بالأمس، كنّا نتتظر أن يمدّنا الإعلام الرسمي بآخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، إلاّ أننا أصبحنا اليوم لا نتوانى عن متابعة ما يحدث حولنا عبر الميديا الاجتماعية كمنصّات لنقل الأحداث الآنيّة. وتحوّلت مهنة الإعلام والإخبار إلى ممارسة يومية، يتعاطاها الصحفي واللاصحفي عبر المنصّات الإلكترونية الحديثة، على غرار والفايسبوكواليوتوب والتويتر. وارتفع في الآن ذاته عدد مستعملي هذه الميديا الاجتماعية إلى أن أصبحنا نتحدث اليوم عن صحافة المواطن. تهدف هذه الدراسة إذن إلى عرض نشأة صحافة المواطن وتطوّرها بالمشهد الاتصالي الحديث بحضور الميديا الاجتماعية. لنتطرق في مرحلة ثانية إلى الأبعاد الأخلاقية والتنظيمية للميديا الاجتماعية. ممّا يدفعنا إلى الحديث في مرحلة ثالثة عن علاقة الإعلام التقليدي بصحافة المواطن في عصر الميديا الاجتماعية. ولعلّ علاقة الصراع التي نشأت مع تطوّر دور الميديا الاجتماعية كوسيط لنقل الأخبار، هو الذي يدفعنا إلى التساؤل عن هويّة الصحفي اليوم، مع تعدّد المنصّات وتنوّع الوسائل الناقلة للخبر.