عبارة عن مجموعة لقاءات بين فضيلة المربي الرباني الشيخ فوزي محمد أبوزيد وبين ثلة مباركة من الرجال الصادقين، الذين تدفعهم الرغبة الأكيدة فى متابعة سيد الأولين والآخرين، وترغب قلوبهم وتهفوا أرواحهم إلى نيل العطاءات التى يتفضل الله تعالى بها على عباده الصالحين، وكانت هذه اللقاءات الشهرية فى مقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله تعالى بالمعادى.وقد ركز فيها فضيلة الشيخ على على كيفية التأسى برسول الله صل الله عليه وسلم، والأطوار التى يتنقل فيها السالك فى سلوكه إلى الله عزوجل، والمنهج الذى يمشى عليه المريد فى جهاده لنفسه، وفطمه لجوارحه عن الشهوات، وصولاً لتزكية النفس وكمال الحضور بين يدى الله عزوجل.
وألمحنا إلى شئ من العطاءات الإلهية التى تُمنح لأهل هذا المقام، وقد بيَّنا درجات الكشف التى يرتقى فيها الواصل حتى يتم له مقام الرجولية عند الله عزوجل والمشار إليه بقوله سبحانه:
منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [23 الأحزاب]
وذلك لرغبة النفوس العلية بشدة وتطلعها لهذا المقام.
والكلام فى هذه المعانى وإن كان يحتاج إلى النفوس الملكوتية، والقلوب التقية النقية إلا أننا حاولنا جهدنا تقريب هذه المعانى وتبسيطها لأهل مقام الإحسان والإيمان مع الإستشهاد فى كل أمر بالآيات القرآنية والأحاديث الصحاح النبوية وأقوال الأئمة والصالحين.
وقد أسماه (نسمات القرب) لأن ما فيه من معانى إنما هى نسمات من المعارف الإلهية والعلوم الربانية تلوح حقائقها فى صدور المقربين بحسب ما قدَّر الله من الأرزاق الوهبية للسامعين تُترجم بها ألسنة العارفين بعبارات يسهل فقهها وفهمها للسامعين