SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  18
الشيزوفرينيا مقدمة : في هذا البحث سوف نتناول الحديث عن الشيزوفرينيا أو الفصام كأحد الأمراض الذهانية الشائعة وسوف نبحر في تعريفه وفهمه   وما يؤدي إليه , وأعراضه , ومدى انتشاره , وأساليب علاجه ....الخ  فحديثنا عن الفصام سوف يطول قليلاً لكثرة الأبحاث التي اهتمت بهذا المرض الذهاني  ما هوا الفصام الذهاني؟ هو أحد الاضطرابات العقلية الذي يؤدي إلي اضطرابات في جميع التصرفات ويبدأ في الظهور في أغلب الحالات في سن المراهقة. وهو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل:      التفكير: حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط. كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاما (ضلالات), كما في حالة مريضنا حيث كان يعتقد أن أسرته تتآمر عليه. وقد يحمل المريض قبل العلاج معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعاله وتحركاته أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقله أو تحدث الشيخ في التلفاز عنه شخصياً وغير ذلك.            المشاعر: حيث يقل تفاعله مع الآخرين عاطفياً, ومع الأحداث أيضاً كأن يذكر لك موت والده بكل هدوء ودون أي انفعال.أو تصبح مشاعره غير متناسبة مع الموقف الحالي كأن يضحك عند سماع خبر محزن أو يحزن في مواقف سارة.               الإدراك: حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع. وهي ليست أفكار في البال وإنما سماع حقيقي, كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك. وقد يكون المتحدث شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص يتحدثون فيما بينهم عن المريض. وهذا ما يفسر ملاحظة الآخرين لحديث المريض وحده إذ هو -في الواقع- يتحدث إلى هذه الأصوات. كما يمكن أن يرى أشياء مختلفة وغير حقيقية.            السلوك: حيث يقوم المريض بسلوكيات غريبة مثل اتخاذ أوضاع غريبة أو تغيير تعابير وجهه بشكل دائم أو القيام بحركة لا معنى لها بشكل متكرر أو السلبية الكاملة وبشكل متواصل (القيام بكل ما يؤمر به وكأنه بلا إرادة).           الأعراض السلبية: يظهر المريض انعزالاً عن الآخرين وإهمالاً في العناية بنفسه وبنظافته الشخصية, وفقدان الحيوية والاهتمام والرغبة في الدراسة أو العمل (دون أن يكون هناك حزن أو اكتئاب). مع قلة في الكلام وفي التفاعل العاطفي الذي ذكرناه سابقاً.             عادةً ما تبدأ أول أعراض المرض في سن المراهقة وأول سنين الرجولة ( أي تقريباً بين سن 15- 25 للرجال وسن 25- 35 للنساء). والبداية عادة ما تكون بأعراض غير واضحة لمدة قد تمتد لأشهر طويلة ومن ثم يظهر المرض بصورته الكاملة ثم لينتهي على شكل أعراض سلبية ذكرت آنفا. ويأتي المرض على شكل هجمات (إذا لم يأخذ المريض العلاج).  كيف نتعرف على مرض الفصام؟    هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة في دراسة الفصام. لأن الفصام يبدأ عادةً ببعض الأعراض العامة. هذه الأعراض قد تحدث للأفراد العاديين دون أن تتطور إلى الفصام. والواقع أننا نتعرف على هذه الأعراض عادةً بعد حدوث المرض عندما نسأل عن حالة المريض قبل المرض فيذكر لنا أهل المريض بعض الأعراض المبكرة والمنذرة بحدوث الفصام.    هل لمعرفة هذه الأعراض أي فائدة؟ نعم بلا شك فمعرفتها بشكل مبكر وبداية العلاج أيضاً بشكل مبكر سوف يقي – بإذن الله- من تدهور الحالة المرضية. لكن دعوني أكرر, هذه الأعراض غير نوعية أي أنها تحدث كثيراً في الطبيعيين من البشر والذين لن يصابوا بالفصام طوال حياتهم.    أهم هذه الأعراض المبكرة المنذرة :       الانعزال عن الناس وحب الوحدة والشك في الآخرين بشكل مبالغ فيه.        الإهمال في المظهر الخارجي والنظافة الشخصية.    كثرة الشكاوي والعلل الجسدية والتي لا يجد لها الأطباء تفسيراً.        حصول الوسواس القهري في عمر مبكر وإن كان نسبة كبيرة منهم لا يتطورون للفصام.       ضحكات غير مناسبة.        عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع مشكلات بسيطة.       تدهور في الأداء المدرسي أو في العلاقات الاجتماعية.    الحديث عن إدراكه لأمور مستغربه مثل رؤيته لأشباح أو جن أو ما شابه ذلك.     تصرفات غريبة.       عدم القدرة على التركيز والانتباه. صعوبة في التفكير الواضح.      عدم وضوح في الكلام بحيث يصعب فهم ما يريد أن يقول.    الإغراق في التدين بشكل واضح وغير مألوف.      التعب العام والميل إلى النوم    ما هي أسباب الإصابة بمرض الفصام, وما هي الأعراض المصاحبة؟ أسباب الإصابة بالشيزوفرنيا:- العامل الوراثي: نجد أن الآباء المصابين بهذا المرض أبنائهم أكثر استعداداً للإصابة به أيضاً وتمثل النسبة العظمى في غالبية حالات الإصابة.-الإنطوائية: قد تجتمع صفات الإنطوائية في شخص الفصام الذُهانى أو بعضاً منها، فنجد الشخص الإنطوائية هو شخص:- هاديء الطبع.- يميل إلي العزلة.- جاد في كل أفعاله.- خجول.- حساس.- سريع الإثارة.- طيب القلب.- محب للطبيعة.- قاريء جيد.- البنية الجسدية: لا يوجد شخص ذو بنيان معين يصاب بهذا الاضطراب العقلي، لكنه من خلال الأبحاث والدراسات وجد أن الغالبية المصابة به من له تكوين عضلي ضعيف – الوجه المستدير – مديد القامة أو الأطراف.4- الإصابة بالأمراض العضوية.5- الولادة.6- صراع نفسي مزمن.7- العزلة.8- الصدمات النفسية.9- أو بدون أي سبب مباشر.* أعراض الفصام الذُهانى:1- اضطراب عاطفي:وفيه يكون الشخص بارد الإحساس، متبلد الشعور، قليل التفاعل مع الأحداث ثم تعتريه نوبات التوتر.2- اضطراب فكري:- انقطاع التسلسل الفكري عند التفكير في أي أمر.- ظهور أفكار خاصة بالشخص المريض لا يقبلها أحد غيره وفي نفس الوقت غير قابلة للتغيير.- سيطرة الاعتقاد في وجود قوى خارجية مسيطرة علي فكرة تجعله قليل التفكير وغير قادر علي استخراج الكثير منها. - اضطراب حسي:الاضطراب الحسي يتمثل في الهلوسة بجميع أنواعها هلوسة بصرية أو سمعية أو جلدية أو متعلقة بالشم أو تترجم في تخيل أشياء تحدث وليس لها أساس من الصحة في الواقع.4- اضطراب الإرادة:هو اتخاذ السلبية كسمة في التفاعل مع المحيطين مثل عدم الرغبة في العمل أو اتخاذ قرارات، وعدم القدرة علي التعاون مع الآخرين.5- اضطراب الشخصية:عدم التحكم في النفس والشعور بأنه أصبح شخصاً مسيراً بعوامل أخرى بعيداً عن قوته الفكرية الناجمة عن عدم التحكم في النفس.6- اضطراب وظيفي:وهي السلبية في وظائف أعضاء الجسم ومنها علي سبيل المثال إذا حاولت رفع ذراع الشخص المريض بالفصام فإنه يقاوم الحركة في الاتجاه المعاكس وإذا تغلبت عليه ورفعت ذراعه وتركته في هذا الوضع فإنه يبقي عليه ساعات طويلة كتمثال الشمع.* أما الوظائف التي لا تتأثر يالشيزوفرنيا، العمليات التالية:• الذكاء.• الانتباه.• الذاكرة الوعي  ما هي أنواع الفصام ؟! * أنواع الفصام الذُهاني:1- الفصام البسيط: ويظهر في المراهقة وفترة الشباب. أعراضه تبلد الإحساس وضعف الإرادة اضطرابات في التفكير، فشل في التعلم والعلم. أنماطه: المجرمون – الشاذون.2- الفصام الهيبيفريني: يظهر في سن المراهقة أيضاً. أعراضه اضطراب التفكير، ضعف التركيز، تبلد الشعور، ضحك هستيري، هلوسة سمعية، اندفاع الرغبة الجنسية.3- الفصام الكاتاتوني: يظهر في نهاية مرحلة المراهقة وسن الشباب. أعراضه شخص سلبي مقاوم للحركة ويؤدي حركات تكرارية غير هادفة، قليل أو عديم الكلام وإن تحدث فلغته غير مفهومة، ضغط منخفض، نبض ضعيف، تنفس بطيء، زرقة في الأطراف.4- الفصام البارانوي: يظهر عند الأشخاص التي تجاوزت سن الثلاثين. أعراضه الاضطراب الفكري المبني علي الشكوك، نوبات من جنون العظمة، هلوسة سمعية. كيف يتم تشخيص مرض الفصام , وما نسبة انتشاره ؟  مع تقدم الطب النفسي, وضع العلماء شروطاً معينة لابد من توافرها عند تشخيص مرض الفصام. ولنوجز عملية التشخيص في النقاط التالية:     الأعراض الرئيسية : (عرضين أو أكثر):  -            اعتقادات خاطئة (ضلالات).  -            هلاوس.  -            اضطراب في الحديث.  -            اضطراب في السلوك أو سلوك تخشبي.  -            أعراض سلبية ( فقدان الإرادة, قلة الكلام, عدم التفاعل العاطفي).     لابد أن تستمر الأعراض لمدة ست أشهر شاملة فترة أعراض بداية المرض ومدة شهر للأعراض الحادة ( الأعراض الرئيسية )       تدهور عام في وظائف المريض الاجتماعية والمهنية والعلاقات مع الآخرين واهتمامه بالعناية بنفسه.   لابد من استبعاد الأمراض التي قد تشابه الفصام مثل:  -   أمراض طبية عامة مثل أورام الدماغ خاصة في الفص الجبهي والصدغي والصرع وأمراض الغدد وزهري الجهاز العصبي وبعض الإنتانات (الالتهابات) والتي تسبب ما يعرف بالذهان العضوي كالملاريا العصبية والتيفويد ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وغيرها.  -            اضطراب ذهاني بسبب تعاطي المخدرات.  -            اضطراب في المزاج ( الاكتئاب والاضطراب الوجداني ثنائي القطب)            يتخذ الأطباء النفسيون كل حذرهم قبل تشخيص الفصام لكون المرض مزمن ويحتاج إلى علاج طويل الأمد ولابد من اتخاذ كل التدابير التي يعرفها الأطباء لتأكد من صحة التشخيص.          يلجأ الطبيب عند شكه بالتشخيص إلى جميع التحاليل المخبرية وصور الأشعة للدماغ وتخطيط الدماغ. ولكن لابد من التنبيه أن هذه التحاليل لا يستلزم القيام بها بشكل روتيني لكل مرضى الفصام. ويجب أن يترك قرار القيام بهذه التحاليل والصور للطبيب المعالج.      يجمع العلماء على أن الفصام مرض دماغي ناجم عن اختلال النظام البيولوجي فيه  مثله مثل أي مرض عضوي آخر. حيث يعتقد أن هذا المرض نتيجة خلل في تطوري عصبي    Neurodevelopmental بمعنى أن خللاً حدث أثناء تطور الدماغ في السنوات الأولى. كان ذلك بسبب استعداد وراثي ورافقه أي أذية حدثت حول الولادة ومن ثم جاءت الضغوط النفسية كشرارة الاشتعال لحدوث المرض. دعونا نناقش أسباب هذا المرض بشيء من التفصيل:         العامل الوراثي:          تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث المرض. حيث ترتفع نسبة الإصابة من واحد بالمائة في عموم الناس إلى عشرة بالمائة إذا كان أحد أقرباء الشخص من الدرجة الأولى مصاباً (أخ أو أخت أو أب). وترتفع إلى ما يقارب الخمسين بالمائة لو كان للشخص توأم مماثل ومصاب بالمرض. (أقرأ: هل الفصام مرض وراثي؟) .         كيمياء الدماغ :    حيث يعاني مرضى الفصام من اختلال توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى ظهور هذا المرض ومن أهمها الدوبامين حيث يزيد إفرازه أو تزداد الحساسية له في المسافات بين الأعصاب في مناطق معينة من الدماغ. وهذا يؤدي بالمريض إلى سماع أصوات غير موجودة أو الاعتقاد ببعض الأفكار الغريبة وغير ذلك من الأعراض. وما إن يبدأ العلاج ويعود توازن هذه المواد الناقلة وخاصة الدوبامين إلى الوضع الطبيعي حتى تختفي معظم هذه الأعراض.              والمنطقة الأكثر تأثراً في الدماغ هي الجهاز الحوفي Limbic System   . بالإضافة إلى مناطق أخرى أهمها الفص الجبهي والعقد القاعدية والثلامس.      خلل في بنية الدماغ:    إذ بينت الأبحاث الجديدة أن المرضى بالفصام لديهم خلل في بنية بعض أجزاء الدماغ. وعلى كلٍ هذا الخلل غير موجود في كل المرضى بل وجد نفس الخلل في أمراض نفسية أخرى, وعند بعض الطبيعيين من الناس.(أقرأ: التصوير الإشعاعي للدماغ).         المخدرات:     حيث كانت تعتبر من عوامل الخطورة التي تساعد على ظهور المرض. إلا أن دراسة تحليلية نشرت في مجلة الطب النفسي البريطانية منتصف العام 2004 تنادي باعتبار المخدرات 
سبب
 وليس مجرد عامل خطورة. وقد أعطى العلماء اعتباراً خاصاً لاستخدام الحشيش في سن مبكرة (حول سن الخمس عشرة سنة). ولهذا يجب أن نحمي أبناءنا من خطورة هذه المواد المضرة.             عوامل بيئية ونفسية:     وجد أن بعض العوامل البيئية تساعد على نشوء الفصام مثل الإصابة بالتهابات فيروسية في الصغر, أو إصابة والدة المريض بالتهابات فيروسية (الأنفلونزا) أثناء الحمل,  أو أي مضاعفات أثناء ولادة المريض, أو تعرض المريض لضغط نفسي كبير أو تربية المريض في بيت يسوده رأي أحد الوالدين دون اعتبار للآخرين وغير ذلك. ولكن يبدو أن هذه العوامل بذاتها لا تسبب الفصام وإنما هي عوامل خطورة لمن هم أصلاً مهيئين للإصابة بالمرض.               هناك عدد من النظريات التي تقترح أسباب متنوعة مثل اضطراب المناعة الذاتية وأسباب غذائية وغير ذلك ولكن مازالت هذه النظريات تفتقر إلى البراهين القوية.    عُرف الفصام منذ آلاف السنين. وقد وجد علماء الآثار أوصافاً لبعض أعراض الفصام في بعض الوثائق التي ترجع إلى عصور قديمة جداً.         والواقع أن مرض الفصام مرض شائع حيث نتوقع أن نجد واحد بين كل مائة إلى مائة وخمسة وعشرين شخصاً من الناس من حولنا. ( أي   %1-%0.8   ). وهي نسبة عالية جداً. إذ بناءً على هذه النسبة, هناك في مصر وحدها (إذ اعتبرنا ان مجموع السكان يزيد عن ستين مليون نسمة) ستمائة ألف فصامي !! (أي أقل بقليل من عدد سكان مملكة البحرين). ولذا نقول لمريض الفصام لست وحدك. فهناك الملايين في العالم ممن أصابهم هذا المرض ولكن عبر التصميم والعزيمة, استطعنا أن نشهد ونقرأ عشرات من قصص النجاح والإنجاز والتي حققها مرضى الفصام.             مع تقدم العلاج ومستوى الرعاية المقدمة لمرضى الفصام, لم تقل نسبة الحدوث ولكن تحسن مسار المرض ومآله وترقت جودة حياة المريض. ولذا زادت نسبة الانتشار عن ما سبق في الماضي حيث كان المرضى يموتون في عمر أبكر بسبب الإهمال وعدم فهم آليات المرض وعدم وجود علاج ناجح له.         والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنشهد نقص في حدوث الفصام أو سيزيد عدد المرضى الجدد في المستقبل؟       لا أحد يستطيع التنبؤ بذلك في الوقت الحالي ولكن هناك بعض العوامل المبشرة والتي قد تنقص حدوث الفصام مثل الوعي المتزايد بالمرض وبالتالي علاج المرضى في وقت مبكر.            وقد تحمل البحوث الجارية في علم الجينات الأمل لاكتشاف المرض في وقت مبكر وعلاجه قبل ظهوره والوقاية منه.    وفي المقابل تحمل الإحصاءات أخباراً سيئة حيث يتزايد تعاطي المخدرات وخاصةً الحشيش لدى الشباب في أعمار مبكرة. وهذا كما نعلم أحد عوامل الخطورة الهامة لحدوث مرض الفصام. وهنا يأتي دور التوعية الذي يجب أن يقوم به الجميع لتلافي هذه الكارثة.      الخرافات الشائعة حول مرض الفصام ؟ خرافة: مريض الفصام لا أمل من شفائه     حقيقة: الفصام أحد الأمراض المزمنة والذي يحتاج إلى دواء طويل الأمد لعلاجه والمحافظة على مستوى مقبول من التحسن وضمان عدم تدهور الحالة. ويمكن أن نقارن الفصام بغيره من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر والضغط والفشل الكلوي وغيره حيث يأخذ المريض الدواء بشكل منتظم ومدى الحياة حتى يمنع تدهور وضعه الصحي. ونرى بوضوح كيف تستقر حالته مع العلاج, ويتعب بدونه. وهذا تماماً ما ينطبق على الفصام. ولكن للأسف لم نسمع أحدا يحتج على تلك الأمراض ويتهمها أنها لا أمل من شفائها. بينما يوصم الفصام بأنه لا أمل من شفائه.     وحتى بقايا المرض من أعراض سلبية يمكن مقارنتها ببقية الأمراض حيث لا يستطيع مريض الفشل الكلوي من تناول أي كمية من الطعام فهناك حدود لنوعية وكمية الأكل الذي يتناوله. هذا تماماً يشابه ما يحدث لمريض الفصام حيث تقل رغبته في الاختلاط بالناس ويقل كلامه واندفاعه للعمل ولكنه مع ذلك يعيش حياة مستقرة.     خرافة: مريض فصام الشخصية  له شخصيتين مختلفتين .    حقيقة: شاع بين الناس بشكل عالمي مسمى فصام الشخصية كتعبير عن مرض الفصام, وكأن المريض له شخصيتين متباينتين. وهي فكرة مغلوطة ابتدعها كتّاب المسلسلات والأفلام. ويعني أسم المـرض انفصام بين الأفكـار والعواطف والسلوك لدى المريض وليس فصاماً في الشخصية أو شخصيتين مختلفتين.        ملاحظة:في الواقع هناك مرض نفسي نادر جداً يصبح للمريض فيه شخصيتين  مختلفتين أو أكثر. وهو اضطراب حميد ويكون بسبب الضغوط التي يتعرض لها المريض.         خرافة: مريض الفصام لا يستطيع العمل أبداً.    حقيقة:قضية عمل مريض الفصام تعتمد بشكل رئيسي على درجة شدة المرض ومدى استقرار الحالة المرضية. وبشكل عام يساعد العمل المريض على الاندماج في المجتمع وتقليل الانتكاسات. (أقرأ: المريض والعمل)     خرافة: الفصام ينتقل بالعدوى    حقيقة: هذه فكرة مغلوطة تماماً. فمرض الفصام مرض دماغي ناجم عن تغيرات في النواقل العصبية في مناطق معينة من الدماغ. ويتأثر بعوامل وراثية وتطورية ولا يمكن أن ينتقل بالعدوى بأي حال من الأحوال    خرافة: المريض بالفصام غير آمن على نفسه والآخرين.    حقيقة: لقد ناقشنا هذه النقطة باستفاضة في هل يؤذي الفصامي نفسه؟    خرافة: التربية السيئة هي التي تسبب الفصام.    حقيقة:على الرغم من أن هذه الفكرة كانت سائدة في حقبة من الزمن وقد درست باستفاضة حيث وصل العلماء إلى أن التربية السيئة لا تسبب الفصام بشكل مباشر. بل ربما يؤثر اضطراب الجو الأسري وكثرة الضغوط على حدوث المرض لمن هم مؤهبين للإصابة بالفصام. لكن تأثيرها الواضح يبدو في انتكاسة المرض لمن هم أصلاً مرضى بالفصام  .     
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1
الشيزوفريني1

Contenu connexe

Tendances (20)

Sexual disorders and dysfunctions
Sexual disorders and dysfunctionsSexual disorders and dysfunctions
Sexual disorders and dysfunctions
 
Delusions
DelusionsDelusions
Delusions
 
Mood Disorders
Mood DisordersMood Disorders
Mood Disorders
 
Delusion
DelusionDelusion
Delusion
 
أنماط الشخصية
أنماط الشخصيةأنماط الشخصية
أنماط الشخصية
 
Psychology-Dissociative Amnesia
Psychology-Dissociative AmnesiaPsychology-Dissociative Amnesia
Psychology-Dissociative Amnesia
 
Schizophrenia
SchizophreniaSchizophrenia
Schizophrenia
 
Schizophrenia (1)
Schizophrenia (1)Schizophrenia (1)
Schizophrenia (1)
 
Personality disorders
Personality disorders Personality disorders
Personality disorders
 
Anxiety disorders
Anxiety disordersAnxiety disorders
Anxiety disorders
 
محاضرة الإكتئاب د / إميل جوزيف
محاضرة الإكتئاب د / إميل جوزيفمحاضرة الإكتئاب د / إميل جوزيف
محاضرة الإكتئاب د / إميل جوزيف
 
The Dynamics of Unconscious Communication: Projection, Projective Identificat...
The Dynamics of Unconscious Communication: Projection, Projective Identificat...The Dynamics of Unconscious Communication: Projection, Projective Identificat...
The Dynamics of Unconscious Communication: Projection, Projective Identificat...
 
MANIA
MANIAMANIA
MANIA
 
Somatoform disorders
Somatoform disorders Somatoform disorders
Somatoform disorders
 
المرونة النفسية
المرونة النفسيةالمرونة النفسية
المرونة النفسية
 
Sexual disorders
Sexual disordersSexual disorders
Sexual disorders
 
Anxiety disorders
Anxiety disordersAnxiety disorders
Anxiety disorders
 
Depression
DepressionDepression
Depression
 
Schizophrenia ppt
Schizophrenia pptSchizophrenia ppt
Schizophrenia ppt
 
Abnormal psychology
Abnormal psychologyAbnormal psychology
Abnormal psychology
 

Similaire à الشيزوفريني1

الفصام
الفصامالفصام
الفصامaldwal
 
التوحد
التوحدالتوحد
التوحدalbandrey
 
Presentation(الدكتور عبداله المديرس)
Presentation(الدكتور عبداله المديرس)Presentation(الدكتور عبداله المديرس)
Presentation(الدكتور عبداله المديرس)sarachebli91
 
Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic
 Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic
Los Angeles County Department of Mental Health Introduction ArabicAdam Motiwala
 
الذهان النفسي- الذهان المبكر.pdf
الذهان النفسي- الذهان المبكر.pdfالذهان النفسي- الذهان المبكر.pdf
الذهان النفسي- الذهان المبكر.pdfMarwaHjz
 
الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد
الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد
الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد Heba Essawy, MD
 
فرط الحركة و تشتت الانتباة.ppt
فرط الحركة و تشتت الانتباة.pptفرط الحركة و تشتت الانتباة.ppt
فرط الحركة و تشتت الانتباة.pptHeba Essawy, MD
 
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطانالاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطانHeba Essawy, MD
 
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان Heba Essawy, MD
 
التخلف العقلى
التخلف العقلىالتخلف العقلى
التخلف العقلىsamar2010
 
Nature and Ethology of Addiction.pptx
Nature and Ethology of Addiction.pptxNature and Ethology of Addiction.pptx
Nature and Ethology of Addiction.pptxFrYoussefMk
 
General psychiatry arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020
General psychiatry  arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020General psychiatry  arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020
General psychiatry arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020ismail sadek
 
math good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and lomath good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and loFatmaAboubakr
 
العرض
العرضالعرض
العرضaa
 
علاقة الامراض النفسية بالادمان
علاقة الامراض النفسية بالادمانعلاقة الامراض النفسية بالادمان
علاقة الامراض النفسية بالادماناحمد البحيري
 

Similaire à الشيزوفريني1 (20)

الفصام
الفصامالفصام
الفصام
 
التوحد
التوحدالتوحد
التوحد
 
ارشاد اسرى
ارشاد اسرى ارشاد اسرى
ارشاد اسرى
 
Presentation(الدكتور عبداله المديرس)
Presentation(الدكتور عبداله المديرس)Presentation(الدكتور عبداله المديرس)
Presentation(الدكتور عبداله المديرس)
 
التوحد واللعب
التوحد واللعبالتوحد واللعب
التوحد واللعب
 
Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic
 Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic
Los Angeles County Department of Mental Health Introduction Arabic
 
الذهان النفسي- الذهان المبكر.pdf
الذهان النفسي- الذهان المبكر.pdfالذهان النفسي- الذهان المبكر.pdf
الذهان النفسي- الذهان المبكر.pdf
 
الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد
الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد
الاعتلال المشترك للامراض النفسية فى أضطرابات طيف التوحد
 
فرط الحركة و تشتت الانتباة.ppt
فرط الحركة و تشتت الانتباة.pptفرط الحركة و تشتت الانتباة.ppt
فرط الحركة و تشتت الانتباة.ppt
 
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطانالاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
 
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
الاسرار النفسية للشفاء من السرطان
 
التوحد
التوحدالتوحد
التوحد
 
التخلف العقلى
التخلف العقلىالتخلف العقلى
التخلف العقلى
 
Nature and Ethology of Addiction.pptx
Nature and Ethology of Addiction.pptxNature and Ethology of Addiction.pptx
Nature and Ethology of Addiction.pptx
 
General psychiatry arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020
General psychiatry  arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020General psychiatry  arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020
General psychiatry arabic 2020 كتاب الطب النفسي العام 2020
 
math good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and lomath good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and lo
 
الكآبة
الكآبةالكآبة
الكآبة
 
العرض
العرضالعرض
العرض
 
علاقة الامراض النفسية بالادمان
علاقة الامراض النفسية بالادمانعلاقة الامراض النفسية بالادمان
علاقة الامراض النفسية بالادمان
 
المخدرات
المخدراتالمخدرات
المخدرات
 

الشيزوفريني1

  • 1. الشيزوفرينيا مقدمة : في هذا البحث سوف نتناول الحديث عن الشيزوفرينيا أو الفصام كأحد الأمراض الذهانية الشائعة وسوف نبحر في تعريفه وفهمه وما يؤدي إليه , وأعراضه , ومدى انتشاره , وأساليب علاجه ....الخ فحديثنا عن الفصام سوف يطول قليلاً لكثرة الأبحاث التي اهتمت بهذا المرض الذهاني ما هوا الفصام الذهاني؟ هو أحد الاضطرابات العقلية الذي يؤدي إلي اضطرابات في جميع التصرفات ويبدأ في الظهور في أغلب الحالات في سن المراهقة. وهو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل:     التفكير: حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط. كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاما (ضلالات), كما في حالة مريضنا حيث كان يعتقد أن أسرته تتآمر عليه. وقد يحمل المريض قبل العلاج معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعاله وتحركاته أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقله أو تحدث الشيخ في التلفاز عنه شخصياً وغير ذلك.          المشاعر: حيث يقل تفاعله مع الآخرين عاطفياً, ومع الأحداث أيضاً كأن يذكر لك موت والده بكل هدوء ودون أي انفعال.أو تصبح مشاعره غير متناسبة مع الموقف الحالي كأن يضحك عند سماع خبر محزن أو يحزن في مواقف سارة.            الإدراك: حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع. وهي ليست أفكار في البال وإنما سماع حقيقي, كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك. وقد يكون المتحدث شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص يتحدثون فيما بينهم عن المريض. وهذا ما يفسر ملاحظة الآخرين لحديث المريض وحده إذ هو -في الواقع- يتحدث إلى هذه الأصوات. كما يمكن أن يرى أشياء مختلفة وغير حقيقية.          السلوك: حيث يقوم المريض بسلوكيات غريبة مثل اتخاذ أوضاع غريبة أو تغيير تعابير وجهه بشكل دائم أو القيام بحركة لا معنى لها بشكل متكرر أو السلبية الكاملة وبشكل متواصل (القيام بكل ما يؤمر به وكأنه بلا إرادة).         الأعراض السلبية: يظهر المريض انعزالاً عن الآخرين وإهمالاً في العناية بنفسه وبنظافته الشخصية, وفقدان الحيوية والاهتمام والرغبة في الدراسة أو العمل (دون أن يكون هناك حزن أو اكتئاب). مع قلة في الكلام وفي التفاعل العاطفي الذي ذكرناه سابقاً.           عادةً ما تبدأ أول أعراض المرض في سن المراهقة وأول سنين الرجولة ( أي تقريباً بين سن 15- 25 للرجال وسن 25- 35 للنساء). والبداية عادة ما تكون بأعراض غير واضحة لمدة قد تمتد لأشهر طويلة ومن ثم يظهر المرض بصورته الكاملة ثم لينتهي على شكل أعراض سلبية ذكرت آنفا. ويأتي المرض على شكل هجمات (إذا لم يأخذ المريض العلاج). كيف نتعرف على مرض الفصام؟    هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة في دراسة الفصام. لأن الفصام يبدأ عادةً ببعض الأعراض العامة. هذه الأعراض قد تحدث للأفراد العاديين دون أن تتطور إلى الفصام. والواقع أننا نتعرف على هذه الأعراض عادةً بعد حدوث المرض عندما نسأل عن حالة المريض قبل المرض فيذكر لنا أهل المريض بعض الأعراض المبكرة والمنذرة بحدوث الفصام.   هل لمعرفة هذه الأعراض أي فائدة؟ نعم بلا شك فمعرفتها بشكل مبكر وبداية العلاج أيضاً بشكل مبكر سوف يقي – بإذن الله- من تدهور الحالة المرضية. لكن دعوني أكرر, هذه الأعراض غير نوعية أي أنها تحدث كثيراً في الطبيعيين من البشر والذين لن يصابوا بالفصام طوال حياتهم.   أهم هذه الأعراض المبكرة المنذرة :      الانعزال عن الناس وحب الوحدة والشك في الآخرين بشكل مبالغ فيه.       الإهمال في المظهر الخارجي والنظافة الشخصية.   كثرة الشكاوي والعلل الجسدية والتي لا يجد لها الأطباء تفسيراً.       حصول الوسواس القهري في عمر مبكر وإن كان نسبة كبيرة منهم لا يتطورون للفصام.      ضحكات غير مناسبة.       عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع مشكلات بسيطة.      تدهور في الأداء المدرسي أو في العلاقات الاجتماعية.   الحديث عن إدراكه لأمور مستغربه مثل رؤيته لأشباح أو جن أو ما شابه ذلك.    تصرفات غريبة.      عدم القدرة على التركيز والانتباه. صعوبة في التفكير الواضح.     عدم وضوح في الكلام بحيث يصعب فهم ما يريد أن يقول.   الإغراق في التدين بشكل واضح وغير مألوف.     التعب العام والميل إلى النوم   ما هي أسباب الإصابة بمرض الفصام, وما هي الأعراض المصاحبة؟ أسباب الإصابة بالشيزوفرنيا:- العامل الوراثي: نجد أن الآباء المصابين بهذا المرض أبنائهم أكثر استعداداً للإصابة به أيضاً وتمثل النسبة العظمى في غالبية حالات الإصابة.-الإنطوائية: قد تجتمع صفات الإنطوائية في شخص الفصام الذُهانى أو بعضاً منها، فنجد الشخص الإنطوائية هو شخص:- هاديء الطبع.- يميل إلي العزلة.- جاد في كل أفعاله.- خجول.- حساس.- سريع الإثارة.- طيب القلب.- محب للطبيعة.- قاريء جيد.- البنية الجسدية: لا يوجد شخص ذو بنيان معين يصاب بهذا الاضطراب العقلي، لكنه من خلال الأبحاث والدراسات وجد أن الغالبية المصابة به من له تكوين عضلي ضعيف – الوجه المستدير – مديد القامة أو الأطراف.4- الإصابة بالأمراض العضوية.5- الولادة.6- صراع نفسي مزمن.7- العزلة.8- الصدمات النفسية.9- أو بدون أي سبب مباشر.* أعراض الفصام الذُهانى:1- اضطراب عاطفي:وفيه يكون الشخص بارد الإحساس، متبلد الشعور، قليل التفاعل مع الأحداث ثم تعتريه نوبات التوتر.2- اضطراب فكري:- انقطاع التسلسل الفكري عند التفكير في أي أمر.- ظهور أفكار خاصة بالشخص المريض لا يقبلها أحد غيره وفي نفس الوقت غير قابلة للتغيير.- سيطرة الاعتقاد في وجود قوى خارجية مسيطرة علي فكرة تجعله قليل التفكير وغير قادر علي استخراج الكثير منها. - اضطراب حسي:الاضطراب الحسي يتمثل في الهلوسة بجميع أنواعها هلوسة بصرية أو سمعية أو جلدية أو متعلقة بالشم أو تترجم في تخيل أشياء تحدث وليس لها أساس من الصحة في الواقع.4- اضطراب الإرادة:هو اتخاذ السلبية كسمة في التفاعل مع المحيطين مثل عدم الرغبة في العمل أو اتخاذ قرارات، وعدم القدرة علي التعاون مع الآخرين.5- اضطراب الشخصية:عدم التحكم في النفس والشعور بأنه أصبح شخصاً مسيراً بعوامل أخرى بعيداً عن قوته الفكرية الناجمة عن عدم التحكم في النفس.6- اضطراب وظيفي:وهي السلبية في وظائف أعضاء الجسم ومنها علي سبيل المثال إذا حاولت رفع ذراع الشخص المريض بالفصام فإنه يقاوم الحركة في الاتجاه المعاكس وإذا تغلبت عليه ورفعت ذراعه وتركته في هذا الوضع فإنه يبقي عليه ساعات طويلة كتمثال الشمع.* أما الوظائف التي لا تتأثر يالشيزوفرنيا، العمليات التالية:• الذكاء.• الانتباه.• الذاكرة الوعي ما هي أنواع الفصام ؟! * أنواع الفصام الذُهاني:1- الفصام البسيط: ويظهر في المراهقة وفترة الشباب. أعراضه تبلد الإحساس وضعف الإرادة اضطرابات في التفكير، فشل في التعلم والعلم. أنماطه: المجرمون – الشاذون.2- الفصام الهيبيفريني: يظهر في سن المراهقة أيضاً. أعراضه اضطراب التفكير، ضعف التركيز، تبلد الشعور، ضحك هستيري، هلوسة سمعية، اندفاع الرغبة الجنسية.3- الفصام الكاتاتوني: يظهر في نهاية مرحلة المراهقة وسن الشباب. أعراضه شخص سلبي مقاوم للحركة ويؤدي حركات تكرارية غير هادفة، قليل أو عديم الكلام وإن تحدث فلغته غير مفهومة، ضغط منخفض، نبض ضعيف، تنفس بطيء، زرقة في الأطراف.4- الفصام البارانوي: يظهر عند الأشخاص التي تجاوزت سن الثلاثين. أعراضه الاضطراب الفكري المبني علي الشكوك، نوبات من جنون العظمة، هلوسة سمعية. كيف يتم تشخيص مرض الفصام , وما نسبة انتشاره ؟  مع تقدم الطب النفسي, وضع العلماء شروطاً معينة لابد من توافرها عند تشخيص مرض الفصام. ولنوجز عملية التشخيص في النقاط التالية:     الأعراض الرئيسية : (عرضين أو أكثر):  -            اعتقادات خاطئة (ضلالات).  -            هلاوس.  -            اضطراب في الحديث.  -            اضطراب في السلوك أو سلوك تخشبي.  -            أعراض سلبية ( فقدان الإرادة, قلة الكلام, عدم التفاعل العاطفي).     لابد أن تستمر الأعراض لمدة ست أشهر شاملة فترة أعراض بداية المرض ومدة شهر للأعراض الحادة ( الأعراض الرئيسية )       تدهور عام في وظائف المريض الاجتماعية والمهنية والعلاقات مع الآخرين واهتمامه بالعناية بنفسه.   لابد من استبعاد الأمراض التي قد تشابه الفصام مثل:  -   أمراض طبية عامة مثل أورام الدماغ خاصة في الفص الجبهي والصدغي والصرع وأمراض الغدد وزهري الجهاز العصبي وبعض الإنتانات (الالتهابات) والتي تسبب ما يعرف بالذهان العضوي كالملاريا العصبية والتيفويد ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وغيرها.  -            اضطراب ذهاني بسبب تعاطي المخدرات.  -            اضطراب في المزاج ( الاكتئاب والاضطراب الوجداني ثنائي القطب)            يتخذ الأطباء النفسيون كل حذرهم قبل تشخيص الفصام لكون المرض مزمن ويحتاج إلى علاج طويل الأمد ولابد من اتخاذ كل التدابير التي يعرفها الأطباء لتأكد من صحة التشخيص.          يلجأ الطبيب عند شكه بالتشخيص إلى جميع التحاليل المخبرية وصور الأشعة للدماغ وتخطيط الدماغ. ولكن لابد من التنبيه أن هذه التحاليل لا يستلزم القيام بها بشكل روتيني لكل مرضى الفصام. ويجب أن يترك قرار القيام بهذه التحاليل والصور للطبيب المعالج.      يجمع العلماء على أن الفصام مرض دماغي ناجم عن اختلال النظام البيولوجي فيه  مثله مثل أي مرض عضوي آخر. حيث يعتقد أن هذا المرض نتيجة خلل في تطوري عصبي    Neurodevelopmental بمعنى أن خللاً حدث أثناء تطور الدماغ في السنوات الأولى. كان ذلك بسبب استعداد وراثي ورافقه أي أذية حدثت حول الولادة ومن ثم جاءت الضغوط النفسية كشرارة الاشتعال لحدوث المرض. دعونا نناقش أسباب هذا المرض بشيء من التفصيل:       العامل الوراثي:         تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث المرض. حيث ترتفع نسبة الإصابة من واحد بالمائة في عموم الناس إلى عشرة بالمائة إذا كان أحد أقرباء الشخص من الدرجة الأولى مصاباً (أخ أو أخت أو أب). وترتفع إلى ما يقارب الخمسين بالمائة لو كان للشخص توأم مماثل ومصاب بالمرض. (أقرأ: هل الفصام مرض وراثي؟) .       كيمياء الدماغ :   حيث يعاني مرضى الفصام من اختلال توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى ظهور هذا المرض ومن أهمها الدوبامين حيث يزيد إفرازه أو تزداد الحساسية له في المسافات بين الأعصاب في مناطق معينة من الدماغ. وهذا يؤدي بالمريض إلى سماع أصوات غير موجودة أو الاعتقاد ببعض الأفكار الغريبة وغير ذلك من الأعراض. وما إن يبدأ العلاج ويعود توازن هذه المواد الناقلة وخاصة الدوبامين إلى الوضع الطبيعي حتى تختفي معظم هذه الأعراض.            والمنطقة الأكثر تأثراً في الدماغ هي الجهاز الحوفي Limbic System   . بالإضافة إلى مناطق أخرى أهمها الفص الجبهي والعقد القاعدية والثلامس.     خلل في بنية الدماغ:   إذ بينت الأبحاث الجديدة أن المرضى بالفصام لديهم خلل في بنية بعض أجزاء الدماغ. وعلى كلٍ هذا الخلل غير موجود في كل المرضى بل وجد نفس الخلل في أمراض نفسية أخرى, وعند بعض الطبيعيين من الناس.(أقرأ: التصوير الإشعاعي للدماغ).       المخدرات:    حيث كانت تعتبر من عوامل الخطورة التي تساعد على ظهور المرض. إلا أن دراسة تحليلية نشرت في مجلة الطب النفسي البريطانية منتصف العام 2004 تنادي باعتبار المخدرات سبب وليس مجرد عامل خطورة. وقد أعطى العلماء اعتباراً خاصاً لاستخدام الحشيش في سن مبكرة (حول سن الخمس عشرة سنة). ولهذا يجب أن نحمي أبناءنا من خطورة هذه المواد المضرة.           عوامل بيئية ونفسية:    وجد أن بعض العوامل البيئية تساعد على نشوء الفصام مثل الإصابة بالتهابات فيروسية في الصغر, أو إصابة والدة المريض بالتهابات فيروسية (الأنفلونزا) أثناء الحمل,  أو أي مضاعفات أثناء ولادة المريض, أو تعرض المريض لضغط نفسي كبير أو تربية المريض في بيت يسوده رأي أحد الوالدين دون اعتبار للآخرين وغير ذلك. ولكن يبدو أن هذه العوامل بذاتها لا تسبب الفصام وإنما هي عوامل خطورة لمن هم أصلاً مهيئين للإصابة بالمرض.             هناك عدد من النظريات التي تقترح أسباب متنوعة مثل اضطراب المناعة الذاتية وأسباب غذائية وغير ذلك ولكن مازالت هذه النظريات تفتقر إلى البراهين القوية.   عُرف الفصام منذ آلاف السنين. وقد وجد علماء الآثار أوصافاً لبعض أعراض الفصام في بعض الوثائق التي ترجع إلى عصور قديمة جداً.       والواقع أن مرض الفصام مرض شائع حيث نتوقع أن نجد واحد بين كل مائة إلى مائة وخمسة وعشرين شخصاً من الناس من حولنا. ( أي   %1-%0.8   ). وهي نسبة عالية جداً. إذ بناءً على هذه النسبة, هناك في مصر وحدها (إذ اعتبرنا ان مجموع السكان يزيد عن ستين مليون نسمة) ستمائة ألف فصامي !! (أي أقل بقليل من عدد سكان مملكة البحرين). ولذا نقول لمريض الفصام لست وحدك. فهناك الملايين في العالم ممن أصابهم هذا المرض ولكن عبر التصميم والعزيمة, استطعنا أن نشهد ونقرأ عشرات من قصص النجاح والإنجاز والتي حققها مرضى الفصام.           مع تقدم العلاج ومستوى الرعاية المقدمة لمرضى الفصام, لم تقل نسبة الحدوث ولكن تحسن مسار المرض ومآله وترقت جودة حياة المريض. ولذا زادت نسبة الانتشار عن ما سبق في الماضي حيث كان المرضى يموتون في عمر أبكر بسبب الإهمال وعدم فهم آليات المرض وعدم وجود علاج ناجح له.       والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنشهد نقص في حدوث الفصام أو سيزيد عدد المرضى الجدد في المستقبل؟      لا أحد يستطيع التنبؤ بذلك في الوقت الحالي ولكن هناك بعض العوامل المبشرة والتي قد تنقص حدوث الفصام مثل الوعي المتزايد بالمرض وبالتالي علاج المرضى في وقت مبكر.           وقد تحمل البحوث الجارية في علم الجينات الأمل لاكتشاف المرض في وقت مبكر وعلاجه قبل ظهوره والوقاية منه.   وفي المقابل تحمل الإحصاءات أخباراً سيئة حيث يتزايد تعاطي المخدرات وخاصةً الحشيش لدى الشباب في أعمار مبكرة. وهذا كما نعلم أحد عوامل الخطورة الهامة لحدوث مرض الفصام. وهنا يأتي دور التوعية الذي يجب أن يقوم به الجميع لتلافي هذه الكارثة.     الخرافات الشائعة حول مرض الفصام ؟ خرافة: مريض الفصام لا أمل من شفائه    حقيقة: الفصام أحد الأمراض المزمنة والذي يحتاج إلى دواء طويل الأمد لعلاجه والمحافظة على مستوى مقبول من التحسن وضمان عدم تدهور الحالة. ويمكن أن نقارن الفصام بغيره من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر والضغط والفشل الكلوي وغيره حيث يأخذ المريض الدواء بشكل منتظم ومدى الحياة حتى يمنع تدهور وضعه الصحي. ونرى بوضوح كيف تستقر حالته مع العلاج, ويتعب بدونه. وهذا تماماً ما ينطبق على الفصام. ولكن للأسف لم نسمع أحدا يحتج على تلك الأمراض ويتهمها أنها لا أمل من شفائها. بينما يوصم الفصام بأنه لا أمل من شفائه.    وحتى بقايا المرض من أعراض سلبية يمكن مقارنتها ببقية الأمراض حيث لا يستطيع مريض الفشل الكلوي من تناول أي كمية من الطعام فهناك حدود لنوعية وكمية الأكل الذي يتناوله. هذا تماماً يشابه ما يحدث لمريض الفصام حيث تقل رغبته في الاختلاط بالناس ويقل كلامه واندفاعه للعمل ولكنه مع ذلك يعيش حياة مستقرة.    خرافة: مريض فصام الشخصية  له شخصيتين مختلفتين .   حقيقة: شاع بين الناس بشكل عالمي مسمى فصام الشخصية كتعبير عن مرض الفصام, وكأن المريض له شخصيتين متباينتين. وهي فكرة مغلوطة ابتدعها كتّاب المسلسلات والأفلام. ويعني أسم المـرض انفصام بين الأفكـار والعواطف والسلوك لدى المريض وليس فصاماً في الشخصية أو شخصيتين مختلفتين.       ملاحظة:في الواقع هناك مرض نفسي نادر جداً يصبح للمريض فيه شخصيتين  مختلفتين أو أكثر. وهو اضطراب حميد ويكون بسبب الضغوط التي يتعرض لها المريض.        خرافة: مريض الفصام لا يستطيع العمل أبداً.   حقيقة:قضية عمل مريض الفصام تعتمد بشكل رئيسي على درجة شدة المرض ومدى استقرار الحالة المرضية. وبشكل عام يساعد العمل المريض على الاندماج في المجتمع وتقليل الانتكاسات. (أقرأ: المريض والعمل)    خرافة: الفصام ينتقل بالعدوى   حقيقة: هذه فكرة مغلوطة تماماً. فمرض الفصام مرض دماغي ناجم عن تغيرات في النواقل العصبية في مناطق معينة من الدماغ. ويتأثر بعوامل وراثية وتطورية ولا يمكن أن ينتقل بالعدوى بأي حال من الأحوال   خرافة: المريض بالفصام غير آمن على نفسه والآخرين.   حقيقة: لقد ناقشنا هذه النقطة باستفاضة في هل يؤذي الفصامي نفسه؟   خرافة: التربية السيئة هي التي تسبب الفصام.   حقيقة:على الرغم من أن هذه الفكرة كانت سائدة في حقبة من الزمن وقد درست باستفاضة حيث وصل العلماء إلى أن التربية السيئة لا تسبب الفصام بشكل مباشر. بل ربما يؤثر اضطراب الجو الأسري وكثرة الضغوط على حدوث المرض لمن هم مؤهبين للإصابة بالفصام. لكن تأثيرها الواضح يبدو في انتكاسة المرض لمن هم أصلاً مرضى بالفصام .