في أدبيات العتاب

D

في أدبيات العتاب دكتور عماد الدين حسين

‫ومل �أر �أماه �صور ًا للعقارب �أو احليات الرقطاوات‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ومل �أر �أماه فى �صحائفي معك ر�سم ًا ل�سيوف الغد ِر‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫د. عماد الدين حسين‬
‫وخناجر ِاالغتيال‬
‫ِ‬
‫ومل �أر �أماه فى كل الأوراق ِو�صف ًا ملقابر الأحياء ِ ومثوى‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫فـــــــــي‬
‫فــــــــــــــــي‬
‫الأوفياء‬
‫أدبيات العتاب‬
‫وعتابي �أُ‬
‫ماه .....‬
‫الـــــــعـــــــتـــــــاب‬
‫ملاذا �أخفيتي عن وليدك تلك ال�صور والأ�شكال والأ�صوات؟‬
‫ِ‬
‫�أُماه ! .....‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فى �أح�ضا ِنك كانت الرباءة ُ.....‬
‫ِ‬
‫فى معيتك كانت ال�صحبة احلانية والرفقة الدافئة.. ملاذا جعلتي كتابي �صفحة ًبي�ضاء ال ي�شو ُبها �شائبة ًوبنيتي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫فى حمرابك تعلمت كيف �أرتل ترانيم الت�سامي و�أقر�أُ ق�صور ًا حتيط بها الورود العطرة والأ�شجار البا�سقة وفى‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫كل م�ساء كنت تق�صني علي ق�ص�ص النبالء وال�شرفاء‬
‫ِ‬
‫�سفر الوفاءِ...‬
‫ِ َ‬
‫والأوفياء؟‬
‫فى غ�ضبك �أدركت كيف تتدفقُ براكني احلكم َِة و ُت�ضىء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُ�شهب الذكاء...‬
‫ُ‬
‫فى �صم ِتك تعلمت �أبلغ املعاين ...وهكذا �صمتك دوم ًا ملاذا �أخفيتي عني �أحاديثَ اللقطاء ول�صو�ص العمر و�أكلة‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َحلوم ِالب�شر ِو�سفهاء جمال�س املحن؟‬
‫َ‬
‫مفعم ًا...‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فى رحل ِة حياتك ..�صفحات ...وم�ضات...عالمات...‬
‫ملاذا تركتيني �أ�صارع وحدي فى �أر�ض ٍجدباء ال زرع فيها‬
‫ُ‬
‫ن�ضاالت...ثمرات...معني ال َين�ضب ...‬
‫ٌ‬
‫فى جفون عينيك ...تعلمت كيف ينام الوليد وال يخ�شى وال ماء وال ُيعرف ما�ؤها من ن�ضبها وال �شرها من خريها‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫...�أر�ضاً‬
‫ال لون وال رائحة وال طعم لها ؟‬
‫اخلطر وك�أنه بني �أحوا�ض الزهر...‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فى ب�ستا ِنك ....كان قلبي يرفرف كالزهور ..وبعد‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن ماء النهر ِفى دُنيانا َيلتهم الغدير,‬
‫َ‬
‫�إفتقادي لأغ�صا ِنك غدوت �أجمع �أحالمي من بني‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫و�أن من الب�شر ِقطعان , و�أن �أدعياء الدين كالطواحني‬
‫ال�صخور...‬
‫تَ�سمع لهم �ضجيج وال تَرى لهم طحني؟‬
‫•••••‬
‫ولكن �أُماه .....هل ىل من عتاب لأعات َبك ...وهو عتاب‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫املحب للأحب ِ...‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫لقد راجعت �صحائف �صحبتي معك ...�صفحة ً تلو‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�صفحة ...‬

‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن احلب فى زماننا �شريد طريد بال‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫�أر�ض ٍ وال طن ٍ, و�أن حاملي م�شاعل ِالدجل ورايات ِالنفاق‬
‫�أ�صحاب �أر�ض �ضاربيني ؟‬
‫ُ‬
‫بني حلن عذب لع�صفور ٍمغرد ٍفى �سماء ٍ نقي ٍة �أو رائحة‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ٍ ٍ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫كريه ٍة ٍ جليفة ٍ عفنة ٍ فى �أر�ض ٍ قاحل ٍة ...؟‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن من �أم�ضى العمر �أ�سفار ًا لن ترتكله‬
‫َ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫كالب ال�صيد حتى ُي�صبح فى عداد الأموات؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن لدغ الأقارب �أ�شد �إيالم ًا من‬
‫ُ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫العقارب...و�أنه بقدر ِالعطاء ِت�أتيك الطعنات وبقدر املنع‬
‫ملاذا مل تخربيني �أنه برغم �شكوتي �صقيع ال�شتاء‬
‫والإم�ساك تكون مبن�أى عن هجوم ِ�أ�سراب اجلراد؟‬
‫..وبرغم وح�شتي وغربتي يف الأ�صقاع ..وبرغم كل ما‬
‫ُ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫نقدمه لغرباء غائبني و�أقرباء حا�ضرين ..تبقى ال�سيوف‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن الدجالني يحملون املباخر‬
‫�شاهرة ًوتبقى الأماين وليدة قبور ال�صمت؟‬
‫َ‬
‫ويتظاهرون بامل�سابح ِودماء �ضحاياهم هى وقود‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن قطعان الغربان ال ترق�ص طرب ًا مباخرهم ومن بقايا فرائ�سهم تت�شكل حبات م�سابحهم؟‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ون�شوة �إال عندما ي�سقط الغزال ...و�آه من �سقوط الغزال‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن �أقزام الليل ِالبهيم ِو�أ�شباه القردة‬
‫�أماه ....‬
‫ُ ُ‬
‫هم ملوك هذا الزمان ...هم احلا�ضرون دوما فى‬
‫�أكنت م�شفقة على الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن ِزناد بنادق ِاللقطا ِء ال ميك ُنها �أن ال�ساحات وعند ال�سالطني ...�آه لو �أخربتني �أماه ..لكنت‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حزمت �أمتعتي ورحلت �إىل �أبعد مدارات الأر�ض ؟‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تكون يوم ًا ورود ًا حمراء ؟‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن ُطرق العود ِة للديا ِر والأوطان عني‬
‫ُ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن القطط َال�صغرية َواجلرذانَ فى‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الهالك ..و�أن الفرار بعيد ًا هو الفوز القريب ...؟‬
‫زمن ِالهوان ِ�أ�ضحت تقتل الدمعة َاخلر�ساء فى الأعني‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِالربيئة ِوتغتال القلوب الكليلة َ..؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫�صدقيني �أماه �إنهم يفرحون ويهللون للنعو�ش ِالطائرة ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك ُبغ�ضهم للطيور ِالعائدة !‬
‫ِ ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن �أئمة َالكذب الرخي�ص ِال يفرقون‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن م�صا�صي الدما ِء يبحوثون عن‬
‫ً‬
‫الب�سمة ِاملفقودة ِيف وجو ِه فري�ستهم �سخر ًية وا�ستهزاء‬
‫ً‬
‫؟‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ملاذا مل تخربيني �أن زمنَ الإنك�سار ِال يحتاج �إىل‬
‫ُ‬
‫ٌ ُ ُ‬
‫�أبطال ٍ ،و�أن رياحني احلزن ِهي ُطعم َيجمع حوله‬
‫َ‬
‫فئرا ًنا جائعة ً ؟‬
‫َ‬
‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫�أُماه ! .....‬
‫�أعلم �أين �أثقلت عليك ولكني حق ًا ال �أدري ...�أكان‬
‫ُ ِ‬
‫خط�أَ ًفى �سوء فهمي وق�صور علمي ؟‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�أم كان تق�صريك يف تعليم ِوليدك وقر ِة عي ِنك مهاراتُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫العي�ش ِمع الذئاب‬
‫ِ‬
‫والتثعلب مع احليات الرقطاوات ؟‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫�أُماه .....‬
‫ُ ُ‬
‫كم عدد الق ِبالت التي و�ضعها فمك الطاهر على‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫جبيني الواهن؟‬
‫وكم عدد الأح�ضان التى �ضمتني �إىل �صد ِرك احلنون‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫�صغري ًَا وكبري ًا وهرم ًا هزيال؟‬
‫ِ‬
‫ولكن �أماه مل تخربيني قط كيف تكونُ �أح�ضانُ القتل‬
‫ِوق ُبالتُ‬
‫الغدر ِ ؟‬
‫•••••‬
‫�أُماه ! .....‬
‫هل تلومينني ...‬
‫�إن ن�صبت خيمتي فى �صحرا ِء الفراغ ِفال ب�شر‬
‫ُ‬
‫هل تلومينني‬
‫�إن �أقمت مملكتي من حيوانات �أليف ٍة عو�ض ًا عن م�سوخ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬

‫ِب�شر ٍ كا�سرة ؟‬
‫هل تلومينني؟‬
‫�إن م�سحت وجهي مباءٍ َطهو ٍر ُيزيل عني بقايا قبالت الغد ِر‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وروائح ِ �أح�ضان ِاملكر‬
‫هل تلومينني؟‬
‫ُ َ‬
‫�إن رفعت �سيف الطهر ِفى وج ِه زمارين زمن العفن و�أرباب‬
‫ِ‬
‫موائد القهر ِوالدجل ِ‬
‫�أُماه !.....‬
‫�أخفيت عنك حزين وهمي وكمدي ومدامعي وكدري‬
‫ُ ِ‬
‫وعذاباتي... ...‬
‫ولكن مل �أ ُبح ب�أ�سراري....�أتعلمني ملاذا الآن �أماه ؟‬
‫بعد �أن �أ�صبحت عيوين بحر ًا من احلزن ِ يجري ل ُيعانق‬
‫�شوقا ً ال ينتهى �إليك ...‬
‫ِ‬
‫وبعد �أن ذاب العمر كما تذوب الأمنيات ...‬
‫َ‬
‫وبعد �أن �ضاعت �أحالمي بني ال�صخور...‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫وبعد �أن �سكنت �أر�ضي احلزينة َجراح الغا�صبني و�سيوف‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫الظاملني‬
‫وبعد �أن �س�ألت �أحزاين ملاذا تربعت على عر�ش مملكتي‬
‫ُ‬
‫و�أ�صبحت �أ�سريها وحبي�سها‬
‫ُ‬
‫وبعد �أن �أدركت �أين �س�أرحل يوم ًا ما فى ظالم الليل ِالبهيم‬
‫ُ‬
‫.. بال ثوب ...بال حلم ...بال �سلطان...بال �شط�آن ..بال‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫�شئ �سوى �أملي الكبري‬
‫وبعد �أن �أدركت �أن ال�صمت �سيغدو �سجاين ويرفرف‬
‫ُ‬
‫فوق جثماين..بال �أنفا�س ..بال عطر �سوى عبري الظلم‬
‫واحلرمان‬
‫وبعد �أن �أدركت �أن جدران قربي �ستكون ح�صني ولن ينال‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫منها الغا�صبون ...لأنه ال يغرتف من فري�ست ِه من كان قتله‬
‫ُ‬
‫و�أد وذبحه تنكيل ...الكل يهرب �أماه بعيد ًا عن م�شانق‬
‫ُ‬
‫العابرين ...‬
‫وبعد �أن �أدركتُ �أنه ال ُ�صلح وال َت�صالح مع ي�أ�س �أحزاين ....‬
‫َ‬
‫حقا �أماه ما �أثقل حزنُ الإن�سان حني ُيدرك �أن القرب �أو�سع‬
‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬
‫حظا ًو�أكرث �أن�سا ًمن ف�ضاء غا�شمني جاحدين فيحنو نحو‬
‫املثوى هرع ًا من جالديه ....عجبا ً �أماه‬

‫وبعد �أن �أدركت �أن الدرهم والدينار هما ع�شقُ الدجالني و‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أن�س الأفاقني و�أن الرحيل هو املالذ الأخري عن كوكبة ِممالك‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫احلقد الدفني والقتل البطىء.‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫وبعد �أن �أدركت �أنني ما كنت �سوى عبد مملوك �أ�سري تقاذفه‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫قنا�صة ٌماهرون وقتلة �سفاحون، وعتاة جاهلون .... ثم �ألقوه‬
‫ُ‬
‫يف غيابات اجلب و�أرادوا �أن يغيبوه ويحرقوا �صفحات تاريخه‬
‫..ما �أحقرهم �أماه...ما �أو�ضعهم �أماه...‬
‫لكل هذا �أماه .... قررت �أن �أفتح مكنونَ �صدري لأنقل لك‬
‫َ ِ‬
‫َ‬
‫َ ُُ‬
‫�صمت ًا طال حب�سه ..من يدري �أماه قد تكون حرويف تلك هى‬
‫�آخر �أ�سفاري...‬
‫•••••‬
‫هل تذكرين حلمي الأول �أماه ؟!‬
‫�أن تكونَ �شريكتي ربيع ًا متجدد ًا وخريف ًا ال ينام, لأرى‬
‫على �شواط ِئها كل الأماين‬
‫ُ‬
‫فتبدلت الأماين ومل �أرى على �شواط ِئها �سوى ما ر�أيت ِه‬
‫ِ‬
‫�أنت ب�أم ِعينيك ....ولن�شرب كالنا من نف�س الك�أ�س ؟ ما‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫�أق�سى مرارته �أماه ؟‬

‫هل تذكرين حلمي الأول �أماه ؟!‬
‫�أن تكون حياتي فى معي ِة طيو ِر الأمل و�أوراق ِ �شجر ٍ ظليل‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫.....‬
‫ف�أ�صبحتُ ذات �صباح لأجد طيور الأمل وقد قتلوها و�شوهوا‬
‫َ َ ِ‬
‫معاملها...وحني �س�ألتُ عن �أوراق ال�شجر ...�أخربوين ب�أن‬
‫ال�شجر ت�شاجر وهجر ....حتى عقلي �أماه مل يحرتموه ؟‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫•••••‬
‫والآن �أماه !‬
‫�أبحث عن ب�سمة ٍ تاهت مع الأحزان ِ و�أماين حبي�س ٍة‬
‫ْ‬
‫تبخرت مع الأيام‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫�أبحث عن كربياء ٍ هزمته مدامعي و�شتات �أ�سفاري وطول‬
‫�إنتظاري ووهن عظامي و وط�أة �أ�سقامي‬
‫�أبحث عن عطر مكا ِنك و دفء حنا ِنك وبركة ُدعواتك‬
‫ُ‬
‫�أبحث عن فرح ٍة �إغتالها ل�صو�ص زمن العفن واجلهل‬
‫ُ‬
‫العميق‬
‫�أبحث عن �إ�صباح ٍ م�ضىءٍ ظل منفي ًا من وطني‬
‫�أبحث عن يوم ٍ ُيغادرين فيه الهم وعن مكان ٍ يفارقني‬
‫فيه ال�ضجر‬
‫�أبحث عن �أ�شالئي التي �سقطت كحبات عقد انفرط يف‬
‫ِ ٍ‬
‫بحر ِالندم‬
‫�أبحث عن �سجان عادل يحررعمري من دجالني مارقيني‬
‫ٍ ٍ‬
‫ُ‬
‫وعبد ِة قبور ٍ مرتدين‬
‫ِ ُ‬
‫�أبحث عن �صدى من الأم�س عله يكون عزاء ليومي‬
‫ً‬
‫املحت�ضر‬
‫ِ ِ‬
‫�أبحث عن ثائر ٍبداخلي ليحطم �أ�سوار قهري وقيود حزين‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ُ‬
‫و�أ�صفاد وحدتي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أبحث عن ماءٍ َطهور ٍ ميحو ذكراهم املُ�ؤملة ...و تاريخهم‬
‫ِ‬
‫املزعج... ...‬
‫�أبحث عن مماح ٍة نظيف ٍة ت�شطب ا�سمي من �أر�شيفهم‬
‫ُ‬
‫...وعنواين من �أجندتهم ...و ذكرياتي من م�ستنقعهم‬
‫الراكد‬
‫•••••‬
‫ُُ‬
‫�أبحث عن عمر ٍ �أمللمه بعد �أن �أ�ضحى �أ�شالء فوق مدين ِة‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫�أحالمي ...‬
‫َ‬
‫�أبحث عن مدين ِة �أحالمي اجلديدة وقد نه�ض �شع ُبها‬
‫وانهزم عدُوها وعال‬
‫َ‬
‫�أماه !‬
‫�أعلم �أنى �أوجعت قلبك و�أدميتُه و�أجريتُ املدامع من‬
‫م�آقي عينيك ....ولكن ...�أماه....‬
‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أقاوم �صمت قربي ...ومازالت‬
‫ُ‬
‫الأقدام حتملني‬
‫ُ‬
‫�أنا مل �أمت بعد ...مازالت يداي تلقان ....ومل �أزل رغم‬
‫�إنك�سار ِاحللم ِمرفوع اجلبني‬
‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أحلم ب�شاطىءٍ تر�سو عليه‬
‫ْ ُ‬
‫�سفينتي وت�أخذين من بني �صمت قربي‬

‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أردد ما ردده �شاعر تون�س....‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�س�أعي�ش رغم الدا ِء والأعدا ِء ...‬
‫�أنا مل �أمت بعد ..مازلت �أحت�ضنُ حلمي رغم ما فعله به زمني‬
‫..الزال حللمي مالحمه..الزال حللمي معامله ...‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أم ِلك نف�سي... �أعرفـها..حتى‬
‫َ‬
‫و�إن �أزهقوها �ستعود لرتفرف من جديد بني الأ�شجار وعلى‬
‫ال�شط�آن‬
‫�أنا مل �أمت بعد..مازلت ملك ًا فى مملكتي وفار�س ًا يف ميداين‬
‫و�إمام ًا يف حمرابي رغم الوهن...‬
‫�أنا مل �أمت بعد ...مازالت احلياة ُناب�ضة ً....ودفعتُ را�ضي ًا‬
‫ثمنَ حلمي ولن �أبيع الوهم يوم ًا‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�أنا مل �أمت بعد...�س�أغادر حني ي�أذنُ ربي رغم كيدهم‬
‫العظيم.. رغم �سعيهم احلثيث‬
‫�أنا مل �أمت بعد...لكل �ضيق ٍمهما طال �أبواب...ولكل غريب‬
‫َ ٌ‬
‫مهما �إمتد به ال�سفر م�آب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أنا مل �أمت بعد ...�س�أظل �أرحتل يف �سما ِء الع�شق ِ ُحملق ًا‬
‫بجناحني....و�أبد ًا �أماه لن �أ�ستكني...‬
‫�أماه !!‬
‫مل يقهروا حتى الآن حلمي.....‬
‫ُ‬
‫مل يقهروا حتى الآن حلمي....‬
‫ُ‬
‫مل يقهروا حتى الآن حلمي...‬
‫ُ‬

‫�أغ�سط�س 9002 ـ نيويورك‬

‫• الرئي�س التنفيذي ملجموعة ( ‪) CMI-CEO‬‬

‫• م�ست�شار رئي�سي ـ التطوير والتميز امل�ؤ�س�سي‬
‫• مقيم رئي�سي معتمد ( ‪) EFQM Master Assessor , Belgium‬‬
‫• مدرب معتمد ( ‪) EFQM Licensed Trainer, Belgium‬‬
‫• مدرب معتمد فى �إدارة املعرفة ( ‪) CKM Instructor KMI, USA‬‬
‫• حمكم جتاري دويل مبركز �أبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري ( ‪) Chartered Arbitrator‬‬

Contenu connexe

Tendances(17)

Similaire à في أدبيات العتاب

ذات رغبة  ذات رغبة
ذات رغبة Nabil Ahmed Alkhadher
489 vues45 diapositives
ترحل الأبدانترحل الأبدان
ترحل الأبدانdremadhussein
242 vues1 diapositive
خمس دقائق وحسبخمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسبShamKarama
1.5K vues75 diapositives

Similaire à في أدبيات العتاب(20)

حين تغازلنا المدينةحين تغازلنا المدينة
حين تغازلنا المدينة
dremadhussein333 vues
ذات رغبة  ذات رغبة
ذات رغبة
Nabil Ahmed Alkhadher489 vues
ترحل الأبدانترحل الأبدان
ترحل الأبدان
dremadhussein242 vues
خمس دقائق وحسبخمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
ShamKarama1.5K vues
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيب
kabdulhak381 vues
برقيات2برقيات2
برقيات2
محمد البرقي403 vues
برقيات2برقيات2
برقيات2
محمد البرقي541 vues
Remember1Remember1
Remember1
Khalid Es-salehy289 vues
AlkabarAlkabar
Alkabar
Abdenour SIFODIL590 vues
60196019
6019
kotob arabia685 vues
مداراتمدارات
مدارات
dremadhussein410 vues
ملخص كتاب الغضب ملخص كتاب الغضب
ملخص كتاب الغضب
Ǻmiř Ćadơǒ Ṧhamṥ1.8K vues
ادكرينيادكريني
ادكريني
سعيد مخربش160 vues

في أدبيات العتاب

  • 1. ‫ومل �أر �أماه �صور ًا للعقارب �أو احليات الرقطاوات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ومل �أر �أماه فى �صحائفي معك ر�سم ًا ل�سيوف الغد ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫د. عماد الدين حسين‬ ‫وخناجر ِاالغتيال‬ ‫ِ‬ ‫ومل �أر �أماه فى كل الأوراق ِو�صف ًا ملقابر الأحياء ِ ومثوى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فـــــــــي‬ ‫فــــــــــــــــي‬ ‫الأوفياء‬ ‫أدبيات العتاب‬ ‫وعتابي �أُ‬ ‫ماه .....‬ ‫الـــــــعـــــــتـــــــاب‬ ‫ملاذا �أخفيتي عن وليدك تلك ال�صور والأ�شكال والأ�صوات؟‬ ‫ِ‬ ‫�أُماه ! .....‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فى �أح�ضا ِنك كانت الرباءة ُ.....‬ ‫ِ‬ ‫فى معيتك كانت ال�صحبة احلانية والرفقة الدافئة.. ملاذا جعلتي كتابي �صفحة ًبي�ضاء ال ي�شو ُبها �شائبة ًوبنيتي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫فى حمرابك تعلمت كيف �أرتل ترانيم الت�سامي و�أقر�أُ ق�صور ًا حتيط بها الورود العطرة والأ�شجار البا�سقة وفى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كل م�ساء كنت تق�صني علي ق�ص�ص النبالء وال�شرفاء‬ ‫ِ‬ ‫�سفر الوفاءِ...‬ ‫ِ َ‬ ‫والأوفياء؟‬ ‫فى غ�ضبك �أدركت كيف تتدفقُ براكني احلكم َِة و ُت�ضىء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ�شهب الذكاء...‬ ‫ُ‬ ‫فى �صم ِتك تعلمت �أبلغ املعاين ...وهكذا �صمتك دوم ًا ملاذا �أخفيتي عني �أحاديثَ اللقطاء ول�صو�ص العمر و�أكلة‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحلوم ِالب�شر ِو�سفهاء جمال�س املحن؟‬ ‫َ‬ ‫مفعم ًا...‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فى رحل ِة حياتك ..�صفحات ...وم�ضات...عالمات...‬ ‫ملاذا تركتيني �أ�صارع وحدي فى �أر�ض ٍجدباء ال زرع فيها‬ ‫ُ‬ ‫ن�ضاالت...ثمرات...معني ال َين�ضب ...‬ ‫ٌ‬ ‫فى جفون عينيك ...تعلمت كيف ينام الوليد وال يخ�شى وال ماء وال ُيعرف ما�ؤها من ن�ضبها وال �شرها من خريها‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫...�أر�ضاً‬ ‫ال لون وال رائحة وال طعم لها ؟‬ ‫اخلطر وك�أنه بني �أحوا�ض الزهر...‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فى ب�ستا ِنك ....كان قلبي يرفرف كالزهور ..وبعد‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن ماء النهر ِفى دُنيانا َيلتهم الغدير,‬ ‫َ‬ ‫�إفتقادي لأغ�صا ِنك غدوت �أجمع �أحالمي من بني‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫و�أن من الب�شر ِقطعان , و�أن �أدعياء الدين كالطواحني‬ ‫ال�صخور...‬ ‫تَ�سمع لهم �ضجيج وال تَرى لهم طحني؟‬ ‫•••••‬ ‫ولكن �أُماه .....هل ىل من عتاب لأعات َبك ...وهو عتاب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫املحب للأحب ِ...‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لقد راجعت �صحائف �صحبتي معك ...�صفحة ً تلو‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�صفحة ...‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن احلب فى زماننا �شريد طريد بال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫�أر�ض ٍ وال طن ٍ, و�أن حاملي م�شاعل ِالدجل ورايات ِالنفاق‬ ‫�أ�صحاب �أر�ض �ضاربيني ؟‬ ‫ُ‬
  • 2. ‫بني حلن عذب لع�صفور ٍمغرد ٍفى �سماء ٍ نقي ٍة �أو رائحة‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كريه ٍة ٍ جليفة ٍ عفنة ٍ فى �أر�ض ٍ قاحل ٍة ...؟‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن من �أم�ضى العمر �أ�سفار ًا لن ترتكله‬ ‫َ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫كالب ال�صيد حتى ُي�صبح فى عداد الأموات؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن لدغ الأقارب �أ�شد �إيالم ًا من‬ ‫ُ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫العقارب...و�أنه بقدر ِالعطاء ِت�أتيك الطعنات وبقدر املنع‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أنه برغم �شكوتي �صقيع ال�شتاء‬ ‫والإم�ساك تكون مبن�أى عن هجوم ِ�أ�سراب اجلراد؟‬ ‫..وبرغم وح�شتي وغربتي يف الأ�صقاع ..وبرغم كل ما‬ ‫ُ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫نقدمه لغرباء غائبني و�أقرباء حا�ضرين ..تبقى ال�سيوف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن الدجالني يحملون املباخر‬ ‫�شاهرة ًوتبقى الأماين وليدة قبور ال�صمت؟‬ ‫َ‬ ‫ويتظاهرون بامل�سابح ِودماء �ضحاياهم هى وقود‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن قطعان الغربان ال ترق�ص طرب ًا مباخرهم ومن بقايا فرائ�سهم تت�شكل حبات م�سابحهم؟‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ون�شوة �إال عندما ي�سقط الغزال ...و�آه من �سقوط الغزال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن �أقزام الليل ِالبهيم ِو�أ�شباه القردة‬ ‫�أماه ....‬ ‫ُ ُ‬ ‫هم ملوك هذا الزمان ...هم احلا�ضرون دوما فى‬ ‫�أكنت م�شفقة على الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن ِزناد بنادق ِاللقطا ِء ال ميك ُنها �أن ال�ساحات وعند ال�سالطني ...�آه لو �أخربتني �أماه ..لكنت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حزمت �أمتعتي ورحلت �إىل �أبعد مدارات الأر�ض ؟‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تكون يوم ًا ورود ًا حمراء ؟‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن ُطرق العود ِة للديا ِر والأوطان عني‬ ‫ُ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن القطط َال�صغرية َواجلرذانَ فى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الهالك ..و�أن الفرار بعيد ًا هو الفوز القريب ...؟‬ ‫زمن ِالهوان ِ�أ�ضحت تقتل الدمعة َاخلر�ساء فى الأعني‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِالربيئة ِوتغتال القلوب الكليلة َ..؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫�صدقيني �أماه �إنهم يفرحون ويهللون للنعو�ش ِالطائرة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ُبغ�ضهم للطيور ِالعائدة !‬ ‫ِ ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن �أئمة َالكذب الرخي�ص ِال يفرقون‬ ‫ِ‬
  • 3. ‫ملاذا مل تخربيني �أن م�صا�صي الدما ِء يبحوثون عن‬ ‫ً‬ ‫الب�سمة ِاملفقودة ِيف وجو ِه فري�ستهم �سخر ًية وا�ستهزاء‬ ‫ً‬ ‫؟‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملاذا مل تخربيني �أن زمنَ الإنك�سار ِال يحتاج �إىل‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫�أبطال ٍ ،و�أن رياحني احلزن ِهي ُطعم َيجمع حوله‬ ‫َ‬ ‫فئرا ًنا جائعة ً ؟‬ ‫َ‬ ‫�أكنت م�شفقة ًعلى الوليد �أماه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أُماه ! .....‬ ‫�أعلم �أين �أثقلت عليك ولكني حق ًا ال �أدري ...�أكان‬ ‫ُ ِ‬ ‫خط�أَ ًفى �سوء فهمي وق�صور علمي ؟‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أم كان تق�صريك يف تعليم ِوليدك وقر ِة عي ِنك مهاراتُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫العي�ش ِمع الذئاب‬ ‫ِ‬ ‫والتثعلب مع احليات الرقطاوات ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫�أُماه .....‬ ‫ُ ُ‬ ‫كم عدد الق ِبالت التي و�ضعها فمك الطاهر على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫جبيني الواهن؟‬ ‫وكم عدد الأح�ضان التى �ضمتني �إىل �صد ِرك احلنون‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫�صغري ًَا وكبري ًا وهرم ًا هزيال؟‬ ‫ِ‬ ‫ولكن �أماه مل تخربيني قط كيف تكونُ �أح�ضانُ القتل‬ ‫ِوق ُبالتُ‬ ‫الغدر ِ ؟‬ ‫•••••‬ ‫�أُماه ! .....‬ ‫هل تلومينني ...‬ ‫�إن ن�صبت خيمتي فى �صحرا ِء الفراغ ِفال ب�شر‬ ‫ُ‬ ‫هل تلومينني‬ ‫�إن �أقمت مملكتي من حيوانات �أليف ٍة عو�ض ًا عن م�سوخ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِب�شر ٍ كا�سرة ؟‬ ‫هل تلومينني؟‬ ‫�إن م�سحت وجهي مباءٍ َطهو ٍر ُيزيل عني بقايا قبالت الغد ِر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وروائح ِ �أح�ضان ِاملكر‬ ‫هل تلومينني؟‬ ‫ُ َ‬ ‫�إن رفعت �سيف الطهر ِفى وج ِه زمارين زمن العفن و�أرباب‬ ‫ِ‬ ‫موائد القهر ِوالدجل ِ‬ ‫�أُماه !.....‬ ‫�أخفيت عنك حزين وهمي وكمدي ومدامعي وكدري‬ ‫ُ ِ‬ ‫وعذاباتي... ...‬ ‫ولكن مل �أ ُبح ب�أ�سراري....�أتعلمني ملاذا الآن �أماه ؟‬ ‫بعد �أن �أ�صبحت عيوين بحر ًا من احلزن ِ يجري ل ُيعانق‬ ‫�شوقا ً ال ينتهى �إليك ...‬ ‫ِ‬ ‫وبعد �أن ذاب العمر كما تذوب الأمنيات ...‬ ‫َ‬ ‫وبعد �أن �ضاعت �أحالمي بني ال�صخور...‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وبعد �أن �سكنت �أر�ضي احلزينة َجراح الغا�صبني و�سيوف‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الظاملني‬ ‫وبعد �أن �س�ألت �أحزاين ملاذا تربعت على عر�ش مملكتي‬ ‫ُ‬ ‫و�أ�صبحت �أ�سريها وحبي�سها‬ ‫ُ‬ ‫وبعد �أن �أدركت �أين �س�أرحل يوم ًا ما فى ظالم الليل ِالبهيم‬ ‫ُ‬ ‫.. بال ثوب ...بال حلم ...بال �سلطان...بال �شط�آن ..بال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�شئ �سوى �أملي الكبري‬ ‫وبعد �أن �أدركت �أن ال�صمت �سيغدو �سجاين ويرفرف‬ ‫ُ‬ ‫فوق جثماين..بال �أنفا�س ..بال عطر �سوى عبري الظلم‬ ‫واحلرمان‬ ‫وبعد �أن �أدركت �أن جدران قربي �ستكون ح�صني ولن ينال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫منها الغا�صبون ...لأنه ال يغرتف من فري�ست ِه من كان قتله‬ ‫ُ‬ ‫و�أد وذبحه تنكيل ...الكل يهرب �أماه بعيد ًا عن م�شانق‬ ‫ُ‬
  • 4. ‫العابرين ...‬ ‫وبعد �أن �أدركتُ �أنه ال ُ�صلح وال َت�صالح مع ي�أ�س �أحزاين ....‬ ‫َ‬ ‫حقا �أماه ما �أثقل حزنُ الإن�سان حني ُيدرك �أن القرب �أو�سع‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫حظا ًو�أكرث �أن�سا ًمن ف�ضاء غا�شمني جاحدين فيحنو نحو‬ ‫املثوى هرع ًا من جالديه ....عجبا ً �أماه‬ ‫وبعد �أن �أدركت �أن الدرهم والدينار هما ع�شقُ الدجالني و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أن�س الأفاقني و�أن الرحيل هو املالذ الأخري عن كوكبة ِممالك‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلقد الدفني والقتل البطىء.‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وبعد �أن �أدركت �أنني ما كنت �سوى عبد مملوك �أ�سري تقاذفه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قنا�صة ٌماهرون وقتلة �سفاحون، وعتاة جاهلون .... ثم �ألقوه‬ ‫ُ‬ ‫يف غيابات اجلب و�أرادوا �أن يغيبوه ويحرقوا �صفحات تاريخه‬ ‫..ما �أحقرهم �أماه...ما �أو�ضعهم �أماه...‬ ‫لكل هذا �أماه .... قررت �أن �أفتح مكنونَ �صدري لأنقل لك‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫�صمت ًا طال حب�سه ..من يدري �أماه قد تكون حرويف تلك هى‬ ‫�آخر �أ�سفاري...‬ ‫•••••‬ ‫هل تذكرين حلمي الأول �أماه ؟!‬ ‫�أن تكونَ �شريكتي ربيع ًا متجدد ًا وخريف ًا ال ينام, لأرى‬ ‫على �شواط ِئها كل الأماين‬ ‫ُ‬ ‫فتبدلت الأماين ومل �أرى على �شواط ِئها �سوى ما ر�أيت ِه‬ ‫ِ‬ ‫�أنت ب�أم ِعينيك ....ولن�شرب كالنا من نف�س الك�أ�س ؟ ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫�أق�سى مرارته �أماه ؟‬ ‫هل تذكرين حلمي الأول �أماه ؟!‬ ‫�أن تكون حياتي فى معي ِة طيو ِر الأمل و�أوراق ِ �شجر ٍ ظليل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫.....‬ ‫ف�أ�صبحتُ ذات �صباح لأجد طيور الأمل وقد قتلوها و�شوهوا‬ ‫َ َ ِ‬ ‫معاملها...وحني �س�ألتُ عن �أوراق ال�شجر ...�أخربوين ب�أن‬ ‫ال�شجر ت�شاجر وهجر ....حتى عقلي �أماه مل يحرتموه ؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫•••••‬ ‫والآن �أماه !‬ ‫�أبحث عن ب�سمة ٍ تاهت مع الأحزان ِ و�أماين حبي�س ٍة‬ ‫ْ‬ ‫تبخرت مع الأيام‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫�أبحث عن كربياء ٍ هزمته مدامعي و�شتات �أ�سفاري وطول‬ ‫�إنتظاري ووهن عظامي و وط�أة �أ�سقامي‬ ‫�أبحث عن عطر مكا ِنك و دفء حنا ِنك وبركة ُدعواتك‬ ‫ُ‬ ‫�أبحث عن فرح ٍة �إغتالها ل�صو�ص زمن العفن واجلهل‬ ‫ُ‬ ‫العميق‬ ‫�أبحث عن �إ�صباح ٍ م�ضىءٍ ظل منفي ًا من وطني‬ ‫�أبحث عن يوم ٍ ُيغادرين فيه الهم وعن مكان ٍ يفارقني‬ ‫فيه ال�ضجر‬ ‫�أبحث عن �أ�شالئي التي �سقطت كحبات عقد انفرط يف‬ ‫ِ ٍ‬ ‫بحر ِالندم‬ ‫�أبحث عن �سجان عادل يحررعمري من دجالني مارقيني‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وعبد ِة قبور ٍ مرتدين‬
  • 5. ‫ِ ُ‬ ‫�أبحث عن �صدى من الأم�س عله يكون عزاء ليومي‬ ‫ً‬ ‫املحت�ضر‬ ‫ِ ِ‬ ‫�أبحث عن ثائر ٍبداخلي ليحطم �أ�سوار قهري وقيود حزين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫و�أ�صفاد وحدتي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أبحث عن ماءٍ َطهور ٍ ميحو ذكراهم املُ�ؤملة ...و تاريخهم‬ ‫ِ‬ ‫املزعج... ...‬ ‫�أبحث عن مماح ٍة نظيف ٍة ت�شطب ا�سمي من �أر�شيفهم‬ ‫ُ‬ ‫...وعنواين من �أجندتهم ...و ذكرياتي من م�ستنقعهم‬ ‫الراكد‬ ‫•••••‬ ‫ُُ‬ ‫�أبحث عن عمر ٍ �أمللمه بعد �أن �أ�ضحى �أ�شالء فوق مدين ِة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫�أحالمي ...‬ ‫َ‬ ‫�أبحث عن مدين ِة �أحالمي اجلديدة وقد نه�ض �شع ُبها‬ ‫وانهزم عدُوها وعال‬ ‫َ‬ ‫�أماه !‬ ‫�أعلم �أنى �أوجعت قلبك و�أدميتُه و�أجريتُ املدامع من‬ ‫م�آقي عينيك ....ولكن ...�أماه....‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أقاوم �صمت قربي ...ومازالت‬ ‫ُ‬ ‫الأقدام حتملني‬ ‫ُ‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...مازالت يداي تلقان ....ومل �أزل رغم‬ ‫�إنك�سار ِاحللم ِمرفوع اجلبني‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أحلم ب�شاطىءٍ تر�سو عليه‬ ‫ْ ُ‬ ‫�سفينتي وت�أخذين من بني �صمت قربي‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أردد ما ردده �شاعر تون�س....‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�س�أعي�ش رغم الدا ِء والأعدا ِء ...‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ..مازلت �أحت�ضنُ حلمي رغم ما فعله به زمني‬ ‫..الزال حللمي مالحمه..الزال حللمي معامله ...‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...مازلت �أم ِلك نف�سي... �أعرفـها..حتى‬ ‫َ‬ ‫و�إن �أزهقوها �ستعود لرتفرف من جديد بني الأ�شجار وعلى‬ ‫ال�شط�آن‬ ‫�أنا مل �أمت بعد..مازلت ملك ًا فى مملكتي وفار�س ًا يف ميداين‬ ‫و�إمام ًا يف حمرابي رغم الوهن...‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...مازالت احلياة ُناب�ضة ً....ودفعتُ را�ضي ًا‬ ‫ثمنَ حلمي ولن �أبيع الوهم يوم ًا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أنا مل �أمت بعد...�س�أغادر حني ي�أذنُ ربي رغم كيدهم‬ ‫العظيم.. رغم �سعيهم احلثيث‬ ‫�أنا مل �أمت بعد...لكل �ضيق ٍمهما طال �أبواب...ولكل غريب‬ ‫َ ٌ‬ ‫مهما �إمتد به ال�سفر م�آب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أنا مل �أمت بعد ...�س�أظل �أرحتل يف �سما ِء الع�شق ِ ُحملق ًا‬ ‫بجناحني....و�أبد ًا �أماه لن �أ�ستكني...‬ ‫�أماه !!‬ ‫مل يقهروا حتى الآن حلمي.....‬ ‫ُ‬ ‫مل يقهروا حتى الآن حلمي....‬ ‫ُ‬ ‫مل يقهروا حتى الآن حلمي...‬ ‫ُ‬ ‫�أغ�سط�س 9002 ـ نيويورك‬ ‫• الرئي�س التنفيذي ملجموعة ( ‪) CMI-CEO‬‬ ‫• م�ست�شار رئي�سي ـ التطوير والتميز امل�ؤ�س�سي‬ ‫• مقيم رئي�سي معتمد ( ‪) EFQM Master Assessor , Belgium‬‬ ‫• مدرب معتمد ( ‪) EFQM Licensed Trainer, Belgium‬‬ ‫• مدرب معتمد فى �إدارة املعرفة ( ‪) CKM Instructor KMI, USA‬‬ ‫• حمكم جتاري دويل مبركز �أبوظبي للتوفيق والتحكيم التجاري ( ‪) Chartered Arbitrator‬‬