يعتبر نظام التعليم عامل أساسي والمحفّز الرئيسي لتوفير
الرأس المال البشري الكفئ لجميع القطاعات. فيُعدُّ إنشاء
منظومة تربوية عصرية وكفئة وفعّالة، أمرا ضروريا
وحيويا لتطوير التنمية الاجتماعية، وتحسين آفاق النمو
وفرص العمل في البلاد، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد
الوطني، وتعميم الرفاه للمواطنين. وبالتالي فإن تنمية
الموارد البشرية – من خلال التعليم والتكوين والتدريب
طوال الحياة المهنية – هي الأساس لكلّ تطوّر اجتماعي
وتنمية اقتصادية وبناء مجتمع المعرقة. إذ يجب أن تكون
القوى العاملة مؤهلة ومن ذوي المهارات والكفاءات العالية
والملائمة لمتطلبات سوق الشغل. وينبغي أن تكون أيضا
فعّالة ومبدعة وقادرة على المنافسة بنجاح في اقتصاد
المعرفة العالمي.
فمن بين أهداف إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية –
الذي يجب أن يشمل جميع المستويات وأن يكون في علاقة
مع الأولويات الاجتماعية والاقتصادية – المساهمة الفعّالة لا
فحسب في تشكيل المعارف، بل أيضا وخاصة في تكوين
المواطنين ذوي التفكير التحليلي والنقدي لمجابهة التطرف
والأطروحات الرجعية، ونبذ العنف، ومكافحة التجنيد لصالح
الثقافات الظلامية.