-من وحي الانقلاب على جمعية القضاة التونسيين -رسالة إلى القضاة - بقلم عادل العادل
1. رسالة إلى القضاة
حل المنادي و القضاة مجتمعون وقد سبق صدى طبله سمع البراح من قوله حتى جلى كالبهلوان يمجد
السلطان ويعلن مقدم البيان. ومن خلفه تكشفت السعات والوشاة وأصحاب المآرب والغايات من المتملقين
والطامعين يتوسطهم رجل قصير كالكيس المكنوز أبيض شعر الرأس حليق الوجه جاحظ العينين وطفق يتلو
مطوية بين يديه: " هذا بيان" والذين من حوله مقاطعين بصوت واحد" سيدنا"
- هذه تعليمات
- سيدنا.
أشار عليهم بالسكوت و بدأ متوعدا:
أنتم أيها الرافضون لإلنحناء
أنتم أيها المطالبون باستقالل سلطة القضاء
أنتم أيها المنادون بقانون أساسي
أنتم أيها الراغبون في استقالل جمعية القضاة
ثم إنقلب ساخرا
أنتم أيها الحالمون بالحرية
أنتم أيها الالهثون وراء وهم الشرف والنزاهة
أيها المتمسكون بالشرعية
أيها الغيورون على القضاء
أيها الصابرون على البالء
أولم يكفكم تمريغ أنوفكم بقانون أساسي سفه أحالمكم
ألم تكفكم حركة قضائية قطعت أوصالكم
الم يكفكم أن فرضنا عليكم الشتات
الم يكفكم أن أسكناكم األراضي الموات
ألم يكفيكم أن" شمعنا" مقر جمعيتكم وغلقنا أبواب أملكم
ألم يكفكم أن ألجمنا أفواهكم.
إن لم يكفكم كل هذا فاحظوا منا بما يلي:
مالحقة أمنية ال تنتهي
وهرسلة يومية ال تنثني
و عاصفة إرهاب لن تنجلي
"ذوقوا فلن نزيدكم إال عذابا"
ينهض حاملو شرف القضاء وقفة رجل واحد وعيونهم تتقد بأسا وإصرارا و يهتفون بصوت واحد:
نموت و نحيا على عهدها *** حياة الكرام وموت العظام
و نظروا إلى معذبيهم نظرة احتقار وازدراء وهم يواعدونهم:
- إلى لقاء قريب في ظل عدالة قدسية األحكام والميزان.... فال عاش في تونس من خانها - و يلوحون إلى
تعزيزات األمن القادمة لحماية المأمورين - وال عاش من ليس من جندها.
عادل العادل
تونس نيوز العدد 1919 بتاريخ 91/11/2119