2. (بسم اهلل الرحمن الرحيم))
ابتدأ املؤلف كتابه بالبسملة ألن كتاب هللا مبدوء هبا واقتداءا
بالرسول فإنه كان يبدأ كتبه هبا
هللا: علم على الباري تتبعه مجيع املخلوقات
الرمحن: ذو الرمحة الواسعه وهو خمتص هلل
الرحيم :دو الرمحة الواصلة وهو يطلق على هللا وعلى غريه
3. ((اعلم رحمك اهلل أنه يجب علينا تعلم أربعِ
مسائل,األولى العلم وهو معرفة اهلل))
العلم:هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما
اجلهل البسيط:هو عدم إدراك الشيء بالكلية
اجلهل كب:إدراك الشيء على وجه خيالف ما هو عليه
املر
4. الوهم:إدراك الشيخ مع احتمال ضد راجح
الشك:إدراك الشيء مع احتمال مساو
الظن:إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح
العلم الضروري:ما يكون إدراك املعلوم فيه ضروريا حبيث يضطر إليه من غري نظر وال استدالل
العلم النظري: ما حيتاج إىل نظر واستدالل
معرفة اهلل بالقلب معرفة تستلزم قبول شرعه واالنقياد
له وتحكيم شريعته كما ويتعرف العبد على ربه من خالل
النظر في اآليات الشرعية واآليات الكونية
5. ((ومعرفة نبيه ومعرفة دين اإلسالم))
أي معرفة حممد-صلى هللا عليه وسلم- معرفة تستلزم قبول ما جاء به
وتصديقه والرضا حبكمه
اإلسالم باملعىن العام: التعبد اىل هللا مبا ع منذ ارسال الرسل حىت قيام
شر
الساعة
االسالم باملعىن اخلاص: بعد بعثة النيب-صلى هللا عليه وسلم- وخيتص مبا
بعث به ألنه ناسخ جلميع األديان السابقة فإن أتباع الرسل مسلمون زمن
رسلهم
6. ((باألدلة- الثانية:العمل به-الثالثة :الدعوة اليه))
مجع دليل وهو ما يرشد اىل املطلوب واألدلة تكون مسعية وعقلية
العمل به:أي العمل مبا تقتضيه هذه املعرفة من االميان باهلل والقيام بطاعته واجتناب
نواهيه من العبادات اخلاصة كالصالة واملتعدية كاجلهاد.
الدعوة اليه:أي الدعوة اىل ما جاء به حممد-صلى هللا عليه وسلم-على مراتبها الثالث
وهي احلكمة واملوعظة احلسنة واجلادلة باليت هي احسن
ينبغي أن تكون الدعوة عن علم وبصرية والبصرية تكون فيما يدعو اليه بأن يكون
الداعية عاملا باحلكم الشرعي ويف كيفية الدعوة وحبال املدعو.
الدعوة اىل هللا وظيفة الرسل وطريقة من تبعهم باحسان فاذا عرف االنسان معبوده جيب
عليه ان ع بانقاذ اخوانه بدعوهتم اىل هللا كما قال عليه الصالة والسالم لعلي يوم
يسار
خيرب وفيما رواه مسلم (من دعا اىل اهلدى...احلديث)
7. ((الرابعة :الصبر على األذى فيه))
الصرب:حبس النفس على طاعة هللا وحبسها عن معصية هللا وحبسها عن
التسخط من أقدار هللا
أذية الداعني إىل اخلري من طبيعة البشر كلما قويت األذية قرب النصر
و
والنصر ليس خمتصا بأن يرى االنسان النتائج يف حال حياته بل قد تكون
بعد موته فعلى الداعية أن يكون صابرا فها هم الرسل أوذوا بالقول
وبالفعل
8. ((الرابعة :الصبر على األذى فيه))
((والدليل قوله تعاىل: والعصر... السوره))
الصرب ثالثة أقسام:
1-الصرب على طاعة هللا
2-الصرب عن معصية هللا
3-الصرب على أقدار هللا
9. أقسم اهلل بالعصر الذي هو الدهر وهو محل الحوادث
من خير وشر فأقسم اهلل على أن االنسان في خيبة
وخسر اال من اتصف بهذه الصفات األربع
1-اإلميان
2-العمل الصاحل
3-التواصي باحلق
4-التواصي بالصرب
10. قال ابن القيم جهاد النفس أربع مراتب
1-أن جياهدها على تعلم اهلدى
2-أن جياهدها على العمل مبا علم
3-أن جياهدها على الدعوة اليه وتعليمه
4-أن جياهدها على الصرب على مشاق الدعوة
والتواصي باحلق والتواصي بالصرب يتضمنان األمر باملعروف والنهي عن
املنكر اللذين مها قوام األمة
11. (قال الشافعيُّ...الى قوله تعلى "فاعلم أنه...اآلية))
الشافعي هو أبو عبدهللا حممد ابن ادريس بن العباس بن عثمان اهلامشي القرشي ولد يف غزة وتويف مبصر سنة 402
للهجرة
مراده رمحه هللا أن هذه السورة كافية للخلق يف احلث على التمسك بدين هللا واإلميان والعمل الصاحل وليس مراده أن
هذه السورة كافية للخلق يف مجيع الشريعه
العاقل اذا مسع هذه السورة فال بد أن يسعى اىل ختليص نفسه من اخلسران وذلك باتصافه هبذه الصفات األربع
البخاري هو أبو عبدهللا حممد ابن امساعيل بن ابراهيم بن املغريه البخاري ولد يف خبارى يف غرة شوال سنة أربعة
وتسعني ومائة للهجرة وتويف يف خرتنك سنة ست ومخسني ومائتني
استدل البخاري رمحه هللا هبذا اآلية على وجوب البداءة بالعلم أوال وهذا دليل أثري يدل على أن اإلنسان يعلم أوال
مث يعمل ثانيا وهناك دليل عقلي نظري يدل على ذلك ألن القول أو العمل ال يكون صحيحا مقبوال حىت يكون
على وفق الشريعه
12. ((ورزقنا))
وأدلة هذه من الكتاب والسنة والعقل
أما الكتاب فمنها قوله تعاىل"إن هللا هو الرزاق ذو القوة املتني"
أما السنة فقوله صلى هللا عليه وسلم يف اجلنني يبعث إليه ملك فيؤمر
بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد
أما العقل فنحن ال نعيش إال على طعام وشراب والطعام والشراب خلقه
هللا تعاىل كما قال تعاىل"أفرءيتم ما حترثون....فوال تشكرون"
13. ((ولم يتركنا همال))
هذا الذي دلت عليه األدلة السمعية والعقلية
أما السمعية: فقوله تعاىل(أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ال ترجعون)
وأما العقل:فألن وجود البشرية لتحيا مث تتمتع كما تتمتع األنعام مث متوت إىل غري بعث
وال حساب أمر ال يليق حبكمة هللا تعاىل بل هو عبث حمض وال ميكن أن خيلق هللا هذه
اخلليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء املعارضني املخالفني للرسل مث تكون النتيجة
ال شيء هذا مستحيل على حكمة هللا عز وجل
14. ((بل أرسل إلينا رسوال)
أي أن هللا أرسل لنا حممد يتلو علينا آيات ربنا ويعلمنا كينا كما أرسل إىل من سبقنا لتقوم عليهم احلجة
ويز
وليعبدوا هللا وال ميكن أن نعبد هللا مبا يرضاه أال عن طريق الرسل
((فمن أطاعه دخل الجنة))
هذا حق مستفاد من قوله تعاىل"وأطيعوا هللا والرسول "ومن يطع هللا ورسوله وخيش هللا ويتقه فأؤلئك هم
الفائزون" وهذا كثري يف كتاب هللا
ومن قوله صلى هللا عليه وسلم "كل أميت يدخلون اجلنة إال من أىب )) فقيل ومن يأىب؟ قال)من أطاعين
ا
دخل اجلنة ومن عصاين دخل اجلنة)) أخرجه.
((ومن عصاه دخل النار))
هذا أيضا حق مستفاد من قوله تعاىل"ومن يعص هللا ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا...االيه" "ومن
يعص هللا ورسوله فقد ضل ضالال مبينا " ومن قوله صلى هللا عليه وسلم يف احلديث السابق (ومن عصاين
دخل النار)
15. ((الثانية...وال نبي مرسل))
هللا سبحانه وتعاىل ال يرضى أن يشرك معه يف عبادته أحد بل هو وحده املستحق
للعبادة فنهى أن يعبد معه سواه وهللا ال ينهى عن شيء إال وهو ال يرضاه فالكفر
والشرك ال يرضاه هللا سبحانه وتعاىل واذا كان ذلك كذلك فان الواجب على املؤمن أال
خطري
يرضى هبما ألن املؤمن رضاه وغضبه تبع رضا هللا وغضبه والشرك أمره ر
((الثالثة...أقرب قريب))
الوالء الرباء أصل عظيم جاءت فيه الكثري من النصوص قال عز وجل" يا أيها الذين
آمنوا ال تتخذوا بطانة من دونكم ال يألونكم خباال" وقال تعاىل"يا أيها الذين آمنوا ال
تتخذوا اليهود والنصارى أولياء...االية" وقال أيضا"قد كانت لكم أسوة حسنة يف
ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تبعدون" وألن مواالة من حاد
هللا ورسوله تدل على ضعف باالميان باهلل ورسوله ألنه ليس من العقل أن حيب اإلنسان
شيئا هو عدو حملبوبه.
16. ((اعلم أرشدك اهلل لطاعته...إفراد اهلل بالعبادة))
الرشد:االستقامة على طريق احلق
الطاعة:موافقة املراد فعال للمأمور كا للمحظور
وتر
احلنيفية: امللة املائلة عن الشرك املبنيه على اإلخالص هلل عز
وجل
قوله(أن تعبد هللا) هذه اجلملة خرب أن يف قوله(أن احلنيفية)
ا
ا
17. ((اعلم أرشدك اهلل لطاعته...إفراد اهلل بالعبادة))
العبادة-مبفهومها العام-: التذلل هلل حمبة وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه
الذي جاءت به شرائعه
قال شيخ اإلسالم"العبادة اسم جامع لكل ما حيبه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال
الظاهرة والباطنة كاخلوف واخلشيه والصالة و كاة وغري ذلك من شرائع االسالم."
الز
اإلخالص هو التنقية واملراد أن يقصد املرء بعبادته وجه هللا والوصول اىل دار كرامته حبيث
ال يعبد معه غريه
18. اعلم ان العبادة نوعان:
1-عبادة كونية-: وهي اخلضوع ألمر هللا تعاىل الكوين وهذه
ال ج عنها أحد"إن كل من يف السموات واألرض إال آيت
خير
الرمحن عبدا"
2-عبادة شرعية:- وهي اخلضوع ألمر هللا تعاىل الشرعي
وهذه خاصة مبن أطاع هللا واتبع ما جاءت به الرسل(وعباد
الرمحن الذين...االية)
19. اعلم ان العبادة نوعان:
النوع األول ال حيمد اإلنسان عليه ولكن قد حيمد اذا حصل شكر عن
الرخاء وصرب عند البالء خبالف النوع الثاين فإنه حيمد كله
التوحيد لغة من وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا وهذا ال يتحقق إال
ا
ا
بنفي وإثبات نفي احلكم عما سوى املوحد وإثباته له
َّ
التوحيد يف االصطالح كما عرفه املؤلف"إفراد هللا بالعبادة" أي أن تعبد
هللا وحده ال تشرك به شيء ومراد الشيخ هو التوحيد الذي جاءت
الرسل لتحقيقه ألنه هو الذي حصل به إخالل من أقوامهم.
تعريف أعم للتوحيد"افراد هللا سبحانه وتعاىل مبا خيتص به"
20. أنواع التوحيد ثالثة:
1-توحيد الربوبية:- افراد هللا باخللق وامللك والتدبري
2-توحيد األلوهية:- إفراد هللا تعاىل بالعبادة
3-توحيد األمساء والصفات:- إفراد هللا تعاىل مبا مسى به نفسه ووصف به نفسه يف
كتابه أو على لسان رسوله بإثبات ما أثبته ونفي ما نفاه من غري حتريف وال تعطيل وال
تكييف وال متثيل.
ومراد املؤلف هنا هو توحيد األلوهية فهو الذي ضل فيه كني الذي قاتلهم النيب
املشر
صلى هللا عليه وسلم وأكثر ما يعاجل الرسل أقوامهم على هذا النوع ومن أخل هبذا
التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبيه واألمساء والصفات
21. ((وأعظم ما نهى عنه الشرك))
وذلك ألن أعظم احلقوق هي حقوق هللا عز وجل فإذا فرط اإلنسان فيه فقد فرط يف
التوحيد قال تعاىل" إن الشرك لظلم عظيم"
وقال"ومن يشرك باهلل فقد افرتى امثا عظيما"
ويف احلديث"أعظم الذنب أن جتعل هلل ندا وهوخلقك"
من مل يعبد هللا فهو كافر مستكرب ومن عبد هللا وعبد معه غريه فهو كافر مشرك ومن
عبد هللا وحده فهو مسلم خملص
22. والشرك نوعان:
1-شرك أكرب:- كل شرك أطلقه ع
الشار
كان متضمنا خلروج اإلنسان من دينه
و
2-شرك أصغر:- كل عمل قويل أو فعلي أطلق عليه
ع وصف الشرك وال ج من امللة
خير
الشار