SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  2
‫ظهرت دعوة النبي محمد صلى ا عليه وسلم إلى‬
‫ َ‬
‫ ِ‬
‫ا لسلم الذي لم تكتف تعاليمه بتنظيم العلقة بين‬
‫ ِ‬
‫ ُ‬
‫ ِ‬
‫ َ‬
‫ ِ‬
‫ ِ‬

‫وجاءس فسي الحديسث عسن الرسسول‬
‫ َ‬

‫الخالق والمخلوق، وإنما شملت جميع نواحي الحياة‬
‫ َ  ِ‬
‫ ِ‬

‫صسلى اس عليسه وسسلم: "ل تؤمنوا حتسى‬

‫الفكرية والجتماعية والقتصادية، وقد أبقى على‬
‫تْ  َ‬

‫تحابوا"> وفسي هذا الحديثس دليلس علسى‬
‫ ٌ‬
‫ ِ‬
‫ُّ‬

‫الفضائل العربية الحسنة، ودعمها في حين حارب‬
‫ ِ  َ  َ  ِ  َ  َ‬

‫ َ‬
‫تسسأكيد المشاعسر اليوخويسة بيسن المسسلمين،‬
‫ ِ‬

‫مظاهر السلوك السيئة اليوخرى.‬
‫َّ  َ‬
‫ ِ‬
‫ َ‬
‫ويتضح ذلك من قول الرسول صلى ا عليه‬
‫ ِ‬
‫ ُ‬
‫وسلم: "إنما بعثت، لتمم مكارم اليوخلق" مما‬
‫ َ‬
‫ ُ  ِ‬
‫ َ‬
‫ ٌ‬
‫يدل على أنه كان للعرب أيوخلق وصفات‬
‫ ٌ‬
‫ َ‬
‫محمودة، أ  َبقى السلم عليها، ودعا إلى‬
‫ ُ‬
‫تْ‬
‫ َ  َ  ِ‬
‫ ِ‬
‫ ِ  ّ‬
‫التمسك بها. وإذا نظرنا إلى التشريع السلمي‬
‫ َ‬
‫ ِ‬
‫نجده أكثر الديان السماوية تنظيما لجميع‬
‫ ُ  َ  َ‬
‫نواحي الحياة، ول سيما النواحي الجتماعية‬
‫ ِ َّ‬
‫ ِ‬
‫منها، فقد شملت تعاليمه تنظيم علقة‬
‫ َ‬
‫ ُ‬
‫ َ  ِ‬
‫النسان بربه من جهة وعلقة النسان بأيوخيه‬
‫ ِ‬
‫ َ‬
‫ ِ‬
‫من جهة أيوخرى. وليس المجال هنا مجال‬
‫ ٍ‬
‫ ُ‬
‫دراسة التشريعات السلمية، وإنما المقصود‬
‫ ِ‬
‫ ِ‬
‫إيضاح نظرة السلم إلى التعاون، فقد اهتم‬
‫ ِ‬
‫ ِ‬
‫ ُ‬
‫السلم بنشر الروح التعاونية وتأكيدها بين‬
‫ ِ‬
‫ ِ‬
‫ ُ‬
‫المسلمين، فأمر ا سبحانه وتعالى بالتعاون‬
‫ ُ‬
‫في قوله‬

‫ ّ‬
‫: } و تعا ونوا على الب ر‬
‫ َ‬
‫)2(  َ‬

‫ ُ‬
‫والتقوى{ ، والمقصود بالتعاون هنا ما يحقق‬
‫ ُ‬
‫ ُ‬
‫ َ‬
‫جميع العمال المشتركة التي تحقق مصلحة‬
‫ ُ  َ‬

‫إسذ أسن محبةس الخيسر لليوخريسن، والحرصس‬
‫ َ‬
‫ َ‬
‫ َ َّ  َ‬
‫ٌّ‬
‫علسى مصسلحتهم مبسسدأ  ٌ تعاونيس أسساسي‬
‫ ّ‬
‫ َ‬
‫في التشريع والتربية السلمية.‬
‫ ِ‬
‫ولهذا ل بد من أن يتعاون النسان ُ مع غسيره‬
‫َّ‬
‫ َ  ِ‬
‫فيلتقي تفكيره مع تفكير غيره، وتلتقي قوته‬
‫ َ َّ  ُ‬
‫ َ‬
‫ ِ  َ‬
‫ ُ‬
‫ َ  َ  ِ  َ‬
‫مع قوة غيره، فإذا بهذه العقبات والصعاب‬
‫ ِ‬
‫ َ‬
‫ ِ‬
‫ ِ‬
‫ ٍ  َ  َ  ِ  ٍ  َ‬
‫أمام قوة أكبر، وفكر أقوى، وعقل أرجح، فلبد‬
‫ َ‬
‫ ٍ‬
‫ َ  َ‬
‫ َ‬
‫ َ‬
‫لهذه العقبات أن تتبدد، ولبد لهذه الصعاب أن‬
‫َّ  َ‬
‫تزول وتختفي، وعندئذ تتحقق رغباته‬
‫ ُ‬
‫ َ‬
‫تْ‬
‫ َ‬

‫التعاون واجب على‬
‫ َ‬

‫المسلمين.‬

‫التعاو‬
‫ن‬

‫شعار المؤمنين‬

‫ومطامحه وآماله.‬
‫ ُ‬
‫ ُ‬
‫وقد قيل: " اليد الواحدة ل تص َفق " أما‬
‫ ُ  ُ قِّ  ُ‬
‫ َ  ُ‬
‫الجماعات المتعاونة فتستطيع أن تصفق،‬
‫ ُ  َ  َ‬
‫ ُ‬
‫ ُ‬
‫ ُ‬
‫وتصفق من غير انقطاع، ولهذا قيل أيضا:‬
‫ َ تْ  ِ‬
‫ َ‬
‫ َ  ُ ُّ  َ‬
‫المرء قليل بنفسه كثير بإيوخوانه الذين يشدون‬
‫ ِ‬
‫ ٌ‬
‫ ِ‬
‫ ٌ‬
‫ ُ‬
‫ َ  ُ‬
‫ازره، ويحمون ظهره، فيقوى بهم، فمصدر‬
‫ َ‬
‫ َ  َ‬
‫ َ  ُ  َ‬
‫هذه القوة إنما هو التضامن والتعاون الذي‬
‫ ُ‬
‫ ُ‬
‫َّ‬
‫ ِ‬
‫يجمع بين الناس في الرأي والعمل.‬
‫ َ  َ‬
‫ ُ‬
‫ َ‬

‫الفرد ويوخير المجتمع على حد سواء، وقد جاء‬
‫ َ  ّ‬
‫ َ تْ  َ‬
‫التعبير عنه بصيغة المر وذلك يعني أن‬
‫ ِ‬
‫ ُ‬
‫ َ4‬

‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التربية والتعليم‬
‫ابتدائية تحفيظ القرآن بصامطة‬

‫5‬

‫إعداد الطالبة‬
‫صفاء ناصر كديش‬
‫وقال رسول ا , صل(ى ا دعليه وسلم: "متثل‬
‫نَ نَ‬

‫2‬

‫1‬

‫المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‬
‫اوُ‬
‫اوُ‬
‫نَ ِّ‬
‫ا ِ نَ‬
‫بسنم ان و الحمند للنه و الصنلة و السنلم دعلن(ى رسنول‬

‫تربص الدعداء‬

‫ا دعل(ى آلها ِ و صحبه  من واله َمْ أما بعد: اوُ َمْ ل ٌ‬
‫كمتثلوالجسد الواحد، إذا اشت.ك(ى منه دعضو‬
‫نَ‬
‫نَ نَ‬
‫تدادع(ى له سائر الجسد بالسهر والحم(ى".‬
‫اوُ  َّ‬
‫ َّ‬
‫اوُ‬

‫فالنسللان بطبعلله كائللن اجتماعللي ، يميللل للجتماع بغيره لقضاء‬
‫وتشبيه المؤمنين بالجسإل بالتعاون مع نَرغيره و أن يكون‬
‫مصالحهاوُ و نيل مطالبه التي ل نَتتم د الواحد يدل دعل(ى‬
‫ا ِ‬
‫فردا من جماعة ، فمصلحة النفس و المسجد و المة ...ورغيرها من‬
‫ ً‬
‫اوُالمصلالح ل تتلم إل بالتعاوني اللبر هذا الحديث، الواحلد‬
‫دعمق الفهم التعاون عللىفي و التقوى ، بلل السلهم وهو‬
‫ِّ‬
‫ا ِ‬
‫يدذخلل بله الجنلة ثلثلة لل فإذا للم يصلنعه الول و للم يعده الثانلى ، للن‬
‫تأكي ل ٌالثالث يرمي دعضو في المجتمع الفريق لتحقيق‬
‫يجدد بأنماالفردبه اوُ، و لذلك كان لبد من عمل السلمي‬
‫الهد ف و الولصلول إللى المقصلود ، و للو نظرنلا إللى النملل و النحلل‬
‫لوجدنا ُّ بأحاسيس الرخرين، ويتأثر من الخلية رأينا‬
‫يحس أن المر ل يختلف ، فلكي نستخلص العسلبمشادعرهم،‬
‫نَ اوُ‬
‫توزيللع الدوار بيللن النحللل ، ملكات و عمال و ذكور و شغالت ،‬
‫ول يمكلن ألن نتحصلل عللى ذللك العسلل ملن عملل الملكات فقلط ،‬
‫ويعمل لمصلحتهمشألن المسللم فلي اجتماعله ملع إذخوانله ، ل‬
‫وينبغلي ألن يكون هذا هلو‬
‫نَ‬
‫يباللي إلن وضعوه فلي المقدملة ألو فلي السلاقة ألو فلي المؤذخرة ، فهلو‬
‫يتقن عمله و يخلص المر كله ل .‬

‫.‬

‫ضعف التعاون .. ضعف في العقل‬
‫و قد لوحظ أن الناس إن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل ، و إن لم‬
‫َّ‬
‫توحدهلم عبادة الل مزقتهلم عبادة الشيطان ، و إلن للم يسلتهوهم نعيلم‬
‫الذخرة تناطحوا و تنازعوا عللى متاع الدنيلا الزائللة ، وهذه لللسلف‬
‫هلي حاللة بعضنلا اليو م ، فالبعللض يضمللر العداوة للبعللض ، و إلن‬
‫حدث ذخل ف ذلللك فهللو مجرد مجاملللة عابرة ، و السللبب فللي ذلللك‬
‫ضعلف العقلل: )تحسنبهم جميعًا وقلوبهمن شتن(ى ذلكن بأنهمن‬
‫نَ ا ِ نَ ا ِ نَ  َّ اوُ َمْ‬
‫نَ اوُ اوُ اوُ اوُ َمْ نَ  َّ‬
‫نَ َمْ نَ اوُ اوُ َمْ نَ ا ِ‬
‫قوم ل يعقلون( )الحشر: من الية41(.‬
‫نَ َمْ ل ٌ نَ َمْ ا ِ اوُ نَ‬

‫إننلا نملر بمرحللة تسلتوجب منلا ألن نكون يدا واحدة عللى عدو الل و‬
‫ ً‬
‫عدونلا ، فقوى الشلر تتربلص بنلا الدوائلر ، و قلد أعلنوهلا حربا عللى‬
‫ ً‬
‫اللسللل م و أهللله ، و هذا هللو شأنهللم قديما و حديثا ، فقللد تنادوا يوما و‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫قالوا )فأجمعوا كيدكمن ثمن ائتوا صنفًا وقد أنَ‬
‫نَ ًاّ نَ نَ َمْ فلحن اليومن منن‬
‫َمْ نَ نَ َمْ نَ َمْ نَ نَ ا ِ‬
‫نَ نَ َمْ ا ِ اوُ نَ َمْ نَ اوُ َمْ اوُ  َّ َمْ اوُ‬
‫استعل(ى( )طله:46(‬
‫َمْ نَ َمْ نَ‬
‫و تعاونهلم اليو م ملن أجلل إنفاذ مخططاتهلم ل يخفلى عللى أحلد . ول‬
‫ننكلر ألن ألسلباب ضعفنلا – التلى مكنلت العداء ملن رقابنلا – كثيرة ، و‬
‫دواعلي فرقتنلا الحاضرة عديدة ، و لكلن هذا كلله ل يمنعنلا ملن الذخلذ‬
‫باللسللباب و الهتما م بالبدايات فل نجعللل الخل ف بيننللا فللي القوال و‬
‫ ً‬
‫المذاهللب ، و فللي الملللك و السلليالسات و الرغراض الشخصللية حائل‬
‫يحول بيننا و بين تحقيق الذخوة اليمانية و التعاون على البر و التقوى‬
‫، بل نجعل الخلفات كلها تبعا لهذا اللصل الكبير ، فمصلحة الجتماع‬
‫ ً‬
‫مصلحة كلية و طلب الدين بالوحدة و اللفة و منعه لنا من التفكك يأتى‬
‫عللى ذللك أجملع و يقد م عللى كلل شلئ ، و هذا شألن ملن يعظلم حرمات‬
‫ال ل و يدرك حجللم المخاطللر التللى تمللر بهللا أمتلله . فالمسلللمون تتكافللأ‬
‫دماؤهللم و يسللعى بذمتهللم أدناهللم و هللم يللد علللى مللن لسللواهم ، و فللي‬
‫الحديث: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا و شبك‬
‫الننب(ى صل(ى ان دعليه و سنلم بين أصابعه ". )رواه البخاري و‬
‫مسلم(. و عن أبى هريرة رضي ال عنه – قال : قال رلسول ال لصلى‬
‫الل عليله و لسلم : " من نفس دعن مؤمن كربة من كرب الدنيا‬
‫نفس ا دعنه كربة من كرب يوم القيامة ، و من يسر دعل(ى‬

‫إن الرابطة التي نصير بها كالجسد الواحد هي رابطة اللسل م ، و‬
‫بدون ذللك نكون كمثلل حاللة الجاهليلة ألو أشلر، و فلي الحديلث : " ل‬

‫سنتره ان فني الدنينا و الرخرة ، و ان فني دعون العبند منا‬

‫ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكننننم رقاب بعننننض " .‬
‫)متفللق عليلله(. و رابطللة الديللن تتلشللى أمامهللا رابطللة النسللب و‬
‫القومية و الوطنية و الحزبية و لسائر لصور التعصب على الباطل ،‬

‫كان العبند فني دعون أرخينه ". )رواه مسللم (. و فلي الحديلث: " منا‬
‫من امرئ يخذل مسلمًا في مواطن ينتقص فيه من دعرضه‬

‫قال تعالللللى: )وادعتصنننموا بحبلننن اللهننن جميعًا ول تفرقوا‬
‫نَ نَ نَ  َّ اوُ‬
‫نَ ا ِ‬
‫ َّ ا ِ‬
‫نَ َمْ نَ ا ِ اوُ ا ِ نَ َمْ ا ِ‬

‫و ينتهنك فينه منن حرمتنه إل رخذلنه ان فني موطنن يحنب‬

‫واذكروا نعمت ن الله ن دعليكم ن إا ِذ كنتم ن أنَدعداء ن فألف ن بين ن‬
‫نَ َمْ اوُ اوُ ا ِ َمْ نَ نَ  َّ ا ِ نَ نَ َمْ اوُ َمْ َمْ اوُ َمْ اوُ َمْ َمْ نَ  ً نَ نَ  َّ نَ نَ َمْ نَ‬

‫نصنرته ، و منا منن امرئ ينصنر مسنلمًا فني موطنن ينتقنص‬

‫قلوبكم فأصبحتم بنعمته إا ِرخوانًا( )آل عمران: من الية301(.‬
‫اوُ اوُ ا ِ اوُ َمْ نَ نَ َمْ نَ َمْ اوُ َمْ ا ِ ا ِ َمْ نَ ا ِ ا ِ َمْ نَ‬

‫فينه منن دعرضنه و ينتهنك فينه منن حرمتنه إل نصنره ان فني‬

‫آحادا‬

‫حرص السلف دعل(ى التعاون واجتماع‬
‫الكلمة‬

‫معسر يسر ا دعليه في الدنيا و الرخرة و من ستر مسلمًا‬

‫تأنب(ى الرماح إذا اجتمعنن تكسنرا      وإذا افترقنن تكسنرت‬

‫3‬

‫موطن يحب فيه نصرته " )رواه أبو داود ورغيره و إلسناده حسن(.‬
‫و لملا قيلل لنلس بلن ماللك – رضلي الل عنله – بلغلك ألن رلسلول الل‬
‫لصلى ال عليه و لسلم قال : "ل حلف في السلم" ؟ فقال أنس‬
‫ا ِ‬
‫: قد حالف رسول ا صل(ى ا دعليه و سلم بين قريش و‬
‫النصار في داره " )رواه مسلم( .‬

‫لملا أراد البعلض قتلل عثمان بلن عفان – رضلي الل‬
‫عنلله – يو م الدار ، جاء عبدال ل بللن لسللل م ، فقال للله‬
‫عثمان : ما جاء بك ؟ قال : جئت في نصرك ، قال :‬
‫اذخرج إللى الناس فاطردهلم عنلى ؛ فإنلك ذخارجا ذخيلر‬
‫ ً‬
‫لى منك داذخل ، فخرج عبد ال إلى الناس و كان مما‬
‫ ً‬
‫قال رضي ال عنه : إن ل لسيفا مغمودا عنكم ، و إن‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫الملئكللة قللد جاورتكللم فللي بلدكللم هذا الذى نزل فيلله‬
‫نلبيكم ، فالل الل فلي هذا الرجلل ألن تقتلوه ، فوالل إلن‬
‫قتلتموه ، لتطردن جيرانكلللم ملللن الملئكلللة ولتسللللن‬
‫لسيف ال المغمود عنكم فل يغمد إلى يو م القيامة.‬
‫و لملا ضرب ابلن ملجلم الخارجلي عليا - رضلي الل‬
‫ ً‬
‫عنلله – دذخللل منزللله فاعترتلله رغشيللة ثللم أفاق فدعللا‬
‫الحسن و الحسين – رضي ال تعالى عنهما – و قال‬
‫: أولصليكما بتقوى الل تعاللى و الررغبلة فلي الذخرة و‬
‫الزهلد فلي الدنيلا ول تألسلفا عللى شلئ فاتكملا منهلا ،‬
‫فإنكمللا عنهللا راحلن ، افعل الخيللر و كونللا للظالللم‬
‫ذخصللما و للمظلو م عونا ، ثللم دعللا محمدا ولده و قال‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫لله : أملا لسلمعت ملا أولصليت بله أذخويلك ، قال : بللى ،‬
‫قال : فإني أولصيك به .‬
‫و يحكون ألن امرألة لصلرذخت لملا وقعلت فلي اللسلر‬
‫وانتهكلللت حرمتهلللا: وامعتصلللماه ، و عللللم بذللللك‬
‫المعتصلم فركلب فرلسله و للم ينتظلر و تبعله الجيلش‬
‫يعدو في إثره حتى فتح عمورية ، ثم لسأل المعتصم :‬
‫أيللن التللي تسللتصرخ؟ ، و مللن قبللل كان عمللر بللن‬
‫الخطاب رضي ال عنه – يتخو ف من أن تتعثر شاة‬
‫بوادي الفرات فيسأل عنها يو م القيامة لم لم يمهد لها‬
‫مِ ل َ‬
‫الطريلق؟ فكيلف تخوفله للو تعثلر مسللم ألو قتلل دون‬
‫وجله حلق ؟! و كان أويلس بلن عاملر – لسليد لسلادات‬
‫التابعيلن – يعتذر إللى ربله ملن ألن يلبيت شبعانا و فلي‬
‫ ً‬
‫الرض ذو كبد رطبة جائع .‬

Contenu connexe

Tendances

الضغط الجوي والرياح
الضغط الجوي والرياحالضغط الجوي والرياح
الضغط الجوي والرياحMr.Gemy
 
كتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات
كتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفياتكتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات
كتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفياتabdulkreem3
 
Positive leadership training with YRDC
Positive leadership training with YRDCPositive leadership training with YRDC
Positive leadership training with YRDCLoay Qabajeh
 
طريقة مونتيسوري
طريقة مونتيسوريطريقة مونتيسوري
طريقة مونتيسوريLife Academy
 
العمل الجماعي وبناء فريق العمل
العمل الجماعي وبناء فريق العملالعمل الجماعي وبناء فريق العمل
العمل الجماعي وبناء فريق العملHaytham Essam
 
مهارات المرشد الاسري
مهارات المرشد الاسريمهارات المرشد الاسري
مهارات المرشد الاسريMarwaBadr11
 
التنظيم الإداري
التنظيم الإداريالتنظيم الإداري
التنظيم الإداريAli Sayed
 
أعمال مكتب الضبط
أعمال مكتب الضبطأعمال مكتب الضبط
أعمال مكتب الضبطfaycel500
 
التخطيط الاستراتيجي
التخطيط الاستراتيجيالتخطيط الاستراتيجي
التخطيط الاستراتيجيmonem75
 
مهارات إدارة العمل التطوعي
مهارات إدارة العمل التطوعيمهارات إدارة العمل التطوعي
مهارات إدارة العمل التطوعيMohamad Khawaja
 
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسدفن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسدGreenLife1978
 

Tendances (20)

الضغط الجوي والرياح
الضغط الجوي والرياحالضغط الجوي والرياح
الضغط الجوي والرياح
 
كتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات
كتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفياتكتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات
كتب إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات
 
إسعاد المتعاملين
إسعاد المتعاملينإسعاد المتعاملين
إسعاد المتعاملين
 
دورة الثقة بالنفس
دورة الثقة بالنفسدورة الثقة بالنفس
دورة الثقة بالنفس
 
التعاون وتكوين فرق العمل
التعاون وتكوين فرق العملالتعاون وتكوين فرق العمل
التعاون وتكوين فرق العمل
 
الضغط الجوي
الضغط الجويالضغط الجوي
الضغط الجوي
 
Positive leadership training with YRDC
Positive leadership training with YRDCPositive leadership training with YRDC
Positive leadership training with YRDC
 
طريقة مونتيسوري
طريقة مونتيسوريطريقة مونتيسوري
طريقة مونتيسوري
 
العمل الجماعي وبناء فريق العمل
العمل الجماعي وبناء فريق العملالعمل الجماعي وبناء فريق العمل
العمل الجماعي وبناء فريق العمل
 
القيادة الفعالة
القيادة الفعالةالقيادة الفعالة
القيادة الفعالة
 
مهارات المرشد الاسري
مهارات المرشد الاسريمهارات المرشد الاسري
مهارات المرشد الاسري
 
هرم ماسلو
هرم ماسلوهرم ماسلو
هرم ماسلو
 
التنظيم الإداري
التنظيم الإداريالتنظيم الإداري
التنظيم الإداري
 
أعمال مكتب الضبط
أعمال مكتب الضبطأعمال مكتب الضبط
أعمال مكتب الضبط
 
المهارات الاساسية لرائد النشاط الطلابي
المهارات الاساسية لرائد النشاط الطلابيالمهارات الاساسية لرائد النشاط الطلابي
المهارات الاساسية لرائد النشاط الطلابي
 
التخطيط الاستراتيجي
التخطيط الاستراتيجيالتخطيط الاستراتيجي
التخطيط الاستراتيجي
 
التخطيط للمبادرات التطوعية
التخطيط للمبادرات التطوعيةالتخطيط للمبادرات التطوعية
التخطيط للمبادرات التطوعية
 
مهارات إدارة العمل التطوعي
مهارات إدارة العمل التطوعيمهارات إدارة العمل التطوعي
مهارات إدارة العمل التطوعي
 
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسدفن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسد
 
تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس
تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفستطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس
تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس
 

Similaire à مطوية عن التعاون

رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6GreenLife1978
 
لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟abdelkrim abdellaoui
 
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام أمنية وجدى
 
بيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.docبيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.dochayaahealth
 
مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب
مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيبمواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب
مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيبمبارك الدوسري
 
حوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزدي
حوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزديحوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزدي
حوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزديmuslimthaer
 
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيالتحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيالmuslimthaer
 
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614أبو سليمان آل وادي
 
رسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمامرسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمامGreenLife1978
 
الوحدة الخامسة (1)
الوحدة الخامسة (1)الوحدة الخامسة (1)
الوحدة الخامسة (1)Saif Eddin
 
مصارحات رمضانية
مصارحات رمضانيةمصارحات رمضانية
مصارحات رمضانيةTaha Rabea
 
آية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفآية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفchamithami
 
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1غايتي الجنة
 
علمتنى الحياة
علمتنى الحياةعلمتنى الحياة
علمتنى الحياةmido224
 
علمتني الحياة6 Pps
علمتني الحياة6 Ppsعلمتني الحياة6 Pps
علمتني الحياة6 Ppsislamtics default
 

Similaire à مطوية عن التعاون (20)

رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6
 
طريقنا الى القلوب
طريقنا الى القلوبطريقنا الى القلوب
طريقنا الى القلوب
 
وماذا بعد الظلم ؟
وماذا بعد الظلم ؟وماذا بعد الظلم ؟
وماذا بعد الظلم ؟
 
لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟
 
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
المراجعة النهائية فى التربية الدينية الإسلامية للشهادة الإعدادية نصف العام
 
م 6
م 6م 6
م 6
 
بيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.docبيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.doc
 
حضرت مُحمد مُصطفيٰ صلي الله عليه وسلم THE LAST MESSENGER OF ISLAM (PBUH)
حضرت مُحمد مُصطفيٰ صلي الله عليه وسلم THE LAST MESSENGER OF ISLAM (PBUH)حضرت مُحمد مُصطفيٰ صلي الله عليه وسلم THE LAST MESSENGER OF ISLAM (PBUH)
حضرت مُحمد مُصطفيٰ صلي الله عليه وسلم THE LAST MESSENGER OF ISLAM (PBUH)
 
مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب
مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيبمواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب
مواعظ القلوب بين الترغيب والترهيب
 
حوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزدي
حوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزديحوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزدي
حوار المنبر مع الشيخ أبي جندل الأزدي
 
رذيلة التبرم
رذيلة التبرمرذيلة التبرم
رذيلة التبرم
 
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيالتحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
 
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
الأساليب الحزبية لصد الناس عن الدعوة السلفية 140614
 
رسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمامرسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمام
 
الوحدة الخامسة (1)
الوحدة الخامسة (1)الوحدة الخامسة (1)
الوحدة الخامسة (1)
 
مصارحات رمضانية
مصارحات رمضانيةمصارحات رمضانية
مصارحات رمضانية
 
آية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفآية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنف
 
هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1هكذا علمتنى الحياة 1
هكذا علمتنى الحياة 1
 
علمتنى الحياة
علمتنى الحياةعلمتنى الحياة
علمتنى الحياة
 
علمتني الحياة6 Pps
علمتني الحياة6 Ppsعلمتني الحياة6 Pps
علمتني الحياة6 Pps
 

مطوية عن التعاون

  • 1. ‫ظهرت دعوة النبي محمد صلى ا عليه وسلم إلى‬ ‫ َ‬ ‫ ِ‬ ‫ا لسلم الذي لم تكتف تعاليمه بتنظيم العلقة بين‬ ‫ ِ‬ ‫ ُ‬ ‫ ِ‬ ‫ َ‬ ‫ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫وجاءس فسي الحديسث عسن الرسسول‬ ‫ َ‬ ‫الخالق والمخلوق، وإنما شملت جميع نواحي الحياة‬ ‫ َ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫صسلى اس عليسه وسسلم: "ل تؤمنوا حتسى‬ ‫الفكرية والجتماعية والقتصادية، وقد أبقى على‬ ‫تْ َ‬ ‫تحابوا"> وفسي هذا الحديثس دليلس علسى‬ ‫ ٌ‬ ‫ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الفضائل العربية الحسنة، ودعمها في حين حارب‬ ‫ ِ َ َ ِ َ َ‬ ‫ َ‬ ‫تسسأكيد المشاعسر اليوخويسة بيسن المسسلمين،‬ ‫ ِ‬ ‫مظاهر السلوك السيئة اليوخرى.‬ ‫َّ َ‬ ‫ ِ‬ ‫ َ‬ ‫ويتضح ذلك من قول الرسول صلى ا عليه‬ ‫ ِ‬ ‫ ُ‬ ‫وسلم: "إنما بعثت، لتمم مكارم اليوخلق" مما‬ ‫ َ‬ ‫ ُ ِ‬ ‫ َ‬ ‫ ٌ‬ ‫يدل على أنه كان للعرب أيوخلق وصفات‬ ‫ ٌ‬ ‫ َ‬ ‫محمودة، أ َبقى السلم عليها، ودعا إلى‬ ‫ ُ‬ ‫تْ‬ ‫ َ َ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫ ِ ّ‬ ‫التمسك بها. وإذا نظرنا إلى التشريع السلمي‬ ‫ َ‬ ‫ ِ‬ ‫نجده أكثر الديان السماوية تنظيما لجميع‬ ‫ ُ َ َ‬ ‫نواحي الحياة، ول سيما النواحي الجتماعية‬ ‫ ِ َّ‬ ‫ ِ‬ ‫منها، فقد شملت تعاليمه تنظيم علقة‬ ‫ َ‬ ‫ ُ‬ ‫ َ ِ‬ ‫النسان بربه من جهة وعلقة النسان بأيوخيه‬ ‫ ِ‬ ‫ َ‬ ‫ ِ‬ ‫من جهة أيوخرى. وليس المجال هنا مجال‬ ‫ ٍ‬ ‫ ُ‬ ‫دراسة التشريعات السلمية، وإنما المقصود‬ ‫ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫إيضاح نظرة السلم إلى التعاون، فقد اهتم‬ ‫ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫ ُ‬ ‫السلم بنشر الروح التعاونية وتأكيدها بين‬ ‫ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫ ُ‬ ‫المسلمين، فأمر ا سبحانه وتعالى بالتعاون‬ ‫ ُ‬ ‫في قوله‬ ‫ ّ‬ ‫: } و تعا ونوا على الب ر‬ ‫ َ‬ ‫)2( َ‬ ‫ ُ‬ ‫والتقوى{ ، والمقصود بالتعاون هنا ما يحقق‬ ‫ ُ‬ ‫ ُ‬ ‫ َ‬ ‫جميع العمال المشتركة التي تحقق مصلحة‬ ‫ ُ َ‬ ‫إسذ أسن محبةس الخيسر لليوخريسن، والحرصس‬ ‫ َ‬ ‫ َ‬ ‫ َ َّ َ‬ ‫ٌّ‬ ‫علسى مصسلحتهم مبسسدأ ٌ تعاونيس أسساسي‬ ‫ ّ‬ ‫ َ‬ ‫في التشريع والتربية السلمية.‬ ‫ ِ‬ ‫ولهذا ل بد من أن يتعاون النسان ُ مع غسيره‬ ‫َّ‬ ‫ َ ِ‬ ‫فيلتقي تفكيره مع تفكير غيره، وتلتقي قوته‬ ‫ َ َّ ُ‬ ‫ َ‬ ‫ ِ َ‬ ‫ ُ‬ ‫ َ َ ِ َ‬ ‫مع قوة غيره، فإذا بهذه العقبات والصعاب‬ ‫ ِ‬ ‫ َ‬ ‫ ِ‬ ‫ ِ‬ ‫ ٍ َ َ ِ ٍ َ‬ ‫أمام قوة أكبر، وفكر أقوى، وعقل أرجح، فلبد‬ ‫ َ‬ ‫ ٍ‬ ‫ َ َ‬ ‫ َ‬ ‫ َ‬ ‫لهذه العقبات أن تتبدد، ولبد لهذه الصعاب أن‬ ‫َّ َ‬ ‫تزول وتختفي، وعندئذ تتحقق رغباته‬ ‫ ُ‬ ‫ َ‬ ‫تْ‬ ‫ َ‬ ‫التعاون واجب على‬ ‫ َ‬ ‫المسلمين.‬ ‫التعاو‬ ‫ن‬ ‫شعار المؤمنين‬ ‫ومطامحه وآماله.‬ ‫ ُ‬ ‫ ُ‬ ‫وقد قيل: " اليد الواحدة ل تص َفق " أما‬ ‫ ُ ُ قِّ ُ‬ ‫ َ ُ‬ ‫الجماعات المتعاونة فتستطيع أن تصفق،‬ ‫ ُ َ َ‬ ‫ ُ‬ ‫ ُ‬ ‫ ُ‬ ‫وتصفق من غير انقطاع، ولهذا قيل أيضا:‬ ‫ َ تْ ِ‬ ‫ َ‬ ‫ َ ُ ُّ َ‬ ‫المرء قليل بنفسه كثير بإيوخوانه الذين يشدون‬ ‫ ِ‬ ‫ ٌ‬ ‫ ِ‬ ‫ ٌ‬ ‫ ُ‬ ‫ َ ُ‬ ‫ازره، ويحمون ظهره، فيقوى بهم، فمصدر‬ ‫ َ‬ ‫ َ َ‬ ‫ َ ُ َ‬ ‫هذه القوة إنما هو التضامن والتعاون الذي‬ ‫ ُ‬ ‫ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ ِ‬ ‫يجمع بين الناس في الرأي والعمل.‬ ‫ َ َ‬ ‫ ُ‬ ‫ َ‬ ‫الفرد ويوخير المجتمع على حد سواء، وقد جاء‬ ‫ َ ّ‬ ‫ َ تْ َ‬ ‫التعبير عنه بصيغة المر وذلك يعني أن‬ ‫ ِ‬ ‫ ُ‬ ‫ َ4‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫وزارة التربية والتعليم‬ ‫ابتدائية تحفيظ القرآن بصامطة‬ ‫5‬ ‫إعداد الطالبة‬ ‫صفاء ناصر كديش‬
  • 2. ‫وقال رسول ا , صل(ى ا دعليه وسلم: "متثل‬ ‫نَ نَ‬ ‫2‬ ‫1‬ ‫المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‬ ‫اوُ‬ ‫اوُ‬ ‫نَ ِّ‬ ‫ا ِ نَ‬ ‫بسنم ان و الحمند للنه و الصنلة و السنلم دعلن(ى رسنول‬ ‫تربص الدعداء‬ ‫ا دعل(ى آلها ِ و صحبه  من واله َمْ أما بعد: اوُ َمْ ل ٌ‬ ‫كمتثلوالجسد الواحد، إذا اشت.ك(ى منه دعضو‬ ‫نَ‬ ‫نَ نَ‬ ‫تدادع(ى له سائر الجسد بالسهر والحم(ى".‬ ‫اوُ َّ‬ ‫ َّ‬ ‫اوُ‬ ‫فالنسللان بطبعلله كائللن اجتماعللي ، يميللل للجتماع بغيره لقضاء‬ ‫وتشبيه المؤمنين بالجسإل بالتعاون مع نَرغيره و أن يكون‬ ‫مصالحهاوُ و نيل مطالبه التي ل نَتتم د الواحد يدل دعل(ى‬ ‫ا ِ‬ ‫فردا من جماعة ، فمصلحة النفس و المسجد و المة ...ورغيرها من‬ ‫ ً‬ ‫اوُالمصلالح ل تتلم إل بالتعاوني اللبر هذا الحديث، الواحلد‬ ‫دعمق الفهم التعاون عللىفي و التقوى ، بلل السلهم وهو‬ ‫ِّ‬ ‫ا ِ‬ ‫يدذخلل بله الجنلة ثلثلة لل فإذا للم يصلنعه الول و للم يعده الثانلى ، للن‬ ‫تأكي ل ٌالثالث يرمي دعضو في المجتمع الفريق لتحقيق‬ ‫يجدد بأنماالفردبه اوُ، و لذلك كان لبد من عمل السلمي‬ ‫الهد ف و الولصلول إللى المقصلود ، و للو نظرنلا إللى النملل و النحلل‬ ‫لوجدنا ُّ بأحاسيس الرخرين، ويتأثر من الخلية رأينا‬ ‫يحس أن المر ل يختلف ، فلكي نستخلص العسلبمشادعرهم،‬ ‫نَ اوُ‬ ‫توزيللع الدوار بيللن النحللل ، ملكات و عمال و ذكور و شغالت ،‬ ‫ول يمكلن ألن نتحصلل عللى ذللك العسلل ملن عملل الملكات فقلط ،‬ ‫ويعمل لمصلحتهمشألن المسللم فلي اجتماعله ملع إذخوانله ، ل‬ ‫وينبغلي ألن يكون هذا هلو‬ ‫نَ‬ ‫يباللي إلن وضعوه فلي المقدملة ألو فلي السلاقة ألو فلي المؤذخرة ، فهلو‬ ‫يتقن عمله و يخلص المر كله ل .‬ ‫.‬ ‫ضعف التعاون .. ضعف في العقل‬ ‫و قد لوحظ أن الناس إن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل ، و إن لم‬ ‫َّ‬ ‫توحدهلم عبادة الل مزقتهلم عبادة الشيطان ، و إلن للم يسلتهوهم نعيلم‬ ‫الذخرة تناطحوا و تنازعوا عللى متاع الدنيلا الزائللة ، وهذه لللسلف‬ ‫هلي حاللة بعضنلا اليو م ، فالبعللض يضمللر العداوة للبعللض ، و إلن‬ ‫حدث ذخل ف ذلللك فهللو مجرد مجاملللة عابرة ، و السللبب فللي ذلللك‬ ‫ضعلف العقلل: )تحسنبهم جميعًا وقلوبهمن شتن(ى ذلكن بأنهمن‬ ‫نَ ا ِ نَ ا ِ نَ َّ اوُ َمْ‬ ‫نَ اوُ اوُ اوُ اوُ َمْ نَ َّ‬ ‫نَ َمْ نَ اوُ اوُ َمْ نَ ا ِ‬ ‫قوم ل يعقلون( )الحشر: من الية41(.‬ ‫نَ َمْ ل ٌ نَ َمْ ا ِ اوُ نَ‬ ‫إننلا نملر بمرحللة تسلتوجب منلا ألن نكون يدا واحدة عللى عدو الل و‬ ‫ ً‬ ‫عدونلا ، فقوى الشلر تتربلص بنلا الدوائلر ، و قلد أعلنوهلا حربا عللى‬ ‫ ً‬ ‫اللسللل م و أهللله ، و هذا هللو شأنهللم قديما و حديثا ، فقللد تنادوا يوما و‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫قالوا )فأجمعوا كيدكمن ثمن ائتوا صنفًا وقد أنَ‬ ‫نَ ًاّ نَ نَ َمْ فلحن اليومن منن‬ ‫َمْ نَ نَ َمْ نَ َمْ نَ نَ ا ِ‬ ‫نَ نَ َمْ ا ِ اوُ نَ َمْ نَ اوُ َمْ اوُ َّ َمْ اوُ‬ ‫استعل(ى( )طله:46(‬ ‫َمْ نَ َمْ نَ‬ ‫و تعاونهلم اليو م ملن أجلل إنفاذ مخططاتهلم ل يخفلى عللى أحلد . ول‬ ‫ننكلر ألن ألسلباب ضعفنلا – التلى مكنلت العداء ملن رقابنلا – كثيرة ، و‬ ‫دواعلي فرقتنلا الحاضرة عديدة ، و لكلن هذا كلله ل يمنعنلا ملن الذخلذ‬ ‫باللسللباب و الهتما م بالبدايات فل نجعللل الخل ف بيننللا فللي القوال و‬ ‫ ً‬ ‫المذاهللب ، و فللي الملللك و السلليالسات و الرغراض الشخصللية حائل‬ ‫يحول بيننا و بين تحقيق الذخوة اليمانية و التعاون على البر و التقوى‬ ‫، بل نجعل الخلفات كلها تبعا لهذا اللصل الكبير ، فمصلحة الجتماع‬ ‫ ً‬ ‫مصلحة كلية و طلب الدين بالوحدة و اللفة و منعه لنا من التفكك يأتى‬ ‫عللى ذللك أجملع و يقد م عللى كلل شلئ ، و هذا شألن ملن يعظلم حرمات‬ ‫ال ل و يدرك حجللم المخاطللر التللى تمللر بهللا أمتلله . فالمسلللمون تتكافللأ‬ ‫دماؤهللم و يسللعى بذمتهللم أدناهللم و هللم يللد علللى مللن لسللواهم ، و فللي‬ ‫الحديث: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا و شبك‬ ‫الننب(ى صل(ى ان دعليه و سنلم بين أصابعه ". )رواه البخاري و‬ ‫مسلم(. و عن أبى هريرة رضي ال عنه – قال : قال رلسول ال لصلى‬ ‫الل عليله و لسلم : " من نفس دعن مؤمن كربة من كرب الدنيا‬ ‫نفس ا دعنه كربة من كرب يوم القيامة ، و من يسر دعل(ى‬ ‫إن الرابطة التي نصير بها كالجسد الواحد هي رابطة اللسل م ، و‬ ‫بدون ذللك نكون كمثلل حاللة الجاهليلة ألو أشلر، و فلي الحديلث : " ل‬ ‫سنتره ان فني الدنينا و الرخرة ، و ان فني دعون العبند منا‬ ‫ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكننننم رقاب بعننننض " .‬ ‫)متفللق عليلله(. و رابطللة الديللن تتلشللى أمامهللا رابطللة النسللب و‬ ‫القومية و الوطنية و الحزبية و لسائر لصور التعصب على الباطل ،‬ ‫كان العبند فني دعون أرخينه ". )رواه مسللم (. و فلي الحديلث: " منا‬ ‫من امرئ يخذل مسلمًا في مواطن ينتقص فيه من دعرضه‬ ‫قال تعالللللى: )وادعتصنننموا بحبلننن اللهننن جميعًا ول تفرقوا‬ ‫نَ نَ نَ َّ اوُ‬ ‫نَ ا ِ‬ ‫ َّ ا ِ‬ ‫نَ َمْ نَ ا ِ اوُ ا ِ نَ َمْ ا ِ‬ ‫و ينتهنك فينه منن حرمتنه إل رخذلنه ان فني موطنن يحنب‬ ‫واذكروا نعمت ن الله ن دعليكم ن إا ِذ كنتم ن أنَدعداء ن فألف ن بين ن‬ ‫نَ َمْ اوُ اوُ ا ِ َمْ نَ نَ َّ ا ِ نَ نَ َمْ اوُ َمْ َمْ اوُ َمْ اوُ َمْ َمْ نَ ً نَ نَ َّ نَ نَ َمْ نَ‬ ‫نصنرته ، و منا منن امرئ ينصنر مسنلمًا فني موطنن ينتقنص‬ ‫قلوبكم فأصبحتم بنعمته إا ِرخوانًا( )آل عمران: من الية301(.‬ ‫اوُ اوُ ا ِ اوُ َمْ نَ نَ َمْ نَ َمْ اوُ َمْ ا ِ ا ِ َمْ نَ ا ِ ا ِ َمْ نَ‬ ‫فينه منن دعرضنه و ينتهنك فينه منن حرمتنه إل نصنره ان فني‬ ‫آحادا‬ ‫حرص السلف دعل(ى التعاون واجتماع‬ ‫الكلمة‬ ‫معسر يسر ا دعليه في الدنيا و الرخرة و من ستر مسلمًا‬ ‫تأنب(ى الرماح إذا اجتمعنن تكسنرا      وإذا افترقنن تكسنرت‬ ‫3‬ ‫موطن يحب فيه نصرته " )رواه أبو داود ورغيره و إلسناده حسن(.‬ ‫و لملا قيلل لنلس بلن ماللك – رضلي الل عنله – بلغلك ألن رلسلول الل‬ ‫لصلى ال عليه و لسلم قال : "ل حلف في السلم" ؟ فقال أنس‬ ‫ا ِ‬ ‫: قد حالف رسول ا صل(ى ا دعليه و سلم بين قريش و‬ ‫النصار في داره " )رواه مسلم( .‬ ‫لملا أراد البعلض قتلل عثمان بلن عفان – رضلي الل‬ ‫عنلله – يو م الدار ، جاء عبدال ل بللن لسللل م ، فقال للله‬ ‫عثمان : ما جاء بك ؟ قال : جئت في نصرك ، قال :‬ ‫اذخرج إللى الناس فاطردهلم عنلى ؛ فإنلك ذخارجا ذخيلر‬ ‫ ً‬ ‫لى منك داذخل ، فخرج عبد ال إلى الناس و كان مما‬ ‫ ً‬ ‫قال رضي ال عنه : إن ل لسيفا مغمودا عنكم ، و إن‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫الملئكللة قللد جاورتكللم فللي بلدكللم هذا الذى نزل فيلله‬ ‫نلبيكم ، فالل الل فلي هذا الرجلل ألن تقتلوه ، فوالل إلن‬ ‫قتلتموه ، لتطردن جيرانكلللم ملللن الملئكلللة ولتسللللن‬ ‫لسيف ال المغمود عنكم فل يغمد إلى يو م القيامة.‬ ‫و لملا ضرب ابلن ملجلم الخارجلي عليا - رضلي الل‬ ‫ ً‬ ‫عنلله – دذخللل منزللله فاعترتلله رغشيللة ثللم أفاق فدعللا‬ ‫الحسن و الحسين – رضي ال تعالى عنهما – و قال‬ ‫: أولصليكما بتقوى الل تعاللى و الررغبلة فلي الذخرة و‬ ‫الزهلد فلي الدنيلا ول تألسلفا عللى شلئ فاتكملا منهلا ،‬ ‫فإنكمللا عنهللا راحلن ، افعل الخيللر و كونللا للظالللم‬ ‫ذخصللما و للمظلو م عونا ، ثللم دعللا محمدا ولده و قال‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫ ً‬ ‫لله : أملا لسلمعت ملا أولصليت بله أذخويلك ، قال : بللى ،‬ ‫قال : فإني أولصيك به .‬ ‫و يحكون ألن امرألة لصلرذخت لملا وقعلت فلي اللسلر‬ ‫وانتهكلللت حرمتهلللا: وامعتصلللماه ، و عللللم بذللللك‬ ‫المعتصلم فركلب فرلسله و للم ينتظلر و تبعله الجيلش‬ ‫يعدو في إثره حتى فتح عمورية ، ثم لسأل المعتصم :‬ ‫أيللن التللي تسللتصرخ؟ ، و مللن قبللل كان عمللر بللن‬ ‫الخطاب رضي ال عنه – يتخو ف من أن تتعثر شاة‬ ‫بوادي الفرات فيسأل عنها يو م القيامة لم لم يمهد لها‬ ‫مِ ل َ‬ ‫الطريلق؟ فكيلف تخوفله للو تعثلر مسللم ألو قتلل دون‬ ‫وجله حلق ؟! و كان أويلس بلن عاملر – لسليد لسلادات‬ ‫التابعيلن – يعتذر إللى ربله ملن ألن يلبيت شبعانا و فلي‬ ‫ ً‬ ‫الرض ذو كبد رطبة جائع .‬