القصة الكاملة لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية.. لإنجاح مرسي.. وإسقاط شفيق: جريدة الإستقلال
1. القصة الكاملة لتغيير نتيجة االنتخابات الرئاسية.. إلنجاح مرسي.. وإسقاط شفيق: جريدة اإلستقالل
شفيق كان يتهيئ لخطاب النصر.. وفوجئ بإعالن فوز مرسي!
اجتماع مغلق بين العسكرى والشاطر والكتاتنى لالتفاق على تفاصيل الصفقة
طنطاوى يكره شفيق وسليمان.. منع اللواء من الترشيح.. ولم يكن يتخيل وصول الفريق
لمرحلة اإلعادة
المجلس العسكرى دعم عمرو موسى فى الجولة األولى.. وفشل فى التوصل التفاق مع صباحى
ليصبح نائبا له
طنطاوى قال لمساعديه: شفيق عارف كل حاجة.. لكن مرسى ممكن التعامل معه
فى الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم إعالن نتيجة انتخابات إعادة رئاسة الجمهورية، كان الفريق أحمد شفيق يجلس فى منزله
ومعه بناته الثالث، ولواء طيار صديق مقرب منه، ينتظر إعالن فوزه برئاسة الجمهورية، لكنه فوجئ بالمستشار فاروق
سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا فاروق سلطان يعلن فوز مرشح اإلخوان الدكتور محمد مرسي.. ومع أن خبرا مثل
هذا نزل كالصاعقة على شفيق ومن معه، لكن المرشح الذى خسر للتو منصبه، ضرب كفا بكف.. وكان هذا هو مشهد الختام
ألكثر أسبوع عصيب لم تعشه حملتا شفيق ومرسي فقط، وإنما كل الشعب المصري، الذى لم يكن يعلم ما يدور فى الخفاء،
وكيف تحول فوز شفيق إلى خسارة.. وبدال من أن يذهب إلى القصر الجمهورى سافر إلى أبو ظبي بينما حل مرسي فى قصر
العروبة.
مشهد األسبوع االنتخابي الساخن والمتوتر جدا بدأ صباح االثنين، اليوم التالى لالنتخابات، بطلب نائب المرشد العام لجماعة
اإلخوا ن المسلمين خيرت الشاطر، ورئيس مجلس الشعب المنحل سعد الكتاتنى للقاء مغلق مع قيادات عسكرية بارزة.. خالل
اللقاء تم إبالغ المسئوليين اإلخوانيين، أن نتائج فرز أصوات الناخبين فى جولة اإلعادة تشير إلى فوز محمد مرسي، مع
إضافة مهمة أن هناك طعون يمكن أن تغير النتيجة وتحول مرسي من فائز إلى خاسر، وبالتالى تم عرض صفقة سرية على
اإلخوان: إعالن نجاح محمد مرسي فى مقابل أن يكون من حق المجلس األعلى للقوات المسلحة تعيين وزراء الدفاع والداخلية
والخارجية، وتنتقل كافة ملفات األمن القومى إلى المؤسسة العسكرية، وأال يأخذ الرئيس أية قرار دون الرجوع إلى المجلس
العسكرى.
رفض الشاطر والكتاتنى الصفقة وخرجا إلى مكتب اإلرشاد حيث تمت الموافقة على رفض الصفقة، واتخاذ عدد من الخطوات
التصعيدية فى مقدمتها النزول إلى ميدان التحرير وكافة ميادين مصر، للضغط على المجلس العسكرى، إلعالن فوز مرسي،
وشملت ا لمطالب إلغاء اإلعالن الدستورى المكمل، وتسليم الرئيس المنتخب كافة صالحياته، وحل ثلث مجلس الشعب فقط،
وعودة المجلس للعمل بثلثى النواب، وإلغاء قرار وزير العدل بمنح الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية والمخابرات
الحربية، ومن ثم تصاعدت لهجة التصعيد، عبر ثالث حوارات أجراها خيرت الشاطر مع صحف أجنبية يهدد فيها باستخدام
القوة فى حالة عدم إعالن فوز مرسي.
فى مقابل التصعيد اإلخوانى صعد المجلس األعلى للقوات المسلحة اإلجراءات، وشملت بدء تحريات وتحقيقات فى قضية
تسويد بطاقات االقتراع لصالح محمد مرسي فى 15 محافظة، وتسريب أنباء لعدد من المصادر اإلعالمية عن اتهام قيادات
إخوانية بالضلوع فى هذا التزوير وعلى رأسهم خيرت الشاطر نفسه.
ووصل األمر إلى إصدار قرار بمنع أربعة من قيادات اإلخوان من السفر لتورطهم فى قضية تسويد البطاقات االنتخابية فى
المطابع األميرية، وهم خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وعصام العريان، ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى.. وهو القرار
الذى صدر مساء اليوم السابق إلعالن نتيجة جولة اإلعادة فى االنتخابات الرئاسية.. وتم إلغاؤه بعد إعالن النتيجة.
فى ذات التوقيت شرعت لجنة االنتخابات الرئاسية فى التعامل الجدى مع الطعون المقدمة على نتائج االنتخابات، وتداول
أعضاء اللجنة خيارين األول هو بطالن انتخابات الرئاسة، نتيجة ما شابها من تزوير، أو حذف جميع الصناديق المشكوك فى
2. صحتها، وتم التصويت السرى على القرارين داخل لجنة االنتخابات الرئاسية، فرفض ثالثة من أعضائها، إعادة االنتخابات،
ووافق أعضاء اللجنة على حذف األصوات المشكوك فيها، وبذلك وصلت النتيجة إلى فوز الفريق أحمد شفيق بنحو 50.1%
مقابل 40.3%، وكان هذا هو القرار الذى استقرت عليه اللجنة العليا لالنتخابات.
بعد ذلك وضع المجلس األعلى لقوات المسلحة المعلومات المتوافرة لديه لدى عدد من الصحفيين واإلعالميين، وبدأت وسائل
اإلعالم تتحدث عن عمليات تزوير شابت االنتخابات وعن إعالن اإلخوان بشكل مسبق نتائج االنتخابات لفرض أمر واقع على
الجميع والتشكيك فى نزاهة االنتخابات.
تواصلت اللقاءات واالتصاالت السرية بين اإلخوان وقادة من المجلس العسكرى، لكنها لم تسفر عن أي تقدم، وبات شفيق هو
الرئيس الفائز فعال، وطلب منه الخروج فى مؤتمر صحفى الخميس إلعالن أنه الفائز فى االنتخابات الرئاسية وفقا لآلرقام التى
رصدتها حملته.. فى نفس اليوم بدأت طالئع القوات الخاصة المصرية فى االنتشار فى المدن، ووضعت القوات المسلحة
والشرطة فى حالة تأهب قصوى فى حالة إقدام اإلخوان على اى أعمال عنف اعتراضا على النتيجة.
وصل التصعيد إلى ذروته مساء الجمعة بالدعوة إلى مليونية فى مدينة نصر، ألنصار شفيق، ولدعم المجلس األعلى للقوات
المسلحة، وحين اجتمع مليونا شخص فى هذه المظاهرة األضخم مساء السبت، وصلت الرسالة التى أرادها المجلس العسكرى
أن تصل إلى اإلخوان: إذا كنتم تهددون بالنزول إلى الشارع فنحن أيضا لدينا شارع.
مساء السبت وبعد انصراف المتظاهرين من العباسية كانت كل األجهزة فى الدولة، وكافة المسئولين على علم بفوز شفيق،
وأعلن عدد من اإلعالميين فى الفضائيات المختلفة فوز شفيق استنادا إلى تأكيدات من مسئوليين عسكريين، وتم إبالغ شفيق
باإلعداد لمؤتمر صحفى ظهر األحد ليعلن شفيق بعد إعالن النتيجة مباشرة فوزه ويوجه خطابا إلى الشعب .
صباح األحد تم اتخاذ كافة اإلجراءات األمنية تحسبا ألى عنف من عناصر اإلخوان، أو أجانب متحالفون معهم، انتشرت القوات
وأمنت كافة المنشأت الحيوية، وجرى سحب األموال من البنوك ووضعها فى البنك المركزى، وأخليت جميع المصالح الحكومية
من العاملين فيها اعتبارا من الحادية عشر صباحا، بحيث أصبحت شوارع مصر خالية اعتبارا من الساعة الواحدة ظهرا..
استعدادا إلعالن النتيجة.
فى الساعة الثانية عشر ظهر يوم األحد أبلغت حملة شفيق الصحفيين بعقد مؤتمر صحفى الثالثة ظهرا، بفندق جي دبليو
ماريوت، وتم نشر قوات الحرس الجمهورى حول منزل شفيق فى التجمع الخامس باعتباره الرئيس الفائز، وحضرت صديقات
ابنة شفيق إلى منزله لكن الحرس الجمهورى منعهن.. فأبلغهن شفيق أنه سيحتفل معهن فى مقر المؤتمر الصحفى.
فى الثانية ظهرا كان مقررا أن يغادر شفيق منزله إلى مقر المؤتمر الصحفى، لكنه أبلغ بعدم الذهاب فى هذا التوقيت، انتظارا
لما بعد المؤتمر الصحفى لرئيس اللجنة العليا لالنتخابات.. وفى الثالثة إال الربع من ظهر نفس اليوم اتصل خيرت الشاطر
بالمجلس العسكرى وأبلغهم بموافقة اإلخوان على الصفقة.. بينما جلس شفيق فى منزله ينتظر إعالن فوزه ومعه كافة
المسئولين فى الدولة الذين فوج ئوا بتأخير المؤتمر الصحفى للجنة االنتخابات وإعالن فوز محمد مرسي.
مرشح المجلس العسكرى
وفقا لعدة مصادر مختلفة أكدت نفس المعلومات، لم يكن الفريق أحمد شفيق هو مرشح المجلس العسكرى، المفاجأة التى ال
يعلمها كثيرون أن األمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى كان المرشح الرسمى للمجلس األعلى للقوات المسلحة
لرئاسة الجمهورية، وتفيد المصادر أن عدة لقاءات جرت بين قادة المجلس وموسى لالتفاق على ترشيحه للرئاسة، ولم يبد
موسى أى اعتراض على الترشيح، ووفقا للمصادر، لم يكن موسى يريد سوى أن يصبح رئيسا فقط، وبأية صالحيات، وهو ما
جعل المجلس األعلى للقوات المسلحة يرضى عنه ويدعمه النتخابات الرئاسة.
وفى مرحلة الحقة حاول أعضاء المجلس التوصل التفاق مع حمدين صباحى ليكون نائبا للرئيس، ويدخل فى حملة انتخابية
واحدة مشتركة مع عمرو موسى، لكن صباحى رفض االقتراح، بعدما رأى شعبيته فى الشارع فى إزدياد، وأن فرصه فى الفوز
قد تكون كبيرة هذه المرة، أو فى االنتخابات التى تليها.
لم يكن المشير طنطاوى راضيا عن ترشيح الفريق أحمد شفيق، ووفقا للمصادر فهو ال يرتاح لشفيق، وال لنائب رئيس
الجمهورية السابق اللواء عمر سلميان، وفوجئ طنطاوى بترشيح سليمان للرئاسة، دون استئذان المشير، لذلك تمت اإلطاحة
بسليمان بحجة عدم اكتمال توكيالته فى محافظة أسيوط، رغم أنه وفقا لقاعدة بيانات الناخبين قدم سليمان نحو ألفى توكيل من
3. محافظة أسيوط بزيادة نحو ألف توكيل على المطلوب لصحة الترشيح.. وبهذا تم إقصاء عمر سليمان من الترشيح لرئاسة
الجمهورية، رغم أنه كان المرشح األبرز، وذهبت بعض التقديرات واستطالعات الرأى إلى أنه قد يفوز من الجولة األولى.
ال توجد معلومات دقيقة عن أسباب كراهية المشير لشفيق، لكن المؤكد وفقا للمصادر أنه لم يعارض ترشيحه استنادا إلى أن
فرص شفيق فى الوصول إلى مرحلة اإلع ادة فى الجولة األولى من االنتخابات تكاد تكون منعدمة، ولم يبذل العسكريون جهودا
فى عزل شفيق من االنتخابات بموجب تعديالت قانون مباشرة الحقوق السياسية، استنادا إلى أنه لن يفوز فى االنتخابات
وحسب المصادر أيضا فإن قادة فى المجلس األعلى للقوات المسلحة فوجئوا يوصول شفيق إلى جولة اإلعادة وحصوله على
نحو خمسة ماليين وخمسمائة ألف صوت.. وهو ما أدى إلى قلق القيادة العسكرية.
فى الجولة الثانية من االنتخابات بدا واضحا أن هناك حربا دينية تشن ضد الفريق أحمد شفيق، وقد جرى تكفيره فى معظم
المساجد التابعة لوزارة األوقاف، لكن الوز ارة التزمت الصمت، ولم تعاقب أيا من أئمة المساجد، ولم تتحرك اللجنة العليا
لالنتخابات لوضع حد لهذه الحرب الدينية ضد شفيق، ألن أجهزة الدولة، وحتى اللجنة العليا لالنتخابات الرئاسية لم تتلق ما
يدعوها للتحرك بجدية لوقف االنتهاكات الجسيمة التى تعرضت لها العملية االنتخابية قبل أن تبدأ.
خالل اليومين االنتخابين رصدت أجهزة الدولة قضية تزوير بطاقات االقتراع لصالح مرشح اإلخوان محمد مرسي، وتدخل عدد
غير قليل من القضاة المشرفين على العملية االنتخابية لصالح محمد مرسي، وكذلك منع األقباط من التصويت فى صعيد مصر،
ووصل األمر إلى تهديدهم بالسالح، وصدرت تعليمات لكافة أجهزة الدولة بإجراء تحريات وتحقيقات دقيقة فى كل تجاوزات
العملية االنتخابية، وانتهت التحقيقات إلى التوصل للمتورطين فى قضية تسويد البطاقات سواء من داخل المطابع األميرية، أو
من حرضهم، ودفع لهم، وكذلك المشرفين على اللجان االنتخابية الذين وصلت إليهم هذه البطاقات.
وبينما تصور المواطنون أننا أمام أكبر واضخم قضية لتزوير االنتخابات، فإن الهدف الحقيقي من هذه التحقيقات كان التوصل
إلى صفقة مع اإلخوان، إنجاح محمد مرسي وفقا لنتائج التصويت وعدم االلتفات إلى نتائج الطعون.. مقابل حزمة من
التنازالت المتبادلة فى مقدمتها أن يكون من حق المجلس تعيين وزراء الدفاع والخارجية والداخلية، وبقاء المجلس األعلى
للقوات المسلحة فى المشهد السياسي بعد منحه وضعا استثنائيا فى الدستور، بحيث يصح وضع المؤسسة العسكرية المصرية،
مثل تركيا قبل أن يتم تعديل الدستور فى عهد رجب طيب أردوغان، ويعود العسكريون إلى ثكناتهم فقط.
المصادر قالت أن المشير رفض إعالن فوز شفيق، وظل يراهن على قبول اإلخوان للصفقة حتى اللحظات األخيرة، معتبرا أن
شفيق عارف كل حاجة، بينما مرسي رئيس يسهل التعامل معه والسيطرة عليه، وهو ما تحقق فى النهاية حينما اتصل النائب
األول لمرشد جماعة اإلخوان خيرت الشاطر، بالمجلس العسكرى فى الثالثة إال ربعا من ظهر األحد وقبل إعالن نتيجة
االنتخابات موافقا على الصفقة.. ليتغير تاريخ مصر.