الموشحات الندلسية

2. ‫و‬ ‫الموشحات‬ ‫ونشأة‬ ‫تاريخ‬ ‫حول‬ ‫اللغة‬ ‫وعلماء‬ ‫النقاد‬ ‫بين‬ ٌ‫اختالف‬ ‫هناك‬‫هل‬
‫ال‬ ،‫األندلس‬ ‫إلى‬ ‫انتقلت‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫بالمشرق‬ ‫بدأت‬ ‫أنها‬ ‫أم‬ ‫باألندلس‬ ‫بدأت‬‫سبب‬
‫الصاحب‬ ‫حول‬ ‫الخالف‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫في‬‫الحقيقي‬‫لنص‬"‫الساقي‬ ‫أيها‬"‫يش‬ ‫إذ‬ ،‫ير‬
‫كامل‬ ‫الدكتور‬ ‫مثل‬ ‫والنقاد‬ ‫األدباء‬‫الكيالني‬‫الش‬ ‫كتبه‬ ‫الموشح‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬‫اعر‬
‫العباسي‬‫عبدهلل‬‫لفن‬ ‫الطريق‬ ‫رصف‬ ‫في‬ ‫األساس‬ ‫كان‬ ‫وهو‬ ‫المعتز‬ ‫بن‬
‫يختلف‬ ‫النقاد‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫أن‬ ‫بيد‬ ،‫األندلس‬ ‫في‬ ‫تطور‬ ‫الذي‬ ‫الموشحات‬‫هذه‬ ‫مع‬
‫سنا‬ ‫ابن‬ ‫ومنهم‬ ،‫الوجهة‬‫الملك‬(‫الموشحات‬ ‫أوزان‬ ‫جمع‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫كان‬ ‫الذي‬)،
،‫زهر‬ ‫بن‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫األندلسي‬ ‫اح‬ّ‫ش‬‫للو‬ ‫يعود‬ ‫النص‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬ ‫إذ‬‫وفي‬
‫مطلعها‬‫يقول‬:
‫إليك‬ ‫الساقي‬ ‫أيها‬‫المشتكى‬...‫تسمع‬ ‫لم‬ ‫وإن‬ ‫دعوناك‬ ‫قد‬


3. ‫إال‬ ،‫النص‬ ‫ذلك‬ ‫صاحب‬ ‫حول‬ ‫خالف‬ ‫في‬ ‫والنقاد‬ ‫األدباء‬ ‫كان‬ ‫وإن‬
‫في‬ ‫كانت‬ ‫األندلسية‬ ‫الموشحات‬ ‫نشأة‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫يتفقون‬ ‫أنهم‬‫القرن‬
‫الشاعر‬ ‫األندلس‬ ‫في‬ ‫أسسها‬ ‫وضع‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ،‫الهجري‬ ‫الثالث‬
‫محمود‬‫القيري‬‫ف‬ ‫الموشح‬ ‫وتطور‬ ،‫الضرير‬ ‫عليه‬ ‫يطلق‬ ‫كما‬ ‫أو‬‫ي‬
‫ابن‬ ‫ويقول‬ ،‫والثامن‬ ‫التاسع‬ ‫القرنين‬ ‫في‬ ‫األندلس‬‫خلدون‬:"‫أهل‬ ‫أما‬
‫وفن‬ ‫مناحيه‬ ‫وتهذبت‬ ،‫قطرهم‬ ‫في‬ ‫الشعر‬ ‫كثر‬ ‫فلما‬ ‫األندلس‬،‫ونه‬
‫سمو‬ ً‫ا‬‫فن‬ ‫المتأخرون‬ ‫استحدث‬ ،‫الغاية‬ ‫التنميق‬ ‫فيه‬ ‫وبلغ‬‫الموشح‬ ‫ه‬.
‫هو‬ ‫طريقها‬ ‫واخترع‬ ‫بأفقنا‬ ‫الموشحات‬ ‫هذه‬ ‫اوزان‬ ‫صنع‬ ‫من‬ ‫وأول‬
‫القبري‬ ‫محمود‬ ‫بن‬ ‫محمد‬‫الضرير‬.‫اشطار‬ ‫على‬ ‫يصنعها‬ ‫وكان‬
‫االشعار‬.‫صاحب‬ ‫ربه‬ ‫عبد‬ ‫ابن‬ ‫ان‬ ‫وقيل‬‫كتاب‬”‫العقد‬“‫من‬ ‫اول‬
‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫سبق‬‫الموشحات‬.

4. [‫الموشح‬]‫الشعر‬ ‫ضروب‬ ‫عن‬ ‫يختلف‬ ،‫مستحدث‬ ‫شعري‬ ‫فن‬
‫معين‬ ‫بقواعد‬ ‫بالتزامه‬ ‫وذلك‬ ،‫عدة‬ ‫امور‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫الغنائي‬‫في‬ ‫ة‬
‫على‬ ‫غالبا‬ ‫وبخروجه‬ ،‫التقنية‬‫االعاريض‬‫الخليليلة‬‫وباس‬ ،‫تعماله‬
‫القوي‬ ‫باتصاله‬ ‫ثم‬ ،‫خرجته‬ ‫في‬ ‫العجمية‬ ‫أو‬ ‫الدارجة‬ ‫اللغة‬‫با‬‫لغناء‬.
‫الملك‬ ‫سناء‬ ‫ابن‬ ‫وعرفه‬‫فيقول‬:"‫و‬ ‫على‬ ‫منظوم‬ ‫كالم‬ ‫الموشح‬‫زن‬
‫مخصوص‬."
‫أو‬ ‫موشح‬‫موشحة‬‫أو‬‫توشيح‬‫تواشي‬ ‫أو‬ ‫موشحات‬ ‫على‬ ‫وتجمع‬ ،‫ح‬
‫رصع‬ ‫أو‬ ‫حسن‬ ‫أو‬ ‫زين‬ ‫بمعنى‬ ‫وشح‬ ‫من‬.

5. ‫م‬ ‫مقاطع‬ ‫ذات‬ ‫قصيدة‬ ‫هو‬ ‫الموشح‬ ‫ان‬ ‫فيقال‬ ‫اخر‬ ‫تعريف‬ ‫وفي‬‫كتوبة‬
‫بالعربية‬‫الفصحى‬.
‫مثال‬
‫حبيبي‬ ‫يا‬ ‫المي‬ ‫اشكو‬ ‫لن‬
‫يا‬ ‫اي‬‫امي‬.‫الحب‬ ‫من‬ ‫اموت‬ ‫اني‬
‫حبيبي‬ ‫يا‬ ‫المي‬ ‫اشكو‬ ‫لن‬
‫القوى‬ ‫وساعدي‬ ‫سمعي‬ ‫انت‬
‫يا‬ ‫اي‬‫امي‬.‫من‬ ‫اموت‬ ‫اني‬‫الحب‬...

6. ،‫أقسام‬ ‫عدة‬ ‫إلى‬ ‫بنائه‬ ‫بحسب‬ ‫الموشح‬ ‫يقسم‬‫هي‬:
،‫المطلع‬‫وهو‬‫األشطر‬‫القصيدة‬ ‫من‬ ‫األولى‬.
،‫القفل‬‫وهو‬‫األشطر‬‫وغالب‬ ،‫بالقافية‬ ‫المطلع‬ ‫تطابق‬ ‫التي‬‫ال‬ ً‫ا‬
‫الواحد‬ ‫الموشح‬ ‫في‬ ‫أقسام‬ ‫الخمس‬ ‫تتجاوز‬.
،‫الدور‬‫وهو‬‫األشطر‬‫ف‬ ‫وتخالفه‬ ‫المطلع‬ ‫تلي‬ ‫التي‬ ‫األقسام‬ ‫أو‬‫ي‬
‫أقسام‬ ‫الخمس‬ ‫عددها‬ ‫يتجاوز‬ ‫وال‬ ،‫القافية‬.
،‫البيت‬‫يليه‬ ‫الذي‬ ‫والقفل‬ ‫الدور‬ ‫من‬ ‫يتألف‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬.
‫الخرجة‬،‫يختتم‬ ‫الذي‬ ‫األخير‬ ‫القفل‬ ‫وهي‬‫به‬‫الموشح‬.

7. ‫ا‬ ‫انتقل‬ ‫الذي‬ ‫االول‬ ‫الموطن‬ ‫هو‬ ‫المغرب‬ ‫االفريقي‬ ‫الشمال‬ ‫كان‬‫ليه‬
‫الموشح‬‫واستقر‬.‫القطر‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫للموشح‬ ‫المبكر‬ ‫والتاريخ‬‫الذي‬
‫تميزا‬ ‫االندلسيون‬ ‫يسمونه‬ ‫كان‬‫بالعدوة‬”‫م‬ ‫االخر‬ ‫الجانب‬ ‫اي‬‫ن‬
‫البحر‬“.‫من‬ ‫المغرب‬ ‫في‬ ‫نظمت‬ ‫التي‬ ‫الموشحات‬ ‫اول‬ ‫وكانت‬
‫الشعراء‬ ‫ابداع‬‫االندلسيين‬.
‫لن‬ ‫يجسده‬ ‫والمغرب‬ ‫االندلس‬ ‫بين‬ ‫للقاء‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫شاهد‬ ‫واكبر‬‫ابن‬ ‫ا‬
‫دولة‬ ‫ايام‬ ‫له‬ ‫ممدوحين‬ ‫المغرب‬ ‫صعيد‬ ‫على‬ ‫وجد‬ ‫الذي‬ ‫بقى‬
‫المرابطين‬.‫ف‬ ‫القاسم‬ ‫بني‬ ‫اسرة‬ ‫من‬ ‫عديدة‬ ‫افرادا‬ ‫اختص‬ ‫وقد‬‫ي‬
‫ببعض‬ ‫سال‬‫الموشحات‬.‫االخرى‬ ‫الشعر‬ ‫قصائد‬ ‫عن‬ ‫فضال‬.

8. ‫االندلسيي‬ ‫والطالب‬ ‫الحجيج‬ ‫من‬ ‫المسافرين‬ ‫تدفق‬ ‫ادى‬ ‫لقد‬‫الذي‬ ‫ن‬
‫الع‬ ‫في‬ ‫المشهورين‬ ‫العلماء‬ ‫ايدي‬ ‫على‬ ‫للعلم‬ ‫طلبا‬ ‫ارتحلوا‬‫راق‬
‫في‬ ‫منتظم‬ ‫تبادل‬ ‫تحقيق‬ ‫الى‬ ‫ومصر‬‫االفكار‬.‫مص‬ ‫وكانت‬‫اول‬ ‫ر‬
‫فيها‬ ‫يظهر‬ ‫بلد‬‫الموشح‬.
‫اب‬ ‫االسكندرية‬ ‫لشاعر‬ ‫هي‬ ‫الباقية‬ ‫المصرية‬ ‫الموشحات‬ ‫وأقدم‬‫ن‬
‫الحداد‬
‫ثغر‬‫الح‬...........‫االرواح‬ ‫سر‬ ‫يستأ‬
‫لما‬‫فاح‬................‫والتفاح‬ ‫بالخمر‬

9. ‫الث‬ ‫القرن‬ ‫خالل‬ ‫منتظم‬ ‫تالق‬ ‫ومصر‬ ‫االندلس‬ ‫بين‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬‫اني‬
‫على‬ ‫والمسلمين‬ ‫اليهود‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫عشر‬‫السواء‬.‫كانت‬ ‫وربما‬
‫وابرز‬ ‫والتالقي‬ ‫االتصال‬ ‫قنوات‬ ‫عبر‬ ‫الوشاحين‬ ‫من‬ ‫اثنين‬
‫يهودا‬ ‫هما‬ ‫الوشاحان‬‫الالوي‬‫بن‬ ‫ابراهيم‬ ‫بني‬ ‫واسحق‬‫عزرا‬.
‫ب‬ ‫يوسف‬ ‫هن‬ ‫للنا‬ ‫المعروف‬ ‫الوحيد‬ ‫المصري‬ ‫الوشاح‬ ‫ان‬ ‫ويبدو‬‫ن‬
‫تنحوم‬‫من‬ ‫الكثير‬ ‫على‬ ‫ديوانه‬ ‫احتوى‬ ‫الذي‬ ‫الذي‬ ‫المقدسي‬
‫الموشحات‬.

10. ‫لغرناطة‬ ً‫ا‬‫مشتاق‬ ‫زمرك‬ ‫ابن‬
‫ابن‬ ‫الشاعر‬ ‫يصف‬‫زمرك‬(‫أبو‬‫عبدهلل‬‫ب‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬ ‫بن‬ ‫محمد‬‫ن‬
‫أحمد‬)‫كل‬ ‫فيها‬ ‫عهده‬ ‫وبتذكر‬ ،‫غرناطة‬ ‫رأسه‬ ‫ومسقط‬ ‫لمنبته‬ ‫شوقه‬‫ما‬
،‫صوبها‬ ‫من‬ ٌ‫نسمة‬ ‫هبت‬‫فقال‬:
ْ‫م‬‫السلي‬ َ‫عهدي‬ ‫لها‬ ْ‫وصف‬ ْ‫م‬‫السـال‬ ‫لغرنـاطـة‬ ‫أبلغ‬
ْ‫م‬‫السـلي‬ ‫ليلـة‬ ‫في‬ ّ‫بت‬ ‫ما‬ ‫ذمـام‬ ‫طرفها‬ ‫رعى‬ ‫فلو‬
‫من‬ ّ‫ل‬‫ع‬ُ‫أ‬ ‫اقتراح‬ ‫على‬ ‫فيها‬ ّ‫بث‬ ‫كم‬‫خمرة‬‫الرضـاب‬
‫الثغر‬ ‫زانها‬ ‫قد‬ ‫راح‬ ‫كؤوس‬ ‫فيها‬ ‫أدير‬‫بالحبـاب‬
‫في‬ ‫كالمهر‬ ‫أختال‬‫الجماح‬‫الشباب‬ ‫روضة‬ ‫في‬ َ‫نشوان‬
‫في‬ ‫الزهر‬ ‫أضاحك‬‫الكمام‬‫الوسـيم‬ ‫روضه‬ ‫مباهيا‬
‫النسـيم‬ ‫ها‬ ّ‫جو‬ ‫من‬ ّ‫هب‬ ‫إن‬ ‫القوام‬ ‫في‬ ‫الغصن‬ ‫وأفضح‬

11. ‫بعي‬ ‫زمن‬ ‫منذ‬ ‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫اغراض‬ ‫صميم‬ ‫من‬ ‫الزهد‬ ‫وغرض‬‫د‬
‫شعر‬ ‫وجدان‬ ‫في‬ ‫اشده‬ ‫على‬ ‫دائرا‬ ‫الصراع‬ ‫ظل‬ ‫فقد‬‫البالط‬
”‫المحدثن‬“‫الدنيوي‬ ‫البالط‬ ‫حياة‬ ‫متعارضين‬ ‫مثالين‬ ‫بين‬‫بكل‬ ‫ة‬
‫ماتفيض‬‫به‬‫اللذة‬ ‫دواعي‬ ‫من‬‫والجمال‬.‫تحط‬ ‫التي‬ ‫الدين‬ ‫وقيم‬‫من‬
‫بصفة‬ ‫الغرور‬ ‫متاعها‬ ‫ومن‬ ‫عامة‬ ‫الدنيا‬ ‫شان‬‫خاصة‬.
‫على‬ ‫مثل‬ ‫ابرز‬ ‫يعد‬ ‫الذي‬ ‫العتاهية‬ ‫ابو‬ ‫صنع‬ ‫كما‬‫ذلك‬.‫اس‬ ‫اذا‬‫تبدل‬
‫تغنى‬ ‫الذي‬ ‫الدنيا‬ ‫بشعر‬‫به‬‫سنى‬ ‫في‬‫شبابه‬”‫زهديات‬”‫ظ‬‫لت‬
‫هذا‬ ‫من‬ ‫خالدة‬ ‫شواهد‬‫الشعر‬.

12. ‫جاء‬ ‫حيث‬‫الموشح‬”‫الزهدي‬“‫ف‬ ‫صاحبه‬ ‫اقترفه‬ ‫ذنب‬ ‫عن‬ ‫مكفرا‬‫ي‬
‫نظم‬‫الشعر‬.
‫ا‬ ‫نظم‬ ‫فقد‬ ‫فحسب‬ ‫الموشح‬ ‫على‬ ‫مقصورا‬ ‫الملمح‬ ‫هذا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬‫حمد‬
‫جمة‬ ‫قصائد‬ ‫ربه‬ ‫عبد‬ ‫بن‬‫سماها‬”‫الممحصات‬“‫تمحي‬ ‫التي‬ ‫اي‬
‫عارض‬ ‫الذنوب‬‫بها‬‫ايام‬ ‫قالها‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫اشعارا‬‫لهوه‬.‫تلك‬ ‫فكان‬
‫محصت‬ ‫االخيرة‬ ‫االشعار‬‫ماكان‬‫االولى‬ ‫اشعاره‬ ‫من‬‫بالتوبة‬.
‫مطلعها‬ ‫التي‬ ‫قصيدته‬ ‫الممحصات‬ ‫تلك‬ ‫امثلة‬ ‫ومن‬
‫ياعاجزا‬‫حين‬ ‫يعفو‬ ‫ليس‬‫يقتدر‬...‫واليقضى‬‫و‬ ‫عيشه‬ ‫من‬‫طر‬
‫له‬ ‫المقول‬ ‫انت‬‫ماشئت‬‫مبتدئا‬....”‫هال‬‫ادكرت‬‫انت‬ ‫لبين‬‫مبت‬‫كر‬
”.