SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  75
Télécharger pour lire hors ligne
‫خمس دقائؽ وحسب !‬

                                  ‫تسع سنوات في سجوف سورية ، ديسمبر 1780 – ديسمبر 8780‬
                                                         ‫تأليؼ9 ىبة الدباغ‬



                                                  ‫مقدمة بقمـ زينب الغ الي الجبيمي‬
                                                            ‫ز‬

                                                       ‫بسـ اهلل الرحمف حيـ‬
                                                          ‫الر‬

    ‫ىـ ليوـ تشخص فيو األبصار ميطعيف مقنعي ءوسيـ ال يرتد إلييـ طرفيـ وأفئدتيـ‬
                                     ‫ر‬                                     ‫( ال تحسبف اهلل غافبل عما يعمؿ الظالموف، إنما يؤخر‬
                                                                                                                          ‫و‬
  ‫ىواء وأنذر الناس يوـ يأتييـ العذاب فيقوؿ الذيف ظمموا ربنا أخرنا إلى أجؿ قريب نجب دعوتؾ ونتبع الرسؿ، أو لـ تكونوا أقسمتـ مف قبؿ ما‬
‫لكـ مف زواؿ وسكنتـ في مساكف الذيف ظمموا أنفسيـ وتبيف لكـ كيؼ فعمنا بيـ وضربنا لكـ األمثاؿ وقد مكروا ىـ وعند اهلل ىـ واف كاف‬
         ‫مكر‬          ‫مكر‬
  ‫ىـ لتزوؿ منو الجباؿ فبل تحسبف اهلل مخمؼ وعده رسمو إف اهلل عزيز ذو انتقاـ يوـ تبدؿ األرض غير األرض والسموات وبرزوا هلل الواحد‬
                                                                                                                             ‫مكر‬
     ‫ى اهلل كؿ نفس ما كسبت إف اهلل سريع‬‫القيار ى المجرميف يومئذ مقرنيف في األصفاد س ابيميـ مف قط اف و تغشى وجوىيـ النار ليجز‬
                                                                 ‫ر‬            ‫ر‬                                     ‫وتر‬
                                                     ‫الحساب ىذا بمغ لمناس ولينذروا بو ليعمموا أنما ىو إلو واحد و ليذكر أولوا أاللباب ).‬
   ‫وبعد . . فيذه سطور مف كتاب الحياة المعاص ة ، عاشتيا صاحبتو ورفيقات سجنيا ألما وعذابا ، ومر ة وأىواال يشيب ليا الولداف . . إنيا‬
                                     ‫ار‬                                                ‫ر‬
‫ع والدماء ، والسياط والقير والعذاب ، تحكي قصة الظمـ الطغياف فوؽ أرضنا وفي أوطاننا المسموبة اإل ادة ، والتي عشعش‬
               ‫ر‬                                                                                               ‫سطور كتبت بالدمو‬
                                                                   ‫فييا الظمـ زمنا طويبل حتى باض و خ وصار ظممات فوؽ ظممات !‬
                                                                                           ‫أفر‬
     ‫حوف دوف رقيب أو حسيب ؟ فإذا كاف ليـ ذلؾ ىؿ يبقى ويخمد أـ يزوؿ‬‫حوف ويمر‬‫ماذا يريد الظالموف ؟ ىؿ يريدوف ممكا يتييوف فيو ويسر‬
   ‫وييمؾ وينتقؿ إلى ىـ ، فمو داـ ألحد لما وصؿ إلييـ . . أـ يريدوف ماال ينفقوف منو عمى شيواتيـ وممذاتيـ ، فيؿ أسعدىـ الماؿ حقا ،‬
                                                                                                             ‫غير‬
     ‫وىؿ شفاىـ مف أم اض نفوسيـ وجعؿ الطمأنينة في قموبيـ ؟ أـ يريدوف أف يتخمى أصحاب المبادئ عف مبادئيـ ، وأصحاب العقائد عف‬
                                                                                                        ‫ر‬
‫عقائدىـ ، فيؿ تحقؽ ليـ ذلؾ ؟ أـ أف أىؿ اإليماف ازدادوا تمسكا وصبلبة ، وعزيمة ومضاءا ، وىـ يعمموف أنو في سبيؿ اهلل ترخص األرواح‬
 ‫ى مف المؤمنيف أنفسيـ وأمواليـ بأف ليـ الجنة) . إف اهلل حرـ الظمـ عمى نفسو ، وجعمو بيف عباده محرما ، فما‬‫واألنفس والدماء (إف اهلل اشتر‬
      ‫أقساه وما أشد مررتو ، خصوصا عندما يتسمى الظالـ بأسمائنا ، ويأكؿ مف أرضنا ، ويشرب مف مياىنا ! ثـ يكوف أشد قسوة مف أعدى‬
                                                                                                           ‫ا‬
‫األعداء! لقد قاسيت وعانيت وعشت مر ة السجف والتعذيب في سجوف الطاغية عبد الناصر ، وىذا الكتاب ىو صو ة متكر ة وقعت في سجوف‬
             ‫ر‬      ‫ر‬                                                               ‫ار‬
     ‫طاغية آخر ، وما أكثر الطغاة في ىذا العصر.. لكف اهلل يميؿ ال ييمؿ.. ال أريد المزيد، فوقائع ىذا الكتاب أبمغ مف أي است ادة ، واهلل‬
               ‫ز‬                                                ‫و‬         ‫و‬
                                                                                                                     ‫غالب عمى أم ه..‬
                                                                                                                       ‫ر‬

                                                                                                                          ‫زينب الغ الى‬
                                                                                                                            ‫ز‬
‫مقدمة‬

                                                  ‫(وتمكـ االياـ نداوليا بيف الناس)‬

  ‫حياتنا حمقة ألواف متفاوتة . . تطبع أياـ اإلنساف بالبياض المشرؽ تا ة . . وتصبغيا بقتامة الظبلـ تا ة ى.. وأنا أشرقت حياتي أبيى مف‬
                              ‫ر أخر‬                           ‫ر‬
      ‫الورد النضر ، وتنسمت أياـ طفولتي حناف األبويف المحبيف ودؼء األس ة الرضية فأورقت بالبر والرضا ، و ىرت بالسعادة والحبور . .‬
                             ‫أز‬                               ‫ر‬
     ‫وعشت في ىذا الروض أثي ة أبي وسر أمي ، وأمي ة إخوتي السبعة وأخواتي األربعو ونجيتيـ . . فما كانت أحبلمي الوردية تغفو إال عمى‬
                                                                                   ‫ر‬                    ‫ر‬
  ‫وسادة األمؿ . . ولـ تكف تصحو إال عمى احات الرضا واألنس . لـ أنتـ إلى أي حزب مف األح اب في يوـ مف األياـ . . وعمى غـ مف‬
       ‫الر‬                         ‫ز‬                                              ‫ر‬
 ‫نشأتي الدينية وتعمقي بدروس الفقو والتجويد وحرصي عمى حفظ كتاب اهلل . . غـ انتسابي إلى كمية الشريعة فيما بعد ، إال أف ذلؾ لـ يكف‬
                                                         ‫ور‬
    ‫ي‬‫مبرر لتصنيفي ضمف أي تنظيـ أو حزب . . ولـ يكف عدـ انتظامي أو تحزبي سببا في الوقت نفسو ألعمى عف ممارسات النظاـ السور‬
                                                                                                                   ‫ا‬
      ‫الظالـ وأعمالو التعسفية ضد أبناء الشعب مف كؿ اإلتجاىات والطبقات واإلنتماءات . . وما أكد لي ذلؾ شيئ قدر مشاىدتي ومعايشتي‬
   ‫ألصحاب اإلتجاىات السياسية المختمفة وأصحاب البل إتجاه مف المواطنيف والمواطنات الذيف كانوا مثمي ضيوفا باإلك اه عمى زنازيف النظاـ‬
                      ‫ر‬
                                                                             ‫وسجونو . . لـ يستثف مف ذلؾ حتى أبناء طائفة النظاـ نفسو‬
‫عشت عمى ىذه الصو ة كألوؼ مف بنات وطني حتى أقبمت مسي ة حياتي عمى المرحمة الجامعية فكانت لوعة مفارقتي أىمي ومفارقتيـ لي أوؿ‬
                                                                    ‫ر‬                                  ‫ر‬
    ‫غصة . . ولـ تنفصؿ صورتي وينأى جسدي عنيـ إال بقوة قوي . . لكف ىذا البوف المؤقت والف اؽ المقرر أتبعو غياب ي وف اؽ قاىر‬
          ‫قسر ر‬                     ‫ر‬
 ‫عيـ مف دنيا الشقاء إلى مستقر حمة الرؤوؼ حيـ . . وشط بالبقية في‬
                       ‫الر‬        ‫ر‬                            ‫ىـ فانتز‬
                                                                      ‫قذؼ بي في أعماؽ الظبلـ وسجف الظبلـ . . ومضى بأكثر‬
   ‫أصقاع األرض وصقيع اإلغت اب . . فتكدرت الصو ة . . وأظممت الدنيا . . وذوت ىور األمؿ مف قبؿ أف تعقد الثمار . . وأنا في غيابة‬
                                                   ‫ز‬                            ‫ر‬                  ‫ر‬
                                                                                             ‫السجوف ىينة عف أخي "الناشط سياسيا ".‬
                                                                                                                         ‫ر‬
  ‫تنسمخ سنوات العمر مني وتتفطر جوارحي وتشيخ روحي ألجؿ وشاية كاذبة فندتيا تحقيقات الظبلـ أنفسيـ ، لكنيـ اثروا أف يتجاوزوا الحقيقة‬
‫ال يدعوا جيود مخبرييـ األج اء وجمبة سيا اتيـ التي شقت ىدوء الميؿ لتقبض عمي تذىب سدى ! فمبثت أتنقؿ بيف زن انة وميجع وسجف واخر‬
                  ‫ز‬                                                                ‫ر‬            ‫ر‬                          ‫و‬
  ‫تسع سنوات عجاؼ . . أقفمت فييف كؿ أبواب الرحمة لدى البشر . . وماتت عمى أعتابيف اخر اماؿ أممتيا ورجاءات بأحد مف بني اإلنساف‬
  ‫عمقتيا وظؿ جاء باهلل وحده حيا بقمبي ال تنطفئ شعمتو واف خبت . . ال تحده حدود واف حجبتو اآلالـ ىة مف زمف . . وكانت مناجاتي‬
                            ‫بر‬                            ‫و‬                                                    ‫الر‬
     ‫لربي منجاي ومبلذي إذا غفا الخمؽ وسكنت السياط . . أدعوه سبحانو بقمبي ولبي9 الميـ يا مف إذا أظمـ ليؿ اليأس في القموب أنار بنور‬
    ‫جبللو ظبلـ الحزف وأ الو مف غير ضر . . يا مف إذا ما اشتد الكرب فرجو عف المكروبيف . . يا مف إذا ما سدت طرؽ النجاة أرسؿ سفنو‬
                                                                                                        ‫ز‬
                 ‫إلنقاذ الغرقى مف حيث ال يحتسبوف . . يا رب يا مف بو األماف . . وفي رحابو الطمأنينة واإلستق ار . . وفي ظمو السبلـ .‬
                                       ‫ر‬
                   ‫الميـ إذا ابتمينا فأعنا عمى الصبر . . واذا أردت فاجعؿ إ ادتنا ىف مشيئتؾ . . واذا قضيت فييىء قموبنا لتقبؿ قضائؾ .‬
                                                                    ‫ر ر‬
 ‫الميـ أعنا عمى الحمد والشكرفي الس اء والض اء . . ففي الصبر تريية نفوسنا ، وفي الشكر اعت اؼ بنعمتؾ عمينا وانسبلخ مف األنانية والكبر‬
                                          ‫ر‬                                             ‫ر‬       ‫ر‬
                                                                                                                 ‫. . وفي كؿ خير .‬
                                                                       ‫فجد عمينا بطيب األخبلؽ وسبلمة الصدور إنؾ عمى كؿ شيء قدير‬
 ‫مف المناف عمي بنعـ ال تعد ال تحصى . . فثبتني وحفظني . . وأرسؿ لى مف بيف العصاة مف خفؼ بمواي ونفس كربي . . وأكرمني بشريكة‬
                                                                                              ‫و‬
‫السجف وشقيقة ح "ماجدة" . . فكانت أشد مني صبر واطمئنانا وأبمغ في التضحية والعطاء . . حمنا كبلنا بأخوات با ات محسنات . . ال‬
               ‫ر‬                     ‫ور‬                                      ‫ا‬                              ‫الرو‬
      ‫ىف ىنا وأسأؿ اهلل لي وليف المغف ة والمثوبة . .‬
                   ‫ر‬                               ‫ننسى فضميف وليفتيف وعونيف . . وقد كف معنا شريكات اليـ والقيد والمعاناة . . أشكر‬
    ‫وأسالميف المسامحة والعفو إف كنت ذكرت بيف طيات الكتاب ما قد ينكأ ج اح نفوسيف أو يكدر عمييف . . لكنني ى واجب الحديث عف‬
                    ‫أر‬                               ‫ر‬
    ‫مظالـ النظاـ وانتياكات الحقوؽ ألخ وأجؿ . . وضرو ة توثيؽ ىذه المرحمة أمانة ممزمة . . ييوف أف نبذؿ في سبيميا بعض العنت والتكدر‬
                                                                               ‫ر‬
   ‫ي تسع سنوات ىينة‬
      ‫ر‬            ‫حتى ال يضيع الكثير الذي بذلناه والكرب الجمؿ والعذاب الشنيع الذي نمناه . . لقد عثت في جحيـ سجوف النظاـ السور‬
‫ببل ذنب . . ال أقدر أف أصؼ كيؼ تكوف السنوات التسع مف العمر حبيسة قمقـ ممعوف . . ويكؿ القمـ عف أف يسجؿ حقيقة كؿ ما ى . .‬
     ‫جر‬
‫لكنني وقد عشت التجربة عمى أي حاؿ وأنجاني اهلل في الختاـ أستطيع القوؿ بأف األياـ سوداء أو بيضاء . . ىنية أو عصية . . مقبمة أومدب ة‬
‫ر‬
‫. . ىي كميا مقادير مقد ة وأجؿ مسطور . . فبينما كاف الظممة يظنوف أنيـ ممكوا بجبروتيـ الببلد والعباد كاف قدر اهلل أغمب وأبقى . . وبينما‬
                                                                                                             ‫ر‬
‫ىـ اليوـ يسوموف الناس سوء العذاب فإنيـ في الغد وايانا عمى العرض بيف يدي الحكـ العدؿ مقبموف . . واذا كاف قد ساءني سجني والمني أف‬
     ‫أفقد تسع سنوات في غيابة الزنازيف ببل ذنب . . فإنني وأنا أعيش نعـ اهلل اليوـ أحس أف الكريـ قد مسح حمتو ح القمب ، وأبدؿ ىمع‬
                        ‫جر‬   ‫بر‬
   ‫النفس طمأنينة ، وحرماف األياـ السوداء نور وعطاء وفضبل . . أحس ذلؾ وألمسو في زوجي الحبيب الذي كاف عمى العيد ع األمؿ في‬
            ‫يزر‬                                                                ‫ا‬
  ‫نفوس المحروميف نور وأمبل أشرؽ في نفسي فعوضني عف كثير مما فقدت وحرمت . . وأ اه في ابنتنا األنسة "وفاء" التي أفاءت عمى حياتنا‬
                                                 ‫ر‬                                                         ‫ا‬
 ‫بالسعادة والحبور . . وفي ولدي االخريف "جابر" وسا ة" الذيف تركتيما أميما "حناف " أمانة لنا وقد حممت مف قبؿ أمانة الجياد وشرؼ الدعوة‬
                                                                                 ‫ر‬
     ‫فكانت خير أسوة في الديف والدنيا معا . . وأحس مف قبؿ ومف بعد أف النياية لـ تحف بعد . . وفصؿ الحساب لـ يزؿ مقببل . . والظممة‬
         ‫المتجبروف اليوـ ىـ بيف يدي اهلل في الغد موقوفوف . . ومف كرب العالميف نصير ومجير . . ومف مثمو جؿ وعبل وكيؿ بالظالميف ؟‬
                                                   ‫(إف الذيف فتنوا المؤمنيف والمؤمنات ثـ لـ يتوبوا فميـ عذ اب جينـ وليـ عذاب الحريؽ)‬
                                           ‫ذلؾ ىو الع اء . . وباهلل وحده الرجاء . . عميو توكمت واليو أنبت . . والحمد هلل رب العالميف .‬
                                                                                                                          ‫ز‬

                                                                                                                           ‫ىبة الدباغ‬
                                                                                                                         ‫ابريل 1995‬
‫الفصؿ األوؿ‬
                                                      ‫خمس دقائؽ و حسب‬

                                                                                                              ‫خمس دقائق وحسب‬
    ‫كانت ليمة االربعاء الحادي والثبلثيف مف ديسمبر عاـ 4780 ليمة بالغة البرودة في دمشؽ . . وفيما ىجع أكثر أىؿ البيت وغبف في عالـ‬
‫األحبلـ ، كنت وقد دنا منتصؼ الميؿ ال أ اؿ أطارد السطور المت اقصة عمى كتاب الفقو وأجيد في استيعاب المعمومات استعدادا المتحاف اخر‬
                                                                  ‫ر‬                    ‫ز‬
 ‫السنة صباح الغد . . والنعاس والبرد واغ اءات الف اش الوثير تطاردني ىا وتشتت قدرتي عمى التركيز بيف الحيف والحيف . . لكف ىواجس‬
                                                         ‫بدور‬              ‫ر‬        ‫ر‬
  ‫جاع صور األياـ الماضية‬‫ح تجذبني ىنا وىناؾ . . وتدفعني الستر‬‫أشد كانت تصرفني عف ذلؾ كمو ، ومخاوؼ تنبعث مف أعماقي ببل وضو‬
    ‫ي في كمية الشريعة طواؿ العاـ عمى ما ي اـ . . أو لعميا كانت كذلؾ حتى‬
                                ‫ر‬                                      ‫وسجؿ ذكرياتي بشيء مف القمؽ و ىبة والتوتر . . كانت أمور‬
                                                                                               ‫الر‬
‫أنييت الفصؿ األوؿ وعدت إلى حماة مدينتي أزور أسرتي وأقضي فت ة العطمة بيف األىؿ واألحباب . . فخبلؿ ذلؾ فاجأتني والدتي بطمب مف‬
                                                               ‫ر‬
  ‫أخي صفواف يمح عمي وعمييا أف أترؾ الد اسة وحتى البمد وأذىب إلى عماف عاصمة األردف حيث يقيـ منذ شيور ىربا مف مبلحقة الحكومة‬
                                                                                    ‫ر‬
 ‫لو بتيمة اإلنتساب إلى تنظيـ اإلخواف المسمميف ونقمت أمي رحميا اهلل عف صفواف عندما التقتو بنفسيا ىناؾ في عماف مخاوؼ تنتابو مف أف‬
  ‫يقوـ رجاؿ األمف باعتقالي نيابة أو ىينة عنو . . لكنني لـ أجد في نفسي مبرر إلجابتو ، ال عيدت في حياتي احتماالت كتمؾ ، فاعتذرت‬
                                         ‫و‬           ‫ا‬                                    ‫ر‬
    ‫ألمي . . وأكممت إجازتي كالمعتاد . . وعدت إلى دمشؽ ثانية مع ابتداء الفصؿ الثاني . . ألستأجر مع عدد مف البنات نفس الشقة التي‬
  ‫اخترناىا في الفصؿ األوؿ في حي الب امكة . . وأستأنؼ دواـ الجامعة مف جديد ، وكدت أنسى األمر كمو ل ال أف التوتر األمني بدأ يتصاعد‬
                               ‫و‬                                                             ‫ر‬
   ‫مف حولنا ، ومظاىر المسمحيف وحواجز التفتيش التي اعتدنا مشاىدتيا خبلؿ الشيور الماضية في حماة بدأت تظير في العاصمة دمشؽ ،‬
        ‫لتمتد إلى محيط الحرـ الجامعي نفسو . . ويفاجؤنا عناصر األمف عمى باب الكمية يطمبوف البطاقات ويدققوف في األسماء . . وتنتشر‬
     ‫ي اإلشاعات عف اعتقاؿ فبلف وقتؿ اخر واشتباؾ وع اؾ . . وما لبث األمر أف اد إلى العبلنية . . وصار سماع رشقات‬
                                       ‫ز‬                       ‫ر‬                                              ‫اليمسات وتسر‬
  ‫الرصاص وانفجا ات القنابؿ أمر شبو يومي في دمشؽ . . وببلغات اإلذاعة وواجيات الصحؼ الرسمية ما عادت تكؼ عف أحاديث القبض‬
                                                                                         ‫ا‬            ‫ر‬
‫ىـ ىنا وىناؾ . . وفي زحمة ذلؾ كمو . . وقد امتد التوتر إلى كؿ نخس ى عب‬
  ‫وسر الر‬                                                           ‫عمى " المجرميف " ومداىمة " ىـ " ومبلحقة عناصر‬
                                                                                     ‫أوكار‬
                                                                     ‫في كؿ قمب . . بدأت أحس حركة غير طبيعية بالقرب مني أنا !‬

                                                                                                                      ‫اهلل بيعين !‬
     ‫ي ىدية مبلئمة‬‫كنت عمى سبيؿ المثاؿ قبؿ يوميف قد اصطحبت صديقتي المقربة وزميمتي في الكمية ماجدة ؿ . إلى سوؽ الحميدية لنشتر‬
 ‫لعمتي المريضة ، فشعرت وكأف ثمة مف يتبعنا مف محؿ إلى محؿ ومف ع إلى آخر . . فمما ركبنا الباص إلى "الخيـ " حيث تسكف عمتي‬
                                                         ‫شار‬
 ‫تأكدت أف الشخص نفسو قد ركب و اءنا فتممكني الخوؼ جدا . . وىمست وأنا ال أكاد أقدر عمى تحريؾ شفتي بمخاوفي لماجدة . . فتبسمت‬
                                                                                           ‫ر‬
  ‫وقالت 9 أنت موىومة وحسب ! وصباح ىذا اليوـ . . وعندما كنت أدخؿ الكمية كالعادة استوقفني عناصر األمف فأخذوا بطاقة ىويتي ودققوا‬
‫فييا كما يفعموف كؿ يوـ ثـ أعادوىا . . لكنني ولما انتيت المحاض ات وقفمت اجعة إلى البيت مع ماجدة شعرت ثانية وكأف أحدا ما يمحؽ بنا‬
                                                       ‫ر‬        ‫ر‬
  ‫. . فمما أخبرتيا بما أحس عادت فأكدت لي أنني موىومة . . وأف األمور كميا طبيعية مف حولنا ال داعي لمقمؽ . لكف القمؽ ىا ىو ال ي اؿ‬
   ‫ز‬                                    ‫و‬
 ‫يتممكني . . وسكوف الميؿ البارد كأنما يزيده فيو ويؤججو . . ولـ يطؿ األمر بي أكثر مف ذلؾ بعد ذاؾ . . فخبطة أبواب السيا ات المفاجىء‬
           ‫ر‬
  ‫ع أسفؿ منا . . والجمبة التي تميز وصوؿ رجاؿ المخاب ات مكانا ما ، كانت كافية لتطرد كؿ وىـ عف ذىني ، وتدفعني وقد حسبت‬
                                                                 ‫ر‬                                                 ‫في الشار‬
  ‫ع إلى النافذة أشع الخبر وأستجمي الحقيقة ،‬
                                          ‫أف مداىمة جديدة أو اعتقاال ألحد المطموبيف سوؼ يشيده الحي الذي نحف فيو . . تدفعني ألىر‬
  ‫لكنني لـ أكد أبمغيا حتى بمغ مسمعي طرؽ عمى باب بيتنا أشد ما يكوف . . وبينا كنت ألقي نظ ة خاطفة مف النافذة فألمح عددا أصعب مف‬
                                      ‫ر‬
  ‫ع . . أتاني الصوت عمى باب البيت يصيح 9 إذا لـ تفتحوا فسنكسر القفؿ بالرصاص !‬
                                                                            ‫أف أحصيو ساعتيا مف سيا ات المخاب ات تمؤل الشار‬
                                                                                        ‫ر‬         ‫ر‬
   ‫وبحركةآلية تناولت غطاء صبلتي فوضعتو عمى أسي وركضت باتجاه الباب بادئ األمر . . لكنني لـ أعرؼ ما أفعؿ ! أأفتح ليـ والبنات‬
                                                                                 ‫ر‬
  ‫كميف نائمات ؟ أصابني اإلضط اب بالحي ة . . ثـ وجدتني ع إلى فاطمة أكبرنا سنا وىي معممة تشاطرنا السكف ، فأيقظتيا أ ال وأنا أقوؿ‬
             ‫و‬                                                           ‫أىر‬             ‫ر‬        ‫ر‬
‫ليا ببل وعي 9 -ىيا . . كأف المخاب ات أتوا عميؾ ! ثـ لمح في خيالي أف شريكة ى في البيت معنا اسميا سوسف س . (خريجة كمية طب‬
                                             ‫أخر‬                                    ‫ر‬
‫األسناف وتكمؿ سنتيا التدريبة في دمشؽ ) قد نفذوا حكـ اإلعداـ بأخييا صباح اليوـ في سجف تدمر كما بمغيا وأبمغتنا ، فظننت أنيـ إنما أتوا‬
‫عت فاطمة إلى حجابيا فوضعتو عمى أسيا‬
   ‫ر‬                               ‫مف أجميا . . خبلؿ ذلؾ كاف جاؿ المخاب ات قد بدأوا بخمع الباب والضرب عميو بالبواريد ، فأسر‬
                                                                                     ‫ر‬           ‫ر‬
‫وفتحت ليـ . . ودخموا يا لطيؼ ! شيء غيرمعقوؿ ! قفزواحد منيـ إلى السقيفة فور يفتشيا . . واندفع اخر إلى الشباؾ . . وثالث في المطبخ‬
                                                     ‫ا‬
    ‫. . و ابع . . وعاشر . . ولـ نجد إال أحدىـ يقتحـ الغرفة عمينا ، وما أف أى مصحفا معمقا عمى الجدار حتى عو ورماه عمى األرض‬
                      ‫انتز‬                         ‫ر‬                                                               ‫ر‬
   ‫وصار يدوسو بقدميو كالميووس . . فيما اح اخروف ينبشوف أمتعتنا وينقبوف كؿ اوية في خ ائننا ونحف ال نكاد نستوعب لماذا أو ما الذي‬
                                            ‫ز‬         ‫ز‬                                  ‫ر‬
‫كانوا عنو يبحثوف ! وفي غم ة المفاجأة سمعت واحدا منيـ يصيح مف الصالة 9 -وىيبة دباغ . فتقدمت وكأنني ألج كابوسا عبا غـ عني‬
      ‫مر بالر‬                                                                               ‫ر‬
                                                                                                        ‫وقمت لو 9 ما عندنا ىذا اإلسـ.‬
‫لكف قمبي انقطع مف عب ، وتأكدت ساعتيا أنيـ أتوا عمي . . فقاؿ ليـ رئيس المجموعة 9 - جعوا كؿ واحدة إلى غرفتيا وفتشوا اليويات .‬
                                         ‫أر‬                                                              ‫الر‬
 ‫ي في الخدمة - ليفحص ىويتي ، فمما نظر إلى اسمي فييا‬‫فامتثمنا لمطمب . . ودخمنا غرفنا ونحف نرتعد . . وتقدـ عنصر مني وكأنو عسكر‬
  ‫ع ، وقاؿ بتأثر وىو يبكي 9 -أنت بنت بمدي . . واهلل يعيف . سألتو 9 لماذا ؟ىؿ ىناؾ شيء ! أجاب 9‬‫ثـ إلى وجيي اغرورقت عيناه بالدمو‬
   ‫اهلل بيصبر . . ماذا يمكف أف تفعمي ؟ اهلل بيعينؾ . سألتو وكأنني أىوي في بئر مظمـ 9 لماذا ؟ ىؿ أتوا مف أجمي ؟ قاؿ وىويشيح بناظريو‬
‫عني 9 نعـ . . وذىب وأعطى اليوية لرئيس الدورية الذي كاف ينادي "وىيبة دباغ " . . فنظر ىذا إلي بحنؽ وقاؿ 9 - بتقولي بكؿ عيف وقحة‬
                                   ‫أنو ال يوجد لديكـ ىذا اإلسـ ! والتفت إلى عنصر اخر وقاؿ لو 9 - خذىا إلى غرفة لوحدىا وفتشيا جيدا‬

                                                                                                                   ‫قيوه . . أم شاي !‬
   ‫أخذني العنصر إلى غرفة ثانية وأخذ واحدة ى مف البنات وقاؿ ليا 9 فتشييا.. قمت لو 9 ماذا يمكف أف تجد معي ؟ لقد فتشوا البيت كمو‬
                                                                                      ‫أخر‬
 ‫وفتشونا منذ أف دخموا . . لكف صوت رئيس الدورية كاف يغطي عمى صوتي المرتجؼ وىو يتحدث بالبلسمكي مع شخص اخرسمعتو يقوؿ لو‬
                                                          ‫9 أحضروىا . فقاؿ لي 9 ىيا ارتدي مبلبسؾ. ستذىبي معنا خمس دقائؽ وحسب‬
 ‫لبست جمبابي فوؽ غطاء صبلتي ، وكانت معي بعض النقود فأردت أف أعطييا لصديقاتي ، فقاؿ لي 9 ال . . دعييـ معمؾ فربما تحتاجينيـ‬
‫. قمت وقد بدأت أستعيد بعض توازني 9 لف يمزموا لي ، أنت تقوؿ خمس دقائؽ فكيؼ سأحتاجيـ ؟ لكنو عاد وأكد أنني سأحتاجيـ ، فمـ أكترث‬
‫ج ورئيس الدورية يقوؿ أل حد العناصر 9 -أمسكيا مف يدىا .‬‫بما قاؿ ، ودفعت النقود إلحدى البنات بقربي ، فيما وجدتيـ يدفعونني إلى الخار‬
  ‫كاف ج معتما والكيرباء مقطوعة فما رضيت أف يمسؾ لي يدي . قاؿ 9 ىذا أمر . قمت لو 9 كمبشني ال تمسؾ يدي . فتركني أنزؿ حتى‬
                              ‫و‬                                                                                   ‫الدر‬
   ‫باب البناية ليعود فيدفعني نحو باب سيا ة كأنما ىي غوؿ فتح فاه ينتظر افت اسي ! وسمعت أحدا يسأؿ بالبلسمكي مف جديد9 مف معيا في‬
                                                     ‫ر‬                                ‫ر‬
      ‫الغرفة ؟ أجاب 9 فبلنة وفبلنة. قاؿ 9 أحضروىـ معيا . فصعد ثانية وأحضر شريكتي في الغرفة ماجدة وممؾ غ . ولـ تمبث السيا ة أف‬
         ‫ر‬
    ‫ع ، وأطمت سيا اتيـ عبة مف كؿ اوية ومفرؽ طريؽ . . وفي غمضة‬
                               ‫ز‬          ‫ر المر‬            ‫تحركت وسط جمع مف رجاؿ المخاب ات انتشروا عمى طوؿ الشار‬
                                                                                   ‫ر‬
  ‫عيف وجدنا أنفسنا قرب ممعب تشريف بالعباسية في ع المنطقة المسمى "السادات ". . وىناؾ أدخمونا إلى غرفة ممموءة بأجي ة كيربائية فييا‬
                ‫ز‬                                                                 ‫فر‬
 ‫أضواء كثي ة حمر وخضر تشتعؿ وتنطفئ باستم ار كأنيا أجي ة اتصاالت أو السمكي . . وما أف جمسنا حتى سالنا أحد العناصر الموجوديف‬
                                                                    ‫ز‬            ‫ر‬                             ‫ر‬
                                                                                                ‫فييا9 -ماذا تشربوف . . قيوة أـ شاي ؟‬
‫ولما لـ ننبس مف خوفنا ببنت شفة ع باإلجابة عنا وقاؿ 9 - ساتي لكـ بقيوة م ة لتصحوا أسكـ . . وذىب فأحضر فنجانا لكؿ منا وجمس‬
                                      ‫ر‬        ‫ر‬                                         ‫تطو‬
‫ي اقبنا ، فمما الحظ أننا ال ندنييا مف أفواىنا سأؿ 9 - لماذا ال تشربيف ؟ ىيا صحي أسؾ . . الساعة اآلف الثانية وأنت نعسانة بالتأكيد . قمت‬
                                                     ‫ر‬                                                                             ‫ر‬
 ‫وشفتاي ترتجفاف 9 أنا أشرب . قاؿ 9 ال . . أناشايفؾ . قمت لو 9 وىؿ ت اقبني ؟ ال أشتيييا اآلف . قاؿ بسخرية 9 الزـ تشربي ليصحى أسؾ‬
   ‫ر‬                                                       ‫ر‬
‫وتعرفي تحكي جيدا . كففت عف الكبلـ . . وأدنيت الفنجاف مف فمي وتظاىرت بالشرب . . وكنت أعود فأدنيو ثـ أعيده وجسمي كمو يرتجؼ .‬
                                                                            ‫. وأنا ال ي ما الذي يمكف أف يحدث في المحظات التالية !‬
                                                                                                                       ‫أدر‬

                                                                                                                        ‫إلى التحقيق !‬
    ‫لـ يطؿ المقاـ بي في الغرفة األولى كثير فماىي إال دقائؽ حتى سمعت مناديا ييتؼ باسمي ، عاف ما اقتادني عنصر اخر إلى مكتب‬
                                    ‫وسر‬                                           ‫ا‬
‫رئيس ع نفسو ، وىو كما عممت بعدىا ابف أخت رئيس الدولة واسمو معيف ناصيؼ . دخمت ىناؾ فوجدت رجبل عيناه جاحظتاف وحمرواف‬
   ‫ا‬                                                                                                        ‫الفر‬
‫كالدـ ، يرتدي "جبلبية" شفافة ورقيقة ويمؼ رجبل عمى رجؿ فتنكشؼ ساقاه مف تحتيا بشكؿ مقزز . اجمسي ىنا . قاليا لي بميجة بادية‬
                   ‫الخشونة وأضاؼ قبؿ أف أبمغ الكرسي الذي يتوسط الغرفة فيكشفني مف كؿ جانب 9 أنت منظمة أليس كذلؾ ؟ قمت 9 ال.‬
  ‫قاؿ 9 إذا فما عبلقتؾ باإلخواف ؟ قمت 9 ال توجد لي أي عبلقة بيـ . قاؿ وقد.بدأ يتمممؿ في كرسيو 9 واذا فكيؼ تقوميف بتوزيع كؿ مجبلت‬
  ‫النذير ؟ ثـ ىذه الرسالة مف أيف أخرجناىا ولمحت بيف أصبعيو ورقة صغي ة عرفت أنيا الرسالة التي كاف أخي صفواف قد كتبيا قبؿ مغادرتو‬
                                                            ‫ر‬
‫سورية كتوصية بأبي عندما ذىب األخير مع شقيقي األكبر إلى عماف لمعبلج ىناؾ بعدما أصابو مرض انحبلؿ الدـ إثر مبلحقة صفواف حزنا‬
‫ى مف أخي . .‬‫وخوفا عميو ، ولكف مسؤولي الحدود أعادوىـ وقتيا ألف أخي لـ يكف قد أدى خدمتو اإلل امية ، وأحببت أف أحتفظ بالرسالة كذكر‬
                                               ‫ز‬
‫فمما فتشوا البيت عثروا عمييا وكاف مكتوب فييا "حامؿ ىذه الرسالة ىو والد أحد المجاىديف فاعتبروىا شيئا كبير ، وجعؿ رئيسى ع يقر لي‬
   ‫الفر أ‬             ‫ا‬
‫منيا بسخرية ويقوؿ 9 - والد أحد المجاىديف أليس كذلؾ أبوؾ ىذا عامؿ نفسو إشت اكي وىو مف عماء اإلخواف . . لكف أنا بعرؼ جيو . .‬
       ‫أفر‬                           ‫ز‬         ‫ر‬
‫واهلل ألعمؿ جسده مصفاية ! وظمت ىذه العبا ة محفو ة في ذاكرتي حتى سمعت عف أحداث حماة بعد سنوات . . وعممت أنيـ عذبوا أبي أشد‬
                                                                        ‫ر‬      ‫ر‬
                                                              ‫العذاب قبؿ أف يرشوه أكثر مف م ة ، حتى صار جسده كالمصفاة بالفعؿ !‬
                                                                                               ‫ر‬

                                                                                                                    ‫وضاع الدليل !‬
    ‫أنا لست منظمة ال مف اإلخواف . قمتيا وقد سرت القشعري ة في جسدي خوفا عمى أبي وعمى نفسي . قاؿ 9 وماذا عف الرسالة ؟ قمت 9 ال‬
                                                                       ‫ر‬                                     ‫و‬
‫أعرؼ . . ربما نسييا أحد ىناؾ أو وضعيا لي أحد . وكأنما أ اد أف يمج إلى غايتو مف مدخؿ اخر ، فجعؿ يقمب الممؼ الذي بيف يديو وسأؿ‬
                                                                   ‫ر‬
                                                                                                   ‫9 مف تعرفيف مف أصدقاء أخيؾ ؟‬
     ‫- ال أحد . . لـ أر أخي مف زمف ال عبلقة لي بأصدقائو ؟ قاؿ وقد اشعت عيناه 9 وماذا عف عبد الكريـ جب ؟ قمت 9 مف ىذا . . ال‬
                             ‫ر‬                                                              ‫و‬
     ‫أعرفو . فعاد إلى الص اخ مف جديد وصاح بي 9 إذا فمف تعترفي أنؾ منظمة . قمت 9 ال . .أنالست منظمة فكيؼ أعترؼ بذلؾ ؟ فتناوؿ‬
                                                                                                     ‫ر‬
 ‫"شحاطتو " مف قدمو ورماني بيا ، لكنني تنحيت ب أسي قميبل فتجاوزتني وأصابت الكاتب و ائي . . فقاؿ وىو يشتمني 9 - وتقوليف أنؾ لست‬
                                           ‫ر‬                                   ‫ر‬
 ‫مف اإلخواف . . ىذه التصرفات كميا تصرفات إخواف ! ثـ عاد يتحدث عف الرسالة ح بيا أماـ وجيي . . ولـ يمبث أف غادر الغرفة ىة‬
  ‫لبر‬                                          ‫ويمو‬
   ‫فظننت أنو ذىب ليأتي بجبلد أو أحد ما ليعذبني ، فمما عاد أ اد كأنما أف يريني الرسالة أو يستخدميا مف جديد ، فجعؿ يقمب بيف مجموعة‬
                                                                      ‫ر‬
     ‫أو اؽ كانوا قد جوىا مف سمة الميمبلت ببيتنا ، وقاموا بكييا وتمصيقيا جميعا أمبل في أف يجدوا بينيا دليؿ إدانة ضدي ، فمما لـ يجد‬
                                                                                                                  ‫أخر‬        ‫ر‬
  ‫الرسالة سأؿ الكاتب و ائي 9 - ىؿ دخؿ الغرفة أحد ؟ أجاب الكاتب بانتباه 9 ال سيدي . قاؿ لو 9 ىؿ تحركت ىذه اؿ . . مف مكانيا ؟ ىؿ‬
                                                                                                        ‫ر‬
‫غادرت أنت الغرفة؟ أجابو ثانية 9 ال . فجعؿ يقمب وينقب أمامو وحولو وبيف يديو فمـ يجد شيئا . . وضاعت الرسالة أيف . . ال ي ! فازداد‬
          ‫أدر‬
     ‫التآمو وعبل ص اخو ، وجعؿ ييددني بعبا ات بذيئة ويقوؿ 9 - رفيقتؾ ىنا في الممؼ أمامي اعترفت بأنؾ منظمة ، واذا لـ تعترفي بنفسؾ‬
                                                                                         ‫ر‬                      ‫ر‬
‫فمدينامايجعمؾ تفعميف ! قمت لو وقد جرحتني الكممات البذيئة واستفزني التيديد 9 ميما كاف لديكـ مف وسائؿ فأنا لست منظمة . . وسأبقى أقوؿ‬
                                                                                                                   ‫أنا لست منظمو‬

                                                                                                                      ‫سجل االتيام‬
    ‫جوني مف غرفة التحقيؽ إلى غرفة كاألولى التي استقبمتنا ممموءة بأجي ة مشابية كميا أضواء ممونة دائمة الوميض . . وأخذوا صديقتي‬
                                                           ‫ز‬                                                                 ‫أخر‬
‫ماجدة إلى غرفة رئيس ا ع . . ولـ أكد ألتقط أنفاسي حتى عادوا فنادوني وأخذوني إليو مف جديد ، ألجد قائمة باإلتيامات تنتظرني تكفي أف‬
                                                                                                        ‫لفر‬
     ‫ع عمى ثبلثة رجاؿ أنت متيمة بأنؾ منظمة 9 عيف مجمة النذير ، وتعطيف دروسا لسيد قطب في مساجد دمشؽ ،وقمت بش اء بيت‬
          ‫ر‬                                                               ‫توز‬                                    ‫توز‬
   ‫لمتنظيـ ، ونقمت سيا ة ذخي ة فييا جياز إعبلمي بنفؽ في منطقة المياجريف . . وىناؾ اعت اؼ ثابت مف واحدة مف صديقاتؾ بكؿ ذلؾ . .‬
                                         ‫ر‬                                                        ‫ر ر‬
                                         ‫ورفيقتؾ ىذه متأكدة تماما مف كؿ المعمومات وىي تعرفؾ جيدا ودرستؾ وعاشرتؾ ال تكذب أبدا .‬
                                                      ‫و‬
 ‫ىي كاذبة ، وأنا ليست لي عبلقة بما قالت ولـ أفعؿ أي شيء أو أشارؾ بأي مما ذكرت . قمت ذلؾ وقد بدأت األمور تتضح في ذىني بعض‬
    ‫الشيء ، واستطعت مف ثنايا كبلمو أف أدرؾ أف شخصا بعينو قد نقؿ ىذه الوشايات ليـ ومؤل ممفي بكؿ ىذه األكاذيب . . الشخص الذي‬
‫طالما كنت أسمع تحذي ات عنو غـ أف عيناي لـ ترياه طواؿ حياتي . . إنو عبد الكريـ جب 9 جاسوس المخاب ات والمتعامؿ معيـ مف داخؿ‬
                        ‫ر‬                  ‫ر‬                                                  ‫ر‬     ‫ر‬
    ‫صفوؼ اإلخواف . . أو دسيستيـ داخؿ الصفوؼ ! تشجعت ليذا الذي وصمت إليو ، وأدركت أنيا تيـ خيصة أ اد أف يمؤل بيا الصفحات‬
                         ‫ر‬       ‫ر‬
‫وحسب ، وازددت إحساسا مع كؿ الظروؼ بالثقة . . فمـ أجب تيديدات المحقؽ رئيس ع وىو يكرر عمي مف جديد 9 -إذا لـ تعترفي يا . .‬
                                             ‫الفر‬
                                                                                                          ‫. فمدينا ما يجعمؾ تعترفيف !‬

                                                                                                                 ‫في انتظار االعدام !‬
   ‫إلى الغرفة الغامضة أعادني عنصر مف المخاب ات بأمر مف المحقؽ ، ولـ يمبث وأف أحضر رفيقتي ممؾ لتنضـ إلي ، وكانت المسكينة في‬
                                                                                ‫ر‬
   ‫أياميا األولى بدمشؽ وفي أوؿ سنة ليا بالكمية معي ، فمـ تكف تعرؼ ال عف البمد ال مف األشخاص أحدا ي . . وبعد أف أودعانا تحت‬
                            ‫غير‬               ‫و‬
 ‫رقابة العنصر في الغرفة أخذوا ماجدة وبدأوا معيا التحقيؽ . . فمما انتيى ىا عاد فطمبني وقد مض مف الميؿ أكث ه وأعاد نفس الكبلـ عمي‬
                      ‫ر‬                                 ‫دور‬
                                                                                                                                 ‫9-‬
     ‫رفيقتؾ األولى يقصد عبد الكريـ رجب اعترفت عميؾ اعت افا أوليا ، وىذه ماجدة اعترفت االف بنفس الكبلـ ، وقالت بأنؾ منظمة ومسمحة‬
                                                                            ‫ر‬
 ‫جني مف الغرفة واقتادني إلى الممر ثـ‬‫عيف مجمة النذير . . ومف غير أف ينتظر جوابا مني أمر عنصر فأخر‬
                                         ‫ا‬                                                      ‫وقمت بأعماؿ كثي ة لمتنظيـ وتوز‬
                                                                                                             ‫ر‬
    ‫وجيني باتجاه الجدار وأمرني أف أرفع يدي واحدى جمي إلى أعمى . . فقمت في نفسي 9 خبلص . . ىا ىـ أكمموا صياغة التيمة لي . .‬
                                                                             ‫ر‬
                                                                                                        ‫واالف سيرشوني أو يعدموني !‬
‫وما ىي إال ىة حتى وجدت رفيقتي ممؾ بجانبي ىا العنصر أف تفعؿ مثمي ، فازداد إحساسي أنيـ سوؼ يرشوننا ال ريب ، ولـ أعد أحس‬
                                                                           ‫يأمر‬                          ‫بر‬
   ‫ي مركز حوؿ النياية التي دنت . . وكيؼ ستكوف 9 رشا مف الخمؼ أـ إعداما بالمشنقة أـ ماذا ؟ وكأنني‬
                                                                                          ‫ا‬     ‫ساعتيا بنفسي . . كاف كؿ شعور‬
 ‫وقد تممكني الشعور بتحقؽ المنية استجمعت بقايا جمدي والتفت "بحبلوة ح " إلى العنصر المكمؼ بم اقبتنا فسألتو 9 - لماذا أوقفتمونا بيذا‬
                                      ‫ر‬                         ‫الرو‬
‫الوضع . . ما الذي فعمناه ؟ قاؿ ببل مباالة 9 أنتـ تعرفوف ماذا فعمتـ . قمت 9 تقصد أنيـ سيعدموننا ! أجاب ىازئا 9 ال . . ىؿ تظنيف اإلعداـ‬
                                                                                                          ‫عة والسيولة !‬‫يأتي بيذه السر‬

                                                                                                                          ‫إلى الفمق !‬
       ‫مرت نصؼ ساعة أو ربما أكثر ، فالوقت في مثؿ ىذا الموقؼ ال معنى لو . . أدخمونني بعدىا عمى غرفة األجي ة وأمروني أف أجمس‬
                       ‫ز‬
   ‫فجمست . . ولـ يمبثوا أف أحضروا ممؾ فأجمسوىا عمى كنبة أمامي في مواجية الباب الذي كاف مفتوحا بعض الشيء ، فما كادت المسكينة‬
   ‫تبلمس الكنبة حتى نامت . . ولـ تعد تحس بشيء . . وأنا أكاد مف ي أتقطع ، وصوت ماجدة في غرفة التحقيؽ يبمغ أذني م ة ويغيب‬
         ‫ر‬                                                 ‫توتر‬
‫م ة . . فبل ي ماذا تقوؿ ال أعمـ أي ن ع مف العذاب اآلف تناؿ . . وألتفت إلى ممؾ وأىمس وبودي أف أصيح لتسمع 9 -ممؾ . . ممؾ . .‬
                                                                                     ‫و‬           ‫و‬            ‫أدر‬      ‫ر‬
     ‫ي مف طرؼ الباب وتعممي ما الذي ي . . . ولكنيا في غفوتيا ال تجيب ! وظمت عمى ىذه الحاؿ حتى الصباح‬
                                                                     ‫يجر‬                           ‫حاولي فقط أف تنظر‬
    ‫أ اقبيا وأحاوؿ أف أحادثيا ال فائدة ، وأنا عمى أعصابي ال أستطيع حتى أف أستقر عمى الكرسي تحتي ، وقد اجتمع عمي النعاس والتعب‬
                                                                                                  ‫و‬                       ‫ر‬
‫والخوؼ معا . . وبيف كؿ فينة و ى عنصر قادـ وأخر عائد . . ىذا يمقي سؤاال ببل معنى واخر يكتفي بالنظر والتبسـ . . حتى أطؿ أحدىـ‬
                                                                                             ‫أخر‬
    ‫مع إطبللة الصباح يسأؿ 9 - ىؿ تريدوف أف تفطروا ؟ ألـ تجوعوا؟ قمت لو 9ال. قاؿ 9 ماذا تشربيف ؟ أجبت 9 ال شيء . . شكر . قاؿ 9‬
            ‫ا‬
‫سأتي لؾ بكأس شاي تصحيف بو أسؾ . وذىب فأحضر الكأس ووضعو أمامي ، ولكنني لـ أستطع مف ي وتعبي أف أدنيو مف شفتي . .‬
                            ‫توتر‬                                                   ‫ر‬
                                ‫وعندما بمغت الساعة الثامنة دخموا مف جديد فأيقظوا ممؾ ، و جونا إلى تحقيؽ جديد في القبو ىذه الم ة ،‬
                                  ‫ر‬                                     ‫أخر‬
  ‫وبينما ىـ ينزلوننا جات السمـ قمت ىامسة لممؾ 9 - اخ . . االف سيأخذوننا إلى الفمؽ ال محالة ! فانتفضت المسكينة تقوؿ 9 ال تقولينيا !‬
                                                                                                               ‫در‬
  ‫قمت 9 ومف الذي قاؿ لؾ أف تنامي طواؿ الميؿ ؟ لماذا لـ تسمعي ماذا قالوا لماجدة ؟ كنا استفدنا بعض الشيء أو فيمنا ما الذي سيحدث .‬

                                                                                                                 ‫أنا . . ضد الوطن !‬
   ‫عبر ممر كئيب في القبو أخذوني إلى غرفة ى لمتحقيؽ وجدت في صدارتيا وجيا جديدا ىو ال ائد تركي . . أجمسني عمى طرؼ سرير‬
                                  ‫ر‬                                           ‫أخر‬
‫ي في طرؼ الغرفة وجعؿ عمى مدى نصؼ ساعة تقريبا يعيد تبلوة نفس اإلتيامات عمي بشكؿ سؤاؿ وجواب ، ويدونيا في سجؿ معو .‬‫عسكر‬
  ‫كنت مف تعبي و ىاقي ال أستطيع متابعة كبلمو أو حتى فتح عيني . . فكنت أكبو قميبل ثـ أنتبو فأشد نفسي . . وعندما كاف يبمغني صوتو‬
                                                                                                              ‫ار‬
     ‫األجش بعربيتو الثقيمة أحس وكأف أمعائي توشؾ أف ج كميا مف فمي . . فمما انتيى كاف أممي الوحيد في كؿ الدنيا وقتيا أف أجد ولو‬
                                                                               ‫تخر‬
‫ببلطة ألقي عمييا جسمي المنيؾ وأناـ . . لكف العنصر عاد واقتادني عبر الممر نفسو إلى غرفة ى في القبو وجدت فييا ضابطا اخر‬
                                  ‫أخر‬
‫برتبة ائد استقبمني مف فو ه بعبا ات بذيئة وكبلـ قذر . . والميجة العموية واضحة عميو . . واستمر حوالي الساعة يسمعني العبارت ذاتيا 9 -‬
           ‫ا‬                                                                                     ‫ر ر‬                       ‫ر‬
  ‫أنت مف اإلخواف . . وأنت منظمة اعترؼ الجميع عميؾ . . وأنت قمت بأعماؿ كثي ة تضر بالوطف ال تستحقيف أقؿ مف عقوبة الئلعداـ . .‬
                                     ‫و‬            ‫ر‬
  ‫كاف كبلمو أقرب إلى شريط تسجيؿ منو إلى الحديث . . يعيده بحرفيتو ويكر ه فبل أميز انتياء المقطع مف بداية مقطع جديد إال مف اختبلؼ‬
                                                          ‫ر‬
  ‫الشتيمة أو تغير عبا ات السخرية واإلستف از . . ووجدتني وكأنما تحوؿ أسي إلى جرس كبير ع ىذا جؿ عميو كؿ لحظة بكمماتو فيرتج‬
                               ‫الر‬  ‫يقر‬              ‫ر‬                          ‫ز‬                  ‫ر‬
     ‫ال يستقر . . وتتكرر فيو العبا ات فيزداد اىتزز وضجيجا 9 - الجميع اعترؼ عميؾ . . الجميع اعترؼ عميؾ . . أنت منظمة . . ضد‬
                                                                             ‫اا‬            ‫ر‬                             ‫و‬
  ‫الوطف . . إلى اإلعداـ . . إلى اإلعداـ . . إلى اإلعداـ ! وكأنما غبت عف الوجود اخر األمر ، فما وجدتني إال وعنصر اخر يدخؿ الغرفة‬
     ‫وممؾ وماجدة في طرؼ اخر منيا ويسأؿ 9 - ألـ تجوعوا يا بنات ؟ قمنالو 9 ال ،لـ نجع . فرد بميجة ذات ى 9 اآلف سنطعمكـ فروجا‬
                           ‫مغز‬
   ‫مشويا عمى أية حاؿ ! قمت لو وقد فيمت أنو يقصد التعذيب 9 نحف بغنى عف طعامكـ . جذبنا نحف الثبلثة ، ووجدتيـ يقتادوننا عبر الممر‬
 ‫نفسو فالسمـ حتى بوابة ع ، ولما سألتو وقد دب في القمؽ مف جديد 9 - إلى أيف ؟ قاؿ 9 االف ستروف . أصعدونا في سيا ة عسكرية نحف‬
            ‫ر‬                                                                                      ‫الفر‬
     ‫الثبلثة قبالة بعضنا البعض ، وصعد عنص اف مسمحاف و اءنا ، ولـ تمبث السيا ة أف انطمقت عة مجنونة كأنما تريد أف تقفز فوؽ بقية‬
                                          ‫بسر‬        ‫ر‬                     ‫ر‬           ‫ر‬
‫السيا ات التي كانت تخمي ليا الطريؽ مف بعيد ، وأمامنا سيا ة ى تطمؽ الصفير المدوي ، وثالثة مف خمفنا لمحماية أو الم اقبة . . ولـ نكد‬
               ‫ر‬                                                      ‫ر أخر‬                                               ‫ر‬
    ‫نبدأ مع انعطافات السيا ة العنيفة في الصعود واليبوط حتى تممؾ ممؾ الدوار وأخذت في اإلستف اغ ، فمؤلت السيا ة مف مخمفات جوفيا ،‬
                      ‫ر‬                ‫ر‬                                                               ‫ر‬
     ‫وجعمتنا ونحف في حالتنا المبكية نكاد نختنؽ ، فأممنا أسيا لمو اء باتجاه الباب الخمفي بيف العنصريف ، فجعمت تكمؿ تقيؤىا بينيما طواؿ‬
                                                                       ‫ر‬        ‫ر‬
                                                       ‫ي بالعباسييف إلى سجف أمف الدولة بكفر سوسة.‬‫الطريؽ ، مف ع التحقيؽ العسكر‬
                                                                                                                ‫فر‬

                                                           ‫الفصؿ الثاني‬
                                   ‫كفر سوسة 9 رحمة ج الزمف يناير 0780 -0أكتوبر 1780‬
                                                                   ‫خار‬

                                                                                                     ‫كفر سوسة : رحمو خارج الزمان‬
 ‫عبرت السيا ات الثبلث بوابة السجف العامة مضيا نحو المبنى الرئيسي الذي انتصب أمامنا بطوابقو الثبلث ، والتفط السائؽ حولو بيف مم ات‬
  ‫ر‬                                                                                                                 ‫ر‬
    ‫ومداخؿ معقدة حتى بمغ بابا كيربائيا توقؼ بنا عنده ، واجتذبتنا األيادي م ة ى فاقتادتنا عبر ساحة المبنى الداخمية إلى باب اخر تنزؿ‬
                                                         ‫ر أخر‬
‫خمس درجات منو إلى القبو المعتـ ، فإذا ىو عالـ اخر مف عوالـ عب التي قطعناىا خبلؿ اليوميف الماضييف عف غير ما اختيار . مضت‬
                                                            ‫الر‬
   ‫األيدي القاسية عبر ممر القبو المظمـ فالتفت بنا جية إليسار وليس في طريقنا إال الصمت واأل بواب الحديدية الكئيبة ووحشة المكاف ، ولـ‬
 ‫يمبث أف قطع لياثنا المتدفؽ صوت أجش أتانا مف وسط العتمة ينادي 9 -مني ة! فما كدنا نممح المنادي حتى بدت مف الجية المقابمة في اخر‬
                                                         ‫ر‬
‫ىا أنيا سجانة أو موظفة ىناؾ .‬
                            ‫الممر فتاة مضفو ة الشعر ترتدي "جبلبية" شاعت موضتيا وقتذاؾ ، وجعمت تتقدـ نحونا متمايمة يوحي مظير‬
                                                                                                          ‫ر‬
  ‫. فمما اقتربت ومف غير أف يمتفت إلينا قاؿ ليا أبو عادؿ رئيس نوبة السجانيف وقتذاؾ 9 - ىيا فتشييف واحدة واحدة . ودفع بي أوؿ الجميع‬
 ‫إلى غرفة عممنا بعدىا أنيا غرفة التحقيؽ والتعذيب ، ودخمت مني ة ىذه و ائي وسألتني ؟ - ما اسمؾ ؟ قمت وقد بمغ التوتر بي مبمغا 9 وماذا‬
                                                             ‫ر‬       ‫ر‬
                   ‫تريديف مف اسمي ؟ أحسست وقتيا أف بامكاني أف أقتميا مف شدة ي بيدي . . لكنيا قالت ببرود 9 -وليش معصبة؟ .‬
                                                               ‫توتر‬
      ‫قمت 9 واهلل ال ي ! ماذا تريدينني أف أفعؿ ؟ ىؿ يمكف لئلنساف أف يكوف مبسوطا ىنا ! أجابت بنفس برودىا ورتابة صوتيا 9 بس ال‬
                                                                                                             ‫أدر‬
  ‫تعصبي . . أنا سجينة مثمؾ. قمت بحدة 9 لماذا تكذبيف عمى ؟ شكمؾ ىذا ليس كشكؿ السجينات . قالت 9 واهلل العظيـ أنا سجينة وقاعدة في‬
 ‫جني في الكبلـ خاصة وأنيا تتحدث بالقاؼ العموية ،‬‫ميجع ممموء بنسواف مف اإلخواف . لـ أجرؤ أف أزيد معيا وظننتيا سجانة تريد أف تستدر‬
‫لكنيا عادت وقالت لي 9 ما صدقتيني ؟ بك ه بنمتقي بالميجع وبذكرؾ . أحسست ليجة صدؽ في حديثيا فاستأنست بعض الشيء وسألتيا دوف‬
                                                                                ‫ر‬
    ‫أف أغادر الحذر 9 - ومف معؾ مف اإلخواف ىناؾ ؟ قالت 9 ىناؾ واحدة حاجة مف حمب و ى اسميا أـ شيماء و جمست تعد لي أسماء‬
                                        ‫أخر‬
     ‫وألقاب ال أعرفيا وأضافت 9 وأنا الشيوعية الوحيدة في الميجع والبقية كميف مف اإلخواف فتشتني مني ة بعد ذلؾ ، وفعمت الشيء نفسو مع‬
                                   ‫ر‬
 ‫ماجدة وممؾ بالتتابع ، وكاف العنصر في انتظا ي حينما انتيت ، فأخذني وأصعدني ثانية مف القبو ، واقتادني عبر سبللـ ومم ات عديدة إلى‬
            ‫ر‬                                                                       ‫ر‬
                                                                            ‫المبنى الجنوبي ع ، ليبدأ التحقيؽ معي حسب األصوؿ !‬
                                                                                                             ‫لمفر‬
‫بين يدي الجالد !‬
‫كاف كؿ ما حولي يثير ع واإلضط اب 9 ىذا داخؿ وذاؾ ج . . باب يقفؿ واخر مف أيف ال ي يفتح . . وكؿ قادـ أو عابر يحمؿ بيده‬
                                     ‫أدر‬                           ‫خار‬               ‫ر‬        ‫الفز‬
   ‫جياز السمكي أو كببل أو أداة ى لمتعذيب . . وفي البداية أدخموني عمى مكتب رئيس ع ناصيؼ خير بؾ ، فأحسست وكأنني انتقمت‬
                                       ‫الفر‬                                             ‫أخر‬
 ‫إلى عالـ اخر . . فالغرفة واسعة دافئة أنيقة التأثيث ، يمتد السجاد الفاخر عمى أرضيما بميابة وقد عت عميو كنبات وثي ة ومكتبة ومكتب‬
              ‫ر‬                  ‫توز‬
‫ي آخر ل أس الرئيس بالحجـ الطبيعي .‬
                         ‫ر‬        ‫فاخر يحتؿ تمثاؿ ل أس الرئيسس األسد ركنا منو ، بينما ينتصب في اوية الغرفة القصوى تمثاؿ برونز‬
                                                               ‫ز‬                                          ‫ر‬
     ‫وأما المقدـ ناصيؼ الذي كاف منيمكا بمحادثة السمكية وقتيا فمـ يعرني أكثر مف نظ ة ازد اء بطرؼ عينو ، وأومأ لمعنص أف يعيدني إلى‬
                 ‫ر‬                          ‫ر ر‬
    ‫مكاني وأكمؿ حديثو . . ولـ ألبث أف اقتادني ذاؾ ثانية إلى غرفة ى مقابؿ مكتب ناصيؼ ، فوجدت مجموعة أشخاص مجتمعيف عمى‬
                                                       ‫أخر‬
  ‫شاب مقيد يعذبونو ويحققوف معو ، وناصيؼ ممسؾ جياز البلسمكي بيده يتحدث فيو م ة ومع الشاب المسكيف والعناصر م ة . ولـ يمبث أف‬
                ‫ر‬                              ‫ر‬
     ‫أ شار بيده إلى العنصر الذي أحضرني فجذبني ذاؾ مف منكبي وأمرني أف أنتظر ج الغرفة مف جديد ، وأنا كالنائمة ال أكاد أقدر عمى‬
                                                      ‫خار‬
‫متابعة المشاىد المتجددة والوجوه المتعاقبة واألصوات التي تختمط الشتائـ فييا باإلستغاثات واآلىات ! عاف ما عاد العنصر فأدخمني الغرفة‬
                                ‫وسر‬
        ‫ذاتيا ألحضر تعذيب الشاب نفسو لعمي أخاؼ وأتكمـ ما يريدوف . كانوا أربعة أو خمسة يشتركوف في التعذيب أمامي بالكابؿ والعصي‬
    ‫والخيز اف والكيرباء 9 ناصيؼ خير بؾ رئيس ع ، وال ائد عبد العزيز ثمجة وىو جؿ ضخـ الجثة بالغ الجبلفة ، وعناصر آخروف كاف‬
                                                ‫ر‬                      ‫ر‬       ‫الفر‬                             ‫ر‬
     ‫أحدىـ لـ يبمغ العش ريف بعد مجندا مف عا كما عرفت الحقا ينادونو حسيف ، ولـ أعرؼ مف كاف ذاؾ الشاب ولماذا يعذبونو ، لكنو كاف‬
                                                                                         ‫در‬
  ‫يصيح طواؿ التعذيب ويستغيث مناديا 9 - واهلل العظيـ موأنا . . ثـ اعترؼ اخر األمر ال ي ليتخمص مف مزيد مف العذاب أـ لسبب اخر‬
                                        ‫أدر‬
‫فأق أنو قتؿ أحد الضباط . . وعندما اشتد التعذيب عميو وكاد ص اخو يصيبني باإلنييار التفت إلى العنصر معي وسألتو 9 -لماذا أتيتـ بي ىنا‬
                                                                     ‫ر‬                                                      ‫ر‬
     ‫؟ قاؿ بسخرية 9 ال أعرؼ . . إسألييـ. قمت بانفعاؿ 9 ال أريد أف أسأليـ ولكف أنا ما عندي شيء ألعترؼ بو ويضعوني في ىذا الموقؼ‬
      ‫ج عمى تعذيب الناس . ولـ يزد العنصر عف أف ىز كتفيو وابتسـ متيكما وىو يقوؿ 9 -ال أعرؼ . . ال عبلقة لي بأي شيء ىنا !‬‫فأتفر‬
   ‫واستمر الضرب والتعذيب حوالي نصؼ الساعة أنيضوا الشاب بعدىا مضرجا بالدماء والكدمات فكبموا يديو ورجميو ، وفيما اقتادني العنصر‬
  ‫ج ىاويا يئف ، ونادى عمى‬‫و اءه ألكمؿ كما يبدو رؤية المشيد ، سحب ال ائد ثمجة الشاب إلى أس ج ، ثـ ركمو برجمو بكؿ قسوة ، فتدحر‬
                                                           ‫ر الدر‬               ‫ر‬                                       ‫ر‬
    ‫أحد ما ىنالؾ لينزلو إلى المنفردة في القبو أسفؿ المبنى ، وعاد فأمر العنصر ليدخمني إلى الغرفة م ة ى ، فأوقفني في اويتيا ، وجعؿ‬
                ‫ز‬               ‫ر أخر‬
      ‫ناصيؼ وثمجة يتحدثاف بالبلسمكي ال ي مع مف ، ثـ ج الجميع فجأة ، ليعود ال ائد ثمجة وحده ويغمؽ الباب كيربائيا بضغطة زر ،‬
                                                  ‫ر‬                         ‫خر‬           ‫أدر‬
  ‫فاستوى الباب بالجدار حتى لـ أعد ي مف أيف دخؿ ال أيف كاف ىذا الباب . . ومف غير أف يمفظ أي كممة أو يسألنى أي سؤاؿ لـ أحس‬
                                                                          ‫و‬             ‫أدر‬
  ‫إال وصفعة مفاجئة تأتيني عمى حيف غ ة اصطدـ أسي مف عزميا بالجدار وارتد ، وصارت الدنيا تدور كميا في ، وصرت ى ال ائد أمامي‬
          ‫أر ر‬                                                               ‫ر‬       ‫ر‬
 ‫ي . . إذا ما بدؾ تحكي ما بتعرفي ما‬‫أربعة أشخاص معا ، و ى أسي أسفؿ مني جبلي فوؽ ال أس وفوقي ! لـ يزد عف أف قاؿ 9 - انظر‬
                                                                      ‫ر‬            ‫ور‬          ‫أر ر‬
                                                                                                              ‫الذي سيحصؿ لؾ .‬

                                                                                                                    ‫بساط الريح !‬
   ‫ج ال ائد ثمجة ىة لـ أكد أتمالؾ فييا نفسي حتى عاد مع ناصيؼ ورئيس الدورية التي أحضرتنا مف البيت وشخص ابع لـ أعرؼ مف‬
                ‫ر‬                                                                                    ‫بر‬       ‫خرو ر‬
‫كاف . وابتدرني ناصيؼ يقوؿ 9 -وليؾ . . شو ما بدؾ تحكي ؟ ما بدؾ ي وتدلينا فيف أخوؾ ؟ قمت لو 9أخي ليس ىنا . قاؿ 9 إذا أيف ىو‬
                                                           ‫تقر‬
                                                                                                                               ‫؟‬
‫قمت 9 ال أعرؼ الظاى أنو ذىب ليكمؿ د استو . وواقع األمر فإف أخي صفواف كاف قد أخبر أمي عندما زرتو في األردف وقاؿ ليما 9 إذا سألؾ‬
                                  ‫ا‬                                                      ‫ر‬               ‫ر‬
  ‫أبي أيف أنا فقولي لو ذىب ليكمؿ د استو في الباكستاف . تذكرت ذلؾ بمجرد أف سألني عنو ، ولـ أكف ي وقتيا بأف أمي كانت معتقمة في‬
                                ‫أدر‬                                                       ‫ر‬
‫نفس السجف معي ، وأنو سأليا قبؿ دقائؽ عف أخي فأجابت الجواب نفسو ، والتقى كبلمي مع كبلميا في ىذه النقطة ، األمر الذي أعفاني مف‬
    ‫التعذيب عمى ذلؾ السؤاؿ ، ولكنو سألني بمؤـ 9 -أنت تعرفيف بأف أخاؾ ىنا ، وسوؼ تأخذيننا وتدليننا عميو ، أو عمى رفاقو والبيت الذي‬
 ‫يجمسوف فيو . قمت 9 ال أعمـ أي شيء مف ىذا . . فنادى عمى أحدىـ وقاؿ لو 9 إذىب وأحضر ليا بنطاال وأعطيا إياه خمييا تنستر وضعيا‬
   ‫عمى بساط الريح . تقدـ العنصر مني وطرحني عمى ح مف الخشب لو أحزمة طوؽ بيا رقبتي ورسغي وبطني وركبي ومشط رجمي ، ولما‬
                                                                       ‫لو‬
‫تأكد مف تثبيتي رفع القسـ السفمي مف ح الخشب فجأة فبات كال اوية القائمة ، ووجدتني وأنا بيف الدىشة و عب مرفوعة الرجميف في اليواء‬
                             ‫الر‬                                     ‫ز‬                      ‫لو‬
 ‫وقد سقط الجمباب عنيما ولـ يعد يغطييما إال الجوارب والسرواؿ الشتوي الطويؿ ، ال قد ه لي عمى تحريؾ أي مف مفاصؿ جسمي . . وبكؿ‬
                                        ‫و ر‬
 ‫وقاحة صاح العنصر يقوؿ 9 - انظر سيدي .. أ أيت ؟ قالت إنيا ليست مف اإلخواف . . ولكف انظر كيؼ أنيا منيـ ومجي ة نفسيا لمفمقة ال‬
  ‫و‬              ‫ز‬                                                                ‫ر‬
  ‫حاجة ليا لمبنطموف ! حاولت دفع أي مف القيود الجمدية عف مفاصمي فما استطعت . . وقبؿ أف أحاوؿ إعادة ح الخشب إلى استقامتو طمبا‬
                           ‫لو‬
      ‫لمستر كانوا قد عمقوه مف جنزير مثبت بو إلى السقؼ ، وتقدـ رئيس الدورية التي اعتقمنا وبيده خيز انة طويمة رفيعة وسألنى بميجة تيديد‬
                                       ‫ر‬
                                                                                                        ‫صريح 9 -شوما بدؾ تحكي ؟‬
  ‫قمت 9ليس لدي أي شيء ألحكيو . في نفس الوقت كاف ال ائد ثمجة فوؽ أسي يجيز مولدا كيربائيا مربع الشكؿ موص ال بالفيش ولو يد يدار‬
                      ‫و‬                                      ‫ر‬            ‫ر‬
    ‫بيا ومبلقط قربيا مني وأطبقيا فجأة عمى أصابع يدي . . وفيما ىوى ذاؾ بالخيز انة عمى بطف جمي أطمؽ ىذا شحنة مف الكيرباء سرت‬
                                     ‫ر‬          ‫ر‬
  ‫كالنار في بدنى ، فقاؿ دوف أف يمتفت لصرختي 9 -ىو إلسو مابدؾ تحكي ؟ صرخت 9 قمت لكـ ماعندي شيء لمحكي . قاؿ ببرود 9 أ أيت‬
    ‫ر‬
 ‫كـ كانت الكيرباء قوية؟ ىذه أخؼ الموجود لدينا! قمت 9 حتى ولو كاف ، ىؿ أعترؼ بأشياء أنا لـ أفعميا ! قاؿ 9 ال . . أنت تكذبيف وتخبيف‬
‫عمينا . . بدؾ تقومي اآلف تأخذينا وتدلينا عمى البيت الذي يسكف فيو أخوؾ ورفاقو واال فسنأخذؾ إلى تدمر ! وأقبؿ ثمجة ىنا بصو ة قربيا مف‬
         ‫ر‬
‫وجيى وسألنى 9 - ىؿ تعرفيف ىذا الشاب ؟ قمت 9ال. قاؿ 9 كيؼ ؟ أال تعرفيف رفاؽ أخيؾ ؟ قمت 9ال. قاؿ 9 لكف ىذا رفيؽ أخيؾ الحميـ . .‬
      ‫ىذا عبد الكريـ رجب . . أال تعرفينو ؟ قمت بحزـ وقد تأكدت لي الوشاية الرخيصة التي حيكت لي 9 ال . . ال أعرفو . تبسـ ال ائد ثمجة‬
             ‫ر‬
     ‫ى تتاج انفعاالت وجيي 9 - ىبة الدباغ 9 منظمة مع اإلخواف‬‫ابتسامة صف اء ع يقر مف مجموعة أو اؽ بيف يديو بعيف ، وعينو األخر‬
                                                                                        ‫ر‬              ‫ر وشر أ‬
  ‫وتتعامؿ معيـ . . اشترت ليـ بيتا ، وتعطي دروسا لسيد قطب في مساجد دمشؽ و . . خت بانفعاؿ وأنا أسمع قائمة اإلتيامات الكاذبة‬
                                              ‫صر‬
 ‫لمم ة األلؼ 9 كذب . . كذب . . ال أعرؼ أي شيء تتحدث عنو . دس ال ائد ثمجة األو اؽ بوجيي وىو يقوؿ 9 -أال ي ؟ ىذا كمو مكتوب‬
                  ‫تر‬                      ‫ر‬             ‫ر‬                                                          ‫ر‬
   ‫ىنا . . كمو مف اعت افات الرجب . . ىو الذي تكمـ عنؾ بيذا ، وىو مف اإلخواف مائة في المائة ويعرؼ عنؾ كؿ شيء ال بدوأنؾ تعرفينو‬
                   ‫و‬                                                                                     ‫ر‬
  ‫أيضا . . عدت إلى قولة كبل . . وعاد التعذيب مف جديد ، وصار رئيس الدورية يضرب قدمي بكؿ عزمو ، حتى أصبحت الخيز انة عندما‬
          ‫ر‬
‫تيوي عمييما تشؽ اليواء بصوت كالصفير ، وجاء عنص آخر بخيز انة ثانية وجعؿ يشارؾ معو الضرب ، فيما عاد عبد العزيز ثمجة فقبع فوؽ‬
                                                                 ‫ر‬        ‫ر‬
       ‫أسي وجعؿ يكوي أصابعي بالكيرباء مف جديد . كاف األلـ أشد مف أف يوصؼ . . وكنت في البداية أصيح 9 يا اهلل . . لكنني لـ أعد‬
                                                                                                                           ‫ر‬
        ‫أستطيع اخر األمر أف ج صوتي ، فصرت ح ب أسي فقط ولـ أعد أحس بشيء . . ووجدتيـ بعد عشر دقائؽ تقريبا مف الضرب‬
                                                                         ‫ألو ر‬              ‫أخر‬
 ‫المتواصؿ يتوقفوف فجأة ، ومع الشتائـ والعبا ات البذيئة طرؽ سمعي عبا ة 9 - إلى تدمر! عاف ما انفكت القيود عف مفاصمي ، وسحبني‬
                                       ‫وسر‬            ‫ر‬                       ‫ر‬
  ‫عنصر مف غرفة التعذيب عبر المم ات والسبللـ ثانية إلى سيا ة متوقفة عند الباب ، ففوجئت برفيقتي ماجدة قد سبقتني إلييا بح اسة عنصر‬
         ‫ر‬                                                            ‫ر‬                         ‫ر‬
‫حية إلى أف بمغت الباب الخارجي ، فسألنى مف جديد‬‫آخر . أركبانا معا ولكنني لـ أجرؤأف أتحدث معيا بشيء . . وانطمقت السيا ة بحركة مسر‬
                                                        ‫ر‬
‫9 -لسو ما بدؾ تحكي ؟ أحسست وكأف أعصابي المشدودة تصيح كميا معي بصوت واحد 9 -ما عندي أي شيىء أحكيو . . أنا ال عبلقة لي‬
  ‫بأحد . . ىؿ تريدوف أف أكذب عميكـ فقط ؟ ىؿ تريدوف ! توقفت السيا ة ، ولـ يمبث السائؽ أف عاد بنا إلى المبنى مف جديد، وأعادوني م ة‬
  ‫ر‬                                                             ‫ر‬
‫ى إلى التعذيب . . وعادت نفس األسئم ة واإلتيامات ح عمي ، لكف الضرب والتعذيب اشتد أكثر ، و اد عدد المشاركيف بتعذيبي حتى لـ‬
                              ‫ز‬                                         ‫تطر‬                                             ‫أخر‬
‫أعد أستطيع أف أعرؼ عدد مف حولي أو عدد المحصي والخيز انات التي تيوي عمى رجمي . . وبدأت ى الغرفة كميا عصيا وخيز انات . .‬
       ‫ر‬                        ‫أر‬                               ‫ر‬
   ‫والناس فييا مف كث ة أسئمتيـ كالضفادع تنؽ وتنؽ بصوت واحد غامض . . فمـ أعد في النياية أجيب عمى أحد ! وأتاني صوت ال ائد ثمجة‬
          ‫ر‬                                                                                              ‫ر‬
  ‫مف جديد يقوؿ 9 - ىا . . أنت إذا مسمحة . . انظروا إلييا . . تدعي الب اءة وتنفي أنيا منظمة وىي ليست مف اإلخواف وحسب . . ولكنيا‬
                                                         ‫ر‬
 ‫مسمحة أيضا! أحسست أف تيمة أكبر تمفؽ لي ىذه الم ة فصرخت بعصبية 9 ال . .أنا ال عبلقة لى بأحد . . وأنا لست مسمحة . قاؿ 9 ولكف‬
                                                                           ‫ر‬
     ‫ىا لتقوؿ ذلؾ أمامي . . ربما قالت ذلؾ مف خوفيا حتى تنجو مف‬
                                                             ‫رفيقتؾ ماجدة ىي التي قالت ذلؾ عنؾ . قمت 9 ال تصدقيا . . أحضر‬
‫الضرب . قاؿ 9 ال . . رفيقتؾ ال تكذب . . ىى أصدؽ منؾ . . تكممت عف كؿ شيء وما تعذبت ، وأنت أذا لـ تتكممي فستبقي تأكمي ضربا‬
     ‫حتى تحكي . وتقدـ ثمجة مف جديد نحوي وبيده بطارية كيرباء وضعيا عمى فمي مباش ة وقاؿ بميجة التيديد 9 -الف تتكممي ؟ قمت 9 ما‬
                                                 ‫ر‬
    ‫عندي شيء أحكيو . . ميما وضعت لي الكيرباء أو أطعمتني ضربا فما عندي شيء أحكيو ولف أكذب عمى نفسي . وىنا صاح ناصيؼ‬
   ‫ى بعدىا . والتفت نحوي ميددا يقوؿ 9 -إذا لـ تتحدثي بكؿ شيء‬‫بضجر 9 - ىيا أنيضيا وأعطيا ورقة لتكتب ما لدييا مف معمومات وسنر‬
‫ىذه الم ة فاعممي أف لدينا عناصر الواحد منـ كالوحش يسد الباب . وأضاؼ 9 - ىؿ تعرفيف ألشوايا الديرية كيؼ يكوف شكميـ ؟ إذا لـ‬
                                                                                                                      ‫ر‬
                                                                                               ‫ى بعدىا !‬‫تعترفي فسأدخميـ عميؾ وسنر‬

                                                                                                               ‫الموت احة المؤمن !‬
                                                                                                                          ‫ر‬
      ‫أنيضوني عف "بساط الريح " فوجدت نفسي مبممة مف غير أف أشعر، وكنت كأنما أغمي عمي أثناء التعذيب فدلقوا عمي سطؿ ماء حتى‬
   ‫ى ف أيت الغرفة خمت تقريبا مف الناس ، وأدركت مف خبلؿ نافذة كانت فوؽ أسي أف الدنيا قد أصبحت ليبل ،‬
                               ‫ر‬                                                              ‫أصحو . تمفت حولي كالسكر ر‬
     ‫فقدرت أف ساعتيف أو ثبلث انقضت عمي وأنا في التعذيب ! وبينا أنا ال أ اؿ أحاوؿ استعادة توازني جاء أحد العناصر بورقة وقمـ وجمس‬
                                                           ‫ز‬
 ‫ي . . إذا حكيت فستساعدي نفسؾ ، واال فستطمسي أكثر مما أنت طامسة . قمت لو 9 ماعندي أي شيء أحكيو . قاؿ‬‫أمامي يقوؿ 9 - انظر‬
 ‫9 ال أحد يأتوف بو إلى ىنا وما عنده شيء . . ال أحد يصؿ ىنا إال إذا كاف مذنبا . قمت لو 9 ولكف أنا ليس لدي أي شيء . قاؿ 9 أنت ح ة‬
 ‫ر‬                                                                                 ‫و‬
‫. وأعطاني استما ة معمومات عامة عف د استي ومدارسي ثـ عف عبلقتي بتنظيـ اإلخواف . . أجبت بما أعرؼ وأعطيت الورقة لمعنصر فذىب‬
                                                                                   ‫ر‬                   ‫ر‬
‫خ في 9 - ىؿ ىذه أجوبة تمؾ التي أجبت بيا يا أخت‬‫بيا ، ولـ يمبث أف عاد ال ائد ثمجة ح بيا ومبلمح الغضب بادية عمى وجيو وىو يصر‬
                                                                                       ‫يمو‬     ‫ر‬
   ‫اؿ . . . واندلقت كؿ الشتائـ والعبا ات البذيئة دفعة واحدة مف لسانو وكأنيا كانت تنتظرفرصتيا لئلفبلت وفى آ عبا ة أطمقيا سمعتو يقوؿ‬
                     ‫خر ر‬                                                                     ‫ر‬
‫9 أنت تعرفيف ىذا البيت الذى يسكف فيو أخوؾ ورفاقو وبدؾ تدلينا عميو اآلف لكف أنا أعرؼ لماذا ال تريديف ذلؾ . . تريديف أف تماطمى بالوقت‬
   ‫ج ، ولـ يمبث أف عاد وقاؿ 9 -‬‫حتى ييربوا وسجؿ دوف أف أرد عميو بعض الكممات عمى االو اؽ التى معو ج ولـ يمبث أف عاد وقالوخر‬
                                                        ‫وخر‬        ‫ر‬
                   ‫إذالـ تتكممي فسننزلؾ إلى القبو ،والقبواذا نزلت إليو ال تخرجى منو حتى تموتى قمت لو 9 أحسف. . الموت احة المؤمف !‬
                              ‫ر‬
 ‫قاؿ بغيظ 9وتجيبيف بكؿ وقاحة وكؿ عيف يخرب بيتؾ الـ تحسي كـ أكمت مف قتؿ ؟ أال ي في أف حمى نفسؾ وتعترفى لتخمصىمف ىذا‬
                              ‫تر‬      ‫تفكر‬
        ‫العذاب. قمت لو 9لكف أناليس لدي أي شيء حتى أعترؼ بو . . قمت لكـ ماعندى شىء 9 في تمؾ المحظة دخؿ ناصيؼ خير بؾ مف‬
      ‫وسمعنى أقوؿ ذلؾ جديد لم ائدثمجة،فابتدرني بتكشي ة ونظ ة عبة وقاؿ والشتائـ البذيئة تسبؽ كمماتو- إذا الـ تعترفي بكؿ شيء االف ..‬
                                                                           ‫ر مر‬   ‫ر‬                      ‫ر‬
‫مباش ة . .فسوؼ أعريؾ مف ثيابؾ صحت وقدىزني التيديد9لكف اناماعندي شيء احكيو . قاؿ بميجة األمر9إخمعي جمبابؾ .وقفت ىنا ونظرت‬
                                                                                                                  ‫ر‬
‫إليو والخوؼ الحقيقي يغمرقمبي ألوؿ م ة . ؿ قاؿ أالتريديف أف تخمعيو؟ أناسأخمعو لؾ. وتقدـ مني فمد يده يريد أف يفؾ أز ار الجمباب فما وجد‬
                 ‫ر‬                                                                             ‫ر‬
    ‫شيئا . ففي تفصيمة ذلؾ الجمباب كانت األز ار مخفية ، فحوؿ يده وأنا أحاوؿ مدافعتو إلى أسي ع حجابي فمـ يستطع . . أمسكني مف‬
                                  ‫ر لينز‬                                         ‫ر‬
    ‫ى تحت الحجاب وكاف طويبل وقتيا وممفوفا لمخمؼ أمسكني منو وبدأ يشده فينجذب أسي كمو مف غير ادة مني إليو ،ثـ يعود ويخبطو‬
                               ‫ار‬             ‫ر‬                                                                        ‫شعر‬
  ‫بالجدار . .وسيؿ الشتائـ البذيئة ي افؽ ذلؾ كمو ،لكنو لـ يتمكف غـ ذلؾ مف ع الحجاب ألف غطاء الصبلة كاف قد نزؿ في أكمامي عندما‬
                                                    ‫نز‬         ‫ر‬                         ‫ر‬
   ‫لبست الجمباب فوقو ساعة اإلعتقاؿ . .فصاح بي 9 وتقولي عف نفسؾ أنؾ لست مف اإلخواف وثيابؾ كميا ممتصقة ببدنؾ التصاقا والجمباب‬
                                                                                            ‫أزر ه سرية ومخفية ومجيز اخر تجييز! .‬
                                                                                                                           ‫ار‬
  ‫ومع استم ار صمتى وسيؿ الشتائـ منو نادى أحدىـ ليعطيو الكبؿ أو الخيز انة ليجدد ضربي . . ووقتيا كانت قدماي قد تورمتا مف الضرب‬
                                                        ‫ر‬                                                         ‫ر‬
  ‫ولـ يعدبإمكاني لبس الحذاء، فقاؿ وىويتناوؿ ماطمب 9ال تريديف الكبلـ ؟ أنا سأريؾ " وتقدـ ليبدأ ضربي ، فركضت بعفوية منو والتجأت و اء‬
   ‫ر‬
 ‫الطاولة فركض و ائي . . وبدأت أركض و حوليا وىويركض و ائي ليمسؾ بى ويصيح 9 يخرب بيتؾ كؿ ىذا التعذيب والضرب ال اؿ فيؾ‬
      ‫وز‬                                                      ‫ر‬                ‫أدور‬                ‫ر‬
   ‫ح لتنطي وتركضى ونادى الحاجب وقاؿ لو 9 أمسكيا مف عندؾ فمماتقدـ العنصروأمسكني صاح ناصيؼ فيو 9 خذىا . . خذىا تنقمع مف‬‫رو‬
‫وجيى . . خذىا إلى المنفردة . . ال أريد أف أ اىا أكثر مف ذلؾ. لـ أصدؽ أف حفؿ التعذيب قد انتيى ولـ أعي مامعنى أف أذىب الى المنفرده‬
                                                                                   ‫ر‬
     ‫إال عندما دفع العنصر حذائى الى وجذبنى ج الغرفو وجعؿ يقودنىعبرلسبللـ والمم ات ثانية نز الىذه الم ة وىويقوؿ لى9 لماذا؟ لماذا لـ‬
                                 ‫ر‬         ‫و‬           ‫ر‬             ‫ا‬                      ‫خار‬
‫ي كيؼ انتفخ وجيؾ وازرقت يداؾ وتورمت جبلؾ وأكمت قتؿ الدنيا‬
                     ‫ر‬                                   ‫تتكممي ؟ أما كاف ذلؾ أفضؿ لؾ ؟ كنت عمى األقؿ أفت بحالؾ . . أنظر‬
                                                                          ‫ر‬
 ‫حتى لـ تعودي تستطيعيف أف تمبسي حذائؾ . قمت 9 ماعندي شيء أحكيو . وأضفت وقد فاض بي األمر ولـ أعد ألقي باال لكمماتي 9 اهلل ال‬
   ‫يعطييـ العافية ى الء الظبلـ . . لكنو وكأنما كاف يؤدي دور مرسوما لـ يمتفت لعبارتي وأكمؿ يقوؿ 9 لكف لوأنؾ كذبت عمييـ كنت خمصت‬
                                                                      ‫ا‬                                     ‫ؤ‬
       ‫حالؾ. قمت 9- أنا ال أكذب وأعمـ أف الذي يصدؽ ىنا أو يكذب فنتيجتو واحدة . سألنى بدىاء9 وكيؼ عرفت ذلؾ ؟ قمت 9 - ألنيـ لـ‬
‫يصدقونني . . قمت ليـ الحقيقة فمـ يصدقوا فكيؼ سيفعموف إف أنا كذبت عمييـ ! كنا قد وصمنا باب القبو أخير ، فوجدت حسيف . . العنصر‬
                        ‫ا‬
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب
خمس دقائق وحسب

Contenu connexe

Tendances

Integrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studio
Integrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studioIntegrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studio
Integrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studioMaria Pia De Marzo
 
Vim scriptとJavaとHaskell
Vim scriptとJavaとHaskellVim scriptとJavaとHaskell
Vim scriptとJavaとHaskellaiya000
 
Introduction to cython
Introduction to cythonIntroduction to cython
Introduction to cythonAtsuo Ishimoto
 
Transfer Learning -- The Next Frontier for Machine Learning
Transfer Learning -- The Next Frontier for Machine LearningTransfer Learning -- The Next Frontier for Machine Learning
Transfer Learning -- The Next Frontier for Machine LearningSebastian Ruder
 
알기쉬운 Variational autoencoder
알기쉬운 Variational autoencoder알기쉬운 Variational autoencoder
알기쉬운 Variational autoencoder홍배 김
 
Application of Foundation Model for Autonomous Driving
Application of Foundation Model for Autonomous DrivingApplication of Foundation Model for Autonomous Driving
Application of Foundation Model for Autonomous DrivingYu Huang
 

Tendances (7)

Integrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studio
Integrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studioIntegrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studio
Integrazione di ontologie su un sistema a regole: un caso di studio
 
Vim scriptとJavaとHaskell
Vim scriptとJavaとHaskellVim scriptとJavaとHaskell
Vim scriptとJavaとHaskell
 
Introduction to cython
Introduction to cythonIntroduction to cython
Introduction to cython
 
Transfer Learning -- The Next Frontier for Machine Learning
Transfer Learning -- The Next Frontier for Machine LearningTransfer Learning -- The Next Frontier for Machine Learning
Transfer Learning -- The Next Frontier for Machine Learning
 
グラフネットワーク〜フロー&カット〜
グラフネットワーク〜フロー&カット〜グラフネットワーク〜フロー&カット〜
グラフネットワーク〜フロー&カット〜
 
알기쉬운 Variational autoencoder
알기쉬운 Variational autoencoder알기쉬운 Variational autoencoder
알기쉬운 Variational autoencoder
 
Application of Foundation Model for Autonomous Driving
Application of Foundation Model for Autonomous DrivingApplication of Foundation Model for Autonomous Driving
Application of Foundation Model for Autonomous Driving
 

En vedette

ثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريينثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريينShamKarama
 
أزمة أخلاق
أزمة أخلاقأزمة أخلاق
أزمة أخلاقShamKarama
 
في أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطينفي أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطينShamKarama
 
عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعبادعبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعبادShamKarama
 
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلةالاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلةShamKarama
 
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردمن تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردShamKarama
 
حمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمرحمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمرShamKarama
 
أأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامأأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامShamKarama
 
البعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةالبعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةShamKarama
 

En vedette (9)

ثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريينثورة لكل السوريين
ثورة لكل السوريين
 
أزمة أخلاق
أزمة أخلاقأزمة أخلاق
أزمة أخلاق
 
في أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطينفي أقبية فرع فلسطين
في أقبية فرع فلسطين
 
عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعبادعبدالرحمن الكواكبي   طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
عبدالرحمن الكواكبي طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
 
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلةالاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة
الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول دكتور عارف دليلة
 
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفاردمن تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفارد
 
حمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمرحمامات الدم في تدمر
حمامات الدم في تدمر
 
أأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيامأأيقاظ قومي أم نيام
أأيقاظ قومي أم نيام
 
البعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سوريةالبعث الشيعي في سورية
البعث الشيعي في سورية
 

Similaire à خمس دقائق وحسب

دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيبkabdulhak
 
دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيبkabdulhak
 
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراويفي القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراويShamKarama
 
العصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورة
العصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورةالعصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورة
العصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورةالثورة السورية فرع حلب
 
أيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةأيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةShamKarama
 
تدمر – شاهد ومشهود
تدمر – شاهد ومشهودتدمر – شاهد ومشهود
تدمر – شاهد ومشهودShamKarama
 
الى اي شيء ندعو الناس
الى اي شيء ندعو الناسالى اي شيء ندعو الناس
الى اي شيء ندعو الناسmamomar
 
نزار قبانى قالت لى السمراء
نزار قبانى قالت لى السمراءنزار قبانى قالت لى السمراء
نزار قبانى قالت لى السمراءKhaled Mahran
 
غريبة ..فيروز الفقيه..
غريبة ..فيروز الفقيه..غريبة ..فيروز الفقيه..
غريبة ..فيروز الفقيه..Feyrouz ElFkih
 
متفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهورامتفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهوراguestbfd7302
 
في أدبيات العتاب
في أدبيات العتابفي أدبيات العتاب
في أدبيات العتابDrEmadweb
 

Similaire à خمس دقائق وحسب (20)

دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيب
 
دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيب
 
6019
60196019
6019
 
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراويفي القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
في القاع سنتان في سجن تدمر الصحراوي
 
العصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورة
العصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورةالعصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورة
العصابات الأسدية ... شام الكرامة عكيد الثورة
 
أيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسديةأيام منسية مع العصابة الأسدية
أيام منسية مع العصابة الأسدية
 
تدمر – شاهد ومشهود
تدمر – شاهد ومشهودتدمر – شاهد ومشهود
تدمر – شاهد ومشهود
 
الى اي شيء ندعو الناس
الى اي شيء ندعو الناسالى اي شيء ندعو الناس
الى اي شيء ندعو الناس
 
هيروشيما بلادي
هيروشيما بلاديهيروشيما بلادي
هيروشيما بلادي
 
برقيات2
برقيات2برقيات2
برقيات2
 
برقيات2
برقيات2برقيات2
برقيات2
 
نزار قبانى قالت لى السمراء
نزار قبانى قالت لى السمراءنزار قبانى قالت لى السمراء
نزار قبانى قالت لى السمراء
 
غريبة ..فيروز الفقيه..
غريبة ..فيروز الفقيه..غريبة ..فيروز الفقيه..
غريبة ..فيروز الفقيه..
 
918
918918
918
 
Whatsapp pics 17
Whatsapp pics 17Whatsapp pics 17
Whatsapp pics 17
 
متفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهورامتفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهورا
 
ذات رغبة
ذات رغبة  ذات رغبة
ذات رغبة
 
Hamsa
HamsaHamsa
Hamsa
 
72
7272
72
 
في أدبيات العتاب
في أدبيات العتابفي أدبيات العتاب
في أدبيات العتاب
 

Plus de ShamKarama

الطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةالطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةShamKarama
 
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةالباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةShamKarama
 
النصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةالنصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةShamKarama
 
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةأسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةShamKarama
 
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيأسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيShamKarama
 
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقأسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقShamKarama
 
Images from syria
Images from syriaImages from syria
Images from syriaShamKarama
 
Photos from syria
Photos from syriaPhotos from syria
Photos from syriaShamKarama
 
Syria that you dont know
Syria that you dont knowSyria that you dont know
Syria that you dont knowShamKarama
 
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياتقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياShamKarama
 
دراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةدراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةShamKarama
 
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةالعصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةShamKarama
 
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتنيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتShamKarama
 
صفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةصفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةShamKarama
 
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeHuman Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeShamKarama
 
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaThe cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaShamKarama
 
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةواقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةShamKarama
 
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنةالخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنةShamKarama
 
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملالاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملShamKarama
 
Shadowland syria
Shadowland syriaShadowland syria
Shadowland syriaShamKarama
 

Plus de ShamKarama (20)

الطائفة النصيرية
الطائفة النصيريةالطائفة النصيرية
الطائفة النصيرية
 
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيريةالباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية
 
النصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سوريةالنصيرية طغاة سورية
النصيرية طغاة سورية
 
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجويةأسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
أسماء المطلوبين للمخابرات الجوية
 
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسيأسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
أسماء المطلوبين لأمن الدولة والأمن السياسي
 
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشقأسماء المطلوبين في مطار دمشق
أسماء المطلوبين في مطار دمشق
 
Images from syria
Images from syriaImages from syria
Images from syria
 
Photos from syria
Photos from syriaPhotos from syria
Photos from syria
 
Syria that you dont know
Syria that you dont knowSyria that you dont know
Syria that you dont know
 
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سورياتقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
تقرير مجموعة الأزمات الدولية بشأن سوريا
 
دراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السوريةدراسة عن الثورة السورية
دراسة عن الثورة السورية
 
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتيةالعصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
العصابات الأسدية شخصيات سيكوباتية
 
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسياتنيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
نيغاتيف من ذاكرة المعتقلات السياسيات
 
صفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماةصفحات مطوية مأساة حماة
صفحات مطوية مأساة حماة
 
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian RegimeHuman Rights Violations Committed by the Syrian Regime
Human Rights Violations Committed by the Syrian Regime
 
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syriaThe cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
The cult the twisted, terrifying last days of assad’s syria
 
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبليةواقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
واقع المعارضة السورية والتحديات الراهنة والمستقبلية
 
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنةالخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
الخاص والعام في الانتفاضة الشعبية السورية الراهنة
 
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عملالاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
الاقتصاد السوري أكثر من نظرة وأقل من ورقة عمل
 
Shadowland syria
Shadowland syriaShadowland syria
Shadowland syria
 

خمس دقائق وحسب

  • 1. ‫خمس دقائؽ وحسب !‬ ‫تسع سنوات في سجوف سورية ، ديسمبر 1780 – ديسمبر 8780‬ ‫تأليؼ9 ىبة الدباغ‬ ‫مقدمة بقمـ زينب الغ الي الجبيمي‬ ‫ز‬ ‫بسـ اهلل الرحمف حيـ‬ ‫الر‬ ‫ىـ ليوـ تشخص فيو األبصار ميطعيف مقنعي ءوسيـ ال يرتد إلييـ طرفيـ وأفئدتيـ‬ ‫ر‬ ‫( ال تحسبف اهلل غافبل عما يعمؿ الظالموف، إنما يؤخر‬ ‫و‬ ‫ىواء وأنذر الناس يوـ يأتييـ العذاب فيقوؿ الذيف ظمموا ربنا أخرنا إلى أجؿ قريب نجب دعوتؾ ونتبع الرسؿ، أو لـ تكونوا أقسمتـ مف قبؿ ما‬ ‫لكـ مف زواؿ وسكنتـ في مساكف الذيف ظمموا أنفسيـ وتبيف لكـ كيؼ فعمنا بيـ وضربنا لكـ األمثاؿ وقد مكروا ىـ وعند اهلل ىـ واف كاف‬ ‫مكر‬ ‫مكر‬ ‫ىـ لتزوؿ منو الجباؿ فبل تحسبف اهلل مخمؼ وعده رسمو إف اهلل عزيز ذو انتقاـ يوـ تبدؿ األرض غير األرض والسموات وبرزوا هلل الواحد‬ ‫مكر‬ ‫ى اهلل كؿ نفس ما كسبت إف اهلل سريع‬‫القيار ى المجرميف يومئذ مقرنيف في األصفاد س ابيميـ مف قط اف و تغشى وجوىيـ النار ليجز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وتر‬ ‫الحساب ىذا بمغ لمناس ولينذروا بو ليعمموا أنما ىو إلو واحد و ليذكر أولوا أاللباب ).‬ ‫وبعد . . فيذه سطور مف كتاب الحياة المعاص ة ، عاشتيا صاحبتو ورفيقات سجنيا ألما وعذابا ، ومر ة وأىواال يشيب ليا الولداف . . إنيا‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫ع والدماء ، والسياط والقير والعذاب ، تحكي قصة الظمـ الطغياف فوؽ أرضنا وفي أوطاننا المسموبة اإل ادة ، والتي عشعش‬ ‫ر‬ ‫سطور كتبت بالدمو‬ ‫فييا الظمـ زمنا طويبل حتى باض و خ وصار ظممات فوؽ ظممات !‬ ‫أفر‬ ‫حوف دوف رقيب أو حسيب ؟ فإذا كاف ليـ ذلؾ ىؿ يبقى ويخمد أـ يزوؿ‬‫حوف ويمر‬‫ماذا يريد الظالموف ؟ ىؿ يريدوف ممكا يتييوف فيو ويسر‬ ‫وييمؾ وينتقؿ إلى ىـ ، فمو داـ ألحد لما وصؿ إلييـ . . أـ يريدوف ماال ينفقوف منو عمى شيواتيـ وممذاتيـ ، فيؿ أسعدىـ الماؿ حقا ،‬ ‫غير‬ ‫وىؿ شفاىـ مف أم اض نفوسيـ وجعؿ الطمأنينة في قموبيـ ؟ أـ يريدوف أف يتخمى أصحاب المبادئ عف مبادئيـ ، وأصحاب العقائد عف‬ ‫ر‬ ‫عقائدىـ ، فيؿ تحقؽ ليـ ذلؾ ؟ أـ أف أىؿ اإليماف ازدادوا تمسكا وصبلبة ، وعزيمة ومضاءا ، وىـ يعمموف أنو في سبيؿ اهلل ترخص األرواح‬ ‫ى مف المؤمنيف أنفسيـ وأمواليـ بأف ليـ الجنة) . إف اهلل حرـ الظمـ عمى نفسو ، وجعمو بيف عباده محرما ، فما‬‫واألنفس والدماء (إف اهلل اشتر‬ ‫أقساه وما أشد مررتو ، خصوصا عندما يتسمى الظالـ بأسمائنا ، ويأكؿ مف أرضنا ، ويشرب مف مياىنا ! ثـ يكوف أشد قسوة مف أعدى‬ ‫ا‬ ‫األعداء! لقد قاسيت وعانيت وعشت مر ة السجف والتعذيب في سجوف الطاغية عبد الناصر ، وىذا الكتاب ىو صو ة متكر ة وقعت في سجوف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ار‬ ‫طاغية آخر ، وما أكثر الطغاة في ىذا العصر.. لكف اهلل يميؿ ال ييمؿ.. ال أريد المزيد، فوقائع ىذا الكتاب أبمغ مف أي است ادة ، واهلل‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫غالب عمى أم ه..‬ ‫ر‬ ‫زينب الغ الى‬ ‫ز‬
  • 2. ‫مقدمة‬ ‫(وتمكـ االياـ نداوليا بيف الناس)‬ ‫حياتنا حمقة ألواف متفاوتة . . تطبع أياـ اإلنساف بالبياض المشرؽ تا ة . . وتصبغيا بقتامة الظبلـ تا ة ى.. وأنا أشرقت حياتي أبيى مف‬ ‫ر أخر‬ ‫ر‬ ‫الورد النضر ، وتنسمت أياـ طفولتي حناف األبويف المحبيف ودؼء األس ة الرضية فأورقت بالبر والرضا ، و ىرت بالسعادة والحبور . .‬ ‫أز‬ ‫ر‬ ‫وعشت في ىذا الروض أثي ة أبي وسر أمي ، وأمي ة إخوتي السبعة وأخواتي األربعو ونجيتيـ . . فما كانت أحبلمي الوردية تغفو إال عمى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وسادة األمؿ . . ولـ تكف تصحو إال عمى احات الرضا واألنس . لـ أنتـ إلى أي حزب مف األح اب في يوـ مف األياـ . . وعمى غـ مف‬ ‫الر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫نشأتي الدينية وتعمقي بدروس الفقو والتجويد وحرصي عمى حفظ كتاب اهلل . . غـ انتسابي إلى كمية الشريعة فيما بعد ، إال أف ذلؾ لـ يكف‬ ‫ور‬ ‫ي‬‫مبرر لتصنيفي ضمف أي تنظيـ أو حزب . . ولـ يكف عدـ انتظامي أو تحزبي سببا في الوقت نفسو ألعمى عف ممارسات النظاـ السور‬ ‫ا‬ ‫الظالـ وأعمالو التعسفية ضد أبناء الشعب مف كؿ اإلتجاىات والطبقات واإلنتماءات . . وما أكد لي ذلؾ شيئ قدر مشاىدتي ومعايشتي‬ ‫ألصحاب اإلتجاىات السياسية المختمفة وأصحاب البل إتجاه مف المواطنيف والمواطنات الذيف كانوا مثمي ضيوفا باإلك اه عمى زنازيف النظاـ‬ ‫ر‬ ‫وسجونو . . لـ يستثف مف ذلؾ حتى أبناء طائفة النظاـ نفسو‬ ‫عشت عمى ىذه الصو ة كألوؼ مف بنات وطني حتى أقبمت مسي ة حياتي عمى المرحمة الجامعية فكانت لوعة مفارقتي أىمي ومفارقتيـ لي أوؿ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫غصة . . ولـ تنفصؿ صورتي وينأى جسدي عنيـ إال بقوة قوي . . لكف ىذا البوف المؤقت والف اؽ المقرر أتبعو غياب ي وف اؽ قاىر‬ ‫قسر ر‬ ‫ر‬ ‫عيـ مف دنيا الشقاء إلى مستقر حمة الرؤوؼ حيـ . . وشط بالبقية في‬ ‫الر‬ ‫ر‬ ‫ىـ فانتز‬ ‫قذؼ بي في أعماؽ الظبلـ وسجف الظبلـ . . ومضى بأكثر‬ ‫أصقاع األرض وصقيع اإلغت اب . . فتكدرت الصو ة . . وأظممت الدنيا . . وذوت ىور األمؿ مف قبؿ أف تعقد الثمار . . وأنا في غيابة‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫السجوف ىينة عف أخي "الناشط سياسيا ".‬ ‫ر‬ ‫تنسمخ سنوات العمر مني وتتفطر جوارحي وتشيخ روحي ألجؿ وشاية كاذبة فندتيا تحقيقات الظبلـ أنفسيـ ، لكنيـ اثروا أف يتجاوزوا الحقيقة‬ ‫ال يدعوا جيود مخبرييـ األج اء وجمبة سيا اتيـ التي شقت ىدوء الميؿ لتقبض عمي تذىب سدى ! فمبثت أتنقؿ بيف زن انة وميجع وسجف واخر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫تسع سنوات عجاؼ . . أقفمت فييف كؿ أبواب الرحمة لدى البشر . . وماتت عمى أعتابيف اخر اماؿ أممتيا ورجاءات بأحد مف بني اإلنساف‬ ‫عمقتيا وظؿ جاء باهلل وحده حيا بقمبي ال تنطفئ شعمتو واف خبت . . ال تحده حدود واف حجبتو اآلالـ ىة مف زمف . . وكانت مناجاتي‬ ‫بر‬ ‫و‬ ‫الر‬ ‫لربي منجاي ومبلذي إذا غفا الخمؽ وسكنت السياط . . أدعوه سبحانو بقمبي ولبي9 الميـ يا مف إذا أظمـ ليؿ اليأس في القموب أنار بنور‬ ‫جبللو ظبلـ الحزف وأ الو مف غير ضر . . يا مف إذا ما اشتد الكرب فرجو عف المكروبيف . . يا مف إذا ما سدت طرؽ النجاة أرسؿ سفنو‬ ‫ز‬ ‫إلنقاذ الغرقى مف حيث ال يحتسبوف . . يا رب يا مف بو األماف . . وفي رحابو الطمأنينة واإلستق ار . . وفي ظمو السبلـ .‬ ‫ر‬ ‫الميـ إذا ابتمينا فأعنا عمى الصبر . . واذا أردت فاجعؿ إ ادتنا ىف مشيئتؾ . . واذا قضيت فييىء قموبنا لتقبؿ قضائؾ .‬ ‫ر ر‬ ‫الميـ أعنا عمى الحمد والشكرفي الس اء والض اء . . ففي الصبر تريية نفوسنا ، وفي الشكر اعت اؼ بنعمتؾ عمينا وانسبلخ مف األنانية والكبر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫. . وفي كؿ خير .‬ ‫فجد عمينا بطيب األخبلؽ وسبلمة الصدور إنؾ عمى كؿ شيء قدير‬ ‫مف المناف عمي بنعـ ال تعد ال تحصى . . فثبتني وحفظني . . وأرسؿ لى مف بيف العصاة مف خفؼ بمواي ونفس كربي . . وأكرمني بشريكة‬ ‫و‬ ‫السجف وشقيقة ح "ماجدة" . . فكانت أشد مني صبر واطمئنانا وأبمغ في التضحية والعطاء . . حمنا كبلنا بأخوات با ات محسنات . . ال‬ ‫ر‬ ‫ور‬ ‫ا‬ ‫الرو‬ ‫ىف ىنا وأسأؿ اهلل لي وليف المغف ة والمثوبة . .‬ ‫ر‬ ‫ننسى فضميف وليفتيف وعونيف . . وقد كف معنا شريكات اليـ والقيد والمعاناة . . أشكر‬ ‫وأسالميف المسامحة والعفو إف كنت ذكرت بيف طيات الكتاب ما قد ينكأ ج اح نفوسيف أو يكدر عمييف . . لكنني ى واجب الحديث عف‬ ‫أر‬ ‫ر‬ ‫مظالـ النظاـ وانتياكات الحقوؽ ألخ وأجؿ . . وضرو ة توثيؽ ىذه المرحمة أمانة ممزمة . . ييوف أف نبذؿ في سبيميا بعض العنت والتكدر‬ ‫ر‬ ‫ي تسع سنوات ىينة‬ ‫ر‬ ‫حتى ال يضيع الكثير الذي بذلناه والكرب الجمؿ والعذاب الشنيع الذي نمناه . . لقد عثت في جحيـ سجوف النظاـ السور‬ ‫ببل ذنب . . ال أقدر أف أصؼ كيؼ تكوف السنوات التسع مف العمر حبيسة قمقـ ممعوف . . ويكؿ القمـ عف أف يسجؿ حقيقة كؿ ما ى . .‬ ‫جر‬ ‫لكنني وقد عشت التجربة عمى أي حاؿ وأنجاني اهلل في الختاـ أستطيع القوؿ بأف األياـ سوداء أو بيضاء . . ىنية أو عصية . . مقبمة أومدب ة‬ ‫ر‬
  • 3. ‫. . ىي كميا مقادير مقد ة وأجؿ مسطور . . فبينما كاف الظممة يظنوف أنيـ ممكوا بجبروتيـ الببلد والعباد كاف قدر اهلل أغمب وأبقى . . وبينما‬ ‫ر‬ ‫ىـ اليوـ يسوموف الناس سوء العذاب فإنيـ في الغد وايانا عمى العرض بيف يدي الحكـ العدؿ مقبموف . . واذا كاف قد ساءني سجني والمني أف‬ ‫أفقد تسع سنوات في غيابة الزنازيف ببل ذنب . . فإنني وأنا أعيش نعـ اهلل اليوـ أحس أف الكريـ قد مسح حمتو ح القمب ، وأبدؿ ىمع‬ ‫جر‬ ‫بر‬ ‫النفس طمأنينة ، وحرماف األياـ السوداء نور وعطاء وفضبل . . أحس ذلؾ وألمسو في زوجي الحبيب الذي كاف عمى العيد ع األمؿ في‬ ‫يزر‬ ‫ا‬ ‫نفوس المحروميف نور وأمبل أشرؽ في نفسي فعوضني عف كثير مما فقدت وحرمت . . وأ اه في ابنتنا األنسة "وفاء" التي أفاءت عمى حياتنا‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫بالسعادة والحبور . . وفي ولدي االخريف "جابر" وسا ة" الذيف تركتيما أميما "حناف " أمانة لنا وقد حممت مف قبؿ أمانة الجياد وشرؼ الدعوة‬ ‫ر‬ ‫فكانت خير أسوة في الديف والدنيا معا . . وأحس مف قبؿ ومف بعد أف النياية لـ تحف بعد . . وفصؿ الحساب لـ يزؿ مقببل . . والظممة‬ ‫المتجبروف اليوـ ىـ بيف يدي اهلل في الغد موقوفوف . . ومف كرب العالميف نصير ومجير . . ومف مثمو جؿ وعبل وكيؿ بالظالميف ؟‬ ‫(إف الذيف فتنوا المؤمنيف والمؤمنات ثـ لـ يتوبوا فميـ عذ اب جينـ وليـ عذاب الحريؽ)‬ ‫ذلؾ ىو الع اء . . وباهلل وحده الرجاء . . عميو توكمت واليو أنبت . . والحمد هلل رب العالميف .‬ ‫ز‬ ‫ىبة الدباغ‬ ‫ابريل 1995‬
  • 4. ‫الفصؿ األوؿ‬ ‫خمس دقائؽ و حسب‬ ‫خمس دقائق وحسب‬ ‫كانت ليمة االربعاء الحادي والثبلثيف مف ديسمبر عاـ 4780 ليمة بالغة البرودة في دمشؽ . . وفيما ىجع أكثر أىؿ البيت وغبف في عالـ‬ ‫األحبلـ ، كنت وقد دنا منتصؼ الميؿ ال أ اؿ أطارد السطور المت اقصة عمى كتاب الفقو وأجيد في استيعاب المعمومات استعدادا المتحاف اخر‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫السنة صباح الغد . . والنعاس والبرد واغ اءات الف اش الوثير تطاردني ىا وتشتت قدرتي عمى التركيز بيف الحيف والحيف . . لكف ىواجس‬ ‫بدور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫جاع صور األياـ الماضية‬‫ح تجذبني ىنا وىناؾ . . وتدفعني الستر‬‫أشد كانت تصرفني عف ذلؾ كمو ، ومخاوؼ تنبعث مف أعماقي ببل وضو‬ ‫ي في كمية الشريعة طواؿ العاـ عمى ما ي اـ . . أو لعميا كانت كذلؾ حتى‬ ‫ر‬ ‫وسجؿ ذكرياتي بشيء مف القمؽ و ىبة والتوتر . . كانت أمور‬ ‫الر‬ ‫أنييت الفصؿ األوؿ وعدت إلى حماة مدينتي أزور أسرتي وأقضي فت ة العطمة بيف األىؿ واألحباب . . فخبلؿ ذلؾ فاجأتني والدتي بطمب مف‬ ‫ر‬ ‫أخي صفواف يمح عمي وعمييا أف أترؾ الد اسة وحتى البمد وأذىب إلى عماف عاصمة األردف حيث يقيـ منذ شيور ىربا مف مبلحقة الحكومة‬ ‫ر‬ ‫لو بتيمة اإلنتساب إلى تنظيـ اإلخواف المسمميف ونقمت أمي رحميا اهلل عف صفواف عندما التقتو بنفسيا ىناؾ في عماف مخاوؼ تنتابو مف أف‬ ‫يقوـ رجاؿ األمف باعتقالي نيابة أو ىينة عنو . . لكنني لـ أجد في نفسي مبرر إلجابتو ، ال عيدت في حياتي احتماالت كتمؾ ، فاعتذرت‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ألمي . . وأكممت إجازتي كالمعتاد . . وعدت إلى دمشؽ ثانية مع ابتداء الفصؿ الثاني . . ألستأجر مع عدد مف البنات نفس الشقة التي‬ ‫اخترناىا في الفصؿ األوؿ في حي الب امكة . . وأستأنؼ دواـ الجامعة مف جديد ، وكدت أنسى األمر كمو ل ال أف التوتر األمني بدأ يتصاعد‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫مف حولنا ، ومظاىر المسمحيف وحواجز التفتيش التي اعتدنا مشاىدتيا خبلؿ الشيور الماضية في حماة بدأت تظير في العاصمة دمشؽ ،‬ ‫لتمتد إلى محيط الحرـ الجامعي نفسو . . ويفاجؤنا عناصر األمف عمى باب الكمية يطمبوف البطاقات ويدققوف في األسماء . . وتنتشر‬ ‫ي اإلشاعات عف اعتقاؿ فبلف وقتؿ اخر واشتباؾ وع اؾ . . وما لبث األمر أف اد إلى العبلنية . . وصار سماع رشقات‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫اليمسات وتسر‬ ‫الرصاص وانفجا ات القنابؿ أمر شبو يومي في دمشؽ . . وببلغات اإلذاعة وواجيات الصحؼ الرسمية ما عادت تكؼ عف أحاديث القبض‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ىـ ىنا وىناؾ . . وفي زحمة ذلؾ كمو . . وقد امتد التوتر إلى كؿ نخس ى عب‬ ‫وسر الر‬ ‫عمى " المجرميف " ومداىمة " ىـ " ومبلحقة عناصر‬ ‫أوكار‬ ‫في كؿ قمب . . بدأت أحس حركة غير طبيعية بالقرب مني أنا !‬ ‫اهلل بيعين !‬ ‫ي ىدية مبلئمة‬‫كنت عمى سبيؿ المثاؿ قبؿ يوميف قد اصطحبت صديقتي المقربة وزميمتي في الكمية ماجدة ؿ . إلى سوؽ الحميدية لنشتر‬ ‫لعمتي المريضة ، فشعرت وكأف ثمة مف يتبعنا مف محؿ إلى محؿ ومف ع إلى آخر . . فمما ركبنا الباص إلى "الخيـ " حيث تسكف عمتي‬ ‫شار‬ ‫تأكدت أف الشخص نفسو قد ركب و اءنا فتممكني الخوؼ جدا . . وىمست وأنا ال أكاد أقدر عمى تحريؾ شفتي بمخاوفي لماجدة . . فتبسمت‬ ‫ر‬ ‫وقالت 9 أنت موىومة وحسب ! وصباح ىذا اليوـ . . وعندما كنت أدخؿ الكمية كالعادة استوقفني عناصر األمف فأخذوا بطاقة ىويتي ودققوا‬ ‫فييا كما يفعموف كؿ يوـ ثـ أعادوىا . . لكنني ولما انتيت المحاض ات وقفمت اجعة إلى البيت مع ماجدة شعرت ثانية وكأف أحدا ما يمحؽ بنا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫. . فمما أخبرتيا بما أحس عادت فأكدت لي أنني موىومة . . وأف األمور كميا طبيعية مف حولنا ال داعي لمقمؽ . لكف القمؽ ىا ىو ال ي اؿ‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫يتممكني . . وسكوف الميؿ البارد كأنما يزيده فيو ويؤججو . . ولـ يطؿ األمر بي أكثر مف ذلؾ بعد ذاؾ . . فخبطة أبواب السيا ات المفاجىء‬ ‫ر‬ ‫ع أسفؿ منا . . والجمبة التي تميز وصوؿ رجاؿ المخاب ات مكانا ما ، كانت كافية لتطرد كؿ وىـ عف ذىني ، وتدفعني وقد حسبت‬ ‫ر‬ ‫في الشار‬ ‫ع إلى النافذة أشع الخبر وأستجمي الحقيقة ،‬ ‫أف مداىمة جديدة أو اعتقاال ألحد المطموبيف سوؼ يشيده الحي الذي نحف فيو . . تدفعني ألىر‬ ‫لكنني لـ أكد أبمغيا حتى بمغ مسمعي طرؽ عمى باب بيتنا أشد ما يكوف . . وبينا كنت ألقي نظ ة خاطفة مف النافذة فألمح عددا أصعب مف‬ ‫ر‬ ‫ع . . أتاني الصوت عمى باب البيت يصيح 9 إذا لـ تفتحوا فسنكسر القفؿ بالرصاص !‬ ‫أف أحصيو ساعتيا مف سيا ات المخاب ات تمؤل الشار‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وبحركةآلية تناولت غطاء صبلتي فوضعتو عمى أسي وركضت باتجاه الباب بادئ األمر . . لكنني لـ أعرؼ ما أفعؿ ! أأفتح ليـ والبنات‬ ‫ر‬ ‫كميف نائمات ؟ أصابني اإلضط اب بالحي ة . . ثـ وجدتني ع إلى فاطمة أكبرنا سنا وىي معممة تشاطرنا السكف ، فأيقظتيا أ ال وأنا أقوؿ‬ ‫و‬ ‫أىر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ليا ببل وعي 9 -ىيا . . كأف المخاب ات أتوا عميؾ ! ثـ لمح في خيالي أف شريكة ى في البيت معنا اسميا سوسف س . (خريجة كمية طب‬ ‫أخر‬ ‫ر‬
  • 5. ‫األسناف وتكمؿ سنتيا التدريبة في دمشؽ ) قد نفذوا حكـ اإلعداـ بأخييا صباح اليوـ في سجف تدمر كما بمغيا وأبمغتنا ، فظننت أنيـ إنما أتوا‬ ‫عت فاطمة إلى حجابيا فوضعتو عمى أسيا‬ ‫ر‬ ‫مف أجميا . . خبلؿ ذلؾ كاف جاؿ المخاب ات قد بدأوا بخمع الباب والضرب عميو بالبواريد ، فأسر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وفتحت ليـ . . ودخموا يا لطيؼ ! شيء غيرمعقوؿ ! قفزواحد منيـ إلى السقيفة فور يفتشيا . . واندفع اخر إلى الشباؾ . . وثالث في المطبخ‬ ‫ا‬ ‫. . و ابع . . وعاشر . . ولـ نجد إال أحدىـ يقتحـ الغرفة عمينا ، وما أف أى مصحفا معمقا عمى الجدار حتى عو ورماه عمى األرض‬ ‫انتز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وصار يدوسو بقدميو كالميووس . . فيما اح اخروف ينبشوف أمتعتنا وينقبوف كؿ اوية في خ ائننا ونحف ال نكاد نستوعب لماذا أو ما الذي‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫كانوا عنو يبحثوف ! وفي غم ة المفاجأة سمعت واحدا منيـ يصيح مف الصالة 9 -وىيبة دباغ . فتقدمت وكأنني ألج كابوسا عبا غـ عني‬ ‫مر بالر‬ ‫ر‬ ‫وقمت لو 9 ما عندنا ىذا اإلسـ.‬ ‫لكف قمبي انقطع مف عب ، وتأكدت ساعتيا أنيـ أتوا عمي . . فقاؿ ليـ رئيس المجموعة 9 - جعوا كؿ واحدة إلى غرفتيا وفتشوا اليويات .‬ ‫أر‬ ‫الر‬ ‫ي في الخدمة - ليفحص ىويتي ، فمما نظر إلى اسمي فييا‬‫فامتثمنا لمطمب . . ودخمنا غرفنا ونحف نرتعد . . وتقدـ عنصر مني وكأنو عسكر‬ ‫ع ، وقاؿ بتأثر وىو يبكي 9 -أنت بنت بمدي . . واهلل يعيف . سألتو 9 لماذا ؟ىؿ ىناؾ شيء ! أجاب 9‬‫ثـ إلى وجيي اغرورقت عيناه بالدمو‬ ‫اهلل بيصبر . . ماذا يمكف أف تفعمي ؟ اهلل بيعينؾ . سألتو وكأنني أىوي في بئر مظمـ 9 لماذا ؟ ىؿ أتوا مف أجمي ؟ قاؿ وىويشيح بناظريو‬ ‫عني 9 نعـ . . وذىب وأعطى اليوية لرئيس الدورية الذي كاف ينادي "وىيبة دباغ " . . فنظر ىذا إلي بحنؽ وقاؿ 9 - بتقولي بكؿ عيف وقحة‬ ‫أنو ال يوجد لديكـ ىذا اإلسـ ! والتفت إلى عنصر اخر وقاؿ لو 9 - خذىا إلى غرفة لوحدىا وفتشيا جيدا‬ ‫قيوه . . أم شاي !‬ ‫أخذني العنصر إلى غرفة ثانية وأخذ واحدة ى مف البنات وقاؿ ليا 9 فتشييا.. قمت لو 9 ماذا يمكف أف تجد معي ؟ لقد فتشوا البيت كمو‬ ‫أخر‬ ‫وفتشونا منذ أف دخموا . . لكف صوت رئيس الدورية كاف يغطي عمى صوتي المرتجؼ وىو يتحدث بالبلسمكي مع شخص اخرسمعتو يقوؿ لو‬ ‫9 أحضروىا . فقاؿ لي 9 ىيا ارتدي مبلبسؾ. ستذىبي معنا خمس دقائؽ وحسب‬ ‫لبست جمبابي فوؽ غطاء صبلتي ، وكانت معي بعض النقود فأردت أف أعطييا لصديقاتي ، فقاؿ لي 9 ال . . دعييـ معمؾ فربما تحتاجينيـ‬ ‫. قمت وقد بدأت أستعيد بعض توازني 9 لف يمزموا لي ، أنت تقوؿ خمس دقائؽ فكيؼ سأحتاجيـ ؟ لكنو عاد وأكد أنني سأحتاجيـ ، فمـ أكترث‬ ‫ج ورئيس الدورية يقوؿ أل حد العناصر 9 -أمسكيا مف يدىا .‬‫بما قاؿ ، ودفعت النقود إلحدى البنات بقربي ، فيما وجدتيـ يدفعونني إلى الخار‬ ‫كاف ج معتما والكيرباء مقطوعة فما رضيت أف يمسؾ لي يدي . قاؿ 9 ىذا أمر . قمت لو 9 كمبشني ال تمسؾ يدي . فتركني أنزؿ حتى‬ ‫و‬ ‫الدر‬ ‫باب البناية ليعود فيدفعني نحو باب سيا ة كأنما ىي غوؿ فتح فاه ينتظر افت اسي ! وسمعت أحدا يسأؿ بالبلسمكي مف جديد9 مف معيا في‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الغرفة ؟ أجاب 9 فبلنة وفبلنة. قاؿ 9 أحضروىـ معيا . فصعد ثانية وأحضر شريكتي في الغرفة ماجدة وممؾ غ . ولـ تمبث السيا ة أف‬ ‫ر‬ ‫ع ، وأطمت سيا اتيـ عبة مف كؿ اوية ومفرؽ طريؽ . . وفي غمضة‬ ‫ز‬ ‫ر المر‬ ‫تحركت وسط جمع مف رجاؿ المخاب ات انتشروا عمى طوؿ الشار‬ ‫ر‬ ‫عيف وجدنا أنفسنا قرب ممعب تشريف بالعباسية في ع المنطقة المسمى "السادات ". . وىناؾ أدخمونا إلى غرفة ممموءة بأجي ة كيربائية فييا‬ ‫ز‬ ‫فر‬ ‫أضواء كثي ة حمر وخضر تشتعؿ وتنطفئ باستم ار كأنيا أجي ة اتصاالت أو السمكي . . وما أف جمسنا حتى سالنا أحد العناصر الموجوديف‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فييا9 -ماذا تشربوف . . قيوة أـ شاي ؟‬ ‫ولما لـ ننبس مف خوفنا ببنت شفة ع باإلجابة عنا وقاؿ 9 - ساتي لكـ بقيوة م ة لتصحوا أسكـ . . وذىب فأحضر فنجانا لكؿ منا وجمس‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تطو‬ ‫ي اقبنا ، فمما الحظ أننا ال ندنييا مف أفواىنا سأؿ 9 - لماذا ال تشربيف ؟ ىيا صحي أسؾ . . الساعة اآلف الثانية وأنت نعسانة بالتأكيد . قمت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وشفتاي ترتجفاف 9 أنا أشرب . قاؿ 9 ال . . أناشايفؾ . قمت لو 9 وىؿ ت اقبني ؟ ال أشتيييا اآلف . قاؿ بسخرية 9 الزـ تشربي ليصحى أسؾ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وتعرفي تحكي جيدا . كففت عف الكبلـ . . وأدنيت الفنجاف مف فمي وتظاىرت بالشرب . . وكنت أعود فأدنيو ثـ أعيده وجسمي كمو يرتجؼ .‬ ‫. وأنا ال ي ما الذي يمكف أف يحدث في المحظات التالية !‬ ‫أدر‬ ‫إلى التحقيق !‬ ‫لـ يطؿ المقاـ بي في الغرفة األولى كثير فماىي إال دقائؽ حتى سمعت مناديا ييتؼ باسمي ، عاف ما اقتادني عنصر اخر إلى مكتب‬ ‫وسر‬ ‫ا‬ ‫رئيس ع نفسو ، وىو كما عممت بعدىا ابف أخت رئيس الدولة واسمو معيف ناصيؼ . دخمت ىناؾ فوجدت رجبل عيناه جاحظتاف وحمرواف‬ ‫ا‬ ‫الفر‬
  • 6. ‫كالدـ ، يرتدي "جبلبية" شفافة ورقيقة ويمؼ رجبل عمى رجؿ فتنكشؼ ساقاه مف تحتيا بشكؿ مقزز . اجمسي ىنا . قاليا لي بميجة بادية‬ ‫الخشونة وأضاؼ قبؿ أف أبمغ الكرسي الذي يتوسط الغرفة فيكشفني مف كؿ جانب 9 أنت منظمة أليس كذلؾ ؟ قمت 9 ال.‬ ‫قاؿ 9 إذا فما عبلقتؾ باإلخواف ؟ قمت 9 ال توجد لي أي عبلقة بيـ . قاؿ وقد.بدأ يتمممؿ في كرسيو 9 واذا فكيؼ تقوميف بتوزيع كؿ مجبلت‬ ‫النذير ؟ ثـ ىذه الرسالة مف أيف أخرجناىا ولمحت بيف أصبعيو ورقة صغي ة عرفت أنيا الرسالة التي كاف أخي صفواف قد كتبيا قبؿ مغادرتو‬ ‫ر‬ ‫سورية كتوصية بأبي عندما ذىب األخير مع شقيقي األكبر إلى عماف لمعبلج ىناؾ بعدما أصابو مرض انحبلؿ الدـ إثر مبلحقة صفواف حزنا‬ ‫ى مف أخي . .‬‫وخوفا عميو ، ولكف مسؤولي الحدود أعادوىـ وقتيا ألف أخي لـ يكف قد أدى خدمتو اإلل امية ، وأحببت أف أحتفظ بالرسالة كذكر‬ ‫ز‬ ‫فمما فتشوا البيت عثروا عمييا وكاف مكتوب فييا "حامؿ ىذه الرسالة ىو والد أحد المجاىديف فاعتبروىا شيئا كبير ، وجعؿ رئيسى ع يقر لي‬ ‫الفر أ‬ ‫ا‬ ‫منيا بسخرية ويقوؿ 9 - والد أحد المجاىديف أليس كذلؾ أبوؾ ىذا عامؿ نفسو إشت اكي وىو مف عماء اإلخواف . . لكف أنا بعرؼ جيو . .‬ ‫أفر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫واهلل ألعمؿ جسده مصفاية ! وظمت ىذه العبا ة محفو ة في ذاكرتي حتى سمعت عف أحداث حماة بعد سنوات . . وعممت أنيـ عذبوا أبي أشد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫العذاب قبؿ أف يرشوه أكثر مف م ة ، حتى صار جسده كالمصفاة بالفعؿ !‬ ‫ر‬ ‫وضاع الدليل !‬ ‫أنا لست منظمة ال مف اإلخواف . قمتيا وقد سرت القشعري ة في جسدي خوفا عمى أبي وعمى نفسي . قاؿ 9 وماذا عف الرسالة ؟ قمت 9 ال‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫أعرؼ . . ربما نسييا أحد ىناؾ أو وضعيا لي أحد . وكأنما أ اد أف يمج إلى غايتو مف مدخؿ اخر ، فجعؿ يقمب الممؼ الذي بيف يديو وسأؿ‬ ‫ر‬ ‫9 مف تعرفيف مف أصدقاء أخيؾ ؟‬ ‫- ال أحد . . لـ أر أخي مف زمف ال عبلقة لي بأصدقائو ؟ قاؿ وقد اشعت عيناه 9 وماذا عف عبد الكريـ جب ؟ قمت 9 مف ىذا . . ال‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫أعرفو . فعاد إلى الص اخ مف جديد وصاح بي 9 إذا فمف تعترفي أنؾ منظمة . قمت 9 ال . .أنالست منظمة فكيؼ أعترؼ بذلؾ ؟ فتناوؿ‬ ‫ر‬ ‫"شحاطتو " مف قدمو ورماني بيا ، لكنني تنحيت ب أسي قميبل فتجاوزتني وأصابت الكاتب و ائي . . فقاؿ وىو يشتمني 9 - وتقوليف أنؾ لست‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مف اإلخواف . . ىذه التصرفات كميا تصرفات إخواف ! ثـ عاد يتحدث عف الرسالة ح بيا أماـ وجيي . . ولـ يمبث أف غادر الغرفة ىة‬ ‫لبر‬ ‫ويمو‬ ‫فظننت أنو ذىب ليأتي بجبلد أو أحد ما ليعذبني ، فمما عاد أ اد كأنما أف يريني الرسالة أو يستخدميا مف جديد ، فجعؿ يقمب بيف مجموعة‬ ‫ر‬ ‫أو اؽ كانوا قد جوىا مف سمة الميمبلت ببيتنا ، وقاموا بكييا وتمصيقيا جميعا أمبل في أف يجدوا بينيا دليؿ إدانة ضدي ، فمما لـ يجد‬ ‫أخر‬ ‫ر‬ ‫الرسالة سأؿ الكاتب و ائي 9 - ىؿ دخؿ الغرفة أحد ؟ أجاب الكاتب بانتباه 9 ال سيدي . قاؿ لو 9 ىؿ تحركت ىذه اؿ . . مف مكانيا ؟ ىؿ‬ ‫ر‬ ‫غادرت أنت الغرفة؟ أجابو ثانية 9 ال . فجعؿ يقمب وينقب أمامو وحولو وبيف يديو فمـ يجد شيئا . . وضاعت الرسالة أيف . . ال ي ! فازداد‬ ‫أدر‬ ‫التآمو وعبل ص اخو ، وجعؿ ييددني بعبا ات بذيئة ويقوؿ 9 - رفيقتؾ ىنا في الممؼ أمامي اعترفت بأنؾ منظمة ، واذا لـ تعترفي بنفسؾ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فمدينامايجعمؾ تفعميف ! قمت لو وقد جرحتني الكممات البذيئة واستفزني التيديد 9 ميما كاف لديكـ مف وسائؿ فأنا لست منظمة . . وسأبقى أقوؿ‬ ‫أنا لست منظمو‬ ‫سجل االتيام‬ ‫جوني مف غرفة التحقيؽ إلى غرفة كاألولى التي استقبمتنا ممموءة بأجي ة مشابية كميا أضواء ممونة دائمة الوميض . . وأخذوا صديقتي‬ ‫ز‬ ‫أخر‬ ‫ماجدة إلى غرفة رئيس ا ع . . ولـ أكد ألتقط أنفاسي حتى عادوا فنادوني وأخذوني إليو مف جديد ، ألجد قائمة باإلتيامات تنتظرني تكفي أف‬ ‫لفر‬ ‫ع عمى ثبلثة رجاؿ أنت متيمة بأنؾ منظمة 9 عيف مجمة النذير ، وتعطيف دروسا لسيد قطب في مساجد دمشؽ ،وقمت بش اء بيت‬ ‫ر‬ ‫توز‬ ‫توز‬ ‫لمتنظيـ ، ونقمت سيا ة ذخي ة فييا جياز إعبلمي بنفؽ في منطقة المياجريف . . وىناؾ اعت اؼ ثابت مف واحدة مف صديقاتؾ بكؿ ذلؾ . .‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫ورفيقتؾ ىذه متأكدة تماما مف كؿ المعمومات وىي تعرفؾ جيدا ودرستؾ وعاشرتؾ ال تكذب أبدا .‬ ‫و‬ ‫ىي كاذبة ، وأنا ليست لي عبلقة بما قالت ولـ أفعؿ أي شيء أو أشارؾ بأي مما ذكرت . قمت ذلؾ وقد بدأت األمور تتضح في ذىني بعض‬ ‫الشيء ، واستطعت مف ثنايا كبلمو أف أدرؾ أف شخصا بعينو قد نقؿ ىذه الوشايات ليـ ومؤل ممفي بكؿ ىذه األكاذيب . . الشخص الذي‬ ‫طالما كنت أسمع تحذي ات عنو غـ أف عيناي لـ ترياه طواؿ حياتي . . إنو عبد الكريـ جب 9 جاسوس المخاب ات والمتعامؿ معيـ مف داخؿ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫صفوؼ اإلخواف . . أو دسيستيـ داخؿ الصفوؼ ! تشجعت ليذا الذي وصمت إليو ، وأدركت أنيا تيـ خيصة أ اد أف يمؤل بيا الصفحات‬ ‫ر‬ ‫ر‬
  • 7. ‫وحسب ، وازددت إحساسا مع كؿ الظروؼ بالثقة . . فمـ أجب تيديدات المحقؽ رئيس ع وىو يكرر عمي مف جديد 9 -إذا لـ تعترفي يا . .‬ ‫الفر‬ ‫. فمدينا ما يجعمؾ تعترفيف !‬ ‫في انتظار االعدام !‬ ‫إلى الغرفة الغامضة أعادني عنصر مف المخاب ات بأمر مف المحقؽ ، ولـ يمبث وأف أحضر رفيقتي ممؾ لتنضـ إلي ، وكانت المسكينة في‬ ‫ر‬ ‫أياميا األولى بدمشؽ وفي أوؿ سنة ليا بالكمية معي ، فمـ تكف تعرؼ ال عف البمد ال مف األشخاص أحدا ي . . وبعد أف أودعانا تحت‬ ‫غير‬ ‫و‬ ‫رقابة العنصر في الغرفة أخذوا ماجدة وبدأوا معيا التحقيؽ . . فمما انتيى ىا عاد فطمبني وقد مض مف الميؿ أكث ه وأعاد نفس الكبلـ عمي‬ ‫ر‬ ‫دور‬ ‫9-‬ ‫رفيقتؾ األولى يقصد عبد الكريـ رجب اعترفت عميؾ اعت افا أوليا ، وىذه ماجدة اعترفت االف بنفس الكبلـ ، وقالت بأنؾ منظمة ومسمحة‬ ‫ر‬ ‫جني مف الغرفة واقتادني إلى الممر ثـ‬‫عيف مجمة النذير . . ومف غير أف ينتظر جوابا مني أمر عنصر فأخر‬ ‫ا‬ ‫وقمت بأعماؿ كثي ة لمتنظيـ وتوز‬ ‫ر‬ ‫وجيني باتجاه الجدار وأمرني أف أرفع يدي واحدى جمي إلى أعمى . . فقمت في نفسي 9 خبلص . . ىا ىـ أكمموا صياغة التيمة لي . .‬ ‫ر‬ ‫واالف سيرشوني أو يعدموني !‬ ‫وما ىي إال ىة حتى وجدت رفيقتي ممؾ بجانبي ىا العنصر أف تفعؿ مثمي ، فازداد إحساسي أنيـ سوؼ يرشوننا ال ريب ، ولـ أعد أحس‬ ‫يأمر‬ ‫بر‬ ‫ي مركز حوؿ النياية التي دنت . . وكيؼ ستكوف 9 رشا مف الخمؼ أـ إعداما بالمشنقة أـ ماذا ؟ وكأنني‬ ‫ا‬ ‫ساعتيا بنفسي . . كاف كؿ شعور‬ ‫وقد تممكني الشعور بتحقؽ المنية استجمعت بقايا جمدي والتفت "بحبلوة ح " إلى العنصر المكمؼ بم اقبتنا فسألتو 9 - لماذا أوقفتمونا بيذا‬ ‫ر‬ ‫الرو‬ ‫الوضع . . ما الذي فعمناه ؟ قاؿ ببل مباالة 9 أنتـ تعرفوف ماذا فعمتـ . قمت 9 تقصد أنيـ سيعدموننا ! أجاب ىازئا 9 ال . . ىؿ تظنيف اإلعداـ‬ ‫عة والسيولة !‬‫يأتي بيذه السر‬ ‫إلى الفمق !‬ ‫مرت نصؼ ساعة أو ربما أكثر ، فالوقت في مثؿ ىذا الموقؼ ال معنى لو . . أدخمونني بعدىا عمى غرفة األجي ة وأمروني أف أجمس‬ ‫ز‬ ‫فجمست . . ولـ يمبثوا أف أحضروا ممؾ فأجمسوىا عمى كنبة أمامي في مواجية الباب الذي كاف مفتوحا بعض الشيء ، فما كادت المسكينة‬ ‫تبلمس الكنبة حتى نامت . . ولـ تعد تحس بشيء . . وأنا أكاد مف ي أتقطع ، وصوت ماجدة في غرفة التحقيؽ يبمغ أذني م ة ويغيب‬ ‫ر‬ ‫توتر‬ ‫م ة . . فبل ي ماذا تقوؿ ال أعمـ أي ن ع مف العذاب اآلف تناؿ . . وألتفت إلى ممؾ وأىمس وبودي أف أصيح لتسمع 9 -ممؾ . . ممؾ . .‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫أدر‬ ‫ر‬ ‫ي مف طرؼ الباب وتعممي ما الذي ي . . . ولكنيا في غفوتيا ال تجيب ! وظمت عمى ىذه الحاؿ حتى الصباح‬ ‫يجر‬ ‫حاولي فقط أف تنظر‬ ‫أ اقبيا وأحاوؿ أف أحادثيا ال فائدة ، وأنا عمى أعصابي ال أستطيع حتى أف أستقر عمى الكرسي تحتي ، وقد اجتمع عمي النعاس والتعب‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫والخوؼ معا . . وبيف كؿ فينة و ى عنصر قادـ وأخر عائد . . ىذا يمقي سؤاال ببل معنى واخر يكتفي بالنظر والتبسـ . . حتى أطؿ أحدىـ‬ ‫أخر‬ ‫مع إطبللة الصباح يسأؿ 9 - ىؿ تريدوف أف تفطروا ؟ ألـ تجوعوا؟ قمت لو 9ال. قاؿ 9 ماذا تشربيف ؟ أجبت 9 ال شيء . . شكر . قاؿ 9‬ ‫ا‬ ‫سأتي لؾ بكأس شاي تصحيف بو أسؾ . وذىب فأحضر الكأس ووضعو أمامي ، ولكنني لـ أستطع مف ي وتعبي أف أدنيو مف شفتي . .‬ ‫توتر‬ ‫ر‬ ‫وعندما بمغت الساعة الثامنة دخموا مف جديد فأيقظوا ممؾ ، و جونا إلى تحقيؽ جديد في القبو ىذه الم ة ،‬ ‫ر‬ ‫أخر‬ ‫وبينما ىـ ينزلوننا جات السمـ قمت ىامسة لممؾ 9 - اخ . . االف سيأخذوننا إلى الفمؽ ال محالة ! فانتفضت المسكينة تقوؿ 9 ال تقولينيا !‬ ‫در‬ ‫قمت 9 ومف الذي قاؿ لؾ أف تنامي طواؿ الميؿ ؟ لماذا لـ تسمعي ماذا قالوا لماجدة ؟ كنا استفدنا بعض الشيء أو فيمنا ما الذي سيحدث .‬ ‫أنا . . ضد الوطن !‬ ‫عبر ممر كئيب في القبو أخذوني إلى غرفة ى لمتحقيؽ وجدت في صدارتيا وجيا جديدا ىو ال ائد تركي . . أجمسني عمى طرؼ سرير‬ ‫ر‬ ‫أخر‬ ‫ي في طرؼ الغرفة وجعؿ عمى مدى نصؼ ساعة تقريبا يعيد تبلوة نفس اإلتيامات عمي بشكؿ سؤاؿ وجواب ، ويدونيا في سجؿ معو .‬‫عسكر‬ ‫كنت مف تعبي و ىاقي ال أستطيع متابعة كبلمو أو حتى فتح عيني . . فكنت أكبو قميبل ثـ أنتبو فأشد نفسي . . وعندما كاف يبمغني صوتو‬ ‫ار‬ ‫األجش بعربيتو الثقيمة أحس وكأف أمعائي توشؾ أف ج كميا مف فمي . . فمما انتيى كاف أممي الوحيد في كؿ الدنيا وقتيا أف أجد ولو‬ ‫تخر‬
  • 8. ‫ببلطة ألقي عمييا جسمي المنيؾ وأناـ . . لكف العنصر عاد واقتادني عبر الممر نفسو إلى غرفة ى في القبو وجدت فييا ضابطا اخر‬ ‫أخر‬ ‫برتبة ائد استقبمني مف فو ه بعبا ات بذيئة وكبلـ قذر . . والميجة العموية واضحة عميو . . واستمر حوالي الساعة يسمعني العبارت ذاتيا 9 -‬ ‫ا‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫أنت مف اإلخواف . . وأنت منظمة اعترؼ الجميع عميؾ . . وأنت قمت بأعماؿ كثي ة تضر بالوطف ال تستحقيف أقؿ مف عقوبة الئلعداـ . .‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫كاف كبلمو أقرب إلى شريط تسجيؿ منو إلى الحديث . . يعيده بحرفيتو ويكر ه فبل أميز انتياء المقطع مف بداية مقطع جديد إال مف اختبلؼ‬ ‫ر‬ ‫الشتيمة أو تغير عبا ات السخرية واإلستف از . . ووجدتني وكأنما تحوؿ أسي إلى جرس كبير ع ىذا جؿ عميو كؿ لحظة بكمماتو فيرتج‬ ‫الر‬ ‫يقر‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ال يستقر . . وتتكرر فيو العبا ات فيزداد اىتزز وضجيجا 9 - الجميع اعترؼ عميؾ . . الجميع اعترؼ عميؾ . . أنت منظمة . . ضد‬ ‫اا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫الوطف . . إلى اإلعداـ . . إلى اإلعداـ . . إلى اإلعداـ ! وكأنما غبت عف الوجود اخر األمر ، فما وجدتني إال وعنصر اخر يدخؿ الغرفة‬ ‫وممؾ وماجدة في طرؼ اخر منيا ويسأؿ 9 - ألـ تجوعوا يا بنات ؟ قمنالو 9 ال ،لـ نجع . فرد بميجة ذات ى 9 اآلف سنطعمكـ فروجا‬ ‫مغز‬ ‫مشويا عمى أية حاؿ ! قمت لو وقد فيمت أنو يقصد التعذيب 9 نحف بغنى عف طعامكـ . جذبنا نحف الثبلثة ، ووجدتيـ يقتادوننا عبر الممر‬ ‫نفسو فالسمـ حتى بوابة ع ، ولما سألتو وقد دب في القمؽ مف جديد 9 - إلى أيف ؟ قاؿ 9 االف ستروف . أصعدونا في سيا ة عسكرية نحف‬ ‫ر‬ ‫الفر‬ ‫الثبلثة قبالة بعضنا البعض ، وصعد عنص اف مسمحاف و اءنا ، ولـ تمبث السيا ة أف انطمقت عة مجنونة كأنما تريد أف تقفز فوؽ بقية‬ ‫بسر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫السيا ات التي كانت تخمي ليا الطريؽ مف بعيد ، وأمامنا سيا ة ى تطمؽ الصفير المدوي ، وثالثة مف خمفنا لمحماية أو الم اقبة . . ولـ نكد‬ ‫ر‬ ‫ر أخر‬ ‫ر‬ ‫نبدأ مع انعطافات السيا ة العنيفة في الصعود واليبوط حتى تممؾ ممؾ الدوار وأخذت في اإلستف اغ ، فمؤلت السيا ة مف مخمفات جوفيا ،‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وجعمتنا ونحف في حالتنا المبكية نكاد نختنؽ ، فأممنا أسيا لمو اء باتجاه الباب الخمفي بيف العنصريف ، فجعمت تكمؿ تقيؤىا بينيما طواؿ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي بالعباسييف إلى سجف أمف الدولة بكفر سوسة.‬‫الطريؽ ، مف ع التحقيؽ العسكر‬ ‫فر‬ ‫الفصؿ الثاني‬ ‫كفر سوسة 9 رحمة ج الزمف يناير 0780 -0أكتوبر 1780‬ ‫خار‬ ‫كفر سوسة : رحمو خارج الزمان‬ ‫عبرت السيا ات الثبلث بوابة السجف العامة مضيا نحو المبنى الرئيسي الذي انتصب أمامنا بطوابقو الثبلث ، والتفط السائؽ حولو بيف مم ات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ومداخؿ معقدة حتى بمغ بابا كيربائيا توقؼ بنا عنده ، واجتذبتنا األيادي م ة ى فاقتادتنا عبر ساحة المبنى الداخمية إلى باب اخر تنزؿ‬ ‫ر أخر‬ ‫خمس درجات منو إلى القبو المعتـ ، فإذا ىو عالـ اخر مف عوالـ عب التي قطعناىا خبلؿ اليوميف الماضييف عف غير ما اختيار . مضت‬ ‫الر‬ ‫األيدي القاسية عبر ممر القبو المظمـ فالتفت بنا جية إليسار وليس في طريقنا إال الصمت واأل بواب الحديدية الكئيبة ووحشة المكاف ، ولـ‬ ‫يمبث أف قطع لياثنا المتدفؽ صوت أجش أتانا مف وسط العتمة ينادي 9 -مني ة! فما كدنا نممح المنادي حتى بدت مف الجية المقابمة في اخر‬ ‫ر‬ ‫ىا أنيا سجانة أو موظفة ىناؾ .‬ ‫الممر فتاة مضفو ة الشعر ترتدي "جبلبية" شاعت موضتيا وقتذاؾ ، وجعمت تتقدـ نحونا متمايمة يوحي مظير‬ ‫ر‬ ‫. فمما اقتربت ومف غير أف يمتفت إلينا قاؿ ليا أبو عادؿ رئيس نوبة السجانيف وقتذاؾ 9 - ىيا فتشييف واحدة واحدة . ودفع بي أوؿ الجميع‬ ‫إلى غرفة عممنا بعدىا أنيا غرفة التحقيؽ والتعذيب ، ودخمت مني ة ىذه و ائي وسألتني ؟ - ما اسمؾ ؟ قمت وقد بمغ التوتر بي مبمغا 9 وماذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تريديف مف اسمي ؟ أحسست وقتيا أف بامكاني أف أقتميا مف شدة ي بيدي . . لكنيا قالت ببرود 9 -وليش معصبة؟ .‬ ‫توتر‬ ‫قمت 9 واهلل ال ي ! ماذا تريدينني أف أفعؿ ؟ ىؿ يمكف لئلنساف أف يكوف مبسوطا ىنا ! أجابت بنفس برودىا ورتابة صوتيا 9 بس ال‬ ‫أدر‬ ‫تعصبي . . أنا سجينة مثمؾ. قمت بحدة 9 لماذا تكذبيف عمى ؟ شكمؾ ىذا ليس كشكؿ السجينات . قالت 9 واهلل العظيـ أنا سجينة وقاعدة في‬ ‫جني في الكبلـ خاصة وأنيا تتحدث بالقاؼ العموية ،‬‫ميجع ممموء بنسواف مف اإلخواف . لـ أجرؤ أف أزيد معيا وظننتيا سجانة تريد أف تستدر‬ ‫لكنيا عادت وقالت لي 9 ما صدقتيني ؟ بك ه بنمتقي بالميجع وبذكرؾ . أحسست ليجة صدؽ في حديثيا فاستأنست بعض الشيء وسألتيا دوف‬ ‫ر‬ ‫أف أغادر الحذر 9 - ومف معؾ مف اإلخواف ىناؾ ؟ قالت 9 ىناؾ واحدة حاجة مف حمب و ى اسميا أـ شيماء و جمست تعد لي أسماء‬ ‫أخر‬ ‫وألقاب ال أعرفيا وأضافت 9 وأنا الشيوعية الوحيدة في الميجع والبقية كميف مف اإلخواف فتشتني مني ة بعد ذلؾ ، وفعمت الشيء نفسو مع‬ ‫ر‬ ‫ماجدة وممؾ بالتتابع ، وكاف العنصر في انتظا ي حينما انتيت ، فأخذني وأصعدني ثانية مف القبو ، واقتادني عبر سبللـ ومم ات عديدة إلى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المبنى الجنوبي ع ، ليبدأ التحقيؽ معي حسب األصوؿ !‬ ‫لمفر‬
  • 9. ‫بين يدي الجالد !‬ ‫كاف كؿ ما حولي يثير ع واإلضط اب 9 ىذا داخؿ وذاؾ ج . . باب يقفؿ واخر مف أيف ال ي يفتح . . وكؿ قادـ أو عابر يحمؿ بيده‬ ‫أدر‬ ‫خار‬ ‫ر‬ ‫الفز‬ ‫جياز السمكي أو كببل أو أداة ى لمتعذيب . . وفي البداية أدخموني عمى مكتب رئيس ع ناصيؼ خير بؾ ، فأحسست وكأنني انتقمت‬ ‫الفر‬ ‫أخر‬ ‫إلى عالـ اخر . . فالغرفة واسعة دافئة أنيقة التأثيث ، يمتد السجاد الفاخر عمى أرضيما بميابة وقد عت عميو كنبات وثي ة ومكتبة ومكتب‬ ‫ر‬ ‫توز‬ ‫ي آخر ل أس الرئيس بالحجـ الطبيعي .‬ ‫ر‬ ‫فاخر يحتؿ تمثاؿ ل أس الرئيسس األسد ركنا منو ، بينما ينتصب في اوية الغرفة القصوى تمثاؿ برونز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫وأما المقدـ ناصيؼ الذي كاف منيمكا بمحادثة السمكية وقتيا فمـ يعرني أكثر مف نظ ة ازد اء بطرؼ عينو ، وأومأ لمعنص أف يعيدني إلى‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫مكاني وأكمؿ حديثو . . ولـ ألبث أف اقتادني ذاؾ ثانية إلى غرفة ى مقابؿ مكتب ناصيؼ ، فوجدت مجموعة أشخاص مجتمعيف عمى‬ ‫أخر‬ ‫شاب مقيد يعذبونو ويحققوف معو ، وناصيؼ ممسؾ جياز البلسمكي بيده يتحدث فيو م ة ومع الشاب المسكيف والعناصر م ة . ولـ يمبث أف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أ شار بيده إلى العنصر الذي أحضرني فجذبني ذاؾ مف منكبي وأمرني أف أنتظر ج الغرفة مف جديد ، وأنا كالنائمة ال أكاد أقدر عمى‬ ‫خار‬ ‫متابعة المشاىد المتجددة والوجوه المتعاقبة واألصوات التي تختمط الشتائـ فييا باإلستغاثات واآلىات ! عاف ما عاد العنصر فأدخمني الغرفة‬ ‫وسر‬ ‫ذاتيا ألحضر تعذيب الشاب نفسو لعمي أخاؼ وأتكمـ ما يريدوف . كانوا أربعة أو خمسة يشتركوف في التعذيب أمامي بالكابؿ والعصي‬ ‫والخيز اف والكيرباء 9 ناصيؼ خير بؾ رئيس ع ، وال ائد عبد العزيز ثمجة وىو جؿ ضخـ الجثة بالغ الجبلفة ، وعناصر آخروف كاف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفر‬ ‫ر‬ ‫أحدىـ لـ يبمغ العش ريف بعد مجندا مف عا كما عرفت الحقا ينادونو حسيف ، ولـ أعرؼ مف كاف ذاؾ الشاب ولماذا يعذبونو ، لكنو كاف‬ ‫در‬ ‫يصيح طواؿ التعذيب ويستغيث مناديا 9 - واهلل العظيـ موأنا . . ثـ اعترؼ اخر األمر ال ي ليتخمص مف مزيد مف العذاب أـ لسبب اخر‬ ‫أدر‬ ‫فأق أنو قتؿ أحد الضباط . . وعندما اشتد التعذيب عميو وكاد ص اخو يصيبني باإلنييار التفت إلى العنصر معي وسألتو 9 -لماذا أتيتـ بي ىنا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫؟ قاؿ بسخرية 9 ال أعرؼ . . إسألييـ. قمت بانفعاؿ 9 ال أريد أف أسأليـ ولكف أنا ما عندي شيء ألعترؼ بو ويضعوني في ىذا الموقؼ‬ ‫ج عمى تعذيب الناس . ولـ يزد العنصر عف أف ىز كتفيو وابتسـ متيكما وىو يقوؿ 9 -ال أعرؼ . . ال عبلقة لي بأي شيء ىنا !‬‫فأتفر‬ ‫واستمر الضرب والتعذيب حوالي نصؼ الساعة أنيضوا الشاب بعدىا مضرجا بالدماء والكدمات فكبموا يديو ورجميو ، وفيما اقتادني العنصر‬ ‫ج ىاويا يئف ، ونادى عمى‬‫و اءه ألكمؿ كما يبدو رؤية المشيد ، سحب ال ائد ثمجة الشاب إلى أس ج ، ثـ ركمو برجمو بكؿ قسوة ، فتدحر‬ ‫ر الدر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أحد ما ىنالؾ لينزلو إلى المنفردة في القبو أسفؿ المبنى ، وعاد فأمر العنصر ليدخمني إلى الغرفة م ة ى ، فأوقفني في اويتيا ، وجعؿ‬ ‫ز‬ ‫ر أخر‬ ‫ناصيؼ وثمجة يتحدثاف بالبلسمكي ال ي مع مف ، ثـ ج الجميع فجأة ، ليعود ال ائد ثمجة وحده ويغمؽ الباب كيربائيا بضغطة زر ،‬ ‫ر‬ ‫خر‬ ‫أدر‬ ‫فاستوى الباب بالجدار حتى لـ أعد ي مف أيف دخؿ ال أيف كاف ىذا الباب . . ومف غير أف يمفظ أي كممة أو يسألنى أي سؤاؿ لـ أحس‬ ‫و‬ ‫أدر‬ ‫إال وصفعة مفاجئة تأتيني عمى حيف غ ة اصطدـ أسي مف عزميا بالجدار وارتد ، وصارت الدنيا تدور كميا في ، وصرت ى ال ائد أمامي‬ ‫أر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي . . إذا ما بدؾ تحكي ما بتعرفي ما‬‫أربعة أشخاص معا ، و ى أسي أسفؿ مني جبلي فوؽ ال أس وفوقي ! لـ يزد عف أف قاؿ 9 - انظر‬ ‫ر‬ ‫ور‬ ‫أر ر‬ ‫الذي سيحصؿ لؾ .‬ ‫بساط الريح !‬ ‫ج ال ائد ثمجة ىة لـ أكد أتمالؾ فييا نفسي حتى عاد مع ناصيؼ ورئيس الدورية التي أحضرتنا مف البيت وشخص ابع لـ أعرؼ مف‬ ‫ر‬ ‫بر‬ ‫خرو ر‬ ‫كاف . وابتدرني ناصيؼ يقوؿ 9 -وليؾ . . شو ما بدؾ تحكي ؟ ما بدؾ ي وتدلينا فيف أخوؾ ؟ قمت لو 9أخي ليس ىنا . قاؿ 9 إذا أيف ىو‬ ‫تقر‬ ‫؟‬ ‫قمت 9 ال أعرؼ الظاى أنو ذىب ليكمؿ د استو . وواقع األمر فإف أخي صفواف كاف قد أخبر أمي عندما زرتو في األردف وقاؿ ليما 9 إذا سألؾ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أبي أيف أنا فقولي لو ذىب ليكمؿ د استو في الباكستاف . تذكرت ذلؾ بمجرد أف سألني عنو ، ولـ أكف ي وقتيا بأف أمي كانت معتقمة في‬ ‫أدر‬ ‫ر‬ ‫نفس السجف معي ، وأنو سأليا قبؿ دقائؽ عف أخي فأجابت الجواب نفسو ، والتقى كبلمي مع كبلميا في ىذه النقطة ، األمر الذي أعفاني مف‬ ‫التعذيب عمى ذلؾ السؤاؿ ، ولكنو سألني بمؤـ 9 -أنت تعرفيف بأف أخاؾ ىنا ، وسوؼ تأخذيننا وتدليننا عميو ، أو عمى رفاقو والبيت الذي‬ ‫يجمسوف فيو . قمت 9 ال أعمـ أي شيء مف ىذا . . فنادى عمى أحدىـ وقاؿ لو 9 إذىب وأحضر ليا بنطاال وأعطيا إياه خمييا تنستر وضعيا‬ ‫عمى بساط الريح . تقدـ العنصر مني وطرحني عمى ح مف الخشب لو أحزمة طوؽ بيا رقبتي ورسغي وبطني وركبي ومشط رجمي ، ولما‬ ‫لو‬
  • 10. ‫تأكد مف تثبيتي رفع القسـ السفمي مف ح الخشب فجأة فبات كال اوية القائمة ، ووجدتني وأنا بيف الدىشة و عب مرفوعة الرجميف في اليواء‬ ‫الر‬ ‫ز‬ ‫لو‬ ‫وقد سقط الجمباب عنيما ولـ يعد يغطييما إال الجوارب والسرواؿ الشتوي الطويؿ ، ال قد ه لي عمى تحريؾ أي مف مفاصؿ جسمي . . وبكؿ‬ ‫و ر‬ ‫وقاحة صاح العنصر يقوؿ 9 - انظر سيدي .. أ أيت ؟ قالت إنيا ليست مف اإلخواف . . ولكف انظر كيؼ أنيا منيـ ومجي ة نفسيا لمفمقة ال‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫حاجة ليا لمبنطموف ! حاولت دفع أي مف القيود الجمدية عف مفاصمي فما استطعت . . وقبؿ أف أحاوؿ إعادة ح الخشب إلى استقامتو طمبا‬ ‫لو‬ ‫لمستر كانوا قد عمقوه مف جنزير مثبت بو إلى السقؼ ، وتقدـ رئيس الدورية التي اعتقمنا وبيده خيز انة طويمة رفيعة وسألنى بميجة تيديد‬ ‫ر‬ ‫صريح 9 -شوما بدؾ تحكي ؟‬ ‫قمت 9ليس لدي أي شيء ألحكيو . في نفس الوقت كاف ال ائد ثمجة فوؽ أسي يجيز مولدا كيربائيا مربع الشكؿ موص ال بالفيش ولو يد يدار‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بيا ومبلقط قربيا مني وأطبقيا فجأة عمى أصابع يدي . . وفيما ىوى ذاؾ بالخيز انة عمى بطف جمي أطمؽ ىذا شحنة مف الكيرباء سرت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كالنار في بدنى ، فقاؿ دوف أف يمتفت لصرختي 9 -ىو إلسو مابدؾ تحكي ؟ صرخت 9 قمت لكـ ماعندي شيء لمحكي . قاؿ ببرود 9 أ أيت‬ ‫ر‬ ‫كـ كانت الكيرباء قوية؟ ىذه أخؼ الموجود لدينا! قمت 9 حتى ولو كاف ، ىؿ أعترؼ بأشياء أنا لـ أفعميا ! قاؿ 9 ال . . أنت تكذبيف وتخبيف‬ ‫عمينا . . بدؾ تقومي اآلف تأخذينا وتدلينا عمى البيت الذي يسكف فيو أخوؾ ورفاقو واال فسنأخذؾ إلى تدمر ! وأقبؿ ثمجة ىنا بصو ة قربيا مف‬ ‫ر‬ ‫وجيى وسألنى 9 - ىؿ تعرفيف ىذا الشاب ؟ قمت 9ال. قاؿ 9 كيؼ ؟ أال تعرفيف رفاؽ أخيؾ ؟ قمت 9ال. قاؿ 9 لكف ىذا رفيؽ أخيؾ الحميـ . .‬ ‫ىذا عبد الكريـ رجب . . أال تعرفينو ؟ قمت بحزـ وقد تأكدت لي الوشاية الرخيصة التي حيكت لي 9 ال . . ال أعرفو . تبسـ ال ائد ثمجة‬ ‫ر‬ ‫ى تتاج انفعاالت وجيي 9 - ىبة الدباغ 9 منظمة مع اإلخواف‬‫ابتسامة صف اء ع يقر مف مجموعة أو اؽ بيف يديو بعيف ، وعينو األخر‬ ‫ر‬ ‫ر وشر أ‬ ‫وتتعامؿ معيـ . . اشترت ليـ بيتا ، وتعطي دروسا لسيد قطب في مساجد دمشؽ و . . خت بانفعاؿ وأنا أسمع قائمة اإلتيامات الكاذبة‬ ‫صر‬ ‫لمم ة األلؼ 9 كذب . . كذب . . ال أعرؼ أي شيء تتحدث عنو . دس ال ائد ثمجة األو اؽ بوجيي وىو يقوؿ 9 -أال ي ؟ ىذا كمو مكتوب‬ ‫تر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ىنا . . كمو مف اعت افات الرجب . . ىو الذي تكمـ عنؾ بيذا ، وىو مف اإلخواف مائة في المائة ويعرؼ عنؾ كؿ شيء ال بدوأنؾ تعرفينو‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫أيضا . . عدت إلى قولة كبل . . وعاد التعذيب مف جديد ، وصار رئيس الدورية يضرب قدمي بكؿ عزمو ، حتى أصبحت الخيز انة عندما‬ ‫ر‬ ‫تيوي عمييما تشؽ اليواء بصوت كالصفير ، وجاء عنص آخر بخيز انة ثانية وجعؿ يشارؾ معو الضرب ، فيما عاد عبد العزيز ثمجة فقبع فوؽ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أسي وجعؿ يكوي أصابعي بالكيرباء مف جديد . كاف األلـ أشد مف أف يوصؼ . . وكنت في البداية أصيح 9 يا اهلل . . لكنني لـ أعد‬ ‫ر‬ ‫أستطيع اخر األمر أف ج صوتي ، فصرت ح ب أسي فقط ولـ أعد أحس بشيء . . ووجدتيـ بعد عشر دقائؽ تقريبا مف الضرب‬ ‫ألو ر‬ ‫أخر‬ ‫المتواصؿ يتوقفوف فجأة ، ومع الشتائـ والعبا ات البذيئة طرؽ سمعي عبا ة 9 - إلى تدمر! عاف ما انفكت القيود عف مفاصمي ، وسحبني‬ ‫وسر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫عنصر مف غرفة التعذيب عبر المم ات والسبللـ ثانية إلى سيا ة متوقفة عند الباب ، ففوجئت برفيقتي ماجدة قد سبقتني إلييا بح اسة عنصر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حية إلى أف بمغت الباب الخارجي ، فسألنى مف جديد‬‫آخر . أركبانا معا ولكنني لـ أجرؤأف أتحدث معيا بشيء . . وانطمقت السيا ة بحركة مسر‬ ‫ر‬ ‫9 -لسو ما بدؾ تحكي ؟ أحسست وكأف أعصابي المشدودة تصيح كميا معي بصوت واحد 9 -ما عندي أي شيىء أحكيو . . أنا ال عبلقة لي‬ ‫بأحد . . ىؿ تريدوف أف أكذب عميكـ فقط ؟ ىؿ تريدوف ! توقفت السيا ة ، ولـ يمبث السائؽ أف عاد بنا إلى المبنى مف جديد، وأعادوني م ة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ى إلى التعذيب . . وعادت نفس األسئم ة واإلتيامات ح عمي ، لكف الضرب والتعذيب اشتد أكثر ، و اد عدد المشاركيف بتعذيبي حتى لـ‬ ‫ز‬ ‫تطر‬ ‫أخر‬ ‫أعد أستطيع أف أعرؼ عدد مف حولي أو عدد المحصي والخيز انات التي تيوي عمى رجمي . . وبدأت ى الغرفة كميا عصيا وخيز انات . .‬ ‫ر‬ ‫أر‬ ‫ر‬ ‫والناس فييا مف كث ة أسئمتيـ كالضفادع تنؽ وتنؽ بصوت واحد غامض . . فمـ أعد في النياية أجيب عمى أحد ! وأتاني صوت ال ائد ثمجة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مف جديد يقوؿ 9 - ىا . . أنت إذا مسمحة . . انظروا إلييا . . تدعي الب اءة وتنفي أنيا منظمة وىي ليست مف اإلخواف وحسب . . ولكنيا‬ ‫ر‬ ‫مسمحة أيضا! أحسست أف تيمة أكبر تمفؽ لي ىذه الم ة فصرخت بعصبية 9 ال . .أنا ال عبلقة لى بأحد . . وأنا لست مسمحة . قاؿ 9 ولكف‬ ‫ر‬ ‫ىا لتقوؿ ذلؾ أمامي . . ربما قالت ذلؾ مف خوفيا حتى تنجو مف‬ ‫رفيقتؾ ماجدة ىي التي قالت ذلؾ عنؾ . قمت 9 ال تصدقيا . . أحضر‬ ‫الضرب . قاؿ 9 ال . . رفيقتؾ ال تكذب . . ىى أصدؽ منؾ . . تكممت عف كؿ شيء وما تعذبت ، وأنت أذا لـ تتكممي فستبقي تأكمي ضربا‬ ‫حتى تحكي . وتقدـ ثمجة مف جديد نحوي وبيده بطارية كيرباء وضعيا عمى فمي مباش ة وقاؿ بميجة التيديد 9 -الف تتكممي ؟ قمت 9 ما‬ ‫ر‬ ‫عندي شيء أحكيو . . ميما وضعت لي الكيرباء أو أطعمتني ضربا فما عندي شيء أحكيو ولف أكذب عمى نفسي . وىنا صاح ناصيؼ‬ ‫ى بعدىا . والتفت نحوي ميددا يقوؿ 9 -إذا لـ تتحدثي بكؿ شيء‬‫بضجر 9 - ىيا أنيضيا وأعطيا ورقة لتكتب ما لدييا مف معمومات وسنر‬
  • 11. ‫ىذه الم ة فاعممي أف لدينا عناصر الواحد منـ كالوحش يسد الباب . وأضاؼ 9 - ىؿ تعرفيف ألشوايا الديرية كيؼ يكوف شكميـ ؟ إذا لـ‬ ‫ر‬ ‫ى بعدىا !‬‫تعترفي فسأدخميـ عميؾ وسنر‬ ‫الموت احة المؤمن !‬ ‫ر‬ ‫أنيضوني عف "بساط الريح " فوجدت نفسي مبممة مف غير أف أشعر، وكنت كأنما أغمي عمي أثناء التعذيب فدلقوا عمي سطؿ ماء حتى‬ ‫ى ف أيت الغرفة خمت تقريبا مف الناس ، وأدركت مف خبلؿ نافذة كانت فوؽ أسي أف الدنيا قد أصبحت ليبل ،‬ ‫ر‬ ‫أصحو . تمفت حولي كالسكر ر‬ ‫فقدرت أف ساعتيف أو ثبلث انقضت عمي وأنا في التعذيب ! وبينا أنا ال أ اؿ أحاوؿ استعادة توازني جاء أحد العناصر بورقة وقمـ وجمس‬ ‫ز‬ ‫ي . . إذا حكيت فستساعدي نفسؾ ، واال فستطمسي أكثر مما أنت طامسة . قمت لو 9 ماعندي أي شيء أحكيو . قاؿ‬‫أمامي يقوؿ 9 - انظر‬ ‫9 ال أحد يأتوف بو إلى ىنا وما عنده شيء . . ال أحد يصؿ ىنا إال إذا كاف مذنبا . قمت لو 9 ولكف أنا ليس لدي أي شيء . قاؿ 9 أنت ح ة‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫. وأعطاني استما ة معمومات عامة عف د استي ومدارسي ثـ عف عبلقتي بتنظيـ اإلخواف . . أجبت بما أعرؼ وأعطيت الورقة لمعنصر فذىب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫خ في 9 - ىؿ ىذه أجوبة تمؾ التي أجبت بيا يا أخت‬‫بيا ، ولـ يمبث أف عاد ال ائد ثمجة ح بيا ومبلمح الغضب بادية عمى وجيو وىو يصر‬ ‫يمو‬ ‫ر‬ ‫اؿ . . . واندلقت كؿ الشتائـ والعبا ات البذيئة دفعة واحدة مف لسانو وكأنيا كانت تنتظرفرصتيا لئلفبلت وفى آ عبا ة أطمقيا سمعتو يقوؿ‬ ‫خر ر‬ ‫ر‬ ‫9 أنت تعرفيف ىذا البيت الذى يسكف فيو أخوؾ ورفاقو وبدؾ تدلينا عميو اآلف لكف أنا أعرؼ لماذا ال تريديف ذلؾ . . تريديف أف تماطمى بالوقت‬ ‫ج ، ولـ يمبث أف عاد وقاؿ 9 -‬‫حتى ييربوا وسجؿ دوف أف أرد عميو بعض الكممات عمى االو اؽ التى معو ج ولـ يمبث أف عاد وقالوخر‬ ‫وخر‬ ‫ر‬ ‫إذالـ تتكممي فسننزلؾ إلى القبو ،والقبواذا نزلت إليو ال تخرجى منو حتى تموتى قمت لو 9 أحسف. . الموت احة المؤمف !‬ ‫ر‬ ‫قاؿ بغيظ 9وتجيبيف بكؿ وقاحة وكؿ عيف يخرب بيتؾ الـ تحسي كـ أكمت مف قتؿ ؟ أال ي في أف حمى نفسؾ وتعترفى لتخمصىمف ىذا‬ ‫تر‬ ‫تفكر‬ ‫العذاب. قمت لو 9لكف أناليس لدي أي شيء حتى أعترؼ بو . . قمت لكـ ماعندى شىء 9 في تمؾ المحظة دخؿ ناصيؼ خير بؾ مف‬ ‫وسمعنى أقوؿ ذلؾ جديد لم ائدثمجة،فابتدرني بتكشي ة ونظ ة عبة وقاؿ والشتائـ البذيئة تسبؽ كمماتو- إذا الـ تعترفي بكؿ شيء االف ..‬ ‫ر مر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مباش ة . .فسوؼ أعريؾ مف ثيابؾ صحت وقدىزني التيديد9لكف اناماعندي شيء احكيو . قاؿ بميجة األمر9إخمعي جمبابؾ .وقفت ىنا ونظرت‬ ‫ر‬ ‫إليو والخوؼ الحقيقي يغمرقمبي ألوؿ م ة . ؿ قاؿ أالتريديف أف تخمعيو؟ أناسأخمعو لؾ. وتقدـ مني فمد يده يريد أف يفؾ أز ار الجمباب فما وجد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫شيئا . ففي تفصيمة ذلؾ الجمباب كانت األز ار مخفية ، فحوؿ يده وأنا أحاوؿ مدافعتو إلى أسي ع حجابي فمـ يستطع . . أمسكني مف‬ ‫ر لينز‬ ‫ر‬ ‫ى تحت الحجاب وكاف طويبل وقتيا وممفوفا لمخمؼ أمسكني منو وبدأ يشده فينجذب أسي كمو مف غير ادة مني إليو ،ثـ يعود ويخبطو‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫شعر‬ ‫بالجدار . .وسيؿ الشتائـ البذيئة ي افؽ ذلؾ كمو ،لكنو لـ يتمكف غـ ذلؾ مف ع الحجاب ألف غطاء الصبلة كاف قد نزؿ في أكمامي عندما‬ ‫نز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لبست الجمباب فوقو ساعة اإلعتقاؿ . .فصاح بي 9 وتقولي عف نفسؾ أنؾ لست مف اإلخواف وثيابؾ كميا ممتصقة ببدنؾ التصاقا والجمباب‬ ‫أزر ه سرية ومخفية ومجيز اخر تجييز! .‬ ‫ار‬ ‫ومع استم ار صمتى وسيؿ الشتائـ منو نادى أحدىـ ليعطيو الكبؿ أو الخيز انة ليجدد ضربي . . ووقتيا كانت قدماي قد تورمتا مف الضرب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ولـ يعدبإمكاني لبس الحذاء، فقاؿ وىويتناوؿ ماطمب 9ال تريديف الكبلـ ؟ أنا سأريؾ " وتقدـ ليبدأ ضربي ، فركضت بعفوية منو والتجأت و اء‬ ‫ر‬ ‫الطاولة فركض و ائي . . وبدأت أركض و حوليا وىويركض و ائي ليمسؾ بى ويصيح 9 يخرب بيتؾ كؿ ىذا التعذيب والضرب ال اؿ فيؾ‬ ‫وز‬ ‫ر‬ ‫أدور‬ ‫ر‬ ‫ح لتنطي وتركضى ونادى الحاجب وقاؿ لو 9 أمسكيا مف عندؾ فمماتقدـ العنصروأمسكني صاح ناصيؼ فيو 9 خذىا . . خذىا تنقمع مف‬‫رو‬ ‫وجيى . . خذىا إلى المنفردة . . ال أريد أف أ اىا أكثر مف ذلؾ. لـ أصدؽ أف حفؿ التعذيب قد انتيى ولـ أعي مامعنى أف أذىب الى المنفرده‬ ‫ر‬ ‫إال عندما دفع العنصر حذائى الى وجذبنى ج الغرفو وجعؿ يقودنىعبرلسبللـ والمم ات ثانية نز الىذه الم ة وىويقوؿ لى9 لماذا؟ لماذا لـ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫خار‬ ‫ي كيؼ انتفخ وجيؾ وازرقت يداؾ وتورمت جبلؾ وأكمت قتؿ الدنيا‬ ‫ر‬ ‫تتكممي ؟ أما كاف ذلؾ أفضؿ لؾ ؟ كنت عمى األقؿ أفت بحالؾ . . أنظر‬ ‫ر‬ ‫حتى لـ تعودي تستطيعيف أف تمبسي حذائؾ . قمت 9 ماعندي شيء أحكيو . وأضفت وقد فاض بي األمر ولـ أعد ألقي باال لكمماتي 9 اهلل ال‬ ‫يعطييـ العافية ى الء الظبلـ . . لكنو وكأنما كاف يؤدي دور مرسوما لـ يمتفت لعبارتي وأكمؿ يقوؿ 9 لكف لوأنؾ كذبت عمييـ كنت خمصت‬ ‫ا‬ ‫ؤ‬ ‫حالؾ. قمت 9- أنا ال أكذب وأعمـ أف الذي يصدؽ ىنا أو يكذب فنتيجتو واحدة . سألنى بدىاء9 وكيؼ عرفت ذلؾ ؟ قمت 9 - ألنيـ لـ‬ ‫يصدقونني . . قمت ليـ الحقيقة فمـ يصدقوا فكيؼ سيفعموف إف أنا كذبت عمييـ ! كنا قد وصمنا باب القبو أخير ، فوجدت حسيف . . العنصر‬ ‫ا‬