يواجه كثير من الطلاب/الطالبات الحيرة عند وصولهم مرحلة اختيار المسار التعليمي المناسب لهم والذي يُبنى عليه مسارهم الوظيفي (المهني). إنه القرار المصيري الأول الذي يواجههم والذي سيكون له الأثر الكبير على مستقبلهم وحياتهم.
لذلك يهتم هذا الطرح بموضوع الميول المهنية لا باعتبارها مقصداً بديهيًا للقياس في عملية التوجيه، وإنما كأساس يمكن من خلاله تربية الإبداع، فمن نافلة القول، الإشارة إلى أن إبداع الفرد في مجالٍ ما منوط بمدی مَیله إليه ورضاه عن وجوده فيه.
من خلال هذا، يصبح واجبًا على العاملين بمجال التوجيه المهني والمهتمين بتنمية الإبداع لدى الأفراد السعي لاستخدام أدوات أكثر موضوعية لقياس الميول المهنية الفعلية، لاسيما لدى المترشحين لمؤسسات التكوين المهني باعتبار أنه من مبادئ اقتصاديات التربية وعدم الإهدار في الوقت والجهد والمال، فاستثمار رأس المال البشري أصبح أولوية في جدول اهتمامات الدول المتقدمة، ويُعدّ فهم الميول المهنية إحدى البوابات الهامة للوصول إلى السلوك الإبداعي.