تتنوع وسائل قياس الأداء في المكتبات ومراكز المعلومات، من معايير متنوعة مثل المواصفة 11620، والتي تعني بقياس الأرقام في المقام الأول، ولقد فطن العاملون الخبراء في مجال المكتبات والمعلومات إلى أن الإقتصار على قياس الأرقام فقط لهو أمر مجحف وظالم وقد يجانبه الصواب كلية؛ لذا فقد لجأو إلى إستحداث المواصفة 16439 الخاصة بقياس تأثير المكتبات وذلك حتى يحدث التوازن المنشود.
وتتجه الورقة منحى مغايرا لقياس الأداء في المكتبات وهو محاولة الوصول إلى معادلة تقودنا إلى الأتي: أن الكتب التي أجمع النقاد على أهميتها ورسوخها في المجال وليكن في تخصص الأدب وبخاصة الروايات هي الكتب الأكثر إستعارة في المكتبات العامة، وهي الكتب الأسرع نفاذا عند الناشرين .
لايفوتنا كم التلاعب الذي قد يحدث في هذا المجال من بعض الأدعياء مثل نفاذ الطبعة الأولى والثانية والثالثة، دون أن يذكر أحد العدد الحقيقي لكل طبعة هل هو 5000 نسخة مثلا، أم مجرد 500 نسخة فقط، هل هناك توافق حقيقي بين مايقرره النقاد و الأدباء من أهمية رواية ما ، وعدد النسخ المبيعة منه، وعدد إعارات تلك المواد، وهل الذي يقرر أهمية رواية ما هم النقاد أم المكتبة العامة، أم مبيعات الناشرين، وهل من الواجب والمرجح أن الروايات و الكتب الأكثر مبيعا هي الأكثر فائدة للقراء و المستفيدين.
كما تتطرق الورقة إلى ماهية دور المكتبات العامة في هذا الصراع؟ هل هو دور المتفرج الذي يشاهد عن كثب ولكن دون تدخل، أم أنه يجب عليه أن يتدخل، ليس بالمنع ولكن عن طريق زيادة عدد نسخ رواية ما، وتقليل عدد أخرى، وما هي المعايير التي تتبعها المكتبة في ذلك.
في محاولة لوضع تصور للعلاقة بين ما يقرره النقاد من أهمية كتاب، وما يحققه من معدلات إعارة في المكتبات العامة، وما يحققه الناشر من نسب مبيعات لذات الكتاب، تدور هذه الورقة في هذا العالم المثير .