4. إذا زلزلت الأرض زلزالها : اذا حركت حركة شديدة فإنها تضطرب حتى يتكسر كل شيء عليها . وأخرجت الأرض أثقالها : ما في جوفها من الأموات والدفائن وما عمل عليها، أما الأموات فإنها تخرجهم في النفخة الثانية . وقال الإنسان مالها : أي : قال لما يدهمه من أمرها ويبهره من خطبها لأي شيء زلزلت وأخرجت أثقالها . سورة الزلزلة
5. سورة الزلزلة بأن ربك أوحى لها : تحدث أخبارها بوحي الله وأمره لها بأن تتحدث وتشهد . يومئذ يصدر الناس أشتاتا : يصدر الناس من قبورهم إلى موقف الحساب متفرقين بعضهم ينصرف إلى جهة اليمين وبعضهم إلى الشمال مع تفرقهم في الأديان واختلافهم في الأعمال . يومئذ تحدث أخبارها : تخبر بأخبارها وتحدث بما عمل عليها من خير وشر، ينطقها الله سبحانه لتشهد على العباد .
6. ليروا أعمالهم : ليريهم الله أعمالهم معروضة عليهم وقيل : ليروا جزاء أعمالهم فمن يعمل : في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره : يوم القيامه في كتابه فيفرح به، أو يراه بعينه معروضا عليه . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره : يوم القيامة فيسوءه وقد يغفر الله سورة الزلزلة
8. والعاديات : المراد بها الخيل التي تعدو بفرسانها المجاهدين في سبيل الله إلى العدو من الكفار، المشتاقين لله ورسوله ضبحا : الضبح صوت أنفاس الخيل اذا عدت فالموريات قدحا : هي الخيل حين توري النار فيخرج الشرر بحوافرها ( إذا ضربت بها الأرض الشديدة والحجارة ) كالقدح بالزناد سورة العاديات
9. فأثرن به نقعا : النقع هو الغبار الذي أثارته الخيل على العدو فالمغيرات صبحا : التي تغير على العدو وقت الصباح فوسطن به جمعا : صرن بعدوهن وسط الأعداء بعد هزيمتهم ( قد اجتمعن بذلك المكان جمعا ) سورة العاديات إن الإنسان لربه لكنود : الكنود الكفور للنعمة الكثير الجحد لها
10. وإنه على ذلك لشهيد : يشهد على نفسه بالجحد والكفران لظهور أثره عليه وإنه لحب الخير لشديد : إنه لحب المال قوي، مجد في طلبه وتحصيله، متهالك عليه سورة العاديات أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور : أي نثر ما في القبور من الموتى وأخرجوا .
11. وحصل ما في الصدور : ميز و بين ما فيها من الخير والشر إن ربهم بهم يومئذ لخبير : ينبغي للإنسان أن يعلم أن رب المبعوثين بهم خبير لا تخفى عليه منهم خافية في ذلك اليوم وفي غيره، ويجازيهم في ذلك اليوم . أي فإذا علموا ذلك فلا ينبغي أن يشغلهم حب المال عن شكر ربهم وعبادته والعمل ليوم النشور . سورة العاديات
13. القارعة : من أسماء القيامة، لأنها تقرع القلوب بالفزع، أو تقرع أعداء الله بالعذاب يوم يكون الناس كالفراش المبثوث : الفراش : هو الحشرة الطائرة المعروفة، المبثوث : المنتشر . أي يسيرون على غير هدى في كل اتجاه لشدة الهول حتى يحشروا في الموقف سورة القارعة
14. فأما من ثقلت موازينه : وهي أعماله الصالحة، والمراد أنها ثقلت حتى رجحت بسيئاته وتكون الجبال كالعهن المنفوش : أي كالصوف الملون بالألوان المختلفة وهذا لأنها تتفتت وتتطاير . فهو في عيشة راضية : مرضية يرضاها صاحبها . والعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة . سورة القارعة
15. فأمه هاوية : أي فمسكنه جهنم، وسماها أمه لأنه يأوي إليها كما يأوي الطفل إلى أمه، وسميت هاوية لأنه يهوي فيها لبعد قعرها وما أدراك ماهيه : هذا الاستفهام للتهويل والتفظيع، ببيان أنها خارجة عن المعهود بحيث لا يدري كنهها سورة القارعة نار حامية : قد انتهى حرها وبلغ في الشدة الغاية .
17. ألهاكم التكاثر : أي شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد والتفاخر بكثرة والتغالب فيها، والاستكثار من تحصيلها، عن طاعة الله والعمل للآخرة حتى زرتم المقابر : حتى أدرككم الموت وأنتم على تلك الحال كلا سوف تعلمون : زجر لهم عن التكاثر وتنبيه على أنهم سيعلمون عاقبة ذلك يوم القيامة . سورة التكاثر
18. كلا لو تعلمون على اليقين : أي لو تعلمون الأمر الذي أنتم صائرون إليه علما يقينا لشغلكم ذلك عن التكاثر والتفاخر . ثم لتسألن يومئذ عن النعيم : أي عن نعيم الدنيا الذي ألهاكم عن العمل للآخرة، فيسأل عن الأمن والصحة والفراغ وملاذ المأكول والمشروب وعن شرب الماء البارد على الظمأ وظلال المساكن وغير ذلك من النعم . سورة التكاثر
20. والعصر : أقسم الله سبحانه بالعصر وهو الدهر، لما فيه من العبر من جهة مرور الليل والنهار، وتعاقب الظلام والضياء، وما في ذلك من استقامة الحياة ومصالح الأحياء، فإن في ذلك دلالة بينه على الصانع عز وجل وعلى توحيده . وقال مقاتل : المراد بالعصر وقت صلاة العصر إن الإنسان لفي خسر : الخسران هو النقصان وذهاب رأس المال . سورة العصر
21. وتواصوا بالصبر : عن معاصي الله والصبر على فرائضه والصبر على أقداره المؤلمة . وتواصوا بالحق : وصى بعضهم بعضا بالحق الذي يحق القيام به، وهو الإيمان بالله والتوحيد والقيام بما شرعه الله واجتناب مانهى عنه . سورة العصر
23. ويل لكل همزة لمزة : خزي او عذاب أو هلكة للهمزة، وهو الذي يغتاب الرجل في وجهه، واللمزة الذي يغتابه من خلفه الذي جمع مالا وعدده : بيان لسبب همزه ولمزه، وهو إعجابه بما جمع من المال وظنه أن له به الفضل، فلأجل ذلك يستقصر غيره . سورة الهمزة يحسب أن ماله أخلده : يظن أن ماله يتركه حيا مخلدا لا يموت، لشدة إعجابه بما يجمع من المال فلا يفكر فيما بعد الموت
24. كلا : أي ليس الأمر على ما يحسبه لينبذن في الحطمة : ليطرحن هو وماله في النار التي تهشم كل ما يلقى فيها وتحطمه . سورة الهمزة التي تطلع على الأفئدة : يخلص حرها إلى القلوب فيعلوها ويغشاها ( لأنها محل تلك المقاصد الزائغة والنيات الخبيثة وسيء الأخلاق من الكبر واحتقار أهل الفضل ).
25. إنها عليهم مؤصدة : مطبقة مغلقة أبوبها عليهم جميعا فلا يستطيعون الخروج منها . في عمد ممدة : كائنين في عمد ممدة موثقين، وقيل : أطبقت الأبواب عليهم ثم شدت من حديد فلا يفتح عليهم باب ولا يدخل عليهم روح . سورة الهمزة
27. ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل : أصحاب الفيل قوم من النصارى الأحباش ، ملكوا اليمن، ثم ساروا منه يريدون تخريب الكعبة، فما أقبلوا على مكة أرسل الله عليهم الطير المذكورة في هذه السورة فأهلكتهم، وكان ذلك آية . وقد وقع ذلك قبل بعثة النبي بأربعين عاما وكان بعض الذين شهدوا ذلك أحياء عند البعثة . سورة الفيل
28. وأرسل عليهم طيرا أبابيل : جماعات متفرقة . وهي طير سود جاءت من قبل البحر، مع كل طائر ثلاثة أحجار : حجران في رجليه وحجر في منقاره، لايصيب شيئا إلا هشمه ألم يجعل كيدهم في تظليل : ألم يجعل مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة، ضلالا منهم أدى بهم إلى الهلاك سورة الفيل
29. ترميهم بحجارة من سجيل : حجارة من طيب طبخت بنار جهنم، مكتوب فيها أسماء القوم . فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري، وكان الحجر كالحمصة وفوق العدسة . فجعلهم كعصف مأكول : كورق الزرع إذا أكلته الدواب فرمت به من أسفل . وقيل : المعنى : صاروا كورق زرع قد أكلت منه الدواب وبقي منه التبن . سورة الفيل
31. وتسمى سورة الإيلاف إيلافهم رحلة الشتاء والصيف : وكانت إحداهما إلى اليمن في الشتاء، لأنها بلاد حارة، والأخرى إلى الشام في الصيف لأنها بلاد باردة، وكانت قريش تعيش بالتجارة، ولولا هاتان الرحلتان لم يمكن بها مقام، ولولا الأمن - بجوارهم للبيت - لم يقدروا على التصرف . والمعنى أن الله جعلهم يألفون هاتين الرحلتين ويسرهما لهم فلأجل ذلك فليخلصوا الله بالعبادة . سورة قريش
32. الذي أطعمهم من جوع : أطعمهم بسبب هاتين الرحلتين، فخلصهم من جوع شديد كانوا فيه قبلهما . سورة قريش فليعبدوا رب هذا البيت : عرفهم سبحانه بأنه رب هذا البيت لأنها كانت لهم أوثان يعبدونها فميز نفسه عنها . وبالبيت تشرفوا على سائر العرب .
33. وآمنهم من خوف : كانت العرب يغير بعضها على بعض ويسبي بعضهم بعضا ، فأمنت قريش من ذلك لمكان الحرم، وقد آمنهم من خوف الحبشة مع الفيل . سورة قريش
35. أرأيت الذي يكذب بالدين : أأبصرت المكذب بالحساب والجزاء؟ فذلك الذي يدع اليتيم : فإن تأملته أو طلبته فهو ذلك الذي يدفع اليتيم عن حقه دفعا شديدا . وقد كان عرب الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان . سورة الماعون
36. ولا يحض على طعام المسكين : لايحض نفسه ولا أهله ولا غيرهم على ذلك، بخلا بالمال . الذين هم عن صلاتهم ساهون : أي غافلون عنها غير مبالين بها، لا يرجون بصلاتهم ثوابا إن صلوا، ولا يخافون عقابا إن تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها . سورة الماعون
37. الذين هم يراءون : يراءون الناس بصلاتهم إن صلوا، أو يراءون الناس بكل ما عملوه من أعمال البر ليثنوا عليهم . ويمنعون الماعون : الماعون : اسم لما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس والقدر، وما لا يمنع كالماء والملح . وقيل الماعون هو الزكاة : أي يمنعون زكاة أموالهم . سورة الماعون
39. ( أنا أعطيناك الكوثر ): الكوثر نهر في الجنة جعله الله كرامة لرسول الله ولأمته .. ( فصل لربك ): المأمور إقامة الصلوات المفروضة ( وانحر ): كان الناس يصلون لغير الله وينحرون لغير الله فأمر الله نبيه أن تكون صلاته ونحره له وحده . وقال قتادة وعطاء وعكرمة .. المراد صلاة العيد ونحر الأضحية .. (( إن شانئك هو الأبتر ): إي مبغضك هو الذي لا يبقى ذكره بعد بعد موته والأبتر من الرجال الذي لا ولد له .. لما مات ابن الرسول قال أحد المشركين : إنه أبتر فنزلت السورة سورة الكوثر
41. ( قل يا أيها الكافرون ): سبب نزول هذه السورة أن الكفار سألوا رسول الله أن يعبد ألهتهم سنة ويعبدوا إلههم سنة فأمره الله سبحانه أن يقول لهم ( لا أعبد ما تعبدون ) أي لا أفعل ما تطلبون مني من عبادة ما تعبدون من الأصنام أي لست الآن أعبد ألهتكم ولا أنتم عابدون ما أعبد : أي ولستم انتم مادمتم على شرككم وكفركم عابدين لله الذي أعبده سورة الكافرون
42. ولا أنتم عابدون ما أعبد : أي لن تعبدوا الله في مستقبل أيامكم مادمتم على كفركم وعبادتكم للأصنام ( فأن عبادة الكافر بالله والمشرك به مرفوضة لا يُعتد بها ) وقيل في الآيات تكرار والغرض التأكيد لقطع أطماع الكفار عن أن يجيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما سألوه عن عبادته ألهتم .. سورة الكافرون ولا أنا عابد ما عبدتم : أي في مستقبل أيامي وما يأتي من عمري لن أعبد شيئاً من ألهتكم التي تعبدونها
43. لكم دينكم ولي دين : أي إن رضيتم بدينكم فقد رضيت بديني وإن دينكم الذي هو الإشراك لكم لا يتجاوزكم إلي وديني الذي هو التوحيد مقصورٌ علي لا يتجاوزني إلى الحصول لكم .. سورة الكافرون
45. إذا نصر الله والفتح : أي إذا جاءك يا محمد نصرُ الله على من عاداك وهم قريش وفتح عليك مكة . والنصر هو التأييد الذي يكون به قهر الأعداء وغلبهم والاستعلاء عليهم . والفتح هو فتح مساكن الاعداء ودخول منازلهم ( وفتح قلوبهم لقبول الحق ) وتسمى أيضاً : سورة التوديع أخرج أحمد وابن جرير عن أبن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نُعيت إلي نفسي سورة النصر
46. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً : أي جماعات فوجاً بعد فوج فإنه لما فتح رسول الله مكة قال العرب : أما إذ ظفر محمد بأهل الحرم وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل فإنه على الحق وليس لكم عليه قدرة فكانوا يدخلون في الإسلام جماعات كثيرة .. بعد أن كانوا يدخلون واحداً واحداً واثنين اثنين فصارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام .. سورة النصر
47. فسبح بحمد ربك : فيه الجمع بين تسبيح الله المؤذن بالتعجب مما يسره الله له مما لم يكن يخطر بباله ولا بال أحدٍ من الناس وبين الحمد له على جميل صنعه له وعظيم منته عليه بالنصر والفتح لأم القرى بدخول الناس في الإسلام أفواجاً ,,, واستغفره : أي أطلب منه المغفرة لذنبك تواضعاً لله واستقصاراً لعملك سورة النصر
48. إنه كان تواباً : أي من شأنه التوبة على المستغفرين له يتوب عليهم ويرحمهم بقبول توبتهم . ( أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال في هذه السورة هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له قال ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فذلك علامة أجله ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) سورة النصر
50. تبت يدا أبي لهب : أي هلكت يداه وخسرت وخابت وتب : أي هلك هو أي وقد وقع ما دعا به عليه . وأبو لهب : عم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى . سورة المسد
51. ما أغني عنه ماله وما كسب : أي لم يدفع عنه ما جمع من المال ولا مكسب من الأرباح والجاه ما حل به من التباب وما نزل به من عذاب الله سيصلى ناراً ذات لهب : أي سوف يعذب في النار الملتهبة تحرق جلده وهي ذات اشتعال وتوقد وهي نار جهنم سورة المسد
52. وامرأته حمالة الحطب : أي وتصلى امرأته نارًاً ذات لهب ،وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان وكانت تحمل الغضى والشوك فتطرحه بالليل على طريق النبي صلى الله عليه وسلم في جيدها حبل من مسد : المسد الليف الذي تفتل منه الحبال : كانت لها قلادة من جوهر . فقالت والله لأنفقنّها في عداوة محمد . فيكون جزاؤها أن يجعل في عنقها ذلك الحبل يوم القيامة مكان قلادتها .. سورة المسد
54. قل هو الله أحد : قال المشركون يامحمد انسب لنا ربك ،أي أذكر لنا نسبه . فنزلت هذه السورة . فالمعنى : إن سألتم تبين نسبته فهو الله أحد . أي : واحد أحد لا شريك له . الله الصمد : الصمد هو الذي يُصمد إليه في الحاجات : أي يُقصد لكونه قادراً على قضائها . عن ابن عباس قال : الصمد السيد الذي قد كمُل سؤدده والشريف الذي قد كمُل في عظمته والحليم الذي قد كمُل في حلمه والغني الذي قد كمُل في غناه،والجبار الذي قد كمُل في جبروته ، والعالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي كمل في حكمته وهو الله سبحانه ،هذه صفة لا تنبغي إلا له .. سورة الإخلاص
55. لم يلد ولم يولد : أي لم يصدر عنه ولد،ولم يصدر هو عن شيء لأنه لم يجانسه شي ، ولاستحالة نسبة العدم إليه سابقاً ولاحقاً فإن المولود كان معدوماً قبل أن يولد، أي فليس لله تعالى أب حتى ينسب إليه . وقال قتادة : إن مشركي العرب قالوا الملائكة بنات الله ،وقالت اليهود : عزير ابن الله . ،وقالت النصارى : المسيح ابن الله،فأكذبهم الله فقال : لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفواً أحد : لا يساويه أحد ولا يماثله ولا يشاركه في شيء من صفات كماله . سورة الإخلاص
57. قل أعوذ برب الفلق : الفلق الصبح لأن الليل ينفلق عنه وقيل هو كل ما انفلق عن جميع ما خلق الله من الحيوان والصبح والحب والنوى وكل شيء من نبات وغيره . قيل والمراد : الإيماء إلى أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة عن كل هذا العالم يقدر أيضا أن يدفع عن المتعوذ به كل ما يخافه ويخشاه . سورة الفلق
58. من شر ما خلق : أي أعوذ بالله من شر كل ما خلقه الله من جميع مخلوقاته ومن شر غاسق إذا وقب : أي أعوذ بالله من شر الليل إذا أقبل، قالوا : لأنه في الليل تخرج السباع من آجامها والهوام من أماكنها وينبعث أهل الشر على العيث والفساد سورة الفلق
59. ومن شر النفاثات في العقد : أي وأعوذ به من شر النساء الساحرات وذلك لأنهن كن ينفثن في عقد الخيوط حتى يسحرن بها ومن شر حاسد إذا حسد : الحسد هو تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود . سورة الفلق
61. قل أعوذ برب الناس : رب الناس هو خالقهم ومدبر أمرهم ومصلح أحوالهم .. ملك الناس : له الملك الكامل والسلطان القاهر إله الناس : أي معبودهم فإن الملك قد يكون إلهاً وقد لا يكون فبين أن اسم الإله خاص به لا يشاركه فيه أحد سورة الناس
62. الوسواس : الشيطان الخناس : إذا ذكر الله خنس الشيطان وانقبض، وإذا لم يُذكر الله انبسط ووسوس . سورة الناس الذي يوسوس في صدور الناٍس : وسوسته هي الدعاء إلى طاعته بكلام خفي يصل إلى القلب من غير سماع صوت .
63. من الجنة والناس : أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس كما تقدم وأما شيطان الإنس فوسوسته في صدور الناس بأن يظهر نفسه كالناصح المشفق فيوقع في الصدر من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان الجني فيه بوسوسته . عن ابن عباس قال : ما من مولود يولد إلا على قلبه الوسواس فإذا ذكر الله خنس،وإذا غفل وسوس . سورة الناس