SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  72
Télécharger pour lire hors ligne
‫ملف العدد:‬
‫منتدى التنمية االجتماعية..‬
  ‫األفكار حين تأخذ طريقها!‬
www.majidsociety.org
‫2‬




‫21‬                 ‫«لو عَ لِمت سكيكو!»‬        ‫60‬     ‫رحلة القطب الشمايل مع روبرت سوان‬         ‫40‬                            ‫ثورة االستدامة!‬




‫42‬          ‫مشروع إفطار صائم - جدة‬            ‫02‬                   ‫مجموعة نبتة للبيئة‬         ‫51‬                  ‫المهندس إحسان أبو غزالة‬




      ‫القصيبي: خطة التنمية التاسعة‬                              ‫جمعية العمل التطوعي:‬
‫43‬      ‫ترتقي بدور المرأة االقتصادي‬           ‫13‬               ‫احتراف يف تأهيل الشباب‬         ‫82‬                    ‫عصاميون يف مهب الريح‬




‫44‬
             ‫بيت جدي - وهيب بن زقر‬            ‫04‬        ‫طائر «تويتر» عىل نوافذ األعمال‬        ‫93‬           ‫كيف قضم ستيف جوبز التفاحة؟!‬




‫55‬   ‫منتدى التنمية االجتماعية الثاني‬          ‫25‬                                                   ‫‪ ...TEDx‬اإلبداع النخبوي ال يسمع إال نفسه!‬




                                                                                                          ‫ملتقى المؤسسات العربية الداعمة‬
‫86‬       ‫االستدامة.. والتحوّ ل التاريخي‬        ‫مؤسسة ساويرس للتنمية االجتماعية 66‬             ‫46‬            ‫يبحث أفضل الوسائل التنموية‬




            ‫تطوير الماكيت التأسيسي‬                               ‫تحرير دار المحتوى للنشر‬                          ‫مجلة فصلية تصدر عن:‬
                      ‫واإلخراج الفني‬                                   ‫والتطوير اإلعالمي‬



                                                                                                                              ‫رئيس مجلس اإلدارة‬
         ‫لإلعالنات والمراسالت التواصل مع‬                                       ‫فريق التحرير‬                         ‫مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز‬
         ‫إدارة المجلة عبر البريد االلكتروني‬                           ‫وائل فؤاد أبو منصور‬                                            ‫المدير العام‬
             ‫‪khatwa@majidsociety.org‬‬                                  ‫يوسف عبدالله الديني‬                                        ‫همام خالد زارع‬
‫3‬




        ‫كان تحدياً صعباً لنا أن نضيف إىل عالم المطبوعات مجلة جديدة،‬
         ‫دون أن تكون إضافة حقيقية يف مجالها، يمكن أن تقدم الجديد‬
           ‫والمفيد يف التنمية المستدامة وما يتصل بها من موضوعات .‬

        ‫بحمد الله خطوتنا األوىل مع إصدار العدد صفر تزامنت مع منتدى‬
        ‫التنمية االجتماعية يف دورته الثانية، ووجدت طريقها إىل قلوب‬
          ‫المهتمين بالتنمية المستدامة، سواء من المتخصصين، أو حتى‬
        ‫عموم القراء الذين كانوا نصب أعيننا ونحن نعد لهذه المجلة فكرة‬
                                               ‫وأسلوباً وموضوعات .‬

         ‫يف العدد األول من خطوة، نحاول أن نتقدم خطوات وثابة نحو‬
          ‫مفهوم العصامية يف العمل التنموي، من خالل توضيح عالقة‬          ‫«في العدد األول من خطوة،‬
         ‫مفهوم النجاح بالتنمية، واالقتراب من نماذج ناجحة، وتغطية‬       ‫نحاول أن نتقدم خطوات وثابة‬
        ‫الفعاليات التي تهتم بمفهوم التنمية وعالقتها بالعصامية، ولم‬        ‫نحو مفهوم العصامية في‬
        ‫يفتنا كذلك أن نقدم خالصة توصيات ومبادرات منتدى التنمية‬                    ‫العمل التنموي»‬
    ‫االجتماعية الثاني، الذي سعى لتأكيد أهمية بناء الشراكات لمستقبل‬
                                                ‫التنمية المستدامة.‬

       ‫هي خطوة معرفية وعلمية أوىل يف درب التنمية الثقافية التي ال‬
        ‫تقل شأناً عن كل جوانب التنمية الشاملة المستدامة، والله نسأل‬
                                         ‫العون ومنه نستمد التوفيق .‬

    ‫مشعل بن ماجد بن عبد العزيز‬
    ‫رئيس مجلس اإلدارة‬




    ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫4‬




                                               ‫ثورة االستدامة!‬
                                              ‫يف زمن الثورات نحن بحاجة إىل وضع معايير صارمة‬
                                               ‫لفهم معنى التنمية وربطها بالتغيير اإليجابي الذي‬
                            ‫«الن‬
                   ‫نبع‬ ‫ال جاح ي‬                     ‫يتجاوز تغيير الواقع إىل ما هو أبعد من ذلك، أي‬
              ‫من أ‬         ‫تي‬                     ‫التأثير يف هذا الواقع بما يحقق أهداف المجتمع .‬
      ‫ك‬ ‫في اليق حالم‬                            ‫مهال إذن، فمفهوم التنمية مرتبط ارتباطاً عضوياً‬ ‫ً‬
          ‫ة» أن‬
                ‫ظ‬
         ‫ي‬                                  ‫باالستدامة ومن هنا فإن الوصول إىل مجتمع تتحقق‬
   ‫س من‬
‫صور‬                                         ‫فيه التنمية المستدامة يجعلنا نربط ما بين األسباب‬
                                           ‫والنتائج وصوال إىل النجاح الذي يعد المعيار الحقيقي‬
                                                                                   ‫ً‬
                            ‫«الف‬
               ‫شل نجاح إذا‬
                                                                     ‫للحكم عىل أي تجربة تنموية .‬
                     ‫تعلمنا منه»‬
                                                 ‫يف ما اقتبسناه من مقوالت تحاول فهم سر النجاح‬
                                                 ‫والهدف والغاية التي يسعى الجميع للوصول إليها‬
                               ‫مال‬
                    ‫كوم فوربس‬                  ‫ويتحدث عنها الكثيرون، لكن من يأخذ بأسبابها هم‬
                                                    ‫القلة؛ نحاول أن نضع بعض اإلشارات التي يمكن‬
                                             ‫استلهامها يف ربط مفهوم التنمية بالنجاح، التنمية‬
                                                ‫الناجحة هدف بحاجة إىل أسباب تبدأ يف التخطيط‬
                                                   ‫المدروس للهدف، والهدف يجب أن يكون واضحاً‬
                                                ‫أمام أعين العاملين يف قطاعات التنمية، لكن ذلك‬
                                              ‫الوضوح ال يعني السالمة من الفشل الذي يعد وجهاً‬
                                                  ‫آخر، إذا ما تم استثماره يف االرتقاء عبر المحاوالت‬
                                                               ‫المتعددة للوصول إىل منصة النجاح .‬
                                                      ‫يبدو الواقع اليوم بكل تقلبه وإيقاعه السريع،‬
                                             ‫بحاجة إىل مراجعة شاملة يف مفهوم التنمية وربطها‬
                                  ‫«‬
                  ‫ضع قلبك وعقلك‬                  ‫باالستدامة. فكثير من مشاريع التغيير التي تُط َرح‬
                                 ‫وذ‬
                 ‫كاءك وروحك في‬                  ‫تفتقد تلك الرؤية الناضجة ألسس التغيير وسننه،‬
                                  ‫أب‬
                 ‫سط األشياء التي‬          ‫فالرغبة يف إيجاد واقع مختلف واالستعجال يف تحقيق‬
                      ‫تفعلها، فهذا‬          ‫نتائج ذلك قد يقود كثير ًا من الصادقين إىل عكس ما‬
                         ‫سر النجاح»‬         ‫أرادوه بسبب غياب الدراسات المسبقة واإلعداد الجيد‬
                                      ‫س‬    ‫والمتابعة الدؤوبة لما أنجز والبناء عىل ما سبق، وقبل‬
                        ‫وامي سيفاناندا‬
                                          ‫هذا وذاك االستفادة من التجارب التي سبقت يف مشوار‬
                                                ‫التنمية الطويل. فأحد أسرار النجاح هو فهم تجربة‬
                                                                    ‫اآلخرين واستخالص العبر منها .‬
‫فهم‬
                                                                     ‫ي أن ت‬
                                                                           ‫من ف‬
‫5‬                                                                               ‫اح يك‬
                                                                                      ‫النج‬
                                                                                 ‫«سر آلخر»‬
                                                                                       ‫رأي ا‬
           ‫في هذه الزاوية من مجلة خطوة نقتبس‬
                                                                                   ‫د‬
                                                                                             ‫ال‬
                                                                                     ‫ي فور‬
    ‫أفكارا ورؤى وفلسفات ألعالم بارزين من تراثنا‬                                           ‫هنر‬
           ‫وحاضرنا .. ونكثف صيحاتهم في كلمات !‬




                                                           ‫«يجب لكي تنجح أن تكون‬
                                                           ‫رغبتك في النجاح أكبر من‬
                                                    ‫«يت‬
         ‫طلب النجاح وحدة الهدف»‬                                  ‫خوفك من الفشل»‬
                                           ‫فينس لومباردي‬
                                                                         ‫بل كوسبي‬




                                                                 ‫«الكثير ممن فشلوا لم‬
                                                                 ‫يدركوا مدى قربهم من‬
                                                               ‫النجاح عندما استسلموا»‬
                                                                          ‫توماس إديسون‬




    ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫ال يوجد سوى كرة أرضية واحدة للجميع، وعليه‬
                                                               ‫فإن التنمية المستدامة قضية إنسانية عامة‬   ‫6‬
                                                                              ‫ً‬
                                                                 ‫وهذا الباب يستحضر قصصا تعكس ذلك.‬




  ‫الناشط البيئي روبرت سوان‬
  ‫في حديث حصري لـ«خطوة»:‬
  ‫من صحراء الرمال‬
‫إلى صحراء الجليد!‬
                                                ‫ً‬
     ‫عشرون عاما مضت عىل رحلة السير روبرت سوان الناشط‬
             ‫البيئي، رئيس شركة «1402» إىل القطبين الشمايل‬
       ‫والجنوبي، ليصبح أول رجل يف العالم يقطع قرابة 0004‬
‫كيلومتر من الصحراء المتجمدة، وفاء لحلم الزمه منذ الصغر!‬
                                        ‫ً‬     ‫ً‬
  ‫ما بات حديثا شائعا اليوم حول االحتباس الحراري، والتغيّ ر‬
     ‫المناخي، وثقب األوزون، كان بالنسبة لسوان تجربة حية‬
         ‫آنذاك، أدت إىل احتراق جلده وعينيه وتبدل لونيهما،‬
                                             ‫بحسب قوله.‬
‫جنسيات العالم، كذلك أحاول خالل الرحلة صقل‬          ‫غيرت تلك الرحلة حياة سوان إىل األبد، ودفعته‬
               ‫مواهب القيادة لديهم، وتوعيتهم عن كيف يقصوا‬
                 ‫ّ‬                                                         ‫نحو الترويج للمحافظة عىل القطب الجنوبي‬
‫7‬              ‫وتبني قضايا إعادة التتوير* (‪ )Recycling‬والطاقة تجربتهم بالطريقة المثىل إلحداث التغيير». ويتابع‬
                   ‫المتجددة والتنمية المستدامة من أجل محاربة التغير مستدركاً: «أهم ما يف الرحلة هو حفز الشباب عىل‬
                                                                  ‫ّ‬
                                      ‫األمل والقدرة عىل التغيير».‬       ‫المناخي، وقد تمنى يف حديثه مع «خطوة»، أن‬
                                                                    ‫يجد بين الشباب السعودي من يجد يف نفسه القدرة‬
                                                                      ‫عىل خوض المغامرة التي ستغير حياته، أو بحسب‬
                                                       ‫1402؟‬
                                                                     ‫تعبيره، «يخوض المغامرة من الصحراء الرملية نحو‬
              ‫ويشير اسم الشركة «1402» التي أسسها سوان للعام‬             ‫الصحراء الجليدية لتغيير العالم». ويرمي سوان،‬
                ‫األخير من معاهدة القطب الجنوبي ‪The Antarctic‬‬             ‫منذ تجربته األوىل حتى اليوم، إىل زيادة الوعي‬
                    ‫بقضيتي االحتباس الحراري والتغير المناخي من خالل ‪ Treaty‬الصادرة يف العام 9591م وهي معاهدة‬
                     ‫أضيفت إليها ثالثة اتفاقات الحقة مكملة لها،‬       ‫رحلة سنوية يستضيف فيها مجموعة من الطالب‬
                 ‫المتفوقين وقادة الشركات من الشبان، يف رحلة إىل وتتضمن المعاهدة نزع السالح يف القارة القطبية‬
                       ‫الجنوبية، وجعلها منطقة خالية من التجارب‬        ‫القطب الجنوبي عىل متن سفينة ‪ Sea Spirit‬ذات‬
                 ‫النووية والتخلص من النفايات المشعة، وضمان‬             ‫الخمسة طوابق، تمخر عباب المحيط الهادي من‬
                                                                      ‫ناحية األرجنتين، ليعيشوا التجربة مدة أسبوعين،‬
                                                                       ‫ويشاهدوا بأعينهم ذوبان أجزاء ضخمة من جبال‬
               ‫الرحلة تساعدهم في‬                                     ‫الجليد بسبب االحتباس الحراري، والحياة الطبيعية‬
          ‫مشاهدة الضرر الذي يلحق‬                                        ‫فيها، ويعودوا وهم أكثر حماسة للتغيير. يقول‬
        ‫بالبيئة، وهي مفيدة إلنشاء‬                                   ‫سوان يف نبرة واثقة: «الرحلة تساعدهم يف مشاهدة‬
          ‫نوع من الشبكة والشراكة‬                                      ‫الضرر الذي يلحق بالبيئة، وهي مفيدة إلنشاء نوع‬
             ‫بين الشباب من مختلف‬                                          ‫من الشبكة والشراكة بين الشباب من مختلف‬
         ‫جنسيات العالم‬                                                            ‫*التتوير هي الكلمة األصح والتدوير خطأ شائع‬




    ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫8‬




         ‫استخدامها لألغراض السلمية فقط، وتنحية‬
 ‫الخالفات حول السيادة اإلقليمية؛ لذلك يسعى سوان‬                                              ‫‪:Wikipedia‬‬
 ‫من خالل شركته وعبر مشاركته يف المحافل الدولية‬           ‫القارة القطبية الجنوبية أو أنتاركتيكا، هي قارة يف‬
     ‫يف تمديد أجل المعاهدة إىل ما بعد عام 1402،‬         ‫أقصى جنوب الكرة األرضية، تقع يف منطقة القطب‬
 ‫والحيلولة دون تعديل محتمل لبند فيها يمكن دول‬
       ‫ّ‬                                               ‫الجنوبي يف نصف الكرة الجنوبي ويحيط بها المحيط‬
    ‫العالم من الحصول عىل النفط والغاز والفحم يف‬            ‫الجنوبي. مساحتها 0.41 مليون كيلومتر مربع (4.5‬
                              ‫باطن األرض هناك.‬             ‫ماليين ميل مربع)، وهي خامس أكبر قارة من حيث‬
                                                              ‫المساحة بعد آسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية،‬
         ‫سعودي في القطب الجنوبي!‬                              ‫وأمريكا الجنوبية. نحو 89% من القارة القطبية‬
         ‫قرابة 005 شخص ذهبوا مع سوان إىل القطب‬          ‫الجنوبية مغطاة بالثلوج، ويبلغ متوسط سمك غطاء‬
    ‫الجنوبي يف آخر 7 سنوات. عبد الرحيم التركستاني‬                               ‫الجليد 6.1 كيلومتر (0.1 ميل).‬
  ‫(82 عاما) كان أصغر سعودي وطئت قدماه القطب‬                  ‫وتعد القارة القطبية الجنوبية القارة األشد برودة‬
       ‫الجنوبي يف صيف 1102م. ويوضح عبد الرحيم‬                  ‫واألشد جفافاً واألعتى رياحاً، وتحتوي عىل أعىل‬
        ‫تفصيل رحلته ويسرد بعض متاعب زمالئه عىل‬          ‫متوسط ارتفاع بين القارات. وتعد أنتاركتيكا صحراء،‬
     ‫ظهر السفينة يف طريقهم نحو القطب الجنوبي،‬              ‫إذ ان معدل هطول األمطار السنوي 002 مم فقط‬
‫وإصابتهم بدوار البحر خصوصاً عندما وصلت السفينة‬                ‫(8 بوصات) عىل امتداد الساحل، وأقل بكثير يف‬
         ‫إىل مضيق دريك ‪ Drake Passage‬حيث ترتفع‬            ‫الداخل. ليس هناك بشر يقيمون بصفة دائمة ولكن‬
  ‫األمواج. أما عن جدول الرحلة بعد الوصول، فيقول:‬       ‫يوجد يف مكان ما بين 0001 و0005 شخص عىل مدار‬
      ‫«يبدأ نظام الرحلة من استيقاظنا صباحاً وتناول‬          ‫السنة يف مراكز البحوث المنتشرة يف أنحاء القارة.‬
    ‫اإلفطار عىل ظهر السفينة المفتوح، بعدئذ يخبرنا‬         ‫تعيش هناك النباتات والحيوانات التي تتكيف مع‬
 ‫قائد الرحلة عن األماكن التي سنزورها الستكشافها».‬        ‫البرودة، ومنها البطريق وعجول البحر، وأنواع عديدة‬
 ‫ويتابع: «أنظمة الخروج دقيقة للغاية وذلك للحفاظ‬                                    ‫من الطحالب، ونبات التُندرا.‬
       ‫عىل عذرية القارة، إذ علينا غسل أحذيتنا حتى ال‬
  ‫تلوث ثلج القارة، وتنظيف جيوبنا للتيقن من عدم‬
  ‫وجود أشياء قد تسقط سهو ًا عىل أرض القارة، كذلك‬
‫قدموا لنا قوارير رياضية ذات ألوان واضحة بديلة من‬
  ‫تلك الشفافة، حتى إذا سقطت تمكن مالحظاتها».‬
 ‫وعن الجدول المسائي يروي عبد الرحيم: «بعد انتهاء‬
‫9‬




      ‫الجولة الصباحية يتكرر خروجنا بعد الغداء واستراحة‬
        ‫الظهر، مع العلم أن رحلتنا كانت صيفاً فكان نهارنا‬
        ‫طويال نسبياً، وتستغرق الرحلة كل اليوم، ثم نعود‬
                                                    ‫ً‬
              ‫إىل السفينة لتناول العشاء والخلود إىل النوم‬
                                                  ‫المبكر».‬
      ‫حمل عبد الرحيم معه دهشة مما شاهده خالل رحلته،‬
         ‫عبر عنها بقوله: «ال أعتقد أنني أستطيع أن أصف‬
      ‫مقدار الجمال الذي صافح أعيننا! ال تملك عند النظر‬
         ‫إىل هذا الجمال إال أن تقول سبحان الذي خلق هذا‬
         ‫األفق األبيض! لك أن تتخيل أال ترى أمامك سوى‬
     ‫البياض الهش والكثبان الثلجية المتكسرة... شاهدنا‬
     ‫البطريق، الذي يتمتع باحترام منقطع النظير لكونه‬
           ‫من سكان القارة الرسميين... وحيتاناً وكالب بحر‬
       ‫وطير ًا قطبية، الجميل يف هذه الحيوانات أنها عىل‬
    ‫طبيعتها وفضولها يدفعها باتجاه البشر دون خوف».‬
         ‫ومع الدهشة حضرت المرارة لديه، إذ يصف: «حين‬
       ‫يقال لك إن قطعة ثلجية حجمها 4 أضعاف مملكة‬
           ‫البحرين ذابت واختفت عام 2002 يف غضون 43‬
       ‫يوماً، حتما ستصاب بالفزع وتسأل: أين تذهب هذه‬
        ‫الثلوج الذائبة؟ اين تختفي!؟ ثم تعلم أنها تختفي‬
        ‫لترفع منسوب مياه البحار والمحيطات حول العالم،‬
            ‫وتؤدي إىل الكوارث المختلفة التي بتنا نلمسها‬
        ‫يف اآلونة االخيرة! وأن طريقة حياتنا االستهالكية‬
      ‫الحاضرة وعدم اهتمامنا بهذا المكان هو الذي يؤدي‬
                          ‫إىل ذوبان هذه الكثبان الثلجية».‬
        ‫ويؤكد: «عندما تقع عيناك عىل هذا الخلق الجميل،‬
              ‫تدرك ضرورة حمايته وبقائه. وبعد أن تعرف‬
       ‫الحقائق العلمية حول ضرورة قطعة األرض الكبيرة‬




    ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫01‬




                                                        ‫من يقل إن العالم سينتهي‬
                                                          ‫غدا على خطأ، ومن يقل‬
  ‫هذه وتأثيرها بشكل كبير يف بقاء العالم متوازناً...‬     ‫بعدم وجود أخطاء من البشر‬
    ‫تعرف حينئذ الحاجة إىل أن تتغير وأن تسهم يف‬                     ‫على خطأ كذلك‬
          ‫تغيير من حولك وتزيد وعي مجتمعك بقضية‬‫َ‬
                                   ‫االحتباس الحراري».‬

                      ‫جدال حول المتسبب!‬
  ‫ال يكترث سوان كثير ًا بتسمية المتسبب يف اإلضرار‬
     ‫بالبيئة. واألصح ربما، أنه يسعى يف طرح الحلول‬
‫العملية التي تجعله «يف المنتصف» بحسب تعبيره،‬
         ‫بعيد ًا عن التحيز لفريق عىل آخر، سواء أكانت‬
   ‫الشركات الكبرى التي تسهم يف زيادة نسب التلوث‬
‫الجوي الناشئ من ملوثات صناعية ناتجة من نشاط‬
 ‫متعلق باستخدام الطاقة مثل البترول والفحم والغاز‬
    ‫الطبيعي، والغازات السامة المنبعثة من المصانع‬
  ‫وقطع األخشاب وإزالة الغابات، أو ملوثات طبيعية‬
‫كالبراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية. ولما‬
 ‫كنا غير قادرين عىل التدخل يف الملوثات الطبيعية،‬
      ‫فعلينا أن نحد إنتاج الملوثات التي نتسبب بها.‬
     ‫ثمة فريق يرى أن هناك العديد من األسباب التي‬
         ‫تدعو إىل عدم التأكد من تسبب زيادة ظاهرة‬
  ‫االحتباس الحراري يف ارتفاع درجة الحرارة عىل سطح‬
   ‫األرض، وأن هناك دورات الرتفاع درجة حرارة سطح‬
‫السعودية تقود الطاقة البديلة؟‬
     ‫ويؤكد سوان أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يتفهم‬                      ‫أسعى إلى الترويج‬
‫11‬   ‫تماماً ضرورة إيجاد بدائل للنفط يف المستقبل، وأنه‬                           ‫للطاقة البديلة‬
     ‫يدعم التوجه نحو الطاقة البديلة وضرورة استثمارها‬                     ‫واالستفادة من طاقة‬
              ‫يف المستقبل، ويقول: «السعودية تقع عىل‬                   ‫الرياح والطاقة الشمسية‬
       ‫صحراء شاسعة من الرمال والطاقة الشمسية، وكما‬                      ‫على أنها تنطوي على‬
       ‫استطاعت أن تقود العالم يف بيع النفط، تستطيع‬                      ‫فرص استثمارية كبيرة،‬
      ‫أن تكون رائدة يف الطاقة البديلة مستقبالً». ويعزو‬                  ‫ويجب االستفادة منها‬
        ‫سوان نجاحه يف زيادة الوعي العام بضرورة الحفاظ‬
       ‫عىل القطب الجنوبي إىل تركيزه عىل طرح العملية،‬
             ‫إذ يوضح قائالً: «نجاحي حتى اآلن ممتاز ألني‬
      ‫أتحدث عن القضية وأطرح حلوال مبتكرة عملية لكل‬
                         ‫ً‬
      ‫األطراف، فلست سياسياً وال أمثل الغرب وال الشرق،‬       ‫األرض وانخفاضها، وأن مناخ األرض يشهد عىل نحو‬
           ‫أنا مهتم بالبيئة وأركز كل اهتمامي لصالحها».‬         ‫طبيعي فترات ساخنة وأخرى باردة ويستشهدون‬
         ‫ويتابع قوله: «أسعى إىل الترويج للطاقة البديلة‬       ‫لذلك بالفترة الجليدية أو الباردة نوعاً ما التي كانت‬
      ‫واالستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية عىل‬                            ‫بين القرنين 71 و 81 يف أوروبا.‬
         ‫أنها تنطوي عىل فرص استثمارية كبيرة، ويجب‬            ‫ويطرح سوان رأيه يف القضية بقوله: «من يقل إن‬
           ‫االستفادة منها، فالحلول إذا لم تكن تجارية لن‬     ‫العالم سينتهي غدا عىل خطأ، ومن يقل بعدم وجود‬
                                       ‫تكون مستدامة».‬       ‫أخطاء من البشر عىل خطأ كذلك»، ويضيف: «علينا‬
                                                          ‫التحرك وفق الفرضية التي تقول إننا سبب المشكلة،‬
                                                                  ‫حتى ال يأتي اليوم الذي قد نكتشف فيه أننا‬
                                                             ‫السبب... كلنا يؤمن مقتنياته.. فلنؤمن البيئة!».‬
                                                                         ‫ّ‬                    ‫ّ‬




     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫ّ‬
                                                                                           ‫مقال متفاءل يبشر بإمكانية إحداث تغيير إيجابي‬
                                                                                         ‫في واقع قضايا التنمية والبيئة ويدعم ذلك باألدلة‬   ‫21‬
                                                                                            ‫والبراهين والنصائح المفيدة في هذا السياق.‬




          ‫ِ َ ْ‬
‫لو علمت «سكيكو»!‬
‫بقلم نجيب الزامل‬




            ‫ولكن... لم يكن أمامه إال أن يبدأ.‬               ‫ليست هذه مجرد قصة مؤسسة أو شركة‬
      ‫وضع خطاً كما قلنا للتخصص يف التقنية، وهذه‬                  ‫أو منشأة مع شركة سكيكو... فقط.‬
 ‫التقنية كان ال بد أن تأتي من بلد آخر، فراسل شركات‬
                    ‫ٍ‬                                       ‫إنها ملحمة بالفعل، بل ملحمة وجود، ثم‬
‫كثيرة، وهاتف العشرات عبر البر والبحر، وبالفعل وفق‬
   ‫ُ‬                                                          ‫نمو، ثم احتراف، ثم توسع يف مختلف‬ ‫ّ‬
   ‫لبعض الشركات اآلسيوية وتخصص يف البداية يف‬                   ‫المجاالت وقفز بين شركاء يف القارات.‬
 ‫األعمال الميكانيكية الكهربائية، وجاهد يف الحصول‬
     ‫عىل األعمال الصغيرة نسبياً يف البداية، ومقاوالت‬                                                          ‫كيف؟‬
 ‫الباطن حتى يهرب من مأزقه المايل، وتحقق يف هذه‬                ‫يف عام 0991 كانت مؤسسة «نازكو» مجرد مؤسسة‬
  ‫الخطوة أن صار هناك جسد عميل للمؤسسة الصغيرة‬              ‫فردية خرج مؤسسها من العمل العائيل بطلب من أمه‬
                                                            ‫ّ‬      ‫ٍ‬                             ‫ُ‬
     ‫التي فجأة صارت لها عضالت تنتفخ بفضل عضالت‬              ‫ألسباب تخصها. وكان، وال يزال، ال يمكنه أن يرفض‬
     ‫اآلخرين ال عضالتها العضوية... عىل أنه ال مفر من‬                 ‫ْ ً‬
                                                           ‫طلبا لوالدته، ولكن والدته لم تكن مصرفا، ولم تكن‬
                                     ‫ذلك، ال حل آخر.‬           ‫بيت خبرة... خرج من العمل العائيل، وال يمكنك أن‬
                                                            ‫تخرج من مكان كان يف أشد الحاجة إليك، ثم تطلب‬
          ‫طبيعة المؤسس وثقافته يف مسائل الحضارة‬                                ‫منه رفد ًا أو عوناً مالياً... ال يجوز.‬
    ‫جعلته يستطيع أن يبني عالقاتٍ شخصية تتحول إىل‬
    ‫ولم يكن المؤسس قد ادخر كثيرا. فوضع كل ما يملك يف أعمال وصفقات... وتعددت الشركات التي دخلت معه‬
    ‫بذات آليات العضالت المستـَجل َـبة... عىل أن المؤسسة‬
                          ‫ُ ْ ْ َ‬                         ‫تأجير شقة صغيرة لبدء العمل وسجل تجاري، و... هو.‬
                                                                                                       ‫ٍ‬
  ‫تعددت فيها الفلسفات العملية، وتنوعت األعمال غير‬           ‫عىل أنه اكتشف مع األيام أن هناك ثروة من أكبر‬
‫المترابطة وغاب النسق والروح، وكان المؤسس يقول إن‬                                              ‫الثروات: دعاء األم.‬
‫وأظن أن دعاء األم هو الذي أرسل إليه شركة الكهرباء مؤسسته ال تنتمي حتى إىل نفسها. ال وجود حقيقياً لها،‬
  ‫أو ملموساً، مثل شيء بال لون يمأل بألوان خارجية، مثل‬
                 ‫ٍ‬         ‫ُ‬                                                          ‫«سكيكو»، أو أرسله إليها.‬
   ‫إطا ٍر فارغ ثم يمتلئ يف داخله بصور ال تمت إىل اإلطار‬
               ‫ّ‬
      ‫بصلَة، وال إىل صاحب الجدار الذي علـِّق عليه اإلطار.‬
                        ‫ُ‬                           ‫ٍ‬     ‫يف البداية كان المكتب يكاد ال يقيم أوده، بأعمال‬
                                                                      ‫ََ‬
                                                           ‫صغيرة، حاول المؤسس أن تكون تقنية ما أمكن،‬
            ‫حتى تعرف يوماً إىل شخصين من كاليفورنيا‬         ‫وعرف المؤسس أنه فقير ليس يف المال فقط، بل‬
   ‫متخصصين يف هندسة التوزيع واألحمال الكهربائية‬           ‫حتى يف الخبرة والشركاء العمليين. كما ال يجوز أبدا‬
       ‫ويمثالن شركة صغيرة ومتفوقة يف تقنية أجهزة‬               ‫االستفادة من خبرة واتصاالت كونها يف شركات‬
                                                                               ‫ّ‬
   ‫التحكم من بعد لغرف التحكم، اسمها، أو كان اسمها‬                  ‫عائلته، فهو قد خرج منها بإرادته... تقريبا!‬
‫31‬




         ‫كنا نقلدهم تماما. نفعل مثلهم، نطبق إجراءاتهم،‬
      ‫نوطد عالقتنا داخل الشركة، فعرفنا روتينها وانطالق‬
          ‫مسارات معامالتها وفلسفتها اإلدارية وأخالقياتها‬
      ‫وروحها الكامن غير المرئي، ولكنه محسوس تماما يف‬             ‫أشد ما افتقدنا إليه ليس األعمال‬
        ‫كل خلية صغيرة من الجسد المارد. ثم بعد مدة رأينا‬              ‫وال اإليرادات على أهميتها،‬
       ‫أننا يف الطريق كسبنا من «سكيكو» أكثر مما كانت‬                 ‫بل أن تكون لنا هوية، ونسق،‬
        ‫حاجتنا إليه، أشد ما افتقرنا إليه. ال، ليست األعمال‬        ‫وروح، واستقالل احترافي وهذا‬
         ‫وال اإليرادات عىل أهميتها، بل أن تكون لنا هوية،‬                   ‫ما علمتنا إياه سكيكو.‬
            ‫أن يكون لنا نسق، أن تكون لنا روح... أن يكون‬
          ‫لنا استقالل احترايف. وهذا ما علمتنا إياه مدرستنا‬
          ‫«سكيكو»، وحاولنا أن نكون طلبة نابهين داخلها‬
                       ‫نتعلم من كل شيء ومن كل شخص.‬           ‫«الندز أند جير»، رغم صغرها كان لها اسم مجلجل يف‬
                                                                                            ‫صناعتها يف العالم.‬
      ‫اآلن تعددت أعمالنا مع «سكيكو»، ليست أعماال تغير‬
           ‫ً‬                                                      ‫وطبعا عرضنا «الندز أند جير» عىل شركة كهرباء‬
        ‫مصير الشركة، ولكنها غيرت مصير المؤسسة، وهي‬             ‫ً‬        ‫ُ‬
                                                               ‫المنطقة الشرقية آنئذ... وكانت التقنية متقدمة‬
         ‫ليست أعماال تضيف الكثير إىل حجم تخليق إداري‬
                                           ‫ً‬                 ‫متطورة ومرنة وببروتوكول مفتوح مما خفف عبء‬
          ‫عمالق بحجم «سكيكو»، ولكنها ألول مرة أعطتنا‬          ‫التخصص االحتكاري. ولكن القصة لم تكن دخولنا‬
        ‫حجماً خاصا... وبعضالتنا نحن هذه المرة ال بعضالت‬       ‫األعمال من بوابة راقية وأنيقة يف «سكيكو»... بل‬
                                               ‫اآلخرين.‬                   ‫القصة هي قصتنا مع «سكيكو» نفسها.‬

           ‫اآلن بفضل الله ثم بفضل ما تعلمناه وما علمتنا‬                   ‫ُ‬
                                                                 ‫والقصة كما قلت هي ملحمة وجود‬
        ‫«سكيكو»، صارت لنا جذور عميقة يف أرض األعمال.‬                                              ‫وهوية..‬
             ‫عادت أمور كثيرة إىل مجاريها بفضل الله، فعاد‬     ‫لقد بدأت خبراتنا الفعلية، وبناء فلسفتنا ونظمنا‬
             ‫وهيكليتنا وحتى لغتنا اإلدارية، وإجراءاتنا كلها عىل المؤسس ليرأس مجلس إدارة شركات عائلته مع‬
         ‫النسق الذي كان لزاما أن نتعلمه لنمر عبر ممرات شركة أخويه... وتبقى مؤسسته «نازكو» محلقة بجناحيها‬
           ‫الفرديين رشيقة مرنة متحررة وطموحة، وموالية‬      ‫احترافية مثل «سكيكو». نعم لقد مر منتجنا بشكل‬
       ‫طيب مع «سكيكو»، وأظن أن اسمنا أخذ سمعة الئقة تماما لشركة سكيكو... ولم تخرج عن دائرتها إال فيما‬
                                ‫(أرجو ذلك) يف دهاليز الشركة العمالقة... والسبب أننا قل، أو يف شراكات خارجية.‬

     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫مقابلة أو زيارة ميدانية لشخصية بارزة لها‬
‫51‬   ‫دور في التنمية المستدامة.‬




        ‫المهندس إحسان‬
        ‫بن شكور أبوغزالة‬
        ‫رئيس مجلس إدارة شركة «البيك» لألنظمة الغذائية‬
              ‫في حوار عن مسؤولية الشركات االجتماعية‬


      ‫«خلطتنا السرية هي الشغف‬
       ‫واإلخالص ومراقبة الجودة»‬
                                                                      ‫ّ‬
      ‫إذا كان قدر لشركة أبحاث تسويقية أن تبحث عن المطعم األكثر شعبية يف‬
        ‫للحديث خارج وجباته السريعة، فهو بال شك‬   ‫المملكة واألكثر تداوال ومثاراً‬
                                                         ‫ً‬
      ‫“البيك”، نجم شباك المطاعم السعودية، لكنه لدى كثيرين المطعم الوطني‬
       ‫الرائد من حيث الفكرة والممارسة واالنطباع يف مسؤوليته االجتماعية التي‬
                                                     ‫ّ‬
       ‫وضع بصمته فيها. فمن منا لم يرو ألبنائه وهو يأكل وجبته من «البيك» عن‬
                                             ‫ِ‬
          ‫شخصيتي نزيه وورطان اللتين صنعهما مطعم «البيك» لتوعية األطفال‬  ‫ّ‬
          ‫بضرورة االهتمام بالبيئة، وعدم رمي مخلفات األكل والقمامة يف الشارع،‬
       ‫وعن تنظيم المطعم العديد من الحمالت األخرى التي أسهمت بشكل أو بآخر‬
                              ‫يف تعزيز سمعته يف مجال المسؤولية االجتماعية.‬


        ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫كأنكم تشيرون إىل أن عىل القطاع الخاص‬                      ‫«خطوة» ذهبت إىل المهندس إحسان بن‬
 ‫واجب المسؤولية ال عىل الدولة وحدها كما‬                   ‫شكور أبو غزالة، رئيس مجلس إدارة شركة‬
                                  ‫يفهم البعض؟‬          ‫البيك لألنظمة الغذائية، ال لتواجهه باألسئلة‬             ‫61‬

     ‫بالتأكيد، ال يمكننا رمي الحمل بأكمله دوماً عىل‬                    ‫ّ‬
                                                         ‫المتكررة التي تالحقه عن سر نجاح «البيك»‬
   ‫الدولة، متجاهلين دورنا وواجبنا نحن المواطنين.‬       ‫وشعبيته بل لتحاوره عن فلسفة الشركة يف‬
                                                             ‫ً‬       ‫ً‬
                                                      ‫المسؤولية االجتماعية ركيزة أساسية يف وعي‬
                                                        ‫القطاع الخاص بضرورة التنمية المستدامة‬
 ‫هل تقصدون أننا بحاجة إىل إعادة النظر يف‬                                               ‫ً‬      ‫ً‬
                                                                                      ‫فكرا وسلوكا.‬
‫فهم العمل التطوعي من زاوية المسؤولية؟‬
         ‫ال يختلف اثنان يف الحاجة الماسة ويف أهمية‬
                                                          ‫يف البداية كيف تفهمون، مهندس إحسان‬
‫التفعيل الحيوي لثقافة العمل التطوعي يف المجتمع،‬
                                                        ‫أبو غزالة، المسؤولية االجتماعية، حدثونا‬
 ‫وزيادة عدد الناشطين يف هذا المجال، وتنويع الروافد‬
                                                                   ‫عن رؤيتكم الخاصة يف هذا المجال؟‬
  ‫الداعمة للعمل التطوعي والخيري يف سبيل النهوض‬
                                                       ‫يف البداية يجب القول إن المسؤولية االجتماعية هي‬
              ‫بالمجتمع، وخلق حالة تنموية مستدامة.‬
                                                           ‫أوال وقبل كل شيء، واجب ديني ووطني وأخالقي،‬    ‫ً‬
                                                        ‫تجاه هذا الوطن وأهله الذين كان لهم الفضل علينا.‬
  ‫وتعبر المشاركة الفاعلة يف العمل التطوعي يف أي‬
                                           ‫ّ‬                   ‫فتطور أعمالنا يف األساس بعد فضل الله أوالً،‬
   ‫مجتمع عن مدى الوعي والنضج والرشد الذي وصل‬
                                                             ‫ثم فضل هذا المجتمع الذي ندين له بالنجاح. من‬
      ‫إليه ذلك المجتمع، فنمو حركة العمل التطوعي‬
                                                            ‫هنا فكل برامج المسؤولية االجتماعية التي نقوم‬
 ‫يسهم بصورة حيوية يف النهوض بالمجتمع، وتنمية‬
                                                               ‫بها تنطلق من ركيزة أساسية: هي إيماننا بأنه‬
   ‫الطاقات والكفاءات الموجودة فيه بما يخدم مسار‬
                                                             ‫كلما أسهمنا ولو بأبسط األشكال يف تقديم خدمة‬
                        ‫التقدم والتطور المجتمعي.‬
                                                      ‫اجتماعية، فنحن نسهم يف تعزيز ثقافة البناء، التي ال‬
                                                       ‫يمكن لها إال أن تكون إيجابية عىل الفرد وبالتايل عىل‬
    ‫ال يمكن لمؤسسات‬                                        ‫الوطن عموماً، وعىل مستقبله االجتماعي والثقايف‬
         ‫الدولة الرسمية‬                                                    ‫ويف النهاية بالضرورة عىل اقتصاده.‬
 ‫بمفردها تحقيق التنمية‬
            ‫المستدامة.‬
‫71‬




            ‫ال توجد آليات منظمة متخصصة‬
               ‫وقادرة على تجميع وتنظيم‬
              ‫الجهد التطوعي ليصب فى‬                                               ‫يف إطار برامج “البيك” التوعوية النابعة‬
           ‫إطار العمل التنموي المستدام.‬                                         ‫من فهمكم للمسؤولية االجتماعية، نالحظ‬
                                                                                 ‫أنها ليست برامج مرتجلة وال متعجلة عىل‬
                                             ‫ً‬
                       ‫هل يمكن أن تضربوا لنا مثاال لمشروع أنجز؟‬                                    ‫طريقة الوجبات السريعة؟‬
                             ‫عىل سبيل المثال، يف مجال البيئة أطلقنا مبادرة‬     ‫(يبتسم ويجيب): صحيح نحن يف شركة «البيك»‬
                           ‫عبر شخصيتين كرتونيتين لتكون لديهما قدرة عىل‬             ‫لدينا طاقم متكامل مهمته مراقبة آثار مبادراتنا‬
                          ‫االتصال ال سيما مع النشء، كانت الفكرة يف األصل‬      ‫االجتماعية وتقييمها، ودراسة مواطن قوتها ومواطن‬
                           ‫أن النشء هو الهاجس الذي يجب أن يشغلنا ونحن‬                           ‫ضعفها لتحسينها يف أعمالنا األخرى.‬
                         ‫نعلم أنه هاجس عالمي بامتياز، كانت الفكرة تتمحور‬
                       ‫حول أننا ال يمكننا أن نقف أمام التدهور البيئي الذي‬         ‫هل تتعاونون مع هيئات متخصصة خارج‬
                         ‫نشهده يف العالم بأسره صامتين، دون تحريك ساكن،‬                                                ‫“البيك” ؟‬
                        ‫بالتأكيد نتعاون مع شركاء استراتجيين متخصصين يف وال تزال عملية التوعية البيئية مجاال متسعاً يحتمل‬
                                         ‫ً‬
                                           ‫العالقات العامة، هي المسؤولة عن مراقبة سير المبادرات آلالف الحمالت التوعوية والتثقيفية.‬
                                                                                     ‫وتحليلها وآليات تنفيذها وقياس أدائها من خالل‬
                                               ‫استفتاءات وإحصاءات ودراسات متكاملة ومنها المراقبة وماذا عن المبادرات األخرى ؟‬
                            ‫الميدانية واإلعالمية، لنقرأ يف تلك الدراسات مدى نجاح هناك أيضاً لدينا مبادرة يف التعليم، ولدت فكرتها‬
                           ‫من إيماننا العميق بأن لدى النشء طاقات كامنة،‬             ‫مبادراتنا االجتماعية، وتتضح لنا الصورة بأكملها.‬
                         ‫وأن من بينهم مبدعين حقيقيين، فكان ال بد لنا من‬
                            ‫أال ننساق وراء هذا اإليمان فحسب، بل أن نترجمه‬              ‫كيف تولد عادة لديكم الفكرة قبل أن‬
                            ‫أيضاً إىل عدد من المبادرات مثل «مع البيك... أنتم‬                                         ‫تطوروها؟‬
                           ‫أبطال البيت»، و «العلماء الصغار»، يف مسعى منا‬        ‫يف الغالب نقوم بدراسات ميدانية وعمليات التحليل‬
                      ‫المعمقة، نرصد تلك النواحي االجتماعية التي نحتاج الكتشاف المواهب وتفجير الطاقات وكشف الستار عن‬
                       ‫إىل تعزيزها يف المجتمع، ويمكننا أن نلعب دور ًا فاعال مواطن إبداع يجب أن تأخذ حقها يف الصقل والتوجيه‬
                                                                              ‫ً‬
                        ‫واإلرشاد، وهذا ما نسعى إليه، ألنهم مستقبل وطننا.‬         ‫فيها من خالل مبادراتنا يف المسؤولية االجتماعية.‬


     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫81‬
               ‫ً‬
              ‫لماذا استهدفتم الصغار تحديدا؟‬
   ‫كان مبدؤنا أن عملية االستدامة تبدأ من الصغر، إذ‬
   ‫ترسخ هذه المبادرات الموجهة لفئات السن المبكرة‬
                                               ‫ّ‬
      ‫تنمية روح الحفاظ عىل البيئة باإلضافة اىل روح‬
     ‫اإلبداع والعمل الدؤوب من الصغر، لدى براعم هذا‬
‫الوطن حتى يكونوا بمثابة الخلف الصالح الذي نعتمد‬
                 ‫عليه يف استدامة مثل هذه األعمال.‬

      ‫هل أثرت هذه المبادرات يف نجاحكم عىل‬
                      ‫ً‬
         ‫الصعيد العميل وتحديدا يف “البيك“؟‬
       ‫بالتأكيد صدقني أن حب الخير والجمال والشغف‬
       ‫بالعمل مثل العدوى، تطال كل من يحيط بها.‬
    ‫وأحسب أن هذا ما حصل مع منسوبي الشركة، فقد‬
   ‫أدركوا توجهاتنا ومساعينا، وأصبحوا يتصرفون من‬
     ‫خاللها بكل محبة وشغف وإتقان، فنحن مؤمنون‬
‫«بأن الخير يعم»، وهذه هي الثقافة التي نعمل خاللها‬
   ‫جميعاً يف شركة «البيك»، ثقافة اإلخالص والتفاني‬
                                ‫والمحبة والتعاون.‬

   ‫ما دمنا يف “البيك” هل يمكن أن تحدثنا عن‬
      ‫الخلطة السرّية لنجاح “البيك“ وتفوقه؟‬
       ‫ليس يف األمر سر. كل ما يمكن أن أقوله لك ويف‬
       ‫كلمة واحدة، الحرص عىل “الجودة”، فبفضل الله‬
‫وعىل مدى يقرب من أربعين عاما، أصبح «البيك» رمز ًا‬
     ‫للوجبات العالية الجودة والخدمة المميزة، وذلك من‬
     ‫خالل حرصنا الدائم عىل تطبيق أعىل معايير سالمة‬
    ‫الغذاء العالمية، لكل منتجات الشركة الغذائية، وقد‬
‫إدى هذا الحرص عىل الجودة إىل حصول مصنع الشركة‬
‫عىل كل من شهادة األيزو 5002:1009 وشهادة األيزو‬
   ‫5002:00022 وشهادة الـ ‪ HACCP‬يف أنظمة سالمة‬
  ‫الغذاء، ليكون أول مصنع سعودي وطني يف المملكة‬
                      ‫يستكمل هذا المنجزات مجتمعة.‬
                                                          ‫نحن بحاجة إلى مراجعة‬
 ‫هل السر كله يف البحث عن الجودة فقط؟‬
                                                              ‫النظرة االجتماعية‬
‫صدقني هذا سر األسرار كما يقال. الجودة لدينا هاجس‬
                                                         ‫ألسلوب إدارة وتشغيل‬
 ‫حقيقي، فنحن ال نرضى إال أن نقدم لزبائننا األفضل‬
                                                       ‫العمل التطوعي والخيري.‬
        ‫الذي يليق بهم. وعملية المراقبة لدينا صارمة‬
   ‫ومعقدة، تبدأ من مزارع الدجاج الذي نعده، مرور ًا‬
             ‫ّ‬
‫بعمليات النقل ثم التحضير ثم الطهو وما يدخل يف‬
  ‫هذه العمليات من مواد وكل األدوات المستخدمة،‬
‫91‬

                                                                                ‫وصوال إىل الوجبة المقدمة، وكيفية تقديمها. كلها‬
                                                                                                                          ‫ً‬
                                                                                          ‫تمر بمراحل من المراقبة المشددة للجودة.‬

                                                                                         ‫لنحاول أن نربط بين مفهوم الجودة‬
                                                                                ‫واالستدامة، كيف تنظرون يف “البيك“ إىل‬
                                                                                                                     ‫ً‬
                                                                                                                    ‫األمرين معا؟‬
                                                                              ‫منظورنا لالستدامة هو االستثمار بالفرد ليعمل عضو ًا‬
                                                                                  ‫فعاال ضمن فريق عمل يحقق مع الفرق األخرى، كل‬ ‫ً‬
                                                                             ‫ضمن تخصصه، أهداف مجموعات العمل التي تتالقى‬
                                                                                  ‫سوياً لتنفيذ مهمة المنظومة بموجب استراتيجية‬
                                                                             ‫ونظرة مستقبلية واحدة مبنية عىل أسس جودة العمل‬
                                                                                  ‫وإتقانه وما تحتمه علينا أخالقنا النابعة من ديننا‬
                                                                                          ‫الحنيف ومسؤوليتنا جميعاً اتجاه الوطن.‬
                            ‫هل هناك خطة دعمت نجاحكم يف تجربة‬
                                                                ‫السعودة؟‬         ‫إذن ليست هناك خلطة سريّ ة للنجاح؟‬
                                ‫ربما هي خطة المسار الوظيفي المحكمة التي‬             ‫صدقني العامل السري يف نجاح أي عمل يكمن‬
                         ‫ينتهجها «البيك» مع جميع منسوبيه، والتي تضمن‬           ‫بالشغف واإلخالص، وهذه هي خلطتنا السرية يف‬
                            ‫لكل موظف حقه يف تحقيق طموحاته واالرتقاء‬            ‫بيئة عمل «البيك»، بدء ًا من أعىل الهرم الوظيفي‬
                              ‫وصوال إىل من هم ال يزالون يف بداية السلم. سر نجاح بالسلم الوظيفي إىل أعىل المراتب اإلدارية، عبر‬
                                                                                                                          ‫ً‬
                         ‫شركة «البيك» يكمن يف اإلخالص، فنحن جميعاً نعمل تأهيله بالدورات المناسبة وورش العمل المتخصصة‬
                         ‫يف الشركة واإلخالص يمأل قلوبنا، نحن نحب ما نعمل، التي ترتقي بأدائه الوظيفي وتمنحه فرصة التطور‬
                              ‫ونخلص يف خدمة عمالئنا، ونسعى دوماً يف أن نقدم وظيفياً ومهنياً وعىل صعيد المهارة الشخصية.‬
                                                                               ‫لهم أفضل ما يتطلعون إليه وفق أرقى المعايير،‬
                            ‫ونحب مفهوم العطاء يف كل أعمالنا، ونخلص للمجتمع وماذا عن مستقبل التوطين للوظائف؟‬
                                                   ‫الذي نعمل فيه، ونطمح أن نحدث فيه تغيير ًا إيجابياً إىل أين يسير “البيك“؟‬
                               ‫تواصل شركة البيك لألنظمة الغذائية بذل كل‬      ‫بكل السبل الممكنة. نحن مؤمنون بأن اإلخالص هو‬
                       ‫الجهود الالزمة لتوطين طاقاتها البشرية، ضمن خطة‬                                 ‫السبيل الوحيد إىل النجاح.‬
                       ‫استراتيجية واضحة، تسعى من خاللها إىل توفير أكبر‬
                           ‫عدد من الفرص الوظيفية المتميزة ألبناء الوطن.‬          ‫السعودة كما تعلمون هاجس وطني ال‬
                       ‫وسيظل هدفنا الرئيسي البحث المستمر عن الكفاءات‬          ‫يقل عن التنمية المستدامة ألنها جزء من‬
                          ‫والطاقات الوطنية الشابة الواعدة، ونحن حاضرون‬           ‫االستثمار يف المواطن ماهي تجربتكم؟‬
                           ‫بالنسبة للسعودة، نحن نستطيع القول إن لنا تجارب يف جميع معارض التوظيف، إيماناً منا بأن شبابنا‬
                                ‫ناجحة يف هذا المضمار، فقد تمكنت الشركة يف زمن هم عصب حياة هذا الوطن الغايل. بينما تنبع‬
                           ‫استراتيجيتنا هذه من حس وطني خالص تشربناه‬           ‫قياسي، من إتاحة فرص وظيفية لمائتي موظفة‬
                          ‫من قيادتنا الحكيمة يف المملكة، لتأتي يف اتساق‬       ‫يف خطوط اإلنتاج يف مصانعها، مع كامل المراعاة‬
                          ‫مع رؤية خادم الحرمين الشريفين، الذي لطالما شدد‬            ‫للمتطلبات الدينية واالجتماعية لبيئة العمل،‬
                        ‫اتساقاً مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الطامحة إىل عىل أهمية توطين الوظائف، وأهمية المسارعة يف‬
                        ‫تطبيقها ضمن خطة حكيمة رسمتها الدولة، تضمن‬            ‫تفعيل أكبر لدور المرأة يف المجتمع، وإيماناً بأهمية‬
                          ‫دورها ألنها نصف المجتمع الذي ال يمكن النهوض إال ألبناء الوطن الرفاهية والرخاء وبحبوحة العيش يف‬
                                                  ‫ظل قيادته – حفظه الله -.‬                                              ‫بتفعيله.‬

     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫باب مكرس للمياه وغيرها من الموارد الطبيعية‬
                                       ‫وكيفية استدامتها.‬   ‫02‬




      ‫ضعف التمويل..‬
    ‫يهدد استمرار‬
‫المجموعات البيئية‬
‫12‬                                                                  ‫تعاني المجموعات البيئية التطوعية يف السعودية‬
                                   ‫ماجدة أبو راس:‬                         ‫ضعف الدعم المقدم إليها، وانعدامه يف معظم‬
                       ‫بعض الجمعيات تعاني‬                            ‫األحيان، وتصيبها الدهشة لهذا األمر، وهي تشاهد‬
                                      ‫ً‬
                   ‫ضعفا وعشوائية وأهدافها‬                                 ‫تنامي دور المسؤولية االجتماعية لدى القطاع‬
                                                                    ‫الخاص أخيرا. وتبحث بعض المجموعات البيئية عن‬
                          ‫غير قابلة للقياس‬
                                                                   ‫داعمين لنشاطها وأعمالها من أجل التوعية بالبيئة،‬
                                                                            ‫األمر الذي دفعها إىل البحث عن مصادر بديلة‬
           ‫من الحلول المقترحة إليجاد دخل ثابت لمجموعة النبتة،‬       ‫يف‬ ‫للتمويل من أجل البقاء، وذلك ما قامت به أخيراً‬
          ‫ويتوقع البدء باعتمادها بداية السنة القادمة، فرز الورق،‬
                                                              ‫ُ‬     ‫جدة مجموعة النبتة غير الربحية للتربية والتوعية‬
            ‫وعمل منتجات من قصاصات القماش، وإنتاج الحقائب،‬            ‫البيئية، التى تنضوي تحت غطاء الغرفة التجارية‬
                ‫وأدوات قرطاسية مصنوعة من مواد معاد تتويرها‬                                            ‫الصناعية بجدة.‬
      ‫(‪ ،)Recycling‬ويعنى هذا توفير فرص وظيفية أكثر للشباب‬            ‫وتشير سوسن عالم التي تحضر الماجستير يف العالج النفسي‬
      ‫يف مجاالت مختلفة مثل: مطور برامج، مشرف عىل المشاريع،‬                ‫األسري والزوجي، ومؤسسة مجموعة النبتة مع صديقتها‬
                               ‫إىل جانب بعض الوظائف اإلدارية.‬       ‫أنوار أبو الخير، إىل أن سبب ضعف الدعم المقدم للمجموعات‬
         ‫وتقول أبو راس يف شأن رفض بعض المجموعات البيئية‬                        ‫البيئية ليس يف عشوائية العمل، أو غياب الخطط‬
         ‫التطوعية العمل تحت مظلة الجمعية البيئية السعودية‬                 ‫المستدامة؛ بل عدم وعي األفراد والمجتمع بمختلف ألوان‬
      ‫بصفتها الجمعية الوحيدة الرائدة يف العمل التطوعي البيئي‬       ‫طيفه بضرورة العناية بالجانب البيئي، واألثر المترتب سلباً أو‬
       ‫عىل مستوى المملكة: «قد يكون سبب رفضها هو خشيتها‬                           ‫إيجاباً عىل حياتهم، وتأثير ذلك يف صحة اإلنسان.‬
         ‫إال أن الدكتورة ماجدة أبو راس، الرئيسة التنفيذية لجمعية من أن تفقد هويتها»، وتؤكد أن انضمام المجموعات إىل‬
        ‫الجمعية، والعمل تحت مظلتها لن يفقدها هويتها، بل قد‬         ‫البيئة السعودية، لم تستغرب ضعف الدعم المقدم إىل‬
        ‫يكون لصالح تلك المجموعات، «ألن برامجنا عادة ما تكون‬        ‫المجموعات البيئية التطوعية المختلفة يف ظل «عدم‬
             ‫وضوح برامجها التوعوية وضعفها، إىل جانب عدم استدامتها، عىل مستوى المملكة، ولدينا عالقات بمختلف الدوائر‬
          ‫وعشوائية الحمالت التى تقوم بها بعض األحيان»، وأشارت الحكومية والخاصة، ونعمل تحت مظلة الرئاسة العامة‬
      ‫لألرصاد وحماية البيئة، إىل جانب قدرتنا عىل تقديم أي دعم‬          ‫إىل أن القطاع الخاص يفضل دوماً دعم المجموعات‬
      ‫تحتاج إليه تلك المجموعات، وإرشادها إىل الطرق المثىل يف‬      ‫والجمعيات التي تكون مرجعيتها معروفة، وتملك رؤية‬
                          ‫واضحة لتوجهاتها، وخططاً مستدامة، وتكون أهدافها قابله تحقيق المصالح واألهداف المشتركة».‬
           ‫وال ترى عالم تعارضاً بين مجموعتها والجمعية البيئية‬                                               ‫للقياس.‬
     ‫فيما توضح عالم، أن معظم نشاط المجموعات البيئية يقوم السعودية، وتؤكد أن لكل منهما شريحتهما المستهدِفة، وهذا‬
      ‫عىل األعمال والحمالت التوعوية التي تتطلب رعاة إلقامتها، يف صالح المجتمع يف نهاية األمر. ومنذ نوفمبر 5002، رفعت‬
        ‫وبالتايل يصبح غياب الرعاة تحدياً وسبب قلق مستمر، األمر مجموعة النبتة شعار «التعامل مع البيئة بإكرام وإحسان»،‬
        ‫الذي دفع هذه المجموعات إىل محاولة ايجاد دخل مستدام من وبجهود شبابية خالصة، وأساليب علمية مبتكرة تسعى إىل‬
      ‫خالل تطوير منتجات تعتمد يف تسويقها عىل أدوات اإلعالم توعية المجتمع بالبيئة من خالل غرس القيم والمفاهيم التى‬
         ‫الجديد، مثل «فيسبوك» و»تويتر»، أو من خالل خطط ترويج تعزز السلوك البيئي الصحي، لدى النشء، من خالل برامج،‬
                                ‫ومناهج، وورش عمل متخصصة.‬                    ‫تعمل يف وضعها اآلن، ولم تكشف عنها بعد.‬




     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫22‬


      ‫واختارت مجموعة النبتة رؤيتها االستراتيجية أن تكون‬
    ‫حاضنة لكل المبادرات البيئية من مختلف فئات المجتمع‬
     ‫من المجموعات الشبابية، ورجال األعمال، واألكاديميين،‬
    ‫كذلك تطمح إىل أن تكون حلقة وصل بين مراكز الدراسات‬
‫المتخصصة بالبيئة وأفراد المجتمع، من خالل إلقاء الضوء عىل‬
 ‫الدراسات البيئية المتخصصة المنشورة يف الدوريات العلمية.‬
      ‫وتقول عالم عن قصة إنشاء مجموعة النبتة: «الفكرة يف‬
‫الحقيقة تعود إىل ما قبل 6002، إذ كنت التقي أنا وصديقاتي‬
‫مرتين يف الشهر، فنتدارس ونتباحث حول سبل تطوير عالقتنا‬
        ‫بأسرتنا ومجتمعنا، وبعد مدة قررنا الخروج إىل المجتمع‬
‫وتوسيع دائرة عالقتنا االجتماعية، فأجرينا تصويتا فيما بيننا‬
 ‫عن ماهية الشيء الذي نستطيع أن نخدم به مجتمعنا، فوقع‬
‫اختيارنا عىل البيئة، وكونا الفريق، ولدينا اآلن خمسة أشخاص‬
                                    ‫ّ‬
                                ‫يعملون معنا عىل نحو دائم».‬
  ‫وتختلف البرامج والنشاطات التي تقوم بها مجموعة النبتة‬
     ‫من أجل التوعية، والتي غالباً ما تكون بالتعاون مع وزارة‬
    ‫التربية والتعليم، وبعض الجهات االجتماعية مثل جمعية‬
     ‫األمير ماجد بن عبد العزيز للتنمية والخدمات االجتماعية،‬
   ‫وال تخلو تلك البرامج التوعوية من أربعة محاور تتمثل يف:‬
      ‫الجانب الروحي، والفكري، والحركي، والتعاطفي وتخضع‬
               ‫جميعها للمراجعة العلمية والتربوية واللغوية.‬
             ‫وسبق أن شاركت مجموعة النبتة يف العديد من أوجه‬
  ‫النشاط والسوانح البيئية، ايل أستَهدفت لها فئات مختلفة‬
                           ‫َ‬
   ‫من المجتمع، ركزت فيها عىل فئة طالب المدارس وتحديد ًا‬
‫المراحل األوىل يف التعليم من الصف األول إىل الصف السادس‬
       ‫االبتدائي، وذلك من خالل تصميمها حقيبة تربوية تسل َّم‬
‫للمعلم، وهي تحتوي عىل برنامج بيئي مفصل عبارة عن كتاب‬
 ‫المعلم، وكتاب النشاط للطالب، وقرص مدمج، يع َرض داخل‬
                 ‫ُ‬
            ‫الفصل، ومجموعة من أوراق العمل، ولوحات تعليمية.‬
‫يستعرض هذا الباب مشروعات ومبادرات االستدامة‬
 ‫االجتماعية ويستوحي اسمه من التوجيه النبوي يد‬
                                                  ‫42‬
                               ‫الله مع الجماعة.‬
‫جمعية ماجد تأخذ بيد حي البغدادية‬
‫52‬
 ‫52‬
                        ‫(جدة) نحو االستدامة:‬
                                           ‫ّ‬

                     ‫ّ‬
         ‫«السلة الغذائية»‬
         ‫حاجة الصائم أكبر‬
                ‫من إفطار‬
                                              ‫ً‬
          ‫ليس ضروريا أن يخرج مشروع “إفطار الصائم”‬
                                                  ‫ً‬
                   ‫تقليديا يف كل مرة. فمن حي البغدادية‬
                 ‫الشرقية يف جدة، دشنت جمعية ماجد بن‬
                ‫عبد العزيز للتنمية والخدمات االجتماعية‬
                                            ‫ّ‬
           ‫مشروع “السلة الرمضانية” من أجل التواصل‬
              ‫مع المجتمع المحيل المُ ستهدف وإشراكه يف‬
                              ‫ِ‬
             ‫تشخيص حاجاته وأولوياته. عىل مدار األيام‬
           ‫األوىل من رمضان الماضي، اشترك 71 متطوعاً‬
               ‫من شبان الحي، الذين تترواح أعمارهم بين‬
                                                ‫ً‬
               ‫12 و13 عاما، يف ورشة عمل سريعة نظمتها‬
                                  ‫ً‬       ‫ً‬
              ‫الجمعية عمليا وميدانيا بالتعاون مع شركة‬
             ‫أرامكس، أحد شركائها االستراتيجين، لتجهيز‬
            ‫707 “سالل رمضانية” تشمل المواد الغذائية‬
                ‫األساسية وتوزيعها عىل 605 مستفيدين.‬
                                             ‫* تصوير: عدي عابد‬




      ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫ويوضح مدير العمليات يف الجمعية عمار شرف الدين‬
‫بقوله: “اإلضافة النوعية التي قدمتها أرامكس هي يف‬
    ‫التعليمات األساسية عن أسلوب التعبئة والتصنيف‬         ‫62‬

     ‫والتوزيع وسلسلة اإلمداد (‪ )Supply Chain‬واإلدارة‬
     ‫اللوجستية وتوزيع األحمال يف الصناديق”، ويتابع‬
      ‫قوله: “أسهمت هذه التعليمات، عىل بساطتها، يف‬
         ‫إدارة الوقت إدارة مثلَى، إضافة إىل أنها أكسبت‬
                                   ‫ُ‬
   ‫شبان الحي بعض المهارة األساسية؛ إذ تقوم التنمية‬
    ‫عىل ركائز من أهمها استغالل موارد الحي واستحداث‬
       ‫دورة تنموية كاملة داخله”. لم تبدأ قصة مشروع‬
   ‫“السل َّة الغذائية” يف رمضان، إذ أمضت جمعية ماجد‬
       ‫قرابة العام للتعرف عىل األهايل يف حي البغدادية‬
   ‫ومساعدتهم بأكثر من مشروع، وكانت كارثة السيول‬
       ‫األخيرة التي اجتاحت بعض أحياء جدة أول نقطة‬
 ‫التقاء بين الطرفين. ولعل أبرز المصاعب التي واجهها‬
    ‫فريق الجمعية يف البداية هو كسب ثقة أبناء الحي‬
  ‫وصداقتهم، فغالباً ما تغيب الثقة يف البداية ويظهر‬
    ‫عدم الترحيب ويترك فجوة يف التعامل، لكن الفجوة‬
‫ما تلبث أن تتالشى مع الجد والصدق يف العمل وتفهم‬
    ‫حاجة األهايل وظروفهم. كذلك يؤكد شرف الدين أن‬
  ‫قيام الجمعية بهذا المشروع ليس هدفاً بذاته، ولكنه‬
         ‫وسيلة فعالة للدخول والتواصل مع أهايل الحي،‬
     ‫والتعرف عىل حاجاتهم، واإلسهام يف تقديم الحلول‬
      ‫عىل المدى الطويل، ضمن رؤية “االستدامة” التي‬
                           ‫تسير الجمعية عىل خطاها.‬




      ‫كان شرف الدين يلمس حماسة الشبان يف توزيع‬
 ‫“السلة الرمضانية”، وكان يراهم، خالل أعمال التوزيع‬
      ‫من عىل ظهر الشاحنات الصغيرة عبر أزقة الحي،‬
   ‫يصافحون أرباب األسر بحرارة، أو يلقون التحية عىل‬
                   ‫ُ‬
‫أحد أصدقائهم، أو يكون المنزل المستهدف هو منزلهم‬
     ‫أو منزل أحد أقربائهم المباشرين! كذلك كان يالحظ‬
  ‫األمانة والحرص يف الحفاظ عىل ممتلكات المستودع‬
   ‫َ‬
 ‫موقع االنطالق وتجهيز “السل َّة الرمضانية”، وتنافس‬
 ‫الشبان فيما بينهم لتوزيع أكبر قدر ممكن توزيعه يف‬
‫مدة قصيرة سعياً يف إتمام المشروع خالل أول أسبوع‬
                                   ‫من شهر رمضان الماضي.‬
‫72‬       ‫وأسهمت العالقة المباشرة بين الطرفين يف تعرف‬                 ‫قيام الجمعية بهذا‬
                                                                   ‫ً‬
                                                                  ‫المشروع ليس هدفا‬
     ‫الجمعية عىل المواهب القيادية بين الشباب، وأصحاب‬
            ‫المهارة لديهم. يقول شرف الدين بعدما احتلت‬         ‫بذاته، ولكنه وسيلة فعالة‬
        ‫وجهه ابتسامة عريضة: “اآلن أشعر بأنني قريب من‬              ‫للدخول والتواصل مع‬
          ‫أهل الحي، فخالل األشهر األخيرة توطدت العالقة‬           ‫أهالي الحي، والتعرف‬
          ‫فيما بيننا، وبت أعرف أفضل األماكن التي تقدم‬                    ‫على حاجاتهم‬
         ‫السندويشات الطيبة فيه! أو أدرك بعض ظروف‬
         ‫أهايل الحي اإلنسانية... فهذا البيت يسكنه أب له‬
       ‫ابن مدمن المخدرات، وذلك البيت تسكنه أم فالن”.‬
     ‫كذلك عبر شبان الحي عن ثقتهم يف الجمعية من خالل‬
                                                  ‫ّ‬
         ‫الدعوة إىل حضور األدوار النهائية لدورة كرة القدم‬
          ‫الرمضانية يف الحي، وتسليم الكأس والميداليات‬
        ‫للمراكز األوىل يف البطولة. إال أن األهم من كل ذلك‬
     ‫هو ما يضيفه شرف الدين: “نرى يف بعض شبان الحي‬
        ‫ركائز تنموية أساسية يف المستقبل، فلدى بعضهم‬
      ‫القيادة واألمانة والطاقة اإليجابية وحسن التصرف،‬
           ‫ونفكر جديا يف تدريبهم تدريباً نوعياً أو التكفل‬
           ‫بمصاريف سفرهم إىل الخارج للتعرف عىل تجارب‬
                  ‫تنموية مشابهة يمكن االستفادة منها”.‬

                                      ‫السلة الرمضانية:‬
                   ‫63 كلغ وزن السلة الرمضانية الواحدة‬
                             ‫707 عدد السالل الرمضانية‬
                                             ‫ً‬
                        ‫052 رياال تكلفة السلة الواحدة‬
                                       ‫ً‬
                     ‫467.802 رياال التكلفة اإلجمالية‬

                                       ‫محتويات السلة:‬

              ‫2 قارورتا زيت‬                     ‫6 علب تونة‬
          ‫1 علبة حليب مجفف‬                       ‫1 علبة ملح‬
              ‫1 علبة شوفان‬                    ‫6 أكياس دقيق‬
             ‫2 علبتا صلصة‬                   ‫4 أكياس شعيرية‬
                ‫3 قمر الدين‬                      ‫6 علب فول‬
             ‫1 علبة كاستارد‬                   ‫6 علب مكرونة‬
               ‫1 علبة شاهي‬
                 ‫01 كلغ أرز‬
                  ‫5 كلغ سكر‬




     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
‫82‬




     ‫مشاريع الشباب تعاني ضعف‬
      ‫الدعم وغياب االستدامة..‬

 ‫عصاميون في‬
  ‫مهب الريح!‬
   ‫ال شيء يوازي لذة استقالل الشاب بعمله. هذا ما يؤكده كثير‬
  ‫من أصحاب األعمال العصاميين، الذين استطاعوا أن يتجاوزوا‬
       ‫تحديات البدايات ويساهموا يف استدامة أعمالهم لفترات‬
     ‫طويلة. شباب األعمال اليوم، والعصاميون منهم، ينتظرهم‬
‫طريق شاق ميلء بالعقبات والصعوبات، ويتطلب منهم كثيرا من‬
  ‫التضحية والصبر مع االبتكار يف تقديم منتجاتهم أو خدماتهم،‬
 ‫واألهم من ذلك كله، المهارة اإلدارية، التي يف غيابها، قد ينهار‬
                                 ‫العمل ويسقط يف فخ الفشل!‬
‫92‬


                                                                     ‫إال أن محمد القحطاني، وهو شاب يف العشرينيات من عمره،‬
             ‫بناء المشاريع على اآلراء‬                                 ‫واجه تحديا من نوع شائع، ويحتل رأس القائمة يف أولويات‬
                  ‫الشخصية واالنطباع‬                                     ‫شباب األعمال اليوم، وهو الحصول عىل التمويل المناسب.‬
                 ‫يقودها إلى الفشل‬                                        ‫تقدم القحطاني يف أكثر من طلب ألحدى الجهات الداعمة‬
                                                                          ‫الحكومية، وكان يقابل بالرفض يف كل مرة، دون معرفة‬
                                                                    ‫األسباب، بحسب قوله. وكان دائما ما يتلقى الرد «أن مشروعه‬
                                                                       ‫تحت الدراسة»، يقول يف شيء من المرارة «منذ سنتين وأنا‬
                                               ‫غياب االبتكار‬         ‫أتقدم بمشروعي الذي أعددت له دراسة الجدوى بنفسي، فأنا‬
         ‫ويوضح عبدالعزيز الحارثي، خبير يف رعاية ومساعدة المشاريع‬          ‫خريج كلية إدارة أعمال، تخصص تجارة دولية، إىل جانب‬
          ‫الناشئة، أن معظم شباب األعمال الذين حصلوا عىل دعم من‬       ‫أني عرضت الدراسة عىل مختصين يف إعداد دراسات الجدوى،‬
              ‫جهات داعمة مثل صندوق المئوية وبنك التسليف كانت‬        ‫وأكدوا يل بأن المشروع من شانه أن ينجح شريطة إيجاد الدعم‬
     ‫مشاريعهم مكررة، بحسب قوله. ويشير الحارثي إىل غياب االبتكار‬                                                  ‫الكايف له».‬
       ‫عن معظم المشاريع، وأن فرص نجاحها كانت ضئيلة جداً. ويبرر‬      ‫ويتابع بقوله «بعض زمالئي تقدموا بمشاريع ال يفقهون‬
          ‫فيها أي شي، إال أنهم لديهم واسطة، فحصلوا عىل التمويل الحارثي غياب االبتكار يف مشاريع شباب األعمال، والتى بدت‬
           ‫واضحة يف معرض شباب األعمال الذي ُأقيم مؤخر ًا يف جدة،‬    ‫وحققوا أرباحاً مالية كبيرة، ويف فترة زمنية قصيرة مثل‬
          ‫مشروع المغسلة، أو محل مالبس مستوردة»، مضيفا «هناك بتخوف الشباب أو الجهات الداعمة من الخسارة، والخوف من‬
        ‫من تم إلزامهم بمشاريع معينة يف حال أرادوا أن يحصلوا عىل طول وتعقيد اإلجراءات للمشاريع المبتكرة التى تستغرق وقتا‬
            ‫أطول بسبب عدم إلمام الجهات المانحة للرخص بطبيعتها،‬                                                    ‫الدعم».‬
                   ‫عكس المشاريع التقليدية المعروفة، بحسب تعبيره.‬
     ‫كما يؤكد الحارثي، الذي عمل يف أكثر من جهة حكومية وخاصة‬
          ‫يف مجال رعاية ودعم المشاريع الناشئة، أن معظم دراسات‬
        ‫الجدوى التى يتم تقديمها من قبل شباب األعمال تكون من‬
       ‫مكاتب تجارية، هدفها الربح التجاري بغض النظر عن مالءمة‬
           ‫الدراسة ومتطلبات السوق، الفتاً إىل أن أغلب دول العالم‬
      ‫المتقدمة تعتمد عىل المشاريع الصغيرة، لحل مشكلة البطالة.‬
         ‫ويضيف الحارثي بقوله «هناك شركات دعمت وكان هدفها‬
         ‫الحقيقي دعم الشباب السعودي، وحاولت بكل الطرق دعم‬
           ‫ذلك الشاب وال زالت تدعمه حتى يف تعثره، إال ان هناك‬
       ‫جهات داعمة أخرى كان هدفها مصالحها الشخصية، والظهور‬
        ‫اإلعالمي، وهذه الفئة الداعمة هي التي أضرت بالشباب من‬
           ‫خالل تحديدها مهناً سهلة ومحددة تختارها مثل مشاريع‬
                                         ‫األشمغة، والخياطة».‬
        ‫ويرى أنه «يف حاالت إجبار الشاب عىل مشروع وفكرة معينة‬
        ‫دارجة فإن فشلها يجب أن تتحمله الجهة الداعمة، وال يجب‬
         ‫تحميلها للشاب»، مشير ًا إىل أن نسبة النجاح أكبر للمشاريع‬
          ‫التى يبتكرها الشاب وال تفرض عليه من الجهات الداعمة‬
            ‫بسبب حرص الشاب عىل إنجاح فكرته، مؤكد ًا بأن هناك‬


     ‫يناير 2102م‬   ‫العدد األول |‬   ‫خطوة |‬
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1
Khatwa Magazine - No 1

Contenu connexe

Similaire à Khatwa Magazine - No 1

الإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكومية
الإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكوميةالإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكومية
الإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكوميةResources for Development Center (RDC)
 
ريادة الاعمال الفصل الاول.pptx
ريادة الاعمال الفصل الاول.pptxريادة الاعمال الفصل الاول.pptx
ريادة الاعمال الفصل الاول.pptxSakherAlNajdawi1
 
Formation identification des besoins
Formation identification des besoinsFormation identification des besoins
Formation identification des besoinsasstanmia.ma
 
Formation identification des besoins
Formation identification des besoinsFormation identification des besoins
Formation identification des besoinsasstanmia.ma
 
103201221214516720000
103201221214516720000103201221214516720000
103201221214516720000BookStoreLib
 
103201221214516720000
103201221214516720000103201221214516720000
103201221214516720000Samir Sami
 
Dr. Oda Waqf social-innovation-2019-oj
Dr. Oda Waqf social-innovation-2019-ojDr. Oda Waqf social-innovation-2019-oj
Dr. Oda Waqf social-innovation-2019-ojCharity Innovation
 
الجزء الاول من محاضرات مشكلات ادارية
الجزء الاول من محاضرات مشكلات اداريةالجزء الاول من محاضرات مشكلات ادارية
الجزء الاول من محاضرات مشكلات اداريةMoselhy Hussein
 
القيادة والتفكير الإبداعي
القيادة والتفكير الإبداعيالقيادة والتفكير الإبداعي
القيادة والتفكير الإبداعيMarwaBadr11
 
ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015
ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015 ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015
ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015 Nahdet El Mahrousa
 
الابتكارات في المنظمات
الابتكارات في المنظماتالابتكارات في المنظمات
الابتكارات في المنظماتHuda Al Midani
 
2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original
2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original
2279b01a87d3193171af55ee407cb8df originalZakia Toama
 
التنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdf
التنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdfالتنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdf
التنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdfmohamedezzat558304
 
Research the impact of management on improving employee performance
Research the impact of management on improving employee performanceResearch the impact of management on improving employee performance
Research the impact of management on improving employee performanceArab International Academy
 
البحث و الابتكار و التطوير
البحث و الابتكار و التطويرالبحث و الابتكار و التطوير
البحث و الابتكار و التطويرclaire flor
 
ASTD 2014 Brochure (Arabic)
ASTD 2014 Brochure (Arabic)ASTD 2014 Brochure (Arabic)
ASTD 2014 Brochure (Arabic)astdintl
 

Similaire à Khatwa Magazine - No 1 (20)

الإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكومية
الإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكوميةالإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكومية
الإدارة الديمقراطية في المؤسسات غير الحكومية
 
ريادة الاعمال الفصل الاول.pptx
ريادة الاعمال الفصل الاول.pptxريادة الاعمال الفصل الاول.pptx
ريادة الاعمال الفصل الاول.pptx
 
Formation identification des besoins
Formation identification des besoinsFormation identification des besoins
Formation identification des besoins
 
Formation identification des besoins
Formation identification des besoinsFormation identification des besoins
Formation identification des besoins
 
Propousal
PropousalPropousal
Propousal
 
المدرب الشخصي
المدرب الشخصي المدرب الشخصي
المدرب الشخصي
 
103201221214516720000
103201221214516720000103201221214516720000
103201221214516720000
 
103201221214516720000
103201221214516720000103201221214516720000
103201221214516720000
 
صناعة النية
صناعة النيةصناعة النية
صناعة النية
 
Dr. Oda Waqf social-innovation-2019-oj
Dr. Oda Waqf social-innovation-2019-ojDr. Oda Waqf social-innovation-2019-oj
Dr. Oda Waqf social-innovation-2019-oj
 
الجزء الاول من محاضرات مشكلات ادارية
الجزء الاول من محاضرات مشكلات اداريةالجزء الاول من محاضرات مشكلات ادارية
الجزء الاول من محاضرات مشكلات ادارية
 
القيادة والتفكير الإبداعي
القيادة والتفكير الإبداعيالقيادة والتفكير الإبداعي
القيادة والتفكير الإبداعي
 
ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015
ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015 ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015
ايه هي مسابقة "خَلّيها سويسي" 2015
 
الابتكارات في المنظمات
الابتكارات في المنظماتالابتكارات في المنظمات
الابتكارات في المنظمات
 
2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original
2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original
2279b01a87d3193171af55ee407cb8df original
 
التنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdf
التنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdfالتنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdf
التنمية المستدامة والتنمية المحلية.pdf
 
532
532532
532
 
Research the impact of management on improving employee performance
Research the impact of management on improving employee performanceResearch the impact of management on improving employee performance
Research the impact of management on improving employee performance
 
البحث و الابتكار و التطوير
البحث و الابتكار و التطويرالبحث و الابتكار و التطوير
البحث و الابتكار و التطوير
 
ASTD 2014 Brochure (Arabic)
ASTD 2014 Brochure (Arabic)ASTD 2014 Brochure (Arabic)
ASTD 2014 Brochure (Arabic)
 

Khatwa Magazine - No 1

  • 1. ‫ملف العدد:‬ ‫منتدى التنمية االجتماعية..‬ ‫األفكار حين تأخذ طريقها!‬
  • 3.
  • 4. ‫2‬ ‫21‬ ‫«لو عَ لِمت سكيكو!»‬ ‫60‬ ‫رحلة القطب الشمايل مع روبرت سوان‬ ‫40‬ ‫ثورة االستدامة!‬ ‫42‬ ‫مشروع إفطار صائم - جدة‬ ‫02‬ ‫مجموعة نبتة للبيئة‬ ‫51‬ ‫المهندس إحسان أبو غزالة‬ ‫القصيبي: خطة التنمية التاسعة‬ ‫جمعية العمل التطوعي:‬ ‫43‬ ‫ترتقي بدور المرأة االقتصادي‬ ‫13‬ ‫احتراف يف تأهيل الشباب‬ ‫82‬ ‫عصاميون يف مهب الريح‬ ‫44‬ ‫بيت جدي - وهيب بن زقر‬ ‫04‬ ‫طائر «تويتر» عىل نوافذ األعمال‬ ‫93‬ ‫كيف قضم ستيف جوبز التفاحة؟!‬ ‫55‬ ‫منتدى التنمية االجتماعية الثاني‬ ‫25‬ ‫‪ ...TEDx‬اإلبداع النخبوي ال يسمع إال نفسه!‬ ‫ملتقى المؤسسات العربية الداعمة‬ ‫86‬ ‫االستدامة.. والتحوّ ل التاريخي‬ ‫مؤسسة ساويرس للتنمية االجتماعية 66‬ ‫46‬ ‫يبحث أفضل الوسائل التنموية‬ ‫تطوير الماكيت التأسيسي‬ ‫تحرير دار المحتوى للنشر‬ ‫مجلة فصلية تصدر عن:‬ ‫واإلخراج الفني‬ ‫والتطوير اإلعالمي‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫لإلعالنات والمراسالت التواصل مع‬ ‫فريق التحرير‬ ‫مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز‬ ‫إدارة المجلة عبر البريد االلكتروني‬ ‫وائل فؤاد أبو منصور‬ ‫المدير العام‬ ‫‪khatwa@majidsociety.org‬‬ ‫يوسف عبدالله الديني‬ ‫همام خالد زارع‬
  • 5. ‫3‬ ‫كان تحدياً صعباً لنا أن نضيف إىل عالم المطبوعات مجلة جديدة،‬ ‫دون أن تكون إضافة حقيقية يف مجالها، يمكن أن تقدم الجديد‬ ‫والمفيد يف التنمية المستدامة وما يتصل بها من موضوعات .‬ ‫بحمد الله خطوتنا األوىل مع إصدار العدد صفر تزامنت مع منتدى‬ ‫التنمية االجتماعية يف دورته الثانية، ووجدت طريقها إىل قلوب‬ ‫المهتمين بالتنمية المستدامة، سواء من المتخصصين، أو حتى‬ ‫عموم القراء الذين كانوا نصب أعيننا ونحن نعد لهذه المجلة فكرة‬ ‫وأسلوباً وموضوعات .‬ ‫يف العدد األول من خطوة، نحاول أن نتقدم خطوات وثابة نحو‬ ‫مفهوم العصامية يف العمل التنموي، من خالل توضيح عالقة‬ ‫«في العدد األول من خطوة،‬ ‫مفهوم النجاح بالتنمية، واالقتراب من نماذج ناجحة، وتغطية‬ ‫نحاول أن نتقدم خطوات وثابة‬ ‫الفعاليات التي تهتم بمفهوم التنمية وعالقتها بالعصامية، ولم‬ ‫نحو مفهوم العصامية في‬ ‫يفتنا كذلك أن نقدم خالصة توصيات ومبادرات منتدى التنمية‬ ‫العمل التنموي»‬ ‫االجتماعية الثاني، الذي سعى لتأكيد أهمية بناء الشراكات لمستقبل‬ ‫التنمية المستدامة.‬ ‫هي خطوة معرفية وعلمية أوىل يف درب التنمية الثقافية التي ال‬ ‫تقل شأناً عن كل جوانب التنمية الشاملة المستدامة، والله نسأل‬ ‫العون ومنه نستمد التوفيق .‬ ‫مشعل بن ماجد بن عبد العزيز‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 6. ‫4‬ ‫ثورة االستدامة!‬ ‫يف زمن الثورات نحن بحاجة إىل وضع معايير صارمة‬ ‫لفهم معنى التنمية وربطها بالتغيير اإليجابي الذي‬ ‫«الن‬ ‫نبع‬ ‫ال جاح ي‬ ‫يتجاوز تغيير الواقع إىل ما هو أبعد من ذلك، أي‬ ‫من أ‬ ‫تي‬ ‫التأثير يف هذا الواقع بما يحقق أهداف المجتمع .‬ ‫ك‬ ‫في اليق حالم‬ ‫مهال إذن، فمفهوم التنمية مرتبط ارتباطاً عضوياً‬ ‫ً‬ ‫ة» أن‬ ‫ظ‬ ‫ي‬ ‫باالستدامة ومن هنا فإن الوصول إىل مجتمع تتحقق‬ ‫س من‬ ‫صور‬ ‫فيه التنمية المستدامة يجعلنا نربط ما بين األسباب‬ ‫والنتائج وصوال إىل النجاح الذي يعد المعيار الحقيقي‬ ‫ً‬ ‫«الف‬ ‫شل نجاح إذا‬ ‫للحكم عىل أي تجربة تنموية .‬ ‫تعلمنا منه»‬ ‫يف ما اقتبسناه من مقوالت تحاول فهم سر النجاح‬ ‫والهدف والغاية التي يسعى الجميع للوصول إليها‬ ‫مال‬ ‫كوم فوربس‬ ‫ويتحدث عنها الكثيرون، لكن من يأخذ بأسبابها هم‬ ‫القلة؛ نحاول أن نضع بعض اإلشارات التي يمكن‬ ‫استلهامها يف ربط مفهوم التنمية بالنجاح، التنمية‬ ‫الناجحة هدف بحاجة إىل أسباب تبدأ يف التخطيط‬ ‫المدروس للهدف، والهدف يجب أن يكون واضحاً‬ ‫أمام أعين العاملين يف قطاعات التنمية، لكن ذلك‬ ‫الوضوح ال يعني السالمة من الفشل الذي يعد وجهاً‬ ‫آخر، إذا ما تم استثماره يف االرتقاء عبر المحاوالت‬ ‫المتعددة للوصول إىل منصة النجاح .‬ ‫يبدو الواقع اليوم بكل تقلبه وإيقاعه السريع،‬ ‫بحاجة إىل مراجعة شاملة يف مفهوم التنمية وربطها‬ ‫«‬ ‫ضع قلبك وعقلك‬ ‫باالستدامة. فكثير من مشاريع التغيير التي تُط َرح‬ ‫وذ‬ ‫كاءك وروحك في‬ ‫تفتقد تلك الرؤية الناضجة ألسس التغيير وسننه،‬ ‫أب‬ ‫سط األشياء التي‬ ‫فالرغبة يف إيجاد واقع مختلف واالستعجال يف تحقيق‬ ‫تفعلها، فهذا‬ ‫نتائج ذلك قد يقود كثير ًا من الصادقين إىل عكس ما‬ ‫سر النجاح»‬ ‫أرادوه بسبب غياب الدراسات المسبقة واإلعداد الجيد‬ ‫س‬ ‫والمتابعة الدؤوبة لما أنجز والبناء عىل ما سبق، وقبل‬ ‫وامي سيفاناندا‬ ‫هذا وذاك االستفادة من التجارب التي سبقت يف مشوار‬ ‫التنمية الطويل. فأحد أسرار النجاح هو فهم تجربة‬ ‫اآلخرين واستخالص العبر منها .‬
  • 7. ‫فهم‬ ‫ي أن ت‬ ‫من ف‬ ‫5‬ ‫اح يك‬ ‫النج‬ ‫«سر آلخر»‬ ‫رأي ا‬ ‫في هذه الزاوية من مجلة خطوة نقتبس‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ي فور‬ ‫أفكارا ورؤى وفلسفات ألعالم بارزين من تراثنا‬ ‫هنر‬ ‫وحاضرنا .. ونكثف صيحاتهم في كلمات !‬ ‫«يجب لكي تنجح أن تكون‬ ‫رغبتك في النجاح أكبر من‬ ‫«يت‬ ‫طلب النجاح وحدة الهدف»‬ ‫خوفك من الفشل»‬ ‫فينس لومباردي‬ ‫بل كوسبي‬ ‫«الكثير ممن فشلوا لم‬ ‫يدركوا مدى قربهم من‬ ‫النجاح عندما استسلموا»‬ ‫توماس إديسون‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 8. ‫ال يوجد سوى كرة أرضية واحدة للجميع، وعليه‬ ‫فإن التنمية المستدامة قضية إنسانية عامة‬ ‫6‬ ‫ً‬ ‫وهذا الباب يستحضر قصصا تعكس ذلك.‬ ‫الناشط البيئي روبرت سوان‬ ‫في حديث حصري لـ«خطوة»:‬ ‫من صحراء الرمال‬ ‫إلى صحراء الجليد!‬ ‫ً‬ ‫عشرون عاما مضت عىل رحلة السير روبرت سوان الناشط‬ ‫البيئي، رئيس شركة «1402» إىل القطبين الشمايل‬ ‫والجنوبي، ليصبح أول رجل يف العالم يقطع قرابة 0004‬ ‫كيلومتر من الصحراء المتجمدة، وفاء لحلم الزمه منذ الصغر!‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ما بات حديثا شائعا اليوم حول االحتباس الحراري، والتغيّ ر‬ ‫المناخي، وثقب األوزون، كان بالنسبة لسوان تجربة حية‬ ‫آنذاك، أدت إىل احتراق جلده وعينيه وتبدل لونيهما،‬ ‫بحسب قوله.‬
  • 9. ‫جنسيات العالم، كذلك أحاول خالل الرحلة صقل‬ ‫غيرت تلك الرحلة حياة سوان إىل األبد، ودفعته‬ ‫مواهب القيادة لديهم، وتوعيتهم عن كيف يقصوا‬ ‫ّ‬ ‫نحو الترويج للمحافظة عىل القطب الجنوبي‬ ‫7‬ ‫وتبني قضايا إعادة التتوير* (‪ )Recycling‬والطاقة تجربتهم بالطريقة المثىل إلحداث التغيير». ويتابع‬ ‫المتجددة والتنمية المستدامة من أجل محاربة التغير مستدركاً: «أهم ما يف الرحلة هو حفز الشباب عىل‬ ‫ّ‬ ‫األمل والقدرة عىل التغيير».‬ ‫المناخي، وقد تمنى يف حديثه مع «خطوة»، أن‬ ‫يجد بين الشباب السعودي من يجد يف نفسه القدرة‬ ‫عىل خوض المغامرة التي ستغير حياته، أو بحسب‬ ‫1402؟‬ ‫تعبيره، «يخوض المغامرة من الصحراء الرملية نحو‬ ‫ويشير اسم الشركة «1402» التي أسسها سوان للعام‬ ‫الصحراء الجليدية لتغيير العالم». ويرمي سوان،‬ ‫األخير من معاهدة القطب الجنوبي ‪The Antarctic‬‬ ‫منذ تجربته األوىل حتى اليوم، إىل زيادة الوعي‬ ‫بقضيتي االحتباس الحراري والتغير المناخي من خالل ‪ Treaty‬الصادرة يف العام 9591م وهي معاهدة‬ ‫أضيفت إليها ثالثة اتفاقات الحقة مكملة لها،‬ ‫رحلة سنوية يستضيف فيها مجموعة من الطالب‬ ‫المتفوقين وقادة الشركات من الشبان، يف رحلة إىل وتتضمن المعاهدة نزع السالح يف القارة القطبية‬ ‫الجنوبية، وجعلها منطقة خالية من التجارب‬ ‫القطب الجنوبي عىل متن سفينة ‪ Sea Spirit‬ذات‬ ‫النووية والتخلص من النفايات المشعة، وضمان‬ ‫الخمسة طوابق، تمخر عباب المحيط الهادي من‬ ‫ناحية األرجنتين، ليعيشوا التجربة مدة أسبوعين،‬ ‫ويشاهدوا بأعينهم ذوبان أجزاء ضخمة من جبال‬ ‫الرحلة تساعدهم في‬ ‫الجليد بسبب االحتباس الحراري، والحياة الطبيعية‬ ‫مشاهدة الضرر الذي يلحق‬ ‫فيها، ويعودوا وهم أكثر حماسة للتغيير. يقول‬ ‫بالبيئة، وهي مفيدة إلنشاء‬ ‫سوان يف نبرة واثقة: «الرحلة تساعدهم يف مشاهدة‬ ‫نوع من الشبكة والشراكة‬ ‫الضرر الذي يلحق بالبيئة، وهي مفيدة إلنشاء نوع‬ ‫بين الشباب من مختلف‬ ‫من الشبكة والشراكة بين الشباب من مختلف‬ ‫جنسيات العالم‬ ‫*التتوير هي الكلمة األصح والتدوير خطأ شائع‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 10. ‫8‬ ‫استخدامها لألغراض السلمية فقط، وتنحية‬ ‫الخالفات حول السيادة اإلقليمية؛ لذلك يسعى سوان‬ ‫‪:Wikipedia‬‬ ‫من خالل شركته وعبر مشاركته يف المحافل الدولية‬ ‫القارة القطبية الجنوبية أو أنتاركتيكا، هي قارة يف‬ ‫يف تمديد أجل المعاهدة إىل ما بعد عام 1402،‬ ‫أقصى جنوب الكرة األرضية، تقع يف منطقة القطب‬ ‫والحيلولة دون تعديل محتمل لبند فيها يمكن دول‬ ‫ّ‬ ‫الجنوبي يف نصف الكرة الجنوبي ويحيط بها المحيط‬ ‫العالم من الحصول عىل النفط والغاز والفحم يف‬ ‫الجنوبي. مساحتها 0.41 مليون كيلومتر مربع (4.5‬ ‫باطن األرض هناك.‬ ‫ماليين ميل مربع)، وهي خامس أكبر قارة من حيث‬ ‫المساحة بعد آسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية،‬ ‫سعودي في القطب الجنوبي!‬ ‫وأمريكا الجنوبية. نحو 89% من القارة القطبية‬ ‫قرابة 005 شخص ذهبوا مع سوان إىل القطب‬ ‫الجنوبية مغطاة بالثلوج، ويبلغ متوسط سمك غطاء‬ ‫الجنوبي يف آخر 7 سنوات. عبد الرحيم التركستاني‬ ‫الجليد 6.1 كيلومتر (0.1 ميل).‬ ‫(82 عاما) كان أصغر سعودي وطئت قدماه القطب‬ ‫وتعد القارة القطبية الجنوبية القارة األشد برودة‬ ‫الجنوبي يف صيف 1102م. ويوضح عبد الرحيم‬ ‫واألشد جفافاً واألعتى رياحاً، وتحتوي عىل أعىل‬ ‫تفصيل رحلته ويسرد بعض متاعب زمالئه عىل‬ ‫متوسط ارتفاع بين القارات. وتعد أنتاركتيكا صحراء،‬ ‫ظهر السفينة يف طريقهم نحو القطب الجنوبي،‬ ‫إذ ان معدل هطول األمطار السنوي 002 مم فقط‬ ‫وإصابتهم بدوار البحر خصوصاً عندما وصلت السفينة‬ ‫(8 بوصات) عىل امتداد الساحل، وأقل بكثير يف‬ ‫إىل مضيق دريك ‪ Drake Passage‬حيث ترتفع‬ ‫الداخل. ليس هناك بشر يقيمون بصفة دائمة ولكن‬ ‫األمواج. أما عن جدول الرحلة بعد الوصول، فيقول:‬ ‫يوجد يف مكان ما بين 0001 و0005 شخص عىل مدار‬ ‫«يبدأ نظام الرحلة من استيقاظنا صباحاً وتناول‬ ‫السنة يف مراكز البحوث المنتشرة يف أنحاء القارة.‬ ‫اإلفطار عىل ظهر السفينة المفتوح، بعدئذ يخبرنا‬ ‫تعيش هناك النباتات والحيوانات التي تتكيف مع‬ ‫قائد الرحلة عن األماكن التي سنزورها الستكشافها».‬ ‫البرودة، ومنها البطريق وعجول البحر، وأنواع عديدة‬ ‫ويتابع: «أنظمة الخروج دقيقة للغاية وذلك للحفاظ‬ ‫من الطحالب، ونبات التُندرا.‬ ‫عىل عذرية القارة، إذ علينا غسل أحذيتنا حتى ال‬ ‫تلوث ثلج القارة، وتنظيف جيوبنا للتيقن من عدم‬ ‫وجود أشياء قد تسقط سهو ًا عىل أرض القارة، كذلك‬ ‫قدموا لنا قوارير رياضية ذات ألوان واضحة بديلة من‬ ‫تلك الشفافة، حتى إذا سقطت تمكن مالحظاتها».‬ ‫وعن الجدول المسائي يروي عبد الرحيم: «بعد انتهاء‬
  • 11. ‫9‬ ‫الجولة الصباحية يتكرر خروجنا بعد الغداء واستراحة‬ ‫الظهر، مع العلم أن رحلتنا كانت صيفاً فكان نهارنا‬ ‫طويال نسبياً، وتستغرق الرحلة كل اليوم، ثم نعود‬ ‫ً‬ ‫إىل السفينة لتناول العشاء والخلود إىل النوم‬ ‫المبكر».‬ ‫حمل عبد الرحيم معه دهشة مما شاهده خالل رحلته،‬ ‫عبر عنها بقوله: «ال أعتقد أنني أستطيع أن أصف‬ ‫مقدار الجمال الذي صافح أعيننا! ال تملك عند النظر‬ ‫إىل هذا الجمال إال أن تقول سبحان الذي خلق هذا‬ ‫األفق األبيض! لك أن تتخيل أال ترى أمامك سوى‬ ‫البياض الهش والكثبان الثلجية المتكسرة... شاهدنا‬ ‫البطريق، الذي يتمتع باحترام منقطع النظير لكونه‬ ‫من سكان القارة الرسميين... وحيتاناً وكالب بحر‬ ‫وطير ًا قطبية، الجميل يف هذه الحيوانات أنها عىل‬ ‫طبيعتها وفضولها يدفعها باتجاه البشر دون خوف».‬ ‫ومع الدهشة حضرت المرارة لديه، إذ يصف: «حين‬ ‫يقال لك إن قطعة ثلجية حجمها 4 أضعاف مملكة‬ ‫البحرين ذابت واختفت عام 2002 يف غضون 43‬ ‫يوماً، حتما ستصاب بالفزع وتسأل: أين تذهب هذه‬ ‫الثلوج الذائبة؟ اين تختفي!؟ ثم تعلم أنها تختفي‬ ‫لترفع منسوب مياه البحار والمحيطات حول العالم،‬ ‫وتؤدي إىل الكوارث المختلفة التي بتنا نلمسها‬ ‫يف اآلونة االخيرة! وأن طريقة حياتنا االستهالكية‬ ‫الحاضرة وعدم اهتمامنا بهذا المكان هو الذي يؤدي‬ ‫إىل ذوبان هذه الكثبان الثلجية».‬ ‫ويؤكد: «عندما تقع عيناك عىل هذا الخلق الجميل،‬ ‫تدرك ضرورة حمايته وبقائه. وبعد أن تعرف‬ ‫الحقائق العلمية حول ضرورة قطعة األرض الكبيرة‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 12. ‫01‬ ‫من يقل إن العالم سينتهي‬ ‫غدا على خطأ، ومن يقل‬ ‫هذه وتأثيرها بشكل كبير يف بقاء العالم متوازناً...‬ ‫بعدم وجود أخطاء من البشر‬ ‫تعرف حينئذ الحاجة إىل أن تتغير وأن تسهم يف‬ ‫على خطأ كذلك‬ ‫تغيير من حولك وتزيد وعي مجتمعك بقضية‬‫َ‬ ‫االحتباس الحراري».‬ ‫جدال حول المتسبب!‬ ‫ال يكترث سوان كثير ًا بتسمية المتسبب يف اإلضرار‬ ‫بالبيئة. واألصح ربما، أنه يسعى يف طرح الحلول‬ ‫العملية التي تجعله «يف المنتصف» بحسب تعبيره،‬ ‫بعيد ًا عن التحيز لفريق عىل آخر، سواء أكانت‬ ‫الشركات الكبرى التي تسهم يف زيادة نسب التلوث‬ ‫الجوي الناشئ من ملوثات صناعية ناتجة من نشاط‬ ‫متعلق باستخدام الطاقة مثل البترول والفحم والغاز‬ ‫الطبيعي، والغازات السامة المنبعثة من المصانع‬ ‫وقطع األخشاب وإزالة الغابات، أو ملوثات طبيعية‬ ‫كالبراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية. ولما‬ ‫كنا غير قادرين عىل التدخل يف الملوثات الطبيعية،‬ ‫فعلينا أن نحد إنتاج الملوثات التي نتسبب بها.‬ ‫ثمة فريق يرى أن هناك العديد من األسباب التي‬ ‫تدعو إىل عدم التأكد من تسبب زيادة ظاهرة‬ ‫االحتباس الحراري يف ارتفاع درجة الحرارة عىل سطح‬ ‫األرض، وأن هناك دورات الرتفاع درجة حرارة سطح‬
  • 13. ‫السعودية تقود الطاقة البديلة؟‬ ‫ويؤكد سوان أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يتفهم‬ ‫أسعى إلى الترويج‬ ‫11‬ ‫تماماً ضرورة إيجاد بدائل للنفط يف المستقبل، وأنه‬ ‫للطاقة البديلة‬ ‫يدعم التوجه نحو الطاقة البديلة وضرورة استثمارها‬ ‫واالستفادة من طاقة‬ ‫يف المستقبل، ويقول: «السعودية تقع عىل‬ ‫الرياح والطاقة الشمسية‬ ‫صحراء شاسعة من الرمال والطاقة الشمسية، وكما‬ ‫على أنها تنطوي على‬ ‫استطاعت أن تقود العالم يف بيع النفط، تستطيع‬ ‫فرص استثمارية كبيرة،‬ ‫أن تكون رائدة يف الطاقة البديلة مستقبالً». ويعزو‬ ‫ويجب االستفادة منها‬ ‫سوان نجاحه يف زيادة الوعي العام بضرورة الحفاظ‬ ‫عىل القطب الجنوبي إىل تركيزه عىل طرح العملية،‬ ‫إذ يوضح قائالً: «نجاحي حتى اآلن ممتاز ألني‬ ‫أتحدث عن القضية وأطرح حلوال مبتكرة عملية لكل‬ ‫ً‬ ‫األطراف، فلست سياسياً وال أمثل الغرب وال الشرق،‬ ‫األرض وانخفاضها، وأن مناخ األرض يشهد عىل نحو‬ ‫أنا مهتم بالبيئة وأركز كل اهتمامي لصالحها».‬ ‫طبيعي فترات ساخنة وأخرى باردة ويستشهدون‬ ‫ويتابع قوله: «أسعى إىل الترويج للطاقة البديلة‬ ‫لذلك بالفترة الجليدية أو الباردة نوعاً ما التي كانت‬ ‫واالستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية عىل‬ ‫بين القرنين 71 و 81 يف أوروبا.‬ ‫أنها تنطوي عىل فرص استثمارية كبيرة، ويجب‬ ‫ويطرح سوان رأيه يف القضية بقوله: «من يقل إن‬ ‫االستفادة منها، فالحلول إذا لم تكن تجارية لن‬ ‫العالم سينتهي غدا عىل خطأ، ومن يقل بعدم وجود‬ ‫تكون مستدامة».‬ ‫أخطاء من البشر عىل خطأ كذلك»، ويضيف: «علينا‬ ‫التحرك وفق الفرضية التي تقول إننا سبب المشكلة،‬ ‫حتى ال يأتي اليوم الذي قد نكتشف فيه أننا‬ ‫السبب... كلنا يؤمن مقتنياته.. فلنؤمن البيئة!».‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 14. ‫ّ‬ ‫مقال متفاءل يبشر بإمكانية إحداث تغيير إيجابي‬ ‫في واقع قضايا التنمية والبيئة ويدعم ذلك باألدلة‬ ‫21‬ ‫والبراهين والنصائح المفيدة في هذا السياق.‬ ‫ِ َ ْ‬ ‫لو علمت «سكيكو»!‬ ‫بقلم نجيب الزامل‬ ‫ولكن... لم يكن أمامه إال أن يبدأ.‬ ‫ليست هذه مجرد قصة مؤسسة أو شركة‬ ‫وضع خطاً كما قلنا للتخصص يف التقنية، وهذه‬ ‫أو منشأة مع شركة سكيكو... فقط.‬ ‫التقنية كان ال بد أن تأتي من بلد آخر، فراسل شركات‬ ‫ٍ‬ ‫إنها ملحمة بالفعل، بل ملحمة وجود، ثم‬ ‫كثيرة، وهاتف العشرات عبر البر والبحر، وبالفعل وفق‬ ‫ُ‬ ‫نمو، ثم احتراف، ثم توسع يف مختلف‬ ‫ّ‬ ‫لبعض الشركات اآلسيوية وتخصص يف البداية يف‬ ‫المجاالت وقفز بين شركاء يف القارات.‬ ‫األعمال الميكانيكية الكهربائية، وجاهد يف الحصول‬ ‫عىل األعمال الصغيرة نسبياً يف البداية، ومقاوالت‬ ‫كيف؟‬ ‫الباطن حتى يهرب من مأزقه المايل، وتحقق يف هذه‬ ‫يف عام 0991 كانت مؤسسة «نازكو» مجرد مؤسسة‬ ‫الخطوة أن صار هناك جسد عميل للمؤسسة الصغيرة‬ ‫فردية خرج مؤسسها من العمل العائيل بطلب من أمه‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫التي فجأة صارت لها عضالت تنتفخ بفضل عضالت‬ ‫ألسباب تخصها. وكان، وال يزال، ال يمكنه أن يرفض‬ ‫اآلخرين ال عضالتها العضوية... عىل أنه ال مفر من‬ ‫ْ ً‬ ‫طلبا لوالدته، ولكن والدته لم تكن مصرفا، ولم تكن‬ ‫ذلك، ال حل آخر.‬ ‫بيت خبرة... خرج من العمل العائيل، وال يمكنك أن‬ ‫تخرج من مكان كان يف أشد الحاجة إليك، ثم تطلب‬ ‫طبيعة المؤسس وثقافته يف مسائل الحضارة‬ ‫منه رفد ًا أو عوناً مالياً... ال يجوز.‬ ‫جعلته يستطيع أن يبني عالقاتٍ شخصية تتحول إىل‬ ‫ولم يكن المؤسس قد ادخر كثيرا. فوضع كل ما يملك يف أعمال وصفقات... وتعددت الشركات التي دخلت معه‬ ‫بذات آليات العضالت المستـَجل َـبة... عىل أن المؤسسة‬ ‫ُ ْ ْ َ‬ ‫تأجير شقة صغيرة لبدء العمل وسجل تجاري، و... هو.‬ ‫ٍ‬ ‫تعددت فيها الفلسفات العملية، وتنوعت األعمال غير‬ ‫عىل أنه اكتشف مع األيام أن هناك ثروة من أكبر‬ ‫المترابطة وغاب النسق والروح، وكان المؤسس يقول إن‬ ‫الثروات: دعاء األم.‬ ‫وأظن أن دعاء األم هو الذي أرسل إليه شركة الكهرباء مؤسسته ال تنتمي حتى إىل نفسها. ال وجود حقيقياً لها،‬ ‫أو ملموساً، مثل شيء بال لون يمأل بألوان خارجية، مثل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫«سكيكو»، أو أرسله إليها.‬ ‫إطا ٍر فارغ ثم يمتلئ يف داخله بصور ال تمت إىل اإلطار‬ ‫ّ‬ ‫بصلَة، وال إىل صاحب الجدار الذي علـِّق عليه اإلطار.‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫يف البداية كان المكتب يكاد ال يقيم أوده، بأعمال‬ ‫ََ‬ ‫صغيرة، حاول المؤسس أن تكون تقنية ما أمكن،‬ ‫حتى تعرف يوماً إىل شخصين من كاليفورنيا‬ ‫وعرف المؤسس أنه فقير ليس يف المال فقط، بل‬ ‫متخصصين يف هندسة التوزيع واألحمال الكهربائية‬ ‫حتى يف الخبرة والشركاء العمليين. كما ال يجوز أبدا‬ ‫ويمثالن شركة صغيرة ومتفوقة يف تقنية أجهزة‬ ‫االستفادة من خبرة واتصاالت كونها يف شركات‬ ‫ّ‬ ‫التحكم من بعد لغرف التحكم، اسمها، أو كان اسمها‬ ‫عائلته، فهو قد خرج منها بإرادته... تقريبا!‬
  • 15. ‫31‬ ‫كنا نقلدهم تماما. نفعل مثلهم، نطبق إجراءاتهم،‬ ‫نوطد عالقتنا داخل الشركة، فعرفنا روتينها وانطالق‬ ‫مسارات معامالتها وفلسفتها اإلدارية وأخالقياتها‬ ‫وروحها الكامن غير المرئي، ولكنه محسوس تماما يف‬ ‫أشد ما افتقدنا إليه ليس األعمال‬ ‫كل خلية صغيرة من الجسد المارد. ثم بعد مدة رأينا‬ ‫وال اإليرادات على أهميتها،‬ ‫أننا يف الطريق كسبنا من «سكيكو» أكثر مما كانت‬ ‫بل أن تكون لنا هوية، ونسق،‬ ‫حاجتنا إليه، أشد ما افتقرنا إليه. ال، ليست األعمال‬ ‫وروح، واستقالل احترافي وهذا‬ ‫وال اإليرادات عىل أهميتها، بل أن تكون لنا هوية،‬ ‫ما علمتنا إياه سكيكو.‬ ‫أن يكون لنا نسق، أن تكون لنا روح... أن يكون‬ ‫لنا استقالل احترايف. وهذا ما علمتنا إياه مدرستنا‬ ‫«سكيكو»، وحاولنا أن نكون طلبة نابهين داخلها‬ ‫نتعلم من كل شيء ومن كل شخص.‬ ‫«الندز أند جير»، رغم صغرها كان لها اسم مجلجل يف‬ ‫صناعتها يف العالم.‬ ‫اآلن تعددت أعمالنا مع «سكيكو»، ليست أعماال تغير‬ ‫ً‬ ‫وطبعا عرضنا «الندز أند جير» عىل شركة كهرباء‬ ‫مصير الشركة، ولكنها غيرت مصير المؤسسة، وهي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫المنطقة الشرقية آنئذ... وكانت التقنية متقدمة‬ ‫ليست أعماال تضيف الكثير إىل حجم تخليق إداري‬ ‫ً‬ ‫متطورة ومرنة وببروتوكول مفتوح مما خفف عبء‬ ‫عمالق بحجم «سكيكو»، ولكنها ألول مرة أعطتنا‬ ‫التخصص االحتكاري. ولكن القصة لم تكن دخولنا‬ ‫حجماً خاصا... وبعضالتنا نحن هذه المرة ال بعضالت‬ ‫األعمال من بوابة راقية وأنيقة يف «سكيكو»... بل‬ ‫اآلخرين.‬ ‫القصة هي قصتنا مع «سكيكو» نفسها.‬ ‫اآلن بفضل الله ثم بفضل ما تعلمناه وما علمتنا‬ ‫ُ‬ ‫والقصة كما قلت هي ملحمة وجود‬ ‫«سكيكو»، صارت لنا جذور عميقة يف أرض األعمال.‬ ‫وهوية..‬ ‫عادت أمور كثيرة إىل مجاريها بفضل الله، فعاد‬ ‫لقد بدأت خبراتنا الفعلية، وبناء فلسفتنا ونظمنا‬ ‫وهيكليتنا وحتى لغتنا اإلدارية، وإجراءاتنا كلها عىل المؤسس ليرأس مجلس إدارة شركات عائلته مع‬ ‫النسق الذي كان لزاما أن نتعلمه لنمر عبر ممرات شركة أخويه... وتبقى مؤسسته «نازكو» محلقة بجناحيها‬ ‫الفرديين رشيقة مرنة متحررة وطموحة، وموالية‬ ‫احترافية مثل «سكيكو». نعم لقد مر منتجنا بشكل‬ ‫طيب مع «سكيكو»، وأظن أن اسمنا أخذ سمعة الئقة تماما لشركة سكيكو... ولم تخرج عن دائرتها إال فيما‬ ‫(أرجو ذلك) يف دهاليز الشركة العمالقة... والسبب أننا قل، أو يف شراكات خارجية.‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 16.
  • 17. ‫مقابلة أو زيارة ميدانية لشخصية بارزة لها‬ ‫51‬ ‫دور في التنمية المستدامة.‬ ‫المهندس إحسان‬ ‫بن شكور أبوغزالة‬ ‫رئيس مجلس إدارة شركة «البيك» لألنظمة الغذائية‬ ‫في حوار عن مسؤولية الشركات االجتماعية‬ ‫«خلطتنا السرية هي الشغف‬ ‫واإلخالص ومراقبة الجودة»‬ ‫ّ‬ ‫إذا كان قدر لشركة أبحاث تسويقية أن تبحث عن المطعم األكثر شعبية يف‬ ‫للحديث خارج وجباته السريعة، فهو بال شك‬ ‫المملكة واألكثر تداوال ومثاراً‬ ‫ً‬ ‫“البيك”، نجم شباك المطاعم السعودية، لكنه لدى كثيرين المطعم الوطني‬ ‫الرائد من حيث الفكرة والممارسة واالنطباع يف مسؤوليته االجتماعية التي‬ ‫ّ‬ ‫وضع بصمته فيها. فمن منا لم يرو ألبنائه وهو يأكل وجبته من «البيك» عن‬ ‫ِ‬ ‫شخصيتي نزيه وورطان اللتين صنعهما مطعم «البيك» لتوعية األطفال‬ ‫ّ‬ ‫بضرورة االهتمام بالبيئة، وعدم رمي مخلفات األكل والقمامة يف الشارع،‬ ‫وعن تنظيم المطعم العديد من الحمالت األخرى التي أسهمت بشكل أو بآخر‬ ‫يف تعزيز سمعته يف مجال المسؤولية االجتماعية.‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 18. ‫كأنكم تشيرون إىل أن عىل القطاع الخاص‬ ‫«خطوة» ذهبت إىل المهندس إحسان بن‬ ‫واجب المسؤولية ال عىل الدولة وحدها كما‬ ‫شكور أبو غزالة، رئيس مجلس إدارة شركة‬ ‫يفهم البعض؟‬ ‫البيك لألنظمة الغذائية، ال لتواجهه باألسئلة‬ ‫61‬ ‫بالتأكيد، ال يمكننا رمي الحمل بأكمله دوماً عىل‬ ‫ّ‬ ‫المتكررة التي تالحقه عن سر نجاح «البيك»‬ ‫الدولة، متجاهلين دورنا وواجبنا نحن المواطنين.‬ ‫وشعبيته بل لتحاوره عن فلسفة الشركة يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المسؤولية االجتماعية ركيزة أساسية يف وعي‬ ‫القطاع الخاص بضرورة التنمية المستدامة‬ ‫هل تقصدون أننا بحاجة إىل إعادة النظر يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فكرا وسلوكا.‬ ‫فهم العمل التطوعي من زاوية المسؤولية؟‬ ‫ال يختلف اثنان يف الحاجة الماسة ويف أهمية‬ ‫يف البداية كيف تفهمون، مهندس إحسان‬ ‫التفعيل الحيوي لثقافة العمل التطوعي يف المجتمع،‬ ‫أبو غزالة، المسؤولية االجتماعية، حدثونا‬ ‫وزيادة عدد الناشطين يف هذا المجال، وتنويع الروافد‬ ‫عن رؤيتكم الخاصة يف هذا المجال؟‬ ‫الداعمة للعمل التطوعي والخيري يف سبيل النهوض‬ ‫يف البداية يجب القول إن المسؤولية االجتماعية هي‬ ‫بالمجتمع، وخلق حالة تنموية مستدامة.‬ ‫أوال وقبل كل شيء، واجب ديني ووطني وأخالقي،‬ ‫ً‬ ‫تجاه هذا الوطن وأهله الذين كان لهم الفضل علينا.‬ ‫وتعبر المشاركة الفاعلة يف العمل التطوعي يف أي‬ ‫ّ‬ ‫فتطور أعمالنا يف األساس بعد فضل الله أوالً،‬ ‫مجتمع عن مدى الوعي والنضج والرشد الذي وصل‬ ‫ثم فضل هذا المجتمع الذي ندين له بالنجاح. من‬ ‫إليه ذلك المجتمع، فنمو حركة العمل التطوعي‬ ‫هنا فكل برامج المسؤولية االجتماعية التي نقوم‬ ‫يسهم بصورة حيوية يف النهوض بالمجتمع، وتنمية‬ ‫بها تنطلق من ركيزة أساسية: هي إيماننا بأنه‬ ‫الطاقات والكفاءات الموجودة فيه بما يخدم مسار‬ ‫كلما أسهمنا ولو بأبسط األشكال يف تقديم خدمة‬ ‫التقدم والتطور المجتمعي.‬ ‫اجتماعية، فنحن نسهم يف تعزيز ثقافة البناء، التي ال‬ ‫يمكن لها إال أن تكون إيجابية عىل الفرد وبالتايل عىل‬ ‫ال يمكن لمؤسسات‬ ‫الوطن عموماً، وعىل مستقبله االجتماعي والثقايف‬ ‫الدولة الرسمية‬ ‫ويف النهاية بالضرورة عىل اقتصاده.‬ ‫بمفردها تحقيق التنمية‬ ‫المستدامة.‬
  • 19. ‫71‬ ‫ال توجد آليات منظمة متخصصة‬ ‫وقادرة على تجميع وتنظيم‬ ‫الجهد التطوعي ليصب فى‬ ‫يف إطار برامج “البيك” التوعوية النابعة‬ ‫إطار العمل التنموي المستدام.‬ ‫من فهمكم للمسؤولية االجتماعية، نالحظ‬ ‫أنها ليست برامج مرتجلة وال متعجلة عىل‬ ‫ً‬ ‫هل يمكن أن تضربوا لنا مثاال لمشروع أنجز؟‬ ‫طريقة الوجبات السريعة؟‬ ‫عىل سبيل المثال، يف مجال البيئة أطلقنا مبادرة‬ ‫(يبتسم ويجيب): صحيح نحن يف شركة «البيك»‬ ‫عبر شخصيتين كرتونيتين لتكون لديهما قدرة عىل‬ ‫لدينا طاقم متكامل مهمته مراقبة آثار مبادراتنا‬ ‫االتصال ال سيما مع النشء، كانت الفكرة يف األصل‬ ‫االجتماعية وتقييمها، ودراسة مواطن قوتها ومواطن‬ ‫أن النشء هو الهاجس الذي يجب أن يشغلنا ونحن‬ ‫ضعفها لتحسينها يف أعمالنا األخرى.‬ ‫نعلم أنه هاجس عالمي بامتياز، كانت الفكرة تتمحور‬ ‫حول أننا ال يمكننا أن نقف أمام التدهور البيئي الذي‬ ‫هل تتعاونون مع هيئات متخصصة خارج‬ ‫نشهده يف العالم بأسره صامتين، دون تحريك ساكن،‬ ‫“البيك” ؟‬ ‫بالتأكيد نتعاون مع شركاء استراتجيين متخصصين يف وال تزال عملية التوعية البيئية مجاال متسعاً يحتمل‬ ‫ً‬ ‫العالقات العامة، هي المسؤولة عن مراقبة سير المبادرات آلالف الحمالت التوعوية والتثقيفية.‬ ‫وتحليلها وآليات تنفيذها وقياس أدائها من خالل‬ ‫استفتاءات وإحصاءات ودراسات متكاملة ومنها المراقبة وماذا عن المبادرات األخرى ؟‬ ‫الميدانية واإلعالمية، لنقرأ يف تلك الدراسات مدى نجاح هناك أيضاً لدينا مبادرة يف التعليم، ولدت فكرتها‬ ‫من إيماننا العميق بأن لدى النشء طاقات كامنة،‬ ‫مبادراتنا االجتماعية، وتتضح لنا الصورة بأكملها.‬ ‫وأن من بينهم مبدعين حقيقيين، فكان ال بد لنا من‬ ‫أال ننساق وراء هذا اإليمان فحسب، بل أن نترجمه‬ ‫كيف تولد عادة لديكم الفكرة قبل أن‬ ‫أيضاً إىل عدد من المبادرات مثل «مع البيك... أنتم‬ ‫تطوروها؟‬ ‫أبطال البيت»، و «العلماء الصغار»، يف مسعى منا‬ ‫يف الغالب نقوم بدراسات ميدانية وعمليات التحليل‬ ‫المعمقة، نرصد تلك النواحي االجتماعية التي نحتاج الكتشاف المواهب وتفجير الطاقات وكشف الستار عن‬ ‫إىل تعزيزها يف المجتمع، ويمكننا أن نلعب دور ًا فاعال مواطن إبداع يجب أن تأخذ حقها يف الصقل والتوجيه‬ ‫ً‬ ‫واإلرشاد، وهذا ما نسعى إليه، ألنهم مستقبل وطننا.‬ ‫فيها من خالل مبادراتنا يف المسؤولية االجتماعية.‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 20. ‫81‬ ‫ً‬ ‫لماذا استهدفتم الصغار تحديدا؟‬ ‫كان مبدؤنا أن عملية االستدامة تبدأ من الصغر، إذ‬ ‫ترسخ هذه المبادرات الموجهة لفئات السن المبكرة‬ ‫ّ‬ ‫تنمية روح الحفاظ عىل البيئة باإلضافة اىل روح‬ ‫اإلبداع والعمل الدؤوب من الصغر، لدى براعم هذا‬ ‫الوطن حتى يكونوا بمثابة الخلف الصالح الذي نعتمد‬ ‫عليه يف استدامة مثل هذه األعمال.‬ ‫هل أثرت هذه المبادرات يف نجاحكم عىل‬ ‫ً‬ ‫الصعيد العميل وتحديدا يف “البيك“؟‬ ‫بالتأكيد صدقني أن حب الخير والجمال والشغف‬ ‫بالعمل مثل العدوى، تطال كل من يحيط بها.‬ ‫وأحسب أن هذا ما حصل مع منسوبي الشركة، فقد‬ ‫أدركوا توجهاتنا ومساعينا، وأصبحوا يتصرفون من‬ ‫خاللها بكل محبة وشغف وإتقان، فنحن مؤمنون‬ ‫«بأن الخير يعم»، وهذه هي الثقافة التي نعمل خاللها‬ ‫جميعاً يف شركة «البيك»، ثقافة اإلخالص والتفاني‬ ‫والمحبة والتعاون.‬ ‫ما دمنا يف “البيك” هل يمكن أن تحدثنا عن‬ ‫الخلطة السرّية لنجاح “البيك“ وتفوقه؟‬ ‫ليس يف األمر سر. كل ما يمكن أن أقوله لك ويف‬ ‫كلمة واحدة، الحرص عىل “الجودة”، فبفضل الله‬ ‫وعىل مدى يقرب من أربعين عاما، أصبح «البيك» رمز ًا‬ ‫للوجبات العالية الجودة والخدمة المميزة، وذلك من‬ ‫خالل حرصنا الدائم عىل تطبيق أعىل معايير سالمة‬ ‫الغذاء العالمية، لكل منتجات الشركة الغذائية، وقد‬ ‫إدى هذا الحرص عىل الجودة إىل حصول مصنع الشركة‬ ‫عىل كل من شهادة األيزو 5002:1009 وشهادة األيزو‬ ‫5002:00022 وشهادة الـ ‪ HACCP‬يف أنظمة سالمة‬ ‫الغذاء، ليكون أول مصنع سعودي وطني يف المملكة‬ ‫يستكمل هذا المنجزات مجتمعة.‬ ‫نحن بحاجة إلى مراجعة‬ ‫هل السر كله يف البحث عن الجودة فقط؟‬ ‫النظرة االجتماعية‬ ‫صدقني هذا سر األسرار كما يقال. الجودة لدينا هاجس‬ ‫ألسلوب إدارة وتشغيل‬ ‫حقيقي، فنحن ال نرضى إال أن نقدم لزبائننا األفضل‬ ‫العمل التطوعي والخيري.‬ ‫الذي يليق بهم. وعملية المراقبة لدينا صارمة‬ ‫ومعقدة، تبدأ من مزارع الدجاج الذي نعده، مرور ًا‬ ‫ّ‬ ‫بعمليات النقل ثم التحضير ثم الطهو وما يدخل يف‬ ‫هذه العمليات من مواد وكل األدوات المستخدمة،‬
  • 21. ‫91‬ ‫وصوال إىل الوجبة المقدمة، وكيفية تقديمها. كلها‬ ‫ً‬ ‫تمر بمراحل من المراقبة المشددة للجودة.‬ ‫لنحاول أن نربط بين مفهوم الجودة‬ ‫واالستدامة، كيف تنظرون يف “البيك“ إىل‬ ‫ً‬ ‫األمرين معا؟‬ ‫منظورنا لالستدامة هو االستثمار بالفرد ليعمل عضو ًا‬ ‫فعاال ضمن فريق عمل يحقق مع الفرق األخرى، كل‬ ‫ً‬ ‫ضمن تخصصه، أهداف مجموعات العمل التي تتالقى‬ ‫سوياً لتنفيذ مهمة المنظومة بموجب استراتيجية‬ ‫ونظرة مستقبلية واحدة مبنية عىل أسس جودة العمل‬ ‫وإتقانه وما تحتمه علينا أخالقنا النابعة من ديننا‬ ‫الحنيف ومسؤوليتنا جميعاً اتجاه الوطن.‬ ‫هل هناك خطة دعمت نجاحكم يف تجربة‬ ‫السعودة؟‬ ‫إذن ليست هناك خلطة سريّ ة للنجاح؟‬ ‫ربما هي خطة المسار الوظيفي المحكمة التي‬ ‫صدقني العامل السري يف نجاح أي عمل يكمن‬ ‫ينتهجها «البيك» مع جميع منسوبيه، والتي تضمن‬ ‫بالشغف واإلخالص، وهذه هي خلطتنا السرية يف‬ ‫لكل موظف حقه يف تحقيق طموحاته واالرتقاء‬ ‫بيئة عمل «البيك»، بدء ًا من أعىل الهرم الوظيفي‬ ‫وصوال إىل من هم ال يزالون يف بداية السلم. سر نجاح بالسلم الوظيفي إىل أعىل المراتب اإلدارية، عبر‬ ‫ً‬ ‫شركة «البيك» يكمن يف اإلخالص، فنحن جميعاً نعمل تأهيله بالدورات المناسبة وورش العمل المتخصصة‬ ‫يف الشركة واإلخالص يمأل قلوبنا، نحن نحب ما نعمل، التي ترتقي بأدائه الوظيفي وتمنحه فرصة التطور‬ ‫ونخلص يف خدمة عمالئنا، ونسعى دوماً يف أن نقدم وظيفياً ومهنياً وعىل صعيد المهارة الشخصية.‬ ‫لهم أفضل ما يتطلعون إليه وفق أرقى المعايير،‬ ‫ونحب مفهوم العطاء يف كل أعمالنا، ونخلص للمجتمع وماذا عن مستقبل التوطين للوظائف؟‬ ‫الذي نعمل فيه، ونطمح أن نحدث فيه تغيير ًا إيجابياً إىل أين يسير “البيك“؟‬ ‫تواصل شركة البيك لألنظمة الغذائية بذل كل‬ ‫بكل السبل الممكنة. نحن مؤمنون بأن اإلخالص هو‬ ‫الجهود الالزمة لتوطين طاقاتها البشرية، ضمن خطة‬ ‫السبيل الوحيد إىل النجاح.‬ ‫استراتيجية واضحة، تسعى من خاللها إىل توفير أكبر‬ ‫عدد من الفرص الوظيفية المتميزة ألبناء الوطن.‬ ‫السعودة كما تعلمون هاجس وطني ال‬ ‫وسيظل هدفنا الرئيسي البحث المستمر عن الكفاءات‬ ‫يقل عن التنمية المستدامة ألنها جزء من‬ ‫والطاقات الوطنية الشابة الواعدة، ونحن حاضرون‬ ‫االستثمار يف المواطن ماهي تجربتكم؟‬ ‫بالنسبة للسعودة، نحن نستطيع القول إن لنا تجارب يف جميع معارض التوظيف، إيماناً منا بأن شبابنا‬ ‫ناجحة يف هذا المضمار، فقد تمكنت الشركة يف زمن هم عصب حياة هذا الوطن الغايل. بينما تنبع‬ ‫استراتيجيتنا هذه من حس وطني خالص تشربناه‬ ‫قياسي، من إتاحة فرص وظيفية لمائتي موظفة‬ ‫من قيادتنا الحكيمة يف المملكة، لتأتي يف اتساق‬ ‫يف خطوط اإلنتاج يف مصانعها، مع كامل المراعاة‬ ‫مع رؤية خادم الحرمين الشريفين، الذي لطالما شدد‬ ‫للمتطلبات الدينية واالجتماعية لبيئة العمل،‬ ‫اتساقاً مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الطامحة إىل عىل أهمية توطين الوظائف، وأهمية المسارعة يف‬ ‫تطبيقها ضمن خطة حكيمة رسمتها الدولة، تضمن‬ ‫تفعيل أكبر لدور المرأة يف المجتمع، وإيماناً بأهمية‬ ‫دورها ألنها نصف المجتمع الذي ال يمكن النهوض إال ألبناء الوطن الرفاهية والرخاء وبحبوحة العيش يف‬ ‫ظل قيادته – حفظه الله -.‬ ‫بتفعيله.‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 22. ‫باب مكرس للمياه وغيرها من الموارد الطبيعية‬ ‫وكيفية استدامتها.‬ ‫02‬ ‫ضعف التمويل..‬ ‫يهدد استمرار‬ ‫المجموعات البيئية‬
  • 23. ‫12‬ ‫تعاني المجموعات البيئية التطوعية يف السعودية‬ ‫ماجدة أبو راس:‬ ‫ضعف الدعم المقدم إليها، وانعدامه يف معظم‬ ‫بعض الجمعيات تعاني‬ ‫األحيان، وتصيبها الدهشة لهذا األمر، وهي تشاهد‬ ‫ً‬ ‫ضعفا وعشوائية وأهدافها‬ ‫تنامي دور المسؤولية االجتماعية لدى القطاع‬ ‫الخاص أخيرا. وتبحث بعض المجموعات البيئية عن‬ ‫غير قابلة للقياس‬ ‫داعمين لنشاطها وأعمالها من أجل التوعية بالبيئة،‬ ‫األمر الذي دفعها إىل البحث عن مصادر بديلة‬ ‫من الحلول المقترحة إليجاد دخل ثابت لمجموعة النبتة،‬ ‫يف‬ ‫للتمويل من أجل البقاء، وذلك ما قامت به أخيراً‬ ‫ويتوقع البدء باعتمادها بداية السنة القادمة، فرز الورق،‬ ‫ُ‬ ‫جدة مجموعة النبتة غير الربحية للتربية والتوعية‬ ‫وعمل منتجات من قصاصات القماش، وإنتاج الحقائب،‬ ‫البيئية، التى تنضوي تحت غطاء الغرفة التجارية‬ ‫وأدوات قرطاسية مصنوعة من مواد معاد تتويرها‬ ‫الصناعية بجدة.‬ ‫(‪ ،)Recycling‬ويعنى هذا توفير فرص وظيفية أكثر للشباب‬ ‫وتشير سوسن عالم التي تحضر الماجستير يف العالج النفسي‬ ‫يف مجاالت مختلفة مثل: مطور برامج، مشرف عىل المشاريع،‬ ‫األسري والزوجي، ومؤسسة مجموعة النبتة مع صديقتها‬ ‫إىل جانب بعض الوظائف اإلدارية.‬ ‫أنوار أبو الخير، إىل أن سبب ضعف الدعم المقدم للمجموعات‬ ‫وتقول أبو راس يف شأن رفض بعض المجموعات البيئية‬ ‫البيئية ليس يف عشوائية العمل، أو غياب الخطط‬ ‫التطوعية العمل تحت مظلة الجمعية البيئية السعودية‬ ‫المستدامة؛ بل عدم وعي األفراد والمجتمع بمختلف ألوان‬ ‫بصفتها الجمعية الوحيدة الرائدة يف العمل التطوعي البيئي‬ ‫طيفه بضرورة العناية بالجانب البيئي، واألثر المترتب سلباً أو‬ ‫عىل مستوى المملكة: «قد يكون سبب رفضها هو خشيتها‬ ‫إيجاباً عىل حياتهم، وتأثير ذلك يف صحة اإلنسان.‬ ‫إال أن الدكتورة ماجدة أبو راس، الرئيسة التنفيذية لجمعية من أن تفقد هويتها»، وتؤكد أن انضمام المجموعات إىل‬ ‫الجمعية، والعمل تحت مظلتها لن يفقدها هويتها، بل قد‬ ‫البيئة السعودية، لم تستغرب ضعف الدعم المقدم إىل‬ ‫يكون لصالح تلك المجموعات، «ألن برامجنا عادة ما تكون‬ ‫المجموعات البيئية التطوعية المختلفة يف ظل «عدم‬ ‫وضوح برامجها التوعوية وضعفها، إىل جانب عدم استدامتها، عىل مستوى المملكة، ولدينا عالقات بمختلف الدوائر‬ ‫وعشوائية الحمالت التى تقوم بها بعض األحيان»، وأشارت الحكومية والخاصة، ونعمل تحت مظلة الرئاسة العامة‬ ‫لألرصاد وحماية البيئة، إىل جانب قدرتنا عىل تقديم أي دعم‬ ‫إىل أن القطاع الخاص يفضل دوماً دعم المجموعات‬ ‫تحتاج إليه تلك المجموعات، وإرشادها إىل الطرق المثىل يف‬ ‫والجمعيات التي تكون مرجعيتها معروفة، وتملك رؤية‬ ‫واضحة لتوجهاتها، وخططاً مستدامة، وتكون أهدافها قابله تحقيق المصالح واألهداف المشتركة».‬ ‫وال ترى عالم تعارضاً بين مجموعتها والجمعية البيئية‬ ‫للقياس.‬ ‫فيما توضح عالم، أن معظم نشاط المجموعات البيئية يقوم السعودية، وتؤكد أن لكل منهما شريحتهما المستهدِفة، وهذا‬ ‫عىل األعمال والحمالت التوعوية التي تتطلب رعاة إلقامتها، يف صالح المجتمع يف نهاية األمر. ومنذ نوفمبر 5002، رفعت‬ ‫وبالتايل يصبح غياب الرعاة تحدياً وسبب قلق مستمر، األمر مجموعة النبتة شعار «التعامل مع البيئة بإكرام وإحسان»،‬ ‫الذي دفع هذه المجموعات إىل محاولة ايجاد دخل مستدام من وبجهود شبابية خالصة، وأساليب علمية مبتكرة تسعى إىل‬ ‫خالل تطوير منتجات تعتمد يف تسويقها عىل أدوات اإلعالم توعية المجتمع بالبيئة من خالل غرس القيم والمفاهيم التى‬ ‫الجديد، مثل «فيسبوك» و»تويتر»، أو من خالل خطط ترويج تعزز السلوك البيئي الصحي، لدى النشء، من خالل برامج،‬ ‫ومناهج، وورش عمل متخصصة.‬ ‫تعمل يف وضعها اآلن، ولم تكشف عنها بعد.‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 24. ‫22‬ ‫واختارت مجموعة النبتة رؤيتها االستراتيجية أن تكون‬ ‫حاضنة لكل المبادرات البيئية من مختلف فئات المجتمع‬ ‫من المجموعات الشبابية، ورجال األعمال، واألكاديميين،‬ ‫كذلك تطمح إىل أن تكون حلقة وصل بين مراكز الدراسات‬ ‫المتخصصة بالبيئة وأفراد المجتمع، من خالل إلقاء الضوء عىل‬ ‫الدراسات البيئية المتخصصة المنشورة يف الدوريات العلمية.‬ ‫وتقول عالم عن قصة إنشاء مجموعة النبتة: «الفكرة يف‬ ‫الحقيقة تعود إىل ما قبل 6002، إذ كنت التقي أنا وصديقاتي‬ ‫مرتين يف الشهر، فنتدارس ونتباحث حول سبل تطوير عالقتنا‬ ‫بأسرتنا ومجتمعنا، وبعد مدة قررنا الخروج إىل المجتمع‬ ‫وتوسيع دائرة عالقتنا االجتماعية، فأجرينا تصويتا فيما بيننا‬ ‫عن ماهية الشيء الذي نستطيع أن نخدم به مجتمعنا، فوقع‬ ‫اختيارنا عىل البيئة، وكونا الفريق، ولدينا اآلن خمسة أشخاص‬ ‫ّ‬ ‫يعملون معنا عىل نحو دائم».‬ ‫وتختلف البرامج والنشاطات التي تقوم بها مجموعة النبتة‬ ‫من أجل التوعية، والتي غالباً ما تكون بالتعاون مع وزارة‬ ‫التربية والتعليم، وبعض الجهات االجتماعية مثل جمعية‬ ‫األمير ماجد بن عبد العزيز للتنمية والخدمات االجتماعية،‬ ‫وال تخلو تلك البرامج التوعوية من أربعة محاور تتمثل يف:‬ ‫الجانب الروحي، والفكري، والحركي، والتعاطفي وتخضع‬ ‫جميعها للمراجعة العلمية والتربوية واللغوية.‬ ‫وسبق أن شاركت مجموعة النبتة يف العديد من أوجه‬ ‫النشاط والسوانح البيئية، ايل أستَهدفت لها فئات مختلفة‬ ‫َ‬ ‫من المجتمع، ركزت فيها عىل فئة طالب المدارس وتحديد ًا‬ ‫المراحل األوىل يف التعليم من الصف األول إىل الصف السادس‬ ‫االبتدائي، وذلك من خالل تصميمها حقيبة تربوية تسل َّم‬ ‫للمعلم، وهي تحتوي عىل برنامج بيئي مفصل عبارة عن كتاب‬ ‫المعلم، وكتاب النشاط للطالب، وقرص مدمج، يع َرض داخل‬ ‫ُ‬ ‫الفصل، ومجموعة من أوراق العمل، ولوحات تعليمية.‬
  • 25.
  • 26. ‫يستعرض هذا الباب مشروعات ومبادرات االستدامة‬ ‫االجتماعية ويستوحي اسمه من التوجيه النبوي يد‬ ‫42‬ ‫الله مع الجماعة.‬
  • 27. ‫جمعية ماجد تأخذ بيد حي البغدادية‬ ‫52‬ ‫52‬ ‫(جدة) نحو االستدامة:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«السلة الغذائية»‬ ‫حاجة الصائم أكبر‬ ‫من إفطار‬ ‫ً‬ ‫ليس ضروريا أن يخرج مشروع “إفطار الصائم”‬ ‫ً‬ ‫تقليديا يف كل مرة. فمن حي البغدادية‬ ‫الشرقية يف جدة، دشنت جمعية ماجد بن‬ ‫عبد العزيز للتنمية والخدمات االجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫مشروع “السلة الرمضانية” من أجل التواصل‬ ‫مع المجتمع المحيل المُ ستهدف وإشراكه يف‬ ‫ِ‬ ‫تشخيص حاجاته وأولوياته. عىل مدار األيام‬ ‫األوىل من رمضان الماضي، اشترك 71 متطوعاً‬ ‫من شبان الحي، الذين تترواح أعمارهم بين‬ ‫ً‬ ‫12 و13 عاما، يف ورشة عمل سريعة نظمتها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجمعية عمليا وميدانيا بالتعاون مع شركة‬ ‫أرامكس، أحد شركائها االستراتيجين، لتجهيز‬ ‫707 “سالل رمضانية” تشمل المواد الغذائية‬ ‫األساسية وتوزيعها عىل 605 مستفيدين.‬ ‫* تصوير: عدي عابد‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 28. ‫ويوضح مدير العمليات يف الجمعية عمار شرف الدين‬ ‫بقوله: “اإلضافة النوعية التي قدمتها أرامكس هي يف‬ ‫التعليمات األساسية عن أسلوب التعبئة والتصنيف‬ ‫62‬ ‫والتوزيع وسلسلة اإلمداد (‪ )Supply Chain‬واإلدارة‬ ‫اللوجستية وتوزيع األحمال يف الصناديق”، ويتابع‬ ‫قوله: “أسهمت هذه التعليمات، عىل بساطتها، يف‬ ‫إدارة الوقت إدارة مثلَى، إضافة إىل أنها أكسبت‬ ‫ُ‬ ‫شبان الحي بعض المهارة األساسية؛ إذ تقوم التنمية‬ ‫عىل ركائز من أهمها استغالل موارد الحي واستحداث‬ ‫دورة تنموية كاملة داخله”. لم تبدأ قصة مشروع‬ ‫“السل َّة الغذائية” يف رمضان، إذ أمضت جمعية ماجد‬ ‫قرابة العام للتعرف عىل األهايل يف حي البغدادية‬ ‫ومساعدتهم بأكثر من مشروع، وكانت كارثة السيول‬ ‫األخيرة التي اجتاحت بعض أحياء جدة أول نقطة‬ ‫التقاء بين الطرفين. ولعل أبرز المصاعب التي واجهها‬ ‫فريق الجمعية يف البداية هو كسب ثقة أبناء الحي‬ ‫وصداقتهم، فغالباً ما تغيب الثقة يف البداية ويظهر‬ ‫عدم الترحيب ويترك فجوة يف التعامل، لكن الفجوة‬ ‫ما تلبث أن تتالشى مع الجد والصدق يف العمل وتفهم‬ ‫حاجة األهايل وظروفهم. كذلك يؤكد شرف الدين أن‬ ‫قيام الجمعية بهذا المشروع ليس هدفاً بذاته، ولكنه‬ ‫وسيلة فعالة للدخول والتواصل مع أهايل الحي،‬ ‫والتعرف عىل حاجاتهم، واإلسهام يف تقديم الحلول‬ ‫عىل المدى الطويل، ضمن رؤية “االستدامة” التي‬ ‫تسير الجمعية عىل خطاها.‬ ‫كان شرف الدين يلمس حماسة الشبان يف توزيع‬ ‫“السلة الرمضانية”، وكان يراهم، خالل أعمال التوزيع‬ ‫من عىل ظهر الشاحنات الصغيرة عبر أزقة الحي،‬ ‫يصافحون أرباب األسر بحرارة، أو يلقون التحية عىل‬ ‫ُ‬ ‫أحد أصدقائهم، أو يكون المنزل المستهدف هو منزلهم‬ ‫أو منزل أحد أقربائهم المباشرين! كذلك كان يالحظ‬ ‫األمانة والحرص يف الحفاظ عىل ممتلكات المستودع‬ ‫َ‬ ‫موقع االنطالق وتجهيز “السل َّة الرمضانية”، وتنافس‬ ‫الشبان فيما بينهم لتوزيع أكبر قدر ممكن توزيعه يف‬
  • 29. ‫مدة قصيرة سعياً يف إتمام المشروع خالل أول أسبوع‬ ‫من شهر رمضان الماضي.‬ ‫72‬ ‫وأسهمت العالقة المباشرة بين الطرفين يف تعرف‬ ‫قيام الجمعية بهذا‬ ‫ً‬ ‫المشروع ليس هدفا‬ ‫الجمعية عىل المواهب القيادية بين الشباب، وأصحاب‬ ‫المهارة لديهم. يقول شرف الدين بعدما احتلت‬ ‫بذاته، ولكنه وسيلة فعالة‬ ‫وجهه ابتسامة عريضة: “اآلن أشعر بأنني قريب من‬ ‫للدخول والتواصل مع‬ ‫أهل الحي، فخالل األشهر األخيرة توطدت العالقة‬ ‫أهالي الحي، والتعرف‬ ‫فيما بيننا، وبت أعرف أفضل األماكن التي تقدم‬ ‫على حاجاتهم‬ ‫السندويشات الطيبة فيه! أو أدرك بعض ظروف‬ ‫أهايل الحي اإلنسانية... فهذا البيت يسكنه أب له‬ ‫ابن مدمن المخدرات، وذلك البيت تسكنه أم فالن”.‬ ‫كذلك عبر شبان الحي عن ثقتهم يف الجمعية من خالل‬ ‫ّ‬ ‫الدعوة إىل حضور األدوار النهائية لدورة كرة القدم‬ ‫الرمضانية يف الحي، وتسليم الكأس والميداليات‬ ‫للمراكز األوىل يف البطولة. إال أن األهم من كل ذلك‬ ‫هو ما يضيفه شرف الدين: “نرى يف بعض شبان الحي‬ ‫ركائز تنموية أساسية يف المستقبل، فلدى بعضهم‬ ‫القيادة واألمانة والطاقة اإليجابية وحسن التصرف،‬ ‫ونفكر جديا يف تدريبهم تدريباً نوعياً أو التكفل‬ ‫بمصاريف سفرهم إىل الخارج للتعرف عىل تجارب‬ ‫تنموية مشابهة يمكن االستفادة منها”.‬ ‫السلة الرمضانية:‬ ‫63 كلغ وزن السلة الرمضانية الواحدة‬ ‫707 عدد السالل الرمضانية‬ ‫ً‬ ‫052 رياال تكلفة السلة الواحدة‬ ‫ً‬ ‫467.802 رياال التكلفة اإلجمالية‬ ‫محتويات السلة:‬ ‫2 قارورتا زيت‬ ‫6 علب تونة‬ ‫1 علبة حليب مجفف‬ ‫1 علبة ملح‬ ‫1 علبة شوفان‬ ‫6 أكياس دقيق‬ ‫2 علبتا صلصة‬ ‫4 أكياس شعيرية‬ ‫3 قمر الدين‬ ‫6 علب فول‬ ‫1 علبة كاستارد‬ ‫6 علب مكرونة‬ ‫1 علبة شاهي‬ ‫01 كلغ أرز‬ ‫5 كلغ سكر‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬
  • 30. ‫82‬ ‫مشاريع الشباب تعاني ضعف‬ ‫الدعم وغياب االستدامة..‬ ‫عصاميون في‬ ‫مهب الريح!‬ ‫ال شيء يوازي لذة استقالل الشاب بعمله. هذا ما يؤكده كثير‬ ‫من أصحاب األعمال العصاميين، الذين استطاعوا أن يتجاوزوا‬ ‫تحديات البدايات ويساهموا يف استدامة أعمالهم لفترات‬ ‫طويلة. شباب األعمال اليوم، والعصاميون منهم، ينتظرهم‬ ‫طريق شاق ميلء بالعقبات والصعوبات، ويتطلب منهم كثيرا من‬ ‫التضحية والصبر مع االبتكار يف تقديم منتجاتهم أو خدماتهم،‬ ‫واألهم من ذلك كله، المهارة اإلدارية، التي يف غيابها، قد ينهار‬ ‫العمل ويسقط يف فخ الفشل!‬
  • 31. ‫92‬ ‫إال أن محمد القحطاني، وهو شاب يف العشرينيات من عمره،‬ ‫بناء المشاريع على اآلراء‬ ‫واجه تحديا من نوع شائع، ويحتل رأس القائمة يف أولويات‬ ‫الشخصية واالنطباع‬ ‫شباب األعمال اليوم، وهو الحصول عىل التمويل المناسب.‬ ‫يقودها إلى الفشل‬ ‫تقدم القحطاني يف أكثر من طلب ألحدى الجهات الداعمة‬ ‫الحكومية، وكان يقابل بالرفض يف كل مرة، دون معرفة‬ ‫األسباب، بحسب قوله. وكان دائما ما يتلقى الرد «أن مشروعه‬ ‫تحت الدراسة»، يقول يف شيء من المرارة «منذ سنتين وأنا‬ ‫غياب االبتكار‬ ‫أتقدم بمشروعي الذي أعددت له دراسة الجدوى بنفسي، فأنا‬ ‫ويوضح عبدالعزيز الحارثي، خبير يف رعاية ومساعدة المشاريع‬ ‫خريج كلية إدارة أعمال، تخصص تجارة دولية، إىل جانب‬ ‫الناشئة، أن معظم شباب األعمال الذين حصلوا عىل دعم من‬ ‫أني عرضت الدراسة عىل مختصين يف إعداد دراسات الجدوى،‬ ‫جهات داعمة مثل صندوق المئوية وبنك التسليف كانت‬ ‫وأكدوا يل بأن المشروع من شانه أن ينجح شريطة إيجاد الدعم‬ ‫مشاريعهم مكررة، بحسب قوله. ويشير الحارثي إىل غياب االبتكار‬ ‫الكايف له».‬ ‫عن معظم المشاريع، وأن فرص نجاحها كانت ضئيلة جداً. ويبرر‬ ‫ويتابع بقوله «بعض زمالئي تقدموا بمشاريع ال يفقهون‬ ‫فيها أي شي، إال أنهم لديهم واسطة، فحصلوا عىل التمويل الحارثي غياب االبتكار يف مشاريع شباب األعمال، والتى بدت‬ ‫واضحة يف معرض شباب األعمال الذي ُأقيم مؤخر ًا يف جدة،‬ ‫وحققوا أرباحاً مالية كبيرة، ويف فترة زمنية قصيرة مثل‬ ‫مشروع المغسلة، أو محل مالبس مستوردة»، مضيفا «هناك بتخوف الشباب أو الجهات الداعمة من الخسارة، والخوف من‬ ‫من تم إلزامهم بمشاريع معينة يف حال أرادوا أن يحصلوا عىل طول وتعقيد اإلجراءات للمشاريع المبتكرة التى تستغرق وقتا‬ ‫أطول بسبب عدم إلمام الجهات المانحة للرخص بطبيعتها،‬ ‫الدعم».‬ ‫عكس المشاريع التقليدية المعروفة، بحسب تعبيره.‬ ‫كما يؤكد الحارثي، الذي عمل يف أكثر من جهة حكومية وخاصة‬ ‫يف مجال رعاية ودعم المشاريع الناشئة، أن معظم دراسات‬ ‫الجدوى التى يتم تقديمها من قبل شباب األعمال تكون من‬ ‫مكاتب تجارية، هدفها الربح التجاري بغض النظر عن مالءمة‬ ‫الدراسة ومتطلبات السوق، الفتاً إىل أن أغلب دول العالم‬ ‫المتقدمة تعتمد عىل المشاريع الصغيرة، لحل مشكلة البطالة.‬ ‫ويضيف الحارثي بقوله «هناك شركات دعمت وكان هدفها‬ ‫الحقيقي دعم الشباب السعودي، وحاولت بكل الطرق دعم‬ ‫ذلك الشاب وال زالت تدعمه حتى يف تعثره، إال ان هناك‬ ‫جهات داعمة أخرى كان هدفها مصالحها الشخصية، والظهور‬ ‫اإلعالمي، وهذه الفئة الداعمة هي التي أضرت بالشباب من‬ ‫خالل تحديدها مهناً سهلة ومحددة تختارها مثل مشاريع‬ ‫األشمغة، والخياطة».‬ ‫ويرى أنه «يف حاالت إجبار الشاب عىل مشروع وفكرة معينة‬ ‫دارجة فإن فشلها يجب أن تتحمله الجهة الداعمة، وال يجب‬ ‫تحميلها للشاب»، مشير ًا إىل أن نسبة النجاح أكبر للمشاريع‬ ‫التى يبتكرها الشاب وال تفرض عليه من الجهات الداعمة‬ ‫بسبب حرص الشاب عىل إنجاح فكرته، مؤكد ًا بأن هناك‬ ‫يناير 2102م‬ ‫العدد األول |‬ ‫خطوة |‬