كتاب منهجي لطلبة الصف الخامس الادبي في جمهورية العراق كتاب منهجي لطلبة الصف الخامس الاعدادي في جمهورية العراق

3. ‫الرحيم‬ ‫الرحمن‬ ‫اهلل‬ ‫بسم‬
‫مة‬ّ‫قد‬ُ‫م‬
‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫تاريخ‬ ‫والتحليل‬ ‫بالدراسة‬ ‫يتناول‬ ‫كتاب‬ ‫هذا‬
‫اإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫احلضارة‬ ‫انفتحت‬ ‫إذ‬ ‫األندلس‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫واألدب‬ ‫املشرق‬ ‫في‬
،‫والرومانية‬ ‫واليونانية‬ ‫الفارسية‬ ‫و‬ ‫الهندية‬ ،‫سبقتها‬ ‫التي‬ ‫األمم‬ ‫حضارات‬ ‫على‬
‫أن‬ ‫النتيجة‬ ‫وكانت‬ ،‫إليها‬ ‫مضيفة‬ ‫وواصلتها‬ ‫مسيرتها‬ ‫وأكملت‬ ‫بها‬ ‫فتأثرت‬
‫العربي‬ ‫أدبنا‬ ‫لذلك‬ ً‫ا‬‫تبع‬ ‫وتأثر‬ ،‫مها‬ُ‫تقد‬ ‫في‬ ‫وأسهمت‬ ‫اإلنسانية‬ ‫احلضارة‬ ‫أثرت‬
ً‫ا‬‫جلي‬ ‫ذلك‬ ‫وستلمس‬ ،‫أساليبه‬ ‫وتطورت‬ ‫وأفكاره‬ ‫فنونه‬ ‫فازدهرت‬ ،‫ونثره‬ ‫شعره‬
ّ‫مخل‬ ‫غير‬ ً‫ا‬‫تعريف‬ ‫فناهم‬ّ‫عر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫وكتابه‬ ‫العصر‬ ‫لشعراء‬ ‫األدبي‬ ‫النتاج‬ ‫في‬
‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫تاريخ‬ ‫بالدراسة‬ ‫تناولنا‬ ‫كما‬ ،‫ونثرهم‬ ‫شعرهم‬ ‫من‬ ‫لنماذج‬ ‫وعرضنا‬
‫عبقرية‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫وملا‬ ‫املشرق‬ ‫أدب‬ ‫من‬ ‫ميزته‬ ‫خصوصية‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫ملا‬ ‫األندلس‬ ‫في‬
.‫تكوينها‬ ‫في‬ ‫وأثرت‬ ‫البقاع‬ ‫تلك‬ ‫غذتها‬ ‫وإبداع‬ ‫وخصوصية‬
‫اخلالد‬ ‫وتراثنا‬ ‫وأبنائنا‬ ‫أوطاننا‬ ‫خلدمة‬ ‫وهدانا‬ ‫الرشاد‬ ‫سبيل‬ ‫إلى‬ ‫اهلل‬ ‫وفقنا‬
.‫التوفيق‬ ‫ولي‬ ‫إنه‬
‫املؤلفون‬

4. ‫األدب‬ ‫منو‬ ‫رافقت‬ ‫التي‬ ‫األدبية‬ ‫العصور‬ ‫غزر‬َ‫أ‬‫و‬ ‫أطول‬ ‫من‬ ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ُّ‫عد‬ُ‫ي‬
‫من‬ ‫أكثر‬ ‫في‬ ‫األدب‬ ‫أحوال‬ ‫على‬ َ‫ف‬ٌّ‫ر‬َ‫ع‬َّ‫ت‬‫العصرال‬ ‫هذا‬ ‫دراسة‬ ‫وتعنى‬ ،‫وتطوره‬ ‫العربي‬
‫تاريخ‬ ‫وهو‬ )‫هـ‬ 132 ( ‫سنة‬ ‫تبدأ‬ ‫العباسية‬ ‫العربية‬ ‫األسرة‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫قرون‬ ‫خمسة‬
‫تاريخ‬ )‫هـ‬ 656 (‫سنة‬ ‫وتنتهي‬ ،‫العباسيني‬ ‫إلى‬ ‫احلكم‬ ‫وانتقال‬ ‫األموية‬ ‫الدولة‬ ‫سقوط‬
.‫بغداد‬ ‫املغول‬ ‫واحتالل‬ ‫العباسي‬ ‫احلكم‬ ‫انتهاء‬
‫وتقسيماتها‬ ‫السياسية‬ ‫العصور‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫دراسة‬ ‫األدب‬ ‫مؤرخو‬ ‫عالج‬ ‫لقد‬
‫عصـريـن‬‫فـي‬‫تنـاولتـه‬‫الدراسـات‬ َ‫غلـب‬َ‫أ‬ َّ‫وإن‬ ،‫املـؤرخيـن‬‫أكثـر‬‫عليـه‬‫اتفـق‬‫ما‬‫وفق‬‫على‬
:‫هما‬
‫حكم‬ ‫بداية‬ ‫في‬ )‫هـ‬ 334( ‫سنة‬ ‫إلى‬ )‫هـ‬ 132( ‫سنة‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫العباسي‬ ‫العصر‬
‫وهي‬ ) ‫هـ‬ 656( ‫سنة‬ ‫إلى‬ ) ‫هـ‬ 334( ‫سنة‬ ‫من‬ ‫الثاني‬ ‫العباسي‬ ‫والعصر‬ ‫البويهيني؛‬
‫نشير‬ ‫ن‬َ‫أ‬ َّ‫د‬ُ‫ب‬‫ال‬ ‫األدب‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫الزمني‬ ‫التقسيم‬ ‫أهمية‬ ‫ومع‬ ،‫بغداد‬ ‫املغولي‬ ‫الغزو‬ ‫سنة‬
‫واألجدى‬ ّ‫األهم‬ ‫اجلانب‬ ‫ألنه‬ ‫ه‬ِّ‫ل‬‫ك‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫األدبية‬ ‫الفنون‬ ‫تطور‬ ‫تأكيد‬ ‫ضرورة‬ ‫إلى‬
.‫واألنفع‬
ً‫ة‬‫رائع‬ ً‫ة‬‫فكري‬ ً‫ة‬‫حرك‬ َ‫أنتج‬ ‫الذي‬ ّ‫احلضاري‬ ‫االزدهار‬ ‫أوج‬ ِ‫ه‬ِ‫ت‬‫بجمل‬ ّ‫العباسي‬ ُ‫العصر‬ ‫وميثل‬
ً‫ا‬‫فكري‬ ً‫ال‬‫هيك‬ ُ‫ن‬ِّ‫كو‬ُ‫ت‬ ٍ‫مترابطة‬ ‫بعلوم‬ ‫وبالعناية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫العلوم‬ ‫بتدوين‬ ‫امتازت‬
،‫منية‬ًّ‫الز‬ ‫املرحلة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ُ‫املدارس‬ ْ‫انتشرت‬ ‫وقد‬ .ِ‫ه‬ِ‫ل‬‫ورجا‬ ِ‫ه‬ِ‫ل‬‫أصو‬ ‫في‬ ً‫ا‬ّ‫ي‬‫إسالم‬ ً‫ا‬ّ‫ي‬‫عرب‬
‫والعامة‬ ‫الشخصية‬ ‫واملكتبات‬ ،‫احلكمة‬ ‫الوراقني،كدار‬ ‫وأسواق‬ ِ‫الكتب‬ ُ‫ر‬‫دو‬ ْ‫وظهرت‬
.ُ‫ه‬‫تال‬ ‫الذي‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ّ‫احلضاري‬ ‫االزدهار‬ ‫مسيرة‬ ‫لوالدة‬ ‫الهجري‬ ُ‫الثالث‬ ُ‫القرن‬ ‫أ‬ّ‫ي‬‫ه‬ ‫وقد‬
‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫عن‬ ‫مقدمة‬

5. ‫من‬ َّ‫امتد‬ ‫حضاري‬ ‫إرث‬ ‫من‬ ُ‫ه‬‫امتلكت‬ ‫مبا‬ ‫واملسلمني‬ ‫العرب‬ ‫لعلوم‬ ً‫ة‬‫حاضر‬ ‫بغداد‬ ‫وصارت‬
‫وحضاري‬ ‫فكري‬ ‫أثر‬ ‫من‬ ُ‫م‬‫اإلسال‬ ُ‫ه‬‫ترك‬ ‫ا‬ّ‫مم‬‫و‬ ‫الرافدين‬ ‫وادي‬ ِ‫ة‬‫حضار‬ ‫ومن‬ ‫اإلسالم‬ ‫قبل‬
‫اإلرث‬ ‫هذا‬ ّ‫أن‬ ‫على‬ ، ٍ‫وفلسفية‬ ٍ‫وسياسية‬ ٍ‫علمية‬ ٍ‫نهضة‬ ‫من‬ ‫الكرمي‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫وما‬ ‫يتناسب‬
‫احلضاري‬ ‫االمتزاج‬ ‫نتيجة‬ ‫بغداد‬ ْ‫وصلت‬ ‫التي‬ ِ ‫األجنبية‬ ِ‫ة‬‫الثقاف‬ ُ‫روافد‬ ُ‫ه‬‫دخلت‬ ‫قد‬ ‫العظيم‬
‫إلى‬ ‫األخرى‬ ‫األمم‬ ‫ثقافة‬ ْ‫وأضافت‬ ،ِ‫ة‬‫والترجم‬ ‫النقل‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫األخرى‬ ‫األمم‬ ‫عند‬ ‫مبا‬
‫متتزج‬ ْ‫أن‬ ‫استطاعت‬ ‫جديدة‬ ‫وثقافية‬ ‫فكرية‬ ‫عناصر‬ ‫األصيلة‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫اإلسالم‬ ‫العربية‬ ‫الثقافة‬
ِ‫ة‬‫الفكري‬ ‫احلياة‬ ‫في‬ ِ‫ة‬‫األجنبي‬ ِ‫الثقافات‬ ‫أثر‬ ‫تهويل‬ ‫دون‬ ‫ومن‬ ،‫محلها‬ ِّ‫حتل‬ ْ‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫بها‬
.ِ‫ة‬‫اإلسالمي‬ ِ‫ة‬‫العربي‬
‫الثاني‬ ‫القرنني‬ ‫في‬ ِ‫ة‬‫األصيل‬ ِ‫ة‬‫العربي‬ ِ‫ة‬‫الثقاف‬ ِ‫ر‬‫مصاد‬ ‫لتدوين‬ ‫اجلادة‬ ‫احلركة‬ ‫بدأت‬ ‫وقد‬
‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫ظهرت‬َ‫أ‬‫و‬ ‫والنقل‬ ‫والترجمة‬ ‫التأليف‬ ‫حركة‬ ‫ونشطت‬ ‫الهجريني‬ ‫والثالث‬
‫عن‬ ‫املنقولة‬ ‫أو‬ ‫املبتكرة‬ ‫والعلوم‬ ‫الثقافة‬ ‫مصادر‬ ‫استيعاب‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫في‬ ‫الفذة‬ ‫عبقريتها‬
‫األطوار‬ ‫مع‬ ‫والسلوك‬ ‫التحضر‬ ‫في‬ ‫رائعة‬ ‫مرونة‬ ‫ظهرت‬َ‫أ‬ ‫كما‬ ،‫االخرى‬ ‫األمم‬ ‫حضارات‬
.‫اجلديدة‬ ‫حياته‬ ‫ورسمت‬ ‫العصر‬ ‫طبعت‬ ‫التي‬ ‫املدنية‬
ْ‫وبلغت‬ ‫ها‬َ‫ق‬‫وتفو‬ ‫ها‬ َ‫نضج‬ ُ‫ة‬‫العربي‬ ُ‫ة‬‫احلضار‬ ْ‫استكملت‬ ‫الثاني‬ ّ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫وفي‬
.ِ‫ه‬‫حين‬ ‫في‬ ِ‫ة‬‫اإلنساني‬ ِ‫ة‬‫احلضار‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫األول‬ ‫الريادة‬ َ‫مركز‬ ‫وأصالتها‬ ‫وعمقها‬ ‫بعطائها‬
‫بنتاجاتهم‬ ‫يصدرون‬ ‫العباسيون‬ ُ‫ء‬‫والشعرا‬ ُ‫اب‬َّ‫ت‬ ُ‫الك‬ َ‫صار‬ ِ‫ة‬‫املتقدم‬ ِ‫ة‬‫الثقافي‬ ‫املواقع‬ ‫هذه‬ ‫عن‬
‫ر‬ِ‫د‬‫مصا‬ ‫وتعدد‬ ‫املنطق‬ ‫وسمو‬ ‫الفكر‬ ‫عمق‬ ‫من‬ ‫اجلديد‬ ‫احلضاري‬ ‫الواقع‬ ‫إليه‬ ‫آل‬ ‫ما‬ّ‫وع‬
،‫والقوافي‬ ‫األوزان‬ ‫في‬ ‫والتجديد‬ ، ‫اللغوي‬ ‫واألداء‬ ‫البالغة‬ ‫أساليب‬ ‫وتطور‬ ،‫املعرفة‬
.‫األدبية‬ ‫وآثارها‬ ‫األخرى‬ ‫األمم‬ ‫جتارب‬ ‫على‬ ‫والوقوف‬ ‫االجتماعية‬ ‫احلياة‬ ‫ورقي‬
‫األشكال‬ ‫تخطي‬ ‫حدود‬ ‫عند‬ ‫تقف‬ ‫لم‬ ّ‫العباسي‬ ‫األدب‬ ‫في‬ ‫التجديد‬ َ‫مظاهر‬ ّ‫إن‬

6. ‫للشعراء‬ َ‫ر‬ِّ‫د‬ُ‫ق‬ ‫وبذلك‬ ،ً‫ا‬‫وسلوك‬ ً‫ا‬‫فكر‬ ‫املضمون‬ ‫ذلك‬ ‫جتاوزت‬ ‫بل‬ ‫عليها‬ ‫والثورة‬ ‫القدمية‬
ُ‫ة‬‫البيئ‬ ‫آثارهم‬ ‫في‬ ْ‫انعكست‬ ‫وقد‬ ،‫تصوير‬ ‫أصدق‬ ‫اجلديدة‬ ‫حياتهم‬ ‫وروا‬ َََِّ‫ص‬ُ‫ي‬ ْ‫ن‬َ‫أ‬ ‫اب‬َّ‫ت‬ ُ‫والك‬
‫في‬ ‫دوا‬َّ‫جو‬ ‫وكما‬ ،‫والفكرية‬ ‫والسياسية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫الطبيعية‬ ‫أسسها‬ ‫في‬ ُ‫ة‬‫اجلديد‬
‫وجداني‬ ‫بأدب‬ ‫ذواتهم‬ ‫عن‬ ‫التعبير‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫أيض‬ ‫دوا‬َّ‫جو‬ ‫اجلديد‬ ‫واقعهم‬ ‫عن‬ ‫التعبير‬ ‫مجال‬
.‫رائع‬
‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫العربي‬ َ‫األديب‬ ّ‫ن‬َ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫هنا‬ ‫نشير‬ ‫ان‬ ‫املناسب‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬
‫باخلواطر‬ ‫غني‬َّ‫ت‬‫ال‬ ‫أو‬ ‫احلياة‬ ‫مظاهر‬ ‫ووصف‬ ِ‫رف‬َّّّّّّ‫ت‬‫ال‬ ‫جوانب‬ ‫عن‬ ‫بالتعبير‬ ِ‫يكتف‬ ‫لم‬
‫إزاء‬ ‫مواقفه‬ ‫حتديد‬ ‫في‬ ً‫ة‬‫ملموس‬ ً‫ة‬‫مساهم‬ َ‫ساهم‬ ‫بل‬ ،‫فقط‬ ‫عة‬َّ‫والد‬ ‫باللهو‬ ‫املقرونة‬ ‫الذاتية‬
‫(أدب‬ ‫في‬ ‫السلوك‬ ‫إلى‬ ‫الثاني‬ ‫اسي‬ْ‫العب‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ُ‫املواقف‬ ‫هذه‬ ْ‫طورت‬َ‫ت‬ ‫وقد‬ .‫التحديات‬
،‫احلكام‬ ‫طبقة‬ ‫أمام‬ ‫ومعاناتها‬ ،‫الواسعة‬ ‫العامة‬ ‫طبقة‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫وقف‬ ‫الذي‬ )‫الرفض‬
َ‫الضعف‬ ّ‫أن‬ ‫ويبدو‬ ،‫شيء‬ ‫أي‬ ‫من‬ َ‫الشعب‬ ‫وحرموا‬ ‫شيء‬ َّ‫ل‬ُ‫ك‬ ‫ملكوا‬ ٌ‫ة‬‫ل‬ِّ‫ق‬ ‫وهم‬ ‫وأتباعهم‬
‫البويهية‬ ‫الدولتني‬ ‫قيام‬ ‫ورافق‬ ‫الهجري‬ ‫الرابع‬ ‫القرن‬ ِ‫مطلع‬ ‫منذ‬ ‫بدأ‬ ‫الذي‬ ‫السياسي‬
َ‫ذلك‬ َ‫واقترن‬ ،‫اب‬ّ‫ت‬ ُ‫والك‬ ‫الشعراء‬ ِ‫بعض‬ ‫مناهج‬ ‫في‬ ‫الشمول‬ ‫هذا‬ ‫وراء‬ ‫كان‬ ‫لجوقية‬ َّ‫والس‬
‫واألمراض‬ ‫الفساد‬ ‫وتفشي‬ ‫العربية‬ ‫الدولة‬ ‫في‬ ِ‫ة‬‫احلقيقي‬ ِ‫ة‬‫القياد‬ ِ‫مواقع‬ ‫عن‬ ‫العرب‬ ِ‫ء‬‫بإقصا‬
‫لنا‬ ‫تتضح‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ،‫األقاليم‬ ‫دويالت‬ ُ‫م‬‫وقيا‬ ‫العربية‬ ‫الدولة‬ ُ‫وتفكك‬ ‫الكوارث‬ ‫وتعدد‬
‫في‬ ِ‫ة‬‫األدبي‬ ‫األغراض‬ ‫اجتاهات‬ ‫مسار‬ ‫في‬ )‫الرفض‬ ‫(أدب‬ ‫ظهور‬ َ‫ء‬‫ورا‬ ُ‫ة‬‫احلقيقي‬ ُ‫األسباب‬
‫يدور‬ ‫مما‬ ‫الالمباالة‬ ‫واظهار‬ ‫خرية‬ ّ‫والس‬ )‫خف‬ ُّ‫الس‬ ُ‫(أدب‬ ‫وشيوع‬ ،‫الثاني‬ ‫اسي‬ّ‫ب‬‫الع‬ ‫العصر‬
.‫الناس‬ ‫أمور‬ ‫وتوليهم‬ ‫اجلهلة‬ ‫سيادة‬ ‫ومن‬ ‫مظالم‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬

7. ‫ولم‬ ،‫لنكك‬ ‫وابن‬ ‫والعكوك‬ ‫احلجاج‬ ‫بن‬ ‫الشعراءكاحلسني‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫شعر‬ ‫في‬ ‫نرى‬ ‫كما‬
:‫يقول‬ ّ‫ري‬َ‫ع‬َ‫مل‬‫ا‬ ‫العالء‬ ‫أبو‬ ‫فهذا‬ ،‫ّون‬‫د‬‫اجلا‬ ‫الشعراء‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ‫الظاهرة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫يخل‬
ُ‫ل‬ِ‫ه‬‫جا‬ ‫ّي‬‫ن‬‫أ‬ َّ‫ن‬ُ‫ظ‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ُ‫جتاهلت‬ ً‫ا‬‫فاشي‬ ِ‫الناس‬ ‫في‬ َ‫اجلهل‬ ُ‫رأيت‬ ‫وملا‬
ِ‫ه‬‫بوصف‬ ً‫ا‬‫وفني‬ ً‫ا‬‫موضوعي‬‫العباسي‬‫األدب‬ َ‫ء‬‫عطا‬‫واالعتزاز‬ ِ‫بالفخر‬ ُ‫ل‬ َِّ‫سج‬ُ‫ن‬‫موم‬ُ‫ع‬‫ال‬‫وعلى‬
‫لهم‬ ‫يتتلمذون‬ ‫لألجيال‬ ‫أساتذة‬ ُ‫ه‬ُ‫ب‬‫ا‬ّ‫ت‬ُ‫وك‬ ‫شعراؤه‬ ‫زال‬ ‫وما‬ ،‫العربي‬ ‫راث‬ُ‫ت‬‫ال‬ ‫في‬ ٍ‫نتاج‬ َ‫أعظم‬
‫كان‬ ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ َ‫شير‬ُ‫ن‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ‫ويكفي‬ ،‫املتينة‬ ‫أصولهم‬ ‫على‬ ‫نتاجهم‬ ‫ويصقلون‬
.‫عراء‬ ُّ‫الش‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫كثير‬ َ‫ب‬ْ‫جن‬َ‫أ‬ ‫الذي‬ ‫اخلصيب‬ َ‫م‬ ِ‫رح‬َّ‫ل‬‫ا‬
‫؟‬ ‫ميثل‬ ‫وماذا‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫في‬ ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫اهمية‬ ‫ما‬ -1
‫؟‬ ‫واملسلمني‬ ‫العرب‬ ‫حاضرة‬ ‫بغداد‬ ‫صارت‬ ‫مب‬ -2
‫؟‬ ‫العباسي‬ ‫األدب‬ ‫في‬ ‫التجديد‬ ‫حركة‬ ‫بدأت‬ ‫متى‬ -3
‫؟‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫حضارتنا‬ ‫نضجت‬ ‫عصر‬ ِّ‫اي‬ ‫في‬ -4
‫؟‬ ‫العباسي‬ ‫األدب‬ ‫في‬ ‫التجديد‬ ‫مظاهر‬ ‫ما‬ -5
‫؟‬ ‫العباسي‬ ‫األديب‬ّ‫عبر‬ ّ‫عم‬ -6
. ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ )‫السخف‬ ‫(أدب‬ ‫و‬ )‫الرفض‬ ‫(أدب‬ ‫عن‬ ‫حتدث‬ -7
‫للمناقشة‬ ‫أسئلة‬

9. ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫والشعر‬ ‫للنثر‬ ‫الفنية‬ ‫اخلصائص‬
: ‫للنثر‬ ‫الفنية‬ ‫اخلصائص‬ -1
،‫مرسلة‬ ‫أو‬ ‫مسجوعة‬ ‫كثيرة‬ ‫جمل‬ ‫إلى‬ ‫الفقرة‬ ُ‫وتقطيع‬ ،‫وسهولتها‬ ‫العبارة‬ ُ‫تنويع‬
‫املعنى‬ ُ‫وحتليل‬ ،‫بالهزل‬ ِ‫د‬َّ‫جل‬‫ا‬ ُ‫ومزج‬ ُ‫د‬‫واالستطرا‬ ،‫واجلمل‬ ‫األلفاظ‬ ‫في‬ ‫واإلطناب‬
‫املجاز‬‫من‬ ُ‫ر‬‫واإلكثا‬،‫الدعائية‬‫باجلمل‬ ُ‫واالعتراض‬،‫واملنطق‬‫العقل‬ ُ‫وحتكيم‬،‫واستقصاؤه‬
ُ‫د‬‫واالستشها‬ ِ‫ة‬‫والتوري‬ ‫والطباق‬ ‫ِناس‬‫جل‬‫كا‬ ،‫البديعية‬ ُ‫واحملسنات‬ ُ‫ة‬‫والكناي‬ ، ‫والتشبيه‬
‫النبوي‬ ‫احلديث‬ ‫وتضمني‬ ،‫الكرمي‬ ‫القرآن‬ ‫آي‬ ‫من‬ ‫واالقتباس‬ ‫النثر‬ ‫غضون‬ ‫في‬ ‫بالنظم‬
.‫الشريف‬
: ‫للشعر‬ ‫الفنية‬ ‫اخلصائص‬ -2
‫املؤثرة‬ ‫اجلديدة‬ ‫العوامل‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ -‫العصر‬ ‫شعراء‬ ُ‫أغلب‬ ‫بقي‬ ‫فقد‬ ُ‫الشعر‬ ‫أما‬
‫به‬ ‫ويتأثرون‬ ‫القدمي‬ ‫الشعر‬ ‫إلى‬ َ‫يلتفتون‬ -‫وشعرهم‬ ‫وتفكيرهم‬ ‫حياتهم‬ ‫مجرى‬ ‫في‬
‫يتحرروا‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ‫يشاؤوا‬ ‫لم‬ ‫فهم‬ ،‫قصيدهم‬ ‫بناء‬ ‫عليها‬ ‫يقيمون‬ ‫التي‬ َ‫األسس‬ ‫منه‬ ‫ستمدين‬ُ‫م‬
‫من‬ ‫كثير‬ ‫من‬ ‫يتحللوا‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ‫لهم‬ ‫يتهيأ‬ ‫لم‬ ‫كما‬ ،‫الشعر‬ ‫وعمود‬ ‫والقافية‬ ‫الوزن‬ ‫قيود‬ ‫من‬
‫في‬ ‫واحدة‬ ‫وقافية‬ ً‫ا‬‫واحد‬ ً‫ا‬‫وزن‬ ‫يلتزمون‬ ‫فكانوا‬ ،‫األقدمون‬ ‫طرقها‬ ‫التي‬ ‫واملعاني‬ ‫األغراض‬
‫يعاجلون‬ ‫كانوا‬ ‫كما‬ ،‫األطالل‬ ‫ذكر‬ ‫أو‬ ‫بالنسيب‬ ‫القصائد‬ ‫ويفتتحون‬ ،‫الواحدة‬ ‫القصيدة‬
‫من‬ ‫القدماء‬ ‫حذو‬ ‫يحذون‬ ‫هذا‬ ِّ‫كل‬ ‫في‬ ‫وهم‬ ‫شتى‬ ً‫ة‬‫ًشعري‬‫ا‬‫أغراض‬ ‫أثنائها‬ ‫في‬ )‫(يعرضون‬
.‫الشعراء‬

10. 10
‫احلدود‬ ‫عند‬ ‫جامدين‬ ‫يبقوا‬ ‫لم‬ َ‫ء‬‫شعرا‬ ‫هناك‬ ّ‫فإن‬ ‫بالقدماء‬ ‫االقتداء‬ ‫هذا‬ ِّ‫كل‬ ‫مع‬ ‫ولكن‬
‫في‬ ‫جهدوا‬ ‫كما‬ ‫ورثوها‬ ‫التي‬ ‫الفنون‬ ‫تطوير‬ ‫حاولوا‬ ‫بل‬ ،‫األقدمون‬ ‫لهم‬ ‫رسمها‬ ‫التي‬
.‫العصر‬ ‫هذا‬ َ‫قبل‬ ٌ‫أصل‬ ‫لها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أخرى‬ ‫فنون‬ ‫إبتداع‬
‫إجمالها‬ ‫ميكن‬ ،‫منه‬ ً‫ة‬‫مختلف‬ َ‫جوانب‬ ْ‫تناولت‬ ٌ‫ة‬‫كثير‬ ٌ‫ر‬‫مو‬ُ‫أ‬ ‫الشعر‬ ‫على‬ ‫طرأت‬ ‫لقد‬
:‫يأتي‬ ‫فيما‬
:‫وأغراضه‬ ‫فنونه‬ ‫في‬ ‫حدث‬ ‫ما‬
ً‫ال‬‫بد‬ ‫الشراب‬ ‫أو‬ ‫الربيع‬ ‫أو‬ ‫السفن‬ ‫أو‬ ‫القصور‬ ‫بوصف‬ ‫قصائدهم‬ ‫بعض‬ ‫استهالل‬ - 1
‫نتيجة‬ ‫املوضوعات‬ ‫استهالل‬ ‫في‬ ‫التغير‬ ‫هذا‬ ‫فكان‬ ‫األطالل‬ ‫ذكر‬ ‫أو‬ ‫النسيب‬ ‫من‬
.‫فيها‬ ‫عاشوا‬ ‫التي‬ ‫اجلديدة‬ ‫البيئة‬
‫ير‬ َّ‫والط‬ ‫الوحوش‬ ‫ومصايد‬ ،‫املعيشة‬ ‫حوال‬َ‫أ‬‫و‬ ‫والقصور‬ ‫الرياض‬ ‫وصف‬ ‫ازدياد‬ -2
.‫ذلك‬ ‫وغير‬ ‫مك‬ َّ‫والس‬
‫وتأديب‬ ،‫املثل‬ ‫وضرب‬ ‫واحلكمة‬ ،‫نيا‬ ُّ‫الد‬ ‫في‬ ‫زهد‬ُّ‫ل‬‫وا‬ ،‫للوعظ‬ ‫الدعوة‬ ‫ازدياد‬ -3
.ً‫ا‬‫شعر‬ ‫واحلكايات‬ ‫القصص‬ ‫ونظــــم‬ ‫النفس‬
‫طير‬ ‫من‬ ‫االنسان‬ ُّ‫هم‬َ‫ي‬ ‫،وما‬ ‫والبلدان‬ ِ‫املدن‬ ‫برثاء‬ ‫يهتم‬ ‫رثاء‬َّ‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ً‫نوع‬ ُ‫ر‬‫هو‬ُ‫ظ‬ -4
.‫وغيرها‬ ... ِ‫وحيوان‬
.)‫خرية‬ ُّ‫(الس‬ ‫والتهكمي‬ ‫الهزلي‬ ‫الشعر‬ ‫ر‬ُ‫ظهو‬ -5
‫الروم‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫املسلمني‬ ‫بني‬ ‫تقع‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫املعارك‬ ‫وصف‬ ‫من‬ ‫6-اإلكثار‬
.‫والصليبيني‬
‫في‬ ‫وبخاصة‬ )‫(األخوانيات‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫هاني‬َّ‫ت‬‫وال‬ ‫بالشعر‬ ‫التراسل‬ ‫من‬ ‫اإلكثار‬ -7
.‫غيرها‬ ‫أو‬ ‫الوالدة‬ ‫أو‬ ‫الزواج‬ ‫أو‬ ‫األعياد‬ ‫مواسم‬

11. 11
‫قواعد‬‫حلفظ‬،‫التعليمي‬‫الشعر‬‫يسمى‬‫ما‬‫وهو‬،ً‫ا‬‫شعر‬‫بنظمها‬‫والعلوم‬‫القواعد‬‫ضبط‬-8
‫نظموا‬ ‫فقد‬ ،‫حفظها‬ ‫لتسهيل‬ ‫واألمثال‬ ‫والقصص‬ ‫واحلكمة‬ ‫والفقهية‬ ‫اللغوية‬ ‫العلوم‬
.‫وغيرها‬ ‫منة‬ِ‫د‬‫و‬ ‫ليلة‬َ‫ك‬ ‫قصص‬
:‫وأسلوبه‬ ‫لفظه‬ ‫على‬ ‫طرأ‬ ‫ما‬
.ِ‫ة‬‫ي‬ّ‫ب‬‫األد‬ ‫النصوص‬ ‫في‬ ‫ها‬ُ‫ت‬ّ‫ل‬‫وق‬ ‫الغريبة‬ ‫األلفاظ‬ ُ‫ر‬ ْ‫ج‬َ‫ه‬ -1
.ً‫ا‬‫ف‬ّ‫تظر‬ ‫العربية‬ ‫غير‬ ‫بالكلمات‬ ‫التملح‬ -2
.‫املعنى‬ ‫ووضوح‬ )‫(القوة‬ ‫اجلزالة‬ ‫بقاء‬ ‫مع‬ ‫اللفظ‬ ‫وعذوبة‬ ‫األسلوب‬ ‫قة‬َّ‫ر‬ -3
.‫البديع‬ ‫فنون‬ ‫،والسيما‬ ‫البالغة‬ ‫علوم‬ ‫فنون‬ ‫استخدام‬ ‫من‬ ‫اإلكثار‬ -4
:‫وأخيلته‬ ‫معانيه‬ ‫في‬ ‫حدث‬ ‫ما‬
‫من‬ ‫أكثر‬ ‫القصيدة‬ ‫بوحدة‬ ‫استدعىاالهتمام‬ ‫مما‬ ً‫ا‬‫متماسك‬ ً‫ا‬‫ترتيب‬ ‫األفكار‬ ‫ترتيب‬ -1
،‫له‬ ‫مباين‬ ‫معنى‬ ‫إلى‬ ‫معنى‬ ‫من‬ ‫واالنتقال‬ ‫االقتضاب‬ ّ‫قل‬ ‫بحيث‬ ‫البيت‬ ‫بوحدة‬ ‫االهتمام‬
.)‫القصيدة‬ ‫بوحدة‬ ( ُ‫ف‬َ‫ر‬ْ‫ع‬ُ‫ي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬
.‫ثاء‬ّ‫والر‬ ‫،والهجاء،والفخر‬ ‫،كاملديح‬ ‫الشعرية‬ ‫األغراض‬ ‫في‬ ّ‫والغلو‬ ‫املبالغة‬ -2
‫وحسن‬ ‫واألوصاف‬ ‫واالستعارة‬ ‫التشبيه‬ ‫في‬ ،‫للتصوير‬ ‫اجلميلة‬ ‫األخيلة‬ ‫إبداع‬ -3
.ِ‫ة‬ّ‫ي‬‫الفن‬ َِّ‫ة‬ ‫بالصور‬ ‫سمى‬ُ‫ي‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫التعليل‬
‫توسيع‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫ونحو‬ ‫واملنطق‬ ‫الكالم‬ ‫وعلم‬ ،‫الفلسفة‬ ‫احلكمة‬ ‫طرق‬ ‫استعمال‬ -4
.‫اإلقناع‬ ‫أساليب‬
:‫وقوافيه‬ ‫أوزانه‬ ‫على‬ ‫طرأ‬ ‫ما‬
.‫واملجزوءة‬ ‫القصيرة‬ ‫البحور‬ ‫في‬ ‫النظم‬ ‫من‬ ‫اإلكثار‬ -1
.‫الزوال‬ ‫ألكثرها‬ ‫تب‬ُ‫ك‬ ‫جديدة‬ ‫أوزان‬ ‫استحداث‬ -2
.‫واملوشح‬ ‫ج‬َ‫و‬َ‫د‬‫واملز‬ ‫ط‬َّ‫سم‬ُ‫مل‬‫ا‬ ‫الشعراء‬ ‫ابتدع‬ ‫فقد‬ ‫القافية‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫ا‬ّ‫م‬‫أ‬ -3

12. 12
‫نواس‬ ‫أبو‬
)‫جبينة(نواسة‬‫على‬‫تتدلى‬‫شعر‬‫خصلة‬‫لوجود‬‫نواس‬‫بأبي‬‫سمي‬،‫هانيء‬‫بن‬‫احلسن‬‫هو‬
‫خلفاء‬ ‫آخر‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫مروان‬ ‫جند‬ ‫من‬ ‫أبوه‬ ‫وكان‬ ،)‫هـ‬ 145( ‫سنة‬ ‫في‬ ‫األهواز‬ ‫في‬ ‫ولد‬
‫نواس‬ ‫أبا‬ ‫له‬ ‫وولدت‬ ‫فتزوجها‬ )‫(جلبان‬ ‫فلقي‬ ‫األهواز‬ ‫إلى‬ ‫مروان‬ ‫أنفذه‬ ،‫بالشام‬ ‫أمية‬ ‫بني‬
‫واختلف‬ ،‫فيها‬ ‫فنشأ‬ ‫عمره‬ ‫من‬ ‫الثانية‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫البصرة‬ ‫إلى‬ ‫والداه‬ ‫وانتقل‬ .‫وغيره‬ ‫احلسن‬
‫فكان‬ ‫والفقهية‬ ‫واللغوية‬ ‫النحوية‬ ‫الدراسات‬ ‫من‬ ‫يتزود‬ ،‫اجلامع‬ ‫مسجدها‬ ‫حلقات‬ ‫إلى‬
‫واحلديث‬ ‫القرآن‬ ‫علوم‬ ‫ودرس‬ ،‫والنوادر‬ ‫اللغة‬ ‫ودروس‬ ‫وأيامها‬ ‫العرب‬ ‫أخبار‬ ‫إلى‬ ‫يستمع‬
، ‫باالختالف‬ ً‫ا‬‫بصير‬ ‫والفتيا‬ ‫باألحكام‬ ً‫ا‬‫فقيه‬ ‫كان‬ (( :‫عنه‬ ‫قالوا‬ ‫حتى‬ ،‫والتفسير‬ ‫والفقه‬
‫،ومحكمه‬ ‫ومنسوخه‬ ‫القرآن‬ ‫ناسخ‬ ‫،يعرف‬ ‫احلديث‬ ‫بطرق‬ ‫ومعرفة‬ ‫ونظر‬ ‫حفظ‬ ‫صاحب‬
،‫شعره‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫واضح‬ ‫العلوم‬ ‫تلك‬ ‫أثر‬ ‫ويبدو‬ ‫والفلسفة‬ ‫الكالم‬ ‫علم‬ ‫درس‬ ‫كما‬ ،)‫ومتشابهه‬
.‫وشواعرهم‬ ‫العرب‬ ‫شعراء‬ ‫من‬ ‫كبير‬ ‫لعدد‬ ‫وحفظ‬
.‫علمائها‬ ‫عن‬ ‫وأخذ‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫فاصطحبه‬ ‫احلباب‬ ‫بن‬ ‫والبة‬ ‫بالبصرة‬ ‫والتقى‬
‫والعتاب‬ ‫والغزل‬ ‫والهجاء‬ ‫كاملديح‬ ‫الشعرية‬ ‫األغراض‬ ّ‫جل‬ ‫في‬ َ‫عر‬ َّ‫الش‬ ‫نواس‬ ‫أبو‬ ‫نظم‬
‫وله‬ ،‫اخلمر‬ ‫بوصف‬ ‫قصائده‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫كثير‬ ‫افتتح‬ ‫إنه‬ ‫حتى‬ ‫باخلمريات‬ ‫واشتهر‬ ،‫والرثاء‬
.‫ذلك‬ ‫وغير‬ )‫الصيد‬ ‫(وصف‬ ‫الطرد‬ ‫في‬ ‫أراجيز‬
‫مدحهم‬ ،‫ولوزرائهم‬ ‫واألمني‬ ‫كالرشيد‬ ‫عصره‬ ‫خللفاء‬ ً‫ا‬‫وندمي‬ ً‫ا‬‫سمير‬ ‫نواس‬ ‫أبو‬ ‫كان‬
‫سنة‬ ‫في‬ ‫وفاته‬ ‫حتى‬ ‫رح‬ّ‫فاط‬ ،‫نواس‬ ‫أبو‬ ‫رثاه‬ ‫األمني‬ ‫قتل‬ ‫وحني‬ ،‫الشعر‬ ‫عيون‬ ‫من‬ ‫بقصائد‬
.‫للهجرة‬ ‫املائتني‬ ‫بعد‬ ‫توفي‬ ‫بل‬ ‫وقيل‬ )‫هـ‬ 198(

13. 13
َ‫ب‬ِ‫ـ‬‫وت‬ُ‫ع‬ ‫وقد‬ )‫السالم‬ ‫(عليه‬ ‫الرضا‬ ‫موسى‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫لإلمام‬ ً‫ا‬‫معاصر‬ ‫نواس‬ ‫أبو‬ ‫وكان‬
:‫فقال‬ ‫مدحه‬ ‫عدم‬ ‫على‬
ِ‫ه‬‫النبيـــ‬ ِ‫م‬‫الكــال‬ َ‫مــن‬ ٍ‫فـنون‬ ‫فـي‬ ً‫ا‬ّ‫ـر‬ُ‫ط‬ ِ‫النـاس‬ ُ‫أشعر‬ َ‫أنت‬ ‫لي‬ َ‫قيل‬
ِ‫ه‬‫البــديـ‬ ِ‫م‬‫الكال‬ ‫وفي‬ ‫املعاني‬ ‫في‬ ٌ‫بديـع‬ ِ‫م‬‫الكـال‬ ِ‫جـوهـر‬ ْ‫ـن‬ِ‫م‬ َ‫لـك‬
ِ‫ه‬‫فيــ‬ َ‫جتمعـــن‬ ‫التـــي‬ َ‫واخلصــال‬ ‫موسـى‬ ِ‫ابـن‬ َ‫مدح‬ َ‫تركت‬ َ‫م‬‫فعال‬
ِ‫ه‬‫ألبيــ‬ ً‫ا‬‫خـــادمـــ‬ ُ‫جبـريــل‬ َ‫كـان‬ ٍ‫إمــام‬ ِ‫ملــدح‬ ‫أهتـــدي‬ ‫ال‬ ُ‫قلـــت‬
‫والدعوة‬ ‫زهد‬ُّ‫ل‬‫ا‬ ‫قصائد‬ ‫أجمل‬ ‫وكتب‬ ‫نواس‬ ‫أبو‬ ‫أفاق‬ ‫الشيب‬ ‫وغزاه‬ ‫سنه‬ ‫عال‬ ‫وحني‬
:‫فيها‬ ‫مكتوب‬ ‫رقعة‬ ‫وسادته‬ ‫حتت‬ ‫موته‬ ‫عند‬ ‫ووجدت‬ ،‫الشهوات‬ ‫ترك‬ ‫إلى‬
ُ‫أعظــم‬ ‫فوك‬َ‫ع‬ َّ‫بأن‬ ُ‫علمـت‬ ‫فلقـد‬ ً‫ة‬‫كثـر‬ ‫ذنوبـي‬ ْ‫عظمت‬ ْ‫إن‬ ّ‫يارب‬
ُ‫م‬ ‫املجـــر‬ ‫ويستجير‬ ‫يلــوذ‬ ‫فبمن‬ ٌ‫محســن‬ ‫إال‬ َ‫اليـرجـوك‬ َ‫كـان‬ ْ‫إن‬
ُ‫ذايرحم‬ ْ‫ـــن‬َ‫فمـ‬ ‫يدي‬ َ‫رددت‬ ‫فـإذا‬ ً‫ا‬‫عـ‬ُّ‫ر‬ َ‫ض‬َ‫ت‬ َ‫أمرت‬ ‫كما‬ ّ‫رب‬ َ‫أدعوك‬
ُ‫ــم‬ِ‫ـ‬‫سل‬ُ‫م‬ ‫إنـي‬ َّ‫ـم‬ُ‫ث‬ ‫ك‬ِ‫عفـو‬ ُ‫وجميـل‬ ‫ا‬‫جــ‬َّ‫الر‬ ّ‫إلا‬ ٌ‫ة‬‫وسيلـ‬ َ‫إليـك‬ ‫مـالـي‬
)‫(للحفظ‬ : ‫نواس‬ ‫ابو‬ ‫قال‬
ِ‫بـر‬ ِ‫الك‬ ‫علـى‬ َّ‫ـر‬َ‫ب‬‫أ‬ ً‫ا‬‫بـر‬ِ‫ك‬ ‫لـه‬ ُ‫ــت‬ ْ‫ِس‬‫ب‬‫ل‬ ‫ـــــه‬ِ‫ئ‬‫بثـــرا‬ ُ‫ه‬‫ـ‬َ‫ن‬‫إخـــوا‬ ٍ‫ومستعبـــد‬ -1
ِ‫الوعـر‬ ‫على‬ ُ‫يزيد‬ ً‫ا‬‫وعر‬ ‫جانبي‬ ‫رأى‬ ٌ‫مجلـــس‬ ‫ـاه‬ّ‫وإيـ‬ ً‫ا‬‫يـومــ‬ ‫نـي‬ّ‫ضم‬ ‫إذا‬ -2
ِ‫ر‬‫الشــز‬ ‫والنظر‬ ‫املنزور‬ ‫املنطق‬ ‫على‬ ُ‫ه‬ُّ‫جــــر‬َ‫أ‬‫و‬ ‫شكلــــه‬ ‫فـــي‬ ُ‫ه‬‫ُـــ‬‫ق‬‫خــال‬ُ‫أ‬ -3
ِ‫فقــر‬ ‫ذا‬ ُ‫كنـت‬ ْ‫وإن‬ ْ‫أغنـاهـم‬ َ‫أرانــي‬ ‫ي‬‫ّنـــ‬‫ن‬‫أ‬ ‫النـاس‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫تيه‬ ‫زادني‬ ‫لقد‬ -4
ِ‫القبـــر‬ ‫فـي‬ َ‫ـب‬َّ‫ي‬‫غ‬ُ‫أ‬ ‫حتـى‬ ٍ‫أحـد‬ ‫إلـى‬ ً‫ة‬‫ــاجــ‬َ‫جل‬ ‫لسـانـي‬ ‫ـدي‬ْ‫بـ‬ُ‫ي‬‫ال‬ ِ‫هلل‬‫ا‬ ‫فــو‬ -5

14. 14
ِ‫القصـر‬ ‫في‬ ُ‫ب‬ َّ‫الـمحج‬ ‫الـدنيـا‬ ُ‫ك‬ِ‫ل‬‫مـ‬ َ‫ال‬‫و‬ ٌ‫ة‬‫ـوقــ‬ ُ‫س‬ ‫ي‬ِّ‫منـ‬ ‫ذاك‬ ‫فـي‬ ْ‫ـن‬َ‫طمع‬َ‫ت‬ ‫فال‬ -6
‫ر‬ ِ‫َخ‬‫ف‬‫ال‬ ‫من‬ ‫بي‬ ْ‫س‬ َ‫ح‬ ‫اس‬َّ‫ن‬‫ال‬ ِ‫سؤال‬ ‫عن‬ ‫ي‬َ‫م‬َ‫ف‬ ‫ي‬‫يانت‬ ِ‫ص‬ ْ‫لكانت‬ ً‫ا‬‫فخر‬ ْ‫ِث‬‫ر‬‫أ‬ ‫لم‬ ‫فلو‬ -7
‫في‬ ‫املجددين‬ ‫الشعراء‬ ‫كبار‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫واحد‬ ‫نواس‬ ‫بأبي‬ ‫املكنى‬ ‫هانيء‬ ‫بن‬ ‫احلسن‬ ‫كان‬
‫قواعد‬ ‫املعتز‬ ‫وابن‬ ‫متام‬ ‫وأبو‬ ‫الوليد‬ ‫بن‬ ‫ومسلم‬ ‫برد‬ ‫بن‬ ‫وبشار‬ ‫هو‬ ‫أرسى‬ ‫وقد‬ ،‫عصره‬
‫الشعر‬ ‫أغراض‬ ‫في‬ ‫نظم‬ ‫وقد‬ ،‫األول‬ ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫احملدث‬ ‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫مدرسة‬
‫ووصفه‬ ،‫الطرد‬ ‫وشعر‬ ‫والغزل‬ ‫الوصف‬ ‫ما‬ّ‫ي‬‫والس‬ ،‫فيها‬ َ‫د‬‫وأجا‬ ،‫كلها‬ ‫املعروفة‬ ‫العربي‬
.‫ه‬ّ‫ق‬‫وأر‬ ‫شعره‬ ‫أجود‬ ‫ولكنه‬ .ً‫ا‬‫حترج‬ ‫فيه‬ ‫اليظهر‬ ،‫ي‬ َّ‫س‬ ِ‫ح‬ ّ‫مادي‬ ‫وغزله‬ ‫بديع‬ ‫للطبيعة‬
‫ديوانه‬ ‫في‬ ‫صنفت‬ ‫كما‬ ،‫العتاب‬ ‫باب‬ ‫في‬ ‫وهي‬ ‫املقطوعة‬ ‫هذه‬ ‫نختار‬ ‫أن‬ ‫آثرنا‬ ‫ولقد‬
.‫األخالقي‬ ‫وغرضها‬ ‫اإلنساني‬ ‫ملضمونها‬
‫أبا‬ ‫أن‬ )‫الشعراء‬ ‫طبقات‬ ( ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫املعتز‬ ‫ابن‬ ‫ذكر‬ ‫فقد‬ ،‫القدماء‬ ‫بها‬ َ‫أعجب‬ ‫وقد‬
‫األبيات‬ ‫هذه‬ ‫له‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫متنى‬ ‫نواس‬ ‫ألبي‬ ‫املعاصرين‬ ‫العراق‬ ‫شعراء‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫العتاهية‬
.‫األرض‬ ‫أهل‬ ‫شعراء‬ ‫على‬ ‫بها‬ ‫فيستعلي‬
‫على‬ ‫ر‬ّ‫ب‬‫تك‬ََّ‫ل‬‫ا‬ ‫لهم‬ ‫غ‬َّ‫و‬ َََََ‫س‬ُ‫ي‬ ‫ثراءهم‬ َّ‫أن‬ ‫رون‬َ‫ي‬ ‫الذين‬ ‫املتكبرين‬ ‫االغنياء‬ ‫عن‬ ُ‫ة‬‫القصيد‬ ُ‫تتحدث‬
.‫عليهم‬ ‫واالستعالء‬ ‫إخوانهم‬
‫إخوانه‬ ‫يستعبد‬ ‫بأنه‬ ‫فوصفه‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫بصحبة‬ ‫ابتلي‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫نواس‬ ‫أبا‬ ّ‫أن‬ ‫ويبدو‬
‫ى‬َ‫ب‬‫يأ‬ ،ِ‫ه‬‫بثقافت‬ ُّ‫تز‬ْ‫ع‬ُ‫مل‬‫ا‬ ِ‫ه‬‫بنفس‬ ُّ‫تد‬ْ‫ع‬ُ‫مل‬‫ا‬ َّ‫احلس‬ ُ‫هف‬ْ‫لمُر‬‫ا‬ ُ‫األديب‬ ‫وهو‬ ‫نواس‬ ‫أبا‬ ‫أن‬ ‫إال‬ .‫بثرائه‬
‫النقدي‬ ‫التعليق‬

15. 15
‫ة‬ ٍ‫سيئ‬ ُ‫ء‬‫(وجزا‬ ‫قاعدة‬ ‫على‬ ،‫كبرياءه‬ َ‫تفوق‬ َ‫ء‬‫كبريا‬ ‫له‬ ُ‫ر‬ِ‫ه‬ ْ‫ظ‬ُ‫ي‬‫و‬ َ‫السلوك‬ ‫فيبادله‬ ،‫ذلك‬ ‫منه‬
.)‫مثلها‬ ٌ‫ة‬‫سيئ‬
‫ر‬ّ‫ب‬‫يع‬ ‫فإنه‬ ‫لذا‬ ‫املتواضعة‬ ‫نفسه‬ ‫حقيقة‬ ‫ليست‬ ‫ألنها‬ ،‫مصطنعة‬ ‫الشاعر‬ ‫كبرياء‬ ّ‫أن‬ ‫إال‬
‫خلقه‬ ‫في‬ ‫صاحبه‬ ‫يشاكل‬ ‫أن‬ ‫ارتداه‬ ‫الذي‬ ‫القناع‬ ‫بهذا‬ ‫يريد‬ ‫وهو‬ ) ُ‫(لبست‬ ‫بلفظ‬ ‫عنها‬
.‫شزر‬ ‫ونظر‬ ٍ‫نزر‬ ٍ‫منطق‬ ‫من‬ ،‫منه‬ ‫يكره‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ويحمله‬
‫أيديهم‬ ‫في‬ ‫ا‬ّ‫م‬َ‫ع‬ ِ‫ه‬‫وترفع‬ ،‫عنهم‬ ِ‫ه‬‫باستغنائ‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ِ‫ه‬‫وتيه‬ ،ِ‫ه‬‫بعفت‬ ُ‫الشاعر‬ ُ‫ر‬ َ‫خ‬ْ‫ف‬َ‫ي‬ ‫ثم‬
َ‫ء‬‫(أغنيا‬ ‫القرآني‬‫ر‬َ‫التعبي‬‫يستوحي‬‫وكأنه‬،‫فقر‬‫ذا‬‫كان‬ ْ‫وإن‬ ً‫ا‬‫غني‬ُ‫َسه‬‫ف‬‫ن‬‫يرى‬‫فهو‬ ٍ‫مال‬‫من‬
‫في‬ ٍ‫أحد‬ ‫إلى‬ ُ‫اليتلجلج‬ ‫لسانه‬ ‫أن‬ ‫على‬ ،‫عظيم‬ ‫بقسم‬ ‫املعنى‬ ‫هذا‬ ُ‫يؤكد‬ ‫وهو‬ )‫التعفف‬ ‫من‬
.ِ‫ه‬‫قبر‬ ‫في‬ ‫دفن‬ُ‫ي‬ ‫حتى‬ ، ٍ‫أحد‬ ‫من‬ ٍ‫ملسألة‬ ً‫ا‬‫طلب‬ ُ‫واليتلجلج‬ َ‫احلق‬ ِ‫قول‬
‫حتى‬ ‫خاصتهم‬ ‫أو‬ ‫عامتهم‬ ‫من‬ ‫كان‬ ْ‫إن‬ ،‫ذلك‬ ‫في‬ ‫وا‬َ‫طمع‬َ‫ي‬ ‫أال‬ ً‫ا‬‫جميع‬ َ‫اس‬َّ‫ن‬‫ال‬ ُ‫ر‬‫ذ‬ َّ‫يح‬ ‫وهو‬
.‫وحبسه‬ ‫البيت‬ ‫هذا‬ ‫سماعه‬ ‫عند‬ ِ‫ه‬‫علي‬ َ‫ب‬ ِ‫غض‬ ‫األمني‬ َّ‫إن‬ ‫وقيل‬ ، ‫قصره‬ ‫في‬ ‫احملجب‬ ‫امللك‬
‫لسانه‬ ِ‫ه‬‫صيانت‬ ‫في‬ ‫ولكن‬ ،‫به‬ ُ‫يفتخر‬ ً‫ا‬‫مجد‬ ْ‫يرث‬ ‫لم‬ ‫أنه‬ ‫حقيقة‬ ُ‫ر‬‫يقر‬ ِ‫ة‬‫املقطوع‬ ‫ختام‬ ‫وفي‬
.ً‫ا‬‫فخر‬ ‫يكفيه‬ ‫ما‬ ‫الناس‬ ‫سؤال‬ ‫عن‬
ِ‫ه‬‫مشاعر‬ ‫وعن‬ ،‫إنسانية‬ ‫جتربة‬ ‫عن‬ ‫األبيات‬ ‫بهذه‬ َ‫ر‬َّ‫ب‬َ‫ع‬ ‫الشاعر‬ َّ‫أن‬ ‫ترى‬ َ‫فأنت‬ ،ُ‫وبعد‬
ِ‫ف‬ُّّّ‫ل‬‫تك‬َّ‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ٍ‫خال‬ ،‫األلفاظ‬ ‫ميسور‬ ، ٍ‫فصيح‬ ‫عربي‬ ٍ‫بأسلوب‬ ،‫الناس‬ ‫من‬ ‫املتكبرين‬ ‫إزاء‬
‫من‬ ُ‫ة‬‫املقطوع‬ ِ‫خلت‬ ‫وقد‬ .‫املمتنع‬ ‫هل‬ َّ‫الس‬ ‫ولكنه‬ ، ٍ‫إنسان‬ َّ‫لكل‬ ً‫ا‬‫متاح‬ ُ‫ه‬‫ب‬ ِْ‫حتس‬ ،ِ‫ع‬َّّّّّ‫ن‬‫ص‬َّ‫ت‬‫وال‬
‫ألن‬ ‫رمبا‬ ،‫إليها‬ ‫نا‬ْ‫ر‬ َ‫ش‬َ‫أ‬ ‫التي‬ ‫االستعارة‬ ‫باستثناء‬ ،ِ‫ه‬‫غزل‬ ‫في‬ ِ‫ه‬‫لعادت‬ ً‫ا‬‫خالف‬ ،ِ‫ة‬‫البالغي‬ ِ‫ر‬‫الصو‬
‫إليصال‬ ،َ‫املباشر‬ َ‫األسلوب‬ ْ‫ؤثر‬ُ‫ي‬ ‫جعله‬ ،‫الفكري‬ ‫ومضمونه‬ ،‫اجلادة‬ ِ‫املوضوع‬ َ‫ة‬‫طبيع‬
.‫الفكرة‬

16. 16
‫؟‬ُ‫الشاعر‬ ‫عنه‬ َ‫ر‬ّ‫ب‬‫ع‬ ‫الذي‬ ُ‫املضمون‬ ‫ما‬ - 1
ِ‫ه‬‫وطريقت‬ ،‫الشاعر‬ ِ‫ة‬‫لعاد‬ ً‫ا‬‫خالف‬ ،ِ‫ة‬‫البالغي‬ ِ‫ر‬‫الصو‬ ‫من‬ِ ‫املقطوعة‬ ‫خلو‬ ‫علل‬ -2
.‫الشعر‬ ‫في‬
‫الشاعر؟‬ َ‫ة‬‫لغ‬ ِ‫وجدت‬ َ‫كيف‬ -3
‫للمناقشة‬ ‫أسئلة‬

17. 17
‫ورقاء‬ ‫بن‬ ‫بديل‬ ‫بن‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫بن‬ ‫رزين‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫دعبل‬ ‫هو‬
‫841هـ)من‬ ( ‫سنة‬ ‫الكوفة‬ ‫في‬ ‫ولد‬ ‫علي‬ ‫أبا‬ ‫ويكنى‬ ‫به‬ َ‫ف‬ِ‫ر‬ُ‫ع‬ ‫لقب‬ ‫ودعبل‬ . ‫اخلزاعي‬
‫علي‬ ‫ابناه‬ ‫كان‬ ‫كذلك‬ ،ً‫ا‬‫شاعر‬ ‫والده‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫والعلم‬ ‫باألدب‬ ‫رجالها‬ ‫عرف‬ ‫اسرة‬
‫رزين‬ ‫بن‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫وعمه‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫رزين‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫أخيه‬ ‫وابن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫رزين‬ ‫وأخوه‬ ‫واحلسني‬
‫وقد‬ ً‫ا‬‫أديب‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫اخوه‬ ‫وكان‬ ،‫رزين‬ ‫بن‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫جعفر‬ ‫أبو‬ ‫عمه‬ ‫وابن‬
‫توفي‬ ‫انه‬ ‫فقيل‬ ، ‫وفاته‬ ‫سنة‬ ‫في‬ ‫واختلف‬ ... )‫(ع‬ ‫الرضا‬ ‫اإلمام‬ ‫عن‬ ً‫ا‬‫كبير‬ ‫كتابا‬ ‫صنف‬
‫من‬ ‫وله‬ ) ‫هـ‬ 246( ‫سنة‬ ‫توفي‬ ‫انه‬ ‫واألرجح‬ ) ‫هـ‬ 245( ‫سنة‬ ‫وقيل‬ ) ‫هـ‬ 246( ‫سنة‬
. ً‫ة‬‫سن‬ ‫وتسعون‬ ‫ثمان‬ ‫العمر‬
‫فقـــد‬ ‫والشعـر‬ ‫واألدب‬ ‫العلـم‬ ‫فـي‬ ً‫ة‬‫رفيعـ‬ ً‫ة‬‫منزل‬ ‫لدعبل‬ ّ‫أن‬ ‫على‬ ‫األدب‬ ‫مؤرخو‬ ‫مع‬ ْ‫ج‬ُ‫ي‬ ‫و‬
‫شرف‬ ‫ابن‬ ّ‫أن‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ .‫العرب‬ ‫وأيام‬ ‫واللغة‬ ‫باألدب‬ ً‫ا‬‫وعامل‬ ً‫ا‬‫ث‬ّ‫ومحد‬ ً‫ا‬‫ومؤرخ‬ ً‫ا‬‫كاتب‬ ‫كـان‬
‫اشتغل‬ ‫وقد‬ ‫شعراء‬ ‫وعالـم‬ ‫علمـاء‬ ‫شاعر‬ ‫(كان‬ ‫بأنه‬ ‫االنتقاد‬ ‫رسائل‬ ‫في‬ ‫وصفه‬ ‫القيرواني‬
)‫أنس(971هـ‬ ‫بن‬ ‫مالك‬ ‫اإلمام‬ ‫عنهم‬ ‫أخذ‬ ‫الذين‬ ‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫احلديث‬ ‫برواية‬
.) ‫هـ‬ 161( ‫الثوري‬ ‫وسفيان‬
‫آثاره‬ ‫من‬
: ‫هما‬ ‫مفقودان‬ ‫وكتابان‬ ‫شعر‬ ‫ديوان‬
.‫الشعراء‬ ‫طبقات‬ ‫وكتاب‬ ‫ومناقبها‬ ‫العرب‬ ‫مثالب‬ ‫في‬ ‫الواحة‬ ‫كتاب‬
‫دعبل‬ ‫اشتهر‬ ‫وقد‬ . ‫جنم‬ ‫محمد‬ ‫الدكتور‬ ‫حققه‬ ‫من‬ ‫واول‬ ‫مرات‬ ‫ثالث‬ ‫ديوانه‬ ‫وقدحقق‬
-:‫مطلعها‬ ‫التي‬ ) ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫(عليهم‬ ‫الكرام‬ ‫البيت‬ ‫آل‬ ‫رثاء‬ ‫في‬ ‫التائية‬ ‫بقصيدته‬ ‫اخلزاعي‬
‫اخلزاعي‬ ‫دعبل‬

18. 18
ِ‫والـزفـــرات‬ ِ‫بـاإلرنــان‬ ‫جتـاوبـن‬
)1( ِ‫والنطقات‬ ِ‫اللفظ‬ ُ‫جم‬ُ‫ع‬ ُ‫نوائح‬
ٍ‫أنفس‬ ً‫سر‬ ‫عن‬ ‫باألنفاس‬ ‫يخبرن‬
ِ‫آت‬ َ‫وآخـر‬ ٍ‫ماض‬ ً‫هـوى‬ ‫أسـارى‬
:‫ومنها‬
ٍ‫تـالوة‬ ‫من‬ ‫خلـت‬ ٍ‫آيـات‬ ‫مـدارس‬
ِ‫ـات‬ َ‫ص‬ََ‫ر‬َ‫الع‬ ُ‫قفر‬ُ‫م‬ ‫وحي‬ ‫ومنزل‬
‫والهجاء‬ ،‫والفخر‬ ،‫والرثاء‬ ،‫كاملدح‬ ِ‫ة‬‫الشعري‬ ِ‫األغراض‬ َّ‫كل‬ ‫في‬ ‫اخلزاعي‬ ُ‫بل‬ْ‫دع‬ِ َ‫ب‬َ‫ت‬َ‫ك‬
)‫للدرس‬ ( -: ‫والشباب‬ ‫الشيب‬ ‫في‬ ِ‫ه‬‫شعر‬ ‫ومن‬ ... ‫والوصف‬
‫هلكــا‬ ْ‫ـل‬َ‫ب‬ َّ‫ـل‬ َ‫ض‬ ُ‫طلـب‬ُ‫ي‬ َ‫أين‬ ،‫ال‬ ‫سـلـكــا‬ ً‫ة‬‫وأيـ‬ ُ‫الشـبـاب‬ َ‫أيـن‬
‫فبكــى‬ ‫برأسـه‬ ُ‫املشيـب‬ َ‫ـك‬ ِ‫ح‬ َ‫ض‬ ٍ‫رجــل‬ ‫مـن‬ ُ‫لـم‬ َ‫س‬ ‫يا‬ ‫التعجبـي‬
‫كــا‬ ِ‫ح‬ َ‫ض‬ ‫مــا‬َّ‫ل‬‫فـقـ‬ ُ‫املشيـب‬ ‫وأتـى‬ ‫ه‬‫شبيبتــ‬ ‫في‬ ‫يضحك‬ ‫كان‬ ‫قد‬
)2(
‫ـلـكـــــا‬َ‫م‬ ‫وال‬ ‫بـقــي‬ُ‫ي‬ ً‫ة‬‫ــوقــ‬ ُ‫س‬ ‫ال‬ ٌ‫ة‬‫منقصــ‬ ‫بالشــيب‬ ‫ما‬ ُ‫م‬ْ‫ل‬ َ‫س‬ ‫يا‬
)3(
‫مشـتـركـا‬ ‫إليــه‬ َ‫السـبـيـل‬ َ‫ـد‬ َ‫وج‬ ٍ‫قمـــر‬ ‫هـوى‬ ‫عن‬ َ‫ة‬‫الغواي‬ َ‫قصر‬
)4(
‫احلـسـكـــا‬ ‫دونـها‬ ‫مـن‬ ‫يطا‬ ً‫ا‬‫ـ‬ّ‫ب‬‫ص‬ ‫ا‬‫هــــ‬ُ‫مطلب‬ ّ‫عــز‬ ‫بأخـرى‬ ‫غـدا‬َ‫و‬
‫كــــــا‬ِ‫ف‬ ُ‫س‬ ‫دمــي‬ ‫اذا‬ ّ‫ياصــاحبــي‬ ‫ا‬‫مـ‬ ُ‫مك‬ُ‫نو‬ ‫كيف‬ ‫شعري‬ ‫ياليت‬
‫اشتركـا‬ ‫دمي‬ ‫فـي‬ ‫وطرفـي‬ ‫قلبـي‬ ً‫ا‬‫أحـــــد‬ ‫بظـالمتـي‬ ‫ا‬ ‫تـأخـذ‬ ‫ال‬

19. 19
:‫اللغة‬
.‫البكاء‬ ‫صوت‬ : ‫اإلرنان‬ -1
.‫فصيحة‬ ‫غير‬ : ‫اللفظ‬ ُ‫جم‬ُ‫ع‬
.‫الناس‬ ‫عامة‬ : ‫السوقة‬ -2
.‫الضالل‬ :‫الغواية‬ -3
.‫يدوس‬ :‫يطأ‬ :‫يطا‬ .‫متيما‬ ً‫ا‬‫عاشق‬ : ً‫ا‬ّ‫ب‬‫ص‬ .‫امتنع‬ : ّ‫عز‬ -4
.‫شوك‬ ‫له‬ ‫نبات‬ :‫احلسك‬
‫وكان‬ ،ُ‫ه‬ َ‫س‬ْ‫أ‬‫ر‬ ُ‫يب‬ َّ‫الش‬ ‫ى‬ ّ‫ط‬َ‫غ‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ‫بعد‬ ٍ‫رجعة‬ َ‫دون‬ ‫ى‬ّ‫ل‬‫و‬َ ‫الذي‬ ‫الشباب‬ ‫عن‬ ُ‫الشاعر‬ ‫يتساءل‬
‫للمحسنات‬ ‫واستخدام‬ ٍ‫عبارة‬ ِ‫ة‬‫وسالس‬ ‫أسلوب‬ ‫برقة‬ . ‫واملشيب‬ ‫الشباب‬ ‫بني‬ ‫املقارنة‬ ‫لقاء‬
ِ‫ة‬‫الصور‬ِ ِ‫رسم‬ ‫في‬ ُ‫نن‬‫يتف‬ ٍ‫بدع‬ُ‫م‬ ‫عن‬ ُ‫شف‬ ْ‫ك‬َ‫ت‬ ُ‫ة‬‫والقصيد‬ .‫والجِناس‬ ِ‫باق‬ ِ‫كالط‬ ِ‫ة‬‫البديعي‬
ِ‫ة‬‫ذهني‬ ‫إلى‬ ٍ‫قريبة‬ ٍ‫مباشرة‬ ٍ‫شفافة‬ ٍ‫لغة‬ ‫باستخدام‬ ... ِ‫ة‬‫اإلنساني‬ ِ‫النفس‬ ِ‫إعماق‬ ‫في‬ ِ‫والغوص‬
‫اليستثني‬ ‫يب‬ َّ‫فالش‬ ... ‫ه‬ِ‫ت‬‫بجزئيا‬ ‫الواقع‬ ‫رصد‬ ‫في‬ ً‫ة‬‫قدر‬ ‫عن‬ ُ‫ف‬ ِ‫ش‬ ْ‫ك‬َ‫ت‬ ‫ة‬ ٍ‫واقعي‬ ‫مع‬ ‫املتلقي‬
ِ‫ه‬‫وعواطف‬ ِ‫ه‬‫أفكار‬ ‫لتمثيل‬ ‫املباشرة‬ ‫باأللفاظ‬ ُ‫الشاعر‬ َ‫استعان‬ ‫لقد‬ ، ً‫ة‬‫منقص‬ ‫عد‬ُ‫ي‬ ‫وال‬ ً‫ا‬‫أحد‬
ْ‫ت‬َ‫ك‬َّ‫حر‬ ‫التي‬ ِ‫ه‬‫ألوصاف‬ ‫اختارها‬ ‫التي‬ ‫وبالصورة‬ )‫لأللفاظ‬ ‫احلقيقية‬ ‫الداللة‬ ‫(استخدام‬
‫وحدةمتماسكة‬ ‫النص‬ ‫على‬ ‫يضفي‬ ‫فبكى)فالشاعر‬ ‫برأسه‬ ‫املشيب‬ ‫(ضحك‬ ‫اجلمادات‬
‫اللفظ‬ ‫وائتالف‬ ‫والصور‬ ‫والعواطف‬ ‫األفكار‬ ‫بانسجام‬ ‫واإلحساس‬ ‫الشعور‬ ‫وحدة‬ ‫هي‬
. ‫العام‬ ‫املعنى‬ ‫مع‬ ‫والتركيب‬
‫النقدي‬ ‫التعليق‬

20. 20
‫والشعر‬ ‫واألدب‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫رفيعة‬ ً‫ة‬‫منزل‬ ‫بل‬ْ‫ع‬ِ‫لد‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫األدب‬ ‫مؤرخو‬ ‫يجمع‬ -1
.‫ذلك‬ ‫أوضــــح‬
‫االنتقاد؟‬ ‫رسائل‬ ‫في‬ ‫بل‬ْ‫ع‬ِ‫د‬ َ‫الشاعر‬ ‫القيرواني‬ ‫شرف‬ ‫ابن‬ ‫وصف‬ َِ‫بم‬ -2
‫شيوخه؟‬ ‫أشهر‬ ‫هم‬ ‫ومن‬ ‫اخلزاعي؟‬ ‫دعبل‬ ُ‫الشاعر‬ ‫اشتغل‬ َِ‫بم‬ -3
.ً‫ا‬‫شعر‬ ‫ذلك‬ ‫حدد‬ ِ‫ه‬‫قصيدت‬ ‫في‬ ِ‫اجلمادات‬ ُ‫الشاعر‬ َ‫ك‬َّ‫ر‬ َ‫ح‬ ‫لقد‬ -4
‫؟‬ ‫آثاره‬ ‫أشهر‬ ‫وما‬ ‫دعبل؟‬ ‫الشاعر‬ ‫ديوان‬ ‫حقق‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫من‬ -5
‫للمناقشة‬ ‫أسئلة‬

22. 22
‫فكان‬ ‫يشاء‬ ‫ما‬ ‫منها‬ ُ‫ل‬َ‫ه‬ْ‫ن‬َ‫ي‬ ،ٌ‫ة‬‫ومتنوع‬ ٌ‫ة‬‫كثير‬ ‫وهي‬ - ‫العصر‬ ‫معارف‬ ‫على‬ ‫أقبل‬ ‫وقد‬
‫الشعر‬ ‫في‬ ‫مؤلفات‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫أثر‬ ‫ما‬ ‫ولعل‬ ،‫به‬ ً‫ا‬‫وتأثر‬ ،‫العربي‬ ‫للشعر‬ ً‫ا‬‫حفظ‬ ‫الشعراء‬ ‫أكثر‬
ً‫ا‬‫وتأثر‬ ،‫الفلسفة‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫تعمق‬ ‫عصره‬ ‫شعراء‬ ‫أكثر‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ،‫هذا‬ ‫على‬ ‫دليل‬ ‫والشعراء‬
.‫القول‬ ‫هذا‬ ‫مصداق‬ ‫على‬ ِّ‫ين‬‫ب‬ ‫برهان‬ ‫شعره‬ ‫وديوان‬ ‫بها‬
‫كان‬ ‫كما‬ ،‫الفنون‬ ‫هذه‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ُ‫املديح‬ ‫وكان‬ ،‫املعرفة‬ ‫فنون‬ ‫على‬ ُ‫ه‬ُ‫شعر‬ َ‫َّع‬‫ز‬‫تو‬ ‫لقد‬
‫فيها‬ ‫صور‬ ‫التي‬ ‫العرب‬ ‫للقادة‬ ‫مراثيه‬ ‫وخاصة‬ ،‫وتفوق‬ ‫بها‬ ‫اشتهر‬ ‫التي‬ ‫الفنون‬ ‫من‬ ‫الرثاء‬
‫عن‬ ً‫ا‬‫دفاع‬ ‫القتال‬ ‫سوح‬ ‫في‬ ‫الشهادة‬ ‫إلى‬ ‫يتسابقون‬ ‫وهم‬ ‫وحماستهم‬ ‫وجهادهم‬ ‫مآثرهم‬
.‫واحلق‬ ‫الكرامة‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫وحفاظ‬ ،‫الوطن‬ ‫حياض‬
‫أوصافه‬ ‫وكانت‬ ‫منها‬ َ‫ر‬َ‫ث‬‫وأك‬ ‫الشاعر‬ ‫فيها‬ ‫برع‬ ‫التي‬ ‫الفنون‬ ‫أحد‬ ‫الوصف‬ ‫وكان‬
‫فيها‬ َ‫ور‬ َّ‫ص‬ ،ً‫ا‬‫صادق‬ ً‫ا‬‫وتاريخ‬ ،ً‫ال‬‫حاف‬ ً‫ال‬‫سج‬ -‫عصره‬ ‫في‬ ‫كثيرة‬ ‫وهي‬ -‫احلربية‬ ‫للمعارك‬
‫هذا‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫وصف‬ ‫عراء‬ ُّ‫الش‬ ‫أكثر‬ ُّ‫عد‬ُ‫ي‬ ‫هذا‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ،‫منها‬ ‫للكثير‬ ً‫ا‬‫رائع‬ ً‫ا‬‫دقيق‬ ً‫ا‬‫تصوير‬
.‫الشعراء‬ ‫من‬ ‫لغيره‬ ‫املمهد‬ -‫الفن‬ ‫هذا‬ ‫في‬ - ُّ‫عد‬ُ‫ي‬ ‫كما‬ ،‫املجال‬
ً‫ا‬‫متأثر‬،‫األفكار‬‫في‬‫والغوص‬‫املعاني‬‫دقة‬‫في‬‫ظهرت‬،‫جديدة‬‫مناحي‬‫بالشعر‬‫متام‬‫أبو‬‫نحا‬
،‫بالغموض‬ َ‫م‬ِ‫ه‬ُّ‫ت‬‫أ‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ -‫تقدم‬ ‫كما‬ -‫الفلسفة‬ ‫وخاصة‬ ‫العصر‬ ‫علوم‬ ‫من‬ ‫عقله‬ ‫به‬ ‫رفد‬ ‫مبا‬
‫كاد‬ ّ‫حتى‬ ،ً‫ا‬‫عجيب‬ ً‫ا‬َّ‫ن‬‫تفن‬ ‫فيه‬ ‫وتفنن‬ ،‫شعره‬ ُّ‫يعم‬ ‫كاد‬ ّ‫حتى‬ ‫به‬ ‫غف‬ ُ‫وش‬ ‫بالبديع‬ ‫ولع‬ ‫كما‬
‫ِشاعة‬‫إ‬‫و‬ ،‫األمثال‬ ‫ضرب‬ ‫من‬ َ‫ر‬َ‫ث‬ْ‫ك‬َ‫أ‬‫و‬ ،‫اجلديدة‬ ‫االستعارات‬ ‫من‬ َ‫ر‬َ‫ث‬ْ‫ك‬َ‫أ‬‫و‬ ،‫إليه‬ ‫ابتداعه‬ ‫ينسب‬
‫اختلف‬ ‫فقد‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫أجل‬ ‫ومن‬ ،‫الشعراء‬ ‫من‬ ‫عقبه‬َ‫أ‬ ‫ملن‬ ً‫ا‬‫متهيد‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫مما‬ ‫م‬ َ‫ك‬ِ‫حل‬‫ا‬
، ُ‫والكتب‬ ُ‫الرسائل‬ ‫فيه‬ ْ‫ت‬َ‫ع‬ ِ‫ووض‬ ،‫قبله‬ ‫له‬ َ‫النظير‬ ً‫ا‬‫اختالف‬ ُ‫ء‬‫واألدبا‬ ُ‫ة‬‫النقد‬ ِ‫ه‬‫شعر‬ ‫في‬
. ُ‫واألقوال‬ ُ‫ء‬‫اآلرا‬ ‫فيه‬ ْ‫وكثرت‬

23. 23
-:‫املطبوعة‬ ‫آثاره‬ ‫من‬
‫ديوانه‬ -1
‫احلماسة‬ ‫2-كتاب‬
...‫3-احلماسةالصغرى‬
. ‫واألخطل‬ ‫جرير‬ ‫4-نقائض‬
)1(
: ‫الطائي‬ ‫حميد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫يرثي‬ ‫متام‬ ‫أبو‬ ‫قال‬
)‫أبيات‬ 8 ‫(حفظ‬
ُ‫األمـر‬ ِ‫يفـدح‬ْ‫ل‬‫و‬ ُ‫اخلطب‬ َّ‫يجل‬ْ‫ل‬‫ف‬ ‫كذا‬ -1
ُ‫ر‬‫ــذ‬ُ‫ع‬ ‫ُهــا‬‫ؤ‬‫مــا‬ ْ‫فـض‬َ‫ي‬ ‫لـم‬ ٍ‫ن‬ْ‫يـ‬َ‫ع‬ِ‫ل‬ ‫ليـس‬َ‫ف‬
ً‫ة‬َ‫ت‬‫ي‬ِ‫م‬ ِ‫ن‬ْ‫ع‬ َّ‫والط‬ ِ‫رب‬ َّ‫الض‬ ‫بني‬ ‫مات‬ ً‫فتى‬ - 2
ُ‫صــر‬َّ‫ن‬‫ال‬ ‫ــه‬َ‫ت‬‫فــا‬ ْ‫إن‬ ِ‫النصــر‬ َ‫م‬‫مقــا‬ ُ‫م‬‫قــو‬َ‫ت‬
‫سيفـه‬ ُ‫ب‬ِ‫ضـر‬َ‫م‬ ‫مات‬ ‫حتى‬ ‫مات‬ ‫وما‬ -3
ُ‫مر‬ ُّ‫الس‬ ‫القنا‬ ‫عليه‬ ْ‫ت‬َّ‫ل‬‫واعت‬ ِ‫ب‬َّ‫الضر‬ َ‫ن‬ِ‫م‬
ُ‫ه‬ّ‫د‬‫ـر‬َ‫ف‬ ً‫ال‬‫هـ‬ َ‫س‬ ِ‫املـوت‬ ُ‫ـوت‬َ‫ف‬ ‫كان‬ ‫وقـد‬ -4
ُ‫ـــــر‬ْ‫ع‬َ‫الــو‬ ُ‫ـلــق‬ُ‫خل‬‫ا‬ ‫و‬ ّ‫املد‬ ُ‫فــاظ‬ِ‫حل‬‫ا‬ ِ‫ه‬‫إلي‬
‫في‬ ‫فسقط‬ ‫نادرة‬ ‫ببطولة‬ ‫مي‬َّ‫ر‬ُ‫خل‬‫ا‬ ‫بابك‬ ‫قاتل‬ ،‫عباسي‬ ،‫عربي‬ ‫قائد‬ ،‫الطائي‬ ‫ميد‬ َََََََُ‫ح‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ )1(
.‫مكان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫املآمت‬ ‫عليه‬ ِ‫نصبت‬ ) ‫هـ‬ 214( ‫سنة‬ ‫النضال‬ ‫ميدان‬

24. 24
‫َّـــــه‬‫ن‬‫كـأ‬ ّ‫حتــى‬ َ‫الـعــار‬ ُ‫ـعــاف‬َ‫ت‬ ٌ‫ونـفــس‬ -5
ُ‫الكفر‬ ‫دونه‬ ‫أو‬ ِ‫وع‬َّ‫الـر‬ َ‫م‬‫يـو‬ ُ‫الكفر‬ ‫هو‬
ُ‫ه‬‫ـ‬َ‫ِجـلـ‬‫ر‬ ِ‫املـوت‬ ‫ـسـتـنقـع‬ُ‫م‬ ‫فـي‬ َ‫ثـبــت‬َ‫أ‬‫فـ‬ -6
ُ‫احلشر‬ ‫ك‬ ِ‫مص‬ ْ‫خ‬َ‫أ‬ ‫حتـت‬ ‫مـن‬ :‫لها‬ ‫وقال‬
ِ‫ه‬‫ردائـــــ‬ ُ‫نـســـج‬ ُ‫واحلـمــد‬ ً‫ة‬‫غــدو‬ ‫غــدا‬ -7
ُ‫األجـر‬ ُ‫ه‬‫ـــ‬ُ‫ن‬‫وأكفــا‬ ‫إال‬ ‫ينصــرف‬ ‫فلــم‬
‫دجـا‬ ‫فمـا‬ ً‫ا‬‫مــر‬ُ‫ح‬ ِ‫املــوت‬ َ‫ثيــاب‬ ‫ّى‬‫د‬‫ــر‬َ‫ت‬ -8
ُ‫ضـر‬ُ‫خ‬ ٍ‫س‬ُ‫سنـد‬ ‫من‬ ‫وهي‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ُ‫الليل‬ ‫لها‬
ٌ‫ء‬‫ــي‬ِّ‫ي‬‫ط‬ َ‫ة‬‫يبـــ‬ ِ‫املص‬ ‫فيـــه‬ ْ‫ــت‬َ‫ِســ‬‫ب‬‫ل‬ُ‫أ‬ ِ‫لئــــن‬ -9
ُ‫بكــــر‬ ‫وال‬ ٌ‫تمَيــم‬ ‫منـهــا‬ ‫يــت‬ُ‫عــر‬ ‫ملـا‬
ُ‫ه‬ َ‫ص‬ ْ‫خ‬ َ‫ش‬ ُ‫األرض‬ ‫وارت‬ ً‫ا‬‫غيث‬ ‫يث‬َ‫غ‬‫ال‬ ‫قى‬ َ‫01-س‬
ُ‫قطــر‬ ‫وال‬ ٌ‫سحـاب‬ ‫فيـه‬ ْ‫يكـن‬ ‫لـم‬ ‫وإن‬
ٌ‫ة‬‫روضـ‬ َ‫ق‬ْ‫بـ‬َ‫ت‬ ‫لـم‬ ِ‫األثــواب‬ َ‫طـاهـر‬ ‫11-مضـى‬
ُ‫قبــر‬ ‫أنهــا‬ ‫اشتهــت‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ‫ثــوى‬ ‫ــداة‬َ‫غ‬
‫رى‬َ‫ّـ‬‫ث‬‫ال‬ ‫به‬ ‫يحيا‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫َّرى‬‫ث‬‫ال‬ ‫في‬ ‫21-ثوى‬
ُ‫الغمـر‬ ُ‫ه‬ُ‫نـائلـ‬ ِ‫الـدهـر‬ ‫صـرف‬ ُ‫غمـر‬َ‫ي‬‫و‬
‫َّـنــــــي‬‫ن‬‫ـإ‬َ‫ف‬ ً‫ا‬‫ـعـ‬ْ‫ق‬َ‫و‬ ِ‫هلل‬‫ا‬ ُ‫م‬‫ســــال‬ ‫31-عليــــك‬
ُ‫ـر‬ ْ‫ـم‬ُ‫ع‬ ُ‫ه‬‫لــ‬ ‫ليـس‬ َّ‫ـر‬ُ‫احلـ‬ َ‫الكريـم‬ ُ‫رأيـت‬

25. 25
:‫ة‬َ‫غ‬‫الل‬
.َ‫م‬ ُ‫عظ‬ : َّ‫ل‬ َ‫ج‬ -1
.‫عليه‬ ‫ت‬َّ‫ن‬‫جت‬ :‫عليه‬ ‫اعتلت‬ -3
.‫الرماح‬ :‫القنا‬
.‫احلرمات‬ ‫عن‬ ‫ب‬َّ‫والذ‬ ‫بقوة‬ ‫باملبادئ‬ ‫التمسك‬ :‫فاظ‬ِ‫حل‬‫ا‬ -4
.‫الفزع‬ :‫وع‬َّ‫الر‬ -5
.‫األرض‬ِ ‫ب‬ ِ‫ص‬ُ‫ي‬ ‫فلم‬ ‫القدم‬ ‫باطن‬ ‫من‬ ‫دخل‬ ‫ما‬ :‫األخمص‬ -6
.‫أظلم‬ :‫جا‬َ‫د‬ -8
.‫هلك‬ :‫ثوى‬ -11
. َ‫ن‬ِ‫ف‬ُ‫د‬ :‫وى‬َ‫ث‬ -12
.‫شائبة‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫خالص‬ :‫ف‬ْ‫ر‬ َ‫ص‬
.‫الكرم‬ ‫إلى‬ ‫ِشارة‬‫إ‬ ‫الكثير‬ ‫املاء‬ :ُ‫ر‬ ْ‫ّم‬‫غ‬‫ال‬
.‫واملبادئ‬ ‫مات‬ُ‫احلر‬ ‫عن‬ َّ‫َب‬‫ذ‬ ‫شهيد‬ ‫رثاء‬ ‫في‬ ‫متام‬ ‫ألبي‬ ‫خرى‬ُ‫أ‬ ٌ‫ة‬‫رائع‬ ‫هذه‬
.)‫هذا‬ ِ‫مبثل‬ َ‫ثي‬ُ‫ر‬ ‫من‬ ‫ميت‬ ‫(لم‬ :)1(
‫العجلي‬ ‫دلف‬ ‫أبو‬ ‫قال‬
‫هذا‬ ‫موت‬ ‫وهو‬ ، َّ‫جل‬ ‫الذي‬ ‫اخلطير‬ ‫واألمر‬ ‫اجللل‬ ‫باملصاب‬ ‫يوحي‬ ‫القصيدة‬ ‫مطلع‬ ‫إن‬
.‫خر‬ُ‫أ‬ ٍ‫خطيرة‬ ٍ‫ألحداث‬ ‫حيا‬ ‫يريده‬ ‫الشاعر‬ ‫وكأن‬ ،‫القائد‬
‫النقدي‬ ‫التعليق‬
.)‫هـ‬ 226( ‫سنة‬ ‫توفي‬ ‫عباسي‬ ‫وشاعر‬ ‫أديب‬ ‫قائد‬ :‫العجلي‬ ‫دلف‬ ‫أبو‬ )1(

26. 26
ُّ‫حي‬ ُ‫فالشهيد‬ .ً‫ا‬‫نصر‬ ‫استشهاده‬ َّ‫وعد‬ ،‫للشهيد‬ ً‫ة‬‫مؤثر‬ ً‫ة‬‫صادق‬ ً‫ة‬‫صور‬ ُ‫الشاعر‬ َ‫م‬ َ‫س‬َ‫ر‬
‫وكان‬ ،ُ‫ر‬‫عذ‬ُ‫ي‬ ‫إذن‬ ‫فهو‬ ‫سيفه‬ ‫مضرب‬ َّ‫حتطم‬ ‫حتى‬ ‫وشجاعة‬ ‫بشرف‬ ‫قاتل‬ ‫لقد‬ ،‫ربه‬ ‫عند‬
‫في‬ ‫فثبت‬ ،ً‫ا‬‫كفر‬ ‫ه‬ّ‫تعد‬ ‫بل‬ ‫العار‬ ‫ترفض‬ ‫أخالقه‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ،‫املوت‬ ‫من‬ ‫التخلص‬ ‫على‬ ً‫ا‬‫قادر‬
‫واألجر‬ ‫اخللود‬ ‫بذلك‬ ‫فنال‬ ‫الشهادة‬ ‫أو‬ ‫النصر‬ َّ‫ال‬‫إ‬ ‫الطريق‬ ،‫نفسه‬ ً‫ا‬‫مخاطب‬ ‫املعركة‬ ‫ساح‬
‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ُ‫يل‬َّ‫ل‬‫ال‬ ّ‫ل‬ َ‫ح‬ ‫إن‬ ‫وما‬ ،‫بالدماء‬ ْ‫فاصطبغت‬ ،‫بثيابها‬ َ‫ة‬‫املعرك‬ ُ‫القائد‬ َ‫ل‬ َ‫خ‬َ‫د‬ .‫العظيم‬
.‫اجلنة‬ ‫دخوله‬ ‫عن‬ ‫كناية‬ ،ً‫ا‬‫وحرير‬ ً‫ا‬‫برق‬َ‫ت‬‫إس‬ ‫صارت‬
‫ويدعو‬ ،‫القبائل‬ ّ‫كل‬ ‫ت‬ّ‫عم‬ ‫بل‬ -‫قبيلته‬ - ّ‫طيي‬ ‫في‬ ‫تنحصر‬ ‫لم‬ ‫القائد‬ ‫خسارة‬ ‫إن‬
‫متنت‬ ‫بقعة‬ ّ‫وكل‬ ،‫به‬ ‫يثرى‬ ‫َّرى‬‫ث‬‫ال‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫قبره‬ ‫في‬ ‫اجلواد‬ ‫البطل‬ ‫لهذا‬ ‫باملطر‬ ‫الشاعر‬
.ً‫ا‬‫قبر‬ ‫له‬ ‫تكون‬ ْ‫ن‬َ‫أ‬
‫الكرمي‬ ّ‫احلر‬ :‫احلكمة‬ ‫وهذه‬ ‫إليه‬ ‫اهلل‬ ‫سالم‬ ‫إرساله‬ ‫مرثيته‬ ‫الشاعر‬ ‫به‬ ‫ختم‬ ‫ما‬ ‫وخير‬
‫فيقدم‬ ‫والفرار‬ ‫والتراجع‬ ‫الهرب‬ ‫يأبى‬ ‫الكرمي‬ ّ‫إن‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ،‫نيا‬ ُّ‫الد‬ ‫في‬ ‫العمر‬ ُ‫قصير‬
.‫بعده‬ ‫من‬ ‫احلسن‬ ‫والذكر‬ ‫وسمعته‬ ‫ملبادئه‬ ً‫ء‬‫فدا‬ ‫نفسه‬
‫التعابير‬ َ‫ة‬‫وقو‬ ‫املعاني‬ َ‫ر‬ ْ‫س‬ُ‫ي‬‫و‬ ِ‫اللفظ‬ َ‫ة‬‫سهول‬ ‫الشاعر‬ ‫على‬ ُ‫يفرض‬ ٌ‫غرض‬ َ‫ني‬‫التأب‬ ‫إن‬
‫ومبكانة‬ -‫املطلع‬ ‫خاصة‬ -‫اخلسارة‬ ‫فداحة‬ ‫بيان‬ ‫في‬ ‫متام‬ ‫أبو‬ َ‫ق‬َّ‫ف‬‫و‬ ‫وقد‬ ، ِ‫التراكيب‬ َ‫ة‬‫وفخام‬
‫فال‬ ،‫للمعاني‬ ‫وتدفق‬ .‫رائع‬ ‫حدثي‬ ‫بتسلسل‬ ‫املقاتل‬ ‫تصوير‬ ‫في‬ َ‫ق‬َّ‫ف‬‫و‬ ‫كما‬ .ً‫ال‬‫بط‬ ‫الفقيد‬
‫وبجمل‬ -‫وفنونه‬ ‫البديع‬ ‫في‬ ‫ولوع‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫عرف‬ ‫مما‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ -‫صناعة‬ ‫وال‬ ‫تعقيد‬
‫ومكانة‬ ‫بطولة‬ ‫بيان‬ ‫في‬ ‫الذروة‬ ‫بلغ‬ ‫إذا‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ،‫اإلحساس‬ ‫صدق‬ ‫عن‬ ‫تكشف‬ ‫معبرة‬ ‫قوية‬
‫له‬ ‫ودعاء‬ ‫للميت‬ ‫خر‬ُ‫أ‬ ‫صفات‬ ‫عن‬ ‫حديث‬ ‫ألنه‬ ،‫األسلوب‬ ‫في‬ ‫الهدوء‬ ‫إلى‬ ‫مال‬ ،‫املرثي‬
.‫وحكمة‬

27. 27
‫اجلنة؟‬ ‫الشهيد‬ ‫دخول‬ ‫إلى‬ ‫ر‬ُ‫شي‬ُ‫ت‬ ‫القصيدة‬ ‫في‬ ْ‫وردت‬ ِ‫األبيات‬ ُّ‫أي‬ -1
‫بطله؟‬ ‫الستشهاد‬ ً‫ال‬‫تعلي‬ ُ‫الشاعر‬ ُ‫م‬ّ‫قد‬ُ‫ي‬ َ‫كيف‬ -2
‫تكن‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫متشابهة‬ ‫واملرثيني‬ ‫املمدوحني‬ ‫على‬ ُ‫ء‬‫الشعرا‬ ‫يسبغها‬ ‫التي‬ ِ‫الصفات‬ ّ‫إن‬ -3
‫الغرضني؟‬ ‫بني‬ ‫الفرق‬ ‫فما‬ ،‫واحدة‬
:‫يأتي‬ ‫ما‬ ‫علل‬ -4
.‫متام‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ُ‫ب‬ َ‫س‬ْ‫ن‬ُ‫ي‬ ُ‫البديع‬ ‫كاد‬ -‫أ‬
.‫القصيدة‬ ‫مطلع‬ ‫إيحاء‬ -‫ب‬
‫؟‬ ‫الشاعر‬ ‫على‬ ‫التأبني‬ ‫غرض‬ ‫يفرضه‬ ‫الذي‬ ‫ما‬ -5
‫اخلتام؟‬ َ‫ن‬ َ‫س‬ ْ‫أح‬ ‫وهل‬ ‫قصيدته؟‬ ‫الشاعر‬ ‫ختم‬ ‫مب‬ -6
. ‫وضحها‬ ‫جديدة‬ ‫مناحي‬ ‫متام‬ ‫أبو‬ ‫نحا‬ -7
‫؟‬ ‫شعره‬ ‫في‬ ‫متام‬ ‫أبو‬ ‫بها‬ ‫برع‬ ‫التي‬ ‫األغراض‬ ‫ما‬ -8
. ‫بها‬ ‫إعجابك‬ ‫سبب‬ ‫وبني‬ ‫أعجبتك‬ ‫أبيات‬ ‫ثالثة‬ ‫اختر‬ -9
‫للمناقشة‬ ‫أسئلة‬

28. 28
‫والفرات‬ ‫حلب‬ ‫بني‬ )‫(منبج‬ ‫مبدينة‬ ‫ولد‬ ،‫الطائي‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫الوليد‬ ‫عبادة‬ ‫أبو‬ ‫هو‬
َ‫وفصح‬ ُ‫ه‬ُ‫ن‬‫ذه‬ ‫فصفا‬ ،ً‫ة‬‫عربي‬ ً‫ة‬‫نشأ‬ ‫ونشأ‬ ،‫سار‬َ‫ي‬ ‫بذات‬ ‫ليست‬ ‫أسرة‬ ‫في‬ )‫هـ‬ 206( ‫سنة‬
‫عليه‬ ‫وظهرت‬ ،‫احلديثة‬ ‫والعلوم‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫له‬ َ‫سر‬َّ‫ي‬‫مات‬ َ‫وتلقف‬ ُ‫ه‬ُ‫ن‬‫لسا‬
‫وتهيأ‬ ،‫فتى‬ ‫وهو‬ ُ‫ه‬‫وعاجل‬ ‫إليه‬ ‫ومال‬ ُ‫الشعر‬ ‫فاستهواه‬ ،‫صباه‬ ‫ريعان‬ ‫منذ‬ ِ‫ة‬‫جاب‬َّ‫ن‬‫ال‬ ُ‫مخايل‬
ً‫ا‬‫منهج‬ ‫له‬ ‫ووضع‬ ،‫فتعهده‬ ‫فذة‬ ‫بشاعرية‬ ‫نبئ‬ُ‫ي‬ ‫ما‬ ‫فيه‬ ‫رأى‬ ‫الذي‬ ‫متام‬ ‫بأبي‬ ‫يلتقي‬ ‫أن‬ ‫له‬
‫عنه‬ ‫فأخذ‬ ،‫املعروفة‬ ‫وصيته‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫فيه‬ ‫واإلجادة‬ ‫الشعر‬ ‫معاجلة‬ ‫طريقة‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫دقيق‬
.‫البديع‬ ‫من‬ ‫اإلكثار‬ ‫وخاصة‬ ‫بطريقته‬ ‫وتأثر‬
‫والغوص‬ ‫املنطق‬ ‫إلى‬ ‫بالشعر‬ ‫متام‬ ‫أبي‬ ‫انعطاف‬ ‫شهدت‬ ‫التي‬ ‫احلقبة‬ ‫في‬ ‫البحتري‬ ‫نشأ‬
‫ح‬ َّ‫ووش‬ ،‫البديع‬ ‫في‬ ‫خطاه‬ ‫م‬ ّ‫فترس‬ ،‫اجلديدة‬ ‫واالستعارات‬ ‫بالبديع‬ ‫والولوع‬ ،‫املعاني‬ ‫في‬
َ‫فاستمد‬ ِ‫ة‬‫والطبيع‬ ‫اخليال‬ ‫إلى‬ َ‫ح‬َ‫ن‬ َ‫وج‬ ً‫ا‬‫واضح‬ ً‫ال‬‫سه‬ ‫منه‬ ‫كان‬ ‫ما‬ َ‫ل‬ َّ‫ض‬َ‫ف‬ ‫ولكنه‬ ،ُ‫ه‬‫شعر‬ ‫به‬
‫من‬ ‫به‬ َ‫ز‬‫وامتا‬ ،‫بذلك‬ َ‫ف‬ِ‫ر‬ُ‫ع‬ ‫حتى‬ ،‫وجرسها‬ ‫باأللفاظ‬ ‫فائقة‬ ‫عناية‬ ‫ني‬ُ‫وع‬ ،‫معانيه‬ ‫منهما‬
ِ‫ة‬‫والقدر‬ ‫فيه‬ ِ‫ة‬‫واالجاد‬ ِ‫باملديح‬ ‫واشتهر‬ ،‫الشعر‬ ِ‫فنون‬ ‫في‬ ‫البحتري‬ َ‫ف‬َّ‫صر‬َ‫ت‬ ‫لقد‬ ،‫الشعراء‬
ً‫ة‬‫عام‬ ُ‫ه‬‫َد‬‫ئ‬‫قصا‬ ُ‫م‬‫يتقد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫قيق‬َّ‫الر‬ ِ‫بالغزل‬ َ‫ز‬‫امتا‬ ‫كما‬ ،‫املمدوح‬ ِ‫أخالق‬ ِ‫تصوير‬ ‫على‬
‫في‬ َ‫أبدع‬ ‫كما‬ ،‫فيه‬ ‫آخر‬ ٌ‫شاعر‬ ‫يلحقه‬ ‫أو‬ ‫يسبقه‬ ‫لم‬ ً‫ة‬‫براع‬ ِ‫ة‬‫الطبيع‬ ِ‫وصف‬ ‫في‬ َ‫وبرع‬
‫لكثير‬ ِ‫الرائع‬ ‫الوصف‬ ‫وفي‬ ، ٍ‫عظيمة‬ ٍ‫رك‬ُ‫ب‬‫و‬ ، ٍ‫فخمة‬ ٍ‫قصور‬ ‫من‬ ،ِ‫العمران‬ ‫مظاهر‬ ِ‫وصف‬
‫لها‬ ‫واملناوئني‬ َ‫ء‬‫األعدا‬ ُ‫تتعقب‬ ‫وهي‬ ،ُ‫ة‬‫ي‬ َّ‫العباس‬ ُ‫اجليوش‬ ‫خاضتها‬ ‫التي‬ ِ‫ة‬‫احلربي‬ ‫املعارك‬ ‫من‬
‫وهما‬ ِ‫ة‬‫احلماس‬ ُ‫كتاب‬ ‫و‬ ،‫ضخم‬ ٍ‫شعر‬ ُ‫ديوان‬ ‫له‬ ‫هـ)و‬ 284( ‫سنة‬ ‫توفي‬ .ِ‫والبحر‬ ِ‫ر‬َّ‫ب‬‫ال‬ ‫في‬
.‫مطبوعان‬
‫البحتري‬

29. 29
)‫فقط‬ ‫(للدرس‬ : ٍ‫ذئب‬ ِ‫صف‬َ‫و‬ ‫في‬ ‫البحتري‬ ‫قال‬
ُ‫هــــد‬َ‫ع‬ ‫وال‬ ٌ‫ء‬‫فــا‬َ‫الو‬ ُ‫عليكــم‬ ‫م‬ٌ‫ال‬‫ســ‬ -1
ُّ‫ـــد‬ُ‫ب‬ ‫ـم‬ ُ‫ِك‬‫ب‬‫احبـا‬ ِ‫جـر‬َ‫ه‬ ْ‫ن‬ِ‫م‬ ‫م‬ ُ‫لك‬ ‫أما‬
ِ‫ه‬‫ــ‬ِ‫ت‬‫خــريـا‬ُ‫أ‬ ‫فــي‬ َ‫بـح‬ ُّ‫الص‬ َّ‫كـأن‬ ٍ‫يـل‬َ‫ل‬‫2-و‬
ُ‫د‬ْ‫مـ‬ِ‫غ‬ ُ‫ه‬‫ـد‬ْ‫ن‬‫افر‬ َّ‫ـم‬ َ‫ض‬ ٍ‫صـل‬َ‫ن‬ ُ‫ة‬ َ‫شاش‬ ُ‫ح‬
ٌ‫هـاجـع‬ ُ‫ـان‬ْ‫ن‬ َ‫وس‬ ُ‫والذئـب‬ ُ‫ه‬‫ـ‬ُ‫ت‬ْ‫ل‬َ‫ب‬ْ‫سـر‬َ‫ت‬ -3
ُ‫ـد‬ْ‫ه‬َ‫ع‬ ‫ـرى‬ َ‫بالك‬ ُ‫ه‬َ‫ل‬‫ما‬ ٍ‫ل‬ْ‫ي‬َ‫ل‬ ِ‫ابن‬ ِ‫ني‬‫بع‬
ِ‫ه‬‫ـ‬ِ‫ت‬‫مـا‬َ‫ث‬‫ج‬ ْ‫ـن‬َ‫ع‬ َّ‫ي‬ْ‫ـدر‬ ُ‫الك‬ ‫َطـا‬‫ق‬‫ال‬ ُ‫أثيـر‬ -4
ُ‫ـد‬ْ‫بـ‬ُ‫والــر‬ ُ‫َّعـالــب‬‫ث‬‫ال‬ ِ‫ه‬‫فيـ‬ ‫ُنـي‬‫ف‬َ‫ل‬‫وتأ‬
ُ‫ه‬َ‫ر‬ْ‫و‬َ‫ز‬ ُ‫مــل‬ َ‫يح‬ ِ‫ني‬‫العــ‬ ِ‫ء‬‫ــل‬ِ‫م‬ َ‫ـــس‬ّ‫ل‬‫5-وأط‬
ُ‫د‬ْ‫هـ‬َ‫ن‬ ‫ى‬َ‫ـو‬ َ‫ش‬ ِ‫ه‬‫جانبيـ‬ ْ‫ـن‬ِ‫م‬ ُ‫ه‬ُ‫وأضالع‬
ُ‫ه‬ُّ‫جـــــر‬َ‫ي‬ ِ‫ء‬‫شــا‬ِّ‫الــر‬ ُ‫ثــل‬ِ‫م‬ ٌ‫َنــب‬‫ذ‬ ‫لــه‬ -6
ُّ‫أد‬ْ‫نـ‬ُ‫م‬ ُ‫ـوج‬َ‫ع‬َ‫أ‬ ِ‫َـوس‬‫ق‬‫ال‬ ِ‫تـن‬َ‫م‬َ‫ك‬ ٌ‫ن‬ْ‫تـ‬َ‫م‬‫و‬
ُ‫ه‬ُ‫مـريـر‬ َّ‫مـر‬َ‫ت‬ َ‫اس‬ ‫ـى‬َّ‫ت‬‫ح‬ ‫ـوى‬ َّ‫الط‬ ُ‫ه‬‫وا‬َ‫ط‬ -7
ُ‫ِلـد‬ْ‫لج‬‫وا‬ ُ‫ح‬ُ‫و‬َّ‫والر‬ ُ‫م‬ ْ‫ظ‬َ‫الع‬ ‫إال‬ ِ‫ه‬‫في‬ ‫فما‬
‫الردى‬ ‫هـا‬ِ‫ت‬َّ‫ر‬ ِ‫أس‬ ‫في‬ ً‫ال‬‫ص‬ُ‫ع‬ ُ‫ض‬ِ‫ق‬‫قض‬ُ‫ي‬ -8
ُ‫د‬َ‫ر‬ْ‫البـ‬ ُ‫ه‬‫ـد‬َ‫ع‬ْ‫أر‬ ِ‫ر‬‫املقـرو‬ ِ‫ة‬‫َضــ‬‫ق‬ ْ‫َض‬‫ق‬‫ك‬
ِ‫ه‬‫ِـ‬‫ب‬ ‫مـا‬ ِ‫ِـوع‬‫جل‬‫ا‬ ِ‫ة‬َّ‫شـد‬ ْ‫ن‬ِ‫م‬ ‫وبي‬ ‫لي‬ ‫ما‬ َ‫9-س‬
ُ‫ـد‬ْ‫غ‬َ‫ر‬ ٌ‫ة‬ َ‫ش‬ْ‫ي‬ِ‫ع‬ ‫بهـا‬ ْ‫س‬َ‫سـ‬ُْ‫تح‬ ْ‫لم‬ َ‫ء‬‫دا‬ْ‫ي‬َ‫ِب‬‫ب‬

30. 30
ُ‫ه‬‫ـــ‬ َ‫س‬ْ‫ف‬َ‫ن‬ ُ‫ث‬ِّ‫حــد‬ُ‫ي‬ ٌ‫ذئـب‬ ‫بهــا‬ ‫01-كــالنــا‬
ُّ‫د‬َ‫ـــــــ‬َ‫اجلـ‬ ُ‫ه‬‫ـــ‬ ُ‫ـس‬ِ‫ع‬‫ت‬ُ‫ي‬ ُّ‫واجلــد‬ ِ‫ه‬‫بصـاحبـ‬
ُ‫ه‬‫ـ‬ُ‫ت‬‫هج‬ِ‫ف‬ ُ‫ت‬ْ‫تجَـز‬ْ‫وار‬ ‫أقعــى‬ ‫ــم‬ُ‫ث‬ ‫ى‬ّ‫ــو‬َ‫ع‬ -11
ُ‫ــد‬ْ‫عـ‬َّ‫الر‬ ُ‫ه‬‫ـ‬ُ‫بعـ‬ْ‫ت‬َ‫ي‬ ِ‫ــرق‬ْ‫الب‬ َ‫ـــل‬ْ‫ث‬ِ‫م‬ َ‫فـأقبـل‬
‫ريشهــا‬ ُ‫ـــب‬ ِ‫تحَس‬ َ‫ء‬ ‫قا‬ْ‫خــر‬ ُ‫ه‬‫ـ‬ُ‫ت‬‫فأوجر‬ -12
ُّ‫ــود‬ ْ‫س‬ُ‫م‬ ُ‫ــل‬ّ‫ي‬‫والل‬ ُّ‫ينقـض‬ ‫ب‬َ‫وك‬َ‫ك‬ ‫على‬
ً‫ة‬‫وصـــرامـــ‬ ً‫ة‬‫ـــرأ‬ ُ‫ج‬ ‫إال‬ َ‫د‬‫ا‬ْ‫ازد‬ ‫فمــــــا‬ -13
ُّ‫ِـــد‬‫جل‬‫ا‬ ‫هــو‬ ُ‫ه‬‫ــ‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ َ‫األمــر‬ َّ‫أن‬ َُ‫وأيقنـــت‬
‫ــا‬َ‫له‬ ْ‫ص‬َ‫ن‬ ُ‫ـت‬ْ‫ل‬‫فأضل‬ ‫أخـرى‬ ‫هـا‬ُ‫ت‬ْ‫فـأتبع‬ -14
ُ‫ــد‬ْ‫ق‬ِ‫حل‬‫وا‬ ُ‫ـب‬ْ‫ع‬ُّ‫والر‬ ُ‫ـب‬ُ‫ل‬‫ال‬ ُ‫يكون‬ ُ‫بحيث‬
‫دى‬َّ‫الــر‬ َ‫ــل‬َ‫منه‬ ُ‫ه‬‫أوردتــ‬ ‫وقــد‬ َّ‫خــر‬َ‫ف‬ -15
ُ‫د‬ْ‫ر‬ِ‫الــــو‬ َ‫ب‬ُ‫ــذ‬َ‫ع‬ ‫ه‬َّ‫أنــ‬ ‫لــو‬ ‫مــأ‬َ‫ظ‬ ‫علــى‬
ُ‫ه‬‫ـ‬ُ‫ت‬‫ي‬َ‫واشتـو‬ َ‫صـى‬َ‫حل‬‫ا‬ ُ‫ت‬َّ‫ع‬‫فجم‬ ُ‫ت‬ ْ‫م‬ُ‫ق‬‫و‬ -16
ُ‫د‬ْ‫قـــ‬َ‫و‬ ِ‫ه‬‫حتتــ‬ ْ‫ــن‬ِ‫ـ‬‫م‬ ِ‫ء‬‫مضـا‬َّ‫وللــر‬ ِ‫ه‬‫عليــ‬
‫ــه‬َ‫ت‬ْ‫تــرك‬ َّ‫ـم‬ُ‫ثـ‬ ُ‫ه‬‫ـ‬ْ‫نـ‬ِ‫م‬ ً‫ا‬‫يسـ‬ ِ‫س‬ َ‫خ‬ ُ‫ــت‬ْ‫ل‬ِ‫ن‬‫و‬ -17
ُ‫د‬ْ‫فـــر‬ ٌ‫ـــر‬ِ‫ف‬َ‫ع‬َ‫ن‬ُ‫م‬ ‫وهـــو‬ ُ‫ه‬‫ــ‬ْ‫ن‬‫ع‬ ُ‫ــت‬ْ‫لع‬َ‫ق‬‫وأ‬

31. 31
:‫ة‬َ‫غ‬‫الل‬
.‫بقيته‬ ‫أي‬ :‫صل‬َ‫ن‬ ُ‫ة‬‫حشاش‬ -2
.‫ووشيه‬ ‫جوهره‬ :ُ‫غمد‬ ‫إفرنده‬
.‫احللوق‬ ‫صفر‬ ‫الظهور‬ ‫رقش‬ ‫األلوان‬ ‫ر‬ْ‫ب‬ُ‫غ‬ ‫القطا‬ ‫من‬ ‫ضرب‬ :‫الكدري‬ -4
.‫طلس‬ ‫فهو‬ ‫لونه‬ ‫على‬ ‫كان‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ ُّ‫السواد،وكل‬ ‫إلى‬ َ‫ة‬‫ر‬ْ‫ب‬ُ‫غ‬ ‫لونه‬ ‫في‬ ‫الذئب‬ ‫أي‬ :‫األطلس‬ -5
.‫احلبل‬ :‫الرشاء‬ -6
.‫اجلوع‬ :‫وى‬ َّ‫الط‬ -7
.‫أنيابه‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫صوت‬ ‫يخرج‬ :‫قضقض‬ُ‫ي‬ -8
.)‫صالبة‬ ‫في‬ ‫األعوج‬ : َ‫صل‬ْ‫(واالع‬ ً‫ال‬‫عص‬ ً‫ا‬‫أنياب‬ ‫اي‬ :ً‫ال‬‫ص‬ُ‫ع‬
.‫يديه‬ ً‫ا‬‫وناصب‬ ‫رجليه‬ ً‫ا‬‫مفترش‬ ‫جلس‬ :‫أقعى‬ -11
.‫مقتله‬ ‫أصبت‬ :‫فأوجرته‬ -12
‫أمرىء‬ ‫عند‬ ‫بدأت‬ .‫قدمية‬ ‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫في‬ ‫حضوره‬ ‫و‬ ‫الذئب‬ ‫وصف‬ ‫ظاهرة‬ َّ‫إن‬
‫دورة‬ ‫متثل‬ ‫دورة‬ ‫انها‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ .‫أكله‬ ‫الذي‬ ‫البحتري‬ ‫وحتى‬ :‫له‬ ‫ومصاحبته‬ ‫القيس‬
‫(العصر‬ ‫في‬ ‫املدينة‬ ‫مجتمع‬ ‫إلى‬ )‫اجلاهلي‬ ‫(العصر‬ ‫صحراء‬ ‫مجتمع‬ ‫من‬ ‫تغيراحلياة‬
‫ألدب‬ ‫الباب‬ ‫فتح‬ ‫شاعر‬ ‫أول‬ ‫ولعل‬ .‫والوعي‬ ‫االجتماعية‬ ‫العالقات‬ ‫وتغير‬ ... )‫العباسي‬
:‫يقول‬ ‫فهو‬ ‫القيس‬ ‫امرؤ‬ ‫قدميه‬ ‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫في‬ ‫الذئب‬
‫النقدي‬ ‫التعليق‬

32. 32
ُ‫ه‬‫عت‬ َ‫ط‬َ‫ق‬ ‫قفر‬ ِ‫العير‬ ِ‫كجوف‬ ٍ‫واد‬َ‫و‬
ِ‫املعيـل‬ ِ‫كاخلـليــع‬ ‫يعـوي‬ ُ‫الذئـب‬ ‫به‬
‫شأننـا‬ َّ‫إن‬ :‫عـوى‬ ‫ملـا‬ ‫لـه‬ ُ‫قـلت‬َ‫ف‬
ِ‫ل‬َ‫تـمــو‬ ‫ملـا‬َ ‫كنـت‬ ْ‫إن‬ ‫الـغـنـى‬ ‫قـليـل‬
‫أفـاتـه‬ ً‫ا‬‫شيـئـ‬ ‫نال‬ ‫مـا‬ ‫إذا‬ ‫كالنـا‬
ِ‫يهزل‬ َ‫ك‬َ‫ث‬‫وحر‬ ‫حرثي‬ ْ‫يحترث‬ ‫ومن‬
ُ‫بعض‬ ‫ومعه‬ ٍ‫مقفرة‬ ٍ‫وأرض‬ ٍ‫موحشة‬ ٍ‫ليلة‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫ذئب‬ ‫يلتقي‬ ‫األكبرالذي‬ ُ‫املرقش‬ ُ‫ه‬َ‫ع‬َ‫ب‬َ‫ت‬
‫بالشاعر‬ ‫واذا‬ ... ‫ذئبه‬ ‫وها‬ َ‫نح‬ ُ‫فينجذب‬ ‫والشواء‬ ِ‫ء‬‫للدف‬ ً‫ا‬‫طلب‬ َ‫النار‬ ُ‫فيشعل‬ ...ِ‫ه‬‫أصحاب‬
.ً‫ا‬‫شاكر‬ َ‫راسه‬ ُ‫الذئب‬ ُّ‫ز‬ِ‫ه‬َ‫ي‬ ‫حينها‬ ‫جالسه‬ ‫أحد‬ ‫منه‬ ‫ويجعل‬ ‫الشواء‬ ‫من‬ ‫بقطعة‬ ‫له‬ ‫يلقي‬
‫نـا‬ِ‫ئ‬‫شـوا‬ َ‫عنـد‬ ‫النـار‬ ‫ـأنا‬ َ‫أض‬ ‫وملـا‬
‫بائــس‬ِ ‫اللـون‬ ُ‫أطلـس‬ ‫عليـها‬ ‫عرانا‬
‫ـا‬ِ‫ن‬‫شوائ‬ْ ‫ن‬ِ‫م‬ ‫قطـعـة‬ ‫إليـه‬ ُ‫نبـذت‬
‫جالـس‬ُ‫أ‬ ‫مـن‬ ‫على‬ ‫شي‬ ْ‫ح‬ُ‫ف‬ ‫وما‬ ‫حياء‬
‫رأسـه‬ ‫ينفض‬ ‫جـذالن‬ ‫بـها‬ ‫فآب‬
‫املخالــس‬ ُّ‫ي‬ِ‫م‬ َ‫الك‬ ‫بالنهب‬ ‫آب‬ ‫كما‬
.‫فلذة‬ : ‫وتروى‬ )1(
.‫فآض‬ : ‫وتروى‬ )2(
)1(
)2(

33. 33
‫بقائم‬ ‫اإلمساك‬ ‫عن‬ ‫يغفل‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫الذئب‬ ‫بني‬ ‫و‬ ‫بينه‬ َ‫د‬‫ا‬ّ‫الز‬ ‫يقسم‬ ‫فهو‬ ُ‫الفرزدق‬ ‫أما‬
ُ‫الذئب‬ ‫ضحك‬ ‫فإذا‬ ... ‫احلذر‬ َ‫طريق‬ ‫فتأخذ‬ ُ‫ة‬‫العالق‬ ‫تتغير‬ ‫املرحلة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ... ‫سيفه‬
.‫اخليانة‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫وتعاهدا‬ ‫له‬ َ‫واطمأن‬ ُ‫الفرزدق‬ َ‫ضحك‬ َ‫وشبع‬ َ‫أكل‬ ‫أن‬ ‫بعد‬
ً‫ا‬‫صاحب‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ...‫ال‬ ّ‫عس‬ َ‫س‬َ‫ل‬ْ‫وأط‬
‫فأتاني‬ - ً‫ا‬‫موهن‬ -‫لناري‬ ‫دعوت‬
‫أنني‬ ‫دونك‬ ُ‫ن‬ْ‫أد‬ : ‫دنا...قلت‬ ‫فلما‬
ِ‫ملشتـركـان‬ -‫زادي‬ ‫في‬ - ‫وإيـاك‬
‫وبينـــه‬ ‫بينـــي‬ ‫الـــزاد‬ ّ‫اقـــد‬ ُّ‫ـت‬ِ‫ـ‬‫فبـ‬
ِ‫ودخــان‬ ً‫ة‬‫ر‬ّ‫مــ‬ ٍ‫نــار‬ ‫ضــوء‬ ‫علــى‬
ً‫ا‬‫ضـاحكـــ‬ ‫ــر‬ َّ‫تكش‬ ‫ملــا‬ : ‫لــه‬ ُ‫وقلــت‬
ِ‫مبكــان‬ ‫يـدي‬ ‫مـن‬ ‫سيفي‬ ‫وقـائـم‬
‫التخوننـي‬ ‫عـاهدتنـي‬ ْ‫فإن‬ ... َّ‫تعش‬
‫يصطحبـان‬ ‫ياذئب‬ ْ‫ن‬َ‫م‬ ‫مثل‬ ‫تكن‬
‫مجتمع‬ ‫مالمح‬ ‫أحد‬ ‫على‬ ً‫ال‬‫دا‬ ‫القدمي‬ ‫شعرنا‬ ‫في‬ ‫أصداؤه‬ ُ‫د‬‫تترد‬ ِ‫الذئب‬ ‫أدب‬ ‫ويظل‬
‫مع‬ ‫صداقته‬ ‫العربي‬ ‫ويفقد‬ ‫الفروسية‬ ‫وتذوي‬ ‫املدني‬ ‫املجتمع‬ ‫يستقر‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ‫الفروسية‬
‫البحتري‬ ‫فالشاعر‬ ...ً‫ا‬‫صديق‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ً‫ا‬‫متربص‬ ً‫ال‬‫قات‬ ‫له‬ ‫فيصبح‬ ‫الصحراء‬ ‫وحش‬
‫في‬ ٌ‫وفير‬ ‫الذئب‬ ‫عن‬ ‫واحلديث‬ ،‫الذئب‬ ‫عن‬ ُ‫تتحدث‬ ‫ثم‬ . ‫مبقدمة‬ ‫قصيدته‬ ‫تبدأ‬ ‫الذي‬
. »‫ذئب‬ ‫من‬ ُ‫م‬َ‫ل‬ْ‫ظ‬َ‫أ‬« :‫قولهم‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الكثيرة‬ ‫أمثالهم‬ ‫ومن‬ ،‫القدمي‬ ‫تراثنا‬

34. 34
‫أو‬ ‫عليه‬ ‫واالنتصار‬ ‫الذئب‬ ‫مقابلة‬ ‫وهو‬ ،‫املوضوع‬ ‫عن‬ ‫تنفصل‬ ‫ال‬ ‫مبقدمة‬ ‫القصيدة‬ ‫تبدأ‬
!‫وقدم‬ ‫بحسم‬ ‫عليها‬ ‫والتغلب‬ ‫الكبيرة‬ ‫املعوقات‬ ‫مقابلة‬ ‫أخرى‬ ‫بعبارة‬
‫االنتهاء‬ ‫على‬ ‫يل‬ّ‫ل‬‫ال‬ ‫ذلك‬ ‫يوشك‬ ‫حيث‬ ،‫البيداء‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫وحيد‬ ‫ليله‬ ‫حتري‬ُ‫الب‬ ‫يقضي‬
ً‫ا‬‫وقت‬ ُ‫ر‬ َ‫ح‬ َ‫الس‬ ‫َّه‬‫ن‬‫إ‬ ،‫تغمد‬ ‫لم‬ ‫متأللئة‬ ٍ‫سيف‬ ُ‫ة‬َّ‫ي‬‫بق‬ ،َ‫ء‬‫البيضا‬ ِ‫ه‬‫إطاللت‬ ‫في‬ ‫وكأنه‬ ُ‫بح‬ ُّ‫الص‬ ‫ليطل‬
‫بعني‬ ‫وهاجع‬ ،‫عام‬ َّ‫الط‬ ‫عن‬ ‫بحثه‬ ‫في‬ ،‫وسنان‬ ‫بذئب‬ ‫يلتقي‬ ‫حني‬ )‫الرمادي‬ ‫(الزمن‬ ‫أو‬
ُ‫ك‬َّ‫فيتحر‬ ،‫الذئب‬ ‫هذا‬ ‫أمام‬ ‫البحتري‬ ‫ينفعل‬ ،ً‫ا‬‫طعم‬ ‫للنوم‬ ‫يعرف‬ ‫فال‬ ،‫حذره‬ ‫شدة‬ ‫من‬
‫الفتى‬ ‫وهو‬ ،‫مراقده‬ ‫عن‬ ‫الرمادي‬ ‫القطا‬ ً‫ا‬‫مثير‬ ‫يسير‬ ُ‫حيث‬ ،ٌ‫ة‬‫وفتو‬ ٌ‫وبأس‬ ٌ‫ة‬‫قو‬ ‫فيها‬ ‫حركة‬
‫استند‬ ‫وقد‬ ،ِ‫اللون‬ ُ‫أطلس‬ ٌ‫ذئب‬ ‫منه‬ ُ‫فيقترب‬ ‫البيداء‬ ‫تلك‬ ‫وحوش‬ ‫تعرفه‬ ‫الذي‬ ‫الشجاع‬
‫كظهر‬ ٌ‫ظهر‬ ‫وله‬ ، ‫اتساقه‬ ‫في‬ ‫كاحلبل‬ ً‫ا‬‫ب‬َ‫ن‬َ‫ذ‬ ُّ‫يجر‬ ٍ‫بارزة‬ ٍ‫دقيقة‬ ٍ‫أطراف‬ ‫على‬ ُ‫ه‬َ‫وأضالع‬ ُ‫ه‬‫ر‬َ‫صد‬
َّ‫ال‬‫(إ‬ ‫فيه‬ ‫ليس‬ ،ً‫ا‬‫نحيف‬ ‫ره‬َّ‫ي‬ َ‫ص‬ ‫الذي‬ ِ‫اجلوع‬ َ‫م‬‫آال‬ ‫عاني‬ُ‫ي‬ ٌ‫ذئب‬ ‫إنه‬ ،‫انحنائه‬ ِ‫ة‬َّّّّ‫ق‬‫د‬ ‫في‬ ‫القوس‬
ٍ‫بصوت‬ ُ‫ك‬ َّ‫تصط‬ ‫وهي‬ ،ِ‫ه‬‫أسنان‬ ‫على‬ ْ‫ارتسمت‬ ‫قد‬ ِ‫اجلوع‬ ‫فثورة‬ )‫واجللد‬ ‫والروح‬ ‫العظم‬
ِ‫ه‬‫مالمح‬ ِّ‫بكل‬ ُ‫اجلائع‬ ُ‫الذئب‬ ‫هذا‬ ‫ر‬َ‫ظه‬ ‫فقد‬ ،‫د‬ُ‫البر‬ ‫فزعه‬َ‫أ‬ ٍ‫مقرور‬ ٍ‫أسنان‬ َ‫صوت‬ ‫يشبه‬
،‫رداء‬ َِ‫ج‬ ٍ‫قاسية‬ ٍ‫فالة‬ ‫في‬ ُ‫اآلخر‬ ‫هو‬ ُ‫اجلائع‬ ‫البحتري‬ ‫ليقابل‬ ،ِ‫ة‬‫الشديد‬ِ‫ة‬‫البائس‬ ِ‫ه‬‫وسمات‬
‫التحدي‬ ُ‫عنصر‬ ‫فيه‬ ٌ‫ء‬‫لقا‬ ،‫وحيواني‬ ‫إنساني‬ ‫جائعني‬ ‫ذئبني‬ ‫بني‬ ُ‫الغريب‬ ُ‫ء‬‫اللقا‬ ‫فكان‬
، ٍ‫ومتوثب‬ ٍ‫متحرك‬ ٍ‫دام‬ ٍ‫صراع‬ ‫إلى‬ ُ‫الصامت‬ ُ‫الغريب‬ ُ‫ء‬‫اللقا‬ ‫هذا‬ ُ‫سيتحول‬ ،‫والصراع‬
،ِ‫ه‬‫فريست‬ ‫على‬ ِ‫لالنقضاض‬ ً‫ا‬‫استعداد‬ )‫(أقعى‬ ِ‫ه‬‫مؤخرت‬ ‫على‬ ُ‫ويجلس‬ ُ‫الذئب‬ ‫فيعوي‬
ً‫ا‬‫قاصد‬ ٍ‫وقوة‬ ٍ‫بحرارة‬ ‫ذئبي‬ ‫بصوت‬ ُ‫البحتري‬ ‫فيقابله‬ ،‫والتحدي‬ِ ‫الصراع‬ ِ‫ء‬‫بد‬ ‫عن‬ ً‫ا‬‫لن‬ُ‫ع‬ُ‫م‬
‫مثل‬ ٍ‫وتدفق‬ ٍ‫بقوة‬ ِ‫ه‬‫علي‬ ُ‫ِل‬‫ب‬‫ق‬َ‫ي‬ََ‫ف‬ ‫هذا‬ ِ‫العنيف‬ ‫الفعل‬ ِّ‫د‬َ‫ِر‬‫ب‬ ‫بالي‬ُ‫ي‬‫ال‬ ‫الذئب‬ ‫ن‬َ‫أ‬ َ‫د‬ْ‫ي‬َ‫ب‬ ،‫ه‬َ‫د‬‫ابعا‬
ً‫ا‬‫ادراك‬ ‫البحتري‬ ُ‫يدرك‬ ُ‫حيث‬ ٍّ‫و‬‫مد‬ ٍ‫وصوت‬ ٍ‫مزمجرة‬ ٍ‫بحركة‬ )‫الرعد‬ ‫يتبعه‬ ‫(البرق‬
‫تلك‬ ‫الطعنة‬ ‫ولكن‬ ٍ‫خاطف‬ ٍ‫سريع‬ ٍ‫بسهم‬ ‫ه‬ُ‫ن‬‫فيطع‬ َ‫ة‬‫محال‬ ‫ال‬ ُ‫ه‬‫قاتل‬ َ‫الذئب‬ ّ‫أن‬ ،‫فيه‬ َ‫ة‬‫الشائب‬

35. 35
‫بل‬ ،‫الصراع‬ ِ‫ة‬‫غمر‬ ‫في‬ ‫واالندفاع‬ ‫التحدي‬ ‫قبول‬ ‫على‬ ِ‫ه‬‫عزم‬ ِ‫ة‬َََََّ‫شد‬ ‫من‬ ‫ل‬ِ‫ل‬َ‫ق‬ُ‫ت‬ ‫أو‬ ‫تزجره‬ ‫لم‬
،ً‫ة‬‫قاتل‬ ‫أخرى‬ ً‫ة‬‫طعن‬ ‫له‬ ُ‫د‬‫فيسد‬ ٍ‫ذهول‬ ‫يمَّا‬‫أ‬ ‫البحتري‬ ‫أذهلت‬ ، ٍ‫وصرامة‬ ٍ‫جرأة‬ ِّ‫بكل‬ َ‫انطلق‬
‫التحدي‬ ُ‫هد‬ ْ‫ش‬َ‫م‬ ‫وينتهي‬ ،‫الدامي‬ ِ‫الصراع‬ ‫هذا‬ ُ‫ة‬‫حرك‬ ‫تهدأ‬ ‫حيث‬ ،ً‫ا‬‫ميت‬ ‫إثرها‬ ‫على‬ ُّ‫يخر‬
،‫غرميه‬ َّ‫شي‬ِ‫ل‬ ً‫ا‬‫متهيد‬ ‫ى‬ َ‫ص‬َ‫حل‬‫ا‬ ُ‫مع‬ ْ‫ج‬َ‫ي‬ُ ‫البحتري‬ ‫فيقوم‬ ِ،‫للذئب‬ ‫بالنسبة‬ ً‫ة‬‫مأساوي‬ ً‫ة‬‫نهاي‬
،ِ‫ه‬‫جوع‬ ِ‫ني‬‫بأن‬ ُ‫ه‬ُ‫م‬‫د‬ َ‫اختلط‬ ‫راب‬ُّ‫ت‬‫ال‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫غ‬َّ‫ُر‬ُ‫مم‬ ‫ويتركه‬ ً‫ال‬‫قلي‬ ً‫ا‬‫قدر‬ ‫منه‬ ُ‫فينال‬ ،ِ‫ه‬‫بانتصار‬ ً‫ا‬‫اميان‬
. ٍ‫مقفرة‬ ٍ‫موحشة‬ َ‫ء‬‫بيدا‬ ‫في‬ ً‫ة‬‫بارد‬ ،ً‫ة‬‫بائس‬ ً‫ة‬‫ضحي‬
‫بــرع‬ ‫الذي‬ ُ‫الفن‬ ‫وهو‬ . ِ‫الدقيق‬ ‫ي‬ َّ‫احلس‬ ‫بوصفها‬ ُ‫ة‬‫البحتري‬ ُ‫ة‬‫الشعري‬ ُ‫ة‬‫اللوح‬ ‫هذه‬ ُ‫ز‬‫متتا‬
‫في‬ ِ‫ة‬َّ‫ي‬‫النفس‬ ‫احلركة‬ ‫جتسيد‬ ‫في‬ َ‫أبدع‬ ‫وقد‬ ، ِ‫ه‬‫عصر‬ ِ‫ء‬‫شعرا‬ ‫بني‬ ‫ها‬ّ‫ل‬‫ك‬ َ‫ة‬‫البراع‬ ‫البحتري‬ ‫به‬
‫في‬ ُ‫والتناقض‬ ُ‫االنفعال‬ ‫فيها‬ َ‫اختلط‬ ‫التي‬ ُ‫ة‬‫احلرك‬ ‫هذه‬ ،ِ‫ه‬‫ذئب‬ ‫وبني‬ ‫بينه‬ ‫املأساوي‬ ِ‫ء‬‫اللقا‬
‫الذي‬ ‫الظلم‬ ‫أو‬ ‫للعدمية‬ ً‫ا‬‫رمز‬ ‫للبحتري‬ ‫بالنسبة‬ ُ‫الذئب‬ ‫فيها‬ َ‫صار‬ ٍ‫لدرجة‬ ،‫وجدانيهما‬
،ُ‫ة‬‫ي‬ َّ‫احلس‬ ‫تها‬ُ‫غ‬‫ل‬ ْ‫اكسبت‬ ‫وقد‬ -‫ها‬ّ‫ل‬‫ك‬ ‫القصيدة‬ ِ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ُ‫يظهر‬ ‫كما‬ -‫يعانيه‬ ‫كان‬
‫على‬ ٌ‫ة‬‫معتمد‬ ٌ‫ة‬‫جمالي‬ ٌ‫ة‬‫قيم‬ ُ‫ة‬‫الشعري‬ ُ‫ة‬‫اللوح‬ ‫هذه‬ ،‫واألسى‬ ِ‫والتوتر‬ ِ‫باخلوف‬ ُ‫ة‬‫م‬َّ‫ع‬‫املط‬
‫غيرها‬ ‫عن‬ ،ُ‫ة‬‫الشعري‬ ُ‫ة‬‫اللوح‬ ‫هذه‬ ُ‫د‬‫تنفر‬ . ٍ‫ورة‬ ّ‫مص‬ ٍ‫انفعالية‬ ٍ‫لغة‬ ُ‫ذات‬ ٍ‫بة‬َّ‫مرك‬ ٍ‫تشبيهات‬
ِ‫ه‬‫التشبي‬ ‫من‬ ٍ‫روب‬ ُ‫ض‬ ‫على‬ ‫بقيامها‬ َ‫وذلك‬ ‫متميزة‬ ٍ‫بخصوصية‬ ‫سبقتها‬ ‫التي‬ ِ‫اللوحات‬ ‫من‬
‫بعض‬ ‫عن‬ ُ‫تكشف‬ ‫وهي‬ ‫البحتري‬ ‫ابدعها‬ ً‫ة‬‫فريد‬ ً‫ة‬‫لوح‬ ‫لنا‬ َ‫لترسم‬ ‫ببعضها‬ ْ‫امتزجت‬ ‫التي‬
َ‫فتحول‬ ،ِ‫ة‬‫العربي‬ ِ‫ة‬‫الفروسي‬ ِ‫م‬‫مفهو‬ ‫على‬ َ‫أ‬‫طر‬ ‫الذي‬ ‫واحلضاري‬ ‫االجتماعي‬ َّ‫التغير‬ ِ‫مالمح‬
‫في‬ ‫شديد‬ ٍ‫بأس‬ ‫ذا‬ ً‫ال‬‫مقات‬ ِ‫ه‬‫كون‬ ‫إلى‬ ‫موروثه‬ ٍ‫سامية‬ ‫أخالق‬ ‫ذا‬ ً‫ا‬‫فارس‬ ِ‫ه‬‫كون‬ ‫من‬ ُ‫الشاعر‬ ‫فيها‬
‫(الصورة‬ِ ‫مفهوم‬ ُ‫ر‬‫تطو‬ ُ‫يرتبط‬ ‫وهنا‬ ،‫الذئب‬ِ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫املتمثل‬ ِ‫ه‬‫وخصم‬ ‫ه‬ِّ‫و‬‫عد‬ ِ‫ة‬‫مواجه‬
ِ‫ة‬‫للبيئ‬ ‫والفكري‬ ‫احلضاري‬ ِ‫ر‬‫بالتطو‬ -‫املثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ‫الذئب‬ ‫وصف‬ ‫في‬ - )‫الشعرية‬
‫بصورة‬ ‫األدبي‬ ‫الفكر‬ ‫في‬ ‫والنفسي‬ ‫االجتماعي‬ ‫التغير‬ ُ‫حيث‬ ‫العباسي‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ِ‫ة‬‫العربي‬
.‫عامة‬

36. 36
‫تعني؟‬ ‫وماذا‬ ،‫الذئب‬ ‫أدب‬ ‫دورة‬ ‫تبدأ‬ ‫أين‬ ‫من‬ -1
‫ً؟‬‫ا‬‫حسي‬ ،‫صوره‬ ‫جتسيد‬ ‫في‬ ‫البحتري‬ ‫إبداع‬ ‫تلمح‬ ‫األبيات‬ ‫أي‬ ‫في‬ -2
.‫ذلك‬ ‫ح‬ ّ‫أوض‬ ‫؟‬ ‫معينة‬ ‫فكرة‬ ‫إلى‬ ‫اشارة‬ ‫الذئب‬ ‫ذكر‬ ‫يوحي‬ ‫هل‬ -3
‫العربيـة‬ ‫للبيئـة‬ ‫والفكـري‬ ‫احلضـاري‬ ‫بالتطـور‬ ‫الشعـريـة‬ ‫الصـورة‬ ‫مفهـوم‬ ‫يرتبط‬ -4
.‫ذلك‬ ‫علل‬ ،‫الشاعر‬ ‫عصر‬ ‫فـي‬
‫للمناقشة‬ ‫أسئلة‬

37. 37
‫سنة‬ ‫بالكوفة‬ ‫ولد‬ ،‫صميمة‬ ‫عربية‬ ‫ساللة‬ ‫من‬ ‫احلسني‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫الطيب‬ ‫أبو‬ ‫هو‬
‫ثم‬ ،‫كتاتيبها‬ ‫في‬ ‫وتعلم‬ ‫بها‬ ‫ونشأ‬ ،‫فقيرين‬ ‫أبوين‬ ‫من‬ ،‫كندة‬ ‫محلة‬ ‫في‬ )‫هـ‬ 303(
‫ببعض‬ ‫واتصل‬ ‫البادية‬ ‫الى‬ِ َ‫اخلروج‬ ‫وارتأى‬ ‫املختلفة‬ ‫العربية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫ر‬ َّ‫تيس‬ ‫ما‬ ‫شدا‬
‫وعشق‬ َ‫ة‬‫الفصاح‬ َ‫واكتسب‬ َ‫ة‬‫اللغ‬ ‫عنها‬ ‫وأخذ‬ ،‫ذهنه‬ ‫وصفا‬ ‫ه‬ُ‫جسم‬ َّ‫فصح‬ ‫العربية‬ ‫القبائل‬
‫حياته‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫الفلسفة‬ ً‫ة‬‫وخاص‬ ‫احلديثة‬ ‫بالعلوم‬ ‫وتأثر‬ ،ُُُ‫ه‬ُ‫ن‬‫لسا‬ ‫ح‬ ُ‫َص‬‫ف‬َ‫ف‬ َ‫ة‬‫احلري‬
.‫فسيح‬ ‫مجال‬
‫أبناء‬ ‫من‬ ٌ‫كثير‬ ‫به‬ َ‫ب‬ ِ‫ج‬ْ‫ع‬ُ‫أ‬‫ف‬ ً‫ا‬‫هادر‬ ً‫ا‬‫قوي‬ ‫وينساب‬ ،ِ‫ه‬‫لسان‬ ‫على‬ ُ‫د‬‫يترد‬ ُ‫الشعر‬ ‫وكان‬
‫كان‬ ‫الشاعر‬ ‫أن‬ ،‫الشام‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫احلكام‬ ِ‫بعض‬ ِ‫أسماع‬ ‫إلى‬ ‫رب‬ ََّ‫س‬َ‫ت‬ ُ‫ه‬َّ‫ن‬َ‫أ‬ ‫ويبدو‬ ‫القبائل‬
‫فيها‬ ‫له‬ ‫يتلمسون‬ ‫وال‬ ‫سماعها‬ ‫يحتملون‬ ‫ال‬ ‫قد‬ ‫أمور‬ ‫إلى‬ ‫ويدعو‬ ،‫شعره‬ ‫في‬ ‫يتعاظم‬
‫في‬ ‫به‬ ‫فرمي‬ ،‫بوة‬ُّ‫ن‬‫ال‬ ‫بادعاء‬ ‫الشاعر‬ ‫اتهام‬ ً‫ا‬‫رج‬ َ‫ح‬ ‫األمر‬ ‫وزاد‬ ،ً‫ة‬‫خيف‬ ‫منه‬ ‫فأوجسوا‬ ،ً‫ا‬‫عذر‬
َ‫ب‬ّ‫ذ‬َ‫وك‬ ‫قوته‬ ‫وهنت‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ‫بعد‬ ‫سراحه‬ ِ‫طلق‬ُ‫أ‬ ‫ثم‬ ،‫فيه‬ ‫مكثه‬ ‫وطال‬ ،‫معاملته‬ ‫وسيئت‬ ‫السجن‬
‫يراه‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫قاصد‬ ِ‫املدن‬ ‫بني‬ ُ‫ينتقل‬ َ‫فأخذ‬ ‫ضده‬ َ‫ق‬ّ‫ف‬ُ‫ل‬ ‫مما‬ َ‫الشاعر‬ َ‫ل‬ َّ‫وتنص‬ ‫تهمة‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫لصق‬ُ‫أ‬ ‫ما‬
‫سيف‬ ‫هو‬ ،‫كرمي‬ ‫شجاع‬ ‫عربي‬ ‫بأمير‬ ‫يلتقي‬ ْ‫أن‬ ‫له‬ ‫تسنى‬ ‫حتى‬ ،‫الرجال‬ ‫من‬ ‫به‬ ً‫ا‬‫جدير‬
ِ‫ه‬‫وترحال‬ ِ‫ه‬ِّ‫ل‬‫ح‬ ‫في‬ ‫يالزمه‬ ُ‫الشاعر‬ ‫وكان‬ ،‫بصاحبه‬ ‫منهما‬ ُّ‫كل‬ َ‫ب‬ ِ‫ج‬ْ‫ع‬ُ‫أ‬‫احلمداني،ف‬ ‫الدولة‬
ِ‫ة‬‫الطاحن‬ِ‫املعارك‬)1(
َ‫غمار‬ ‫معه‬ ‫ويخوض‬ ،ُ‫ة‬‫الشاعر‬ ُ‫ه‬ُ‫ت‬‫عبقري‬ ‫به‬ ْ‫جادت‬ ‫ما‬ َ‫أروع‬ ‫فيه‬ ُ‫م‬ ِ‫ظ‬ْ‫ن‬َ‫ي‬‫و‬
‫عطايا‬ ‫وكانت‬ ، ٍ‫تصوير‬ َ‫أبدع‬ ‫ها‬ُ‫ر‬‫ويصو‬ ٍ‫تسجيل‬ ‫أروع‬ ‫فيسجلها‬ ،‫وم‬ُّ‫الر‬ ‫ضد‬ ‫كانت‬ ‫التي‬
‫تستمر‬ ‫لم‬ ‫املتينة‬ ‫العالقة‬ ‫هذه‬ ‫ولكن‬ ،‫أغناه‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ً‫ال‬‫انثيا‬ ‫الشاعر‬ ‫على‬ ُ‫ال‬َ‫ث‬ْ‫ن‬َ‫ت‬ ‫الدولة‬ ‫سيف‬
‫إيغار‬ ‫في‬ ‫جدوا‬ ‫الذين‬ ‫واحلساد‬ ‫الوشاة‬ ‫إقذاء‬ ‫صفوها‬ َ‫وشاب‬ ‫ها‬َ‫ر‬َّ‫د‬َ‫ك‬ ‫فقد‬ ‫النهاية‬ ‫إلى‬
.‫ومكارهه‬ ‫شدائده‬ ،‫املوت‬ ‫وغمرات‬ ،‫والزحمة‬ ‫الشدة‬ :‫غمرة‬ ‫جمع‬ ‫الغمار‬ )1(
‫املتنبي‬