Contenu connexe
Similaire à Ershad17 (20)
Ershad17
- 2. لتكن الحضارة إحدى أولوياتنا
لق��د ع��ادوا م��رة أخ��رى للني��ل م��ن دينن��ا وبأس��لوب قديم-حدي��ث، ع�بر الني��ل
ّ
م��ن نبين��ا (صل��ى اهلل علي��ه وآل��ه). فه��و (قدي��م) حي��ث قرأن��ا يف التاري��خ كي��ف
ّ
كان ه��ذا األس��لوب أح��د أه��م األس��اليب ال�تي اتذه��ا األع��داء حملارب��ة اإلس�لام
ّ
وإبع��اد اآلخري��ن عن��ه، وه��و (حديث) حيث رأينا ما قام به س��لمان رش��دي يف آياته
الش��يطانية وغ�يره.
إن األع��داء قدميه��م وحديثه��م ا ّفق��وا عل��ى اس��تهداف اإلس�لام عرب ش��خصيته
ّ ت ّ
األوىل، ألنه��م يدرك��ون مركزي��ة ه��ذه الش��خصية يف الدي��ن و عن��د املؤمن�ين به،
ّ ّ
وهذا مؤشر على أن اإلسالم مستهدف جبميع مذاهبه واتاهاته فشخصية ال ّيب
ّ ن ّ َ ّ ِّ
(صلى اهلل عليه وآله) هي أحد أهم العناصر اجلامعة لكل األطياف اإلسالمية.
ً
واملالح��ظ أن��ه كلم��ا تق��دم اإلس�لام بوصفه حضارة فاعل�ة ازدادت احلمالت
ً ّ ّ َ
االس��تهدافية لفتح ثغرات تعرقل ذلك ال ّقدم وبكل األس��اليب املتاحة لألعداء،
ت ّ
ّ
وه��ذا يع�ني أنن��ا يف داخل دائرة ص��راع حضاري يتطلب منا إدراك حجم الصراع،
وإع��ادة تكوي��ن أنفس��نا مب��ا يتناس��ب والص��راع، وامت�لاك األدوات املناس��بة اليت
ً
تضم��ن اس��تمرارية حركتن��ا مب��ا ينس��جم م��ع مب��ادئ اإلس�لام، وإال كان نقض�ا
للهدف الذي نس��عى لتحقيقه، وهو س��يادة تعاليم الس��ماء.
واحل��وزة العلمي��ة كراف��د م��ن رواف��د ه��ذه البن��اء احلض��اري ليس��ت مبن��أى
ع��ن ه��ذا الص��راع؛ فيتطل��ب منه��ا م��ا يتطل��ب م��ن اجلمي��ع، ولع��ل م��ن أه��م األم��ور
ّ ّ
ه��و مراجع��ة ال��ذات ب��كل ش��فافية وفت��ح كل امللف��ات أم��ام النق��د ألن��ه أوىل
ّ ّ ّ
اخلط��وات، وال نري��د يف ه��ذه اإلطالل��ة حص��ر كل امللف��ات فه��ي كث�يرة.
يف ه��ذا الع��دد ألقين��ا ش��يئا م��ن الض��وء عل��ى بع��ض موضوع��ات املل��ف التعليمي
ً
ّ
احل��وزوي يف حماول��ة لتلم��س بع��ض هموم��ه. وكلن��ا أم��ل يف أن نس��اهم يف دف��ع
ّ
حرك��ة النهض��ة حن��و األم��ام ومب��ا يرض��ي اهلل س��بحانه وتعاىل.
1
- 3. الحـوزات العلـميـــة فــي
منهجـــها العلـــمـــــــي
العالمة الشيخ عبد الهادي الفضلي
يتمي��ز ع��ن كث�ير م��ن املراج��ع اآلخري��ن مبوس��وعيتهّ املوض��وع ال��ذي ب�ين يدي��ك ه��و يف األص��ل عب��ارة
ات الثقافي��ة، ويظه��ر ذل��ك مب��ا كان ينش��ره يف اجمل�ل ّ ع��ن حماض��رة كان العالم��ة الفضل��ي ق��د ألقاه��ا يف
ّ
ال�تي كان��ت تص��در آن��ذاك، وبالكت��ب ال�تي ألفه��ا املوس��م الثق��ايف الصيف��ي لع��ام 6141ه��ـ يف مدين��ة
َ
وانتش��رت عل��ى نط��اق واس��ع يف العال�ين العرب��ي القطيف، قمنا يف هيئة التحرير بتقريرها من حالتها
َ
واإلس�لامي ورمب��ا يف الع��ال الغرب��ي، ككتاب��ه اللفظي��ة إىل املدون��ة م��ع احلفاظ ـ بقدر املس��تطاع ـ على
ّ
(الدي��ن واإلس�لام) وكرس��ائله الكث�يرة. ّ
طريق��ة وأس��لوب الش��يخ ، وحتقيقه��ا بتقوي��م الن��ص
لق��د ش��ارك الش��يخ آل كاش��ف الغط��اء يف وتقس��يم املوضوع��ات وتوثي��ق م��ا حيت��اج إىل ذل��ك.
الكث�ير م��ن املؤمت��رات ال�تي كان��ت ُعق��د يف الب�لاد
ت دواعي الكتابة حول الحوزات العلمية
العربي��ة واإلس�لامية، ومنه��ا املؤمت��ر اإلس�لامي الذي إن م��ن أه��م األس��باب ال�تي دع��ت اآلخري��ن ّ
عق��د يف الق��دس يف فلس��طني (0531ه��ـ/1391م) ُ للكتاب��ة ع��ن احل��وزة العلمي��ة يف النج��ف األش��رف
وكان املشاركون فيه من أعالم املذاهب اإلسالمية أو احل��وزات العلمي��ة عن��د الش��يعة اإلمامي��ة بش��كل
األخ��رى، وق��د أم الش��يخ آل كاش��ف الغط��اء يف ذلك
ّ ع��ام، س��واء كانت تل��ك الكتابات بش��كل مقاالت
الي��وم املس��لمني يف الق��دس الش��ريف(1). نش��رت يف الدوري��ات اليومي��ة أو الش��هرية أو الفصليةُ
ه��ذا احل��ادث أعط��اه ش��يئاً كب�يرا من الش��هرة بني
ً أو بش��كل أحب��اث ودراس��ات لرس��ائل ماجس��تري أو
علماء املذاهب األخرى. دكت��وراه جامعي��ة، م��ن أه��م ه��ذه األس��باب:
باإلضاف��ة إىل أن��ه كان خطيب��اً بارع��اً، فخطاب��ه
ّ 1- ب��روز بع��ض املرجعي��ات يف النج��ف األش��رف
يف الق��دس ح��ول فلس��طني أروع خطاب ألقي آنذاك. عل��ى مس��توى العاملَ�ين العرب��ي واإلس�لامي ورمب��ا
َ ُ َ
أوس��ع م��ن ذل��ك إىل الع��ال الغرب��ي والش��رقي، م��ن
م��ن هن��ا كث��ر التس��اؤل ع��ن الش��يعة اإلمامي��ة وعن
ً ً
ه��ذه املرجعي��ات ال�تي كان��ت عام�لا مس��اعدا للف��ت
ح��وزة النج��ف كبيئ��ة علمي��ة أنتج��ت مث��ل ه��ذا املرجع
املوسوعي. أنظ��ار اآلخري��ن إىل احل��وزات العلمي��ة الش��يعية،
الش��يخ حممد احلس�ين آل كاش��ف الغطاء (3731هـ)
م��ن املرجعي��ات ال�تي س��اعدت يف لف��ت األنظ��ار صاحب كتاب (أصل الشيعة وأصوهلا)، الذي كان
2
- 4. واألخ��رى العربي��ة إىل كتاب��ة رس��ائل ماجس��تري إىل النجف والكتابة حول احلوزة العلمية يف النجف،
ودكت��وراه ح��ول احل��وزات العلمي��ة. مرجعية الس��يد حمس��ن احلكيم (0931هـ) الذي أخذ
َ َ
شهرته يف العالني اإلسالمي والعربي والعامل الغربي
أهداف البحث حول الحوزات العلمية
مبوقفه ضد املد الشيوعي آنذاك، وبإصداره الفتوى
اختلف��ت األه��داف الباعث��ة للكتاب��ة والبح��ث املعروف��ة ض��د الش��يوعيني (9731ه��ـ) وال�تي كان��ت
َّ
،،
ح��ول احل��وزات العلمي��ة، وم��ن أهمه��ا: ّ
اللغ��م الق��وي ال��ذي انفجر يف وجوهه��م وبدد جتمعهم
1- حماول��ة ال ّع��رف عل��ى ه��ذا الل��ون م��ن
ت وأضعفهم (2).
الدراس��ة - ال�تي ترق��ى إىل مس��توى األكادميي��ات 2- وق��د ج��اءت أح��داث س��اعدت أيض �اً يف لف��ت
العاملي��ة املش��هورة واملعروف��ة - بغي��ة املقارن��ة بينه��ا النظ��ر إىل احل��وزة العلمي��ة، م��ن هذه األح��داث الثورة
ُ
كثر التساؤل وب�ين الدراس��ات األخ��رى يف اجلامع��ات؛ حملاول��ة اإلس�لامية يف إي��ران (9791م)؛ فكان��ت العام��ل
عن هؤالء
االس��تفادة منه��ا يف تطوي��ر املناه��ج واألوض��اع الق��وي يف لف��ت أنظ��ار الن��اس يف عاملن��ا اإلس�لامي
اجلامعي��ة.
ّ ُ
ويف الع��امل الغرب��ي إىل احل��وزات، وبس��ببها كث��ر
الشيعة أو
عن هؤالء فهن��اك اختالف��ات ب�ين اجلامع��ات الغربي��ة التس��اؤل ع��ن ه��ؤالء الش��يعة أو ع��ن ه��ؤالء املعمم�ين
المعممين واجلامع��ات يف الب�لاد العربي��ة واإلس�لامية، وأه��م م��ن رج��ال الدي��ن الذين اس��تطاعوا أن يطيح��وا بأقوى
ه��ذه االختالفات أن اجلامعات العربية واإلس�لامية امرباطوري��ة يف الش��رق األوس��ط وأن يقيم��وا دول��ة
من رجال
مصابة بشيء غري قليل من اجلمود، ففي اجلامعات إس�لامية.
الدين الذين
الغربية توجد مؤسس��ات وأقس��ام وكراسي حبثية
ّ فكان��ت الكتاب��ة ع��ن احل��وزات العلمي��ة
استطاعوا أن َ
ُع��د لدراس��ة كل أل��وان املراكز العلمي��ة يف العامل
ت ّ بش��كل جت��ارب ألناس عاش��وا يف أوس��اط احلوزات
يطيحوا بأقوى من أجل االس��تفادة من هذه الدراس��ة يف املقارنة بني العلمي��ة، وبش��كل مقاب�لات وح��وارات يف الصح��ف
امبراطورية في وض��ع اجلامع��ة واجلامع��ات واملراك��ز األخ��رى. ويف اجمل�لات.
الشرق األوسط فاجلامع��ات عنده��م يف تط��ور مس��تمر، فعل��ى رأس
ّ
وأن يقيموا كل س��نة يرف��ع تقري��ر كب�ير احلج��م ق��د يص��ل َََ ْ
كم��ا حف��زت أقس��ام الدراس��ات العلي��ا يف بع��ض
دولة إسالمية. إىل (0001) صفح��ة ع��ن وض��ع اجلامع��ة، وع��ن م��ا اجلامع��ات الغربي��ة وبع��ض اجلامع��ات اإلس�لامية
3
- 5. َُ
1- الطال��ب يف اجلامع��ة يل��زم بدراس��ة امل��واد ميك��ن أن يس��تفاد من��ه مما ه��و موجود يف اجلامعات
ُ
املق��ررة م��ن خ�لال كتبه��ا املق��ررة يف ف�ترة زمني��ة واملراك��ز األخ��رى.
حم��ددة، لينه��ي املرحل��ة ال�تي ي��درس فيه��ا.
ُ م��ن هن��ا كان ش��يء م��ن االنفت��اح م��ن اجلامع��ات
فمرحل��ة البكالوري��وس ال ب��د للطال��ب أن
ّ عل��ى واق��ع الدراس��ة احلوزوي��ة عن��د الش��يعة اإلمامية؛
ينهيه��ا يف أرب��ع إىل مخ��س س��نوات، وينته��ي م��ن ليس��تفيدوا م��ن اجلوان��ب اإلجيابي��ة املوج��ودة فيه��ا.
مرحل��ة املاجس��تري خ�لال ث�لاث إىل أرب��ع س��نوات، 2- وق��د يك��ون اهل��دف م��ن الدراس��ة والبح��ث
والدكت��وراه م��ن ثالث س��نوات إىل مخس س��نوات. ح��ول احل��وزات العلمي��ة م��ن ب��اب (اع��رف ع��دوك)؛
َّ
بينم��ا األم��ر يف احل��وزات العلمي��ة خمتل��ف متام�اً، فعندم��ا يتعرف��ون عل��ى واق��ع احل��وزات العلمي��ة
ّ
فلي��س فيه��ا م��دة حم��ددة حتك��م ال��درس؛ فق��د جت��د
ّ يس��تطيعون أن يتعرف��وا عل��ى جوان��ب الق��وة يف ه��ذه
ّ ّ
ال كتاب األلفية يف مدة وآخر يدرس
ّ طالباً يدرس مث ً الدراس��ة ال�تي اس��تطاعت أن خت��رج ه��ؤالء العلم��اء
ّ
الكت��اب ذات��ه يف ضع��ف أو ضعفي امل��دة وهكذا.
ّ الذي��ن متكن��وا أن يه��زوا الع��ال احلض��اري فكرياً،
ّ َ ّ ّ
وق��د يدخ��ل الطال��ب احل��وزة وه��و يف مقتب��ل عمره ّ
وأن يه��زوا الع��امل السياس��ي مب��ا أقام��وه م��ن كيان��ات
ويض��ل ي��درس إىل أن يتوف��ى! فالدراس��ة ح��رة من هذه سياس��ية.
ّ ُ
الناحية. والس��بب يف ذل��ك، أنه��م إذا تعرف��وا جوان��ب القوة
،،
ّ ّ
2- م��ن جان��ب آخ��ر، يوج��د يف اجلامع��ة نظام��ان اس��تطاعوا ـ أو هك��ذا يق��درون ـ أن جيه��زوا على هذا
ّ
يف الدراس��ة: اجلانب القوي فيضعفوه فيضعف النتاج.
َ
ت ِ
أحدهم��ا نظ��ام الس��نوات: وفي��ه ُ��وكل رئاس��ة وغريها من األهداف األخرى.
ّ
القس��م لألس��تاذ تدري��س م��ادة م��ا، وعل��ى كل طال��ب
ّ س��أحاول أن أق��ارن ب�ين الدراس��ة احلوزوي��ة فمن خالل
أن حيض��ر ل��دى ه��ذا األس��تاذ ولي��س ل��ه حري��ة اختي��ار
ّ والدراس��ة اجلامعي��ة؛ واملقارن��ة ألج��ل التوضي��ح(3). الدراسات التي
أس��تاذ للم��ادة.
ّ الحوزة والجامعة بين النظام والالنظام كتبت بأقالمُ
واآلخ��ر نظ��ام الس��اعات املعتم��دة: وال��ذي تق��وم
ّ جامعيين
املت��داول أن احل��وزات العلمي��ة ال نظ��ام فيه��ا،
َ
في��ه رئاس��ة القس��م بط��رح أكث��ر م��ن أس��تاذ للم��ادة ودائم�اً ُك��رر الكلم��ة املنس��وبة إىل املرج��ع الدي�ني
ت يتّضح أن
الواح��دة، ويك��ون للطال��ب حري��ة اختي��ار االس��تاذ
ّ الس��يد أب��ي احلس��ن اإلصفهاني (5631ه��ـ): نظامنا ال في الحوزات
ّ
األنس��ب ل��ه م��ن ب�ين املطروح�ين. نظ��ام. العلمية نظام،
يف ه��ذا النظ��ام يوج��د حن��و م��ن احلري��ة للطال��ب
ّ ولكن فرقه عن
ولك��ن الواق��ع خ�لاف ذل��ك، فم��ن خ�لال
ّ ّ ّ
لك ّها حرية مؤطرة حبد أقل وحد أكثر، فللطالب ّ ن النظام الجامعي
ُ
الدراس��ات ال�تي كتب��ت بأق�لام جامعي�ين ي ّض��ح
ت
أن يأخذ عدد ساعات كثرية وينهي املرحلة يف احلد
ّ أن يف احل��وزات العلمي��ة نظ��ام، ولك��ن فرق��ه ع��ن أنه في الحوزات
األدنى من السنوات، وله أن يأخذ عدد ساعات قليلة النظ��ام اجلامع��ي أن��ه يف احل��وزات (نظ��ام ح��ر)، ويف (نظام حُرّ)،
ُ ّ
وينهي املرحلة يف احلد األعلى من الس��نوات. اجلامع��ات (نظ��ام إلزام��ي). وفي الجامعات
وه��ذا ال ّظ��ام ه��و األق��رب إىل النظ��ام امل ّب��ع يف
ت ن (نظام إلزامي)
4
- 6. س��نوات قليلة؛ فينهي املقدمات يف س��نتني والسطوح
ّ احل��وزات، ل��ذا كان أح��د الدكات��رة يع�بر عن نظام
ّ ّ
يف ثالث أو أربع سنوات وحيضر البحث اخلارج ملدة
ّ ّ
الس��اعات املعتم��دة أن��ه النظ��ام اإلس�لامي. ق��د ال
ً
س��نتني، فيصب��ح جمته��دا يف أق��ل م��ن عش��ر س��نوات. يكون كذلك ولكن النظام القديم كان قريباً من
ّ ً
ه��ذا ويعط��ي حري�ة كال�تي يف الدراس��ة اإلس�لامية.
وعل��ى خ�لاف ذل��ك، ق��د جت��د بعض الط�لاب يبقى
يف البحث اخلارج سنوات طويلة وقد أصبح جمموعة أم��ا يف احل��وزات العلمي��ة، فال ّظ��ام امل ّب��ع
ت ن
م��ن زمالئ��ه جمتهدي��ن، وه��و ال ي��زال ذل��ك اإلنس��ان ه��و النظ��ام احل��ر ال��ذي ال يل��زم الطال��ب ب��أي الت��زام،
ُ ّ
املتأخ��ر يف حتصيله. فل��ه أن خيت��ار أي أس��تاذ يري��د ول��ه حري��ة أن يرتك��ه
ّ
فالعم��دة يف ط��ول امل��دة أو قصره��ا ه��و م��دى ويذه��ب إىل غ�يره وهك��ذا م��ن دون أي ضاب��ط.
اس��تعداد الطال��ب واهتمام��ه. فه��ذه احلري��ة يف اختي��ار األس��تاذ تدخ��ل ضم��ن
ّ
3- ش��يء ثال��ث، مم��ا ختتل��ف في��ه احل��وزات ع��ن نظام احلوزة التعليمي، كما أن عدم احلرية ـ النسيب
ّ ّ
اجلامع��ات ه��و وج��ود اإلدارة، فف��ي اجلامع��ات توجد ّ
ـ يدخل ضمن النظام التعليمي للجامعة؛ وهذا يؤكد
ّ
عل��ى وج��ود نظ��ام يف احل��وزة إال إن��ه نظ��ام خمتل��ف عن
إدارة مكون��ة م��ن مدي��ر اجلامع��ة وموظف�ين و...،
ّ
وق��د يبل��غ ع��دد املوظف�ين يف بع��ض اجلامع��ات اآلالف نظام اجلامعة.
خصوص�اً إذا كان ع��دد طالبه��ا ح��دود نص��ف مليون م��ع ه��ذا االخت�لاف ب�ين النظام�ين احل��وزوي
طالب. ّ
واجلامع��ي إال أنهم��ا ي ّفقان يف متكن بعض الطالب
ت
خالف��اً للح��وزة ال�تي ال توج��د فيه��ا إدارة وال م��ن اجتي��از املراح��ل يف م��دة أقصر من امل��دة احملددة؛
ّ ّ
ّ
موظف�ين، ب��ل وال يوج��د فيه��ا حتى مكتب الس��تقبال فف��ي اجلامع��ات ـ خصوص��اً يف بريطاني��ا ـ يأخ��ذون
الطال��ب. بنظ��ام اجملموع��ات القائ��م على إش��راف األس��تاذ على
التحصيل العلمي جملموعة من الطالب ال يزيدون عن
الحوزة والجامعة... في مراحلهما الدراسية اث�ني عش��ر طالب�اً وكح��د أعل��ى ع��ن مخس وعش��رين
ّ
1 المراحل الجامعية:
- طالب�اً، ف��إذا وج��د طالب نابه وذكي يفس��ح له اجملال
ُ
ليقط��ع املراح��ل يف ف�ترات زمني��ة أق��ل، فيعط��ى وقت
ُ
الطال��ب بع��د أن ينه��ي الدراس��ة احلديث��ة(4)
ُ
ملراجع��ة املق��ررات الدراس��ية للمراح��ل املتقدم��ة
(االبتدائي��ة واملتوس��طة والثانوي��ة)، يدخ��ل اجلامع��ة
ويتح��ن فيه��ا وينق��ل إىل املراح��ل التالي��ة، وهك��ذا
ُ ُ
ومراحلها: الدراسة العالية وهي البكالوريوس، ثم
حت��ى ينته��ي م��ن الدراس��ة يف أق��ل مم��ا ه��و مق��رر يف
الدراس��ة العلي��ا وه��ي املاجس��تري والدكت��وراه.
النظ��ام.
ويف الدراس��ة العلي��ا وبالتحدي��د يف املاجس��تري
وق��د حتدث��ت الصح��ف يف الع��ام الس��ابق ع��ن
ّ ّ
ختتلف األساليب، ففي كثري من اجلامعات وخاصة
. طال��ب خت��رج م��ن اجلامع��ة وملّ��ا يتج��اوز 61 عام��اً
ّ
الغربية منها تؤخذ املاجستري عن طريق دراسة بعض
امل��واد ال بكتاب��ة حب��ث أو رس��الة، وه��ذا األم��ر يرجع وه��ذا األم��ر حي��دث أيض �اً يف احل��وزات ولك��ن
إىل اجلامع��ة يف حتدي��د م��ا هو األفض��ل للطالب. بص��ورة ينس��جم ونظامه��ا، ف��إذا وج��د طال��ب ناب��ه
ٌ ُ
وذك��ي يس��تطيع أن يط��وي املراح��ل الدراس��ية يف
ٌ
5
- 7. 2 المراحل الحوزوية:
-
يف احل��وزة توج��د ثالث��ة مراح��ل: املقدم��ات
ّ
والس��طوح(5) والبح��ث اخل��ارج.
2-1/ المقدّمات:
ُ��درس يف ه��ذه املرحل��ة جمموع��ة م��ن امل��واد ت
العلمية اليت تس��اعد الطالب على التخصص يف علمي
الفق��ه وأصول��ه. وكم��ا بين��ا س��ابقاً ال توج��د فيه��ا م��دة
ّ ّ
زمني��ة حم��دد إلنه��اء ه��ذه امل��واد.
ّ
والعلوم اليت تدرس فيها هي:
2-1-1/ علـوم اللغة العربية: واملواد األساس��ية
ـ
ال�تي ت��درس من ه��ذه العلوم: الص��رف والنحو وعلوم
ّ
البالغ��ة (املعان��ي والبي��ان والبدي��ع). وبع��ض الط�لاب
م��ن حي��اول أن يتوس��ع يف عل��وم اللغ��ة العربي��ة في��درس
ّ
عل��م الع��روض أو م�تن يف لغ��ة، يف اجلامع��ة ال ت��درس
ه��ذه امل��ادة وإمن��ا ُدرس مادة املعج��م والداللة.
ت
يف علم النحو:
- كت��اب اآلجرومي��ة: م��ن تألي��ف أب��ي عب��د
ّ
اهلل الصنهاج��ي املع��روف باب��ن آج��رم (327ه��ـ)،
ُ َّ
ُ
وه��و عب��ارة ع��ن م�تن صغ�ير يف النح��و، كت��ب بعب��ارة
مضغوط��ة حت��ى يس��هل عل��ى الطال��ب حفظ��ه(6). وقد
ش��رح ش��روح كث�يرة و ُرج��م إىل أكث��ر من لغ��ة، يعد
ُ ّ ت ُ
م��ن أق��دم املت��ون النحوي��ة املطبوع��ة(7).
ّ
- كت��اب ش��رح قط��ر الن��دى وب��ل الص��دى:
وه��و م��ن تألي��ف عب��د اهلل مج��ال الدي��ن ب��ن هش��ام
ُ
املصري (167هـ). والكتاب شرح ملنت (قطر الندى
ِّ
وبل الصدى) للمؤلف نفسه، وعلى هذا الشرح توجد ّ
جمموع��ة م��ن حواش��ي(8).
- كت��اب ش��رح ألفي��ة(01) ب��ن مال��ك: أللفي��ة
ّ
حمم��د ب��ن مال��ك أكث��ر م��ن مائ��ة ش��رح، أهمه��ا وه��و
ّ
األكث��ر دراس��ة يف احل��وزات العلمي��ة ش��رح ابن ناظم
األلفي��ة ب��در الدي��ن املش��هور بـ(اب��ن ال ّاظ��م).
ن
ً
وأخ�يرا ص��ار ي��درس ش��رح اب��ن عقي��ل عل��ى
ُ
األلفي��ة.
كت��اب مغ�ني اللبي��ب: وه��و م��ن تألي��ف -
6
- 8. وه��ذه احلاش��ية ش��رح مل�تن (التهذي��ب) يف املنط��ق مج��ال الدي��ن ب��ن هش��ام األنص��اري صاح��ب كت��اب
ُ
للتفتازان��ي. (القط��ر)، والكت��اب يتن��اول احل��روف ُ
واجلم��ل يف
- كت��اب ش��رح الرس��الة الشمس��ية: لقط��ب النح��و.
ّ
الدي��ن ال��رازي (667ه��ـ)، وه��و ش��رح مل�تن (الرس��الة
ّ وأم��ا املق��ررات الدراس��ية عن��د غ�ير الع��رب،
ّ
الشمسية) يف املنطق لنجم الدين الكاتيب القزويين. وه��ي القومي��ات األخ��رى ال�تي كان��ت تتواج��د يف
- كت��اب املنط��ق: للش��يخ حمم��د رض��ا النج��ف األش��رف وم��ن وأهمه��م: الف��رس وال�ترك
ً
املظف��ر (3831ه��ـ)، وال��ذي صار ي��درس بدال عن هذه واألفغ��ان واهلنود والش��ركس وغريها من اجلاليات
ُ
ا لكت��ب . وق��د أحصاه��م الدكتور فاضل اجلمال��ي (7991م).
يف علم الكالم: يب��دأ ه��ؤالء بدراس��ة كت��اب (جام��ع املقدم��ات)،
وه��و جمموع��ة م��ن املت��ون يف اللغ��ة العربي��ة واللغ��ة
- كت��اب الب��اب احل��ادي عش��ر: للعالم��ة الفارس��ية والص��رف والنح��و واملنط��ق. وبع��د إكمال
ّ
احلل��ي (267ه��ـ). ه��ذا الكت��اب ينتقل��ون إىل (ش��رح الس��يوطي) عل��ى
- كت��اب ش��رح جتري��د االعتق��اد: و(جتري��د ألفي��ة اب��ن مال��ك، والكت��اب يعت�بر م��ن الش��روح ّ
االعتقاد) للخواجة نصري الدين الطوس��ي (276هـ)، الضعيف��ة لأللفي��ة.
ول��ه ع��دة ش��روح م��ن أش��هرها ـ وه��و م��ا ي��درس ع��ادة ـ
ّ يف علم الصرف:
(كش��ف امل��راد يف ش��رح جتري��د االعتق��اد) للعالم��ة
ّ
احلل��ي (627ه��ـ). الكت��اب األس��اس يف عل��م الص��رف ه��و ش��رح
(كتاب الشافية): وكتاب (الشافية) البن احلاجب
2-1-3/ علم أصول الفقه: م��ن فقه��اء املالكي��ة، وله كتاب آخ��ر يف النحو امسه
ويف ه��ذه املرحل��ة أيض��اً ي��درس كت��اب (مع��امل
ُ (الكافية).
الدي��ن وم�لاذ اجملتهدي��ن) للش��يخ حس��ن اب��ن الش��هيد والش��رح ال��ذي ي��درس ه��و ش��رح نظ��ام املُل��ك،
ُ ّ
ّ
الثان��ي (1101ه��ـ)، والكت��اب عل��ى صغ��ر حجم��ه إال أنه ويس��مى بـ(ش��رح ِّظ��ام).
الن ّ
م��ن أه��م املص��ادر يف أص��ول فق��ه اإلمامي��ة.
وي��درس البع��ض كت��اب (م��راح األرواح) ملس��عود
َ
بع��د أن ينه��ي الطال��ب ه��ذه امل��واد ينتق��ل إىل
ُ بن علي، وقد خيتصر بعضهم فيدرس كتاب (شذى
املرحل��ة الثاني��ة وه��ي مرحل��ة الس��طوح. العرف) ألمحد احلمالوي.
2-2/ مرحلة السّطوح: يف علم البالغة:
يف ه��ذه املرحل��ة ي��درس الطال��ب علم��ي الفق��ه
َ الكت��ب املق��ررة يف عل��وم البالغ��ة ه��ي كت��اب
وأص��ول الفق��ه ويتخص��ص فيهم��ا، والف��ارق ب�ين (خمتص��ر املعان��ي) وكت��اب (املط��ول) للتفتازان��ي.
ّ
الدراس��ة يف ه��ذه املرحل��ة واملرحل��ة الثالث��ة (البح��ث
اخل��ارج) أن��ه يف ه��ذه املرحل��ة (الس��طوح) تك��ون 2-1-2/ العلوم العقلية:
الدراس��ة س��طحية م��ن ناحي��ة االس��تدالل، خبالفها يف
ّ كم��ا وي��درس الطال��ب يف مرحل��ة املقدم��ات
ّ
البح��ث اخل��ارج ال�تي تكون الدراس��ة فيها اس��تداللية جبان��ب عل��وم اللغ��ة العربي��ة، جمموع��ة م��ن املق��ررات
معمق��ة.
ّ يف العل��وم العقلي��ة:
وما يدرس يف هذه املرحلة هي: يف علم املنطق:
2-2-1/ علم أصول الفقه: ّ
- كت��اب حاش��ية مال(9)عب��د اهلل الي��زدي:
ّ
واملؤل��ف أحد العلم��اء املتخصصني يف العلوم العقلية،
كت��اب القوان�ين احملكم��ة يف األص��ول -
7
- 9. (القوان�ين): للم�يرزا القم��ي (1321ه��ـ).
ّ
- كت��اب كفاي��ة األص��ول: للم�لا حمم��د
كاظ��م خلراس��اني (9231ه��ـ).
- كت��اب فرائ��د األص��ول (الرس��ائل): للش��يخ
مرتض��ى األنص��اري (1821ه��ـ).
2-2-2/ علم الفقه:
- كت��اب ش��رح اللمع��ة الدمش��قية: والش��ارح
ه��و الش��هيد الثان��ي زي��ن الدي��ن ب��ن عل��ي العامل��ي
(669هـ)، وصاحب املنت هو الشهيد األول حممد بن
مك��ي العامل��ي (687ه��ـ). ّ
- كت��اب املكاس��ب: للش��يخ مرتض��ى
األنص��اري (1821ه��ـ)، ويتن��اول الكت��اب قس��م م��ن
،،
املعامالت وهي: املكاسب احملرمة والبيع وخيارات
ّ
البي��ع.
مالحظة:
إح��دى أه��م امل��واد العلمي��ة ال�تي تتمي��ز به��ا
ّ ففي الدراسات
اجلامع��ات ع��ن احل��وزات ه��ي دراس��ة تاري��خ العل��وم؛
الحديثة
وتق��وم ه��ذه امل��ادة عل��ى دراس��ة بع��ض املوضوع��ات
تُستعمل
ً
واجل��واب)؛ فيط��رح س��ؤال عل��ى الط�لاب ث��م يق��وم ِ
املمه��دة للدخ��ول إىل العل��م، وأه��م ه��ذه املوضوع��ات
نش��أة العل��م وتط��ورة وأه��م نظريات��ه و... فيها (طريقة
مبناقش��تهم يف إجاباته��م. ّ
المحاضرة)
أم��ا يف احل��وازت العلمي��ة فالطريق��ة املعتم��دة اجلامعة واحملاضرة... احلوزة وشرح العبارة
والتي تعتمد
يف تدري��س م��واد املقدم��ات والس��طوح ه��ي م��ا تس��مى ختتل��ف طريق��ة التدري��س يف الدراس��ات على قيام
بـ(طريق��ة ش��رح العب��ارة)، وتعتم��د ه��ذه الطريق��ة على احلديث��ة (امل��دارس واجلامع��ات) عنه��ا يف احل��وزات األستاذ
حموري��ة املق��رر الدراس��ي؛ فيقرأ األس��تاذ مقطعاً من
ّ العلمي��ة، فف��ي الدراس��ات احلديث��ة ُس��تعمل فيه��ا
ت بإعداد الدرس
الكت��اب ويق��وم بش��رحه وتوضيح��ه. (طريق��ة احملاض��رة) وال�تي تعتم��د عل��ى قي��ام األس��تاذ
من خالل
ويف ه��ذه الطريق��ة جان��ب إجياب��ي ـ إن كان بإع��داد ال��درس م��ن خ�لال الكت��اب املق��رر م��ع بعض
الكتاب المقرر
األس��تاذ يتمت��ع بش��خصية تربوي��ة(11) ـ ه��و أن األس��تاذ
ّ اإلضاف��ات م��ن بع��ض الكت��ب األخ��رى، ث��م يأت��ي
ليلق��ي ال��درس م��ن دون أن يعتم��د عل��ى الكت��اب ح��ال مع بعض
أثن��اء ش��رحه للمقط��ع ق��د يب�ين للطال��ب بع��ض الفوائ��د
ّ
اإللق��اء، وق��د حيت��اج يف حماضرته إىل وس��ائل تعليمية اإلضافات من
ال�تي مت��ر علي��ه خ�لال املقط��ع، كبي��ان معن��ى لغ��وي
ّ
لكلم��ة أو إع��راب مجل��ة، وق��د يس��تطرد مبناس��بة كاخلرائ��ط وم��ا ش��ابهها. وهن��اك طريق��ة أخ��رى بعض الكتب
معين��ة إىل عل��م آخر ويتحدث ح��ول املوضوع. فيعيش
ّ يس��تفيد منه��ا بع��ض األس��اتذة وه��ي (طريق��ة الس��ؤال األخرى
ّ
8
- 10. ش��رحاً اس��تداللياً علي��ه.
ّ
والطريقة امل ّبعة يف البحث اخلارج هي:
ت
1- أن يق��وم األس��تاذ بتحري��ر املس��ألة املبحوث��ة،
وحتريرها يعين توضيح موضوع املسألة وبيان املعنى
ال��ذي يري��د أن يتناوله.
2- بع��د ذل��ك، يس��تعرض آراء وأق��ول كل
العلم��اء يف املس��ألة.
3- ث��م يأت��ي بأدل��ة كل األق��وال واآلراء ال�تي
ذكره��ا، ويق��وم بتوضي��ح ه��ذه األدل��ة.
ً
4- بعده��ا ي��وازن ب�ين ه��ذه األدل��ة معتم��دا يف
ذل��ك عل��ى قواع��د وأص��ول العل��م، وعلى م��ا ميتلك من
ذوق وخلفي��ات ثقافي��ة، ومب��ا آتاه اهلل تعاىل من موهبة
وذكاء، فلل��ذكاء مدخلي��ة كب�يرة هن��ا.
5- بعده��ا خي��رج بالنتيج��ة وال�تي إم��ا أن تك��ون
ترجيح��اً ألح��د اآلراء ال�تي ذكره��ا، أو أن��ه خي��رج
ّ
ب��رأي جدي��د يف املوض��وع.
وهن��ا ي�برز م��ا تتمي��ز ب��ه احل��وزات ع��ن غريه��ا،
ّ
ً
وه��و أوال س��عة البح��ث أفقي��اً حبي��ث يلمل��م األس��تاذ
ّ
عمق كل م��ا يرتب��ط باملوض��وع م��ن معلوم��ات. وثانياً الطال��ب داخ��ل دائ��رة مع��ارف علمي��ة م��ع األس��تاذ
البح��ث طولي�اً؛ فهو يذهب م��ن األدلة إىل اجلذور وال والكت��اب.
مي��ر به��ا م��رورا عاب��را أو س��طحياً.
ّ ً ً ّ
وإذا مل يك��ن األس��تاذ تربوي�اً ف��إن ه��ذه الطريق��ة
العملية التعليمية ودخالة اإليمان والتقوى تك��ون س��لبية عل��ى الطال��ب، فل��ن تتض��ح لدي��ه م��ادة
ّ
ق��د يتس��ائل ع��ن الس��بب ال��ذي يدع��و األس��تاذ يف
ُ ال، ولن يستفيد مما يطرحه األستاذ أثناء الكتاب أو ً
احل��وزات العلمي��ة إىل ه��ذا التوس��ع األفق��ي وال ّعم��ق
ت ّ ّ
الشرح.
الطول��ي يف البح��ث؟ والس��بب يف ذل��ك اإلمي��ان؛ ف��إن
ّ ّ 2-3/ البحث الخارج
األس��تاذ عندم��ا يبحث وي��درس يضع أمامه مس��ؤوليته
ّ ّ
تف�ترق ه��ذه املرحل��ة ع��ن مرحل��ة الس��طوح م��ن
أمام اهلل سبحانه وتعاىل، وعندما خيرج برأي سيسند
ُ
ّ جهت�ين: األوىل، أن م��ن يق��وم بالتدري��س يف ه��ذه
ّ
ه��ذه ال��رأي هلل تع��اىل، ويل��زم املكلف�ين به.
ُ
املرحل��ة يك��ون يف الع��ادة مم��ن بل��غ رتب��ة االجته��اد.
م��ن األم��ور ال�تي تتم ّ��ع به��ا احل��وزات العلمي��ة
ت
والثاني��ة، أن يف ه��ذه املرحل��ة ال يوج��د كت��اب
ّ
وتفتقدها اجلامعات اجلانب األخالقي، فاألستاذ يف
مقرر ُشرح عباراته، ويعتمد األستاذ يف هذه املرحلة
ت
ّ
احل��وزات يش��كل ق��دوة للطال��ب يف جان�بي األخ�لاق
عل��ى كت��اب م��ن الكت��ب ليك��ون منطلق�اً لبحث��ه أو
َ
9
- 11. عل��ي (علي��ه الس�لام)، والذي يتحول إىل قاعة دراس��ية
ّ وهم��ا ال ّحل��ي بالفضيل��ة وال ّخل��ي ع��ن الرذيل��ة.
ت ت
وق��ت ال��دروس. أم��ا يف اجلامع��ات فق��د أصبح��ت املس��ألة ّ
وم��ن أماك��ن الدراس��ة يف احل��وزات العلمي��ة ُ ً
األخالقي��ة مفق��ودة بش��كل كبري وواض��ح، وكتب
غ��رف امل��دارس وال�تي ختص��ص يف الغال��ب لس��كنى ح��ول املوض��وع الش��يء الكث�ير، حت��ى كث��رت
ط�لاب احل��وزة، فيأت��ي األس��تاذ إىل غرف��ة الطال��ب الدع��وات إىل إدخ��ال م��ادة الدي��ن كم��ادة أساس��ية يف
ّ
للتدري��س وق��د يذه��ب الطال��ب لغرف��ة أس��تاذه. اجلامع��ات الغربي��ة كم��ا ح��دث ه��ذا يف بريطاني��ا.
إذا كان أس��تاذ البح��ث اخل��ارج م��ن مراج��ع فاإلحصائي��ات الناجت��ة ع��ن الدراس��ات االجتماعي��ة
التقليد فإن درسه يكون يف املساجد ويوضع له منرب ّ
تؤك��د عل��ى وج��ود ع��دد هائ��ل م��ن ح��االت اإلجه��اض
ذو ش��كل خ��اص ليجل��س علي��ه ح��ال ال��درس،. وأم��ا نتيج��ة املمارس��ات غ�ير الش��رعية وال�تي تك��ون يف
إذا مل يك��ن األس��تاذ م��ن مراج��ع التقلي��د فقد يكون الغال��ب يف املؤسس��ات التعليمي��ة.
درس��ه يف بيت��ه أو يف مس��جد صغ�ير أو يف حس��ينية. فاألس��تاذ إذا كان مربي�اً لذات��ه وحم ِم�اً هل��ا ف��إن
ّ رت ّ
ّ
الطالب سيتأثر به من تلقاء نفسه، وهذه أهم مراحل
التمويل المالي واالستقاللية
الرتبية والتأثري يف اآلخرين.
ختتل��ف جه��ة التموي��ل يف احل��وزات واجلامع��ات،
فاجلامع��ات احلكومي��ة تعتم��د يف متويله��ا عل��ى أماكن الدرسة
ً ت َ ِّ
احلكوم��ة، ف ُخص��ص احلكومة جزء من ميزانيتها م��ن الواض��ح أن امل��دارس احلديث��ة واجلامع��ة
ّ
الس��نوية لتموي��ل اجلامع��ات التابع��ة هل��ا. واجلامع��ات هل��ا أمكانه��ا اخلاص��ة للتدري��س واإلدارة، ويك��ون
األهلي��ة يعتم��د يف ج��زء م��ن ميزانيته��ا عل��ى األج��ور ال��درس والتدريس يف فصوهلا الدراس��ية املخصصة.
ال�تي تأخذه��ا م��ن الط�لاب، وتعتم��د كذل��ك عل��ى يف احل��وزات ال توج��د أماك��ن خمصص��ة
مس��اعدات تعطيه��ا احلكوم��ة هل��ا، وق��د تعتم��د عل��ى لل��درس والتدري��س، ب��ل الدراس��ة تك��ون يف الغال��ب
بع��ض املوقوف��ات أو التربع��ات األخ��رى. يف أماك��ن عام��ة يس��تفاد منه��ا هلذا الغ��رض. من أهم
ّ
أم��ا احل��وزات العلمي��ة فتمويله��ا قائ��م عل��ى
ّ ه��ذه األماك��ن املس��اجد، فتج��د يف املس��جد جمموع��ة
احلق��وق الش��رعية (األمخ��اس) املفروض��ة ش��رعاً م��ن احللق��ات الدراس��ية املعق��ودة يف أماك��ن متفرق��ة
ّ
عل��ى املكلف�ين، أو أن يك��ون التموي��ل قائ��م عل��ى في��ه، وم��ن أكرب املس��اجد اليت ُعق��د فيه الدروس يف
ت
املوقوفات واليت من أبرزها موقوفة اهلند اليت كان النج��ف (مس��جد اهلن��دي) القري��ب م��ن حض��رة اإلم��ام
01
- 12. (4) هن��اك م��ن التعاب�ير ال��واردة إلين��ا وال�تي يه��دف م��ن ورائه��ا أم��ور غ�ير
ُ ريعه��ا يرس��ل إىل النج��ف.
واضح��ة، منه��ا م��ا يطل��ق للتفري��ق ب�ين الدراس��ة الديني��ة وغريه��ا، فيع�بر ع��ن
ّ
الدراس��ة غ�ير الديني��ة بالدراس��ة (املدني��ة) ملقابلته��ا بالدراس��ة الديني��ة. واحل��وزات ال حتت��اج التموي��ل إال م��ن أج��ل روات��ب
(5) وأصل اس��تعمال كلمة (الس��طوح) هلذه املرحلة أس��تعمال فارس��ي وليس
عربياً. الطالب واألس��اتذة، وأما غري ذلك من مش��اريع فهي
ّ ّ
(6) تعتم��د الكث�ير م��ن احل��وزات غري الش��يعية ـ كما يف مص��ر ـ على ظاهرة ّ
مرتبط��ة مبراج��ع التقلي��د واملرجع نفس��ه هو املتكفل
ّ
احلف��ظ، كحف��ظ الق��رآن الكري��م وبع��ض املت��ون الش��عرية وال ّثري��ة، وهذا
ن
األم��ر غ�ير رائ��ج يف احل��وزات الش��يعية. بتمويلها.
(7) الح��ظ عب��د اهل��ادي الفضل��ي، فهرس��ت الكت��ب النحوي��ة املطبوع��ة،
مكتب��ة املن��ار، 7041ه��ـ/ 6891م(التحري��ر). وه��ذا الف��ارق ب�ين متوي��ل احل��وزات واجلامع��ات
ُ
يف س��نة 298ه��ـ/6841م طب��ع أول كت��اب مرتج��م إىل اللغ��ة العربي��ة وه��و ّ
أعط��ى احل��وزات العلمي��ة اس��تقاللية م��ن جه��ة تدخ��ل
ّ
لـ(برنارد برايدنباخ) والكتاب عن رحلته إىل األماكن املقدسة.(املوسوعة
ّ
العربي��ة العاملي��ة 51: 355).
احلكوم��ات، ف�لا تس��تطيع احلكوم��ة أن تتدخ��ل
وأول طبع��ة للق��رآن الكري��م بنص��ه العرب��ي كان��ت يف البندقي��ة يف 0351م
ّ يف ش��ؤون احل��وزات وأن تف��رض عليه��ا م��ا تري��ده،
تقريباً.(عب��د الرمح��ن ب��دوي، موس��وعة املستش��رقني، م��ادة (الق��رآن).) ِ
(8) م��ن الظواه��ر املوج��ودة يف احل��وزات الديني��ة وليس��ت موج��ود يف
عل��ى خ�لاف اجلامع��ات ف��إن ه��ذا التموي��ل م��ن قب��ل
اجلامعات هي فكرة (احلواش��ي) و(ش��روح احلواش��ي)؛ فتجد عندهم منت احلكوم��ة جع��ل هل��ا احل��ق يف ال ّدخ��ل يف ش��ؤونها من
ت
ِ
صغ�ير يش��رح م��ن قب��ل ش��خص فيأت��ي ش��خص آخ��ر يكت��ب حاش��ية عل��ى ه��ذا ُ دون أن تس��تطيع اجلامع��ة أن ترفض��ه.
ِ
الش��رح، وق��د يأت��ي م��ن بع��د ش��خص ثال��ث ليوض��ح حاش��ية ش��رح امل�تن.
وتسمى باحلاشية ألنها كانت تكتب قدمياً على جانيب الكتاب. ّ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ّ ت
(9) كلم��ة (م�لا) ُس��تعمل هن��ا ـ يف منطق��ة ش��رق اجلزي��رة العربي��ة ـ للرج��ل اهلوامش:
القارئ للعزاء، أما يف النجف ُستعمل للمرأة القارئة للعزاء، ويسمى عندهم
ُ ّ ت ّ (1) الح��ظ: حمم��د احلس�ين آل كاش��ف الغط��اء، عق��ود حيات��ي: 531.
الرج��ال القارئ للع��زاء (روزخون). (التحري��ر)
أم��ا يف احل��وزات العلمي��ة فتس��تعمل كلق��ب ألعل��ى مرتب��ة علمي��ة يف احل��وزة؛ ّ (2) الح��ظ: أمح��د عب��د اهلل أب��و زي��د، حمم��د باق��ر الص��در الس�يرة واملس�يرة
ُّ ّ ُّ
ف�لا يلق��ب به��ا إال الع��ال املتضل��ع واملتبح��ر واحملق��ق يف العل��وم. ومم��ن لق��ب
ِ 1: 553.(التحري��ر)
به��ذا اللق��ب: صاح��ب كت��اب (كفاي��ة األص��ول) املال اآلخوند اخلراس��اني، (3) هن��اك ف��رق ب�ين (املقارن��ة) و(املوازن��ة)، ق��د ال يف��رق بينهم��ا يف جم��ال
ُ َّ
وصاح��ب (ش��رح املنظوم��ة) م�لا ه��ادي الس��بزواري، وكذل��ك م�لا عب��د اهلل االس��تعمال الصحف��ي أو م��ا يس�ير يف طري��ق اجمل��ال الصحف��ي م��ن الكتاب��ات
صاح��ب (احلاش��ية) وال��ذي م��ا زالت ذريته حتى اآلن يس��مون بـ(املاللي) نس��بة
ّ ّ العلمي��ة.
إىل جده��م.
ّ املقارن��ة: حماول��ة معرف��ة نق��اط االلتقاء بني ش��يئني ونقاط االف�تراق، من دون
وه��ذا اللق��ب يف احل��وزات ميك��ن أن يقابل��ه يف اجلامعات لق��ب أكرب مرتبة أي تقييم أو أي ترجيح، فقط تكون هناك عملية قارنة بني الشيئني لنتعرف
ّ ّ ّ
علمية وهو (بروفسور) واليت ُرتجم بـ(أستاذ كرسي) أو (أستاذ).
ت على وجوه أو نقاط االلتقاء واالفرتاق بينهما.
(01) األلفي��ة: عب��ارة ع��ن ألف بيت ش��عري يتناول أهم مس��ائل عل��م من العلوم، املوازن��ة: حماول��ة معرف��ة واق��ع الش��يئني وع�بر تب�ين نق��اط الق��وة ونق��اط
ّ
ليس��هل على الطالب حفظ مس��ائل ذلك العلم. وهي ما ُس��مى بـ(األرجوزة).
ت الضع��ف فيهم��ا، ث��م املوازن��ة أي ترجي��ح أح��د اجلانب�ين عل��ى اآلخ��ر. فه��ي
(التحرير). ّ
مأخوذة من امليزان، فقد تأتي كفتا امليزان متساويتني وقد َرجح إحداهما
تْ ُ
(11) األس��تاذ الرتب��وي ه��و م��ن يتمت��ع بأس��لوب يس��تطيع م��ن خالل��ه أن يوص��ل عل��ى األخ��رى.
م��ادة ال��درس وأف��كاره إىل ذه��ن الطال��ب، ع�بر االس��تفادة م��ن الوس��ائل ّ فاملوازن��ة فيه��ا نق��د وفيه��ا ترجي��ح، واملقارن��ة جم��رد دراس��ة خالي��ة م��ن النق��د
ّ
املختلفة، واس��تعمال بعض األس��اليب أثناء حديثه كاإلش��ارة والتوضيحات. والرتجي��ح.
11
- 13. ً ّ
إرشــاد: هنــاك مــن يعتقــد أن لونــا مــن
ألــوان التدويــن غائــب عــن الســاحة الحوزيــة،
وهــو التدويــن التعليمــي والــذي يراعــى فيــه
عنصــري التربيــة والتعليــم، ومــا يؤيــد هــذه
ـ ـ ـ ـ ّ ـ
الفك ـرة ه ـو أن أغل ـب المق ـررات ف ـي الح ـوزة ل ـم
ـ ـ
تُكتــب لغــرض التدريــس إنمــا ألغــراض أخــرى
واســتفيد منهــا فــي التّدريــس. مــا هــو أســباب
هــذا الغيــاب؟
الشــيخ حــب اهلل: عندم��ا ال تندف��ع الطاق��ات يف
احل��وزة العلمي��ة للتفكري أو للعم��ل على إعداد برامج
أو كت��ب دراس �ية، فم��ن املمك��ن أن يك��ون خل��ف
ّ
ذل��ك بع��ض املنطلق��ات املفرتض��ة، وس��أكتفي هن��ا
ببعضه��ا:
فهن��اك اف�تراض معق��ول، وه��و غي��اب الش��عور حوار مع األستاذ
في الحوزة العلمية
بض��رورة الربام��ج والكت��ب الدراس��ية اجلدي��دة م��ن
الوع��ي الع��ام يف احل��وزات العلمي��ة، فعندم��ا ننظر إىل
ّ
ً ّ
موض��وع م��ا عل��ى أن��ه ال حي��وي أهمي��ة أو تأث�يرا فم��ن
ّ
الطبيع��ي أن ال نندف��ع حن��وه، وال أس��تبعد أن احل��وزة
ّ
الشيخ حيدر حب اهلل
العلمي��ة مل تش��عر حق��اً ـ يف تل��ك الف�ترة ـ بض��رورة
ّ ّ
ه��ذه األم��ور، ومل حت��س بوج��ود نق��ص عل��ى ه��ذه
ّ تعريف موجز بضيف الحوار:
ّ
املس��تويات، وم��ا ع��زز ع��دم ش��عورها ه��ذا ه��و نش��وة
الس��عادة ال�تي امتلكته��ا م��ن خ�لال الكت��ب الس��ابقة -أستاذ البحث الخارج في الحوزة.
اليت تنافس العلماء على مدحها، فإن هذا املدح عندما
ّ -المعاون العلمي للمشرف العام على (موسوعة الفقه
ّ ً
يدخ��ل جم��اال كمجالن��ا هنا، فهو يقوم ببث إحس��اس ً
اإلسالمي طبقا لمذهب أهل البيت).
ّ
ع��ام بأن��ه ال ض��رورة تدف��ع حن��و التغي�ير يف الربامج أو ّ
-رئيس تحرير مجلتي (نصوص معاصرة) و(االجتهاد
ّ
الكت��ب الدراس�ية، وم��ا يع��زز ذل��ك هو ظه��ور أجيال
ّ والتجديد).
ف��ذة م��ن العلم��اء خالل القرنني األخريي��ن، فإن ظهور
ّ ّ
وغيرها من المسؤوليات العلمية والثقافية.
مثل هذه األجيال سيعطي إحياء بنجاح الربنامج العام
ً
ّ
-من مؤلفاته:
ال��ذي تس�ير احل��وزة علي��ه، فعندم��ا ت��رى جناح��اً يف
النتائ��ج فم��ن الطبيع��ي أن تتنب��أ ب��أن املقدم��ات كان��ت
ّ ّ ّ نظرية السّنة في الفكر اإلسالمي الشيعي.. التكوّن
ّ
يف حمله��ا. والصيرورة، (االنتشار العربي/6002م).
ويوج��د اف�تراض آخ��ر ميك��ن طرح��ه هن��ا، وه��و بحوث في فقه الحج (االنتشار العربي/0102م).
خ��وف املؤسس��ة الديني��ة عموم�اً من أي خط��وة تعديلية
ّ ّ دراسات في الفقه اإلسالمي المعاصر، (دار الفقه اإلسالمي
ّ
من هذا النوع؛ ألن أي تغيري يف الربامج سيوحي بأننا
ّ ّ المعاصر/1102م).
بتن��ا نق�ترب من املنافس، وهذا ما س��يفقدنا أصالتنا، فقه األمر بالمعروف والنهي عن المنكر(دار الفقه اإلسالمي
تعال��وا مع��ي لنتص��ور ظه��ور اجلامع��ات وامل��دارس
ّ المعاصر/1102م).
العصري��ة يف الع��امل اإلس�لامي من��ذ الق��رن التاس��ع ّ
وغيرها من المؤلفات والمقاالت المنشورة في الدوريات
المختلفة.
21
21