الحكم الجليلة من الأمر بجهاد الكفار و الرد على المغرضين و الزائغين

ربيع أحمد
ربيع أحمدأخصائي تخدير à مستشفى أوسيم
الحكم الجليلة من الأمر بجهاد الكفار و الرد على المغرضين و الزائغين 
د.ربيع أحمد 
1
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : 
فشرع الله مليء بالحكم و المصالح التي تعود على الملتزم به بالفوائد في العاجل و الآجل ، و هذا من نعم الله علينا أن 
يشرع لنا ما ينفعنا في الدنيا و الآخرة و ما هو خير لنا في الدنيا و الآخرة لو التزمنا به قال - سبحانه و تعالى - ﴿ 
. ) وَلَوْ أَنَّـهُمْ فَـعَلُوْا مَا يُـوْعَظُوْنَ بِهِ لَكَانَ خَيْـرًا لََمُْ وَأَشَدَّ تَـثْبِيْتًا ﴾ ) سورة النساء من الآية رقم 66 
الله يشـرع لنـا مـا ينفعنـا و مـا هـو خـير لنـا و لمـا لا و هـو الـذو خلـأ املـأ و هـو أعلـم بـاملأ مـن أنفسـهم و يعلـم مـا 
) يصلحهم و ما يفسدهم قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ أَلَا يَـعْلَمُ مَنْ خَ لَأَ وَهُوَ اللَّطِيفُ امَْبِير ﴾ )سورة الملك الآية 41 
و مما شرع الله لنا و مما أمرنا الله به قتال الكفار أو جهاد الكفار ،و مادام الأمـر مـن الله و مـادام الـذو شـرع هـو الله 
- رب الجميع - فلا يحأ لأحد أن يعترض على حكم الله و يقول لماذا تقاتلون الكفار لماذا جهاد الكفـار ، و قـد قـال 
الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ أَلاَ لَهُ امَْلْأُ وَ الأَمْرُ ﴾ ) الأعراف من الآية 41 ( فامالأ يتصـر في ملكـه امـا يشـاء و 
ايف يشاء ،و مادام المشرع هو الله فأبشر بامير و تيقن النفع العاجل و الآجل . 
و قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ لَا يُسْـأَلُ عَمَّـا يَـفْعَـلُ وَهُـمْ يُسْـأَلُونَ ﴾ ) الأنبياء الآياة 32 ( أو لا يحـأ لأحـد أن 
يعترض ، و يقول لما يفعل الله اذا أو يقول لما يأمر الله بكذا أو يقول لما ينهى الله عن اذا فهذا سـوء أدب مـع الله و ن 
2
اان سائلا فليقل ما الحكمة من فعل الله اذا فأفعال الله لا تخلوا من حكمة ، و ما الحكمة من تشريع الله اذا فشرع 
الله لا يخلو من حكمة . 
وما دام الله هو الذو أمر ، و الله يأمر بالعدل و أحكامه الها عدل فقتال الكفار ليس فيه ظلم لَم بل هو عدل من 
الله قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ ا ه للَّ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَ يتَاء ذِو الْقُرْبََ وَيَـنْـهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ 
وَالْبَـغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَاَّرُون ﴾ ) النحل الآية 09 ( ، و قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد اً ﴾ ) 
3 
.) الكهف من الآية 90 
أقسام الجهاد 
و قتال الكفار أو جهاد الكفار نوعان : جهاد الطلب و جهاد الدفع 
و جهاد الطلب هو أن يجاهد المسلمون الكفار طالبين منهم الدخول في الإسلام أو جهاد الطلـب يكـون بطلـب العـدو 
في أرضه و خضاعه لدين الإسلام وهو فرض افاية، و هـذا النـوع مـن الجهـاد هـو الأسـا فعنـدما يطلـأ الجهـاد يقصـد 
منه جهاد الطلب . 
و جهاد الدفع أو جهاد الصائل والمعتدو هو أن يجاهد المسلمون الكفار الذين هاجم وهم في عقر دارهـم ورامـوا احـتلال 
بـلاد المســلمين وفـرض حكمهــم علـيهم ،وهــذا النـوع مــن الجهـاد فــرض عـين علــى أهـل البلــد الـتي غزاهــا العـدو حســب 
القدرة المتاحة لَم فإن لم يستطيعوا وجب على من يليهم من بلدان المسلمين نصرتهم.
قال أصحابنا: الجهاد اليوم فرض افاية، لا أن ينزل الكفار ببلد المسلمين، فيتعين « : - وقال النووو – رحمه الله 
. 1 » عليهم الجهاد، فإن لم يكن في أهل ذلك البلد افاية وجب على من يليهم تتميم الكفاية 
ثَُُّ فَرِيضَةُ الجِْهَادِ عَلَى نَــوْعَيْنِ: أَحَـدُ اََُ عَـيْنَ عَلَـى اُـلِه مَـنْ يَـقْـوَ عَلَيْـهِ بِقَـدْرِ طَاقَتِـهِ « : - و قال السرخسي – رحمه الله 
وَهُوَ مَا ذَا اَانَ النَّفِيرُ عَامًّا قَالَ اللَُّّ تَـعَالَى ﴿انْفِرُوا خِفَافًـا وَِِقَـالًا ﴾ ) سـورة التوبـة مـن الآيـة 94 ( وَ قَـالَ تَـعَـالَى : ﴿ مَـا 
لَكُمْ ذَا قِيلَ لَكُمْ انْفِـرُوا فِي سَـبِيلِ اللَِّّ ا ـَِّاقَـلْتُمْ لَى الْأَرْضِ ﴾ ) سـورة التوبـة الآيـة 83 ( لَى قَـوْلِـهِ ﴿ يُـعَـ ه ذِبْكُمْ عَـذَابًا أَلِيمًـا 
4 
) ﴾ ) سورة التوبة الآية 80 
وَنَـوْع هُوَ فَـرْضَ عَلَى الْكِفَايَةِ ذَا قَامَ بِهِ الْبَـعْضُ سَقَطَ عَنْ الْبَاقِينَ لحُِصُولِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ اَسْرُ شَوْاَة الْمُشْرِاِينَ وَ عْزَا .2 » ال ه دِين لِأَنَّهُ لَوْ جُعِلَ فَـرْضًا فِي اُلِه وَقْتٍ عَلَى اُلِه أَحَدٍ عَادَ عَلَى مَوْضُوعِهِ بِالنَّـقْضِ 
فَمن الْمَعْلُوم أَن الْمُجَاهِد قد يقْصد دفع الْعَدو ذا اَانَ « : و قد فصل ابن القيم أقسام الجهاد تفصيلا جميلا فقال 
الْمُجَاهِد مَطْلُوبا والعدو طَالبا وَقد يقْصد الظفر بالعدو ابْتِدَاء ذا اَانَ طَالبا والعدو مَطْلُوبا وَقد يقْصد الا الْأَمريْنِ 
والأقسام لََِا ةَِ يُؤمر الْمُؤمن فِيهَا بِالجِْهَادِ . 
وَجِهَاد ال ه دفع أصعب من جِهَاد الطهلب فَإِن جِهَاد ال ه دفع يشبه بَاب دفع الصَّائِل وَلَِذََا أُبِيح للمظلوم أَن يدْفع عَن 
نَفسه اَ مَا قَالَ الله تَـعَالَى ﴿ أذن للَّذين يُـقَاتلُون بِأَنَّـهُ م ظلمُوا ﴾ ) سورة الحَْج من الآية 80 ( وَقَالَ النَّبِي - صلى الله 
68/ 1 - شرح صحيح مسلم للنووو 3 
8/ 2 - المبسوط للسرخسي 49
عَلَيْهِ وَسلم – )) من قتل دون مَاله فَـهُوَ شَهِيد وَمن قتل دون دَمه فَـهُوَ شَهِيد (( 3 ؛ لِأَن دفع الصَّائِل على ال ه دين 
جِهَاد وقربة وَدفع الصَّائِل على الماَل وَالنَّفس مُبَاح ورخصة فَإِن قتل فِيهِ فَـهُوَ شَهِيد . 
فقتال ال ه دفع أوسع من قتال الطهلب وأعم وجوبا وَلَِـَذَا يتَـعَـيَّن علـى اـل أحـد يقـم ويجاهـد فِيـهِ العَبْـد بِـإِذن سَـيهده وَبِـدُون 
ذْنه وَالْولد بِدُونِ ذن أَبَـوَيْهِ والغريم بِغَيْر ذن غَرِيمه وَهَذَا اجهاد الْمُسـلمين يَــوْم أحـد وَامَْنْـدَ وَلَا يشْـتَرط فِي هَـذَا النَّــوْع 
من الجِْهَاد أَن يكون الْعَدو ضعْفي الْمُسلمين فَمَا دون فَإِنَّـهُم اَـانُوا يَــوْم أحـد وَامَْنْـدَ أَضْـعَا الْمُسـلمين فَكَـانَ الجِْهَـاد 
.4» وَاجِبا عَلَيْهِم لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ جِهَاد ضَرُورَة وَدفع لَا جِهَاد اخْ تِيَار 
جهاد الطلب اِبت بالكتاب و السنة و فعل الصحابة 
و جهاد الطلب اِبت بالكتاب و السـنة و فعـل الصـحابة فقـد قـال سـبحانه و تعـالى : ﴿ يَـا أَيُّـهَـا النَّـبِيُّ جَاهِـدِ الْكُفَّـارَ 
.) وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِ ير ﴾ ) سورة التحريم الآية 0 
و قال سبحانه و تعالى : ﴿ اُ تِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ اُرْهَ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْــرَ لَكُـمْ وَعَسَـى أَنْ بُِبُّـوا 
شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَُّّ يَـعْلَمُ وَأَنْـتُمْ لا تَـعْلَمُ ونَ ﴾ ) سورة البقرة الآية 646 ( و الإنسان لا يكره أن يـدافع عـن نفسـه 
أو أهله فالمقصود جهاد الطلب لا الدفع . 
قال الألباني : » مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فـهَُوَ شَهِيدَ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فـهَُوَ شَهِيدَ « : 696 حديث رقم 9776 و لفظه / 3 - رواه أبو داود في سننه 9 
469 حديث رقم 494 / 486 حديث رقم 6939 و مسلم في صحيحه 4 / صحيح ، وقد رو الشطر الأول من الحديث البخارو في صحيحه 8 
5 
433 - 4 - الفروسية لابن القيم ص 437
و قال سبحانه و تعالى : ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِا ه للِّ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَهرِمُونَ مَا حَرَّمَ ا ه للُّ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ 
.) دِينَ الحَ هِ أ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتََّّ يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ ﴾ )سورة التوبة الآية 60 
أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّا حَتََّّ يَشْ هَدُوا أَنْ لاَ لَهَ لَّا « : و عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَِّّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ 
اللَُّّ، وَأَنَّ مَُُمَّدًا رَسُولُ اللَِّّ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَة ، وَيُـؤْتُوا الزَّاَاة ، فَإِذَا فَـعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِهِنّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالََمُْ لَّا بَِِ هِ أ 
5 ، و لو اان المراد قتال الدفع و ليس قتال الطلب لكان قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ » الإِسْلاَمِ ، وَحِسَابُـهُمْ عَلَى اللَّّ 
وَسَلَّمَ –: ) أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّا ن قاتلونا أو ذا قاتلونا(. 
و قد جاهد الصحابة بعد موت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جهاد الطلب فخرجوا لى بلاد العالم ففتحـوا الـبلاد و 
أنقذوا الكثير من العباد من الكفر و الإلحاد . 
وَ قِتَالُ الْكُفَّارِ الَّذِينَ لمَْ « : - و في هذه الأدلة رد على من يقصر الجهاد على جهاد الدفع و قَالَ ابْنُ الَْمَُامِ – رحمه الله 
يُسْلِمُوا وَهُمْ مِنْ مُشْرِاِي الْعَرَبِ ، أَوْ لمَ يُسْلِمُوا وَ لمَْ يـعُْطُوا الجِْزْيَةَ مِنْ غَيْرِهِمْ وَاجِبَ وَ نْ لمَْ يـبَْدَ وُُنَا لِأَنَّ الْأَدِلَّةَ الْمُوجِبَةَ لَهُ لمَْ 
6 
.6» تُـقَيهِدِ الْوُجُوبَ بِبَدْئِهِمْ خِلَافًا لِمَا نُقِلَ عَنِ الثَّـوْرِ هِ و 
28 حديث / 49 حديث رقم 62 بَابَ: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتـوَُا الزَّاَاة فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ ]التوبة: 2[ ،و رواه مسلم في صحيحه 4 / 5 - رواه البخارو في صحيحه 4 
رقم 66 بَابُ الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّا حَتََّّ يـقَُولُوا: لَا لَهَ لَّا اللهُ مَُُمَّدَ رَسُولُ اللهِ ، و اللفظ للبخارو . 
6972/ 6 - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 6
قتال الكفار قتال من يقاتل من الكفار دون غير المقاتلين 
لم يأمر الله – عز و جل - المسلمين بقتال جميع الكفار بل أمر بقتال من يقاتل من الكفار دون غير المقاتلين فمَنْ لَا 
يُـقَاتِلُ و لا يحارب، وَ لَا يَـتَأَهَّلُ لِلْقِتَالِ و الحرب فِي الْعَادَةِ لا يقاتل من قبل المسلمين ؛ لأن الْمُقَاتِلَةَ مُفَاعِلَةَ، تَـقْتَضِي 
حُصُولَ المقاتلة مِنْ الجَْانِبَـيْنِ، و ليس من جانب واحد أو المقاتلة تستلزم وجود مقاتلة من طرفين أو وجود جيشين 
متقاتلين و لابد من نذار و بلاغ الدعوة بالبينة و الإقناع و الموعظة الحسنة قبل الحرب و القتال فلم يأمر الله – عز و 
جل – المسلمين بقتال الكفار لا بعد أن تستنفد الوسائل السلمية ، وليس بعد استنفادها لا أنهم قوم مفسدون 
معاندون أو يريدون الحرب و القتال . 
و الكافر الذو لا يقاتل المسلمين و لا يحاربهم فِي الْعَادَةِ ا النساء والأطفال و الرهبان ونحوهم فإن قتلهم يعتبر ظلماً 
واعتداء لا يرضاه الله - سبحانه و تعالى-، و قد ورد بذلك الكتاب والسنة، وطبقه المسلمون في حروبهم ،و عَنِ ابْنِ 
فَـنَـهَ ى « ،- عُمَرَ رَضِيَ اللَُّّ عَنْـهُمَا، قَالَ: وُجِدَتِ امْرَأَةَ مَقْتُولَةً فِي بَـعْضِ مَغَا وُِ  رَسُولِ اللَّّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
.7» رَسُولُ اللَِّّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ قَـتْلِ النهِسَاءِ وَال هِ صبْـيَانِ 
و عن رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ ، قَالَ : اُ نَّا مَعَ رَسُولِ اللَِّّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةٍ فَـرَأَ النَّا مُُْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ فَـبَـعَثَ 
قَالَ: » مَا اَانَتْ هَذِهِ لِتُـقَاتِل « : فَجَاءَ فَـقَالَ : عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ. فَـقَالَ » ؟ انْظُرْ عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ « : رَجُلًا ، فَـقَالَ 
8 فجعل النبي -صلى الله » قُلْ مَِالِدٍ لَا يَـقْتُـلَنَّ امْرَأَةً وَلَا ع سِيفًا « : وَعَلَى الْمُقَ ه دِمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَـبَـعَثَ رَجُلًا. فَـقَالَ 
عليه وسلم- العلة في النهي عن قتل المرأة ا ونها لا تقاتل أو ليست من أهل القتال و الحرب. 
4869 حديث رقم 4799 / 64 حديث رقم 8942 ،و رواه مسلم في صحيحه 8 / 7 - رواه البخارو في صحيحه 9 
7 
28 حديث رقم 6660 قال الألباني : حسن صحيح / 8 - سنن أبي داود 8
و اــون المســلمون يقــاتلون الكفــار أو يقــاتلون دولــة اــافرة فهــذا معنــاه أن دولــة الكفــر رفضــت دعــوة الإســلام و أبــت 
وصول الإسلام للنا فكان لابد من القتال لردع الظلم و نشر الحأ و الأمر بالمعرو و النهي عن المنكـر و أو حـأ 
أعظم من حأ الله على العباد أن يعبدوه و أو منكر أعظم من الكفر و الشرك و أو جرم أعظم من منع نشـر ديـن الله 
في الأرض . 
و القتال نما يكون للمقاتلين وهم ر سُاء الكفر و جنودهم أو ر سُاء الكفر و أعوانهم ؛ لأن أعوان الظلمة ظلمة 
مثلهم و الإعانة على الكفر افر و الإعانة على البغي بغي قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ 
وَجُنُودَ اََُ اَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ ) سورة القصص من الآية 3 ( فالجنود اانوا خاطئين و أُغرقهم الله مع فرعون ؛ لأنهم قد 
أعانوه على باطله . 
الأمر بقتال الكفار أمر بإعداد القوة اللا مُ ة للقتال 
الأمر بقتال الكفار أمر بإعداد القوة و الأمر بإعداد القوة أمر بوجوب الأخذ بأسباب التقدم و الرقي ذ لا يستقيم 
. قتال بلا عداد و بلا تقدم، و الوسائل لَا أحكام المقاصد فوسائل المأمورات مأمور بها، ووسائل المنهيات منهي عنها 9 
و لذلك لا بد أن يأخذ المسلم ون بأسباب القوة والمنعة، و أن يكون عندهم التهيؤ، والاستعداد لمقاتلة العدو في أو 
وقت فلا ينتظر المسلمون حتَّ يروا أمارات السوء، و الشر و العدوان من عد وهم فلابد أن يمتلكوا وسائل الدفاع 
والردع في أو وقت . 
8 
9 - الأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 67
و قد جاء الأمر بإعداد القوة حتَّ نأمن مكر العدو و حتَّ نرهبه في قوله تعالى : ﴿ و أعِدُّوا لََمُ مَّا استَطَعتُم همِن قُـوَّةٍ 
) وَمِن هرِبَاطِ امَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدوَّ ا ه للِّ وَعَدُوَّاُم ﴾ ) سورة الأنفال من الآية 69 
القوة شرط في جهاد الطلب و قتال الكفار 
ليس معنى الأمر بقتال الكفـار أن نقاتـل الكفـار و نحـن غـير مسـتعدين لقتـالَم ونحـن غـير مهيئـين لقتـالَم فهـذا فيـه ضـرر 
على المسلمين أضـعا أضـعا منفعتـه ،ودرء المفاسـد مقـدم علـى جلـب المصـالح ولـذلك القـوة شـرط لقتـال الكفـار و 
لإقامة جهاد الطلب . 
الشرك و الكفر ظلم عظيم 
قال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ نَّ ال هِ شـرْكَ لَظُلْـمَ عَظِـيمَ ﴾ ) سـورة لقمـان مـن الآيـة 48 ( ، والظلـم هـو وضـع 
الشيء في غير موضعه ويترتب عليه الفساد وامسران الكبـير، وعبـادة غـير الله وضـع لَـا في غـير موضـعها ذ العبـادة حـأ 
. الله على عباده مقابل خلقهم ور قُ هم والاءتهم 10 في حياتهم وحفظهم 11 
9 
10 - الاءتهم أو حراستهم وحفظهم 
4470-4473/ 11 - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائرو 6
و ن قيل لما سمى الله الشرك ظلما عظيما فالجواب سمى الله الشـرك ظلـم عظـيم ؛ لأن الظلـم في الأصـل وضـع الشـيء 
في غير موضعه، والشـرك معنـاه : وضـع العبـادة في غـير موضـعها، وهـذا أعظـم الظلـم ؛ لأنهـم لمـا وضـعوا العبـادة في غـير 
موضعها، أعطوها لغير مستحقها ، وسوَّوْ المخلو بامالأ، سوَّوْ الضعيف بالقوو الذو لا يُعجزه شيء، وهل بعـد هـذا 
10 
. ظلم ؟ 12 
و قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَ مَن يُشْرِكْ بِا ه للِّ فَـقَدِ افْـتَـرَ ثْْاً عَظِيماً ﴾ ) النسـاء مـن الآيـة 93 ( أو افـتر جرما ابيرا وأو ظلم أعظم ممن سو المخلو -من تراب الناقص من جميع الوجـوه الفقـير بذاتـه مـن اـل وجـه الـذو لا 
يملـك لنفسـه- فضـلا عمـن عبـده -نفعـا ولا ضـرا ولا موتـا ولا حيـاة ولا نشـورا- بامـالأ لكـل شـيء الكامـل مـن جميـع 
الوجـوه الغـنّ بذاتـه عـن جميـع تلوقاتـه الـذو بيـده النفــع والضـر والعطـاء والمنـع الـذو مـا مـن نعمـة بـالمخلوقين لا فمنــه 
تعالى فهل أعظم من هذا الظلم شيء ؟ 13 
أَنْ تََْعَلَ لِلَِّّ نِدًّا، « : و عَنْ عَبْدِ اللَِّّ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَوُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَِّّ؟ قَالَ 
قُـلْتُ: ثَُُّ أَوُّ؟ ،» ثَُُّ أَنْ تَـقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَا أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ « : قُـلْتُ: نَّ ذَلِكَ لَعَظِيمَ، قُـلْتُ: ثَُُّ أَوُّ؟ قَالَ ،» وَهُوَ خَلَقَكَ 
. 14» ثَُُّ أَنْ تُـزَانِيَ بَِِلِيلَةِ جَارِكَ « : قَالَ 
فَـلَمَّا اَانَ ال ه شرك أعظم الذُّنُوب بَدَأَ بِهِ ؛ لِأَنَّهُ جحد للتوحيد، ثَُّ نِاه بِالْقَتْلِ لِأَنَّهُ مُو للموجد، وَلم يكف اَونه قتلا، 
حَتََّّ جمع بَين وصف الْولادَة وظلم من لَا يعقل وَعلة الْبُخْل، فَلذَلِك خ ه صه بِالذار من بَين أَنْـوَاع الْقَتْل، ثَُّ لِث بِالهزِنَا ؛ 
12 - عانة المستفيد بشرح اتاب التوحيد للشيخ صالح الفواُ ن 
667/ 13 - تفسير السعدو 4 
09 حديث رقم 36 ، و اللفظ للبخارو . / 426 حديث رقم 7269 ،و رواه مسلم في صحيحه 4 / 14 - رواه البخارو في صحيحه 0
لِأَنَّهُ سَ بَب لاختلاط الْفرش والأنساب ، وَخص حَلِيلَة الجَْار ؛ لِأَن ذَنْب الهزِنَا بهَا يَـتَـفَاقَم بهتك حُرْمَة الجَْار ، وَ قد 
. اَانَ الْعَرَب يتشددون فِي حفظ ذمَّة الجَْار ، و يتمادحون بِِِفْظ امْرَأَة الجَْار 15 
و الله - سبحانه و تعالى - قد خلأ الإنسان ليعبده و سخر له ال ما في الأرض ليستعين بها على عبادته سبحانه ، 
و بدل من أن يعبده أشرك معه غيره ، و استغل نعم الله في مبار ةُ  الله بالمعاصي فجرم المشرك شديد و ظلمه عظيم . 
و ذا اان الشرك ظلما عظيما فكذلك الكفر يكون ظلما عظيما ؛ لأن الكافر االمشرك في المآل فالكافر افرا أابر 
تلد في النار و اذلك المشرك شراا أابر تلد في النار قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ الَّذِينَ اَفَرُوا مِنْ 
. ) أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِاِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة ﴾ ) سورة البينة الآية 6 
و الشرك يستلزم الكفر ؛ لأن من أشرك بالله فقد افر بالأوامر التي جاءت بتوحيد الله و من أشرك بالله فقد جحد 
توحيد الله و هذا افر ، و عليه فالكفر أعم من الشرك . 
الشـرك والكفـر قـد يطلقـان وعـنى واحـد وهـو الكفـر بـالله تعـالى ، وقـد يفـر بينهمــا « : - و قـال النـووو - رحمـه الله 
فـيخص الشـرك بعبــادة الأوِـان وغيرهــا مـن المخلوقـات مــع اعـترافهم بــالله تعـالى اكفـار قــري ، فيكـون الكفــر أعـم مــن 
11 
.16» الشرك 
الكفر أعم من الشرك، فمن جحد ما جاء به الرسـول - صـلى الله عليـه وسـلم - « : - و قال السعدو - رحمه الله 
أو جحد بعضه بلا تأويل فهو الكافر من أو ديـن يكـون، سـواء اـان صـاحبه معانـدا أو جـاهلا ضـالا، والشـرك نوعـان: 
608/ 15 - اشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجووُ  4 
74/ 16 - شرح صحيح مسلم للنووو 6
شرك في ربوبيته اشرك الثنوية الذين يثبتون خالقا مـع الله، وشـرك في ألوهيتـه اشـرك سـائر المشـراين الـذين يعبـدون الله و 
يعبدون غيره ، ويشراون بينه وبين المخلوقين، ويسونهم في الله في شـيء مـن خصـائص لَيتـه ، و قـد يكـون هـذا الشـرك 
أابر جليا ا أن يصر العبـد نوعـا مـن أنـواع العبـادة لغـير الله ، و قـد يكـون أصـغر اوسـائل الشـرك مـن الريـاء والحلـف 
12 
.17» بغير الله، ونحو ذلك 
الشرك والكفر قد يطلقان وعنى واحد، وهو الكفر بالله، وقد يفر بينهما، « : و قال الشيخ عبد الرحمن النجدو 
. 18» فيخص الشرك بقصد الأوِان وغيرها من المخلوقات مع الاعترا بالله، فيكون الكفر أعم 
الكفر أعم من الشرك ؛ لأنه قد يوجد الكفر و لا يوجد الشرك ، « : و قال الشيخ عبد الله بن مُمد الغنيمان 
فالشرك أخص، والمشرك شرااً أابر اافر ، أما ذا اان أصغر فلا، واذلك الكفر يكون أابر وأصغر، ولكن ذا اان 
الشرك أابر والكفر أابر فالشرك أخص ؛ لأن الشرك معناه : عبادة غير الله ، أما الكفر فقد يوجد والإنسان لا يعبد 
شيئاً، وقد يوجد فيمن يعبد الله وحده، اأن لا يصد بالرسول - صلى الله عليه وسلم - و لا يؤمن به ، فيكون 
.19» اافراً ا مثل حالة اليهود 
في قتال الكفار نهي عن أعظم منكر و أمر بأابر معرو 
862/ 17 - تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن للسعدو 6 
18 - حاشية اتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن النجدو ص 896 
19 - من الدر رقم 38 من شرح فتح المجيد للشيخ عبد الله بن مُمد الغنيمان قام بتفريغه موقع الشبكة الإسلامية
في قتال الكفار نهي عن أعظم منكـر ألا و هـو الكفـر و الشـرك و أمـر بـأابر معـرو ألا وهـو الإسـلام و الإيمـان فـإذا 
اانـت الــدول تــأمر بقتـل مــن يرتكــب أعظـم الجــرائم اخيانــة الدولــة فمـن بــاب أولى مــن يمنـع نــور الإســلام أن يصــل لى 
النا فهذا من أابر المنكرات و من أعظم الجرائم ؛ لأن الكفر بالله و الشرك بالله أعظم الجرائم و أعظم الذنوب . 
و منع نشر الإسلام ومنع دعوة الدين الحأ أعظم من خيانة الدولة التي عاش فيها الإنسان و أعظـم مـن قطـع الطـر و 
أعظم من التعدو على الممتلكات العامة ؛ لأن الدين يعر الإنسـان بربـه الـذو خلقـه وشـأ سمعـه و بصـره الـدين يعلـم 
الإنسان ما ينبغي لله من صفات و ما لا ينبغي لـه و الـدين يعـر الإنسـان مـا يحبـه ربـه ليفعلـه و مـا يكرهـه ربـه ليجتنبـه 
والدين هو الذو يوجه النا لى ما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم ، و الدين هو عدل الله في خلقه ، ونوره بين عباده . 
و الدين يلبي حاجات ملحة في نفس الإنسان من الإجابة بشـكل صـحيح عـن أسـئلة الفطـرة مـن مثـل : مـن أيـن جئـت 
هل وجدت من نفسي أم هناك خالأ أوجدني؟ ومن هو هذا امالأ ؟ وما صلتي به ؟ و لى أين مص يرو ماذا بعد حياتي 
و ماذا بعد موتي ؟ و لماذا وجدت هل وجدت اي آال و أشرب أم وجدت لغاية سـامية و ايـف يعـر هـذه الغايـة ؟ 
و لماذا أعطيت القدرة على استغلال ال ما في الأرض لماذا سخر لي ال ما في الأرض ؟ . 
ومهما تقدمت البشرية فلن تستطيع وضع نظام ا امل متكامل يصلحها في الدنيا فضلا عن الآخرة ؛ لقصور عقـول 
البشـر و نظــرتهم الضــيقة ل مــور ،و الإنســان قــد يــر بهــواه النـافع ضــارا و الضــار نافعــا متــأ رِ بشــهواته وتطلعــه للنفــع 
العاجــل اليســير دون التفــات لى الضــرر الآجــل الجســيم ، و العقــول البشــرية متفاوتــة فقــد يكــون الحســن عنــد أحــدهم 
قبيح عند الآخر و أهواء النا تختلف ورغبات النا تتنوع . 
13
أما الإسلام فقد وضـع نظامـا فيـه صـلاح البشـرية دينـا و دنيـا ؛ لأن الله هـو الـذو وضـعه و امـالأ هـو الـذو يعلـم 
عواقب الأمور و حقائأ الأشياء و ما هو اائن و ما سيكون و يعلم ما فيه السـعادة للنـا و مـا فيـه الشـر لَـم و يعلـم 
ما يضر النا و يعلم ما ينفعهم، و لم يكلهم لنفوسهم وعقولَم بل رسم لَم طريقاً يسيرون عليه في حيـاتهم لـنفعهم في 
دينهم ودنياهم . 
و اما يحتاج النا للغذاء المادو لتغذية جسـدهم فهـم بأشـد الحاجـة للغـذاء الروحـي العـذب لتسـمو أرواحهـم و تصـفو 
نفوسهم ، و تباع تعاليم الدين الإسلامي يهذب الـنفس و يزاـي الـروح ، فمـن يمنـع نشـر الـدين الإسـلامي فإنمـا يمنـع مـا 
يتغذ عليه أرواح النا وضرر من يمنع غذاء الروح أشد من ضرر من يمنع غذاء الجسد . 
و من يمنع نشر الدين الإسلامي فإنما يمنع مـا بسـببه صـلاح العـالم دينـا و دنيـا لـذلك يجـب التعامـل معـه بشـدة وحـزم و 
تأديبه أشد التأديب و عقابه أشد العقاب حتَّ لا يمنع وصول امير للنا . 
ودعوة الإسلام في حقيقتها دعوة باللسان والبيان بالحكمة و الموعظة ، وما صحبها السيف و القتال لكي يُكره 
النا على الدخول في دين الله، و نما صحبها السيف ليدفع الَّ من يقف في طريقها ويناوئها فما أاثر من يقف في 
وجه دعوة الإسلام، ويصد النا عن دين الله . 
قتال الكفار رحمة بالكفار 
14
ن قتال الكفار ما شرع لا لإ اُ لة الحواجز الـتي تعـو نشـر الإسـلام و بلـوغ دعـوة الإسـلام للنـا جميعـا لإنقـاذهم مـن 
النار ، و هذا من رحمة الإسلام بالكفار فجزاء الكفر و الشرك املـود في النـار قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ 
) نَّ الَّذِينَ اَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِاِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَـرُّ الْبَرِيَّـة ﴾ ) سـورة البينـة الآيـة 6 
،و قال الله - سبحانه و تعـالى - : ﴿ نَّـهُ مَـنْ يُشْـرِكْ بِـاللَِّّ فَـقَـدْ حَـرَّمَ اللَُّّ عَلَيْـهِ الجَْنَّـةَ وَمَـأْوَاهُ النَّـارُ وَمَـا لِلظَّـالِمِينَ مِـنْ 
15 
) أَنصَارٍ ﴾ ) سورة المائدة من الآية رقم 76 
و عجبا ممن يوقر و يجل و يحترم من ينقـذ حيـاة شـخص مـن خطـر و يـذم مـن بـذل روحـه اـي ينقـذ النـا مـن الكفـر و 
الشرك ،و الشرك و الكفـر هـو الـذنب الـذو لا يغفـره الله أبـدا ذ لم يتـب الإنسـان منـه قبـل موتـه قـال الله - سـبحانه و 
تعالى - : ﴿ نَّ اللََّّ لَا يَـغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَـغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَِّّ فَـقَدِ افْـتَــرَ ثْْـاً عَظِيمًـا ﴾ 
.) ) النساء الآية 93 
ن المسلمين يجاهدون في سبيل الله مـن أجـل رشـاد النـا لى عبـادة رب العبـاد مـن أجـل بـذير النـا مـن عـذاب ألـيم 
فقتالَم للكفار فيه رحمة بالكفار ؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ 
يَــا أَيُّـهَــا الَّــذِينَ آمَنُــوا هَــلْ أَدُلُّكُــمْ عَلَــى تََِــارَةٍ تُـنْجِــيكُمْ مِــنْ عَــذَابٍ أَلِــيمٍ؟ تُـؤْمِنُــونَ بِــاللَِّّ وَرَسُــولِهِ وَتََُاهِــدُونَ فِي سَــبِيلِ اللَِّّ 
) بـــــــــأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفسِـــــــــكُمْ ذَلِكـــــــــمْ خَيْــــــــــرَ لَكـــــــــمْ نْ اُنْـــــــــتُمْ تَـعْلَمـــــــــونَ ﴾ ) ســـــــــورة الصـــــــــف الآيـــــــــة رقـــــــــم 11 
ومن حكم جهاد الكفار خراج النا من ضيأ الدنيا لى سعتها ، ومن جور الأديان لى عدل الإسلام . 
وعجبا ممن يحب و يعظـم مـن ينقـذ أعمالـه الدنيويـة مـن الضـياع و يـذم و يـبغض مـن بـذل روحـه اـي ينقـذ أعمـال النـا 
الصالحة من الحبوط و الضياع ؛ لأن الكـافر لا تنفعـه أعمالـه الصـالحة يـوم القيامـة ، و ن فعـل الكثـير مـن أعمـال الـبر
فما دامت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفـرع عنهـا مـن أعمـال و أقـوال ، امـا قـال تعـالى : ﴿َ لـئِنْ أَشْـرَاْتَ لَيَحْـبَطَنَّ 
. ) عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ امَْاسِرِينَ ﴾ ) الزمر من الآية 54 
و قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَوْ أَشْرَاُواْ لحََبِطَ عَنْـهُم مَّا اَانُواْ يَـعْمَلُونَ ﴾ ) الأنعام الآية 88 ( أو: لبطلت أعمـالَُم 
فدون تصحيح المعتقد لا فائدة من الأعمال . 
و قتال الكفار ما شرع لا رحمـة مـن الله- سـبحانه و تعـالى - بعبـاده لاسـتنقاذهم مـن الكفـر فقصـدهم صـلاحي و 
ليس فسادو ، ا ما يقصد الوالد تأديب ولده بالضرب ، و اما يقصد الطبيب معالجة المريض بالكي . 
قتال الكفار قتال لسمو الإنسان و مُاربة الذل و الامتهان 
ن قتال الكفار ما شرع لا لإخراج النا من عبادة العباد لى عبادة رب العباد فهو قتال لمحاربة الشرك بكل صـوره و 
مظاهره و في هذا سمو للبشرية و سمو للإنسانية . 
ذ الشــرك بكــل صــوره ومظــاهره لــيس لا امتهانًــا للإنســان و ذلالاً لــه حيــث يلزمــه العبوديــة لمخلوقــات وأنــا لا 
يخلقـون شـيئا وهـم يُخلَقـون، ولا يملكـون لأنفسـهم ضـرًّا ولا نفعًـا، ولا يملكـون موتًـا ولا حيـاةً ولا نشـورًا ، و قــال الله - 
سبحانه و تعالى - : ﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِـهِ آلَِـَةً لَّا يَخْلُقُـونَ شَـيْئاً وَهُـمْ يُخْلَقُـونَ وَلَا يَمْلِكُـونَ لِأَنفُسِـهِمْ ضَـهراً وَلَا نَـفْ عـاً وَلَا 
.) يَم لِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُور اً ﴾ ) سورة الفرقان الآية 2 
16
و دعوة الإسلام لم تأت لا لرفع القيود والأغلال عن جميع البشر قال الله - سبحانه و تعـالى - : ﴿ الَّـذِينَ يَـتَّبِعُـونَ 
الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُهمِيَّ الَّذِو يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًـا عِنْـدَهُمْ فِي التَّــوْرَاةِ وَالإِيِيـلِ يَـأْمُرُهُمْ بِـالْمَعْرُو وَيَـنْـهَـاهُمْ عَـنِ الْمُنكَـرِ وَيُحِـلُّ لََـُمُ 
الطَّيهِبَــاتِ وَيُحَــهرِمُ عَلَــيْهِمُ امَْبَائِــثَ وَ يَضَــعُ عَــنْـهُمْ صْــرَهُمْ وَالأَغْــلالَ الَّــتِي اَانَــتْ عَلَــيْهِمْ فَالَّــذِينَ آمَنُــوا بِــهِ وَعَــزَّرُوهُ وَنَصَــرُوهُ 
وَاتَّـبَـعُوا النُّورَ الَّذِو أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ) سورة الأعرا الآية 441 ( فالإسـلام قـد جـاء برفـع الأحكـام 
والتكاليف الشاقة التي يضعف عن حملها الإنسان والتي اانت على بعض الأمـم السـابقة مثـل قتـل الـنفس بالتوبـة وبـريم 
الغنائم . 
ن الدينونــة لله بـرر البشـر مــن الدينونـة لغــيره وتخـرج النـا مــن عبـادة العبــاد لى « : - يقـول سـيد قطــب – رحمـه الله 
عبادة الله وحده. وبذلك بقأ للإنسان ارامته الحقيقية وحريته الحقيقية، هذه الحريـة وتلـك اللتـان يسـتحيل ضـمانهما في 
ظـل أو نظـام آخـر- غــير النظـام الإسـلامي- يـدين فيــه النـا بعضـهم لـبعض بالعبوديــة، في صـورة مـن صـورها الكثــيرة 
...سـواء عبوديـة الاعتقـاد، أو عبوديـة الشــعائر، أو عبوديـة الشـرائع.. فكلهـا عبوديـة وبعضــها مثـل بعـض تخضـع الرقــاب 
لغير الله بإخضاعها للتلقي في أو شأن من شؤون الحياة لغير الله. 
والنا لا يملكون أن يعيشوا غـير مـدينينلا لا بـد للنـا مـن دينونـة. و الـذين لا يـدينون لله وحـده يقعـون مـن فـورهم في 
شـر ألــوان العبوديــة لغــير الله في اــل جانــب مــن جوانــب الحيــاةلا نهــم يقعــ ون فــرائس لأهــوائهم وشــهواتهم بــلا حــد و لا 
ضابط . و من ثُ يفقـدون خاصـتهم الآدميـة ،و ينـدرجون في عـالم البهيمـة : ﴿ وَالَّـذِينَ اَفَـرُوا يَـتَمَتَّـعُـونَ وَيَـأْاُلُونَ اَمـا 
تَأْاُلُ الْأَنْعامُ، وَالنَّـارُ مَثْـو لََـُمْ ﴾ ... ) سـورة مُمـد مـن الآيـة 46 ( ، و لا يخسـر الإنسـان شـيئاً ا ـأن يخسـر آدميتـه ، 
ويندرج في عالم البهيمة ، وهذا هو الذو يقع حتماً وجرد التملص من الدينونة لله وحـده، والوقـوع في الدينونـة للهـو و 
الشهوة . 
ثُ هم يقعون فرائس لألوان من العبودية للعبيد.. يقعـون في شـر ألـوان العبوديـة للحكـام والر سُـاء الـذين يصـرفونهم وفـأ 
شرائع من عنـد أنفسـهم، لا ضـابط لَـا ولا هـد لا حمايـة مصـالح المشـرعين أنفسـهم- سـواء ثثـل هـؤلاء المشـرعون في 
17
فرد حاام، أو في طبقة حاامة، أو في جنس حاام- فالنظرة على المستو الإنساني الشامل تكشف عن هذه الظـاهرة 
.20» في ال حكم بشرو لا يستمد من الله وحده، ولا يتقيد بشريعة الله لا يتعداها 
و من حكم قتال الكفار رجوع النا من الكفر للإيمان و في هذا حمايتهم من مفاسد الكفر . 
في قتال الكفار بقيأ العدل 
ما منا من أحد لا و يحب العدل و القسـط و يكـره الظلـم والجـور ، و العـدل هـو عطـاء اـل ذو حـأ حقـه ا ـاملاً غـير 
منقوص ، و حأ الله من الأمور الواجبة الاحترام ، وحأ الله هو أن يعبده النا لا يشراوا بـه شـيئا فعَـنْ مُعَـاذٍ - رَضِـيَ 
يَـا مُعَـاذُ، هَـلْ تَـدْرِو « : اللَُّّ عَنْه - ، قَالَ: اُنْتُ رِدْ النَّ هِِ بي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حِمَارٍ يُـقَالُ لَهُ عُفَيْــرَ، فَـقَـالَ 
فَـإِنَّ حَـأَّ اللَِّّ عَلَـى العِبَـادِ أَنْ يَـعْبُـدُوهُ « : قُـلْتُ: اللَُّّ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ ،»؟ حَأَّ اللَِّّ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَأُّ العِبَادِ عَلَى اللَِّّ 
فَـقُلْـتُ: يَــا رَسُـولَ اللَِّّ أَفَـلاَ أُبَ هِ شـرُ بِــهِ ،» وَلاَ يُشْـرِاُوا بِـهِ شَـيْئًا، وَحَـأَّ العِبَــادِ عَلَـى اللَِّّ أَنْ لاَ يُـعَـ ه ذِبَ مَـنْ لاَ يُشْــرِكُ بِـهِ شَـيْئًا 
18 
.21» لاَ تُـبَ هِ شرْهُمْ، فَـيَتَّكِلُوا « : النَّا ؟ قَالَ 
و قتال الكفار ما هو لا قتال لنشر العدل فهو قتال لنشر الإسلام و الإسلام عدل و قتال ل مر بعبادة الله و عبادة 
الله وحده لا شريك له عدل و قتال لإعطاء حأ الله اما ينبغي و عطاء حأ الله اما ينبغي عدل ، و عجبا لمن يقدر 
4099/ 20 - في ظلال القرآن لسيد قطب 9 
60 حديث رقم 6326 / 21 - رواه البخارو في صحيحه 9
جهد من يضحي بنفسه من أجل عمل معين أو مبدأ معين ، ولا يقدر جهد المسلمين الذين بذلوا نفوسهم في سبيل 
نشر العدل و الإسلام و عبادة الله وحده لا شريك له . 
و من حأ جميع النـا أن يبلـ لـيهم الإسـلام , وألا تقـف عقبـة أو سـلطة في وجـه التبليـ بـأو حـال مـن الأحـوال و 
لـذلك اـان لابـد مـن القتـال عنــد وجـود عقبـة وحـاجز مـن بـاب اســتخدام القـوة عنـد تعـذر الـدعوة بالحكمـة و الموعظــة 
الحسـنة فجهـاد المسـلمين يعتـبر قـوة تـدافع عـن الـدين الحـأ الـدين العـدل بـالحأ بالعـدل لله الحـأ لله العـدل قـوة تعــرض 
الإسلام تعرض العدل و ن الفها ذلك الوقت و الحياة و المال. 
19 
. 
في قتال الكفار دفع للفساد في الأرض 
ن في قتال الكفار ردع للكفر و الكفر من أظهر الفساد في الأرض ففي قتال الكفار قمع للفساد و لـدفع الفسـاد عـن 
الأرض قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَوْلا دَفْـعُ اللَِّّ النَّـا بَـعْضَـهُمْ بِـبَـعْضٍ لَفَسَـدَتِ الْأَرْضُ ﴾ ) سـورة البقـرة 
. ) من الآية 624 
ولم يذار الله - سبحانه و تعالى - ما يترتب على مدافعة النا وقتال الكفار من مفاسد ؛ لأن الآ اِر المترتبة على تـرك 
القتال و المدافعة أاثر بكثير من الآ اِر المترتبة على القتال و المدافعة ،و العبرة بالغالب . 
و من حكم قتال الكفار صلاح حال أهل الأرض ؛ لأن الكفر فساد عظيم و الشريعة أتت بدرء المفاسد .
و من حكم قتال الكفار ا ف من يحول بين النا و دعوة الحأ وبعث المعاندين على الانقيـاد للشـرع و حكـم الله و 
عدم الصد عن دين الإسلام ، و من لا يراعي ما يصلح مُتمعه و بلده رغبةً و يمانـاً منـه بضـرورة الإسـلام يلـزم قتالـه و 
مُاربته حتَّ ينعم باقي النا بالإسلام و حكم الله فمصلحة الجماعة السامية مقدمة على مصلحة الفرد الدنيئة . 
و السـر في منـع حكـام الكفــار نشـر الإسـلام في بلادهـم هــو حـبهم لـذاتهم ، وعـدم ســيطرتهم عليهـا ، وبِـثهم وســعيهم 
الدءوب على تفردهم بالحكم و الاستبداد و الاستغلال حتَّ لو الفهم ذلك مُاربة الحأ . 
والصراع قائم على أش ه ده بين دعاة الإسلام الذين يدعون لى الإسـلام ، وبـين الطغـاة ر سُـاء دول الكفـر الـذين يـدعون 
لى الباطل و يحجبون دعوة الإسلام و يشهون صورة الإسلام حتَّ ينفر منه من يريد اعتناقه . 
و الصراع قائم على أش ه ده بين دعاة الإسلام الذين يسـعون لى تطبيـأ شـرع الله في الأرض، ودخـول النـا في الإسـلام 
الذو فيـه سـعادة الإنسـان وفلاحـه وبـين الملـوك والمفسـدين الـذين لم يـألوا جهـداً لطمـس معـالم الإسـلام وبـث الكفـر و 
الشرك مكانه . 
دعاة الإسلام يحاولون أن يكرس وا دعائم العدل و الإسلام في الأرض، بينما ملوك و أمراء دول الكفر يستدرجون 
الرعية لى الذل والَوان ورفض الإسلام . 
و علـى مــهر التـاريخ، دأب حكــام الكفــار و ملـواهم الطغــاة أن يحـاربوا الإســلام والَــد مـن هــذا هـو تقــويض حكــم 
الإســلام ليتســـنى لَـــم الاســتبداد بـــالحكم والســـلطان و اســتغلال النـــا و نهـــبهم فيصــبحوا بـــذلك ســـادة العـــالم و 
يتحكمون في عباد الله . 
20
و قتــال الكفــار اُ جــر وضــعه الله – ســبحانه و تعــالى - للــردع عــن الكفــر و حجــب الإســلام ، لمــا في طبــع الأمــراء و 
الر سُــاء مــن فعاليــة الشــهوات الملهيــة عــن وعيــد الآخــرة بعاجــل اللــذة مــن اســتعباد النــا و اســتغلالَم في مصــالحهم 
الشخصية فجعل الله – سبحانه و تعالى - من اُ جر قتال الكفار مـا يـردع بـه مـن يعـو نشـر دعوتـه واـم مـن دواء قـد 
اان مر اً ،و القوة حأَ مشروعَ لردع الظالمين العابثين و لردع المعتدين الغاشمين . 
قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ فَـقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ نَّـهُمْ لاَ أَيْمَانَ لََمُْ لَعَلَّهُمْ يَنتَـهُونَ ﴾ ) سورة التوبة من الآية 46 
( أو قاتلوهم رجاء أن ينتهوا بقتالكم ياهم عن الكفر ونكث الأيمان ونقض العهود والعودة لى قتالكم الما قدروا عليه 
، و في ذلك يماء لى أن القتال لا يكون تباعا لَو النفس، أو رادة منافع الدنيا من السلب والنهب و رادة الانتقام، 
. وهذه ميزة الإسلام، ذ جعل الحرب ضرورة لإرادة منع الباطل وتقرير الحأ 22 
هذا أمر بقتالَم لا بقتلهم، فيكون المعنى: قاتلوهم، فإن لم يقتلوا فقد يجعلهم القتال « : - و قال الشعراوو – رحمه الله 
ينتهون عن عدائهم للدين؛ لأنهم حين يرون البعض منهم قد قتل وهم أضعف من المواجهة، هنا ستخف حدة مُاربتهم 
21 
. 23» للإسلام، وتنتهي اللجاجة في أمر الدين 
و ذا أبَ الأمــراء ور سُــاء الدولــة الكــافرة اعتنــا الإســلام بعــد الــدعوة و البيــان لم يكــن لَــم أن يصــدوا الــدعوة عــن 
المضي في طريقها لمن في بلادهم و دولتهم . 
66/ 22 - تفسير المراغي 49 
9069/ 23 - تفسير الشعراوو 3
قتال الكفار وسيلة لحماية الدين من أعدائه 
من سنن الله في الكون التدافع بين الحأ و الباطل و لا أبطل من الكفر ،و لا يوجد حأ أعظم من حـأ الله علـى عبـاده 
لــذلك أهــل الكفــر دائمــا بالمرصــاد لأهــل الإيمــان ، ومــن حكــم مشــروعية قتــال الكفــار حمايــة الــدين مــن أعدائــه الــذين 
يتربصون به الدوائر ووسيلة لمكافحـة الباطـل و الشـرك ووسـيلة للـدفاع عـن الحـأ قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ 
وَلَوْلا دَفْعُ اللَِّّ النَّا بَـعْضَهُمْ بِبَـعْضٍ لََ هُ دِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعَ وَصَلَوَاتَ وَمَسَاجِدُ يُذْاَرُ فِيهَا اسْـمُ اللَِّّ اَثِـيراً وَلَيَـنْصُـرَنَّ اللَُّّ مَـنْ 
22 
. ) يَـنْصُرُهُ نَّ اللََّّ لَقَوِوٌّ عَزِيزَ ﴾ ) سورة الحج الآية 99 
والصـوامع أمـاان العبـادة المنعزلـة للرهبـان، والبيـع للنصـار عامـة وهـي أوسـع مـن « : - يقول سيد قطـب – رحمـه الله 
الصوامع ، والصلوات أماان العبادة لليهود ، والمساجد أماان العبادة للمسلمين. 
وهي الها معرضة للهدم- على قداسـتها وتخصيصـها لعبـادة الله- لا يشـفع لَـا في نظـر الباطـل أن اسـم الله يـذار فيهـا، 
ولا يحميهـا لا دفـع الله النـا بعضـهم بـبعض أو دفـع حمـاة العقيـدة لأعـدائها الـذين ينتهكـون حرمتهـا، ويعتـدون علـى 
أهلها. 
فالباطل متبجح لا يكـف ولا يقـف عـن العـدوان لا أن يـدفع وثـل القـوة الـتي يصـول بهـا ويجـول ، ولا يكفـي الحـأ أنـه 
الحأ ليقف عدوان الباطل عليه، بل لا بد من القوة بميه وتدفع عنه ، وهي قاعدة اليـة لا تتبـدل مـا دام الإنسـان هـو 
. 24» الإنسانلا 
6962/ 24 - في ظلال القرآن لسيد قطب 9
و الكفار قد شبوا على الكفر و ألفوه و طبيعة النفس أنها ذا اعتادت على شيء ألفته وارتبطت به وأحبته، ومن ثَُّ 
يصعُب عليها تراه وفطامها عنه و معاداة من يأمرها بالتخلي عنه حتَّ لو أد ذلك للقتال . 
و الكفار لا يريدون منا لا الانسلاخ من ديننا و اعتنا أديـان باطلـة أو نكـون بـلا ديـن و مـا يخفـى علـى أحـد حمـلات 
التبشير و التنصير خاصـة في عصـرنا فقـد أصـبحت مـن الثوابـت والراـائز الأساسـية الـتي تعتمـد عليهـا سياسـات الـدول 
الغربية ، والتي حاولت منـذ قـرون عديـدة القضـاء علـى الإسـلام ونشـر الـدين النصـراني ، و بـث الشـكوك في الإسـلام و 
التشــكيك في القــرآن و الســنة و الطعــن في الصــحابة و غــير ذلــك قــال الله – ســبحانه و تعــالى – : ﴿ وَلا يَـزَالُــونَ 
.) يُـقَاتِلُونَكُمْ حَتََّّ يَـرُدُّواُمْ ع نْ دِينِكُمْ ﴾ ) سورة البقرة من الآية 647 
و أعـداء الإســلام منــذ توقــف الفتوحــات الإســلامية وهــم يحــاربون الإســلام والمســلمين ابتــداء مــن الحــروب الصــليبية ثُ 
الاستعمار والاحتلال ، و الجرائم البشعة مثل مذبِة دير ياسين و مذبِة صبرا و شاتيلا و مذبِة بِر البقر . 
و ن قلت الحروب المادية في هذا العصر فالحروب المعنوية و الفكرية على أشدها فما يخفى على أحد الغزو الفكرو في 
عصرنا فقد استغنى به أهل الكفر و الإلحاد عن الغزو المادو ؛ لأن الغزو الفكرو أقو وأ بِت من الغزو المادو ، 
فلا يلجأ أهل الكفر لى مُاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة لا في الحالات الضرورية التي تستدعي العجل . 
قتال الكفار وسيلة لرفع الذل والظلم عن المستضعفين من أهل الإيمان 
23
ن قتال الكفار وسيلة لرفع الذل والظلم عن المستضعفين من أهل الإيمان قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ و مَا لَكُـمْ 
لَا تُـقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَِّّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الهرِجَالِ وَالنهِسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَـقُولُونَ رَبَّـنَـا أَخْرِجْنَـا مِـنْ هَـذِهِ الْقَرْيَـةِ الظَّـالِِم أَهْلُهَـا 
) وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِ يراً ﴾ ) سورة النساء الآية 72 
قتال الكفار قتال لتمكين الإسلام في الأرض الها 
ن قتال الكفار قتال لإقامة معالم الحأ و أو نفس شريفة بب أن يقام معـالم الحـأ ، و قتـال الكفـار قتـال لنشـر عبـادة 
الله في الأرض و أو نفــس شــريفة طيبــة بــب أن تســود عبــادة الله الأرض ، ومــن حكــم قتــال الكفــار أن يظهــر ديــن 
الإسلام فو ال الشرائع و الأديان الأخر و يكون للإسلام السيادة فيحكم الأرض و يسود العدل . 
قال الله - سبحانه و تعالى -: ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتََّّ لاَ تَكُونَ فِتنَةَ وَيَكُونَ ال ه دِينُ اُلُّهُ هِ للّ فَإِنِ انتَـهَوا فَ إنَّ ا ه للَّ وَِا يَعمَلُونَ بَصِيرَ 
24 
) ﴾ )سورة الأنفال الآية 80
و قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتََّّ لاَ تَكُونَ فِتنَةَ وَ يَكُونَ ال ه دِينُ هِ للِّ فَإِنِ انتَـهَوا فَلاَ عُدوَانَ لاَّ عَلَىٰ 
25 
) الظَّالِمِينَ ﴾ )سورة البقرة الآية 408 
و قـال الله – ســبحانه و تعــالى - : ﴿ هُــوَ الَّــذِو أَرْسَـلَ رَسُــولَهُ بِالَْــدَُ وَدِيــنِ الحْــَ هِ أ لِيُظْهِـرَهُ عَلَــى الــ ه دِينِ اُلهِــهِ وَلَــوْ اَــرِهَ 
) الْمُشْرِاُونَ ﴾ ) سورة الصف الآية رقم 0 
فقتال الكفار قتال لحماية البشرية من الحرمان من دعوة الإسلام اي تسود دعوة الإسـلام الـدنيا اـي تسـود دعـوة امـير 
الدنيا اي تسود دعوة العدل الدنيا اي تسود دعوة الصلاح و الإصلاح الدنيا . 
و المقصــود مــن قتــال الكفــار أن يكــون الــدين الــه لله فــلا يقاتــل المســلمون مــن أجــل أمــوال يحصــلون عليهــا ، أو بــلاد 
يستغلونها، أو تكون بت أيديهم، أو جزية تدفع لَم، أو ما أشبه ذلك من أمور الدنيا . 
و الإسلام لا يتوسع في سفك دماء الكفار لا ما يضطر ليه حقاقًا للحأ و علاء لكلمة الإسلام . 
و ليس معنى تشريع الجهاد لتكون المة الله هي العليا أن يُسلم الُّ من دعي لي الإسلام بل مقتضـى جهـاد الطلـب أن 
يكـون نظــامُ الإســلام هــو المهــيمنَ والحـاامَ علــى حيــاة النــا ، أمــا النـا فيمــا يعتقــدون فلهــم الحريــة أن يســلموا أو لا 
يسلموا ودولة الإسلام بميهم مما بمي منه أبناءها مقابل دفع الجزية . 
قتال الكفار قتال لكسر شواة الكفار و علاء شواة أهل الإسلام
بقتال الكفار و الظهور عليهم تكسر شواتهم و تعلو شواة أهل الإسلام فلا يلين لَا جانب, ولا يستطيع أحد أن ينال 
من عزتها وارامتها و هذا مقصد شرعي قال – سبحانه و تعالى – : ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِا ه للِّ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ 
وَلاَ يُحَهرِمُونَ مَا حَرَّمَ ا ه للُّ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَ هِ أ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتََّّ يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ ﴾ 
26 
.) )سورة التوبة الآية 60 
و أهل الإسلام يمانهم يردعهم عن الظلم والجـور و يمـانهم يـأمرهم بالعـدل و القسـط فبظهـور شـواة أهـل الإسـلام يعـم 
امـير و العـدل ؛ لأن الجميــع سـيعي بــت سـلطة الإســلام أمـا ن ظهـر أهــل الكفـر علــى أهـل الإيمــان فسـتجد القتــل 
والتعذيب و الظلم والجور والفساد قال – سبحانه و تعـالى – : ﴿ اَ يْـفَ وَ نْ يَظْهَـرُوا عَلـيْكُمْ لا يَـرْقُـبُـوا فِـيكُمْ لًّا وَلا 
. ) ذِمَّةً يُـرْضُونَكُمْ بِأفْـوَاهِهِمْ وَتَأْبََ قُـلُوبُـهُمْ وَأاْثَـرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ ) سورة التوبة من الآية 3 
والتــاريخ مملــوء بالشــواهد والحــواده الــتي تشــهد لأمــة الإســلام بالــدعوة لى الحــأ، ورحمــة املــأ، وبســط العــدل، ورفــع 
الظلم، اما تشهد أن أعداء الإسلام لا يتمكنون من المسلمين لا نكلوا بهم وعذبوهم أشد العذاب . 
قتال الكفار قتال لحماية من دخل في الإسلام 
و من حكم قتال الكفار حماية من دخل في الإسلام من أن يؤذو من قبل الذين افروا الذين يتربصون بالمسلمين 
الدوائر الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتََّّ لاَ تَكُونَ فِتنَةَ وَ يَكُونَ ال ه دِينُ هِ للِّ فَإِنِ انتَـهَوا فَلاَ عُدوَانَ لاَّ عَلَىٰ 
الظَّالِمِينَ ﴾ )سورة البقرة الآية 408 ( ، فإذا اعتنأ الإسلام أحد فمن حقه ألا يفتن عنها بأو وسيلة من وسائل 
الفتنة لا بالأذ ولا بالإغراء .
و لو جاهد المسلمون الكفار لشاع الأمان في البلاد وبين العبـاد ؛ لأن رهبـة العـدو مـن المسـلمين لا تَعلـه يتجـرأ علـى 
خــوض معـــارك لا يقــدر عليهـــا ؛ ولــن يعـــي العــالم في أمـــان لا ذا ســاده الإســـلام ، و قــد أ بِـــت التــاريخ أن المجتمـــع 
الإسلامي عندما اان يقاتل في سبيل الله، عاش آمناً مطمئناً على أمواله وأعراضه ونظامه و لم يتعد عليه أحد . 
و قد جاء الأمر بإعداد القوة حتَّ نأمن مكر العدو و حتَّ نرهبه في قوله تعالى : ﴿ و أعِدُّوا لََمُ مَّا اسـتَطَعتُم همِـن قُــوَّةٍ 
) وَمِن هرِبَاطِ امَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدوَّ ا ه للِّ وَعَدُوَّاُم ﴾ ) سورة الأنفال من الآية 69 
السـيف مـا جـاء لا ليحمـي اختيـار المختـار، فلـي أنْ أعـرض ديـنّ ، وأنْ أُعلنـه و « : - و قـال الشـعراوو – رحمـه الله 
أشـرحه، فــإنْ منعـوني مــن هـذه فلهــم السـيف، و نْ تراــوني أعلــن عـن ديــنّ فهـم أحــرار، يؤمنـون أو لا يؤمنــون نْ آمنــوا 
. 25» فأهلاً وسهلاً، و نْ لم يؤمنوا فهم أهل ذمة، لَم ما لنا وعليهم ما علينا 
قتال الكفار ليس لإجبارهم على الإسلام 
27 
44693/ 25 - تفسير الشعراوو 43
و قتال الكفار ليس الغرض منه جبارهم على الإسلام لكن قتال الكفار وسيلة لتبلي الإسلام عند وجود من يحول بين 
النا و دعوة الإسلام ذ لا يمكن نشر الإسلام في اافهة أنحاء العالم ، مع وجود الطهغاة و القتلة الذين يسـعون للسـيطرة 
على العالم لأجل أطماعهم الفاسدة ، و لذلك يد النصوص الشرعية تـذار لفـظ الجهـاد أو القتـال ، و الجهـاد و القتـال 
نمـا يكـون بـين جيشـين جــي الإسـلام وجـي الكفـار ، ولا يكــون جـي بـلا أمـير ، والأمــير يكـون مـا رئـيس الدولــة 
الكافرة أو مكلف من قبله . 
فالقتال لم يشرع لفرض منهج، نما شُرع ليفـرض حريـة اختيـار المـنهج، بـدليل قـول « : - و قال الشعراوو – رحمه الله 
الحأ : ﴿ لا اْرَاهَ فِي ال ه دِينِ قَدْ تَـبَـيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَ ه يِ ﴾ ، و على ذلك فالإسلام لا يفرض الدين، ولكنه جـاء ليفـرض 
حرية الاختيار في الدين، فالقُوَ التي تعـو اختيـار الفـرد لدينـه، يقـف الإسـلام أمامهـا لترفـع تسـلطها عـن الـذين تبسـط 
سلطانها عليهم ثُ يترك النا أحراراً يعتنقون ما يشاءون، بدليل أن البلاد التي فتحها الإسلام بالسيف، ظل فيهـا بعـض 
القوم على دياناتهم. فلـو أن القتـال شُـرع لفـرض ديـن لمـا وجـدنا في بلـد مفتـوح بالسـيف واحـداً علـى غـير ديـن الإسـلام 
28 
.26» 
و من حأ جميع النا أن يبل ليهم الإسلام , وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبلي بأو حال من الأحوال . 
الحقيقة أن الإسلام يقوم على قاعدة ﴿ لا اْرَاهَ فِي ال ه دِينِ قَدْ تَـبَـيَّنَ الرُّشْدُ مِـنَ الغَـ ه يِ ﴾ « : و قال الشيخ مُما الجلعود 
ولذلك انطلـأ بالسـيف مُاهـدًا ليـوفر للنـا الضـمان الحقيقـي لحريـة الاعتقـاد، ولـيحطم الأنظمـة الـتي تكـره النـا علـى 
الباطل وثنع وصول الحأ ليهم، ليبقى النا أحرارًا في اختيار العقيدة التي يريدونها. 
ن شاءوا دخلوا في الإسلام فكان لَم ما للمسلمين من حقو ، وعليهم ما عليهم من واجبات، واانوا خوانًا في الـدين 
للمنتمين لى الإسلام، و ن شاءوا بقوا على عقائدهم وأدوا الجزية، علانًا عن استسلامهم في انطلا الـدعوة الإسـلامية 
6246/ 26 - تفسير الشعراوو 9
بينهم بلا مقاومة، ومشاراة منهم في نفقات الدولة المسلمة التي بميهم من اعتداء المعتـدين علـيهم، وتكفـل لَـم الحقـو 
العامة في ظل منهج الإسلام . 
ن الإسلام لم يكره فردًا على تغيير عقيدته، اما فعلـت الصـليبية علـى مـدار التـاريخ في الأنـدلس قـديمًا و يُ بـار حـديثًا، 
. 27» لتكرههم على التنصر وأحيانًا لا تقبل منهم حتَّ التنصر فتبيدهم لأنهم مسلمون 
من آ اِر ترك قتال الكفار و ترك الجهاد في سبيل الله 
و قد بين الله عز و جل آ اِر ترك الجهاد و مدافعة الباطل في آيات اثيرة منهـا قولـه - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ وَلَـوْلا 
دَفْــعُ اللَِّّ النَّــا بَـعْضَــهُمْ بِــبَـعْ ضٍ لََــ هُ دِمَتْ صَــوَامِعُ وَبِيَــعَ وَصَــلَوَاتَ وَمَسَــاجِدُ يُــذْاَرُ فِيهَــا اسْــمُ اللَِّّ اَثِــيراً وَلَيَـنْصُــرَنَّ اللَُّّ مَــنْ 
يَـنْصُرُهُ نَّ اللََّّ لَقَوِوٌّ عَزِيـزَ ﴾ ) سـورة الحـج الآيـة 99 ( فـترك الجهـاد في سـبيل الله سـبب ابـير لزعزعـة الأمـن و ذهـاب 
الطمأنينة و هدم المساجد و ظهور الشرك و ا ثرة الظلم وعلو الكفر وأهله . 
و قوله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَِّّ النَّا بَـعْضَهُمْ بِبَـعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ ) سورة البقرة من الآية 
624 ( فترك الجهاد في سبيل الله سبب ابير للفساد في الأرض . 
29 
016/ 27 - الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية 2
و قوله - سبحانه و تعالى - : ﴿ لَّا تَـنْفِ رُوا يُـعَ ه ذِبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَـوْمًا غَيْـرَاُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَُّّ عَلَى 
اُلِه شَيْءٍ قَدِيرَ ﴾ ) سورة التوبة الآية 80 ( فترك الجهاد في سبيل الله فيه تعريض النفس لسخط الله - سبحانه و 
تعالى - وعقابه في الدنيا والآخرة . 
ذَا تَـبَايَـعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُُْ أَذْنَابَ « : وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سمَِعْتُ رَسُولَ اللَّّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَـقُولُ 
28 فترك الجهاد في سبيل » الْبَـقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَـرَاْتُمُ الجِْهَادَ، سَلَّطَ اللَُّّ عَلَيْكُمْ ذ لًّا لَا يَـنْزِعُهُ حَتََّّ تَـرْجِعُوا لَى دِينِكُمْ 
الله سبب للذل والَوان على الكفار . 
و مـا غلـب المسـلمون في العصـور الأخـيرة و ذهـب أاثـر ملكهـم لا لأنهـم تراـوا الاهتـداء « : و قال الشـيخ المراغـي 
بهد دينهم وتراوا الاسـتعداد المـادو والحـربي الـذو طلبـه الله بقولـه : ﴿ وَأَعِـدُّوا لََـُمْ مَـا اسْـتَطَعْتُمْ مِـنْ قُــوَّةٍ ﴾ و اتكلـوا 
على خوار العـادات وقـراءة الأحاديـث والـدعوات، وذلـك مـا لم يشـرعه الله ولم يعمـل بـه رسـوله- لى أنهـم تراـوا العـدل 
والفضائل وسنن الله في الاجتماع التي انتصر بها السلف الصـالح، وأنفقـوا أمـوال الأمـة والدولـة فيمـا حـرم الله علـيهم مـن 
الإسرا فى شهواتهم . 
و على العكس من ذلك اتبع الإفرنج تعاليم الإسلام فاستعدوا للحرب واتبعـوا سـنن الله في العمـران فرجحـت اهفـتهم ، 
و لله الأمر . 
و ما م ه كن الله لسلف المسلمين من فتح بلاد اسر وقيصر وغير ـَا مـن الـبلاد لا لمـا أصـاب أهلهـا مـن الشـرك وفسـاد 
العقائد في الآداب و مساوو الأخـلا و العـادات و الانغمـا في الشـهوات و تبـاع سـلطان البـدع وامرافـات- فجـاء 
الإسلام وأ اُ ل ال هذا و استبدل التوحيد والفضائل بها، ومن ثُ نصر الله أهله على الأمم الها. 
30 
679 حديث رقم 8966 قال الألباني : صحيح / 28 - رواه أبو داود في سننه 8
ولما أضاع جمهرة المسلمين هذه الفضائل واتبعوا سنن من قبلهم في تباع البدع والرذائل وقد حذرهم الإسلام مـن ذلـك، 
ثُ قصروا فى الاستعداد المادو والحربي للنصر في الحرب عـاد الغلـب علـيهم لغـيرهم ومكـ ه ن لسـواهم في الأرض: ﴿ وَلَقَـدْ 
اَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِـنْ بَـعْـدِ الـ ه ذِاْرِ أَنَّ الْأ رْضَ يَرُِِهـا عِبـادِوَ الصَّـالحُِونَ ﴾ أو الصـالحون لاسـتعمارها والانتفـاع وـا أودع فيهـا 
31 
. 29» من انو وخيرات 
هذا و الحمد لله الذو بنعمته تتم الصالحات و اتب ربيع أحمـد حامـدا لله و مصـليا علـى نبيـه - صـلى الله عليـه وسـلم 
2/ربيع الأول/ 4989 هـ، 47 /يناير/ 6948 م - 
690 - 693 / 29 - تفسير المراغي 0

Recommandé

الدرر والفوائد من حديث أمرت ان أقاتل الناس والرد على المغرضين والزائغين par
الدرر والفوائد من حديث أمرت ان أقاتل الناس والرد على المغرضين والزائغينالدرر والفوائد من حديث أمرت ان أقاتل الناس والرد على المغرضين والزائغين
الدرر والفوائد من حديث أمرت ان أقاتل الناس والرد على المغرضين والزائغينربيع أحمد
1.5K vues53 diapositives
ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ par
ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔﺗﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ
ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔNoor Al Islam
437 vues9 diapositives
Dsa khilafah ala minhajin nubuwwah par
Dsa khilafah ala minhajin nubuwwahDsa khilafah ala minhajin nubuwwah
Dsa khilafah ala minhajin nubuwwahkhabib bulloh
727 vues36 diapositives
Urgensi Ilmu dalam Islam par
Urgensi Ilmu dalam IslamUrgensi Ilmu dalam Islam
Urgensi Ilmu dalam IslamIdrus Abidin
1.1K vues21 diapositives
الأربعون النوويه par
الأربعون النوويهالأربعون النوويه
الأربعون النوويهMohamed Alashram
1.1K vues41 diapositives
ملف إجازة النحر لما هو واقع من الإثخان والقهر ) par
ملف إجازة النحر لما هو واقع من الإثخان والقهر )ملف إجازة النحر لما هو واقع من الإثخان والقهر )
ملف إجازة النحر لما هو واقع من الإثخان والقهر )Mbarki Noureddine
801 vues21 diapositives

Contenu connexe

Tendances

‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه par
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنهMero Cool
899 vues17 diapositives
Mengenal sunnah sii par
Mengenal sunnah siiMengenal sunnah sii
Mengenal sunnah siiYISC Al-Azhar
1.3K vues20 diapositives
Mengenal sunnah par
Mengenal sunnahMengenal sunnah
Mengenal sunnahYISC Al-Azhar
1K vues20 diapositives
عشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب par
عشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السببعشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
عشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السببربيع أحمد
3.9K vues18 diapositives
نوايا تلاوة القرآن par
نوايا تلاوة القرآننوايا تلاوة القرآن
نوايا تلاوة القرآنغايتي الجنة
1.9K vues33 diapositives

Tendances(20)

‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه par Mero Cool
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
Mero Cool899 vues
عشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب par ربيع أحمد
عشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السببعشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
عشرون مثالا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
ربيع أحمد3.9K vues
خمس وخمسون وصية من وصايا الرسول ص par Sun Rise
خمس وخمسون وصية من وصايا الرسول صخمس وخمسون وصية من وصايا الرسول ص
خمس وخمسون وصية من وصايا الرسول ص
Sun Rise6.4K vues
نوايا تلاوة القرآن par F El Mohdar
نوايا تلاوة القرآننوايا تلاوة القرآن
نوايا تلاوة القرآن
F El Mohdar 2.5K vues
4 peristiwa bersejarah di bulan rajab par Abu Habib
4 peristiwa bersejarah di bulan rajab4 peristiwa bersejarah di bulan rajab
4 peristiwa bersejarah di bulan rajab
Abu Habib190 vues
Is the prophet Mohammad a Terrorist? par Dina m.
Is the prophet Mohammad a Terrorist?Is the prophet Mohammad a Terrorist?
Is the prophet Mohammad a Terrorist?
Dina m.606 vues
مصائب المذاهب الاسلامية والتقريب بينها par Nour Aziz
مصائب المذاهب الاسلامية والتقريب بينهامصائب المذاهب الاسلامية والتقريب بينها
مصائب المذاهب الاسلامية والتقريب بينها
Nour Aziz471 vues
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005d par srujacxtup
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005dTafsir ibnu katsir muhaqqoq 005d
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005d
srujacxtup1.2K vues
الطلاق في الحيض حكمه و أثره par ربيع أحمد
الطلاق في الحيض  حكمه و أثرهالطلاق في الحيض  حكمه و أثره
الطلاق في الحيض حكمه و أثره
ربيع أحمد2.3K vues
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال par Mbarki Noureddine
تحريض المجاهدين الأبطال       على إحياء سنة الاغتيالتحريض المجاهدين الأبطال       على إحياء سنة الاغتيال
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
Mbarki Noureddine1.6K vues
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال par muslimthaer
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيالتحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
muslimthaer935 vues
دلائل النبوة par guest87d612
دلائل النبوةدلائل النبوة
دلائل النبوة
guest87d6121.1K vues

En vedette

نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم par
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمنقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمربيع أحمد
982 vues109 diapositives
الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ... par
الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...ربيع أحمد
905 vues30 diapositives
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق par
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاقالملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاقربيع أحمد
403 vues32 diapositives
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب par
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذبالملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذبربيع أحمد
336 vues8 diapositives
ثلاثون مثالا على مفهوم الموافقة par
ثلاثون مثالا على مفهوم الموافقةثلاثون مثالا على مفهوم الموافقة
ثلاثون مثالا على مفهوم الموافقةربيع أحمد
1.6K vues9 diapositives
موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلم par
موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلمموافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلم
موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلمربيع أحمد
934 vues32 diapositives

En vedette(13)

نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم par ربيع أحمد
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريمنقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
نقض افتراءات للتشكيك في تواتر و صحة نقل القران الكريم
الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ... par ربيع أحمد
الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...الدروس المستفادة  من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرّ...
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق par ربيع أحمد
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاقالملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق
الملحد و تشكيكه في مصدرية الدين للأخلاق
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب par ربيع أحمد
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذبالملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح الكذب
ثلاثون مثالا على مفهوم الموافقة par ربيع أحمد
ثلاثون مثالا على مفهوم الموافقةثلاثون مثالا على مفهوم الموافقة
ثلاثون مثالا على مفهوم الموافقة
ربيع أحمد1.6K vues
موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلم par ربيع أحمد
موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلمموافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلم
موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلم
نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب! par ربيع أحمد
نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!
نعم ستعذب في الآخرة يا ملحد إن لم تتب!
فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتي par ربيع أحمد
فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتيفساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتي
فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش الاسباجيتي
سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير par ربيع أحمد
سفسطة الملاحدة حول مقولة  البعرة تدل على البعيرسفسطة الملاحدة حول مقولة  البعرة تدل على البعير
سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير
الحكم الجليلة من إقامة حد الردة و الرد على المغرضين و الزائغين par ربيع أحمد
الحكم الجليلة من إقامة حد الردة و الرد على المغرضين و الزائغينالحكم الجليلة من إقامة حد الردة و الرد على المغرضين و الزائغين
الحكم الجليلة من إقامة حد الردة و الرد على المغرضين و الزائغين
الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون par ربيع أحمد
الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمونالملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون
الملحد وزعمه الجائر أن الخالق لا يستحق العبادة تعالى الله عما يقول الظالمون
ثلاثون مثالا على دلالة الاقتضاء par ربيع أحمد
ثلاثون مثالا على دلالة الاقتضاءثلاثون مثالا على دلالة الاقتضاء
ثلاثون مثالا على دلالة الاقتضاء
ربيع أحمد1.2K vues

Similaire à الحكم الجليلة من الأمر بجهاد الكفار و الرد على المغرضين و الزائغين

انتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر الدروس و العبر par
انتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر  الدروس و العبرانتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر  الدروس و العبر
انتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر الدروس و العبرربيع أحمد
347 vues10 diapositives
الذين يستحقون اللعنة par
الذين يستحقون اللعنةالذين يستحقون اللعنة
الذين يستحقون اللعنةغايتي الجنة
3.2K vues23 diapositives
ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ par
ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ
ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔNoor Al Islam
464 vues9 diapositives
هكذا علمتنى الحياة 1 par
هكذا علمتنى الحياة 1هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1غايتي الجنة
684 vues12 diapositives
علمتنى الحياة par
علمتنى الحياةعلمتنى الحياة
علمتنى الحياةmido224
1.7K vues12 diapositives
علمتني الحياة6 Pps par
علمتني الحياة6 Ppsعلمتني الحياة6 Pps
علمتني الحياة6 Ppsislamtics default
1.3K vues12 diapositives

Similaire à الحكم الجليلة من الأمر بجهاد الكفار و الرد على المغرضين و الزائغين(20)

انتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر الدروس و العبر par ربيع أحمد
انتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر  الدروس و العبرانتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر  الدروس و العبر
انتكاس منتسب للسلفية من السلفية إلى الكفر الدروس و العبر
ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ par Noor Al Islam
ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ
ﺧﺮاﻓﺎت اﻟﺸﯿﻌﺔ
Noor Al Islam464 vues
علمتنى الحياة par mido224
علمتنى الحياةعلمتنى الحياة
علمتنى الحياة
mido2241.7K vues
بحث عن الاخلاص كقيمة فى العمل والحياة par أمنية وجدى
بحث عن الاخلاص كقيمة فى العمل والحياةبحث عن الاخلاص كقيمة فى العمل والحياة
بحث عن الاخلاص كقيمة فى العمل والحياة
أمنية وجدى12.1K vues
6 صفات أهل التوحيد par omrakan
6  صفات أهل التوحيد6  صفات أهل التوحيد
6 صفات أهل التوحيد
omrakan5K vues
حصن المسلم Hesn almoslem par mhmas
حصن المسلم Hesn almoslemحصن المسلم Hesn almoslem
حصن المسلم Hesn almoslem
mhmas1.2K vues
چل گوڵــــ par saydsadq
چل گوڵــــچل گوڵــــ
چل گوڵــــ
saydsadq3.3K vues
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة par F El Mohdar
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنةأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة
F El Mohdar 9.3K vues
أكثر من 100 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ par Yassine Blaster
أكثر من 100 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأأكثر من 100 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ
أكثر من 100 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ
Yassine Blaster1.8K vues
حصن المسلم par Wel CoMe
حصن المسلمحصن المسلم
حصن المسلم
Wel CoMe6.2K vues

Plus de ربيع أحمد

إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد... par
إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...
إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...ربيع أحمد
492 vues4 diapositives
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية par
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببيةمغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببيةربيع أحمد
612 vues12 diapositives
الإجابة على سؤال ملحد هل الخالق خاضع للزمن؟ par
الإجابة على سؤال ملحد  هل الخالق خاضع للزمن؟الإجابة على سؤال ملحد  هل الخالق خاضع للزمن؟
الإجابة على سؤال ملحد هل الخالق خاضع للزمن؟ربيع أحمد
121 vues2 diapositives
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي par
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسيفوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسيربيع أحمد
467 vues21 diapositives
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق par
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالقمغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالقربيع أحمد
295 vues14 diapositives
الملحد وتشنيعه على حد السرقة par
الملحد وتشنيعه على حد السرقةالملحد وتشنيعه على حد السرقة
الملحد وتشنيعه على حد السرقةربيع أحمد
170 vues7 diapositives

Plus de ربيع أحمد(19)

إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد... par ربيع أحمد
إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...
إبطال الاستدلال بحديث في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا على جواز الصلاة في المساجد...
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية par ربيع أحمد
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببيةمغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية
مغالطات أكذوبة أن ميكانيكا الكم تلغي السببية
الإجابة على سؤال ملحد هل الخالق خاضع للزمن؟ par ربيع أحمد
الإجابة على سؤال ملحد  هل الخالق خاضع للزمن؟الإجابة على سؤال ملحد  هل الخالق خاضع للزمن؟
الإجابة على سؤال ملحد هل الخالق خاضع للزمن؟
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي par ربيع أحمد
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسيفوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي
فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق par ربيع أحمد
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالقمغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق
مغالطات أكذوبة أن الكون نشأ من لا شيء دون الحاجة لخالق
الملحد وتشنيعه على حد السرقة par ربيع أحمد
الملحد وتشنيعه على حد السرقةالملحد وتشنيعه على حد السرقة
الملحد وتشنيعه على حد السرقة
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر par ربيع أحمد
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخربيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
بيان أن ليلة القدر لا تأتي في الليالي الشفع من العشر الأواخر
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياة par ربيع أحمد
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياةالملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياة
الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق في سبيل الحفاظ على الحياة
الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة par ربيع أحمد
الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة
الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة
الملحد ودعواه نسبية الأخلاق par ربيع أحمد
الملحد ودعواه نسبية الأخلاقالملحد ودعواه نسبية الأخلاق
الملحد ودعواه نسبية الأخلاق
الملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعة par ربيع أحمد
الملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعةالملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعة
الملحد ودعواه أن الأخلاق مصدرها الطبيعة
الملحد وسؤاله الخاطئ من خلق الله par ربيع أحمد
الملحد وسؤاله الخاطئ من خلق اللهالملحد وسؤاله الخاطئ من خلق الله
الملحد وسؤاله الخاطئ من خلق الله
الملحد ووهم أزلية المادة par ربيع أحمد
الملحد ووهم أزلية المادةالملحد ووهم أزلية المادة
الملحد ووهم أزلية المادة
الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية par ربيع أحمد
الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبيةالملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية
الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية
الملحد و دعوى أن قوانين الكون قد أنشأت الكون par ربيع أحمد
الملحد و دعوى أن قوانين الكون قد أنشأت الكونالملحد و دعوى أن قوانين الكون قد أنشأت الكون
الملحد و دعوى أن قوانين الكون قد أنشأت الكون
الإجابة على أسئلة الملاحدة حول الغاية من الخلق par ربيع أحمد
الإجابة على أسئلة الملاحدة حول الغاية من الخلقالإجابة على أسئلة الملاحدة حول الغاية من الخلق
الإجابة على أسئلة الملاحدة حول الغاية من الخلق
نقض افتراءات للتشكيك في مصدرية القرآن الكريم و دلالته على نبوة محمد صلى الله ... par ربيع أحمد
نقض افتراءات للتشكيك في مصدرية القرآن الكريم و دلالته على نبوة محمد صلى الله ...نقض افتراءات للتشكيك في مصدرية القرآن الكريم و دلالته على نبوة محمد صلى الله ...
نقض افتراءات للتشكيك في مصدرية القرآن الكريم و دلالته على نبوة محمد صلى الله ...
أهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمها par ربيع أحمد
أهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمهاأهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمها
أهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمها
ربيع أحمد1.1K vues
هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟ par ربيع أحمد
هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟
هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟

الحكم الجليلة من الأمر بجهاد الكفار و الرد على المغرضين و الزائغين

  • 1. الحكم الجليلة من الأمر بجهاد الكفار و الرد على المغرضين و الزائغين د.ربيع أحمد 1
  • 2. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فشرع الله مليء بالحكم و المصالح التي تعود على الملتزم به بالفوائد في العاجل و الآجل ، و هذا من نعم الله علينا أن يشرع لنا ما ينفعنا في الدنيا و الآخرة و ما هو خير لنا في الدنيا و الآخرة لو التزمنا به قال - سبحانه و تعالى - ﴿ . ) وَلَوْ أَنَّـهُمْ فَـعَلُوْا مَا يُـوْعَظُوْنَ بِهِ لَكَانَ خَيْـرًا لََمُْ وَأَشَدَّ تَـثْبِيْتًا ﴾ ) سورة النساء من الآية رقم 66 الله يشـرع لنـا مـا ينفعنـا و مـا هـو خـير لنـا و لمـا لا و هـو الـذو خلـأ املـأ و هـو أعلـم بـاملأ مـن أنفسـهم و يعلـم مـا ) يصلحهم و ما يفسدهم قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ أَلَا يَـعْلَمُ مَنْ خَ لَأَ وَهُوَ اللَّطِيفُ امَْبِير ﴾ )سورة الملك الآية 41 و مما شرع الله لنا و مما أمرنا الله به قتال الكفار أو جهاد الكفار ،و مادام الأمـر مـن الله و مـادام الـذو شـرع هـو الله - رب الجميع - فلا يحأ لأحد أن يعترض على حكم الله و يقول لماذا تقاتلون الكفار لماذا جهاد الكفـار ، و قـد قـال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ أَلاَ لَهُ امَْلْأُ وَ الأَمْرُ ﴾ ) الأعراف من الآية 41 ( فامالأ يتصـر في ملكـه امـا يشـاء و ايف يشاء ،و مادام المشرع هو الله فأبشر بامير و تيقن النفع العاجل و الآجل . و قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ لَا يُسْـأَلُ عَمَّـا يَـفْعَـلُ وَهُـمْ يُسْـأَلُونَ ﴾ ) الأنبياء الآياة 32 ( أو لا يحـأ لأحـد أن يعترض ، و يقول لما يفعل الله اذا أو يقول لما يأمر الله بكذا أو يقول لما ينهى الله عن اذا فهذا سـوء أدب مـع الله و ن 2
  • 3. اان سائلا فليقل ما الحكمة من فعل الله اذا فأفعال الله لا تخلوا من حكمة ، و ما الحكمة من تشريع الله اذا فشرع الله لا يخلو من حكمة . وما دام الله هو الذو أمر ، و الله يأمر بالعدل و أحكامه الها عدل فقتال الكفار ليس فيه ظلم لَم بل هو عدل من الله قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ ا ه للَّ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَ يتَاء ذِو الْقُرْبََ وَيَـنْـهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَـغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَاَّرُون ﴾ ) النحل الآية 09 ( ، و قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد اً ﴾ ) 3 .) الكهف من الآية 90 أقسام الجهاد و قتال الكفار أو جهاد الكفار نوعان : جهاد الطلب و جهاد الدفع و جهاد الطلب هو أن يجاهد المسلمون الكفار طالبين منهم الدخول في الإسلام أو جهاد الطلـب يكـون بطلـب العـدو في أرضه و خضاعه لدين الإسلام وهو فرض افاية، و هـذا النـوع مـن الجهـاد هـو الأسـا فعنـدما يطلـأ الجهـاد يقصـد منه جهاد الطلب . و جهاد الدفع أو جهاد الصائل والمعتدو هو أن يجاهد المسلمون الكفار الذين هاجم وهم في عقر دارهـم ورامـوا احـتلال بـلاد المســلمين وفـرض حكمهــم علـيهم ،وهــذا النـوع مــن الجهـاد فــرض عـين علــى أهـل البلــد الـتي غزاهــا العـدو حســب القدرة المتاحة لَم فإن لم يستطيعوا وجب على من يليهم من بلدان المسلمين نصرتهم.
  • 4. قال أصحابنا: الجهاد اليوم فرض افاية، لا أن ينزل الكفار ببلد المسلمين، فيتعين « : - وقال النووو – رحمه الله . 1 » عليهم الجهاد، فإن لم يكن في أهل ذلك البلد افاية وجب على من يليهم تتميم الكفاية ثَُُّ فَرِيضَةُ الجِْهَادِ عَلَى نَــوْعَيْنِ: أَحَـدُ اََُ عَـيْنَ عَلَـى اُـلِه مَـنْ يَـقْـوَ عَلَيْـهِ بِقَـدْرِ طَاقَتِـهِ « : - و قال السرخسي – رحمه الله وَهُوَ مَا ذَا اَانَ النَّفِيرُ عَامًّا قَالَ اللَُّّ تَـعَالَى ﴿انْفِرُوا خِفَافًـا وَِِقَـالًا ﴾ ) سـورة التوبـة مـن الآيـة 94 ( وَ قَـالَ تَـعَـالَى : ﴿ مَـا لَكُمْ ذَا قِيلَ لَكُمْ انْفِـرُوا فِي سَـبِيلِ اللَِّّ ا ـَِّاقَـلْتُمْ لَى الْأَرْضِ ﴾ ) سـورة التوبـة الآيـة 83 ( لَى قَـوْلِـهِ ﴿ يُـعَـ ه ذِبْكُمْ عَـذَابًا أَلِيمًـا 4 ) ﴾ ) سورة التوبة الآية 80 وَنَـوْع هُوَ فَـرْضَ عَلَى الْكِفَايَةِ ذَا قَامَ بِهِ الْبَـعْضُ سَقَطَ عَنْ الْبَاقِينَ لحُِصُولِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ اَسْرُ شَوْاَة الْمُشْرِاِينَ وَ عْزَا .2 » ال ه دِين لِأَنَّهُ لَوْ جُعِلَ فَـرْضًا فِي اُلِه وَقْتٍ عَلَى اُلِه أَحَدٍ عَادَ عَلَى مَوْضُوعِهِ بِالنَّـقْضِ فَمن الْمَعْلُوم أَن الْمُجَاهِد قد يقْصد دفع الْعَدو ذا اَانَ « : و قد فصل ابن القيم أقسام الجهاد تفصيلا جميلا فقال الْمُجَاهِد مَطْلُوبا والعدو طَالبا وَقد يقْصد الظفر بالعدو ابْتِدَاء ذا اَانَ طَالبا والعدو مَطْلُوبا وَقد يقْصد الا الْأَمريْنِ والأقسام لََِا ةَِ يُؤمر الْمُؤمن فِيهَا بِالجِْهَادِ . وَجِهَاد ال ه دفع أصعب من جِهَاد الطهلب فَإِن جِهَاد ال ه دفع يشبه بَاب دفع الصَّائِل وَلَِذََا أُبِيح للمظلوم أَن يدْفع عَن نَفسه اَ مَا قَالَ الله تَـعَالَى ﴿ أذن للَّذين يُـقَاتلُون بِأَنَّـهُ م ظلمُوا ﴾ ) سورة الحَْج من الآية 80 ( وَقَالَ النَّبِي - صلى الله 68/ 1 - شرح صحيح مسلم للنووو 3 8/ 2 - المبسوط للسرخسي 49
  • 5. عَلَيْهِ وَسلم – )) من قتل دون مَاله فَـهُوَ شَهِيد وَمن قتل دون دَمه فَـهُوَ شَهِيد (( 3 ؛ لِأَن دفع الصَّائِل على ال ه دين جِهَاد وقربة وَدفع الصَّائِل على الماَل وَالنَّفس مُبَاح ورخصة فَإِن قتل فِيهِ فَـهُوَ شَهِيد . فقتال ال ه دفع أوسع من قتال الطهلب وأعم وجوبا وَلَِـَذَا يتَـعَـيَّن علـى اـل أحـد يقـم ويجاهـد فِيـهِ العَبْـد بِـإِذن سَـيهده وَبِـدُون ذْنه وَالْولد بِدُونِ ذن أَبَـوَيْهِ والغريم بِغَيْر ذن غَرِيمه وَهَذَا اجهاد الْمُسـلمين يَــوْم أحـد وَامَْنْـدَ وَلَا يشْـتَرط فِي هَـذَا النَّــوْع من الجِْهَاد أَن يكون الْعَدو ضعْفي الْمُسلمين فَمَا دون فَإِنَّـهُم اَـانُوا يَــوْم أحـد وَامَْنْـدَ أَضْـعَا الْمُسـلمين فَكَـانَ الجِْهَـاد .4» وَاجِبا عَلَيْهِم لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ جِهَاد ضَرُورَة وَدفع لَا جِهَاد اخْ تِيَار جهاد الطلب اِبت بالكتاب و السنة و فعل الصحابة و جهاد الطلب اِبت بالكتاب و السـنة و فعـل الصـحابة فقـد قـال سـبحانه و تعـالى : ﴿ يَـا أَيُّـهَـا النَّـبِيُّ جَاهِـدِ الْكُفَّـارَ .) وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِ ير ﴾ ) سورة التحريم الآية 0 و قال سبحانه و تعالى : ﴿ اُ تِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ اُرْهَ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْــرَ لَكُـمْ وَعَسَـى أَنْ بُِبُّـوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَُّّ يَـعْلَمُ وَأَنْـتُمْ لا تَـعْلَمُ ونَ ﴾ ) سورة البقرة الآية 646 ( و الإنسان لا يكره أن يـدافع عـن نفسـه أو أهله فالمقصود جهاد الطلب لا الدفع . قال الألباني : » مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فـهَُوَ شَهِيدَ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ فـهَُوَ شَهِيدَ « : 696 حديث رقم 9776 و لفظه / 3 - رواه أبو داود في سننه 9 469 حديث رقم 494 / 486 حديث رقم 6939 و مسلم في صحيحه 4 / صحيح ، وقد رو الشطر الأول من الحديث البخارو في صحيحه 8 5 433 - 4 - الفروسية لابن القيم ص 437
  • 6. و قال سبحانه و تعالى : ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِا ه للِّ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَهرِمُونَ مَا حَرَّمَ ا ه للُّ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ .) دِينَ الحَ هِ أ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتََّّ يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ ﴾ )سورة التوبة الآية 60 أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّا حَتََّّ يَشْ هَدُوا أَنْ لاَ لَهَ لَّا « : و عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَِّّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ اللَُّّ، وَأَنَّ مَُُمَّدًا رَسُولُ اللَِّّ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَة ، وَيُـؤْتُوا الزَّاَاة ، فَإِذَا فَـعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِهِنّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالََمُْ لَّا بَِِ هِ أ 5 ، و لو اان المراد قتال الدفع و ليس قتال الطلب لكان قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ » الإِسْلاَمِ ، وَحِسَابُـهُمْ عَلَى اللَّّ وَسَلَّمَ –: ) أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّا ن قاتلونا أو ذا قاتلونا(. و قد جاهد الصحابة بعد موت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جهاد الطلب فخرجوا لى بلاد العالم ففتحـوا الـبلاد و أنقذوا الكثير من العباد من الكفر و الإلحاد . وَ قِتَالُ الْكُفَّارِ الَّذِينَ لمَْ « : - و في هذه الأدلة رد على من يقصر الجهاد على جهاد الدفع و قَالَ ابْنُ الَْمَُامِ – رحمه الله يُسْلِمُوا وَهُمْ مِنْ مُشْرِاِي الْعَرَبِ ، أَوْ لمَ يُسْلِمُوا وَ لمَْ يـعُْطُوا الجِْزْيَةَ مِنْ غَيْرِهِمْ وَاجِبَ وَ نْ لمَْ يـبَْدَ وُُنَا لِأَنَّ الْأَدِلَّةَ الْمُوجِبَةَ لَهُ لمَْ 6 .6» تُـقَيهِدِ الْوُجُوبَ بِبَدْئِهِمْ خِلَافًا لِمَا نُقِلَ عَنِ الثَّـوْرِ هِ و 28 حديث / 49 حديث رقم 62 بَابَ: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتـوَُا الزَّاَاة فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ ]التوبة: 2[ ،و رواه مسلم في صحيحه 4 / 5 - رواه البخارو في صحيحه 4 رقم 66 بَابُ الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّا حَتََّّ يـقَُولُوا: لَا لَهَ لَّا اللهُ مَُُمَّدَ رَسُولُ اللهِ ، و اللفظ للبخارو . 6972/ 6 - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 6
  • 7. قتال الكفار قتال من يقاتل من الكفار دون غير المقاتلين لم يأمر الله – عز و جل - المسلمين بقتال جميع الكفار بل أمر بقتال من يقاتل من الكفار دون غير المقاتلين فمَنْ لَا يُـقَاتِلُ و لا يحارب، وَ لَا يَـتَأَهَّلُ لِلْقِتَالِ و الحرب فِي الْعَادَةِ لا يقاتل من قبل المسلمين ؛ لأن الْمُقَاتِلَةَ مُفَاعِلَةَ، تَـقْتَضِي حُصُولَ المقاتلة مِنْ الجَْانِبَـيْنِ، و ليس من جانب واحد أو المقاتلة تستلزم وجود مقاتلة من طرفين أو وجود جيشين متقاتلين و لابد من نذار و بلاغ الدعوة بالبينة و الإقناع و الموعظة الحسنة قبل الحرب و القتال فلم يأمر الله – عز و جل – المسلمين بقتال الكفار لا بعد أن تستنفد الوسائل السلمية ، وليس بعد استنفادها لا أنهم قوم مفسدون معاندون أو يريدون الحرب و القتال . و الكافر الذو لا يقاتل المسلمين و لا يحاربهم فِي الْعَادَةِ ا النساء والأطفال و الرهبان ونحوهم فإن قتلهم يعتبر ظلماً واعتداء لا يرضاه الله - سبحانه و تعالى-، و قد ورد بذلك الكتاب والسنة، وطبقه المسلمون في حروبهم ،و عَنِ ابْنِ فَـنَـهَ ى « ،- عُمَرَ رَضِيَ اللَُّّ عَنْـهُمَا، قَالَ: وُجِدَتِ امْرَأَةَ مَقْتُولَةً فِي بَـعْضِ مَغَا وُِ رَسُولِ اللَّّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .7» رَسُولُ اللَِّّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ قَـتْلِ النهِسَاءِ وَال هِ صبْـيَانِ و عن رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ ، قَالَ : اُ نَّا مَعَ رَسُولِ اللَِّّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةٍ فَـرَأَ النَّا مُُْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ فَـبَـعَثَ قَالَ: » مَا اَانَتْ هَذِهِ لِتُـقَاتِل « : فَجَاءَ فَـقَالَ : عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ. فَـقَالَ » ؟ انْظُرْ عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ « : رَجُلًا ، فَـقَالَ 8 فجعل النبي -صلى الله » قُلْ مَِالِدٍ لَا يَـقْتُـلَنَّ امْرَأَةً وَلَا ع سِيفًا « : وَعَلَى الْمُقَ ه دِمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَـبَـعَثَ رَجُلًا. فَـقَالَ عليه وسلم- العلة في النهي عن قتل المرأة ا ونها لا تقاتل أو ليست من أهل القتال و الحرب. 4869 حديث رقم 4799 / 64 حديث رقم 8942 ،و رواه مسلم في صحيحه 8 / 7 - رواه البخارو في صحيحه 9 7 28 حديث رقم 6660 قال الألباني : حسن صحيح / 8 - سنن أبي داود 8
  • 8. و اــون المســلمون يقــاتلون الكفــار أو يقــاتلون دولــة اــافرة فهــذا معنــاه أن دولــة الكفــر رفضــت دعــوة الإســلام و أبــت وصول الإسلام للنا فكان لابد من القتال لردع الظلم و نشر الحأ و الأمر بالمعرو و النهي عن المنكـر و أو حـأ أعظم من حأ الله على العباد أن يعبدوه و أو منكر أعظم من الكفر و الشرك و أو جرم أعظم من منع نشـر ديـن الله في الأرض . و القتال نما يكون للمقاتلين وهم ر سُاء الكفر و جنودهم أو ر سُاء الكفر و أعوانهم ؛ لأن أعوان الظلمة ظلمة مثلهم و الإعانة على الكفر افر و الإعانة على البغي بغي قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَ اََُ اَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ ) سورة القصص من الآية 3 ( فالجنود اانوا خاطئين و أُغرقهم الله مع فرعون ؛ لأنهم قد أعانوه على باطله . الأمر بقتال الكفار أمر بإعداد القوة اللا مُ ة للقتال الأمر بقتال الكفار أمر بإعداد القوة و الأمر بإعداد القوة أمر بوجوب الأخذ بأسباب التقدم و الرقي ذ لا يستقيم . قتال بلا عداد و بلا تقدم، و الوسائل لَا أحكام المقاصد فوسائل المأمورات مأمور بها، ووسائل المنهيات منهي عنها 9 و لذلك لا بد أن يأخذ المسلم ون بأسباب القوة والمنعة، و أن يكون عندهم التهيؤ، والاستعداد لمقاتلة العدو في أو وقت فلا ينتظر المسلمون حتَّ يروا أمارات السوء، و الشر و العدوان من عد وهم فلابد أن يمتلكوا وسائل الدفاع والردع في أو وقت . 8 9 - الأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 67
  • 9. و قد جاء الأمر بإعداد القوة حتَّ نأمن مكر العدو و حتَّ نرهبه في قوله تعالى : ﴿ و أعِدُّوا لََمُ مَّا استَطَعتُم همِن قُـوَّةٍ ) وَمِن هرِبَاطِ امَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدوَّ ا ه للِّ وَعَدُوَّاُم ﴾ ) سورة الأنفال من الآية 69 القوة شرط في جهاد الطلب و قتال الكفار ليس معنى الأمر بقتال الكفـار أن نقاتـل الكفـار و نحـن غـير مسـتعدين لقتـالَم ونحـن غـير مهيئـين لقتـالَم فهـذا فيـه ضـرر على المسلمين أضـعا أضـعا منفعتـه ،ودرء المفاسـد مقـدم علـى جلـب المصـالح ولـذلك القـوة شـرط لقتـال الكفـار و لإقامة جهاد الطلب . الشرك و الكفر ظلم عظيم قال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ نَّ ال هِ شـرْكَ لَظُلْـمَ عَظِـيمَ ﴾ ) سـورة لقمـان مـن الآيـة 48 ( ، والظلـم هـو وضـع الشيء في غير موضعه ويترتب عليه الفساد وامسران الكبـير، وعبـادة غـير الله وضـع لَـا في غـير موضـعها ذ العبـادة حـأ . الله على عباده مقابل خلقهم ور قُ هم والاءتهم 10 في حياتهم وحفظهم 11 9 10 - الاءتهم أو حراستهم وحفظهم 4470-4473/ 11 - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائرو 6
  • 10. و ن قيل لما سمى الله الشرك ظلما عظيما فالجواب سمى الله الشـرك ظلـم عظـيم ؛ لأن الظلـم في الأصـل وضـع الشـيء في غير موضعه، والشـرك معنـاه : وضـع العبـادة في غـير موضـعها، وهـذا أعظـم الظلـم ؛ لأنهـم لمـا وضـعوا العبـادة في غـير موضعها، أعطوها لغير مستحقها ، وسوَّوْ المخلو بامالأ، سوَّوْ الضعيف بالقوو الذو لا يُعجزه شيء، وهل بعـد هـذا 10 . ظلم ؟ 12 و قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَ مَن يُشْرِكْ بِا ه للِّ فَـقَدِ افْـتَـرَ ثْْاً عَظِيماً ﴾ ) النسـاء مـن الآيـة 93 ( أو افـتر جرما ابيرا وأو ظلم أعظم ممن سو المخلو -من تراب الناقص من جميع الوجـوه الفقـير بذاتـه مـن اـل وجـه الـذو لا يملـك لنفسـه- فضـلا عمـن عبـده -نفعـا ولا ضـرا ولا موتـا ولا حيـاة ولا نشـورا- بامـالأ لكـل شـيء الكامـل مـن جميـع الوجـوه الغـنّ بذاتـه عـن جميـع تلوقاتـه الـذو بيـده النفــع والضـر والعطـاء والمنـع الـذو مـا مـن نعمـة بـالمخلوقين لا فمنــه تعالى فهل أعظم من هذا الظلم شيء ؟ 13 أَنْ تََْعَلَ لِلَِّّ نِدًّا، « : و عَنْ عَبْدِ اللَِّّ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَوُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَِّّ؟ قَالَ قُـلْتُ: ثَُُّ أَوُّ؟ ،» ثَُُّ أَنْ تَـقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَا أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ « : قُـلْتُ: نَّ ذَلِكَ لَعَظِيمَ، قُـلْتُ: ثَُُّ أَوُّ؟ قَالَ ،» وَهُوَ خَلَقَكَ . 14» ثَُُّ أَنْ تُـزَانِيَ بَِِلِيلَةِ جَارِكَ « : قَالَ فَـلَمَّا اَانَ ال ه شرك أعظم الذُّنُوب بَدَأَ بِهِ ؛ لِأَنَّهُ جحد للتوحيد، ثَُّ نِاه بِالْقَتْلِ لِأَنَّهُ مُو للموجد، وَلم يكف اَونه قتلا، حَتََّّ جمع بَين وصف الْولادَة وظلم من لَا يعقل وَعلة الْبُخْل، فَلذَلِك خ ه صه بِالذار من بَين أَنْـوَاع الْقَتْل، ثَُّ لِث بِالهزِنَا ؛ 12 - عانة المستفيد بشرح اتاب التوحيد للشيخ صالح الفواُ ن 667/ 13 - تفسير السعدو 4 09 حديث رقم 36 ، و اللفظ للبخارو . / 426 حديث رقم 7269 ،و رواه مسلم في صحيحه 4 / 14 - رواه البخارو في صحيحه 0
  • 11. لِأَنَّهُ سَ بَب لاختلاط الْفرش والأنساب ، وَخص حَلِيلَة الجَْار ؛ لِأَن ذَنْب الهزِنَا بهَا يَـتَـفَاقَم بهتك حُرْمَة الجَْار ، وَ قد . اَانَ الْعَرَب يتشددون فِي حفظ ذمَّة الجَْار ، و يتمادحون بِِِفْظ امْرَأَة الجَْار 15 و الله - سبحانه و تعالى - قد خلأ الإنسان ليعبده و سخر له ال ما في الأرض ليستعين بها على عبادته سبحانه ، و بدل من أن يعبده أشرك معه غيره ، و استغل نعم الله في مبار ةُ الله بالمعاصي فجرم المشرك شديد و ظلمه عظيم . و ذا اان الشرك ظلما عظيما فكذلك الكفر يكون ظلما عظيما ؛ لأن الكافر االمشرك في المآل فالكافر افرا أابر تلد في النار و اذلك المشرك شراا أابر تلد في النار قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ الَّذِينَ اَفَرُوا مِنْ . ) أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِاِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة ﴾ ) سورة البينة الآية 6 و الشرك يستلزم الكفر ؛ لأن من أشرك بالله فقد افر بالأوامر التي جاءت بتوحيد الله و من أشرك بالله فقد جحد توحيد الله و هذا افر ، و عليه فالكفر أعم من الشرك . الشـرك والكفـر قـد يطلقـان وعـنى واحـد وهـو الكفـر بـالله تعـالى ، وقـد يفـر بينهمــا « : - و قـال النـووو - رحمـه الله فـيخص الشـرك بعبــادة الأوِـان وغيرهــا مـن المخلوقـات مــع اعـترافهم بــالله تعـالى اكفـار قــري ، فيكـون الكفــر أعـم مــن 11 .16» الشرك الكفر أعم من الشرك، فمن جحد ما جاء به الرسـول - صـلى الله عليـه وسـلم - « : - و قال السعدو - رحمه الله أو جحد بعضه بلا تأويل فهو الكافر من أو ديـن يكـون، سـواء اـان صـاحبه معانـدا أو جـاهلا ضـالا، والشـرك نوعـان: 608/ 15 - اشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجووُ 4 74/ 16 - شرح صحيح مسلم للنووو 6
  • 12. شرك في ربوبيته اشرك الثنوية الذين يثبتون خالقا مـع الله، وشـرك في ألوهيتـه اشـرك سـائر المشـراين الـذين يعبـدون الله و يعبدون غيره ، ويشراون بينه وبين المخلوقين، ويسونهم في الله في شـيء مـن خصـائص لَيتـه ، و قـد يكـون هـذا الشـرك أابر جليا ا أن يصر العبـد نوعـا مـن أنـواع العبـادة لغـير الله ، و قـد يكـون أصـغر اوسـائل الشـرك مـن الريـاء والحلـف 12 .17» بغير الله، ونحو ذلك الشرك والكفر قد يطلقان وعنى واحد، وهو الكفر بالله، وقد يفر بينهما، « : و قال الشيخ عبد الرحمن النجدو . 18» فيخص الشرك بقصد الأوِان وغيرها من المخلوقات مع الاعترا بالله، فيكون الكفر أعم الكفر أعم من الشرك ؛ لأنه قد يوجد الكفر و لا يوجد الشرك ، « : و قال الشيخ عبد الله بن مُمد الغنيمان فالشرك أخص، والمشرك شرااً أابر اافر ، أما ذا اان أصغر فلا، واذلك الكفر يكون أابر وأصغر، ولكن ذا اان الشرك أابر والكفر أابر فالشرك أخص ؛ لأن الشرك معناه : عبادة غير الله ، أما الكفر فقد يوجد والإنسان لا يعبد شيئاً، وقد يوجد فيمن يعبد الله وحده، اأن لا يصد بالرسول - صلى الله عليه وسلم - و لا يؤمن به ، فيكون .19» اافراً ا مثل حالة اليهود في قتال الكفار نهي عن أعظم منكر و أمر بأابر معرو 862/ 17 - تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن للسعدو 6 18 - حاشية اتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن النجدو ص 896 19 - من الدر رقم 38 من شرح فتح المجيد للشيخ عبد الله بن مُمد الغنيمان قام بتفريغه موقع الشبكة الإسلامية
  • 13. في قتال الكفار نهي عن أعظم منكـر ألا و هـو الكفـر و الشـرك و أمـر بـأابر معـرو ألا وهـو الإسـلام و الإيمـان فـإذا اانـت الــدول تــأمر بقتـل مــن يرتكــب أعظـم الجــرائم اخيانــة الدولــة فمـن بــاب أولى مــن يمنـع نــور الإســلام أن يصــل لى النا فهذا من أابر المنكرات و من أعظم الجرائم ؛ لأن الكفر بالله و الشرك بالله أعظم الجرائم و أعظم الذنوب . و منع نشر الإسلام ومنع دعوة الدين الحأ أعظم من خيانة الدولة التي عاش فيها الإنسان و أعظـم مـن قطـع الطـر و أعظم من التعدو على الممتلكات العامة ؛ لأن الدين يعر الإنسـان بربـه الـذو خلقـه وشـأ سمعـه و بصـره الـدين يعلـم الإنسان ما ينبغي لله من صفات و ما لا ينبغي لـه و الـدين يعـر الإنسـان مـا يحبـه ربـه ليفعلـه و مـا يكرهـه ربـه ليجتنبـه والدين هو الذو يوجه النا لى ما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم ، و الدين هو عدل الله في خلقه ، ونوره بين عباده . و الدين يلبي حاجات ملحة في نفس الإنسان من الإجابة بشـكل صـحيح عـن أسـئلة الفطـرة مـن مثـل : مـن أيـن جئـت هل وجدت من نفسي أم هناك خالأ أوجدني؟ ومن هو هذا امالأ ؟ وما صلتي به ؟ و لى أين مص يرو ماذا بعد حياتي و ماذا بعد موتي ؟ و لماذا وجدت هل وجدت اي آال و أشرب أم وجدت لغاية سـامية و ايـف يعـر هـذه الغايـة ؟ و لماذا أعطيت القدرة على استغلال ال ما في الأرض لماذا سخر لي ال ما في الأرض ؟ . ومهما تقدمت البشرية فلن تستطيع وضع نظام ا امل متكامل يصلحها في الدنيا فضلا عن الآخرة ؛ لقصور عقـول البشـر و نظــرتهم الضــيقة ل مــور ،و الإنســان قــد يــر بهــواه النـافع ضــارا و الضــار نافعــا متــأ رِ بشــهواته وتطلعــه للنفــع العاجــل اليســير دون التفــات لى الضــرر الآجــل الجســيم ، و العقــول البشــرية متفاوتــة فقــد يكــون الحســن عنــد أحــدهم قبيح عند الآخر و أهواء النا تختلف ورغبات النا تتنوع . 13
  • 14. أما الإسلام فقد وضـع نظامـا فيـه صـلاح البشـرية دينـا و دنيـا ؛ لأن الله هـو الـذو وضـعه و امـالأ هـو الـذو يعلـم عواقب الأمور و حقائأ الأشياء و ما هو اائن و ما سيكون و يعلم ما فيه السـعادة للنـا و مـا فيـه الشـر لَـم و يعلـم ما يضر النا و يعلم ما ينفعهم، و لم يكلهم لنفوسهم وعقولَم بل رسم لَم طريقاً يسيرون عليه في حيـاتهم لـنفعهم في دينهم ودنياهم . و اما يحتاج النا للغذاء المادو لتغذية جسـدهم فهـم بأشـد الحاجـة للغـذاء الروحـي العـذب لتسـمو أرواحهـم و تصـفو نفوسهم ، و تباع تعاليم الدين الإسلامي يهذب الـنفس و يزاـي الـروح ، فمـن يمنـع نشـر الـدين الإسـلامي فإنمـا يمنـع مـا يتغذ عليه أرواح النا وضرر من يمنع غذاء الروح أشد من ضرر من يمنع غذاء الجسد . و من يمنع نشر الدين الإسلامي فإنما يمنع مـا بسـببه صـلاح العـالم دينـا و دنيـا لـذلك يجـب التعامـل معـه بشـدة وحـزم و تأديبه أشد التأديب و عقابه أشد العقاب حتَّ لا يمنع وصول امير للنا . ودعوة الإسلام في حقيقتها دعوة باللسان والبيان بالحكمة و الموعظة ، وما صحبها السيف و القتال لكي يُكره النا على الدخول في دين الله، و نما صحبها السيف ليدفع الَّ من يقف في طريقها ويناوئها فما أاثر من يقف في وجه دعوة الإسلام، ويصد النا عن دين الله . قتال الكفار رحمة بالكفار 14
  • 15. ن قتال الكفار ما شرع لا لإ اُ لة الحواجز الـتي تعـو نشـر الإسـلام و بلـوغ دعـوة الإسـلام للنـا جميعـا لإنقـاذهم مـن النار ، و هذا من رحمة الإسلام بالكفار فجزاء الكفر و الشرك املـود في النـار قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ ) نَّ الَّذِينَ اَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِاِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَـرُّ الْبَرِيَّـة ﴾ ) سـورة البينـة الآيـة 6 ،و قال الله - سبحانه و تعـالى - : ﴿ نَّـهُ مَـنْ يُشْـرِكْ بِـاللَِّّ فَـقَـدْ حَـرَّمَ اللَُّّ عَلَيْـهِ الجَْنَّـةَ وَمَـأْوَاهُ النَّـارُ وَمَـا لِلظَّـالِمِينَ مِـنْ 15 ) أَنصَارٍ ﴾ ) سورة المائدة من الآية رقم 76 و عجبا ممن يوقر و يجل و يحترم من ينقـذ حيـاة شـخص مـن خطـر و يـذم مـن بـذل روحـه اـي ينقـذ النـا مـن الكفـر و الشرك ،و الشرك و الكفـر هـو الـذنب الـذو لا يغفـره الله أبـدا ذ لم يتـب الإنسـان منـه قبـل موتـه قـال الله - سـبحانه و تعالى - : ﴿ نَّ اللََّّ لَا يَـغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَـغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَِّّ فَـقَدِ افْـتَــرَ ثْْـاً عَظِيمًـا ﴾ .) ) النساء الآية 93 ن المسلمين يجاهدون في سبيل الله مـن أجـل رشـاد النـا لى عبـادة رب العبـاد مـن أجـل بـذير النـا مـن عـذاب ألـيم فقتالَم للكفار فيه رحمة بالكفار ؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ يَــا أَيُّـهَــا الَّــذِينَ آمَنُــوا هَــلْ أَدُلُّكُــمْ عَلَــى تََِــارَةٍ تُـنْجِــيكُمْ مِــنْ عَــذَابٍ أَلِــيمٍ؟ تُـؤْمِنُــونَ بِــاللَِّّ وَرَسُــولِهِ وَتََُاهِــدُونَ فِي سَــبِيلِ اللَِّّ ) بـــــــــأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفسِـــــــــكُمْ ذَلِكـــــــــمْ خَيْــــــــــرَ لَكـــــــــمْ نْ اُنْـــــــــتُمْ تَـعْلَمـــــــــونَ ﴾ ) ســـــــــورة الصـــــــــف الآيـــــــــة رقـــــــــم 11 ومن حكم جهاد الكفار خراج النا من ضيأ الدنيا لى سعتها ، ومن جور الأديان لى عدل الإسلام . وعجبا ممن يحب و يعظـم مـن ينقـذ أعمالـه الدنيويـة مـن الضـياع و يـذم و يـبغض مـن بـذل روحـه اـي ينقـذ أعمـال النـا الصالحة من الحبوط و الضياع ؛ لأن الكـافر لا تنفعـه أعمالـه الصـالحة يـوم القيامـة ، و ن فعـل الكثـير مـن أعمـال الـبر
  • 16. فما دامت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفـرع عنهـا مـن أعمـال و أقـوال ، امـا قـال تعـالى : ﴿َ لـئِنْ أَشْـرَاْتَ لَيَحْـبَطَنَّ . ) عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ امَْاسِرِينَ ﴾ ) الزمر من الآية 54 و قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَوْ أَشْرَاُواْ لحََبِطَ عَنْـهُم مَّا اَانُواْ يَـعْمَلُونَ ﴾ ) الأنعام الآية 88 ( أو: لبطلت أعمـالَُم فدون تصحيح المعتقد لا فائدة من الأعمال . و قتال الكفار ما شرع لا رحمـة مـن الله- سـبحانه و تعـالى - بعبـاده لاسـتنقاذهم مـن الكفـر فقصـدهم صـلاحي و ليس فسادو ، ا ما يقصد الوالد تأديب ولده بالضرب ، و اما يقصد الطبيب معالجة المريض بالكي . قتال الكفار قتال لسمو الإنسان و مُاربة الذل و الامتهان ن قتال الكفار ما شرع لا لإخراج النا من عبادة العباد لى عبادة رب العباد فهو قتال لمحاربة الشرك بكل صـوره و مظاهره و في هذا سمو للبشرية و سمو للإنسانية . ذ الشــرك بكــل صــوره ومظــاهره لــيس لا امتهانًــا للإنســان و ذلالاً لــه حيــث يلزمــه العبوديــة لمخلوقــات وأنــا لا يخلقـون شـيئا وهـم يُخلَقـون، ولا يملكـون لأنفسـهم ضـرًّا ولا نفعًـا، ولا يملكـون موتًـا ولا حيـاةً ولا نشـورًا ، و قــال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِـهِ آلَِـَةً لَّا يَخْلُقُـونَ شَـيْئاً وَهُـمْ يُخْلَقُـونَ وَلَا يَمْلِكُـونَ لِأَنفُسِـهِمْ ضَـهراً وَلَا نَـفْ عـاً وَلَا .) يَم لِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُور اً ﴾ ) سورة الفرقان الآية 2 16
  • 17. و دعوة الإسلام لم تأت لا لرفع القيود والأغلال عن جميع البشر قال الله - سبحانه و تعـالى - : ﴿ الَّـذِينَ يَـتَّبِعُـونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُهمِيَّ الَّذِو يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًـا عِنْـدَهُمْ فِي التَّــوْرَاةِ وَالإِيِيـلِ يَـأْمُرُهُمْ بِـالْمَعْرُو وَيَـنْـهَـاهُمْ عَـنِ الْمُنكَـرِ وَيُحِـلُّ لََـُمُ الطَّيهِبَــاتِ وَيُحَــهرِمُ عَلَــيْهِمُ امَْبَائِــثَ وَ يَضَــعُ عَــنْـهُمْ صْــرَهُمْ وَالأَغْــلالَ الَّــتِي اَانَــتْ عَلَــيْهِمْ فَالَّــذِينَ آمَنُــوا بِــهِ وَعَــزَّرُوهُ وَنَصَــرُوهُ وَاتَّـبَـعُوا النُّورَ الَّذِو أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ) سورة الأعرا الآية 441 ( فالإسـلام قـد جـاء برفـع الأحكـام والتكاليف الشاقة التي يضعف عن حملها الإنسان والتي اانت على بعض الأمـم السـابقة مثـل قتـل الـنفس بالتوبـة وبـريم الغنائم . ن الدينونــة لله بـرر البشـر مــن الدينونـة لغــيره وتخـرج النـا مــن عبـادة العبــاد لى « : - يقـول سـيد قطــب – رحمـه الله عبادة الله وحده. وبذلك بقأ للإنسان ارامته الحقيقية وحريته الحقيقية، هذه الحريـة وتلـك اللتـان يسـتحيل ضـمانهما في ظـل أو نظـام آخـر- غــير النظـام الإسـلامي- يـدين فيــه النـا بعضـهم لـبعض بالعبوديــة، في صـورة مـن صـورها الكثــيرة ...سـواء عبوديـة الاعتقـاد، أو عبوديـة الشــعائر، أو عبوديـة الشـرائع.. فكلهـا عبوديـة وبعضــها مثـل بعـض تخضـع الرقــاب لغير الله بإخضاعها للتلقي في أو شأن من شؤون الحياة لغير الله. والنا لا يملكون أن يعيشوا غـير مـدينينلا لا بـد للنـا مـن دينونـة. و الـذين لا يـدينون لله وحـده يقعـون مـن فـورهم في شـر ألــوان العبوديــة لغــير الله في اــل جانــب مــن جوانــب الحيــاةلا نهــم يقعــ ون فــرائس لأهــوائهم وشــهواتهم بــلا حــد و لا ضابط . و من ثُ يفقـدون خاصـتهم الآدميـة ،و ينـدرجون في عـالم البهيمـة : ﴿ وَالَّـذِينَ اَفَـرُوا يَـتَمَتَّـعُـونَ وَيَـأْاُلُونَ اَمـا تَأْاُلُ الْأَنْعامُ، وَالنَّـارُ مَثْـو لََـُمْ ﴾ ... ) سـورة مُمـد مـن الآيـة 46 ( ، و لا يخسـر الإنسـان شـيئاً ا ـأن يخسـر آدميتـه ، ويندرج في عالم البهيمة ، وهذا هو الذو يقع حتماً وجرد التملص من الدينونة لله وحـده، والوقـوع في الدينونـة للهـو و الشهوة . ثُ هم يقعون فرائس لألوان من العبودية للعبيد.. يقعـون في شـر ألـوان العبوديـة للحكـام والر سُـاء الـذين يصـرفونهم وفـأ شرائع من عنـد أنفسـهم، لا ضـابط لَـا ولا هـد لا حمايـة مصـالح المشـرعين أنفسـهم- سـواء ثثـل هـؤلاء المشـرعون في 17
  • 18. فرد حاام، أو في طبقة حاامة، أو في جنس حاام- فالنظرة على المستو الإنساني الشامل تكشف عن هذه الظـاهرة .20» في ال حكم بشرو لا يستمد من الله وحده، ولا يتقيد بشريعة الله لا يتعداها و من حكم قتال الكفار رجوع النا من الكفر للإيمان و في هذا حمايتهم من مفاسد الكفر . في قتال الكفار بقيأ العدل ما منا من أحد لا و يحب العدل و القسـط و يكـره الظلـم والجـور ، و العـدل هـو عطـاء اـل ذو حـأ حقـه ا ـاملاً غـير منقوص ، و حأ الله من الأمور الواجبة الاحترام ، وحأ الله هو أن يعبده النا لا يشراوا بـه شـيئا فعَـنْ مُعَـاذٍ - رَضِـيَ يَـا مُعَـاذُ، هَـلْ تَـدْرِو « : اللَُّّ عَنْه - ، قَالَ: اُنْتُ رِدْ النَّ هِِ بي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حِمَارٍ يُـقَالُ لَهُ عُفَيْــرَ، فَـقَـالَ فَـإِنَّ حَـأَّ اللَِّّ عَلَـى العِبَـادِ أَنْ يَـعْبُـدُوهُ « : قُـلْتُ: اللَُّّ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ ،»؟ حَأَّ اللَِّّ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَأُّ العِبَادِ عَلَى اللَِّّ فَـقُلْـتُ: يَــا رَسُـولَ اللَِّّ أَفَـلاَ أُبَ هِ شـرُ بِــهِ ،» وَلاَ يُشْـرِاُوا بِـهِ شَـيْئًا، وَحَـأَّ العِبَــادِ عَلَـى اللَِّّ أَنْ لاَ يُـعَـ ه ذِبَ مَـنْ لاَ يُشْــرِكُ بِـهِ شَـيْئًا 18 .21» لاَ تُـبَ هِ شرْهُمْ، فَـيَتَّكِلُوا « : النَّا ؟ قَالَ و قتال الكفار ما هو لا قتال لنشر العدل فهو قتال لنشر الإسلام و الإسلام عدل و قتال ل مر بعبادة الله و عبادة الله وحده لا شريك له عدل و قتال لإعطاء حأ الله اما ينبغي و عطاء حأ الله اما ينبغي عدل ، و عجبا لمن يقدر 4099/ 20 - في ظلال القرآن لسيد قطب 9 60 حديث رقم 6326 / 21 - رواه البخارو في صحيحه 9
  • 19. جهد من يضحي بنفسه من أجل عمل معين أو مبدأ معين ، ولا يقدر جهد المسلمين الذين بذلوا نفوسهم في سبيل نشر العدل و الإسلام و عبادة الله وحده لا شريك له . و من حأ جميع النـا أن يبلـ لـيهم الإسـلام , وألا تقـف عقبـة أو سـلطة في وجـه التبليـ بـأو حـال مـن الأحـوال و لـذلك اـان لابـد مـن القتـال عنــد وجـود عقبـة وحـاجز مـن بـاب اســتخدام القـوة عنـد تعـذر الـدعوة بالحكمـة و الموعظــة الحسـنة فجهـاد المسـلمين يعتـبر قـوة تـدافع عـن الـدين الحـأ الـدين العـدل بـالحأ بالعـدل لله الحـأ لله العـدل قـوة تعــرض الإسلام تعرض العدل و ن الفها ذلك الوقت و الحياة و المال. 19 . في قتال الكفار دفع للفساد في الأرض ن في قتال الكفار ردع للكفر و الكفر من أظهر الفساد في الأرض ففي قتال الكفار قمع للفساد و لـدفع الفسـاد عـن الأرض قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَوْلا دَفْـعُ اللَِّّ النَّـا بَـعْضَـهُمْ بِـبَـعْضٍ لَفَسَـدَتِ الْأَرْضُ ﴾ ) سـورة البقـرة . ) من الآية 624 ولم يذار الله - سبحانه و تعالى - ما يترتب على مدافعة النا وقتال الكفار من مفاسد ؛ لأن الآ اِر المترتبة على تـرك القتال و المدافعة أاثر بكثير من الآ اِر المترتبة على القتال و المدافعة ،و العبرة بالغالب . و من حكم قتال الكفار صلاح حال أهل الأرض ؛ لأن الكفر فساد عظيم و الشريعة أتت بدرء المفاسد .
  • 20. و من حكم قتال الكفار ا ف من يحول بين النا و دعوة الحأ وبعث المعاندين على الانقيـاد للشـرع و حكـم الله و عدم الصد عن دين الإسلام ، و من لا يراعي ما يصلح مُتمعه و بلده رغبةً و يمانـاً منـه بضـرورة الإسـلام يلـزم قتالـه و مُاربته حتَّ ينعم باقي النا بالإسلام و حكم الله فمصلحة الجماعة السامية مقدمة على مصلحة الفرد الدنيئة . و السـر في منـع حكـام الكفــار نشـر الإسـلام في بلادهـم هــو حـبهم لـذاتهم ، وعـدم ســيطرتهم عليهـا ، وبِـثهم وســعيهم الدءوب على تفردهم بالحكم و الاستبداد و الاستغلال حتَّ لو الفهم ذلك مُاربة الحأ . والصراع قائم على أش ه ده بين دعاة الإسلام الذين يدعون لى الإسـلام ، وبـين الطغـاة ر سُـاء دول الكفـر الـذين يـدعون لى الباطل و يحجبون دعوة الإسلام و يشهون صورة الإسلام حتَّ ينفر منه من يريد اعتناقه . و الصراع قائم على أش ه ده بين دعاة الإسلام الذين يسـعون لى تطبيـأ شـرع الله في الأرض، ودخـول النـا في الإسـلام الذو فيـه سـعادة الإنسـان وفلاحـه وبـين الملـوك والمفسـدين الـذين لم يـألوا جهـداً لطمـس معـالم الإسـلام وبـث الكفـر و الشرك مكانه . دعاة الإسلام يحاولون أن يكرس وا دعائم العدل و الإسلام في الأرض، بينما ملوك و أمراء دول الكفر يستدرجون الرعية لى الذل والَوان ورفض الإسلام . و علـى مــهر التـاريخ، دأب حكــام الكفــار و ملـواهم الطغــاة أن يحـاربوا الإســلام والَــد مـن هــذا هـو تقــويض حكــم الإســلام ليتســـنى لَـــم الاســتبداد بـــالحكم والســـلطان و اســتغلال النـــا و نهـــبهم فيصــبحوا بـــذلك ســـادة العـــالم و يتحكمون في عباد الله . 20
  • 21. و قتــال الكفــار اُ جــر وضــعه الله – ســبحانه و تعــالى - للــردع عــن الكفــر و حجــب الإســلام ، لمــا في طبــع الأمــراء و الر سُــاء مــن فعاليــة الشــهوات الملهيــة عــن وعيــد الآخــرة بعاجــل اللــذة مــن اســتعباد النــا و اســتغلالَم في مصــالحهم الشخصية فجعل الله – سبحانه و تعالى - من اُ جر قتال الكفار مـا يـردع بـه مـن يعـو نشـر دعوتـه واـم مـن دواء قـد اان مر اً ،و القوة حأَ مشروعَ لردع الظالمين العابثين و لردع المعتدين الغاشمين . قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ فَـقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ نَّـهُمْ لاَ أَيْمَانَ لََمُْ لَعَلَّهُمْ يَنتَـهُونَ ﴾ ) سورة التوبة من الآية 46 ( أو قاتلوهم رجاء أن ينتهوا بقتالكم ياهم عن الكفر ونكث الأيمان ونقض العهود والعودة لى قتالكم الما قدروا عليه ، و في ذلك يماء لى أن القتال لا يكون تباعا لَو النفس، أو رادة منافع الدنيا من السلب والنهب و رادة الانتقام، . وهذه ميزة الإسلام، ذ جعل الحرب ضرورة لإرادة منع الباطل وتقرير الحأ 22 هذا أمر بقتالَم لا بقتلهم، فيكون المعنى: قاتلوهم، فإن لم يقتلوا فقد يجعلهم القتال « : - و قال الشعراوو – رحمه الله ينتهون عن عدائهم للدين؛ لأنهم حين يرون البعض منهم قد قتل وهم أضعف من المواجهة، هنا ستخف حدة مُاربتهم 21 . 23» للإسلام، وتنتهي اللجاجة في أمر الدين و ذا أبَ الأمــراء ور سُــاء الدولــة الكــافرة اعتنــا الإســلام بعــد الــدعوة و البيــان لم يكــن لَــم أن يصــدوا الــدعوة عــن المضي في طريقها لمن في بلادهم و دولتهم . 66/ 22 - تفسير المراغي 49 9069/ 23 - تفسير الشعراوو 3
  • 22. قتال الكفار وسيلة لحماية الدين من أعدائه من سنن الله في الكون التدافع بين الحأ و الباطل و لا أبطل من الكفر ،و لا يوجد حأ أعظم من حـأ الله علـى عبـاده لــذلك أهــل الكفــر دائمــا بالمرصــاد لأهــل الإيمــان ، ومــن حكــم مشــروعية قتــال الكفــار حمايــة الــدين مــن أعدائــه الــذين يتربصون به الدوائر ووسيلة لمكافحـة الباطـل و الشـرك ووسـيلة للـدفاع عـن الحـأ قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَِّّ النَّا بَـعْضَهُمْ بِبَـعْضٍ لََ هُ دِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعَ وَصَلَوَاتَ وَمَسَاجِدُ يُذْاَرُ فِيهَا اسْـمُ اللَِّّ اَثِـيراً وَلَيَـنْصُـرَنَّ اللَُّّ مَـنْ 22 . ) يَـنْصُرُهُ نَّ اللََّّ لَقَوِوٌّ عَزِيزَ ﴾ ) سورة الحج الآية 99 والصـوامع أمـاان العبـادة المنعزلـة للرهبـان، والبيـع للنصـار عامـة وهـي أوسـع مـن « : - يقول سيد قطـب – رحمـه الله الصوامع ، والصلوات أماان العبادة لليهود ، والمساجد أماان العبادة للمسلمين. وهي الها معرضة للهدم- على قداسـتها وتخصيصـها لعبـادة الله- لا يشـفع لَـا في نظـر الباطـل أن اسـم الله يـذار فيهـا، ولا يحميهـا لا دفـع الله النـا بعضـهم بـبعض أو دفـع حمـاة العقيـدة لأعـدائها الـذين ينتهكـون حرمتهـا، ويعتـدون علـى أهلها. فالباطل متبجح لا يكـف ولا يقـف عـن العـدوان لا أن يـدفع وثـل القـوة الـتي يصـول بهـا ويجـول ، ولا يكفـي الحـأ أنـه الحأ ليقف عدوان الباطل عليه، بل لا بد من القوة بميه وتدفع عنه ، وهي قاعدة اليـة لا تتبـدل مـا دام الإنسـان هـو . 24» الإنسانلا 6962/ 24 - في ظلال القرآن لسيد قطب 9
  • 23. و الكفار قد شبوا على الكفر و ألفوه و طبيعة النفس أنها ذا اعتادت على شيء ألفته وارتبطت به وأحبته، ومن ثَُّ يصعُب عليها تراه وفطامها عنه و معاداة من يأمرها بالتخلي عنه حتَّ لو أد ذلك للقتال . و الكفار لا يريدون منا لا الانسلاخ من ديننا و اعتنا أديـان باطلـة أو نكـون بـلا ديـن و مـا يخفـى علـى أحـد حمـلات التبشير و التنصير خاصـة في عصـرنا فقـد أصـبحت مـن الثوابـت والراـائز الأساسـية الـتي تعتمـد عليهـا سياسـات الـدول الغربية ، والتي حاولت منـذ قـرون عديـدة القضـاء علـى الإسـلام ونشـر الـدين النصـراني ، و بـث الشـكوك في الإسـلام و التشــكيك في القــرآن و الســنة و الطعــن في الصــحابة و غــير ذلــك قــال الله – ســبحانه و تعــالى – : ﴿ وَلا يَـزَالُــونَ .) يُـقَاتِلُونَكُمْ حَتََّّ يَـرُدُّواُمْ ع نْ دِينِكُمْ ﴾ ) سورة البقرة من الآية 647 و أعـداء الإســلام منــذ توقــف الفتوحــات الإســلامية وهــم يحــاربون الإســلام والمســلمين ابتــداء مــن الحــروب الصــليبية ثُ الاستعمار والاحتلال ، و الجرائم البشعة مثل مذبِة دير ياسين و مذبِة صبرا و شاتيلا و مذبِة بِر البقر . و ن قلت الحروب المادية في هذا العصر فالحروب المعنوية و الفكرية على أشدها فما يخفى على أحد الغزو الفكرو في عصرنا فقد استغنى به أهل الكفر و الإلحاد عن الغزو المادو ؛ لأن الغزو الفكرو أقو وأ بِت من الغزو المادو ، فلا يلجأ أهل الكفر لى مُاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة لا في الحالات الضرورية التي تستدعي العجل . قتال الكفار وسيلة لرفع الذل والظلم عن المستضعفين من أهل الإيمان 23
  • 24. ن قتال الكفار وسيلة لرفع الذل والظلم عن المستضعفين من أهل الإيمان قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ و مَا لَكُـمْ لَا تُـقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَِّّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الهرِجَالِ وَالنهِسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَـقُولُونَ رَبَّـنَـا أَخْرِجْنَـا مِـنْ هَـذِهِ الْقَرْيَـةِ الظَّـالِِم أَهْلُهَـا ) وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِ يراً ﴾ ) سورة النساء الآية 72 قتال الكفار قتال لتمكين الإسلام في الأرض الها ن قتال الكفار قتال لإقامة معالم الحأ و أو نفس شريفة بب أن يقام معـالم الحـأ ، و قتـال الكفـار قتـال لنشـر عبـادة الله في الأرض و أو نفــس شــريفة طيبــة بــب أن تســود عبــادة الله الأرض ، ومــن حكــم قتــال الكفــار أن يظهــر ديــن الإسلام فو ال الشرائع و الأديان الأخر و يكون للإسلام السيادة فيحكم الأرض و يسود العدل . قال الله - سبحانه و تعالى -: ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتََّّ لاَ تَكُونَ فِتنَةَ وَيَكُونَ ال ه دِينُ اُلُّهُ هِ للّ فَإِنِ انتَـهَوا فَ إنَّ ا ه للَّ وَِا يَعمَلُونَ بَصِيرَ 24 ) ﴾ )سورة الأنفال الآية 80
  • 25. و قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتََّّ لاَ تَكُونَ فِتنَةَ وَ يَكُونَ ال ه دِينُ هِ للِّ فَإِنِ انتَـهَوا فَلاَ عُدوَانَ لاَّ عَلَىٰ 25 ) الظَّالِمِينَ ﴾ )سورة البقرة الآية 408 و قـال الله – ســبحانه و تعــالى - : ﴿ هُــوَ الَّــذِو أَرْسَـلَ رَسُــولَهُ بِالَْــدَُ وَدِيــنِ الحْــَ هِ أ لِيُظْهِـرَهُ عَلَــى الــ ه دِينِ اُلهِــهِ وَلَــوْ اَــرِهَ ) الْمُشْرِاُونَ ﴾ ) سورة الصف الآية رقم 0 فقتال الكفار قتال لحماية البشرية من الحرمان من دعوة الإسلام اي تسود دعوة الإسـلام الـدنيا اـي تسـود دعـوة امـير الدنيا اي تسود دعوة العدل الدنيا اي تسود دعوة الصلاح و الإصلاح الدنيا . و المقصــود مــن قتــال الكفــار أن يكــون الــدين الــه لله فــلا يقاتــل المســلمون مــن أجــل أمــوال يحصــلون عليهــا ، أو بــلاد يستغلونها، أو تكون بت أيديهم، أو جزية تدفع لَم، أو ما أشبه ذلك من أمور الدنيا . و الإسلام لا يتوسع في سفك دماء الكفار لا ما يضطر ليه حقاقًا للحأ و علاء لكلمة الإسلام . و ليس معنى تشريع الجهاد لتكون المة الله هي العليا أن يُسلم الُّ من دعي لي الإسلام بل مقتضـى جهـاد الطلـب أن يكـون نظــامُ الإســلام هــو المهــيمنَ والحـاامَ علــى حيــاة النــا ، أمــا النـا فيمــا يعتقــدون فلهــم الحريــة أن يســلموا أو لا يسلموا ودولة الإسلام بميهم مما بمي منه أبناءها مقابل دفع الجزية . قتال الكفار قتال لكسر شواة الكفار و علاء شواة أهل الإسلام
  • 26. بقتال الكفار و الظهور عليهم تكسر شواتهم و تعلو شواة أهل الإسلام فلا يلين لَا جانب, ولا يستطيع أحد أن ينال من عزتها وارامتها و هذا مقصد شرعي قال – سبحانه و تعالى – : ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِا ه للِّ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَهرِمُونَ مَا حَرَّمَ ا ه للُّ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَ هِ أ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتََّّ يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ ﴾ 26 .) )سورة التوبة الآية 60 و أهل الإسلام يمانهم يردعهم عن الظلم والجـور و يمـانهم يـأمرهم بالعـدل و القسـط فبظهـور شـواة أهـل الإسـلام يعـم امـير و العـدل ؛ لأن الجميــع سـيعي بــت سـلطة الإســلام أمـا ن ظهـر أهــل الكفـر علــى أهـل الإيمــان فسـتجد القتــل والتعذيب و الظلم والجور والفساد قال – سبحانه و تعـالى – : ﴿ اَ يْـفَ وَ نْ يَظْهَـرُوا عَلـيْكُمْ لا يَـرْقُـبُـوا فِـيكُمْ لًّا وَلا . ) ذِمَّةً يُـرْضُونَكُمْ بِأفْـوَاهِهِمْ وَتَأْبََ قُـلُوبُـهُمْ وَأاْثَـرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ ) سورة التوبة من الآية 3 والتــاريخ مملــوء بالشــواهد والحــواده الــتي تشــهد لأمــة الإســلام بالــدعوة لى الحــأ، ورحمــة املــأ، وبســط العــدل، ورفــع الظلم، اما تشهد أن أعداء الإسلام لا يتمكنون من المسلمين لا نكلوا بهم وعذبوهم أشد العذاب . قتال الكفار قتال لحماية من دخل في الإسلام و من حكم قتال الكفار حماية من دخل في الإسلام من أن يؤذو من قبل الذين افروا الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَتََّّ لاَ تَكُونَ فِتنَةَ وَ يَكُونَ ال ه دِينُ هِ للِّ فَإِنِ انتَـهَوا فَلاَ عُدوَانَ لاَّ عَلَىٰ الظَّالِمِينَ ﴾ )سورة البقرة الآية 408 ( ، فإذا اعتنأ الإسلام أحد فمن حقه ألا يفتن عنها بأو وسيلة من وسائل الفتنة لا بالأذ ولا بالإغراء .
  • 27. و لو جاهد المسلمون الكفار لشاع الأمان في البلاد وبين العبـاد ؛ لأن رهبـة العـدو مـن المسـلمين لا تَعلـه يتجـرأ علـى خــوض معـــارك لا يقــدر عليهـــا ؛ ولــن يعـــي العــالم في أمـــان لا ذا ســاده الإســـلام ، و قــد أ بِـــت التــاريخ أن المجتمـــع الإسلامي عندما اان يقاتل في سبيل الله، عاش آمناً مطمئناً على أمواله وأعراضه ونظامه و لم يتعد عليه أحد . و قد جاء الأمر بإعداد القوة حتَّ نأمن مكر العدو و حتَّ نرهبه في قوله تعالى : ﴿ و أعِدُّوا لََمُ مَّا اسـتَطَعتُم همِـن قُــوَّةٍ ) وَمِن هرِبَاطِ امَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدوَّ ا ه للِّ وَعَدُوَّاُم ﴾ ) سورة الأنفال من الآية 69 السـيف مـا جـاء لا ليحمـي اختيـار المختـار، فلـي أنْ أعـرض ديـنّ ، وأنْ أُعلنـه و « : - و قـال الشـعراوو – رحمـه الله أشـرحه، فــإنْ منعـوني مــن هـذه فلهــم السـيف، و نْ تراــوني أعلــن عـن ديــنّ فهـم أحــرار، يؤمنـون أو لا يؤمنــون نْ آمنــوا . 25» فأهلاً وسهلاً، و نْ لم يؤمنوا فهم أهل ذمة، لَم ما لنا وعليهم ما علينا قتال الكفار ليس لإجبارهم على الإسلام 27 44693/ 25 - تفسير الشعراوو 43
  • 28. و قتال الكفار ليس الغرض منه جبارهم على الإسلام لكن قتال الكفار وسيلة لتبلي الإسلام عند وجود من يحول بين النا و دعوة الإسلام ذ لا يمكن نشر الإسلام في اافهة أنحاء العالم ، مع وجود الطهغاة و القتلة الذين يسـعون للسـيطرة على العالم لأجل أطماعهم الفاسدة ، و لذلك يد النصوص الشرعية تـذار لفـظ الجهـاد أو القتـال ، و الجهـاد و القتـال نمـا يكـون بـين جيشـين جــي الإسـلام وجـي الكفـار ، ولا يكــون جـي بـلا أمـير ، والأمــير يكـون مـا رئـيس الدولــة الكافرة أو مكلف من قبله . فالقتال لم يشرع لفرض منهج، نما شُرع ليفـرض حريـة اختيـار المـنهج، بـدليل قـول « : - و قال الشعراوو – رحمه الله الحأ : ﴿ لا اْرَاهَ فِي ال ه دِينِ قَدْ تَـبَـيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَ ه يِ ﴾ ، و على ذلك فالإسلام لا يفرض الدين، ولكنه جـاء ليفـرض حرية الاختيار في الدين، فالقُوَ التي تعـو اختيـار الفـرد لدينـه، يقـف الإسـلام أمامهـا لترفـع تسـلطها عـن الـذين تبسـط سلطانها عليهم ثُ يترك النا أحراراً يعتنقون ما يشاءون، بدليل أن البلاد التي فتحها الإسلام بالسيف، ظل فيهـا بعـض القوم على دياناتهم. فلـو أن القتـال شُـرع لفـرض ديـن لمـا وجـدنا في بلـد مفتـوح بالسـيف واحـداً علـى غـير ديـن الإسـلام 28 .26» و من حأ جميع النا أن يبل ليهم الإسلام , وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبلي بأو حال من الأحوال . الحقيقة أن الإسلام يقوم على قاعدة ﴿ لا اْرَاهَ فِي ال ه دِينِ قَدْ تَـبَـيَّنَ الرُّشْدُ مِـنَ الغَـ ه يِ ﴾ « : و قال الشيخ مُما الجلعود ولذلك انطلـأ بالسـيف مُاهـدًا ليـوفر للنـا الضـمان الحقيقـي لحريـة الاعتقـاد، ولـيحطم الأنظمـة الـتي تكـره النـا علـى الباطل وثنع وصول الحأ ليهم، ليبقى النا أحرارًا في اختيار العقيدة التي يريدونها. ن شاءوا دخلوا في الإسلام فكان لَم ما للمسلمين من حقو ، وعليهم ما عليهم من واجبات، واانوا خوانًا في الـدين للمنتمين لى الإسلام، و ن شاءوا بقوا على عقائدهم وأدوا الجزية، علانًا عن استسلامهم في انطلا الـدعوة الإسـلامية 6246/ 26 - تفسير الشعراوو 9
  • 29. بينهم بلا مقاومة، ومشاراة منهم في نفقات الدولة المسلمة التي بميهم من اعتداء المعتـدين علـيهم، وتكفـل لَـم الحقـو العامة في ظل منهج الإسلام . ن الإسلام لم يكره فردًا على تغيير عقيدته، اما فعلـت الصـليبية علـى مـدار التـاريخ في الأنـدلس قـديمًا و يُ بـار حـديثًا، . 27» لتكرههم على التنصر وأحيانًا لا تقبل منهم حتَّ التنصر فتبيدهم لأنهم مسلمون من آ اِر ترك قتال الكفار و ترك الجهاد في سبيل الله و قد بين الله عز و جل آ اِر ترك الجهاد و مدافعة الباطل في آيات اثيرة منهـا قولـه - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ وَلَـوْلا دَفْــعُ اللَِّّ النَّــا بَـعْضَــهُمْ بِــبَـعْ ضٍ لََــ هُ دِمَتْ صَــوَامِعُ وَبِيَــعَ وَصَــلَوَاتَ وَمَسَــاجِدُ يُــذْاَرُ فِيهَــا اسْــمُ اللَِّّ اَثِــيراً وَلَيَـنْصُــرَنَّ اللَُّّ مَــنْ يَـنْصُرُهُ نَّ اللََّّ لَقَوِوٌّ عَزِيـزَ ﴾ ) سـورة الحـج الآيـة 99 ( فـترك الجهـاد في سـبيل الله سـبب ابـير لزعزعـة الأمـن و ذهـاب الطمأنينة و هدم المساجد و ظهور الشرك و ا ثرة الظلم وعلو الكفر وأهله . و قوله - سبحانه و تعالى - : ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَِّّ النَّا بَـعْضَهُمْ بِبَـعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ ) سورة البقرة من الآية 624 ( فترك الجهاد في سبيل الله سبب ابير للفساد في الأرض . 29 016/ 27 - الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية 2
  • 30. و قوله - سبحانه و تعالى - : ﴿ لَّا تَـنْفِ رُوا يُـعَ ه ذِبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَـوْمًا غَيْـرَاُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَُّّ عَلَى اُلِه شَيْءٍ قَدِيرَ ﴾ ) سورة التوبة الآية 80 ( فترك الجهاد في سبيل الله فيه تعريض النفس لسخط الله - سبحانه و تعالى - وعقابه في الدنيا والآخرة . ذَا تَـبَايَـعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُُْ أَذْنَابَ « : وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سمَِعْتُ رَسُولَ اللَّّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَـقُولُ 28 فترك الجهاد في سبيل » الْبَـقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَـرَاْتُمُ الجِْهَادَ، سَلَّطَ اللَُّّ عَلَيْكُمْ ذ لًّا لَا يَـنْزِعُهُ حَتََّّ تَـرْجِعُوا لَى دِينِكُمْ الله سبب للذل والَوان على الكفار . و مـا غلـب المسـلمون في العصـور الأخـيرة و ذهـب أاثـر ملكهـم لا لأنهـم تراـوا الاهتـداء « : و قال الشـيخ المراغـي بهد دينهم وتراوا الاسـتعداد المـادو والحـربي الـذو طلبـه الله بقولـه : ﴿ وَأَعِـدُّوا لََـُمْ مَـا اسْـتَطَعْتُمْ مِـنْ قُــوَّةٍ ﴾ و اتكلـوا على خوار العـادات وقـراءة الأحاديـث والـدعوات، وذلـك مـا لم يشـرعه الله ولم يعمـل بـه رسـوله- لى أنهـم تراـوا العـدل والفضائل وسنن الله في الاجتماع التي انتصر بها السلف الصـالح، وأنفقـوا أمـوال الأمـة والدولـة فيمـا حـرم الله علـيهم مـن الإسرا فى شهواتهم . و على العكس من ذلك اتبع الإفرنج تعاليم الإسلام فاستعدوا للحرب واتبعـوا سـنن الله في العمـران فرجحـت اهفـتهم ، و لله الأمر . و ما م ه كن الله لسلف المسلمين من فتح بلاد اسر وقيصر وغير ـَا مـن الـبلاد لا لمـا أصـاب أهلهـا مـن الشـرك وفسـاد العقائد في الآداب و مساوو الأخـلا و العـادات و الانغمـا في الشـهوات و تبـاع سـلطان البـدع وامرافـات- فجـاء الإسلام وأ اُ ل ال هذا و استبدل التوحيد والفضائل بها، ومن ثُ نصر الله أهله على الأمم الها. 30 679 حديث رقم 8966 قال الألباني : صحيح / 28 - رواه أبو داود في سننه 8
  • 31. ولما أضاع جمهرة المسلمين هذه الفضائل واتبعوا سنن من قبلهم في تباع البدع والرذائل وقد حذرهم الإسلام مـن ذلـك، ثُ قصروا فى الاستعداد المادو والحربي للنصر في الحرب عـاد الغلـب علـيهم لغـيرهم ومكـ ه ن لسـواهم في الأرض: ﴿ وَلَقَـدْ اَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِـنْ بَـعْـدِ الـ ه ذِاْرِ أَنَّ الْأ رْضَ يَرُِِهـا عِبـادِوَ الصَّـالحُِونَ ﴾ أو الصـالحون لاسـتعمارها والانتفـاع وـا أودع فيهـا 31 . 29» من انو وخيرات هذا و الحمد لله الذو بنعمته تتم الصالحات و اتب ربيع أحمـد حامـدا لله و مصـليا علـى نبيـه - صـلى الله عليـه وسـلم 2/ربيع الأول/ 4989 هـ، 47 /يناير/ 6948 م - 690 - 693 / 29 - تفسير المراغي 0