SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  17
Télécharger pour lire hors ligne
‫‪ w‬ص‬
‫‪w‬‬

‫‪ w‬ص 91‬
‫‪w‬‬

‫4‬

‫وطني‬

‫ثـقافـة‬

‫نجيب الشايب يف مرمى‬
‫نريان اجلبهة والنداء‬

‫أزمة معرض تونس‬
‫الدويل للكتاب عابرة‬
‫أم مؤرش اهنيار؟‬

‫عرفات مات مسموما‬
‫ومحـاس وفتـح‬
‫يتهمـان ارسائيل‬
‫ص52‬
‫الجمعة 4 محرم 5341هـ الموافق لـ 8 نوفمبر 3102 م‬

‫الحوار‬
‫الوطني:‬

‫ريـاضـة‬

‫بعد تأييده لترشيح أحمد المستيري‬

‫‪ w‬ص 03‬
‫‪w‬‬

‫النادي الصفاقسي‬

‫مشاكل باجلملة‬
‫واستياء من كرول‬
‫‪El Fejr‬‬

‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬

‫اﻟﻌﺪد‬

‫431‬

‫اﻟﺜﻤﻦ : 007 مليم - الثمن في الخارج :1 يورو - في ليبيا : 1 دينار‬

‫جولة جديدة يف األفق وأحزاب سياسية تعرقل التوافق‬
‫أمحد املستريي األوفر حظا وأسامء أخرى تدخل السباق‬
‫ص5‬

‫عبد الفتاح مورو لـ «الفجر»‬

‫بتنازهلا عن احلكم النهضة أثبتت أهنا‬
‫أكثرديمقراطية من الدول العريقة‬
‫رّ‬
‫خطاب االستئصاليني يبش‬
‫بزواهلم كام زال من قبلهم‬
‫الفكر الشيوعي االستئصايل‬

‫بعد إفشال‬
‫محاولة جلب‬
‫كمال اللطيف:‬

‫ص6‬

‫من طعن الثورة من اخللف.. هل هو اجلهاز‬
‫األمني أو القضائي أو اهنيار هيبة الدولة؟ص8‬
‫2‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬

‫مــطلع الفجر...‬

‫ثقافة االستقطاب أفرغت الساحة من رموز للتوافق‬
‫�أ�صابت احلرية التون�سيني، وارت�سمت‬
‫ع �ل��ى وج��وه��ه��م ك ��ل ع�ل�ام ��ات التعجب‬
‫واال�ستفهام وهم يتابعون �أخبار احلوار‬
‫الوطني. ومن �أب��رز ما �أث��ار هذه احلرية‬
‫تقدم �سنّ املر�شحني �إىل تبوّ ء مقعد رئا�سة‬
‫احلكومة ال�ستكمال ال�شوط الأخ�ي�ر من‬
‫عملية االنتقال الدميقراطي، �إ�ضافة �إىل‬
‫ّ‬
‫ق�ل��ة ع��دده��م. ل�ق��د جت ��اوز امل�ت��اب�ع��ون كلّ‬
‫الق�ضايا اخلالفية وحجج كل الف�صائل،‬
‫ّ‬
‫و�أ� �ص �ب��ح ال �� �س ��ؤال امل� �ط ��روح: ه��ل خلت‬
‫تون�س من زعامات كهلة �أو �شابّة تتوفر‬
‫ف�ي�ه��ا م��وا� �ص �ف��ات ال�شخ�صية الوطنية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال�ت��ي يطمئنّ �إل�ي�ه��ا ع�م��وم التون�سيني؟‬
‫لقد ا�ستطاع املتحاورون ب��دون ع�سر �أن‬
‫ي�ح��ددوا موا�صفات ال�شخ�صية املطلوب‬
‫ّ‬
‫ت��وف��ره��ا يف امل�تر� �ش��ح مل�ن���ص��ب رئا�سة‬
‫احلكومة، و�أبرزها اال�ستقاللية والنزاهة‬
‫والإميان بامل�شروع الدميقراطي، وانطلقت‬
‫الت�صفيات للعثور على الع�صفور النادر،‬

‫وانطلقت عملية التقييم للمرت�شحني على‬
‫ّ‬
‫قاعدة اال�ستقاللية، ف�سقط �أغلب املر�شحني‬
‫بال�ضربة القا�ضية، فقد ارتبط جميعهم‬
‫مبركز نفوذ حزبي قدميا وحديثا. والأمر‬
‫ال ي��دع��و �إىل ال�غ��راب��ة، فظاهرة االنتماء‬
‫وال�ت���ص�ن�ي��ف ظ��اه��رة ل���ص�ي�ق��ة بالنظام‬
‫ّ‬
‫ال�سيا�سي اال�ستبدادي وال�شمويل الذي‬
‫يتدخل يف �أدق تفا�صيل املواطن لي�صنفه‬
‫ال على �أ�سا�س املواطنة، و�إمنا على �أ�سا�س‬
‫"الوالء واملعار�ضة"، لي�سهل عليه التعامل‬
‫ال��دق�ي��ق � �س��واء القمعي ع�بر املحا�صرة‬
‫للمعار�ضني والت�ضييق عليهم و�إخ�ضاعهم‬
‫ّ‬
‫ل�شتى �أنواع املتابعات واملحاكمات ورمبا‬
‫الت�صفيات، ومن جهة ثانية ف�سح املجال‬
‫ّ‬
‫�أمام املوالني لزيادة التنفذ واال�سترثاء. وال‬
‫ميكن يف ظل هذه الأج��واء لكائن من كان‬
‫البقاء على احلياد �أو اال�ستقاللية حلماية‬
‫نف�سه من ال�شبهات وحماية م�سريته املهنية‬
‫وحميطه العائلي، بل �أ�صبح االنتماء �إىل‬

‫املنظومة احلاكمة �آل�ي��ا مبجرد ال�صعود‬
‫ّ‬
‫يف ال�سلم الوظيفي، �أو �شرطا �أ�سا�سيا ال‬
‫ّ‬
‫بد من توفره و�إب��رازه يف كل املنا�سبات،‬
‫بل وتعزيزه بتقدمي قوائم يف امل�شبوهني‬
‫بعدم انخراطهم يف املنظومة، فما بالك‬
‫بالذين حتدّثهم �أنف�سهم باملعار�ضة والنقد.‬
‫فتم تق�سيم املواطنني �إىل ق�سمني ال ثالث‬
‫لهما مع العائلة احلاكمة، ومن لي�س معها‬
‫فهو عدوّ يفقد كل مقومات املواطنة.‬
‫ه � ��ذه ال��و� �ض �ع �ي��ة �أف � �ق� ��دت ال �� �س��اح��ة‬
‫ال �� �ش �خ �� �ص �ي��ات امل �� �س �ت �ق � ّل��ة وال �ن��زي �ه��ة،‬
‫ال�شخ�صيات ال�ت��ي يت�ساوى عندها كل‬
‫التون�سيني باعتبارهم مواطنني مت�ساوين‬
‫يف احلقوق والواجبات بقطع النظر عن‬
‫�أفكارهم ومعتقداتهم و�أحزابهم وجهاتهم،‬
‫حقوق اجلميع حمفوظة بالقانون ولي�س‬
‫على �أ�سا�س الهوى �أو امل�صالح احلزبية.‬
‫ّ‬
‫ه��ذه ال�شخ�صيات ه��ي رج���االت الدولة‬
‫املعول عليهم، افتقدتهم ال�ساحة ال�سيا�سية‬

‫ال�ت��ون���س�ي��ة، واف�ت�ق��د معهم التون�سيون‬
‫ال�ع�ن��ا��ص��ر ال��راب �ط��ة ب�ي�ن �أب� �ن ��اء الوطن‬
‫الواحد. فاجلدل ال�سيا�سي الذي اكت�شفه‬
‫ال�ت��ون���س�ي��ون ب �ع��د ال� �ث ��ورة ك���ش��ف عمق‬
‫الرنج�سية والتع�صب احل��زب��ي املقيت.‬
‫املتناف�سون يف حلبة ال�سيا�سية يعاملون‬
‫بع�ضهم ع�ل��ى �أن �ه��م �أع � ��داء �أل� � �دّاء جتب‬
‫مالحقتهم وت�صفيتهم املادية واملعنوية،‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وهذا ما يع�سر اليوم الوفاق.‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫وال �شك �أن قيم الدميقراطية و�شيوع‬
‫ّ‬
‫احل �ري��ات كفيل ب� ��أن ي�ضخ يف ال�ساحة‬
‫ّ‬
‫ال�سيا�سية التون�سية رجاال كثريين ون�ساء‬
‫ّ‬
‫ك �ث�ي�رات ج��دي��ري��ن ب���ص�ف��ة اال�ستقاللية‬
‫ّ‬
‫واحل �ي��اد وال��وق��وف ع�ل��ى نف�س امل�سافة‬
‫من كل الت�شكيالت احلزبية من �أجل بناء‬
‫تون�س اجلديدة التي ت�شيع ثقافة املواطنة‬
‫والن�سبية يف املواقف واملقاربات، والقبول‬
‫ب��االخ��ت�ل�اف، وح�ي�ن�ئ��ذ ��س�ت���ض��ع احل��رب‬
‫�أوزارها وي�ستظل اجلميع بخيمة الوطن.‬
‫الفجر‬

‫رئيس النيابة اخلصوصية بسيدي‬
‫بوسعيد يطرد وفدا سياحيا تركيا‬

‫ّ‬
‫ات�ص ��ل "بالفج ��ر" بع� ��ض �أه ��ايل منطقة �سي ��دي بو�سعيد‬
‫ليعربوا عن احتجاجهم على �إقدام رئي�س النيابة اخل�صو�صية‬
‫بط ��رد وف ��د �سياح ��ي ترك ��ي �ض� �م قراب ��ة 002 �شخ� ��ص من‬
‫ّ‬
‫املنتم�ي�ن ملنظمة تركية �شبابية لل�س�ل�ام �أثناء زيارتهم لزاوية‬
‫�سيدي بو�سعيد قبل يوم من تد�شينها بعد الرتميم. وبح�سب‬
‫ّ‬
‫�أح ��د املت�صل�ي�ن ف� ��إن الوفد قام بزي ��ارة �إىل خمتل ��ف الأماكن‬
‫التاريخية باملنطقة.‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫و�أ�ضاف املت�صلون �أن املدعو "عبد الر�ؤوف الدخالوي" هو‬
‫من تولىّ طرد الوفد ال�سياحي من دون �سبب. وح�سب رواية‬
‫ال�شهود فق ��د رفع رئي�س النيابة العمومية �شعار "ديقاج" يف‬
‫وج ��ه الوف ��د ال�سياحي الذي ��ن مل يفهموا �سب ��ب ت�صرفه. وقد‬
‫ا�ستهج ��ن الأه ��ايل وخا�صة التجار مبنطق ��ة �سيدي بو�سعيد‬
‫ّ‬
‫موق ��ف رئي�س النيابة اخل�صو�صية واعت�ب�روا ما �أقدم عليه‬
‫الدخالوي ي�سيء بدرجة �أوىل ل�ص ��ورة البالد التون�سية يف‬
‫عي ��ون زوارها الأجانب ولل�سياحة التون�سية عموما، وي�ضر‬
‫بهم من الناحية التجارية.‬
‫ومبحاول ��ة االت�ص ��ال ب ��وزارة ال�سياح ��ة لال�ستفه ��ام ع ��ن‬
‫حج ��م احلدث وموقفها من هذا الت�صرف الذي يهدّد ال�سياحة‬
‫التون�سية مل نتمكن من احل�صول على �أيّ م�س�ؤول.‬

‫جلسة‬
‫استثنائية‬
‫لشورى حركة‬
‫النهضة‬

‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬

‫ّ‬
‫بن موسى خيرج عن واجب التحفظ ويعلن انحيازه لنواب املعارضة‬

‫م� �رة �أخرى ينحاز الع�ضو يف الرباع ��ي الراعي للحوار رئي�س الرابطة الوطنية حلقوق الإن�سان عبد ال�ستار بن‬
‫ّ‬
‫مو�س ��ى للن ��واب املن�سحبني وحتديدا نواب م ��ا ي�سمى بجبهة الإنقاذ، وهدّد ب�إيق ��اف احلوار يف �صورة مل يرتاجع‬
‫املجل�س الت�أ�سي�سي عن التعديالت الأخرية �صلب النظام الداخلي والتي تن�ص على �ضرورة �أن مير رئي�س احلكومة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الق ��ادم وبعد اختياره واالتفاق عليه من قبل الفرق ��اء ال�سيا�سيني على الت�صويت عرب الت�أ�سي�سي، التعديل الذي مل‬
‫ي ��رق لبع�ض ن ��واب املعار�ضة املن�سحبني �سابق ��ا والذين قرروا من �أج ��ل ذلك تعليق عمله ��م بالت�أ�سي�سي واملطالبة‬
‫ب� ��أن يت� �م اختيار رئي�س احلكوم ��ة القادمة بالتوافق ب�ي�ن الأحزاب امل�شارك ��ة يف احلوار الوطن ��ي ودون الرجوع‬
‫ّ‬
‫للت�أ�سي�س ��ي، و لك ��ن امل�ستغرب �أن ينحاز ع�ض ��و بالرباعي لأطراف دون �أخرى ويثبت بالت ��ايل عدم حياديته وعدم‬
‫ّ‬
‫وقوفه على م�سافة واحدة من كل الأحزاب وهو �أمر يطرح عديد الأ�سئلة عن جدوى هذا احلوار الوطني و �أطرافه‬
‫غري حمايدة.‬

‫جوهر بن مبارك يعرتف بفشل املعارضة وعدم قدرهتا عىل احلكم‬

‫ّ‬
‫كتب جوهر ب ��ن مبارك على جداره الفي�سبوك ��ي �أن ف�شل احلوار كان‬
‫متوقعا و�أنه قال يف �أكرث من منا�سبة �أن وقت خروج الرتويكا من احلكم‬
‫مل يح ��ن بعد ال �سيما قبل حتديد موع ��د االنتخابات. وت�ساءل جوهر بن‬
‫مب ��ارك "ماذا �أعدّت املعار�ضة يف �ص ��ورة ف�شل احلوار" جميبا "طبعا ال‬
‫�ش ��يء". وربط بن مبارك ف�شل احلوار الوطن ��ي بف�شل املعار�ضة وف�شل‬
‫�سيا�ساته ��ا وا�ستقوائه ��ا باالحت ��اد الذي جعل ��ت منه غط ��اءا لن�شاطاتها‬
‫ّ ّ‬
‫ومعار�ضتها. واقر ب� ��أن املعار�ضة غري قادرة على ال�صراع وفاقدة لزمام‬
‫املبادرة.‬

‫يعقد جمل�س �شورى حركة النه�ضة جل�سة ا�ستثنائية نهاية هذا الأ�سبوع‬
‫لتدار� ��س التطورات ال�سيا�سية الأخرية بالب�ل�اد وتقييم امل�سار التفاو�ضي.‬
‫وم ��ن املنتظر �أن يقدّم رئي�س احلركة تقريرا حول امل�سار التفاو�ضي و�سبل‬
‫ّ‬
‫�إجناح احلوار الوطني والعراقيل التي تعيق تقدّمه. وللتذكري ف�إن جمل�س‬
‫�ش ��ورى حرك ��ة النه�ضة قد دعا يف دورته الأخ�ي�رة �إىل تالزم امل�سارات بني‬
‫الت�أ�سي�س ��ي واحلكومي والت�أكيد على �ض ��رورة قيام حكومة توافقية ت�سهر‬
‫على ما بقي من املرحلة التا�سي�سية.‬

‫حمسن مرزوق‬
‫هيدد بفرض‬
‫ّ‬
‫احلل الذي‬
‫يرتئيه‬

‫العنوان: 52 نهج محمود بيرم التونسي. منفلوري ـ تونس‬
‫فاكس: 720.094.17 - الهاتف: 620.094.17‬
‫الحساب البنكي: 91301700017500040280 :‪BIAT-RIB‬‬
‫العنوان االلكتروني: ‪elfejr2011@gmail.com‬‬

‫المدير المسؤول‬
‫عبد اهلل الزواري‬

‫جلنة املصادرة‬
‫تكذب جريدة الرشوق‬
‫�أ�� �ص ��درت جل �ن��ة امل �� �ص��ادرة بيانا‬
‫ك��ذب��ت ف �ي��ه ج��ري��دة ال �� �ش��روق التي‬
‫ت �ع��ددت يف امل ��دة الأخ �ي�رة اخبارها‬
‫ال�ك��اذب��ة او املوجهة ب�صورة غريبة‬
‫وجاء يف البيان: على �إثر ما �أوردته‬
‫جريدة "ال�شروق" يف عددها ال�صادر‬
‫ّ‬
‫ال �ي��وم االث �ن�ين 40 نوفمرب 3102‬
‫وتناقلته بع�ض املواقع الإلكرتونيّة‬
‫بخ�صو�ص ق��رار رف��ع امل���ص��ادرة عن‬
‫�أمالك عبد العزيز بن �ضياء وعبد الله‬
‫القالل وعبد الوهاب عبد الله وعيا�ض‬
‫ال� � ��ودرين، ت �ت �ق �دّم جل �ن��ة امل�صادرة‬
‫بالتو�ضيح التايل �إنارة للر�أي العام :‬
‫"�إن هذا اخلرب ال �أ�سا�س له من ال�صحة‬
‫ّ‬
‫باعتبار �أن الأ�شخا�ص املذكورين قد‬
‫ّ‬
‫متت م�صادرة جميع مكا�سبهم عدا تلك‬
‫املت�أتيّة من املرياث �أو ال�سابقة لتاريخ‬
‫70 نوفمرب 7891 وه��ي الزال��ت‬
‫�سارية املفعول".‬

‫قال القيادي يف نداء تون�س حم�سن مرزوق يف ت�صريح لإحدى االذاعات �أن جبهة‬
‫ّ‬
‫االنق ��اذ �ست�صفر قريب ��ا نهاية الهدنة مع حركة النه�ضة و�ستتج ��ه لفر�ض احلل عليها.‬
‫وقال حم�سن مرزوق " البد �أن ي�شارك ال�شارع التون�سي يف اخلروج من الأزمة وابعاد‬
‫ّ‬
‫حرك ��ة النه�ضة عن احلكم بعد �أن تبني تعطيله ��ا املتعمد للحوار الوطني"، م�ضيفا �أن‬
‫ّ‬
‫" حركة النه�ضة تريد ربح الوقت ومراوغة املعار�ضة ولن تنجح هذه املرة". و�أكد‬
‫ّ‬
‫حم�س ��ن مرزوق �أن حركة النه�ضة ب�صدد احلكم عن طريق " �شرعية احل�شمة" م�شريا‬
‫�إىل �أن انتهاء املهلة وال�صرب على حركة النه�ضة �شارف على االنتهاء.‬

‫رئيس التحرير‬
‫محمد فوراتي‬

‫اإلشراف الفني‬
‫مكرم أحمد‬

‫تصدر عن دار الفجر‬
‫للطباعة والنشر‬
‫مطبعة دار التونسية‬

‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬

‫الغنويش يتباحث مع الشايب‬
‫والعبايس مستقبل احلوار الوطني‬
‫ال�ت�ق��ى �أول �أم ����س ال���ش�ي��خ را�شد‬
‫الغنو�شي زعيم حركة النه�ضة مرفوقا‬
‫بكل من ال�سيد نور الدين العرباوي‬
‫ّ‬
‫و ال�سيد عبد اللطيف املكي وف��دا عن‬
‫احل ��زب اجل �م �ه��وري ي�ت�ق�دم��ه ال�سيد‬
‫ّ‬
‫جنيب ال�شابي و��ض��م مية اجلريبي‬
‫وع�صام ال�شابي للتباحث حول �آخر‬
‫م�ستجدّات احل��وار الوطني و م�آالته‬
‫على �إثر �إعالن الرباعي الراعي للحوار‬
‫ّ‬
‫عن تعليقه الإثنني.‬
‫ك�م��ا ت�ب��اح��ث ال�غ�ن��و��ش��ي يف نف�س‬
‫ال �ي��وم م��ع ال���س�ي��د ح�سني العبا�سي‬
‫الأمني العام التحّاد ال�شغل حول �سبل‬
‫�إيجاد �آليّة للتوافق حول ال�شخ�صية الوطنيّة التي �سترت�أّ�س احلكومة يف املرحلة القادمة و�إعادة ا�ستئناف‬
‫احلوار وح�ضر اللقاء عامر العري�ض رئي�س املكتب ال�سيا�سي.‬

‫النائبة اقبال مصدح ترد عىل مغالطات املنسحبني‬
‫ردت النائب ��ة باملجل� ��س الوطني الت�أ�سي�س ��ي اقبال م�صدح عل ��ى احتجاجات‬
‫ن ��واب املعار�ضة عل ��ى التنقيحات الت ��ي �أقرها النواب يف املجل� ��س وا�صفة تلك‬
‫االحتجاجات باملغالطات: وجاء يف ردها:‬
‫يف رد عل ��ى بع� ��ض املغالطات يف خ�صو�ص التعديالت الت ��ي مت ادخالها على‬
‫النظ ��ام الداخل ��ي وكج ��واب عل ��ى رد الفع ��ل املبالغ فيه ��ا من ط ��رف �أع�ضاء يف‬
‫املعار�ضة و يف حزب التكتل:‬
‫1 - املغالطة االوىل: القول �أن 3 �أ�شخا�ص من النه�ضة �صاروا قادرين على‬
‫متري ��ر كل ق ��رارات مكت ��ب املجل�س؛ ه ��ذا يفرت� ��ض �أوال غياب ن ��واب املعار�ضة‬
‫ال5 (اثنان منهم من غري املن�سحبني) و الرئي�س ونائبه من التكتل !‬
‫2 - املغالط ��ة الثانية: عقد جل�س ��ة عامة بتجاوز رئا�سة املجل�س؛ �أوال عقد‬
‫اجلل�س ��ة العام ��ة ي�أت ��ي بناء عل ��ى عري�ضة م ��ن 901 نائب, نف� ��س العدد ال ��ذي زكى الرئي� ��س و نائبي ��ه والقادر على‬
‫�سحب الثقة منهم ان اراد. ثم العري�ضة ال تتجاوز رئا�سة املجل�س بل تكون ملزمة لعقدها و ذلك لتاليف تعطيل �أعمال‬
‫املجل�س. وجود هذه االلية هو واجب على امل�شرع ولكن يبقى لل�سيا�سي تقدير جدوى ا�ستعمالها من عدمه.‬

‫حزب األمان يقرتح بن سدرين لرئاسة احلكومة القادمة‬

‫اق�ت�رح رئي�س حزب الأم ��ان لزهر بايل احلقوقية �سهام ب ��ن �سدرين لرئا�سة‬
‫احلكوم ��ة القادمة يف حال مل يت� �م التوافق على الأ�سم ��اء املر�شحة واملطروحة‬
‫ّ‬
‫عل ��ى طاولة الرباعي الراع ��ي للحوار الوطني. وقال ب ��ايل يف ت�صريح لإحدى‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫الإذاع ��ات، �أنه مت اقرتاح �سهام بن �سدرين لتاريخها الن�ضايل و�أنه وقع اقرتاح‬
‫ا�سمه ��ا من باب البدائل يف �ص ��ورة عدم التوافق على الأ�سم ��اء املطروحة. كما‬
‫طالب لزهر بايل الرباعي مراجعة الأجندة، مقرتحا تاريخ 71 دي�سمرب 3102‬
‫ك�آخر �أجل لتطبيق خارطة الطريق.‬

‫العبايس: إذا تواصل اخلالف بني األحزاب‬
‫فعليهم أن يتقبلوا قرارنا دون نقاش‬
‫َ َ َْ ِ ْ‬

‫ق��ال الأم�ين العام الحت��اد ال�شغل ح�سني العبا�سي خ�لال مداخلته يف‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�إحدى الربامج الإذاعية "�إذا طلب منا كرباعي �أن نقدم ال�شخ�صيــة الأن�سب‬
‫ُ َ‬
‫ُ‬
‫لهذا املن�صب ف�سوف نفعل ذلك، �شريطــة �أن يتقبلوا قرارنا دون نقا�ش”.‬
‫و�أ�ضاف العبا�سي نحن �أطراف ترعى احلوار الوطني واختيار ال�شخ�صيــة‬
‫التي �ستتوىل من�صب رئا�سـة احلكومـة مهمة موكولــة بدرجــة �أوىل‬
‫ُ‬
‫للأحزاب امل�شاركــة، ولكن �إذا توا�صل اخلالف بني الأح��زاب املُمثلة يف‬
‫احلوار وانعدم التوافق حول مر�شح معني، وطلب منا تر�شيح ال�شخ�صية‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫التي نراها كرباعي قادرة على �أن تقود البالد خالل املرحلة املقبلة ف�سوف‬
‫نتحمل امل�س�ؤولية يف ذلك على حد قوله.‬
‫وفيما يتعلق بهذه ال�شخ�صيــة التي ينوى الرباعي اقرتاحها �إذا توا�صل‬
‫َ‬
‫اخلالف بني باقي الأحزاب ، رف�ض العبا�سي الإدالء با�سم هذا املر�شح ،‬

‫وطنية‬

‫3‬

‫أحمد المستيري:‬

‫الرجل الذي يغتال للمرة الثالثة‬
‫ُ‬
‫ّ‬

‫يعترب خ��روج أمح��د املستريي عن احل��زب االش�تراك��ي الدستوري من أبرز‬
‫األحداث السياسية خالل عرش ّية السبعينات من القرن املايض، وأخذ احلدث بعدا‬
‫هاما يف التاريخ السيايس احلديث لتونس باعتبار مكانة الرجل التارخيية ووزنه‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫داخل منظومة السلطة آنذاك، إضافة إىل األفكار التي طرحها والتي تتمحور حول‬
‫رضورة االنفتاح والتعدد وسط احلزب احلاكم وخارجه، ومثلت مشاركة حركة‬
‫الديمقراطيني االشرتاكيني التي أنشاها وتزعمها يف انتخابات 1891 ترسيخ فكرة‬
‫التعددية يف الساحة السياسية التونسية بحكم االنتشار الرسيع الذي وجدته احلركة‬
‫يف خمتلف اجلهات ومن مجيع الفئات واملساندة الشعبية التي حازهتا يف أغلب‬
‫هّ‬
‫املناطق بام فيها العاصمة. وأثبتت الشهادات التي تلت االنتخابات أنا زورت وال‬
‫ّ‬
‫تزال صور من املهازل االنتخابية راسخة يف أذهان العديد من الذين شاركوا يف تلك‬
‫االنتخابات كمرشحني أو من اجلمهور املنتخب، وراجت تلك النادرة أن صندوق‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫االنتخاب شبيه بـ "الدالعة" تضع فيه‬
‫األوراق خرضاء فتنكشف عند الفرز‬
‫عن أوراق محراء، واغتيلت التجربة‬
‫الديمقراطية يف امل��ه��د، ومل جيرؤ‬
‫ّ‬
‫يومها كثر عن إدانة العملية واكتفى‬
‫ّ‬
‫املتحمسون منهم ب��اإلدان��ة اخلفيفة،‬
‫فكان االغتيال األول لتطلعات الرجل‬
‫ال���ذي ب�شر التونسيني ب���أن التنمية‬
‫ّ‬
‫والكرامة واحلرية ال يمكن أن تتحقق‬
‫يف ظل احلزب الواحد والرأي الواحد،‬
‫وأن هيمنة حزب عىل البالد لن يشيع‬
‫ّ‬
‫إال االنتهاز ّية والفساد.‬
‫وواصل الرجل معركة الديمقراطية‬
‫وس��ط هرسلة وض��غ��وط أخرجته‬
‫مكرها من املضامر لتخفيف الضغط‬
‫عن احلزب الوليد وضامن استمرارية‬
‫ال��ت��ج��رب��ة، ف��احت��ا ه��ي��اك��ل ح��زب��ه‬
‫ّ‬
‫وصحيفته أمام كل األطراف الطاحمة إىل توطني العملية الديمقراطية، وظل الرجل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫بعيدا عن األضواء ح ّتى كانت الثورة املجيدة، وعاد اسمه إىل التداول من أجل قيادة‬
‫املرحلة االنتقالية باعتبار قيمته االعتبار ّية يف مسرية املعركة الديمقراطية، ولقيمته‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫كرجل دولة قادر عىل استيعاب كل املشهد السيايس التونيس، وكذلك نظرا إىل‬
‫كفاءته القياد ّية؛ إذ سبق له أن أرشف عىل عدد من الوزارات اهلامة، ولكن الدولة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫العميقة وقيادات الظل استبعدته أل ّنه ال يمكن التعويل عليه للحفاظ عىل املكاسب‬
‫والسلطة اخلفية التي حتوزها عدة أطراف يف خمتلف مفاصل اإلدارة واالقتصاد،‬
‫فكان االغتيال الثاين هلذه الشخصية الوطنية وتفويت الفرصة عىل التونسيني‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫لالستفادة من ابن جترأ عىل إعالن التمرد واختيار املسلك الصعب لصناعة مستقبل‬
‫سيايس مرشق لتونس.‬
‫وهاهي فرصة جديدة تتاح من جديد إلعادة االعتبار إىل الرجل ورمزيته، بل‬
‫الستفادة تونس منه ومن خربته، واألهم من نزاهته وحياده أنه أحرص النّاس‬
‫عىل أن يستكمل التونسيون مرشوعهم الديمقراطي وأن تكون له بصمة، فهو‬
‫أب املرشوع الديمقراطي يف تونس. ويمكن أن تساعده شخصيته القو ّية وتارخيه‬
‫النضايل يف كل املجاالت يف أن يبقى خارج دائرة التجاذبات احلزبية وتغليب املصلحة‬
‫ّ‬
‫الوطنية للخروج من هذه الفرتة االنتقالية بسالم.‬
‫ّ‬
‫بعض القوى الوطنية تعيد املشهد مرة أخرى وترفض رئاسة املستريي للحكومة‬
‫يف وقت دقيق حيتاج إىل الوفاق وإىل املصاحلة مع التاريخ بحجج أحيانا ال تستقيم‬
‫وأحيانا تثري الضحك واالشمئزاز. أما املتحججون بتقدمه يف السن فكانوا خيططون‬
‫لرفع عتبة السن عن الرئيس السابق، ويوجد اآلن يف الساحة السياسية من الناشطني‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫السياسيني من أمثاله الكثري يف نفس عمره تقريبا. كام أن مرشوع الدستور الذي‬
‫ّ‬
‫ينكب عىل صياغته املجلس الوطني التأسييس قد ختلىّ يف بند الرتشح إىل الرئاسة‬
‫عن عتبة السن. فهل يغتال حلم املستريي للمرة الثالثة ويوضع املسار االنتقايل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫عىل كف عفريت، أم تستحرض طاولة املفاوضات عقلها الديمقراطي واملصلحة‬
‫ّ‬
‫الوطنية العليا وتسمح بضخ دماء جديدة يف رشايني الثورة التونسية؟‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الصادق الصغيري‬
‫4‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬

‫بعد تأييده لترشيح أحمد المستيري‬

‫نجيب الشايب يف مرمى نريان اجلبهة والنداء‬

‫�شن ��ت عدد م ��ن الأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة املعار�ضة‬
‫و�أبواقها الإعالمية حملة �شعواء على ال�سيد احمد‬
‫جني ��ب ال�شاب ��ي ب�سب ��ب موقف ��ه وموق ��ف احلزب‬
‫اجلمهوري الداعم لرت�ش ��ح ال�سيد احمد امل�ستريي‬
‫لرئا�س ��ة احلكوم ��ة القادم ��ة. وكان حم ��ة الهمام ��ي‬
‫الأك�ث�ر و�ضوح ��ا حي ��ث ق ��ال ان جبه ��ة االنق ��اذ لن‬
‫تن�س ��ق م�ستقبال م ��ع اجلمهوري ف ��رد ال�شابي بان‬
‫حم ��ة ال يتح ��دث �إال ع ��ن نف�سه ولي� ��س ناطقا با�سم‬
‫جبه ��ة االنقاذ. كما عرب عدد م ��ن رموز نداء تون�س‬
‫عن امتعا�ضهم من ر�أي ال�شابي وما قالوا �أنه تغيري‬
‫يف املواقف �أ�ضر بوحدة املعار�ضة. وقد �شنت عدد‬
‫م ��ن الأذرع الإعالمية للمعار�ض ��ة و�صفحاتها على‬
‫الفاي�سب ��وك هجوم ��ا ال �أخالقيا عل ��ى �أحمد جنيب‬
‫ال�شاب ��ي وعل ��ى �أحم ��د امل�ستريي مما جع ��ل رموز‬

‫احل ��زب اجلمهوري ي ��ردون الفع ��ل ويتربمون من‬
‫ه ��ذه العقلي ��ة ال�سيا�سوي ��ة احلزبي ��ة ال�ضيقة التي‬
‫ت�ش ��كك وتهاج ��م كل م ��ن يخالفها ال ��ر�أي، ويف هذا‬
‫الإط ��ار ق ��ال ال�شاب ��ي �أن رف�ض امل�ست�ي�ري لي�س له‬
‫مربر و�أن عامل ال�سن م�ضحك فنف�س املر�شح الذي‬
‫تقدمه املعار�ضة يف نف�س العمر تقريبا يف حني ان‬
‫امل�ست�ي�ري له من اخل�ب�رة والكف ��اءة واال�ستقاللية‬
‫والرمزية ما ي�ؤهله لهذه املهمة يف هذه املرحلة من‬
‫تاريخ البالد.‬
‫وق ��د زاد يف نف ��ور �أح ��زاب جبه ��ة الإنق ��اذ م ��ن‬
‫ال�سي ��د جني ��ب ال�شابي مق�ت�رح اجلمه ��وري الذي‬
‫عرف بالإدماج بني املر�شحني والذي قبلته النه�ضة‬
‫والذي مبقت�ضاه يعني امل�ست�ي�ري رئي�سا للحكومة‬
‫والنابل ��ي وحمم ��د النا�ص ��ر نائب�ي�ن وجل ��ول عياد‬

‫وزي ��را يف اخت�صا�ص ��ه. اجلبه ��ة ال�شعبية حتديدا‬
‫رف�ضت هذا املق�ت�رح و�أعتربت انه ال جمال للقبول‬
‫ب�أحم ��د امل�ست�ي�ري رئي�س ��ا للحكوم ��ة وان ��ه ورق ��ة‬
‫النه�ضة الرابحة.‬
‫هذا الهجوم على ال�شابي واجلمهوري �سيو�سع‬
‫اله ��وة ب�ي�ن مكون ��ات جبه ��ة الإنق ��اذ خا�ص ��ة وان‬
‫التحال ��ف الدميقراط ��ي الذي يق ��وده ال�سيد حممد‬
‫احلامدي يعي�ش �أي�ضا خالفات حقيقية مع مكونات‬
‫جبهة الإنقاذ بع ��د ان�سحاب عدد من نواب �أحزابها‬
‫م ��ن الكتل ��ة الدميقراطي ��ة يف املجل� ��س الت�أ�سي�سي‬
‫دون علمه، وكذلك املنه ��ج الو�سطي الوهادئ الذي‬
‫اتبع ��ه التحالف الدميقراطي منذ اندالع الأزمة مبا‬
‫يخالف منهج اجلبهة والنداء.‬

‫محمد القوماني:‬

‫الرباعي يريد الوصاية عىل القرار الوطني‬

‫ق ��ال حمم ��د القوام�ي�ن يف ت�صري ��ح �صحف ��ي �أن‬
‫احل ��وار الوطني الذي ال ميلك من هذه ال�صفة �سوى‬
‫الت�سمية، يُبني عن حدوده ويف�صح عن حقيقته:‬
‫ الرباع ��ي "الراع ��ي للح ��وار": م ��ن االنحي ��از‬‫املف�ضوح واملكابرة يف حماولة مترير خريطة طريق‬
‫غري عادلة وغ�ي�ر قابلة للتطبي ��ق، �إىل �إعالن �صريح‬
‫لو�صايت ��ه عل ��ى الق ��رار الوطن ��ي، ويع ّل ��ق احل ��وار‬
‫املتعرث مهّددا ومتوعّدا.‬
‫ الأحزاب " الكبرية": من تكتيك املعلن وامل�ضمر‬‫واملخاتل ��ة يف اخلط ��اب، �إىل اللع ��ب باملك�ش ��وف‬
‫والإف�ص ��اح ع ��ن تعار�ض اال�سرتاتيجي ��ات من خالل‬
‫ا�ستحال ��ة التواف ��ق عل ��ى �شخ�صية م�ستقل ��ة لرئا�سة‬
‫احلكوم ��ة يف انتظار بقية مطب ��ات ت�شكيل احلكومة‬
‫ّ‬
‫و�صي ��غ تزكيته ��ا �أو �سح ��ب الثقة منه ��ا يف املجل�س‬
‫الوطني الت�أ�سي�سي.‬
‫ الأح ��زاب " ال�صغرية": م ��ن حماولة لعب �أدوار‬‫�أك�ب�ر م ��ن �أحجامه ��ا والتموق ��ع يف رهان ��ات امل�شهد‬
‫الق ��ادم، �إىل اكت�ش ��اف لُعب ��ة الكب ��ار والت�س ��ا�ؤل عن‬

‫موقعه ��ا يف التغطي ��ة الر�سمي ��ة عل ��ى احل ��وار حول‬
‫احلوار.‬
‫و�أ�ض ��اف: ف�ش ��ل احل ��وار بع ��د �شه ��ر م ��ن جل�سته‬
‫االفتتاحية يف �إجن ��از مهمتي الأ�سبوع الأول ح�سب‬
‫خريط ��ة الطري ��ق، وهم ��ا �إع�ل�ان الأع�ض ��اء الت�سعة‬
‫للهيئة العليا امل�ستقلة لالنتخابات و�إعالن ال�شخ�صية‬
‫امل�ستقل ��ة لرئا�سة احلكومة القادم ��ة، لكن املحاورين‬
‫واملتابع�ي�ن بالطب ��ع، يهتم ��ون بع ��دم التواف ��ق على‬
‫رئي�س احلكوم ��ة املفرت�ض، وال يهتم ��ون مبو�ضوع‬
‫هيئ ��ة االنتخابات، وتل ��ك عيّنة من ت�ل�ازم امل�سارات‬
‫وتزامنها.‬
‫وق ��ال: مل نفعل يف ح ��زب الإ�صالح والتنمية حني‬
‫رف�ضنا التوقيع امل�سبق على خريطة طريق كنا نراها‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫بحاج ��ة �إىل تعديل �أثناء احلوار، �إال الإف�صاح املبكر‬
‫عن بذور ف�شل مبادرة الرباعي يف �صيغتها احلالية،‬
‫واليوم نعلن جمددا مت�سكنا باحلوار �صيغة وحيدة‬
‫لتجاوز الأزمة ال�سيا�سية احلادة ببالدنا، لكن نريده‬
‫ح ��وارا وطني ��ا حقيقيا �ش ��كال وم�ضمون ��ا، ندعو كل‬

‫الق ��وى ال�صادقة، مب ��ا يف ذلك �أطراف ��ا يف الرباعي،‬
‫�إىل التع ��اون على حتقيق ��ه يف �أقرب الآجال من �أجل‬
‫انتخابات عاجلة يف مناخ �أمني واجتماعي و�سيا�سي‬
‫منا�سب، وب�ضمانات جتعل جميع املتناف�سني يقبلون‬
‫بنتائجها.‬

‫حزب التكتّل يقرر تعليق نشاطه باملجلس الوطني التأسييس‬

‫ّ‬
‫�أعل ��ن �أم� ��س الناطق الر�سمي با�سم حزب التكتل الوطني من �أجل العمل واحلريات “حممد بنور” �أن املكتب ال�سيا�سي للحزب الذي اجتمع ب�صفة طارئة م�ساء الأربعاء‬
‫ق� �رر تعلي ��ق ن�ش ��اط كتلة احلزب باملجل�س الوطني الت�أ�سي�سي ويف اللجان واجلل�سات العامة داعيا اىل اجتماع ب�ي�ن ر�ؤ�ساء الكتل ورئي�س املجل�س للخروج من نتائج هذه‬
‫ّ‬
‫التعديالت.‬
‫ويف �سي ��اق تربي ��ره لهذا الق ��رار �أفاد الناطق الر�سم ��ي با�سم احلزب �أن تنقيح �أح ��كام النظام الداخلي للمجل�س الوطن ��ي الت�أ�سي�سي ف�إن املكت ��ب ال�سيا�سي يعترب �أن ما‬
‫مت �إق ��راره من تنقيحات يخل بالتوازن ��ات ال�سيا�سية التي يقوم عليها املجل� ��س الوطني الت�أ�سي�سي‬
‫وهياكل ��ه ومي�س من دور مكتب املجل�س كما مي�س من الدور الذي ت�ضطلع به املعار�ضة �صلبه، وهو‬
‫م ��ا م ��ن �ش�أنه تعقي ��د الأزمة التي تعي�شها تون�س الي ��وم وي�ضر باملناخ الذي يج ��ب �أن يتوفر ل�ضمان‬
‫جناح احلوار الوطني.‬
‫من جهة �أخرى عرب التكتل يف بيانه �أم�س عن تعلقه باحلوار الوطني ودعا �إىل ا�ستئناف �أ�شغاله‬
‫يف �أقرب الآجال و�أكد على �أهمية الإ�سراع بالتوافق حول اختيار رئي�س احلكومة القادم.‬
‫و�أ�ض ��اف �أن ��ه ي�ؤكد عل ��ى �ضرورة �أن ت�ض ��ع كل الأط ��راف امل�شاركة يف احل ��وار الوطني م�صلحة‬
‫الوطن فوق كل امل�صالح احلزبية وال�شخ�صية، ونظرا جل�سامة التحديات التي تواجه الوطن يعترب‬
‫ح ��زب التكت ��ل �أن تون�س حتتاج الي ��وم �إىل �شخ�صية وطنية م�ستقلة حتظى بثق ��ة خمتلف الأطراف‬
‫وتتمت ��ع بر�صي ��د وطني كبري وبخ�صال قيادية وبخربات وجتربة ت�ؤهله ��ا لتحمل م�س�ؤولية رئا�سة‬
‫احلكومة يف هذه املرحلة.‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬

‫الحوار الوطني:‬

‫جولة جديدة يف األفق وأحزاب سياسية تعرقل التوافق‬
‫أمحد املستريي األوفر حظا وأسامء أخرى تدخل السباق‬

‫سيناريو الصفقة وتقاسم السلطة‬

‫محمد فوراتي‬

‫محمد فوراتي‬

‫في التأسيسي‬

‫املصادقة عىل‬
‫فصل ينص عىل‬
‫االقتطاع من منحة‬
‫النواب يف حال‬
‫تكرر الغيابات‬
‫ّ‬
‫�ص ��ادق املجل� ��س الت�أ�سي�س ��ي يف جل�س ��ة‬
‫االثن�ي�ن املخ�ص�ص ��ة ملناق�ش ��ة تعدي�ل�ات عل ��ى‬
‫النظام الداخل ��ي للمجل�س على �إ�ضافة فقرة يف‬
‫الف�ص ��ل621 تن� ��ص عل ��ى االقتطاع م ��ن منحة‬
‫الن ��واب يف ح ��ال تك� �رر الغيابات لث�ل�اث مرات‬
‫ّ‬
‫متتالية .‬
‫ّ‬
‫كما �صادق املجل�س وفق ما �أكدته كتلة امل�ؤمتر‬
‫من �أجل اجلمهورية على �إدخال تعديدالت على‬
‫الف�صل�ي�ن 601 و 98 بهدف مزيد �ضبط تقدمي‬
‫التنقيح ��ات و تق�ص�ي�ر �آجاله ��ا خ�ل�ال مناق�ش ��ة‬
‫الد�ستور ق�صد الت�سريع يف مناق�شة وامل�صادقة‬
‫على ف�صوله و�أي�ضا تر�شي ��د نقاط النظام �أثناء‬
‫مناق�شته .‬
‫و �صادق �أي�ضا عل ��ى تنقيحات على الف�صلني‬
‫ّ‬
‫63 و 97 ت�ضمن عدم تعطل انعقاد اجلل�سات‬
‫العام ��ة �أو �إعاقة اجتماع مكتب املجل�س واتخاذ‬
‫القرار داخله يف حال الغيابات اجلماعية .‬
‫وقد احتجت الكتل ��ة الدميقراطية ب�شدة على‬
‫ه ��ذا التعدي ��ل وان�سح ��ب نوابه ��ا م ��ن اجلل�سة‬
‫معتربي ��ن �أنه ��ا تدخ ��ل يف ب ��اب االنتق ��ام م ��ن‬
‫النواب املن�سحبني يف حني �أكد ال�صحبي عتيق‬
‫رئي�س كتلة حرك ��ة النه�ضة �أن هدف التعديالت‬
‫ه ��و الت�سريع يف عمل املجل� ��س وامل�صادقة على‬
‫الد�ستور.‬

‫5‬

‫تتوا�صل منذ بداية الأ�سبوع جولة من امل�شاورات‬
‫الر�سمية وغري الر�سمية لإيجاد فر�صة جديدة النطالق‬
‫احلوار الوطني بعد تعليقه من قبل الرباعي الراعي‬
‫للحوار و�سط ت�صريحات غري م�شجعة على �إجناح‬
‫احل ��وار، وخا�صة ال�ت��واف��ق ح��ول �شخ�صية املر�شح‬
‫لرئا�سة احلكومة القادمة. ويف وقت متزامن تقريبا‬
‫انطلقت �أزمة �أخرى يف املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬
‫بعد تعليق عدد من الكتل ـ ومن بينها التكتل ـ ن�شاطها‬
‫ب�سبب امل�صادقة على تعديالت يف النظام الداخلي‬
‫حتد من الغيابات وتخ�صم من �أجور كل نائب يتغيب‬
‫ّ‬
‫ث�لاث م��رات. ويف ال��وق��ت ال��ذي ك��ان فيه املواطنون‬
‫يرتقبون انفراجا �سيا�سيا ينعك�س �إيجابا على الو�ضع‬
‫االجتماعي واالقت�صادي يبدو �أن الأم��ور تتجه �إىل‬
‫مزيد من التعقيد، وهو ما دفع عددا من ال�سيا�سيني �إىل‬
‫التحذير من الأ�سو�أ وحتى من املواجهة وال�صدام كما‬
‫جاء على ل�سان �أحمد جنيب ال�شابي.‬
‫آمال وخماوف‬

‫ورغ ��م ت ��أك �ي��دات ع��دد م��ن ال��زع �م��اء ال�سيا�سيني‬
‫على �أن الأم��ل ال ي��زال قائما يف التو�صل �إىل اتفاق‬
‫قريب حول �شخ�صية وفاقية لرئا�سة احلكومة، ف�إن‬
‫ال�شكوك بقيت تلقي بظاللها على خمتلف التحاليل؛‬
‫ب�سبب تعنت جزء من املعار�ضة، وت�أكيدات النه�ضة‬
‫�أنها لن ت�سلم احلكم �إال ملن تثق يف نيته وقدرته على‬
‫حماية امل�سار الدميقراطي و�أهداف الثورة. ويف هذا‬
‫الإطار جاء ت�صريح ال�شيخ را�شد الغنو�شي عقب لقائه‬
‫بح�سني العبا�سي الأمني العام لالحتاد العام التون�سي‬
‫لل�شغل الذي توقع فيه انطالق جولة جديدة من احلوار‬
‫قريبا، م�ؤكدا �أف�ضلية امل�ستريي ك�شخ�صية ت�ستجيب‬
‫ل�شروط املرحلة. �أم��ا لقاء النه�ضة واجلمهوري فقد‬
‫ا�ستقبل بحذر من قبل اجلبهة والنداء، خا�صة �أن �أزمة‬
‫عميقة ب��د�أت ب��وادره��ا بالظهور داخ��ل جبهة الإنقاذ‬
‫ب�سبب م��واق��ف اجل�م�ه��وري التي اعتربها �شركا�ؤه‬

‫خيانة لوحدة املعار�ضة. ومن جهته يتحرك الرباعي‬
‫للحوار يف اجتاه اخلروج من م�أزق خارطة الطريق‬
‫التي �أ�صبحت ح�سب ر�أي البع�ض غري قابلة للتطبيق،‬
‫بل �صدرت تهديدات مبطنة من بع�ض قيادات الرباعي‬
‫ب�إمكانية فر�ض مر�شح بعينه دون موافقة الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية، �أو الإع�لان عن الف�شل النهائي والك�شف‬
‫عن املت�سببني فيه. و�إذا كان الرباعي ي�ؤكد �أن الوفاق‬
‫ممكن و�أن العودة �إىل احلوار لن تتم �إال بعد االتفاق‬
‫على ا�سم املر�شح، ف�إن كل التحركات ت�شري �إىل �إمكانية‬
‫طرح قائمة جديدة �أو تغيري منهج اختيار ال�شخ�صية‬
‫الوفاقية التي يبحث عنها اجلميع وي�صعب الإجماع‬
‫عليها بني الفرقاء ال�سيا�سيني. ويف هذا الإط��ار �أعيد‬
‫طرح عدد من الأ�سماء مثل �سهام بن �سدرين و�شوقي‬
‫الطبيب وبن جدو ومهدي جمعة.‬
‫أمحد املستريي األوفر حظا‬

‫ويعترب الإ� �ش �ك��ال الرئي�سي يف تعطل احل��وار‬
‫الوطني هو رف�ض جزء من املعار�ضة �شخ�صية �أحمد‬
‫امل�ستريي لقيادة احلكومة القادمة لفرتة قد ترتاوح‬
‫ب�ين �ستة �أ�شهر �إىل ثمانية، ويف مقدمة الراف�ضني‬
‫اجل�ب�ه��ة ال�شعبية ون� ��داء ت��ون ����س، يف ح�ين يحظى‬
‫امل�ستريي بدعم وا�سع من النه�ضة وامل�ؤمتر والتكتل‬

‫وحتى اجلمهوري والتحالف الدميقراطي والإ�صالح‬
‫والتنمية والدميقراطيني اال�شرتاكيني، ومن املتوقع‬
‫�أن ت��واف��ق عليه �أي���ض��ا حركتا وف ��اء وت �ي��ار املحبة،‬
‫بالإ�ضافة �إىل �أحزاب �أخرى عديدة و�شخ�صيات وطنية‬
‫مثل الدكتور حمودة بن �سالمة الذي �أكد دعمه القوي‬
‫لأحمد امل�ستريي رفيقه امل�ؤ�س�س حلركة الدميقراطيني‬
‫اال�شرتاكيني.‬
‫وق��د �سجل املالحظون ح�ضورا ب��ارزا للمر�شح‬
‫�أحمد امل�ستريي يف ح��وارات �إذاعية وتلفزية �آخرها‬
‫ح ��واره م��ع ال�ق�ن��اة الوطنية ظهر فيه ال��رج��ل مقنعا‬
‫وحم ��اورا ذك�ي��ا وملمّا ب�صعوبة املرحلة وم�ستعدا‬
‫خلدمة ب�لاده يف ه��ذه املرحلة الدقيقة واحل�سا�سة.‬
‫كما ك�شفت خمتلف احلوارات التي �أجراها عن حياده‬
‫ووعيه بت�شابك امل�صالح والأجندات ال�سيا�سية، كما‬
‫�أظهرت �شخ�صية قيادية بامتياز ميكنها حتقيق جناح‬
‫باهر و�إ�شراف حمايد على املحطة االنتخابية القادمة.‬
‫ورغم هذا احل�ضور الإعالمي املقنع لعموم املتقبلني،‬
‫ف�إن اجلبهة ال�شعبية خا�صة وبدرجة ثانية نداء تون�س‬
‫ت�شبثتا ب�ضرورة ا�ستبعاد امل�ستريي والبحث عن‬
‫�سيناريوهات جديدة رمبا من بينها �إعادة طرح �أ�سماء‬
‫جديدة يف قائمة املرت�شحني �أو تغيري �شروط الرت�شح‬
‫التي من بينها �شرط اخلربة يف العمل احلكومي.‬

‫ورغ��م �أن اجلميع ال يتعجل احلديث عن الف�شل‬
‫النهائي للحوار الوطني ف�إن عددا من اجلهات ال�سيا�سية‬
‫حتدثت عن �إرادة مغايرة جلهة �سيا�سية ـ واملق�صود‬
‫هنا نداء تون�س ـ لإف�شال احلوار والبحث عن تقا�سم‬
‫لل�سلطة مع النه�ضة يف مرحلة انتقالية ثالثة. ويف هذا‬
‫الإط��ار جاء ت�صريح لعبد احلميد اجلال�صي ال ي�شري‬
‫فيه �إىل اجلهة ال�سيا�سية، ولكن جنيب ال�شابي قال �إن‬
‫ّ‬
‫هذا احلل يُعترب اغتياال للم�سار الدميقراطي ولأهداف‬
‫ّ‬
‫الثورة، و�إنه �سيمثل حل العاجزين عن الوفاق، ورمبا‬
‫تكون م�آالته كارثية. ال�شابي قال �إن هذا ال�سيناريو‬
‫طرحه بع�ض الو�سطاء فقط، ومل يقع تباحثه ال يف‬
‫جبهة الإن�ق��اذ وال يف الرتويكا، م�شريا �إىل �إمكانية‬
‫ّ‬
‫وق ��وف ج�ه��ات ق��وي��ة وراء ه��ذا احل ��ل ال ��ذي ي�سميه‬
‫البع�ض بالهدنة اال��ض�ط��راري��ة ب�ين ال�ن�ظ��ام اجلديد‬
‫والنظام القدمي.‬
‫ويبقى موقف اجلبهة ال�شعبية غام�ضا ومتذبذبا‬
‫�أو قابال للت�أويل، فهي م��ن ناحية تتحرك بهاج�س‬
‫اخلوف والعداء وعدم الثقة يف حركة النه�ضة، كما �أنها‬
‫حتاول �أن حت�صل على مكا�سب �سيا�سية ب��أيّ طريقة‬
‫قبل االنتخابات القادمة؛ خل�شيتها من �إعادة نتائج 32‬
‫�أكتوبر املا�ضي. ومن جهة �أخرى جتد اجلبهة ال�شعبية‬
‫نف�سها يف حتالف مع قوى النظام القدمي، ولكنها بد�أت‬
‫تدرك �أنها طرف �سيا�سي ميكن ا�ستغالله من قبل جهات‬
‫�سيا�سية �أك�بر دون حتقيق �أي مكا�سب تذكر، ولهذا‬
‫وجدت نف�سها يف م�أزق مع اجلمهوري، وبد�أت عالقتها‬
‫بالنداء تفرت ب�سبب اهتزاز الثقة، وخا�صة بعد لقاء‬
‫باري�س بني الغنو�شي وال�سب�سي.‬
‫رمبا يدرك اجلميع �أن البالد مل تعد حتتمل املزيد‬
‫من املناروة والوقت ال�ضائع ب�سبب دقة الو�ضع الأمني‬
‫واالقت�صادي، ولكن خمتلف اجلهات ال�سيا�سية تبحث‬
‫عن تر�سيخ قدمها يف امل�شهد ال�سيا�سي املت�شكل حديثا،‬
‫لكن ذلك حتما لن يكون على ح�ساب امل�صلحة الوطنية،‬
‫وهذا ما يجب �أن يعيه اجلميع قبل �أن يغرق املركب‬
‫َ‬
‫مبن فيه.‬

‫شباب حركة رفض تتهم القوى السياسية بخيانة الثورة‬

‫ا�ص ��درت جمموع ��ة م ��ن ال�شب ��اب الثائ ��ر �أطلقت‬
‫عل ��ى نف�سها ا�سم �شب ��اب رف�ض بيانا اعلنت فيها عن‬
‫جملة من املبادئ والقرارات مهددة بالنزول لل�شارع‬
‫وحمذرة م ��ن الغدر بالث ��ورة و�أهدافه ��ا وفيما يلي‬
‫ن�ص البيان:‬
‫عل ��ى اث ��ر جتا�سر ق ��وى ال ��ردة و االنق�ل�اب على‬
‫مطال ��ب 71 دي�سم�ب�ر 41- جانفي م ��ن قبل النخب‬
‫املتعفن ��ة وب ��روز خط ��اب ا�ستئ�صايل جدي ��د البناء‬
‫الث ��ورة جت�سد عل ��ى �أر� ��ض الواقع بالق ��اء القب�ض‬
‫على العدي ��د من ابناء الق�صبة واحلراك االجتماعي‬
‫ودخ ��ول م ��ن ا�ست�أمنه ��م ال�شع ��ب يف دوام ��ة م ��ن‬
‫احل�ي�رة وال�ضع ��ف واله ��وان وارتب ��اط �أط ��راف‬

‫�سيا�سي ��ة مناوئة ب�أجن ��دات �أجنبي ��ة وطغيان املال‬
‫املنهمر على �أدعياء املدنية واال�ستقاللية ومنظمات‬
‫املجتم ��ع املدين التي تخ ��رب يف ال�ساحة االعالمية‬
‫وال�سيا�سي ��ة وحتط ��م يف كل النوامي�س والأعراف‬
‫االجتماعي ��ة وتن�صي ��ب والة م ��ن التجم ��ع الفا�س ��د‬
‫ب�ضغط وايعاز من ح ��زب فرن�سا "التكتل" واعتماد‬
‫هذا احلزب لل ��ي الذراع لأكرث من م ��رة وا�صطفاف‬
‫اجلبه ��ة ال�شعبي ��ة وم ��ا متثل ��ه م ��ن تي ��ارات قومية‬
‫مري�ضة وي�سارية موب ��وءة وبعثية دموية مع نداء‬
‫تون�س نافذة العودة للتجمع الفا�سد ودخول حركة‬
‫النه�ض ��ة يف عملي ��ة ت�سوي ��ة م�شبوه ��ة م ��ع �أركان‬
‫النظ ��ام ال�سابق عرب قبولها بالتحاور والتطبيع مع‬

‫املنظمات املوالية لنب علي و�أحزاب فرن�سا والقوى‬
‫املرت ��دة عل ��ى الث ��ورة باعت م ��ن خالله ��ا كل �سنني‬
‫الدم وال�سجون والع ��ذاب و�شرف العفيفات الالتي‬
‫�ضحني بكل ما ميلكن لن�صرة امل�شروع نرف�ض نحن‬
‫ك�شباب ثورة:‬
‫ �أي تع ��دي على �شرعي ��ة الثورة و ال�شارع - �أي‬‫تدلي� ��س للتاريخ -�أي حتري ��ف ملطالب الق�صبة 1 و‬
‫2 - �أي مماطلة يف املحا�سبة -�أي تهاون يف اطالق‬
‫�سراح قيادات التجمع ورجال االعمال الفا�سدين -�أي‬
‫تدخ ��ل ل�سفارة �أمريكا وفرن�س ��ا يف ال�ش�أن الداخلي‬
‫بالطريق ��ة الفجة الت ��ي ن�شاهدها -غ� ��ض النظر عن‬
‫املال املخابراتي التي تتلقاه االحزاب املعار�ضة من‬

‫طرف االمارات و ايران وال�سعودية ر�أ�سا - نرف�ض‬
‫�أي اعتق ��االت �سيا�سي ��ة لأبن ��اء الث ��ورة - موا�صلة‬
‫منظم ��ات بن علي كاحتاد ال�شغ ��ل و احتاد االعراف‬
‫يف و�صايتها على احلياة االقت�صادية واالجتماعية‬
‫وموا�صلة متويل الدولة له ��ذه املنظمات امل�شبوهة‬
‫التي مل ي�صلها التطهري كما ندعوا كل �شباب الثورة‬
‫اىل العودة اىل ال�شارع والت�صدي لكل �أ�شكال الردة‬
‫بالقوة وكل الو�سائل املادية واملعنوية ال�سلمية كما‬
‫نهيب ب�شب ��اب الثورة اىل ع ��دم اال�ستكانة ونطالبه‬
‫بالنزول لرف� ��ض احلوار الوطني مع �أركان التجمع‬
‫الفا�س ��د واىل الوقوف �صفا واح ��دا يف كل اجلهات‬
‫�ضد قوى الردة وطردها.‬
‫وطنية‬

‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬

‫6‬

‫بتنازهلا عن احلكم النهضة أثبتت أهنا‬
‫أكثرديمقراطية من الدول العريقة‬
‫خطاب االستئصاليني يبش‬
‫بزواهلم كام زال من قبلهم‬
‫الفكر الشيوعي االستئصايل‬

‫مروق احلوار عن هدفه الوطني وحتوله إىل مطية لتصفية حساب مع النهضة سبب الفشل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫أكد نائب رئيس حركة النهضة األستاذ عبد الفتاح مورو أن خروج احلوار عن هدفه الوطني وحتوله إىل مطية إلزاحة احلكومة وإخراجها من احلكم وتصفية حسابات مع خصم سيايس مثّل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫سببا حموريا يف إفشال احلوار. كام قال مورو يف حوار خص به جريدة "الفجر" أن الذين يرددون اليوم خطابات استئصالية واجتثاثية إنماّ يبرشون بزواهلم وينبئون باندحار فكرهم االستبدادي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫كام اندحر من قبلهم الفكر الشيوعي االستئصايل الذي ذهب وبقي اإلسالم. وأضاف يف السياق ذاته أن حركة النهضة التي يعاقبها أعداء الثورة عىل ديمقراطيتها ال جتد غضاضة يف تقديم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫التنازالت لتضع هذه القوى يف مأزق مجاهريي هيدد مستقبلها السيايس باالنقراض والزوال. وبخصوص إيقاف تنفيذ بطاقة اجللب ضد املدعو كامل ال ّلطيف أكد نائب رئيس حركة النهضة أن‬
‫ّ‬
‫هذا األمر ال يعود إلخالالت قانونية وإنام إىل خلل وارتباك يف تعاطي السلطة التنفيذية.‬
‫حاورته فائزة الناصر‬
‫هل كنتم املسؤولني مع رشكائكم يف الرتويكا‬
‫عن إفشال احلوار الوطني بتعنتكم؟‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫تعطل احل��وار لأن��ه انطلق انطالقة �ضعيفة ومل‬
‫ينطلق قوميا، �إذ كان من املفرو�ض �أن يقوم على هدف‬
‫وطني هو الإ�سراع ب�إنهاء املرحلة االنتقالية بتحقيق‬
‫االنتقال الدميقراطي املن�شود، وهو املطلب ال�شعبي،‬
‫ولكن الهدف من احلوار حاد عن هدفه و�أ�صبح ملتئما‬
‫حتت عنوان "�إزاحة احلكومة و�إخراجها من احلكم"‬
‫وه��ذا لي�س هدفا وطنيا، بل هدف حزبي. هو هدف‬
‫داخ��ل يف �أجندة احل��وار الوطني وج��زء من �أجندة‬
‫كاملة لتحقيق احلوار الوطني من �أجل حتقيق االنتقال‬
‫الدميقراطي. فمطلب �إخراج احلكومة من احلكم هو‬
‫يف طيات ويف مراحل ويف ثنايا االنتقال الدميقراطي‬
‫ك�شرط ل�ضمان انتخابات حرة ونزيهة ي�شرف عليها‬
‫ّ‬
‫ط��رف حمايد، �أم��ا �أن يفرد ه��ذا الهدف من دون كلّ‬
‫ّ‬
‫الأه��داف وي�صبح هو املطلب الأ�سا�سي للمعار�ضة،‬
‫وي�صبح احل��وار الوطني متوقفا على الإم�ضاء على‬
‫وثيقة �إخراج احلكومة، فهذا يف احلقيقة انحراف عن‬
‫الهدف الوطني الذي من �أجله كان احلوار الوطني. كما‬
‫ّ‬
‫�أن يف احلوار تك�شف �أنّ هناك بع�ض الأطراف التي ال‬
‫رغبة حقيقية لها يف احلوار ويف الو�صول �إىل الهدف‬
‫ّ‬
‫املرجو، واكتفت برف�ض كل ما يعر�ض عليها، وهذا ال‬
‫ميكن �أن يكون منطقا �سليما للحوار؛ لأن احلوار لن‬
‫ينجح من دون تنازالت �أو بتنازل طرف مقابل ت�صلب‬
‫�آخ��ر، و�أعتقد �أن حركة النه�ضة قد تنازلت مبا فيه‬
‫الكفاية عندما ر�ضيت بالتنازل عن احلكم الذي فو�ضت‬
‫له �شعبيا ومن دون �إج��راء انتخابات �أخ��رى، وكان‬

‫على الأط��راف الأخ��رى �أن حت�ترم ه��ذا املوقف، و�أن‬
‫تدرك �أنّ هناك بع�ض الأطراف امل�شاركة يف احلوار ال‬
‫رغبة لها يف �إمتام االنتقال الدميقراطي �إال بعد ثالث‬
‫�أو �أرب��ع �سنوات، وه��ذه يف احلقيقة �أجندة حزبية‬
‫�ضيقة تريد �أن تقفز على الإرادة ال�شعبية ولي�ست‬
‫�أجندة وطنية، فاليوم ما نحتاجه حقيقة هو د�ستور‬
‫وب��رمل��ان وم�ؤ�س�سات ق��ارة، ورئي�س جمهورية قار.‬
‫�إذن فاخلطورة التي تهدّد احلوار الوطني اليوم هي‬
‫�أنّ الأجندات احلزبية ال�سيا�سية تطغى على الأجندة‬
‫الوطنية. كما �أن الأطراف ال�سيا�سية املختلفة عجزت‬
‫عن �إدارة هذه املرحلة بنف�سها ف�أنابت عنها �أطرافا‬
‫ّ‬
‫نقابية ومنظمات �شغيلة حمرتمة لها ر�صيد وطني،‬
‫ومن املفرت�ض �أن تكون مهمتها نقابية ال �سيا�سية، وهذا‬
‫خط�أ فادح �أقدمت عليه الأطراف ال�سيا�سية ب�إقحامهم‬
‫لطرف نقابي يف املعركة ال�سيا�سية وتلويثها بو�سخ‬
‫ال�سيا�سة عو�ضا عن الإبقاء عليها كر�صيد وطني تلج�أ‬
‫�إليه يف الق�ضايا الوطنية الكربى.‬
‫اعترب محة اهلاممي أن أمحد املستريي رجل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫النهضة وسيكون امتدادا لسياسة عيل العريض؟‬

‫ه��ذا ك�لام ال معنى ل��ه، ك�لام ف��ارغ، الأ��ص��ل �أن ال‬
‫ي��رد عليه. ه��ذا املنطق ال يخدم الوفاق وال التوافق‬
‫ّ‬
‫واملق�صود منه التعطيل و�إلغاء امل�سار الدميقراطي‬
‫والت�أليب على حركة النه�ضة و�إخراجها يف �صورة‬
‫املعطل واملنقلب على االنتقال الدميقراطي، يعني �إما‬
‫�أن تقبل مبا �أختاره و�أفر�ضه عليك �أو �أتهمك بالتعطيل،‬
‫هذا كالم غري مربّر وال ي�ستند �إىل �أي حجة، واملفرت�ض‬
‫عدم ال��رد عليه �أو �أخ��ذه بعني االعتبار. ال�سيد �أحمد‬
‫ّ‬
‫امل�ستريي رجل دميقراطي وطني وفاقي مل يثبت �أنه‬
‫انت�صر يوما لطرف �سيا�سي دون �آخر، وهو لن يعمل‬
‫مبفرده، وبالإمكان �أن يطرح ه�ؤالء �شخ�صيات يثقون‬

‫بها ليعملوا معه، كما �أن��ه ل��ن يكون حاكما ب�أمره،‬
‫فالنه�ضة احلا�صلة على �أربعني باملائة مل تكن حاكمة‬
‫ب�أمرها وال �صاحبة القرار الأوحد، فكيف يكون مر�شح‬
‫مبفرده حاكما ب�أمره وم�ستبدا بال�سلطة. كان الأجدر‬
‫ّ‬
‫به�ؤالء �أن يخرجوا على ال�شعب وي�صارحوه ب�أنهم‬
‫غري معنيني باحلوار وال رغبة لهم �إال يف �إزالة حركة‬
‫النه�ضة واقتالعها من احلكم وا�ستبعادها من �سلطة‬
‫الفعل.‬
‫دع��ت اجلبهة الشعبية احلكومة إىل إخالء‬
‫مقرات احلكومة يوم 51 نوفمرب وهو يوم انتهاء‬
‫مهلة الثالثة أسابيع لتسليمها، ما ردكم عىل هذه‬
‫ّ‬
‫الدعوة؟‬
‫ّ‬

‫ه��ذا �إل �ق��اء ب�سيا�سة ال�ب�لاد يف امل�ج�ه��ول، وهذه‬
‫�أجندة حزبية تريد �أن تفعل بالنه�ضة ما مل ت�ستطع �أن‬
‫تفعله بال�صناديق، والغاية ت�صفية ح�ساب مع طرف‬
‫�سيا�سي ال ترغب يف وجوده وترغب يف ا�ستئ�صاله‬
‫من امل�شهد العام، �أجندة اختارت �أن ت�ؤلب الر�أي العام‬
‫�ضد النه�ضة وحتمله م�س�ؤولية كل ما يحدث وحدث‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يف ال �ب�لاد. وه��و منطق ع��دائ��ي ومنطق دكتاتوري‬
‫وا��س�ت�ب��دادي عند م��ن حت��وّ ل��ت النه�ضة عندهم �إىل‬
‫مر�ض مزمن، وهو دعوة �إىل التطاحن والتباغ�ض بني‬
‫التون�سيني. ف�أن تقول �إنّ حركة النه�ضة قد �أخط�أت‬
‫وحملت ال�ب�لاد �إىل ال�ه��اوي��ة ه��ذا حكم ال يقوله �إال‬
‫ال�شعب الذي ب�إمكانه �أن ي�سحب ثقته منها �أو يجددها‬
‫�إذا �شاء عرب ال�صناديق وعرب املنطق االنتخابي. ثم‬
‫ملاذا يخيفكم الإ�سراع يف اال�ستحقاق االنتخابي طاملا‬
‫ّ‬
‫�أنّ النه�ضة ح�سب ما ترددون يف كل املحافل قد فقدت‬
‫�أغلبيتها ونبذها ال�شعب. والنه�ضة م�ستعدة للت�سليم‬
‫مرحبة �إذا اختاركم ال�شعب. ومع ذلك النه�ضة �أثبتت‬
‫�أنها دميقراطية �أك�ثر من دميقراطية ال��دول العريقة‬

‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬
‫فصل احلركة عن احل��زب وفصل السيايس عن‬
‫الدعوي؟‬

‫عبد الفتاح مورو لـ «الفجر»‬

‫لأنها قبلت بالتنازل عن حكم من حقها نالته مبنطق‬
‫�صناديق االق�ت�راع. وقالت لكم الطريق اليوم ممهد‬
‫�أمامكم لت�شكيل حكومة م�ستقلة ت�ؤمّن انتخابات ال‬
‫تخ�شون على حياديتها و�شفافيتها ونزاهتها. �أم �إنكم‬
‫تريدوننا �أن نخرج مذمومني مدحورين فقط لأننا‬
‫با�شرنا احلكم �سنة ون�صف.‬
‫تعلم أن التنازالت الثقيلة واملؤملة التي قدمتها‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫حركة النهضة يف الفرتة األخرية خلقت حالة من‬
‫االحتقان يف قواعد احلركة ولدى شباب الثورة‬
‫الذين راهنوا عليها يف فرتة من الفرتات، أال تعتقد‬
‫أن هذا التميش للحركة قد أفقدها الكثري من‬
‫بريقها الثوري وجعل البعض يضعها يف مصاف‬
‫القوى التي تنكرت للثورة واستحقاقاهتا؟‬

‫ه��ذا ي �ع��ود يف ت�ق��دي��ري �إىل �ضعف التوا�صل‬
‫واحل ��وار ب�ين ق �ي��ادات احل��رك��ة وق��واع��ده��ا وخا�صة‬
‫ّ‬
‫ال�شباب منهم، حوار كان من �شانه �أن يو�ضح لل�شباب‬
‫حجم التحديات الداخلية واخلارجية التي تواجه‬
‫ّ‬
‫احلركة يف هذه املرحلة ال�صعبة والدقيقة حتى تكون‬
‫لهم ر�ؤية معمقة و�شاملة على حميطهم القريب والبعيد،‬
‫ّ‬
‫وح �ت��ى ي�ستوعبوا �سيا�سات احل��رك��ة وتوجهاتها‬
‫ورهاناتها. ويف املقابل ف�إنّ‬
‫�شباب احلركة ينبغي �أن‬
‫ال يجل�سوا يف موقف املتفرج ويقوموا بنف�س الدور‬
‫ّ‬
‫الذي متار�سه املعار�ضة اليوم التي تكتفي باجللو�س‬
‫على برج لرتاقب النه�ضة وتتق�صى �سقطاتها ليتتبعوا‬
‫هم وي�سجلوا �سقطات قياداتهم و�أخطائهم دون �أن‬
‫ي�شاركوا يف �صناعة احل��دث و�صياغة ال�سيا�سات.‬
‫ّ‬
‫ال بد �أن يكون �شباب النه�ضة �صناع حدث ال متلقني‬
‫ّ‬
‫فقط.‬
‫هل أخطأت حركة النهضة يف تأجيل قرار‬

‫وطنية‬
‫لنا موقفهم، و�إذا م��ا ك��ان��وا ق��د ا�ستلموا م��اال �أم ال،‬
‫ولأي مهمة ا�ستلموا هذه الأموال. ما دام هذا الرجل‬
‫موجودا على قيد احلياة، و�إن خريمت ال�صمت ف�إن هذه‬
‫التهمة �ستثبت عليكم، وحينها نقول لكم تع�سا لهذه‬
‫ّ‬
‫الدميقراطية التي تنظرون لها يا �سادة، ومتى كانت‬
‫الدميقراطية متاجرة بعر�ض بلدكم و�سيادة قراره‬
‫وخيارات �شعبه.‬

‫أصال، وهل كانت لكم سيادة يوما"؟‬

‫ّ‬
‫الأكيد �أنّ �إيقاف تنفيذ بطاقة اجللب �ضد املدعوّ‬
‫كمال اللطيف ال يعود �إىل خلل قانوين �أو لإخالالت‬
‫يف التنفيذ، بل �إىل خلل وارتباك يف تعاطي ال�سلطة‬
‫التنفيذبة. طبعا اخللل القانوين موجود كما ذكرت‬
‫لك، ولكنه لي�س ال�سبب املبا�شر يف تعطيل هذا القرار‬
‫الق�ضائي باجللب الذي هو عائد بالأ�سا�س �إىل خلل يف‬
‫ّ‬
‫وأين سيادة الدولة وهيبة مؤسساهتا؟‬
‫القرار عند امل�ؤ�س�سة التنفيذية التي مل تنفذ، فال�شرطة‬
‫من ال�صعب التحدث عن �سيادة الدولة بعد ثورة كانت حا�ضرة ووزارة الداخلية كانت حا�ضرة ولكن‬
‫تفككت فيها ال��دول��ة فبعد الإط��اح��ة ب��ر�أ���س النظام هناك طرف ثالث تدخل لوقف تنفيذ هذا القرار.‬
‫ّ‬
‫هوجمت جميع م�ؤ�س�سات الدولة ومفا�صلها و�ضربت‬
‫ومن هذا الطرف، مل ال تفصحون عن هويته‬
‫ه��ذه امل�ؤ�س�سات يف كيانها ويف وج��وده��ا، فر�أينا رصاح��ة، مل ه��ذا الغموض والتكتم ال��ذي سئمه‬

‫هذا �أ�صبح يت�أكد يوما بعد يوم، فقد اختلط داخل‬
‫احلركة دور الدعوي مع ال�سيا�سي، والدور احلركي‬
‫مع احلزبي. الدعوي هجر امل�ساجد و�أ�صبح ميار�س‬
‫ال�سيا�سة، وال�سيا�سي �أ�صبح ميار�س الدعوي. نحن‬
‫اليوم بحاجة �إىل تكوين دعاة وبرامج ومناهج تلبي‬
‫احتياج الوطن �إىل فكر �إ�سالمي ر�شيد ال ينتك�س على‬
‫خياراته ال�سابقة التقدمية، وال يتحول �إىل فكر تلفيقي‬
‫�أو رجعي، بل ي�ؤ�س�س فكرا يعرب عن التوجه الإ�سالمي‬
‫ال�صحيح، وه��ذا ال بد �أن يتفرغ له اجل��زء ال��ذي كان‬
‫ّ‬
‫تكوينه دينيا بالأ�سا�س حتى ي�ساهموا يف �إع��داد‬
‫جيل �إ�سالمي م�ستنري يفهم دينه جيّدا ويكر�س الفكر‬
‫ّ‬
‫الو�سطي وي�شكل �سدا منيعا �أم��ام التطرف الديني‬
‫ّ‬
‫وحت��ري��ف العقيدة الإ�سالمية ال�سمحة التي �آمنت‬
‫القرار السياسي‬
‫بها حركة النه�ضة منذ ن�ش�أتها و�سعت �إىل تر�سيخها‬
‫مخترق من أطراف‬
‫ّ‬
‫يف املجتمع. كما �أنّ العمل ال�سيا�سي ال يقوم به كل‬
‫�أبناء النه�ضة، بل بع�ض �أبنائها من الذين لهم ت�صوّ ر‬
‫متنفذة من‬
‫�سيا�سي وق��ادرون على فهم م�ستوجباته ومتطلباته‬
‫مصلحتها إفشال‬
‫ّ‬
‫وف�ل���س�ف�ت��ه، وال ��ذي ��ن ت �ت��وف��ر ف�ي�ه��م ���ش��روط ال �ق��ادة‬
‫ال�سيا�سيني. وهذا ي�ستحيل على احلركي واحلزبي،‬
‫هذه التجربة التي‬
‫فاحلركة املفرو�ض �أن تظل احلا�ضنة لفكر وملناهج‬
‫تحرص حركة‬
‫ولثقافة ولتوجهات النه�ضة الكربى، بينما احلزب هو‬
‫النهضة وشركاؤها‬
‫جمموعة من الربامج والأه��داف ال�سيا�سية التي قد‬
‫يلتقي حولها غري النه�ضويني، لذا فاحلزب يكون �أكرث‬
‫على إنجاحها‬
‫انفتاحا و�شمولية، وقد ي�ضم �أبناء النه�ضة وغريهم‬
‫ممن يجتمعون يف نف�س الربامج والر�ؤى ال�سيا�سية‬
‫واالقت�صادية واالجتماعية.‬
‫القا�ضي يتهجم عليه يف حمكمته، ور�أينا الأمني يهجم‬
‫البعض يرى أن تنازالتكم املفرطة ووفاقكم على مركزه، ر�أينا ا�ستهانة باملوظف الإداري وتطاوال‬
‫الوطني مل حيجب عنكم الدعوات الستئصالكم على م�ؤ�س�سات البالد، ومل يعد يف تون�س �أية مرجعية‬
‫واجتثاثكم من الوجود التونيس التي يطلقها من �سيا�سية �أو �أخالقية �أو دينية �أو �أدبية، حتى املفتي‬
‫جتلسون معهم للتحاور وم��ن تسعون للتوافق �أ�صبح ي�سب وي�شتم. فالذي يح�صل اليوم من توا�صل‬
‫ّ‬
‫معهم ومن تقدمون هلم التنازل تلو اآلخر يف كل م�سل�سل التطاول على امل�ؤ�س�سات وعلى ال�شخ�صيات‬
‫االعتبارية �أ�صبح فوق االحتمال. وهيبة الدولة يف‬
‫املنابر والترصحيات؟‬
‫ر�أي��ي حتتاج �إىل قيام ال��دول��ة و�إىل امل�سك بخيوط‬
‫ه ��ذه ال�ت���ص��ري�ح��ات ن �ت��اج ال �ف �ك��ر الدكتاتوري اللعبة، وخ�ي��وط اللعبة مل جتتمع ب�ع�دُ، لأن بع�ض‬
‫واال�ستبدادي، وه�ؤالء يريدون �أن يحكموا ويعي�شوا الأط��راف �أرادوا التفرقة و�أرادوا �أن يتطاولوا على‬
‫وح��ده��م يف ت��ون ����س، و� �س �ي��ذه �ب��ون ال حم��ال��ة �إىل القرار ال�سيا�سي يف منبعه.‬
‫مزبلة التاريخ ال��ذي هو ب�صدد التخل�ص من الفكر‬
‫فضيحة مدوية، فشل رهيب حلكومة ما بعد‬
‫اال�ستبدادي. و�سيك�شف التاريخ يوما �أنّ ه�ؤالء لي�سوا‬
‫�إال نتاجا لدكتاتورية يف مظهر دميقراطي، ه�ؤالء مل الثورة وارهت��ان غري مربر لقوى ال��ردة ورموز‬
‫يقدموا للبالد �سوى زئريا فارغا ووعيدا �ضد �شريحة الثورة املضادة و"تشليك خمزي لسيادة الدولة‬
‫ّ‬
‫من التون�سيني احلكم عليهم �أو لهم يرجع �إىل ال�شعب. وإه��دار هليبتها" كام قال السيايس حممد عبو،‬
‫ثم ماذا فعل ه�ؤالء يف الت�سعينات بهذا املنهج وبهذا هذا ما تردد عىل صفحات التواصل االجتامعي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫اخلطاب اال�ستئ�صايل، و�ضعوا كل �أبناء النه�ضة يف وما كان يردده شباب الثورة يف كل املجالس، بعد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال�سجون واملنايف؟ هل ا�ست�أ�صلوها من �ضمري ال�شعب؟ إيقاف بطاقة اجللب يف حق املدعو كامل اللطيف‬
‫هل حموها من الوجود التون�سي، ه�ؤالء اعتقدوا �أنهم ال��ذي وجهت له أك�بر وأخطر هتمة قد توجه‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ب�إبادة الإ�سالميني �سيق�ضون على ال�صفة الإ�سالمية ملواطن، وهي قضية التآمر عىل أمن الدولة. كيف‬
‫للوطن التي ي�ستمدها من تاريخه، ومن علمائه، ومن تفرس ما حدث؟‬
‫ثقافته و�إرثه منذ 31 قرنا من احل�ضارة؛ من �سلوكيات‬
‫بقطع النظر عن �صحة ال�شبهات التي الت�صقت‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وم��ن تربية مت�أ�صلة وم�ت�ج�ذرة ف�ي��ه، ه��ل ا�ستطاع بهذا الرجل �أم ال، املفرت�ض على �أن �أي مواطن وجهت‬
‫ه�ؤالء �أن يقتلعوا املجتمع التون�سي من هويته ومن له تهمة �أن ميثل �أمام الق�ضاء للتحقيق معه، ومن ثمة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�إ�سالميته. لذا ه�ؤالء يف نظري يب�شرون بزوالهم كما �إم��ا �أن ي�بر�أ �أو ي��دان، وال ن�ستطيع �أن نفهم كيف ال‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫زال من قبلهم الفكر ال�شيوعي اال�ستئ�صايل الذي ذهب ي�صل اال�ستدعاء �إىل ال�شخ�ص املظنون فيه وال يفر�ض‬
‫ّ‬
‫وبقي الإ�سالم، وينبئون بزوال فكرهم اال�ستبدادي. عليه املثول �أمام الق�ضاء بعد تعنته مدّة �سنتني، ثم ملّا‬
‫ّ‬
‫هل تعتقد أن هناك التفاف لقوى خارجية تقرر تنفيذ بطاقة اجللب نفذ القرار ب�إجراء معكو�س‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫فما ع�لاق��ة قا�ضي التحقيق بالتنفيذ، وم��ا الداعي‬
‫إلفشال جتربة الربيع العريب؟‬
‫لوجوده على عني املكان، وهذا لي�س من مهامه. ويبدو‬
‫يف احلقيقة عندما �أ�سمع م�س�ؤوال �أمنيا يف �إحدى �أنّ اخللل القانوين ح�صل من قا�ضي التحقيق يف‬
‫ّ‬
‫دول اخلليج ي��وج��ه اخل�ط��اب للمعار�ضة التون�سية خروجه بهذا ال�شكل امللفت للنظر. ومن دون �إذن وكيل‬
‫ويطلب منهم �أن يعيدوا له �أم��وال��ه لأنهم ف�شلوا يف‬
‫اجلمهورية.‬
‫الإط��اح��ة بالرتويكا و�إخ��راج الإ�سالميني من احلكم‬
‫أال يبدو املشهد وكأن كامل اللطيف قال لبن‬
‫ّ‬
‫فال بد هنا من �أن �أ�شك يف وج��ود م��ؤام��رة خارجية‬
‫بالفعل. هذه الأطراف التي وجه لها اخلطاب، والتي عمو وللعريض وللمرزوقي وللرتويكا احلاكمة:‬
‫ّ‬
‫مل حتدد �أ�سما�ؤهم، ولكنهم على كل حال معلومون "أنا فوقكم مجيعا وفوق القانون، فأنتم أوهن‬
‫لدى الر�أي العام التون�سي، �أطلب منهم �أن يو�ضحوا وأضأل من أن تنالوا مني، ومتى بسطتم سيادتكم‬

‫7‬
‫املضادة التي ال تريد الستحقاقات الثورة أن تنجح؟‬
‫هّ‬
‫أال تبدو هذه العمليات كأنا تنفذ بكبسة زر أو‬
‫ّ‬
‫"رموت كنرتول"؟‬

‫ه��ذا دي��دن الإره ��اب، ف��الإره��اب يهدف دائما �إىل‬
‫تفكيك الدولة و�إ�ضعاف م�ؤ�س�ساتها وتعطيل �أي م�سار‬
‫للتوافق بني خمتلف مكوّ ناتها من خالل �إرهاب الدولة‬
‫و�إره��اب ال�شعب و�إرب��اك الو�ضع ال�ع��ام. والإره��اب‬
‫ّ‬
‫يبحث دائما عن قاعدة لنف�سه ليحتل املنطقة، وهذا‬
‫ّ‬
‫يتطلب غياب امل�ؤ�س�سات وتفككها، لهذا هم ي�سعون‬
‫دائما �إىل �إ�ضعاف م�ؤ�س�سات الدولة وال�سلطة املركزية‬
‫يف البالد لي�سيطروا عليها ويتحكموا مبفا�صلها. لهذا‬
‫ال ن�ستغرب تزامن هذه العمليات الإرهابية يف كل مرة‬
‫ّ‬
‫مع �إجناز وطني �أو مع حتقيق خطوات �إيجابية نحو‬
‫الشعب؟‬
‫ت�أ�صيل كيان الدولة وت�أ�سي�س دولة امل�ؤ�س�سات الدائمة‬
‫ال�س�ؤال عن هذا الطرف ال يوجه حلركة النه�ضة ودول��ة القانون، وم��ع كل تقدم نحو �إر��س��اء النظام‬
‫ّ‬
‫وال حتى للق�ضاء، بل يوجه �إىل ال�سلطة التنفيذية الدميقراطي املن�شود.‬
‫ّ‬
‫التي من املفرت�ض �أن ت�س�أل عن عدم تنفيذ هذا القرار‬
‫ّ‬
‫يف كل أصقاع األرض تتبنّى احلركات اجلهادية‬
‫ّ‬
‫الق�ضائي الذي حتم�ست له ال�شرطة وتوجهت لتنفيذه، اإلرهابية العمليات املنفذّ‬
‫ة من ق َب ِلها، بل تسوقها‬
‫ِ َ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ثم تراجعوا عن تنفيذه لأنهم تلقوا مكاملة ت�أمرهم‬
‫عىل أهنا فتوحات، إلاّ يف تونس، فهم يتربؤون‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫بالعودة �إىل بيوتهم، وامل�س�ألة التي �أنا على يقني منها منها يف كل بياناهتم، أال يمكن أن يكون هناك سلفية‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫هي �أنّ هناك مكاملة جاءت من طرف يبدو �أنه نافذ وله أخرى نشأت يف "جلان التنسيق" ثم أطالت ال ّلحى‬
‫ّ‬
‫�سلطة يف البالد تدخل لوقف تنفيذ القرار، هذا الطرف وقصرّت الرساويل؟‬
‫ال �أعرفه �صدقا وال �أعلم �إذا ما كانت الأبحاث �ستك�شفه‬
‫الذين ينفذون العمليات الإرهابية �إىل الآن يقدمون‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يوما ما �أم �أنه �سيظل خفيا �إىل �أن منوت، �أنا ال �أملك‬
‫الإج��اب��ة. ول��و ك��ان الأم��ر بيدي حلملت حركتي على �أنف�سهم على �أنهم �سلفيون جهاديون، وبقطع النظر‬
‫اخل��روج من احلكم لأج��ل ه��ذا ال�سبب فح�سب، ف�إما عن هوية ه�ؤالء، هم بالن�سبة يل جمرمون حمرتفون،‬
‫�أن تكون ل��دي القدرة على فر�ض �سلطة امل�ؤ�س�سات الكثري منهم خ��رج م��ن ال�سجون يف ق�ضايا �أخالقية‬
‫والقانون �أو �أتخلى عن موقعي. فنحن نبني دولة وق�ضايا حق عام، وبع�ضهم يف ق�ضايا �إرهاب وحيازة‬
‫م�ؤ�س�سات ودول��ة قانون ال دول��ة "كاركوز" بات�صال �أ�سلحة، و�أنا �أعرف بع�ضهم من خالل نيابتي يف املحاكم‬
‫التون�سية. ف�إن كانوا ميار�سون الإره��اب وميار�سون‬
‫هاتفي �أوقف قرار ق�ضائي �سيادي.‬
‫الإره��اب على غريهم بغطاء ديني فالدين منهم براء،‬
‫ه��ل تعتقد أن حركة النهضة ال متلك كل و�إن ك��ان��وا مي��ار� �س��ون��ه "بكلمة �سر" بينهم وبني‬
‫ّ‬
‫خيوط اللعبة السياسية، وال متلك القدرة الفعلية االنقالبيني �أعداء االنتقال الدميقراطي من �أجل �إرباك‬
‫املناخ العام والت�شوي�ش على احلوار الوطني وابتزاز‬
‫عىل فرض القرارات السيادية؟‬
‫ّ‬
‫من هم اليوم يف احلكم الأع��داء الإيديولوجيني، ف�إن‬
‫هذا �صحيح يا �سيدتي، النه�ضة والرتويكا متلك قوى البناء والدميقراطية ب�شتى توجهاتها الإ�سالمية‬
‫ال�سلطة ولكنها ال متلك القدرة على فر�ض القرار، كما والعلمانية ويف مقدمتها الرتويكا احلاكمة ويف القلب‬
‫�أنّ خيوط اللعبة ال�سيا�سية لي�ست ب�أيديها، والقرار منها حركة النه�ضة �ستفوت عليها الفر�صة و�ستحافظ‬
‫ال�سيا�سي خمرتق من �أط��راف متنفذة من م�صلحتها على كل املكت�سبات الدميقراطية، لذا فحركة النه�ضة‬
‫التي يعاقبها �أع��داء الثورة و�أع��داء الدميقراطية على‬
‫دميقراطيتها ال جتد غ�ضا�ضة يف تقدمي التنازالت،‬
‫و�ست�ضع هذه القوى يف م�أزق جماهريي يهدد م�ستقبلها‬
‫نحن نبني دولة‬
‫ال�سيا�سي باالنقرا�ض والزوال.‬

‫مؤسسات ودولة‬
‫قانون ال دولة‬
‫"كاركوز" باتصال‬
‫هاتفي أوقف قرار‬
‫قضائي سيادي‬

‫�إف���ش��ال ه��ذه التجربة التي حتر�ص حركة النه�ضة‬
‫و�شركا�ؤها على �إجناحها. ما هذه ال�سلطة التي ي�ستباح‬
‫فيها �أعرا�ض رجال الدولة يف كل املنابر وت�شتم وت�سب‬
‫يف العلن، ما هذه ال�سلطة التي يرفع فيها رجال �أمن‬
‫مطالبني بحماية ر�ؤ�سائهم �شعار "ديقاج" يف وجهها‬
‫يف اجتماع لت�أبني �شهداء الوطن يف م�شهد كله �سفور‬
‫وجتر�ؤ وا�ستباحة لهيبة الدولة ورجالها.‬
‫مل���اذا حت���ول اإلره����اب إىل وس��ي��ل��ة للكسب‬
‫ّ‬
‫السيايس، ملاذا تتحرك العباءة وال ّلحى الطويلة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ك ّلام حتقق إنجاز وطني وخطوة نحو إنجاح‬
‫املرحلة االنتقالية، مل يبدو كأنه يأمتر بأمر الثورة‬

‫أم��ام انسداد أفق احل��وار الوطني وباستبعاد‬
‫اجلبهة ومن ورائها "النداء" بالسيد أمحد املستريي‬
‫رئيسا للحكومة املقبلة، هل لديكم يف حركة النهضة‬
‫تصور بديل؟‬
‫ّ‬

‫مل ن�صغ بعد ت�صوّ را بديال، ولكن يف ت�صوّ ري �أنا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫اخلا�ص ال منا�ص من �أن يتفق �شركاء الوطن من العقالء‬
‫املعنيني بنجاح احلوار وبالو�صول �إىل توافقات الذين‬
‫يجتمعون على مائدة احل��وار على �شخ�صية وطنية‬
‫حت��وز �أغلبية الآراء. وباعتبار �أن ه ��ؤالء املتعنتني‬
‫يرف�ضون �أغلبية الرتويكا، فلتكن هناك �أغلبية يف‬
‫مائدة احل��وار، ولتخرت ال�شخ�صية التي تتفق عليها‬
‫هذه الأغلبية. �أمّا �أن ي�صروا على توافق اجلميع على‬
‫ّ‬
‫�شخ�ص واحد، فهذا منطق تعجيزي يعك�س رغبة يف‬
‫�إف�شال احلوار، ويوحي ب�أن هذا الطرف وهو يعرف‬
‫نف�سه جيّدا �إنمّ��ا دخل احل��وار لت�صفية ح�سابات مع‬
‫حركة النه�ضة بالذات. و�إذا ا�ستحال هذا الأمر فعلى‬
‫رئي�س اجلمهورية حممد من�صف املرزوقي التدخل‬
‫الختيار �شخ�صية وطنية لرت�أ�س احلكومة املقبلة وفق‬
‫ما يقت�ضيه القانون املنظم لل�سلط العمومية، وله قيادة‬
‫امل�شاورات من �أجل اختيار رئي�س احلكومة املقبلة،‬
‫وهو ما يجوز له قانونيا بعد ف�شل الأطراف ال�سيا�سية‬
‫يف التوافق.‬
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134
الفجر 134

Contenu connexe

Tendances

Daily newsletter-no455 22-4-2014
Daily newsletter-no455 22-4-2014Daily newsletter-no455 22-4-2014
Daily newsletter-no455 22-4-2014
al-nashra
 
الرصد الاعلامي 6.10.2011
الرصد الاعلامي 6.10.2011الرصد الاعلامي 6.10.2011
الرصد الاعلامي 6.10.2011
Husam Shannak
 
المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013
osama hassan
 
No246 newslettr daily-25_9_2013
No246 newslettr daily-25_9_2013No246 newslettr daily-25_9_2013
No246 newslettr daily-25_9_2013
e-syrianews
 

Tendances (20)

الفجر 122
الفجر 122الفجر 122
الفجر 122
 
العقد الضائع
العقد الضائعالعقد الضائع
العقد الضائع
 
الفجر 252
الفجر 252الفجر 252
الفجر 252
 
Daily newsletter-no455 22-4-2014
Daily newsletter-no455 22-4-2014Daily newsletter-no455 22-4-2014
Daily newsletter-no455 22-4-2014
 
الفجر130
الفجر130الفجر130
الفجر130
 
الفجر 185
الفجر 185الفجر 185
الفجر 185
 
الفجر 104
الفجر 104الفجر 104
الفجر 104
 
الفجر 117
الفجر 117الفجر 117
الفجر 117
 
الفجر 152
الفجر 152الفجر 152
الفجر 152
 
الفجر 80
الفجر 80الفجر 80
الفجر 80
 
الفجر 85
الفجر 85الفجر 85
الفجر 85
 
الفجر179
الفجر179الفجر179
الفجر179
 
الفجر 95
الفجر 95الفجر 95
الفجر 95
 
الفجر 171
الفجر 171الفجر 171
الفجر 171
 
الفجر 87
الفجر 87الفجر 87
الفجر 87
 
التقرير الربع-الثاني-الانتهاكات-الواقعة-على-الاعلام-الليبي-
التقرير الربع-الثاني-الانتهاكات-الواقعة-على-الاعلام-الليبي-التقرير الربع-الثاني-الانتهاكات-الواقعة-على-الاعلام-الليبي-
التقرير الربع-الثاني-الانتهاكات-الواقعة-على-الاعلام-الليبي-
 
الفجر 121
الفجر 121الفجر 121
الفجر 121
 
الرصد الاعلامي 6.10.2011
الرصد الاعلامي 6.10.2011الرصد الاعلامي 6.10.2011
الرصد الاعلامي 6.10.2011
 
المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013المرصد 3-يناير-2013
المرصد 3-يناير-2013
 
No246 newslettr daily-25_9_2013
No246 newslettr daily-25_9_2013No246 newslettr daily-25_9_2013
No246 newslettr daily-25_9_2013
 

En vedette (6)

الفجر 107
الفجر 107الفجر 107
الفجر 107
 
الفجر 129
الفجر 129الفجر 129
الفجر 129
 
AAAS Teen Science Cafe Youth Leadership
AAAS Teen Science Cafe Youth LeadershipAAAS Teen Science Cafe Youth Leadership
AAAS Teen Science Cafe Youth Leadership
 
الفجر 144
الفجر 144الفجر 144
الفجر 144
 
الفجر 110
الفجر 110الفجر 110
الفجر 110
 
الفجر 78
الفجر 78الفجر 78
الفجر 78
 

Similaire à الفجر 134 (20)

الفجر 109
الفجر 109الفجر 109
الفجر 109
 
الفجر 86
الفجر 86الفجر 86
الفجر 86
 
الفجر 102
الفجر  102الفجر  102
الفجر 102
 
الفجر 108
الفجر 108الفجر 108
الفجر 108
 
الفجر 174
الفجر 174الفجر 174
الفجر 174
 
الفجر 128
الفجر 128الفجر 128
الفجر 128
 
الفجر 184
الفجر 184الفجر 184
الفجر 184
 
الفجر 178
الفجر 178الفجر 178
الفجر 178
 
الفجر 120
الفجر 120الفجر 120
الفجر 120
 
الفجر 83
الفجر 83الفجر 83
الفجر 83
 
الفجر 123
الفجر 123الفجر 123
الفجر 123
 
الفجر 149
الفجر 149الفجر 149
الفجر 149
 
الفجر 148
الفجر 148الفجر 148
الفجر 148
 
الفجر 118
الفجر 118الفجر 118
الفجر 118
 
الفجر 131
الفجر 131الفجر 131
الفجر 131
 
الفجر 222
الفجر 222الفجر 222
الفجر 222
 
الفجر 88
الفجر 88الفجر 88
الفجر 88
 
dhamir 439
dhamir 439dhamir 439
dhamir 439
 
الفجر 103
الفجر 103الفجر 103
الفجر 103
 
الفجر 89
الفجر 89الفجر 89
الفجر 89
 

Plus de JOURNAL EL FEJR (20)

الفجر 260
الفجر 260الفجر 260
الفجر 260
 
الفجر 259
الفجر 259الفجر 259
الفجر 259
 
الفجر 258
الفجر 258الفجر 258
الفجر 258
 
الفجر 257
الفجر 257الفجر 257
الفجر 257
 
الفجر 256
الفجر 256الفجر 256
الفجر 256
 
الفجر 255
الفجر 255الفجر 255
الفجر 255
 
الفجر 254
الفجر 254الفجر 254
الفجر 254
 
الفجر 253
الفجر 253الفجر 253
الفجر 253
 
الفجر 251
الفجر 251الفجر 251
الفجر 251
 
الفجر 250
الفجر 250الفجر 250
الفجر 250
 
الفجر 249
الفجر 249الفجر 249
الفجر 249
 
الفجر 248
الفجر 248الفجر 248
الفجر 248
 
الفجر 247
الفجر 247الفجر 247
الفجر 247
 
الفجر 245
الفجر 245الفجر 245
الفجر 245
 
الفجر 244
الفجر 244الفجر 244
الفجر 244
 
الفجر 244
الفجر 244الفجر 244
الفجر 244
 
الفجر 243
الفجر 243الفجر 243
الفجر 243
 
الفجر 242
الفجر 242الفجر 242
الفجر 242
 
الفجر 241
الفجر 241الفجر 241
الفجر 241
 
الفجر 240
الفجر 240الفجر 240
الفجر 240
 

الفجر 134

  • 1. ‫‪ w‬ص‬ ‫‪w‬‬ ‫‪ w‬ص 91‬ ‫‪w‬‬ ‫4‬ ‫وطني‬ ‫ثـقافـة‬ ‫نجيب الشايب يف مرمى‬ ‫نريان اجلبهة والنداء‬ ‫أزمة معرض تونس‬ ‫الدويل للكتاب عابرة‬ ‫أم مؤرش اهنيار؟‬ ‫عرفات مات مسموما‬ ‫ومحـاس وفتـح‬ ‫يتهمـان ارسائيل‬ ‫ص52‬ ‫الجمعة 4 محرم 5341هـ الموافق لـ 8 نوفمبر 3102 م‬ ‫الحوار‬ ‫الوطني:‬ ‫ريـاضـة‬ ‫بعد تأييده لترشيح أحمد المستيري‬ ‫‪ w‬ص 03‬ ‫‪w‬‬ ‫النادي الصفاقسي‬ ‫مشاكل باجلملة‬ ‫واستياء من كرول‬ ‫‪El Fejr‬‬ ‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬ ‫اﻟﻌﺪد‬ ‫431‬ ‫اﻟﺜﻤﻦ : 007 مليم - الثمن في الخارج :1 يورو - في ليبيا : 1 دينار‬ ‫جولة جديدة يف األفق وأحزاب سياسية تعرقل التوافق‬ ‫أمحد املستريي األوفر حظا وأسامء أخرى تدخل السباق‬ ‫ص5‬ ‫عبد الفتاح مورو لـ «الفجر»‬ ‫بتنازهلا عن احلكم النهضة أثبتت أهنا‬ ‫أكثرديمقراطية من الدول العريقة‬ ‫رّ‬ ‫خطاب االستئصاليني يبش‬ ‫بزواهلم كام زال من قبلهم‬ ‫الفكر الشيوعي االستئصايل‬ ‫بعد إفشال‬ ‫محاولة جلب‬ ‫كمال اللطيف:‬ ‫ص6‬ ‫من طعن الثورة من اخللف.. هل هو اجلهاز‬ ‫األمني أو القضائي أو اهنيار هيبة الدولة؟ص8‬
  • 2. ‫2‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬ ‫مــطلع الفجر...‬ ‫ثقافة االستقطاب أفرغت الساحة من رموز للتوافق‬ ‫�أ�صابت احلرية التون�سيني، وارت�سمت‬ ‫ع �ل��ى وج��وه��ه��م ك ��ل ع�ل�ام ��ات التعجب‬ ‫واال�ستفهام وهم يتابعون �أخبار احلوار‬ ‫الوطني. ومن �أب��رز ما �أث��ار هذه احلرية‬ ‫تقدم �سنّ املر�شحني �إىل تبوّ ء مقعد رئا�سة‬ ‫احلكومة ال�ستكمال ال�شوط الأخ�ي�ر من‬ ‫عملية االنتقال الدميقراطي، �إ�ضافة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ق�ل��ة ع��دده��م. ل�ق��د جت ��اوز امل�ت��اب�ع��ون كلّ‬ ‫الق�ضايا اخلالفية وحجج كل الف�صائل،‬ ‫ّ‬ ‫و�أ� �ص �ب��ح ال �� �س ��ؤال امل� �ط ��روح: ه��ل خلت‬ ‫تون�س من زعامات كهلة �أو �شابّة تتوفر‬ ‫ف�ي�ه��ا م��وا� �ص �ف��ات ال�شخ�صية الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�ت��ي يطمئنّ �إل�ي�ه��ا ع�م��وم التون�سيني؟‬ ‫لقد ا�ستطاع املتحاورون ب��دون ع�سر �أن‬ ‫ي�ح��ددوا موا�صفات ال�شخ�صية املطلوب‬ ‫ّ‬ ‫ت��وف��ره��ا يف امل�تر� �ش��ح مل�ن���ص��ب رئا�سة‬ ‫احلكومة، و�أبرزها اال�ستقاللية والنزاهة‬ ‫والإميان بامل�شروع الدميقراطي، وانطلقت‬ ‫الت�صفيات للعثور على الع�صفور النادر،‬ ‫وانطلقت عملية التقييم للمرت�شحني على‬ ‫ّ‬ ‫قاعدة اال�ستقاللية، ف�سقط �أغلب املر�شحني‬ ‫بال�ضربة القا�ضية، فقد ارتبط جميعهم‬ ‫مبركز نفوذ حزبي قدميا وحديثا. والأمر‬ ‫ال ي��دع��و �إىل ال�غ��راب��ة، فظاهرة االنتماء‬ ‫وال�ت���ص�ن�ي��ف ظ��اه��رة ل���ص�ي�ق��ة بالنظام‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي اال�ستبدادي وال�شمويل الذي‬ ‫يتدخل يف �أدق تفا�صيل املواطن لي�صنفه‬ ‫ال على �أ�سا�س املواطنة، و�إمنا على �أ�سا�س‬ ‫"الوالء واملعار�ضة"، لي�سهل عليه التعامل‬ ‫ال��دق�ي��ق � �س��واء القمعي ع�بر املحا�صرة‬ ‫للمعار�ضني والت�ضييق عليهم و�إخ�ضاعهم‬ ‫ّ‬ ‫ل�شتى �أنواع املتابعات واملحاكمات ورمبا‬ ‫الت�صفيات، ومن جهة ثانية ف�سح املجال‬ ‫ّ‬ ‫�أمام املوالني لزيادة التنفذ واال�سترثاء. وال‬ ‫ميكن يف ظل هذه الأج��واء لكائن من كان‬ ‫البقاء على احلياد �أو اال�ستقاللية حلماية‬ ‫نف�سه من ال�شبهات وحماية م�سريته املهنية‬ ‫وحميطه العائلي، بل �أ�صبح االنتماء �إىل‬ ‫املنظومة احلاكمة �آل�ي��ا مبجرد ال�صعود‬ ‫ّ‬ ‫يف ال�سلم الوظيفي، �أو �شرطا �أ�سا�سيا ال‬ ‫ّ‬ ‫بد من توفره و�إب��رازه يف كل املنا�سبات،‬ ‫بل وتعزيزه بتقدمي قوائم يف امل�شبوهني‬ ‫بعدم انخراطهم يف املنظومة، فما بالك‬ ‫بالذين حتدّثهم �أنف�سهم باملعار�ضة والنقد.‬ ‫فتم تق�سيم املواطنني �إىل ق�سمني ال ثالث‬ ‫لهما مع العائلة احلاكمة، ومن لي�س معها‬ ‫فهو عدوّ يفقد كل مقومات املواطنة.‬ ‫ه � ��ذه ال��و� �ض �ع �ي��ة �أف � �ق� ��دت ال �� �س��اح��ة‬ ‫ال �� �ش �خ �� �ص �ي��ات امل �� �س �ت �ق � ّل��ة وال �ن��زي �ه��ة،‬ ‫ال�شخ�صيات ال�ت��ي يت�ساوى عندها كل‬ ‫التون�سيني باعتبارهم مواطنني مت�ساوين‬ ‫يف احلقوق والواجبات بقطع النظر عن‬ ‫�أفكارهم ومعتقداتهم و�أحزابهم وجهاتهم،‬ ‫حقوق اجلميع حمفوظة بالقانون ولي�س‬ ‫على �أ�سا�س الهوى �أو امل�صالح احلزبية.‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه ال�شخ�صيات ه��ي رج���االت الدولة‬ ‫املعول عليهم، افتقدتهم ال�ساحة ال�سيا�سية‬ ‫ال�ت��ون���س�ي��ة، واف�ت�ق��د معهم التون�سيون‬ ‫ال�ع�ن��ا��ص��ر ال��راب �ط��ة ب�ي�ن �أب� �ن ��اء الوطن‬ ‫الواحد. فاجلدل ال�سيا�سي الذي اكت�شفه‬ ‫ال�ت��ون���س�ي��ون ب �ع��د ال� �ث ��ورة ك���ش��ف عمق‬ ‫الرنج�سية والتع�صب احل��زب��ي املقيت.‬ ‫املتناف�سون يف حلبة ال�سيا�سية يعاملون‬ ‫بع�ضهم ع�ل��ى �أن �ه��م �أع � ��داء �أل� � �دّاء جتب‬ ‫مالحقتهم وت�صفيتهم املادية واملعنوية،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهذا ما يع�سر اليوم الوفاق.‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وال �شك �أن قيم الدميقراطية و�شيوع‬ ‫ّ‬ ‫احل �ري��ات كفيل ب� ��أن ي�ضخ يف ال�ساحة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية التون�سية رجاال كثريين ون�ساء‬ ‫ّ‬ ‫ك �ث�ي�رات ج��دي��ري��ن ب���ص�ف��ة اال�ستقاللية‬ ‫ّ‬ ‫واحل �ي��اد وال��وق��وف ع�ل��ى نف�س امل�سافة‬ ‫من كل الت�شكيالت احلزبية من �أجل بناء‬ ‫تون�س اجلديدة التي ت�شيع ثقافة املواطنة‬ ‫والن�سبية يف املواقف واملقاربات، والقبول‬ ‫ب��االخ��ت�ل�اف، وح�ي�ن�ئ��ذ ��س�ت���ض��ع احل��رب‬ ‫�أوزارها وي�ستظل اجلميع بخيمة الوطن.‬ ‫الفجر‬ ‫رئيس النيابة اخلصوصية بسيدي‬ ‫بوسعيد يطرد وفدا سياحيا تركيا‬ ‫ّ‬ ‫ات�ص ��ل "بالفج ��ر" بع� ��ض �أه ��ايل منطقة �سي ��دي بو�سعيد‬ ‫ليعربوا عن احتجاجهم على �إقدام رئي�س النيابة اخل�صو�صية‬ ‫بط ��رد وف ��د �سياح ��ي ترك ��ي �ض� �م قراب ��ة 002 �شخ� ��ص من‬ ‫ّ‬ ‫املنتم�ي�ن ملنظمة تركية �شبابية لل�س�ل�ام �أثناء زيارتهم لزاوية‬ ‫�سيدي بو�سعيد قبل يوم من تد�شينها بعد الرتميم. وبح�سب‬ ‫ّ‬ ‫�أح ��د املت�صل�ي�ن ف� ��إن الوفد قام بزي ��ارة �إىل خمتل ��ف الأماكن‬ ‫التاريخية باملنطقة.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ضاف املت�صلون �أن املدعو "عبد الر�ؤوف الدخالوي" هو‬ ‫من تولىّ طرد الوفد ال�سياحي من دون �سبب. وح�سب رواية‬ ‫ال�شهود فق ��د رفع رئي�س النيابة العمومية �شعار "ديقاج" يف‬ ‫وج ��ه الوف ��د ال�سياحي الذي ��ن مل يفهموا �سب ��ب ت�صرفه. وقد‬ ‫ا�ستهج ��ن الأه ��ايل وخا�صة التجار مبنطق ��ة �سيدي بو�سعيد‬ ‫ّ‬ ‫موق ��ف رئي�س النيابة اخل�صو�صية واعت�ب�روا ما �أقدم عليه‬ ‫الدخالوي ي�سيء بدرجة �أوىل ل�ص ��ورة البالد التون�سية يف‬ ‫عي ��ون زوارها الأجانب ولل�سياحة التون�سية عموما، وي�ضر‬ ‫بهم من الناحية التجارية.‬ ‫ومبحاول ��ة االت�ص ��ال ب ��وزارة ال�سياح ��ة لال�ستفه ��ام ع ��ن‬ ‫حج ��م احلدث وموقفها من هذا الت�صرف الذي يهدّد ال�سياحة‬ ‫التون�سية مل نتمكن من احل�صول على �أيّ م�س�ؤول.‬ ‫جلسة‬ ‫استثنائية‬ ‫لشورى حركة‬ ‫النهضة‬ ‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬ ‫ّ‬ ‫بن موسى خيرج عن واجب التحفظ ويعلن انحيازه لنواب املعارضة‬ ‫م� �رة �أخرى ينحاز الع�ضو يف الرباع ��ي الراعي للحوار رئي�س الرابطة الوطنية حلقوق الإن�سان عبد ال�ستار بن‬ ‫ّ‬ ‫مو�س ��ى للن ��واب املن�سحبني وحتديدا نواب م ��ا ي�سمى بجبهة الإنقاذ، وهدّد ب�إيق ��اف احلوار يف �صورة مل يرتاجع‬ ‫املجل�س الت�أ�سي�سي عن التعديالت الأخرية �صلب النظام الداخلي والتي تن�ص على �ضرورة �أن مير رئي�س احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الق ��ادم وبعد اختياره واالتفاق عليه من قبل الفرق ��اء ال�سيا�سيني على الت�صويت عرب الت�أ�سي�سي، التعديل الذي مل‬ ‫ي ��رق لبع�ض ن ��واب املعار�ضة املن�سحبني �سابق ��ا والذين قرروا من �أج ��ل ذلك تعليق عمله ��م بالت�أ�سي�سي واملطالبة‬ ‫ب� ��أن يت� �م اختيار رئي�س احلكوم ��ة القادمة بالتوافق ب�ي�ن الأحزاب امل�شارك ��ة يف احلوار الوطن ��ي ودون الرجوع‬ ‫ّ‬ ‫للت�أ�سي�س ��ي، و لك ��ن امل�ستغرب �أن ينحاز ع�ض ��و بالرباعي لأطراف دون �أخرى ويثبت بالت ��ايل عدم حياديته وعدم‬ ‫ّ‬ ‫وقوفه على م�سافة واحدة من كل الأحزاب وهو �أمر يطرح عديد الأ�سئلة عن جدوى هذا احلوار الوطني و �أطرافه‬ ‫غري حمايدة.‬ ‫جوهر بن مبارك يعرتف بفشل املعارضة وعدم قدرهتا عىل احلكم‬ ‫ّ‬ ‫كتب جوهر ب ��ن مبارك على جداره الفي�سبوك ��ي �أن ف�شل احلوار كان‬ ‫متوقعا و�أنه قال يف �أكرث من منا�سبة �أن وقت خروج الرتويكا من احلكم‬ ‫مل يح ��ن بعد ال �سيما قبل حتديد موع ��د االنتخابات. وت�ساءل جوهر بن‬ ‫مب ��ارك "ماذا �أعدّت املعار�ضة يف �ص ��ورة ف�شل احلوار" جميبا "طبعا ال‬ ‫�ش ��يء". وربط بن مبارك ف�شل احلوار الوطن ��ي بف�شل املعار�ضة وف�شل‬ ‫�سيا�ساته ��ا وا�ستقوائه ��ا باالحت ��اد الذي جعل ��ت منه غط ��اءا لن�شاطاتها‬ ‫ّ ّ‬ ‫ومعار�ضتها. واقر ب� ��أن املعار�ضة غري قادرة على ال�صراع وفاقدة لزمام‬ ‫املبادرة.‬ ‫يعقد جمل�س �شورى حركة النه�ضة جل�سة ا�ستثنائية نهاية هذا الأ�سبوع‬ ‫لتدار� ��س التطورات ال�سيا�سية الأخرية بالب�ل�اد وتقييم امل�سار التفاو�ضي.‬ ‫وم ��ن املنتظر �أن يقدّم رئي�س احلركة تقريرا حول امل�سار التفاو�ضي و�سبل‬ ‫ّ‬ ‫�إجناح احلوار الوطني والعراقيل التي تعيق تقدّمه. وللتذكري ف�إن جمل�س‬ ‫�ش ��ورى حرك ��ة النه�ضة قد دعا يف دورته الأخ�ي�رة �إىل تالزم امل�سارات بني‬ ‫الت�أ�سي�س ��ي واحلكومي والت�أكيد على �ض ��رورة قيام حكومة توافقية ت�سهر‬ ‫على ما بقي من املرحلة التا�سي�سية.‬ ‫حمسن مرزوق‬ ‫هيدد بفرض‬ ‫ّ‬ ‫احلل الذي‬ ‫يرتئيه‬ ‫العنوان: 52 نهج محمود بيرم التونسي. منفلوري ـ تونس‬ ‫فاكس: 720.094.17 - الهاتف: 620.094.17‬ ‫الحساب البنكي: 91301700017500040280 :‪BIAT-RIB‬‬ ‫العنوان االلكتروني: ‪elfejr2011@gmail.com‬‬ ‫المدير المسؤول‬ ‫عبد اهلل الزواري‬ ‫جلنة املصادرة‬ ‫تكذب جريدة الرشوق‬ ‫�أ�� �ص ��درت جل �ن��ة امل �� �ص��ادرة بيانا‬ ‫ك��ذب��ت ف �ي��ه ج��ري��دة ال �� �ش��روق التي‬ ‫ت �ع��ددت يف امل ��دة الأخ �ي�رة اخبارها‬ ‫ال�ك��اذب��ة او املوجهة ب�صورة غريبة‬ ‫وجاء يف البيان: على �إثر ما �أوردته‬ ‫جريدة "ال�شروق" يف عددها ال�صادر‬ ‫ّ‬ ‫ال �ي��وم االث �ن�ين 40 نوفمرب 3102‬ ‫وتناقلته بع�ض املواقع الإلكرتونيّة‬ ‫بخ�صو�ص ق��رار رف��ع امل���ص��ادرة عن‬ ‫�أمالك عبد العزيز بن �ضياء وعبد الله‬ ‫القالل وعبد الوهاب عبد الله وعيا�ض‬ ‫ال� � ��ودرين، ت �ت �ق �دّم جل �ن��ة امل�صادرة‬ ‫بالتو�ضيح التايل �إنارة للر�أي العام :‬ ‫"�إن هذا اخلرب ال �أ�سا�س له من ال�صحة‬ ‫ّ‬ ‫باعتبار �أن الأ�شخا�ص املذكورين قد‬ ‫ّ‬ ‫متت م�صادرة جميع مكا�سبهم عدا تلك‬ ‫املت�أتيّة من املرياث �أو ال�سابقة لتاريخ‬ ‫70 نوفمرب 7891 وه��ي الزال��ت‬ ‫�سارية املفعول".‬ ‫قال القيادي يف نداء تون�س حم�سن مرزوق يف ت�صريح لإحدى االذاعات �أن جبهة‬ ‫ّ‬ ‫االنق ��اذ �ست�صفر قريب ��ا نهاية الهدنة مع حركة النه�ضة و�ستتج ��ه لفر�ض احلل عليها.‬ ‫وقال حم�سن مرزوق " البد �أن ي�شارك ال�شارع التون�سي يف اخلروج من الأزمة وابعاد‬ ‫ّ‬ ‫حرك ��ة النه�ضة عن احلكم بعد �أن تبني تعطيله ��ا املتعمد للحوار الوطني"، م�ضيفا �أن‬ ‫ّ‬ ‫" حركة النه�ضة تريد ربح الوقت ومراوغة املعار�ضة ولن تنجح هذه املرة". و�أكد‬ ‫ّ‬ ‫حم�س ��ن مرزوق �أن حركة النه�ضة ب�صدد احلكم عن طريق " �شرعية احل�شمة" م�شريا‬ ‫�إىل �أن انتهاء املهلة وال�صرب على حركة النه�ضة �شارف على االنتهاء.‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫اإلشراف الفني‬ ‫مكرم أحمد‬ ‫تصدر عن دار الفجر‬ ‫للطباعة والنشر‬ ‫مطبعة دار التونسية‬ ‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬ ‫الغنويش يتباحث مع الشايب‬ ‫والعبايس مستقبل احلوار الوطني‬ ‫ال�ت�ق��ى �أول �أم ����س ال���ش�ي��خ را�شد‬ ‫الغنو�شي زعيم حركة النه�ضة مرفوقا‬ ‫بكل من ال�سيد نور الدين العرباوي‬ ‫ّ‬ ‫و ال�سيد عبد اللطيف املكي وف��دا عن‬ ‫احل ��زب اجل �م �ه��وري ي�ت�ق�دم��ه ال�سيد‬ ‫ّ‬ ‫جنيب ال�شابي و��ض��م مية اجلريبي‬ ‫وع�صام ال�شابي للتباحث حول �آخر‬ ‫م�ستجدّات احل��وار الوطني و م�آالته‬ ‫على �إثر �إعالن الرباعي الراعي للحوار‬ ‫ّ‬ ‫عن تعليقه الإثنني.‬ ‫ك�م��ا ت�ب��اح��ث ال�غ�ن��و��ش��ي يف نف�س‬ ‫ال �ي��وم م��ع ال���س�ي��د ح�سني العبا�سي‬ ‫الأمني العام التحّاد ال�شغل حول �سبل‬ ‫�إيجاد �آليّة للتوافق حول ال�شخ�صية الوطنيّة التي �سترت�أّ�س احلكومة يف املرحلة القادمة و�إعادة ا�ستئناف‬ ‫احلوار وح�ضر اللقاء عامر العري�ض رئي�س املكتب ال�سيا�سي.‬ ‫النائبة اقبال مصدح ترد عىل مغالطات املنسحبني‬ ‫ردت النائب ��ة باملجل� ��س الوطني الت�أ�سي�س ��ي اقبال م�صدح عل ��ى احتجاجات‬ ‫ن ��واب املعار�ضة عل ��ى التنقيحات الت ��ي �أقرها النواب يف املجل� ��س وا�صفة تلك‬ ‫االحتجاجات باملغالطات: وجاء يف ردها:‬ ‫يف رد عل ��ى بع� ��ض املغالطات يف خ�صو�ص التعديالت الت ��ي مت ادخالها على‬ ‫النظ ��ام الداخل ��ي وكج ��واب عل ��ى رد الفع ��ل املبالغ فيه ��ا من ط ��رف �أع�ضاء يف‬ ‫املعار�ضة و يف حزب التكتل:‬ ‫1 - املغالطة االوىل: القول �أن 3 �أ�شخا�ص من النه�ضة �صاروا قادرين على‬ ‫متري ��ر كل ق ��رارات مكت ��ب املجل�س؛ ه ��ذا يفرت� ��ض �أوال غياب ن ��واب املعار�ضة‬ ‫ال5 (اثنان منهم من غري املن�سحبني) و الرئي�س ونائبه من التكتل !‬ ‫2 - املغالط ��ة الثانية: عقد جل�س ��ة عامة بتجاوز رئا�سة املجل�س؛ �أوال عقد‬ ‫اجلل�س ��ة العام ��ة ي�أت ��ي بناء عل ��ى عري�ضة م ��ن 901 نائب, نف� ��س العدد ال ��ذي زكى الرئي� ��س و نائبي ��ه والقادر على‬ ‫�سحب الثقة منهم ان اراد. ثم العري�ضة ال تتجاوز رئا�سة املجل�س بل تكون ملزمة لعقدها و ذلك لتاليف تعطيل �أعمال‬ ‫املجل�س. وجود هذه االلية هو واجب على امل�شرع ولكن يبقى لل�سيا�سي تقدير جدوى ا�ستعمالها من عدمه.‬ ‫حزب األمان يقرتح بن سدرين لرئاسة احلكومة القادمة‬ ‫اق�ت�رح رئي�س حزب الأم ��ان لزهر بايل احلقوقية �سهام ب ��ن �سدرين لرئا�سة‬ ‫احلكوم ��ة القادمة يف حال مل يت� �م التوافق على الأ�سم ��اء املر�شحة واملطروحة‬ ‫ّ‬ ‫عل ��ى طاولة الرباعي الراع ��ي للحوار الوطني. وقال ب ��ايل يف ت�صريح لإحدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الإذاع ��ات، �أنه مت اقرتاح �سهام بن �سدرين لتاريخها الن�ضايل و�أنه وقع اقرتاح‬ ‫ا�سمه ��ا من باب البدائل يف �ص ��ورة عدم التوافق على الأ�سم ��اء املطروحة. كما‬ ‫طالب لزهر بايل الرباعي مراجعة الأجندة، مقرتحا تاريخ 71 دي�سمرب 3102‬ ‫ك�آخر �أجل لتطبيق خارطة الطريق.‬ ‫العبايس: إذا تواصل اخلالف بني األحزاب‬ ‫فعليهم أن يتقبلوا قرارنا دون نقاش‬ ‫َ َ َْ ِ ْ‬ ‫ق��ال الأم�ين العام الحت��اد ال�شغل ح�سني العبا�سي خ�لال مداخلته يف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�إحدى الربامج الإذاعية "�إذا طلب منا كرباعي �أن نقدم ال�شخ�صيــة الأن�سب‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫لهذا املن�صب ف�سوف نفعل ذلك، �شريطــة �أن يتقبلوا قرارنا دون نقا�ش”.‬ ‫و�أ�ضاف العبا�سي نحن �أطراف ترعى احلوار الوطني واختيار ال�شخ�صيــة‬ ‫التي �ستتوىل من�صب رئا�سـة احلكومـة مهمة موكولــة بدرجــة �أوىل‬ ‫ُ‬ ‫للأحزاب امل�شاركــة، ولكن �إذا توا�صل اخلالف بني الأح��زاب املُمثلة يف‬ ‫احلوار وانعدم التوافق حول مر�شح معني، وطلب منا تر�شيح ال�شخ�صية‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫التي نراها كرباعي قادرة على �أن تقود البالد خالل املرحلة املقبلة ف�سوف‬ ‫نتحمل امل�س�ؤولية يف ذلك على حد قوله.‬ ‫وفيما يتعلق بهذه ال�شخ�صيــة التي ينوى الرباعي اقرتاحها �إذا توا�صل‬ ‫َ‬ ‫اخلالف بني باقي الأحزاب ، رف�ض العبا�سي الإدالء با�سم هذا املر�شح ،‬ ‫وطنية‬ ‫3‬ ‫أحمد المستيري:‬ ‫الرجل الذي يغتال للمرة الثالثة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫يعترب خ��روج أمح��د املستريي عن احل��زب االش�تراك��ي الدستوري من أبرز‬ ‫األحداث السياسية خالل عرش ّية السبعينات من القرن املايض، وأخذ احلدث بعدا‬ ‫هاما يف التاريخ السيايس احلديث لتونس باعتبار مكانة الرجل التارخيية ووزنه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫داخل منظومة السلطة آنذاك، إضافة إىل األفكار التي طرحها والتي تتمحور حول‬ ‫رضورة االنفتاح والتعدد وسط احلزب احلاكم وخارجه، ومثلت مشاركة حركة‬ ‫الديمقراطيني االشرتاكيني التي أنشاها وتزعمها يف انتخابات 1891 ترسيخ فكرة‬ ‫التعددية يف الساحة السياسية التونسية بحكم االنتشار الرسيع الذي وجدته احلركة‬ ‫يف خمتلف اجلهات ومن مجيع الفئات واملساندة الشعبية التي حازهتا يف أغلب‬ ‫هّ‬ ‫املناطق بام فيها العاصمة. وأثبتت الشهادات التي تلت االنتخابات أنا زورت وال‬ ‫ّ‬ ‫تزال صور من املهازل االنتخابية راسخة يف أذهان العديد من الذين شاركوا يف تلك‬ ‫االنتخابات كمرشحني أو من اجلمهور املنتخب، وراجت تلك النادرة أن صندوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنتخاب شبيه بـ "الدالعة" تضع فيه‬ ‫األوراق خرضاء فتنكشف عند الفرز‬ ‫عن أوراق محراء، واغتيلت التجربة‬ ‫الديمقراطية يف امل��ه��د، ومل جيرؤ‬ ‫ّ‬ ‫يومها كثر عن إدانة العملية واكتفى‬ ‫ّ‬ ‫املتحمسون منهم ب��اإلدان��ة اخلفيفة،‬ ‫فكان االغتيال األول لتطلعات الرجل‬ ‫ال���ذي ب�شر التونسيني ب���أن التنمية‬ ‫ّ‬ ‫والكرامة واحلرية ال يمكن أن تتحقق‬ ‫يف ظل احلزب الواحد والرأي الواحد،‬ ‫وأن هيمنة حزب عىل البالد لن يشيع‬ ‫ّ‬ ‫إال االنتهاز ّية والفساد.‬ ‫وواصل الرجل معركة الديمقراطية‬ ‫وس��ط هرسلة وض��غ��وط أخرجته‬ ‫مكرها من املضامر لتخفيف الضغط‬ ‫عن احلزب الوليد وضامن استمرارية‬ ‫ال��ت��ج��رب��ة، ف��احت��ا ه��ي��اك��ل ح��زب��ه‬ ‫ّ‬ ‫وصحيفته أمام كل األطراف الطاحمة إىل توطني العملية الديمقراطية، وظل الرجل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعيدا عن األضواء ح ّتى كانت الثورة املجيدة، وعاد اسمه إىل التداول من أجل قيادة‬ ‫املرحلة االنتقالية باعتبار قيمته االعتبار ّية يف مسرية املعركة الديمقراطية، ولقيمته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كرجل دولة قادر عىل استيعاب كل املشهد السيايس التونيس، وكذلك نظرا إىل‬ ‫كفاءته القياد ّية؛ إذ سبق له أن أرشف عىل عدد من الوزارات اهلامة، ولكن الدولة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العميقة وقيادات الظل استبعدته أل ّنه ال يمكن التعويل عليه للحفاظ عىل املكاسب‬ ‫والسلطة اخلفية التي حتوزها عدة أطراف يف خمتلف مفاصل اإلدارة واالقتصاد،‬ ‫فكان االغتيال الثاين هلذه الشخصية الوطنية وتفويت الفرصة عىل التونسيني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لالستفادة من ابن جترأ عىل إعالن التمرد واختيار املسلك الصعب لصناعة مستقبل‬ ‫سيايس مرشق لتونس.‬ ‫وهاهي فرصة جديدة تتاح من جديد إلعادة االعتبار إىل الرجل ورمزيته، بل‬ ‫الستفادة تونس منه ومن خربته، واألهم من نزاهته وحياده أنه أحرص النّاس‬ ‫عىل أن يستكمل التونسيون مرشوعهم الديمقراطي وأن تكون له بصمة، فهو‬ ‫أب املرشوع الديمقراطي يف تونس. ويمكن أن تساعده شخصيته القو ّية وتارخيه‬ ‫النضايل يف كل املجاالت يف أن يبقى خارج دائرة التجاذبات احلزبية وتغليب املصلحة‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية للخروج من هذه الفرتة االنتقالية بسالم.‬ ‫ّ‬ ‫بعض القوى الوطنية تعيد املشهد مرة أخرى وترفض رئاسة املستريي للحكومة‬ ‫يف وقت دقيق حيتاج إىل الوفاق وإىل املصاحلة مع التاريخ بحجج أحيانا ال تستقيم‬ ‫وأحيانا تثري الضحك واالشمئزاز. أما املتحججون بتقدمه يف السن فكانوا خيططون‬ ‫لرفع عتبة السن عن الرئيس السابق، ويوجد اآلن يف الساحة السياسية من الناشطني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياسيني من أمثاله الكثري يف نفس عمره تقريبا. كام أن مرشوع الدستور الذي‬ ‫ّ‬ ‫ينكب عىل صياغته املجلس الوطني التأسييس قد ختلىّ يف بند الرتشح إىل الرئاسة‬ ‫عن عتبة السن. فهل يغتال حلم املستريي للمرة الثالثة ويوضع املسار االنتقايل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عىل كف عفريت، أم تستحرض طاولة املفاوضات عقلها الديمقراطي واملصلحة‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية العليا وتسمح بضخ دماء جديدة يف رشايني الثورة التونسية؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصادق الصغيري‬
  • 3. ‫4‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬ ‫بعد تأييده لترشيح أحمد المستيري‬ ‫نجيب الشايب يف مرمى نريان اجلبهة والنداء‬ ‫�شن ��ت عدد م ��ن الأح ��زاب ال�سيا�سي ��ة املعار�ضة‬ ‫و�أبواقها الإعالمية حملة �شعواء على ال�سيد احمد‬ ‫جني ��ب ال�شاب ��ي ب�سب ��ب موقف ��ه وموق ��ف احلزب‬ ‫اجلمهوري الداعم لرت�ش ��ح ال�سيد احمد امل�ستريي‬ ‫لرئا�س ��ة احلكوم ��ة القادم ��ة. وكان حم ��ة الهمام ��ي‬ ‫الأك�ث�ر و�ضوح ��ا حي ��ث ق ��ال ان جبه ��ة االنق ��اذ لن‬ ‫تن�س ��ق م�ستقبال م ��ع اجلمهوري ف ��رد ال�شابي بان‬ ‫حم ��ة ال يتح ��دث �إال ع ��ن نف�سه ولي� ��س ناطقا با�سم‬ ‫جبه ��ة االنقاذ. كما عرب عدد م ��ن رموز نداء تون�س‬ ‫عن امتعا�ضهم من ر�أي ال�شابي وما قالوا �أنه تغيري‬ ‫يف املواقف �أ�ضر بوحدة املعار�ضة. وقد �شنت عدد‬ ‫م ��ن الأذرع الإعالمية للمعار�ض ��ة و�صفحاتها على‬ ‫الفاي�سب ��وك هجوم ��ا ال �أخالقيا عل ��ى �أحمد جنيب‬ ‫ال�شاب ��ي وعل ��ى �أحم ��د امل�ستريي مما جع ��ل رموز‬ ‫احل ��زب اجلمهوري ي ��ردون الفع ��ل ويتربمون من‬ ‫ه ��ذه العقلي ��ة ال�سيا�سوي ��ة احلزبي ��ة ال�ضيقة التي‬ ‫ت�ش ��كك وتهاج ��م كل م ��ن يخالفها ال ��ر�أي، ويف هذا‬ ‫الإط ��ار ق ��ال ال�شاب ��ي �أن رف�ض امل�ست�ي�ري لي�س له‬ ‫مربر و�أن عامل ال�سن م�ضحك فنف�س املر�شح الذي‬ ‫تقدمه املعار�ضة يف نف�س العمر تقريبا يف حني ان‬ ‫امل�ست�ي�ري له من اخل�ب�رة والكف ��اءة واال�ستقاللية‬ ‫والرمزية ما ي�ؤهله لهذه املهمة يف هذه املرحلة من‬ ‫تاريخ البالد.‬ ‫وق ��د زاد يف نف ��ور �أح ��زاب جبه ��ة الإنق ��اذ م ��ن‬ ‫ال�سي ��د جني ��ب ال�شابي مق�ت�رح اجلمه ��وري الذي‬ ‫عرف بالإدماج بني املر�شحني والذي قبلته النه�ضة‬ ‫والذي مبقت�ضاه يعني امل�ست�ي�ري رئي�سا للحكومة‬ ‫والنابل ��ي وحمم ��د النا�ص ��ر نائب�ي�ن وجل ��ول عياد‬ ‫وزي ��را يف اخت�صا�ص ��ه. اجلبه ��ة ال�شعبية حتديدا‬ ‫رف�ضت هذا املق�ت�رح و�أعتربت انه ال جمال للقبول‬ ‫ب�أحم ��د امل�ست�ي�ري رئي�س ��ا للحكوم ��ة وان ��ه ورق ��ة‬ ‫النه�ضة الرابحة.‬ ‫هذا الهجوم على ال�شابي واجلمهوري �سيو�سع‬ ‫اله ��وة ب�ي�ن مكون ��ات جبه ��ة الإنق ��اذ خا�ص ��ة وان‬ ‫التحال ��ف الدميقراط ��ي الذي يق ��وده ال�سيد حممد‬ ‫احلامدي يعي�ش �أي�ضا خالفات حقيقية مع مكونات‬ ‫جبهة الإنقاذ بع ��د ان�سحاب عدد من نواب �أحزابها‬ ‫م ��ن الكتل ��ة الدميقراطي ��ة يف املجل� ��س الت�أ�سي�سي‬ ‫دون علمه، وكذلك املنه ��ج الو�سطي الوهادئ الذي‬ ‫اتبع ��ه التحالف الدميقراطي منذ اندالع الأزمة مبا‬ ‫يخالف منهج اجلبهة والنداء.‬ ‫محمد القوماني:‬ ‫الرباعي يريد الوصاية عىل القرار الوطني‬ ‫ق ��ال حمم ��د القوام�ي�ن يف ت�صري ��ح �صحف ��ي �أن‬ ‫احل ��وار الوطني الذي ال ميلك من هذه ال�صفة �سوى‬ ‫الت�سمية، يُبني عن حدوده ويف�صح عن حقيقته:‬ ‫ الرباع ��ي "الراع ��ي للح ��وار": م ��ن االنحي ��از‬‫املف�ضوح واملكابرة يف حماولة مترير خريطة طريق‬ ‫غري عادلة وغ�ي�ر قابلة للتطبي ��ق، �إىل �إعالن �صريح‬ ‫لو�صايت ��ه عل ��ى الق ��رار الوطن ��ي، ويع ّل ��ق احل ��وار‬ ‫املتعرث مهّددا ومتوعّدا.‬ ‫ الأحزاب " الكبرية": من تكتيك املعلن وامل�ضمر‬‫واملخاتل ��ة يف اخلط ��اب، �إىل اللع ��ب باملك�ش ��وف‬ ‫والإف�ص ��اح ع ��ن تعار�ض اال�سرتاتيجي ��ات من خالل‬ ‫ا�ستحال ��ة التواف ��ق عل ��ى �شخ�صية م�ستقل ��ة لرئا�سة‬ ‫احلكوم ��ة يف انتظار بقية مطب ��ات ت�شكيل احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫و�صي ��غ تزكيته ��ا �أو �سح ��ب الثقة منه ��ا يف املجل�س‬ ‫الوطني الت�أ�سي�سي.‬ ‫ الأح ��زاب " ال�صغرية": م ��ن حماولة لعب �أدوار‬‫�أك�ب�ر م ��ن �أحجامه ��ا والتموق ��ع يف رهان ��ات امل�شهد‬ ‫الق ��ادم، �إىل اكت�ش ��اف لُعب ��ة الكب ��ار والت�س ��ا�ؤل عن‬ ‫موقعه ��ا يف التغطي ��ة الر�سمي ��ة عل ��ى احل ��وار حول‬ ‫احلوار.‬ ‫و�أ�ض ��اف: ف�ش ��ل احل ��وار بع ��د �شه ��ر م ��ن جل�سته‬ ‫االفتتاحية يف �إجن ��از مهمتي الأ�سبوع الأول ح�سب‬ ‫خريط ��ة الطري ��ق، وهم ��ا �إع�ل�ان الأع�ض ��اء الت�سعة‬ ‫للهيئة العليا امل�ستقلة لالنتخابات و�إعالن ال�شخ�صية‬ ‫امل�ستقل ��ة لرئا�سة احلكومة القادم ��ة، لكن املحاورين‬ ‫واملتابع�ي�ن بالطب ��ع، يهتم ��ون بع ��دم التواف ��ق على‬ ‫رئي�س احلكوم ��ة املفرت�ض، وال يهتم ��ون مبو�ضوع‬ ‫هيئ ��ة االنتخابات، وتل ��ك عيّنة من ت�ل�ازم امل�سارات‬ ‫وتزامنها.‬ ‫وق ��ال: مل نفعل يف ح ��زب الإ�صالح والتنمية حني‬ ‫رف�ضنا التوقيع امل�سبق على خريطة طريق كنا نراها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بحاج ��ة �إىل تعديل �أثناء احلوار، �إال الإف�صاح املبكر‬ ‫عن بذور ف�شل مبادرة الرباعي يف �صيغتها احلالية،‬ ‫واليوم نعلن جمددا مت�سكنا باحلوار �صيغة وحيدة‬ ‫لتجاوز الأزمة ال�سيا�سية احلادة ببالدنا، لكن نريده‬ ‫ح ��وارا وطني ��ا حقيقيا �ش ��كال وم�ضمون ��ا، ندعو كل‬ ‫الق ��وى ال�صادقة، مب ��ا يف ذلك �أطراف ��ا يف الرباعي،‬ ‫�إىل التع ��اون على حتقيق ��ه يف �أقرب الآجال من �أجل‬ ‫انتخابات عاجلة يف مناخ �أمني واجتماعي و�سيا�سي‬ ‫منا�سب، وب�ضمانات جتعل جميع املتناف�سني يقبلون‬ ‫بنتائجها.‬ ‫حزب التكتّل يقرر تعليق نشاطه باملجلس الوطني التأسييس‬ ‫ّ‬ ‫�أعل ��ن �أم� ��س الناطق الر�سمي با�سم حزب التكتل الوطني من �أجل العمل واحلريات “حممد بنور” �أن املكتب ال�سيا�سي للحزب الذي اجتمع ب�صفة طارئة م�ساء الأربعاء‬ ‫ق� �رر تعلي ��ق ن�ش ��اط كتلة احلزب باملجل�س الوطني الت�أ�سي�سي ويف اللجان واجلل�سات العامة داعيا اىل اجتماع ب�ي�ن ر�ؤ�ساء الكتل ورئي�س املجل�س للخروج من نتائج هذه‬ ‫ّ‬ ‫التعديالت.‬ ‫ويف �سي ��اق تربي ��ره لهذا الق ��رار �أفاد الناطق الر�سم ��ي با�سم احلزب �أن تنقيح �أح ��كام النظام الداخلي للمجل�س الوطن ��ي الت�أ�سي�سي ف�إن املكت ��ب ال�سيا�سي يعترب �أن ما‬ ‫مت �إق ��راره من تنقيحات يخل بالتوازن ��ات ال�سيا�سية التي يقوم عليها املجل� ��س الوطني الت�أ�سي�سي‬ ‫وهياكل ��ه ومي�س من دور مكتب املجل�س كما مي�س من الدور الذي ت�ضطلع به املعار�ضة �صلبه، وهو‬ ‫م ��ا م ��ن �ش�أنه تعقي ��د الأزمة التي تعي�شها تون�س الي ��وم وي�ضر باملناخ الذي يج ��ب �أن يتوفر ل�ضمان‬ ‫جناح احلوار الوطني.‬ ‫من جهة �أخرى عرب التكتل يف بيانه �أم�س عن تعلقه باحلوار الوطني ودعا �إىل ا�ستئناف �أ�شغاله‬ ‫يف �أقرب الآجال و�أكد على �أهمية الإ�سراع بالتوافق حول اختيار رئي�س احلكومة القادم.‬ ‫و�أ�ض ��اف �أن ��ه ي�ؤكد عل ��ى �ضرورة �أن ت�ض ��ع كل الأط ��راف امل�شاركة يف احل ��وار الوطني م�صلحة‬ ‫الوطن فوق كل امل�صالح احلزبية وال�شخ�صية، ونظرا جل�سامة التحديات التي تواجه الوطن يعترب‬ ‫ح ��زب التكت ��ل �أن تون�س حتتاج الي ��وم �إىل �شخ�صية وطنية م�ستقلة حتظى بثق ��ة خمتلف الأطراف‬ ‫وتتمت ��ع بر�صي ��د وطني كبري وبخ�صال قيادية وبخربات وجتربة ت�ؤهله ��ا لتحمل م�س�ؤولية رئا�سة‬ ‫احلكومة يف هذه املرحلة.‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬ ‫الحوار الوطني:‬ ‫جولة جديدة يف األفق وأحزاب سياسية تعرقل التوافق‬ ‫أمحد املستريي األوفر حظا وأسامء أخرى تدخل السباق‬ ‫سيناريو الصفقة وتقاسم السلطة‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫في التأسيسي‬ ‫املصادقة عىل‬ ‫فصل ينص عىل‬ ‫االقتطاع من منحة‬ ‫النواب يف حال‬ ‫تكرر الغيابات‬ ‫ّ‬ ‫�ص ��ادق املجل� ��س الت�أ�سي�س ��ي يف جل�س ��ة‬ ‫االثن�ي�ن املخ�ص�ص ��ة ملناق�ش ��ة تعدي�ل�ات عل ��ى‬ ‫النظام الداخل ��ي للمجل�س على �إ�ضافة فقرة يف‬ ‫الف�ص ��ل621 تن� ��ص عل ��ى االقتطاع م ��ن منحة‬ ‫الن ��واب يف ح ��ال تك� �رر الغيابات لث�ل�اث مرات‬ ‫ّ‬ ‫متتالية .‬ ‫ّ‬ ‫كما �صادق املجل�س وفق ما �أكدته كتلة امل�ؤمتر‬ ‫من �أجل اجلمهورية على �إدخال تعديدالت على‬ ‫الف�صل�ي�ن 601 و 98 بهدف مزيد �ضبط تقدمي‬ ‫التنقيح ��ات و تق�ص�ي�ر �آجاله ��ا خ�ل�ال مناق�ش ��ة‬ ‫الد�ستور ق�صد الت�سريع يف مناق�شة وامل�صادقة‬ ‫على ف�صوله و�أي�ضا تر�شي ��د نقاط النظام �أثناء‬ ‫مناق�شته .‬ ‫و �صادق �أي�ضا عل ��ى تنقيحات على الف�صلني‬ ‫ّ‬ ‫63 و 97 ت�ضمن عدم تعطل انعقاد اجلل�سات‬ ‫العام ��ة �أو �إعاقة اجتماع مكتب املجل�س واتخاذ‬ ‫القرار داخله يف حال الغيابات اجلماعية .‬ ‫وقد احتجت الكتل ��ة الدميقراطية ب�شدة على‬ ‫ه ��ذا التعدي ��ل وان�سح ��ب نوابه ��ا م ��ن اجلل�سة‬ ‫معتربي ��ن �أنه ��ا تدخ ��ل يف ب ��اب االنتق ��ام م ��ن‬ ‫النواب املن�سحبني يف حني �أكد ال�صحبي عتيق‬ ‫رئي�س كتلة حرك ��ة النه�ضة �أن هدف التعديالت‬ ‫ه ��و الت�سريع يف عمل املجل� ��س وامل�صادقة على‬ ‫الد�ستور.‬ ‫5‬ ‫تتوا�صل منذ بداية الأ�سبوع جولة من امل�شاورات‬ ‫الر�سمية وغري الر�سمية لإيجاد فر�صة جديدة النطالق‬ ‫احلوار الوطني بعد تعليقه من قبل الرباعي الراعي‬ ‫للحوار و�سط ت�صريحات غري م�شجعة على �إجناح‬ ‫احل ��وار، وخا�صة ال�ت��واف��ق ح��ول �شخ�صية املر�شح‬ ‫لرئا�سة احلكومة القادمة. ويف وقت متزامن تقريبا‬ ‫انطلقت �أزمة �أخرى يف املجل�س الوطني الت�أ�سي�سي‬ ‫بعد تعليق عدد من الكتل ـ ومن بينها التكتل ـ ن�شاطها‬ ‫ب�سبب امل�صادقة على تعديالت يف النظام الداخلي‬ ‫حتد من الغيابات وتخ�صم من �أجور كل نائب يتغيب‬ ‫ّ‬ ‫ث�لاث م��رات. ويف ال��وق��ت ال��ذي ك��ان فيه املواطنون‬ ‫يرتقبون انفراجا �سيا�سيا ينعك�س �إيجابا على الو�ضع‬ ‫االجتماعي واالقت�صادي يبدو �أن الأم��ور تتجه �إىل‬ ‫مزيد من التعقيد، وهو ما دفع عددا من ال�سيا�سيني �إىل‬ ‫التحذير من الأ�سو�أ وحتى من املواجهة وال�صدام كما‬ ‫جاء على ل�سان �أحمد جنيب ال�شابي.‬ ‫آمال وخماوف‬ ‫ورغ ��م ت ��أك �ي��دات ع��دد م��ن ال��زع �م��اء ال�سيا�سيني‬ ‫على �أن الأم��ل ال ي��زال قائما يف التو�صل �إىل اتفاق‬ ‫قريب حول �شخ�صية وفاقية لرئا�سة احلكومة، ف�إن‬ ‫ال�شكوك بقيت تلقي بظاللها على خمتلف التحاليل؛‬ ‫ب�سبب تعنت جزء من املعار�ضة، وت�أكيدات النه�ضة‬ ‫�أنها لن ت�سلم احلكم �إال ملن تثق يف نيته وقدرته على‬ ‫حماية امل�سار الدميقراطي و�أهداف الثورة. ويف هذا‬ ‫الإطار جاء ت�صريح ال�شيخ را�شد الغنو�شي عقب لقائه‬ ‫بح�سني العبا�سي الأمني العام لالحتاد العام التون�سي‬ ‫لل�شغل الذي توقع فيه انطالق جولة جديدة من احلوار‬ ‫قريبا، م�ؤكدا �أف�ضلية امل�ستريي ك�شخ�صية ت�ستجيب‬ ‫ل�شروط املرحلة. �أم��ا لقاء النه�ضة واجلمهوري فقد‬ ‫ا�ستقبل بحذر من قبل اجلبهة والنداء، خا�صة �أن �أزمة‬ ‫عميقة ب��د�أت ب��وادره��ا بالظهور داخ��ل جبهة الإنقاذ‬ ‫ب�سبب م��واق��ف اجل�م�ه��وري التي اعتربها �شركا�ؤه‬ ‫خيانة لوحدة املعار�ضة. ومن جهته يتحرك الرباعي‬ ‫للحوار يف اجتاه اخلروج من م�أزق خارطة الطريق‬ ‫التي �أ�صبحت ح�سب ر�أي البع�ض غري قابلة للتطبيق،‬ ‫بل �صدرت تهديدات مبطنة من بع�ض قيادات الرباعي‬ ‫ب�إمكانية فر�ض مر�شح بعينه دون موافقة الأحزاب‬ ‫ال�سيا�سية، �أو الإع�لان عن الف�شل النهائي والك�شف‬ ‫عن املت�سببني فيه. و�إذا كان الرباعي ي�ؤكد �أن الوفاق‬ ‫ممكن و�أن العودة �إىل احلوار لن تتم �إال بعد االتفاق‬ ‫على ا�سم املر�شح، ف�إن كل التحركات ت�شري �إىل �إمكانية‬ ‫طرح قائمة جديدة �أو تغيري منهج اختيار ال�شخ�صية‬ ‫الوفاقية التي يبحث عنها اجلميع وي�صعب الإجماع‬ ‫عليها بني الفرقاء ال�سيا�سيني. ويف هذا الإط��ار �أعيد‬ ‫طرح عدد من الأ�سماء مثل �سهام بن �سدرين و�شوقي‬ ‫الطبيب وبن جدو ومهدي جمعة.‬ ‫أمحد املستريي األوفر حظا‬ ‫ويعترب الإ� �ش �ك��ال الرئي�سي يف تعطل احل��وار‬ ‫الوطني هو رف�ض جزء من املعار�ضة �شخ�صية �أحمد‬ ‫امل�ستريي لقيادة احلكومة القادمة لفرتة قد ترتاوح‬ ‫ب�ين �ستة �أ�شهر �إىل ثمانية، ويف مقدمة الراف�ضني‬ ‫اجل�ب�ه��ة ال�شعبية ون� ��داء ت��ون ����س، يف ح�ين يحظى‬ ‫امل�ستريي بدعم وا�سع من النه�ضة وامل�ؤمتر والتكتل‬ ‫وحتى اجلمهوري والتحالف الدميقراطي والإ�صالح‬ ‫والتنمية والدميقراطيني اال�شرتاكيني، ومن املتوقع‬ ‫�أن ت��واف��ق عليه �أي���ض��ا حركتا وف ��اء وت �ي��ار املحبة،‬ ‫بالإ�ضافة �إىل �أحزاب �أخرى عديدة و�شخ�صيات وطنية‬ ‫مثل الدكتور حمودة بن �سالمة الذي �أكد دعمه القوي‬ ‫لأحمد امل�ستريي رفيقه امل�ؤ�س�س حلركة الدميقراطيني‬ ‫اال�شرتاكيني.‬ ‫وق��د �سجل املالحظون ح�ضورا ب��ارزا للمر�شح‬ ‫�أحمد امل�ستريي يف ح��وارات �إذاعية وتلفزية �آخرها‬ ‫ح ��واره م��ع ال�ق�ن��اة الوطنية ظهر فيه ال��رج��ل مقنعا‬ ‫وحم ��اورا ذك�ي��ا وملمّا ب�صعوبة املرحلة وم�ستعدا‬ ‫خلدمة ب�لاده يف ه��ذه املرحلة الدقيقة واحل�سا�سة.‬ ‫كما ك�شفت خمتلف احلوارات التي �أجراها عن حياده‬ ‫ووعيه بت�شابك امل�صالح والأجندات ال�سيا�سية، كما‬ ‫�أظهرت �شخ�صية قيادية بامتياز ميكنها حتقيق جناح‬ ‫باهر و�إ�شراف حمايد على املحطة االنتخابية القادمة.‬ ‫ورغم هذا احل�ضور الإعالمي املقنع لعموم املتقبلني،‬ ‫ف�إن اجلبهة ال�شعبية خا�صة وبدرجة ثانية نداء تون�س‬ ‫ت�شبثتا ب�ضرورة ا�ستبعاد امل�ستريي والبحث عن‬ ‫�سيناريوهات جديدة رمبا من بينها �إعادة طرح �أ�سماء‬ ‫جديدة يف قائمة املرت�شحني �أو تغيري �شروط الرت�شح‬ ‫التي من بينها �شرط اخلربة يف العمل احلكومي.‬ ‫ورغ��م �أن اجلميع ال يتعجل احلديث عن الف�شل‬ ‫النهائي للحوار الوطني ف�إن عددا من اجلهات ال�سيا�سية‬ ‫حتدثت عن �إرادة مغايرة جلهة �سيا�سية ـ واملق�صود‬ ‫هنا نداء تون�س ـ لإف�شال احلوار والبحث عن تقا�سم‬ ‫لل�سلطة مع النه�ضة يف مرحلة انتقالية ثالثة. ويف هذا‬ ‫الإط��ار جاء ت�صريح لعبد احلميد اجلال�صي ال ي�شري‬ ‫فيه �إىل اجلهة ال�سيا�سية، ولكن جنيب ال�شابي قال �إن‬ ‫ّ‬ ‫هذا احلل يُعترب اغتياال للم�سار الدميقراطي ولأهداف‬ ‫ّ‬ ‫الثورة، و�إنه �سيمثل حل العاجزين عن الوفاق، ورمبا‬ ‫تكون م�آالته كارثية. ال�شابي قال �إن هذا ال�سيناريو‬ ‫طرحه بع�ض الو�سطاء فقط، ومل يقع تباحثه ال يف‬ ‫جبهة الإن�ق��اذ وال يف الرتويكا، م�شريا �إىل �إمكانية‬ ‫ّ‬ ‫وق ��وف ج�ه��ات ق��وي��ة وراء ه��ذا احل ��ل ال ��ذي ي�سميه‬ ‫البع�ض بالهدنة اال��ض�ط��راري��ة ب�ين ال�ن�ظ��ام اجلديد‬ ‫والنظام القدمي.‬ ‫ويبقى موقف اجلبهة ال�شعبية غام�ضا ومتذبذبا‬ ‫�أو قابال للت�أويل، فهي م��ن ناحية تتحرك بهاج�س‬ ‫اخلوف والعداء وعدم الثقة يف حركة النه�ضة، كما �أنها‬ ‫حتاول �أن حت�صل على مكا�سب �سيا�سية ب��أيّ طريقة‬ ‫قبل االنتخابات القادمة؛ خل�شيتها من �إعادة نتائج 32‬ ‫�أكتوبر املا�ضي. ومن جهة �أخرى جتد اجلبهة ال�شعبية‬ ‫نف�سها يف حتالف مع قوى النظام القدمي، ولكنها بد�أت‬ ‫تدرك �أنها طرف �سيا�سي ميكن ا�ستغالله من قبل جهات‬ ‫�سيا�سية �أك�بر دون حتقيق �أي مكا�سب تذكر، ولهذا‬ ‫وجدت نف�سها يف م�أزق مع اجلمهوري، وبد�أت عالقتها‬ ‫بالنداء تفرت ب�سبب اهتزاز الثقة، وخا�صة بعد لقاء‬ ‫باري�س بني الغنو�شي وال�سب�سي.‬ ‫رمبا يدرك اجلميع �أن البالد مل تعد حتتمل املزيد‬ ‫من املناروة والوقت ال�ضائع ب�سبب دقة الو�ضع الأمني‬ ‫واالقت�صادي، ولكن خمتلف اجلهات ال�سيا�سية تبحث‬ ‫عن تر�سيخ قدمها يف امل�شهد ال�سيا�سي املت�شكل حديثا،‬ ‫لكن ذلك حتما لن يكون على ح�ساب امل�صلحة الوطنية،‬ ‫وهذا ما يجب �أن يعيه اجلميع قبل �أن يغرق املركب‬ ‫َ‬ ‫مبن فيه.‬ ‫شباب حركة رفض تتهم القوى السياسية بخيانة الثورة‬ ‫ا�ص ��درت جمموع ��ة م ��ن ال�شب ��اب الثائ ��ر �أطلقت‬ ‫عل ��ى نف�سها ا�سم �شب ��اب رف�ض بيانا اعلنت فيها عن‬ ‫جملة من املبادئ والقرارات مهددة بالنزول لل�شارع‬ ‫وحمذرة م ��ن الغدر بالث ��ورة و�أهدافه ��ا وفيما يلي‬ ‫ن�ص البيان:‬ ‫عل ��ى اث ��ر جتا�سر ق ��وى ال ��ردة و االنق�ل�اب على‬ ‫مطال ��ب 71 دي�سم�ب�ر 41- جانفي م ��ن قبل النخب‬ ‫املتعفن ��ة وب ��روز خط ��اب ا�ستئ�صايل جدي ��د البناء‬ ‫الث ��ورة جت�سد عل ��ى �أر� ��ض الواقع بالق ��اء القب�ض‬ ‫على العدي ��د من ابناء الق�صبة واحلراك االجتماعي‬ ‫ودخ ��ول م ��ن ا�ست�أمنه ��م ال�شع ��ب يف دوام ��ة م ��ن‬ ‫احل�ي�رة وال�ضع ��ف واله ��وان وارتب ��اط �أط ��راف‬ ‫�سيا�سي ��ة مناوئة ب�أجن ��دات �أجنبي ��ة وطغيان املال‬ ‫املنهمر على �أدعياء املدنية واال�ستقاللية ومنظمات‬ ‫املجتم ��ع املدين التي تخ ��رب يف ال�ساحة االعالمية‬ ‫وال�سيا�سي ��ة وحتط ��م يف كل النوامي�س والأعراف‬ ‫االجتماعي ��ة وتن�صي ��ب والة م ��ن التجم ��ع الفا�س ��د‬ ‫ب�ضغط وايعاز من ح ��زب فرن�سا "التكتل" واعتماد‬ ‫هذا احلزب لل ��ي الذراع لأكرث من م ��رة وا�صطفاف‬ ‫اجلبه ��ة ال�شعبي ��ة وم ��ا متثل ��ه م ��ن تي ��ارات قومية‬ ‫مري�ضة وي�سارية موب ��وءة وبعثية دموية مع نداء‬ ‫تون�س نافذة العودة للتجمع الفا�سد ودخول حركة‬ ‫النه�ض ��ة يف عملي ��ة ت�سوي ��ة م�شبوه ��ة م ��ع �أركان‬ ‫النظ ��ام ال�سابق عرب قبولها بالتحاور والتطبيع مع‬ ‫املنظمات املوالية لنب علي و�أحزاب فرن�سا والقوى‬ ‫املرت ��دة عل ��ى الث ��ورة باعت م ��ن خالله ��ا كل �سنني‬ ‫الدم وال�سجون والع ��ذاب و�شرف العفيفات الالتي‬ ‫�ضحني بكل ما ميلكن لن�صرة امل�شروع نرف�ض نحن‬ ‫ك�شباب ثورة:‬ ‫ �أي تع ��دي على �شرعي ��ة الثورة و ال�شارع - �أي‬‫تدلي� ��س للتاريخ -�أي حتري ��ف ملطالب الق�صبة 1 و‬ ‫2 - �أي مماطلة يف املحا�سبة -�أي تهاون يف اطالق‬ ‫�سراح قيادات التجمع ورجال االعمال الفا�سدين -�أي‬ ‫تدخ ��ل ل�سفارة �أمريكا وفرن�س ��ا يف ال�ش�أن الداخلي‬ ‫بالطريق ��ة الفجة الت ��ي ن�شاهدها -غ� ��ض النظر عن‬ ‫املال املخابراتي التي تتلقاه االحزاب املعار�ضة من‬ ‫طرف االمارات و ايران وال�سعودية ر�أ�سا - نرف�ض‬ ‫�أي اعتق ��االت �سيا�سي ��ة لأبن ��اء الث ��ورة - موا�صلة‬ ‫منظم ��ات بن علي كاحتاد ال�شغ ��ل و احتاد االعراف‬ ‫يف و�صايتها على احلياة االقت�صادية واالجتماعية‬ ‫وموا�صلة متويل الدولة له ��ذه املنظمات امل�شبوهة‬ ‫التي مل ي�صلها التطهري كما ندعوا كل �شباب الثورة‬ ‫اىل العودة اىل ال�شارع والت�صدي لكل �أ�شكال الردة‬ ‫بالقوة وكل الو�سائل املادية واملعنوية ال�سلمية كما‬ ‫نهيب ب�شب ��اب الثورة اىل ع ��دم اال�ستكانة ونطالبه‬ ‫بالنزول لرف� ��ض احلوار الوطني مع �أركان التجمع‬ ‫الفا�س ��د واىل الوقوف �صفا واح ��دا يف كل اجلهات‬ ‫�ضد قوى الردة وطردها.‬
  • 4. ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬ ‫6‬ ‫بتنازهلا عن احلكم النهضة أثبتت أهنا‬ ‫أكثرديمقراطية من الدول العريقة‬ ‫خطاب االستئصاليني يبش‬ ‫بزواهلم كام زال من قبلهم‬ ‫الفكر الشيوعي االستئصايل‬ ‫مروق احلوار عن هدفه الوطني وحتوله إىل مطية لتصفية حساب مع النهضة سبب الفشل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أكد نائب رئيس حركة النهضة األستاذ عبد الفتاح مورو أن خروج احلوار عن هدفه الوطني وحتوله إىل مطية إلزاحة احلكومة وإخراجها من احلكم وتصفية حسابات مع خصم سيايس مثّل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سببا حموريا يف إفشال احلوار. كام قال مورو يف حوار خص به جريدة "الفجر" أن الذين يرددون اليوم خطابات استئصالية واجتثاثية إنماّ يبرشون بزواهلم وينبئون باندحار فكرهم االستبدادي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كام اندحر من قبلهم الفكر الشيوعي االستئصايل الذي ذهب وبقي اإلسالم. وأضاف يف السياق ذاته أن حركة النهضة التي يعاقبها أعداء الثورة عىل ديمقراطيتها ال جتد غضاضة يف تقديم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنازالت لتضع هذه القوى يف مأزق مجاهريي هيدد مستقبلها السيايس باالنقراض والزوال. وبخصوص إيقاف تنفيذ بطاقة اجللب ضد املدعو كامل ال ّلطيف أكد نائب رئيس حركة النهضة أن‬ ‫ّ‬ ‫هذا األمر ال يعود إلخالالت قانونية وإنام إىل خلل وارتباك يف تعاطي السلطة التنفيذية.‬ ‫حاورته فائزة الناصر‬ ‫هل كنتم املسؤولني مع رشكائكم يف الرتويكا‬ ‫عن إفشال احلوار الوطني بتعنتكم؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعطل احل��وار لأن��ه انطلق انطالقة �ضعيفة ومل‬ ‫ينطلق قوميا، �إذ كان من املفرو�ض �أن يقوم على هدف‬ ‫وطني هو الإ�سراع ب�إنهاء املرحلة االنتقالية بتحقيق‬ ‫االنتقال الدميقراطي املن�شود، وهو املطلب ال�شعبي،‬ ‫ولكن الهدف من احلوار حاد عن هدفه و�أ�صبح ملتئما‬ ‫حتت عنوان "�إزاحة احلكومة و�إخراجها من احلكم"‬ ‫وه��ذا لي�س هدفا وطنيا، بل هدف حزبي. هو هدف‬ ‫داخ��ل يف �أجندة احل��وار الوطني وج��زء من �أجندة‬ ‫كاملة لتحقيق احلوار الوطني من �أجل حتقيق االنتقال‬ ‫الدميقراطي. فمطلب �إخراج احلكومة من احلكم هو‬ ‫يف طيات ويف مراحل ويف ثنايا االنتقال الدميقراطي‬ ‫ك�شرط ل�ضمان انتخابات حرة ونزيهة ي�شرف عليها‬ ‫ّ‬ ‫ط��رف حمايد، �أم��ا �أن يفرد ه��ذا الهدف من دون كلّ‬ ‫ّ‬ ‫الأه��داف وي�صبح هو املطلب الأ�سا�سي للمعار�ضة،‬ ‫وي�صبح احل��وار الوطني متوقفا على الإم�ضاء على‬ ‫وثيقة �إخراج احلكومة، فهذا يف احلقيقة انحراف عن‬ ‫الهدف الوطني الذي من �أجله كان احلوار الوطني. كما‬ ‫ّ‬ ‫�أن يف احلوار تك�شف �أنّ هناك بع�ض الأطراف التي ال‬ ‫رغبة حقيقية لها يف احلوار ويف الو�صول �إىل الهدف‬ ‫ّ‬ ‫املرجو، واكتفت برف�ض كل ما يعر�ض عليها، وهذا ال‬ ‫ميكن �أن يكون منطقا �سليما للحوار؛ لأن احلوار لن‬ ‫ينجح من دون تنازالت �أو بتنازل طرف مقابل ت�صلب‬ ‫�آخ��ر، و�أعتقد �أن حركة النه�ضة قد تنازلت مبا فيه‬ ‫الكفاية عندما ر�ضيت بالتنازل عن احلكم الذي فو�ضت‬ ‫له �شعبيا ومن دون �إج��راء انتخابات �أخ��رى، وكان‬ ‫على الأط��راف الأخ��رى �أن حت�ترم ه��ذا املوقف، و�أن‬ ‫تدرك �أنّ هناك بع�ض الأطراف امل�شاركة يف احلوار ال‬ ‫رغبة لها يف �إمتام االنتقال الدميقراطي �إال بعد ثالث‬ ‫�أو �أرب��ع �سنوات، وه��ذه يف احلقيقة �أجندة حزبية‬ ‫�ضيقة تريد �أن تقفز على الإرادة ال�شعبية ولي�ست‬ ‫�أجندة وطنية، فاليوم ما نحتاجه حقيقة هو د�ستور‬ ‫وب��رمل��ان وم�ؤ�س�سات ق��ارة، ورئي�س جمهورية قار.‬ ‫�إذن فاخلطورة التي تهدّد احلوار الوطني اليوم هي‬ ‫�أنّ الأجندات احلزبية ال�سيا�سية تطغى على الأجندة‬ ‫الوطنية. كما �أن الأطراف ال�سيا�سية املختلفة عجزت‬ ‫عن �إدارة هذه املرحلة بنف�سها ف�أنابت عنها �أطرافا‬ ‫ّ‬ ‫نقابية ومنظمات �شغيلة حمرتمة لها ر�صيد وطني،‬ ‫ومن املفرت�ض �أن تكون مهمتها نقابية ال �سيا�سية، وهذا‬ ‫خط�أ فادح �أقدمت عليه الأطراف ال�سيا�سية ب�إقحامهم‬ ‫لطرف نقابي يف املعركة ال�سيا�سية وتلويثها بو�سخ‬ ‫ال�سيا�سة عو�ضا عن الإبقاء عليها كر�صيد وطني تلج�أ‬ ‫�إليه يف الق�ضايا الوطنية الكربى.‬ ‫اعترب محة اهلاممي أن أمحد املستريي رجل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النهضة وسيكون امتدادا لسياسة عيل العريض؟‬ ‫ه��ذا ك�لام ال معنى ل��ه، ك�لام ف��ارغ، الأ��ص��ل �أن ال‬ ‫ي��رد عليه. ه��ذا املنطق ال يخدم الوفاق وال التوافق‬ ‫ّ‬ ‫واملق�صود منه التعطيل و�إلغاء امل�سار الدميقراطي‬ ‫والت�أليب على حركة النه�ضة و�إخراجها يف �صورة‬ ‫املعطل واملنقلب على االنتقال الدميقراطي، يعني �إما‬ ‫�أن تقبل مبا �أختاره و�أفر�ضه عليك �أو �أتهمك بالتعطيل،‬ ‫هذا كالم غري مربّر وال ي�ستند �إىل �أي حجة، واملفرت�ض‬ ‫عدم ال��رد عليه �أو �أخ��ذه بعني االعتبار. ال�سيد �أحمد‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستريي رجل دميقراطي وطني وفاقي مل يثبت �أنه‬ ‫انت�صر يوما لطرف �سيا�سي دون �آخر، وهو لن يعمل‬ ‫مبفرده، وبالإمكان �أن يطرح ه�ؤالء �شخ�صيات يثقون‬ ‫بها ليعملوا معه، كما �أن��ه ل��ن يكون حاكما ب�أمره،‬ ‫فالنه�ضة احلا�صلة على �أربعني باملائة مل تكن حاكمة‬ ‫ب�أمرها وال �صاحبة القرار الأوحد، فكيف يكون مر�شح‬ ‫مبفرده حاكما ب�أمره وم�ستبدا بال�سلطة. كان الأجدر‬ ‫ّ‬ ‫به�ؤالء �أن يخرجوا على ال�شعب وي�صارحوه ب�أنهم‬ ‫غري معنيني باحلوار وال رغبة لهم �إال يف �إزالة حركة‬ ‫النه�ضة واقتالعها من احلكم وا�ستبعادها من �سلطة‬ ‫الفعل.‬ ‫دع��ت اجلبهة الشعبية احلكومة إىل إخالء‬ ‫مقرات احلكومة يوم 51 نوفمرب وهو يوم انتهاء‬ ‫مهلة الثالثة أسابيع لتسليمها، ما ردكم عىل هذه‬ ‫ّ‬ ‫الدعوة؟‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا �إل �ق��اء ب�سيا�سة ال�ب�لاد يف امل�ج�ه��ول، وهذه‬ ‫�أجندة حزبية تريد �أن تفعل بالنه�ضة ما مل ت�ستطع �أن‬ ‫تفعله بال�صناديق، والغاية ت�صفية ح�ساب مع طرف‬ ‫�سيا�سي ال ترغب يف وجوده وترغب يف ا�ستئ�صاله‬ ‫من امل�شهد العام، �أجندة اختارت �أن ت�ؤلب الر�أي العام‬ ‫�ضد النه�ضة وحتمله م�س�ؤولية كل ما يحدث وحدث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ال �ب�لاد. وه��و منطق ع��دائ��ي ومنطق دكتاتوري‬ ‫وا��س�ت�ب��دادي عند م��ن حت��وّ ل��ت النه�ضة عندهم �إىل‬ ‫مر�ض مزمن، وهو دعوة �إىل التطاحن والتباغ�ض بني‬ ‫التون�سيني. ف�أن تقول �إنّ حركة النه�ضة قد �أخط�أت‬ ‫وحملت ال�ب�لاد �إىل ال�ه��اوي��ة ه��ذا حكم ال يقوله �إال‬ ‫ال�شعب الذي ب�إمكانه �أن ي�سحب ثقته منها �أو يجددها‬ ‫�إذا �شاء عرب ال�صناديق وعرب املنطق االنتخابي. ثم‬ ‫ملاذا يخيفكم الإ�سراع يف اال�ستحقاق االنتخابي طاملا‬ ‫ّ‬ ‫�أنّ النه�ضة ح�سب ما ترددون يف كل املحافل قد فقدت‬ ‫�أغلبيتها ونبذها ال�شعب. والنه�ضة م�ستعدة للت�سليم‬ ‫مرحبة �إذا اختاركم ال�شعب. ومع ذلك النه�ضة �أثبتت‬ ‫�أنها دميقراطية �أك�ثر من دميقراطية ال��دول العريقة‬ ‫اجلمعة 8 نوفمرب 3102‬ ‫فصل احلركة عن احل��زب وفصل السيايس عن‬ ‫الدعوي؟‬ ‫عبد الفتاح مورو لـ «الفجر»‬ ‫لأنها قبلت بالتنازل عن حكم من حقها نالته مبنطق‬ ‫�صناديق االق�ت�راع. وقالت لكم الطريق اليوم ممهد‬ ‫�أمامكم لت�شكيل حكومة م�ستقلة ت�ؤمّن انتخابات ال‬ ‫تخ�شون على حياديتها و�شفافيتها ونزاهتها. �أم �إنكم‬ ‫تريدوننا �أن نخرج مذمومني مدحورين فقط لأننا‬ ‫با�شرنا احلكم �سنة ون�صف.‬ ‫تعلم أن التنازالت الثقيلة واملؤملة التي قدمتها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حركة النهضة يف الفرتة األخرية خلقت حالة من‬ ‫االحتقان يف قواعد احلركة ولدى شباب الثورة‬ ‫الذين راهنوا عليها يف فرتة من الفرتات، أال تعتقد‬ ‫أن هذا التميش للحركة قد أفقدها الكثري من‬ ‫بريقها الثوري وجعل البعض يضعها يف مصاف‬ ‫القوى التي تنكرت للثورة واستحقاقاهتا؟‬ ‫ه��ذا ي �ع��ود يف ت�ق��دي��ري �إىل �ضعف التوا�صل‬ ‫واحل ��وار ب�ين ق �ي��ادات احل��رك��ة وق��واع��ده��ا وخا�صة‬ ‫ّ‬ ‫ال�شباب منهم، حوار كان من �شانه �أن يو�ضح لل�شباب‬ ‫حجم التحديات الداخلية واخلارجية التي تواجه‬ ‫ّ‬ ‫احلركة يف هذه املرحلة ال�صعبة والدقيقة حتى تكون‬ ‫لهم ر�ؤية معمقة و�شاملة على حميطهم القريب والبعيد،‬ ‫ّ‬ ‫وح �ت��ى ي�ستوعبوا �سيا�سات احل��رك��ة وتوجهاتها‬ ‫ورهاناتها. ويف املقابل ف�إنّ‬ ‫�شباب احلركة ينبغي �أن‬ ‫ال يجل�سوا يف موقف املتفرج ويقوموا بنف�س الدور‬ ‫ّ‬ ‫الذي متار�سه املعار�ضة اليوم التي تكتفي باجللو�س‬ ‫على برج لرتاقب النه�ضة وتتق�صى �سقطاتها ليتتبعوا‬ ‫هم وي�سجلوا �سقطات قياداتهم و�أخطائهم دون �أن‬ ‫ي�شاركوا يف �صناعة احل��دث و�صياغة ال�سيا�سات.‬ ‫ّ‬ ‫ال بد �أن يكون �شباب النه�ضة �صناع حدث ال متلقني‬ ‫ّ‬ ‫فقط.‬ ‫هل أخطأت حركة النهضة يف تأجيل قرار‬ ‫وطنية‬ ‫لنا موقفهم، و�إذا م��ا ك��ان��وا ق��د ا�ستلموا م��اال �أم ال،‬ ‫ولأي مهمة ا�ستلموا هذه الأموال. ما دام هذا الرجل‬ ‫موجودا على قيد احلياة، و�إن خريمت ال�صمت ف�إن هذه‬ ‫التهمة �ستثبت عليكم، وحينها نقول لكم تع�سا لهذه‬ ‫ّ‬ ‫الدميقراطية التي تنظرون لها يا �سادة، ومتى كانت‬ ‫الدميقراطية متاجرة بعر�ض بلدكم و�سيادة قراره‬ ‫وخيارات �شعبه.‬ ‫أصال، وهل كانت لكم سيادة يوما"؟‬ ‫ّ‬ ‫الأكيد �أنّ �إيقاف تنفيذ بطاقة اجللب �ضد املدعوّ‬ ‫كمال اللطيف ال يعود �إىل خلل قانوين �أو لإخالالت‬ ‫يف التنفيذ، بل �إىل خلل وارتباك يف تعاطي ال�سلطة‬ ‫التنفيذبة. طبعا اخللل القانوين موجود كما ذكرت‬ ‫لك، ولكنه لي�س ال�سبب املبا�شر يف تعطيل هذا القرار‬ ‫الق�ضائي باجللب الذي هو عائد بالأ�سا�س �إىل خلل يف‬ ‫ّ‬ ‫وأين سيادة الدولة وهيبة مؤسساهتا؟‬ ‫القرار عند امل�ؤ�س�سة التنفيذية التي مل تنفذ، فال�شرطة‬ ‫من ال�صعب التحدث عن �سيادة الدولة بعد ثورة كانت حا�ضرة ووزارة الداخلية كانت حا�ضرة ولكن‬ ‫تفككت فيها ال��دول��ة فبعد الإط��اح��ة ب��ر�أ���س النظام هناك طرف ثالث تدخل لوقف تنفيذ هذا القرار.‬ ‫ّ‬ ‫هوجمت جميع م�ؤ�س�سات الدولة ومفا�صلها و�ضربت‬ ‫ومن هذا الطرف، مل ال تفصحون عن هويته‬ ‫ه��ذه امل�ؤ�س�سات يف كيانها ويف وج��وده��ا، فر�أينا رصاح��ة، مل ه��ذا الغموض والتكتم ال��ذي سئمه‬ ‫هذا �أ�صبح يت�أكد يوما بعد يوم، فقد اختلط داخل‬ ‫احلركة دور الدعوي مع ال�سيا�سي، والدور احلركي‬ ‫مع احلزبي. الدعوي هجر امل�ساجد و�أ�صبح ميار�س‬ ‫ال�سيا�سة، وال�سيا�سي �أ�صبح ميار�س الدعوي. نحن‬ ‫اليوم بحاجة �إىل تكوين دعاة وبرامج ومناهج تلبي‬ ‫احتياج الوطن �إىل فكر �إ�سالمي ر�شيد ال ينتك�س على‬ ‫خياراته ال�سابقة التقدمية، وال يتحول �إىل فكر تلفيقي‬ ‫�أو رجعي، بل ي�ؤ�س�س فكرا يعرب عن التوجه الإ�سالمي‬ ‫ال�صحيح، وه��ذا ال بد �أن يتفرغ له اجل��زء ال��ذي كان‬ ‫ّ‬ ‫تكوينه دينيا بالأ�سا�س حتى ي�ساهموا يف �إع��داد‬ ‫جيل �إ�سالمي م�ستنري يفهم دينه جيّدا ويكر�س الفكر‬ ‫ّ‬ ‫الو�سطي وي�شكل �سدا منيعا �أم��ام التطرف الديني‬ ‫ّ‬ ‫وحت��ري��ف العقيدة الإ�سالمية ال�سمحة التي �آمنت‬ ‫القرار السياسي‬ ‫بها حركة النه�ضة منذ ن�ش�أتها و�سعت �إىل تر�سيخها‬ ‫مخترق من أطراف‬ ‫ّ‬ ‫يف املجتمع. كما �أنّ العمل ال�سيا�سي ال يقوم به كل‬ ‫�أبناء النه�ضة، بل بع�ض �أبنائها من الذين لهم ت�صوّ ر‬ ‫متنفذة من‬ ‫�سيا�سي وق��ادرون على فهم م�ستوجباته ومتطلباته‬ ‫مصلحتها إفشال‬ ‫ّ‬ ‫وف�ل���س�ف�ت��ه، وال ��ذي ��ن ت �ت��وف��ر ف�ي�ه��م ���ش��روط ال �ق��ادة‬ ‫ال�سيا�سيني. وهذا ي�ستحيل على احلركي واحلزبي،‬ ‫هذه التجربة التي‬ ‫فاحلركة املفرو�ض �أن تظل احلا�ضنة لفكر وملناهج‬ ‫تحرص حركة‬ ‫ولثقافة ولتوجهات النه�ضة الكربى، بينما احلزب هو‬ ‫النهضة وشركاؤها‬ ‫جمموعة من الربامج والأه��داف ال�سيا�سية التي قد‬ ‫يلتقي حولها غري النه�ضويني، لذا فاحلزب يكون �أكرث‬ ‫على إنجاحها‬ ‫انفتاحا و�شمولية، وقد ي�ضم �أبناء النه�ضة وغريهم‬ ‫ممن يجتمعون يف نف�س الربامج والر�ؤى ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية.‬ ‫القا�ضي يتهجم عليه يف حمكمته، ور�أينا الأمني يهجم‬ ‫البعض يرى أن تنازالتكم املفرطة ووفاقكم على مركزه، ر�أينا ا�ستهانة باملوظف الإداري وتطاوال‬ ‫الوطني مل حيجب عنكم الدعوات الستئصالكم على م�ؤ�س�سات البالد، ومل يعد يف تون�س �أية مرجعية‬ ‫واجتثاثكم من الوجود التونيس التي يطلقها من �سيا�سية �أو �أخالقية �أو دينية �أو �أدبية، حتى املفتي‬ ‫جتلسون معهم للتحاور وم��ن تسعون للتوافق �أ�صبح ي�سب وي�شتم. فالذي يح�صل اليوم من توا�صل‬ ‫ّ‬ ‫معهم ومن تقدمون هلم التنازل تلو اآلخر يف كل م�سل�سل التطاول على امل�ؤ�س�سات وعلى ال�شخ�صيات‬ ‫االعتبارية �أ�صبح فوق االحتمال. وهيبة الدولة يف‬ ‫املنابر والترصحيات؟‬ ‫ر�أي��ي حتتاج �إىل قيام ال��دول��ة و�إىل امل�سك بخيوط‬ ‫ه ��ذه ال�ت���ص��ري�ح��ات ن �ت��اج ال �ف �ك��ر الدكتاتوري اللعبة، وخ�ي��وط اللعبة مل جتتمع ب�ع�دُ، لأن بع�ض‬ ‫واال�ستبدادي، وه�ؤالء يريدون �أن يحكموا ويعي�شوا الأط��راف �أرادوا التفرقة و�أرادوا �أن يتطاولوا على‬ ‫وح��ده��م يف ت��ون ����س، و� �س �ي��ذه �ب��ون ال حم��ال��ة �إىل القرار ال�سيا�سي يف منبعه.‬ ‫مزبلة التاريخ ال��ذي هو ب�صدد التخل�ص من الفكر‬ ‫فضيحة مدوية، فشل رهيب حلكومة ما بعد‬ ‫اال�ستبدادي. و�سيك�شف التاريخ يوما �أنّ ه�ؤالء لي�سوا‬ ‫�إال نتاجا لدكتاتورية يف مظهر دميقراطي، ه�ؤالء مل الثورة وارهت��ان غري مربر لقوى ال��ردة ورموز‬ ‫يقدموا للبالد �سوى زئريا فارغا ووعيدا �ضد �شريحة الثورة املضادة و"تشليك خمزي لسيادة الدولة‬ ‫ّ‬ ‫من التون�سيني احلكم عليهم �أو لهم يرجع �إىل ال�شعب. وإه��دار هليبتها" كام قال السيايس حممد عبو،‬ ‫ثم ماذا فعل ه�ؤالء يف الت�سعينات بهذا املنهج وبهذا هذا ما تردد عىل صفحات التواصل االجتامعي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلطاب اال�ستئ�صايل، و�ضعوا كل �أبناء النه�ضة يف وما كان يردده شباب الثورة يف كل املجالس، بعد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سجون واملنايف؟ هل ا�ست�أ�صلوها من �ضمري ال�شعب؟ إيقاف بطاقة اجللب يف حق املدعو كامل اللطيف‬ ‫هل حموها من الوجود التون�سي، ه�ؤالء اعتقدوا �أنهم ال��ذي وجهت له أك�بر وأخطر هتمة قد توجه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�إبادة الإ�سالميني �سيق�ضون على ال�صفة الإ�سالمية ملواطن، وهي قضية التآمر عىل أمن الدولة. كيف‬ ‫للوطن التي ي�ستمدها من تاريخه، ومن علمائه، ومن تفرس ما حدث؟‬ ‫ثقافته و�إرثه منذ 31 قرنا من احل�ضارة؛ من �سلوكيات‬ ‫بقطع النظر عن �صحة ال�شبهات التي الت�صقت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وم��ن تربية مت�أ�صلة وم�ت�ج�ذرة ف�ي��ه، ه��ل ا�ستطاع بهذا الرجل �أم ال، املفرت�ض على �أن �أي مواطن وجهت‬ ‫ه�ؤالء �أن يقتلعوا املجتمع التون�سي من هويته ومن له تهمة �أن ميثل �أمام الق�ضاء للتحقيق معه، ومن ثمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إ�سالميته. لذا ه�ؤالء يف نظري يب�شرون بزوالهم كما �إم��ا �أن ي�بر�أ �أو ي��دان، وال ن�ستطيع �أن نفهم كيف ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫زال من قبلهم الفكر ال�شيوعي اال�ستئ�صايل الذي ذهب ي�صل اال�ستدعاء �إىل ال�شخ�ص املظنون فيه وال يفر�ض‬ ‫ّ‬ ‫وبقي الإ�سالم، وينبئون بزوال فكرهم اال�ستبدادي. عليه املثول �أمام الق�ضاء بعد تعنته مدّة �سنتني، ثم ملّا‬ ‫ّ‬ ‫هل تعتقد أن هناك التفاف لقوى خارجية تقرر تنفيذ بطاقة اجللب نفذ القرار ب�إجراء معكو�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فما ع�لاق��ة قا�ضي التحقيق بالتنفيذ، وم��ا الداعي‬ ‫إلفشال جتربة الربيع العريب؟‬ ‫لوجوده على عني املكان، وهذا لي�س من مهامه. ويبدو‬ ‫يف احلقيقة عندما �أ�سمع م�س�ؤوال �أمنيا يف �إحدى �أنّ اخللل القانوين ح�صل من قا�ضي التحقيق يف‬ ‫ّ‬ ‫دول اخلليج ي��وج��ه اخل�ط��اب للمعار�ضة التون�سية خروجه بهذا ال�شكل امللفت للنظر. ومن دون �إذن وكيل‬ ‫ويطلب منهم �أن يعيدوا له �أم��وال��ه لأنهم ف�شلوا يف‬ ‫اجلمهورية.‬ ‫الإط��اح��ة بالرتويكا و�إخ��راج الإ�سالميني من احلكم‬ ‫أال يبدو املشهد وكأن كامل اللطيف قال لبن‬ ‫ّ‬ ‫فال بد هنا من �أن �أ�شك يف وج��ود م��ؤام��رة خارجية‬ ‫بالفعل. هذه الأطراف التي وجه لها اخلطاب، والتي عمو وللعريض وللمرزوقي وللرتويكا احلاكمة:‬ ‫ّ‬ ‫مل حتدد �أ�سما�ؤهم، ولكنهم على كل حال معلومون "أنا فوقكم مجيعا وفوق القانون، فأنتم أوهن‬ ‫لدى الر�أي العام التون�سي، �أطلب منهم �أن يو�ضحوا وأضأل من أن تنالوا مني، ومتى بسطتم سيادتكم‬ ‫7‬ ‫املضادة التي ال تريد الستحقاقات الثورة أن تنجح؟‬ ‫هّ‬ ‫أال تبدو هذه العمليات كأنا تنفذ بكبسة زر أو‬ ‫ّ‬ ‫"رموت كنرتول"؟‬ ‫ه��ذا دي��دن الإره ��اب، ف��الإره��اب يهدف دائما �إىل‬ ‫تفكيك الدولة و�إ�ضعاف م�ؤ�س�ساتها وتعطيل �أي م�سار‬ ‫للتوافق بني خمتلف مكوّ ناتها من خالل �إرهاب الدولة‬ ‫و�إره��اب ال�شعب و�إرب��اك الو�ضع ال�ع��ام. والإره��اب‬ ‫ّ‬ ‫يبحث دائما عن قاعدة لنف�سه ليحتل املنطقة، وهذا‬ ‫ّ‬ ‫يتطلب غياب امل�ؤ�س�سات وتفككها، لهذا هم ي�سعون‬ ‫دائما �إىل �إ�ضعاف م�ؤ�س�سات الدولة وال�سلطة املركزية‬ ‫يف البالد لي�سيطروا عليها ويتحكموا مبفا�صلها. لهذا‬ ‫ال ن�ستغرب تزامن هذه العمليات الإرهابية يف كل مرة‬ ‫ّ‬ ‫مع �إجناز وطني �أو مع حتقيق خطوات �إيجابية نحو‬ ‫الشعب؟‬ ‫ت�أ�صيل كيان الدولة وت�أ�سي�س دولة امل�ؤ�س�سات الدائمة‬ ‫ال�س�ؤال عن هذا الطرف ال يوجه حلركة النه�ضة ودول��ة القانون، وم��ع كل تقدم نحو �إر��س��اء النظام‬ ‫ّ‬ ‫وال حتى للق�ضاء، بل يوجه �إىل ال�سلطة التنفيذية الدميقراطي املن�شود.‬ ‫ّ‬ ‫التي من املفرت�ض �أن ت�س�أل عن عدم تنفيذ هذا القرار‬ ‫ّ‬ ‫يف كل أصقاع األرض تتبنّى احلركات اجلهادية‬ ‫ّ‬ ‫الق�ضائي الذي حتم�ست له ال�شرطة وتوجهت لتنفيذه، اإلرهابية العمليات املنفذّ‬ ‫ة من ق َب ِلها، بل تسوقها‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم تراجعوا عن تنفيذه لأنهم تلقوا مكاملة ت�أمرهم‬ ‫عىل أهنا فتوحات، إلاّ يف تونس، فهم يتربؤون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالعودة �إىل بيوتهم، وامل�س�ألة التي �أنا على يقني منها منها يف كل بياناهتم، أال يمكن أن يكون هناك سلفية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هي �أنّ هناك مكاملة جاءت من طرف يبدو �أنه نافذ وله أخرى نشأت يف "جلان التنسيق" ثم أطالت ال ّلحى‬ ‫ّ‬ ‫�سلطة يف البالد تدخل لوقف تنفيذ القرار، هذا الطرف وقصرّت الرساويل؟‬ ‫ال �أعرفه �صدقا وال �أعلم �إذا ما كانت الأبحاث �ستك�شفه‬ ‫الذين ينفذون العمليات الإرهابية �إىل الآن يقدمون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يوما ما �أم �أنه �سيظل خفيا �إىل �أن منوت، �أنا ال �أملك‬ ‫الإج��اب��ة. ول��و ك��ان الأم��ر بيدي حلملت حركتي على �أنف�سهم على �أنهم �سلفيون جهاديون، وبقطع النظر‬ ‫اخل��روج من احلكم لأج��ل ه��ذا ال�سبب فح�سب، ف�إما عن هوية ه�ؤالء، هم بالن�سبة يل جمرمون حمرتفون،‬ ‫�أن تكون ل��دي القدرة على فر�ض �سلطة امل�ؤ�س�سات الكثري منهم خ��رج م��ن ال�سجون يف ق�ضايا �أخالقية‬ ‫والقانون �أو �أتخلى عن موقعي. فنحن نبني دولة وق�ضايا حق عام، وبع�ضهم يف ق�ضايا �إرهاب وحيازة‬ ‫م�ؤ�س�سات ودول��ة قانون ال دول��ة "كاركوز" بات�صال �أ�سلحة، و�أنا �أعرف بع�ضهم من خالل نيابتي يف املحاكم‬ ‫التون�سية. ف�إن كانوا ميار�سون الإره��اب وميار�سون‬ ‫هاتفي �أوقف قرار ق�ضائي �سيادي.‬ ‫الإره��اب على غريهم بغطاء ديني فالدين منهم براء،‬ ‫ه��ل تعتقد أن حركة النهضة ال متلك كل و�إن ك��ان��وا مي��ار� �س��ون��ه "بكلمة �سر" بينهم وبني‬ ‫ّ‬ ‫خيوط اللعبة السياسية، وال متلك القدرة الفعلية االنقالبيني �أعداء االنتقال الدميقراطي من �أجل �إرباك‬ ‫املناخ العام والت�شوي�ش على احلوار الوطني وابتزاز‬ ‫عىل فرض القرارات السيادية؟‬ ‫ّ‬ ‫من هم اليوم يف احلكم الأع��داء الإيديولوجيني، ف�إن‬ ‫هذا �صحيح يا �سيدتي، النه�ضة والرتويكا متلك قوى البناء والدميقراطية ب�شتى توجهاتها الإ�سالمية‬ ‫ال�سلطة ولكنها ال متلك القدرة على فر�ض القرار، كما والعلمانية ويف مقدمتها الرتويكا احلاكمة ويف القلب‬ ‫�أنّ خيوط اللعبة ال�سيا�سية لي�ست ب�أيديها، والقرار منها حركة النه�ضة �ستفوت عليها الفر�صة و�ستحافظ‬ ‫ال�سيا�سي خمرتق من �أط��راف متنفذة من م�صلحتها على كل املكت�سبات الدميقراطية، لذا فحركة النه�ضة‬ ‫التي يعاقبها �أع��داء الثورة و�أع��داء الدميقراطية على‬ ‫دميقراطيتها ال جتد غ�ضا�ضة يف تقدمي التنازالت،‬ ‫و�ست�ضع هذه القوى يف م�أزق جماهريي يهدد م�ستقبلها‬ ‫نحن نبني دولة‬ ‫ال�سيا�سي باالنقرا�ض والزوال.‬ ‫مؤسسات ودولة‬ ‫قانون ال دولة‬ ‫"كاركوز" باتصال‬ ‫هاتفي أوقف قرار‬ ‫قضائي سيادي‬ ‫�إف���ش��ال ه��ذه التجربة التي حتر�ص حركة النه�ضة‬ ‫و�شركا�ؤها على �إجناحها. ما هذه ال�سلطة التي ي�ستباح‬ ‫فيها �أعرا�ض رجال الدولة يف كل املنابر وت�شتم وت�سب‬ ‫يف العلن، ما هذه ال�سلطة التي يرفع فيها رجال �أمن‬ ‫مطالبني بحماية ر�ؤ�سائهم �شعار "ديقاج" يف وجهها‬ ‫يف اجتماع لت�أبني �شهداء الوطن يف م�شهد كله �سفور‬ ‫وجتر�ؤ وا�ستباحة لهيبة الدولة ورجالها.‬ ‫مل���اذا حت���ول اإلره����اب إىل وس��ي��ل��ة للكسب‬ ‫ّ‬ ‫السيايس، ملاذا تتحرك العباءة وال ّلحى الطويلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ك ّلام حتقق إنجاز وطني وخطوة نحو إنجاح‬ ‫املرحلة االنتقالية، مل يبدو كأنه يأمتر بأمر الثورة‬ ‫أم��ام انسداد أفق احل��وار الوطني وباستبعاد‬ ‫اجلبهة ومن ورائها "النداء" بالسيد أمحد املستريي‬ ‫رئيسا للحكومة املقبلة، هل لديكم يف حركة النهضة‬ ‫تصور بديل؟‬ ‫ّ‬ ‫مل ن�صغ بعد ت�صوّ را بديال، ولكن يف ت�صوّ ري �أنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اخلا�ص ال منا�ص من �أن يتفق �شركاء الوطن من العقالء‬ ‫املعنيني بنجاح احلوار وبالو�صول �إىل توافقات الذين‬ ‫يجتمعون على مائدة احل��وار على �شخ�صية وطنية‬ ‫حت��وز �أغلبية الآراء. وباعتبار �أن ه ��ؤالء املتعنتني‬ ‫يرف�ضون �أغلبية الرتويكا، فلتكن هناك �أغلبية يف‬ ‫مائدة احل��وار، ولتخرت ال�شخ�صية التي تتفق عليها‬ ‫هذه الأغلبية. �أمّا �أن ي�صروا على توافق اجلميع على‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�ص واحد، فهذا منطق تعجيزي يعك�س رغبة يف‬ ‫�إف�شال احلوار، ويوحي ب�أن هذا الطرف وهو يعرف‬ ‫نف�سه جيّدا �إنمّ��ا دخل احل��وار لت�صفية ح�سابات مع‬ ‫حركة النه�ضة بالذات. و�إذا ا�ستحال هذا الأمر فعلى‬ ‫رئي�س اجلمهورية حممد من�صف املرزوقي التدخل‬ ‫الختيار �شخ�صية وطنية لرت�أ�س احلكومة املقبلة وفق‬ ‫ما يقت�ضيه القانون املنظم لل�سلط العمومية، وله قيادة‬ ‫امل�شاورات من �أجل اختيار رئي�س احلكومة املقبلة،‬ ‫وهو ما يجوز له قانونيا بعد ف�شل الأطراف ال�سيا�سية‬ ‫يف التوافق.‬