1. في إطار النضال الجماهيري المشترك،
هل نعمل كجماعات أم كأفراد ؟
كيف نعمل في إطار ''نضال جماهيري مشترك'' )مثل ''حرك ة
02 فبراير''( ؟ هل نعمل كأفراد، أم كجماعات ؟ م ن ه م العض اء
المقبول ون ف ي إط ار ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، ه ل ه م
الح زاب، والهيئات، والت;ي ارات، والجماع ات، أم ه م المواطن ون
الفراد الت;قد;ميون ؟ لماذا يجب أن نعمل داخل ''حرك ة 02 ف براير''
كم واطنين أف راد تق دمHيين، ولي س كجماع ات حزبي ة متماس كة أو
منسجمة ؟
ميزة النضال الجماهيري المشترك
لقد جاء )م ا أطلق ت Qعلي ه الص Hحافة عب ارة( ''ح راك الربي ع
العرب ي''، أو ''الح راك ال ديمقراطي''، )ال ذي انطل ق من ذ بداي ة س نة
1102 في تونس، ثم مصر، واليمن، وليبي ا، وس وريا(، ج اء بأش ياء
جدي دة ل م نك ن نعرفه ا م ن قب ل ف ي منطقتن ا. ومنه ا مثل )م ا
ن^س مHيه( ''النض))ال الجم))اهيري المش))ترك''. والمي زة الساس ية ل
''حركة 02 فبراير'' ب المغرب، ه ي أنه ا نض))ال جم))اهيري مش))ترك.
ومعنى هذا المفهوم أنه ليس بنضال ذي طبيع ة نقابي ة، أو حزبي ة،
أو جمعوي ة )نس بة إل ى جمعي ة معيHن ة(، أو فئوي ة. والعض اء
المش اركون ف ي ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، ليس وا هيئات
حزبية، أو نقابية، أو جمعوية، وإنما هم مواطنون أفراد تق د;ميون. و
يبقى هذا ''النضال الجماهيري المشترك'' مفتوحcا باستمرار على ك ل
المواطنين التقد;ميين. ويمكن لهؤلء المواطنين الفراد، متى شاءوا،
2. أن يشاركوا في هذا ''النضال الجماهيري المشترك''، أو أن ينسحبوا
منه. والمشاركون في هذا ''النض ال الجم اهير المش ترك'' ه م ال ذين
ينظ;مون أنفس هم، ويتش اورون فيم ا بينه م، ويخط;ط ون، ويق رHرون،
وينف;ذون جماعيا اختياراتهم، وذلك ع بر لق اءهم ف ي جم ع ع ام، أو
م ن خلل لج ان وظيفي ة متخصHص ة. وك ل مناض ل ل م يjفه م جي Hدiا
خاص Hية ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، يمكن ه أن يتح وmل إل ى
معرقل له ذا النض ال، أو ق د يس قط ف ي أخط اء أو انحراف ات تض رH
بهذا الصHنف من النضال.
وقد فهم المناضلون منذ البداية أنه لو كان ح زب معي Hن، أو
ح تى تح الف بي ن ع د;ة أح زاب، ه و ال ذي دjع jا إل ى إنطلق حرك ة
نضالية مثل ''حركة 02 فبراير''، لم ا ك ان حج م ه ذه الحرك ة ك بيرcا،
ولما كانت مد;تها طويل ة. والس Hر ال ذي يفس Hر كب jر حج م ''حرك ة 02
ف براير''، ويفس Hر امت دادها ع بر الزم ان، ه و أن الش خاص ال ذين
بادروا إلى الد;عوة إل ى انطلق ه ذه الحرك ة، وإل ى تنظي م انطلقه ا،
فعل وا ذل ك بص فتهم م واطنين تق د;ميين ع اديHين، ولي س بص فتهم
متحزHبي ن ينتم ون إل ى أح زاب أو هيئات مح د;دة. وق وmة ''حرك ة 02
فبراير'' تأتي م ن كونه ا ل تنتم ي إل ى أي ة هيئة سياس ية معيHن ة. ول
يستطيع أي حزب، أو جماعة، أو تيار، أن يد;عي أنه ه و ال ذي دع ا
إليه ا، أو خط; ط له ا، أو نظ;مه ا، أو قاده ا. فل تخض ع ''حرك ة 02
ف براير'' إل ى قي ادة، أو إل ى هيمن ة، أي ة ق وة سياس ية، أو نقابي ة، أو
جمعوية.
وفي حال ة إذا م ا قبلن ا ب أن تك ون العض وية داخ ل ''النض ال
ارات، زاب، والهيئات، والتي ترك'' للح اهيري المش الجم
والجماع ات، ف إن العم ل داخل ه س يتحوmل م ن عم ل جم اعي بي ن
أفراد، إل ى تنس يق فيم ا بي ن هيئات سياس ية متنافس ة. والتنس يق
فيما بين هيئات سياسية هو أكثر صعوبة، وأكثر عرض ة للت;ع ثر، أو
للنشقاق، أو للنشطار.
3. أمHا داخل ''حركة 02 ف براير''، ف إن العض اء ال ذين يناض لون
فيه ا ليس وا أحزاب cا، أو جماع ات، أو تي ارات، أو خليط iا م ن ه ذه
القوى، وإنما هم مواطنون أفراد تقد;ميون. ص حيح أن نس بة معيHن ة
من مناضلي ''حرك ة 02 ف براير'' ه م مناض لون متحزHب ون، والب اقون
هم غير متحزHبي ن. وص حيح أيض ا أن نس بة م ن ه ؤلء المناض لين
ينتمون إلى تيارات أو مشارب فكرية متنوmعة. لكنهم كل;ه م يعمل ون
داخ ل ''حرك ة 02 ف براير'' كم واطنين أف راد تق د;ميين، ولي س
كجماعات حزبية، أو نقابية، أو جمعوية.
نقبل التنافس بين الفكار كأفكار، ونرفض التصادم
بين الجماعات كجماعات
من الط بيعي أن توج د داخ ل ك ل ش عب جماع))ات متنو6ع))ة
ومتع د;دة. وم ن الع ادي أن ينتم ي بع ض المناض لين الف راد
المس اهمين ف ي أي ''نض ال جم اهيري مش ترك'' إل ى أح زاب، أو
تيHارات، أو جماعات، أو هيئات، مختلف ة. وم ن المقب ول أن يوج د
تنافس فيما بين أفكار ه ذه الجماع ات والهيئات. وم ن المفي د أن
نقارن بين برامجها لكي نفرز من هو البرنامج ال ذي يلئم أك ثر م ن
غيره مصالح الشعب، ويعود علي ه ب أكبر منفع ة. لك ن م ا ه و غي ر
مقبول، وغير مجد~، هو أن يتحوmل الصراع بي ن أفك ار ه ذه الهيئات
إلى صراع عقيم بين الجماعات كجماعات. لماذا ؟ لنه كل;ما تح وmل
الصراع من البح ث ع ن الحقيق ة، أو ع ن الفك ار ال تي تك ون أك ثر
إفادة للشعب، إلى صراع يهدف بشكل أعم ى إل ى تغلي ب الجماع ة
التي ننتمي نحن إليها، أو إلى إقصاء، أو إلى القضاء على كل Hمن ه و
مخالف لنا، فإن هذا الصنف من الصراع يؤدHي إلى العرقل ة، أو إل ى
ه jد•ر الطاق ات، أو ينت ج الخ راب، أو ي ؤدHي إل ى الت;خل; ف، أو إل ى
النحط اط. ل ذا نق ول : نرح;))ب بالص))راع الموض))وعي بي))ن الفك))ار
4. كأفك))ار، ونرف))ض الص))راع ال))ذاتي، أو الع?ص?)ب>ي، بي))ن الجماع))ات
كجماعات.
وغالب cا م ا يك ون الح ل Hالوحي د الفع Hال لتلف ي الص راع بي ن
الجماعات كجماعات في إطار مjا، هو تخصيص العض)وية ف))ي ه))ذا
الطار إلى المواطنين الفراد التقدميين، ورفض عضوية اله?يFئات
كKه?يFئات.
المنطق الحزبي
والميزة الساسية الخرى ل ''النضال الجم اهيري المش ترك''
)مثل نضال ''حركة 02 فبراير'' بالمغرب( هو أنه ل يخضع للمنط))ق
الحزب))ي. والمقص ود بمفه وم ''المنط))ق الحزب))ي'' ه و ذل ك المنه ج
ال ذي يجع ل الح زب يه دف، م ن خلل مجم ل أفك اره، وبرامج ه،
وأنش طته، وحرك اته، إل ى تقوي ة ذل ك الح زب، وتم تين فع اليHته،
وتثبيت غ„لبته، وتعزيز انتصاره. حيث في المنطق الحزب))ي، يك))ون
اله))دف الس))مى للح))زب، ه))و الح))زب نفس))ه، ولي س ش يء آخ ر
سواه. فإذا كان المناضلون المتحزHبون )الذين يعملون داخل ''نضال
جماهيري مشترك''( يخضعون أفكارهم أو سلوكهم للمنطق الحزب ي
وح ده، ف إنهم س jيjك‡ونون ف ي ه ذه الحال ة مjهQووس ون فق ط بتغلي ب
مص الح حزبه م عل ى مص الح الجماع ات الخ رى، ول ن يس تطيعوا
الهتمام بإنجاح النض ال الجم اهيري المش ترك. وإذا ك ان المنط ق
الحزبي مبرHرcا داخل الحزب، ويؤدHي إلى نتائج معتبرة، فإنه ل يلئم
النض ال الجم اهيري المش ترك. ب ل يحت اج النض ال الجم اهير
المش ترك إل ى منط ق آخ ر مخ الف، ن^س مHيه ''منط)))ق النض)))ال
الجم))اهيري المش))ترك''. وه ذا المنط ق الخي ر يتمي Hز بك ونه يعط ي
السبقية إلى إنجاح النض ال الجم اهيري المش ترك، ول و ك ان ذل ك
النجاح يقتضي مرحليHا تناسي الحزب المعني، أو ت„ق•ليص دوره.
ومن معاني ''منطق النض))ال الجم))اهيري المش))ترك''، حينم ا
ين اقش المناض لون، أو حينم ا ي برمجون، أو حينم ا يص وmتون، ف ي
5. إط ار النض ال الجم اهيري المش ترك، أنه م يس اندون ك ل Hمق ترح
معقول، أو إيجابي، أو بjن;اء، ولو كان م ن اق ترحه ينتم ي إل ى ح زب
منافس لحزبهم، أو ينتم ي إل ى تي ار خص م، أو إل ى جماع ة من اوئة.
وفي نفس ال وقت، يع ارض ه ؤلء المناض لين أي اق تراح يعت برونه
غير معقول، أو سلبي، أو معرقل، أو متخل;ف، ولو كان م ن اŽق•ت„رjح jه
ينتمي إلى حزبهم الخاص، أو إلى تيHارهم المفضHل، أو إلى جم اعتهم
المقرHب ة. بمعن ى أن المناض لين الحقيقيي ن يخض عون تفكيره م
وسلوكهم لمنط ق العق ل وح ده، ويرفض ون تكبي ل أنفس هم بمنط ق
''العصبية الحزبية''.
العصبي;ة حسب عبد الرحمان بن خلدون
وقد سبق للمؤرHخ عبد الرحم ان ب ن خل دون )2331 -6041
ميلدية( )237 – 808 هجرية(، في كتابه المش هور ''المقد;م ة''، أن
أوضح أن العلقات فيم ا بي ن القب ائل )ف ي منطق ة معيHن ة( تخض ع
لمنطق ''العصبية''. ويقصد ب ''العصبية'' الموالة بشكل تام Hللقبيل ة،
أو للعشيرة، أو للعائلة، ومناصرتها سواء cكانت ظالم ة أم مظلوم ة.
وتتجل ى مثل ''العص بية'' ف ي تض امن أو قت ال ذوي النس ب القري ب
بهدف بلوغ الغلبة، أو الرئاسة، أو الحك م. و تتن افس القب ائل فيم ا
بينه ا عل ى الم وارد، وعل ى الس Hلطة، وتتص ارع، ب ل ت^قات ل بعض ها
بعضcا. وما دام ت ه ذه القب ائل موج ودة، ف إن الص Hراع فيم ا بينه ا
يمت د; ع بر الزم ان. ول يتوق; ف ه ذا ا لص Hراع إل˜ عن دما ت زول ه ذه
القبائل، أو عندما تذوب في إطار أوسع.
وفي زماننا الحالي، فإن ''القب ائل'' العjص رية، أو الحديث ة، ه ي
الطبقات المم جتمعي ة، والفئات الجتماعي ة، والح زاب السياس ية،
والت;ي ارات الفكري ة، والنقاب ات، والجمعي ات المهني ة، وغيره ا م ن
الهيئات. ول توج د فق ط ''العص بية'' القبلي ة، ب ل توج د أيض ا
''العص بية'' العائلي ة، والطائفي ة، والمناطقي ة، والجهوي ة، والديني ة،
والمذهبية، والرHياضية، والنقابية، والحزبي ة، والسياس ية، إل ى آخ ره.
6. ويمكن أن توجد داخل كل ''عص بية'' مح د;دة ع د;ة عص بيات أخ رى
متفاوتة.
فكلما تواج))دت جماع))ات متمي;))زة داخ))ل إط))ار مجتمع))ي،
تظهر ''العصبية'' فيها، وتحدث فيما بينها منافسات، وص))راعات
دائمة . وكل;ما تواجدت جماع ات مختلف ة داخ ل ''نض ال جم اهيري
مشترك''، تلجأ حتمcا هذه الجماعات إلى الت;ن افس عل ى المكاس ب،
أو عل ى الت أثير، أو عل ى الزHعام ة، أو عل ى القي ادة. وتس تعمل ك لH
الوس ائل المتاح ة لحس م الص Hراع لص الحها. وينته ي الص Hراع إل ى
هيمن ة الط; رف الق وى. وه ذا الط رف الق وى الغ الب ل يك ون
بالضرورة هو الطرف ال كثر حكم ة ،iأو س jدادcا، ب ل يمك ن أن يك ون
هو الكثر تخل;فiا، أو انتهازيHة ،iأو و™حشيHة.i
لذلك نقول في ما يخص ''النضال الجماهيري المشترك'' : أن
الحل لتلفي الغرق في صراعات عقيمة ومخر;بة بي))ن الجماع))ات
كجماعات، ه))و رف))ض عض))وية الجماع))ات والهيئات السياس))ية،
وحصر هذه العضوية في المواطنين الفراد التقدميين.
نقبل عضوية المواطنين الفراد، ونرفض عضوية
الهيئات
وف ي إط ار النض))ال الجم))اهيري المش))ترك، ومن ذ اللحظ ة
الولى التي نقبل فيها بعضوية هيئات، مثل الحزاب، أو النقاب ات،
أو الجمعي ات، أو التي ارات، أو الجماع ات، ف إن ديناميكي ة العم ل
المشترك تؤدHي بالضHرورة إل ى الختلف ف ي الراء، أو ف ي البرام ج،
أو في الوسائل، أو ف ي الس اليب، أو ف ي المص الح، فيم ا بي ن ه ذه
الهيئات. فتدخل هذه الهيئات في صيرورة الت;نافس، أو الت;زاحم، أو
الصHراع فيما بينها. وغالبcا ما ل تقب ل ه ذه الهيئات المس اواة فيم ا
بينها، ول تقدر على إقامة ت وازن فيم ا بينه ا، ول تتحم Hل الت;ع ايش
السHلمي فيما بينها، ول تحترم قواعد العمل المش ترك. ب ل تط الب
7. بالتنس يق معه ا. وتح اول ك ل هيئة إن تزاع أك بر ق در ممك ن م ن
التأثير. وتتسابق هذه الهيئات على الغ„لبة، أو على الزHعامة، أو على
القيادة. وتريد كل واحدة من هذه الهيئات أن تصبح هي البارزة، أو
المسيطرة، أو المهيمنة. ويؤدي بها الصراع إلى محاولة هزم بعضها
لبع ض، وتح اول إض عاف، أو إقص اء، بعض ها لبع ض. وتتب ادل
الت;هامات فيما بينه ا. ث م تظه ر تكت;لت، أو تحالف ات. ث م تتح وmل
إلى انشقاقات، أو انقسامات، أو صدامات. وتتحوmل الخلفات فيما
بينه ا إل ى ع داوات معق; دة ومتص اعدة. ويص عب عل ى أي ك ان أن
يتحك›م في مجرى هذه العداوات.
ل)))ذا نdرح;)))ب، ف)))ي إط)))ار النض)))ال الجم)))اهيري المش)))ترك،
بعضوية المواطنين الفراد التقدميين، ونرفض عضوية الهيئات.
عبد الرحمان النوضة
)وحرHر في الدار البيضاء، في يوم الثنين 4 فبراير 3102(.