SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  7
Télécharger pour lire hors ligne
‫في إطار النضال الجماهيري المشترك،‬
          ‫هل نعمل كجماعات أم كأفراد ؟‬


‫كيف نعمل في إطار ''نضال جماهيري مشترك'' )مثل ''حرك ة‬
‫02 فبراير''( ؟ هل نعمل كأفراد، أم كجماعات ؟ م ن ه م العض اء‬
‫المقبول ون ف ي إط ار ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، ه ل ه م‬
‫الح زاب، والهيئات، والت;ي ارات، والجماع ات، أم ه م المواطن ون‬
‫الفراد الت;قد;ميون ؟ لماذا يجب أن نعمل داخل ''حرك ة 02 ف براير''‬
‫كم واطنين أف راد تق دم‪H‬يين، ولي س كجماع ات حزبي ة متماس كة أو‬
                                                         ‫منسجمة ؟‬


           ‫ميزة النضال الجماهيري المشترك‬
‫لقد جاء )م ا أطلق ت‪ Q‬علي ه الص‪ H‬حافة عب ارة( ''ح راك الربي ع‬
‫العرب ي''، أو ''الح راك ال ديمقراطي''، )ال ذي انطل ق من ذ بداي ة س نة‬
‫1102 في تونس، ثم مصر، واليمن، وليبي ا، وس وريا(، ج اء بأش ياء‬
‫جدي دة ل م نك ن نعرفه ا م ن قب ل ف ي منطقتن ا. ومنه ا مثل )م ا‬
‫ن^س م‪H‬يه( ''النض))ال الجم))اهيري المش))ترك''. والمي زة الساس ية ل‬
‫''حركة 02 فبراير'' ب المغرب، ه ي أنه ا نض))ال جم))اهيري مش))ترك.‬
‫ومعنى هذا المفهوم أنه ليس بنضال ذي طبيع ة نقابي ة، أو حزبي ة،‬
‫أو جمعوي ة )نس بة إل ى جمعي ة معي‪H‬ن ة(، أو فئوي ة. والعض اء‬
‫المش اركون ف ي ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، ليس وا هيئات‬
‫حزبية، أو نقابية، أو جمعوية، وإنما هم مواطنون أفراد تق د;ميون. و‬
‫يبقى هذا ''النضال الجماهيري المشترك'' مفتوح‪c‬ا باستمرار على ك ل‬
‫المواطنين التقد;ميين. ويمكن لهؤلء المواطنين الفراد، متى شاءوا،‬
‫أن يشاركوا في هذا ''النضال الجماهيري المشترك''، أو أن ينسحبوا‬
‫منه. والمشاركون في هذا ''النض ال الجم اهير المش ترك'' ه م ال ذين‬
‫ينظ;مون أنفس هم، ويتش اورون فيم ا بينه م، ويخط;ط ون، ويق ر‪H‬رون،‬
‫وينف;ذون جماعيا اختياراتهم، وذلك ع بر لق اءهم ف ي جم ع ع ام، أو‬
‫م ن خلل لج ان وظيفي ة متخص‪H‬ص ة. وك ل مناض ل ل م ي‪j‬فه م جي‪ H‬د‪i‬ا‬
‫خاص‪ H‬ية ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، يمكن ه أن يتح و‪m‬ل إل ى‬
‫معرقل له ذا النض ال، أو ق د يس قط ف ي أخط اء أو انحراف ات تض ر‪H‬‬
                                             ‫بهذا الص‪H‬نف من النضال.‬
‫وقد فهم المناضلون منذ البداية أنه لو كان ح زب معي‪ H‬ن، أو‬
‫ح تى تح الف بي ن ع د;ة أح زاب، ه و ال ذي د‪j‬ع‪ j‬ا إل ى إنطلق حرك ة‬
‫نضالية مثل ''حركة 02 فبراير''، لم ا ك ان حج م ه ذه الحرك ة ك بير‪c‬ا،‬
‫ولما كانت مد;تها طويل ة. والس‪ H‬ر ال ذي يفس‪ H‬ر كب‪ j‬ر حج م ''حرك ة 02‬
‫ف براير''، ويفس‪ H‬ر امت دادها ع بر الزم ان، ه و أن الش خاص ال ذين‬
‫بادروا إلى الد;عوة إل ى انطلق ه ذه الحرك ة، وإل ى تنظي م انطلقه ا،‬
‫فعل وا ذل ك بص فتهم م واطنين تق د;ميين ع ادي‪H‬ين، ولي س بص فتهم‬
‫متحز‪H‬بي ن ينتم ون إل ى أح زاب أو هيئات مح د;دة. وق و‪m‬ة ''حرك ة 02‬
‫فبراير'' تأتي م ن كونه ا ل تنتم ي إل ى أي ة هيئة سياس ية معي‪H‬ن ة. ول‬
‫يستطيع أي حزب، أو جماعة، أو تيار، أن يد;عي أنه ه و ال ذي دع ا‬
‫إليه ا، أو خط; ط له ا، أو نظ;مه ا، أو قاده ا. فل تخض ع ''حرك ة 02‬
‫ف براير'' إل ى قي ادة، أو إل ى هيمن ة، أي ة ق وة سياس ية، أو نقابي ة، أو‬
                                                               ‫جمعوية.‬
‫وفي حال ة إذا م ا قبلن ا ب أن تك ون العض وية داخ ل ''النض ال‬
‫ارات،‬    ‫زاب، والهيئات، والتي‬       ‫ترك'' للح‬     ‫اهيري المش‬       ‫الجم‬
‫والجماع ات، ف إن العم ل داخل ه س يتحو‪m‬ل م ن عم ل جم اعي بي ن‬
‫أفراد، إل ى تنس يق فيم ا بي ن هيئات سياس ية متنافس ة. والتنس يق‬
‫فيما بين هيئات سياسية هو أكثر صعوبة، وأكثر عرض ة للت;ع ثر، أو‬
                                              ‫للنشقاق، أو للنشطار.‬
‫أم‪H‬ا داخل ''حركة 02 ف براير''، ف إن العض اء ال ذين يناض لون‬
‫فيه ا ليس وا أحزاب‪ c‬ا، أو جماع ات، أو تي ارات، أو خليط‪ i‬ا م ن ه ذه‬
‫القوى، وإنما هم مواطنون أفراد تقد;ميون. ص حيح أن نس بة معي‪H‬ن ة‬
‫من مناضلي ''حرك ة 02 ف براير'' ه م مناض لون متحز‪H‬ب ون، والب اقون‬
‫هم غير متحز‪H‬بي ن. وص حيح أيض ا أن نس بة م ن ه ؤلء المناض لين‬
‫ينتمون إلى تيارات أو مشارب فكرية متنو‪m‬عة. لكنهم كل;ه م يعمل ون‬
‫داخ ل ''حرك ة 02 ف براير'' كم واطنين أف راد تق د;ميين، ولي س‬
                           ‫كجماعات حزبية، أو نقابية، أو جمعوية.‬


 ‫نقبل التنافس بين الفكار كأفكار، ونرفض التصادم‬
                   ‫بين الجماعات كجماعات‬
‫من الط بيعي أن توج د داخ ل ك ل ش عب جماع))ات متنو6ع))ة‬
‫ومتع د;دة. وم ن الع ادي أن ينتم ي بع ض المناض لين الف راد‬
‫المس اهمين ف ي أي ''نض ال جم اهيري مش ترك'' إل ى أح زاب، أو‬
‫تي‪H‬ارات، أو جماعات، أو هيئات، مختلف ة. وم ن المقب ول أن يوج د‬
‫تنافس فيما بين أفكار ه ذه الجماع ات والهيئات. وم ن المفي د أن‬
‫نقارن بين برامجها لكي نفرز من هو البرنامج ال ذي يلئم أك ثر م ن‬
‫غيره مصالح الشعب، ويعود علي ه ب أكبر منفع ة. لك ن م ا ه و غي ر‬
‫مقبول، وغير مجد~، هو أن يتحو‪m‬ل الصراع بي ن أفك ار ه ذه الهيئات‬
‫إلى صراع عقيم بين الجماعات كجماعات. لماذا ؟ لنه كل;ما تح و‪m‬ل‬
‫الصراع من البح ث ع ن الحقيق ة، أو ع ن الفك ار ال تي تك ون أك ثر‬
‫إفادة للشعب، إلى صراع يهدف بشكل أعم ى إل ى تغلي ب الجماع ة‬
‫التي ننتمي نحن إليها، أو إلى إقصاء، أو إلى القضاء على كل‪ H‬من ه و‬
‫مخالف لنا، فإن هذا الصنف من الصراع يؤد‪H‬ي إلى العرقل ة، أو إل ى‬
‫ه‪ j‬د•ر الطاق ات، أو ينت ج الخ راب، أو ي ؤد‪H‬ي إل ى الت;خل; ف، أو إل ى‬
‫النحط اط. ل ذا نق ول : نرح;))ب بالص))راع الموض))وعي بي))ن الفك))ار‬
‫كأفك))ار، ونرف))ض الص))راع ال))ذاتي، أو الع?ص?)ب>ي، بي))ن الجماع))ات‬
                                                         ‫كجماعات.‬
‫وغالب‪ c‬ا م ا يك ون الح ل‪ H‬الوحي د الفع‪ H‬ال لتلف ي الص راع بي ن‬
‫الجماعات كجماعات في إطار م‪j‬ا، هو تخصيص العض)وية ف))ي ه))ذا‬
‫الطار إلى المواطنين الفراد التقدميين، ورفض عضوية اله?ي‪F‬ئات‬
                                                           ‫ك‪K‬ه?ي‪F‬ئات.‬


                      ‫المنطق الحزبي‬
‫والميزة الساسية الخرى ل ''النضال الجم اهيري المش ترك''‬
‫)مثل نضال ''حركة 02 فبراير'' بالمغرب( هو أنه ل يخضع للمنط))ق‬
‫الحزب))ي. والمقص ود بمفه وم ''المنط))ق الحزب))ي'' ه و ذل ك المنه ج‬
‫ال ذي يجع ل الح زب يه دف، م ن خلل مجم ل أفك اره، وبرامج ه،‬
‫وأنش طته، وحرك اته، إل ى تقوي ة ذل ك الح زب، وتم تين فع الي‪H‬ته،‬
‫وتثبيت غ„لبته، وتعزيز انتصاره. حيث في المنطق الحزب))ي، يك))ون‬
‫اله))دف الس))مى للح))زب، ه))و الح))زب نفس))ه، ولي س ش يء آخ ر‬
‫سواه. فإذا كان المناضلون المتحز‪H‬بون )الذين يعملون داخل ''نضال‬
‫جماهيري مشترك''( يخضعون أفكارهم أو سلوكهم للمنطق الحزب ي‬
‫وح ده، ف إنهم س‪ j‬ي‪j‬ك‡ونون ف ي ه ذه الحال ة م‪j‬ه‪Q‬ووس ون فق ط بتغلي ب‬
‫مص الح حزبه م عل ى مص الح الجماع ات الخ رى، ول ن يس تطيعوا‬
‫الهتمام بإنجاح النض ال الجم اهيري المش ترك. وإذا ك ان المنط ق‬
‫الحزبي مبر‪H‬ر‪c‬ا داخل الحزب، ويؤد‪H‬ي إلى نتائج معتبرة، فإنه ل يلئم‬
‫النض ال الجم اهيري المش ترك. ب ل يحت اج النض ال الجم اهير‬
‫المش ترك إل ى منط ق آخ ر مخ الف، ن^س م‪H‬يه ''منط)))ق النض)))ال‬
‫الجم))اهيري المش))ترك''. وه ذا المنط ق الخي ر يتمي‪ H‬ز بك ونه يعط ي‬
‫السبقية إلى إنجاح النض ال الجم اهيري المش ترك، ول و ك ان ذل ك‬
    ‫النجاح يقتضي مرحلي‪H‬ا تناسي الحزب المعني، أو ت„ق•ليص دوره.‬
‫ومن معاني ''منطق النض))ال الجم))اهيري المش))ترك''، حينم ا‬
‫ين اقش المناض لون، أو حينم ا ي برمجون، أو حينم ا يص و‪m‬تون، ف ي‬
‫إط ار النض ال الجم اهيري المش ترك، أنه م يس اندون ك ل‪ H‬مق ترح‬
‫معقول، أو إيجابي، أو ب‪j‬ن;اء، ولو كان م ن اق ترحه ينتم ي إل ى ح زب‬
‫منافس لحزبهم، أو ينتم ي إل ى تي ار خص م، أو إل ى جماع ة من اوئة.‬
‫وفي نفس ال وقت، يع ارض ه ؤلء المناض لين أي اق تراح يعت برونه‬
‫غير معقول، أو سلبي، أو معرقل، أو متخل;ف، ولو كان م ن ا‪Ž‬ق•ت„ر‪j‬ح‪ j‬ه‬
‫ينتمي إلى حزبهم الخاص، أو إلى تي‪H‬ارهم المفض‪H‬ل، أو إلى جم اعتهم‬
‫المقر‪H‬ب ة. بمعن ى أن المناض لين الحقيقيي ن يخض عون تفكيره م‬
‫وسلوكهم لمنط ق العق ل وح ده، ويرفض ون تكبي ل أنفس هم بمنط ق‬
                                                  ‫''العصبية الحزبية''.‬
       ‫العصبي;ة حسب عبد الرحمان بن خلدون‬
‫وقد سبق للمؤر‪H‬خ عبد الرحم ان ب ن خل دون )2331 -6041‬
‫ميلدية( )237 – 808 هجرية(، في كتابه المش هور ''المقد;م ة''، أن‬
‫أوضح أن العلقات فيم ا بي ن القب ائل )ف ي منطق ة معي‪H‬ن ة( تخض ع‬
‫لمنطق ''العصبية''. ويقصد ب ''العصبية'' الموالة بشكل تام‪ H‬للقبيل ة،‬
‫أو للعشيرة، أو للعائلة، ومناصرتها سواء‪ c‬كانت ظالم ة أم مظلوم ة.‬
‫وتتجل ى مثل ''العص بية'' ف ي تض امن أو قت ال ذوي النس ب القري ب‬
‫بهدف بلوغ الغلبة، أو الرئاسة، أو الحك م. و تتن افس القب ائل فيم ا‬
‫بينه ا عل ى الم وارد، وعل ى الس‪ H‬لطة، وتتص ارع، ب ل ت^قات ل بعض ها‬
‫بعض‪c‬ا. وما دام ت ه ذه القب ائل موج ودة، ف إن الص‪ H‬راع فيم ا بينه ا‬
‫يمت د; ع بر الزم ان. ول يتوق; ف ه ذا ا لص‪ H‬راع إل˜ عن دما ت زول ه ذه‬
                            ‫القبائل، أو عندما تذوب في إطار أوسع.‬
‫وفي زماننا الحالي، فإن ''القب ائل'' الع‪j‬ص رية، أو الحديث ة، ه ي‬
‫الطبقات المم جتمعي ة، والفئات الجتماعي ة، والح زاب السياس ية،‬
‫والت;ي ارات الفكري ة، والنقاب ات، والجمعي ات المهني ة، وغيره ا م ن‬
‫الهيئات. ول توج د فق ط ''العص بية'' القبلي ة، ب ل توج د أيض ا‬
‫''العص بية'' العائلي ة، والطائفي ة، والمناطقي ة، والجهوي ة، والديني ة،‬
‫والمذهبية، والر‪H‬ياضية، والنقابية، والحزبي ة، والسياس ية، إل ى آخ ره.‬
‫ويمكن أن توجد داخل كل ''عص بية'' مح د;دة ع د;ة عص بيات أخ رى‬
                                                              ‫متفاوتة.‬
‫فكلما تواج))دت جماع))ات متمي;))زة داخ))ل إط))ار مجتمع))ي،‬
‫تظهر ''العصبية'' فيها، وتحدث فيما بينها منافسات، وص))راعات‬
‫دائمة . وكل;ما تواجدت جماع ات مختلف ة داخ ل ''نض ال جم اهيري‬
‫مشترك''، تلجأ حتم‪c‬ا هذه الجماعات إلى الت;ن افس عل ى المكاس ب،‬
‫أو عل ى الت أثير، أو عل ى الز‪H‬عام ة، أو عل ى القي ادة. وتس تعمل ك ل‪H‬‬
‫الوس ائل المتاح ة لحس م الص‪ H‬راع لص الحها. وينته ي الص‪ H‬راع إل ى‬
‫هيمن ة الط; رف الق وى. وه ذا الط رف الق وى الغ الب ل يك ون‬
‫بالضرورة هو الطرف ال كثر حكم ة‪ ،i‬أو س‪ j‬داد‪c‬ا، ب ل يمك ن أن يك ون‬
                           ‫هو الكثر تخل;ف‪i‬ا، أو انتهازي‪H‬ة‪ ،i‬أو و™حشي‪H‬ة‪.i‬‬
‫لذلك نقول في ما يخص ''النضال الجماهيري المشترك'' : أن‬
‫الحل لتلفي الغرق في صراعات عقيمة ومخر;بة بي))ن الجماع))ات‬
‫كجماعات، ه))و رف))ض عض))وية الجماع))ات والهيئات السياس))ية،‬
           ‫وحصر هذه العضوية في المواطنين الفراد التقدميين.‬


   ‫نقبل عضوية المواطنين الفراد، ونرفض عضوية‬
                             ‫الهيئات‬
‫وف ي إط ار النض))ال الجم))اهيري المش))ترك، ومن ذ اللحظ ة‬
‫الولى التي نقبل فيها بعضوية هيئات، مثل الحزاب، أو النقاب ات،‬
‫أو الجمعي ات، أو التي ارات، أو الجماع ات، ف إن ديناميكي ة العم ل‬
‫المشترك تؤد‪H‬ي بالض‪H‬رورة إل ى الختلف ف ي الراء، أو ف ي البرام ج،‬
‫أو في الوسائل، أو ف ي الس اليب، أو ف ي المص الح، فيم ا بي ن ه ذه‬
‫الهيئات. فتدخل هذه الهيئات في صيرورة الت;نافس، أو الت;زاحم، أو‬
‫الص‪H‬راع فيما بينها. وغالب‪c‬ا ما ل تقب ل ه ذه الهيئات المس اواة فيم ا‬
‫بينها، ول تقدر على إقامة ت وازن فيم ا بينه ا، ول تتحم‪ H‬ل الت;ع ايش‬
‫الس‪H‬لمي فيما بينها، ول تحترم قواعد العمل المش ترك. ب ل تط الب‬
‫بالتنس يق معه ا. وتح اول ك ل هيئة إن تزاع أك بر ق در ممك ن م ن‬
‫التأثير. وتتسابق هذه الهيئات على الغ„لبة، أو على الز‪H‬عامة، أو على‬
‫القيادة. وتريد كل واحدة من هذه الهيئات أن تصبح هي البارزة، أو‬
‫المسيطرة، أو المهيمنة. ويؤدي بها الصراع إلى محاولة هزم بعضها‬
‫لبع ض، وتح اول إض عاف، أو إقص اء، بعض ها لبع ض. وتتب ادل‬
‫الت;هامات فيما بينه ا. ث م تظه ر تكت;لت، أو تحالف ات. ث م تتح و‪m‬ل‬
‫إلى انشقاقات، أو انقسامات، أو صدامات. وتتحو‪m‬ل الخلفات فيما‬
‫بينه ا إل ى ع داوات معق; دة ومتص اعدة. ويص عب عل ى أي ك ان أن‬
                                     ‫يتحك›م في مجرى هذه العداوات.‬
‫ل)))ذا ن‪d‬رح;)))ب، ف)))ي إط)))ار النض)))ال الجم)))اهيري المش)))ترك،‬
‫بعضوية المواطنين الفراد التقدميين، ونرفض عضوية الهيئات.‬

                                           ‫عبد الرحمان النوضة‬
  ‫)وحر‪H‬ر في الدار البيضاء، في يوم الثنين 4 فبراير 3102(.‬

Contenu connexe

Similaire à Hakart

ملخص مدخل الى علم السياسة
ملخص مدخل الى علم السياسةملخص مدخل الى علم السياسة
ملخص مدخل الى علم السياسةDroit Arabe
 
و أخيرا تحققت النبوءة
و أخيرا تحققت النبوءةو أخيرا تحققت النبوءة
و أخيرا تحققت النبوءةHamdi Mohame Fadhel
 
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...ezra lioyd
 
ملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعيةملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعيةMubarak Al daossri
 
جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني
جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني
جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني Bilel MANAI
 
العمل التطوعي وادارة المتطوعين
العمل التطوعي وادارة المتطوعينالعمل التطوعي وادارة المتطوعين
العمل التطوعي وادارة المتطوعينPCPD Palestine
 
الأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامة
الأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامةالأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامة
الأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامةUniversité Cadi Ayyad de Marrakech
 
تعريف الاحزاب
تعريف الاحزابتعريف الاحزاب
تعريف الاحزابmodesis
 
5b135e294c6e11527995945.ppt
5b135e294c6e11527995945.ppt5b135e294c6e11527995945.ppt
5b135e294c6e11527995945.pptDiMans1
 
دور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالث
دور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالثدور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالث
دور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالثMohammad Rabiee محمد ربعي
 
دينامية الجماعة.pdf
دينامية الجماعة.pdfدينامية الجماعة.pdf
دينامية الجماعة.pdfkhadijameskine
 
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...Awni Etaywe - S. M.
 
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...Awni Etaywe - S. M.
 
حركة أحرار من نحن
حركة أحرار  من نحنحركة أحرار  من نحن
حركة أحرار من نحنAhrarmov
 
Training manual - 27 NOv - preview
Training manual - 27 NOv - previewTraining manual - 27 NOv - preview
Training manual - 27 NOv - previewZeinab Bitar
 
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015Baker AbuBaker
 
الحياة الحزبية - المحافظين.pptx
الحياة الحزبية - المحافظين.pptxالحياة الحزبية - المحافظين.pptx
الحياة الحزبية - المحافظين.pptxssuser0fa142
 
هل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسيهل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسيMed Aymen Oueslati
 
هل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسيهل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسيMed Aymen Oueslati
 
سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015
سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015
سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015Elias Melki
 

Similaire à Hakart (20)

ملخص مدخل الى علم السياسة
ملخص مدخل الى علم السياسةملخص مدخل الى علم السياسة
ملخص مدخل الى علم السياسة
 
و أخيرا تحققت النبوءة
و أخيرا تحققت النبوءةو أخيرا تحققت النبوءة
و أخيرا تحققت النبوءة
 
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
استراتيجيات مواجهة التهديدات الناعمة الناجمة عن نشاطات التيارات السلفية التكف...
 
ملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعيةملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعية
 
جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني
جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني
جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي - خليل العناني
 
العمل التطوعي وادارة المتطوعين
العمل التطوعي وادارة المتطوعينالعمل التطوعي وادارة المتطوعين
العمل التطوعي وادارة المتطوعين
 
الأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامة
الأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامةالأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامة
الأحزاب السياسية و دورها في تنظيم الحياة العامة
 
تعريف الاحزاب
تعريف الاحزابتعريف الاحزاب
تعريف الاحزاب
 
5b135e294c6e11527995945.ppt
5b135e294c6e11527995945.ppt5b135e294c6e11527995945.ppt
5b135e294c6e11527995945.ppt
 
دور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالث
دور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالثدور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالث
دور المنظمات الأهلية والحركات الاجتماعية الفلسطينية بتكوين التيار الثالث
 
دينامية الجماعة.pdf
دينامية الجماعة.pdfدينامية الجماعة.pdf
دينامية الجماعة.pdf
 
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
 
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
 
حركة أحرار من نحن
حركة أحرار  من نحنحركة أحرار  من نحن
حركة أحرار من نحن
 
Training manual - 27 NOv - preview
Training manual - 27 NOv - previewTraining manual - 27 NOv - preview
Training manual - 27 NOv - preview
 
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
 
الحياة الحزبية - المحافظين.pptx
الحياة الحزبية - المحافظين.pptxالحياة الحزبية - المحافظين.pptx
الحياة الحزبية - المحافظين.pptx
 
هل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسيهل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسي
 
هل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسيهل هناك-يسار-تونسي
هل هناك-يسار-تونسي
 
سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015
سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015
سوسيولوجيا الانتخابات - فرنسا 2015
 

Hakart

  • 1. ‫في إطار النضال الجماهيري المشترك،‬ ‫هل نعمل كجماعات أم كأفراد ؟‬ ‫كيف نعمل في إطار ''نضال جماهيري مشترك'' )مثل ''حرك ة‬ ‫02 فبراير''( ؟ هل نعمل كأفراد، أم كجماعات ؟ م ن ه م العض اء‬ ‫المقبول ون ف ي إط ار ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، ه ل ه م‬ ‫الح زاب، والهيئات، والت;ي ارات، والجماع ات، أم ه م المواطن ون‬ ‫الفراد الت;قد;ميون ؟ لماذا يجب أن نعمل داخل ''حرك ة 02 ف براير''‬ ‫كم واطنين أف راد تق دم‪H‬يين، ولي س كجماع ات حزبي ة متماس كة أو‬ ‫منسجمة ؟‬ ‫ميزة النضال الجماهيري المشترك‬ ‫لقد جاء )م ا أطلق ت‪ Q‬علي ه الص‪ H‬حافة عب ارة( ''ح راك الربي ع‬ ‫العرب ي''، أو ''الح راك ال ديمقراطي''، )ال ذي انطل ق من ذ بداي ة س نة‬ ‫1102 في تونس، ثم مصر، واليمن، وليبي ا، وس وريا(، ج اء بأش ياء‬ ‫جدي دة ل م نك ن نعرفه ا م ن قب ل ف ي منطقتن ا. ومنه ا مثل )م ا‬ ‫ن^س م‪H‬يه( ''النض))ال الجم))اهيري المش))ترك''. والمي زة الساس ية ل‬ ‫''حركة 02 فبراير'' ب المغرب، ه ي أنه ا نض))ال جم))اهيري مش))ترك.‬ ‫ومعنى هذا المفهوم أنه ليس بنضال ذي طبيع ة نقابي ة، أو حزبي ة،‬ ‫أو جمعوي ة )نس بة إل ى جمعي ة معي‪H‬ن ة(، أو فئوي ة. والعض اء‬ ‫المش اركون ف ي ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، ليس وا هيئات‬ ‫حزبية، أو نقابية، أو جمعوية، وإنما هم مواطنون أفراد تق د;ميون. و‬ ‫يبقى هذا ''النضال الجماهيري المشترك'' مفتوح‪c‬ا باستمرار على ك ل‬ ‫المواطنين التقد;ميين. ويمكن لهؤلء المواطنين الفراد، متى شاءوا،‬
  • 2. ‫أن يشاركوا في هذا ''النضال الجماهيري المشترك''، أو أن ينسحبوا‬ ‫منه. والمشاركون في هذا ''النض ال الجم اهير المش ترك'' ه م ال ذين‬ ‫ينظ;مون أنفس هم، ويتش اورون فيم ا بينه م، ويخط;ط ون، ويق ر‪H‬رون،‬ ‫وينف;ذون جماعيا اختياراتهم، وذلك ع بر لق اءهم ف ي جم ع ع ام، أو‬ ‫م ن خلل لج ان وظيفي ة متخص‪H‬ص ة. وك ل مناض ل ل م ي‪j‬فه م جي‪ H‬د‪i‬ا‬ ‫خاص‪ H‬ية ''النض ال الجم اهيري المش ترك''، يمكن ه أن يتح و‪m‬ل إل ى‬ ‫معرقل له ذا النض ال، أو ق د يس قط ف ي أخط اء أو انحراف ات تض ر‪H‬‬ ‫بهذا الص‪H‬نف من النضال.‬ ‫وقد فهم المناضلون منذ البداية أنه لو كان ح زب معي‪ H‬ن، أو‬ ‫ح تى تح الف بي ن ع د;ة أح زاب، ه و ال ذي د‪j‬ع‪ j‬ا إل ى إنطلق حرك ة‬ ‫نضالية مثل ''حركة 02 فبراير''، لم ا ك ان حج م ه ذه الحرك ة ك بير‪c‬ا،‬ ‫ولما كانت مد;تها طويل ة. والس‪ H‬ر ال ذي يفس‪ H‬ر كب‪ j‬ر حج م ''حرك ة 02‬ ‫ف براير''، ويفس‪ H‬ر امت دادها ع بر الزم ان، ه و أن الش خاص ال ذين‬ ‫بادروا إلى الد;عوة إل ى انطلق ه ذه الحرك ة، وإل ى تنظي م انطلقه ا،‬ ‫فعل وا ذل ك بص فتهم م واطنين تق د;ميين ع ادي‪H‬ين، ولي س بص فتهم‬ ‫متحز‪H‬بي ن ينتم ون إل ى أح زاب أو هيئات مح د;دة. وق و‪m‬ة ''حرك ة 02‬ ‫فبراير'' تأتي م ن كونه ا ل تنتم ي إل ى أي ة هيئة سياس ية معي‪H‬ن ة. ول‬ ‫يستطيع أي حزب، أو جماعة، أو تيار، أن يد;عي أنه ه و ال ذي دع ا‬ ‫إليه ا، أو خط; ط له ا، أو نظ;مه ا، أو قاده ا. فل تخض ع ''حرك ة 02‬ ‫ف براير'' إل ى قي ادة، أو إل ى هيمن ة، أي ة ق وة سياس ية، أو نقابي ة، أو‬ ‫جمعوية.‬ ‫وفي حال ة إذا م ا قبلن ا ب أن تك ون العض وية داخ ل ''النض ال‬ ‫ارات،‬ ‫زاب، والهيئات، والتي‬ ‫ترك'' للح‬ ‫اهيري المش‬ ‫الجم‬ ‫والجماع ات، ف إن العم ل داخل ه س يتحو‪m‬ل م ن عم ل جم اعي بي ن‬ ‫أفراد، إل ى تنس يق فيم ا بي ن هيئات سياس ية متنافس ة. والتنس يق‬ ‫فيما بين هيئات سياسية هو أكثر صعوبة، وأكثر عرض ة للت;ع ثر، أو‬ ‫للنشقاق، أو للنشطار.‬
  • 3. ‫أم‪H‬ا داخل ''حركة 02 ف براير''، ف إن العض اء ال ذين يناض لون‬ ‫فيه ا ليس وا أحزاب‪ c‬ا، أو جماع ات، أو تي ارات، أو خليط‪ i‬ا م ن ه ذه‬ ‫القوى، وإنما هم مواطنون أفراد تقد;ميون. ص حيح أن نس بة معي‪H‬ن ة‬ ‫من مناضلي ''حرك ة 02 ف براير'' ه م مناض لون متحز‪H‬ب ون، والب اقون‬ ‫هم غير متحز‪H‬بي ن. وص حيح أيض ا أن نس بة م ن ه ؤلء المناض لين‬ ‫ينتمون إلى تيارات أو مشارب فكرية متنو‪m‬عة. لكنهم كل;ه م يعمل ون‬ ‫داخ ل ''حرك ة 02 ف براير'' كم واطنين أف راد تق د;ميين، ولي س‬ ‫كجماعات حزبية، أو نقابية، أو جمعوية.‬ ‫نقبل التنافس بين الفكار كأفكار، ونرفض التصادم‬ ‫بين الجماعات كجماعات‬ ‫من الط بيعي أن توج د داخ ل ك ل ش عب جماع))ات متنو6ع))ة‬ ‫ومتع د;دة. وم ن الع ادي أن ينتم ي بع ض المناض لين الف راد‬ ‫المس اهمين ف ي أي ''نض ال جم اهيري مش ترك'' إل ى أح زاب، أو‬ ‫تي‪H‬ارات، أو جماعات، أو هيئات، مختلف ة. وم ن المقب ول أن يوج د‬ ‫تنافس فيما بين أفكار ه ذه الجماع ات والهيئات. وم ن المفي د أن‬ ‫نقارن بين برامجها لكي نفرز من هو البرنامج ال ذي يلئم أك ثر م ن‬ ‫غيره مصالح الشعب، ويعود علي ه ب أكبر منفع ة. لك ن م ا ه و غي ر‬ ‫مقبول، وغير مجد~، هو أن يتحو‪m‬ل الصراع بي ن أفك ار ه ذه الهيئات‬ ‫إلى صراع عقيم بين الجماعات كجماعات. لماذا ؟ لنه كل;ما تح و‪m‬ل‬ ‫الصراع من البح ث ع ن الحقيق ة، أو ع ن الفك ار ال تي تك ون أك ثر‬ ‫إفادة للشعب، إلى صراع يهدف بشكل أعم ى إل ى تغلي ب الجماع ة‬ ‫التي ننتمي نحن إليها، أو إلى إقصاء، أو إلى القضاء على كل‪ H‬من ه و‬ ‫مخالف لنا، فإن هذا الصنف من الصراع يؤد‪H‬ي إلى العرقل ة، أو إل ى‬ ‫ه‪ j‬د•ر الطاق ات، أو ينت ج الخ راب، أو ي ؤد‪H‬ي إل ى الت;خل; ف، أو إل ى‬ ‫النحط اط. ل ذا نق ول : نرح;))ب بالص))راع الموض))وعي بي))ن الفك))ار‬
  • 4. ‫كأفك))ار، ونرف))ض الص))راع ال))ذاتي، أو الع?ص?)ب>ي، بي))ن الجماع))ات‬ ‫كجماعات.‬ ‫وغالب‪ c‬ا م ا يك ون الح ل‪ H‬الوحي د الفع‪ H‬ال لتلف ي الص راع بي ن‬ ‫الجماعات كجماعات في إطار م‪j‬ا، هو تخصيص العض)وية ف))ي ه))ذا‬ ‫الطار إلى المواطنين الفراد التقدميين، ورفض عضوية اله?ي‪F‬ئات‬ ‫ك‪K‬ه?ي‪F‬ئات.‬ ‫المنطق الحزبي‬ ‫والميزة الساسية الخرى ل ''النضال الجم اهيري المش ترك''‬ ‫)مثل نضال ''حركة 02 فبراير'' بالمغرب( هو أنه ل يخضع للمنط))ق‬ ‫الحزب))ي. والمقص ود بمفه وم ''المنط))ق الحزب))ي'' ه و ذل ك المنه ج‬ ‫ال ذي يجع ل الح زب يه دف، م ن خلل مجم ل أفك اره، وبرامج ه،‬ ‫وأنش طته، وحرك اته، إل ى تقوي ة ذل ك الح زب، وتم تين فع الي‪H‬ته،‬ ‫وتثبيت غ„لبته، وتعزيز انتصاره. حيث في المنطق الحزب))ي، يك))ون‬ ‫اله))دف الس))مى للح))زب، ه))و الح))زب نفس))ه، ولي س ش يء آخ ر‬ ‫سواه. فإذا كان المناضلون المتحز‪H‬بون )الذين يعملون داخل ''نضال‬ ‫جماهيري مشترك''( يخضعون أفكارهم أو سلوكهم للمنطق الحزب ي‬ ‫وح ده، ف إنهم س‪ j‬ي‪j‬ك‡ونون ف ي ه ذه الحال ة م‪j‬ه‪Q‬ووس ون فق ط بتغلي ب‬ ‫مص الح حزبه م عل ى مص الح الجماع ات الخ رى، ول ن يس تطيعوا‬ ‫الهتمام بإنجاح النض ال الجم اهيري المش ترك. وإذا ك ان المنط ق‬ ‫الحزبي مبر‪H‬ر‪c‬ا داخل الحزب، ويؤد‪H‬ي إلى نتائج معتبرة، فإنه ل يلئم‬ ‫النض ال الجم اهيري المش ترك. ب ل يحت اج النض ال الجم اهير‬ ‫المش ترك إل ى منط ق آخ ر مخ الف، ن^س م‪H‬يه ''منط)))ق النض)))ال‬ ‫الجم))اهيري المش))ترك''. وه ذا المنط ق الخي ر يتمي‪ H‬ز بك ونه يعط ي‬ ‫السبقية إلى إنجاح النض ال الجم اهيري المش ترك، ول و ك ان ذل ك‬ ‫النجاح يقتضي مرحلي‪H‬ا تناسي الحزب المعني، أو ت„ق•ليص دوره.‬ ‫ومن معاني ''منطق النض))ال الجم))اهيري المش))ترك''، حينم ا‬ ‫ين اقش المناض لون، أو حينم ا ي برمجون، أو حينم ا يص و‪m‬تون، ف ي‬
  • 5. ‫إط ار النض ال الجم اهيري المش ترك، أنه م يس اندون ك ل‪ H‬مق ترح‬ ‫معقول، أو إيجابي، أو ب‪j‬ن;اء، ولو كان م ن اق ترحه ينتم ي إل ى ح زب‬ ‫منافس لحزبهم، أو ينتم ي إل ى تي ار خص م، أو إل ى جماع ة من اوئة.‬ ‫وفي نفس ال وقت، يع ارض ه ؤلء المناض لين أي اق تراح يعت برونه‬ ‫غير معقول، أو سلبي، أو معرقل، أو متخل;ف، ولو كان م ن ا‪Ž‬ق•ت„ر‪j‬ح‪ j‬ه‬ ‫ينتمي إلى حزبهم الخاص، أو إلى تي‪H‬ارهم المفض‪H‬ل، أو إلى جم اعتهم‬ ‫المقر‪H‬ب ة. بمعن ى أن المناض لين الحقيقيي ن يخض عون تفكيره م‬ ‫وسلوكهم لمنط ق العق ل وح ده، ويرفض ون تكبي ل أنفس هم بمنط ق‬ ‫''العصبية الحزبية''.‬ ‫العصبي;ة حسب عبد الرحمان بن خلدون‬ ‫وقد سبق للمؤر‪H‬خ عبد الرحم ان ب ن خل دون )2331 -6041‬ ‫ميلدية( )237 – 808 هجرية(، في كتابه المش هور ''المقد;م ة''، أن‬ ‫أوضح أن العلقات فيم ا بي ن القب ائل )ف ي منطق ة معي‪H‬ن ة( تخض ع‬ ‫لمنطق ''العصبية''. ويقصد ب ''العصبية'' الموالة بشكل تام‪ H‬للقبيل ة،‬ ‫أو للعشيرة، أو للعائلة، ومناصرتها سواء‪ c‬كانت ظالم ة أم مظلوم ة.‬ ‫وتتجل ى مثل ''العص بية'' ف ي تض امن أو قت ال ذوي النس ب القري ب‬ ‫بهدف بلوغ الغلبة، أو الرئاسة، أو الحك م. و تتن افس القب ائل فيم ا‬ ‫بينه ا عل ى الم وارد، وعل ى الس‪ H‬لطة، وتتص ارع، ب ل ت^قات ل بعض ها‬ ‫بعض‪c‬ا. وما دام ت ه ذه القب ائل موج ودة، ف إن الص‪ H‬راع فيم ا بينه ا‬ ‫يمت د; ع بر الزم ان. ول يتوق; ف ه ذا ا لص‪ H‬راع إل˜ عن دما ت زول ه ذه‬ ‫القبائل، أو عندما تذوب في إطار أوسع.‬ ‫وفي زماننا الحالي، فإن ''القب ائل'' الع‪j‬ص رية، أو الحديث ة، ه ي‬ ‫الطبقات المم جتمعي ة، والفئات الجتماعي ة، والح زاب السياس ية،‬ ‫والت;ي ارات الفكري ة، والنقاب ات، والجمعي ات المهني ة، وغيره ا م ن‬ ‫الهيئات. ول توج د فق ط ''العص بية'' القبلي ة، ب ل توج د أيض ا‬ ‫''العص بية'' العائلي ة، والطائفي ة، والمناطقي ة، والجهوي ة، والديني ة،‬ ‫والمذهبية، والر‪H‬ياضية، والنقابية، والحزبي ة، والسياس ية، إل ى آخ ره.‬
  • 6. ‫ويمكن أن توجد داخل كل ''عص بية'' مح د;دة ع د;ة عص بيات أخ رى‬ ‫متفاوتة.‬ ‫فكلما تواج))دت جماع))ات متمي;))زة داخ))ل إط))ار مجتمع))ي،‬ ‫تظهر ''العصبية'' فيها، وتحدث فيما بينها منافسات، وص))راعات‬ ‫دائمة . وكل;ما تواجدت جماع ات مختلف ة داخ ل ''نض ال جم اهيري‬ ‫مشترك''، تلجأ حتم‪c‬ا هذه الجماعات إلى الت;ن افس عل ى المكاس ب،‬ ‫أو عل ى الت أثير، أو عل ى الز‪H‬عام ة، أو عل ى القي ادة. وتس تعمل ك ل‪H‬‬ ‫الوس ائل المتاح ة لحس م الص‪ H‬راع لص الحها. وينته ي الص‪ H‬راع إل ى‬ ‫هيمن ة الط; رف الق وى. وه ذا الط رف الق وى الغ الب ل يك ون‬ ‫بالضرورة هو الطرف ال كثر حكم ة‪ ،i‬أو س‪ j‬داد‪c‬ا، ب ل يمك ن أن يك ون‬ ‫هو الكثر تخل;ف‪i‬ا، أو انتهازي‪H‬ة‪ ،i‬أو و™حشي‪H‬ة‪.i‬‬ ‫لذلك نقول في ما يخص ''النضال الجماهيري المشترك'' : أن‬ ‫الحل لتلفي الغرق في صراعات عقيمة ومخر;بة بي))ن الجماع))ات‬ ‫كجماعات، ه))و رف))ض عض))وية الجماع))ات والهيئات السياس))ية،‬ ‫وحصر هذه العضوية في المواطنين الفراد التقدميين.‬ ‫نقبل عضوية المواطنين الفراد، ونرفض عضوية‬ ‫الهيئات‬ ‫وف ي إط ار النض))ال الجم))اهيري المش))ترك، ومن ذ اللحظ ة‬ ‫الولى التي نقبل فيها بعضوية هيئات، مثل الحزاب، أو النقاب ات،‬ ‫أو الجمعي ات، أو التي ارات، أو الجماع ات، ف إن ديناميكي ة العم ل‬ ‫المشترك تؤد‪H‬ي بالض‪H‬رورة إل ى الختلف ف ي الراء، أو ف ي البرام ج،‬ ‫أو في الوسائل، أو ف ي الس اليب، أو ف ي المص الح، فيم ا بي ن ه ذه‬ ‫الهيئات. فتدخل هذه الهيئات في صيرورة الت;نافس، أو الت;زاحم، أو‬ ‫الص‪H‬راع فيما بينها. وغالب‪c‬ا ما ل تقب ل ه ذه الهيئات المس اواة فيم ا‬ ‫بينها، ول تقدر على إقامة ت وازن فيم ا بينه ا، ول تتحم‪ H‬ل الت;ع ايش‬ ‫الس‪H‬لمي فيما بينها، ول تحترم قواعد العمل المش ترك. ب ل تط الب‬
  • 7. ‫بالتنس يق معه ا. وتح اول ك ل هيئة إن تزاع أك بر ق در ممك ن م ن‬ ‫التأثير. وتتسابق هذه الهيئات على الغ„لبة، أو على الز‪H‬عامة، أو على‬ ‫القيادة. وتريد كل واحدة من هذه الهيئات أن تصبح هي البارزة، أو‬ ‫المسيطرة، أو المهيمنة. ويؤدي بها الصراع إلى محاولة هزم بعضها‬ ‫لبع ض، وتح اول إض عاف، أو إقص اء، بعض ها لبع ض. وتتب ادل‬ ‫الت;هامات فيما بينه ا. ث م تظه ر تكت;لت، أو تحالف ات. ث م تتح و‪m‬ل‬ ‫إلى انشقاقات، أو انقسامات، أو صدامات. وتتحو‪m‬ل الخلفات فيما‬ ‫بينه ا إل ى ع داوات معق; دة ومتص اعدة. ويص عب عل ى أي ك ان أن‬ ‫يتحك›م في مجرى هذه العداوات.‬ ‫ل)))ذا ن‪d‬رح;)))ب، ف)))ي إط)))ار النض)))ال الجم)))اهيري المش)))ترك،‬ ‫بعضوية المواطنين الفراد التقدميين، ونرفض عضوية الهيئات.‬ ‫عبد الرحمان النوضة‬ ‫)وحر‪H‬ر في الدار البيضاء، في يوم الثنين 4 فبراير 3102(.‬