مصادر ثالث الباب الأول1

M

مصادر إثرائية للشرعية

1 
قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : 
تفسير سورة الإنسان, اضغط الرابط التالي : 
http://www.e-quran.com/s76.html 
سورة الإنسان بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : 
http://www.youtube.com/watch?v=jiPup_xKe3U 
بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ 
هَلْ أَتَى عَلَى الِْْنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدههْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) 1( إِنها خَلَقْنَا الِْْنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ 
أمَْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) 2( إِنها هَدَيْنَاهُ الهسبِيلَ إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا ) 3( إِنها 
أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلََسِلَ وَأَغْلََلًً وَسَعِيرًا ) 4( إِهن الَْْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا 
كَافُورًا ) 5( عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اهللَِّ يُفَ جرُونَهَا تَفْجِ يرًا ) 6( يُوفُونَ بِالنهذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا 
كَانَ شَرُّه مُسْتَطِيرًا ) 7( وَيُطْعِمُونَ الهطعَامَ عَلَى حُب هِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) 8( إِنهمَا نُطْعِمُكُمْ 
لِوَجْهِ اهللَِّ لًَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلًَ شُكُورًا ) 9( إِنها نَخَ افُ مِنْ رَب نَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا 
11 ( فَوَقَاهُمُ اهللَُّ شَهر ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقهاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ) 11 ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنهةً ( 
وَحَرِيرًا ) 12 ( مُتهكِئِينَ فِيهَا عَلَى الَْْرَائِكِ لًَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلًَ زَمْهَرِيرًا ) 13 ( وَدَانِيَةً 
عَلَيْهِمْ ظِلََلهَُا وَذُلِ لَتْ قُطُوفهَُا تَذْلِيلًَ ) 14 ( وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنَِيَةٍ مِنْ فِهضةٍ وَأكَْوَابٍ كَانَتْ 
قَوَارِيرَاْ ) 15 ( قَوَارِيرَ مِنْ فِهضةٍ قَدهرُوهَا تَقْدِيرًا ) 16 ( وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا 
( زَنْجَبِيلًَ ) 17 ( عَيْنًا فِيهَا تسَُهمى سَلْسَبِيلًَ ) 18
2 
11 - تفسير سورة الْنسان آية : 1 
*) هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدههْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورًا( 
سُورَة الِْْنْسَان : قَد تقََدهمَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ اِبْن عَبهاس أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ كَانَ يَقْرَأ فِي صَلََة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة " الم تنَْزِيل" السهجْدةَ 
وَ " هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان " وَقَالَ عَبْد اهللَّ بْن وَهْب أخَْبَرَنَا اِبْن زَيْد أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَرَأ هَذِهِ السُّورَة " هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان حِين مِنْ 
الدههْر " وَقَدْ أنُْزِلَتْ عَلَيْهِ وَعِنْده رَجُل أسَْوَد فَلَهما بَلَغَ صِفَة الْجِنَان زَفَر زَفْرَة فَخَرَجَتْ نَفْسه فَقَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " أخََرَجَ نَفْس صَاحِبكُمْ 
- أوَْ قَالَ أخَِيكُمْ - الشهوْق إِلَى الْجَنهة " مُرْسَل غَرِيب يَقُول تعََالَى مُخْبِرًا عَنْ الِْْنْسَان أنَههُ أوَْجَدهَُ بَعْد أنَْ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً يُذْكَر لِحَقَارَتِهِ وَضَعْفه فَقَالَ تعََالَى" 
هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان حِين مِنْ الدههْ ر لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورًا. 
*) إِنها خَلَقْنَا الِْْنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمَْشَاجٍ نَبْتلَِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ( 
"أمَْشَاج " أيَْ أخَْلََط وَالْمَشِج وَالْمَشِيج الشهيْء الْمُخْتلَِط بَعْضه فِي بَعْض قَالَ اِبْن عَبهاس فِي قَوْله تعََالَى " مِنْ نُطْفَة أمَْشَاج " يَعْنِي مَاء الهرجُل وَمَاء 
الْمَرْأةَ إِذاَ اِجْتمََعَا وَاخْتلََطَا ثمُه يَنْتقَِل بَعْد مِنْ طَوْر إِلَى طَوْر وَحَال إِلَى حَال وَلَوْن إِلَى لَوْن وَهَكَذاَ قَالَ عِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَالْحَسَن وَالهربِيع بْن أنََس الْْمَْشَاج 
هُوَ اِخْتِلََط مَاء الهرجُل بِمَاءِ الْمَرْأةَ وَقَوْله تعََالَى " نَبْتلَِيه " أيَْ نَخْتبَِرهُ كَقَوْلِهِ جَهل جَلََله " لِيَبْلُوَكُمْ أيَ كُمْ أحَْسَن عَمَلًَ " " فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " أيَْ جَعَلْنَا 
لَهُ سَمْعًا وَ بَصَرًا يَتمََكهن بِهِمَا مِنْ الطهاعَة وَالْمَعْصِيَة. 
* )إِنها هَديَْنَاهُ السهبِيلَ إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا( 
أيَْ بَيهنهاهُ لَهُ وَوَضهحْنَاهُ وَبَصهرْنَاهُ بِهِ كَقَوْلِه جَهل وَعَلََ " وَأهَما ثمَُود فَهَديَْنَاهُمْ فَاسْتحََ بُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدىَ " وَكَقَوْلِهِ جَهل وَعَلََ " وَهَديَْنَاهُ النهجْديَْنِ" أيَْ بَيهنها لَهُ 
طَرِيق الْخَيْر وَطَرِيق الشه ر وَهَذاَ قَوْل عِكْرِمَة وَعَطِيهة وَابْن زَيْد وَمُجَاهِد فِي الْمَشْهُور عَنْهُ وَالْجُمْه ور وَرُوِيَ عَنْ مُجَاه د وَأبَِي صَالِح وَالضههحاك وَالسُّدِ ي 
أنَههُمْ قَالُوا فِي قَوْله تعََالَى " إِنها هَديَْنَاهُ السهبِيل" يَعْنِي خُرُوجه مِنْ الهرحِم وَهَذاَ قَوْل غَرِيب وَالصهحِيح الْمَشْهُور الْْهَول وَقَوْله تعََالَى " إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا 
" مَ نْصُوب عَلَى الْحَال مِنْ الْهَاء فِي قَوْله " إِنها هَديَْنَاهُ السهبِيل " تقَْدِيره فَهُوَ فِي ذلَِكَ إِهما شَقِ ي وَإِهم ا سَعِيد كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيا الهذِي رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ أبَِي 
مَالِك الْْشَْعَرِ ي قَالَ : قَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ" كُ ل النهاس يَ دْْوُ فَبَائِع نَفْسه فَمُوبِقهَا أوَْ مُعْتِقهَا" وَقَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا عَبْد الهرهزاق حَدهثنََا 
مَعْمَر عَنْ اِبْن خُثيَْم عَنْ عَبْد الهرحْمَن بْن سَابِط عَنْ جَابِر بْن عَبْد اهللَّ أهَن النه بِ ي صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ لِكَعْب بْن عُجْرَة " أعََاذكَ اهللَّ مِنْ إِمَارَة السُّفَهَاء" 
قَالَ وَمَا إِمَارَة السُّفَهَاء ؟ قَالَ " أمَُرَاء يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي لًَ يَهْتدَوُنَ بِهُداَيَ وَلًَ يَسْتنَُّونَ بِس نهتِي فَمَنْ صَدهقَه مْ بِكَذِبِهِمْ وَأعََانَهُمْ عَلَى ظُلْمهمْ فَأوُلَئِكَ لَيْسُوا مِن ي 
وَلَسْت مِنْهُمْ وَلًَ يَرِدوُنَ عَلَى حَوْضِي وَمَنْ لَمْ يُصَدِ قهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمهمْ فَأوُ لَئِكَ مِن ي وَأنََا مِنْهُمْ وَسَيَرِدوُنَ عَلَى حَوْضِي يَا كَعْب بْن عُجْرَة : 
الصهوْم جُنهة وَالصهدقََة تطُْفِئ الْخَطِيئةَ وَالصهلََة قُرُبَات - أوَْ قَالَ بُرْهَان - يَا كَعْب بْن عُجْرَة : إِنههُ لًَ يَدْخُل الْجَنهة لَحْم نَبَتَ مِنْ سُحْت النهار أوَْلَى بِهِ يَا 
كَعْب : النهاس غَادِيَانِ فَمُبْ تاَع نَفْسه فَمُعْتِقهَا وَبَائِع نَفْسه فَمُوبِقهَا " وَرَوَاه عَنْ عَفهان بْن وُهَيْب عَنْ عَبْد اهللَّ بْن خُثيَْم بِهِ وَ قَدْ تقََدهم فِي سُورَة الرُّوم عِنْد قَوْله 
جَهل جَلََله " فِطْرَة اهللَّ الهتِي فَطَرَ النهاس عَلَيْهَا" مِنْ رِوَايَة جَا بِر بْن عَبْد اهللَّ رَضِيَ اهللَّ تعََالَى عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " كُ ل مَوْلُود 
يُولَد عَلَى الْفِطْرَة حَتهى يُعْرِب عَنْهُ لِسَانه إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا " وَقَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا أ بُو عَامِر حَدهثنََا عَبْد اهللَّ بْن جَعْفَر عَنْ عُثْمَان بْن مُحَهمد عَنْ 
الْمَقْبُرِ ي عَنْ أبَِي هُرَيْرَة رَضِيَ اهللَّ عَنْهُ عَنْ النهبِ ي صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ " مَا مِنْ خَارِ ج يَخْرُج إِهلً بِبَابِهِ رَايَتاَنِ : رَايَة بِيَدِ مَلَك وَرَايَة بِيَدِ شَيْطَان فَإنِْ 
خَرَجَ لِمَا يُحِ ب اهللَّ اِتهبَعَهُ الْمَلَك بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تحَْت رَايَة الْمَلَك حَتهى يَرْجِع إِلَى بَيْته وَ إِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِط اهللَّ اِتهبَعَهُ الشهيْطَان بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تحَْت رَ ايَة 
الشهيْطَان حَتهى يَرْجِع إِلَى بَيْته. " 
* )إِنها أعَْتدَْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلََسِلََ وَأغَْلََلًً وسعيرا ( 
يُخْبِر تعََالَى عَهما أرَْصَدهَ لِلْكَافِرِينَ مِنْ خَلْقه بِهِ مِنْ السهلََسِل وَالْْغَْلََل وَالسهعِير وَهُوَ اللههَب وَالْحَرِيق فِي نَار جَهَنهم كَمَا قَالَ تعََالَى " إِذْ الْْغَْ لََل فِي 
. أعَْنَاقهمْ وَالسهلََسِل يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمُه فِي النهار يُسْجَرُونَ" وَلَهما ذكََرَ مَا أعََدههُ لِهَؤُلًَءِ الْْشَْقِيَاء مِنْ السهعِير
3 
11 - تابع 1 : تفسير سورة الْنسان : آية 1 
*)إهن الْْبَْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا( 
وَقَد عُلِمَ مَا فِي الْكَافُور مِنْ التهبْرِيد وَالهرائِحَة الطهي بَة مَعَ مَا يُضَاف إِلَى ذلَِكَ مِنْ اللهذاَذةَ فِي الْجَنهة قَالَ الْحَسَن بَرْد الْكَافُور فِي طِيب الهزنْجَبِيل. 
*)عينا يَشْرَبُ بِهَا عِبَاد اهللَّ يُفَ جرُونَهَا تفَْجِيرًا( 
أيَْ هَذاَ الهذِي مُزِجَ لِهَؤُلًَءِ الْْبَْرَار مِنْ الْكَافُور هُوَ عَيْن يَشْرَب بِهَا الْمُقَهربُونَ مِنْ عِبَاد اهللَّ صَرْفًا بِلََ مَزْج وَيُرْوَوْنَ بِهَا وَلِهَذاَ ضَهمنَ يَشْرَب مَعْنَى 
يَرْوَى حَتهى عَدهاهُ بِالْبَاءِ وَنَصَبَ عَيْنًا عَلَى التهمْيِيز قَالَ بَعْضهمْ هَذاَ الشهرَاب فِي طِيبه كَالْكَافُورِ وَقَالَ بَعْضهمْ هُوَ مِنْ عَيْن كَافُور وَقَالَ بَعْضهمْ 
يَجُوز أنَْ يَكُون مَنْصُوبًا بِيَشْرَب حَكَى هَذِهِ الْْقَْوَال الثهلََثةَ اِبْن جَرِير . وَقَوْله تعََالَى " يُفَ جرُونَهَا تفَْجِيرًا " أيَْ يَتصََهرفُونَ فِيهَا حَيْاُ شَاءُوا وَأيَْنَ 
شَاءُوا مِنْ قُصُورهمْ وَدوُرهمْ وَمَجَالِسهمْ وَمَحَال همْ وَالتهفْجِير هُوَ الِْْ نْبَاع كَمَا قَالَ تعََالَى " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِن لَك حَتهى تفَْجُر لَنَا مِنْ الْْرَْض يَنْبُوعًا" 
وَقَالَ " وَفَهجرْنَا خِلََلهمَا نَهَرًا " . وَقَالَ مُجَاهِد " يُفَ جرُونَهَا تفَْجِيرًا " يَقُودوُنَهَا حَيْاُ شَاءُوا وَ كَذاَ قَالَ عِكْرِمَة وَ قَتاَدةَ وَقَالَ الثهوْرِ ي يَصْرِفُونَهَا حَيْاُ 
شَاءُوا. 
*)يُوفُونَ بِالنهذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتطَِيرًا( 
أيَْ يَتعََبهدوُنَ هِللَّ فِيمَا أوَْجَبَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فِعْل الطهاعَات الْوَاجِبَة بِأصَْلِ الشهرْع وَمَا أوَْجَبُوهُ عَلَى أنَْفُسهمْ بِطَرِيقِ النهذْر قَالَ الِْْمَام مَالِك عَنْ طَلْحَة بْن 
عَبْد الْمَلِك الْْيَْلِ ي عَنْ الْقَاسِم بْن مَالِك عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اهللَّ عَنْهَا أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ ع لَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ" مَنْ نَذرََ أنَْ يُطِيع اهللَّ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذرََ 
أنَْ يَعْصِي اهللَّ فَلََ يَعْصِه " رَوَاهُ الْبُخَارِ ي مِنْ حَدِيا مَالِك . وَيَتْرُكُونَ الْمُحَهرمَات الهتِي نَهَاهُمْ عَنْهَا خِيفَة مِنْ سُوء الْحِسَاب يَوْم الْمَعَاد وَهُوَ الْيَوْم 
الهذِي شَ ره مُسْتطَِير أيَْ مُنْتشَِر عَام عَلَى النهاس إِهلً مَنْ رَحِمَ اهللَّ قَالَ اِبْن عَبهاس فَاشِيًا وَقَالَ قَتاَدةَ اِسْتطََارَ وَاهَللَّ شَ ر ذلَِكَ الْيَوْم حَتهى مَ السهمَوَات 
وَالْْرَْض قَالَ اِبْن جَرِير : وَمِنْهُ قَوْلهمْ اِسْتطََارَ الصهدْع فِي الزُّ جَاجَة وَاسْتطََالَ وَمِنْهُ قَوْل الْْعَْشَى : فَبَانَتْ وَقَد أسََأْت فِي الْفُؤَا ... د صَدْعًا عَلَى 
نَأْيهَا مُسْتطَِيرًا يَعْنِي مُمْتدَاًّ فَاشِيًا. 
*)وَيُطْعِمُونَ الطهعَام عَلَى حُب هِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأسَِيرًا( 
"عَلَى حُب ه " قِيلَ ع لَى حُ ب اهللَّ تعََالَى وَجَعَلُوا الضهمِير عَائِداً إِلَى اهللَّ عَهز وَجَهل لِدلًََلَة السِ يَاق عَلَيْهِ وَالْْظَْهَر أهَن الضهمِير عَائِد عَلَى الطهعَام أيَْ 
وَيُطْعِمُونَ الطهعَام فِي حَال مَحَبهتهمْ وَشَهْوَتهمْ لَهُ قَالَهُ مُجَاهِد وَمُ قَاتِل وَاخْتاَرَهُ اِبْن جَرِير كَقَوْلِه تعََالَى " وَآتىَ الْمَال عَلَى حُب ه " وَكَقَوْلِه تعََالَى " لَنْ 
تنََالُوا الْبِ ر حَتهى تنُْفِقُوا مِهما تحُِبُّونَ " . وَرَوَى الْبَيْهَقِ ي مِنْ طَرِيق الْْعَْمَش عَنْ نَافِع قَالَ : مَرِضَ اِبْن عُمَر فَاشْتهََى عِنَبًا أهَول مَا جَاءَ الْعِنَب 
فَأرَْسَلَتْ صَفِيهة يَعْنِي اِمْرَأتَه فَاشْترََتْ عُنْقُوداً بِدِرْهَمٍ فَاتهبَعَ الهرسُول سَائِل فَلَهما دخََلَ بِهِ قَالَ السهائِل : السهائِل فَقَالَ اِبْن عُمَر : أعَْطُوهُ إِيهاهُ فَأعَْطَوْهُ 
إِيهاه فَأرَْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخَر فَاشْترََتْ عُنْقُوداً فَاتهبَعَ الهرسُول السهائِل فَلَهما دخََلَ قَالَ السهائِل : السهائِل فَقَالَ اِبْن عُمَر : أعَْطُوهُ إِيهاهُ فَأعَْطَوْهُ إِيهاهُ فَأرَْسَلَتْ 
صَفِيهة إِلَى السهائِل فَقَالَ وَاهَللَّ إِنْ عُدْت لًَ تصُِيب مِنْهُ خَيْرًا أبََداً ثمُه أرَْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخَر فَاشْترََتْ بِهِ . وَفِي الصهحِيح " أفَْضَل الصهدقََة أنَْ تصََدهق 
وَأنَْتَ صَحِيح شَحِيح تأَْمُل الْ نَِْى وَتخَْشَى الْفَقْر" أيَْ فِي حَال مَحَبهتك لِلْمَالِ وَحِرْصك عَلَيْهِ وَحَ اجَتك إِلَيْهِ وَلِهَذاَ قَالَ تعََالَى " وَيُطْعِمُونَ الطهعَام عَلَى 
حُب ه مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأسَِيرًا " أهَما الْمِسْكِين وَالْيَتِيم فَقَد تقََدهم بَيَانهمَا وَصِفَتهمَا وَأهَما الْْ سَِير فَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَالضههحاك : الْْسَِير مِنْ أهَْل 
الْقِبْلَة وَقَالَ اِبْن عَبهاس كَانَ أسَُرَاؤُهُمْ يَوْمئِذٍ مُشْرِكِينَ وَيَشْهَد لِهَذاَ أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ أمََرَ أصَْحَابه يَوْم بَدْر أنَْ يُكْرِمُوا الْْسَُارَى 
فَكَانُوا يُقَدِ مُونَهُمْ عَلَى أنَْفُسهمْ عِنْد الْ دَْاَء وَقَالَ عِكْرِمَة هُمْ الْعَبِيد وَاخْتاَرَهُ اِبْن جَرِير لِعُمُومِ الْْيَة لِلْمُسْلِمِ وَالْمُشْ رِك وَهَكَذاَ قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر 
وَعَطَاء وَالْحَسَن وَقَتاَدةَ وَقَدْ وَصهى رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهم بِالِْْحْسَانِ إِلَى الْْرَِقهاء فِي غَيْر مَا حَدِيا حَتهى إِنههُ كَانَ آخَر مَا أوَْصَى أنَْ 
جَعَلَ يَقُول " الصهلََة وَمَا مَلَكَتْ أيَْمَانكُمْ" قَالَ مُجَاهِد هُوَ الْمَحْبُوس أيَْ يُطْعِمُونَ الطهعَام لِهَؤُلًَءِ وَهُمْ يَشْتهَُونَهُ وَيُحِ بُّونَهُ.
4 
11- تابع 2: تفسير سورة الْنسان: آية 1 
*)إِنهمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اهللَِّ لًَ نُرِيد مِنْكُمْ جَزَاء وَلًَ شُكُورًا( 
"إِنهمَا نُطْعِمكُمْ لِوَجْهِ اهللَّ " أيَْ رَجَاء ثوََاب اهللَّ وَرِضَاهُ " لًَ نُرِيد مِنْكُمْ جَزَاء وَلًَ شُكُورًا" أيَْ لًَ نَطْلُب مِنْكُمْ مُجَازَاة تكَُافِئوُنَنَا بِهَا وَلًَ أنَْ تشَْكُرُونَا عِنْد النهاس 
قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر أمََا وَاهَللَّ مَا قَالُوهُ بِألَْسِنَتِهِمْ وَلَكِنْ عَلِمَ اهللَّ بِهِ مِنْ قُلُوبهمْ فَأثَْنَى عَلَيْهِمْ بِهِ لِيَرْغَب فِي ذلَِكَ رَاغِب. 
*)إِنها نَخَافُ مِنْ رَب نَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا( 
أيَْ إِنهمَا نَفْعَل هَذاَ لَعَهل اهللَّ أنَْ يَرْحَمنَا وَيَتلََقهانَا بِلُطْفِهِ فِي الْيَوْم الْعَبُوس الْقَمْطَرِير . قَالَ عَلِ ي بْن أبَِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبهاس عَبُوسًا ضَي قًا قَمْطَرِيرًا طَوِيلًَ وَقَالَ 
عِكْرِمَة وَغَيْره عَنْهُ فِي قَوْله " يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا" قَالَ يَعْبَس الْكَافِر يَوْمئِذٍ حَتهى يَسِيل مِنْ بَيْن عَيْنَيْهِ عَرَق مِثْل الْقَطِرَان وَقَالَ مُجَاهِد " عَبُوس ا " الْعَابِس 
الشهفَتيَْنِ" قَمْطَرِيرًا " قَالَ يَقْبِض الْوَجْه بِالْبُسُورِ وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتاَدةَ تعَْبِس فِيهِ الْوُجُ وه مِنْ الْهَوْل قَمْطَرِيرًا تقَْلِيص الْجَبِين وَمَا بَيْن الْعَيْنَيْنِ مِنْ الْهَوْل 
وَقَالَ اِبْن زَيْد الْع بُوس الشه ر وَالْقَمْطَرِير الشهدِيد وَأوَْضَح الْعِبَارَات وَأجَْلََهَا وَأحَْلََهَا وَأعَْلََهَا وَأوَْلًَهَا قَوْل اِبْن ع بهاس رَضِيَ اهللَّ عَنْهُ . قَالَ اِبْن جَرِير 
وَالْقَمْطَرِير هُوَ الشهدِيد يُقَال هُوَ يَوْم قَمْطَرِير وَيَوْم قُمَاطِرٌ وَ يَوْم عَصِيب وَعَصَبْصَب وَقَدْ اِقْمَطَهر الْيَوْم يَقْمَطِ ر اِقْمِطْرَارًا وَذلَِكَ أشََد الْْيَهام وَأطَْوَلهَا فِي الْ بَلََء 
وَالشِ دهة وَمِنْهُ قَوْل بَعْضهمْ : بَنِي عَ منَا هَلْ تذَْكُرُونَ بَلََءَنَا ... عَلَيْكُمْ إِذاَ مَا كَانَ يَوْم قُمَاطِر. 
*)فَوَقَاهُمُ اهللَّ شَهر ذلَِكَ الْيَوْمِ وَلَقهاهُمْ نَضْرَة وَسُرُورًا( 
وَهَذاَ مِنْ بَاب التهجَانُس الْبَلِيغ " فَوَقَاهُمْ اهللَّ شَ ر ذلَِكَ الْيَوْم " أيَْ آمَنَهُمْ بِمَا خَافُوا مِنْهُ " وَ لَقهاهُمْ نَضْرَة " أيَْ فِي وُجُوههمْ " وَسُرُورً ا " أيَْ فِي قُلُوبهمْ . قَالَهُ 
الْحَسَن الْبَصْرِ ي وَقَتاَدةَ وَأبَُو الْعَالِيَة وَالهربِيع بْن أنََس وَهَذِهِ كَقَوْلِه تعََالَى " وُجُوه يَوْمئِذٍ مُسْ فِرَة ضَاحِكَة مُسْتبَْشِرَة " وَذلَِكَ أهَن الْقَلْب إِذاَ سُهر اِسْتنََارَ الْوَجْه قَالَ 
كَعْب بْن مَالِك فِي حَدِيثه الطهوِيل وَكَانَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ إِذاَ سُهر اِسْتنََارَ وَجْهه حَ تهى كَأنَههُ فِلْقَة قَمَر وَقَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اهللَّ عَنْهَا دخََلَ عَلَ ي 
رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ مَسْرُورًا تبَْرُق أسََارِير وَجْهه الْحَدِيا. 
*)جَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنهةً وَحَرِيرًا( 
أيَْ بِسَبَبِ صَبْرهمْ أعَْطَاهُمْ وَنَهولَهُمْ وَبَهوأهَُمْ جَنهة وَحَرِيرًا أيَْ مَنْزِلًً رَحْبًا وَعَيْشًا رَغَداً وَ لِبَاسًا حَسَنًا وَرَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي ترَْجَمَة هِشَام بْن سُلَيْمَان 
الدهارَانِ ي قَالَ قُرِئَ عَلَى أبَِي سُلَيْمَان الدهارَانِ ي سُورَة " هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان" فَلَهما بَلَغَ الْقَارِئ إِلَى قَوْله تعََالَى " وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنهة وَحَرِيرًا " قَالَ بِمَا 
صَبَرُوا عَلَى ترَْك الشههَوَات فِي الدنُّْيَا ثمُه أنَْشَد يَقُول : كَمْ قَتِيل لِشَهْوَةٍ وَأسَِير ... أ ف مِنْ مُشْتهًَى خِلََف الْجَمِيل شَهَوَات الِْْنْسَان توُرِثهُ الذ ل ... وَتلُْ قِيه فِي 
الْبَلََء الطهوِيل. 
*)مُتهكِئِينَ فِيهَا ع لَى الْْرََائِكِ لًَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلًَ زَمْهَرِيرًا( 
يُخْبِر تعََالَى عَنْ أهَْل الْجَنهة وَمَا هُمْ فِيهِ مِنْ النهعِيم الْمُقِيم وَمَا أسَْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْفَضْل الْع مِيم فَقَالَ تعََالَى " مُتهكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْْرََائِك" وَقَدْ تقََدهم الْكَلََم عَلَى ذلَِكَ 
فِي سُورَة الصهافهات وَذكُِرَ الْخِلََف فِي الًِتِ كَاء هَلْ هُوَ الًِضْطِجَاع أوَْ التهرَفُّق أوَْ التهرَبُّع أوَْ ال تهمَكُّن فِي الْجُلُوس وَأهَن الْْرََائِك هِيَ السُّرُر تحَْت الْحِجَال وَقَوْله 
تعََالَى " لًَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلًَ زَمْهَرِيرًا " أيَْ لَيْسَ عِنْدهمْ حَ ر مُزْعِج وَلًَ بَرْد مُؤْلِم بَلْ هِيَ مِزَاج وَاحِ د داَئِم سَرْمَدِ ي لًَ يَبْ وُْنَ عَنْهَا حِوَلًً .
5 
11- تابع 3: تفسير سورة الْنسان: آية 1 
*)وَداَنِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلََلُهَا وَذلُ لَتْ قُطُوفُهَا تذَْلِيلًَ ( 
"وَداَنِيَة عَلَيْهِمْ ظِلََلهَا " أيَْ قَرِيبَة إِلَيْهِمْ أغَْصَانهَا" وَذلُ لَتْ قُطُوفهَا تذَْلِيلًَ " أيَْ مَتىَ تعََاط اهُ دنََا الْقِطْف إِلَيْهِ وَتدَلَهى مِنْ أعَْلَى غُصْنه كَأنَههُ سَامِع طَائِع كَمَا قَالَ 
تعََالَى فِي الْْيَة الْْخُْرَى " وَجَنَى الْجَنهتيَْنِ داَنٍ" وَقَالَ جَهل وَعَلََ " قُطُوفهَا داَنِيَة " وَقَالَ مُجَاهِد " وَذلُ لَتْ قُطُوفه ا تذَْلِيلًَ " إِنْ قَام اِرْتفََعَتْ مَعَهُ بِقَدْرٍ وَإِنْ قَعَد تذَلَهلَتْ لَهُ حَتهى يَنَالهَا وَإِنْ اِضْطَجَعَ تذَلَه لَتْ لَهُ حَتهى يَنَالهَا فَذلَِكَ قَوْله تعََالَى " تذَْلِيلًَ" وَقَالَ قَتاَدةَ لًَ يَرُد أيَْدِيهمْ عَنْهَا شَوْك وَلًَ بُعْد وَقَالَ مُجَاهِد أرَْض الْجَنهة مِنْ 
وَرِق وَترَُابهَا الْمِسْك وَأصُُول شَجَرهَا مِنْ ذهََب وَفِضهة وَأفَْنَانهَا مِنْ ال لُّؤْلُؤ الهرطْب وَالهزبَرْجَد وَالْيَاقُوت وَالْوَرِق وَالثهمَر بَيْن ذلَِكَ فَمَنْ أكََلَ مِنْهَا قَائِمًا لَمْ تؤُْذِهِ 
وَمَنْ أكََلَ مِنْهَا قَاعِداً لَمْ تؤُْذِهِ وَمَنْ أكََلَ مِنْهَا مُضْطَجِعًا لَمْ تؤُْذِه . 
* )وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضهةٍ وَأكَْوَاب كَانَتْ قَوَارِيرَ ( 
أيَْ يَطُوف عَلَيْهِمْ الْخَدمَ بِأوََانِي الطهعَام وَهِيَ مِنْ فِضهة وَأكَْوَاب الشهرَاب وَهِيَ الْكِيزَان الهتِي لًَ ع رَى لَهَا وَلًَ خَرَاطِيم " قَوَارِيرَا " مَنْصُوب بِخَبَرِ كَانَ أيَْ 
كَانَتْ قَوَارِيرَا. 
*)قَوَارِيرَ مِنْ فِضهة قَدهرُوهَا تقَْدِيرًا( 
"قَوَارِيرَا " مَنْصُوب إِهما عَلَى الْبَدلَِيهة أوَْ تمَْيِيز لِْنَههُ بَيهنَهُ بِقَوْلِهِ جَهل وَعَلََ " قَوَارِيرَا مِ نْ فِضهة " قَالَ اِبْن عَبهاس وَمُجَاهِد وَالْحَسَن الْبَصْرِ ي وَغَيْر وَاحِد بَيَاض 
الْفِضهة فِي صَفَاء الزُّجَاج وَالْقَوَارِير لًَ تكَُون إِهلً مِنْ زُجَاج فَهَذِه الْْكَْوَاب هِيَ مِنْ فِضهة وَهِيَ مَعَ هَذاَ شَفهافَة يُرَى مَا فِي بَاطِنهَا مِنْ ظَاهِرهَا وَهَذاَ مِهما لًَ 
نَظِير لَهُ فِي الدنُّْيَا قَالَ اِبْن الْمُ بَارَك عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ رَجُل عَنْ اِبْن عَبهاس : لَيْسَ فِي الْجَنهة شَيْء إِهلً قَد أعَْطَيْتمُْ فِي الدنُّْيَا شَبَهه إِهلً قَوَارِيرَا مِنْ فِضهة . رَوَاهُ 
اِبْن أبَِي حَاتِم . وَقَوْله تعََالَى " قَدهرُوهَا تقَْدِيرًا " أيَْ عَلَى قَدْر رِ ي همْ لًَ تزَِيد عَنْهُ وَلًَ تنَْقُص بَلْ هِيَ مُعَدهة لِذلَِكَ مُقَدهرَة بِحَسَبِ رِ ي صَاحِبهَا هَذاَ مَعْنَى قَوْل اِبْن 
عَبهاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأبَِي صَالِح وَقَتاَدةَ وَابْن أبَْزَى وَعَبْد اهللَّ بْن عُبَيْد اهللَّ بْن عُمَ ير وَ قَتاَدةَ وَالشهعْبِ ي وَابْن زَيْد وَقَالَهُ اِبْن جَرِير وَغَيْر وَاحِد وَهَذاَ 
أبَْلَغ فِي الًِعْتِنَاء وَالشهرَف وَالْكَرَامَة وَقَالَ الْعَوْفِ ي عَنْ اِبْن عَبهاس " قَدهرُوهَا تقَْدِيرًا " قُدِ رَتْ لِلْكَ فِ وَهَكَذاَ قَالَ الهربِيع بْن أنََس وَ قَالَ الضههحاك عَلَى قَدْر كَ ف 
الْخَادِم وَهَذاَ لًَ يُنَافِي الْقَوْل الْْهَول فَإنِههَا مُقَدهرَة فِي الْقَدْر وَال ر ي . 
*)وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًَ ( 
أيَْ وَيُسْقَوْنَ يَعْنِي الْْبَْرَار أيَْضًا فِي هَذِهِ الْْكَْوَاب " كَأْسًا " أيَْ خَمْرًا " كَانَ مِزَاجهَا زَنْجَبِيلًَ " فَتاَرَة يُمْزَج لَهُمْ الشهرَاب بِالْكَافُورِ وَهُوَ بَارِد وَتاَرَة بِالهزنْجَبِيلِ 
وَهُوَ حَا ر لِيَعْتدَِل الْْمَْر وَهَؤُلًَءِ يُمْزَج لَهُمْ مِنْ هَذاَ تاَرَة وَمِنْ هَذاَ تاَرَة وَأهَما الْمُقَهربُونَ فَإنِههُمْ يَشْرَبُونَ مِنْ كُ ل مِنْهُمَا صِرْفًا كَمَا قَالَهُ قَتاَدةَ وَغَيْر وَاحِد. 
*)عَيْنًا فِيهَا تسَُهمى سَلْسَبِيلًَ ( 
وَقَد تقََدهمَ قَوْله جَهل وَعَلََ " عَيْنًا يَشْرَب بِهَا عِبَاد اهللَّ " وَقَالَ هَاهُنَا " ع يْنًا فِيهَا تسَُهمى سَلْسَبِيلََ " أيَْ الهزنْجَبِيل عَيْن فِي الْجَنهة تسَُهمى سَلْسَبِيلََ قَالَ عِكْرِمَة : اِسْم 
عَيْن فِي الْجَنهة وَقَالَ مُجَاهِد سُ مِيَتْ بِذلَِكَ لِسَلََسَةِ مَسِيلهَا وَحِدهة جَرْيهَا وَقَالَ قَتاَدةَ عَيْن فِيهَا تسَُهم ى سَلْسَبِيلََ عَيْن سَلِسَة مُسْتقَِيد مَاؤُهَا وَحَكَى اِبْن جَرِير عَنْ 
بَعْضهمْ أنَههَا سُ مِيَتْ بِذلَِكَ لِسَلََسَتِهَا فِي الْحَلْق وَاخْتاَرَ هُوَ أنَههَا تعَُم ذلَِكَ كُل ه وَهُوَ كَمَا قَالَ .
6 
قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : 
تفسير سورة البلد, اضغط الرابط التالي : 
http://www.e-quran.com/s90.html 
سورة البلد بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : 
http://www.youtube.com/watch?v=f4FXR1AvlKE 
بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ 
لًَ أقُْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 1( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 2( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) 3( لَقَدْ خَلَقْنَا الِْْنْسَانَ فِي كَبَدٍ 
4( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) 5( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًً لُبَدًا ) 6( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ( 
7( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ) 8( وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ) 9( وَهَدَيْنَاهُ النهجْدَيْنِ ) 11 ( فَلََ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ( 
11 ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) 12 ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) 13 ( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْ بََْةٍ ) 14 ( يَتِيمًا ذَا ( 
مَقْرَبَةٍ ) 15 ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) 16 ( ثهُم كَانَ مِنَ الهذِينَ آمََنُوا وَتَوَاصَوْا بِالهصبْرِ وَتَوَاصَوْا 
بِالْمَرْحَمَةِ ) 17 ( أوُلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) 18 ( وَالهذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأمََةِ 
) 19 ( عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَة ) 21 (
7 
قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : 
تفسير سورة الشمس, اضغط الرابط التالي : 
http://www.e-quran.com/s91.html 
سورة الشمس بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : 
http://www.youtube.com/watch?v=8sDW5Vrjxsg 
بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ 
) وَالهشمْسِ وَضُحَاهَا ) 1( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلََهَا ) 2( وَالنههَارِ إِذَا جَهلَهَا ) 3( وَاللهيْلِ إِذَا يَ شَْْاهَا ) 4 
وَالهسمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ) 5( وَالَْْرْضِ وَمَا طَحَاهَا ) 6( وَنَفْسٍ وَمَا سَهواهَا ) 7( فَألَْهَمَهَا فُجُورَهَا 
) وَتَقْوَاهَا ) 8( قَدْ أفَْلَحَ مَنْ زَهكاهَا ) 9( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَهساهَا ) 11 ( كَذهبَتْ ثمَُودُ بِطَ وَْْاهَا ) 11 
إِذِ انْبَعَاَ أَشْقَاهَا ) 12 ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اه للَِّ نَاقَةَ اهللَِّ وَسُقْيَاهَا ) 13 ( فَكَذهبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ 
) عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَهواهَا ) 14 ( وَلًَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ) 15
8 
11 - تفسير سورة الشمس : آية 1 
*)وَالشهمْسِ وَضُحَاهَا( 
سُورَة الشهمْس : تقََدهمَ حَدِيا جَابِر الهذِي فِي الصهحِيحَيْنِ أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ لِمُعَاذٍ " هَهلَ صَلهيْت بِ " سَب حْ اِسْم رَب ك الْْعَْلَى " " وَالشهمْس 
وَضُحَاهَا " " وَاللهيْل إِذاَ يَ شَْْى" ؟ " . قَالَ مُجَاهِد " وَالشهمْس وَضُحَاهَا " أيَْ وَضَوْئِهَا وَقَالَ قَتاَدةَ " وَضُحَاهَا " النههَار كُل ه . قَالَ اِبْن جَرِير وَالصهوَاب أنَْ يُقَال 
أقَْسَمَ اهللَّ بِالشهمْسِ وَنَهَارهَا لِْهَن ضَوْء الشهمْس الظهاهِرَة هُوَ النههَار. 
*)الْقَمَرِ إِذاَ تلَََهَا( 
"وَالْقَمَر إِذاَ تلَََهَا " قَالَ مُجَاهِد تبَِعَهَا . وَقَالَ الْعَوْفِ ي عَنْ اِبْن عَبهاس " وَالْقَمَر إِذاَ تلَََهَا " قَالَ يَتْلُو النههَار وَقَالَ قَتاَدةَ إِذاَ تلَََه ا لَيْلَة الْهِلََل إِذاَ سَقَطَتْ الشهمْس 
رُئِيَ الْهِلََل وَقَالَ اِبْن زَيْد هُوَ يَتْلُوهَا فِي الن صْف الْْهَول مِنْ الشههْ ر ثمُه هِيَ تتَْلُوهُ وَهُوَ يَتقََدهمهَا فِي الن صْف الْْخَِير مِنْ الشههْر. وَقَالَ مَالِك عَنْ زَيْد بْن أسَْلَم إِذاَ 
تلَََهَا لَيْلَة الْقَدْر. 
*)وَالنههَارِ إِذاَ جَهلَهَا( 
قَوْله تعََالَى " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " قَالَ مُجَاهِد أضََاء وَقَالَ قَتاَدةَ " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " إِذاَ غَشِيَهَا النههَار وَقَالَ اِبْن جَرِير : وَكَانَ بَعْض أهَْل الْعَرَبِيهة يَتأَهَول ذلَِكَ 
بِمَعْنَى وَالنههَار إِذاَ جَلََ الظُّلْمَة لِدلًََلَةِ الْكَلََم عَلَيْهَا " قُلْت " وَلَوْ أهَن هَذاَ الْقَائِل تأَهَولَ ذلَِكَ بِمَعْنَى " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " أيَْ الْبَسِيطَة لَكَانَ أوَْلَى وَلَصَهح تأَْوِيله. 
*)وَاللهيْلِ إِذاَ يَ شَْْاهَا( 
قَوْله تعََالَى " وَاللهيْل إِذاَ يَ شَْْاهَا " فَكَانَ أجَْوَد وَأقَْوَى وَاهَللَّ أعَْلَم . وَلِهَذاَ قَالَ مُجَاهِد " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " إِنههُ كَقَوْلِهِ تعََالَى " وَالنههَار إِذاَ تجََلهى " وَأهَما اِبْن جَرِير 
فَاخْتاَرَ عَوْد الضهمِير فِي ذلَِكَ كُل ه عَلَى الشهمْس لِجَرَيَانِ ذِكْرهَا وَقَالُوا فِي قَوْله تعََالَى " وَال لهيْل إِذاَ يَ شَْْاهَا " يَعْنِي إِذاَ يَ شَْْى الشهمْس حِين ت يَِْب فَتظُْلِم الْْفَاق . 
وَقَالَ بَقِيهة بْن الْوَلِيد عَنْ صَفْوَان حَدهثنَِي يَزِيد بْن ذِي حَمَامَة قَالَ : إِذاَ جَاءَ اللهيْل قَالَ الهر ب جَهل جَلََله غَشِيَ عِبَادِي خَلْقِي الْعَظِ يم فَاللهيْل يَهَابهُ وَالَهذِي خَلَقَهُ أحََ ق 
أنَْ يُهَاب . رَوَاهُ اِبْن أبَِي حَاتِم. 
*)وَالسهمَاءِ وَمَا بَنَاهَا( 
قَوْله تعََالَى " وَالسهمَاء وَمَا بَنَاهَا " يَحْتمَِل أنَْ تكَُون مَا هَهُنَا مَصْدرَِيهة بِمَعْنَى وَالسهمَاء وَبِنَا ئِهَا وَ هُوَ قَوْل قَتاَدةَ وَيَحْتمَِل أنَْ تكَُون بِمَعْنَى مَنْ يَعْنِي وَالسهمَاء وَبَانِيهَا 
وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَكِلََهُمَا مُتلَََزِم وَالْبِنَاء هُوَ الهرفْع كَقَوْلِهِ تعََالَى" وَالسهمَاء بَنَيْنَاهَا بِأيَْدٍ - أيَْ بِقُهوةٍ - وَإِنها لَمُوسِعُونَ وَالْْرَْض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدوُنَ . "
9 
11- تابع 1: تفسير سورة الشمس : آية 1 
*)وَالْْرَْضِ وَمَا طَحَاهَا( 
قَوْله تعََالَى " وَالْْرَْض وَمَا طَحَاهَا" قَالَ مُجَاهِد : طَحَاهَا دحََاهَا . قَالَ الْعَوْفِ ي عَنْ اِبْن عَبهاس " وَمَا طَحَاهَا " أيَْ خَلَقَ فِيهَا وَقَالَ عَلِ ي بْن أبَِي طَلْحَة عَنْ 
اِبْن عَبهاس طَحَاهَا قَسَمَهَا . وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتاَدةَ وَالضههحاك وَالسُّدِ ي وَالثهوْرِ ي وَابْن صَالِح وَابْن زَ يْد" طَحَاهَا " بَسَطَهَا وَهَذاَ أشَْهَر الْْقَْوَال وَعَلَيْهِ الْْكَْثرَ 
مِنْ الْمُفَسِ رِينَ وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد أهَْل اللُّ ةَْ . قَالَ الْجَوْهَرِ ي طَحَوْته مِثْل دحََوْته أيَْ بَسَطْته. 
*)وَنَفْسٍ وَمَا سَهواهَا( 
وَقَوْله تعََالَى " وَنَفْس وَمَا سَهواهَا" أيَْ خَلَقَهَا سَوِ يهة مُسْتقَِيمَة عَلَى الْفِطْرَة الْقَوِيمَة كَمَا قَالَ تعََالَى " فَأقَِمْ وَجْهَك لِلدِ ينِ حَنِيفًا فِطْرَة اهللَّ ا لهتِي فَطَرَ النهاس 
عَلَيْهَا لًَ تبَْدِيل لِخَلْقِ اهللَّ" وَقَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " كُ ل مَوْلُود يُولَد عَلَى الْفِطْرَة فَأبََوَاهُ يُهَ وِداَنِهِ أوَْ يُنَصِ رَانِهِ أوَْ يُمَ جسَانِهِ كَمَا توُلَد الْبَهِيمَة 
بَهِيمَة جَمْعَاء هَلْ تحُِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاء ؟ " أخَْرَجَاهُ مِنْ رِوَايَة أبَِي هُرَيْرَة وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ رِوَايَة عِيَاض بْن حَهماد الْمُجَاشِعِ ي عَنْ رَسُول اهللَّ 
صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ " يَقُول اهللَّ عَهز وَجَهل إِن ي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء فَجَاءَتْهُمْ الشهيَاطِ ين فَاجْتاَلَتْهُمْ عَنْ دِينهمْ . " 
*)فَألَْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتقَْوَاهَا( 
قَوْله تعََالَى " فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " أيَْ فَأرَْشَدهََا إِلَى فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا أيَْ بَيهنَ لَهَا وَ هَداَهَا إِلَى مَا قَدهرَ لَهَا قَالَ اِبْن عَبهاس " فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا 
" بَيهنَ لَهَا الْخَيْر وَالشه ر وَكَذاَ قَالَ مُجَاهِد وَقَتاَدةَ وَالضههحاك وَالثهوْرِ ي. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر ألَْهَمَهَا الْخَيْر وَالشه ر وَقَالَ اِبْن زَيْد : جَعَلَ فِيهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا 
وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدهثنََا اِبْن خَالِد حَدهثنََا صَفْوَان بْن عِيسَى وَ أبَُو عَاصِم النهبِيل قَالًَ حَدهثنََا عَزْرَة بْن ثاَبِت حَدهثنَِي يَحْيَى بْن عُقَيْل عَنْ يَحْيَى بْن يَعْمَر عَنْ 
أبَِي الْْسَْوَد الدهيْلِ ي قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَان بْن حُصَيْن أرََأيَْت مَا يَعْمَل النهاس فِيهِ وَيَتكََادحَُونَ فِيهِ أشََيْء قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدرَ قَد سَبَقَ أوَْ فِيمَا 
يَسْتقَْبِلُونَ مِهما أتَاَهُمْ بِهِ نَبِي همْ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ وَأكُِ دتَْ عَلَيْهِمْ الْحُهجة ؟ قُلْت بَلْ شَيْء قُضِيَ عَلَيْهِمْ قَالَ فَهَلْ يَكُون ذلَِكَ ظُلْمًا ؟ قَالَ فَفَزِعْت مِنْهُ فَزَعًا 
شَدِيداً قَالَ : قُلْت لَهُ لَيْسَ شَيْء إِهلً وَهُوَ خَلْقُهُ وَمِلْك يَده لًَ يُسْألَ عَهما يَفْعَل وَهُمْ يُسْألَُونَ قَالَ سَدهدكَ اهللَّ إِنهمَا سَألَْتكُ لِْخَْبُر عَقْلَك . إِهن رَجُلًَ مِنْ مُزَيْنَة أوَْ 
جُه ينَة أتَىَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ فَقَالَ يَا رَسُول اهللَّ أرََأيَْت مَا يَعْمَل النهاس فِيهِ وَي تكََادحَُونَ أشََيْء قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدرَ قَد سَبَقَ 
أمَْ شَيْء مِهما يَسْتقَْبِلُونَ مِهما أتَاَهُمْ بِهِ نَبِي همْ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ وَأكُِ دتَْ بِهِ عَلَيْهِمْ الْحُهجة ؟ قَالَ " بَلْ شَيْء قَد قُضِيَ عَل يهِمْ " قَالَ فَفِيم نَعْمَل ؟ قَالَ" مَنْ كَانَ 
اهللَّ خَلَقَهُ لِِْحْدىَ الْمَنْزِلَتيَْنِ يُهَي ئهُ لَهَا وَتصَْدِيق ذلَِكَ فِي كِتاَب اهللَّ تعََالَى " وَنَفْس وَمَا سَهواهَا فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " رَوَاهُ أحَْمَد وَمُسْلِم مِنْ حَدِيا 
عَزْرَة بْن ثاَبِت بِه . 
*)قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهاهَا( 
قَوْله تعََالَى "قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهاهَا " يَحْتمَِل أنَْ يَكُون الْمَعْنَى قَدْ أفَْلَحَ مَنْ زَكهى نَفْسه أيَْ بِطَاعَةِ اهللَّ كَمَا قَالَ قَتاَدةَ وَطَههرَهَا مِنْ الْْخَْلََق الدهنِيئةَ وَالهرذاَئِل 
وَيُرْوَى نَحْوه عَنْ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَكَقَوْلِه تعََالَى " قَدْ أفَْلَحَ مَنْ تزََك هى وَذكََرَ اِسْم رَب ه فَصَلهى. "
10 
11- تابع 2: تفسير سورة الشمس : آية 1 
*)وَقَدْ خَابَ مَنْ دسَهاهَا( 
"وَقَد خَابَ مَنْ دسَهاهَا " أيَْ دسَهسَهَا أيَْ أخَْمَلَهَا وَوَضَعَ مِنْهَا بِخِذْلًَنِهِ إِيهاهَا عَنْ الْهُدىَ حَتهى رَكِبَ الْمَعَاصِي وَترََكَ طَاعَة اهللَّ عَهز وَجَهل وَقَد يَحْتمَِل أنَْ 
يَكُون الْمَعْنَى قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهى اهللَّ نَفْسه وَقَدْ خَابَ مَنْ دسَهى اهللَّ نَفْسه كَمَا قَالَ الْعَوْفِ ي وَع لِ ي بْن أبَِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبهاس وَ قَالَ اِبْن أبَِي حَاتِم حَدهثنََا 
أبَِي حَدهثنََا أبَُو زُرْعَة قَالًَ حَدهثنََا سَهْل بْن عُثْمَان حَدهثنََا أبَُو مَالِك يَعْنِي عَمْرو بْن الْحَارِا عَنْ عَمْرو بْن هِشَام عَنْ جُوَيْبِر عَنْ الضههحاك عَنْ اِبْن عَبهاس 
قَالَ : سَمِعْت رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ يَقُول فِي قَوْل اهللَّ عَهز وَجَهل " قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهاهَا " قَالَ النهبِ ي ص لهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " أفَْلَحَتْ نَفْسٌ زَكهاهَا 
اهللَّ عَهز وَجَهل " وَرَوَاهُ اِبْن أبَِي حَاتِم مِنْ حَدِيا مَا لِك بِهِ وَجُوَيْبِر هَذاَ هُوَ اِبْن سَعِيد مَتْرُوك الْحَدِيا وَالضههحاك لَمْ يَلْقَ اِبْن عَبهاس وَقَالَ الطهبَرَانِ ي حَ دهثنََا 
يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صَالِح حَدهثنََا أبَِي حَدهثنََا اِبْن لَهِيعَة عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ اِبْن عَبهاس قَالَ : كَانَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ إِذاَ مَهر بِهَذِه الْْيَة 
" وَنَفْس وَمَا سَهواهَا فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا" وَقَفَ ثمُه قَالَ " اللههُمه آتِ نَفْسِي تقَْوَاهَا أنَْتَ وَلِي هَا وَمَوْلًَهَا وَخَيْر مَنْ زَكهاه ا " " حَدِيا آخَر " قَالَ اِبْن 
أبَِي حَاتِم حَدهثنََا أبَُو زُرْعَة حَدهثنََا يَعْقُوب بْن حُمَيْد الْمَدنَِ ي حَدهثنََا عَبْد اهللَّ بْن عَبْد اهللَّ الْْ مَُوِ ي حَدهثنََا مَعْن بْن مُحَهمد الْ فَِْارِ ي عَنْ حَنْظَلَة بْن عَلِ ي الْْسَْلَمِ ي 
عَنْ أبَِي هُرَيْرَة قَالَ سَمِعْت رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ يَقْرَأ " فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " قَالَ اللههُمه آتِ نَفْسِي تقَْوَاهَا وَزَكِ هَا أنَْتَ خَيْر مَنْ زَكهاهَا 
أنَْتَ وَلِي هَا وَمَوْلًَهَا لَمْ يُخْرِجْهُ مِنْ هَذاَ الْوَجْه وَقَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا وَكِيع عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ صَالِح بْن سَعِيد عَنْ عَائِشَة أنَههَا فَقَدتَْ النهبِ ي 
صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ مِنْ مَضْجَعه فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِد وَهُوَ يَقُول " رَ ب أعَْطِ نَفْسِي تقَْوَاهَا وَزَكِ هَا أنَْتَ خَيْر مَنْ زَكهاهَا أنَْتَ وَلِي هَا 
وَمَوْلًَهَا" تفََهرد بِه . 
*)كَذهبَتْ ثمَُود بِطَ وَْْاهَا( 
يُخْبِر تعََالَى عَنْ ثمَُود أنَههُمْ كَذهبُوا رَسُولهمْ بِسَبَبِ مَا كَانُوا عَل يهِ مِنْ الطُّ يَْْان وَالْبَ يْْ وَقَالَ مُحَهمد بْن كَعْب " بِطَ وَْْاهَا " أيَْ بِأجَْمَعِهَا وَالْْهَول أوَْلَى قَالَهُ 
مُجَاهِد وَقَتاَدةَ وَغَيْرهمَا فَأعَْقَبَهُمْ ذلَِكَ تكَْذِيبًا فِي قُلُوبهمْ بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ رَسُولهمْ عَلَيْهِ الصهلََ ة وَالس هلََم مِنْ الْهُدىَ وَالْيَقِين. 
*) إذ انْبَعَاَ أشَْقَاهَا( 
"إِذ اِنْبَعَاَ أشَْقَاهَا " أيَْ أشَْقَى الْقَبِيلَة وَهُوَ قِداَر بْن سَالِف عَاقِر النهاقَة وَهُوَ أحَُيْمِر ثمَُود , وَهُوَ الهذِي قَالَ اهللَّ تعََالَى " فَنَادوَْا صَاحِبهمْ فَتعََاطَى فَعَقَرَ " 
الْْيَة وَكَانَ هَذاَ الهرجُل عَزِيزًا فِيهِمْ شَرِيفًا فِي قَوْمه نَسِيبًا رَئِيسًا مُطَاعًا كَمَا قَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا اِبْن نُمَيْر حَدهثنََا هِشَام عَنْ أبَِيهِ عَنْ عَبْد اهللَّ بْن زَمْعةَ 
قَالَ خَطَبَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ فَذكََرَ النهاقَة وَذكََرَ الهذِي عَقَرَهَا فَقَالَ " إِذ اِنْبَعَاَ أشَْقَاهَا " اِنْ بَعَاَ لَهَا رَجُل عَارِم عَزِيز مَنِيع فِي رَهْطه مِثْل 
أبَِي زَمْعَة " وَرَوَاهُ الْبُخَارِ ي فِي التهفْسِير وَمُسْلِم فِي صِفَة النهار وَالتِ رْمِذِ ي وَالنهسَائِ ي فِي التهفْسِير مِنْ سُنَنَيْهِمَا وَكَذاَ اِبْن جَرِير وَابْن أبَِي حَاتِم عَنْ هِشَام 
بْن عُرْوَة بِهِ . وَقَالَ اِبْن أبَِي حَاتِم حَدهثنََا أبَُو زُرْعَة حَدهثنََا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى حَدهثنَِي عِيسَى بن يُونُس حَدهثنََا مُحَهمد بْن إِسْحَاق حَدهثنَِي يَزِيد بْن مُحَهمد بْن 
خُثيَْم عَنْ مُحَهمد بْن كَعْب الْقُرَظِ ي عَنْ مُحَهمد بْن خُثيَْم بْن أبَِي مَرْثدَ عَنْ عَهمار بْن يَاسِر قَالَ : قَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ لِعَلِ ي " ألًََ أحَُدِ ثك 
بِأشَْقَى النهاس ؟ " قَالَ بَلَى قَالَ " رَجُلََنِ أحَُيْمِر ثمَُود الهذِي عَقَرَ النهاقَة وَالَهذِي يَضْرِبك يَا عَلِ ي عَلَى هَذاَ - يَعْنِي قَرْنه - حَتهى تبَْت ل مِنْهُ هَذِهِ " يَعْنِي 
لِحْيَته.
11 
11- تابع 3: تفسير سورة الشمس : آية 1 
*)فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اهللَِّ نَاقَةَ اهللَّ وَسُقْيَاهَا( 
قَوْله تعََالَى " فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اهللَّ " يَعْنِي صَالِحًا عَلَيْهِ السهلََم " نَاقَة اهللَّ " أيَْ اِحْذرَُوا نَاقَة اهللَّ أنَْ تمََسُّوهَا بِسُوءٍ " وَسُقْيَاهَا " أيَْ لًَ تعَْتدَوُا عَلَيْهَا فِي 
سُقْيَاهَا فَإهِن لَهَا شِرْب يَوْم وَلَكُمْ شِرْب يَوْم مَعْلُوم. 
*)فَكَذهبُوه فَعَقَرُوهَا فَدمَْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذنَْبِهِمْ فَسَهواهَا( 
قَالَ اهللَّ تعََالَى " فَكَذهبُوهُ فَعَقَرُوهَا " أيَْ كَذهبُوه فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ فَأعَْقَبَهُمْ ذلَِكَ أنَْ عَقَرُوا النهاقَة الهتِي أخَْرَجَهَا اهللَّ مِنْ الصهخْرَة آيَة لَهُمْ وَحُهجة عَلَيْهِمْ " فَدمَْدمَ عَلَيْهِمْ رَب همْ بِذنَْبِهِمْ " أيَْ غَضِبَ عَلَيْهِ فَدهَمرَ ع لَيْهِمْ " فَسَهواهَا " أيَْ فَجَعَلَ الْعُقُوبَة نَازِلَة عَلَيْهِمْ عَلَى السهوَاء قَالَ قَتاَدةَ بَلَ نََْا أهَن أحَُيْمِر ثمَُود لَمْ يَعْقِر النهاقَة 
حَتهى بَايَعَهُ صَ يِْرهمْ وَكَبِيرهمْ وَذكََرهمْ وَأنُْثاَهُمْ فَلَهما اِشْترََكَ الْقَوْم عَقَرَه ا دمَْدمَ اهللَّ عَلَيْهِمْ بِذنَْبِهِمْ فَسَهواهَا. 
*)وَلًَ يَخَافُ عُقْبَاهَا( 
قَوْله تعََالَى " وَلًَ يَخَاف " وَقُرِئَ فَلََ يَخَاف " عُقْبَاهَا " قَالَ اِبْن عَبهاس لًَ يَخَاف اهللَّ مِنْ أحََد تبَِع ة , وَكَذاَ قَالَ مُجَاهِد . وَالْحَسَن وَبَكْر بْن عَبْد اهللَّ الْمُزَنِ ي 
وَغَيْرهمْ وَقَالَ الضههحاك وَالسُّدِ ي وَلًَ يَخَاف عُقْبَاهَا أيَْ لَمْ يَخَفْ الهذِي عَقَرَهَا عَاقِبَة مَا صَنَعَ وَالْقَوْل الْْهَول أوَْلَى لِدلًََلَةِ السِ يَاق عَلَيْهِ وَاهَللَّ أعَْلَم . آخِر تفَْسِير 
سُورَة الشهمْس وَضُحَاهَا وَهِللَِّ الْحَمْد وَالْمِنهة.
12 
قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : 
تفسير سورة الفيل, اضغط الرابط التالي : 
http://www.e-quran.com/alfil.html 
سورة الفيل بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : 
http://www.youtube.com/watch?v=NjmpUbkIO3k 
بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ 
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصَْحَابِ الْفِيلِ ) 1( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ) 2( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ 
) طَيْرًا أَبَابِيلَ ) 3( تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِ جيلٍ ) 4( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأكُْولٍ ) 5
13 
1- تفسير سورة الفيل : آية 1 
*)ألََمْ ترََ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصَْحَابِ الْفِيلِ ( 
هَذِهِ مِنْ الن عَم الهتِي اِمْتهَن اهللَّ بِهَا عَلَى قُرَيْش فِيمَا صَرَفَ عَنْهُمْ مِنْ أصَْحَاب الْفِيل الهذِينَ كَا نُوا قَدْ عَزَمُوا عَلَى هَدْم الْكَعْبَة وَمَحْو أثَرَهَا مِنْ الْوُجُود فَأبََادهَُمْ 
اهللَّ وَأرَْغَمَ آنَافهمْ وَخَيهبَ سَعْيهمْ وَأضََهل عَمَلهمْ وَرَدههُمْ بِشَ ر خَيْبَة وَكَانُوا قَوْمًا نَصَارَى وَكَانَ دِينهمْ إِذ ذاَكَ أقَْرَب حَالًً مِهما كَانَ عَلَيْهِ قُرَيْش مِنْ عِبَادةَ 
الْْوَْثاَن وَلَكِنْ كَانَ هَذاَ مِنْ بَاب الِْْرْهَاص وَالتهوْطِئةَ لِمَبْعَاِ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ فَإنِههُ فِي ذلَِكَ الْعَام وُلِد عَلَى أشَْهَر الْْقَْوَال , وَلِسَان حَال الْقُدْرَة 
يَقُول : لَمْ نَنْصُرْكُمْ يَا مَعْشَر قُرَيْش عَلَى الْحَبَشَة لِخَيْرِ يهتِكُمْ عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ صِيَانَة لِلْبَيْتِ الْعَتِيق الهذِي سَنُشَ رفُهُ وَنُعَظِ مهُ وَنُوَق رهُ بِبَعْثةَِ النهبِ ي الْْ مِ ي مُحَهمد صَلهى 
اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ خَاتمَ الْْنَْبِيَاء " وَهَذِهِ قِصهة أصَْحَاب الْفِيل عَلَى وَجْه الِْْيجَاز وَالًِخْتِصَار وَالتهقْرِيب" قَد تقََدهمَ فِي قِصهة أصَْحَاب الْْخُْدوُد أهَن ذاَ نُوَاس وَكَانَ 
آخِر مُلُوك حِمْيَر وَكَانَ مُشْرِكًا وَهُوَ الهذِي قَتلََ أصَْحَاب الْْخُْدوُد وَكَانُوا نَصَارَى وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ عِ شْرِينَ ألَْف فَلَمْ يَفْ لِت مِنْهُمْ إِهلً دوَْس ذوُ ثعُْلُبَان فَذهََبَ 
فَاسْت اََْاَ بِقَيْصَرَ مَلِك الشهام وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَكَتبََ لَهُ إِلَى النهجَاشِ ي مَلِك الْحَبَشَة لِكَوْنِهِ أ قرَب إِلَيْهِمْ فَبَعَاَ مَعَه أمَِيرَيْنِ أرَْيَاط وَأبَْرَهَة بْن الصهبهاح أ بَا يَكْسُوم 
فِي جَيْش كَثِيف فَدخََلُوا الْيَمَن فَجَاسُوا خِلََل الدِ يَار وَأسَْلَبُوا الْمُلْك مِنْ حِمْيَر وَهَلَكَ ذاَ نُوَاس غَرِي قًا فِي الْبَحْر وَاسْتقََهل الْحَبَشَة بِمُلْكِ الْيَمَن وَعَلَيْهِمْ هَذاَنِ 
الْْمَِيرَانِ أرَْيَاط وَأبَْرَهَة فَاخْ تلََفَا فِي أمَْرهمَا وَتصََاوَلًَ وَتقََاتلَََ وَتصََافها فَقَالَ أحََدهمَا لِلْْخَرِ لًَ حَاجَة بِنَا إِلَى اِصْطِلََم ا لجَيْشَيْنِ بَيْننَا وَلَكِنْ ابُْرُزْ إِلَهي وَأبَْرُزُ 
إِلَيْك فَأيَُّنَا قَتلََ الْْخَر اِسْتقََهل بَعْده بِالْمُلْكِ فَأجََا بَهُ إِلَى ذلَِكَ فَتبََارَزَا وَخَلَفَ كُ ل وَاحِد مِنْهُمَا قَنَاة فَحَمَلَ أرَْيَاط عَلَى أبََرْهَة فَضَرَبَهُ بِالسهيْفِ فَشَرَمَ أنَْفه وَفَمه وَشَهق 
وَجْهه وَحَمَلَ عتودة مَوْلَى أبََرْهَة عَلَى أرَْيَاط فَقَتلََه وَرَجَعَ أبََرْهَة جَرِيحًا فَداَوَ ى جُرْحه فَبَرِئَ وَاسْتقََهل بِتدَْبِيرِ جَيْش الْحَبَشَة بِالْيَمَنِ فَكَتبََ إِلَيْهِ النهجَاشِ ي يَلُومهُ 
عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ وَيَتوََعهدهُ وَيَحْلِف لَيَطَأهَن بِلََده وَيَجُ ز نَاصِيَته فَأرَْسَلَ إِلَيْهِ أبََرْهَة يَترََ قهق لَهُ وَيُصَانِعهُ وَبَعَاَ مَعَ رَسُوله بِهَداَيَا وَتحَُف وَبِجِرَابٍ فِيهِ مِنْ ترَُاب 
الْيَمَن وَجَهز نَاصِيَته فَأرَْسَلَهَا مَعَهُ وَيَقُول فِي كِتاَبه لِيَطَأ الْمَلِك عَلَى هَذاَ الْجِرَاب فَيَبَ ر قَسَمه وَ هَذِهِ نَاصِيَتِي قَدْ بَعَثْت بِهَا إِلَيْك فَلَهما وَص لَ ذلَِكَ إِلَيْهِ أعَْجَبَهُ مِنْهُ 
وَرَضِيَ عَنْهُ وَأقََهره عَلَى عَمَله وَأرَْسَلَ أبََرْهَة يَقُول لِلنهجَاشِ ي إِن ي سَأبَْنِي كَنِيسَة بِأرَْضِ الْيَمَ ن لَمْ يُبْنَ قَبْلهَا مِثْلهَا فَشَرَعَ فِي بِنَاء كَنِيسَة هَائِلَة... 
*)ألََمْ يَجْعَلْ كَيْدهَُمْ فِي تضَْلِيلٍ ( 
بِأهَن اهللَّ سُبْحَانه أهَْلَكَهُمْ وَدهَمرَهُمْ وَرَدههُمْ بِكَيْدِهِمْ وَغَيْظهمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا. 
*)وَأرَْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبََابِيلَ ( 
وَأرَْسَلَ اهللَّ عَلَيْهِمْ طَيْرًا مِنْ الْبَحْر أمَْثاَل الْخَطَاطِيف وَالْبَلَسَان.
14 
1- تابع 1: تفسير سورة الفيل : آية 1 
*)فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( 
قَوْله تعََالَى " فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول " قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر يَعْنِي التِ بْن الهذِي تسَُ مِيه الْعَاهمة هبور وَفِي رِوَايَة عَنْ سَعِيد وَرَق الْحِنْطَة وَعَنْهُ أيَْضًا الْعَصْف 
التِ بْن وَالْمَأْكُول الْقَصِيل يُجَ ز لِلدهوَا بِ وَكَذلَِكَ قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِ ي وَعَنْ اِبْن عَبهاس الْعَصْف الْ قِشْرَة الهتِي عَلَى الْحَبهة كَالْ لََِْفِ عَلَى الْحِنْطَة. وَقَالَ اِبْن زَيْد 
الْعَصْف وَرَق الهزرْع وَوَرَق الْبَقْل إِذاَ أكََلَتْهُ الْبَهَائِم فَرَاثتَْهُ فَصَارَ درَِينًا وَالْمَعْنَى أهَن اهللَّ سُبْحَانه وَتعََالَى أهَْلَكَهُمْ وَدهَمرَهُمْ وَرَدههُمْ بِكَيْدِهِمْ وَغَيْظهمْ لَمْ يَنَالُوا 
خَيْرًا وَأهَْلَكَ عَاهمتهمْ وَلَمْ يَرْجِع مِنْهُمْ مُخْبِر إِهلً وَهُوَ جَرِيح كَمَا جَرَى لِمَلِكِهِمْ أبََرْهَة فَإنِههُ اِنْصَدعََ صَدْره عَنْ قَلْبه حِين وَصَلَ إِلَى بَلَده صَنْعَاء وَأخَْبَرَهُمْ بِمَا 
جَرَى لَهُمْ ثمُه مَاتَ
15 
قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : 
شرح حديث "أحب الأعمال إلى الله" , اضغط الرابط التالي : 
http://hadith.al- islam. 
com/Page.aspx?pageid=197&BookID=24&PID=506&SubjectID=7862 
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال حدثنا شعبة قال الوليد بن العيزار أخبرني قال 
سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار وأشار إلى دار عبد الله 
قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلَة على وقتها قال 
ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته 
لزادني 
إعداد: فاطمة عيسى ناصر الببري . 
مبلمة التربية الإسلامية

Contenu connexe

Tendances(20)

Similaire à مصادر ثالث الباب الأول1

Pdf 1029Pdf 1029
Pdf 1029George Adel
842 vues27 diapositives
أصحابأصحاب
أصحابmohamedelgabry
2.9K vues43 diapositives
حديث عن الفطرةحديث عن الفطرة
حديث عن الفطرةMisrians Home
679 vues13 diapositives

Similaire à مصادر ثالث الباب الأول1(20)

Plus de MONAMOH

مجلس الأمناءمجلس الأمناء
مجلس الأمناءMONAMOH
646 vues13 diapositives

مصادر ثالث الباب الأول1

  • 1. 1 قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : تفسير سورة الإنسان, اضغط الرابط التالي : http://www.e-quran.com/s76.html سورة الإنسان بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : http://www.youtube.com/watch?v=jiPup_xKe3U بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ هَلْ أَتَى عَلَى الِْْنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدههْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) 1( إِنها خَلَقْنَا الِْْنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمَْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) 2( إِنها هَدَيْنَاهُ الهسبِيلَ إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا ) 3( إِنها أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلََسِلَ وَأَغْلََلًً وَسَعِيرًا ) 4( إِهن الَْْبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ) 5( عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اهللَِّ يُفَ جرُونَهَا تَفْجِ يرًا ) 6( يُوفُونَ بِالنهذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّه مُسْتَطِيرًا ) 7( وَيُطْعِمُونَ الهطعَامَ عَلَى حُب هِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) 8( إِنهمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اهللَِّ لًَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلًَ شُكُورًا ) 9( إِنها نَخَ افُ مِنْ رَب نَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا 11 ( فَوَقَاهُمُ اهللَُّ شَهر ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقهاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ) 11 ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنهةً ( وَحَرِيرًا ) 12 ( مُتهكِئِينَ فِيهَا عَلَى الَْْرَائِكِ لًَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلًَ زَمْهَرِيرًا ) 13 ( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلََلهَُا وَذُلِ لَتْ قُطُوفهَُا تَذْلِيلًَ ) 14 ( وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنَِيَةٍ مِنْ فِهضةٍ وَأكَْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ ) 15 ( قَوَارِيرَ مِنْ فِهضةٍ قَدهرُوهَا تَقْدِيرًا ) 16 ( وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا ( زَنْجَبِيلًَ ) 17 ( عَيْنًا فِيهَا تسَُهمى سَلْسَبِيلًَ ) 18
  • 2. 2 11 - تفسير سورة الْنسان آية : 1 *) هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدههْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورًا( سُورَة الِْْنْسَان : قَد تقََدهمَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ اِبْن عَبهاس أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ كَانَ يَقْرَأ فِي صَلََة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة " الم تنَْزِيل" السهجْدةَ وَ " هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان " وَقَالَ عَبْد اهللَّ بْن وَهْب أخَْبَرَنَا اِبْن زَيْد أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَرَأ هَذِهِ السُّورَة " هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان حِين مِنْ الدههْر " وَقَدْ أنُْزِلَتْ عَلَيْهِ وَعِنْده رَجُل أسَْوَد فَلَهما بَلَغَ صِفَة الْجِنَان زَفَر زَفْرَة فَخَرَجَتْ نَفْسه فَقَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " أخََرَجَ نَفْس صَاحِبكُمْ - أوَْ قَالَ أخَِيكُمْ - الشهوْق إِلَى الْجَنهة " مُرْسَل غَرِيب يَقُول تعََالَى مُخْبِرًا عَنْ الِْْنْسَان أنَههُ أوَْجَدهَُ بَعْد أنَْ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً يُذْكَر لِحَقَارَتِهِ وَضَعْفه فَقَالَ تعََالَى" هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان حِين مِنْ الدههْ ر لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورًا. *) إِنها خَلَقْنَا الِْْنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمَْشَاجٍ نَبْتلَِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ( "أمَْشَاج " أيَْ أخَْلََط وَالْمَشِج وَالْمَشِيج الشهيْء الْمُخْتلَِط بَعْضه فِي بَعْض قَالَ اِبْن عَبهاس فِي قَوْله تعََالَى " مِنْ نُطْفَة أمَْشَاج " يَعْنِي مَاء الهرجُل وَمَاء الْمَرْأةَ إِذاَ اِجْتمََعَا وَاخْتلََطَا ثمُه يَنْتقَِل بَعْد مِنْ طَوْر إِلَى طَوْر وَحَال إِلَى حَال وَلَوْن إِلَى لَوْن وَهَكَذاَ قَالَ عِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَالْحَسَن وَالهربِيع بْن أنََس الْْمَْشَاج هُوَ اِخْتِلََط مَاء الهرجُل بِمَاءِ الْمَرْأةَ وَقَوْله تعََالَى " نَبْتلَِيه " أيَْ نَخْتبَِرهُ كَقَوْلِهِ جَهل جَلََله " لِيَبْلُوَكُمْ أيَ كُمْ أحَْسَن عَمَلًَ " " فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " أيَْ جَعَلْنَا لَهُ سَمْعًا وَ بَصَرًا يَتمََكهن بِهِمَا مِنْ الطهاعَة وَالْمَعْصِيَة. * )إِنها هَديَْنَاهُ السهبِيلَ إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا( أيَْ بَيهنهاهُ لَهُ وَوَضهحْنَاهُ وَبَصهرْنَاهُ بِهِ كَقَوْلِه جَهل وَعَلََ " وَأهَما ثمَُود فَهَديَْنَاهُمْ فَاسْتحََ بُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدىَ " وَكَقَوْلِهِ جَهل وَعَلََ " وَهَديَْنَاهُ النهجْديَْنِ" أيَْ بَيهنها لَهُ طَرِيق الْخَيْر وَطَرِيق الشه ر وَهَذاَ قَوْل عِكْرِمَة وَعَطِيهة وَابْن زَيْد وَمُجَاهِد فِي الْمَشْهُور عَنْهُ وَالْجُمْه ور وَرُوِيَ عَنْ مُجَاه د وَأبَِي صَالِح وَالضههحاك وَالسُّدِ ي أنَههُمْ قَالُوا فِي قَوْله تعََالَى " إِنها هَديَْنَاهُ السهبِيل" يَعْنِي خُرُوجه مِنْ الهرحِم وَهَذاَ قَوْل غَرِيب وَالصهحِيح الْمَشْهُور الْْهَول وَقَوْله تعََالَى " إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا " مَ نْصُوب عَلَى الْحَال مِنْ الْهَاء فِي قَوْله " إِنها هَديَْنَاهُ السهبِيل " تقَْدِيره فَهُوَ فِي ذلَِكَ إِهما شَقِ ي وَإِهم ا سَعِيد كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيا الهذِي رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ أبَِي مَالِك الْْشَْعَرِ ي قَالَ : قَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ" كُ ل النهاس يَ دْْوُ فَبَائِع نَفْسه فَمُوبِقهَا أوَْ مُعْتِقهَا" وَقَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا عَبْد الهرهزاق حَدهثنََا مَعْمَر عَنْ اِبْن خُثيَْم عَنْ عَبْد الهرحْمَن بْن سَابِط عَنْ جَابِر بْن عَبْد اهللَّ أهَن النه بِ ي صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ لِكَعْب بْن عُجْرَة " أعََاذكَ اهللَّ مِنْ إِمَارَة السُّفَهَاء" قَالَ وَمَا إِمَارَة السُّفَهَاء ؟ قَالَ " أمَُرَاء يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي لًَ يَهْتدَوُنَ بِهُداَيَ وَلًَ يَسْتنَُّونَ بِس نهتِي فَمَنْ صَدهقَه مْ بِكَذِبِهِمْ وَأعََانَهُمْ عَلَى ظُلْمهمْ فَأوُلَئِكَ لَيْسُوا مِن ي وَلَسْت مِنْهُمْ وَلًَ يَرِدوُنَ عَلَى حَوْضِي وَمَنْ لَمْ يُصَدِ قهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمهمْ فَأوُ لَئِكَ مِن ي وَأنََا مِنْهُمْ وَسَيَرِدوُنَ عَلَى حَوْضِي يَا كَعْب بْن عُجْرَة : الصهوْم جُنهة وَالصهدقََة تطُْفِئ الْخَطِيئةَ وَالصهلََة قُرُبَات - أوَْ قَالَ بُرْهَان - يَا كَعْب بْن عُجْرَة : إِنههُ لًَ يَدْخُل الْجَنهة لَحْم نَبَتَ مِنْ سُحْت النهار أوَْلَى بِهِ يَا كَعْب : النهاس غَادِيَانِ فَمُبْ تاَع نَفْسه فَمُعْتِقهَا وَبَائِع نَفْسه فَمُوبِقهَا " وَرَوَاه عَنْ عَفهان بْن وُهَيْب عَنْ عَبْد اهللَّ بْن خُثيَْم بِهِ وَ قَدْ تقََدهم فِي سُورَة الرُّوم عِنْد قَوْله جَهل جَلََله " فِطْرَة اهللَّ الهتِي فَطَرَ النهاس عَلَيْهَا" مِنْ رِوَايَة جَا بِر بْن عَبْد اهللَّ رَضِيَ اهللَّ تعََالَى عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " كُ ل مَوْلُود يُولَد عَلَى الْفِطْرَة حَتهى يُعْرِب عَنْهُ لِسَانه إِهما شَاكِرًا وَإِهما كَفُورًا " وَقَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا أ بُو عَامِر حَدهثنََا عَبْد اهللَّ بْن جَعْفَر عَنْ عُثْمَان بْن مُحَهمد عَنْ الْمَقْبُرِ ي عَنْ أبَِي هُرَيْرَة رَضِيَ اهللَّ عَنْهُ عَنْ النهبِ ي صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ " مَا مِنْ خَارِ ج يَخْرُج إِهلً بِبَابِهِ رَايَتاَنِ : رَايَة بِيَدِ مَلَك وَرَايَة بِيَدِ شَيْطَان فَإنِْ خَرَجَ لِمَا يُحِ ب اهللَّ اِتهبَعَهُ الْمَلَك بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تحَْت رَايَة الْمَلَك حَتهى يَرْجِع إِلَى بَيْته وَ إِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِط اهللَّ اِتهبَعَهُ الشهيْطَان بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تحَْت رَ ايَة الشهيْطَان حَتهى يَرْجِع إِلَى بَيْته. " * )إِنها أعَْتدَْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلََسِلََ وَأغَْلََلًً وسعيرا ( يُخْبِر تعََالَى عَهما أرَْصَدهَ لِلْكَافِرِينَ مِنْ خَلْقه بِهِ مِنْ السهلََسِل وَالْْغَْلََل وَالسهعِير وَهُوَ اللههَب وَالْحَرِيق فِي نَار جَهَنهم كَمَا قَالَ تعََالَى " إِذْ الْْغَْ لََل فِي . أعَْنَاقهمْ وَالسهلََسِل يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمُه فِي النهار يُسْجَرُونَ" وَلَهما ذكََرَ مَا أعََدههُ لِهَؤُلًَءِ الْْشَْقِيَاء مِنْ السهعِير
  • 3. 3 11 - تابع 1 : تفسير سورة الْنسان : آية 1 *)إهن الْْبَْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا( وَقَد عُلِمَ مَا فِي الْكَافُور مِنْ التهبْرِيد وَالهرائِحَة الطهي بَة مَعَ مَا يُضَاف إِلَى ذلَِكَ مِنْ اللهذاَذةَ فِي الْجَنهة قَالَ الْحَسَن بَرْد الْكَافُور فِي طِيب الهزنْجَبِيل. *)عينا يَشْرَبُ بِهَا عِبَاد اهللَّ يُفَ جرُونَهَا تفَْجِيرًا( أيَْ هَذاَ الهذِي مُزِجَ لِهَؤُلًَءِ الْْبَْرَار مِنْ الْكَافُور هُوَ عَيْن يَشْرَب بِهَا الْمُقَهربُونَ مِنْ عِبَاد اهللَّ صَرْفًا بِلََ مَزْج وَيُرْوَوْنَ بِهَا وَلِهَذاَ ضَهمنَ يَشْرَب مَعْنَى يَرْوَى حَتهى عَدهاهُ بِالْبَاءِ وَنَصَبَ عَيْنًا عَلَى التهمْيِيز قَالَ بَعْضهمْ هَذاَ الشهرَاب فِي طِيبه كَالْكَافُورِ وَقَالَ بَعْضهمْ هُوَ مِنْ عَيْن كَافُور وَقَالَ بَعْضهمْ يَجُوز أنَْ يَكُون مَنْصُوبًا بِيَشْرَب حَكَى هَذِهِ الْْقَْوَال الثهلََثةَ اِبْن جَرِير . وَقَوْله تعََالَى " يُفَ جرُونَهَا تفَْجِيرًا " أيَْ يَتصََهرفُونَ فِيهَا حَيْاُ شَاءُوا وَأيَْنَ شَاءُوا مِنْ قُصُورهمْ وَدوُرهمْ وَمَجَالِسهمْ وَمَحَال همْ وَالتهفْجِير هُوَ الِْْ نْبَاع كَمَا قَالَ تعََالَى " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِن لَك حَتهى تفَْجُر لَنَا مِنْ الْْرَْض يَنْبُوعًا" وَقَالَ " وَفَهجرْنَا خِلََلهمَا نَهَرًا " . وَقَالَ مُجَاهِد " يُفَ جرُونَهَا تفَْجِيرًا " يَقُودوُنَهَا حَيْاُ شَاءُوا وَ كَذاَ قَالَ عِكْرِمَة وَ قَتاَدةَ وَقَالَ الثهوْرِ ي يَصْرِفُونَهَا حَيْاُ شَاءُوا. *)يُوفُونَ بِالنهذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتطَِيرًا( أيَْ يَتعََبهدوُنَ هِللَّ فِيمَا أوَْجَبَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فِعْل الطهاعَات الْوَاجِبَة بِأصَْلِ الشهرْع وَمَا أوَْجَبُوهُ عَلَى أنَْفُسهمْ بِطَرِيقِ النهذْر قَالَ الِْْمَام مَالِك عَنْ طَلْحَة بْن عَبْد الْمَلِك الْْيَْلِ ي عَنْ الْقَاسِم بْن مَالِك عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اهللَّ عَنْهَا أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ ع لَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ" مَنْ نَذرََ أنَْ يُطِيع اهللَّ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذرََ أنَْ يَعْصِي اهللَّ فَلََ يَعْصِه " رَوَاهُ الْبُخَارِ ي مِنْ حَدِيا مَالِك . وَيَتْرُكُونَ الْمُحَهرمَات الهتِي نَهَاهُمْ عَنْهَا خِيفَة مِنْ سُوء الْحِسَاب يَوْم الْمَعَاد وَهُوَ الْيَوْم الهذِي شَ ره مُسْتطَِير أيَْ مُنْتشَِر عَام عَلَى النهاس إِهلً مَنْ رَحِمَ اهللَّ قَالَ اِبْن عَبهاس فَاشِيًا وَقَالَ قَتاَدةَ اِسْتطََارَ وَاهَللَّ شَ ر ذلَِكَ الْيَوْم حَتهى مَ السهمَوَات وَالْْرَْض قَالَ اِبْن جَرِير : وَمِنْهُ قَوْلهمْ اِسْتطََارَ الصهدْع فِي الزُّ جَاجَة وَاسْتطََالَ وَمِنْهُ قَوْل الْْعَْشَى : فَبَانَتْ وَقَد أسََأْت فِي الْفُؤَا ... د صَدْعًا عَلَى نَأْيهَا مُسْتطَِيرًا يَعْنِي مُمْتدَاًّ فَاشِيًا. *)وَيُطْعِمُونَ الطهعَام عَلَى حُب هِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأسَِيرًا( "عَلَى حُب ه " قِيلَ ع لَى حُ ب اهللَّ تعََالَى وَجَعَلُوا الضهمِير عَائِداً إِلَى اهللَّ عَهز وَجَهل لِدلًََلَة السِ يَاق عَلَيْهِ وَالْْظَْهَر أهَن الضهمِير عَائِد عَلَى الطهعَام أيَْ وَيُطْعِمُونَ الطهعَام فِي حَال مَحَبهتهمْ وَشَهْوَتهمْ لَهُ قَالَهُ مُجَاهِد وَمُ قَاتِل وَاخْتاَرَهُ اِبْن جَرِير كَقَوْلِه تعََالَى " وَآتىَ الْمَال عَلَى حُب ه " وَكَقَوْلِه تعََالَى " لَنْ تنََالُوا الْبِ ر حَتهى تنُْفِقُوا مِهما تحُِبُّونَ " . وَرَوَى الْبَيْهَقِ ي مِنْ طَرِيق الْْعَْمَش عَنْ نَافِع قَالَ : مَرِضَ اِبْن عُمَر فَاشْتهََى عِنَبًا أهَول مَا جَاءَ الْعِنَب فَأرَْسَلَتْ صَفِيهة يَعْنِي اِمْرَأتَه فَاشْترََتْ عُنْقُوداً بِدِرْهَمٍ فَاتهبَعَ الهرسُول سَائِل فَلَهما دخََلَ بِهِ قَالَ السهائِل : السهائِل فَقَالَ اِبْن عُمَر : أعَْطُوهُ إِيهاهُ فَأعَْطَوْهُ إِيهاه فَأرَْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخَر فَاشْترََتْ عُنْقُوداً فَاتهبَعَ الهرسُول السهائِل فَلَهما دخََلَ قَالَ السهائِل : السهائِل فَقَالَ اِبْن عُمَر : أعَْطُوهُ إِيهاهُ فَأعَْطَوْهُ إِيهاهُ فَأرَْسَلَتْ صَفِيهة إِلَى السهائِل فَقَالَ وَاهَللَّ إِنْ عُدْت لًَ تصُِيب مِنْهُ خَيْرًا أبََداً ثمُه أرَْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخَر فَاشْترََتْ بِهِ . وَفِي الصهحِيح " أفَْضَل الصهدقََة أنَْ تصََدهق وَأنَْتَ صَحِيح شَحِيح تأَْمُل الْ نَِْى وَتخَْشَى الْفَقْر" أيَْ فِي حَال مَحَبهتك لِلْمَالِ وَحِرْصك عَلَيْهِ وَحَ اجَتك إِلَيْهِ وَلِهَذاَ قَالَ تعََالَى " وَيُطْعِمُونَ الطهعَام عَلَى حُب ه مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأسَِيرًا " أهَما الْمِسْكِين وَالْيَتِيم فَقَد تقََدهم بَيَانهمَا وَصِفَتهمَا وَأهَما الْْ سَِير فَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَالضههحاك : الْْسَِير مِنْ أهَْل الْقِبْلَة وَقَالَ اِبْن عَبهاس كَانَ أسَُرَاؤُهُمْ يَوْمئِذٍ مُشْرِكِينَ وَيَشْهَد لِهَذاَ أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ أمََرَ أصَْحَابه يَوْم بَدْر أنَْ يُكْرِمُوا الْْسَُارَى فَكَانُوا يُقَدِ مُونَهُمْ عَلَى أنَْفُسهمْ عِنْد الْ دَْاَء وَقَالَ عِكْرِمَة هُمْ الْعَبِيد وَاخْتاَرَهُ اِبْن جَرِير لِعُمُومِ الْْيَة لِلْمُسْلِمِ وَالْمُشْ رِك وَهَكَذاَ قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعَطَاء وَالْحَسَن وَقَتاَدةَ وَقَدْ وَصهى رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهم بِالِْْحْسَانِ إِلَى الْْرَِقهاء فِي غَيْر مَا حَدِيا حَتهى إِنههُ كَانَ آخَر مَا أوَْصَى أنَْ جَعَلَ يَقُول " الصهلََة وَمَا مَلَكَتْ أيَْمَانكُمْ" قَالَ مُجَاهِد هُوَ الْمَحْبُوس أيَْ يُطْعِمُونَ الطهعَام لِهَؤُلًَءِ وَهُمْ يَشْتهَُونَهُ وَيُحِ بُّونَهُ.
  • 4. 4 11- تابع 2: تفسير سورة الْنسان: آية 1 *)إِنهمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اهللَِّ لًَ نُرِيد مِنْكُمْ جَزَاء وَلًَ شُكُورًا( "إِنهمَا نُطْعِمكُمْ لِوَجْهِ اهللَّ " أيَْ رَجَاء ثوََاب اهللَّ وَرِضَاهُ " لًَ نُرِيد مِنْكُمْ جَزَاء وَلًَ شُكُورًا" أيَْ لًَ نَطْلُب مِنْكُمْ مُجَازَاة تكَُافِئوُنَنَا بِهَا وَلًَ أنَْ تشَْكُرُونَا عِنْد النهاس قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر أمََا وَاهَللَّ مَا قَالُوهُ بِألَْسِنَتِهِمْ وَلَكِنْ عَلِمَ اهللَّ بِهِ مِنْ قُلُوبهمْ فَأثَْنَى عَلَيْهِمْ بِهِ لِيَرْغَب فِي ذلَِكَ رَاغِب. *)إِنها نَخَافُ مِنْ رَب نَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا( أيَْ إِنهمَا نَفْعَل هَذاَ لَعَهل اهللَّ أنَْ يَرْحَمنَا وَيَتلََقهانَا بِلُطْفِهِ فِي الْيَوْم الْعَبُوس الْقَمْطَرِير . قَالَ عَلِ ي بْن أبَِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبهاس عَبُوسًا ضَي قًا قَمْطَرِيرًا طَوِيلًَ وَقَالَ عِكْرِمَة وَغَيْره عَنْهُ فِي قَوْله " يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا" قَالَ يَعْبَس الْكَافِر يَوْمئِذٍ حَتهى يَسِيل مِنْ بَيْن عَيْنَيْهِ عَرَق مِثْل الْقَطِرَان وَقَالَ مُجَاهِد " عَبُوس ا " الْعَابِس الشهفَتيَْنِ" قَمْطَرِيرًا " قَالَ يَقْبِض الْوَجْه بِالْبُسُورِ وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتاَدةَ تعَْبِس فِيهِ الْوُجُ وه مِنْ الْهَوْل قَمْطَرِيرًا تقَْلِيص الْجَبِين وَمَا بَيْن الْعَيْنَيْنِ مِنْ الْهَوْل وَقَالَ اِبْن زَيْد الْع بُوس الشه ر وَالْقَمْطَرِير الشهدِيد وَأوَْضَح الْعِبَارَات وَأجَْلََهَا وَأحَْلََهَا وَأعَْلََهَا وَأوَْلًَهَا قَوْل اِبْن ع بهاس رَضِيَ اهللَّ عَنْهُ . قَالَ اِبْن جَرِير وَالْقَمْطَرِير هُوَ الشهدِيد يُقَال هُوَ يَوْم قَمْطَرِير وَيَوْم قُمَاطِرٌ وَ يَوْم عَصِيب وَعَصَبْصَب وَقَدْ اِقْمَطَهر الْيَوْم يَقْمَطِ ر اِقْمِطْرَارًا وَذلَِكَ أشََد الْْيَهام وَأطَْوَلهَا فِي الْ بَلََء وَالشِ دهة وَمِنْهُ قَوْل بَعْضهمْ : بَنِي عَ منَا هَلْ تذَْكُرُونَ بَلََءَنَا ... عَلَيْكُمْ إِذاَ مَا كَانَ يَوْم قُمَاطِر. *)فَوَقَاهُمُ اهللَّ شَهر ذلَِكَ الْيَوْمِ وَلَقهاهُمْ نَضْرَة وَسُرُورًا( وَهَذاَ مِنْ بَاب التهجَانُس الْبَلِيغ " فَوَقَاهُمْ اهللَّ شَ ر ذلَِكَ الْيَوْم " أيَْ آمَنَهُمْ بِمَا خَافُوا مِنْهُ " وَ لَقهاهُمْ نَضْرَة " أيَْ فِي وُجُوههمْ " وَسُرُورً ا " أيَْ فِي قُلُوبهمْ . قَالَهُ الْحَسَن الْبَصْرِ ي وَقَتاَدةَ وَأبَُو الْعَالِيَة وَالهربِيع بْن أنََس وَهَذِهِ كَقَوْلِه تعََالَى " وُجُوه يَوْمئِذٍ مُسْ فِرَة ضَاحِكَة مُسْتبَْشِرَة " وَذلَِكَ أهَن الْقَلْب إِذاَ سُهر اِسْتنََارَ الْوَجْه قَالَ كَعْب بْن مَالِك فِي حَدِيثه الطهوِيل وَكَانَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ إِذاَ سُهر اِسْتنََارَ وَجْهه حَ تهى كَأنَههُ فِلْقَة قَمَر وَقَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اهللَّ عَنْهَا دخََلَ عَلَ ي رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ مَسْرُورًا تبَْرُق أسََارِير وَجْهه الْحَدِيا. *)جَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنهةً وَحَرِيرًا( أيَْ بِسَبَبِ صَبْرهمْ أعَْطَاهُمْ وَنَهولَهُمْ وَبَهوأهَُمْ جَنهة وَحَرِيرًا أيَْ مَنْزِلًً رَحْبًا وَعَيْشًا رَغَداً وَ لِبَاسًا حَسَنًا وَرَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي ترَْجَمَة هِشَام بْن سُلَيْمَان الدهارَانِ ي قَالَ قُرِئَ عَلَى أبَِي سُلَيْمَان الدهارَانِ ي سُورَة " هَلْ أتَىَ عَلَى الِْْنْسَان" فَلَهما بَلَغَ الْقَارِئ إِلَى قَوْله تعََالَى " وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنهة وَحَرِيرًا " قَالَ بِمَا صَبَرُوا عَلَى ترَْك الشههَوَات فِي الدنُّْيَا ثمُه أنَْشَد يَقُول : كَمْ قَتِيل لِشَهْوَةٍ وَأسَِير ... أ ف مِنْ مُشْتهًَى خِلََف الْجَمِيل شَهَوَات الِْْنْسَان توُرِثهُ الذ ل ... وَتلُْ قِيه فِي الْبَلََء الطهوِيل. *)مُتهكِئِينَ فِيهَا ع لَى الْْرََائِكِ لًَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلًَ زَمْهَرِيرًا( يُخْبِر تعََالَى عَنْ أهَْل الْجَنهة وَمَا هُمْ فِيهِ مِنْ النهعِيم الْمُقِيم وَمَا أسَْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْفَضْل الْع مِيم فَقَالَ تعََالَى " مُتهكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْْرََائِك" وَقَدْ تقََدهم الْكَلََم عَلَى ذلَِكَ فِي سُورَة الصهافهات وَذكُِرَ الْخِلََف فِي الًِتِ كَاء هَلْ هُوَ الًِضْطِجَاع أوَْ التهرَفُّق أوَْ التهرَبُّع أوَْ ال تهمَكُّن فِي الْجُلُوس وَأهَن الْْرََائِك هِيَ السُّرُر تحَْت الْحِجَال وَقَوْله تعََالَى " لًَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلًَ زَمْهَرِيرًا " أيَْ لَيْسَ عِنْدهمْ حَ ر مُزْعِج وَلًَ بَرْد مُؤْلِم بَلْ هِيَ مِزَاج وَاحِ د داَئِم سَرْمَدِ ي لًَ يَبْ وُْنَ عَنْهَا حِوَلًً .
  • 5. 5 11- تابع 3: تفسير سورة الْنسان: آية 1 *)وَداَنِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلََلُهَا وَذلُ لَتْ قُطُوفُهَا تذَْلِيلًَ ( "وَداَنِيَة عَلَيْهِمْ ظِلََلهَا " أيَْ قَرِيبَة إِلَيْهِمْ أغَْصَانهَا" وَذلُ لَتْ قُطُوفهَا تذَْلِيلًَ " أيَْ مَتىَ تعََاط اهُ دنََا الْقِطْف إِلَيْهِ وَتدَلَهى مِنْ أعَْلَى غُصْنه كَأنَههُ سَامِع طَائِع كَمَا قَالَ تعََالَى فِي الْْيَة الْْخُْرَى " وَجَنَى الْجَنهتيَْنِ داَنٍ" وَقَالَ جَهل وَعَلََ " قُطُوفهَا داَنِيَة " وَقَالَ مُجَاهِد " وَذلُ لَتْ قُطُوفه ا تذَْلِيلًَ " إِنْ قَام اِرْتفََعَتْ مَعَهُ بِقَدْرٍ وَإِنْ قَعَد تذَلَهلَتْ لَهُ حَتهى يَنَالهَا وَإِنْ اِضْطَجَعَ تذَلَه لَتْ لَهُ حَتهى يَنَالهَا فَذلَِكَ قَوْله تعََالَى " تذَْلِيلًَ" وَقَالَ قَتاَدةَ لًَ يَرُد أيَْدِيهمْ عَنْهَا شَوْك وَلًَ بُعْد وَقَالَ مُجَاهِد أرَْض الْجَنهة مِنْ وَرِق وَترَُابهَا الْمِسْك وَأصُُول شَجَرهَا مِنْ ذهََب وَفِضهة وَأفَْنَانهَا مِنْ ال لُّؤْلُؤ الهرطْب وَالهزبَرْجَد وَالْيَاقُوت وَالْوَرِق وَالثهمَر بَيْن ذلَِكَ فَمَنْ أكََلَ مِنْهَا قَائِمًا لَمْ تؤُْذِهِ وَمَنْ أكََلَ مِنْهَا قَاعِداً لَمْ تؤُْذِهِ وَمَنْ أكََلَ مِنْهَا مُضْطَجِعًا لَمْ تؤُْذِه . * )وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضهةٍ وَأكَْوَاب كَانَتْ قَوَارِيرَ ( أيَْ يَطُوف عَلَيْهِمْ الْخَدمَ بِأوََانِي الطهعَام وَهِيَ مِنْ فِضهة وَأكَْوَاب الشهرَاب وَهِيَ الْكِيزَان الهتِي لًَ ع رَى لَهَا وَلًَ خَرَاطِيم " قَوَارِيرَا " مَنْصُوب بِخَبَرِ كَانَ أيَْ كَانَتْ قَوَارِيرَا. *)قَوَارِيرَ مِنْ فِضهة قَدهرُوهَا تقَْدِيرًا( "قَوَارِيرَا " مَنْصُوب إِهما عَلَى الْبَدلَِيهة أوَْ تمَْيِيز لِْنَههُ بَيهنَهُ بِقَوْلِهِ جَهل وَعَلََ " قَوَارِيرَا مِ نْ فِضهة " قَالَ اِبْن عَبهاس وَمُجَاهِد وَالْحَسَن الْبَصْرِ ي وَغَيْر وَاحِد بَيَاض الْفِضهة فِي صَفَاء الزُّجَاج وَالْقَوَارِير لًَ تكَُون إِهلً مِنْ زُجَاج فَهَذِه الْْكَْوَاب هِيَ مِنْ فِضهة وَهِيَ مَعَ هَذاَ شَفهافَة يُرَى مَا فِي بَاطِنهَا مِنْ ظَاهِرهَا وَهَذاَ مِهما لًَ نَظِير لَهُ فِي الدنُّْيَا قَالَ اِبْن الْمُ بَارَك عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ رَجُل عَنْ اِبْن عَبهاس : لَيْسَ فِي الْجَنهة شَيْء إِهلً قَد أعَْطَيْتمُْ فِي الدنُّْيَا شَبَهه إِهلً قَوَارِيرَا مِنْ فِضهة . رَوَاهُ اِبْن أبَِي حَاتِم . وَقَوْله تعََالَى " قَدهرُوهَا تقَْدِيرًا " أيَْ عَلَى قَدْر رِ ي همْ لًَ تزَِيد عَنْهُ وَلًَ تنَْقُص بَلْ هِيَ مُعَدهة لِذلَِكَ مُقَدهرَة بِحَسَبِ رِ ي صَاحِبهَا هَذاَ مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبهاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأبَِي صَالِح وَقَتاَدةَ وَابْن أبَْزَى وَعَبْد اهللَّ بْن عُبَيْد اهللَّ بْن عُمَ ير وَ قَتاَدةَ وَالشهعْبِ ي وَابْن زَيْد وَقَالَهُ اِبْن جَرِير وَغَيْر وَاحِد وَهَذاَ أبَْلَغ فِي الًِعْتِنَاء وَالشهرَف وَالْكَرَامَة وَقَالَ الْعَوْفِ ي عَنْ اِبْن عَبهاس " قَدهرُوهَا تقَْدِيرًا " قُدِ رَتْ لِلْكَ فِ وَهَكَذاَ قَالَ الهربِيع بْن أنََس وَ قَالَ الضههحاك عَلَى قَدْر كَ ف الْخَادِم وَهَذاَ لًَ يُنَافِي الْقَوْل الْْهَول فَإنِههَا مُقَدهرَة فِي الْقَدْر وَال ر ي . *)وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًَ ( أيَْ وَيُسْقَوْنَ يَعْنِي الْْبَْرَار أيَْضًا فِي هَذِهِ الْْكَْوَاب " كَأْسًا " أيَْ خَمْرًا " كَانَ مِزَاجهَا زَنْجَبِيلًَ " فَتاَرَة يُمْزَج لَهُمْ الشهرَاب بِالْكَافُورِ وَهُوَ بَارِد وَتاَرَة بِالهزنْجَبِيلِ وَهُوَ حَا ر لِيَعْتدَِل الْْمَْر وَهَؤُلًَءِ يُمْزَج لَهُمْ مِنْ هَذاَ تاَرَة وَمِنْ هَذاَ تاَرَة وَأهَما الْمُقَهربُونَ فَإنِههُمْ يَشْرَبُونَ مِنْ كُ ل مِنْهُمَا صِرْفًا كَمَا قَالَهُ قَتاَدةَ وَغَيْر وَاحِد. *)عَيْنًا فِيهَا تسَُهمى سَلْسَبِيلًَ ( وَقَد تقََدهمَ قَوْله جَهل وَعَلََ " عَيْنًا يَشْرَب بِهَا عِبَاد اهللَّ " وَقَالَ هَاهُنَا " ع يْنًا فِيهَا تسَُهمى سَلْسَبِيلََ " أيَْ الهزنْجَبِيل عَيْن فِي الْجَنهة تسَُهمى سَلْسَبِيلََ قَالَ عِكْرِمَة : اِسْم عَيْن فِي الْجَنهة وَقَالَ مُجَاهِد سُ مِيَتْ بِذلَِكَ لِسَلََسَةِ مَسِيلهَا وَحِدهة جَرْيهَا وَقَالَ قَتاَدةَ عَيْن فِيهَا تسَُهم ى سَلْسَبِيلََ عَيْن سَلِسَة مُسْتقَِيد مَاؤُهَا وَحَكَى اِبْن جَرِير عَنْ بَعْضهمْ أنَههَا سُ مِيَتْ بِذلَِكَ لِسَلََسَتِهَا فِي الْحَلْق وَاخْتاَرَ هُوَ أنَههَا تعَُم ذلَِكَ كُل ه وَهُوَ كَمَا قَالَ .
  • 6. 6 قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : تفسير سورة البلد, اضغط الرابط التالي : http://www.e-quran.com/s90.html سورة البلد بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : http://www.youtube.com/watch?v=f4FXR1AvlKE بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ لًَ أقُْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 1( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 2( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) 3( لَقَدْ خَلَقْنَا الِْْنْسَانَ فِي كَبَدٍ 4( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) 5( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًً لُبَدًا ) 6( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ( 7( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ) 8( وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ) 9( وَهَدَيْنَاهُ النهجْدَيْنِ ) 11 ( فَلََ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ( 11 ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) 12 ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) 13 ( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْ بََْةٍ ) 14 ( يَتِيمًا ذَا ( مَقْرَبَةٍ ) 15 ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) 16 ( ثهُم كَانَ مِنَ الهذِينَ آمََنُوا وَتَوَاصَوْا بِالهصبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ) 17 ( أوُلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) 18 ( وَالهذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأمََةِ ) 19 ( عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَة ) 21 (
  • 7. 7 قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : تفسير سورة الشمس, اضغط الرابط التالي : http://www.e-quran.com/s91.html سورة الشمس بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : http://www.youtube.com/watch?v=8sDW5Vrjxsg بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ ) وَالهشمْسِ وَضُحَاهَا ) 1( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلََهَا ) 2( وَالنههَارِ إِذَا جَهلَهَا ) 3( وَاللهيْلِ إِذَا يَ شَْْاهَا ) 4 وَالهسمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ) 5( وَالَْْرْضِ وَمَا طَحَاهَا ) 6( وَنَفْسٍ وَمَا سَهواهَا ) 7( فَألَْهَمَهَا فُجُورَهَا ) وَتَقْوَاهَا ) 8( قَدْ أفَْلَحَ مَنْ زَهكاهَا ) 9( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَهساهَا ) 11 ( كَذهبَتْ ثمَُودُ بِطَ وَْْاهَا ) 11 إِذِ انْبَعَاَ أَشْقَاهَا ) 12 ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اه للَِّ نَاقَةَ اهللَِّ وَسُقْيَاهَا ) 13 ( فَكَذهبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ ) عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَهواهَا ) 14 ( وَلًَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ) 15
  • 8. 8 11 - تفسير سورة الشمس : آية 1 *)وَالشهمْسِ وَضُحَاهَا( سُورَة الشهمْس : تقََدهمَ حَدِيا جَابِر الهذِي فِي الصهحِيحَيْنِ أهَن رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ لِمُعَاذٍ " هَهلَ صَلهيْت بِ " سَب حْ اِسْم رَب ك الْْعَْلَى " " وَالشهمْس وَضُحَاهَا " " وَاللهيْل إِذاَ يَ شَْْى" ؟ " . قَالَ مُجَاهِد " وَالشهمْس وَضُحَاهَا " أيَْ وَضَوْئِهَا وَقَالَ قَتاَدةَ " وَضُحَاهَا " النههَار كُل ه . قَالَ اِبْن جَرِير وَالصهوَاب أنَْ يُقَال أقَْسَمَ اهللَّ بِالشهمْسِ وَنَهَارهَا لِْهَن ضَوْء الشهمْس الظهاهِرَة هُوَ النههَار. *)الْقَمَرِ إِذاَ تلَََهَا( "وَالْقَمَر إِذاَ تلَََهَا " قَالَ مُجَاهِد تبَِعَهَا . وَقَالَ الْعَوْفِ ي عَنْ اِبْن عَبهاس " وَالْقَمَر إِذاَ تلَََهَا " قَالَ يَتْلُو النههَار وَقَالَ قَتاَدةَ إِذاَ تلَََه ا لَيْلَة الْهِلََل إِذاَ سَقَطَتْ الشهمْس رُئِيَ الْهِلََل وَقَالَ اِبْن زَيْد هُوَ يَتْلُوهَا فِي الن صْف الْْهَول مِنْ الشههْ ر ثمُه هِيَ تتَْلُوهُ وَهُوَ يَتقََدهمهَا فِي الن صْف الْْخَِير مِنْ الشههْر. وَقَالَ مَالِك عَنْ زَيْد بْن أسَْلَم إِذاَ تلَََهَا لَيْلَة الْقَدْر. *)وَالنههَارِ إِذاَ جَهلَهَا( قَوْله تعََالَى " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " قَالَ مُجَاهِد أضََاء وَقَالَ قَتاَدةَ " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " إِذاَ غَشِيَهَا النههَار وَقَالَ اِبْن جَرِير : وَكَانَ بَعْض أهَْل الْعَرَبِيهة يَتأَهَول ذلَِكَ بِمَعْنَى وَالنههَار إِذاَ جَلََ الظُّلْمَة لِدلًََلَةِ الْكَلََم عَلَيْهَا " قُلْت " وَلَوْ أهَن هَذاَ الْقَائِل تأَهَولَ ذلَِكَ بِمَعْنَى " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " أيَْ الْبَسِيطَة لَكَانَ أوَْلَى وَلَصَهح تأَْوِيله. *)وَاللهيْلِ إِذاَ يَ شَْْاهَا( قَوْله تعََالَى " وَاللهيْل إِذاَ يَ شَْْاهَا " فَكَانَ أجَْوَد وَأقَْوَى وَاهَللَّ أعَْلَم . وَلِهَذاَ قَالَ مُجَاهِد " وَالنههَار إِذاَ جَهلَهَا " إِنههُ كَقَوْلِهِ تعََالَى " وَالنههَار إِذاَ تجََلهى " وَأهَما اِبْن جَرِير فَاخْتاَرَ عَوْد الضهمِير فِي ذلَِكَ كُل ه عَلَى الشهمْس لِجَرَيَانِ ذِكْرهَا وَقَالُوا فِي قَوْله تعََالَى " وَال لهيْل إِذاَ يَ شَْْاهَا " يَعْنِي إِذاَ يَ شَْْى الشهمْس حِين ت يَِْب فَتظُْلِم الْْفَاق . وَقَالَ بَقِيهة بْن الْوَلِيد عَنْ صَفْوَان حَدهثنَِي يَزِيد بْن ذِي حَمَامَة قَالَ : إِذاَ جَاءَ اللهيْل قَالَ الهر ب جَهل جَلََله غَشِيَ عِبَادِي خَلْقِي الْعَظِ يم فَاللهيْل يَهَابهُ وَالَهذِي خَلَقَهُ أحََ ق أنَْ يُهَاب . رَوَاهُ اِبْن أبَِي حَاتِم. *)وَالسهمَاءِ وَمَا بَنَاهَا( قَوْله تعََالَى " وَالسهمَاء وَمَا بَنَاهَا " يَحْتمَِل أنَْ تكَُون مَا هَهُنَا مَصْدرَِيهة بِمَعْنَى وَالسهمَاء وَبِنَا ئِهَا وَ هُوَ قَوْل قَتاَدةَ وَيَحْتمَِل أنَْ تكَُون بِمَعْنَى مَنْ يَعْنِي وَالسهمَاء وَبَانِيهَا وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَكِلََهُمَا مُتلَََزِم وَالْبِنَاء هُوَ الهرفْع كَقَوْلِهِ تعََالَى" وَالسهمَاء بَنَيْنَاهَا بِأيَْدٍ - أيَْ بِقُهوةٍ - وَإِنها لَمُوسِعُونَ وَالْْرَْض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدوُنَ . "
  • 9. 9 11- تابع 1: تفسير سورة الشمس : آية 1 *)وَالْْرَْضِ وَمَا طَحَاهَا( قَوْله تعََالَى " وَالْْرَْض وَمَا طَحَاهَا" قَالَ مُجَاهِد : طَحَاهَا دحََاهَا . قَالَ الْعَوْفِ ي عَنْ اِبْن عَبهاس " وَمَا طَحَاهَا " أيَْ خَلَقَ فِيهَا وَقَالَ عَلِ ي بْن أبَِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبهاس طَحَاهَا قَسَمَهَا . وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتاَدةَ وَالضههحاك وَالسُّدِ ي وَالثهوْرِ ي وَابْن صَالِح وَابْن زَ يْد" طَحَاهَا " بَسَطَهَا وَهَذاَ أشَْهَر الْْقَْوَال وَعَلَيْهِ الْْكَْثرَ مِنْ الْمُفَسِ رِينَ وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد أهَْل اللُّ ةَْ . قَالَ الْجَوْهَرِ ي طَحَوْته مِثْل دحََوْته أيَْ بَسَطْته. *)وَنَفْسٍ وَمَا سَهواهَا( وَقَوْله تعََالَى " وَنَفْس وَمَا سَهواهَا" أيَْ خَلَقَهَا سَوِ يهة مُسْتقَِيمَة عَلَى الْفِطْرَة الْقَوِيمَة كَمَا قَالَ تعََالَى " فَأقَِمْ وَجْهَك لِلدِ ينِ حَنِيفًا فِطْرَة اهللَّ ا لهتِي فَطَرَ النهاس عَلَيْهَا لًَ تبَْدِيل لِخَلْقِ اهللَّ" وَقَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " كُ ل مَوْلُود يُولَد عَلَى الْفِطْرَة فَأبََوَاهُ يُهَ وِداَنِهِ أوَْ يُنَصِ رَانِهِ أوَْ يُمَ جسَانِهِ كَمَا توُلَد الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء هَلْ تحُِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاء ؟ " أخَْرَجَاهُ مِنْ رِوَايَة أبَِي هُرَيْرَة وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ رِوَايَة عِيَاض بْن حَهماد الْمُجَاشِعِ ي عَنْ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ قَالَ " يَقُول اهللَّ عَهز وَجَهل إِن ي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء فَجَاءَتْهُمْ الشهيَاطِ ين فَاجْتاَلَتْهُمْ عَنْ دِينهمْ . " *)فَألَْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتقَْوَاهَا( قَوْله تعََالَى " فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " أيَْ فَأرَْشَدهََا إِلَى فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا أيَْ بَيهنَ لَهَا وَ هَداَهَا إِلَى مَا قَدهرَ لَهَا قَالَ اِبْن عَبهاس " فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " بَيهنَ لَهَا الْخَيْر وَالشه ر وَكَذاَ قَالَ مُجَاهِد وَقَتاَدةَ وَالضههحاك وَالثهوْرِ ي. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر ألَْهَمَهَا الْخَيْر وَالشه ر وَقَالَ اِبْن زَيْد : جَعَلَ فِيهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدهثنََا اِبْن خَالِد حَدهثنََا صَفْوَان بْن عِيسَى وَ أبَُو عَاصِم النهبِيل قَالًَ حَدهثنََا عَزْرَة بْن ثاَبِت حَدهثنَِي يَحْيَى بْن عُقَيْل عَنْ يَحْيَى بْن يَعْمَر عَنْ أبَِي الْْسَْوَد الدهيْلِ ي قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَان بْن حُصَيْن أرََأيَْت مَا يَعْمَل النهاس فِيهِ وَيَتكََادحَُونَ فِيهِ أشََيْء قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدرَ قَد سَبَقَ أوَْ فِيمَا يَسْتقَْبِلُونَ مِهما أتَاَهُمْ بِهِ نَبِي همْ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ وَأكُِ دتَْ عَلَيْهِمْ الْحُهجة ؟ قُلْت بَلْ شَيْء قُضِيَ عَلَيْهِمْ قَالَ فَهَلْ يَكُون ذلَِكَ ظُلْمًا ؟ قَالَ فَفَزِعْت مِنْهُ فَزَعًا شَدِيداً قَالَ : قُلْت لَهُ لَيْسَ شَيْء إِهلً وَهُوَ خَلْقُهُ وَمِلْك يَده لًَ يُسْألَ عَهما يَفْعَل وَهُمْ يُسْألَُونَ قَالَ سَدهدكَ اهللَّ إِنهمَا سَألَْتكُ لِْخَْبُر عَقْلَك . إِهن رَجُلًَ مِنْ مُزَيْنَة أوَْ جُه ينَة أتَىَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ فَقَالَ يَا رَسُول اهللَّ أرََأيَْت مَا يَعْمَل النهاس فِيهِ وَي تكََادحَُونَ أشََيْء قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدرَ قَد سَبَقَ أمَْ شَيْء مِهما يَسْتقَْبِلُونَ مِهما أتَاَهُمْ بِهِ نَبِي همْ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ وَأكُِ دتَْ بِهِ عَلَيْهِمْ الْحُهجة ؟ قَالَ " بَلْ شَيْء قَد قُضِيَ عَل يهِمْ " قَالَ فَفِيم نَعْمَل ؟ قَالَ" مَنْ كَانَ اهللَّ خَلَقَهُ لِِْحْدىَ الْمَنْزِلَتيَْنِ يُهَي ئهُ لَهَا وَتصَْدِيق ذلَِكَ فِي كِتاَب اهللَّ تعََالَى " وَنَفْس وَمَا سَهواهَا فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " رَوَاهُ أحَْمَد وَمُسْلِم مِنْ حَدِيا عَزْرَة بْن ثاَبِت بِه . *)قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهاهَا( قَوْله تعََالَى "قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهاهَا " يَحْتمَِل أنَْ يَكُون الْمَعْنَى قَدْ أفَْلَحَ مَنْ زَكهى نَفْسه أيَْ بِطَاعَةِ اهللَّ كَمَا قَالَ قَتاَدةَ وَطَههرَهَا مِنْ الْْخَْلََق الدهنِيئةَ وَالهرذاَئِل وَيُرْوَى نَحْوه عَنْ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَكَقَوْلِه تعََالَى " قَدْ أفَْلَحَ مَنْ تزََك هى وَذكََرَ اِسْم رَب ه فَصَلهى. "
  • 10. 10 11- تابع 2: تفسير سورة الشمس : آية 1 *)وَقَدْ خَابَ مَنْ دسَهاهَا( "وَقَد خَابَ مَنْ دسَهاهَا " أيَْ دسَهسَهَا أيَْ أخَْمَلَهَا وَوَضَعَ مِنْهَا بِخِذْلًَنِهِ إِيهاهَا عَنْ الْهُدىَ حَتهى رَكِبَ الْمَعَاصِي وَترََكَ طَاعَة اهللَّ عَهز وَجَهل وَقَد يَحْتمَِل أنَْ يَكُون الْمَعْنَى قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهى اهللَّ نَفْسه وَقَدْ خَابَ مَنْ دسَهى اهللَّ نَفْسه كَمَا قَالَ الْعَوْفِ ي وَع لِ ي بْن أبَِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبهاس وَ قَالَ اِبْن أبَِي حَاتِم حَدهثنََا أبَِي حَدهثنََا أبَُو زُرْعَة قَالًَ حَدهثنََا سَهْل بْن عُثْمَان حَدهثنََا أبَُو مَالِك يَعْنِي عَمْرو بْن الْحَارِا عَنْ عَمْرو بْن هِشَام عَنْ جُوَيْبِر عَنْ الضههحاك عَنْ اِبْن عَبهاس قَالَ : سَمِعْت رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ يَقُول فِي قَوْل اهللَّ عَهز وَجَهل " قَد أفَْلَحَ مَنْ زَكهاهَا " قَالَ النهبِ ي ص لهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ " أفَْلَحَتْ نَفْسٌ زَكهاهَا اهللَّ عَهز وَجَهل " وَرَوَاهُ اِبْن أبَِي حَاتِم مِنْ حَدِيا مَا لِك بِهِ وَجُوَيْبِر هَذاَ هُوَ اِبْن سَعِيد مَتْرُوك الْحَدِيا وَالضههحاك لَمْ يَلْقَ اِبْن عَبهاس وَقَالَ الطهبَرَانِ ي حَ دهثنََا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صَالِح حَدهثنََا أبَِي حَدهثنََا اِبْن لَهِيعَة عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ اِبْن عَبهاس قَالَ : كَانَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ إِذاَ مَهر بِهَذِه الْْيَة " وَنَفْس وَمَا سَهواهَا فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا" وَقَفَ ثمُه قَالَ " اللههُمه آتِ نَفْسِي تقَْوَاهَا أنَْتَ وَلِي هَا وَمَوْلًَهَا وَخَيْر مَنْ زَكهاه ا " " حَدِيا آخَر " قَالَ اِبْن أبَِي حَاتِم حَدهثنََا أبَُو زُرْعَة حَدهثنََا يَعْقُوب بْن حُمَيْد الْمَدنَِ ي حَدهثنََا عَبْد اهللَّ بْن عَبْد اهللَّ الْْ مَُوِ ي حَدهثنََا مَعْن بْن مُحَهمد الْ فَِْارِ ي عَنْ حَنْظَلَة بْن عَلِ ي الْْسَْلَمِ ي عَنْ أبَِي هُرَيْرَة قَالَ سَمِعْت رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ يَقْرَأ " فَألَْهَمَهَا فُجُورهَا وَتقَْوَاهَا " قَالَ اللههُمه آتِ نَفْسِي تقَْوَاهَا وَزَكِ هَا أنَْتَ خَيْر مَنْ زَكهاهَا أنَْتَ وَلِي هَا وَمَوْلًَهَا لَمْ يُخْرِجْهُ مِنْ هَذاَ الْوَجْه وَقَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا وَكِيع عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ صَالِح بْن سَعِيد عَنْ عَائِشَة أنَههَا فَقَدتَْ النهبِ ي صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ مِنْ مَضْجَعه فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِد وَهُوَ يَقُول " رَ ب أعَْطِ نَفْسِي تقَْوَاهَا وَزَكِ هَا أنَْتَ خَيْر مَنْ زَكهاهَا أنَْتَ وَلِي هَا وَمَوْلًَهَا" تفََهرد بِه . *)كَذهبَتْ ثمَُود بِطَ وَْْاهَا( يُخْبِر تعََالَى عَنْ ثمَُود أنَههُمْ كَذهبُوا رَسُولهمْ بِسَبَبِ مَا كَانُوا عَل يهِ مِنْ الطُّ يَْْان وَالْبَ يْْ وَقَالَ مُحَهمد بْن كَعْب " بِطَ وَْْاهَا " أيَْ بِأجَْمَعِهَا وَالْْهَول أوَْلَى قَالَهُ مُجَاهِد وَقَتاَدةَ وَغَيْرهمَا فَأعَْقَبَهُمْ ذلَِكَ تكَْذِيبًا فِي قُلُوبهمْ بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ رَسُولهمْ عَلَيْهِ الصهلََ ة وَالس هلََم مِنْ الْهُدىَ وَالْيَقِين. *) إذ انْبَعَاَ أشَْقَاهَا( "إِذ اِنْبَعَاَ أشَْقَاهَا " أيَْ أشَْقَى الْقَبِيلَة وَهُوَ قِداَر بْن سَالِف عَاقِر النهاقَة وَهُوَ أحَُيْمِر ثمَُود , وَهُوَ الهذِي قَالَ اهللَّ تعََالَى " فَنَادوَْا صَاحِبهمْ فَتعََاطَى فَعَقَرَ " الْْيَة وَكَانَ هَذاَ الهرجُل عَزِيزًا فِيهِمْ شَرِيفًا فِي قَوْمه نَسِيبًا رَئِيسًا مُطَاعًا كَمَا قَالَ الِْْمَام أحَْمَد حَدهثنََا اِبْن نُمَيْر حَدهثنََا هِشَام عَنْ أبَِيهِ عَنْ عَبْد اهللَّ بْن زَمْعةَ قَالَ خَطَبَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ فَذكََرَ النهاقَة وَذكََرَ الهذِي عَقَرَهَا فَقَالَ " إِذ اِنْبَعَاَ أشَْقَاهَا " اِنْ بَعَاَ لَهَا رَجُل عَارِم عَزِيز مَنِيع فِي رَهْطه مِثْل أبَِي زَمْعَة " وَرَوَاهُ الْبُخَارِ ي فِي التهفْسِير وَمُسْلِم فِي صِفَة النهار وَالتِ رْمِذِ ي وَالنهسَائِ ي فِي التهفْسِير مِنْ سُنَنَيْهِمَا وَكَذاَ اِبْن جَرِير وَابْن أبَِي حَاتِم عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة بِهِ . وَقَالَ اِبْن أبَِي حَاتِم حَدهثنََا أبَُو زُرْعَة حَدهثنََا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى حَدهثنَِي عِيسَى بن يُونُس حَدهثنََا مُحَهمد بْن إِسْحَاق حَدهثنَِي يَزِيد بْن مُحَهمد بْن خُثيَْم عَنْ مُحَهمد بْن كَعْب الْقُرَظِ ي عَنْ مُحَهمد بْن خُثيَْم بْن أبَِي مَرْثدَ عَنْ عَهمار بْن يَاسِر قَالَ : قَالَ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ لِعَلِ ي " ألًََ أحَُدِ ثك بِأشَْقَى النهاس ؟ " قَالَ بَلَى قَالَ " رَجُلََنِ أحَُيْمِر ثمَُود الهذِي عَقَرَ النهاقَة وَالَهذِي يَضْرِبك يَا عَلِ ي عَلَى هَذاَ - يَعْنِي قَرْنه - حَتهى تبَْت ل مِنْهُ هَذِهِ " يَعْنِي لِحْيَته.
  • 11. 11 11- تابع 3: تفسير سورة الشمس : آية 1 *)فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اهللَِّ نَاقَةَ اهللَّ وَسُقْيَاهَا( قَوْله تعََالَى " فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اهللَّ " يَعْنِي صَالِحًا عَلَيْهِ السهلََم " نَاقَة اهللَّ " أيَْ اِحْذرَُوا نَاقَة اهللَّ أنَْ تمََسُّوهَا بِسُوءٍ " وَسُقْيَاهَا " أيَْ لًَ تعَْتدَوُا عَلَيْهَا فِي سُقْيَاهَا فَإهِن لَهَا شِرْب يَوْم وَلَكُمْ شِرْب يَوْم مَعْلُوم. *)فَكَذهبُوه فَعَقَرُوهَا فَدمَْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذنَْبِهِمْ فَسَهواهَا( قَالَ اهللَّ تعََالَى " فَكَذهبُوهُ فَعَقَرُوهَا " أيَْ كَذهبُوه فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ فَأعَْقَبَهُمْ ذلَِكَ أنَْ عَقَرُوا النهاقَة الهتِي أخَْرَجَهَا اهللَّ مِنْ الصهخْرَة آيَة لَهُمْ وَحُهجة عَلَيْهِمْ " فَدمَْدمَ عَلَيْهِمْ رَب همْ بِذنَْبِهِمْ " أيَْ غَضِبَ عَلَيْهِ فَدهَمرَ ع لَيْهِمْ " فَسَهواهَا " أيَْ فَجَعَلَ الْعُقُوبَة نَازِلَة عَلَيْهِمْ عَلَى السهوَاء قَالَ قَتاَدةَ بَلَ نََْا أهَن أحَُيْمِر ثمَُود لَمْ يَعْقِر النهاقَة حَتهى بَايَعَهُ صَ يِْرهمْ وَكَبِيرهمْ وَذكََرهمْ وَأنُْثاَهُمْ فَلَهما اِشْترََكَ الْقَوْم عَقَرَه ا دمَْدمَ اهللَّ عَلَيْهِمْ بِذنَْبِهِمْ فَسَهواهَا. *)وَلًَ يَخَافُ عُقْبَاهَا( قَوْله تعََالَى " وَلًَ يَخَاف " وَقُرِئَ فَلََ يَخَاف " عُقْبَاهَا " قَالَ اِبْن عَبهاس لًَ يَخَاف اهللَّ مِنْ أحََد تبَِع ة , وَكَذاَ قَالَ مُجَاهِد . وَالْحَسَن وَبَكْر بْن عَبْد اهللَّ الْمُزَنِ ي وَغَيْرهمْ وَقَالَ الضههحاك وَالسُّدِ ي وَلًَ يَخَاف عُقْبَاهَا أيَْ لَمْ يَخَفْ الهذِي عَقَرَهَا عَاقِبَة مَا صَنَعَ وَالْقَوْل الْْهَول أوَْلَى لِدلًََلَةِ السِ يَاق عَلَيْهِ وَاهَللَّ أعَْلَم . آخِر تفَْسِير سُورَة الشهمْس وَضُحَاهَا وَهِللَِّ الْحَمْد وَالْمِنهة.
  • 12. 12 قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : تفسير سورة الفيل, اضغط الرابط التالي : http://www.e-quran.com/alfil.html سورة الفيل بالتفسير الميسر و الصور المببرة, اضغط الرابط التالي : http://www.youtube.com/watch?v=NjmpUbkIO3k بِسْمِ اهللَِّ الهرحْمَنِ الهرحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصَْحَابِ الْفِيلِ ) 1( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ) 2( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ ) طَيْرًا أَبَابِيلَ ) 3( تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِ جيلٍ ) 4( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأكُْولٍ ) 5
  • 13. 13 1- تفسير سورة الفيل : آية 1 *)ألََمْ ترََ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصَْحَابِ الْفِيلِ ( هَذِهِ مِنْ الن عَم الهتِي اِمْتهَن اهللَّ بِهَا عَلَى قُرَيْش فِيمَا صَرَفَ عَنْهُمْ مِنْ أصَْحَاب الْفِيل الهذِينَ كَا نُوا قَدْ عَزَمُوا عَلَى هَدْم الْكَعْبَة وَمَحْو أثَرَهَا مِنْ الْوُجُود فَأبََادهَُمْ اهللَّ وَأرَْغَمَ آنَافهمْ وَخَيهبَ سَعْيهمْ وَأضََهل عَمَلهمْ وَرَدههُمْ بِشَ ر خَيْبَة وَكَانُوا قَوْمًا نَصَارَى وَكَانَ دِينهمْ إِذ ذاَكَ أقَْرَب حَالًً مِهما كَانَ عَلَيْهِ قُرَيْش مِنْ عِبَادةَ الْْوَْثاَن وَلَكِنْ كَانَ هَذاَ مِنْ بَاب الِْْرْهَاص وَالتهوْطِئةَ لِمَبْعَاِ رَسُول اهللَّ صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ فَإنِههُ فِي ذلَِكَ الْعَام وُلِد عَلَى أشَْهَر الْْقَْوَال , وَلِسَان حَال الْقُدْرَة يَقُول : لَمْ نَنْصُرْكُمْ يَا مَعْشَر قُرَيْش عَلَى الْحَبَشَة لِخَيْرِ يهتِكُمْ عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ صِيَانَة لِلْبَيْتِ الْعَتِيق الهذِي سَنُشَ رفُهُ وَنُعَظِ مهُ وَنُوَق رهُ بِبَعْثةَِ النهبِ ي الْْ مِ ي مُحَهمد صَلهى اهللَّ عَلَيْهِ وَسَلهمَ خَاتمَ الْْنَْبِيَاء " وَهَذِهِ قِصهة أصَْحَاب الْفِيل عَلَى وَجْه الِْْيجَاز وَالًِخْتِصَار وَالتهقْرِيب" قَد تقََدهمَ فِي قِصهة أصَْحَاب الْْخُْدوُد أهَن ذاَ نُوَاس وَكَانَ آخِر مُلُوك حِمْيَر وَكَانَ مُشْرِكًا وَهُوَ الهذِي قَتلََ أصَْحَاب الْْخُْدوُد وَكَانُوا نَصَارَى وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ عِ شْرِينَ ألَْف فَلَمْ يَفْ لِت مِنْهُمْ إِهلً دوَْس ذوُ ثعُْلُبَان فَذهََبَ فَاسْت اََْاَ بِقَيْصَرَ مَلِك الشهام وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَكَتبََ لَهُ إِلَى النهجَاشِ ي مَلِك الْحَبَشَة لِكَوْنِهِ أ قرَب إِلَيْهِمْ فَبَعَاَ مَعَه أمَِيرَيْنِ أرَْيَاط وَأبَْرَهَة بْن الصهبهاح أ بَا يَكْسُوم فِي جَيْش كَثِيف فَدخََلُوا الْيَمَن فَجَاسُوا خِلََل الدِ يَار وَأسَْلَبُوا الْمُلْك مِنْ حِمْيَر وَهَلَكَ ذاَ نُوَاس غَرِي قًا فِي الْبَحْر وَاسْتقََهل الْحَبَشَة بِمُلْكِ الْيَمَن وَعَلَيْهِمْ هَذاَنِ الْْمَِيرَانِ أرَْيَاط وَأبَْرَهَة فَاخْ تلََفَا فِي أمَْرهمَا وَتصََاوَلًَ وَتقََاتلَََ وَتصََافها فَقَالَ أحََدهمَا لِلْْخَرِ لًَ حَاجَة بِنَا إِلَى اِصْطِلََم ا لجَيْشَيْنِ بَيْننَا وَلَكِنْ ابُْرُزْ إِلَهي وَأبَْرُزُ إِلَيْك فَأيَُّنَا قَتلََ الْْخَر اِسْتقََهل بَعْده بِالْمُلْكِ فَأجََا بَهُ إِلَى ذلَِكَ فَتبََارَزَا وَخَلَفَ كُ ل وَاحِد مِنْهُمَا قَنَاة فَحَمَلَ أرَْيَاط عَلَى أبََرْهَة فَضَرَبَهُ بِالسهيْفِ فَشَرَمَ أنَْفه وَفَمه وَشَهق وَجْهه وَحَمَلَ عتودة مَوْلَى أبََرْهَة عَلَى أرَْيَاط فَقَتلََه وَرَجَعَ أبََرْهَة جَرِيحًا فَداَوَ ى جُرْحه فَبَرِئَ وَاسْتقََهل بِتدَْبِيرِ جَيْش الْحَبَشَة بِالْيَمَنِ فَكَتبََ إِلَيْهِ النهجَاشِ ي يَلُومهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ وَيَتوََعهدهُ وَيَحْلِف لَيَطَأهَن بِلََده وَيَجُ ز نَاصِيَته فَأرَْسَلَ إِلَيْهِ أبََرْهَة يَترََ قهق لَهُ وَيُصَانِعهُ وَبَعَاَ مَعَ رَسُوله بِهَداَيَا وَتحَُف وَبِجِرَابٍ فِيهِ مِنْ ترَُاب الْيَمَن وَجَهز نَاصِيَته فَأرَْسَلَهَا مَعَهُ وَيَقُول فِي كِتاَبه لِيَطَأ الْمَلِك عَلَى هَذاَ الْجِرَاب فَيَبَ ر قَسَمه وَ هَذِهِ نَاصِيَتِي قَدْ بَعَثْت بِهَا إِلَيْك فَلَهما وَص لَ ذلَِكَ إِلَيْهِ أعَْجَبَهُ مِنْهُ وَرَضِيَ عَنْهُ وَأقََهره عَلَى عَمَله وَأرَْسَلَ أبََرْهَة يَقُول لِلنهجَاشِ ي إِن ي سَأبَْنِي كَنِيسَة بِأرَْضِ الْيَمَ ن لَمْ يُبْنَ قَبْلهَا مِثْلهَا فَشَرَعَ فِي بِنَاء كَنِيسَة هَائِلَة... *)ألََمْ يَجْعَلْ كَيْدهَُمْ فِي تضَْلِيلٍ ( بِأهَن اهللَّ سُبْحَانه أهَْلَكَهُمْ وَدهَمرَهُمْ وَرَدههُمْ بِكَيْدِهِمْ وَغَيْظهمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا. *)وَأرَْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبََابِيلَ ( وَأرَْسَلَ اهللَّ عَلَيْهِمْ طَيْرًا مِنْ الْبَحْر أمَْثاَل الْخَطَاطِيف وَالْبَلَسَان.
  • 14. 14 1- تابع 1: تفسير سورة الفيل : آية 1 *)فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( قَوْله تعََالَى " فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول " قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر يَعْنِي التِ بْن الهذِي تسَُ مِيه الْعَاهمة هبور وَفِي رِوَايَة عَنْ سَعِيد وَرَق الْحِنْطَة وَعَنْهُ أيَْضًا الْعَصْف التِ بْن وَالْمَأْكُول الْقَصِيل يُجَ ز لِلدهوَا بِ وَكَذلَِكَ قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِ ي وَعَنْ اِبْن عَبهاس الْعَصْف الْ قِشْرَة الهتِي عَلَى الْحَبهة كَالْ لََِْفِ عَلَى الْحِنْطَة. وَقَالَ اِبْن زَيْد الْعَصْف وَرَق الهزرْع وَوَرَق الْبَقْل إِذاَ أكََلَتْهُ الْبَهَائِم فَرَاثتَْهُ فَصَارَ درَِينًا وَالْمَعْنَى أهَن اهللَّ سُبْحَانه وَتعََالَى أهَْلَكَهُمْ وَدهَمرَهُمْ وَرَدههُمْ بِكَيْدِهِمْ وَغَيْظهمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَأهَْلَكَ عَاهمتهمْ وَلَمْ يَرْجِع مِنْهُمْ مُخْبِر إِهلً وَهُوَ جَرِيح كَمَا جَرَى لِمَلِكِهِمْ أبََرْهَة فَإنِههُ اِنْصَدعََ صَدْره عَنْ قَلْبه حِين وَصَلَ إِلَى بَلَده صَنْعَاء وَأخَْبَرَهُمْ بِمَا جَرَى لَهُمْ ثمُه مَاتَ
  • 15. 15 قائمة المصادر والمراجع للوحدة الأولى للصف الثالث : شرح حديث "أحب الأعمال إلى الله" , اضغط الرابط التالي : http://hadith.al- islam. com/Page.aspx?pageid=197&BookID=24&PID=506&SubjectID=7862 حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال حدثنا شعبة قال الوليد بن العيزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار وأشار إلى دار عبد الله قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلَة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني إعداد: فاطمة عيسى ناصر الببري . مبلمة التربية الإسلامية