SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  42
Télécharger pour lire hors ligne
‫لتكن الحضارة إحدى أولوياتنا‬
  ‫لق��د ع��ادوا م��رة أخ��رى للني��ل م��ن دينن��ا وبأس��لوب قديم-حدي��ث، ع�بر الني��ل‬
                                                                         ‫ّ‬
  ‫م��ن نبين��ا (صل��ى اهلل علي��ه وآل��ه). فه��و (قدي��م) حي��ث قرأن��ا يف التاري��خ كي��ف‬
                                                                                     ‫ّ‬
 ‫كان ه��ذا األس��لوب أح��د أه��م األس��اليب ال�تي اتذه��ا األع��داء حملارب��ة اإلس�لام‬
                                      ‫ّ‬
 ‫وإبع��اد اآلخري��ن عن��ه، وه��و (حديث) حيث رأينا ما قام به س��لمان رش��دي يف آياته‬
                                                                        ‫الش��يطانية وغ�يره.‬
 ‫إن األع��داء قدميه��م وحديثه��م ا ّفق��وا عل��ى اس��تهداف اإلس�لام عرب ش��خصيته‬
    ‫ّ‬                                                  ‫ت‬                               ‫ّ‬
 ‫األوىل، ألنه��م يدرك��ون مركزي��ة ه��ذه الش��خصية يف الدي��ن و عن��د املؤمن�ين به،‬
                            ‫ّ‬                            ‫ّ‬
 ‫وهذا مؤشر على أن اإلسالم مستهدف جبميع مذاهبه واتاهاته فشخصية ال ّيب‬
      ‫ّ ن‬                   ‫ّ‬                        ‫َ‬                 ‫ّ‬         ‫ِّ‬
‫(صلى اهلل عليه وآله) هي أحد أهم العناصر اجلامعة لكل األطياف اإلسالمية.‬
                        ‫ً‬
‫واملالح��ظ أن��ه كلم��ا تق��دم اإلس�لام بوصفه حضارة فاعل�ة ازدادت احلمالت‬
                               ‫ً‬                              ‫ّ‬     ‫ّ‬           ‫َ‬
‫االس��تهدافية لفتح ثغرات تعرقل ذلك ال ّقدم وبكل األس��اليب املتاحة لألعداء،‬
                                               ‫ت‬                              ‫ّ‬
                                  ‫ّ‬
‫وه��ذا يع�ني أنن��ا يف داخل دائرة ص��راع حضاري يتطلب منا إدراك حجم الصراع،‬
‫وإع��ادة تكوي��ن أنفس��نا مب��ا يتناس��ب والص��راع، وامت�لاك األدوات املناس��بة اليت‬
‫ً‬
‫تضم��ن اس��تمرارية حركتن��ا مب��ا ينس��جم م��ع مب��ادئ اإلس�لام، وإال كان نقض�ا‬
                           ‫للهدف الذي نس��عى لتحقيقه، وهو س��يادة تعاليم الس��ماء.‬
‫واحل��وزة العلمي��ة كراف��د م��ن رواف��د ه��ذه البن��اء احلض��اري ليس��ت مبن��أى‬
‫ع��ن ه��ذا الص��راع؛ فيتطل��ب منه��ا م��ا يتطل��ب م��ن اجلمي��ع، ولع��ل م��ن أه��م األم��ور‬
                                             ‫ّ‬                   ‫ّ‬
‫ه��و مراجع��ة ال��ذات ب��كل ش��فافية وفت��ح كل امللف��ات أم��ام النق��د ألن��ه أوىل‬
     ‫ّ‬                                             ‫ّ‬                     ‫ّ‬
       ‫اخلط��وات، وال نري��د يف ه��ذه اإلطالل��ة حص��ر كل امللف��ات فه��ي كث�يرة.‬
‫يف ه��ذا الع��دد ألقين��ا ش��يئا م��ن الض��وء عل��ى بع��ض موضوع��ات املل��ف التعليمي‬
                                                            ‫ً‬
                                  ‫ّ‬
‫احل��وزوي يف حماول��ة لتلم��س بع��ض هموم��ه. وكلن��ا أم��ل يف أن نس��اهم يف دف��ع‬
                                                                ‫ّ‬
                     ‫حرك��ة النهض��ة حن��و األم��ام ومب��ا يرض��ي اهلل س��بحانه وتعاىل.‬




            ‫	‬
            ‫1‬
‫الحـوزات العلـميـــة فــي‬
‫منهجـــها العلـــمـــــــي‬
   ‫العالمة الشيخ عبد الهادي الفضلي‬




‫يتمي��ز ع��ن كث�ير م��ن املراج��ع اآلخري��ن مبوس��وعيته‬‫ّ‬      ‫املوض��وع ال��ذي ب�ين يدي��ك ه��و يف األص��ل عب��ارة‬
‫ات‬  ‫الثقافي��ة، ويظه��ر ذل��ك مب��ا كان ينش��ره يف اجمل�ل ّ‬   ‫ع��ن حماض��رة كان العالم��ة الفضل��ي ق��د ألقاه��ا يف‬
      ‫ّ‬
‫ال�تي كان��ت تص��در آن��ذاك، وبالكت��ب ال�تي ألفه��ا‬          ‫املوس��م الثق��ايف الصيف��ي لع��ام 6141ه��ـ يف مدين��ة‬
                ‫َ‬
‫وانتش��رت عل��ى نط��اق واس��ع يف العال�ين العرب��ي‬            ‫القطيف، قمنا يف هيئة التحرير بتقريرها من حالتها‬
                          ‫َ‬
‫واإلس�لامي ورمب��ا يف الع��ال الغرب��ي، ككتاب��ه‬              ‫اللفظي��ة إىل املدون��ة م��ع احلفاظ ـ بقدر املس��تطاع ـ على‬
                                                                                                       ‫ّ‬
           ‫(الدي��ن واإلس�لام) وكرس��ائله الكث�يرة.‬                ‫ّ‬
                                                              ‫طريق��ة وأس��لوب الش��يخ ، وحتقيقه��ا بتقوي��م الن��ص‬
‫لق��د ش��ارك الش��يخ آل كاش��ف الغط��اء يف‬                       ‫وتقس��يم املوضوع��ات وتوثي��ق م��ا حيت��اج إىل ذل��ك.‬
‫الكث�ير م��ن املؤمت��رات ال�تي كان��ت ُعق��د يف الب�لاد‬
                ‫ت‬                                                        ‫دواعي الكتابة حول الحوزات العلمية‬
‫العربي��ة واإلس�لامية، ومنه��ا املؤمت��ر اإلس�لامي الذي‬       ‫إن م��ن أه��م األس��باب ال�تي دع��ت اآلخري��ن‬       ‫ّ‬
‫عق��د يف الق��دس يف فلس��طني (0531ه��ـ/1391م)‬         ‫ُ‬       ‫للكتاب��ة ع��ن احل��وزة العلمي��ة يف النج��ف األش��رف‬
‫وكان املشاركون فيه من أعالم املذاهب اإلسالمية‬                 ‫أو احل��وزات العلمي��ة عن��د الش��يعة اإلمامي��ة بش��كل‬
‫األخ��رى، وق��د أم الش��يخ آل كاش��ف الغط��اء يف ذلك‬
                                     ‫ّ‬                        ‫ع��ام، س��واء كانت تل��ك الكتابات بش��كل مقاالت‬
            ‫الي��وم املس��لمني يف الق��دس الش��ريف(1).‬        ‫نش��رت يف الدوري��ات اليومي��ة أو الش��هرية أو الفصلية‬‫ُ‬
‫ه��ذا احل��ادث أعط��اه ش��يئاً كب�يرا من الش��هرة بني‬
                ‫ً‬                                             ‫أو بش��كل أحب��اث ودراس��ات لرس��ائل ماجس��تري أو‬
                              ‫علماء املذاهب األخرى.‬                   ‫دكت��وراه جامعي��ة، م��ن أه��م ه��ذه األس��باب:‬
‫باإلضاف��ة إىل أن��ه كان خطيب��اً بارع��اً، فخطاب��ه‬
                                   ‫ّ‬                          ‫1- ب��روز بع��ض املرجعي��ات يف النج��ف األش��رف‬
‫يف الق��دس ح��ول فلس��طني أروع خطاب ألقي آنذاك.‬               ‫عل��ى مس��توى العاملَ�ين العرب��ي واإلس�لامي ورمب��ا‬
                                          ‫َ ُ‬                                            ‫َ‬
                                                              ‫أوس��ع م��ن ذل��ك إىل الع��ال الغرب��ي والش��رقي، م��ن‬
‫م��ن هن��ا كث��ر التس��اؤل ع��ن الش��يعة اإلمامي��ة وعن‬
                                                                     ‫ً‬         ‫ً‬
                                                              ‫ه��ذه املرجعي��ات ال�تي كان��ت عام�لا مس��اعدا للف��ت‬
‫ح��وزة النج��ف كبيئ��ة علمي��ة أنتج��ت مث��ل ه��ذا املرجع‬
                                              ‫املوسوعي.‬       ‫أنظ��ار اآلخري��ن إىل احل��وزات العلمي��ة الش��يعية،‬
                                                              ‫الش��يخ حممد احلس�ين آل كاش��ف الغطاء (3731هـ)‬
‫م��ن املرجعي��ات ال�تي س��اعدت يف لف��ت األنظ��ار‬             ‫صاحب كتاب (أصل الشيعة وأصوهلا)، الذي كان‬

                                                                                                                     ‫	‬
                                                                                                                     ‫2‬
‫واألخ��رى العربي��ة إىل كتاب��ة رس��ائل ماجس��تري‬               ‫إىل النجف والكتابة حول احلوزة العلمية يف النجف،‬
                         ‫ودكت��وراه ح��ول احل��وزات العلمي��ة.‬                  ‫مرجعية الس��يد حمس��ن احلكيم (0931هـ) الذي أخذ‬
                                                                                       ‫َ‬                            ‫َ‬
                                                                                ‫شهرته يف العالني اإلسالمي والعربي والعامل الغربي‬
                          ‫أهداف البحث حول الحوزات العلمية‬
                                                                                ‫مبوقفه ضد املد الشيوعي آنذاك، وبإصداره الفتوى‬
                ‫اختلف��ت األه��داف الباعث��ة للكتاب��ة والبح��ث‬                 ‫املعروف��ة ض��د الش��يوعيني (9731ه��ـ) وال�تي كان��ت‬
                                                                                                                      ‫َّ‬




‫،،‬
                             ‫ح��ول احل��وزات العلمي��ة، وم��ن أهمه��ا:‬                                                           ‫ّ‬
                                                                                ‫اللغ��م الق��وي ال��ذي انفجر يف وجوهه��م وبدد جتمعهم‬
                ‫1- حماول��ة ال ّع��رف عل��ى ه��ذا الل��ون م��ن‬
                                                      ‫ت‬                                                            ‫وأضعفهم (2).‬
                ‫الدراس��ة - ال�تي ترق��ى إىل مس��توى األكادميي��ات‬              ‫2- وق��د ج��اءت أح��داث س��اعدت أيض �اً يف لف��ت‬
                ‫العاملي��ة املش��هورة واملعروف��ة - بغي��ة املقارن��ة بينه��ا‬   ‫النظ��ر إىل احل��وزة العلمي��ة، م��ن هذه األح��داث الثورة‬
          ‫ُ‬
‫كثر التساؤل‬     ‫وب�ين الدراس��ات األخ��رى يف اجلامع��ات؛ حملاول��ة‬              ‫اإلس�لامية يف إي��ران (9791م)؛ فكان��ت العام��ل‬
‫عن هؤالء‬
                ‫االس��تفادة منه��ا يف تطوي��ر املناه��ج واألوض��اع‬              ‫الق��وي يف لف��ت أنظ��ار الن��اس يف عاملن��ا اإلس�لامي‬
                                                              ‫اجلامعي��ة.‬
                                                                  ‫ّ‬                 ‫ُ‬
                                                                                ‫ويف الع��امل الغرب��ي إىل احل��وزات، وبس��ببها كث��ر‬
‫الشيعة أو‬
‫عن هؤالء‬        ‫فهن��اك اختالف��ات ب�ين اجلامع��ات الغربي��ة‬                    ‫التس��اؤل ع��ن ه��ؤالء الش��يعة أو ع��ن ه��ؤالء املعمم�ين‬
‫المعممين‬        ‫واجلامع��ات يف الب�لاد العربي��ة واإلس�لامية، وأه��م‬            ‫م��ن رج��ال الدي��ن الذين اس��تطاعوا أن يطيح��وا بأقوى‬
                ‫ه��ذه االختالفات أن اجلامعات العربية واإلس�لامية‬                ‫امرباطوري��ة يف الش��رق األوس��ط وأن يقيم��وا دول��ة‬
‫من رجال‬
                ‫مصابة بشيء غري قليل من اجلمود، ففي اجلامعات‬                                                                   ‫إس�لامية.‬
‫الدين الذين‬
                ‫الغربية توجد مؤسس��ات وأقس��ام وكراسي حبثية‬
                  ‫ّ‬                                                             ‫فكان��ت الكتاب��ة ع��ن احل��وزات العلمي��ة‬
‫استطاعوا أن‬     ‫َ‬
                ‫ُع��د لدراس��ة كل أل��وان املراكز العلمي��ة يف العامل‬
                                                                 ‫ت ّ‬            ‫بش��كل جت��ارب ألناس عاش��وا يف أوس��اط احلوزات‬
‫يطيحوا بأقوى‬    ‫من أجل االس��تفادة من هذه الدراس��ة يف املقارنة بني‬             ‫العلمي��ة، وبش��كل مقاب�لات وح��وارات يف الصح��ف‬
‫امبراطورية في‬   ‫وض��ع اجلامع��ة واجلامع��ات واملراك��ز األخ��رى.‬                                                 ‫ويف اجمل�لات.‬
‫الشرق األوسط‬    ‫فاجلامع��ات عنده��م يف تط��ور مس��تمر، فعل��ى رأس‬
                                         ‫ّ‬
‫وأن يقيموا‬      ‫كل س��نة يرف��ع تقري��ر كب�ير احلج��م ق��د يص��ل‬                                                     ‫َََ ْ‬
                                                                                ‫كم��ا حف��زت أقس��ام الدراس��ات العلي��ا يف بع��ض‬
‫دولة إسالمية.‬   ‫إىل (0001) صفح��ة ع��ن وض��ع اجلامع��ة، وع��ن م��ا‬              ‫اجلامع��ات الغربي��ة وبع��ض اجلامع��ات اإلس�لامية‬

                ‫	‬
                ‫3‬
‫َُ‬
‫1- الطال��ب يف اجلامع��ة يل��زم بدراس��ة امل��واد‬               ‫ميك��ن أن يس��تفاد من��ه مما ه��و موجود يف اجلامعات‬
                                                                                                        ‫ُ‬
‫املق��ررة م��ن خ�لال كتبه��ا املق��ررة يف ف�ترة زمني��ة‬                                       ‫واملراك��ز األخ��رى.‬
         ‫حم��ددة، لينه��ي املرحل��ة ال�تي ي��درس فيه��ا.‬
                                             ‫ُ‬                  ‫م��ن هن��ا كان ش��يء م��ن االنفت��اح م��ن اجلامع��ات‬
‫فمرحل��ة البكالوري��وس ال ب��د للطال��ب أن‬
                 ‫ّ‬                                              ‫عل��ى واق��ع الدراس��ة احلوزوي��ة عن��د الش��يعة اإلمامية؛‬
‫ينهيه��ا يف أرب��ع إىل مخ��س س��نوات، وينته��ي م��ن‬              ‫ليس��تفيدوا م��ن اجلوان��ب اإلجيابي��ة املوج��ودة فيه��ا.‬
‫مرحل��ة املاجس��تري خ�لال ث�لاث إىل أرب��ع س��نوات،‬             ‫2- وق��د يك��ون اهل��دف م��ن الدراس��ة والبح��ث‬
‫والدكت��وراه م��ن ثالث س��نوات إىل مخس س��نوات.‬                 ‫ح��ول احل��وزات العلمي��ة م��ن ب��اب (اع��رف ع��دوك)؛‬
                                                                       ‫َّ‬
‫بينم��ا األم��ر يف احل��وزات العلمي��ة خمتل��ف متام�اً،‬         ‫فعندم��ا يتعرف��ون عل��ى واق��ع احل��وزات العلمي��ة‬
                                                                                                            ‫ّ‬
‫فلي��س فيه��ا م��دة حم��ددة حتك��م ال��درس؛ فق��د جت��د‬
                                        ‫ّ‬                       ‫يس��تطيعون أن يتعرف��وا عل��ى جوان��ب الق��وة يف ه��ذه‬
                                                                            ‫ّ‬                       ‫ّ‬
‫ال كتاب األلفية يف مدة وآخر يدرس‬
                ‫ّ‬                     ‫طالباً يدرس مث ً‬          ‫الدراس��ة ال�تي اس��تطاعت أن خت��رج ه��ؤالء العلم��اء‬
                                                                                   ‫ّ‬
    ‫الكت��اب ذات��ه يف ضع��ف أو ضعفي امل��دة وهكذا.‬
               ‫ّ‬                                                ‫الذي��ن متكن��وا أن يه��زوا الع��ال احلض��اري فكرياً،‬
                                                                    ‫ّ‬                     ‫َ‬       ‫ّ‬            ‫ّ‬
‫وق��د يدخ��ل الطال��ب احل��وزة وه��و يف مقتب��ل عمره‬                                                               ‫ّ‬
                                                                ‫وأن يه��زوا الع��امل السياس��ي مب��ا أقام��وه م��ن كيان��ات‬
‫ويض��ل ي��درس إىل أن يتوف��ى! فالدراس��ة ح��رة من هذه‬                                                            ‫سياس��ية.‬
          ‫ّ‬                     ‫ُ‬
                                              ‫الناحية.‬          ‫والس��بب يف ذل��ك، أنه��م إذا تعرف��وا جوان��ب القوة‬



                                                                                                                              ‫،،‬
                                                                 ‫ّ‬                 ‫ّ‬
‫2- م��ن جان��ب آخ��ر، يوج��د يف اجلامع��ة نظام��ان‬              ‫اس��تطاعوا ـ أو هك��ذا يق��درون ـ أن جيه��زوا على هذا‬
                                                                                            ‫ّ‬
                                         ‫يف الدراس��ة:‬                      ‫اجلانب القوي فيضعفوه فيضعف النتاج.‬
                                                                                           ‫َ‬
             ‫ت ِ‬
‫أحدهم��ا نظ��ام الس��نوات: وفي��ه ُ��وكل رئاس��ة‬                                   ‫وغريها من األهداف األخرى.‬
                                   ‫ّ‬
‫القس��م لألس��تاذ تدري��س م��ادة م��ا، وعل��ى كل طال��ب‬
                            ‫ّ‬                                   ‫س��أحاول أن أق��ارن ب�ين الدراس��ة احلوزوي��ة‬                 ‫فمن خالل‬
‫أن حيض��ر ل��دى ه��ذا األس��تاذ ولي��س ل��ه حري��ة اختي��ار‬
             ‫ّ‬                                                  ‫والدراس��ة اجلامعي��ة؛ واملقارن��ة ألج��ل التوضي��ح(3).‬       ‫الدراسات التي‬
                                            ‫أس��تاذ للم��ادة.‬
                                                ‫ّ‬                      ‫الحوزة والجامعة بين النظام والالنظام‬                   ‫كتبت بأقالم‬‫ُ‬
‫واآلخ��ر نظ��ام الس��اعات املعتم��دة: وال��ذي تق��وم‬
                                  ‫ّ‬                                                                                           ‫جامعيين‬
                                                                ‫املت��داول أن احل��وزات العلمي��ة ال نظ��ام فيه��ا،‬
                                                                                                             ‫َ‬
‫في��ه رئاس��ة القس��م بط��رح أكث��ر م��ن أس��تاذ للم��ادة‬       ‫ودائم�اً ُك��رر الكلم��ة املنس��وبة إىل املرج��ع الدي�ني‬
                                                                                                               ‫ت‬              ‫يتّضح أن‬
‫الواح��دة، ويك��ون للطال��ب حري��ة اختي��ار االس��تاذ‬
                       ‫ّ‬                                        ‫الس��يد أب��ي احلس��ن اإلصفهاني (5631ه��ـ): نظامنا ال‬         ‫في الحوزات‬
                                                                                                                     ‫ّ‬
                      ‫األنس��ب ل��ه م��ن ب�ين املطروح�ين.‬                                                        ‫نظ��ام.‬      ‫العلمية نظام،‬
‫يف ه��ذا النظ��ام يوج��د حن��و م��ن احلري��ة للطال��ب‬
             ‫ّ‬                                                                                                                ‫ولكن فرقه عن‬
                                                                ‫ولك��ن الواق��ع خ�لاف ذل��ك، فم��ن خ�لال‬
                   ‫ّ‬          ‫ّ‬      ‫ّ‬
‫لك ّها حرية مؤطرة حبد أقل وحد أكثر، فللطالب‬   ‫ّ‬     ‫ن‬                                                                         ‫النظام الجامعي‬
                                                                                                 ‫ُ‬
                                                                ‫الدراس��ات ال�تي كتب��ت بأق�لام جامعي�ين ي ّض��ح‬
                                                                     ‫ت‬
‫أن يأخذ عدد ساعات كثرية وينهي املرحلة يف احلد‬
‫ّ‬                                                               ‫أن يف احل��وزات العلمي��ة نظ��ام، ولك��ن فرق��ه ع��ن‬          ‫أنه في الحوزات‬
‫األدنى من السنوات، وله أن يأخذ عدد ساعات قليلة‬                  ‫النظ��ام اجلامع��ي أن��ه يف احل��وزات (نظ��ام ح��ر)، ويف‬      ‫(نظام حُرّ)،‬
                                                                         ‫ُ ّ‬
       ‫وينهي املرحلة يف احلد األعلى من الس��نوات.‬                                    ‫اجلامع��ات (نظ��ام إلزام��ي).‬            ‫وفي الجامعات‬
‫وه��ذا ال ّظ��ام ه��و األق��رب إىل النظ��ام امل ّب��ع يف‬
       ‫ت‬                                     ‫ن‬                                                                                ‫(نظام إلزامي)‬

                                                                                                                       ‫	‬
                                                                                                                       ‫4‬
‫س��نوات قليلة؛ فينهي املقدمات يف س��نتني والسطوح‬
                           ‫ّ‬                                 ‫احل��وزات، ل��ذا كان أح��د الدكات��رة يع�بر عن نظام‬
                                                                            ‫ّ‬             ‫ّ‬
‫يف ثالث أو أربع سنوات وحيضر البحث اخلارج ملدة‬
 ‫ّ‬                                                                                              ‫ّ‬
                                                             ‫الس��اعات املعتم��دة أن��ه النظ��ام اإلس�لامي. ق��د ال‬
                             ‫ً‬
‫س��نتني، فيصب��ح جمته��دا يف أق��ل م��ن عش��ر س��نوات.‬       ‫يكون كذلك ولكن النظام القديم كان قريباً من‬
                                                                                                    ‫ّ ً‬
                                                             ‫ه��ذا ويعط��ي حري�ة كال�تي يف الدراس��ة اإلس�لامية.‬
‫وعل��ى خ�لاف ذل��ك، ق��د جت��د بعض الط�لاب يبقى‬
‫يف البحث اخلارج سنوات طويلة وقد أصبح جمموعة‬                  ‫أم��ا يف احل��وزات العلمي��ة، فال ّظ��ام امل ّب��ع‬
                                                                 ‫ت‬            ‫ن‬                                        ‫	‬
‫م��ن زمالئ��ه جمتهدي��ن، وه��و ال ي��زال ذل��ك اإلنس��ان‬     ‫ه��و النظ��ام احل��ر ال��ذي ال يل��زم الطال��ب ب��أي الت��زام،‬
                                                                                             ‫ُ‬         ‫ّ‬
                                  ‫املتأخ��ر يف حتصيله.‬       ‫فل��ه أن خيت��ار أي أس��تاذ يري��د ول��ه حري��ة أن يرتك��ه‬
                                                                                 ‫ّ‬
‫فالعم��دة يف ط��ول امل��دة أو قصره��ا ه��و م��دى‬             ‫ويذه��ب إىل غ�يره وهك��ذا م��ن دون أي ضاب��ط.‬
                   ‫اس��تعداد الطال��ب واهتمام��ه.‬            ‫فه��ذه احلري��ة يف اختي��ار األس��تاذ تدخ��ل ضم��ن‬
                                                                                                         ‫ّ‬
‫3- ش��يء ثال��ث، مم��ا ختتل��ف في��ه احل��وزات ع��ن‬          ‫نظام احلوزة التعليمي، كما أن عدم احلرية ـ النسيب‬
                                                                        ‫ّ‬            ‫ّ‬
‫اجلامع��ات ه��و وج��ود اإلدارة، فف��ي اجلامع��ات توجد‬           ‫ّ‬
                                                             ‫ـ يدخل ضمن النظام التعليمي للجامعة؛ وهذا يؤكد‬
                                                                                  ‫ّ‬
                                                             ‫عل��ى وج��ود نظ��ام يف احل��وزة إال إن��ه نظ��ام خمتل��ف عن‬
‫إدارة مكون��ة م��ن مدي��ر اجلامع��ة وموظف�ين و...،‬
                                            ‫ّ‬
‫وق��د يبل��غ ع��دد املوظف�ين يف بع��ض اجلامع��ات اآلالف‬                                                ‫نظام اجلامعة.‬
‫خصوص�اً إذا كان ع��دد طالبه��ا ح��دود نص��ف مليون‬            ‫م��ع ه��ذا االخت�لاف ب�ين النظام�ين احل��وزوي‬          ‫	‬
                                                ‫طالب.‬                            ‫ّ‬
                                                             ‫واجلامع��ي إال أنهم��ا ي ّفقان يف متكن بعض الطالب‬
                                                                                               ‫ت‬
‫خالف��اً للح��وزة ال�تي ال توج��د فيه��ا إدارة وال‬           ‫م��ن اجتي��از املراح��ل يف م��دة أقصر من امل��دة احملددة؛‬
                                                                        ‫ّ‬                 ‫ّ‬
                                                  ‫ّ‬
‫موظف�ين، ب��ل وال يوج��د فيه��ا حتى مكتب الس��تقبال‬          ‫فف��ي اجلامع��ات ـ خصوص��اً يف بريطاني��ا ـ يأخ��ذون‬
                                            ‫الطال��ب.‬        ‫بنظ��ام اجملموع��ات القائ��م على إش��راف األس��تاذ على‬
                                                             ‫التحصيل العلمي جملموعة من الطالب ال يزيدون عن‬
    ‫الحوزة والجامعة... في مراحلهما الدراسية‬                  ‫اث�ني عش��ر طالب�اً وكح��د أعل��ى ع��ن مخس وعش��رين‬
                                                                                            ‫ّ‬
                          ‫1 	 المراحل الجامعية:‬
                                            ‫-‬                ‫طالب�اً، ف��إذا وج��د طالب نابه وذكي يفس��ح له اجملال‬
                                                                                                        ‫ُ‬
                                                             ‫ليقط��ع املراح��ل يف ف�ترات زمني��ة أق��ل، فيعط��ى وقت‬
                                                                         ‫ُ‬
‫الطال��ب بع��د أن ينه��ي الدراس��ة احلديث��ة(4)‬
                              ‫ُ‬
                                                             ‫ملراجع��ة املق��ررات الدراس��ية للمراح��ل املتقدم��ة‬
‫(االبتدائي��ة واملتوس��طة والثانوي��ة)، يدخ��ل اجلامع��ة‬
                                                             ‫ويتح��ن فيه��ا وينق��ل إىل املراح��ل التالي��ة، وهك��ذا‬
                                                                                                    ‫ُ‬                 ‫ُ‬
‫ومراحلها: الدراسة العالية وهي البكالوريوس، ثم‬
                                                             ‫حت��ى ينته��ي م��ن الدراس��ة يف أق��ل مم��ا ه��و مق��رر يف‬
     ‫الدراس��ة العلي��ا وه��ي املاجس��تري والدكت��وراه.‬
                                                                                                              ‫النظ��ام.‬
‫ويف الدراس��ة العلي��ا وبالتحدي��د يف املاجس��تري‬
                                                             ‫وق��د حتدث��ت الصح��ف يف الع��ام الس��ابق ع��ن‬
                                                                                                  ‫ّ‬         ‫ّ‬
‫ختتلف األساليب، ففي كثري من اجلامعات وخاصة‬
                                                              ‫.‬ ‫طال��ب خت��رج م��ن اجلامع��ة وملّ��ا يتج��اوز 61 عام��اً‬
                                                                                                              ‫ّ‬
‫الغربية منها تؤخذ املاجستري عن طريق دراسة بعض‬
‫امل��واد ال بكتاب��ة حب��ث أو رس��الة، وه��ذا األم��ر يرجع‬   ‫وه��ذا األم��ر حي��دث أيض �اً يف احل��وزات ولك��ن‬
     ‫إىل اجلامع��ة يف حتدي��د م��ا هو األفض��ل للطالب.‬       ‫بص��ورة ينس��جم ونظامه��ا، ف��إذا وج��د طال��ب ناب��ه‬
                                                             ‫ٌ‬                 ‫ُ‬
                                                             ‫وذك��ي يس��تطيع أن يط��وي املراح��ل الدراس��ية يف‬
                                                                                                           ‫ٌ‬
‫	‬
‫5‬
‫2 	 المراحل الحوزوية:‬
                                               ‫-‬
‫يف احل��وزة توج��د ثالث��ة مراح��ل: املقدم��ات‬
     ‫ّ‬
                ‫والس��طوح(5) والبح��ث اخل��ارج.‬
                               ‫2-1/ المقدّمات:‬              ‫	‬
‫ُ��درس يف ه��ذه املرحل��ة جمموع��ة م��ن امل��واد‬             ‫ت‬
‫العلمية اليت تس��اعد الطالب على التخصص يف علمي‬
‫الفق��ه وأصول��ه. وكم��ا بين��ا س��ابقاً ال توج��د فيه��ا م��دة‬
 ‫ّ‬                                  ‫ّ‬
                          ‫زمني��ة حم��دد إلنه��اء ه��ذه امل��واد.‬
                                                             ‫ّ‬
                         ‫والعلوم اليت تدرس فيها هي:‬
‫2-1-1/ علـوم اللغة العربية: واملواد األساس��ية‬
                                           ‫ـ‬
‫ال�تي ت��درس من ه��ذه العلوم: الص��رف والنحو وعلوم‬
                       ‫ّ‬
‫البالغ��ة (املعان��ي والبي��ان والبدي��ع). وبع��ض الط�لاب‬
‫م��ن حي��اول أن يتوس��ع يف عل��وم اللغ��ة العربي��ة في��درس‬
                                       ‫ّ‬
‫عل��م الع��روض أو م�تن يف لغ��ة، يف اجلامع��ة ال ت��درس‬
       ‫ه��ذه امل��ادة وإمن��ا ُدرس مادة املعج��م والداللة.‬
                                         ‫ت‬
                                          ‫يف علم النحو:‬
‫-	 كت��اب اآلجرومي��ة: م��ن تألي��ف أب��ي عب��د‬
                             ‫ّ‬
‫اهلل الصنهاج��ي املع��روف باب��ن آج��رم (327ه��ـ)،‬
                  ‫ُ‬                             ‫َّ‬
             ‫ُ‬
‫وه��و عب��ارة ع��ن م�تن صغ�ير يف النح��و، كت��ب بعب��ارة‬
‫مضغوط��ة حت��ى يس��هل عل��ى الطال��ب حفظ��ه(6). وقد‬
‫ش��رح ش��روح كث�يرة و ُرج��م إىل أكث��ر من لغ��ة، يعد‬
‫ُ ّ‬                             ‫ت‬                        ‫ُ‬
             ‫م��ن أق��دم املت��ون النحوي��ة املطبوع��ة(7).‬
           ‫ّ‬
‫-	 كت��اب ش��رح قط��ر الن��دى وب��ل الص��دى:‬
‫وه��و م��ن تألي��ف عب��د اهلل مج��ال الدي��ن ب��ن هش��ام‬
     ‫ُ‬
‫املصري (167هـ). والكتاب شرح ملنت (قطر الندى‬
                                    ‫ِّ‬
‫وبل الصدى) للمؤلف نفسه، وعلى هذا الشرح توجد‬          ‫ّ‬
                         ‫جمموع��ة م��ن حواش��ي(8).‬
‫-	 كت��اب ش��رح ألفي��ة(01) ب��ن مال��ك: أللفي��ة‬
                               ‫ّ‬
‫حمم��د ب��ن مال��ك أكث��ر م��ن مائ��ة ش��رح، أهمه��ا وه��و‬
           ‫ّ‬
‫األكث��ر دراس��ة يف احل��وزات العلمي��ة ش��رح ابن ناظم‬
          ‫األلفي��ة ب��در الدي��ن املش��هور بـ(اب��ن ال ّاظ��م).‬
                 ‫ن‬
                                      ‫ً‬
‫وأخ�يرا ص��ار ي��درس ش��رح اب��ن عقي��ل عل��ى‬
                              ‫ُ‬
                                        ‫األلفي��ة.‬
‫كت��اب مغ�ني اللبي��ب: وه��و م��ن تألي��ف‬                 ‫-	‬

                                                                    ‫	‬
                                                                    ‫6‬
‫وه��ذه احلاش��ية ش��رح مل�تن (التهذي��ب) يف املنط��ق‬            ‫مج��ال الدي��ن ب��ن هش��ام األنص��اري صاح��ب كت��اب‬
                                                                                              ‫ُ‬
                                        ‫للتفتازان��ي.‬                  ‫(القط��ر)، والكت��اب يتن��اول احل��روف ُ‬
                                                                ‫واجلم��ل يف‬
‫-	 كت��اب ش��رح الرس��الة الشمس��ية: لقط��ب‬                                                               ‫النح��و.‬
                            ‫ّ‬
‫الدي��ن ال��رازي (667ه��ـ)، وه��و ش��رح مل�تن (الرس��الة‬
                                                     ‫ّ‬          ‫وأم��ا املق��ررات الدراس��ية عن��د غ�ير الع��رب،‬
                                                                                                             ‫ّ‬
‫الشمسية) يف املنطق لنجم الدين الكاتيب القزويين.‬                 ‫وه��ي القومي��ات األخ��رى ال�تي كان��ت تتواج��د يف‬
‫-	 كت��اب املنط��ق: للش��يخ حمم��د رض��ا‬                        ‫النج��ف األش��رف وم��ن وأهمه��م: الف��رس وال�ترك‬
       ‫ً‬
‫املظف��ر (3831ه��ـ)، وال��ذي صار ي��درس بدال عن هذه‬             ‫واألفغ��ان واهلنود والش��ركس وغريها من اجلاليات‬
                 ‫ُ‬
                                        ‫ا لكت��ب .‬              ‫وق��د أحصاه��م الدكتور فاضل اجلمال��ي (7991م).‬

                                    ‫يف علم الكالم:‬              ‫يب��دأ ه��ؤالء بدراس��ة كت��اب (جام��ع املقدم��ات)،‬
                                                                ‫وه��و جمموع��ة م��ن املت��ون يف اللغ��ة العربي��ة واللغ��ة‬
‫-	 كت��اب الب��اب احل��ادي عش��ر: للعالم��ة‬                     ‫الفارس��ية والص��رف والنح��و واملنط��ق. وبع��د إكمال‬
                                           ‫ّ‬
                             ‫احلل��ي (267ه��ـ).‬                 ‫ه��ذا الكت��اب ينتقل��ون إىل (ش��رح الس��يوطي) عل��ى‬
‫-	 كت��اب ش��رح جتري��د االعتق��اد: و(جتري��د‬                   ‫ألفي��ة اب��ن مال��ك، والكت��اب يعت�بر م��ن الش��روح‬    ‫ّ‬
‫االعتقاد) للخواجة نصري الدين الطوس��ي (276هـ)،‬                                                         ‫الضعيف��ة لأللفي��ة.‬
‫ول��ه ع��دة ش��روح م��ن أش��هرها ـ وه��و م��ا ي��درس ع��ادة ـ‬
                                                   ‫ّ‬                                               ‫يف علم الصرف:‬
‫(كش��ف امل��راد يف ش��رح جتري��د االعتق��اد) للعالم��ة‬
                                                       ‫ّ‬
                                       ‫احلل��ي (627ه��ـ).‬       ‫الكت��اب األس��اس يف عل��م الص��رف ه��و ش��رح‬
                                                                ‫(كتاب الشافية): وكتاب (الشافية) البن احلاجب‬
                        ‫2-1-3/ علم أصول الفقه:‬                  ‫م��ن فقه��اء املالكي��ة، وله كتاب آخ��ر يف النحو امسه‬
‫ويف ه��ذه املرحل��ة أيض��اً ي��درس كت��اب (مع��امل‬
                             ‫ُ‬                                                                       ‫(الكافية).‬
‫الدي��ن وم�لاذ اجملتهدي��ن) للش��يخ حس��ن اب��ن الش��هيد‬        ‫والش��رح ال��ذي ي��درس ه��و ش��رح نظ��ام املُل��ك،‬
                                                                                                  ‫ُ‬           ‫ّ‬
 ‫ّ‬
‫الثان��ي (1101ه��ـ)، والكت��اب عل��ى صغ��ر حجم��ه إال أنه‬                                  ‫ويس��مى بـ(ش��رح ِّظ��ام).‬
                                                                                                  ‫الن‬           ‫ّ‬
           ‫م��ن أه��م املص��ادر يف أص��ول فق��ه اإلمامي��ة.‬
                                                                ‫وي��درس البع��ض كت��اب (م��راح األرواح) ملس��عود‬
                                                                                        ‫َ‬
‫بع��د أن ينه��ي الطال��ب ه��ذه امل��واد ينتق��ل إىل‬
                                         ‫ُ‬                      ‫بن علي، وقد خيتصر بعضهم فيدرس كتاب (شذى‬
          ‫املرحل��ة الثاني��ة وه��ي مرحل��ة الس��طوح.‬                                      ‫العرف) ألمحد احلمالوي.‬
                            ‫2-2/ مرحلة السّطوح:‬                                                     ‫يف علم البالغة:‬
‫يف ه��ذه املرحل��ة ي��درس الطال��ب علم��ي الفق��ه‬
           ‫َ‬                                                    ‫الكت��ب املق��ررة يف عل��وم البالغ��ة ه��ي كت��اب‬
‫وأص��ول الفق��ه ويتخص��ص فيهم��ا، والف��ارق ب�ين‬                 ‫(خمتص��ر املعان��ي) وكت��اب (املط��ول) للتفتازان��ي.‬
                                                                                 ‫ّ‬
‫الدراس��ة يف ه��ذه املرحل��ة واملرحل��ة الثالث��ة (البح��ث‬
‫اخل��ارج) أن��ه يف ه��ذه املرحل��ة (الس��طوح) تك��ون‬                                     ‫2-1-2/ العلوم العقلية:‬
‫الدراس��ة س��طحية م��ن ناحي��ة االس��تدالل، خبالفها يف‬
                                         ‫ّ‬                      ‫كم��ا وي��درس الطال��ب يف مرحل��ة املقدم��ات‬
                                                                     ‫ّ‬
‫البح��ث اخل��ارج ال�تي تكون الدراس��ة فيها اس��تداللية‬          ‫جبان��ب عل��وم اللغ��ة العربي��ة، جمموع��ة م��ن املق��ررات‬
                                                  ‫معمق��ة.‬
                                                       ‫ّ‬                                           ‫يف العل��وم العقلي��ة:‬
                    ‫وما يدرس يف هذه املرحلة هي:‬                                                      ‫يف علم املنطق:‬
                        ‫2-2-1/ علم أصول الفقه:‬                                         ‫ّ‬
                                                                ‫-	 كت��اب حاش��ية مال(9)عب��د اهلل الي��زدي:‬
                                                                                                              ‫ّ‬
                                                                ‫واملؤل��ف أحد العلم��اء املتخصصني يف العلوم العقلية،‬
‫كت��اب القوان�ين احملكم��ة يف األص��ول‬                 ‫-	‬
‫	‬
‫7‬
‫(القوان�ين): للم�يرزا القم��ي (1321ه��ـ).‬
                                                                                      ‫ّ‬
                                                              ‫-	 كت��اب كفاي��ة األص��ول: للم�لا حمم��د‬
                                                                             ‫كاظ��م خلراس��اني (9231ه��ـ).‬
                                                              ‫-	 كت��اب فرائ��د األص��ول (الرس��ائل): للش��يخ‬
                                                                                  ‫مرتض��ى األنص��اري (1821ه��ـ).‬
                                                                                            ‫2-2-2/ علم الفقه:‬
                                                              ‫-	 كت��اب ش��رح اللمع��ة الدمش��قية: والش��ارح‬
                                                              ‫ه��و الش��هيد الثان��ي زي��ن الدي��ن ب��ن عل��ي العامل��ي‬
                                                              ‫(669هـ)، وصاحب املنت هو الشهيد األول حممد بن‬
                                                                                        ‫مك��ي العامل��ي (687ه��ـ).‬ ‫ّ‬
                                                              ‫-	 كت��اب املكاس��ب: للش��يخ مرتض��ى‬
                                                              ‫األنص��اري (1821ه��ـ)، ويتن��اول الكت��اب قس��م م��ن‬




                                                                                                                           ‫،،‬
                                                              ‫املعامالت وهي: املكاسب احملرمة والبيع وخيارات‬
                                                                                ‫ّ‬
                                                                                                           ‫البي��ع.‬
                                                                                                         ‫مالحظة:‬
                                                              ‫إح��دى أه��م امل��واد العلمي��ة ال�تي تتمي��ز به��ا‬
                                                                       ‫ّ‬                                                   ‫ففي الدراسات‬
                                                              ‫اجلامع��ات ع��ن احل��وزات ه��ي دراس��ة تاري��خ العل��وم؛‬
                                                                                                                           ‫الحديثة‬
                                                              ‫وتق��وم ه��ذه امل��ادة عل��ى دراس��ة بع��ض املوضوع��ات‬
                                                                                                                           ‫تُستعمل‬
                          ‫ً‬
‫واجل��واب)؛ فيط��رح س��ؤال عل��ى الط�لاب ث��م يق��وم‬                                                                ‫ِ‬
                                                              ‫املمه��دة للدخ��ول إىل العل��م، وأه��م ه��ذه املوضوع��ات‬
                                                                         ‫نش��أة العل��م وتط��ورة وأه��م نظريات��ه و...‬     ‫فيها (طريقة‬
                            ‫مبناقش��تهم يف إجاباته��م.‬                                             ‫ّ‬
                                                                                                                           ‫المحاضرة)‬
‫أم��ا يف احل��وازت العلمي��ة فالطريق��ة املعتم��دة‬               ‫اجلامعة واحملاضرة... احلوزة وشرح العبارة‬
                                                                                                                           ‫والتي تعتمد‬
‫يف تدري��س م��واد املقدم��ات والس��طوح ه��ي م��ا تس��مى‬       ‫ختتل��ف طريق��ة التدري��س يف الدراس��ات‬                      ‫على قيام‬
‫بـ(طريق��ة ش��رح العب��ارة)، وتعتم��د ه��ذه الطريق��ة على‬     ‫احلديث��ة (امل��دارس واجلامع��ات) عنه��ا يف احل��وزات‬        ‫األستاذ‬
‫حموري��ة املق��رر الدراس��ي؛ فيقرأ األس��تاذ مقطعاً من‬
                                                   ‫ّ‬          ‫العلمي��ة، فف��ي الدراس��ات احلديث��ة ُس��تعمل فيه��ا‬
                                                                              ‫ت‬                                            ‫بإعداد الدرس‬
                 ‫الكت��اب ويق��وم بش��رحه وتوضيح��ه.‬          ‫(طريق��ة احملاض��رة) وال�تي تعتم��د عل��ى قي��ام األس��تاذ‬
                                                                                                                           ‫من خالل‬
‫ويف ه��ذه الطريق��ة جان��ب إجياب��ي ـ إن كان‬                  ‫بإع��داد ال��درس م��ن خ�لال الكت��اب املق��رر م��ع بعض‬
                                                                                                                           ‫الكتاب المقرر‬
‫األس��تاذ يتمت��ع بش��خصية تربوي��ة(11) ـ ه��و أن األس��تاذ‬
          ‫ّ‬                                                   ‫اإلضاف��ات م��ن بع��ض الكت��ب األخ��رى، ث��م يأت��ي‬
                                                              ‫ليلق��ي ال��درس م��ن دون أن يعتم��د عل��ى الكت��اب ح��ال‬     ‫مع بعض‬
‫أثن��اء ش��رحه للمقط��ع ق��د يب�ين للطال��ب بع��ض الفوائ��د‬
                             ‫ّ‬
                                                              ‫اإللق��اء، وق��د حيت��اج يف حماضرته إىل وس��ائل تعليمية‬      ‫اإلضافات من‬
‫ال�تي مت��ر علي��ه خ�لال املقط��ع، كبي��ان معن��ى لغ��وي‬
                                                ‫ّ‬
‫لكلم��ة أو إع��راب مجل��ة، وق��د يس��تطرد مبناس��بة‬           ‫كاخلرائ��ط وم��ا ش��ابهها. وهن��اك طريق��ة أخ��رى‬            ‫بعض الكتب‬
‫معين��ة إىل عل��م آخر ويتحدث ح��ول املوضوع. فيعيش‬
                                ‫ّ‬                             ‫يس��تفيد منه��ا بع��ض األس��اتذة وه��ي (طريق��ة الس��ؤال‬     ‫األخرى‬
                                                        ‫ّ‬

                                                                                                                    ‫	‬
                                                                                                                    ‫8‬
‫ش��رحاً اس��تداللياً علي��ه.‬
                                            ‫ّ‬
          ‫والطريقة امل ّبعة يف البحث اخلارج هي:‬
                                   ‫ت‬
‫1-	 أن يق��وم األس��تاذ بتحري��ر املس��ألة املبحوث��ة،‬
‫وحتريرها يعين توضيح موضوع املسألة وبيان املعنى‬
                                    ‫ال��ذي يري��د أن يتناوله.‬
‫2-	 بع��د ذل��ك، يس��تعرض آراء وأق��ول كل‬
                        ‫العلم��اء يف املس��ألة.‬
‫3-	 ث��م يأت��ي بأدل��ة كل األق��وال واآلراء ال�تي‬
           ‫ذكره��ا، ويق��وم بتوضي��ح ه��ذه األدل��ة.‬
   ‫ً‬
‫4-	 بعده��ا ي��وازن ب�ين ه��ذه األدل��ة معتم��دا يف‬
‫ذل��ك عل��ى قواع��د وأص��ول العل��م، وعلى م��ا ميتلك من‬
‫ذوق وخلفي��ات ثقافي��ة، ومب��ا آتاه اهلل تعاىل من موهبة‬
         ‫وذكاء، فلل��ذكاء مدخلي��ة كب�يرة هن��ا.‬
‫5-	 بعده��ا خي��رج بالنتيج��ة وال�تي إم��ا أن تك��ون‬
‫ترجيح��اً ألح��د اآلراء ال�تي ذكره��ا، أو أن��ه خي��رج‬
          ‫ّ‬
                            ‫ب��رأي جدي��د يف املوض��وع.‬
‫وهن��ا ي�برز م��ا تتمي��ز ب��ه احل��وزات ع��ن غريه��ا،‬
                                  ‫ّ‬
                                                ‫ً‬
‫وه��و أوال س��عة البح��ث أفقي��اً حبي��ث يلمل��م األس��تاذ‬
                             ‫ّ‬
‫عمق‬   ‫كل م��ا يرتب��ط باملوض��وع م��ن معلوم��ات. وثانياً‬        ‫الطال��ب داخ��ل دائ��رة مع��ارف علمي��ة م��ع األس��تاذ‬
‫البح��ث طولي�اً؛ فهو يذهب م��ن األدلة إىل اجلذور وال‬                                                      ‫والكت��اب.‬
                    ‫مي��ر به��ا م��رورا عاب��را أو س��طحياً.‬
                       ‫ّ‬            ‫ً‬     ‫ً‬            ‫ّ‬
                                                                ‫وإذا مل يك��ن األس��تاذ تربوي�اً ف��إن ه��ذه الطريق��ة‬
    ‫العملية التعليمية ودخالة اإليمان والتقوى‬                    ‫تك��ون س��لبية عل��ى الطال��ب، فل��ن تتض��ح لدي��ه م��ادة‬
                                                                                                             ‫ّ‬
‫ق��د يتس��ائل ع��ن الس��بب ال��ذي يدع��و األس��تاذ يف‬
                                                  ‫ُ‬             ‫ال، ولن يستفيد مما يطرحه األستاذ أثناء‬       ‫الكتاب أو ً‬
‫احل��وزات العلمي��ة إىل ه��ذا التوس��ع األفق��ي وال ّعم��ق‬
      ‫ت‬                ‫ّ‬                                                                                               ‫ّ‬
                                                                                                                  ‫الشرح.‬
‫الطول��ي يف البح��ث؟ والس��بب يف ذل��ك اإلمي��ان؛ ف��إن‬
‫ّ‬                                                       ‫ّ‬                                       ‫2-3/ البحث الخارج‬
‫األس��تاذ عندم��ا يبحث وي��درس يضع أمامه مس��ؤوليته‬
  ‫ّ‬                         ‫ّ‬
                                                                ‫تف�ترق ه��ذه املرحل��ة ع��ن مرحل��ة الس��طوح م��ن‬
‫أمام اهلل سبحانه وتعاىل، وعندما خيرج برأي سيسند‬
      ‫ُ‬
                     ‫ّ‬                                          ‫جهت�ين: األوىل، أن م��ن يق��وم بالتدري��س يف ه��ذه‬
                                                                                                       ‫ّ‬
            ‫ه��ذه ال��رأي هلل تع��اىل، ويل��زم املكلف�ين به.‬
                               ‫ُ‬
                                                                ‫املرحل��ة يك��ون يف الع��ادة مم��ن بل��غ رتب��ة االجته��اد.‬
‫م��ن األم��ور ال�تي تتم ّ��ع به��ا احل��وزات العلمي��ة‬
                             ‫ت‬
                                                                ‫والثاني��ة، أن يف ه��ذه املرحل��ة ال يوج��د كت��اب‬
                                                                                                     ‫ّ‬
‫وتفتقدها اجلامعات اجلانب األخالقي، فاألستاذ يف‬
                                                                ‫مقرر ُشرح عباراته، ويعتمد األستاذ يف هذه املرحلة‬
                                                                                                              ‫ت‬
                                         ‫ّ‬
‫احل��وزات يش��كل ق��دوة للطال��ب يف جان�بي األخ�لاق‬
                                                                ‫عل��ى كت��اب م��ن الكت��ب ليك��ون منطلق�اً لبحث��ه أو‬
                                                                               ‫َ‬
‫	‬
‫9‬
‫عل��ي (علي��ه الس�لام)، والذي يتحول إىل قاعة دراس��ية‬
                   ‫ّ‬                                               ‫وهم��ا ال ّحل��ي بالفضيل��ة وال ّخل��ي ع��ن الرذيل��ة.‬
                                                                                        ‫ت‬                     ‫ت‬
                                 ‫وق��ت ال��دروس.‬             ‫أم��ا يف اجلامع��ات فق��د أصبح��ت املس��ألة‬         ‫ّ‬
‫وم��ن أماك��ن الدراس��ة يف احل��وزات العلمي��ة‬                     ‫ُ‬                             ‫ً‬
                                                             ‫األخالقي��ة مفق��ودة بش��كل كبري وواض��ح، وكتب‬
‫غ��رف امل��دارس وال�تي ختص��ص يف الغال��ب لس��كنى‬            ‫ح��ول املوض��وع الش��يء الكث�ير، حت��ى كث��رت‬
‫ط�لاب احل��وزة، فيأت��ي األس��تاذ إىل غرف��ة الطال��ب‬        ‫الدع��وات إىل إدخ��ال م��ادة الدي��ن كم��ادة أساس��ية يف‬
                                                                                            ‫ّ‬
      ‫للتدري��س وق��د يذه��ب الطال��ب لغرف��ة أس��تاذه.‬      ‫اجلامع��ات الغربي��ة كم��ا ح��دث ه��ذا يف بريطاني��ا.‬
‫إذا كان أس��تاذ البح��ث اخل��ارج م��ن مراج��ع‬                ‫فاإلحصائي��ات الناجت��ة ع��ن الدراس��ات االجتماعي��ة‬
‫التقليد فإن درسه يكون يف املساجد ويوضع له منرب‬                                                                     ‫ّ‬
                                                             ‫تؤك��د عل��ى وج��ود ع��دد هائ��ل م��ن ح��االت اإلجه��اض‬
‫ذو ش��كل خ��اص ليجل��س علي��ه ح��ال ال��درس،. وأم��ا‬         ‫نتيج��ة املمارس��ات غ�ير الش��رعية وال�تي تك��ون يف‬
‫إذا مل يك��ن األس��تاذ م��ن مراج��ع التقلي��د فقد يكون‬                          ‫الغال��ب يف املؤسس��ات التعليمي��ة.‬
   ‫درس��ه يف بيت��ه أو يف مس��جد صغ�ير أو يف حس��ينية.‬       ‫فاألس��تاذ إذا كان مربي�اً لذات��ه وحم ِم�اً هل��ا ف��إن‬
                                                             ‫ّ‬               ‫رت‬                ‫ّ‬
                                                                                                         ‫ّ‬
                                                             ‫الطالب سيتأثر به من تلقاء نفسه، وهذه أهم مراحل‬
                   ‫التمويل المالي واالستقاللية‬
                                                                                          ‫الرتبية والتأثري يف اآلخرين.‬
‫ختتل��ف جه��ة التموي��ل يف احل��وزات واجلامع��ات،‬
‫فاجلامع��ات احلكومي��ة تعتم��د يف متويله��ا عل��ى‬                                                  ‫أماكن الدرسة‬
                ‫ً‬                     ‫ت َ ِّ‬
‫احلكوم��ة، ف ُخص��ص احلكومة جزء من ميزانيتها‬                 ‫م��ن الواض��ح أن امل��دارس احلديث��ة واجلامع��ة‬
                                                                                            ‫ّ‬
‫الس��نوية لتموي��ل اجلامع��ات التابع��ة هل��ا. واجلامع��ات‬   ‫هل��ا أمكانه��ا اخلاص��ة للتدري��س واإلدارة، ويك��ون‬
‫األهلي��ة يعتم��د يف ج��زء م��ن ميزانيته��ا عل��ى األج��ور‬   ‫ال��درس والتدريس يف فصوهلا الدراس��ية املخصصة.‬
‫ال�تي تأخذه��ا م��ن الط�لاب، وتعتم��د كذل��ك عل��ى‬           ‫يف احل��وزات ال توج��د أماك��ن خمصص��ة‬
‫مس��اعدات تعطيه��ا احلكوم��ة هل��ا، وق��د تعتم��د عل��ى‬      ‫لل��درس والتدري��س، ب��ل الدراس��ة تك��ون يف الغال��ب‬
            ‫بع��ض املوقوف��ات أو التربع��ات األخ��رى.‬        ‫يف أماك��ن عام��ة يس��تفاد منه��ا هلذا الغ��رض. من أهم‬
                                                                                                      ‫ّ‬
 ‫أم��ا احل��وزات العلمي��ة فتمويله��ا قائ��م عل��ى‬
                                                ‫ّ‬            ‫ه��ذه األماك��ن املس��اجد، فتج��د يف املس��جد جمموع��ة‬
‫احلق��وق الش��رعية (األمخ��اس) املفروض��ة ش��رعاً‬            ‫م��ن احللق��ات الدراس��ية املعق��ودة يف أماك��ن متفرق��ة‬
                                          ‫ّ‬
 ‫عل��ى املكلف�ين، أو أن يك��ون التموي��ل قائ��م عل��ى‬        ‫في��ه، وم��ن أكرب املس��اجد اليت ُعق��د فيه الدروس يف‬
                                                                                   ‫ت‬
 ‫املوقوفات واليت من أبرزها موقوفة اهلند اليت كان‬             ‫النج��ف (مس��جد اهلن��دي) القري��ب م��ن حض��رة اإلم��ام‬

                                                                                                                     ‫	‬
                                                                                                                     ‫01‬
‫(4) هن��اك م��ن التعاب�ير ال��واردة إلين��ا وال�تي يه��دف م��ن ورائه��ا أم��ور غ�ير‬
                                    ‫ُ‬                                                                                                                                                                       ‫ريعه��ا يرس��ل إىل النج��ف.‬
‫واضح��ة، منه��ا م��ا يطل��ق للتفري��ق ب�ين الدراس��ة الديني��ة وغريه��ا، فيع�بر ع��ن‬
        ‫ّ‬
       ‫الدراس��ة غ�ير الديني��ة بالدراس��ة (املدني��ة) ملقابلته��ا بالدراس��ة الديني��ة.‬     ‫واحل��وزات ال حتت��اج التموي��ل إال م��ن أج��ل روات��ب‬
‫(5) وأصل اس��تعمال كلمة (الس��طوح) هلذه املرحلة أس��تعمال فارس��ي وليس‬
                                                                                  ‫عربياً.‬    ‫الطالب واألس��اتذة، وأما غري ذلك من مش��اريع فهي‬
                                                                                                                             ‫ّ‬                   ‫ّ‬
‫(6) تعتم��د الكث�ير م��ن احل��وزات غري الش��يعية ـ كما يف مص��ر ـ على ظاهرة‬                   ‫ّ‬
                                                                                             ‫مرتبط��ة مبراج��ع التقلي��د واملرجع نفس��ه هو املتكفل‬
                            ‫ّ‬
‫احلف��ظ، كحف��ظ الق��رآن الكري��م وبع��ض املت��ون الش��عرية وال ّثري��ة، وهذا‬
                ‫ن‬
                                          ‫األم��ر غ�ير رائ��ج يف احل��وزات الش��يعية.‬                                                       ‫بتمويلها.‬
‫(7) الح��ظ عب��د اهل��ادي الفضل��ي، فهرس��ت الكت��ب النحوي��ة املطبوع��ة،‬
                                   ‫مكتب��ة املن��ار، 7041ه��ـ/ 6891م(التحري��ر).‬             ‫وه��ذا الف��ارق ب�ين متوي��ل احل��وزات واجلامع��ات‬
                                                           ‫ُ‬
‫يف س��نة 298ه��ـ/6841م طب��ع أول كت��اب مرتج��م إىل اللغ��ة العربي��ة وه��و‬                      ‫ّ‬
                                                                                             ‫أعط��ى احل��وزات العلمي��ة اس��تقاللية م��ن جه��ة تدخ��ل‬
                                                                                                                  ‫ّ‬
‫لـ(برنارد برايدنباخ) والكتاب عن رحلته إىل األماكن املقدسة.(املوسوعة‬
                     ‫ّ‬
                                                            ‫العربي��ة العاملي��ة 51: 355).‬
                                                                                             ‫احلكوم��ات، ف�لا تس��تطيع احلكوم��ة أن تتدخ��ل‬
‫وأول طبع��ة للق��رآن الكري��م بنص��ه العرب��ي كان��ت يف البندقي��ة يف 0351م‬
                                                    ‫ّ‬                                        ‫يف ش��ؤون احل��وزات وأن تف��رض عليه��ا م��ا تري��ده،‬
     ‫تقريباً.(عب��د الرمح��ن ب��دوي، موس��وعة املستش��رقني، م��ادة (الق��رآن).)‬                    ‫ِ‬
‫(8) م��ن الظواه��ر املوج��ودة يف احل��وزات الديني��ة وليس��ت موج��ود يف‬
                                                                                             ‫عل��ى خ�لاف اجلامع��ات ف��إن ه��ذا التموي��ل م��ن قب��ل‬
‫اجلامعات هي فكرة (احلواش��ي) و(ش��روح احلواش��ي)؛ فتجد عندهم منت‬                             ‫احلكوم��ة جع��ل هل��ا احل��ق يف ال ّدخ��ل يف ش��ؤونها من‬
                                                                                                                    ‫ت‬
                                                                     ‫ِ‬
‫صغ�ير يش��رح م��ن قب��ل ش��خص فيأت��ي ش��خص آخ��ر يكت��ب حاش��ية عل��ى ه��ذا‬     ‫ُ‬                            ‫دون أن تس��تطيع اجلامع��ة أن ترفض��ه.‬
                                                                   ‫ِ‬
        ‫الش��رح، وق��د يأت��ي م��ن بع��د ش��خص ثال��ث ليوض��ح حاش��ية ش��رح امل�تن.‬
            ‫وتسمى باحلاشية ألنها كانت تكتب قدمياً على جانيب الكتاب.‬                  ‫ّ‬           ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
                                                                     ‫ّ ت‬
‫(9) كلم��ة (م�لا) ُس��تعمل هن��ا ـ يف منطق��ة ش��رق اجلزي��رة العربي��ة ـ للرج��ل‬                                                                                         ‫اهلوامش:‬
‫القارئ للعزاء، أما يف النجف ُستعمل للمرأة القارئة للعزاء، ويسمى عندهم‬
             ‫ُ ّ‬                                         ‫ت‬             ‫ّ‬                     ‫(1) الح��ظ: حمم��د احلس�ين آل كاش��ف الغط��اء، عق��ود حيات��ي: 531.‬
                                                 ‫الرج��ال القارئ للع��زاء (روزخون).‬                                                                                      ‫(التحري��ر)‬
‫أم��ا يف احل��وزات العلمي��ة فتس��تعمل كلق��ب ألعل��ى مرتب��ة علمي��ة يف احل��وزة؛‬       ‫ّ‬   ‫(2) الح��ظ: أمح��د عب��د اهلل أب��و زي��د، حمم��د باق��ر الص��در الس�يرة واملس�يرة‬
     ‫ُّ‬                                                 ‫ّ‬                          ‫ُّ‬
‫ف�لا يلق��ب به��ا إال الع��ال املتضل��ع واملتبح��ر واحملق��ق يف العل��وم. ومم��ن لق��ب‬
                                                               ‫ِ‬                                                                                             ‫1: 553.(التحري��ر)‬
‫به��ذا اللق��ب: صاح��ب كت��اب (كفاي��ة األص��ول) املال اآلخوند اخلراس��اني،‬                  ‫(3) هن��اك ف��رق ب�ين (املقارن��ة) و(املوازن��ة)، ق��د ال يف��رق بينهم��ا يف جم��ال‬
                                                                                                                      ‫ُ َّ‬
‫وصاح��ب (ش��رح املنظوم��ة) م�لا ه��ادي الس��بزواري، وكذل��ك م�لا عب��د اهلل‬                  ‫االس��تعمال الصحف��ي أو م��ا يس�ير يف طري��ق اجمل��ال الصحف��ي م��ن الكتاب��ات‬
‫صاح��ب (احلاش��ية) وال��ذي م��ا زالت ذريته حتى اآلن يس��مون بـ(املاللي) نس��بة‬
                        ‫ّ‬                    ‫ّ‬                                                                                                                             ‫العلمي��ة.‬
                                                                           ‫إىل جده��م.‬
                                                                                   ‫ّ‬         ‫املقارن��ة: حماول��ة معرف��ة نق��اط االلتقاء بني ش��يئني ونقاط االف�تراق، من دون‬
‫وه��ذا اللق��ب يف احل��وزات ميك��ن أن يقابل��ه يف اجلامعات لق��ب أكرب مرتبة‬                  ‫أي تقييم أو أي ترجيح، فقط تكون هناك عملية قارنة بني الشيئني لنتعرف‬
                                                                                                 ‫ّ‬                                                                   ‫ّ‬              ‫ّ‬
           ‫علمية وهو (بروفسور) واليت ُرتجم بـ(أستاذ كرسي) أو (أستاذ).‬
                                                        ‫ت‬                                                                       ‫على وجوه أو نقاط االلتقاء واالفرتاق بينهما.‬
‫(01) األلفي��ة: عب��ارة ع��ن ألف بيت ش��عري يتناول أهم مس��ائل عل��م من العلوم،‬              ‫املوازن��ة: حماول��ة معرف��ة واق��ع الش��يئني وع�بر تب�ين نق��اط الق��وة ونق��اط‬
                                                                                                                          ‫ّ‬
‫ليس��هل على الطالب حفظ مس��ائل ذلك العلم. وهي ما ُس��مى بـ(األرجوزة).‬
                          ‫ت‬                                                                  ‫الضع��ف فيهم��ا، ث��م املوازن��ة أي ترجي��ح أح��د اجلانب�ين عل��ى اآلخ��ر. فه��ي‬
                                                                           ‫(التحرير).‬                                                        ‫ّ‬
                                                                                             ‫مأخوذة من امليزان، فقد تأتي كفتا امليزان متساويتني وقد َرجح إحداهما‬
                                                                                                             ‫تْ ُ‬
‫(11) األس��تاذ الرتب��وي ه��و م��ن يتمت��ع بأس��لوب يس��تطيع م��ن خالل��ه أن يوص��ل‬                                                                                ‫عل��ى األخ��رى.‬
‫م��ادة ال��درس وأف��كاره إىل ذه��ن الطال��ب، ع�بر االس��تفادة م��ن الوس��ائل‬           ‫ّ‬     ‫فاملوازن��ة فيه��ا نق��د وفيه��ا ترجي��ح، واملقارن��ة جم��رد دراس��ة خالي��ة م��ن النق��د‬
                                                                                                                            ‫ّ‬
‫املختلفة، واس��تعمال بعض األس��اليب أثناء حديثه كاإلش��ارة والتوضيحات.‬                                                                                                  ‫والرتجي��ح.‬


‫	‬
‫11‬
‫ً‬      ‫ّ‬
‫إرشــاد: هنــاك مــن يعتقــد أن لونــا مــن‬
‫ألــوان التدويــن غائــب عــن الســاحة الحوزيــة،‬
‫وهــو التدويــن التعليمــي والــذي يراعــى فيــه‬
‫عنصــري التربيــة والتعليــم، ومــا يؤيــد هــذه‬
         ‫ـ‬      ‫ـ‬      ‫ـ‬       ‫ـ ّ ـ‬
‫الفك ـرة ه ـو أن أغل ـب المق ـررات ف ـي الح ـوزة ل ـم‬
  ‫ـ‬                                             ‫ـ‬
‫تُكتــب لغــرض التدريــس إنمــا ألغــراض أخــرى‬
‫واســتفيد منهــا فــي التّدريــس. مــا هــو أســباب‬
                                      ‫هــذا الغيــاب؟‬
‫الشــيخ حــب اهلل: عندم��ا ال تندف��ع الطاق��ات يف‬
‫احل��وزة العلمي��ة للتفكري أو للعم��ل على إعداد برامج‬
‫أو كت��ب دراس �ية، فم��ن املمك��ن أن يك��ون خل��ف‬
                                      ‫ّ‬
‫ذل��ك بع��ض املنطلق��ات املفرتض��ة، وس��أكتفي هن��ا‬
                                             ‫ببعضه��ا:‬
‫فهن��اك اف�تراض معق��ول، وه��و غي��اب الش��عور‬                 ‫حوار مع األستاذ‬
                                                               ‫في الحوزة العلمية‬
‫بض��رورة الربام��ج والكت��ب الدراس��ية اجلدي��دة م��ن‬
‫الوع��ي الع��ام يف احل��وزات العلمي��ة، فعندم��ا ننظر إىل‬
                        ‫ّ‬
       ‫ً‬                               ‫ّ‬
‫موض��وع م��ا عل��ى أن��ه ال حي��وي أهمي��ة أو تأث�يرا فم��ن‬
                      ‫ّ‬
‫الطبيع��ي أن ال نندف��ع حن��وه، وال أس��تبعد أن احل��وزة‬
           ‫ّ‬
                                                               ‫الشيخ حيدر حب اهلل‬
‫العلمي��ة مل تش��عر حق��اً ـ يف تل��ك الف�ترة ـ بض��رورة‬
                                   ‫ّ‬                    ‫ّ‬
‫ه��ذه األم��ور، ومل حت��س بوج��ود نق��ص عل��ى ه��ذه‬
                               ‫ّ‬                               ‫تعريف موجز بضيف الحوار:‬
                                     ‫ّ‬
‫املس��تويات، وم��ا ع��زز ع��دم ش��عورها ه��ذا ه��و نش��وة‬
‫الس��عادة ال�تي امتلكته��ا م��ن خ�لال الكت��ب الس��ابقة‬        ‫-أستاذ البحث الخارج في الحوزة.‬
‫اليت تنافس العلماء على مدحها، فإن هذا املدح عندما‬
                    ‫ّ‬                                          ‫-المعاون العلمي للمشرف العام على (موسوعة الفقه‬
             ‫ّ‬                                ‫ً‬
‫يدخ��ل جم��اال كمجالن��ا هنا، فهو يقوم ببث إحس��اس‬                               ‫ً‬
                                                               ‫اإلسالمي طبقا لمذهب أهل البيت).‬
                                                      ‫ّ‬
‫ع��ام بأن��ه ال ض��رورة تدف��ع حن��و التغي�ير يف الربامج أو‬                                 ‫ّ‬
                                                               ‫-رئيس تحرير مجلتي (نصوص معاصرة) و(االجتهاد‬
                            ‫ّ‬
‫الكت��ب الدراس�ية، وم��ا يع��زز ذل��ك هو ظه��ور أجيال‬
                                         ‫ّ‬                     ‫والتجديد).‬
‫ف��ذة م��ن العلم��اء خالل القرنني األخريي��ن، فإن ظهور‬
         ‫ّ‬                                                ‫ّ‬
                                                               ‫وغيرها من المسؤوليات العلمية والثقافية.‬
‫مثل هذه األجيال سيعطي إحياء بنجاح الربنامج العام‬
                          ‫ً‬
                                                                    ‫ّ‬
                                                               ‫-من مؤلفاته:‬
‫ال��ذي تس�ير احل��وزة علي��ه، فعندم��ا ت��رى جناح��اً يف‬
‫النتائ��ج فم��ن الطبيع��ي أن تتنب��أ ب��أن املقدم��ات كان��ت‬
                ‫ّ ّ ّ‬                                          ‫نظرية السّنة في الفكر اإلسالمي الشيعي.. التكوّن‬
                                                      ‫ّ‬
                                                 ‫يف حمله��ا.‬   ‫والصيرورة، (االنتشار العربي/6002م).‬
‫ويوج��د اف�تراض آخ��ر ميك��ن طرح��ه هن��ا، وه��و‬               ‫بحوث في فقه الحج (االنتشار العربي/0102م).‬
‫خ��وف املؤسس��ة الديني��ة عموم�اً من أي خط��وة تعديلية‬
                  ‫ّ‬                        ‫ّ‬                   ‫دراسات في الفقه اإلسالمي المعاصر، (دار الفقه اإلسالمي‬
   ‫ّ‬
‫من هذا النوع؛ ألن أي تغيري يف الربامج سيوحي بأننا‬
                                 ‫ّ ّ‬                           ‫المعاصر/1102م).‬
‫بتن��ا نق�ترب من املنافس، وهذا ما س��يفقدنا أصالتنا،‬           ‫فقه األمر بالمعروف والنهي عن المنكر(دار الفقه اإلسالمي‬
‫تعال��وا مع��ي لنتص��ور ظه��ور اجلامع��ات وامل��دارس‬
                                  ‫ّ‬                            ‫المعاصر/1102م).‬
‫العصري��ة يف الع��امل اإلس�لامي من��ذ الق��رن التاس��ع‬                                             ‫ّ‬
                                                               ‫وغيرها من المؤلفات والمقاالت المنشورة في الدوريات‬
                                                               ‫المختلفة.‬
                                                                                                    ‫	‬
                                                                                                    ‫21‬
                                                                                                   ‫21‬
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17
Ershad17

Contenu connexe

Tendances

الوحدة الثالثة
الوحدة الثالثةالوحدة الثالثة
الوحدة الثالثة
Saif Eddin
 
الوحدة الخامسة
الوحدة الخامسةالوحدة الخامسة
الوحدة الخامسة
Saif Eddin
 
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصرالفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
Mohammad Kettani
 
سيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج 200 ميج مدمج
سيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج  200 ميج مدمجسيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج  200 ميج مدمج
سيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج 200 ميج مدمج
Free Interactive Islamic College, All in One Open Traditional Certificate www.Muhammad.com
 
عرض الرسالة
عرض الرسالةعرض الرسالة
عرض الرسالة
SH Fay
 
الوحدة الرابعة
الوحدة الرابعةالوحدة الرابعة
الوحدة الرابعة
Saif Eddin
 

Tendances (20)

الوحدة الثالثة
الوحدة الثالثةالوحدة الثالثة
الوحدة الثالثة
 
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستيرالأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
الأعمال الفدائية صورها وأحكامها الفقهية ماجستير
 
الإسلام والمسلمون مقابل الوهابية السلفية والسلفيون
الإسلام والمسلمون مقابل الوهابية السلفية والسلفيونالإسلام والمسلمون مقابل الوهابية السلفية والسلفيون
الإسلام والمسلمون مقابل الوهابية السلفية والسلفيون
 
مبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلام
مبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلاممبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلام
مبرة الآل و الأصحاب - ملتقى أعلام الإسلام
 
2 المدارس الفكرية في الإسلام
2 المدارس الفكرية في الإسلام2 المدارس الفكرية في الإسلام
2 المدارس الفكرية في الإسلام
 
الوحدة الخامسة
الوحدة الخامسةالوحدة الخامسة
الوحدة الخامسة
 
الحوثيون
الحوثيونالحوثيون
الحوثيون
 
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصرالفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر
 
موقف الأمة من مشاجرات الصحابة
موقف الأمة من مشاجرات الصحابةموقف الأمة من مشاجرات الصحابة
موقف الأمة من مشاجرات الصحابة
 
سيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج 200 ميج مدمج
سيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج  200 ميج مدمجسيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج  200 ميج مدمج
سيد قاموس القرآن والحديث في 36441 كلمة في 813 ميج 200 ميج مدمج
 
ماذا يعني انتمائي للدعوة
ماذا يعني انتمائي للدعوةماذا يعني انتمائي للدعوة
ماذا يعني انتمائي للدعوة
 
التفكير التكفيري
التفكير التكفيريالتفكير التكفيري
التفكير التكفيري
 
عرض الرسالة
عرض الرسالةعرض الرسالة
عرض الرسالة
 
السلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكر
السلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكرالسلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكر
السلفية ومأزق حماس كما يكتب بكر أبوبكر
 
19592570 جذور-الارهاب-فى-العقيدة-الوهابية-احمد-صبحي-منصور
19592570 جذور-الارهاب-فى-العقيدة-الوهابية-احمد-صبحي-منصور19592570 جذور-الارهاب-فى-العقيدة-الوهابية-احمد-صبحي-منصور
19592570 جذور-الارهاب-فى-العقيدة-الوهابية-احمد-صبحي-منصور
 
رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5
 
الوحدة الرابعة
الوحدة الرابعةالوحدة الرابعة
الوحدة الرابعة
 
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنويوثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
وثيقة الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي
 
في حوار هادئ مع محمد الغزالي
في حوار هادئ مع محمد الغزاليفي حوار هادئ مع محمد الغزالي
في حوار هادئ مع محمد الغزالي
 
أهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينأهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدين
 

En vedette

Rbs juli-augustus 2015
Rbs juli-augustus 2015Rbs juli-augustus 2015
Rbs juli-augustus 2015
Rbs Jabbeke
 
Literaturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayiniLiteraturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayini
darkluminor
 
Teoriya literatury v_tablitsah.
Teoriya literatury v_tablitsah.Teoriya literatury v_tablitsah.
Teoriya literatury v_tablitsah.
Natalya Dyrda
 
2150.presentation on advertising
2150.presentation on advertising2150.presentation on advertising
2150.presentation on advertising
nishadani
 
Literaturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayiniLiteraturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayini
darkluminor
 
Sahabat dari dunia lain
Sahabat dari dunia lainSahabat dari dunia lain
Sahabat dari dunia lain
indaheja
 
Eureka4 new ok!
Eureka4 new ok!Eureka4 new ok!
Eureka4 new ok!
Eureka_A
 

En vedette (20)

Đến một lúc
Đến một lúcĐến một lúc
Đến một lúc
 
HealthCare Reform Roadmap
HealthCare Reform RoadmapHealthCare Reform Roadmap
HealthCare Reform Roadmap
 
Visual resume gerald
Visual resume geraldVisual resume gerald
Visual resume gerald
 
Rbs juli-augustus 2015
Rbs juli-augustus 2015Rbs juli-augustus 2015
Rbs juli-augustus 2015
 
Literaturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayiniLiteraturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayini
 
Meaningful Use Forecast: Cloud Computing and Disaster Preparedness
Meaningful Use Forecast: Cloud Computing and Disaster PreparednessMeaningful Use Forecast: Cloud Computing and Disaster Preparedness
Meaningful Use Forecast: Cloud Computing and Disaster Preparedness
 
Teoriya literatury v_tablitsah.
Teoriya literatury v_tablitsah.Teoriya literatury v_tablitsah.
Teoriya literatury v_tablitsah.
 
Ekonomia/ historia
Ekonomia/ historiaEkonomia/ historia
Ekonomia/ historia
 
Evaluation 2
Evaluation 2Evaluation 2
Evaluation 2
 
12 month loans
12 month loans12 month loans
12 month loans
 
Video more.ru oct
Video more.ru octVideo more.ru oct
Video more.ru oct
 
Social Travel Britain 2015 conference: Blogville
Social Travel Britain 2015 conference: BlogvilleSocial Travel Britain 2015 conference: Blogville
Social Travel Britain 2015 conference: Blogville
 
2150.presentation on advertising
2150.presentation on advertising2150.presentation on advertising
2150.presentation on advertising
 
Actes abril 2013
Actes abril 2013Actes abril 2013
Actes abril 2013
 
Literaturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayiniLiteraturni zhurnali ukrayini
Literaturni zhurnali ukrayini
 
Sahabat dari dunia lain
Sahabat dari dunia lainSahabat dari dunia lain
Sahabat dari dunia lain
 
Eureka4 new ok!
Eureka4 new ok!Eureka4 new ok!
Eureka4 new ok!
 
Breadville
BreadvilleBreadville
Breadville
 
WTM Fresh 2013, Sugarcake pitch
WTM Fresh 2013, Sugarcake pitchWTM Fresh 2013, Sugarcake pitch
WTM Fresh 2013, Sugarcake pitch
 
What success looks like in social media TripAdvisor
What success looks like in social media TripAdvisorWhat success looks like in social media TripAdvisor
What success looks like in social media TripAdvisor
 

Similaire à Ershad17

بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
Baker AbuBaker
 
الاستشراق والمستشرقين
الاستشراق والمستشرقينالاستشراق والمستشرقين
الاستشراق والمستشرقين
Mero Cool
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
ssuserec8dfb
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
ssuserec8dfb
 
عبد الحميد بن باديس مربيا
عبد الحميد بن باديس مربياعبد الحميد بن باديس مربيا
عبد الحميد بن باديس مربيا
Hamid Benkhibech
 

Similaire à Ershad17 (20)

بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
بحث خالد الحسن قدري أبوبكر حائط الكوادر 2014
 
منال عرفات حسين محمد احمد شرح عوامل الازدهار الادب في العصر العباسي.pptx
منال عرفات حسين محمد احمد شرح عوامل الازدهار الادب في العصر العباسي.pptxمنال عرفات حسين محمد احمد شرح عوامل الازدهار الادب في العصر العباسي.pptx
منال عرفات حسين محمد احمد شرح عوامل الازدهار الادب في العصر العباسي.pptx
 
الاستشراق والمستشرقين
الاستشراق والمستشرقينالاستشراق والمستشرقين
الاستشراق والمستشرقين
 
مقال عن النحو
مقال عن النحو مقال عن النحو
مقال عن النحو
 
10
1010
10
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
 
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
4- الفرق الباطنية المعاصرة النصيرية أنموذجا.pdf
 
الشاه ولي الله الدهلوي.docx
الشاه ولي الله الدهلوي.docxالشاه ولي الله الدهلوي.docx
الشاه ولي الله الدهلوي.docx
 
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacemمفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
 
House of wisdome
House of wisdomeHouse of wisdome
House of wisdome
 
shameem 4.pdf
shameem 4.pdfshameem 4.pdf
shameem 4.pdf
 
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمينماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
 
الأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالمي
الأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالميالأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالمي
الأستاذ عصام سعيد - أثر التراث العربي الإسلامي على التراث العالمي
 
عبد الحميد بن باديس مربيا
عبد الحميد بن باديس مربياعبد الحميد بن باديس مربيا
عبد الحميد بن باديس مربيا
 
التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...
التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم  في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم  في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...
التراث السياسي و الاجتماعي لدارالعلوم في "دئوبند" و النهضة الدئوبندية في شبه...
 
شرائح شرح الورقات_الدرس1
شرائح شرح الورقات_الدرس1شرائح شرح الورقات_الدرس1
شرائح شرح الورقات_الدرس1
 
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
 
تقرير ندوة المدونات والمؤلفات[28643].pdf
تقرير ندوة المدونات والمؤلفات[28643].pdfتقرير ندوة المدونات والمؤلفات[28643].pdf
تقرير ندوة المدونات والمؤلفات[28643].pdf
 
مجلة حوليات التراث العدد 05-2006 مستغانم.pdf
مجلة حوليات التراث العدد 05-2006 مستغانم.pdfمجلة حوليات التراث العدد 05-2006 مستغانم.pdf
مجلة حوليات التراث العدد 05-2006 مستغانم.pdf
 
وكلاء الأئمة في القرن الثاني الهجري
وكلاء الأئمة في القرن الثاني الهجريوكلاء الأئمة في القرن الثاني الهجري
وكلاء الأئمة في القرن الثاني الهجري
 

Ershad17

  • 1.
  • 2. ‫لتكن الحضارة إحدى أولوياتنا‬ ‫لق��د ع��ادوا م��رة أخ��رى للني��ل م��ن دينن��ا وبأس��لوب قديم-حدي��ث، ع�بر الني��ل‬ ‫ّ‬ ‫م��ن نبين��ا (صل��ى اهلل علي��ه وآل��ه). فه��و (قدي��م) حي��ث قرأن��ا يف التاري��خ كي��ف‬ ‫ّ‬ ‫كان ه��ذا األس��لوب أح��د أه��م األس��اليب ال�تي اتذه��ا األع��داء حملارب��ة اإلس�لام‬ ‫ّ‬ ‫وإبع��اد اآلخري��ن عن��ه، وه��و (حديث) حيث رأينا ما قام به س��لمان رش��دي يف آياته‬ ‫الش��يطانية وغ�يره.‬ ‫إن األع��داء قدميه��م وحديثه��م ا ّفق��وا عل��ى اس��تهداف اإلس�لام عرب ش��خصيته‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫األوىل، ألنه��م يدرك��ون مركزي��ة ه��ذه الش��خصية يف الدي��ن و عن��د املؤمن�ين به،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهذا مؤشر على أن اإلسالم مستهدف جبميع مذاهبه واتاهاته فشخصية ال ّيب‬ ‫ّ ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫(صلى اهلل عليه وآله) هي أحد أهم العناصر اجلامعة لكل األطياف اإلسالمية.‬ ‫ً‬ ‫واملالح��ظ أن��ه كلم��ا تق��دم اإلس�لام بوصفه حضارة فاعل�ة ازدادت احلمالت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫االس��تهدافية لفتح ثغرات تعرقل ذلك ال ّقدم وبكل األس��اليب املتاحة لألعداء،‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وه��ذا يع�ني أنن��ا يف داخل دائرة ص��راع حضاري يتطلب منا إدراك حجم الصراع،‬ ‫وإع��ادة تكوي��ن أنفس��نا مب��ا يتناس��ب والص��راع، وامت�لاك األدوات املناس��بة اليت‬ ‫ً‬ ‫تضم��ن اس��تمرارية حركتن��ا مب��ا ينس��جم م��ع مب��ادئ اإلس�لام، وإال كان نقض�ا‬ ‫للهدف الذي نس��عى لتحقيقه، وهو س��يادة تعاليم الس��ماء.‬ ‫واحل��وزة العلمي��ة كراف��د م��ن رواف��د ه��ذه البن��اء احلض��اري ليس��ت مبن��أى‬ ‫ع��ن ه��ذا الص��راع؛ فيتطل��ب منه��ا م��ا يتطل��ب م��ن اجلمي��ع، ولع��ل م��ن أه��م األم��ور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه��و مراجع��ة ال��ذات ب��كل ش��فافية وفت��ح كل امللف��ات أم��ام النق��د ألن��ه أوىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلط��وات، وال نري��د يف ه��ذه اإلطالل��ة حص��ر كل امللف��ات فه��ي كث�يرة.‬ ‫يف ه��ذا الع��دد ألقين��ا ش��يئا م��ن الض��وء عل��ى بع��ض موضوع��ات املل��ف التعليمي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫احل��وزوي يف حماول��ة لتلم��س بع��ض هموم��ه. وكلن��ا أم��ل يف أن نس��اهم يف دف��ع‬ ‫ّ‬ ‫حرك��ة النهض��ة حن��و األم��ام ومب��ا يرض��ي اهلل س��بحانه وتعاىل.‬ ‫ ‬ ‫1‬
  • 3. ‫الحـوزات العلـميـــة فــي‬ ‫منهجـــها العلـــمـــــــي‬ ‫العالمة الشيخ عبد الهادي الفضلي‬ ‫يتمي��ز ع��ن كث�ير م��ن املراج��ع اآلخري��ن مبوس��وعيته‬‫ّ‬ ‫املوض��وع ال��ذي ب�ين يدي��ك ه��و يف األص��ل عب��ارة‬ ‫ات‬ ‫الثقافي��ة، ويظه��ر ذل��ك مب��ا كان ينش��ره يف اجمل�ل ّ‬ ‫ع��ن حماض��رة كان العالم��ة الفضل��ي ق��د ألقاه��ا يف‬ ‫ّ‬ ‫ال�تي كان��ت تص��در آن��ذاك، وبالكت��ب ال�تي ألفه��ا‬ ‫املوس��م الثق��ايف الصيف��ي لع��ام 6141ه��ـ يف مدين��ة‬ ‫َ‬ ‫وانتش��رت عل��ى نط��اق واس��ع يف العال�ين العرب��ي‬ ‫القطيف، قمنا يف هيئة التحرير بتقريرها من حالتها‬ ‫َ‬ ‫واإلس�لامي ورمب��ا يف الع��ال الغرب��ي، ككتاب��ه‬ ‫اللفظي��ة إىل املدون��ة م��ع احلفاظ ـ بقدر املس��تطاع ـ على‬ ‫ّ‬ ‫(الدي��ن واإلس�لام) وكرس��ائله الكث�يرة.‬ ‫ّ‬ ‫طريق��ة وأس��لوب الش��يخ ، وحتقيقه��ا بتقوي��م الن��ص‬ ‫لق��د ش��ارك الش��يخ آل كاش��ف الغط��اء يف‬ ‫وتقس��يم املوضوع��ات وتوثي��ق م��ا حيت��اج إىل ذل��ك.‬ ‫الكث�ير م��ن املؤمت��رات ال�تي كان��ت ُعق��د يف الب�لاد‬ ‫ت‬ ‫دواعي الكتابة حول الحوزات العلمية‬ ‫العربي��ة واإلس�لامية، ومنه��ا املؤمت��ر اإلس�لامي الذي‬ ‫إن م��ن أه��م األس��باب ال�تي دع��ت اآلخري��ن‬ ‫ّ‬ ‫عق��د يف الق��دس يف فلس��طني (0531ه��ـ/1391م)‬ ‫ُ‬ ‫للكتاب��ة ع��ن احل��وزة العلمي��ة يف النج��ف األش��رف‬ ‫وكان املشاركون فيه من أعالم املذاهب اإلسالمية‬ ‫أو احل��وزات العلمي��ة عن��د الش��يعة اإلمامي��ة بش��كل‬ ‫األخ��رى، وق��د أم الش��يخ آل كاش��ف الغط��اء يف ذلك‬ ‫ّ‬ ‫ع��ام، س��واء كانت تل��ك الكتابات بش��كل مقاالت‬ ‫الي��وم املس��لمني يف الق��دس الش��ريف(1).‬ ‫نش��رت يف الدوري��ات اليومي��ة أو الش��هرية أو الفصلية‬‫ُ‬ ‫ه��ذا احل��ادث أعط��اه ش��يئاً كب�يرا من الش��هرة بني‬ ‫ً‬ ‫أو بش��كل أحب��اث ودراس��ات لرس��ائل ماجس��تري أو‬ ‫علماء املذاهب األخرى.‬ ‫دكت��وراه جامعي��ة، م��ن أه��م ه��ذه األس��باب:‬ ‫باإلضاف��ة إىل أن��ه كان خطيب��اً بارع��اً، فخطاب��ه‬ ‫ّ‬ ‫1- ب��روز بع��ض املرجعي��ات يف النج��ف األش��رف‬ ‫يف الق��دس ح��ول فلس��طني أروع خطاب ألقي آنذاك.‬ ‫عل��ى مس��توى العاملَ�ين العرب��ي واإلس�لامي ورمب��ا‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أوس��ع م��ن ذل��ك إىل الع��ال الغرب��ي والش��رقي، م��ن‬ ‫م��ن هن��ا كث��ر التس��اؤل ع��ن الش��يعة اإلمامي��ة وعن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ه��ذه املرجعي��ات ال�تي كان��ت عام�لا مس��اعدا للف��ت‬ ‫ح��وزة النج��ف كبيئ��ة علمي��ة أنتج��ت مث��ل ه��ذا املرجع‬ ‫املوسوعي.‬ ‫أنظ��ار اآلخري��ن إىل احل��وزات العلمي��ة الش��يعية،‬ ‫الش��يخ حممد احلس�ين آل كاش��ف الغطاء (3731هـ)‬ ‫م��ن املرجعي��ات ال�تي س��اعدت يف لف��ت األنظ��ار‬ ‫صاحب كتاب (أصل الشيعة وأصوهلا)، الذي كان‬ ‫ ‬ ‫2‬
  • 4. ‫واألخ��رى العربي��ة إىل كتاب��ة رس��ائل ماجس��تري‬ ‫إىل النجف والكتابة حول احلوزة العلمية يف النجف،‬ ‫ودكت��وراه ح��ول احل��وزات العلمي��ة.‬ ‫مرجعية الس��يد حمس��ن احلكيم (0931هـ) الذي أخذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شهرته يف العالني اإلسالمي والعربي والعامل الغربي‬ ‫أهداف البحث حول الحوزات العلمية‬ ‫مبوقفه ضد املد الشيوعي آنذاك، وبإصداره الفتوى‬ ‫اختلف��ت األه��داف الباعث��ة للكتاب��ة والبح��ث‬ ‫املعروف��ة ض��د الش��يوعيني (9731ه��ـ) وال�تي كان��ت‬ ‫َّ‬ ‫،،‬ ‫ح��ول احل��وزات العلمي��ة، وم��ن أهمه��ا:‬ ‫ّ‬ ‫اللغ��م الق��وي ال��ذي انفجر يف وجوهه��م وبدد جتمعهم‬ ‫1- حماول��ة ال ّع��رف عل��ى ه��ذا الل��ون م��ن‬ ‫ت‬ ‫وأضعفهم (2).‬ ‫الدراس��ة - ال�تي ترق��ى إىل مس��توى األكادميي��ات‬ ‫2- وق��د ج��اءت أح��داث س��اعدت أيض �اً يف لف��ت‬ ‫العاملي��ة املش��هورة واملعروف��ة - بغي��ة املقارن��ة بينه��ا‬ ‫النظ��ر إىل احل��وزة العلمي��ة، م��ن هذه األح��داث الثورة‬ ‫ُ‬ ‫كثر التساؤل‬ ‫وب�ين الدراس��ات األخ��رى يف اجلامع��ات؛ حملاول��ة‬ ‫اإلس�لامية يف إي��ران (9791م)؛ فكان��ت العام��ل‬ ‫عن هؤالء‬ ‫االس��تفادة منه��ا يف تطوي��ر املناه��ج واألوض��اع‬ ‫الق��وي يف لف��ت أنظ��ار الن��اس يف عاملن��ا اإلس�لامي‬ ‫اجلامعي��ة.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ويف الع��امل الغرب��ي إىل احل��وزات، وبس��ببها كث��ر‬ ‫الشيعة أو‬ ‫عن هؤالء‬ ‫فهن��اك اختالف��ات ب�ين اجلامع��ات الغربي��ة‬ ‫التس��اؤل ع��ن ه��ؤالء الش��يعة أو ع��ن ه��ؤالء املعمم�ين‬ ‫المعممين‬ ‫واجلامع��ات يف الب�لاد العربي��ة واإلس�لامية، وأه��م‬ ‫م��ن رج��ال الدي��ن الذين اس��تطاعوا أن يطيح��وا بأقوى‬ ‫ه��ذه االختالفات أن اجلامعات العربية واإلس�لامية‬ ‫امرباطوري��ة يف الش��رق األوس��ط وأن يقيم��وا دول��ة‬ ‫من رجال‬ ‫مصابة بشيء غري قليل من اجلمود، ففي اجلامعات‬ ‫إس�لامية.‬ ‫الدين الذين‬ ‫الغربية توجد مؤسس��ات وأقس��ام وكراسي حبثية‬ ‫ّ‬ ‫فكان��ت الكتاب��ة ع��ن احل��وزات العلمي��ة‬ ‫استطاعوا أن‬ ‫َ‬ ‫ُع��د لدراس��ة كل أل��وان املراكز العلمي��ة يف العامل‬ ‫ت ّ‬ ‫بش��كل جت��ارب ألناس عاش��وا يف أوس��اط احلوزات‬ ‫يطيحوا بأقوى‬ ‫من أجل االس��تفادة من هذه الدراس��ة يف املقارنة بني‬ ‫العلمي��ة، وبش��كل مقاب�لات وح��وارات يف الصح��ف‬ ‫امبراطورية في‬ ‫وض��ع اجلامع��ة واجلامع��ات واملراك��ز األخ��رى.‬ ‫ويف اجمل�لات.‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫فاجلامع��ات عنده��م يف تط��ور مس��تمر، فعل��ى رأس‬ ‫ّ‬ ‫وأن يقيموا‬ ‫كل س��نة يرف��ع تقري��ر كب�ير احلج��م ق��د يص��ل‬ ‫َََ ْ‬ ‫كم��ا حف��زت أقس��ام الدراس��ات العلي��ا يف بع��ض‬ ‫دولة إسالمية.‬ ‫إىل (0001) صفح��ة ع��ن وض��ع اجلامع��ة، وع��ن م��ا‬ ‫اجلامع��ات الغربي��ة وبع��ض اجلامع��ات اإلس�لامية‬ ‫ ‬ ‫3‬
  • 5. ‫َُ‬ ‫1- الطال��ب يف اجلامع��ة يل��زم بدراس��ة امل��واد‬ ‫ميك��ن أن يس��تفاد من��ه مما ه��و موجود يف اجلامعات‬ ‫ُ‬ ‫املق��ررة م��ن خ�لال كتبه��ا املق��ررة يف ف�ترة زمني��ة‬ ‫واملراك��ز األخ��رى.‬ ‫حم��ددة، لينه��ي املرحل��ة ال�تي ي��درس فيه��ا.‬ ‫ُ‬ ‫م��ن هن��ا كان ش��يء م��ن االنفت��اح م��ن اجلامع��ات‬ ‫فمرحل��ة البكالوري��وس ال ب��د للطال��ب أن‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى واق��ع الدراس��ة احلوزوي��ة عن��د الش��يعة اإلمامية؛‬ ‫ينهيه��ا يف أرب��ع إىل مخ��س س��نوات، وينته��ي م��ن‬ ‫ليس��تفيدوا م��ن اجلوان��ب اإلجيابي��ة املوج��ودة فيه��ا.‬ ‫مرحل��ة املاجس��تري خ�لال ث�لاث إىل أرب��ع س��نوات،‬ ‫2- وق��د يك��ون اهل��دف م��ن الدراس��ة والبح��ث‬ ‫والدكت��وراه م��ن ثالث س��نوات إىل مخس س��نوات.‬ ‫ح��ول احل��وزات العلمي��ة م��ن ب��اب (اع��رف ع��دوك)؛‬ ‫َّ‬ ‫بينم��ا األم��ر يف احل��وزات العلمي��ة خمتل��ف متام�اً،‬ ‫فعندم��ا يتعرف��ون عل��ى واق��ع احل��وزات العلمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫فلي��س فيه��ا م��دة حم��ددة حتك��م ال��درس؛ فق��د جت��د‬ ‫ّ‬ ‫يس��تطيعون أن يتعرف��وا عل��ى جوان��ب الق��وة يف ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال كتاب األلفية يف مدة وآخر يدرس‬ ‫ّ‬ ‫طالباً يدرس مث ً‬ ‫الدراس��ة ال�تي اس��تطاعت أن خت��رج ه��ؤالء العلم��اء‬ ‫ّ‬ ‫الكت��اب ذات��ه يف ضع��ف أو ضعفي امل��دة وهكذا.‬ ‫ّ‬ ‫الذي��ن متكن��وا أن يه��زوا الع��ال احلض��اري فكرياً،‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وق��د يدخ��ل الطال��ب احل��وزة وه��و يف مقتب��ل عمره‬ ‫ّ‬ ‫وأن يه��زوا الع��امل السياس��ي مب��ا أقام��وه م��ن كيان��ات‬ ‫ويض��ل ي��درس إىل أن يتوف��ى! فالدراس��ة ح��رة من هذه‬ ‫سياس��ية.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الناحية.‬ ‫والس��بب يف ذل��ك، أنه��م إذا تعرف��وا جوان��ب القوة‬ ‫،،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2- م��ن جان��ب آخ��ر، يوج��د يف اجلامع��ة نظام��ان‬ ‫اس��تطاعوا ـ أو هك��ذا يق��درون ـ أن جيه��زوا على هذا‬ ‫ّ‬ ‫يف الدراس��ة:‬ ‫اجلانب القوي فيضعفوه فيضعف النتاج.‬ ‫َ‬ ‫ت ِ‬ ‫أحدهم��ا نظ��ام الس��نوات: وفي��ه ُ��وكل رئاس��ة‬ ‫وغريها من األهداف األخرى.‬ ‫ّ‬ ‫القس��م لألس��تاذ تدري��س م��ادة م��ا، وعل��ى كل طال��ب‬ ‫ّ‬ ‫س��أحاول أن أق��ارن ب�ين الدراس��ة احلوزوي��ة‬ ‫فمن خالل‬ ‫أن حيض��ر ل��دى ه��ذا األس��تاذ ولي��س ل��ه حري��ة اختي��ار‬ ‫ّ‬ ‫والدراس��ة اجلامعي��ة؛ واملقارن��ة ألج��ل التوضي��ح(3).‬ ‫الدراسات التي‬ ‫أس��تاذ للم��ادة.‬ ‫ّ‬ ‫الحوزة والجامعة بين النظام والالنظام‬ ‫كتبت بأقالم‬‫ُ‬ ‫واآلخ��ر نظ��ام الس��اعات املعتم��دة: وال��ذي تق��وم‬ ‫ّ‬ ‫جامعيين‬ ‫املت��داول أن احل��وزات العلمي��ة ال نظ��ام فيه��ا،‬ ‫َ‬ ‫في��ه رئاس��ة القس��م بط��رح أكث��ر م��ن أس��تاذ للم��ادة‬ ‫ودائم�اً ُك��رر الكلم��ة املنس��وبة إىل املرج��ع الدي�ني‬ ‫ت‬ ‫يتّضح أن‬ ‫الواح��دة، ويك��ون للطال��ب حري��ة اختي��ار االس��تاذ‬ ‫ّ‬ ‫الس��يد أب��ي احلس��ن اإلصفهاني (5631ه��ـ): نظامنا ال‬ ‫في الحوزات‬ ‫ّ‬ ‫األنس��ب ل��ه م��ن ب�ين املطروح�ين.‬ ‫نظ��ام.‬ ‫العلمية نظام،‬ ‫يف ه��ذا النظ��ام يوج��د حن��و م��ن احلري��ة للطال��ب‬ ‫ّ‬ ‫ولكن فرقه عن‬ ‫ولك��ن الواق��ع خ�لاف ذل��ك، فم��ن خ�لال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لك ّها حرية مؤطرة حبد أقل وحد أكثر، فللطالب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫النظام الجامعي‬ ‫ُ‬ ‫الدراس��ات ال�تي كتب��ت بأق�لام جامعي�ين ي ّض��ح‬ ‫ت‬ ‫أن يأخذ عدد ساعات كثرية وينهي املرحلة يف احلد‬ ‫ّ‬ ‫أن يف احل��وزات العلمي��ة نظ��ام، ولك��ن فرق��ه ع��ن‬ ‫أنه في الحوزات‬ ‫األدنى من السنوات، وله أن يأخذ عدد ساعات قليلة‬ ‫النظ��ام اجلامع��ي أن��ه يف احل��وزات (نظ��ام ح��ر)، ويف‬ ‫(نظام حُرّ)،‬ ‫ُ ّ‬ ‫وينهي املرحلة يف احلد األعلى من الس��نوات.‬ ‫اجلامع��ات (نظ��ام إلزام��ي).‬ ‫وفي الجامعات‬ ‫وه��ذا ال ّظ��ام ه��و األق��رب إىل النظ��ام امل ّب��ع يف‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫(نظام إلزامي)‬ ‫ ‬ ‫4‬
  • 6. ‫س��نوات قليلة؛ فينهي املقدمات يف س��نتني والسطوح‬ ‫ّ‬ ‫احل��وزات، ل��ذا كان أح��د الدكات��رة يع�بر عن نظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ثالث أو أربع سنوات وحيضر البحث اخلارج ملدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الس��اعات املعتم��دة أن��ه النظ��ام اإلس�لامي. ق��د ال‬ ‫ً‬ ‫س��نتني، فيصب��ح جمته��دا يف أق��ل م��ن عش��ر س��نوات.‬ ‫يكون كذلك ولكن النظام القديم كان قريباً من‬ ‫ّ ً‬ ‫ه��ذا ويعط��ي حري�ة كال�تي يف الدراس��ة اإلس�لامية.‬ ‫وعل��ى خ�لاف ذل��ك، ق��د جت��د بعض الط�لاب يبقى‬ ‫يف البحث اخلارج سنوات طويلة وقد أصبح جمموعة‬ ‫أم��ا يف احل��وزات العلمي��ة، فال ّظ��ام امل ّب��ع‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ ‬ ‫م��ن زمالئ��ه جمتهدي��ن، وه��و ال ي��زال ذل��ك اإلنس��ان‬ ‫ه��و النظ��ام احل��ر ال��ذي ال يل��زم الطال��ب ب��أي الت��زام،‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املتأخ��ر يف حتصيله.‬ ‫فل��ه أن خيت��ار أي أس��تاذ يري��د ول��ه حري��ة أن يرتك��ه‬ ‫ّ‬ ‫فالعم��دة يف ط��ول امل��دة أو قصره��ا ه��و م��دى‬ ‫ويذه��ب إىل غ�يره وهك��ذا م��ن دون أي ضاب��ط.‬ ‫اس��تعداد الطال��ب واهتمام��ه.‬ ‫فه��ذه احلري��ة يف اختي��ار األس��تاذ تدخ��ل ضم��ن‬ ‫ّ‬ ‫3- ش��يء ثال��ث، مم��ا ختتل��ف في��ه احل��وزات ع��ن‬ ‫نظام احلوزة التعليمي، كما أن عدم احلرية ـ النسيب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلامع��ات ه��و وج��ود اإلدارة، فف��ي اجلامع��ات توجد‬ ‫ّ‬ ‫ـ يدخل ضمن النظام التعليمي للجامعة؛ وهذا يؤكد‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى وج��ود نظ��ام يف احل��وزة إال إن��ه نظ��ام خمتل��ف عن‬ ‫إدارة مكون��ة م��ن مدي��ر اجلامع��ة وموظف�ين و...،‬ ‫ّ‬ ‫وق��د يبل��غ ع��دد املوظف�ين يف بع��ض اجلامع��ات اآلالف‬ ‫نظام اجلامعة.‬ ‫خصوص�اً إذا كان ع��دد طالبه��ا ح��دود نص��ف مليون‬ ‫م��ع ه��ذا االخت�لاف ب�ين النظام�ين احل��وزوي‬ ‫ ‬ ‫طالب.‬ ‫ّ‬ ‫واجلامع��ي إال أنهم��ا ي ّفقان يف متكن بعض الطالب‬ ‫ت‬ ‫خالف��اً للح��وزة ال�تي ال توج��د فيه��ا إدارة وال‬ ‫م��ن اجتي��از املراح��ل يف م��دة أقصر من امل��دة احملددة؛‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موظف�ين، ب��ل وال يوج��د فيه��ا حتى مكتب الس��تقبال‬ ‫فف��ي اجلامع��ات ـ خصوص��اً يف بريطاني��ا ـ يأخ��ذون‬ ‫الطال��ب.‬ ‫بنظ��ام اجملموع��ات القائ��م على إش��راف األس��تاذ على‬ ‫التحصيل العلمي جملموعة من الطالب ال يزيدون عن‬ ‫الحوزة والجامعة... في مراحلهما الدراسية‬ ‫اث�ني عش��ر طالب�اً وكح��د أعل��ى ع��ن مخس وعش��رين‬ ‫ّ‬ ‫1 المراحل الجامعية:‬ ‫-‬ ‫طالب�اً، ف��إذا وج��د طالب نابه وذكي يفس��ح له اجملال‬ ‫ُ‬ ‫ليقط��ع املراح��ل يف ف�ترات زمني��ة أق��ل، فيعط��ى وقت‬ ‫ُ‬ ‫الطال��ب بع��د أن ينه��ي الدراس��ة احلديث��ة(4)‬ ‫ُ‬ ‫ملراجع��ة املق��ررات الدراس��ية للمراح��ل املتقدم��ة‬ ‫(االبتدائي��ة واملتوس��طة والثانوي��ة)، يدخ��ل اجلامع��ة‬ ‫ويتح��ن فيه��ا وينق��ل إىل املراح��ل التالي��ة، وهك��ذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومراحلها: الدراسة العالية وهي البكالوريوس، ثم‬ ‫حت��ى ينته��ي م��ن الدراس��ة يف أق��ل مم��ا ه��و مق��رر يف‬ ‫الدراس��ة العلي��ا وه��ي املاجس��تري والدكت��وراه.‬ ‫النظ��ام.‬ ‫ويف الدراس��ة العلي��ا وبالتحدي��د يف املاجس��تري‬ ‫وق��د حتدث��ت الصح��ف يف الع��ام الس��ابق ع��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ختتلف األساليب، ففي كثري من اجلامعات وخاصة‬ ‫.‬ ‫طال��ب خت��رج م��ن اجلامع��ة وملّ��ا يتج��اوز 61 عام��اً‬ ‫ّ‬ ‫الغربية منها تؤخذ املاجستري عن طريق دراسة بعض‬ ‫امل��واد ال بكتاب��ة حب��ث أو رس��الة، وه��ذا األم��ر يرجع‬ ‫وه��ذا األم��ر حي��دث أيض �اً يف احل��وزات ولك��ن‬ ‫إىل اجلامع��ة يف حتدي��د م��ا هو األفض��ل للطالب.‬ ‫بص��ورة ينس��جم ونظامه��ا، ف��إذا وج��د طال��ب ناب��ه‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وذك��ي يس��تطيع أن يط��وي املراح��ل الدراس��ية يف‬ ‫ٌ‬ ‫ ‬ ‫5‬
  • 7. ‫2 المراحل الحوزوية:‬ ‫-‬ ‫يف احل��وزة توج��د ثالث��ة مراح��ل: املقدم��ات‬ ‫ّ‬ ‫والس��طوح(5) والبح��ث اخل��ارج.‬ ‫2-1/ المقدّمات:‬ ‫ ‬ ‫ُ��درس يف ه��ذه املرحل��ة جمموع��ة م��ن امل��واد‬ ‫ت‬ ‫العلمية اليت تس��اعد الطالب على التخصص يف علمي‬ ‫الفق��ه وأصول��ه. وكم��ا بين��ا س��ابقاً ال توج��د فيه��ا م��دة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫زمني��ة حم��دد إلنه��اء ه��ذه امل��واد.‬ ‫ّ‬ ‫والعلوم اليت تدرس فيها هي:‬ ‫2-1-1/ علـوم اللغة العربية: واملواد األساس��ية‬ ‫ـ‬ ‫ال�تي ت��درس من ه��ذه العلوم: الص��رف والنحو وعلوم‬ ‫ّ‬ ‫البالغ��ة (املعان��ي والبي��ان والبدي��ع). وبع��ض الط�لاب‬ ‫م��ن حي��اول أن يتوس��ع يف عل��وم اللغ��ة العربي��ة في��درس‬ ‫ّ‬ ‫عل��م الع��روض أو م�تن يف لغ��ة، يف اجلامع��ة ال ت��درس‬ ‫ه��ذه امل��ادة وإمن��ا ُدرس مادة املعج��م والداللة.‬ ‫ت‬ ‫يف علم النحو:‬ ‫- كت��اب اآلجرومي��ة: م��ن تألي��ف أب��ي عب��د‬ ‫ّ‬ ‫اهلل الصنهاج��ي املع��روف باب��ن آج��رم (327ه��ـ)،‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫وه��و عب��ارة ع��ن م�تن صغ�ير يف النح��و، كت��ب بعب��ارة‬ ‫مضغوط��ة حت��ى يس��هل عل��ى الطال��ب حفظ��ه(6). وقد‬ ‫ش��رح ش��روح كث�يرة و ُرج��م إىل أكث��ر من لغ��ة، يعد‬ ‫ُ ّ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫م��ن أق��دم املت��ون النحوي��ة املطبوع��ة(7).‬ ‫ّ‬ ‫- كت��اب ش��رح قط��ر الن��دى وب��ل الص��دى:‬ ‫وه��و م��ن تألي��ف عب��د اهلل مج��ال الدي��ن ب��ن هش��ام‬ ‫ُ‬ ‫املصري (167هـ). والكتاب شرح ملنت (قطر الندى‬ ‫ِّ‬ ‫وبل الصدى) للمؤلف نفسه، وعلى هذا الشرح توجد‬ ‫ّ‬ ‫جمموع��ة م��ن حواش��ي(8).‬ ‫- كت��اب ش��رح ألفي��ة(01) ب��ن مال��ك: أللفي��ة‬ ‫ّ‬ ‫حمم��د ب��ن مال��ك أكث��ر م��ن مائ��ة ش��رح، أهمه��ا وه��و‬ ‫ّ‬ ‫األكث��ر دراس��ة يف احل��وزات العلمي��ة ش��رح ابن ناظم‬ ‫األلفي��ة ب��در الدي��ن املش��هور بـ(اب��ن ال ّاظ��م).‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫وأخ�يرا ص��ار ي��درس ش��رح اب��ن عقي��ل عل��ى‬ ‫ُ‬ ‫األلفي��ة.‬ ‫كت��اب مغ�ني اللبي��ب: وه��و م��ن تألي��ف‬ ‫- ‬ ‫ ‬ ‫6‬
  • 8. ‫وه��ذه احلاش��ية ش��رح مل�تن (التهذي��ب) يف املنط��ق‬ ‫مج��ال الدي��ن ب��ن هش��ام األنص��اري صاح��ب كت��اب‬ ‫ُ‬ ‫للتفتازان��ي.‬ ‫(القط��ر)، والكت��اب يتن��اول احل��روف ُ‬ ‫واجلم��ل يف‬ ‫- كت��اب ش��رح الرس��الة الشمس��ية: لقط��ب‬ ‫النح��و.‬ ‫ّ‬ ‫الدي��ن ال��رازي (667ه��ـ)، وه��و ش��رح مل�تن (الرس��الة‬ ‫ّ‬ ‫وأم��ا املق��ررات الدراس��ية عن��د غ�ير الع��رب،‬ ‫ّ‬ ‫الشمسية) يف املنطق لنجم الدين الكاتيب القزويين.‬ ‫وه��ي القومي��ات األخ��رى ال�تي كان��ت تتواج��د يف‬ ‫- كت��اب املنط��ق: للش��يخ حمم��د رض��ا‬ ‫النج��ف األش��رف وم��ن وأهمه��م: الف��رس وال�ترك‬ ‫ً‬ ‫املظف��ر (3831ه��ـ)، وال��ذي صار ي��درس بدال عن هذه‬ ‫واألفغ��ان واهلنود والش��ركس وغريها من اجلاليات‬ ‫ُ‬ ‫ا لكت��ب .‬ ‫وق��د أحصاه��م الدكتور فاضل اجلمال��ي (7991م).‬ ‫يف علم الكالم:‬ ‫يب��دأ ه��ؤالء بدراس��ة كت��اب (جام��ع املقدم��ات)،‬ ‫وه��و جمموع��ة م��ن املت��ون يف اللغ��ة العربي��ة واللغ��ة‬ ‫- كت��اب الب��اب احل��ادي عش��ر: للعالم��ة‬ ‫الفارس��ية والص��رف والنح��و واملنط��ق. وبع��د إكمال‬ ‫ّ‬ ‫احلل��ي (267ه��ـ).‬ ‫ه��ذا الكت��اب ينتقل��ون إىل (ش��رح الس��يوطي) عل��ى‬ ‫- كت��اب ش��رح جتري��د االعتق��اد: و(جتري��د‬ ‫ألفي��ة اب��ن مال��ك، والكت��اب يعت�بر م��ن الش��روح‬ ‫ّ‬ ‫االعتقاد) للخواجة نصري الدين الطوس��ي (276هـ)،‬ ‫الضعيف��ة لأللفي��ة.‬ ‫ول��ه ع��دة ش��روح م��ن أش��هرها ـ وه��و م��ا ي��درس ع��ادة ـ‬ ‫ّ‬ ‫يف علم الصرف:‬ ‫(كش��ف امل��راد يف ش��رح جتري��د االعتق��اد) للعالم��ة‬ ‫ّ‬ ‫احلل��ي (627ه��ـ).‬ ‫الكت��اب األس��اس يف عل��م الص��رف ه��و ش��رح‬ ‫(كتاب الشافية): وكتاب (الشافية) البن احلاجب‬ ‫2-1-3/ علم أصول الفقه:‬ ‫م��ن فقه��اء املالكي��ة، وله كتاب آخ��ر يف النحو امسه‬ ‫ويف ه��ذه املرحل��ة أيض��اً ي��درس كت��اب (مع��امل‬ ‫ُ‬ ‫(الكافية).‬ ‫الدي��ن وم�لاذ اجملتهدي��ن) للش��يخ حس��ن اب��ن الش��هيد‬ ‫والش��رح ال��ذي ي��درس ه��و ش��رح نظ��ام املُل��ك،‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثان��ي (1101ه��ـ)، والكت��اب عل��ى صغ��ر حجم��ه إال أنه‬ ‫ويس��مى بـ(ش��رح ِّظ��ام).‬ ‫الن‬ ‫ّ‬ ‫م��ن أه��م املص��ادر يف أص��ول فق��ه اإلمامي��ة.‬ ‫وي��درس البع��ض كت��اب (م��راح األرواح) ملس��عود‬ ‫َ‬ ‫بع��د أن ينه��ي الطال��ب ه��ذه امل��واد ينتق��ل إىل‬ ‫ُ‬ ‫بن علي، وقد خيتصر بعضهم فيدرس كتاب (شذى‬ ‫املرحل��ة الثاني��ة وه��ي مرحل��ة الس��طوح.‬ ‫العرف) ألمحد احلمالوي.‬ ‫2-2/ مرحلة السّطوح:‬ ‫يف علم البالغة:‬ ‫يف ه��ذه املرحل��ة ي��درس الطال��ب علم��ي الفق��ه‬ ‫َ‬ ‫الكت��ب املق��ررة يف عل��وم البالغ��ة ه��ي كت��اب‬ ‫وأص��ول الفق��ه ويتخص��ص فيهم��ا، والف��ارق ب�ين‬ ‫(خمتص��ر املعان��ي) وكت��اب (املط��ول) للتفتازان��ي.‬ ‫ّ‬ ‫الدراس��ة يف ه��ذه املرحل��ة واملرحل��ة الثالث��ة (البح��ث‬ ‫اخل��ارج) أن��ه يف ه��ذه املرحل��ة (الس��طوح) تك��ون‬ ‫2-1-2/ العلوم العقلية:‬ ‫الدراس��ة س��طحية م��ن ناحي��ة االس��تدالل، خبالفها يف‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا وي��درس الطال��ب يف مرحل��ة املقدم��ات‬ ‫ّ‬ ‫البح��ث اخل��ارج ال�تي تكون الدراس��ة فيها اس��تداللية‬ ‫جبان��ب عل��وم اللغ��ة العربي��ة، جمموع��ة م��ن املق��ررات‬ ‫معمق��ة.‬ ‫ّ‬ ‫يف العل��وم العقلي��ة:‬ ‫وما يدرس يف هذه املرحلة هي:‬ ‫يف علم املنطق:‬ ‫2-2-1/ علم أصول الفقه:‬ ‫ّ‬ ‫- كت��اب حاش��ية مال(9)عب��د اهلل الي��زدي:‬ ‫ّ‬ ‫واملؤل��ف أحد العلم��اء املتخصصني يف العلوم العقلية،‬ ‫كت��اب القوان�ين احملكم��ة يف األص��ول‬ ‫- ‬ ‫ ‬ ‫7‬
  • 9. ‫(القوان�ين): للم�يرزا القم��ي (1321ه��ـ).‬ ‫ّ‬ ‫- كت��اب كفاي��ة األص��ول: للم�لا حمم��د‬ ‫كاظ��م خلراس��اني (9231ه��ـ).‬ ‫- كت��اب فرائ��د األص��ول (الرس��ائل): للش��يخ‬ ‫مرتض��ى األنص��اري (1821ه��ـ).‬ ‫2-2-2/ علم الفقه:‬ ‫- كت��اب ش��رح اللمع��ة الدمش��قية: والش��ارح‬ ‫ه��و الش��هيد الثان��ي زي��ن الدي��ن ب��ن عل��ي العامل��ي‬ ‫(669هـ)، وصاحب املنت هو الشهيد األول حممد بن‬ ‫مك��ي العامل��ي (687ه��ـ).‬ ‫ّ‬ ‫- كت��اب املكاس��ب: للش��يخ مرتض��ى‬ ‫األنص��اري (1821ه��ـ)، ويتن��اول الكت��اب قس��م م��ن‬ ‫،،‬ ‫املعامالت وهي: املكاسب احملرمة والبيع وخيارات‬ ‫ّ‬ ‫البي��ع.‬ ‫مالحظة:‬ ‫إح��دى أه��م امل��واد العلمي��ة ال�تي تتمي��ز به��ا‬ ‫ّ‬ ‫ففي الدراسات‬ ‫اجلامع��ات ع��ن احل��وزات ه��ي دراس��ة تاري��خ العل��وم؛‬ ‫الحديثة‬ ‫وتق��وم ه��ذه امل��ادة عل��ى دراس��ة بع��ض املوضوع��ات‬ ‫تُستعمل‬ ‫ً‬ ‫واجل��واب)؛ فيط��رح س��ؤال عل��ى الط�لاب ث��م يق��وم‬ ‫ِ‬ ‫املمه��دة للدخ��ول إىل العل��م، وأه��م ه��ذه املوضوع��ات‬ ‫نش��أة العل��م وتط��ورة وأه��م نظريات��ه و...‬ ‫فيها (طريقة‬ ‫مبناقش��تهم يف إجاباته��م.‬ ‫ّ‬ ‫المحاضرة)‬ ‫أم��ا يف احل��وازت العلمي��ة فالطريق��ة املعتم��دة‬ ‫اجلامعة واحملاضرة... احلوزة وشرح العبارة‬ ‫والتي تعتمد‬ ‫يف تدري��س م��واد املقدم��ات والس��طوح ه��ي م��ا تس��مى‬ ‫ختتل��ف طريق��ة التدري��س يف الدراس��ات‬ ‫على قيام‬ ‫بـ(طريق��ة ش��رح العب��ارة)، وتعتم��د ه��ذه الطريق��ة على‬ ‫احلديث��ة (امل��دارس واجلامع��ات) عنه��ا يف احل��وزات‬ ‫األستاذ‬ ‫حموري��ة املق��رر الدراس��ي؛ فيقرأ األس��تاذ مقطعاً من‬ ‫ّ‬ ‫العلمي��ة، فف��ي الدراس��ات احلديث��ة ُس��تعمل فيه��ا‬ ‫ت‬ ‫بإعداد الدرس‬ ‫الكت��اب ويق��وم بش��رحه وتوضيح��ه.‬ ‫(طريق��ة احملاض��رة) وال�تي تعتم��د عل��ى قي��ام األس��تاذ‬ ‫من خالل‬ ‫ويف ه��ذه الطريق��ة جان��ب إجياب��ي ـ إن كان‬ ‫بإع��داد ال��درس م��ن خ�لال الكت��اب املق��رر م��ع بعض‬ ‫الكتاب المقرر‬ ‫األس��تاذ يتمت��ع بش��خصية تربوي��ة(11) ـ ه��و أن األس��تاذ‬ ‫ّ‬ ‫اإلضاف��ات م��ن بع��ض الكت��ب األخ��رى، ث��م يأت��ي‬ ‫ليلق��ي ال��درس م��ن دون أن يعتم��د عل��ى الكت��اب ح��ال‬ ‫مع بعض‬ ‫أثن��اء ش��رحه للمقط��ع ق��د يب�ين للطال��ب بع��ض الفوائ��د‬ ‫ّ‬ ‫اإللق��اء، وق��د حيت��اج يف حماضرته إىل وس��ائل تعليمية‬ ‫اإلضافات من‬ ‫ال�تي مت��ر علي��ه خ�لال املقط��ع، كبي��ان معن��ى لغ��وي‬ ‫ّ‬ ‫لكلم��ة أو إع��راب مجل��ة، وق��د يس��تطرد مبناس��بة‬ ‫كاخلرائ��ط وم��ا ش��ابهها. وهن��اك طريق��ة أخ��رى‬ ‫بعض الكتب‬ ‫معين��ة إىل عل��م آخر ويتحدث ح��ول املوضوع. فيعيش‬ ‫ّ‬ ‫يس��تفيد منه��ا بع��ض األس��اتذة وه��ي (طريق��ة الس��ؤال‬ ‫األخرى‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫8‬
  • 10. ‫ش��رحاً اس��تداللياً علي��ه.‬ ‫ّ‬ ‫والطريقة امل ّبعة يف البحث اخلارج هي:‬ ‫ت‬ ‫1- أن يق��وم األس��تاذ بتحري��ر املس��ألة املبحوث��ة،‬ ‫وحتريرها يعين توضيح موضوع املسألة وبيان املعنى‬ ‫ال��ذي يري��د أن يتناوله.‬ ‫2- بع��د ذل��ك، يس��تعرض آراء وأق��ول كل‬ ‫العلم��اء يف املس��ألة.‬ ‫3- ث��م يأت��ي بأدل��ة كل األق��وال واآلراء ال�تي‬ ‫ذكره��ا، ويق��وم بتوضي��ح ه��ذه األدل��ة.‬ ‫ً‬ ‫4- بعده��ا ي��وازن ب�ين ه��ذه األدل��ة معتم��دا يف‬ ‫ذل��ك عل��ى قواع��د وأص��ول العل��م، وعلى م��ا ميتلك من‬ ‫ذوق وخلفي��ات ثقافي��ة، ومب��ا آتاه اهلل تعاىل من موهبة‬ ‫وذكاء، فلل��ذكاء مدخلي��ة كب�يرة هن��ا.‬ ‫5- بعده��ا خي��رج بالنتيج��ة وال�تي إم��ا أن تك��ون‬ ‫ترجيح��اً ألح��د اآلراء ال�تي ذكره��ا، أو أن��ه خي��رج‬ ‫ّ‬ ‫ب��رأي جدي��د يف املوض��وع.‬ ‫وهن��ا ي�برز م��ا تتمي��ز ب��ه احل��وزات ع��ن غريه��ا،‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وه��و أوال س��عة البح��ث أفقي��اً حبي��ث يلمل��م األس��تاذ‬ ‫ّ‬ ‫عمق‬ ‫كل م��ا يرتب��ط باملوض��وع م��ن معلوم��ات. وثانياً‬ ‫الطال��ب داخ��ل دائ��رة مع��ارف علمي��ة م��ع األس��تاذ‬ ‫البح��ث طولي�اً؛ فهو يذهب م��ن األدلة إىل اجلذور وال‬ ‫والكت��اب.‬ ‫مي��ر به��ا م��رورا عاب��را أو س��طحياً.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وإذا مل يك��ن األس��تاذ تربوي�اً ف��إن ه��ذه الطريق��ة‬ ‫العملية التعليمية ودخالة اإليمان والتقوى‬ ‫تك��ون س��لبية عل��ى الطال��ب، فل��ن تتض��ح لدي��ه م��ادة‬ ‫ّ‬ ‫ق��د يتس��ائل ع��ن الس��بب ال��ذي يدع��و األس��تاذ يف‬ ‫ُ‬ ‫ال، ولن يستفيد مما يطرحه األستاذ أثناء‬ ‫الكتاب أو ً‬ ‫احل��وزات العلمي��ة إىل ه��ذا التوس��ع األفق��ي وال ّعم��ق‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشرح.‬ ‫الطول��ي يف البح��ث؟ والس��بب يف ذل��ك اإلمي��ان؛ ف��إن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2-3/ البحث الخارج‬ ‫األس��تاذ عندم��ا يبحث وي��درس يضع أمامه مس��ؤوليته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تف�ترق ه��ذه املرحل��ة ع��ن مرحل��ة الس��طوح م��ن‬ ‫أمام اهلل سبحانه وتعاىل، وعندما خيرج برأي سيسند‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫جهت�ين: األوىل، أن م��ن يق��وم بالتدري��س يف ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه ال��رأي هلل تع��اىل، ويل��زم املكلف�ين به.‬ ‫ُ‬ ‫املرحل��ة يك��ون يف الع��ادة مم��ن بل��غ رتب��ة االجته��اد.‬ ‫م��ن األم��ور ال�تي تتم ّ��ع به��ا احل��وزات العلمي��ة‬ ‫ت‬ ‫والثاني��ة، أن يف ه��ذه املرحل��ة ال يوج��د كت��اب‬ ‫ّ‬ ‫وتفتقدها اجلامعات اجلانب األخالقي، فاألستاذ يف‬ ‫مقرر ُشرح عباراته، ويعتمد األستاذ يف هذه املرحلة‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫احل��وزات يش��كل ق��دوة للطال��ب يف جان�بي األخ�لاق‬ ‫عل��ى كت��اب م��ن الكت��ب ليك��ون منطلق�اً لبحث��ه أو‬ ‫َ‬ ‫ ‬ ‫9‬
  • 11. ‫عل��ي (علي��ه الس�لام)، والذي يتحول إىل قاعة دراس��ية‬ ‫ّ‬ ‫وهم��ا ال ّحل��ي بالفضيل��ة وال ّخل��ي ع��ن الرذيل��ة.‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫وق��ت ال��دروس.‬ ‫أم��ا يف اجلامع��ات فق��د أصبح��ت املس��ألة‬ ‫ّ‬ ‫وم��ن أماك��ن الدراس��ة يف احل��وزات العلمي��ة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫األخالقي��ة مفق��ودة بش��كل كبري وواض��ح، وكتب‬ ‫غ��رف امل��دارس وال�تي ختص��ص يف الغال��ب لس��كنى‬ ‫ح��ول املوض��وع الش��يء الكث�ير، حت��ى كث��رت‬ ‫ط�لاب احل��وزة، فيأت��ي األس��تاذ إىل غرف��ة الطال��ب‬ ‫الدع��وات إىل إدخ��ال م��ادة الدي��ن كم��ادة أساس��ية يف‬ ‫ّ‬ ‫للتدري��س وق��د يذه��ب الطال��ب لغرف��ة أس��تاذه.‬ ‫اجلامع��ات الغربي��ة كم��ا ح��دث ه��ذا يف بريطاني��ا.‬ ‫إذا كان أس��تاذ البح��ث اخل��ارج م��ن مراج��ع‬ ‫فاإلحصائي��ات الناجت��ة ع��ن الدراس��ات االجتماعي��ة‬ ‫التقليد فإن درسه يكون يف املساجد ويوضع له منرب‬ ‫ّ‬ ‫تؤك��د عل��ى وج��ود ع��دد هائ��ل م��ن ح��االت اإلجه��اض‬ ‫ذو ش��كل خ��اص ليجل��س علي��ه ح��ال ال��درس،. وأم��ا‬ ‫نتيج��ة املمارس��ات غ�ير الش��رعية وال�تي تك��ون يف‬ ‫إذا مل يك��ن األس��تاذ م��ن مراج��ع التقلي��د فقد يكون‬ ‫الغال��ب يف املؤسس��ات التعليمي��ة.‬ ‫درس��ه يف بيت��ه أو يف مس��جد صغ�ير أو يف حس��ينية.‬ ‫فاألس��تاذ إذا كان مربي�اً لذات��ه وحم ِم�اً هل��ا ف��إن‬ ‫ّ‬ ‫رت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطالب سيتأثر به من تلقاء نفسه، وهذه أهم مراحل‬ ‫التمويل المالي واالستقاللية‬ ‫الرتبية والتأثري يف اآلخرين.‬ ‫ختتل��ف جه��ة التموي��ل يف احل��وزات واجلامع��ات،‬ ‫فاجلامع��ات احلكومي��ة تعتم��د يف متويله��ا عل��ى‬ ‫أماكن الدرسة‬ ‫ً‬ ‫ت َ ِّ‬ ‫احلكوم��ة، ف ُخص��ص احلكومة جزء من ميزانيتها‬ ‫م��ن الواض��ح أن امل��دارس احلديث��ة واجلامع��ة‬ ‫ّ‬ ‫الس��نوية لتموي��ل اجلامع��ات التابع��ة هل��ا. واجلامع��ات‬ ‫هل��ا أمكانه��ا اخلاص��ة للتدري��س واإلدارة، ويك��ون‬ ‫األهلي��ة يعتم��د يف ج��زء م��ن ميزانيته��ا عل��ى األج��ور‬ ‫ال��درس والتدريس يف فصوهلا الدراس��ية املخصصة.‬ ‫ال�تي تأخذه��ا م��ن الط�لاب، وتعتم��د كذل��ك عل��ى‬ ‫يف احل��وزات ال توج��د أماك��ن خمصص��ة‬ ‫مس��اعدات تعطيه��ا احلكوم��ة هل��ا، وق��د تعتم��د عل��ى‬ ‫لل��درس والتدري��س، ب��ل الدراس��ة تك��ون يف الغال��ب‬ ‫بع��ض املوقوف��ات أو التربع��ات األخ��رى.‬ ‫يف أماك��ن عام��ة يس��تفاد منه��ا هلذا الغ��رض. من أهم‬ ‫ّ‬ ‫أم��ا احل��وزات العلمي��ة فتمويله��ا قائ��م عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه األماك��ن املس��اجد، فتج��د يف املس��جد جمموع��ة‬ ‫احلق��وق الش��رعية (األمخ��اس) املفروض��ة ش��رعاً‬ ‫م��ن احللق��ات الدراس��ية املعق��ودة يف أماك��ن متفرق��ة‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى املكلف�ين، أو أن يك��ون التموي��ل قائ��م عل��ى‬ ‫في��ه، وم��ن أكرب املس��اجد اليت ُعق��د فيه الدروس يف‬ ‫ت‬ ‫املوقوفات واليت من أبرزها موقوفة اهلند اليت كان‬ ‫النج��ف (مس��جد اهلن��دي) القري��ب م��ن حض��رة اإلم��ام‬ ‫ ‬ ‫01‬
  • 12. ‫(4) هن��اك م��ن التعاب�ير ال��واردة إلين��ا وال�تي يه��دف م��ن ورائه��ا أم��ور غ�ير‬ ‫ُ‬ ‫ريعه��ا يرس��ل إىل النج��ف.‬ ‫واضح��ة، منه��ا م��ا يطل��ق للتفري��ق ب�ين الدراس��ة الديني��ة وغريه��ا، فيع�بر ع��ن‬ ‫ّ‬ ‫الدراس��ة غ�ير الديني��ة بالدراس��ة (املدني��ة) ملقابلته��ا بالدراس��ة الديني��ة.‬ ‫واحل��وزات ال حتت��اج التموي��ل إال م��ن أج��ل روات��ب‬ ‫(5) وأصل اس��تعمال كلمة (الس��طوح) هلذه املرحلة أس��تعمال فارس��ي وليس‬ ‫عربياً.‬ ‫الطالب واألس��اتذة، وأما غري ذلك من مش��اريع فهي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(6) تعتم��د الكث�ير م��ن احل��وزات غري الش��يعية ـ كما يف مص��ر ـ على ظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫مرتبط��ة مبراج��ع التقلي��د واملرجع نفس��ه هو املتكفل‬ ‫ّ‬ ‫احلف��ظ، كحف��ظ الق��رآن الكري��م وبع��ض املت��ون الش��عرية وال ّثري��ة، وهذا‬ ‫ن‬ ‫األم��ر غ�ير رائ��ج يف احل��وزات الش��يعية.‬ ‫بتمويلها.‬ ‫(7) الح��ظ عب��د اهل��ادي الفضل��ي، فهرس��ت الكت��ب النحوي��ة املطبوع��ة،‬ ‫مكتب��ة املن��ار، 7041ه��ـ/ 6891م(التحري��ر).‬ ‫وه��ذا الف��ارق ب�ين متوي��ل احل��وزات واجلامع��ات‬ ‫ُ‬ ‫يف س��نة 298ه��ـ/6841م طب��ع أول كت��اب مرتج��م إىل اللغ��ة العربي��ة وه��و‬ ‫ّ‬ ‫أعط��ى احل��وزات العلمي��ة اس��تقاللية م��ن جه��ة تدخ��ل‬ ‫ّ‬ ‫لـ(برنارد برايدنباخ) والكتاب عن رحلته إىل األماكن املقدسة.(املوسوعة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة العاملي��ة 51: 355).‬ ‫احلكوم��ات، ف�لا تس��تطيع احلكوم��ة أن تتدخ��ل‬ ‫وأول طبع��ة للق��رآن الكري��م بنص��ه العرب��ي كان��ت يف البندقي��ة يف 0351م‬ ‫ّ‬ ‫يف ش��ؤون احل��وزات وأن تف��رض عليه��ا م��ا تري��ده،‬ ‫تقريباً.(عب��د الرمح��ن ب��دوي، موس��وعة املستش��رقني، م��ادة (الق��رآن).)‬ ‫ِ‬ ‫(8) م��ن الظواه��ر املوج��ودة يف احل��وزات الديني��ة وليس��ت موج��ود يف‬ ‫عل��ى خ�لاف اجلامع��ات ف��إن ه��ذا التموي��ل م��ن قب��ل‬ ‫اجلامعات هي فكرة (احلواش��ي) و(ش��روح احلواش��ي)؛ فتجد عندهم منت‬ ‫احلكوم��ة جع��ل هل��ا احل��ق يف ال ّدخ��ل يف ش��ؤونها من‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫صغ�ير يش��رح م��ن قب��ل ش��خص فيأت��ي ش��خص آخ��ر يكت��ب حاش��ية عل��ى ه��ذا‬ ‫ُ‬ ‫دون أن تس��تطيع اجلامع��ة أن ترفض��ه.‬ ‫ِ‬ ‫الش��رح، وق��د يأت��ي م��ن بع��د ش��خص ثال��ث ليوض��ح حاش��ية ش��رح امل�تن.‬ ‫وتسمى باحلاشية ألنها كانت تكتب قدمياً على جانيب الكتاب.‬ ‫ّ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ّ ت‬ ‫(9) كلم��ة (م�لا) ُس��تعمل هن��ا ـ يف منطق��ة ش��رق اجلزي��رة العربي��ة ـ للرج��ل‬ ‫اهلوامش:‬ ‫القارئ للعزاء، أما يف النجف ُستعمل للمرأة القارئة للعزاء، ويسمى عندهم‬ ‫ُ ّ‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫(1) الح��ظ: حمم��د احلس�ين آل كاش��ف الغط��اء، عق��ود حيات��ي: 531.‬ ‫الرج��ال القارئ للع��زاء (روزخون).‬ ‫(التحري��ر)‬ ‫أم��ا يف احل��وزات العلمي��ة فتس��تعمل كلق��ب ألعل��ى مرتب��ة علمي��ة يف احل��وزة؛‬ ‫ّ‬ ‫(2) الح��ظ: أمح��د عب��د اهلل أب��و زي��د، حمم��د باق��ر الص��در الس�يرة واملس�يرة‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ف�لا يلق��ب به��ا إال الع��ال املتضل��ع واملتبح��ر واحملق��ق يف العل��وم. ومم��ن لق��ب‬ ‫ِ‬ ‫1: 553.(التحري��ر)‬ ‫به��ذا اللق��ب: صاح��ب كت��اب (كفاي��ة األص��ول) املال اآلخوند اخلراس��اني،‬ ‫(3) هن��اك ف��رق ب�ين (املقارن��ة) و(املوازن��ة)، ق��د ال يف��رق بينهم��ا يف جم��ال‬ ‫ُ َّ‬ ‫وصاح��ب (ش��رح املنظوم��ة) م�لا ه��ادي الس��بزواري، وكذل��ك م�لا عب��د اهلل‬ ‫االس��تعمال الصحف��ي أو م��ا يس�ير يف طري��ق اجمل��ال الصحف��ي م��ن الكتاب��ات‬ ‫صاح��ب (احلاش��ية) وال��ذي م��ا زالت ذريته حتى اآلن يس��مون بـ(املاللي) نس��بة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العلمي��ة.‬ ‫إىل جده��م.‬ ‫ّ‬ ‫املقارن��ة: حماول��ة معرف��ة نق��اط االلتقاء بني ش��يئني ونقاط االف�تراق، من دون‬ ‫وه��ذا اللق��ب يف احل��وزات ميك��ن أن يقابل��ه يف اجلامعات لق��ب أكرب مرتبة‬ ‫أي تقييم أو أي ترجيح، فقط تكون هناك عملية قارنة بني الشيئني لنتعرف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫علمية وهو (بروفسور) واليت ُرتجم بـ(أستاذ كرسي) أو (أستاذ).‬ ‫ت‬ ‫على وجوه أو نقاط االلتقاء واالفرتاق بينهما.‬ ‫(01) األلفي��ة: عب��ارة ع��ن ألف بيت ش��عري يتناول أهم مس��ائل عل��م من العلوم،‬ ‫املوازن��ة: حماول��ة معرف��ة واق��ع الش��يئني وع�بر تب�ين نق��اط الق��وة ونق��اط‬ ‫ّ‬ ‫ليس��هل على الطالب حفظ مس��ائل ذلك العلم. وهي ما ُس��مى بـ(األرجوزة).‬ ‫ت‬ ‫الضع��ف فيهم��ا، ث��م املوازن��ة أي ترجي��ح أح��د اجلانب�ين عل��ى اآلخ��ر. فه��ي‬ ‫(التحرير).‬ ‫ّ‬ ‫مأخوذة من امليزان، فقد تأتي كفتا امليزان متساويتني وقد َرجح إحداهما‬ ‫تْ ُ‬ ‫(11) األس��تاذ الرتب��وي ه��و م��ن يتمت��ع بأس��لوب يس��تطيع م��ن خالل��ه أن يوص��ل‬ ‫عل��ى األخ��رى.‬ ‫م��ادة ال��درس وأف��كاره إىل ذه��ن الطال��ب، ع�بر االس��تفادة م��ن الوس��ائل‬ ‫ّ‬ ‫فاملوازن��ة فيه��ا نق��د وفيه��ا ترجي��ح، واملقارن��ة جم��رد دراس��ة خالي��ة م��ن النق��د‬ ‫ّ‬ ‫املختلفة، واس��تعمال بعض األس��اليب أثناء حديثه كاإلش��ارة والتوضيحات.‬ ‫والرتجي��ح.‬ ‫ ‬ ‫11‬
  • 13. ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إرشــاد: هنــاك مــن يعتقــد أن لونــا مــن‬ ‫ألــوان التدويــن غائــب عــن الســاحة الحوزيــة،‬ ‫وهــو التدويــن التعليمــي والــذي يراعــى فيــه‬ ‫عنصــري التربيــة والتعليــم، ومــا يؤيــد هــذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ّ ـ‬ ‫الفك ـرة ه ـو أن أغل ـب المق ـررات ف ـي الح ـوزة ل ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تُكتــب لغــرض التدريــس إنمــا ألغــراض أخــرى‬ ‫واســتفيد منهــا فــي التّدريــس. مــا هــو أســباب‬ ‫هــذا الغيــاب؟‬ ‫الشــيخ حــب اهلل: عندم��ا ال تندف��ع الطاق��ات يف‬ ‫احل��وزة العلمي��ة للتفكري أو للعم��ل على إعداد برامج‬ ‫أو كت��ب دراس �ية، فم��ن املمك��ن أن يك��ون خل��ف‬ ‫ّ‬ ‫ذل��ك بع��ض املنطلق��ات املفرتض��ة، وس��أكتفي هن��ا‬ ‫ببعضه��ا:‬ ‫فهن��اك اف�تراض معق��ول، وه��و غي��اب الش��عور‬ ‫حوار مع األستاذ‬ ‫في الحوزة العلمية‬ ‫بض��رورة الربام��ج والكت��ب الدراس��ية اجلدي��دة م��ن‬ ‫الوع��ي الع��ام يف احل��وزات العلمي��ة، فعندم��ا ننظر إىل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫موض��وع م��ا عل��ى أن��ه ال حي��وي أهمي��ة أو تأث�يرا فم��ن‬ ‫ّ‬ ‫الطبيع��ي أن ال نندف��ع حن��وه، وال أس��تبعد أن احل��وزة‬ ‫ّ‬ ‫الشيخ حيدر حب اهلل‬ ‫العلمي��ة مل تش��عر حق��اً ـ يف تل��ك الف�ترة ـ بض��رورة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه األم��ور، ومل حت��س بوج��ود نق��ص عل��ى ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫تعريف موجز بضيف الحوار:‬ ‫ّ‬ ‫املس��تويات، وم��ا ع��زز ع��دم ش��عورها ه��ذا ه��و نش��وة‬ ‫الس��عادة ال�تي امتلكته��ا م��ن خ�لال الكت��ب الس��ابقة‬ ‫-أستاذ البحث الخارج في الحوزة.‬ ‫اليت تنافس العلماء على مدحها، فإن هذا املدح عندما‬ ‫ّ‬ ‫-المعاون العلمي للمشرف العام على (موسوعة الفقه‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يدخ��ل جم��اال كمجالن��ا هنا، فهو يقوم ببث إحس��اس‬ ‫ً‬ ‫اإلسالمي طبقا لمذهب أهل البيت).‬ ‫ّ‬ ‫ع��ام بأن��ه ال ض��رورة تدف��ع حن��و التغي�ير يف الربامج أو‬ ‫ّ‬ ‫-رئيس تحرير مجلتي (نصوص معاصرة) و(االجتهاد‬ ‫ّ‬ ‫الكت��ب الدراس�ية، وم��ا يع��زز ذل��ك هو ظه��ور أجيال‬ ‫ّ‬ ‫والتجديد).‬ ‫ف��ذة م��ن العلم��اء خالل القرنني األخريي��ن، فإن ظهور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وغيرها من المسؤوليات العلمية والثقافية.‬ ‫مثل هذه األجيال سيعطي إحياء بنجاح الربنامج العام‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫-من مؤلفاته:‬ ‫ال��ذي تس�ير احل��وزة علي��ه، فعندم��ا ت��رى جناح��اً يف‬ ‫النتائ��ج فم��ن الطبيع��ي أن تتنب��أ ب��أن املقدم��ات كان��ت‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫نظرية السّنة في الفكر اإلسالمي الشيعي.. التكوّن‬ ‫ّ‬ ‫يف حمله��ا.‬ ‫والصيرورة، (االنتشار العربي/6002م).‬ ‫ويوج��د اف�تراض آخ��ر ميك��ن طرح��ه هن��ا، وه��و‬ ‫بحوث في فقه الحج (االنتشار العربي/0102م).‬ ‫خ��وف املؤسس��ة الديني��ة عموم�اً من أي خط��وة تعديلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دراسات في الفقه اإلسالمي المعاصر، (دار الفقه اإلسالمي‬ ‫ّ‬ ‫من هذا النوع؛ ألن أي تغيري يف الربامج سيوحي بأننا‬ ‫ّ ّ‬ ‫المعاصر/1102م).‬ ‫بتن��ا نق�ترب من املنافس، وهذا ما س��يفقدنا أصالتنا،‬ ‫فقه األمر بالمعروف والنهي عن المنكر(دار الفقه اإلسالمي‬ ‫تعال��وا مع��ي لنتص��ور ظه��ور اجلامع��ات وامل��دارس‬ ‫ّ‬ ‫المعاصر/1102م).‬ ‫العصري��ة يف الع��امل اإلس�لامي من��ذ الق��رن التاس��ع‬ ‫ّ‬ ‫وغيرها من المؤلفات والمقاالت المنشورة في الدوريات‬ ‫المختلفة.‬ ‫ ‬ ‫21‬ ‫21‬