عام 1936م، أي بعد اكتشاف مركبات السلفا بعام- مركبات السلفا تعطل تصنيع حمض الفوليك، والذي تصنع منه البيورينات والبيرميدينات-كان طبيبنا في البصرة، وقد وصلته علبتان من مركب البرونتوزيل إلى عيادته، وهو أحد مشتقات السلفا التي تعالج التهاب الميكروب العقدي (Streptococcus) .
فوجئ طبيبنا يوما بصديقه الصيدلاني يدعوه إلى مرافقته لعيادة زوجه المريضة بحمى النفاس، وكانت تحت رعاية طبيب قطع من شفائها الرجا، وكان على طبيبنا القيام بعمل اليوثاني العتيد!
تذكر طبيبنا دواءه الجديد، واستأذن الصيدلاني في استعماله كما يجب أن يفعل الطبيب في تجربته الأولى لأي دواء، فوافق الصيدلي إذ إن زوجه ميتة لا محالة. وبعد 3 حقنات هبطت حرارة المريضة من ْ٤۱ إلى ْ۳٧,٥، وتحسنت حالتها وتفتحت شهوتها للطعام وبدأ ثدياها يدرّان الحليب. وكان موقف الطبيب المعالج أن الأمر كان محض خطأ في التشخيص، وليس معجزة من معجزات الاكتشاف الطبي !
ككسور العمود الفقاري القاتلة في العنق، والتي تشل التنفس، فيحتال الطبيب حينئذ على العلة باستعمال رئة صناعية يديم فيها تجديد شحن الدم بالأكسجين، وكذلك شلل الحجاب الحاجز
العلل المستعصية تماما على العلاج والمصحوبة بألم شديد يتمرد على الجرع الشرعية لجميع المسكنات والمخدرات. حيث يرفض القوامون على المريض تفريج الكرب بجراحات الدماغ التي قد تقطع مسارات الألم، ولكنها قد تحيل المريض إلى كائن أشبه بالحيوان