1. من مجموعة رسائل الشيخ محيى الدين بن عربي رضي ا
عنه
كتاب الجللة وهو كلمة ا
بسم ا الرحمن الرحيم
وبه الحول والقوة
الحمد لله حمدا ل تعلمه السرار ول تعرفه الرواح
ول تدركه العقول ول تضمره القلوب ول تستشرف
عليه النفوس ول تنطق به الفواه، الجامع
للمحامد اللزلية والممد للمحامد البدية بالتقديس
للحامدين عن النظراء والبشباه، والصلة على
السيد الموتى جوامع الكلم محمد الذي عنت
ٍ وُ َتْ ىَ
د ً لقيومية مشرفه الوجوه وسجدت له الجباه صلة
َم ِ ىَ ىَ ىَ َتْ َم ِ ىَ وُّ َم ِ ةَّ َم ِ ىَ َتْ َم ِ َم ِ َم ِ
َتْ دائمة قائمة ما نطقت بمجده اللسنة وتحركت
َم ِ َتْ َم ِ ىَ وُ ىَ ىَ ىَ َتْ د ً د ً
بالصلة عليه الشفاه وسلم تسليما عليه وعلى
وُ َم ِ
الذين اصطفى من كل حليم أواه .
ٍ ٍ ِّ َتْ ىَ ىَ
أما بعد: فإني ذاكر في هذا الكتاب بعض ما
ٌ
تحوي عليه الجللة من السرار والبشارات فأقول
2. إن ا للسماء بمنزلة الذات لما تحمله من
الصفات فكل اسم فيه يندرج ومنه يخرج وإليه
يعرج وهو عند المحققين للتعلق ل للتخلق
وحقيقته أنه دليل الذات ل غير ثم انه يظهر في
مواطن كثيرة ومراتب جمة إذ ل فائدة لتصور
الذات في تلك المواطن لما تطلبه تلك المراتب من
المعاني والحكام فتكون الجللة في ذلك
الموطن تعطي بما تحتوي عليه من معاني
السماء ما يعطيه ذلك السم من جهة ذلك
المعنى الذي يختص به وفيه بشرف ذلك السم
من حيث أن الجللة قامت مقامه في ذلك
الموطن بمهيمنيتها على جميع السماء
َم ِ وُ ىَ َتْ َم ِ َم ِ ةَّ َم ِ ىَ
وخصوصيتها بالحاطية فيها كالمذنب إذا قال يا ا
َم ِ ةَّ َم ِ ِّ
اغفر لي، فالجللة ههنا نائبة مناب الغفار فل
يجيبه منها إل معنى السم الغفار وتبقى الجللة
مقدسة عن التقييد، ثم إنها غيب كلها ما فيها من
وُّ
عالم الشهادة بشيء إل استرواح ما في وقت
ٌ
تحريكها بالضم في قولك ا ل غير فإن الهو
يظهر هناك وما عدا هذا فغيب مجرد أعني في
ةَّ ٌ
اللفظ وأما في الخط والرقم فغيب مطلق ل غير .
3. واعلموا أنها تحوي من الحروف على ستة أحرف
وهي: ا ل ل ا ه و، أربعة منها ظاهرة في الرقم
وهي اللف الولية ولم بدء الغيب وهي المدغمة
ولم بدء الشهادة وهي المنطوق بها مشددة
وهاء الهوية .
وأربعة منها ظاهرة في اللفظ وهي ألف القدرة
ولم بدء الشهادة وألف الذات وهاء الهو وحرف
واحد منها ل ظاهر في اللفظ ول في الرقم لكنه
مدلول عليه وهو واو الهو في اللفظ وواو الهوية
في الرقم وانحصرت حروفه، واللم للعالم
الوسط وهو البرلزخ وهو معقول والهاء للغيب
والواو لعالم الشهادة ولما كان ا هو الغيب
المطلق وكان فيه واو عالم الشهادة لنها بشفهية
ول يتمكن ظهورها في ا، لهذا لم تظهر في
الرقم ول في اللفظ فكانت غيبا في الغيب وهذا
هو الغيب ومن هنا صح بشرف الحس على العقل
فإن الحس اليوم غيب في العقل والعقل هو
الظاهر فإذا كان غدا في الدار الخرة كانت الدولة
في الحظيرة اللهية وكثيب الرؤية للحس فنظرت
إليه البصار وكانت الغايات للبصار والبدايات
للعقول ولول الغايات ما التفت أحد إلى البدايات
4. فإنظر ما هنا من السرار وهو أن الخرة أبشرف
من الدنيا قال ا تعالى ))تريدون عرض الدنيا
وُ َم ِ وُ ىَ ىَ ىَ ىَ وُّ َتْ ىَ
والله يريد الخرة(( 76 سورة النفال، وقال تعالى
َم ِ ىَ ىَ ىَ هّ وُ وُ َم ِ وُ
))والخرة خير وأ ىَبقى(( 71 سورة العلى .
ىَ َتْ َم ِ ىَ وُ ىَ َتْ ٌ ىَ َتْ ىَ
ثم أن الخرة لها البقاء والدنيا لها الزوال والفناء،
والبقاء والديمومية أحسن وأبشرف من الذهاب
والفناء .
ثم أن المعرفة بالله ابتداء علم وغايتها عين،
وعين اليقين أبشرف من علم اليقين، والعلم
للعقل والعين والبصر، فالحس أبشرف من العقل،
فإن العقل إليه يسعى ومن أجل العين ينظر،
ىَ وُ
فصار عالم الشهادة غيب الغيب، ولهذا ظهر في
الدنيا من أجل الدائرة فإنه ينعطف آخرها على
أولها فصار عالم الشهادة أول وهو مقيد عما يجب
له من الطلق فل يبصر البصر إل في جهة ول
تسمع الذن إل في قرب، فخلفه إذا مشى
حقيقة، وانطلق من هذا التقييد كسماع سارية
ونظر عمر رضي ا عنه إليه من المدينة وبلوغ
الصوت وما أبشبه ذلك وصار عالم الغيب وسطا
وهو عالم العقل فإنه يأخذ عن الحس براهينه لما
5. يريد العلم به وصار عالم الشهادة المطلق غيبا
في الغيب وله يسعى العقل ويخدم وصورته في
الدائرة هكذا:
لكل بشيء ظل وظل ا العرش، غير أنه ليس كل
ظل يمتد والعرش في اللوهية ظل غير ممتد لكنه
غيب، أل ترى الجسام ذوات الظل المحسوس إذا
6. أحاطت بها النوار كان ظلها فيها، والنور ظله فيه
والظلمة ضياؤها فيها، ولما استوى ا على قلب
عبده المؤمن فقال سبحانه:))ما وسعني أرضي
ول سمائي ووسعني قلب عبدي(( حين استوى
السم الرحمن على العرش المعروف الظاهر،
فالعرش الظاهر ظل الرحمن والعرش النساني
ظل ا وبين العربشين في المرتبة ما بين السم
وُ َم ِ َتْ وُ َتْ
ا والرحمن وان كان قد قال سبحانه:))قل ادعوا
الله أ ىَو ادعوا الرحمنـن أ ىَيًا ما تدعوا فله ال ىَسَتْماء
ىَ هّ ىَ َم ِ َتْ وُ َتْ ةَّ َتْ ىَ ىَ هّ ةَّ ىَ َتْ وُ َتْ ىَ ىَ وُ
الحسنى(( فل يخفى من كل وجه على كل عاقل
َتْ وُ َتْ ىَ
تفاوت المراتب بين السمين ولهذا قال المكلفون:
وُ ىَ ةَّ
))وما الرحمن(( حين قال لهم ))اسجدوا للرحمن((
َتْ وُ وُ َم ِ ةَّ َتْ َم ِ
ولم يقولوا: وما ا، ولما كان العرش سريرا صار
غيبا في الرحمانية، ولما كان الستواء اللهي على
القلب من باب وسعني صارت اللوهية غيبا في
النسان فشهادته إنسان وغيبه إله ولسريان
اللوهية الغيبية في هذا الشخص النساني ادعى
ةَّ
اللوهية بالسم الله فقال فرعون:))ما علمت ل ىَكم
ىَ ىَ َم ِ َتْ وُ وُ
من إ َم ِله غيري(( ولم يتحر من أجل أن قالها عن
ِّ َتْ ىَ ٍ ىَ َتْ َم ِ
المشيئة ل عن الحال ل من طريق المر أن يقول
))أنا ا(( ول قال إله وإنما قالها بلفظة غيري
فتفطن وصرح بالربوبية لكونها ل تقوى قوة
ةَّ
7. الولوهية فقال ))أ اَنا ربكم العل(ى(( بخل ف من
َلْ اَ اَ ُّ ا ُ ا ُ
قاولها عن اولحال من طريق المر بمساعدة اولمشيئة
فكان جمعا مثل أبي يزيد حين قال: إنني أنا هللا ال اَ
ا ُ
إوله إال أنا فاعبدنوني نوقال مرة: أنا هللا فلم يكن
َلْ ا ُ ا ُ
وللولوهية فيه موضع فراغ ترمي سهامها فيه ولكمال
سعة اولسريان، فعزة الولوهية عل(ى سائر اولمراتب
السمائية ظاهرة نوغاولبة فل مقانومة لسم معها
اولبتة.
هللا كلمة نفي شدت في اولعاولم اولعلوي فارتفع بها
اولترجمان نومن عاد نفيا بعد البثبات فل عين وله نوولو
ظهر في اوللفظ كما نفي اولشريك بقووله ال شريك وله
فل عين وله في اولحكم نواوللفظ به موجود نوما بقي
بعد نفي ال إال الولفان نوهو النول نوالرخر فاضرب
أحدهما في الرخر يخرج اولهاء بينهما نوينتفيان نوهو
اولهو فإن النول وله تعاول(ى اسم إضافي ال حقيقة وله
فيه فإنه بوجودنا نوحدنوث عيننا كان وله حكم النوولية
نوبتقدير فناء أعيننا كان حكم الرخرية نونحن من
اَ اَ َلْ
جانب اولحقيقة في عين قال هللا تعاول(ى:))نوقد
َلْ رخلقتك من قبل نوولم تك شيئا(( نوقال تعاول(ى:))ول اَم
اَ اَ َلْ ا ُ اَ ِ اَ َلْ ا ُ اَ اَ َلْ اَ ا ُ اَ َلْ
يكن شيئا مذكورا(( فكأنا ولم نكن فل أنوولية إذن نوال
اَ َلْ ّ َلْ ا ُ اَ ا ُ
آرخرية إذ ال نحن فبقي هو رخاصة نوهو اولمطلوب.
8. ال م هذا االسم النوول(ى ال م اولمعرفة، فإن الولف
نواولل م وللتعريف كما جاء، نوالولف النوول(ى ولكان هللا
نوال شيء معه فبقيت اولل م اولثانية نواولهاء نوكلمنا
عل(ى صورة اولرقم فهي ال م اولملك فإن بزنوال الولف
نواولل م النوول(ى تبق(ى صورة وله فهي ال م اولملك نواولهاء
كناية عن غيب اولذات اولمطلقة فإن اولهاء أنول
اولحرنو ف نوولها اولمبدأ نوهي غيب في النسان نوولكن
أقصي اولغيب فصار هذا االسم بهذه الشارات
يحوي عل(ى كان هللا نوال شيء معه من حيث الولف
نويحوي عل(ى مقا م اولمعرفة من حيث اولل م النوول(ى
نويحوي عل(ى مقا م اولملك نوفيه ظهور كل ما سواه
من حيث اولل م اولثانية نويحوي عل(ى ذكر اولعاولم وله
من حيث اولهاء لنها دوليل اولغيب نوهو غيب عنهم فل
يطلقون عليه تعاول(ى إال هو فبالولف يذكر نفسه
نوباولهاء يذكره رخلقه نوباولوجه اولذي يلي الولف من
ال م اولمعرفة يعر ف نفسه أزال نوباولوجه الرخر منها
اولذي هي ال م اولملك يعرفه رخلقه أبدا باولمعرفة
اولمحدبثة نومن حيث اولل م نفسها اولتي هي ال م
اولمعرفة تعرفه اولمعرفة فقد كمل في هذا االسم
اولوجود اولمحدث نواولقديم صفته حقيقة نوموصوفه،
ا ُ
فانظر ما أتم هذا االسم نوما أكمله
9. نوأما الولف اولظاهرة في اوللفظ بعد ال م اولملك
اولمتصلة باولهاء في اولخط نواولوانو اولغيبية في اولهاء
إذا نطق باولهاء اولرنوح فإن نطق بها اولجسم عادت
اولوانو ياء فإن نطقت بها اولنفس اولمثلية عادت أولفا
فحكم هذه الولف اولنطقية نواولوانو اولمتحوولة من
صورة إول(ى صورة بحسب اولناطق حكم آرخر نوذولك
أن اولهاء ولما كانت تنظر إول(ى الولف النوول(ى نومقا م
الولف هناك أ، ال يتصل به شيء ظهرت الولف بعد
اولل م فاتصلت بها اولل م في اولنطق فبقيت اولهاء نوال
شيء معها ما دا م اولكون ال يذكرها فهي ساكنة
سكون حياة ال سكون موت فإن نطق بها اولكون أنو
ذكرها فل بد أن يكون اولذاكر كما قدمنا فيظهر
بعدها من اولحرنو ف كما ذكرنا.
بثم تحقق ما ذكرناه في اولهو نواولها نواولهي من
اولتحا م اولهويات ليجاد اولكائنات إذا نطقت بقوولك
باولله بكسر اولهاء نوهللا بفتح اولهاء نوهللا بضم اولهاء
ا ُ اَ ِ
تجد اولهو في اولضم نواولهاء في اولفتح نواولهي في
اولخفض نوبقي في اولسكون ولهذا اولباب كما ذكرناه
نوهو اولثبوت.
10. ولما كانت وله اولمهيمنية عل(ى سائر السماء سرت فيه
السماء إذا ظهر نوسرى فيها إذا ظهرت سريان
اولماء في اولماء نوكان اولتعيين عن نواحد من هذه
السماء فيها أنوتعيينها فيه وللحكم نوالبثر نوما توجهت
عليه، فاولقصص تبدي السماء نوالولوهية في اولعلم
نوالسماء، نوالولوهية توجد اولقصص فكأن المر
دنوري.
حكم هذا السم في اولعاولم اولذي يخصه اولزائد وله
عل(ى مقا م اولجمعية نواولمهيمنية هو اولحيرة اولسارية
في كل شيء عندما يريد اولمعرفة به نواولمشاهدة
نوحضرته اولفعل نوهو اولمشهد اولذي ال يشهده منه
سواه، نوكل من تكلم فيه قد فقد جهل ما يتكلم
فيه نويتخيل أنه قد أصاب نوهو مخط(ىء، نوبهذا
اولمشهد اولكوني نواولحضرة اولفعلية صحت الولوهية
ّ
ال غير حت(ى أن اولعقلء نوأصحاب اولقياس من
أصحابنا مثل أبي حامد نوغيره تخيل أن اولمعرفة به
تقد م عل(ى اولمعرفة بنا عند الكابر نوهو غلط نعم
يعرفونه من حيث اولتقسيم اولعقلي أن اولموجودات
تنقسم قسمين إول(ى ما وله أنول نوإول(ى ما ال أنول وله
نوغير ذولك، نوهذا كله صحيح نوولكن ال يعرفون أبدا
كونه إولها ابتداء قبل معرفتهم بهم نوكونه ذاتا
11. معلو م صحيح غير كونه إولها، نوكلمنا في الولوهية ال
في أنه بثم ذات قديمة يستحيل عليها اولعد م
فاولقائلون بهذا اولقول ال تثبت ولهم اولمعرفة بالولوهية
نواسمه هللا إال بعد معرفتهم به نوولهذا صرح اولشرع
باولربوبية عل(ى حد ما ذكرنا فقال )من عر ف نفسه
عر ف ربه( نوولم يقل من عر ف اولرب عر ف نفسه،
فإنه ال يصح فإذا كانت اولربوبية اولتي هي اولباب
القرب إولينا ولم تمكن معرفتنا بها إال بنا فأين أنت
نوالولوهية، نوقد كن(ى اولشرع عن هذا اولمقا م الولهي
أن حضرته اولحيرة في قووله حين قيل وله أين كان
ربنا قبل أن يخلق اولسماء نوالرض فقال صل(ى هللا
عليه نوعل(ى آوله نوصحبه نوسلم )في عما( باولقصر
نواولمد، )ما فوقه هواء نوما تحته هواء(، كلمة نفي،
فاولقصر وللحيرة نوجعلها وللسم هللا، فلهذا حارت
اولبصائر نوالولباب في إدراكه من أي نوجه طلبته، لنه
ال يتقيد بالين، نواولمد وللسحاب نوهو اولجو اولحامل
وللماء اولذي هو اولحياة نومنه كل شيء فهو في ذاته
ال يقال فيه أين نودل عليه بموجود برزرخي بين
اولسماء نوالرض نوفي اولبرازخ حارت اولحيرات
فكيف اولمتحيرنون كاولخط بين نواولظل نواولشمس
نواولمتوهم بين اولنقطتين نواولخطين نوبين اولسطحين
نوبين كل شيئين فعادت اولكلمة اولبرزرخية إول(ى اولحيرة
12. بعينها فما بثم إال اولحيرة فما حصل أحد منه إال ما
ّ
عنده، ولم يحصل غريبا نوال ينبغي أن يحصل، فإن
قلت هو هو فهو هو نوإن قلت وليس هو هو فليس
هو هو نوحارت اولحيرة.
نوولما أراد هللا تعاول(ى تحيير بعض اولمخلوق من باب
بعيد رخلق اولقدرة اولحادبثة في اولقادر اولحادث نوأحال
اولتأبثير نورخلق اولتوجه من اولقادر اولحادث عل(ى اولفعل
نوهو اولكسب فظهر ما ولم يكن فقال اولقادر اولحادث
فهو فعلي فقال اولقادر اولحادث الرخر هو كسبي
فقال اولقادر اولحادث اولثاولث وليس فعلي نوال كسبي
نوقال اولقادر اولقديم هو فعلي نوقال اولحق نوولم
يستحل عند اولسليم اولعقل أن يكون مقدنور بين
قادرين نوإنما اولذي يستحيل مؤبثر بين مؤبثرين
فتفهم هذا اولفصل ترشد إن شاء هللا. فاولله تعاول(ى
ال يعلم نوال ينعلم نوال يجهل نوال ينجهل نوال يشهد نوال
يكشف نوال يرى بطريق الحاطة نوال يعقل نوال
يدرك نوإنما تتعلق هذه الدراكات كلها بأسماء
الولوهية نوبأحكا م السماء اولتي تستحق كاولرب
نواولماولك نواولمؤمن نوولهذا أبثبت اولكتاب نواولسنة اولرؤية
في اولدار الرخرة وللربوبية نوفي هذه اولدار فقال
موس(ى: ))رب أ اَرني أ اَنظر إ ِوليك(( نوقال سبحانه:
َلْ ا ُ َلْ اَ َلْ اَ اَ ِّ ِ
13. ))فلمت ا تجلر ى ربه للجبل(( فلم يجعل لللوهية
ّمَ ّمَ اَّ ّمَ ّمَ اَّ ّمَ هُّ لل ُ جْ ّمَ ّمَ ((ِ
مدخل بل قد نفر ى فقت ال سبحت انه: ))ل تدركه ال جّْمَبصت ار
ّمَ لل ُ لل ُ جْ ((ِ لل ُ لل ُ
وهو يدرك ال جّْمَبصت ار(( فأتر ى بت الهو وأثبت أنه ل يدرك
ّمَ ّمَ لل ُ ّمَ لل ُ جْ ((ِ لل ُ
ٌ ّمَ جْ ّمَ ((ِ ن ٍ ّمَ ((ِ ٌ
وهو الصحيح وقت ال تعت الر ى: ))ووجوه يومئذ نت اضةرة
لل ُ
إلر ى ربهت ا نت اظةرة(( وبهت ا علق الحجت اب فقت ال سبحت انه:
ّمَ هِّ ّمَ ّمَ ((ِ ّمَ ٌ ((ِ
))كل اَّ إ ((ِنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون(( وقت ال عليه
اَّ لل ُ جْ ّمَ جْ ّمَ هِّ ((ِ جْ ّمَ جْ ّمَ ((ِ ن ٍ ّمَ ّمَ جْ لل ُ لل ُ ّمَ ّمَ
الصلة والسل م )تةرون ربكم كمت ا تةرون القمةر(
وفي حديث )كمت ا تةرون الشمس( ذكةره مسلم في
صحيحه وجت اء في الحديث الصحيح في كتت اب مسلم:
)إن الةرب يتجلر ى علر ى طت ائفة في الحشةر فيقول أنت ا
ربكم فيقولون نعوذ بت الله منك هذا مكت اننت ا حتر ى ربنت ا
فإذا وجت اءنت ا ربنت ا عةرفنت اه فيأتيهم ا تبت ارك وتعت الر ى
في صورته التي يعةرفونهت ا فيقول: ))أ ّمَنت ا ربكم((
ّمَ ّمَ هُّ لل ُ جْ
فيقولون أنت ربنت ا فمت ا ظهةر لهم إل الةرب ومت ا عةرفوا
إل الةرب ول خت اطبهم إل الةرب وقت ال سبحت انه:
))ووجت اء ربك والملك(( ولو وجت اء ا فإنمت ا معنت اه
ّمَ ّمَ ّمَ هُّ ّمَ جْ ّمَ ّمَ لل ُ
الةرب كمت ا قدمنت اه فإن الحوال والقةرائن تطلب
بحقت ائقهت ا من ا السمت اء الخت اصة بهت ا، وا هو
الجت امع المحيط.
مت ا أحسن مت ا نبه ا تعت الر ى حين أمةر نبيه وأدروجنت ا
معه في ذلك المةر فقت ال عز من قت ائل: ))فت اعلم أنه
14. ل إله إل ا(( فهذه كلمة تدل علر ى أن النفي هو
عين الثبت ات هو عين النت افي هو عين المثبت هو
لل ُ جْ ((ِ
عين المثبت هو عين المنفي فإنه مت ا نفر ى إل
ّمَ جْ ((ِ هُّ لل ُ جْ ّمَ
اللوهية ومت ا أثبت إل اللوهية ومت ا كت ان الثت ابت
والمثبت إل اللوهية والمثبت، فإنه لو لم تثبت هي
لل ُ
لل ُ جْ ((ِ ٌ
في عينهت ا لم يصح أن يثبت سواهت ا، ولو أثبت مثبت
مت ا ليس بثت ابت لكت ان كذبا فهي المثبتة نفسهت ا حقيقة
لل ُ جْ ((ِ ّمَ لل ُ ن ٍ
وكلمنت ا من مقت ا م الحقت ائق فهذه ستة أحكت ا م، هي
واحدة في الحقيقة، وهكذا الووجود كله هو واحد
في الحقيقة ل شيء معه، ولهذا مت ا الطف إشت ارة
الشةرع قت ال ا تعت الر ى ))لمن كت ان لّمَه قلب أو أ ّمَلقر ى
((ِ ّمَ جْ ّمَ ّمَ لل ُ ّمَ جْ ٌ جْ جْ ّمَ
السمع وهو شهيد(( فت الشهيد هو الهو والقلب
اَّ جْ ّمَ ّمَ لل ُ ّمَ ّمَ ((ِ ٌ
والسمع فقت ال كت ان ا ول شيء معه وتممهت ا
العلمت اء بت الله وهو الن علر ى مت ا هو عليه كت ان فت الن
هو الهو وكت ان هو الهو فمت ا ثم إل هو ونحن
مووجودون وقد أثبت أن الحت ال الحت ال والعين العين
فمت ا ثم إل غيب ظهةر وظهور غت اب ثم ظهةر ثم غت اب
ثم ظهةر ثم غت اب، هكذا مت ا شئت فلو تتبعت الكتت اب
والسنة مت ا ووجدت سوى واحد أبدا وهو الهو فلم
يزل الهو غت ائبا أبدا.
15. وقد أوجمع المحققون أن ا ل يتجلر ى قط في
صورة واحدة لشخص مةرتين ول في صورة واحدة
لشخصين وهذا هو توسع الهو، وقت ال أبو طت الب: ل
يةرى من ليس كمثله شيء إل من ليس كمثله
شيء فت الةرائي عين المةرئي، وقد قت ال: ليس كمثله
شيء فإن كت ان كمت ا زعم زاعم ليس كهو شيء
فت الشيء هو الهو، وإن كت انت الكت اف صفة أو زائدة
كيف مت ا كت انت فل تبت ال، فإن كت ان صفة كت ان لمت اما،
ّمَ ((ِ
قت ال أبو طت الب: وإن لم تكن صفة كت ان ليس هو
الهو وكت ان الشيء هو الهو والهو هو فل هو إل
هو.
وممت ا يؤيد مت ا ذكةرنت اه في ا قوله صلر ى ا عليه
وعلر ى آله وصحبه وسلم: )إن لله سبعين ألف
حجت اب من نور وظلمة لو كشفهت ا لحةرقت سبحت ات
ووجهه مت ا أدركه من بصةره خلقه( فهذا هو ا وهو
الهو كمت ا ذكةرنت اه، فمت ا أعلمه صلر ى ا عليه وعلر ى
آله وصحبه وسلم بت المقت امت ات ومت ا أكشفه للشيت اء
وليس المةراد العدد وإنمت ا المةراد أن ا ل يمكن أن
يظهةر، وأيد الكل م بت البصةر، وهذا من شةرف البصةر
أنه وصف لله، والعقل ليس كذلك لن العقل
16. متعلقة بت الغيب ومت ا في حق البت ارىء غيب، فت الكل
له شهت ادة، فلهذا كت ان البصةر ولم يكن العقل.
ومن هذا البت اب علر ى مت ا قدمنت اه أن حضةرة الحيةرة
مت ا دخل من الحيةرة علر ى النظت ار وأربت اب الفكت ار
هُّ اَّ
والستبصت ار في الصفت ات، أعني في إثبت ات أعيت انهت ا
لله أو نفيهت ا وأمت ا أحكت امهت ا فل خلف بين العقلء
في ذلك، وصورة الحيةرة في ذلك أن من أثبت
أعيت انهت ا زائدة علر ى الذات الموصوفة فقد أثبت العدد
والكثةرة والفتقت ار في ا وهو واحد من وجميع
الووجوه غني بت الذات كت امل بت الذات فكيف يكون هذا
ن ٍ وإن قلنت ا ل يلز م مثل م ً من هذا إثبت ات العدد علر ى ووجه
مت ا فثم مت ا هو علينت ا أشد من العدد وهو أن تكون
ّمَ ّمَ اَّ
الذات كت املة بغيةرهت ا وكل كت امل بغيةره نت اقص بذاته،
ٌ ن ٍ هُّ م ً
ومن نفر ى أعيت انهت ا وفةر من مثل هذين المقت امين إمت ا
اَّ
الكثةرة وإمت ا النقص تلقت اه أمةر آخةر وهو أن الحكم ل
اَّ
يقدر من وجهة الدليل الذي قد نصبتموه علر ى معةرفة
اَّ
ا إن ثبتت هذه الحكت ا م للذات مجةردة فإنه إذا
أثبت كونه قت ادرا لنفسه وقع الفعل أزل، وهذا
م ً
محت ال، فإثبت اته قت ادرا لنفسه محت ال.
17. ثم إن القلب ل يجد ذلك الجلء بقيت اس الشت اهد
علر ى الغت ائب، ول سيمت ا وقد عةرف مأخذ العقول من
أين هو ومن أين يةركب بةراهينهت ا وأدلتهت ا فت القصور
لل ُ اَّ لل ُ
منوط والقدا م علر ى هذه المور غيةر حسن، وكل
مت ا ل يمكن حصوله إل بت المشت اهدة والةرؤية أو
التعةريف فحصوله من غيةر هذه الطةرق افتيت ات علر ى
المقت ا م ووجةرأة.
فت الولر ى بت اصحت اب العقول الوقوف والقةرار بت الووجود
وإحكت ا م الصفت ات، ول سبيل للتعةرض ل لنفيهت ا ول
لثبت اتهت ا، فإن العقل أعجز من أن يقف علر ى مثل
هذا، بل علر ى أقل شيء، فت انظةر تسلط هذا السم
العجيب والكلمة العجيبة علر ى وجميع العوالم
بت الحيةرة والعمر ى فيه، فأصحت اب العقول انظةر مت ا
أشد حيةرتهم، مت ا اوجتمعوا علر ى شيء ل المثبتن ول
لل ُ جْ ((ِ ((ِ ّمَ
غيةرهم من النفت اة وأصحت اب المشت اهدات قد ظهةر
هُّ
إليهم ووقع النكت ار والعيت اذ منه حين لم يوافق
صورة معةرفتهم به، فمعةرفتهم به رأوا وهو
الظت اهةر لم يزل، لكن إذا كت ان مطلوبك في المةرآة
أن تةرى فيه ووجهك فلم تأتهت ا علر ى التقت ابل بل وجئتهت ا
علر ى وجت انب فةرأيت صورة غيةرك فيهت ا فلم تعةرفهت ا
18. وقلت هذا مت ا أردت، فقت ابلتك المةرآة فةرأيت صورتك
فقلت هذا صحيح فت العيب منك ل من المةرآة.
ولمت ا قيدجْت الطلب بصورة معقولة فت اتك خيةر كثيةر
ّمَ اَّ ّمَ
فقد صت ار أهل المشت اهدة في حيةرة أشد من حيةرة
أصحت اب العقول مع المشت اهدة، وكذلك أصحت اب
الةرؤية أول رؤية تقع لهم، فإن الةرؤية خلف
المشت اهدة، ولهذا الخبةر بت الةرؤية غدا ل بت المشت اهدة،
وقد ذكةرنت ا هذا الفصل في كتت اب العين فلينظةر
هنت اك، فيمسكون أصحت اب الةرؤية علر ى مت ا وقع لهم
فيهت ا فإذا رأوه مةرة أخةرى رأ ّمَوا خلف ذلك، وكذلك
ّمَ جْ
في كل رؤية، فحت اروا كمت ا حت ار أهل المشت اهدة هنت ا،
فمت ا ثم إل حيةرة في حيةرة، فلو كت ان الهو ظت اهةرا لمت ا
صح هذا الخلف، ولو الهو ظت اهةرا مت ا كت ان الهو
ولكت ان النت ا ول بد من الهو فل بد الخلف، ولنت ا فيه
قصيدة:
وإذا أردت تمتعـا بـووجـوده *** قسمت مت ا عندي
ّمَ اَّ جْ ّمَ
علر ى الغةرمت اء
ٌ وعد((ِمت من عيني مكت ان ووجوده *** فظهوره وقف
ّمَ ّمَ جْ ّمَ
علـر ى إخفـت اء
19. فصار ظهور الهو الذي هو ا إذا لم يكن أنا حتى
ل يكون هو الهو هو ولو بقيت أنا عند ظهور الهو
لكان النت والهو ل بد منه ول بقاء لي، وما ينتفي
الهو إل في الهو، فإن الهو ليس من نفسه في الهو
ول في غيره، ومن هذا الباب.
اَ اَ َتْ اَ اَ اَ ِ َّ اَ
باب الحيرة اللهية: ))وما رميت إ ِذَتْ رميت ولكن ا
اَ اَ اَ اَ َتْ اَ
رمى(( وافعل ياعبدي ما لست بفاعل بل أنا فاعله
اَ اَ
ول أفعله إل بك لن ل يتمكن أن أفعله بي فأنت ل
بد منك وأنا بدك اللمزم فل بد مني، فصارت المور
ُ َّ ُ كُّ اَ
موقوفة علي وعليه فحرت وحارت الحيرة وحار
ّ
كل شيء وما ثم إل حيرة في حيرة، وكم قلت:
الرب حق والعبدـدُ حدـق *** يا ل اَيت شعري من
اَ َتْ اَ ِ َتْ ِ اَ اَ ٌّ اَ َتْ َّ ُ اَ ٌّ
َتْ ُ اَ َّ َتْ
المكلف
إ ِن قلت عبدف ٌ فدـذاك نفدـي *** أو قلت رب ٌّ فمدـا
ُ َتْ اَ اَ اَ َتْ ُ َتْ اَ اَ َتْ اَ اَ اَ اَ َتْ ف ٌ
ُ اَ َّ َتْ
يكلدـف
وكم قلت:
21. اَ اَ َّ
فالعاقل يأخذه على إمضاء الحكم وإنفاذه ول مرد
له بقوته، والمحقق يأخذه من باب الحيرة، وإنه ل
يتمكن إل هذا وإل فكما وصلت الخمسون إلى
اَ اَ اَ َتْ
خمسة ولم يتمكن أن ينقص منها، كذلك لم يتمكن
ُ َتْ اَ اَ ُ اَ اَ َّ َتْ
أن تبقى الخمسين أصل، لما سبق بها القول، فهذا
ً
بعض ما في الجللة وقد نجز الغرض الذي أعطاه
الوقت، والحمد لله.