامال‬
  ‫في المجتمع وتنمية إحساسه بمشكالت المجتمع الثقافية واالقتصادية واالجتماعية، وإعداده لإلسهام في‬
                                                                                                     ‫حلها.‬
  ‫فتح الحوار اإلسالمي بأطيافه الجديدة من سنة وشيعة، وظاهرية ومؤولة، وصوفية وسلفية، وأصولية‬
                                                                 ‫وعلمانية، واتجاه إسالمي واتجاه قومي .‬
   ‫االهتمام بشكل خاص بإطالق الحوار اإلسالمي العلماني، وفق قاعدة تعزيز المشترك وتوحيد الجهود‬
‫في المقاصد الوطنية واإلنسانية المشتركة، مع التأكيد على أن النموذج األتاتوركي للعلمانية والذي تمثل‬
       ‫في معاداة الدولة للدين هو نموذج مشوه للعلمانية التي ال تعني في حقيقته أكثر من فصل الدين عن‬
                                                                      ‫الدولة وليس فصل الدين عن المجتمع.‬
  ‫تجلية التسامح اإلسالمي من أجل بناء أمة {ال إكراه في الدين} ومن أجل إنجاز أمة تلتزم طريق {وال‬
                                                                ‫تقولوا لمن ألقى إليكم السالم لست مؤمنا ً}.‬
‫التأكيد على األخوة اإلنسانية ، والبحث عن المشترك بين الناس في مختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية‬
        ‫واالجتماعية وخاصة أبناء الوطن الواحد على أساس القاعدة الذهبية: {الخلق كلهم عيال هللا وأحب‬
                        ‫ً‬
‫الخلق إلى هللا أنفعهم لعياله}، مما ينعكس إيجابيا على عالقة المسلمين بغيرهم سواء في البالد اإلسالمية‬
              ‫أو بالد المهجر ويدفعهم إلى االنسجام واالندماج مع غيرهم واالنخراط في مجتمعاتهم وتحمل‬
 ‫مسؤولياتهم اتجاهه ودعم الحوا ر مع الغرب واالنفتاح عليه ومد جسور التواصل الفكري والثقافي لردم‬
                                                                           ‫الهوة ما بين الغرب والمسلمين.‬
         ‫المساهمة في الحوار والتقارب اإلسالمي المسيحي، على أساس كونهما الديانتين األكثر أتباعا ً في‬
      ‫األرض وانطالقا ً من كون سوريا مركزاً النطالق الديانتين، واستثمار هذا التقارب لمواجهة أخطار‬
                                                                                           ‫العولمة السالبة.‬
   ‫تصحيح الفهم الديني عن الديمقراطية التي حاول أصحاب األنظمة الديكتاتورية والمتطفلون عليهم من‬
 ‫رجال الدين أو من نسميهم بالعامية بـ ( من يغمسون خبزهم في زيتهم ) إفهام المسلمين أن الديمقراطية‬
 ‫التي تعني حكم الشعب للشعب هي بديل عن حكم هللا للخلق وهذا تعمد واضح في تشويه هذا المصطلح‬
‫الذي توصلت الشعوب الحية المكافحة إليه بعد صراع طويل مع الطواغيت والديكتاتوريات، بينما القول‬
‫الحق هو أن نقول: إن حكم الشعب للشعب هو بديل عن حكم الديكتاتور للشعب وليس بديال عن حكم هللا‬
    ‫للخلق ألن المسألة دائرة بينهما فقط دون هللا تعالى، أما هللا رب الخلق فإن الشعب أقدر من الديكتاتور‬
    ‫على تنفيذ حكمه وإرادته سبحانه وتعالى وهم أدرى من الديكتاتور بتفاصيل أحكام شريعته ولذلك قال‬
                                     ‫ابن القيم رحمه هللا تعالى: ( أينما وجدت مصلحة العباد فثم شرع هللا ) .‬
‫دعم المجتمع المدني ذي المؤسسات الفعالة المستقلة ليكون مجتمعا يسوده السالم االجتماعي ويقوم على‬
                                      ‫اإليمان والترابط واالحترام المتبادل والعدالة والمساواة والحب والوئام.‬
‫نشر روح التكافل االجتماعي بغية توفير أقصى ما يمكن للمجتمع أن يساهم به أو فيه من خدمات علمية‬
      ‫وتربوية واجتماعية وصحية وأحيانا ً ترفيهية لسد حاجات المستفيدين من المركز والوقوف معهم في‬
                                                                                                   ‫شدائدهم .‬
    ‫مـــادة (6): الوســــائل: يعمل المركز على تحقيق أهدافه عبر األساليب والوسائل المشروعة، ومنها:‬
      ‫إقامة مراكز األبحاث، وإصدار الكتب والنشرات والصحف التثقيفية واإلعالمية والندوات وورشات‬
  ‫العمل المتنوعة والمحاضرات وا لمناظرات وعقد المؤتمرات الحوارية التي تقارب بين وجهات النظر.‬
      ‫العمل من خالل وسائل اإلعالم المحلية والعالمية من صحافة وتلفزيون وإذاعة، باإلضافة إلى ما قد‬
                            ‫يمتلكه المركز من وسائل ذاتية كموقعه اإللكتروني والنشرات والكتب الهادفة.‬
‫تحريك وتحريض المؤسسات والجمعيات المجتمعية والحقوقية، محلية كانت أو دولية، لرفع المظالم عن‬
   ‫المظلومين، وإحقاق الحقوق للمضطهدين، وكذلك العمل معها ومن خاللها ما لم يوجد مانع شرعي أو‬
                                                                                                      ‫قانوني.‬
                               ‫المساهمة في تأسيس الجمعيات الخيرية ودعم الموجود منها ماديا ً ومعنويا ً .‬
                      ‫إجراء االتصال بالمراكز البحثي ة المشابهة في العالم اإلسالمي والتنسيق فيما بينها .‬
                                                                                           ‫**************‬
                                                                                                ‫الباب الثاني‬
                                                                                                 ‫(العضوية)‬
                                                                                   ‫مـــادة (7): العضــويــة:‬
‫) من الباحثين في الدراسات‬     ‫1- يقبــــل المركز في صفوفه من يتقدم بطلب االنضمام إليه (عضواً عامالً‬
    ‫اإلسالمية وطلبة العلوم الشرعية ومن على شاكلته م بالنسبة للديانات األخرى، وكذلك المعنيين بالشأن‬
 ‫االجتماعي من الرجال والنساء المؤمنين بمبادئ المركز وأهدافـــه المتبنين لبرامجه المستعدين لاللتزام‬
                                     ‫بالنظم واللوائـــح اإلدارية التي يصدرها وممن توفر فيه الشروط التالية:‬
         ‫أ- أن يكون سوري الجنسية قد أتم الثامنة عشر من عمره ذا مواقف إيجابية تدعم مسيرة المركز.‬
        ‫ب- أن يتصف باألخـــالق والسيرة الحميدة وغير محكوم عليه بإدانة في جريمة مخلة بالشرف أو‬
                                                                                                      ‫األمانة.‬
                                                              ‫ج- أن يقبـــل االلتزام بأهــداف وغايات المركز.‬
          ‫د - أن يكون قد سدد الحد األدنى لرسم االشتراك السنوي الذي يحدده الهيئة في لوائحه الداخلية.‬
 ‫(0) عضو شرف هو العضو الذي تمنحه الجمعية عضويتها نظير ما قدمه لها من خدمات جليلة مادية‬
  ‫أو معنوية ساعدت المركز على تحقيق أهدافها، وله حق حضور اجتماعات المجلس العام ومناقشة ما‬
                      ‫يطرح فيها دون أن يكون له حق التصويت، أو الترشيح لعضوية المجلس التنفيذي.‬
                                         ‫(3) تنتهي عضوية الفرد (بنوعيها) في المركز بأحد األسباب التالية:‬
                                                                                                  ‫الوفـــــــاة‬
                                                                                                  ‫االستقالـة‬
                                                                                           ‫اإلقالة أو الفصل‬
                                                                                             ‫************‬
‫الباب الثالث‬
                                                                                               ‫(الهيكل التنظيمي)‬
                                                             ‫مـــادة (8): يتشكل الهيكل التنظيمي للمركز من:‬
                                                                                               ‫(1)- الهيئة العامة‬
                                                                                           ‫(3)- المكتب التنفيذي‬
                                                                                              ‫أوالً: الهيئة العامة:‬
    ‫- وهو اجتماع يضم جميع األعضاء المؤسسين والعاملين في المركز وهي عموما ً السلطة العليا في‬
                                                                                                          ‫المركز.‬
‫بناء على طلب المدير العام أو بكتاب يوقع‬       ‫- تجتمع الهيئة العامة للمركز اعتياديا مرة كل سنة واستثنائيا ً‬
                                                                                   ‫عليه ثلث األعضاء العاملين.‬
‫- ينتخب (المؤتمر العام) للهيئة المكتب التنفيذي بما فيهم المدير العام ونائبه من بين أعضائه لمدة أربع‬
‫سنوات وذلك بالكيفية التي يحددها المؤتمر العام ويشكل (المؤسسون) هيئة عامة مؤقتة إلى حين التمكن‬
                                                                                   ‫من عقد المؤتمر العام األول.‬
                         ‫- ال يجوز تعديل هذا النظام األساسي إال من قبل (الهيئة العامة ) بأغلبية الثلثين.‬
 ‫- تضع الهيئة العامة الئحتها الداخلية لنظام جلساتها، وإصدار قراراتها، وكيفية إدارة أعمالها، وتشكيل‬
                                                                                                           ‫لجانها.‬
                                                             ‫- ولها مراقبة ومتابعة األعمال التنفيذية وتقييمها.‬
                    ‫- ولها مناقشة وإقرار أية أمور أخرى يعرضها عليها المدير العام أو ثلث أعضائها.‬
                                                              ‫- ولها رفع التوصيات المختلفة إلى المدير العام.‬
                                           ‫- تختار الهيئة مدققا ً للحسابات على أال يكون عضواً في المركز‬
 ‫ثانيا ً: المكتب التنفيذي: وهو يهتم بتسيير الشؤون اإلدارية واألعمال التنفيذية، إلى جانب وضع الخطط‬
  ‫العامة والبرامج الرئيسي ة المحددة لمسار المركز، وتلمس وسائل تنفيذها، مع السعي إلى تطوير األداء‬
                                                                                                    ‫واالرتقاء به.‬
                                                                        ‫(1)- يتشكل المكتب التنفيذي كالتالي:‬
                                                                                      ‫أ- المدير العــــام ونوابه.‬
                                                                                  ‫ب- أمين الصندوق ومحاسبه.‬
                                                                                                ‫ج – أمين السر.‬
                                          ‫د - مديرو بقية األقسام واإلدارات التي تتوزع على الشكل التالي:‬
                                                                                          ‫إدارات المركز وهي:‬
‫1 - إدارة الشئون اإلدارية والمالية: وهي تشكل الهيكل العام للمركز كمجلس اإلدارة والمدير العام ومن‬
                                                                                                 ‫يعينه في مهامه.‬
        ‫0 - إدارة البحوث والدراسات: تقوم هذه اإلدارة بإجراء البحوث والدراسات النظرية والميدانية،‬
      ‫وتشجيع الباحثين على إعداد بحوث عن قضايا اإلسالم دينا وحضارة وعن اإلسالم والمسلمين في‬
   ‫العصر الحديث، بالتزام الموضوعية، واعتماد الحقائق التي تعين على فهم اإلسالم وما يتصل به من‬
                  ‫علوم ومعارف فهما صحيحا، ولتحقيق هذا الهدف تقوم اإلدارة بعدد من المهام أهمها :‬
      ‫- وضع تقارير عن األوضاع المعاصرة للعالم اإلسالمي وخاصة في منطقة نشاط المركز بصفة‬
     ‫دورية، وإجراء بحوث ميدانية عن قضايا اإلسالم والمسلمين، لكشف أوضاعهم وظروفهم، ووضع‬
                                                                                    ‫الحلول المناسبة لمشكالتهم.‬
‫ء -تلقي البحوث والدراسات التي تعرض على المركز، والنظر فيها، وتقييمها ثم توجيهها إلى محكمين‬
       ‫في حال مناسبتها، والتفاوض مع أصحابها عند إقرار نشرها، ووضع الخطوط الالزمة لطباعتها‬
                                                                                            ‫ء‬          ‫ونشرها.ء‬
‫- دعم الباحثين المتخصصين في الجامعات بتقديم منح لهم تساعدهم على إجراء بحوث تدخل في‬
                                                     ‫أهداف المركز، وإتمامها على نحو يحقق الغاية منها.‬
‫- االتفاق مع الجامعات ف ي القطر وخارجه على توجيه بعض طالب الدراسات العليا لدراسة المشكالت‬
         ‫والقضايا التي تخص المسلمين في هذا العصر، والتي يحددها المركز، ويقوم باإلسهام في تحمل‬
               ‫التكاليف الخاصة بالعمل الميداني، والحصول على المعلومات التي تخدم أغراض البحث.‬
     ‫- إقامة عالقة وثيقة مع البا حثين والمراكز البحثية في مناطق العالم المختلفة، ثم وضع أسس وقواعد‬
‫محددة يقوم المركز من خالل إدارة البحوث والدراسات باستضافة الباحثين والراغبين في إنجاز بحوثهم‬
                                        ‫في القطر في المجاالت التي تدخل في مناطق اهتمامات المركز.‬
                                       ‫- المشاركة في إبداء الرأي في القضايا التي تعرض على المركز.‬
        ‫- تمثيل المركز في الندوات العلمية والمؤتمرات ذات االختصاص في داخل القطر وخارجه.‬
    ‫3 - إدارة المكتبات والمعلومات: تمثل المعلومات أساس البحوث العلمية الرصينة التي تسهم في تقدم‬
  ‫المجتمعات وتطورها، وفي هذا العصر الذي تتدفق فيه المعلومات من كل صوب وحدب على اختالف‬
     ‫مصادرها، وأوعيتها وأشكالها ومراجعها، أصبح من الضروري تحديد قنوات المعلومات وأوعيتها،‬
‫وتصنيفها وترتيبها بشكل يساعد على االستفادة منها وتوظيفها ومن هذا المنطلق تقوم هذه اإلدارة بتوفير‬
‫أوعية المعلومات وتنظيمها وحفظها وإتاحتها الستخدام الباحثين من داخل المركز و خارجه ،وفي سبيل‬
                                              ‫تحقيق هذه الغاية، تضطلع هذه اإلدارة بالمسؤوليات اآلتية:‬
     ‫- اختيار أوعية المعلومات المناسبة لتوجهات المركز والمحققة ألهدافه، وتنظيمها وفقا ألحدث النظم‬
                                                                                                    ‫وطبعها.‬
    ‫- إتاحة المعلومات للمستفيدين من داخل المركز، أو عن طريق وسائل االتصال المختلفة سواء أكان‬
       ‫هؤالء المستفيدون من داخل مدينة القامشلي أم من باقي مناطق الجمهورية العربية السورية أو من‬
                                                                                                    ‫خارجها.‬
                           ‫-العناية بتنمية مجموعات المركز بشكل مستمر وتغذيتها بأحدث المعلومات.‬
       ‫-إنشاء قواعد المعلومات المتخصصة وتنظيمها وتحديثها بصفة مستمرة، وإتاحة المجال للباحثين‬
                                                                             ‫لإلطالع عليها واالستفادة منها.‬
       ‫- اإلشراف على قسم المخطوطات والنوادر وتسهيل االستفادة منها للباحثين، والهيئات العلمية في‬
                                               ‫داخل القطر وخارجه عن طريق التصوير الميكرو فيلمي.‬
 ‫- اإلسهام في إعداد مستخلصات عن قضايا ومسائل تدخل ضمن عمل المركز، وذلك بأخذها من أوعية‬
                                                                         ‫المعلومات المحفوظة في المكتبة. ء‬
‫- اإلشراف على الحاسب اآللي، والعمل على تطوير الخدمة اآللية، بما يؤدي إلى سرعة اإلنجاز ودقته.‬
                                                             ‫وتتوزع مهام هذه اإلدارة على األقسام اآلتية:‬
  ‫- قسم تنظيم المعلومات، وتشمل الفهرسة والتكشيف والحاسب اآللي وقواعد البيانات و التخزين اآللي‬
                                                                                  ‫و الوسائل والمخطوطات.‬
 ‫- قسم خدمات المستفيدين، وتشتمل على خدمة المعلومات، وخدمات التصوير، وخدمة تأمين المراجع.‬
   ‫4 - إدارة التراث والثقافة: وتهتم هذه اإلدارة بكل ا لشؤون التراثية والثقافية للحضارة اإلسالمية ممثلة‬
 ‫بذاكرة وتراث األمتين العربية والكردية كنموذجين حيين لذاك الموروث الحضاري ولكونهما في مجال‬
                                                                                               ‫عمل المركز.‬
        ‫(0)- يجتمع المكتب التنفيذي مرة واحدة كل أسبوعين على األقل، أو كلما دعت الضرورة وتتخذ‬
                                    ‫قراراته باألغلبية وع ند التعادل يرجح الطرف الذي معه المدير العام‬
                                                              ‫(3)- يختص المكتب التنفيذي بالمهام التالية:‬
                                          ‫أ ـ إدارة المركز واتخاذ القرارات الالزمة لتحقيق ذلك .‬
                                                                    ‫ب ـ تنفيذ قرارات الهيئة العامة.‬
‫ج ـ قبول األعضاء الجدد.‬
             ‫د ـ إعداد الموازنة العامة والميزانية السنوية تقديم تقارير نصف سنوية للهيئة العامة.‬
                                                               ‫هـ ـ إعداد الخطط والبرامج التنظيمية.‬
                                                          ‫و ـ إقرار الصرف على األنشطة المختلفة.‬
                 ‫ز ـ إعداد اللوائح والتعليمات الداخلية والتعديالت المقترحة على النظام األساسي .‬
                                            ‫ح ـ تشكيل إد ارات المركز وإقرار برامجها وميزانياتها.‬
                                                                                                ‫************‬
                                                                                                    ‫الباب الرابع‬
                                                                                              ‫(الشؤون المالية)‬
                                                                                   ‫مـــادة (1): ماليــــة المركز‬
                                                              ‫أوالً - تتكون مالية المركز من الموارد التالية:‬
                                                                   ‫أ- اشتراكات األعضاء العاملين اإللزامية.‬
                      ‫ب- التبرعات والهبات التطوعية والوصايا والوقف من األفراد والجماعات.‬
                                                                ‫ج - ريــع استثمار أموال المركز إن وجدت.‬
        ‫ثانيا ً- يقــوم المكتـب التنفيذي للمركز بإعداد األنظمة المالية للمركز وتقوم الهيئة العامة بمناقشتها‬
                                                                                                      ‫وإقراراها.‬
                ‫ثالثا ً- يرأس المحاسب في المكتب التنفيذي لجنة مالية تشرف على األمور المالية للمركز.‬
                 ‫رابعا ً - تخضــع حسابات المركز وموارده للتدقيـــق وفـــقا ً لقواعد المحاسبة المرعيــة.‬
   ‫خامسا ً- المدير العام ومديرو األقسام مسئولون كل في حدود اختصاصه عن أموال المركز وعن أي‬
                              ‫تصرف فيها يكون مخالفا للوائح الداخلية للمركز، أو لقرارات الهيئة العامة.‬
       ‫سادسا ً- تودع األموال النقدية للمركز باسمه الذي سجل به لدى واحد أو أكثر من المصارف . وال‬
      ‫يسحب أي مبلغ من المصرف إال إذا وقع على الصك (الشيك) المدير العام وأمين الصندوق أو من‬
                                                                        ‫ينوب عنهما بقرار من الهيئة العامة .‬
         ‫سابعا ً- تعتبر أموال المركز العينية منها أو النقدية بما فيها من استثمارات وتبرعات وهبات ملكا‬
         ‫لـلمركز بشخصيته المعنوية، وصفته القانونية االعتبارية ، وليس لعضو المركز ، أو من سقطت‬
                                                     ‫عضويته ، ألي سبب من األسباب أو لورثتهم حق فيها‬
                                                                                                     ‫*********‬
                                                                                                  ‫الباب الخامس‬
                                                                                                 ‫(أحكام خاصة)‬
                                                                                     ‫مـــادة (1): حــل المركز:‬
‫أو دمجـــــه مــــع مركز آخر بقــــرار من ثلثــــي أعضـــاء المؤتمر العام‬        ‫أوالً- يتم حل المركز طوعيا ً‬
                                                                                                        ‫للمركز .‬
‫ثانيا ً- يجب على القائمين على إدارة المركز المبادرة بتسليم المصفي ، الذي يتم تعيينه من الهيئة العامة‬
‫، جميع المستندات والسجالت الخاصة بالمركز فور طلبها ، ويمتنع عليهم وعلى المصرف المودع لديه‬
       ‫أموال المركز والمدينين لها التصرف في أي شأن من شئون المركز أو حقوقه إال بأمر كتابي من‬
                                                                                                       ‫المصفي .‬
         ‫ثالثا ً- بعد إتمام التصفية يقوم المصفي بتوزيع األموال الباقية على الجهات التي نص عليها قرار‬
                                                                           ‫التصفية الصادر من الهيئة العامة.‬
                                                                                                     ‫*********‬
                                                                                                  ‫الباب السادس‬
                                                                                                ‫مشاريع المركز‬
‫يعمل المركز من خالل:‬
                                                                     ‫دار إحياء السنة للطباعة والنشر.‬
                                                ‫المكتبة العلمية التي تقدم المراجع للمطالعة أو لإلعارة.‬
                                           ‫معهد األسد لتحفيظ القرآن الكريم والسنة الشريفة وعلومهما.‬
      ‫مجمع البر اإلسالمي، وهو يشتمل إلى جانب المسجد على مشفى وروضة ومدرسة شرعية ومعهد‬
  ‫لتعليم الحاسوب واللغات وقاعات لمختلف النشاطات االجتماعية (المجمع قيد البناء وتصلى الجمعة في‬
                                                                                           ‫جزء منه).‬
 ‫جمعية رفع المستوى الصحي واالجتماعي والتي يهتم المركز من خاللها بالجانب الصحي واالجتماعي‬
  ‫للمواطنين ومن أبرز لجانها العاملة حاليا ً اللجنة الصحية وقد بدأت نشاطها بتقديم أول دفعة من األدوية‬
‫لجمعية القديس منصور الخيرية وهي جمعية مسيحية تعمل في الجزيرة وذلك ككبادرة إنسانية وعربون‬
   ‫صداقة وإخاء وكذلك تعمل لجنة إفطار الصائم وتوزيع صدقات الفطر واألضاحي باإلضافة إلى لجنة‬
                 ‫الكفاالت الّتي ترعى بعض طلبة العلم في المعاهد والجامعات داخل سوريا وخارجها) )‬
                                                                                          ‫********.‬
                                                                                         ‫الباب السابع‬
                                                                                      ‫االنتماء والهوية‬
‫من الناحية السياسية: ال ينتمي المركز إلى أية جماعة أو حزب عربي أو كردي معترف به أو محظور،‬
  ‫والمركز إذا كان يهتم بالقضايا السياسية واإلنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه وفي مقدمتها قضية الشعب‬
   ‫الكردي ومعاناته والحيف الذي لحق به فإنما هو جزء من االستجابة لنداء الواجب اإلنساني وقبل ذلك‬
                ‫الديني وهو في النهاية جزء من مصداقيته في رسالته الدينية وترسيخ خطابه اإلسالمي .‬
 ‫أما من الناحية الدينية: فهو مركز إسالمي كما هو ظاهر من عنوانه ولكنه ال ينتمي إلى أية جماعة أو‬
   ‫مذهب أو طريقة دينية فالتيار اإلسالمي في سوريا تماما مثل أي بلد إسالمي آخر يضم تيارا محافظا‬
      ‫وتيارا إصالحيا بمعنى أن هناك محافظين يتحلقون حول رجال الدين ويدورون في فلكهم ويرونهم‬
    ‫الناطقين الرسميين باسم هللا والنبي والدين وتحت مظلة من ال شيخ له فشيخه الشيطان ، كما أن هناك‬
   ‫إصالحيين يرون اإلنسان قادرا على عبادة هللا وإدراك شريعته والمساهمة في بناء الوطن من دون أن‬
 ‫ينتظم تقليديا في حلقة من حلقات المشايخ أو ينضم إلي تنظيم من التنظيمات الدينية التي هي في الغالب‬
                                                        ‫تخدم المصالح الضيقة للنخبة من رجال الدين،‬
     ‫هذا وبالرغم من أن مؤسس المركز يحظى بنفوذ كبير بين الوسط المثقف في المنطقة إال أن عالقته‬
  ‫معهم ليست هي عالقة مريد وشيخ بل عالقة أخ بأخ بينهما احترام متبادل ألنه وإن كان قد تخرج من‬
  ‫المدارس التقليدية والمحافظة ودرس في المدارس الشرعية الضيقة األفق وذاق حلوها ومرها لكنه بعد‬
 ‫تخرجه واختالطه بالناس واحتكاكه بمشاكلهم وهمومهم علم أن التيار التقليدي بما فيهم ذاك الذي تنتمي‬
     ‫عائلته إليه والذي يُطلب منه أن يكون أحد رموزه والدعاة إليه هو تيار ضيق األفق وغير قادر على‬
    ‫إنتاج ما يبني الحياة ويبرئ الذمة اتجاه هللا وعباده من خالل إظهار اإلسالم بالمظهر الالئق به وبيان‬
      ‫مسايرته لروح العصر وصالحية أحكامه لكل زمان ومكان ، ولذلك بدأ في حياته العملية والدعوية‬
     ‫والفكرية يميل إلى التيار اإلصالحي التجديدي العصري الذي يستطيع أن يقدم اإلسالم بثوبه الناصع‬
     ‫الجميل بعيدا عن تأثيرات األفراد ومصالحهم وكذلك بعيدا عن األحكام المسبقة الصنع من قبل فقهاء‬
       ‫عاشوا قبل عشرة قرون بحيث نتعاطى مع المستجدات والنصوص الشرعية بروح عصرية ووفق‬
                                                                           ‫متطلبات المقاصد الشرعية.‬
                                                                                         ‫**********‬

                                                                                        ‫الباب الثامن‬
                                                                               ‫المنهج الدعوي للمركز‬
‫يعتبر مؤسس المركز نفسه صاحب رسالة ومنهج في الدعوة، وتتميز طروحاته في بعض األحيان‬
                                          ‫بالجرأة في اإلصالح والتغيير طالما كلفته الكثير من التضحيات.‬
     ‫ولعلني أشير في هذه العجالة إلى أهم هذه النقاط التي ترسم منهج المركز والتي تعتبر من قبل رجال‬
        ‫الدين التقليديين سلبيات في منهجه تستحق االستنكار والحرب وأحيانا ً التكفير والتفسيق وهي هذه:‬
                                                                                   ‫1 - التجديد الديني .‬
                                                            ‫0 - تفعيل دور اإلسالم في خدمة اإلنسانية.‬
                                                                           ‫3 - ترسيخ مفهوم التعددية.‬
                                                                          ‫4 - تشجيع الحوار اإلنساني.‬
                                                                                     ‫5 - الوالء للوطن.‬
                                                                                            ‫**********‬
                                                                                           ‫التجديد الديني‬
     ‫وهو من أهم الواجبات التي حمّلنا النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم شرف حملها إلى جانب الكثيرين‬
      ‫من شرفاء األمة مستلهمين الهمة والشرعية من قوله صلى هللا عليه وسلم {يبعث هللا لهذه األمة على‬
      ‫رأس كل مائة من يجدد لها أمر دينها} وبين مهمة المجددين في الدين بقوله {يحمل هذا العلم من كل‬
                              ‫خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين}‬
                                                                   ‫هذا وللتجديد شعب متعددة من أهمها:‬
                                                                              ‫أوالً : التجديد في العقيدة:‬
    ‫وذلك من خالل العودة إلى الكتاب والسنة وتخليص العقائد السائدة في كثير من المجتمعات اإلسالمية‬
 ‫من البدع والشركيات وعبادة األشخاص وتقديسهم واالستغاثة بعظامهم واالستمداد من رفاتهم والطواف‬
‫بقبورهم والنذر لهم السجود لهم وتقبيل أعتابهم والحلف بهم وتعظيم صورهم والخوف منهم أكثر من هللا‬
       ‫أو محبتهم أكثر من هللا وكذلك التحرر من الخرافة والشعوذة التي من خاللها يغسل كثير من رجال‬
       ‫الدين أدمغة الناس ويستولون على إرادتهم وخاصة تلك البيئات المتأثرة بالفكر الصوفي الذي يعامل‬
                                  ‫المريدين على أنهم عبيد للشيخ أو كما يقولون كالميت بين يدي الغاسل.‬
        ‫ولعل العودة إلى كتاب (ومضات في ظالل التوحيد) الذي أصدره المركز خير معين للتعرف على‬
        ‫رسالة المركز التجديدية في مجال العقيدة والتي في مجملها تدعو إلى التوقف عند حدود الوارد في‬
                                 ‫الكتاب والسنة وكما فهمه الصحابة من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .‬
                                                                                  ‫ثانيا: التجديد في الفقه:‬
   ‫ال يخفى على أحد أن لنا نصا شرعيا ً مقدسا ثابتا هو الكتاب والسنة الصحيحة في متنها وسندها، وهذا‬
‫النص هو شريعة هللا التي تعبدنا بها وطالبنا باالنقياد لها ولكن الذي جرى أن فقهاء المسلمين قد وضعوا‬
     ‫تحت هذا النص شرحا ثم جاء من وضع تحت الشرح حاشية ثم جاء من جعل على الحاشية هامشا ثم‬
          ‫جاء من وضع على الهامش تعليقا وهكذا .... وكان من الممكن أن تكون هذه الشروح والحواشي‬
        ‫والهوامش والتعليقات عامل خير ومصدر غنى للفقه اإلسالمي لو بقي ضمن حدودها كجهد بشري‬
   ‫يخطئ ويصيب بذل صاحبه جهده للوصول إلى الحق أو األقرب إلى الحق وهو صاحب أجر إن أخطأ‬
                                                                                   ‫أو أجرين إن أصاب.‬
            ‫ولكن الذي حصل أن هذه الشروح وأخواتها قد اكتسبت القداسة بجر الجوار كما يقول النحات‬
  ‫وأصبحت اجتهادات الفقهاء قيودا ً وأغالالً في أعناق المسلمين ولم يعد بإمكان أحد أن تسول له نفسه أو‬
                                                  ‫تحدثه بحق مناقشتها فضاع الفقه وضاعت األمة معه .‬
‫ومن هنا تأتي مهمة المستنيرين من أبناء األمة في تحمل الرسالة التي حملها األنبياء والمخلصون وكسر‬
 ‫حاجز الخوف وإفهام الناس أن من حقهم مناقشة كل اآلراء الفقهية واختيار األصلح لألمة واأليسر على‬
    ‫أبنائها ويحقق مصالح األمة . فأجدادنا اختاروا من األحكام ما يتناسب مع زمانهم وعلينا أن نختار منها‬
                      ‫ما يتناسب مع زماننا فاألحكام تتغير بتغير األزمنة واألمكنة واألشخاص واألحوال .‬
‫هذا ويمكن أن أشير إلى أن المركز في جهوده التجديدية يعتمد على بعض النقاط من أهمها:‬
      ‫آ – مقاومة التقليد األعمى الذي يجعل من المجتمع مجرد قطيع تائه ال يدري إلى أين يوجهه الرعاة‬
          ‫الذين يحرصون على استنساخ األمة كصورة طبق األصل عنهم أو عن الصورة التي يريدونها.‬
          ‫ب – التفريق بين النصوص قطعية الداللة والنصوص ظنية الداللة: وذلك ألننا ملزمون بتطبيق‬
‫النصوص القطعية دون تلك الظنية في داللتها أو في ورودها حيث نملك هامشا من الحرية في حركتنا‬
                  ‫الفقهية و خياراتنا االجتهادية بمقدار ما يدخل في داللة النص أو وروده من ظن أو شك.‬
         ‫ج – التفريق بين النصوص المعللة وغير المعللة: وذلك من خالل التأكيد على أن النصوص غير‬
  ‫المعللة هي نصوص تعبدنا هللا بأحكامها وال نملك حيالها إال أن نقول سمعنا وأطعنا بخالف النصوص‬
          ‫المعللة فهي تحتاج إلى إعمال فكر وعقل للتأكد من وجود العلة أو انتفائها في أي مسألة يتراءى‬
   ‫للمجتهد أنها تدخل في مجال توجه النص لمعرفة ما إذا كان الحكم ينطبق على موضوع البحث أم ال،‬
                                     ‫وذلك ألن القاعدة األصولية تقول : الحكم منوط بعلته وجودا وعدما.‬
     ‫د - التفريق بين الثوابت والمتغيرات من أحكام الدين: وذلك ألن الثابت في ديننا ال يتجاوز الـ20%‬
 ‫من األحكام وهو يدخل في الغالب ضمن منظومة العقائد والعبادات وأمهات األخالق، أما الـ28% من‬
         ‫األحكام فهي من المتغيرات وهي غالب األحكام التي تتعلق بمصالح العباد من معامالت واقتصاد‬
                                                                                    ‫وسياسة وغير ذلك.‬
  ‫هـ – التفريق بين التوقيفي وبين التوافق : فالتوقيفي من األحكام هو ما وردت النصوص مطالبة األمة‬
‫به وهذا نظل نطالب األمة به لتقول سمعا ً وطاعة هلل ولرسوله ، أما التوافقي من األحكام فهي ما لم ترد‬
   ‫بها النصوص على سبيل المطالبة بـ (إفعل وال تفعل) بل وردت النصوص بها على سبيل حكاية حال‬
       ‫توافقية وهذه ال تعتبر أحكاما شرعية واجبة االنقياد لكونها وردت توافقا وهي تشكل معظم األحكام‬
‫الشرعية ، وتعاملنا الخاطئ مع هذه األحكام التوافقية هو الذي كبل المسلمين ومنعهم من تطوير حياتهم‬
‫ألنه فرض عليهم صياغة حياتهم تماما وفق ما روي عن قالب الحياة قبل أربعة عشر قرنا دون التفريق‬
                                                                  ‫بين ما هو دين وما هو عادة أو تقليد .‬
     ‫ومن هذا القبيل أغلب األحكام التي تصيغ شكل الرجل والمرأة وطريقة تعاملهما مع المجتمع وكذلك‬
    ‫المعامالت وطرق الحكم والقضاء وغيرها من األحكام االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي نقلتها‬
  ‫الروايات لنا كأسلوب وطريقة في الحياة في عهد السلف من أجدادنا وأصبحت فيما بعد لقصور فهمنا‬
 ‫وعدم قدرتنا على تمييز التوافقي من التوقيفي أحكاما شرعية ونصوصا مقدسة لم يستطع المسلمون أن‬
 ‫يتحرروا منها حتى في عباداتهم كقولهم بضرورة كون الجمعة أربعين رجالً أو في بلدة دون القرية أو‬
   ‫واحدة كما كانت غير متعددة أو ضرورة أن يحضرها السلطان أو الوالي وإال فهي باطلة وأمثال ذلك‬
                                                ‫مما في األساس أحكاما توافقية و ليس هذا محل تفصيلها.‬
   ‫هـ - بناء الفتوى على األيسر ال على األحوط: حيث لجأ كثير من المفتين إلى التشدد في الفتوى وكلما‬
    ‫دار الحكم بين رأيين اختار المفتي أشدهما احتياطا ً وخروجا ً من الخالف على حد زعمه ناسيا أن هذا‬
        ‫صحيح وفضيلة في حق النفس وليس في حق الغير فضالً عن حق األمة ، ففي حق الفتوى والغير‬
 ‫واألمة يجب اختيار األيسر على األمة واألقرب إلى تحقيق مصالح العباد فقد كان من هدي رسول هللا‬
       ‫صلى هللا عليه وسلم أنه ما كان يخير بين أمرين إال اختار أيسرهما، ولذلك قعد فقهائنا هذه القاعدة‬
                                     ‫الجميلة الحكيمة لفقههم: (أينما وجدت مصلحة العباد فثمة شرع هللا).‬
  ‫و - تصحيح القراءة المغلوطة لكثير من القضايا المعاصرة: حيث يقف الفقهاء في الغالب موقفا سلبيا‬
        ‫من كل جديد ويقرؤونه قراءة سريعة تأتي أحيانا مغلوطة أو قاصرة فتشكل الفتوى غالً في أعناق‬
        ‫المسلمين بدالً من أن تكون حالً لمشاكلهم ومستجدات أمورهم واألمثلة على ذلك كثيرة أذكر منها:‬
‫1 - التأمين: حيث قرأنا ه على أنه صناعة غربية أحدثت لسرقة أموالنا وابتزازنا إضافة إلى أنه يتحدى‬
‫القدر ويتضمن في طياته القمار والميسر والمراهنة والم غامرة والجهالة والغرر والربا إلى آخر األلفاظ‬
                                                     ‫والمفردات التي نحسن ترديدها ولو في غير موقعها.‬
‫وكانت هذه التهم التي نتجت من قراءة مغلوطة كافية إلصدار فتوى بمنع التأمين وتحريمه وبالتالي‬
     ‫حرمان المسلمين من خيراته وميزاته التي نالها الغرب على األقل في الجانب االقتصادي واألخالقي‬
   ‫والنفسي حيث بدأت أموالهم تزداد وتتحرك بأمان ودون خوف من جوع أو إفالس أو حاجة إلى الناس‬
        ‫وهذا ما حرمنا المسلمين منه مع أنهم أولى من غيرهم بميزات قوله تعالى {الذي أطعمهم من جوع‬
    ‫وآمنهم من خوف} وقوله {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} هذا من الناحية االقتصادية والنفسية، أما من‬
           ‫الناحية األخالقية والعالقات اإلنسانية فحدث وال حرج حيث بدأ اإلنسان الغربي يتحمل مسؤولية‬
         ‫تصرفاته بكل جرأة ولذلك ليس غريبا إذا صُدمت سيارتك في بلد غربي دون علمك أن تجد ورقة‬
      ‫ملصقة على سيارتك كتب عليها اسم من صدم سيارتك وعنوانه مبديا أسفه على ما جرى واستعداده‬
  ‫إلصالح سيارتك في الوقت الذي تشاء وذلك ألنه لن يدفع من جيبه الخاص شيئا فلم ال ينفعك بشيء ال‬
  ‫يضره حيث تكفلت شركات التأمين بكل ذلك، بينما نجد الصورة المشرقة هذه تكاد تكون معدومة عندنا‬
                                                              ‫ألن الحاجة قد تدفع صاحبها إلى االنحراف .‬
    ‫0 - اليانصيب: حيث قرأه فقهائنا أيضا على أنه قمار وميسر ورهان وجهالة وغدر إلى غير ذلك من‬
 ‫المصطلحات الجاهزة سلفا والتي نبدع في صنعها وإلصاقها بكل جديد دون دراسة والتي تكفي لتحريمه‬
                        ‫بالضربة القاضية ومنع المسلمين المساكين من التعامل معه واالستفادة من خيراته .‬
     ‫بينما القراءة الصحيحة والتي يعرفها كل االقتصاديين هي أن اليانصيب نوع من الضريبة االختيارية‬
   ‫تقتطعها الدولة من بعض مواطنيها باختيارهم لتدعم بذلك خزينتها مع وعد منها لهؤالء المواطنين أنها‬
 ‫أي الدولة ستفضلهم على غيرهم من المواطنين الذين لم يساهموا في هذه السلة المالية التطوعية وستقدم‬
    ‫لهم مكافآت على عملهم الوطني هذا لتشجعهم وتشجع غيرهم مستقبالً ، ولما كان تكريم الجميع دفعة‬
    ‫واحدة يفوت على الصندوق غرضه كان من الضروري تكريم بعضهم بالقرعة على أن يكرم غيرهم‬
                              ‫في فرصة أخرى ، والقرعة مبدأ شرعي أقره اإلسالم في كثير من المسائل .‬
       ‫وبالمناسبة فإن معظم عائدات/ يانصيب معرض دمشق الدولي/ تدخل في ميزانية الدولة لدعم العائد‬
‫الوطني األمر الذي ينعكس إيجابيا على كل مواطن ثم يخرج من هذه الميزانية مبلغ محدود يوزع كهدايا‬
                                                                        ‫لمشجعي هذه الضريبة االختيارية.‬
     ‫وإن تحريمها يعني حرمان الخزينة من عائدات كبيرة بال دليل شرعي، ويعني كذلك حرمان الطبقة‬
    ‫الملتزمة بتوجيهات المرجعيات الفقهية من شرف المساهمة االختيارية في ميزانية بلدانهم، بل و يعني‬
‫حرمان هؤالء الملتزمين المساكين الذين يرون الفقهاء ناطقين رسميين باسم هللا من هدايا وعطاءات هذه‬
                                          ‫المؤسسة وبالتالي حرمانهم من فرصة لتحسين مستوى معيشتهم.‬
 ‫وإذا علمت أن هذه المؤسسة تسخر جانبا من طاقات المجتمع لتحسين المستوى المعيشي لما ال يقل عن‬
    ‫عشرين أسرة كل أسبوع فستدرك حجم المأساة في حرمان األسر واألفراد الملتزمين بفتوانا المرتجلة‬
              ‫من هذه الفرصة التي استفاد منها غيرهم خالل أكثر من خمسين سنة من عمر هذه المؤسسة.‬
    ‫3 – المصارف والربا: حيث سوى فقهاءنا بين المصارف الوطنية التي أنشئت لخدمة المواطن ورفع‬
    ‫مستواه المعيشي وتوزيع الثروة وصناعة مزيد من فرص العمل في البلد وبين المعامالت التي تجري‬
                                 ‫بين الفقراء وبعض الجشعين الذين ال هم لهم إال أكل أموال الناس بالباطل.‬
     ‫إن العالم يتحرك حول نظم اقتصادية مختلفة في حين أننا لم نوفق إلى اليوم في حل مشكلة التوصيف‬
   ‫الشرعي للمصارف ! دون أن يتجرأ أحدنا فيسأل نفسه أو أحد المرجعيات التقليدية متى سيصبح العدل‬
      ‫هو معيار الحكم على األنشطة االقتصادية؟ بدل أن تكون الفتاوى الجاهزة التي أصدرها أشخاص لم‬
 ‫يدخلوا المصارف في حياتهم أصالً هي المعيار؟ وإلى متى نمنع الفقراء الملتزمين بفتاوينا من التعاطي‬
 ‫مع المصارف الوطنية التي أنشئت أصال لخدمته؟ ومتى يدرك فقهائنا أننا بمنعنا للفقراء من التعامل مع‬
  ‫المصارف الوطنية لم نحل المش كلة بل ألقينا بهم بين براثن ذئاب التجارة وحيتان السوق الذين يستغلون‬
     ‫حاجات الفقراء وأحيانا باسم الدين والحالل والبيوع الشرعية فيلتهمون األخضر واليابس بال رقيب.‬
              ‫مالحظة: راجع المذكرة التي أصدرها المركز بهذا الشأن تحت عنوان (المصارف والربا بين‬
‫المدرستين القديمة والحديثة)‬
                                                                                         ‫****************‬
                                                                                       ‫نتائج التجديد في الفقه‬
              ‫أرى أن التجديد في الفقه سيؤثر إيجابيا في شتى مجاالت الحياة وخاصة في المجاالت اآلتية:‬
                                                       ‫في الحياة االجتماعية وخاصة ما يتعلق منه بالمرأة:‬
         ‫إن كثيراً من دعاة التحرر يطرحون تحرر المرأة على أساس التمرد على كل موروث، وهكذا فإن‬
      ‫الحديث عن تنكيس القائم وإقامة المنكوس هو الخيار الذي يتبناه كثيرون في إطار الحديث عن تحرر‬
                                                                                                    ‫المرأة !!‬
      ‫إننا نستقبل القرن الجديد في حال محيرة فدعوة تحرير المرأة ال زالت تحظى باهتمام الفت ولكن من‬
‫دون أن تتحدد معالمها بشكل جلي، وبالمقارنة مع حرك ة النهضة والتنوير التي تبناها العلماء المتنورون‬
   ‫في القرن الماضي فإن حركة التحرر قد تراجعت نسبياً، على األقل في إطار التوجيه الديني الذي كان‬
         ‫في الواقع طرفا ً إيجابيا ً في حركة تحرر المرأة ولكنه تراجع اآلن إلى خيار سلبي في هذه المسألة!‬
   ‫كان من المألوف حين ذاك أن يتحدث كثيرون عن تحرر المرأة خياراً فكريا ً حقيقيا ً في رحاب األزهر‬
      ‫الشريف وأن يتسابق لتدبيج الخطب في الدعوة إلى تحرر المرأة رجال مختلفون في المحاريب ولكن‬
       ‫الصيغة التي نواجهها اليوم بمرارة أن التيار الديني لم يعد يرى أن تحرر المرأة مطلب إسالمي، بل‬
  ‫صارت الصيغ ة السائدة أن المرأة ال تعاني من أي مشكلة وأنها إن حققت التزامها بأشكال الحشمة التي‬
  ‫يأمر بها النص الفقهي فهي في غاية من التحرر والعافية ال تحتاج معها لمزيد إن لم نقل إن المزيد هو‬
                                                       ‫غزو فكري خبيث يراد به اجتثاث المرأة وإغواؤها.‬
 ‫لقد أسهم في غربة حركة تحرر المرأ ة تورط بعض دعاة التحرر في طرح مسألة الزي على أنها المعلم‬
             ‫األول للتحرر وهكذا تم ربط المسائل بالزي عن عمد، وتم تصنيف بنات المجتمع إلى تقدميات‬
                                                ‫متحررات أو رجعيات متخلفات على أساس من الزي وحده!‬
‫مع أن أبسط ما يدركه أي عاقل هو أن الزي محايد وهو ليس معياراً بكل تأكيد وأن التماس التحرر من‬
                                                                  ‫خالله موقف ال يخلو من مغالطة وتمحل!!‬
        ‫إننا عندما نتحدث عن المرأة المتحررة فإن أجلى صورة لها إنما هي في الواقع صورة نساء السلف‬
   ‫الصالح في عصر الحضارة اإلسالمية يوم شاركت المرأة إلى جوار النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم‬
   ‫من اللحظة األول ى التي كانت فيها أول قلب اطمأن باإليمان في شخص خديجة رضي هللا عنها إلى أن‬
        ‫صارت المجاهدة والطبيبة والمعلمة والشاعرة واألديبة والمحدثة والراوية، وكل ذلك بحضرة النبي‬
                                                            ‫الكريم صلى هللا عليه وسلم وتشجيعه وإطرائه.‬
       ‫فإلى أين يتجه خيار الجمود حينما يقرر أن خير أحوال المرأة أن ال يراها الرجال وال ترى الرجال؟‬
      ‫إننا لألسف نعمد إلى خيارات األولين فننتقي منها األسوأ واألشد واألبعد عن ظروف الزمان والمكان‬
‫الذي نعيش فيه، ونطفئ عن عمد خيارات أخرى فيها حلول حقيقية لمشاكلنا وهمومنا على أساس أنها لم‬
         ‫تحظ برضى الجماعة في مراحل الت دوين، أو لم تتحمس لها القيادة السياسية ولم تتحول إلى بند في‬
   ‫ميثاق الحكومة في حينه، والفقه اإلسالمي ليس في الواقع محض شرح للنص المقدس دائماً، إنه أيضا ً‬
 ‫ديوان للعقل اإلسالمي واجتهاداته في فترة الصعود الحضاري كما في فترة أفوله، وهو أيضا ً في بعض‬
                                                             ‫مسائله إفرازات ظروف معينة للقيادة السياسية.‬
‫ولو عدنا إلى التاريخ في إحصاء ذي داللة سنجد أن الحافظ المزي صنف كتابا ً شهيراً أسماه: الكمال في‬
       ‫أسماء الرجال،عمد فيه إلى التعريف بأهم أعالم األمة في مجال علم الرواية الذي كان آنئذ أبا ً للعلوم‬
        ‫جميعا ً تندرج تحته علوم التاريخ واأل دب إلى جانب المعارف الدينية، ثم اختصره بعدئذ إلى: تهذيب‬
      ‫الكمال في أسماء الرجال، ثم رأى الحافظ ابن حجر العسقالني أن الكتاب كبير فاختصره في: تهذيب‬
      ‫التهذيب في اثني عشر مجلداً، وبعد فترة اختصره مرة رابعة وأسماه: تقريب التهذيب، وعندما تطالع‬
       ‫تقريب التهذيب هذا ال ذي هو سجل لعلماء اإلسالم في عصر المجد اإلسالمي تقف على أسماء 408‬
‫امرأة من نساء السلف الصالح حتى مطلع القرن الثالث الهجري، وهذا الرقم من كتاب واحد بعد‬
  ‫االختصار للمرة الرابعة، وكلهن ترجمت حياتهن ودرسن وصنفن على أنهن أعالم في اإلسالم، وذكر‬
      ‫أمام كل واحدة منهن تالمذتها من الرجال والنساء في صورة جد واضحة لمشاركة المرأة في الحياة‬
                                                                                ‫العلمية على أوسع نطاق!!‬
       ‫وفي دراسة إحصائية للكتب التسعة التي هي أوثق كتب الرواية في اإلسالم فإن الرواية عن هؤالء‬
 ‫النسوة تعكس مدى مشاركتهن وحضورهن في الحركة العلمية واالجتماعية، ويمكنك قراءة هذه األرقام‬
                                                                                            ‫لبعض منهن:‬
                     ‫.‬  ‫عائشة بنت أبي بكر: أخذ عنها 220 من طالب العلم فيهم 76 امرأة و030 رجالً‬
                     ‫أم سلمة بنت أبي أمية : أخذ عنها121 من طالب العلم فيهم 30 امرأة و87 رجالً.‬
                                            ‫حفصة بنت عمر: أخذ عنها 20 من طالب العلم فيهم 3 نساء.‬
                                          ‫أسماء بنت أبي بكر: أخذ عنها 10 من طالب العلم فيهم امرأتان.‬
                                            ‫هجيمة الوصابية : أخذ عنها 00 من طالب العلم كلهم رجال .‬
                                             ‫أسماء بنت عميس: أخذ عنها 31 من طالب العلم فيهم امرأتان‬
        ‫وهذه أمثلة واضحة لكل من أراد أن يدرك مدى حضور المرأة في العمل الحضاري ومدى تجاوز‬
 ‫السلف لما نفرضه اليوم من القيود ع لى مشاركة المرأة في الحياة العلمية باسم الموروث الثقافي، وتحت‬
                                                                        ‫عنوان فساد الزمان وتهتك الذمم!!‬
  ‫وهل يقنعك بعدئذ القول بأن كل هؤالء الرجال كانوا يأخذون العلم من أولئك النسوة من وراء حجاب!!‬
      ‫أستطيع الجزم هنا بأن حال االنحطاط التي طرأت على المرأة بعدئذ وجعلت خروجها فتنة وصوتها‬
        ‫عورة وإقبالها مظهر شيطان! ليست أبداً حال المرأة التي أطلقها اإلسالم من عقال الجاهلية األولى‬
                                                                              ‫وحماها من الوأد الجسماني،‬
 ‫وبدون أدنى تكلف فإن من العسير جدا أن تستخرج ترجمة لنصف هذا العدد من نساء اشتهرن بالنبوغ‬
                  ‫في القرون العشرة التالية لعصر ال تدوين الذي دون فيه كتاب الكمال في أسماء الرجال!!‬
  ‫فما الذي كسبناه من هذا التشدد؟ وإلى أين يقودنا هذه التطرف؟ وماذا حضرنا ألنفسنا من جواب حين‬
 ‫نقف بين يدي هللا؟ وإلى متى نتمادى في وضع الحجة بين يدي السفهاء الذين يقولون إن الفقه اإلسالمي‬
                                                                                ‫هو المسئول عما يجري؟؟‬
‫أسئلة نطرحها على الحرس القديم الذين جعلوا من أنفسهم رقباء على رعاية القديم ومناهضة كل حديث،‬
                                        ‫الذين يقولون: { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}.‬
                                                  ‫أثر التجديد الفقهي في المصارف والربا وعموم االقتصاد:‬
       ‫حيث نقرر في مدرسة التجديد أن االستثمار في المصارف العامة ال يعتبر ربا ً حراماً، ال من خالل‬
        ‫المدرسة القديمة التي قررها فقهاء المذاهب المعتبرة وفي مقدمتهم فقهاء الشافعية الذين ال تفتح أي‬
       ‫مرجع من مراجعهم إال وترى هذه العبارة (وال ربا في الفلوس وإن راجت رواج النقدين) ألن هذه‬
   ‫العمالت الورقية ليست مما ورددت في النصوص التي بينت المواد الربوية وال هي مما تشترك معها‬
     ‫في العلة ألن العلة عمدهم هي جوهرية الثمن أي كون العملة أو الثمن من هذا الجوهر وال يخفى أن‬
  ‫الورق أو النحاس أوغيرهما من المواد ليست ذهبا وال فضة، هذا بالنسبة للمدرسة القديمة وهي كذلك‬
    ‫من خالل نظرة الم درسة الحديثة التي تعتمد على المقاصد الشرعية وترى أن علة الربا هي استغالل‬
         ‫الغني للفقير من خالل نقطة ضعفه وهي حاجته إلى المال األمر الذي يمكن أن ينطبق على سائر‬
          ‫المعامالت التي يستغل الغني فيها الفقير دون ما تقوم به مؤسسات أنشئت خصيصا لخدمة الفقير‬
   ‫وتتعامل معه كلون من التعاقد بالوكالة الجائزة شرعا ً أو المضاربة الجائزة هي األخرى شرعا ً أيضاً،‬
            ‫ولعل ما يقلق الحرس القديم هو تحديد الربح مسبقا وقد فاتهم أن تحديد الربح مسبقا ً في العقود‬
     ‫االستثمارية ال يحتم اعتبارها ربا ً حراما لعدم وجود نص في ذلك، بل قد يكون تحديد الربح مصلحة‬
  ‫حقيقية معتبرة إذا قلت األمانة وشاع التفريط بين الناس وخربت ذممهم ورأى ولي األمر حماية طرف‬
‫من طرف. وفي أسوأ االحتماالت ال يغدو األمر في حالة الربح المحدد أكثر من أن يكون عقد االستثمار‬
   ‫(المضاربة) متضمنا شرطا فاسدا يوأدي في أسوأ الحاالت إلى فساد العقد ويرتب للعامل أجرة المثل .‬
                                                 ‫(راجع بحث المضاربة في كتب الفقه وخاصة الشافعية منهم)‬
  ‫وهذه النظرة التجديدية تعتبر إنجازاً علميا ً في هذه المسألة، يدفع عن الناس الرهق ويقطع الطريق أمام‬
  ‫مشاريع االستثمار في الظالم (أمينو وكالس نموذجا ً) التي كانت تستغل بشكل كبير العاطفة الدينية عند‬
             ‫الناس، وتمضي إلى إقناعهم باستثمار أموالهم في مشاريع غير حقيقية، وما يستتبع ذلك من اللف‬
‫والدوران ، وتلزم المتعاملين بسلسلة من التصرفات المتتالية التي ينتج عنها أكبر الضرر في المعامالت‬
        ‫التعاقدية ، وابتكار األساليب التي تتنافى مع طبيعة العقود الشرعية التي تتطلب الوضوح والصراحة‬
                                                                                                     ‫والوفاء.‬
        ‫إن قرارات بعض المجامع الفقهية لم تكن صائبة في نقل اإلجماع على تحريم التعامل مع المصارف‬
    ‫العامة بإطالق وإلحاق ذلك بالربا الحرام ، بل كانت في الواقع تعكس رأيا ً واحداً مما يمكن أن يختاره‬
                   ‫فقهاء األمة في المسائل الملحة، وقد أكد المجمع الفقهي في األزهر الحقا ً هذا الذي نقوله .‬
    ‫إن الربا حرام في سائر شرائع الدنيا ومن العسير أن نتصور فقها ً اقتصاديا ً شريفا في العالم يدافع عن‬
            ‫الربا، أو يتستر على الجوانب االستغاللية التي ينطوي عليها عقد الربا، وهو ما يمكن رؤية آثاره‬
    ‫السلبية الخط يرة اليوم في الربا العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى مع الدول الفقيرة حيث تلجئها إلى‬
       ‫قبول شروط جد ظالمة من أجل منحها قروض التنمية تماما كما يفعله أي تاجر جشع مع أي محتاج،‬
  ‫وهو ما تستنكره الضمائر الحرة من مختلف األديان وتشهد على ذلك المظاهرات الصاخبة في محاربة‬
         ‫الربا العالمي التي رأيناها مراراً في (سياتل وجنوة وجنيف) وفي أي مكان يجتمع فيه صندوق النقد‬
                                                              ‫الدولي لرسم سياسات القروض على فقراء العالم.‬
        ‫لقد كانت هناك أصوات قليلة تتبنى جواز االستثمار في المصارف العامة بدافع انتفاء علة الربا وكنا‬
     ‫نتلقى أشد الرهق من أجل ذلك، ومراراً تتالت االتهامات بأن هذه الفتاوى تصدر خدمة للربا العالمي،‬
 ‫وأن المطلوب إنما هو إقصاء أي دور للمصارف الوطنية مع التوصية أحيانا ً بإنشاء مصارف إسالمية،‬
             ‫مع أن أيا ً من هذه المصارف ال يكون واقعيا ً إذا هو رفض التعامل مع المال نفسه على أنه وعاء‬
        ‫استثماري تن موي ينهض إلى جانب األوعية األخرى من الجهد والخبرة والتنظيم، األمر الذي يجعلنا‬
          ‫نبدو متناقضين عندما نقر االستثمار في العقار والمنقول وسائر الخبرات الكسبية ثم نحجم عن منح‬
                                                                                        ‫المال نفسه هذه الصفة.‬
   ‫لتحريم‬      ‫إن قرار مجمع الفقه اإلسالمي في األزهر الشريف الذي أكد هذه النظرة ليس في الواقع إلغاءً‬
  ‫الربا الذي قررته الشريعة ولكنه وضع لألمور في نصابها الصحيح ، وفهم للدين بمقاصده، وهو دعوة‬
          ‫إلدراك حقيقة أن الربا الحرام إنما هو ركام المظالم و المآثم التي تفرضها عالقة إذعان مبنية على‬
  ‫اضطرار الطرف األضعف لقبول شروط الطرف األقوى في سبيل الخالص من لحظة ضعف ال يلبث‬
                                                     ‫أن يكتشف أنه تورط فيما هو أشد منها رهقا ً وأكثر ظلما ً.‬
          ‫ال يفتني أن أنوه أننا في مدرسة التجديد كما في المجمع الفقهي في األزهر ال نعترض على القاعدة‬
        ‫الفقهية: كل قرض جر نفعا ً فهو ربا، وإن لم تكن حديثا ً مرفوعا ً إلى النبي بسند صحيح كما يروج له‬
   ‫البعض، وذلك ألن أبسط شرائط القرض أن يسعى المقترض إلى المقرض اضطراراً عن حاجة، وهو‬
    ‫المعنى الذي أكده الحديث الشريف: رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها‬
         ‫والقرض بثمانية عشر فقلت لجبريل: ما بال القرض أفضل من الصدقة قال ألن السائل يسأل وعنده‬
       ‫والمستقرض ال يستقرض إال من حاجة، أخرجه ابن ماجة عن أنس بن مالك، ومثله كذلك ما أخرجه‬
‫من حديث ابن مسعود : ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إال كان كصدقتها مرة، فكان حديث ابن‬
     ‫ماجه في تفسير القرض أولى التفاسير بالقبول وال شك هنا أن أي تعامل مع المصارف ال ينطلق أبدا ً‬
   ‫بهذه الدوافع اإلحسانية، بل هو ليس بقرض أصال ألن العقود بمعانيها ال بمبانيها وإن تسمية الناس لها‬
    ‫باسم القرض ال يجعلها قرضا النتفاء شروط القرض منها ، كل ما في األمر أنه محض استثمار ليس‬
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي

More Related Content

What's hot

الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)
Saif Eddin
 
1لامن الفكري
1لامن الفكري1لامن الفكري
1لامن الفكري
omrakan
 
دورة العقيدة بالمستوى المبتدئ
دورة العقيدة بالمستوى المبتدئدورة العقيدة بالمستوى المبتدئ
دورة العقيدة بالمستوى المبتدئ
شيخ العمود
 
حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1
anasilias100
 
magdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحية
magdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحيةmagdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحية
magdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحية
magdy-f
 
الشباب والمساجد
الشباب والمساجدالشباب والمساجد
الشباب والمساجد
4shbabkw
 

What's hot (20)

الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)
 
السلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكر
السلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكرالسلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكر
السلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكر
 
المحاضرة الشهريّة: "مفهوم الحكم في الإسلام" | سعد السكندراني
المحاضرة الشهريّة: "مفهوم الحكم في الإسلام" | سعد السكندرانيالمحاضرة الشهريّة: "مفهوم الحكم في الإسلام" | سعد السكندراني
المحاضرة الشهريّة: "مفهوم الحكم في الإسلام" | سعد السكندراني
 
1لامن الفكري
1لامن الفكري1لامن الفكري
1لامن الفكري
 
عالَـم أبي ذر
عالَـم أبي ذرعالَـم أبي ذر
عالَـم أبي ذر
 
دورة العقيدة بالمستوى المبتدئ
دورة العقيدة بالمستوى المبتدئدورة العقيدة بالمستوى المبتدئ
دورة العقيدة بالمستوى المبتدئ
 
Ershad17
Ershad17Ershad17
Ershad17
 
حاجات البشرية في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
حاجات البشرية في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلمحاجات البشرية في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
حاجات البشرية في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
 
أهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينأهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدين
 
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائيكيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
 
حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1حقيقة العقيدة السلفية1
حقيقة العقيدة السلفية1
 
المنظور الاسلامي
المنظور الاسلاميالمنظور الاسلامي
المنظور الاسلامي
 
دين الله الحق
دين الله الحق دين الله الحق
دين الله الحق
 
Hathihi
Hathihi Hathihi
Hathihi
 
خطة عملية للتعامل مع الالحاد
خطة عملية للتعامل مع الالحادخطة عملية للتعامل مع الالحاد
خطة عملية للتعامل مع الالحاد
 
Ershad(17)
Ershad(17)Ershad(17)
Ershad(17)
 
الغيرة على العقيدة
الغيرة على العقيدةالغيرة على العقيدة
الغيرة على العقيدة
 
magdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحية
magdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحيةmagdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحية
magdy-fبوربوينت دراسة عن الادارة المسيحية
 
الشباب والمساجد
الشباب والمساجدالشباب والمساجد
الشباب والمساجد
 
الحوثيون
الحوثيونالحوثيون
الحوثيون
 

Similar to وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي

محطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصديمحطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصدي
عوده عبد الله
 
مدخل تشريع المجموعة الاولى
مدخل تشريع المجموعة الاولىمدخل تشريع المجموعة الاولى
مدخل تشريع المجموعة الاولى
hamda_ahli
 
معالم الرحمة في مناسك الحج م
معالم الرحمة في مناسك الحج ممعالم الرحمة في مناسك الحج م
معالم الرحمة في مناسك الحج م
guest6e66e5
 
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
أبو سليمان آل وادي
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
ssuserec8dfb
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
ssuserec8dfb
 

Similar to وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي (20)

مبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلام
مبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلاممبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلام
مبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلام
 
2 المدارس الفكرية في الإسلام
2 المدارس الفكرية في الإسلام2 المدارس الفكرية في الإسلام
2 المدارس الفكرية في الإسلام
 
محطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصديمحطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصدي
 
الشاه ولي الله الدهلوي.docx
الشاه ولي الله الدهلوي.docxالشاه ولي الله الدهلوي.docx
الشاه ولي الله الدهلوي.docx
 
التاريخ التشريع في العصر الحديث
التاريخ التشريع في العصر الحديثالتاريخ التشريع في العصر الحديث
التاريخ التشريع في العصر الحديث
 
Fiqh academies
Fiqh academiesFiqh academies
Fiqh academies
 
حقوق الانسان
حقوق الانسانحقوق الانسان
حقوق الانسان
 
Hadis tentang manusia dan ilmu
Hadis tentang manusia  dan ilmuHadis tentang manusia  dan ilmu
Hadis tentang manusia dan ilmu
 
مدخل تشريع المجموعة الاولى
مدخل تشريع المجموعة الاولىمدخل تشريع المجموعة الاولى
مدخل تشريع المجموعة الاولى
 
ندوة إحياء ما لا يعرف عن الأندلسيين 1 يناير 2011 في سايتك
ندوة إحياء ما لا يعرف عن الأندلسيين   1 يناير 2011 في سايتكندوة إحياء ما لا يعرف عن الأندلسيين   1 يناير 2011 في سايتك
ندوة إحياء ما لا يعرف عن الأندلسيين 1 يناير 2011 في سايتك
 
معالم الرحمة في مناسك الحج م
معالم الرحمة في مناسك الحج ممعالم الرحمة في مناسك الحج م
معالم الرحمة في مناسك الحج م
 
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
 
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
 
Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية
 Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية
Benamor.belgacemنحو الدولة المدنية
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغيير
 
jafrali
jafralijafrali
jafrali
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
 
تعريف الإسلام
تعريف الإسلامتعريف الإسلام
تعريف الإسلام
 
تعديل مناهج التربية الإسلامية
تعديل مناهج التربية الإسلاميةتعديل مناهج التربية الإسلامية
تعديل مناهج التربية الإسلامية
 

وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي

  • 1. ‫وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.‬ ‫وبعد فقد قال تعالى:‬ ‫يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا‬ ‫يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوالً سديدا ً‬ ‫ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما .‬ ‫يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاالً كثيراً ونساء‬ ‫واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام إن هللا كان عليكم رقيبا .‬ ‫يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن‬ ‫هللا عليم خبير.‬ ‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه.‬ ‫وقال أيضا ً: ال فضل لعربي على أعجمي وال ألبيض على أسود إال بالتقوى .‬ ‫مقدمة‬ ‫ليست هذه الورقة نتيجة بحث أكاديمي وإنما نتاج معايشة يومية للعمل اإلسالمي على الساحة خالل‬ ‫عقدين من الزمان، وإن كان اإلنسان ال يستغني عن الكتب والدراسات والبحوث يستقي منها ويتعرف‬ ‫من خاللها على الكثير.‬ ‫وال أزعم أني أحيط في هذه الورقة بكل جوانب العمل اإلسالمي، فهذا العمل أصبح من االتساع‬ ‫واالنتشار ما يحتاج معه إلى كتب ومقاالت وبحوث ودراسات أرجو أن يوفق المركز في القريب إلى‬ ‫إصدار بعضها.‬ ‫وعلى كل حال فسأبذل جهدي ألتناول المركز تأسيسا ونظاما داخليا مع أهم النقاط في المبادئ والوسائل‬ ‫واألهداف والخطوط العريضة في المنهج الدعوي للمركز مع بيان نظرتنا في المركز إلى بعض جوانب‬ ‫العمل اإلسالمي من دون الدخول في تفاصيل ال تسعها هذه الورقة التي ال أنفي أنها ستكون متأثرة‬ ‫بموقعي كداعية إسالمي سوري ينتمي إلى الشعب الكردي فيه وينشط من أجله في الساحة المحلية‬ ‫واإلسالمية والعالمية.‬ ‫************‬ ‫البيان التأسيسي‬ ‫- انطالقا ً من قوله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن")‬ ‫- ورغبة في تحصيل األجر الذي قال عنه الرسول صلى هللا عليه وسلم: ( من دعا إلى هدى كان له‬ ‫من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم شيئا ُ ).‬ ‫- وانطالقــا ً مـــن الفريضة الشرعية العظمى في الدعـــوة إلى الخير، واألمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر، التي هي القطب األعظم للدين، وهي وظيفة األنبياء والمرسلين.‬ ‫- وإيمانا ً بضرورة تجديد الخطاب اإلسالمي في جميع مجاالته، وباألخص العقدي منه والفكري والفقهي‬ ‫والدعوي والسياسي واالقتصادي واالجتماعي .‬ ‫- وقناعة باألهمية القصوى لتنقية الفكـــر اإلسالمي المعاصر مما علق به من الشبهات واالنحرافات‬ ‫والبدع .‬ ‫- ومشاركة في بناء مجتمع إسالمي صالح يرفرف عليه العدل والمساواة والحرية ، ويستتب فيه األمن‬ ‫واألمان، مجتمع المحب ة واألخوة واإليثار، وليس مجتمع الشح واألثرة واألنانية واالستغالل .‬
  • 2. ‫- وتفكيكا لأللغام الدينية المصطنعة التي وضعت في طريق نهضة األمة جهال من واضعيها أو تحقيقا‬ ‫لمصالحهم الخاصة وذلك قناعة منا بأن تفكيك هذه األلغام سيسمح لألمة بتحمل مسؤولياتها في بناء‬ ‫مستقبلها وتلبية كافة احتياجات أبنائها الروحية والمعنوية بل الحياتية والمادية والمعيشية .‬ ‫- وحرصا ً علــــى حشـــد طاقات العاملين لإلسالم، وتنظيم صفوفهم، واالرتقاء بفكرهم، وتعميق فهمهم‬ ‫لإلسالم، بما يخــــدم مســيرة الدعوة والحركة اإلسالمية، وتطلعات األمة اإلسالمية، ونضـــال شعوبها‬ ‫المشروع من أجل التحرر والتخلص من الطواغيت البشرية الدينية أو الدنيوية.‬ ‫- لكل هذا فقد أحدث وأسس الدكتور محمد معشوق الخزنوي مع بعض الباحثين اإلسالميين المتنورين‬ ‫عام 2220 ميالدية في مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا مركزا للدراسات اإلسالمية كمركز‬ ‫إسالمي علمي اجتماعي غير حكومي وذلك بموجب نظام داخلي مؤلف من عدة مواد في ثمانية أبواب‬ ‫على التفصيل اآلتي :‬ ‫**************‬ ‫الباب األول‬ ‫(االسم – المقر - التعريف - المبادئ - األهداف - الوسائل)‬ ‫مـــادة (1): االسم : اتفق المؤسسون على أن يكون اسم المركز هو (مركز الدراسات اإلسالمية‬ ‫بالقامشلي) ويكتسب هذا االسم شخصيته االعتبارية بإتمام إجراءات اإلشهار.‬ ‫مـــادة (0): المقر الرئيس للمركز هو مدينة القامشلي، ويجوز أن يتخذ المركز مقراً آخر بشكل مؤقت.‬ ‫مـــادة (3): التعريف :(مركز الدراسات اإلسالمية) هو مركز إسالمي علمي اجتماعي غير حكومي‬ ‫أسس ليكون مركزاً دعويا ً مستقالً ال يتدخل في الشؤون السياسية وال يتعامل مع الناس على أساس الدين‬ ‫أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو اللغة أو االنتماء الحزبي أو السياسي، وعلى هذا فهو مشروع يهدف‬ ‫إلى تنوير المجتمع وإيقاظه من غفالت التقليد ليتمكن األحفاد من اقتباس الجذوة من شعلة األجداد دون‬ ‫الرماد، ونشر الوعي الديني من خالل إحياء المنهج النبوي في العقائد والعبادات والسلوك، وإبعاد‬ ‫المسلم عن البدع والتراكمات التي حجبت حقيقة اإلسالم عن الناس، مع التأكيد على منهج الوسطية‬ ‫واالعتدال لرسالة اإلسالم السمحة بعيدا عن الغلو واإلفراط والتفريط .‬ ‫والمركز مخصص للدراسات اإلسالمية العقدية والفكرية والعلمية واالجتماعية، وليس منظمة جهادية،‬ ‫وال هو مؤسسة عسكرية، لذلك فإن المركز ال يمارس عمله إال بالوسائل واألساليب العقدية والفكرية‬ ‫والعلمية الحوارية ، أي فقط بالوسائل السلمية.‬ ‫فهو إذاً يهدف بالدرجة األولى إلى إحياء سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وإزالة ما علق بها من‬ ‫البدع واالنحراف ليس في الشكل والمظهر فحسب وإنما قبل ذلك في منهجه اإلنساني الحكيم في الدعوة‬ ‫والحوار وقبول اآلخر والتركيز على المشترك بين عباد هللا و الوقوف عند النقاط التي تجمع وال تفرق‬ ‫وتيسر وال تعسر، والتركيز على صفة المواطنة حتى مع االختالف العرقي والديني والثقافي كما ركز‬ ‫عليها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مجتمع اإلسالم مجسداً ذلك في وثيقة المدينة التي وقعها مع‬ ‫سكان المدينة عموما ً المسلمين منهم واليهود والمشركين على السواء. وكذلك نشر الوعي بمقاصد‬ ‫الشريعة، واإلسهام في تيار التجديد واالنفتاح، رغبة في التعريف باإلسالم بحقيقته وجوهره، والبحث‬ ‫في معالجة آثار التطرف والتشدد الذي شوه صورة اإلسالم في كثير من بلدان العالم.‬ ‫مـــادة (4): المبادئ: ينطلق المركز من المبادئ التالية:‬ ‫يلتزم المركز بالديمقراطية كخيار استراتيجي متجسدة في الصورة اإلسالمية ( الشورى الملزمـــة ) في‬ ‫الهيكلية اإلدارية والخطط واألهداف بحيث تكون بياناته وقراراته مبنية على أوسع مشاركة وأعمق‬ ‫تشاور من أعضائها. وتتخذ القرارات باألغلبية المطلقة للحاضرين في األحوال العادية، وهي كلها‬ ‫ملزمة.‬ ‫الكرامة اإلنسانية ثابتة لكل بني آدم بتكريم هللا لهم ، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو‬
  • 3. ‫النسب أو اللون أو التابعية ، ومن هنا وجب التعارف والتعاون والتكافل بين جميع الجماعات البشرية‬ ‫تعاونا ً يقوم على الحق والعدل والمساواة ألن حقوق اإلنسان مكفولة لكل فرد ولكل جماعة كما أقرتها‬ ‫الشريعة اإلسالمية واللوائح الدولية لحقوق اإلنسان .‬ ‫العرب والكرد يشكالن معا ً وحدة أخوية متكاملة ضمن النسيج السوري ويتحمالن معا واجب الدفاع‬ ‫عن وحدة التراب السوري وحضارته وإنجازاته عبر ا لتاريخ ولهما نفس الحقوق في المواطنة التي‬ ‫ينبغي أن تتغلب على أية صفة أخرى .‬ ‫وا‬ ‫النساء شقائق الرجال. والمرأة مساوية للرجل في اإلنسانية والكرامة لقوله تعالى:( َيا أ َ ُّيها ال َّناسُ ا َّتقُ‬ ‫َ‬ ‫ذِي‬ ‫َّ‬ ‫ر َّبكم الَّذِي خلَقكم منْ َنفس واحدة وخلَقَ م ْنها ز ْوجها و َبث م ْنهما رجاالً كثِيراً ونساء وا َّتقُوا هللاَ الَّ‬ ‫َ ِ َ ً َ‬ ‫ِ َ َ َ َ َ َّ ِ ُ َ ِ َ َ‬ ‫َ َُْ ِ ْ ٍ َ ٍَِ َ َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َتساءلُون به واألَرْ حام إِنَّ هللاَ كان علَ ْيكم رقِيبا ً)، ولقوله عليه وعلى آله الصالة والسالم: (النساء شقائق‬ ‫َّ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ِِ َ‬ ‫الرجال)، وهي مساوية للرجل في كافة الحقوق وااللتزامات، متمتعة بكافة المزايا والصالحيات، ال‬ ‫فرق بينها وبين الرجال إال ما جاء نص صحيح ثابت من الكتاب والسنة قطعي الداللة بخالف ذلك ( أي‬ ‫بتمييز أحد الجنسين عن اآلخر لعلل محددة تتغير فيتغير الحكم بتغيرها) وذلك فقط في حدود ما أمر به‬ ‫النص الشرعي من غير أقيسة فاسدة، أو خياالت مريضة شاطحة، أو إسقاطات نفسية متشنجة. فللمرأة‬ ‫ً‬ ‫كافة الحقوق السياسية في ظل االلتزام بقيم اإلسالم وآدابه ، كالرجل سواء بسواء، ولها الحق في‬ ‫ممارسة دورها في خدمة المجتمع ، ولها حق التعلم وممارسة الزراعة والتجارة والسياسة والصناعة‬ ‫وكافة المهن المشروعة ا لتي ال تناقض طبيعتها الفيزيولوجية، ولها الحق في تنمية أموالها بنفسها‬ ‫وبالطريقة التي تشاء دون وصاية من أحد عليها .‬ ‫مـــادة (5): األهــــداف: يعمل المركز على تحقيق األهداف التالية:‬ ‫النصيحة لكتاب هللا وسنة رسوله بصيانتهما، ورعاية حفظهما وتعهد علومهما، والعمل بما جاء فيهما.‬ ‫النهوض بدور المسجد الريادي في التربية والرعاية وبناء األجيال.‬ ‫التعريف بالحضارة اإلسالمية عبر وسائل اإلعالم المختلفة .‬ ‫اإلسهام في تفعيل األطراف التي تجمع بين نشاطات تيارات التجديد في العالم اإلسالمي.‬ ‫اإلسهام في إحياء االجتهاد اإلسالمي، وفتح أبواب اإلصالح والتطوير حتى يتكون في األمة جيل كامل‬ ‫من الفقهاء المجتهدين، والمفكرين المبدعين المتميزين، وذلك وفق قاعدة احترام التعدد، وحرية االختيار‬ ‫من الفقه اإلسالمي، ونبذ التقليد األعمى والتعصّب واإلقصاء واإللغاء والتكفير.‬ ‫رفض االستنساخ الفكري والعلمي والثقافي من خالل دعم حرية الفكر واإلبداع ، ونبذ ممارسة‬ ‫اإلرهاب الفكري سواء من قبل المراجع الدينية أو اللوبي الشعبي وما يسمى بـ ( العامة ) الذين‬ ‫يتحكمون من خالل الجاه أو المال في كثير من القرارات والفتاوى الشرعية .‬ ‫بذل كل الجهود وتسخير ما أمكن من الطاقات لم نح طلبة العلم والدعاة والمفكرين الحصانة العلمية‬ ‫الالزمة والتي منحها الشرع لهم وسلبها اآلخرون منهم ليتمكنوا من وضع إبداعاتهم واجتهادا تهم بين‬ ‫يدي األمة بكل جرأة و صراحة وصدق مع هللا ومع عباد هللا دون أن يتعرضوا ألية ضغوط ومضايقات‬ ‫وصوال إلى التخلص من االزدوا جية في خطابهم الديني أو ما يسمى في عرفهم بـ ( خطاب الخاصة‬ ‫وخطاب العامة ) .‬ ‫إفهام المسلمين أن منح الحصانة للعلماء والمراجع الدينية ال يعني إضفاء القداسة عليهم بحيث تأخذ‬ ‫األمة أقوالهم وخياراتهم وفتاويهم على عالتها دون بحث وتمحيص كثوابت شرعية ال يسع األمة‬ ‫الخروج عليها فليس في اإلسالم رجال يحكمون باسم هللا تعالى وال باسم رسوله صلى هللا عليه وسلم‬ ‫ولو كان هؤالء الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي هللا عنهم، وليس في األمة أحد إال‬ ‫ويؤخذ من قوله ويترك إال صاحب الرسالة صلى هللا عليه وسلم .‬ ‫فك االشتباك بين ال عقل والنص عن طريق منح النص ظروفه المكانية والزمانية كأسباب النزول‬ ‫وأسباب الورود، وإحياء وسائل العلماء المجتهدين في التعامل مع النص من خالل تخصيص العام‬ ‫وتقييد المطلق وتأويل الظاهر والتوقف في النص وغيرها من الوسائل التي تجعل النص نوراً يقتدي به‬
  • 4. ‫المهتدون وليس غالً يحول دون ضياء العقل ونوره.‬ ‫فتح منجم الفقه اإلسالمي بكافة مذاهبه وتياراته التي تمثل أصدق تدوين للعقل اإلسالمي في فترة‬ ‫النهوض الحضاري ، والدعوة لالقتباس منه واالستنارة به وفق احتياجات األمة، وتنشيط الحركة‬ ‫الفكرية والثقافية بطرح أهم القضايا التي تهم العالم اإلسالمي من خالل إقامة المحاضرات والندوات‬ ‫والمؤتمرات العامة والخاصة التي يشارك فيها علماء مختصون يدلون بدلوهم في الموضوعات الحيوية‬ ‫التي تهم المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، مع استخالص العبر والعظات من دروس الماضي‬ ‫وتجاربه، وإلى جانب ذلك يهتم المركز بإعد اد بحوث ميدانية، كما يدعم بحوثا يعدها باحثون مستقلون،‬ ‫وطالب وطالبات الدراسات العليا في المجاالت اإلنسانية.‬ ‫إحياء مقاصد اإلسالم الكبرى ومنحها دوراً حقيقيا ً في التشريع، والتي تزيد على عشرة عناوين :‬ ‫كالتوحيد والعدل والخير والحب والجمال والعفاف والطهارة والحرية والمساواة والشورى وحسن‬ ‫الخلق.‬ ‫تحقيق الخلق القرآني في المسلم والتأكيد على الضوابط الخلقية الستعمال المعرفة فقد قال رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وسلم: إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق.‬ ‫تحصين المجتمع من كل أشكال االنحرافات الفكرية واألخالقية للحفاظ على هويته اإلسالمية من‬ ‫الطمس أو التشويه، وذلك في المقام األول بالتثقيف باإلسالم تثقيفا ً مركزاً ألعضاء المركز ولغيرهم من‬ ‫النخب، وبالتثقيف الجماهيري الشامل لعامة الناس، بالحوار والجدال بالتي هي أحسن، وباإلرشاد‬ ‫والتوجيه، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالقمع أو اإلرهاب أو القوة المسلحة .‬ ‫تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، وليشعر بمسئوليته في خدمة بالده والدفاع‬ ‫عنها. وتزويد ه بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عامال‬ ‫في المجتمع وتنمية إحساسه بمشكالت المجتمع الثقافية واالقتصادية واالجتماعية، وإعداده لإلسهام في‬ ‫حلها.‬ ‫فتح الحوار اإلسالمي بأطيافه الجديدة من سنة وشيعة، وظاهرية ومؤولة، وصوفية وسلفية، وأصولية‬ ‫وعلمانية، واتجاه إسالمي واتجاه قومي .‬ ‫االهتمام بشكل خاص بإطالق الحوار اإلسالمي العلماني، وفق قاعدة تعزيز المشترك وتوحيد الجهود‬ ‫في المقاصد الوطنية واإلنسانية المشتركة، مع التأكيد على أن النموذج األتاتوركي للعلمانية والذي تمثل‬ ‫في معاداة الدولة للدين هو نموذج مشوه للعلمانية التي ال تعني في حقيقته أكثر من فصل الدين عن‬ ‫الدولة وليس فصل الدين عن المجتمع.‬ ‫تجلية التسامح اإلسالمي من أجل بناء أمة {ال إكراه في الدين} ومن أجل إنجاز أمة تلتزم طريق {وال‬ ‫تقولوا لمن ألقى إليكم السالم لست مؤمنا ً}.‬ ‫التأكيد على األخوة اإلنسانية ، والبحث عن المشترك بين الناس في مختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية‬ ‫واالجتماعية وخاصة أبناء الوطن الواحد على أساس القاعدة الذهبية: {الخلق كلهم عيال هللا وأحب‬ ‫ً‬ ‫الخلق إلى هللا أنفعهم لعياله}، مما ينعكس إيجابيا على عالقة المسلمين بغيرهم سواء في البالد اإلسالمية‬ ‫أو بالد المهجر ويدفعهم إلى االنسجام واالندماج مع غيرهم واالنخراط في مجتمعاتهم وتحمل‬ ‫مسؤولياتهم اتجاهه ودعم الحوا ر مع الغرب واالنفتاح عليه ومد جسور التواصل الفكري والثقافي لردم‬ ‫الهوة ما بين الغرب والمسلمين.‬ ‫المساهمة في الحوار والتقارب اإلسالمي المسيحي، على أساس كونهما الديانتين األكثر أتباعا ً في‬ ‫األرض وانطالقا ً من كون سوريا مركزاً النطالق الديانتين، واستثمار هذا التقارب لمواجهة أخطار‬ ‫العولمة السالبة.‬ ‫تصحيح الفهم الديني عن الديمقراطية التي حاول أصحاب األنظمة الديكتاتورية والمتطفلون عليهم من‬ ‫رجال الدين أو من نسميهم بالعامية بـ ( من يغمسون خبزهم في زيتهم ) إفهام المسلمين أن الديمقراطية‬ ‫التي تعني حكم الشعب للشعب هي بديل عن حكم هللا للخلق وهذا تعمد واضح في تشويه هذا المصطلح‬
  • 5. ‫الذي توصلت الشعوب الحية المكافحة إليه بعد صراع طويل مع الطواغيت والديكتاتوريات، بينما القول‬ ‫الحق هو أن نقول: إن حكم الشعب للشعب هو بديل عن حكم الديكتاتور للشعب وليس بديال عن حكم هللا‬ ‫للخلق ألن المسألة دائرة بينهما فقط دون هللا تعالى، أما هللا رب الخلق فإن الشعب أقدر من الديكتاتور‬ ‫على تنفيذ حكمه وإرادته سبحانه وتعالى وهم أدرى من الديكتاتور بتفاصيل أحكام شريعته ولذلك قال‬ ‫ابن القيم رحمه هللا تعالى: ( أينما وجدت مصلحة العباد فثم شرع هللا ) .‬ ‫دعم المجتمع المدني ذي المؤسسات الفعالة المستقلة ليكون مجتمعا يسوده السالم االجتماعي ويقوم على‬ ‫اإليمان والترابط واالحترام المتبادل والعدالة والمساواة والحب والوئام.‬ ‫نشر روح التكافل االجتماعي بغية توفير أقصى ما يمكن للمجتمع أن يساهم به أو فيه من خدمات علمية‬ ‫وتربوية واجتماعية وصحية وأحيانا ً ترفيهية لسد حاجات المستفيدين من المركز والوقوف معهم في‬ ‫شدائدهم .‬ ‫مـــادة (6): الوســــائل: يعمل المركز على تحقيق أهدافه عبر األساليب والوسائل المشروعة، ومنها:‬ ‫إقامة مراكز األبحاث، وإصدار الكتب والنشرات والصحف التثقيفية واإلعالمية والندوات وورشات‬ ‫العمل المتنوعة والمحاضرات وا لمناظرات وعقد المؤتمرات الحوارية التي تقارب بين وجهات النظر.‬ ‫العمل من خالل وسائل اإلعالم المحلية والعالمية من صحافة وتلفزيون وإذاعة، باإلضافة إلى ما قد‬ ‫يمتلكه المركز من وسائل ذاتية كموقعه اإللكتروني والنشرات والكتب الهادفة.‬ ‫تحريك وتحريض المؤسسات والجمعيات المجتمعية والحقوقية، محلية كانت أو دولية، لرفع المظالم عن‬ ‫المظلومين، وإحقاق الحقوق للمضطهدين، وكذلك العمل معها ومن خاللها ما لم يوجد مانع شرعي أو‬ ‫قانوني.‬ ‫المساهمة في تأسيس الجمعيات الخيرية ودعم الموجود منها ماديا ً ومعنويا ً .‬ ‫إجراء االتصال بالمراكز البحثي ة المشابهة في العالم اإلسالمي والتنسيق فيما بينها .‬ ‫**************‬ ‫الباب الثاني‬ ‫(العضوية)‬ ‫مـــادة (7): العضــويــة:‬ ‫) من الباحثين في الدراسات‬ ‫1- يقبــــل المركز في صفوفه من يتقدم بطلب االنضمام إليه (عضواً عامالً‬ ‫اإلسالمية وطلبة العلوم الشرعية ومن على شاكلته م بالنسبة للديانات األخرى، وكذلك المعنيين بالشأن‬ ‫االجتماعي من الرجال والنساء المؤمنين بمبادئ المركز وأهدافـــه المتبنين لبرامجه المستعدين لاللتزام‬ ‫بالنظم واللوائـــح اإلدارية التي يصدرها وممن توفر فيه الشروط التالية:‬ ‫أ- أن يكون سوري الجنسية قد أتم الثامنة عشر من عمره ذا مواقف إيجابية تدعم مسيرة المركز.‬ ‫ب- أن يتصف باألخـــالق والسيرة الحميدة وغير محكوم عليه بإدانة في جريمة مخلة بالشرف أو‬ ‫األمانة.‬ ‫ج- أن يقبـــل االلتزام بأهــداف وغايات المركز.‬ ‫د - أن يكون قد سدد الحد األدنى لرسم االشتراك السنوي الذي يحدده الهيئة في لوائحه الداخلية.‬ ‫(0) عضو شرف هو العضو الذي تمنحه الجمعية عضويتها نظير ما قدمه لها من خدمات جليلة مادية‬ ‫أو معنوية ساعدت المركز على تحقيق أهدافها، وله حق حضور اجتماعات المجلس العام ومناقشة ما‬ ‫يطرح فيها دون أن يكون له حق التصويت، أو الترشيح لعضوية المجلس التنفيذي.‬ ‫(3) تنتهي عضوية الفرد (بنوعيها) في المركز بأحد األسباب التالية:‬ ‫الوفـــــــاة‬ ‫االستقالـة‬ ‫اإلقالة أو الفصل‬ ‫************‬
  • 6. ‫الباب الثالث‬ ‫(الهيكل التنظيمي)‬ ‫مـــادة (8): يتشكل الهيكل التنظيمي للمركز من:‬ ‫(1)- الهيئة العامة‬ ‫(3)- المكتب التنفيذي‬ ‫أوالً: الهيئة العامة:‬ ‫- وهو اجتماع يضم جميع األعضاء المؤسسين والعاملين في المركز وهي عموما ً السلطة العليا في‬ ‫المركز.‬ ‫بناء على طلب المدير العام أو بكتاب يوقع‬ ‫- تجتمع الهيئة العامة للمركز اعتياديا مرة كل سنة واستثنائيا ً‬ ‫عليه ثلث األعضاء العاملين.‬ ‫- ينتخب (المؤتمر العام) للهيئة المكتب التنفيذي بما فيهم المدير العام ونائبه من بين أعضائه لمدة أربع‬ ‫سنوات وذلك بالكيفية التي يحددها المؤتمر العام ويشكل (المؤسسون) هيئة عامة مؤقتة إلى حين التمكن‬ ‫من عقد المؤتمر العام األول.‬ ‫- ال يجوز تعديل هذا النظام األساسي إال من قبل (الهيئة العامة ) بأغلبية الثلثين.‬ ‫- تضع الهيئة العامة الئحتها الداخلية لنظام جلساتها، وإصدار قراراتها، وكيفية إدارة أعمالها، وتشكيل‬ ‫لجانها.‬ ‫- ولها مراقبة ومتابعة األعمال التنفيذية وتقييمها.‬ ‫- ولها مناقشة وإقرار أية أمور أخرى يعرضها عليها المدير العام أو ثلث أعضائها.‬ ‫- ولها رفع التوصيات المختلفة إلى المدير العام.‬ ‫- تختار الهيئة مدققا ً للحسابات على أال يكون عضواً في المركز‬ ‫ثانيا ً: المكتب التنفيذي: وهو يهتم بتسيير الشؤون اإلدارية واألعمال التنفيذية، إلى جانب وضع الخطط‬ ‫العامة والبرامج الرئيسي ة المحددة لمسار المركز، وتلمس وسائل تنفيذها، مع السعي إلى تطوير األداء‬ ‫واالرتقاء به.‬ ‫(1)- يتشكل المكتب التنفيذي كالتالي:‬ ‫أ- المدير العــــام ونوابه.‬ ‫ب- أمين الصندوق ومحاسبه.‬ ‫ج – أمين السر.‬ ‫د - مديرو بقية األقسام واإلدارات التي تتوزع على الشكل التالي:‬ ‫إدارات المركز وهي:‬ ‫1 - إدارة الشئون اإلدارية والمالية: وهي تشكل الهيكل العام للمركز كمجلس اإلدارة والمدير العام ومن‬ ‫يعينه في مهامه.‬ ‫0 - إدارة البحوث والدراسات: تقوم هذه اإلدارة بإجراء البحوث والدراسات النظرية والميدانية،‬ ‫وتشجيع الباحثين على إعداد بحوث عن قضايا اإلسالم دينا وحضارة وعن اإلسالم والمسلمين في‬ ‫العصر الحديث، بالتزام الموضوعية، واعتماد الحقائق التي تعين على فهم اإلسالم وما يتصل به من‬ ‫علوم ومعارف فهما صحيحا، ولتحقيق هذا الهدف تقوم اإلدارة بعدد من المهام أهمها :‬ ‫- وضع تقارير عن األوضاع المعاصرة للعالم اإلسالمي وخاصة في منطقة نشاط المركز بصفة‬ ‫دورية، وإجراء بحوث ميدانية عن قضايا اإلسالم والمسلمين، لكشف أوضاعهم وظروفهم، ووضع‬ ‫الحلول المناسبة لمشكالتهم.‬ ‫ء -تلقي البحوث والدراسات التي تعرض على المركز، والنظر فيها، وتقييمها ثم توجيهها إلى محكمين‬ ‫في حال مناسبتها، والتفاوض مع أصحابها عند إقرار نشرها، ووضع الخطوط الالزمة لطباعتها‬ ‫ء‬ ‫ونشرها.ء‬
  • 7. ‫- دعم الباحثين المتخصصين في الجامعات بتقديم منح لهم تساعدهم على إجراء بحوث تدخل في‬ ‫أهداف المركز، وإتمامها على نحو يحقق الغاية منها.‬ ‫- االتفاق مع الجامعات ف ي القطر وخارجه على توجيه بعض طالب الدراسات العليا لدراسة المشكالت‬ ‫والقضايا التي تخص المسلمين في هذا العصر، والتي يحددها المركز، ويقوم باإلسهام في تحمل‬ ‫التكاليف الخاصة بالعمل الميداني، والحصول على المعلومات التي تخدم أغراض البحث.‬ ‫- إقامة عالقة وثيقة مع البا حثين والمراكز البحثية في مناطق العالم المختلفة، ثم وضع أسس وقواعد‬ ‫محددة يقوم المركز من خالل إدارة البحوث والدراسات باستضافة الباحثين والراغبين في إنجاز بحوثهم‬ ‫في القطر في المجاالت التي تدخل في مناطق اهتمامات المركز.‬ ‫- المشاركة في إبداء الرأي في القضايا التي تعرض على المركز.‬ ‫- تمثيل المركز في الندوات العلمية والمؤتمرات ذات االختصاص في داخل القطر وخارجه.‬ ‫3 - إدارة المكتبات والمعلومات: تمثل المعلومات أساس البحوث العلمية الرصينة التي تسهم في تقدم‬ ‫المجتمعات وتطورها، وفي هذا العصر الذي تتدفق فيه المعلومات من كل صوب وحدب على اختالف‬ ‫مصادرها، وأوعيتها وأشكالها ومراجعها، أصبح من الضروري تحديد قنوات المعلومات وأوعيتها،‬ ‫وتصنيفها وترتيبها بشكل يساعد على االستفادة منها وتوظيفها ومن هذا المنطلق تقوم هذه اإلدارة بتوفير‬ ‫أوعية المعلومات وتنظيمها وحفظها وإتاحتها الستخدام الباحثين من داخل المركز و خارجه ،وفي سبيل‬ ‫تحقيق هذه الغاية، تضطلع هذه اإلدارة بالمسؤوليات اآلتية:‬ ‫- اختيار أوعية المعلومات المناسبة لتوجهات المركز والمحققة ألهدافه، وتنظيمها وفقا ألحدث النظم‬ ‫وطبعها.‬ ‫- إتاحة المعلومات للمستفيدين من داخل المركز، أو عن طريق وسائل االتصال المختلفة سواء أكان‬ ‫هؤالء المستفيدون من داخل مدينة القامشلي أم من باقي مناطق الجمهورية العربية السورية أو من‬ ‫خارجها.‬ ‫-العناية بتنمية مجموعات المركز بشكل مستمر وتغذيتها بأحدث المعلومات.‬ ‫-إنشاء قواعد المعلومات المتخصصة وتنظيمها وتحديثها بصفة مستمرة، وإتاحة المجال للباحثين‬ ‫لإلطالع عليها واالستفادة منها.‬ ‫- اإلشراف على قسم المخطوطات والنوادر وتسهيل االستفادة منها للباحثين، والهيئات العلمية في‬ ‫داخل القطر وخارجه عن طريق التصوير الميكرو فيلمي.‬ ‫- اإلسهام في إعداد مستخلصات عن قضايا ومسائل تدخل ضمن عمل المركز، وذلك بأخذها من أوعية‬ ‫المعلومات المحفوظة في المكتبة. ء‬ ‫- اإلشراف على الحاسب اآللي، والعمل على تطوير الخدمة اآللية، بما يؤدي إلى سرعة اإلنجاز ودقته.‬ ‫وتتوزع مهام هذه اإلدارة على األقسام اآلتية:‬ ‫- قسم تنظيم المعلومات، وتشمل الفهرسة والتكشيف والحاسب اآللي وقواعد البيانات و التخزين اآللي‬ ‫و الوسائل والمخطوطات.‬ ‫- قسم خدمات المستفيدين، وتشتمل على خدمة المعلومات، وخدمات التصوير، وخدمة تأمين المراجع.‬ ‫4 - إدارة التراث والثقافة: وتهتم هذه اإلدارة بكل ا لشؤون التراثية والثقافية للحضارة اإلسالمية ممثلة‬ ‫بذاكرة وتراث األمتين العربية والكردية كنموذجين حيين لذاك الموروث الحضاري ولكونهما في مجال‬ ‫عمل المركز.‬ ‫(0)- يجتمع المكتب التنفيذي مرة واحدة كل أسبوعين على األقل، أو كلما دعت الضرورة وتتخذ‬ ‫قراراته باألغلبية وع ند التعادل يرجح الطرف الذي معه المدير العام‬ ‫(3)- يختص المكتب التنفيذي بالمهام التالية:‬ ‫أ ـ إدارة المركز واتخاذ القرارات الالزمة لتحقيق ذلك .‬ ‫ب ـ تنفيذ قرارات الهيئة العامة.‬
  • 8. ‫ج ـ قبول األعضاء الجدد.‬ ‫د ـ إعداد الموازنة العامة والميزانية السنوية تقديم تقارير نصف سنوية للهيئة العامة.‬ ‫هـ ـ إعداد الخطط والبرامج التنظيمية.‬ ‫و ـ إقرار الصرف على األنشطة المختلفة.‬ ‫ز ـ إعداد اللوائح والتعليمات الداخلية والتعديالت المقترحة على النظام األساسي .‬ ‫ح ـ تشكيل إد ارات المركز وإقرار برامجها وميزانياتها.‬ ‫************‬ ‫الباب الرابع‬ ‫(الشؤون المالية)‬ ‫مـــادة (1): ماليــــة المركز‬ ‫أوالً - تتكون مالية المركز من الموارد التالية:‬ ‫أ- اشتراكات األعضاء العاملين اإللزامية.‬ ‫ب- التبرعات والهبات التطوعية والوصايا والوقف من األفراد والجماعات.‬ ‫ج - ريــع استثمار أموال المركز إن وجدت.‬ ‫ثانيا ً- يقــوم المكتـب التنفيذي للمركز بإعداد األنظمة المالية للمركز وتقوم الهيئة العامة بمناقشتها‬ ‫وإقراراها.‬ ‫ثالثا ً- يرأس المحاسب في المكتب التنفيذي لجنة مالية تشرف على األمور المالية للمركز.‬ ‫رابعا ً - تخضــع حسابات المركز وموارده للتدقيـــق وفـــقا ً لقواعد المحاسبة المرعيــة.‬ ‫خامسا ً- المدير العام ومديرو األقسام مسئولون كل في حدود اختصاصه عن أموال المركز وعن أي‬ ‫تصرف فيها يكون مخالفا للوائح الداخلية للمركز، أو لقرارات الهيئة العامة.‬ ‫سادسا ً- تودع األموال النقدية للمركز باسمه الذي سجل به لدى واحد أو أكثر من المصارف . وال‬ ‫يسحب أي مبلغ من المصرف إال إذا وقع على الصك (الشيك) المدير العام وأمين الصندوق أو من‬ ‫ينوب عنهما بقرار من الهيئة العامة .‬ ‫سابعا ً- تعتبر أموال المركز العينية منها أو النقدية بما فيها من استثمارات وتبرعات وهبات ملكا‬ ‫لـلمركز بشخصيته المعنوية، وصفته القانونية االعتبارية ، وليس لعضو المركز ، أو من سقطت‬ ‫عضويته ، ألي سبب من األسباب أو لورثتهم حق فيها‬ ‫*********‬ ‫الباب الخامس‬ ‫(أحكام خاصة)‬ ‫مـــادة (1): حــل المركز:‬ ‫أو دمجـــــه مــــع مركز آخر بقــــرار من ثلثــــي أعضـــاء المؤتمر العام‬ ‫أوالً- يتم حل المركز طوعيا ً‬ ‫للمركز .‬ ‫ثانيا ً- يجب على القائمين على إدارة المركز المبادرة بتسليم المصفي ، الذي يتم تعيينه من الهيئة العامة‬ ‫، جميع المستندات والسجالت الخاصة بالمركز فور طلبها ، ويمتنع عليهم وعلى المصرف المودع لديه‬ ‫أموال المركز والمدينين لها التصرف في أي شأن من شئون المركز أو حقوقه إال بأمر كتابي من‬ ‫المصفي .‬ ‫ثالثا ً- بعد إتمام التصفية يقوم المصفي بتوزيع األموال الباقية على الجهات التي نص عليها قرار‬ ‫التصفية الصادر من الهيئة العامة.‬ ‫*********‬ ‫الباب السادس‬ ‫مشاريع المركز‬
  • 9. ‫يعمل المركز من خالل:‬ ‫دار إحياء السنة للطباعة والنشر.‬ ‫المكتبة العلمية التي تقدم المراجع للمطالعة أو لإلعارة.‬ ‫معهد األسد لتحفيظ القرآن الكريم والسنة الشريفة وعلومهما.‬ ‫مجمع البر اإلسالمي، وهو يشتمل إلى جانب المسجد على مشفى وروضة ومدرسة شرعية ومعهد‬ ‫لتعليم الحاسوب واللغات وقاعات لمختلف النشاطات االجتماعية (المجمع قيد البناء وتصلى الجمعة في‬ ‫جزء منه).‬ ‫جمعية رفع المستوى الصحي واالجتماعي والتي يهتم المركز من خاللها بالجانب الصحي واالجتماعي‬ ‫للمواطنين ومن أبرز لجانها العاملة حاليا ً اللجنة الصحية وقد بدأت نشاطها بتقديم أول دفعة من األدوية‬ ‫لجمعية القديس منصور الخيرية وهي جمعية مسيحية تعمل في الجزيرة وذلك ككبادرة إنسانية وعربون‬ ‫صداقة وإخاء وكذلك تعمل لجنة إفطار الصائم وتوزيع صدقات الفطر واألضاحي باإلضافة إلى لجنة‬ ‫الكفاالت الّتي ترعى بعض طلبة العلم في المعاهد والجامعات داخل سوريا وخارجها) )‬ ‫********.‬ ‫الباب السابع‬ ‫االنتماء والهوية‬ ‫من الناحية السياسية: ال ينتمي المركز إلى أية جماعة أو حزب عربي أو كردي معترف به أو محظور،‬ ‫والمركز إذا كان يهتم بالقضايا السياسية واإلنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه وفي مقدمتها قضية الشعب‬ ‫الكردي ومعاناته والحيف الذي لحق به فإنما هو جزء من االستجابة لنداء الواجب اإلنساني وقبل ذلك‬ ‫الديني وهو في النهاية جزء من مصداقيته في رسالته الدينية وترسيخ خطابه اإلسالمي .‬ ‫أما من الناحية الدينية: فهو مركز إسالمي كما هو ظاهر من عنوانه ولكنه ال ينتمي إلى أية جماعة أو‬ ‫مذهب أو طريقة دينية فالتيار اإلسالمي في سوريا تماما مثل أي بلد إسالمي آخر يضم تيارا محافظا‬ ‫وتيارا إصالحيا بمعنى أن هناك محافظين يتحلقون حول رجال الدين ويدورون في فلكهم ويرونهم‬ ‫الناطقين الرسميين باسم هللا والنبي والدين وتحت مظلة من ال شيخ له فشيخه الشيطان ، كما أن هناك‬ ‫إصالحيين يرون اإلنسان قادرا على عبادة هللا وإدراك شريعته والمساهمة في بناء الوطن من دون أن‬ ‫ينتظم تقليديا في حلقة من حلقات المشايخ أو ينضم إلي تنظيم من التنظيمات الدينية التي هي في الغالب‬ ‫تخدم المصالح الضيقة للنخبة من رجال الدين،‬ ‫هذا وبالرغم من أن مؤسس المركز يحظى بنفوذ كبير بين الوسط المثقف في المنطقة إال أن عالقته‬ ‫معهم ليست هي عالقة مريد وشيخ بل عالقة أخ بأخ بينهما احترام متبادل ألنه وإن كان قد تخرج من‬ ‫المدارس التقليدية والمحافظة ودرس في المدارس الشرعية الضيقة األفق وذاق حلوها ومرها لكنه بعد‬ ‫تخرجه واختالطه بالناس واحتكاكه بمشاكلهم وهمومهم علم أن التيار التقليدي بما فيهم ذاك الذي تنتمي‬ ‫عائلته إليه والذي يُطلب منه أن يكون أحد رموزه والدعاة إليه هو تيار ضيق األفق وغير قادر على‬ ‫إنتاج ما يبني الحياة ويبرئ الذمة اتجاه هللا وعباده من خالل إظهار اإلسالم بالمظهر الالئق به وبيان‬ ‫مسايرته لروح العصر وصالحية أحكامه لكل زمان ومكان ، ولذلك بدأ في حياته العملية والدعوية‬ ‫والفكرية يميل إلى التيار اإلصالحي التجديدي العصري الذي يستطيع أن يقدم اإلسالم بثوبه الناصع‬ ‫الجميل بعيدا عن تأثيرات األفراد ومصالحهم وكذلك بعيدا عن األحكام المسبقة الصنع من قبل فقهاء‬ ‫عاشوا قبل عشرة قرون بحيث نتعاطى مع المستجدات والنصوص الشرعية بروح عصرية ووفق‬ ‫متطلبات المقاصد الشرعية.‬ ‫**********‬ ‫الباب الثامن‬ ‫المنهج الدعوي للمركز‬
  • 10. ‫يعتبر مؤسس المركز نفسه صاحب رسالة ومنهج في الدعوة، وتتميز طروحاته في بعض األحيان‬ ‫بالجرأة في اإلصالح والتغيير طالما كلفته الكثير من التضحيات.‬ ‫ولعلني أشير في هذه العجالة إلى أهم هذه النقاط التي ترسم منهج المركز والتي تعتبر من قبل رجال‬ ‫الدين التقليديين سلبيات في منهجه تستحق االستنكار والحرب وأحيانا ً التكفير والتفسيق وهي هذه:‬ ‫1 - التجديد الديني .‬ ‫0 - تفعيل دور اإلسالم في خدمة اإلنسانية.‬ ‫3 - ترسيخ مفهوم التعددية.‬ ‫4 - تشجيع الحوار اإلنساني.‬ ‫5 - الوالء للوطن.‬ ‫**********‬ ‫التجديد الديني‬ ‫وهو من أهم الواجبات التي حمّلنا النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم شرف حملها إلى جانب الكثيرين‬ ‫من شرفاء األمة مستلهمين الهمة والشرعية من قوله صلى هللا عليه وسلم {يبعث هللا لهذه األمة على‬ ‫رأس كل مائة من يجدد لها أمر دينها} وبين مهمة المجددين في الدين بقوله {يحمل هذا العلم من كل‬ ‫خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين}‬ ‫هذا وللتجديد شعب متعددة من أهمها:‬ ‫أوالً : التجديد في العقيدة:‬ ‫وذلك من خالل العودة إلى الكتاب والسنة وتخليص العقائد السائدة في كثير من المجتمعات اإلسالمية‬ ‫من البدع والشركيات وعبادة األشخاص وتقديسهم واالستغاثة بعظامهم واالستمداد من رفاتهم والطواف‬ ‫بقبورهم والنذر لهم السجود لهم وتقبيل أعتابهم والحلف بهم وتعظيم صورهم والخوف منهم أكثر من هللا‬ ‫أو محبتهم أكثر من هللا وكذلك التحرر من الخرافة والشعوذة التي من خاللها يغسل كثير من رجال‬ ‫الدين أدمغة الناس ويستولون على إرادتهم وخاصة تلك البيئات المتأثرة بالفكر الصوفي الذي يعامل‬ ‫المريدين على أنهم عبيد للشيخ أو كما يقولون كالميت بين يدي الغاسل.‬ ‫ولعل العودة إلى كتاب (ومضات في ظالل التوحيد) الذي أصدره المركز خير معين للتعرف على‬ ‫رسالة المركز التجديدية في مجال العقيدة والتي في مجملها تدعو إلى التوقف عند حدود الوارد في‬ ‫الكتاب والسنة وكما فهمه الصحابة من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .‬ ‫ثانيا: التجديد في الفقه:‬ ‫ال يخفى على أحد أن لنا نصا شرعيا ً مقدسا ثابتا هو الكتاب والسنة الصحيحة في متنها وسندها، وهذا‬ ‫النص هو شريعة هللا التي تعبدنا بها وطالبنا باالنقياد لها ولكن الذي جرى أن فقهاء المسلمين قد وضعوا‬ ‫تحت هذا النص شرحا ثم جاء من وضع تحت الشرح حاشية ثم جاء من جعل على الحاشية هامشا ثم‬ ‫جاء من وضع على الهامش تعليقا وهكذا .... وكان من الممكن أن تكون هذه الشروح والحواشي‬ ‫والهوامش والتعليقات عامل خير ومصدر غنى للفقه اإلسالمي لو بقي ضمن حدودها كجهد بشري‬ ‫يخطئ ويصيب بذل صاحبه جهده للوصول إلى الحق أو األقرب إلى الحق وهو صاحب أجر إن أخطأ‬ ‫أو أجرين إن أصاب.‬ ‫ولكن الذي حصل أن هذه الشروح وأخواتها قد اكتسبت القداسة بجر الجوار كما يقول النحات‬ ‫وأصبحت اجتهادات الفقهاء قيودا ً وأغالالً في أعناق المسلمين ولم يعد بإمكان أحد أن تسول له نفسه أو‬ ‫تحدثه بحق مناقشتها فضاع الفقه وضاعت األمة معه .‬ ‫ومن هنا تأتي مهمة المستنيرين من أبناء األمة في تحمل الرسالة التي حملها األنبياء والمخلصون وكسر‬ ‫حاجز الخوف وإفهام الناس أن من حقهم مناقشة كل اآلراء الفقهية واختيار األصلح لألمة واأليسر على‬ ‫أبنائها ويحقق مصالح األمة . فأجدادنا اختاروا من األحكام ما يتناسب مع زمانهم وعلينا أن نختار منها‬ ‫ما يتناسب مع زماننا فاألحكام تتغير بتغير األزمنة واألمكنة واألشخاص واألحوال .‬
  • 11. ‫هذا ويمكن أن أشير إلى أن المركز في جهوده التجديدية يعتمد على بعض النقاط من أهمها:‬ ‫آ – مقاومة التقليد األعمى الذي يجعل من المجتمع مجرد قطيع تائه ال يدري إلى أين يوجهه الرعاة‬ ‫الذين يحرصون على استنساخ األمة كصورة طبق األصل عنهم أو عن الصورة التي يريدونها.‬ ‫ب – التفريق بين النصوص قطعية الداللة والنصوص ظنية الداللة: وذلك ألننا ملزمون بتطبيق‬ ‫النصوص القطعية دون تلك الظنية في داللتها أو في ورودها حيث نملك هامشا من الحرية في حركتنا‬ ‫الفقهية و خياراتنا االجتهادية بمقدار ما يدخل في داللة النص أو وروده من ظن أو شك.‬ ‫ج – التفريق بين النصوص المعللة وغير المعللة: وذلك من خالل التأكيد على أن النصوص غير‬ ‫المعللة هي نصوص تعبدنا هللا بأحكامها وال نملك حيالها إال أن نقول سمعنا وأطعنا بخالف النصوص‬ ‫المعللة فهي تحتاج إلى إعمال فكر وعقل للتأكد من وجود العلة أو انتفائها في أي مسألة يتراءى‬ ‫للمجتهد أنها تدخل في مجال توجه النص لمعرفة ما إذا كان الحكم ينطبق على موضوع البحث أم ال،‬ ‫وذلك ألن القاعدة األصولية تقول : الحكم منوط بعلته وجودا وعدما.‬ ‫د - التفريق بين الثوابت والمتغيرات من أحكام الدين: وذلك ألن الثابت في ديننا ال يتجاوز الـ20%‬ ‫من األحكام وهو يدخل في الغالب ضمن منظومة العقائد والعبادات وأمهات األخالق، أما الـ28% من‬ ‫األحكام فهي من المتغيرات وهي غالب األحكام التي تتعلق بمصالح العباد من معامالت واقتصاد‬ ‫وسياسة وغير ذلك.‬ ‫هـ – التفريق بين التوقيفي وبين التوافق : فالتوقيفي من األحكام هو ما وردت النصوص مطالبة األمة‬ ‫به وهذا نظل نطالب األمة به لتقول سمعا ً وطاعة هلل ولرسوله ، أما التوافقي من األحكام فهي ما لم ترد‬ ‫بها النصوص على سبيل المطالبة بـ (إفعل وال تفعل) بل وردت النصوص بها على سبيل حكاية حال‬ ‫توافقية وهذه ال تعتبر أحكاما شرعية واجبة االنقياد لكونها وردت توافقا وهي تشكل معظم األحكام‬ ‫الشرعية ، وتعاملنا الخاطئ مع هذه األحكام التوافقية هو الذي كبل المسلمين ومنعهم من تطوير حياتهم‬ ‫ألنه فرض عليهم صياغة حياتهم تماما وفق ما روي عن قالب الحياة قبل أربعة عشر قرنا دون التفريق‬ ‫بين ما هو دين وما هو عادة أو تقليد .‬ ‫ومن هذا القبيل أغلب األحكام التي تصيغ شكل الرجل والمرأة وطريقة تعاملهما مع المجتمع وكذلك‬ ‫المعامالت وطرق الحكم والقضاء وغيرها من األحكام االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي نقلتها‬ ‫الروايات لنا كأسلوب وطريقة في الحياة في عهد السلف من أجدادنا وأصبحت فيما بعد لقصور فهمنا‬ ‫وعدم قدرتنا على تمييز التوافقي من التوقيفي أحكاما شرعية ونصوصا مقدسة لم يستطع المسلمون أن‬ ‫يتحرروا منها حتى في عباداتهم كقولهم بضرورة كون الجمعة أربعين رجالً أو في بلدة دون القرية أو‬ ‫واحدة كما كانت غير متعددة أو ضرورة أن يحضرها السلطان أو الوالي وإال فهي باطلة وأمثال ذلك‬ ‫مما في األساس أحكاما توافقية و ليس هذا محل تفصيلها.‬ ‫هـ - بناء الفتوى على األيسر ال على األحوط: حيث لجأ كثير من المفتين إلى التشدد في الفتوى وكلما‬ ‫دار الحكم بين رأيين اختار المفتي أشدهما احتياطا ً وخروجا ً من الخالف على حد زعمه ناسيا أن هذا‬ ‫صحيح وفضيلة في حق النفس وليس في حق الغير فضالً عن حق األمة ، ففي حق الفتوى والغير‬ ‫واألمة يجب اختيار األيسر على األمة واألقرب إلى تحقيق مصالح العباد فقد كان من هدي رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وسلم أنه ما كان يخير بين أمرين إال اختار أيسرهما، ولذلك قعد فقهائنا هذه القاعدة‬ ‫الجميلة الحكيمة لفقههم: (أينما وجدت مصلحة العباد فثمة شرع هللا).‬ ‫و - تصحيح القراءة المغلوطة لكثير من القضايا المعاصرة: حيث يقف الفقهاء في الغالب موقفا سلبيا‬ ‫من كل جديد ويقرؤونه قراءة سريعة تأتي أحيانا مغلوطة أو قاصرة فتشكل الفتوى غالً في أعناق‬ ‫المسلمين بدالً من أن تكون حالً لمشاكلهم ومستجدات أمورهم واألمثلة على ذلك كثيرة أذكر منها:‬ ‫1 - التأمين: حيث قرأنا ه على أنه صناعة غربية أحدثت لسرقة أموالنا وابتزازنا إضافة إلى أنه يتحدى‬ ‫القدر ويتضمن في طياته القمار والميسر والمراهنة والم غامرة والجهالة والغرر والربا إلى آخر األلفاظ‬ ‫والمفردات التي نحسن ترديدها ولو في غير موقعها.‬
  • 12. ‫وكانت هذه التهم التي نتجت من قراءة مغلوطة كافية إلصدار فتوى بمنع التأمين وتحريمه وبالتالي‬ ‫حرمان المسلمين من خيراته وميزاته التي نالها الغرب على األقل في الجانب االقتصادي واألخالقي‬ ‫والنفسي حيث بدأت أموالهم تزداد وتتحرك بأمان ودون خوف من جوع أو إفالس أو حاجة إلى الناس‬ ‫وهذا ما حرمنا المسلمين منه مع أنهم أولى من غيرهم بميزات قوله تعالى {الذي أطعمهم من جوع‬ ‫وآمنهم من خوف} وقوله {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} هذا من الناحية االقتصادية والنفسية، أما من‬ ‫الناحية األخالقية والعالقات اإلنسانية فحدث وال حرج حيث بدأ اإلنسان الغربي يتحمل مسؤولية‬ ‫تصرفاته بكل جرأة ولذلك ليس غريبا إذا صُدمت سيارتك في بلد غربي دون علمك أن تجد ورقة‬ ‫ملصقة على سيارتك كتب عليها اسم من صدم سيارتك وعنوانه مبديا أسفه على ما جرى واستعداده‬ ‫إلصالح سيارتك في الوقت الذي تشاء وذلك ألنه لن يدفع من جيبه الخاص شيئا فلم ال ينفعك بشيء ال‬ ‫يضره حيث تكفلت شركات التأمين بكل ذلك، بينما نجد الصورة المشرقة هذه تكاد تكون معدومة عندنا‬ ‫ألن الحاجة قد تدفع صاحبها إلى االنحراف .‬ ‫0 - اليانصيب: حيث قرأه فقهائنا أيضا على أنه قمار وميسر ورهان وجهالة وغدر إلى غير ذلك من‬ ‫المصطلحات الجاهزة سلفا والتي نبدع في صنعها وإلصاقها بكل جديد دون دراسة والتي تكفي لتحريمه‬ ‫بالضربة القاضية ومنع المسلمين المساكين من التعامل معه واالستفادة من خيراته .‬ ‫بينما القراءة الصحيحة والتي يعرفها كل االقتصاديين هي أن اليانصيب نوع من الضريبة االختيارية‬ ‫تقتطعها الدولة من بعض مواطنيها باختيارهم لتدعم بذلك خزينتها مع وعد منها لهؤالء المواطنين أنها‬ ‫أي الدولة ستفضلهم على غيرهم من المواطنين الذين لم يساهموا في هذه السلة المالية التطوعية وستقدم‬ ‫لهم مكافآت على عملهم الوطني هذا لتشجعهم وتشجع غيرهم مستقبالً ، ولما كان تكريم الجميع دفعة‬ ‫واحدة يفوت على الصندوق غرضه كان من الضروري تكريم بعضهم بالقرعة على أن يكرم غيرهم‬ ‫في فرصة أخرى ، والقرعة مبدأ شرعي أقره اإلسالم في كثير من المسائل .‬ ‫وبالمناسبة فإن معظم عائدات/ يانصيب معرض دمشق الدولي/ تدخل في ميزانية الدولة لدعم العائد‬ ‫الوطني األمر الذي ينعكس إيجابيا على كل مواطن ثم يخرج من هذه الميزانية مبلغ محدود يوزع كهدايا‬ ‫لمشجعي هذه الضريبة االختيارية.‬ ‫وإن تحريمها يعني حرمان الخزينة من عائدات كبيرة بال دليل شرعي، ويعني كذلك حرمان الطبقة‬ ‫الملتزمة بتوجيهات المرجعيات الفقهية من شرف المساهمة االختيارية في ميزانية بلدانهم، بل و يعني‬ ‫حرمان هؤالء الملتزمين المساكين الذين يرون الفقهاء ناطقين رسميين باسم هللا من هدايا وعطاءات هذه‬ ‫المؤسسة وبالتالي حرمانهم من فرصة لتحسين مستوى معيشتهم.‬ ‫وإذا علمت أن هذه المؤسسة تسخر جانبا من طاقات المجتمع لتحسين المستوى المعيشي لما ال يقل عن‬ ‫عشرين أسرة كل أسبوع فستدرك حجم المأساة في حرمان األسر واألفراد الملتزمين بفتوانا المرتجلة‬ ‫من هذه الفرصة التي استفاد منها غيرهم خالل أكثر من خمسين سنة من عمر هذه المؤسسة.‬ ‫3 – المصارف والربا: حيث سوى فقهاءنا بين المصارف الوطنية التي أنشئت لخدمة المواطن ورفع‬ ‫مستواه المعيشي وتوزيع الثروة وصناعة مزيد من فرص العمل في البلد وبين المعامالت التي تجري‬ ‫بين الفقراء وبعض الجشعين الذين ال هم لهم إال أكل أموال الناس بالباطل.‬ ‫إن العالم يتحرك حول نظم اقتصادية مختلفة في حين أننا لم نوفق إلى اليوم في حل مشكلة التوصيف‬ ‫الشرعي للمصارف ! دون أن يتجرأ أحدنا فيسأل نفسه أو أحد المرجعيات التقليدية متى سيصبح العدل‬ ‫هو معيار الحكم على األنشطة االقتصادية؟ بدل أن تكون الفتاوى الجاهزة التي أصدرها أشخاص لم‬ ‫يدخلوا المصارف في حياتهم أصالً هي المعيار؟ وإلى متى نمنع الفقراء الملتزمين بفتاوينا من التعاطي‬ ‫مع المصارف الوطنية التي أنشئت أصال لخدمته؟ ومتى يدرك فقهائنا أننا بمنعنا للفقراء من التعامل مع‬ ‫المصارف الوطنية لم نحل المش كلة بل ألقينا بهم بين براثن ذئاب التجارة وحيتان السوق الذين يستغلون‬ ‫حاجات الفقراء وأحيانا باسم الدين والحالل والبيوع الشرعية فيلتهمون األخضر واليابس بال رقيب.‬ ‫مالحظة: راجع المذكرة التي أصدرها المركز بهذا الشأن تحت عنوان (المصارف والربا بين‬
  • 13. ‫المدرستين القديمة والحديثة)‬ ‫****************‬ ‫نتائج التجديد في الفقه‬ ‫أرى أن التجديد في الفقه سيؤثر إيجابيا في شتى مجاالت الحياة وخاصة في المجاالت اآلتية:‬ ‫في الحياة االجتماعية وخاصة ما يتعلق منه بالمرأة:‬ ‫إن كثيراً من دعاة التحرر يطرحون تحرر المرأة على أساس التمرد على كل موروث، وهكذا فإن‬ ‫الحديث عن تنكيس القائم وإقامة المنكوس هو الخيار الذي يتبناه كثيرون في إطار الحديث عن تحرر‬ ‫المرأة !!‬ ‫إننا نستقبل القرن الجديد في حال محيرة فدعوة تحرير المرأة ال زالت تحظى باهتمام الفت ولكن من‬ ‫دون أن تتحدد معالمها بشكل جلي، وبالمقارنة مع حرك ة النهضة والتنوير التي تبناها العلماء المتنورون‬ ‫في القرن الماضي فإن حركة التحرر قد تراجعت نسبياً، على األقل في إطار التوجيه الديني الذي كان‬ ‫في الواقع طرفا ً إيجابيا ً في حركة تحرر المرأة ولكنه تراجع اآلن إلى خيار سلبي في هذه المسألة!‬ ‫كان من المألوف حين ذاك أن يتحدث كثيرون عن تحرر المرأة خياراً فكريا ً حقيقيا ً في رحاب األزهر‬ ‫الشريف وأن يتسابق لتدبيج الخطب في الدعوة إلى تحرر المرأة رجال مختلفون في المحاريب ولكن‬ ‫الصيغة التي نواجهها اليوم بمرارة أن التيار الديني لم يعد يرى أن تحرر المرأة مطلب إسالمي، بل‬ ‫صارت الصيغ ة السائدة أن المرأة ال تعاني من أي مشكلة وأنها إن حققت التزامها بأشكال الحشمة التي‬ ‫يأمر بها النص الفقهي فهي في غاية من التحرر والعافية ال تحتاج معها لمزيد إن لم نقل إن المزيد هو‬ ‫غزو فكري خبيث يراد به اجتثاث المرأة وإغواؤها.‬ ‫لقد أسهم في غربة حركة تحرر المرأ ة تورط بعض دعاة التحرر في طرح مسألة الزي على أنها المعلم‬ ‫األول للتحرر وهكذا تم ربط المسائل بالزي عن عمد، وتم تصنيف بنات المجتمع إلى تقدميات‬ ‫متحررات أو رجعيات متخلفات على أساس من الزي وحده!‬ ‫مع أن أبسط ما يدركه أي عاقل هو أن الزي محايد وهو ليس معياراً بكل تأكيد وأن التماس التحرر من‬ ‫خالله موقف ال يخلو من مغالطة وتمحل!!‬ ‫إننا عندما نتحدث عن المرأة المتحررة فإن أجلى صورة لها إنما هي في الواقع صورة نساء السلف‬ ‫الصالح في عصر الحضارة اإلسالمية يوم شاركت المرأة إلى جوار النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم‬ ‫من اللحظة األول ى التي كانت فيها أول قلب اطمأن باإليمان في شخص خديجة رضي هللا عنها إلى أن‬ ‫صارت المجاهدة والطبيبة والمعلمة والشاعرة واألديبة والمحدثة والراوية، وكل ذلك بحضرة النبي‬ ‫الكريم صلى هللا عليه وسلم وتشجيعه وإطرائه.‬ ‫فإلى أين يتجه خيار الجمود حينما يقرر أن خير أحوال المرأة أن ال يراها الرجال وال ترى الرجال؟‬ ‫إننا لألسف نعمد إلى خيارات األولين فننتقي منها األسوأ واألشد واألبعد عن ظروف الزمان والمكان‬ ‫الذي نعيش فيه، ونطفئ عن عمد خيارات أخرى فيها حلول حقيقية لمشاكلنا وهمومنا على أساس أنها لم‬ ‫تحظ برضى الجماعة في مراحل الت دوين، أو لم تتحمس لها القيادة السياسية ولم تتحول إلى بند في‬ ‫ميثاق الحكومة في حينه، والفقه اإلسالمي ليس في الواقع محض شرح للنص المقدس دائماً، إنه أيضا ً‬ ‫ديوان للعقل اإلسالمي واجتهاداته في فترة الصعود الحضاري كما في فترة أفوله، وهو أيضا ً في بعض‬ ‫مسائله إفرازات ظروف معينة للقيادة السياسية.‬ ‫ولو عدنا إلى التاريخ في إحصاء ذي داللة سنجد أن الحافظ المزي صنف كتابا ً شهيراً أسماه: الكمال في‬ ‫أسماء الرجال،عمد فيه إلى التعريف بأهم أعالم األمة في مجال علم الرواية الذي كان آنئذ أبا ً للعلوم‬ ‫جميعا ً تندرج تحته علوم التاريخ واأل دب إلى جانب المعارف الدينية، ثم اختصره بعدئذ إلى: تهذيب‬ ‫الكمال في أسماء الرجال، ثم رأى الحافظ ابن حجر العسقالني أن الكتاب كبير فاختصره في: تهذيب‬ ‫التهذيب في اثني عشر مجلداً، وبعد فترة اختصره مرة رابعة وأسماه: تقريب التهذيب، وعندما تطالع‬ ‫تقريب التهذيب هذا ال ذي هو سجل لعلماء اإلسالم في عصر المجد اإلسالمي تقف على أسماء 408‬
  • 14. ‫امرأة من نساء السلف الصالح حتى مطلع القرن الثالث الهجري، وهذا الرقم من كتاب واحد بعد‬ ‫االختصار للمرة الرابعة، وكلهن ترجمت حياتهن ودرسن وصنفن على أنهن أعالم في اإلسالم، وذكر‬ ‫أمام كل واحدة منهن تالمذتها من الرجال والنساء في صورة جد واضحة لمشاركة المرأة في الحياة‬ ‫العلمية على أوسع نطاق!!‬ ‫وفي دراسة إحصائية للكتب التسعة التي هي أوثق كتب الرواية في اإلسالم فإن الرواية عن هؤالء‬ ‫النسوة تعكس مدى مشاركتهن وحضورهن في الحركة العلمية واالجتماعية، ويمكنك قراءة هذه األرقام‬ ‫لبعض منهن:‬ ‫.‬ ‫عائشة بنت أبي بكر: أخذ عنها 220 من طالب العلم فيهم 76 امرأة و030 رجالً‬ ‫أم سلمة بنت أبي أمية : أخذ عنها121 من طالب العلم فيهم 30 امرأة و87 رجالً.‬ ‫حفصة بنت عمر: أخذ عنها 20 من طالب العلم فيهم 3 نساء.‬ ‫أسماء بنت أبي بكر: أخذ عنها 10 من طالب العلم فيهم امرأتان.‬ ‫هجيمة الوصابية : أخذ عنها 00 من طالب العلم كلهم رجال .‬ ‫أسماء بنت عميس: أخذ عنها 31 من طالب العلم فيهم امرأتان‬ ‫وهذه أمثلة واضحة لكل من أراد أن يدرك مدى حضور المرأة في العمل الحضاري ومدى تجاوز‬ ‫السلف لما نفرضه اليوم من القيود ع لى مشاركة المرأة في الحياة العلمية باسم الموروث الثقافي، وتحت‬ ‫عنوان فساد الزمان وتهتك الذمم!!‬ ‫وهل يقنعك بعدئذ القول بأن كل هؤالء الرجال كانوا يأخذون العلم من أولئك النسوة من وراء حجاب!!‬ ‫أستطيع الجزم هنا بأن حال االنحطاط التي طرأت على المرأة بعدئذ وجعلت خروجها فتنة وصوتها‬ ‫عورة وإقبالها مظهر شيطان! ليست أبداً حال المرأة التي أطلقها اإلسالم من عقال الجاهلية األولى‬ ‫وحماها من الوأد الجسماني،‬ ‫وبدون أدنى تكلف فإن من العسير جدا أن تستخرج ترجمة لنصف هذا العدد من نساء اشتهرن بالنبوغ‬ ‫في القرون العشرة التالية لعصر ال تدوين الذي دون فيه كتاب الكمال في أسماء الرجال!!‬ ‫فما الذي كسبناه من هذا التشدد؟ وإلى أين يقودنا هذه التطرف؟ وماذا حضرنا ألنفسنا من جواب حين‬ ‫نقف بين يدي هللا؟ وإلى متى نتمادى في وضع الحجة بين يدي السفهاء الذين يقولون إن الفقه اإلسالمي‬ ‫هو المسئول عما يجري؟؟‬ ‫أسئلة نطرحها على الحرس القديم الذين جعلوا من أنفسهم رقباء على رعاية القديم ومناهضة كل حديث،‬ ‫الذين يقولون: { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}.‬ ‫أثر التجديد الفقهي في المصارف والربا وعموم االقتصاد:‬ ‫حيث نقرر في مدرسة التجديد أن االستثمار في المصارف العامة ال يعتبر ربا ً حراماً، ال من خالل‬ ‫المدرسة القديمة التي قررها فقهاء المذاهب المعتبرة وفي مقدمتهم فقهاء الشافعية الذين ال تفتح أي‬ ‫مرجع من مراجعهم إال وترى هذه العبارة (وال ربا في الفلوس وإن راجت رواج النقدين) ألن هذه‬ ‫العمالت الورقية ليست مما ورددت في النصوص التي بينت المواد الربوية وال هي مما تشترك معها‬ ‫في العلة ألن العلة عمدهم هي جوهرية الثمن أي كون العملة أو الثمن من هذا الجوهر وال يخفى أن‬ ‫الورق أو النحاس أوغيرهما من المواد ليست ذهبا وال فضة، هذا بالنسبة للمدرسة القديمة وهي كذلك‬ ‫من خالل نظرة الم درسة الحديثة التي تعتمد على المقاصد الشرعية وترى أن علة الربا هي استغالل‬ ‫الغني للفقير من خالل نقطة ضعفه وهي حاجته إلى المال األمر الذي يمكن أن ينطبق على سائر‬ ‫المعامالت التي يستغل الغني فيها الفقير دون ما تقوم به مؤسسات أنشئت خصيصا لخدمة الفقير‬ ‫وتتعامل معه كلون من التعاقد بالوكالة الجائزة شرعا ً أو المضاربة الجائزة هي األخرى شرعا ً أيضاً،‬ ‫ولعل ما يقلق الحرس القديم هو تحديد الربح مسبقا وقد فاتهم أن تحديد الربح مسبقا ً في العقود‬ ‫االستثمارية ال يحتم اعتبارها ربا ً حراما لعدم وجود نص في ذلك، بل قد يكون تحديد الربح مصلحة‬ ‫حقيقية معتبرة إذا قلت األمانة وشاع التفريط بين الناس وخربت ذممهم ورأى ولي األمر حماية طرف‬
  • 15. ‫من طرف. وفي أسوأ االحتماالت ال يغدو األمر في حالة الربح المحدد أكثر من أن يكون عقد االستثمار‬ ‫(المضاربة) متضمنا شرطا فاسدا يوأدي في أسوأ الحاالت إلى فساد العقد ويرتب للعامل أجرة المثل .‬ ‫(راجع بحث المضاربة في كتب الفقه وخاصة الشافعية منهم)‬ ‫وهذه النظرة التجديدية تعتبر إنجازاً علميا ً في هذه المسألة، يدفع عن الناس الرهق ويقطع الطريق أمام‬ ‫مشاريع االستثمار في الظالم (أمينو وكالس نموذجا ً) التي كانت تستغل بشكل كبير العاطفة الدينية عند‬ ‫الناس، وتمضي إلى إقناعهم باستثمار أموالهم في مشاريع غير حقيقية، وما يستتبع ذلك من اللف‬ ‫والدوران ، وتلزم المتعاملين بسلسلة من التصرفات المتتالية التي ينتج عنها أكبر الضرر في المعامالت‬ ‫التعاقدية ، وابتكار األساليب التي تتنافى مع طبيعة العقود الشرعية التي تتطلب الوضوح والصراحة‬ ‫والوفاء.‬ ‫إن قرارات بعض المجامع الفقهية لم تكن صائبة في نقل اإلجماع على تحريم التعامل مع المصارف‬ ‫العامة بإطالق وإلحاق ذلك بالربا الحرام ، بل كانت في الواقع تعكس رأيا ً واحداً مما يمكن أن يختاره‬ ‫فقهاء األمة في المسائل الملحة، وقد أكد المجمع الفقهي في األزهر الحقا ً هذا الذي نقوله .‬ ‫إن الربا حرام في سائر شرائع الدنيا ومن العسير أن نتصور فقها ً اقتصاديا ً شريفا في العالم يدافع عن‬ ‫الربا، أو يتستر على الجوانب االستغاللية التي ينطوي عليها عقد الربا، وهو ما يمكن رؤية آثاره‬ ‫السلبية الخط يرة اليوم في الربا العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى مع الدول الفقيرة حيث تلجئها إلى‬ ‫قبول شروط جد ظالمة من أجل منحها قروض التنمية تماما كما يفعله أي تاجر جشع مع أي محتاج،‬ ‫وهو ما تستنكره الضمائر الحرة من مختلف األديان وتشهد على ذلك المظاهرات الصاخبة في محاربة‬ ‫الربا العالمي التي رأيناها مراراً في (سياتل وجنوة وجنيف) وفي أي مكان يجتمع فيه صندوق النقد‬ ‫الدولي لرسم سياسات القروض على فقراء العالم.‬ ‫لقد كانت هناك أصوات قليلة تتبنى جواز االستثمار في المصارف العامة بدافع انتفاء علة الربا وكنا‬ ‫نتلقى أشد الرهق من أجل ذلك، ومراراً تتالت االتهامات بأن هذه الفتاوى تصدر خدمة للربا العالمي،‬ ‫وأن المطلوب إنما هو إقصاء أي دور للمصارف الوطنية مع التوصية أحيانا ً بإنشاء مصارف إسالمية،‬ ‫مع أن أيا ً من هذه المصارف ال يكون واقعيا ً إذا هو رفض التعامل مع المال نفسه على أنه وعاء‬ ‫استثماري تن موي ينهض إلى جانب األوعية األخرى من الجهد والخبرة والتنظيم، األمر الذي يجعلنا‬ ‫نبدو متناقضين عندما نقر االستثمار في العقار والمنقول وسائر الخبرات الكسبية ثم نحجم عن منح‬ ‫المال نفسه هذه الصفة.‬ ‫لتحريم‬ ‫إن قرار مجمع الفقه اإلسالمي في األزهر الشريف الذي أكد هذه النظرة ليس في الواقع إلغاءً‬ ‫الربا الذي قررته الشريعة ولكنه وضع لألمور في نصابها الصحيح ، وفهم للدين بمقاصده، وهو دعوة‬ ‫إلدراك حقيقة أن الربا الحرام إنما هو ركام المظالم و المآثم التي تفرضها عالقة إذعان مبنية على‬ ‫اضطرار الطرف األضعف لقبول شروط الطرف األقوى في سبيل الخالص من لحظة ضعف ال يلبث‬ ‫أن يكتشف أنه تورط فيما هو أشد منها رهقا ً وأكثر ظلما ً.‬ ‫ال يفتني أن أنوه أننا في مدرسة التجديد كما في المجمع الفقهي في األزهر ال نعترض على القاعدة‬ ‫الفقهية: كل قرض جر نفعا ً فهو ربا، وإن لم تكن حديثا ً مرفوعا ً إلى النبي بسند صحيح كما يروج له‬ ‫البعض، وذلك ألن أبسط شرائط القرض أن يسعى المقترض إلى المقرض اضطراراً عن حاجة، وهو‬ ‫المعنى الذي أكده الحديث الشريف: رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها‬ ‫والقرض بثمانية عشر فقلت لجبريل: ما بال القرض أفضل من الصدقة قال ألن السائل يسأل وعنده‬ ‫والمستقرض ال يستقرض إال من حاجة، أخرجه ابن ماجة عن أنس بن مالك، ومثله كذلك ما أخرجه‬ ‫من حديث ابن مسعود : ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إال كان كصدقتها مرة، فكان حديث ابن‬ ‫ماجه في تفسير القرض أولى التفاسير بالقبول وال شك هنا أن أي تعامل مع المصارف ال ينطلق أبدا ً‬ ‫بهذه الدوافع اإلحسانية، بل هو ليس بقرض أصال ألن العقود بمعانيها ال بمبانيها وإن تسمية الناس لها‬ ‫باسم القرض ال يجعلها قرضا النتفاء شروط القرض منها ، كل ما في األمر أنه محض استثمار ليس‬