SlideShare une entreprise Scribd logo

864

•
•
K
kotob arabia
Formation
1  sur  198
Télécharger pour lire hors ligne
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍ‪ ‬ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ )ﺕ ٥٩٤ﻫـ(‬ ‫ﻷﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﺮﺃﻩ ﻭﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺩ. ﳛﻴﻰ ﻣﺮﺍﺩ‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫ﺍﳌﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫٣‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫اﻟﻤﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺄﻓﺮﺩﻭﺍ ﳍﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﲝﺘﺔ، ﻓﺬﻛﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﻋﻀﺎﺀ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ. ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ(، ﻟﻴﺸﲑ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﳏﺘﻮﺍﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻛﺘﺎﺏ ﲪﻞ ﺍﺳﻢ )ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ( ﻫﻮ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺃﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻛﺮﻛﺮﺓ، ﰒ ﺗﺒﻌﻪ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻠﻎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﲔ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ:‬ ‫١- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﴰﻴﻞ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٣٠٢ﻫـ.‬ ‫٢- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻷﰊ ﺯﻳﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٥١٢ﻫـ.‬ ‫٣- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﺖ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٤٤٢ﻫـ.‬ ‫٤- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﹸﺃﰊ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ١١٢ﻫـ.‬ ‫٥- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٠٤٣ﻫـ.‬ ‫٦- ﻭﻛﺘﺎﺏ ﳉﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ١١٩ﻫـ.‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﻓﺮﺩ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﲔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺆﻟﻔﺎ‪‬ﻢ ﺑﺎﺑﺎﹰ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٨٨٤ﻫـ ﰲ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺨﺼﺺ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺐ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻗﻠﺔ، ﻣﻦ ﺃﳘﻬﻢ:‬ ‫١- ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺣﻴﺪﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﱯ .‬ ‫٢- ﺍﺑﻦ ﺃﺻﺒﻎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ )ﺕ٠٢٦ﻫـ(.‬ ‫٣- ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ –ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ-)ﺕ ٥٩٤ﻫـ(.‬ ‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﺆﻟﻒ:‬
‫٤‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫ﻭﻟﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺳﻨﺔ ٦٣٤ﻫـ، ﻭﺗﻌﻠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﻃﺒﺎﺋﻬﺎ، ﻭﲤﺮﺱ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻀﺪﻱ،‬ ‫ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﻃﺒﻴﺒﺎﹰ ﻧﺎﺟﺤﺎﹰ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻋﺎﳌﺎﹰ ﺑﺎﻟﻔﻠﻚ، ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺂﺭﺍﺋﻪ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻗﺪ ﺃﳊﻘﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ ﺑﺎﷲ ﲝﺎﺷﻴﺘﻪ ﻭﺃﺑﻘﺎﻩ ﲞﺪﻣﺘﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﻨﺔ ٧٨٤ﻫـ، ﰒ ﺗﺎﺑﻊ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﳌﺴﺘﻈﻬﺮ ﺑﺎﷲ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺗﻮﰲ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺳﻨﺔ ٥٩٤ﻫـ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ)١( -ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍﷲ- ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻜﺎ)٢( ﻭﺍﺑﻦ ﺟﺰﻟﺔ)٣(.‬ ‫ﻭﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ، ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﻴﻤﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺐ‬ ‫ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﳘﺎ ﺍﳌﻐﲏ ﻭﺍﻹﻗﻨﺎﻉ، ﻭﻛﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﲑﻗﺎﻥ، ﻭﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻃﺒﻴﺔ ﺳﺌﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ.‬ ‫)١( ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻛﻨﻴﺘﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﻄﺎﺏ. ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ٠٠٥ﻫـ، ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.‬ ‫)٢( ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻜﺎ ﻭﻟﻘﺒﻪ ﺃﻭﺣﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ، ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺫﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﺎﻩ ﺃﻣﲔ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ.‬ ‫)٣( ﺍﺑﻦ ﺟﺰﻟﺔ ﻭﻫﻮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺟﺰﻟﺔ، ﻛﺎﻥ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ ﺑﺎﷲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ‬ ‫٧٨٤ﻫـ، ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﳘﺎ:‬ ‫ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ، ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬
‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫٩٨١‬ ‫اﻟﻔﻬﺮس‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿـــﻮﻉ‬ ‫٣‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬ ‫٥‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ‬ ‫٩‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻘﺴﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ‬ ‫١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﰲ ﺻﻔﺔ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ‬ ‫٣١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻭﰲ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ‬ ‫٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬ ‫٩١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻋﻠﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫٢٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﳉﻤﺎﻉ‬ ‫٥٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ‬ ‫٧٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﰲ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ‬ ‫٠٣‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﺒﺎﻩ‬ ‫٢٣‬
‫٠٩١‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ‬ ‫٣٣‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ‬ ‫٦٣‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﻮﻟﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ‬ ‫١٤‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳌﺴﻤﻮﺡ ﻭﺍﳊﻘﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ..‬ ‫٩٤‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬ ‫ﰲ ﻋﻼﺝ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ‬ ‫٤٥‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ‬ ‫٦٥‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻓﺘﻀﺎﺽ‬ ‫٢٦‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺒﻞ‬ ‫٦٦‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ‬ ‫١٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻨﻪ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٤٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻄﻔﺘﲔ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﳍﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬
‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫١٩١‬ ‫٥٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺧﻠﻘﺔ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫١٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻠﺔ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٢٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻷﻇﺎﻓﺮ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ‬ ‫٤٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٦٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ‪‬ﺎ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٩٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٤٠١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﺀ‬ ‫٣١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﺮ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ‬ ‫٥١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ‬ ‫٧١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﲔ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﰲ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ‬ ‫٣٢١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻠﺔ ﺷﺒﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻟﺪﻭﻫﻢ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﻬﻢ‬
‫٢٩١‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫٥٢١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ‬ ‫٩٣١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻈﺌﺮ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻠﱭ‬ ‫٤٤١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‬ ‫٠٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻠﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺷﻴﺒﻪ‬ ‫٣٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﳌﻮﺟﺒﺔ ﻻﻧﺘﺼﺎﺏ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﻳﺮ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ‬ ‫٥٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳌﺪﺑﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﳌﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫٩٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‬ ‫٢٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫٦٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٨٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫٠٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﳏﺪﺙ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺃﻭ ﻗﺪﱘ‬
‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫٣٩١‬ ‫١٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‬ ‫٣٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻠﻤﻌﻘﻮﻻﺕ‬ ‫٥٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺷﺮﻑ‬ ‫٧٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫٠٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳍﻴﻮﱄ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ‬ ‫٣٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‬ ‫٦٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ‬ ‫٨٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٧‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫رب أﻧﻌﻤﺖ ﻓﺰد‬ ‫آﺘﺎب ﺧﻠـﻖ اﻹﻧﺴــﺎن‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﺗﻔﻜﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﺩﻟﻴﻞ‬ ‫ﺑﺬﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺘﺪﺑﲑﻩ ﻭﻋﻨﺎﻳﺘﻪ، ﻓﻀﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ‬ ‫ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺑﻌﻘﻠﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ، ﲝﺴﺐ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭﺗﻪ ﰲ ﻋﻠﻮﻣﻪ‬ ‫ﻓﺒﻘﺪﺭ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﻨﺎﻓﻌﻬﺎ ﳚﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﲦﺮﻫﺎ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻟﻜﺜﲑ ﳑﻦ‬ ‫ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻳﻬﻮﺍﻫﺎ، ﺻﺎﺭ ﻣﻴﻠﻬﻢ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺓ ﻻ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﻜﺮﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﳌﻄﻮﻟﺔ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺗﻮﺧﻴﺖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺍﻹﳚﺎﺯ ﺣﺎﻛﻴﺎﹰ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﺗﻪ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ، ﻭﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﺳﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪﺗﻪ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭﳛﺮﺱ ﻣﻦ ﺍﳊﻈﺮ ﻭﺍﳋﻄﺮ ﲟﻨﻪ‬ ‫ﻭﺭﲪﺘﻪ. ﻭﻋﺪﺩ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﲬﺴﻮﻥ ﺑﺎﺑﺎﹰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ: ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻘﺴﻮﻣﺎﹰ‬ ‫ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﰲ ﺻﻔﺔ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﺃﻭﻻﹰ ﻭﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻭﰲ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﺭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻋﻠﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﰲ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﰲ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ.‬
‫٨‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﺒﺎﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺰﺍﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﻭﰲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺴﻮﺡ ﻭﺍﳊﻘﻦ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﻋﻼﺝ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﲏ ﻭﺳﻴﻼﻧﻪ ﻭﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻹﻧـﺰﺍﻝ، ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻋﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺍﻹﻧﻌﺎﻅ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺒﺎﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻓﺘﻀﺎﺽ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ‬ ‫‪‬ﺎ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺒﻞ ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﱪ ﻭﻳﻌﻈﻢ،‬ ‫ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﳊﺒﻞ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻨﻪ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻄﻔﺘﲔ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﳍﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺧﻠﻘﺔ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﻋﻠﺔ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ،‬ ‫ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻷﻇﻔﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﻀﻮ ﻳﺘﻜﻮﻥ‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٩‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﺀ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺴﺮ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﲔ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺷﺒﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻟﺪﻭﻫﻢ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﻬﻢ‬ ‫ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻬﺎﺕ، ﻭﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﻧﻘﺼﺎ‪‬ﺎ، ﻭﰲ ﻋﻠﺔ ﻛﱪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻭﺻﻐﺮﻩ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺳﺒﺎﻃﺘﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻈﺌﺮ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻠﱭ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺭ ﺍﻟﻠﱭ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻭﻳﻘﻄﻌﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﻋﻠﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺷﻴﺒﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺍﻧﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ‬ ‫ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﺎﻳﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳌﺪﺑﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ‬ ‫ﺍﳌﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺍﻷﺧﻼﻕ‬
‫٠١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﻷﻱ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺗﺘﺒﻊ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺳﲑ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﳏﺪﺙ ﺃﻡ ﻗﺪﱘ ؟‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻘﻮﻻﺕ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺷﺮﻑ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ،‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺗﺒﻄﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﳉﺴﻢ ﺃﻭ ﺗﺒﻘﻰ ؟‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﺃﻋﲏ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺇﱃ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ.‬ ‫*****‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫١١‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻷول‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ)١(‬ ‫ﻧﻮع اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻘﺴﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﺬآﺮ واﻷﻧﺜﻰ‬ ‫ً‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ﻷ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻣﺘﻨﺎﺯﻋﺔ، ﻭﻫﻲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﺎﻳﻊ‬ ‫ﻛﻠﻴﺎ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺗﺘﻔﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﺫﺍ‪‬ﺎ، ﻛﻬﺮﺏ ﺍﻟﻀﺪ ﻣﻦ ﺿﺪﻩ، ﻭﻃﻠﺒﻪ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ،‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﲝﻴﺚ ﻳﺄﻣﻦ ﺍﳌﻔﺴﺪ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺗﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﻋﺎﳌﻬﺎ‬ ‫ﺑﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ. ﻭﺃﻳﻀﺎﹰ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻴﺌﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻳﻔﲏ ﻭﳛﻠﻞ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻡ ﺑﺪﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺭﻃﻮﺑﺔ، ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺃﻥ‬ ‫ﲢﻠﻞ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﲤﻴﺘﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺪ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻭﺗﺘﺤﻠﻞ ﺑﺘﺤﻠﻠﻬﺎ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﻷ‪‬ﺎ .....)٢( ﻓﻴﺴﺘﻮﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ، ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ: ﺇﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﳕﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻨﺪ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﱪﺩ ﻭﺍﻟﻴﺒﺲ، ﻭﳌﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺷﺨﺺ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺳﺮﻣﺪﻳﺎﹰ ﺑﺎﻗﻴﺎﹰ ﺗﻠﻄﻔﺖ ﺇﱃ ﺑﻘﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ)٣(، ﻭﻻ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻨﻮﻉ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻥ)٤( ﻣﻔﺘﻘﺮﺍﹰ ﺇﱃ ﻣﺎﺩﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﺭﻃﺒﺔ ﻟﻴﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺇﺫ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮ، ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﳊﺮﺍﺭﺓ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻓﻠﺘﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺧﻠﻘﻬﺎ ﻭﻣﻘﺎﺩﻳﺮﻫﺎ.‬ ‫ﻭﳌﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫)١( ﻟﻌﻞ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻄﺮ ﺍﷲ ﺍﳋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮ‬ ‫ﺑﺎﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﳍﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ.‬ ‫)٢( ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻘﻂ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﻂ.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ: ﺍﳌﺘﺤﻠﻞ.‬ ‫)٤( ﺍﻟﻜﻮﻥ: ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ.‬
‫٢١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻳﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻷﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺃﻓﻨﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﺟﻔﻔﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻣﻘﺴﻮﻣﺎﹰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻟﻜﻮﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻛﺜﲑﺓ،‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺟﻠﺪﺍﹰ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﺤﻔﻆ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﺗﻔﲎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻞ،‬ ‫ﻓﺎﻟﺬﻛﺮ ﻳﻠﻘﻲ ﰲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﻮﻟﺪ، ﻭﻳﺴﺘﻤﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺎ ﻳﺘﻢ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ، ﻭﳍﺬﺍ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻥ: ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﰲ ﺍﳌﺮﺃﺓ.‬ ‫*****‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٣١‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺁﻻت اﻟﺘﻨﺎﺳﻞ‬ ‫أوﻻ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ اﻟﻘﻀﻴﺐ‬ ‫ً‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺟﺴﻢ ﻋﺼﱯ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ، ﺃﺟﻮﻑ ﻣﺘﺨﻠﺨﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ‬ ‫ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻪ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻋﺼﺐ‬ ‫ﻭﻋﺮﻭﻕ ﻭﺷﺮﺍﻳﲔ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﳌﺘﺨﻠﺨﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ.‬ ‫ﻭﺧﻠﻖ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ، ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻨﺸﺄﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻤﲔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﺑﻌﻈﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ ﻟﻴﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﲤﺪﺩﻩ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﳏﻔﻮﻇﺎﹰ. ﻭﲣﻠﺨﻠﻪ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﲔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺴﻬﻞ ﲤﺪﺩﻩ ﻭﺍﻧﺒﺴﺎﻃﻪ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻋﻦ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﻋﻀﻠﺘﺎﻥ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺘﺎﻥ ﳑﺘﺪﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ. ﻭﺇﺫﺍ ﲤﺪﺩﺗﺎ ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﻌﻀﻠﺘﺎﻥ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﺪﺗﺎ ﺍ‪‬ﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﻓﻴﺘﺴﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ. ﻭﻟﻪ ﻋﻀﻠﺘﺎﻥ ﺃﺧﺮﻳﺎﻥ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﻬﻤﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ ﻣﺘﺼﻠﺘﺎﻥ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺑﺮﻳﻦ، ﻭﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﻛﻠﺘﺎﳘﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ‬ ‫ﺍﻧﺘﺼﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻧﺘﺼﺎﺑﺎﹰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎﹰ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﻔﻊ ﰲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺘﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﲢﺮﻙ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ.‬ ‫ﻭﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻌﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ.‬ ‫ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻠﻘﻀﻴﺐ ﻓﺎﺋﺪﺗﲔ:‬ ‫ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻫﻲ ﺑﻘﺼﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺃﻭﻋﻴﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ،‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟُﻌﻞ ﻋﺼﱯ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺲ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﻓﻴﻪ ﺟﻴﺪﺍﹰ، ﻓﻴﻠﺘﺬ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺬﺍﺫﺍﹰ ﻋﻈﻴﻤﺎﹰ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﳉﻮﻑ ﻟﻴﻤﺘﻠﻲ ﲡﻮﻳﻔﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﺭﳛﺎﹰ ﻧﺎﻓﺤﺔ‬ ‫ﺗﻨﺼﺒﻪ ﻟﻴﻤﻜﻦ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ.‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﻘﺼﺪ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻫﻮ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻧﺎﻓﺬﺍﹰ‬
‫٤١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺇﱃ ﲡﻮﻳﻒ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺴﺘﻄﻴﻼﹰ ﺣﱴ ﻳﻮﺻﻞ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻼﻗﻴﻪ ﺍﳍﻮﺍﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻻﻗﻰ ﺍﳌﲏ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﲢﻠﻠﺖ ﺍﳍﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻭﻓﺴﺪ ﻣﺰﺍﺟﻪ، ﻭﱂ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻮﻟﻴﺪ .. ﻭﳍﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳑﺘﺪﺍﹰ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺎﹰ‬ ‫ﰲ ﺁﺧﺮ، ﺃﻣﺎ ﲤﺪﺩﻩ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻴﻄﻮﻝ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻓﻢ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﲏ ﻣﻨﻪ،‬ ‫ﻷﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﲤﺪﺩﺕ ﺧﺮﺝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﺼﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﳚﺮﻱ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ‬ ‫ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﲏ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﺮﻉ ﻷﺟﻞ ﺗﺸﻨﺞ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺑﺄﺳﺮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺅﻩ ﰲ ﻏﲑ‬ ‫ﻭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﺿﺎﹰ ﻟﻶﻓﺎﺕ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ.‬ ‫*****‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٥١‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻷﻧﺜﻴﻴﻦ وﻓﻲ أوﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﻲ‬ ‫ﺍﻷﻧﺜﻴﺎﻥ)١( ﳘﺎ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺍﳌﲏ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﺘﺎ ﻣﻦ ﳊﻢ ﺭﺧﻮ ﻣﺘﺨﻠﺨﻞ ﲢﺘﻮﻱ ﻛﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﺸﺎﺀ ﻳﻨﺸﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﻕ)٢(، ﻭﳘﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﺸﺄﳘﺎ .. ﰒ ﻻ ﻳﺰﺍﻻﻥ‬ ‫ﻳﺘﺴﻌﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﻐﺸﻴﺎ ﺍﳋﺼﻴﺘﲔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺮﻕ ﻏﲑ ﺿﺎﺭﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺘﲔ ﻣﺎﺩﺍﹰ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﳌﲏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺗﺼﻼ ‪‬ﻤﺎ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻛﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳋﺼﻴﺘﲔ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﺎﺕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺐ، ﻓﻴﻨﻘﺴﻤﺎﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻛﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﻗﲔ ﻏﲑ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﲔ.‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻟﺘﻐﺬﻱ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻳﻠﺘﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻓﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﺜﻞ ﺍﺗﺼﺎﳍﺎ. ﻭﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻡ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺯﻣﺎﻧﺎﹰ ﻃﻮﻳﻼﹰ ﻳﺘﻐﲑ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻗﻠﻴﻼﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﻭﻳﺘﺸﺒﻪ ﲜﻮﻫﺮﻫﺎ، ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﰒ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺼﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺇﱃ ﳊﻢ ﺍﳋﺼﻴﺘﲔ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺛﻘﺒﻬﺎ ﻭﳜﻠﺨﻠﻬﺎ ﻓﺘﺤﻴﻼﻧﻪ ﺇﱃ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺇﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺗﺎﻣﺔ، ﻭﻳﻨﻀﺞ ﲝﺮﺍﺭ‪‬ﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ، ﻭﻳﺸﺘﺪ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻭﻳﺼﲑ ﻏﻠﻴﻈﺎﹰ ﻟﺰﺟﺎﹰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎﹰ‬ ‫ﻟﻠﺘﻮﻟﻴﺪ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﲏ ﺍﳋﺎﻟﺺ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻳﺼﲑ ﰲ ﺍﻟﺜﺪﻳﲔ ﻟﺒﻨﺎﹰ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﲏ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻡ، ﻷﻧﻪ ﳜﺮﺝ‬ ‫ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﻀﺠﻪ. ﻭﻳﻨﺸﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻭﻋﺎﺀﺍﻥ‬ ‫ﻳﺴﻤﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﺽ ﺷﺒﻴﻬﺎﻥ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﳘﺎ ﲜﻮﻫﺮ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻣﺘﺼﻼﻥ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﻭﻳﺼﺒﺎﻥ ﺍﳌﲏ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﻋﺎﺋﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﺐ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻀﺘﲔ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻃﻮﻳﻼﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ‬ ‫ﻣﻨﺸﺄﳘﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ، ﻭﻳﺼﲑﺍﻥ ﺇﱃ ﻋﻈﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ ﰒ ﻳﻨﺤﺪﺭﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﱭ ﻭﳘﺎ‬ ‫ﺃﻳﻀﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻒ ﺻﻠﺒﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻃﻮﳍﻤﺎ ﻓﺎﺣﺘﻴﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﳌﲏ ﻧﻀﺠﺎﹰ ﻭﻳﺴﺘﺤﻜﻢ ﻏﻠﻈﺔ ﻭﻟﺰﻭﺟﺔ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﻤﺎ ﻓﻠﻜﻲ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﳌﲏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ،‬ ‫)١( ﺍﻷﻧﺜﻴﺎﻥ: ﺍﳋﺼﻴﺘﺎﻥ.‬ ‫)٢( ﺻﻔﺎﻕ ﺍﳋﺼﻴﺔ: ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﻮﻱ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ .‬
‫٦١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻼﺑﺘﻬﻤﺎ ﻓﻠﻜﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﺽ ﳍﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﳍﺘﻚ. ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﲏ ﰲ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﺠُﻌﻼ ﲞﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﲏ ﻗﺼﲑﻳﻦ ﺿﻴﻘﲔ ﻟﻴﻨﲔ. ﺃﻣﺎ ﻗﺼﺮﳘﺎ ﻓﻸ‪‬ﻤﺎ‬ ‫ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﳏﺘﺎﺟﲔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺎ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﺑﻞ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻬﻤﺎ ..ﺃﻣﺎ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﻤﺎ‬ ‫ﻓﻸﻥ ﻣﲏ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺭﻗﻴﻖ ﻳﻨﻔﺬ ﰲ ﺿﻴﻖ ﺍ‪‬ﺎﺭﻱ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈ‪‬ﻤﺎ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺎ‬ ‫ﻗﺼﲑﻱ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﱂ ﳛﺘﺎﺟﺎ ﺇﱃ ﺻﻼﺑﺔ ﲢﻔﻈﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﳍﺘﻚ.‬ ‫ﻭﻋﻀﻞ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺃﺭﺑﻊ، ﻭﻣﻨﻔﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﲔ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺑﺎﻟﻌﲔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺣﱴ ﻻ‬ ‫ﺗﺘﺰﻋﺰﻉ، ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻴﻤﺎ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﺒﻴﻀﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﹶّﻲ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭﺕ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﻀﻼﺕ ﻷﻥ ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻠﻘﺘﺎﻥ، ﻭﰲ ﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫ﻋﻀﻠﺘﺎﻥ ﺣﺴﺐ، ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻷﻥ ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﳌﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻏﲑ ﺑﺎﺭﺯﺗﲔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺜﻞ ﺃﻧﺜﻴﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺘﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ، ﺍﻛﺘﻔﺖ‬ ‫ﺑﻌﻀﻠﺘﲔ. ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻟﻜﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﺼﻮﺭ ﻣﻨﻬﻤﺎ .. ﻭﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﻣﻐﻠﻔﺔ‬ ‫ﺑﺎﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﳒﺬﺑﺖ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﺟﺬﺑﺖ ﻋﻀﻞ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎﹰ‬ ‫ﻓﺄﻋﺎﻧﺖ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﻋﻠﻰ ﻗﺬﻑ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﺒﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ، ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻷﻧﺜﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻭﺧﺮﺝ ﺍﳌﲏ ﻣﻨﻬﺎ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﺩﻗﺎﻕ ﺳﻬﻠﺔ‬ ‫ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ، ﻭﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﲏ ﲡﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﺎﻳﺮ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻷﻥ‬ ‫ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﺇﻣﺎ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﺃﻭ ﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ، ﺃﻭ‬ ‫ﳌﻼﻣﺴﺔ ﺍﳌﺸﺘﻬﺎﺓ، ﲢﺮﻛﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻃﻠﺒﺎﹰ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻫﺎﺟﺖ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻓﺴﺨﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺮﻭﻗﻪ، ﻭﻗﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ، ﻭﻭﳉﺖ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﺘﺨﻠﺨﻠﻪ ﻓﺎﻧﺘﻔﺦ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﻻﻣﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺟﺴﻤﺎﹰ ﺣﺎﺭﺍﹰ ﻟﻴﻨﺎﹰ ﻭﺍﺣﺘﻚ ﺑﻪ، ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺩﻏﺪﻏﺔ ﻟﺬﻳﺬﺓ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺦ ﻭﺍﻟﻐﻤﺰ ﺗﺴﺨﻦ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﻛﻠﻪ ﻭﲡﺮﻱ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﲨﻴﻌﻪ،‬ ‫ﻭﺗﻨﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﺑﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﰲ ﺃﻟﻮﺍ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺃﺻﻮﺍ‪‬ﺎ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻟﻪ ﻋﺮﻕ ﺧﻠﻒ ﺃﺫﻧﻪ، ﺃﻭ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺿﺮﺑﺔ‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٧١‬ ‫ﰲ ﺭﺃﺳﻪ، ﺑﻄﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ)١( ﻳﻨﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﻻ ﻳﺮﺍﻩ، ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﲏ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺼﺎﻳﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻡ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﳏﺘﺎﻃﺎﹰ ﺑﺎﳌﺎﺋﻴﺔ ﻭﱂ‬ ‫ﲡﻌﻠﻪ ﺧﺎﻟﺼﺎﹰ،ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻰ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺣﺎﺭﺓ ﻭﲪﻴﺖ ﺍﳌﺎﺋﻴﺔ ﺍﺣﺘﺪﺕ ﻭﻟﺬﻋﺖ‬ ‫ﻭﺣﺮ‪‬ﻛﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳓﻮ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﻬﺎ ﻟﺬﺓ ﻗﻮﻳﺔ. ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺟﻌﻠﺖ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻭﺗﺒﻴﺪ ﻭﺗﻔﲎ.‬ ‫*****‬ ‫)١( ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ: ﻃﺒﻴﺐ ﻳﻮﻧﺎﱐ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﺴﺮ ﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮﻏﺎﻣﻮﻥ ﻭﺳﻂ‬ ‫ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ، ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻋﹼﻤﻪ ﰲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻟﻪ ﺯﻫﺎﺀ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﻛﺘﺎﺑﺎ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺗﺮﺟﻢ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.‬
‫٨١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‬ ‫اﻟﻜﻼم ﻓﻲ هﻴﺌﺔ اﻟﺮﺣﻢ‬ ‫وﻓﻲ ذآﺮ اﻟﻨﻘﺎر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻪ وﻋﺪد اﻷرﺣﺎم‬ ‫ﱢَ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺟﺴﻢ ﻋﺼﱯ ﺷﺒﻴﻪ ﰲ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﲞﻠﻘﺔ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ، ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﻋﺼﺒﺘﲔ ﻧﺎﺑﺘﺘﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﺩﺍﺧﻞ ﺗﺴﻤﻰ ﻗﺮﱐ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ‪‬ﺎ ﲡﺬﺏ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ. ﻭﻫﻮ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻒ‬ ‫ﻣﺘﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻣﻨﻪ ﻃﻮﻻﹰ ﳌﺎ ﺍﺣﺘﻴﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺬﺏ ﺍﳌﲏ، ﻭﻣﻨﻪ ﻋﺮﺿﺎﹰ ﳌﺎ ﺍﺣﺘﻴﺞ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳉﻨﲔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﻭﻣﻨﻪ ﻭﺭﺍﺑﺎﹰ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻟﻠﻤﲏ ﻭﺍﳉﻨﲔ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﳊﻤﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺷﺪﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻋﺼﺒﻴﺎﹰ ﳌﺎ ﺍﺣﺘﻴﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺇﱃ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﺿﺮﺭ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﻤﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﳉﻨﲔ ﰲ ﻓﻢ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺼﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺯﻳﺪ ﺻﻼﺑﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻼﺑﺘﻪ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ، ﺃﻣﺎ ﻋﺼﺒﺎﻧﻴﺘﻪ‬ ‫ﻓﻠﻠﺤﺎﺟﺔ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﳊﻨﲔ ﺑﻠﺬﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺻﻼﺑﺘﻪ ﻟﻴﻤﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﻢ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﲏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻴﻤﻜﻦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻴﻨﻔﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﲏ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ﱂ ﻳﻄﺎﻭﻉ‬ ‫ﺇﱃ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻨﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻳﻘﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﻳﻨﻀﻢ ﻓﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻭﻓﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﲏ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻐﺮﻳﻪ.‬ ‫ﻭﻟﻠﺮﺣﻢ ﻓﻢ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺣﻠﻴﻞ، ﻭﰲ ﺁﺧﺮﻩ ﺑﻴﻀﺘﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺘﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﻨﱯ ﺍﻟﺮﺣﻢ،‬ ‫ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ. ﻭﺑﻴﻀﺘﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺷﻜﻠﻬﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﲟﺴﺘﺤﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﺭﺓ، ﻭﺟﻮﻫﺮﳘﺎ ﻏﺪﺩﻱ، ﻭﳘﺎ‬ ‫ﺃﺻﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺮﻕ ﻏﲑ ﺿﺎﺭﺏ ﻳﺼﲑ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺎﺣﻴﱵ ﺍﻟﻜﻠﻴﺘﲔ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺗﲔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺘﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻧﲔ .‬ ‫ﻭﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺟﺴﻢ ﻳﺼﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﲡﻮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺣﻢ.‬ ‫ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎ)١( ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎ ﻭﻃﺎﺀً ﻟﻪ ﻭﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﺳﺎﺗﺮﺓ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﳌﺎ‬ ‫ﻳﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺑﻮﻁ ﺑﻌﻈﻢ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﺑﺮﺑﺎﻃﺎﺕ ﺳﻠﺴﺔ‬ ‫)١( ﺍﳌﻌﺎ: ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ .‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٩١‬ ‫ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺇﱃ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﻤﻞ، ﻭﻫﻮ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ ﻗﻌﺮﻩ ﻳﻔﻀﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ، ﻭﳑﺎ ﻳﻠﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺗﻔﻀﻞ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﻗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺝ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﻋﻈﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ، ﻭﻟﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﻈﺮ ﻧﻈﲑ ﺍﻟﻘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻳﻮﻗﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺮﺩ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﻣﺰﺍﺟﻪ.‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻫﻴﺌﺘﻪ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﻓﻤﺨﺘﻠﻒ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﻟﺴﻦ ﲝﻮﺍﻣﻞ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﻣﻞ، ﻭﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﱂ ﳛﺒﻠﻦ ﻗﻂ ﺃﺻﻐﺮ‬ ‫ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﻗﺪ ﺣﺒﻠﻦ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺣﺒﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺣﺎﻣﻬﻦ ﺃﻛﱪ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﲤﺪﻳﺪ ﺍﳉﻨﲔ ﻟﻪ. ﻭﻗﺪ ﳜﺘﻠﻒ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﰲ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ)١(، ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ‬ ‫ﻫﻦ ﺃﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎﹰ ﺃﺻﻐﺮ، ﻭﻓﻴﻤﻦ ﻫﻦ ﺃﻛﱪ ﺳﻨﺎﹰ ﻛﺒﲑﺍﹰ، ﻭﻓﻴﻤﻦ ﻳﻜﺜﺮﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﻳﺒﻄﻠﻦ ﻣﻨﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﳌﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻗﻌﺮﻫﺎ، ﻭﻣﻮﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺓ ﻭﻗﺮﻳﺐ ﺇﱃ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻮﻟﻪ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺇﺻﺒﻌﺎﹰ،‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻟﺒﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺗﲔ‬ ‫ﺍﳌﺸﺒﻬﺘﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻧﲔ. ﻭﻗﻮﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺳﺘﺔ ﺃﺻﺎﺑﻊ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﻋﺸﺮ ﺇﺻﺒﻌﺎﹰ. ﻓﻬﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ.‬ ‫ﻓﻲ ذآﺮ اﻟ ﱢﻘَﺎر وﻋﺪد اﻷرﺣﺎم:‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻘﻌﺮﺓ ﻳﺴﲑﺓ ﺍﻟﺘﻘﻌﲑ، ﻭﻫﻲ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻳﺼﲑ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻡ ﺍﳊﻴﺾ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺧﺸﻨﺔ، ﻭﺟﻌﻠﺖ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ ﺍﳌﲏ ﻭﻟﺘﺘﻌﻠﻖ ‪‬ﺎ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺸﻴﻤﺔ. ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﰲ ﺑﺪﻥ‬ ‫ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲬﺴﺔ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ، ﺭﲪﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ‬ ‫ﺍﻷﳝﻦ ﻭﺭﲪﺎﻥ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ، ﻭﺭﺣﻢ ﺧﺎﻣﺲ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ‬ ‫ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﳛﻤﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻓﻬﻮ ﺧﻨﺜﻰ. ﻭﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻠﺪﻥ‬ ‫ﺫﻛﺮﺍﹰ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﹰ، ﻭﻻ‬ ‫)١( ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ: ﻛﺒﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﻦ .‬
‫٠٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﹰ. ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﲪﻠﺖ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﲔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﲪﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺮﲪﲔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻥ ﲪﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﰎ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻣﻌﺘﺪﻝ.‬ ‫ﻭﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻟﺪﺕ ﰲ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﲔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻟﺪﺍﹰ ﻭﺇ‪‬ﻢ‬ ‫ﻋﺎﺷﻮﺍ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎﹰ: ﺇﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻟﺪﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰒ ﻭﺿﻌﺖ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‬ ‫ﻭﻟﺪﺍﹰ ﺁﺧﺮ، ﻭﻋﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﺎ ﺟﻮﻣﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻤﻞ ﻓﻌﻠﻘﺖ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ.‬ ‫*****‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫١٢‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎﻣﺲ‬ ‫ﻓﻲ اﺧﺘﻼف ﺁراء اﻟﻘﺪﻣﺎء‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻠﺔ آﻮن اﻟﺬآﻮر واﻹﻧﺎث‬ ‫ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ ﳐﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﳍﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻮ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺭﺃﻯ ﺍﻧﻜﺴﺎﻏﻮﺭﺱ)١( ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺃﺗﺒﻌﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﲏ، ﻭﻃﺎﻳﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺣﺴﺐ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ‬ ‫ﺃﻣﺒﺎﺩﻭﻗﻠﻴﺲ)٢(، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺰﺭ ﺇﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﺎﺙ. ﻭﺇﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ، ﻭﻋﻠﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﺍﻟﻄﻤﺚ، ﻷﻥ ﻓﻀﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺭﺓ ﺟﺪﺍﹰ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺣﺎﺭﺍﹰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬ ‫ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﻨﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﺸﺎﻫﺪ‬ ‫ﺗﻮﺃﻣﲔ ﺫﻛﺮﺍﹰ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﰲ ﻋﻀﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﺃﻋﲏ ﰲ ﺭﺣﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﺼﻠﺢ ﺇﻥ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻓﻘﻂ ﳘﺎ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺫﻛﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ‬ ‫ﺑﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﺑﺪﺍﹰ، ﻭﺩﳝﻘﺮﻳﻄﺲ)٣( ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ‬ ‫ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺑﺮﻭﺩ‪‬ﺎ، ﻓﺤﺴﺐ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺩﻡ‬ ‫ﺍﻟﻄﻤﺚ ﻓﺎﳌﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍﹰ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻤﺚ ﺃﻗﻮﻯ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﳍﺬﺍ ﻻ‬ ‫)١( ﺍﻧﻜﺴﺎﻏﻮﺭﺱ: ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻃﺒﻴﺐ ﻳﻮﻧﺎﱐ .‬ ‫)٢( ﺃﻣﺒﺎﺩﻭﻗﻠﻴﺲ، ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﻮﻧﺎﱐ ﻋﲏ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ، ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ٩٩٤ ﻕ.ﻡ.‬ ‫)٣( ﺩﳝﻘﺮﻳﻄﺲ، ﻣﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻕ.ﻡ.‬
‫٢٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻓﺤﺴﺐ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﺃﻣﺒﺎﺩﻭﻗﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﺜﻰ ﺗﺸﺒﻪ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﺑﺎﻩ.‬ ‫ﻭﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﲏ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻉ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻏﻠﻆ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍﹰ،‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺩﻕ ﻭﺿﻌﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻭﰲ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ،ﻭﺻﺤﺔ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺴﻮﺓ ﻳﻠﺪﻥ ﺇﻧﺎﺛﺎ ﻓﺰﻭﺟﻦ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻬﻦ ﻓﻮﻟﺪﻥ ﺫﻛﻮﺭﺍﹰ، ﻭﺗﺰﻭﺝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﺑﻐﲑﻫﻦ ﻓﻮﻟﺪﻥ ﺫﻛﻮﺭﺍﹰ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ.‬ ‫ﻭﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮﻻ ﺗﻀﺎﺩ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺇﻣﺎ ﺫﻛﺮﺍﹰ‬ ‫ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻷﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﲏ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺇﻣﺎ ﺫﻛﺮﺍﹰ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﻏﻠﺒﺖ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﺳﺮﻉ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫ﻭﺃﺟﻬﺮ ﻛﻼﻣﺎﹰ، ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻟﻘﻮﺓ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ، ﻭﺻـﺎﺭﺕ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺃﺑﻄﺄ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺃﻃﻴﺐ ﻧﻐﻤﺎﹰ، ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻘﺒﻀﺔ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭ‬ ‫ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎﹰ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻭﻻﺩﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ ﺃﺳﺮﻉ‬ ‫ﺇﺩﺭﺍﻛﺎﹰ ﻭﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﻯ.‬ ‫ﻭﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ، ﻷﻥ‬ ‫ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺗﺮﺧﻰ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﺗﺬﻳﺐ ﺍﻟﺰﺭﻉ، ﻭﲣﺮﺟﻪ ﺭﻗﻴﻘﺎﹰ ﻣﺎﺋﻴﺎﹰ ﻏﲑ ﻧﻀﺞ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ‬ ‫ﺗﺼﻠﺐ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﲤﻨﻊ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﳜﺮﺝ ﺍﳌﲏ ﻭﻗﺪ ﻧﻀﺞ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﰲ ﻧﺘﺎﺝ ﺃﻏﻨﺎﻣﻬﻢ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ‬ ‫ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻟﻘﻮﺓ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬ ‫ﻭﺿﻌﻒ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ. ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ.....)١( ﺑﺎﻻﻋﺘﺪﺍﻝ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﲢﺮﻕ ﺍﻟﺰﺭﻉ، ﻭﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﻧﻀﺎﺟﻪ.‬ ‫ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺣﺎﻝ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺃﻥ ﺍﳌﲏ ﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ‬ ‫ﳝﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﳝﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﻷﳝﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﺭ‬ ‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺣﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﺇﻥ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ‬ ‫)١( ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻘﻂ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ.‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٣٢‬ ‫ﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﳝﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﺬﻛﺮﺍﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﳝﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﻳﺴﺎﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺫﻛﺮﺍﹰ ﺧﻨﺜﻰ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻴﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﺎﺭ ﺃﻭ ﺑﺎﺭﺩ ﺑﺪﻡ‬ ‫ﺍﳊﻴﺾ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻨﻪ. ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺾ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻔﺮ ﺃﻭ ﺃﺳﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻼﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺋﻴﺎﹰ ﺭﻗﻴﻘﺎﹰ ﺩﻝﹼ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻠﺴﺎﹰ ﻟﺰﺟﺎﹰ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﺎﺑﺴﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻓﺎﹰ ﺧﺸﻨﺎﹰ.‬ ‫*****‬
‫٤٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓـﻊ اﻟﺠﻤــﺎع‬ ‫ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﳕﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﰲ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﺌﻼ ﺗﻨﻔﺪ‬ ‫ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ، ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺮﻧﺖ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻟﺬﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘﺤﺚ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ.‬ ‫ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﳕﺎ ﻏﺎﻳﺘﻬﻢ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﺬﺓ، ﻭﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺴﻞ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﻲ ﻓﻐﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻓﻘﻂ.‬ ‫ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ‬ ‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻣﺰﺟﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻷﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺃﻧﺜﻴﻴﻪ ﺣﺎﺭﺍﹰ ﺭﻃﺒﺎﹰ ﺍﺳﺘﻨﻔﻊ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﲏ ﺍﳌﺘﻮﻟﺪ ﻓﻴﻪ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺜﺮ ﺍﳌﲏ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ، ﻭﳍﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻀﺮﻭﻥ ﺍﺳﺘﻀﺮﺍﺭﺍﹰ ﻗﻮﻳﺎﹰ، ﻷﻥ ﺍﳌﲏ ﳚﺘﻤﻊ‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﻌﻔﻦ ﻭﻳﻔﺴﺪ ﻭﳛﺪﺙ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﳐﺘﻠﻔﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ‬ ‫ﺣﺎﺭﺍﹰ ﻳﺎﺑﺴﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺸﺒﻖ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳝﻞ ﺳﺮﻳﻌﺎﹰ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﲏ ﻷﺟﻞ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻴﺒﺲ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﻟﻠﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﳌﻠﻞ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺟﻬﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﺳﺘﻀﺮﻭﺍ. ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺃﻧﺜﻴﻴﻪ ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ‬ ‫ﺭﻃﺒﺎﹰ ﻛﺎﻧﺖ ‪‬ﻀﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﺄﺑﻄﺄ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻋﺪﻡ‬ ‫ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﰎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﻌﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻘﻴﺒﻪ ﻭﺿﻌﻒ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻷﻧﺜﻴﻴﲔ ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ ﻳﺎﺑﺴﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍﹰ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻷﺟﻞ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﻣﺰﺟﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ،‬ ‫)١ (‬ ‫ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻴﻘﻮﺭﺱ‬ ‫ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺒﺪﻥ، ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻﹰ ﻣﻌﺘﺪﻻﹰ ﻧﻔﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ‬ ‫)١( ﺃﺑﻴﻘﻮﺭﺱ: ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﻮﻧﺎﱐ، ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺗﻄﻮﻑ ﰲ ﺧﻼﺀ ﻻ ‪‬ﺎﺋﻲ.‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٥٢‬ ‫ﳛﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻀﻌﻒ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻜﻦ ﳚﺪ ﺧﻔﺎﹰ ﰲ ﺟﺴﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺛﻘﻴﻼﹰ‬ ‫ﻭﺣﺴﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻳﺎﹰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﺇﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﻓﻀﻼ‪‬ﺎ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻓﺤﺴﻦ‬ ‫ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ)١( ﻷﻧﻪ ﻳﺼﻔﹼﻲ ﺃﺫﻫﺎ‪‬ﻢ،‬ ‫ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ، ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺮ‪ ‬ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻨﺸﻄﻬﺎ، ﻭﻳﺼﻠﺢ‬ ‫ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩﻳﺔ، ﻭﻳﻨﻘﺺ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻏﲑ ﻣﻦ ﻳﻌﺸﻘﻪ، ﻭﳜﻔﻒ ﺍﻻﻣﺘﻼﺀ ﻭﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻭﻳﺼﻔﹼﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﳊﻨﺠﺮﺓ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﺮﻛﺰﺍﹰ ﻻ ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﺸﻔﻲ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ)٢( ﻷﻧﻪ ﳚﻔﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﺮﻑ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ. ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﺑﺮﻭﺍ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﻢ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﺰﺍﺝ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺴﻜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻔﻮﻧﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻛﺜﲑﻭ ﺍﳌﲏ ﺍﳌﻜﺘﻨـﺰﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﱂ‬ ‫ﳚﺎﻣﻌﻮﺍ ﺛﻘﻠﺖ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ، ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﻗﻠﻖ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺳﺒﺒﻪ، ﻭﳛﻤ‪‬ﻮﻥ ﻭﺗﻘﻞ ﺷﻬﻮ‪‬ﻢ‬ ‫ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﻔﺴﺪ ﻫﻀﻮﻣﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﲪﻠـﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﺗﻘﻴﺄﻭﺍ ﺍﻟﻐـﺬﺍﺀ،‬ ‫ﻭﺗﻠﺰﻣﻬﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺮﺍﻗﻴﺔ)٣(.‬ ‫ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﲏ ﰲ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ‬ ‫ﺿﺮﺑﺎﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭﺍﻟﺘﺰﻫﺪ، ﻓﱪﺩﺕ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻭﻋﺴﺮﺕ ﺣﺮﻛﺎ‪‬ﻢ،‬ ‫ﻭﻋﺮﺿﺖ ﳍﻢ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺳﺒﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻟﺰﻣﺘﻬﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺳﻜﻨﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﰲ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺭﺟﻼﹰ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺎﺩﺍﹰ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ ﰒ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﺎﻧﺘﻔﺦ ﺇﺣﻠﻴﻠﻪ‬ ‫ﻭﻏﻠﻆ، ﻭﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻓﺄﺷﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﺍﳌﲏ ﻓﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻷﻥ ﺍ‪‬ﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻠﲔ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﲤﺘﻠﻲ ﻭﲤﺪﺩ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻘﻰ ﻓﻀﻮﳍﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ‬ ‫)١( ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ: ﻣﺮﺽ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﺎﺭﺩ، ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﹰﺍ.‬ ‫)٢( ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺒﻠﻌﻮﻡ: ﻳﻘﺼﺪ ‪‬ﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻟﺪﻫﺎ ﺧﻠﻂ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻛﺎﻟﻔﺎﰿ.‬ ‫)٣( ﺍﳌﺮﺍﻗﻴﺔ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ.‬
‫٦٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻛﺎﳌﺼﺎﺭﻋﲔ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﻨﻘﺒﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﻘﺒﺎﺿﺎﹰ ﺗﺎﻣﺎﹰ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺿﺎﻣﺮﺍﹰ ﻣﻨﻜﺴﺮﺍﹰ ﻛﺬﻛﺮ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﻷﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻘﺪ ﺭﻳﺎﺿﺘﻬﺎ ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﺎ‬ ‫ﺗﺒﻄﻞ ﺃﻓﻌﺎﳍﺎ ﻭﺗﻨﺴﺪ ﳎﺎﺭﻳﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﺷﺪﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﳛﺪﺙ‬ ‫ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺷﺒﻴﻪ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺮﺣﻢ)١(. ﻭﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﻠﻴﻎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺀ ﻷﻧﻪ ﳛﺮﻙ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻋﺎﺟﻼﹰ. ﻭﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﺸﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﺮﻑ ﺣﱴ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﺮﻑ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺒﻄﻦ)٢( ﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﳍﻀﻢ.‬ ‫ﻭﲨﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﻨﻔﻊ ﳌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻪ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ‬ ‫ﻛﺜﲑﺓ، ﻭﰲ ﺑﺪﻧﻪ ﲞﺎﺭ ﺩﺧﺎﱐ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻷﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﳛﻠﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﻨﻔﻊ ﳌﻦ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﻓﺘﻨﻬﻜﻪ، ﻷﻥ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﺿﻌﻒ‬ ‫ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍ‪‬ﺎﻣﻌﺔ.‬ ‫ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﳚﺎﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﺑﻞ ﻷﺟﻞ ﺷﻮﻕ ﺍﳉﺴﻢ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻘﺬﻑ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﳌﺘﺼﻞ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻠﺬﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻧﺎﻓﻌﺎﹰ ﻷﺟﻞ ﺷﻮﻕ ﺍﳉﺴﻢ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺷﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﻩ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ، ﺃﻋﲏ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﺑﺎﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ.‬ ‫*****‬ ‫)١( ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺮﺣﻢ: ﻫﻮ ﺍﺣﺘﻘﺎﻥ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﺍﻷﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﻮﻳﻪ.‬ ‫)٢( ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺒﻄﻦ: ﺃﻱ ﺇﺳﻬﺎﳍﺎ.‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٧٢‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎﺑﻊ‬ ‫ﻓﻲ ذآﺮ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎع‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﲑﺓ، ﻭﻋﻘﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﰲ ﻗﻌﺮ ﺍﳌﻌﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﻄﻔﻮ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻪ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺲ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﱪ‪‬ﺩ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺻﻠﺢ ﻟﻠﺬﻱ‬ ‫ﳚﺎﻣﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺛﺮ ﻗﻠﻴﻼﹰ، ﻭﻳﺴﻜﻦ ﺯﻣﺎﻧﺎﹰ ﻣﻌﺘﺪﻻﹰ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳉﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎﹰ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ، ﺃﻋﲏ ﰲ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﺭﻃﻮﺑﺘﻪ‬ ‫ﻭﻳﺒﻮﺳﺘﻪ ﻭﺍﻣﺘﻼﺋﻪ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﻪ، ﻭﻋﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺣﺎﻟﺘﲔ:‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ، ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ. ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﻣﻊ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺣﺎﺭ ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺍﳊﻤ‪‬ﻰ ﻋﻘﻴﺐ ﺍﳉﻤﺎﻉ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﺴﻢ ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺑﺮﺩﺍﹰ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ، ﻭﳜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﺍﻻﻧﻄﻔﺎﺀ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﳑﺘﻠﻴﺎﹰ ﺑﺸﺮﺏ، ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺗﻮﻟﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺳﺪ‪‬ﺓ)١(، ﻭﺭﲟﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ‬ ‫)٢ (‬ ‫ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺍﻟﺴﺪ‪‬ﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻜﺘﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺎﰿ)٣( ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ)٤(.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎﹰ ﺃﻛﺴﺒﻪ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺟﻔﺎﻓﺎﹰ ﻭﻳﺒﺴﺎﹰ ﻭﺗﺸﻨﺠﺎﹰ، ﻭﳍﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻠﺘﲔ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺭﻃﺐ ﻭﻻ ﻳﺎﺑﺲ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺃﻓﺎﺩﻧﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎﹰ ﻛﻠﻴﺎﹰ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻜﻞِ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺪﺓ: ﻫﻲ ﺍﳉﻠﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﰲ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻭﲞﺎﺻﺔ ﰲ ﺷﺮﺍﻳﲔ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫)٢( ﺍﻟﺴﻜﺘﺔ: ﻋﻄﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻔﺎﰿ: ﺍﻟﺸﻠﻞ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ.‬ ‫)٤( ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ: ﺍﻟﺒﻂﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ.‬
‫٨٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺣﱴ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﲝﺮﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﳑﺘﻠﺊ ﺃﺻﻠﺢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺧﺎﻝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳑﺘﻠﺌﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﻣﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎﹰ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺭﻃﺐ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﻳﺎﺑﺲ، ﻷﻥ ﺍﳌﲏ ﺭﻃﺐ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻩ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﻪ ﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ،‬ ‫ﻓﻤﱴ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺭﻃﺒﺎﹰ ﱂ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻳﺒﻮﺳﺔ ﻳﺴﺘﻀﺮ ‪‬ﺎ.‬ ‫*****‬
‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٩٢‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻀﺎر اﻟﺠﻤﺎع ﻟﻠﺒﺪن‬ ‫ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﺼُﻔﹼﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻭﻳﻜﺴﺐ‬ ‫ﺍﻟﺴﻬﺮ، ﻭﳛﺪﺙ ﺍﻻﺭﺗﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﻔﺎﰿ، ﻭﻭﺟﻊ ﺍﳌﻔﺎﺻﻞ، ﻷﻧﻪ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻌﺼﺐ ﺇﺿﺮﺍﺭﺍﹰ‬ ‫ﻗﻮﻳﺎﹰ. ﻭﻳﺘﺒﻊ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻣﺘﻼﺀ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺭﻡ ﺍﳉﻔﻮﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺗﻌﺐ‬ ‫ﻗﻮﻱ. ﻭﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻰ ﻭﺍﳌﺜﺎﻧﺔ، ﻭﳛﺪﺙ ﻧﺘـﻦ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﻭﺟﻊ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ، ﻭﻭﺭﻡ ﺍﻟﻠﻬﺎﺓ‬ ‫ﻭﳚﻔﻒ ﺍﻟﺒﻄﻦ، ﻭﻳﺪﺭ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﳛﺪﺙ ﺍﻷﺩﺭﺓ)١( ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺧﻰ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻭﺭﲟﺎ ﺍﳒﺬﺑﺖ‬ ‫ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻭﺣﺪﺙ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﻡ.‬ ‫ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ)٢( ﺃﺿﺮ، ﻷﻥ ﺗﻌﺒﻬﻢ ﺃﺷﺪ، ﻭﻣﺰﺍﺟﻬﻢ ﺃﺟﻒ، ﻭﻷ‪‬ﻢ ﰲ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﲤﺪﺩﺍﹰ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ، ﻭﳛﻤﻲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﻨﺞ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺮﻕ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻧﻔﺚ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺴﻞ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻳﺎﺑﺲ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻋﻄﺐ. ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳌﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳉﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺪ‪‬ﻕ ﻭﲪﻴﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﻫﻠﻜﻮﺍ ‪‬ﺎ. ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﺍﻟﻄﻨﲔ)٣(، ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﺷﺒﻴﻪ‬ ‫ﺑﺪﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﰲ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺐ. ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ ‪‬ﻢ ﺗﻀﺮ ﺳﺮﻳﻌﺎﹰ‬ ‫ﻷﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﻭ‪‬ﺰﻝ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺿﻌﻔﺎﹰ‬ ‫ﻋﻈﻴﻤﺎﹰ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺭﻃﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺴﺮ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﳚﺬﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺟﺬﺑﺎﹰ ﻗﻮﻳﺎﹰ، ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻳﺴﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻷ‪‬ﺎ ﲣﺎﻟﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻛﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻈﻞ ﳌﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﻕ‬ ‫ﻣﻔﺘﻘﺮﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻟﺘﺘﻐﺬﻯ ‪‬ﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺍﻡ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﲨﻴﻌﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ. ﻭﺗﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺭﻭﺣﺎﹰ‬ ‫ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﲔ، ﻭﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﰲ ﺍﻟﻠﺬﺓ. ﻭﻟﻴﺲ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳋﺎﺭﺝ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ‬ ‫)١( ﺍﻷﺩﺭﺓ: ﲡﻤﻊ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﰲ ﺻﻔﺎﻕ ﺍﳋﺼﻴﺔ.‬ ‫)٢( ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻮﺍﻁ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻄﻨﲔ: ﺻﻮﺕ ﰲ ﺍﻷﺫﻥ ﻳﺸﺒﻪ ﻃﻨﲔ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ.‬
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864
864

Recommandé

291
291291
291
kotob arabia
 
131
131131
131
kotob arabia
 
96
9696
96
kotob arabia
 
4843
48434843
4843
kotob arabia
 
587
587587
587
kotob arabia
 
4841
48414841
4841
kotob arabia
 
586
586586
586
kotob arabia
 
1231
12311231
1231
kotob arabia
 

Recommandé

291
291291
291
kotob arabia
 
131
131131
131
kotob arabia
 
96
9696
96
kotob arabia
 
4843
48434843
4843
kotob arabia
 
587
587587
587
kotob arabia
 
4841
48414841
4841
kotob arabia
 
586
586586
586
kotob arabia
 
1231
12311231
1231
kotob arabia
 
608
608608
608
kotob arabia
 
612
612612
612
kotob arabia
 
6084
60846084
6084
kotob arabia
 
5943
59435943
5943
kotob arabia
 
6097
60976097
6097
kotob arabia
 
585
585585
585
kotob arabia
 
5881
58815881
5881
kotob arabia
 
6326
63266326
6326
kotob arabia
 
6661
66616661
6661
kotob arabia
 
5941
59415941
5941
kotob arabia
 
6665
66656665
6665
kotob arabia
 
6050
60506050
6050
kotob arabia
 
680
680680
680
kotob arabia
 
5858
58585858
5858
kotob arabia
 
866
866866
866
kotob arabia
 
701
701701
701
kotob arabia
 
6139
61396139
6139
kotob arabia
 
6283
62836283
6283
kotob arabia
 
6146
61466146
6146
kotob arabia
 
5902
59025902
5902
kotob arabia
 
1086
10861086
1086
kotob arabia
 
960
960960
960
kotob arabia
 

Contenu connexe

En vedette

En vedette (20)

608
608608
608
 
612
612612
612
 
6084
60846084
6084
 
5943
59435943
5943
 
6097
60976097
6097
 
585
585585
585
 
5881
58815881
5881
 
6326
63266326
6326
 
6661
66616661
6661
 
5941
59415941
5941
 
6665
66656665
6665
 
6050
60506050
6050
 
680
680680
680
 
5858
58585858
5858
 
866
866866
866
 
701
701701
701
 
6139
61396139
6139
 
6283
62836283
6283
 
6146
61466146
6146
 
5902
59025902
5902
 

Plus de kotob arabia

Plus de kotob arabia (20)

1086
10861086
1086
 
960
960960
960
 
764
764764
764
 
6487
64876487
6487
 
6205
62056205
6205
 
942
942942
942
 
5962
59625962
5962
 
763
763763
763
 
6486
64866486
6486
 
745
745745
745
 
6204
62046204
6204
 
6435
64356435
6435
 
5961
59615961
5961
 
6182
61826182
6182
 
959
959959
959
 
941
941941
941
 
594
594594
594
 
762
762762
762
 
744
744744
744
 
6485
64856485
6485
 

864

  • 1.
  • 2. ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍ‪ ‬ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ )ﺕ ٥٩٤ﻫـ(‬ ‫ﻷﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﺮﺃﻩ ﻭﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺩ. ﳛﻴﻰ ﻣﺮﺍﺩ‬
  • 3. ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4. ‫ﺍﳌﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫٣‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫اﻟﻤﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺄﻓﺮﺩﻭﺍ ﳍﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﲝﺘﺔ، ﻓﺬﻛﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﲰﺎﺀ ﺃﻋﻀﺎﺀ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ. ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ(، ﻟﻴﺸﲑ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﳏﺘﻮﺍﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻛﺘﺎﺏ ﲪﻞ ﺍﺳﻢ )ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ( ﻫﻮ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺃﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻛﺮﻛﺮﺓ، ﰒ ﺗﺒﻌﻪ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻠﻎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﲔ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ:‬ ‫١- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﴰﻴﻞ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٣٠٢ﻫـ.‬ ‫٢- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻷﰊ ﺯﻳﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٥١٢ﻫـ.‬ ‫٣- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﺖ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٤٤٢ﻫـ.‬ ‫٤- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﹸﺃﰊ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ١١٢ﻫـ.‬ ‫٥- ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٠٤٣ﻫـ.‬ ‫٦- ﻭﻛﺘﺎﺏ ﳉﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ١١٩ﻫـ.‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﻓﺮﺩ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﲔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺆﻟﻔﺎ‪‬ﻢ ﺑﺎﺑﺎﹰ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ ٨٨٤ﻫـ ﰲ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺨﺼﺺ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺐ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻗﻠﺔ، ﻣﻦ ﺃﳘﻬﻢ:‬ ‫١- ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺣﻴﺪﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﱯ .‬ ‫٢- ﺍﺑﻦ ﺃﺻﺒﻎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ )ﺕ٠٢٦ﻫـ(.‬ ‫٣- ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ –ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ-)ﺕ ٥٩٤ﻫـ(.‬ ‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﺆﻟﻒ:‬
  • 5. ‫٤‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﻣـﺔ‬ ‫ﻭﻟﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺳﻨﺔ ٦٣٤ﻫـ، ﻭﺗﻌﻠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﻃﺒﺎﺋﻬﺎ، ﻭﲤﺮﺱ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻀﺪﻱ،‬ ‫ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﻃﺒﻴﺒﺎﹰ ﻧﺎﺟﺤﺎﹰ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻋﺎﳌﺎﹰ ﺑﺎﻟﻔﻠﻚ، ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺂﺭﺍﺋﻪ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻗﺪ ﺃﳊﻘﻪ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ ﺑﺎﷲ ﲝﺎﺷﻴﺘﻪ ﻭﺃﺑﻘﺎﻩ ﲞﺪﻣﺘﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﻨﺔ ٧٨٤ﻫـ، ﰒ ﺗﺎﺑﻊ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﳌﺴﺘﻈﻬﺮ ﺑﺎﷲ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺗﻮﰲ ﰲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺳﻨﺔ ٥٩٤ﻫـ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ)١( -ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍﷲ- ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻜﺎ)٢( ﻭﺍﺑﻦ ﺟﺰﻟﺔ)٣(.‬ ‫ﻭﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ، ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﻴﻤﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺐ‬ ‫ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﳘﺎ ﺍﳌﻐﲏ ﻭﺍﻹﻗﻨﺎﻉ، ﻭﻛﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﲑﻗﺎﻥ، ﻭﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻃﺒﻴﺔ ﺳﺌﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ.‬ ‫)١( ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻛﻨﻴﺘﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﻄﺎﺏ. ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ٠٠٥ﻫـ، ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ.‬ ‫)٢( ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻜﺎ ﻭﻟﻘﺒﻪ ﺃﻭﺣﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ، ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺫﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﺎﻩ ﺃﻣﲔ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ.‬ ‫)٣( ﺍﺑﻦ ﺟﺰﻟﺔ ﻭﻫﻮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺟﺰﻟﺔ، ﻛﺎﻥ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ ﺑﺎﷲ ﺍﳌﺘﻮﰱ ﺳﻨﺔ‬ ‫٧٨٤ﻫـ، ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﳘﺎ:‬ ‫ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ، ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬
  • 6. ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫٩٨١‬ ‫اﻟﻔﻬﺮس‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿـــﻮﻉ‬ ‫٣‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬ ‫٥‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ‬ ‫٩‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻘﺴﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ‬ ‫١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﰲ ﺻﻔﺔ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ‬ ‫٣١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻭﰲ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ‬ ‫٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬ ‫٩١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻋﻠﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫٢٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﳉﻤﺎﻉ‬ ‫٥٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ‬ ‫٧٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﰲ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ‬ ‫٠٣‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﺒﺎﻩ‬ ‫٢٣‬
  • 7. ‫٠٩١‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ‬ ‫٣٣‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ‬ ‫٦٣‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﻮﻟﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ‬ ‫١٤‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳌﺴﻤﻮﺡ ﻭﺍﳊﻘﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ..‬ ‫٩٤‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬ ‫ﰲ ﻋﻼﺝ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ‬ ‫٤٥‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ‬ ‫٦٥‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻓﺘﻀﺎﺽ‬ ‫٢٦‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺒﻞ‬ ‫٦٦‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ‬ ‫١٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻨﻪ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٤٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻄﻔﺘﲔ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﳍﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬
  • 8. ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫١٩١‬ ‫٥٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺧﻠﻘﺔ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫١٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻠﺔ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٢٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻷﻇﺎﻓﺮ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ‬ ‫٤٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٦٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ‪‬ﺎ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٩٨‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳉﻨﲔ‬ ‫٤٠١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﺀ‬ ‫٣١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﺮ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ‬ ‫٥١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ‬ ‫٧١١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﲔ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﰲ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ‬ ‫٣٢١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻠﺔ ﺷﺒﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻟﺪﻭﻫﻢ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﻬﻢ‬
  • 9. ‫٢٩١‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫٥٢١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ‬ ‫٩٣١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻈﺌﺮ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻠﱭ‬ ‫٤٤١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‬ ‫٠٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﻠﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺷﻴﺒﻪ‬ ‫٣٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﳌﻮﺟﺒﺔ ﻻﻧﺘﺼﺎﺏ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﻳﺮ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ‬ ‫٥٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳌﺪﺑﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﳌﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫٩٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‬ ‫٢٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫٦٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٨٦١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫٠٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﳏﺪﺙ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺃﻭ ﻗﺪﱘ‬
  • 10. ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫٣٩١‬ ‫١٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‬ ‫٣٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻠﻤﻌﻘﻮﻻﺕ‬ ‫٥٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺷﺮﻑ‬ ‫٧٧١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫٠٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﳍﻴﻮﱄ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ‬ ‫٣٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‬ ‫٦٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ‬ ‫٨٨١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ‬ ‫ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ‬
  • 11. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٧‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫رب أﻧﻌﻤﺖ ﻓﺰد‬ ‫آﺘﺎب ﺧﻠـﻖ اﻹﻧﺴــﺎن‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﺗﻔﻜﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﺩﻟﻴﻞ‬ ‫ﺑﺬﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺘﺪﺑﲑﻩ ﻭﻋﻨﺎﻳﺘﻪ، ﻓﻀﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ‬ ‫ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺑﻌﻘﻠﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ، ﲝﺴﺐ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭﺗﻪ ﰲ ﻋﻠﻮﻣﻪ‬ ‫ﻓﺒﻘﺪﺭ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﻨﺎﻓﻌﻬﺎ ﳚﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﲦﺮﻫﺎ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻟﻜﺜﲑ ﳑﻦ‬ ‫ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻳﻬﻮﺍﻫﺎ، ﺻﺎﺭ ﻣﻴﻠﻬﻢ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺓ ﻻ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﻜﺮﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﳌﻄﻮﻟﺔ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺗﻮﺧﻴﺖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺍﻹﳚﺎﺯ ﺣﺎﻛﻴﺎﹰ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﺗﻪ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ، ﻭﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﺳﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪﺗﻪ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭﳛﺮﺱ ﻣﻦ ﺍﳊﻈﺮ ﻭﺍﳋﻄﺮ ﲟﻨﻪ‬ ‫ﻭﺭﲪﺘﻪ. ﻭﻋﺪﺩ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﲬﺴﻮﻥ ﺑﺎﺑﺎﹰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ: ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻘﺴﻮﻣﺎﹰ‬ ‫ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﰲ ﺻﻔﺔ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﺃﻭﻻﹰ ﻭﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻭﰲ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﺭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﻋﻠﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﰲ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﰲ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ.‬
  • 12. ‫٨‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﳌﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﺒﺎﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﳌﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺰﺍﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﻭﰲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺴﻮﺡ ﻭﺍﳊﻘﻦ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﻋﻼﺝ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﲏ ﻭﺳﻴﻼﻧﻪ ﻭﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻹﻧـﺰﺍﻝ، ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻋﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﰲ ﻣﺪﺍﻭﺍﺓ ﺍﻹﻧﻌﺎﻅ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺒﺎﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻓﺘﻀﺎﺽ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ‬ ‫‪‬ﺎ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺒﻞ ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﳊﻤﻞ ﺑﺎﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﱪ ﻭﻳﻌﻈﻢ،‬ ‫ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﳊﺒﻞ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻨﻪ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻄﻔﺘﲔ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﳍﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺧﻠﻘﺔ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﻋﻠﺔ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ،‬ ‫ﻭﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻷﻇﻔﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﻀﻮ ﻳﺘﻜﻮﻥ‬
  • 13. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٩‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳉﻨﲔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﺀ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺴﺮ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﲔ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺷﺒﻪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻟﺪﻭﻫﻢ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﻬﻢ‬ ‫ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻬﺎﺕ، ﻭﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﻧﻘﺼﺎ‪‬ﺎ، ﻭﰲ ﻋﻠﺔ ﻛﱪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﻭﺻﻐﺮﻩ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺳﺒﺎﻃﺘﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻈﺌﺮ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻠﱭ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺭ ﺍﻟﻠﱭ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻭﻳﻘﻄﻌﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﻋﻠﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺷﻴﺒﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺍﻧﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ‬ ‫ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﺎﻳﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳌﺪﺑﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ‬ ‫ﺍﳌﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺍﻷﺧﻼﻕ‬
  • 14. ‫٠١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﻷﻱ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺗﺘﺒﻊ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺳﲑ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﳏﺪﺙ ﺃﻡ ﻗﺪﱘ ؟‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻘﻮﻻﺕ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺷﺮﻑ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ،‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺗﺒﻄﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﳉﺴﻢ ﺃﻭ ﺗﺒﻘﻰ ؟‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ: ﰲ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳍﻴﻮﻻﱐ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﺃﻋﲏ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺇﱃ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ، ﻭﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ.‬ ‫*****‬
  • 15. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫١١‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻷول‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ)١(‬ ‫ﻧﻮع اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻘﺴﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﺬآﺮ واﻷﻧﺜﻰ‬ ‫ً‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ﻷ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻣﺘﻨﺎﺯﻋﺔ، ﻭﻫﻲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﺎﻳﻊ‬ ‫ﻛﻠﻴﺎ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺗﺘﻔﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﺫﺍ‪‬ﺎ، ﻛﻬﺮﺏ ﺍﻟﻀﺪ ﻣﻦ ﺿﺪﻩ، ﻭﻃﻠﺒﻪ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ،‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﲝﻴﺚ ﻳﺄﻣﻦ ﺍﳌﻔﺴﺪ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺗﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﻋﺎﳌﻬﺎ‬ ‫ﺑﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ. ﻭﺃﻳﻀﺎﹰ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻴﺌﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻳﻔﲏ ﻭﳛﻠﻞ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻡ ﺑﺪﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺭﻃﻮﺑﺔ، ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺃﻥ‬ ‫ﲢﻠﻞ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﲤﻴﺘﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺪ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻭﺗﺘﺤﻠﻞ ﺑﺘﺤﻠﻠﻬﺎ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﻷ‪‬ﺎ .....)٢( ﻓﻴﺴﺘﻮﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ، ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ: ﺇﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﳕﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻨﺪ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﱪﺩ ﻭﺍﻟﻴﺒﺲ، ﻭﳌﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﺷﺨﺺ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺳﺮﻣﺪﻳﺎﹰ ﺑﺎﻗﻴﺎﹰ ﺗﻠﻄﻔﺖ ﺇﱃ ﺑﻘﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ)٣(، ﻭﻻ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻨﻮﻉ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻥ)٤( ﻣﻔﺘﻘﺮﺍﹰ ﺇﱃ ﻣﺎﺩﺓ ﺣﺎﺭﺓ ﺭﻃﺒﺔ ﻟﻴﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺇﺫ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮ، ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﳊﺮﺍﺭﺓ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻓﻠﺘﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺧﻠﻘﻬﺎ ﻭﻣﻘﺎﺩﻳﺮﻫﺎ.‬ ‫ﻭﳌﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫)١( ﻟﻌﻞ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻄﺮ ﺍﷲ ﺍﳋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮ‬ ‫ﺑﺎﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﳍﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ.‬ ‫)٢( ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻘﻂ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﻂ.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ: ﺍﳌﺘﺤﻠﻞ.‬ ‫)٤( ﺍﻟﻜﻮﻥ: ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ.‬
  • 16. ‫٢١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻳﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻷﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺃﻓﻨﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﺟﻔﻔﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻣﻘﺴﻮﻣﺎﹰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻟﻜﻮﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻛﺜﲑﺓ،‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺟﻠﺪﺍﹰ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﺎﺩﺭﺓ ﻟﺘﺤﻔﻆ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﺗﻔﲎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻞ،‬ ‫ﻓﺎﻟﺬﻛﺮ ﻳﻠﻘﻲ ﰲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﻮﻟﺪ، ﻭﻳﺴﺘﻤﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺎ ﻳﺘﻢ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ، ﻭﳍﺬﺍ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻥ: ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﰲ ﺍﳌﺮﺃﺓ.‬ ‫*****‬
  • 17. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٣١‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺁﻻت اﻟﺘﻨﺎﺳﻞ‬ ‫أوﻻ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ اﻟﻘﻀﻴﺐ‬ ‫ً‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺟﺴﻢ ﻋﺼﱯ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ، ﺃﺟﻮﻑ ﻣﺘﺨﻠﺨﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ‬ ‫ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻪ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻋﺼﺐ‬ ‫ﻭﻋﺮﻭﻕ ﻭﺷﺮﺍﻳﲔ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﳌﺘﺨﻠﺨﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ.‬ ‫ﻭﺧﻠﻖ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ، ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻨﺸﺄﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻤﲔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﺑﻌﻈﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ ﻟﻴﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﲤﺪﺩﻩ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﳏﻔﻮﻇﺎﹰ. ﻭﲣﻠﺨﻠﻪ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﲔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺴﻬﻞ ﲤﺪﺩﻩ ﻭﺍﻧﺒﺴﺎﻃﻪ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻋﻦ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﻋﻀﻠﺘﺎﻥ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺘﺎﻥ ﳑﺘﺪﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ. ﻭﺇﺫﺍ ﲤﺪﺩﺗﺎ ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﻌﻀﻠﺘﺎﻥ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﺪﺗﺎ ﺍ‪‬ﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﻓﻴﺘﺴﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ. ﻭﻟﻪ ﻋﻀﻠﺘﺎﻥ ﺃﺧﺮﻳﺎﻥ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﻬﻤﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ ﻣﺘﺼﻠﺘﺎﻥ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺑﺮﻳﻦ، ﻭﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﻛﻠﺘﺎﳘﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ‬ ‫ﺍﻧﺘﺼﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻧﺘﺼﺎﺑﺎﹰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎﹰ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﻔﻊ ﰲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺘﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﲢﺮﻙ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ.‬ ‫ﻭﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻌﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ.‬ ‫ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻠﻘﻀﻴﺐ ﻓﺎﺋﺪﺗﲔ:‬ ‫ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻫﻲ ﺑﻘﺼﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺃﻭﻋﻴﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ،‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟُﻌﻞ ﻋﺼﱯ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺲ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﻓﻴﻪ ﺟﻴﺪﺍﹰ، ﻓﻴﻠﺘﺬ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺬﺍﺫﺍﹰ ﻋﻈﻴﻤﺎﹰ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﳉﻮﻑ ﻟﻴﻤﺘﻠﻲ ﲡﻮﻳﻔﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﺭﳛﺎﹰ ﻧﺎﻓﺤﺔ‬ ‫ﺗﻨﺼﺒﻪ ﻟﻴﻤﻜﻦ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ.‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﻘﺼﺪ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻫﻮ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻧﺎﻓﺬﺍﹰ‬
  • 18. ‫٤١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺇﱃ ﲡﻮﻳﻒ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺴﺘﻄﻴﻼﹰ ﺣﱴ ﻳﻮﺻﻞ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻼﻗﻴﻪ ﺍﳍﻮﺍﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻻﻗﻰ ﺍﳌﲏ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﲢﻠﻠﺖ ﺍﳍﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻭﻓﺴﺪ ﻣﺰﺍﺟﻪ، ﻭﱂ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻮﻟﻴﺪ .. ﻭﳍﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳑﺘﺪﺍﹰ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺎﹰ‬ ‫ﰲ ﺁﺧﺮ، ﺃﻣﺎ ﲤﺪﺩﻩ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻴﻄﻮﻝ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻓﻢ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﲏ ﻣﻨﻪ،‬ ‫ﻷﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﲤﺪﺩﺕ ﺧﺮﺝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﺼﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﳚﺮﻱ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ‬ ‫ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳌﲏ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﺮﻉ ﻷﺟﻞ ﺗﺸﻨﺞ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺑﺄﺳﺮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺅﻩ ﰲ ﻏﲑ‬ ‫ﻭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﺿﺎﹰ ﻟﻶﻓﺎﺕ ﺍﳌﻔﺴﺪﺓ.‬ ‫*****‬
  • 19. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٥١‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻷﻧﺜﻴﻴﻦ وﻓﻲ أوﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﻲ‬ ‫ﺍﻷﻧﺜﻴﺎﻥ)١( ﳘﺎ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺍﳌﲏ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﺘﺎ ﻣﻦ ﳊﻢ ﺭﺧﻮ ﻣﺘﺨﻠﺨﻞ ﲢﺘﻮﻱ ﻛﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﺸﺎﺀ ﻳﻨﺸﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﻕ)٢(، ﻭﳘﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﺸﺄﳘﺎ .. ﰒ ﻻ ﻳﺰﺍﻻﻥ‬ ‫ﻳﺘﺴﻌﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﻐﺸﻴﺎ ﺍﳋﺼﻴﺘﲔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺮﻕ ﻏﲑ ﺿﺎﺭﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺘﲔ ﻣﺎﺩﺍﹰ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﳌﲏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺗﺼﻼ ‪‬ﻤﺎ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻛﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳋﺼﻴﺘﲔ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﺎﺕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺐ، ﻓﻴﻨﻘﺴﻤﺎﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻛﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﻗﲔ ﻏﲑ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﲔ.‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻟﺘﻐﺬﻱ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻳﻠﺘﻒ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻓﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﺜﻞ ﺍﺗﺼﺎﳍﺎ. ﻭﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻡ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺯﻣﺎﻧﺎﹰ ﻃﻮﻳﻼﹰ ﻳﺘﻐﲑ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻗﻠﻴﻼﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﻭﻳﺘﺸﺒﻪ ﲜﻮﻫﺮﻫﺎ، ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﰒ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺼﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺇﱃ ﳊﻢ ﺍﳋﺼﻴﺘﲔ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺛﻘﺒﻬﺎ ﻭﳜﻠﺨﻠﻬﺎ ﻓﺘﺤﻴﻼﻧﻪ ﺇﱃ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺇﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺗﺎﻣﺔ، ﻭﻳﻨﻀﺞ ﲝﺮﺍﺭ‪‬ﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ، ﻭﻳﺸﺘﺪ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻭﻳﺼﲑ ﻏﻠﻴﻈﺎﹰ ﻟﺰﺟﺎﹰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎﹰ‬ ‫ﻟﻠﺘﻮﻟﻴﺪ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﲏ ﺍﳋﺎﻟﺺ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻳﺼﲑ ﰲ ﺍﻟﺜﺪﻳﲔ ﻟﺒﻨﺎﹰ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﲏ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻡ، ﻷﻧﻪ ﳜﺮﺝ‬ ‫ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﻀﺠﻪ. ﻭﻳﻨﺸﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻭﻋﺎﺀﺍﻥ‬ ‫ﻳﺴﻤﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﺽ ﺷﺒﻴﻬﺎﻥ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﳘﺎ ﲜﻮﻫﺮ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻣﺘﺼﻼﻥ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﻭﻳﺼﺒﺎﻥ ﺍﳌﲏ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﻋﺎﺋﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﺐ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻀﺘﲔ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻮﻋﺎﺀﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻃﻮﻳﻼﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ‬ ‫ﻣﻨﺸﺄﳘﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ، ﻭﻳﺼﲑﺍﻥ ﺇﱃ ﻋﻈﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ ﰒ ﻳﻨﺤﺪﺭﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﱭ ﻭﳘﺎ‬ ‫ﺃﻳﻀﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻒ ﺻﻠﺒﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻃﻮﳍﻤﺎ ﻓﺎﺣﺘﻴﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﳌﲏ ﻧﻀﺠﺎﹰ ﻭﻳﺴﺘﺤﻜﻢ ﻏﻠﻈﺔ ﻭﻟﺰﻭﺟﺔ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﻤﺎ ﻓﻠﻜﻲ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﳌﲏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ،‬ ‫)١( ﺍﻷﻧﺜﻴﺎﻥ: ﺍﳋﺼﻴﺘﺎﻥ.‬ ‫)٢( ﺻﻔﺎﻕ ﺍﳋﺼﻴﺔ: ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﻮﻱ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ .‬
  • 20. ‫٦١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻼﺑﺘﻬﻤﺎ ﻓﻠﻜﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﺽ ﳍﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﳍﺘﻚ. ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﲏ ﰲ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﺠُﻌﻼ ﲞﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﲏ ﻗﺼﲑﻳﻦ ﺿﻴﻘﲔ ﻟﻴﻨﲔ. ﺃﻣﺎ ﻗﺼﺮﳘﺎ ﻓﻸ‪‬ﻤﺎ‬ ‫ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﳏﺘﺎﺟﲔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺎ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﺑﻞ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻬﻤﺎ ..ﺃﻣﺎ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﻤﺎ‬ ‫ﻓﻸﻥ ﻣﲏ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺭﻗﻴﻖ ﻳﻨﻔﺬ ﰲ ﺿﻴﻖ ﺍ‪‬ﺎﺭﻱ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈ‪‬ﻤﺎ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺎ‬ ‫ﻗﺼﲑﻱ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﱂ ﳛﺘﺎﺟﺎ ﺇﱃ ﺻﻼﺑﺔ ﲢﻔﻈﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﳍﺘﻚ.‬ ‫ﻭﻋﻀﻞ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺃﺭﺑﻊ، ﻭﻣﻨﻔﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﲔ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺑﺎﻟﻌﲔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺣﱴ ﻻ‬ ‫ﺗﺘﺰﻋﺰﻉ، ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻴﻤﺎ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﺒﻴﻀﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﹶّﻲ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭﺕ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﻀﻼﺕ ﻷﻥ ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻠﻘﺘﺎﻥ، ﻭﰲ ﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫ﻋﻀﻠﺘﺎﻥ ﺣﺴﺐ، ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻷﻥ ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﳌﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻏﲑ ﺑﺎﺭﺯﺗﲔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺜﻞ ﺃﻧﺜﻴﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺘﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ، ﺍﻛﺘﻔﺖ‬ ‫ﺑﻌﻀﻠﺘﲔ. ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻟﻜﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﺼﻮﺭ ﻣﻨﻬﻤﺎ .. ﻭﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﻣﻐﻠﻔﺔ‬ ‫ﺑﺎﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﳒﺬﺑﺖ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﺟﺬﺑﺖ ﻋﻀﻞ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎﹰ‬ ‫ﻓﺄﻋﺎﻧﺖ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﻋﻠﻰ ﻗﺬﻑ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﺒﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ، ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻷﻧﺜﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻭﺧﺮﺝ ﺍﳌﲏ ﻣﻨﻬﺎ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻀﻞ ﺩﻗﺎﻕ ﺳﻬﻠﺔ‬ ‫ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ، ﻭﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﲏ ﲡﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﺎﻳﺮ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻷﻥ‬ ‫ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺇﺫﺍ ﲢﺮﻛﺖ ﺇﻣﺎ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﺃﻭ ﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ، ﺃﻭ‬ ‫ﳌﻼﻣﺴﺔ ﺍﳌﺸﺘﻬﺎﺓ، ﲢﺮﻛﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻃﻠﺒﺎﹰ ﻟﻠﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻫﺎﺟﺖ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻓﺴﺨﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺮﻭﻗﻪ، ﻭﻗﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ، ﻭﻭﳉﺖ ﰲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﺘﺨﻠﺨﻠﻪ ﻓﺎﻧﺘﻔﺦ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﻻﻣﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺟﺴﻤﺎﹰ ﺣﺎﺭﺍﹰ ﻟﻴﻨﺎﹰ ﻭﺍﺣﺘﻚ ﺑﻪ، ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺩﻏﺪﻏﺔ ﻟﺬﻳﺬﺓ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺦ ﻭﺍﻟﻐﻤﺰ ﺗﺴﺨﻦ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﻛﻠﻪ ﻭﲡﺮﻱ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﳌﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﲨﻴﻌﻪ،‬ ‫ﻭﺗﻨﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﺑﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﰲ ﺃﻟﻮﺍ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺃﺻﻮﺍ‪‬ﺎ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻟﻪ ﻋﺮﻕ ﺧﻠﻒ ﺃﺫﻧﻪ، ﺃﻭ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺿﺮﺑﺔ‬
  • 21. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٧١‬ ‫ﰲ ﺭﺃﺳﻪ، ﺑﻄﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ)١( ﻳﻨﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﻻ ﻳﺮﺍﻩ، ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﲏ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺼﺎﻳﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻡ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﳏﺘﺎﻃﺎﹰ ﺑﺎﳌﺎﺋﻴﺔ ﻭﱂ‬ ‫ﲡﻌﻠﻪ ﺧﺎﻟﺼﺎﹰ،ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻰ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺣﺎﺭﺓ ﻭﲪﻴﺖ ﺍﳌﺎﺋﻴﺔ ﺍﺣﺘﺪﺕ ﻭﻟﺬﻋﺖ‬ ‫ﻭﺣﺮ‪‬ﻛﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳓﻮ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﻬﺎ ﻟﺬﺓ ﻗﻮﻳﺔ. ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺟﻌﻠﺖ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻭﺗﺒﻴﺪ ﻭﺗﻔﲎ.‬ ‫*****‬ ‫)١( ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ: ﻃﺒﻴﺐ ﻳﻮﻧﺎﱐ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﺴﺮ ﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮﻏﺎﻣﻮﻥ ﻭﺳﻂ‬ ‫ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ، ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻋﹼﻤﻪ ﰲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻟﻪ ﺯﻫﺎﺀ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﻛﺘﺎﺑﺎ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺗﺮﺟﻢ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.‬
  • 22. ‫٨١‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‬ ‫اﻟﻜﻼم ﻓﻲ هﻴﺌﺔ اﻟﺮﺣﻢ‬ ‫وﻓﻲ ذآﺮ اﻟﻨﻘﺎر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻪ وﻋﺪد اﻷرﺣﺎم‬ ‫ﱢَ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺟﺴﻢ ﻋﺼﱯ ﺷﺒﻴﻪ ﰲ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﲞﻠﻘﺔ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ، ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﻋﺼﺒﺘﲔ ﻧﺎﺑﺘﺘﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﺩﺍﺧﻞ ﺗﺴﻤﻰ ﻗﺮﱐ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ‪‬ﺎ ﲡﺬﺏ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ. ﻭﻫﻮ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻒ‬ ‫ﻣﺘﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻣﻨﻪ ﻃﻮﻻﹰ ﳌﺎ ﺍﺣﺘﻴﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺬﺏ ﺍﳌﲏ، ﻭﻣﻨﻪ ﻋﺮﺿﺎﹰ ﳌﺎ ﺍﺣﺘﻴﺞ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳉﻨﲔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﻭﻣﻨﻪ ﻭﺭﺍﺑﺎﹰ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻟﻠﻤﲏ ﻭﺍﳉﻨﲔ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﳊﻤﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺷﺪﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻋﺼﺒﻴﺎﹰ ﳌﺎ ﺍﺣﺘﻴﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺇﱃ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﺿﺮﺭ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﻤﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﳉﻨﲔ ﰲ ﻓﻢ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺼﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺯﻳﺪ ﺻﻼﺑﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻼﺑﺘﻪ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ، ﺃﻣﺎ ﻋﺼﺒﺎﻧﻴﺘﻪ‬ ‫ﻓﻠﻠﺤﺎﺟﺔ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﳊﻨﲔ ﺑﻠﺬﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺻﻼﺑﺘﻪ ﻟﻴﻤﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﻢ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﲏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻴﻤﻜﻦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻴﻨﻔﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﲏ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ﱂ ﻳﻄﺎﻭﻉ‬ ‫ﺇﱃ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻨﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻳﻘﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﻳﻨﻀﻢ ﻓﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻭﻓﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﲏ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻐﺮﻳﻪ.‬ ‫ﻭﻟﻠﺮﺣﻢ ﻓﻢ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺣﻠﻴﻞ، ﻭﰲ ﺁﺧﺮﻩ ﺑﻴﻀﺘﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺘﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﻨﱯ ﺍﻟﺮﺣﻢ،‬ ‫ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ. ﻭﺑﻴﻀﺘﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺷﻜﻠﻬﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﲟﺴﺘﺤﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﺭﺓ، ﻭﺟﻮﻫﺮﳘﺎ ﻏﺪﺩﻱ، ﻭﳘﺎ‬ ‫ﺃﺻﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﻀﱵ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﺮﻕ ﻏﲑ ﺿﺎﺭﺏ ﻳﺼﲑ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺎﺣﻴﱵ ﺍﻟﻜﻠﻴﺘﲔ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺗﲔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺘﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻧﲔ .‬ ‫ﻭﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺟﺴﻢ ﻳﺼﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﲏ ﺇﱃ ﲡﻮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺣﻢ.‬ ‫ﻭﻭﺿﻌﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎ)١( ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎ ﻭﻃﺎﺀً ﻟﻪ ﻭﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﺳﺎﺗﺮﺓ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﳌﺎ‬ ‫ﻳﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺑﻮﻁ ﺑﻌﻈﻢ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﺑﺮﺑﺎﻃﺎﺕ ﺳﻠﺴﺔ‬ ‫)١( ﺍﳌﻌﺎ: ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ .‬
  • 23. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٩١‬ ‫ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺇﱃ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﻤﻞ، ﻭﻫﻮ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ ﻗﻌﺮﻩ ﻳﻔﻀﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ، ﻭﳑﺎ ﻳﻠﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺗﻔﻀﻞ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﻗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺝ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﻋﻈﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻧﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ، ﻭﻟﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﻈﺮ ﻧﻈﲑ ﺍﻟﻘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻨﻔﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻳﻮﻗﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺮﺩ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﻣﺰﺍﺟﻪ.‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻫﻴﺌﺘﻪ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﻓﻤﺨﺘﻠﻒ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﻟﺴﻦ ﲝﻮﺍﻣﻞ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﻣﻞ، ﻭﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﱂ ﳛﺒﻠﻦ ﻗﻂ ﺃﺻﻐﺮ‬ ‫ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﻗﺪ ﺣﺒﻠﻦ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺣﺒﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺣﺎﻣﻬﻦ ﺃﻛﱪ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﲤﺪﻳﺪ ﺍﳉﻨﲔ ﻟﻪ. ﻭﻗﺪ ﳜﺘﻠﻒ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﰲ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ)١(، ﻷﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ‬ ‫ﻫﻦ ﺃﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎﹰ ﺃﺻﻐﺮ، ﻭﻓﻴﻤﻦ ﻫﻦ ﺃﻛﱪ ﺳﻨﺎﹰ ﻛﺒﲑﺍﹰ، ﻭﻓﻴﻤﻦ ﻳﻜﺜﺮﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﻳﺒﻄﻠﻦ ﻣﻨﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﳌﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻗﻌﺮﻫﺎ، ﻭﻣﻮﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺓ ﻭﻗﺮﻳﺐ ﺇﱃ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻮﻟﻪ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺇﺻﺒﻌﺎﹰ،‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﺎﻟﺒﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺗﲔ‬ ‫ﺍﳌﺸﺒﻬﺘﲔ ﺑﺎﻟﻘﺮﻧﲔ. ﻭﻗﻮﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺳﺘﺔ ﺃﺻﺎﺑﻊ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﻋﺸﺮ ﺇﺻﺒﻌﺎﹰ. ﻓﻬﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ.‬ ‫ﻓﻲ ذآﺮ اﻟ ﱢﻘَﺎر وﻋﺪد اﻷرﺣﺎم:‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻘﻌﺮﺓ ﻳﺴﲑﺓ ﺍﻟﺘﻘﻌﲑ، ﻭﻫﻲ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻳﺼﲑ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻡ ﺍﳊﻴﺾ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺧﺸﻨﺔ، ﻭﺟﻌﻠﺖ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ ﺍﳌﲏ ﻭﻟﺘﺘﻌﻠﻖ ‪‬ﺎ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺸﻴﻤﺔ. ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﰲ ﺑﺪﻥ‬ ‫ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﲬﺴﺔ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ، ﺭﲪﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ‬ ‫ﺍﻷﳝﻦ ﻭﺭﲪﺎﻥ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ، ﻭﺭﺣﻢ ﺧﺎﻣﺲ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﳑﺎ ﻳﻠﻲ‬ ‫ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﳛﻤﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻓﻬﻮ ﺧﻨﺜﻰ. ﻭﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻠﺪﻥ‬ ‫ﺫﻛﺮﺍﹰ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﹰ، ﻭﻻ‬ ‫)١( ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ: ﻛﺒﲑﺍﺕ ﺍﻟﺴﻦ .‬
  • 24. ‫٠٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﹰ. ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﲪﻠﺖ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﲔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﲪﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺮﲪﲔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻥ ﲪﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﰎ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻣﻌﺘﺪﻝ.‬ ‫ﻭﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻟﺪﺕ ﰲ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﲔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻟﺪﺍﹰ ﻭﺇ‪‬ﻢ‬ ‫ﻋﺎﺷﻮﺍ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎﹰ: ﺇﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻟﺪﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰒ ﻭﺿﻌﺖ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‬ ‫ﻭﻟﺪﺍﹰ ﺁﺧﺮ، ﻭﻋﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﺎ ﺟﻮﻣﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻤﻞ ﻓﻌﻠﻘﺖ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ.‬ ‫*****‬
  • 25. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫١٢‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎﻣﺲ‬ ‫ﻓﻲ اﺧﺘﻼف ﺁراء اﻟﻘﺪﻣﺎء‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻠﺔ آﻮن اﻟﺬآﻮر واﻹﻧﺎث‬ ‫ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ ﳐﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﳍﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻮ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺭﺃﻯ ﺍﻧﻜﺴﺎﻏﻮﺭﺱ)١( ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺃﺗﺒﻌﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﲏ، ﻭﻃﺎﻳﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺣﺴﺐ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﳝﻦ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ‬ ‫ﺃﻣﺒﺎﺩﻭﻗﻠﻴﺲ)٢(، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺰﺭ ﺇﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﺎﺙ. ﻭﺇﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ، ﻭﻋﻠﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﺍﻟﻄﻤﺚ، ﻷﻥ ﻓﻀﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺭﺓ ﺟﺪﺍﹰ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺣﺎﺭﺍﹰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ‬ ‫ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﻨﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﻨﺎﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﺸﺎﻫﺪ‬ ‫ﺗﻮﺃﻣﲔ ﺫﻛﺮﺍﹰ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﰲ ﻋﻀﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﺃﻋﲏ ﰲ ﺭﺣﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﺼﻠﺢ ﺇﻥ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻓﻘﻂ ﳘﺎ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺃﻣﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺫﻛﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ‬ ‫ﺑﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﺑﺪﺍﹰ، ﻭﺩﳝﻘﺮﻳﻄﺲ)٣( ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ‬ ‫ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺑﺮﻭﺩ‪‬ﺎ، ﻓﺤﺴﺐ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺩﻡ‬ ‫ﺍﻟﻄﻤﺚ ﻓﺎﳌﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍﹰ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻤﺚ ﺃﻗﻮﻯ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﳍﺬﺍ ﻻ‬ ‫)١( ﺍﻧﻜﺴﺎﻏﻮﺭﺱ: ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻃﺒﻴﺐ ﻳﻮﻧﺎﱐ .‬ ‫)٢( ﺃﻣﺒﺎﺩﻭﻗﻠﻴﺲ، ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﻮﻧﺎﱐ ﻋﲏ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ، ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ٩٩٤ ﻕ.ﻡ.‬ ‫)٣( ﺩﳝﻘﺮﻳﻄﺲ، ﻣﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻕ.ﻡ.‬
  • 26. ‫٢٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻓﺤﺴﺐ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﺃﻣﺒﺎﺩﻭﻗﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﺜﻰ ﺗﺸﺒﻪ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﺑﺎﻩ.‬ ‫ﻭﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﲏ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻉ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻏﻠﻆ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍﹰ،‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺩﻕ ﻭﺿﻌﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻭﰲ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﲨﻴﻌﺎ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ،ﻭﺻﺤﺔ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺴﻮﺓ ﻳﻠﺪﻥ ﺇﻧﺎﺛﺎ ﻓﺰﻭﺟﻦ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻬﻦ ﻓﻮﻟﺪﻥ ﺫﻛﻮﺭﺍﹰ، ﻭﺗﺰﻭﺝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﺑﻐﲑﻫﻦ ﻓﻮﻟﺪﻥ ﺫﻛﻮﺭﺍﹰ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ.‬ ‫ﻭﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮﻻ ﺗﻀﺎﺩ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺇﻣﺎ ﺫﻛﺮﺍﹰ‬ ‫ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻷﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﲏ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺇﻣﺎ ﺫﻛﺮﺍﹰ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﻏﻠﺒﺖ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﺳﺮﻉ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺙ‬ ‫ﻭﺃﺟﻬﺮ ﻛﻼﻣﺎﹰ، ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻟﻘﻮﺓ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ، ﻭﺻـﺎﺭﺕ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺃﺑﻄﺄ‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺃﻃﻴﺐ ﻧﻐﻤﺎﹰ، ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻘﺒﻀﺔ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭ‬ ‫ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎﹰ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻭﻻﺩﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ ﺃﺳﺮﻉ‬ ‫ﺇﺩﺭﺍﻛﺎﹰ ﻭﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﻯ.‬ ‫ﻭﺃﺭﺳﻄﻮﻃﺎﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ، ﻷﻥ‬ ‫ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺗﺮﺧﻰ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﺗﺬﻳﺐ ﺍﻟﺰﺭﻉ، ﻭﲣﺮﺟﻪ ﺭﻗﻴﻘﺎﹰ ﻣﺎﺋﻴﺎﹰ ﻏﲑ ﻧﻀﺞ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ‬ ‫ﺗﺼﻠﺐ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﲤﻨﻊ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﳜﺮﺝ ﺍﳌﲏ ﻭﻗﺪ ﻧﻀﺞ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﰲ ﻧﺘﺎﺝ ﺃﻏﻨﺎﻣﻬﻢ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺻﺎﺭ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ‬ ‫ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻟﻘﻮﺓ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬ ‫ﻭﺿﻌﻒ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ. ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ.....)١( ﺑﺎﻻﻋﺘﺪﺍﻝ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﲢﺮﻕ ﺍﻟﺰﺭﻉ، ﻭﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﻧﻀﺎﺟﻪ.‬ ‫ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺣﺎﻝ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺃﻥ ﺍﳌﲏ ﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ‬ ‫ﳝﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﳝﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﻷﳝﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺫﻛﺮﺍﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﺭ‬ ‫ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺣﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﺇﻥ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ‬ ‫)١( ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻘﻂ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ.‬
  • 27. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٣٢‬ ‫ﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﳝﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﺬﻛﺮﺍﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﳝﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﻳﺴﺎﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺫﻛﺮﺍﹰ ﺧﻨﺜﻰ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻴﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﺎﺭ ﺃﻭ ﺑﺎﺭﺩ ﺑﺪﻡ‬ ‫ﺍﳊﻴﺾ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻨﻪ. ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺾ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻔﺮ ﺃﻭ ﺃﺳﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻼﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺋﻴﺎﹰ ﺭﻗﻴﻘﺎﹰ ﺩﻝﹼ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻠﺴﺎﹰ ﻟﺰﺟﺎﹰ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﺎﺑﺴﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻓﺎﹰ ﺧﺸﻨﺎﹰ.‬ ‫*****‬
  • 28. ‫٤٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓـﻊ اﻟﺠﻤــﺎع‬ ‫ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﳕﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﰲ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﺌﻼ ﺗﻨﻔﺪ‬ ‫ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ، ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺮﻧﺖ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻟﺬﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘﺤﺚ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ.‬ ‫ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﳕﺎ ﻏﺎﻳﺘﻬﻢ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﺬﺓ، ﻭﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺴﻞ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﻲ ﻓﻐﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻓﻘﻂ.‬ ‫ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻠﺒﺪﻥ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ‬ ‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻣﺰﺟﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻷﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺃﻧﺜﻴﻴﻪ ﺣﺎﺭﺍﹰ ﺭﻃﺒﺎﹰ ﺍﺳﺘﻨﻔﻊ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﲏ ﺍﳌﺘﻮﻟﺪ ﻓﻴﻪ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺜﺮ ﺍﳌﲏ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ، ﻭﳍﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻟﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻀﺮﻭﻥ ﺍﺳﺘﻀﺮﺍﺭﺍﹰ ﻗﻮﻳﺎﹰ، ﻷﻥ ﺍﳌﲏ ﳚﺘﻤﻊ‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﻌﻔﻦ ﻭﻳﻔﺴﺪ ﻭﳛﺪﺙ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﳐﺘﻠﻔﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ‬ ‫ﺣﺎﺭﺍﹰ ﻳﺎﺑﺴﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺸﺒﻖ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳝﻞ ﺳﺮﻳﻌﺎﹰ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﲏ ﻷﺟﻞ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻴﺒﺲ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﻟﻠﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﳌﻠﻞ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺟﻬﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﺳﺘﻀﺮﻭﺍ. ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺃﻧﺜﻴﻴﻪ ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ‬ ‫ﺭﻃﺒﺎﹰ ﻛﺎﻧﺖ ‪‬ﻀﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﺄﺑﻄﺄ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻋﺪﻡ‬ ‫ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﰎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﻌﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻘﻴﺒﻪ ﻭﺿﻌﻒ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻷﻧﺜﻴﻴﲔ ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ ﻳﺎﺑﺴﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍﹰ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻷﺟﻞ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﻣﺰﺟﺔ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ،‬ ‫)١ (‬ ‫ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻴﻘﻮﺭﺱ‬ ‫ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺒﺪﻥ، ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻﹰ ﻣﻌﺘﺪﻻﹰ ﻧﻔﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ‬ ‫)١( ﺃﺑﻴﻘﻮﺭﺱ: ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﻮﻧﺎﱐ، ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺗﻄﻮﻑ ﰲ ﺧﻼﺀ ﻻ ‪‬ﺎﺋﻲ.‬
  • 29. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٥٢‬ ‫ﳛﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻀﻌﻒ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻜﻦ ﳚﺪ ﺧﻔﺎﹰ ﰲ ﺟﺴﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺛﻘﻴﻼﹰ‬ ‫ﻭﺣﺴﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻳﺎﹰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﳌﲏ ﺇﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﻓﻀﻼ‪‬ﺎ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻓﺤﺴﻦ‬ ‫ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ)١( ﻷﻧﻪ ﻳﺼﻔﹼﻲ ﺃﺫﻫﺎ‪‬ﻢ،‬ ‫ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ، ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺮ‪ ‬ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻨﺸﻄﻬﺎ، ﻭﻳﺼﻠﺢ‬ ‫ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩﻳﺔ، ﻭﻳﻨﻘﺺ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻏﲑ ﻣﻦ ﻳﻌﺸﻘﻪ، ﻭﳜﻔﻒ ﺍﻻﻣﺘﻼﺀ ﻭﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻭﻳﺼﻔﹼﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﳊﻨﺠﺮﺓ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﺮﻛﺰﺍﹰ ﻻ ﺍﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺑﻘﺮﺍﻁ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﺸﻔﻲ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ)٢( ﻷﻧﻪ ﳚﻔﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﺮﻑ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ. ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﺑﺮﻭﺍ ﺑﺎﳉﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﻢ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﺰﺍﺝ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺴﻜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻔﻮﻧﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻛﺜﲑﻭ ﺍﳌﲏ ﺍﳌﻜﺘﻨـﺰﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﱂ‬ ‫ﳚﺎﻣﻌﻮﺍ ﺛﻘﻠﺖ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ، ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﻗﻠﻖ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺳﺒﺒﻪ، ﻭﳛﻤ‪‬ﻮﻥ ﻭﺗﻘﻞ ﺷﻬﻮ‪‬ﻢ‬ ‫ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﻔﺴﺪ ﻫﻀﻮﻣﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﲪﻠـﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﺗﻘﻴﺄﻭﺍ ﺍﻟﻐـﺬﺍﺀ،‬ ‫ﻭﺗﻠﺰﻣﻬﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺮﺍﻗﻴﺔ)٣(.‬ ‫ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﲏ ﰲ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ‬ ‫ﺿﺮﺑﺎﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭﺍﻟﺘﺰﻫﺪ، ﻓﱪﺩﺕ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻭﻋﺴﺮﺕ ﺣﺮﻛﺎ‪‬ﻢ،‬ ‫ﻭﻋﺮﺿﺖ ﳍﻢ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺳﺒﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻟﺰﻣﺘﻬﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺳﻜﻨﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﰲ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺭﺟﻼﹰ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺎﺩﺍﹰ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ ﰒ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﺎﻧﺘﻔﺦ ﺇﺣﻠﻴﻠﻪ‬ ‫ﻭﻏﻠﻆ، ﻭﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻓﺄﺷﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﺍﳌﲏ ﻓﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻷﻥ ﺍ‪‬ﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻠﲔ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﲤﺘﻠﻲ ﻭﲤﺪﺩ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻘﻰ ﻓﻀﻮﳍﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ‬ ‫)١( ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ: ﻣﺮﺽ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﺎﺭﺩ، ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﹰﺍ.‬ ‫)٢( ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺒﻠﻌﻮﻡ: ﻳﻘﺼﺪ ‪‬ﺎ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻟﺪﻫﺎ ﺧﻠﻂ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻛﺎﻟﻔﺎﰿ.‬ ‫)٣( ﺍﳌﺮﺍﻗﻴﺔ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻟﻴﻨﺨﻮﻟﻴﺎ.‬
  • 30. ‫٦٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻛﺎﳌﺼﺎﺭﻋﲔ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﻨﻘﺒﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﻘﺒﺎﺿﺎﹰ ﺗﺎﻣﺎﹰ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺿﺎﻣﺮﺍﹰ ﻣﻨﻜﺴﺮﺍﹰ ﻛﺬﻛﺮ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﻷﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻘﺪ ﺭﻳﺎﺿﺘﻬﺎ ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﺎ‬ ‫ﺗﺒﻄﻞ ﺃﻓﻌﺎﳍﺎ ﻭﺗﻨﺴﺪ ﳎﺎﺭﻳﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﺷﺪﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﳛﺪﺙ‬ ‫ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺷﺒﻴﻪ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺽ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺮﺣﻢ)١(. ﻭﺍﳉﻤﺎﻉ ﺑﻠﻴﻎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺀ ﻷﻧﻪ ﳛﺮﻙ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻋﺎﺟﻼﹰ. ﻭﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﺸﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﺮﻑ ﺣﱴ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﺮﻑ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺒﻄﻦ)٢( ﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﳍﻀﻢ.‬ ‫ﻭﲨﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﻨﻔﻊ ﳌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻪ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ‬ ‫ﻛﺜﲑﺓ، ﻭﰲ ﺑﺪﻧﻪ ﲞﺎﺭ ﺩﺧﺎﱐ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻷﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﳛﻠﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﻨﻔﻊ ﳌﻦ ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﻓﺘﻨﻬﻜﻪ، ﻷﻥ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﺿﻌﻒ‬ ‫ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍ‪‬ﺎﻣﻌﺔ.‬ ‫ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﳚﺎﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﺑﻞ ﻷﺟﻞ ﺷﻮﻕ ﺍﳉﺴﻢ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻳﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻘﺬﻑ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﳌﺘﺼﻞ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻠﺬﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻧﺎﻓﻌﺎﹰ ﻷﺟﻞ ﺷﻮﻕ ﺍﳉﺴﻢ ﻻ ﻷﺟﻞ ﺷﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﻩ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ، ﺃﻋﲏ ﰲ ﻭﻗﺖ‬ ‫ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﺑﺎﳌﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ.‬ ‫*****‬ ‫)١( ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺮﺣﻢ: ﻫﻮ ﺍﺣﺘﻘﺎﻥ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﺍﻷﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺘﻮﻳﻪ.‬ ‫)٢( ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺒﻄﻦ: ﺃﻱ ﺇﺳﻬﺎﳍﺎ.‬
  • 31. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٧٢‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎﺑﻊ‬ ‫ﻓﻲ ذآﺮ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎع‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﲑﺓ، ﻭﻋﻘﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﰲ ﻗﻌﺮ ﺍﳌﻌﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﻄﻔﻮ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻪ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺲ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﱪ‪‬ﺩ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺻﻠﺢ ﻟﻠﺬﻱ‬ ‫ﳚﺎﻣﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺛﺮ ﻗﻠﻴﻼﹰ، ﻭﻳﺴﻜﻦ ﺯﻣﺎﻧﺎﹰ ﻣﻌﺘﺪﻻﹰ.‬ ‫ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳉﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎﹰ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ، ﺃﻋﲏ ﰲ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﺭﻃﻮﺑﺘﻪ‬ ‫ﻭﻳﺒﻮﺳﺘﻪ ﻭﺍﻣﺘﻼﺋﻪ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﻪ، ﻭﻋﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺣﺎﻟﺘﲔ:‬ ‫ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ، ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ. ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﻣﻊ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺣﺎﺭ ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺍﳊﻤ‪‬ﻰ ﻋﻘﻴﺐ ﺍﳉﻤﺎﻉ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﺴﻢ ﺑﺎﺭﺩﺍﹰ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺑﺮﺩﺍﹰ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ، ﻭﳜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﺍﻻﻧﻄﻔﺎﺀ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﳑﺘﻠﻴﺎﹰ ﺑﺸﺮﺏ، ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺗﻮﻟﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺳﺪ‪‬ﺓ)١(، ﻭﺭﲟﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ‬ ‫)٢ (‬ ‫ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺍﻟﺴﺪ‪‬ﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻜﺘﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺎﰿ)٣( ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ)٤(.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎﹰ ﺃﻛﺴﺒﻪ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺟﻔﺎﻓﺎﹰ ﻭﻳﺒﺴﺎﹰ ﻭﺗﺸﻨﺠﺎﹰ، ﻭﳍﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻠﺘﲔ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺭﻃﺐ ﻭﻻ ﻳﺎﺑﺲ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺃﻓﺎﺩﻧﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎﹰ ﻛﻠﻴﺎﹰ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻜﻞِ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺪﺓ: ﻫﻲ ﺍﳉﻠﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﰲ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻭﲞﺎﺻﺔ ﰲ ﺷﺮﺍﻳﲔ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫)٢( ﺍﻟﺴﻜﺘﺔ: ﻋﻄﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻔﺎﰿ: ﺍﻟﺸﻠﻞ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ.‬ ‫)٤( ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ: ﺍﻟﺒﻂﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ.‬
  • 32. ‫٨٢‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺣﱴ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﲝﺮﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﳑﺘﻠﺊ ﺃﺻﻠﺢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺧﺎﻝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳑﺘﻠﺌﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﻣﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎﹰ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﺭﻃﺐ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ ﻳﺎﺑﺲ، ﻷﻥ ﺍﳌﲏ ﺭﻃﺐ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻩ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻏﻪ ﺍﻟﻴﺒﻮﺳﺔ،‬ ‫ﻓﻤﱴ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺭﻃﺒﺎﹰ ﱂ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻳﺒﻮﺳﺔ ﻳﺴﺘﻀﺮ ‪‬ﺎ.‬ ‫*****‬
  • 33. ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫٩٢‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻀﺎر اﻟﺠﻤﺎع ﻟﻠﺒﺪن‬ ‫ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻳﺼُﻔﹼﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻭﻳﻜﺴﺐ‬ ‫ﺍﻟﺴﻬﺮ، ﻭﳛﺪﺙ ﺍﻻﺭﺗﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﻔﺎﰿ، ﻭﻭﺟﻊ ﺍﳌﻔﺎﺻﻞ، ﻷﻧﻪ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻌﺼﺐ ﺇﺿﺮﺍﺭﺍﹰ‬ ‫ﻗﻮﻳﺎﹰ. ﻭﻳﺘﺒﻊ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻣﺘﻼﺀ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺭﻡ ﺍﳉﻔﻮﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺗﻌﺐ‬ ‫ﻗﻮﻱ. ﻭﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻰ ﻭﺍﳌﺜﺎﻧﺔ، ﻭﳛﺪﺙ ﻧﺘـﻦ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﻭﺟﻊ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ، ﻭﻭﺭﻡ ﺍﻟﻠﻬﺎﺓ‬ ‫ﻭﳚﻔﻒ ﺍﻟﺒﻄﻦ، ﻭﻳﺪﺭ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﳛﺪﺙ ﺍﻷﺩﺭﺓ)١( ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺧﻰ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ، ﻭﺭﲟﺎ ﺍﳒﺬﺑﺖ‬ ‫ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻭﺣﺪﺙ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﻡ.‬ ‫ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ)٢( ﺃﺿﺮ، ﻷﻥ ﺗﻌﺒﻬﻢ ﺃﺷﺪ، ﻭﻣﺰﺍﺟﻬﻢ ﺃﺟﻒ، ﻭﻷ‪‬ﻢ ﰲ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﲤﺪﺩﺍﹰ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ، ﻭﳛﻤﻲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﻨﺞ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺮﻕ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻧﻔﺚ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺴﻞ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻳﺎﺑﺲ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻋﻄﺐ. ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳌﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳉﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺪ‪‬ﻕ ﻭﲪﻴﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﻫﻠﻜﻮﺍ ‪‬ﺎ. ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﺍﻟﻄﻨﲔ)٣(، ﻭﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﺷﺒﻴﻪ‬ ‫ﺑﺪﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﰲ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺐ. ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻉ ‪‬ﻢ ﺗﻀﺮ ﺳﺮﻳﻌﺎﹰ‬ ‫ﻷﻥ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﻭ‪‬ﺰﻝ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺿﻌﻔﺎﹰ‬ ‫ﻋﻈﻴﻤﺎﹰ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺭﻃﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺴﺮ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﳚﺬﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺟﺬﺑﺎﹰ ﻗﻮﻳﺎﹰ، ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻳﺴﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻷ‪‬ﺎ ﲣﺎﻟﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻛﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻈﻞ ﳌﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﻕ‬ ‫ﻣﻔﺘﻘﺮﺓ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻟﺘﺘﻐﺬﻯ ‪‬ﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺍﻡ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﲨﻴﻌﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ. ﻭﺗﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺭﻭﺣﺎﹰ‬ ‫ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﲔ، ﻭﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﰲ ﺍﻟﻠﺬﺓ. ﻭﻟﻴﺲ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳋﺎﺭﺝ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ‬ ‫)١( ﺍﻷﺩﺭﺓ: ﲡﻤﻊ ﻣﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﰲ ﺻﻔﺎﻕ ﺍﳋﺼﻴﺔ.‬ ‫)٢( ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻮﺍﻁ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻄﻨﲔ: ﺻﻮﺕ ﰲ ﺍﻷﺫﻥ ﻳﺸﺒﻪ ﻃﻨﲔ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ.‬