1. ‫رسالة إلى محمد البوعزيزي في قبره‬
‫كنت شعلة اللهب‬
‫ذات يوم أصبح تاريخا‬
‫للثوار والحرار‬
‫اخترت الحتراق طوعا‬
‫ولم تقبل ظلما ودوسا للكرامة‬
‫يا ابن الهمامة الصيل‬
‫وقد أطلقت الشرارة الولى‬
‫لثورة الجياع والمقهورين‬
‫من بطش السلطان‬
‫أعلمك يقينا‬
‫أن الثورة انتصرت‬
‫واكمل الثوار المسيرة‬
‫فيهدوك سلما‬
‫لقد فر الطاغية مذعورا‬
‫في ظلمة الليل هاربا‬
‫لم تنفعه العسس‬
‫وجوقة القوادين‬
‫وأمواله المسروقة‬
‫والجدران العالية‬
‫التي حجبت عنا شمس الحرية‬
‫وجعلتنا عبيدا لذوي العاهات‬
‫وأمراض جنون العظمة‬
‫هزمته أخيرا‬
‫يا بائع الخضر‬
‫في مدينتي المنسية‬
‫بلد الثوار سيدي بوزيد‬
‫نم شهيدا‬
‫نم هادئا‬
‫نم مبتسما‬
‫نم حالما‬
‫فالثورة انتصرت‬
‫ودخلت قلب التاريخ‬
‫فعادت النخوة للهمامة‬
‫بعد سنوات الجدب الطويلة‬
‫لقد تحطم الصنم أخيرا‬

2. ‫وتهاوت امبراطورية الخوف‬
‫يا شعب البوعزيزي‬
‫لتسمح للمنافقين‬
‫أن يسرقوا منك‬
‫الفرحة الكبرى‬
‫والمجد‬
‫والثورة‬
‫والكرامة‬
‫والحرية‬
‫ويلعبوا لعبة اللصوص‬
‫والكلب المهزومة‬
‫فل مجال للرجوع إلى الوراء‬
‫إلى حقب محاكم التفتيش‬
‫والقطط السمينة‬
‫ومحسوبية أصحاب الجاه‬
‫وقهر الرجال واستباحة النساء‬
‫وارم بهم يا شعب البوعزيزي‬
‫في مزبلة التاريخ.‬
‫شعر عزالدين مبارك‬
‫تونس في 61 جانفي 1102‬